الشيخ الاسير محمد النوكاوي

رحيل حفيظ بنهاشم ما بعد أصداء وزوابع وتوابع العفو عن المغتصب الاسباني وكيف يكافؤ المخزن خدامه ؟

moh nikawyرحيل حفيظ بنهاشم ما بعد أصداء وزوابع وتوابع العفو عن المغتصب الاسباني

كيف يكافؤ المخزن خدامه ؟

 

بقلم المعتقل الاسلامي محمد نوكاوي

 

لم تكن مسألة العفو عن السجين الاسباني المغتصب للأعراض وللطفولة البريئة فضيحة بكل المعايير فحسب ، فقد كشفت لنا الحجم الحقيقي للوطن والمواطن في زمن المتناقضات كلها ،عندما تختلط المصالح العليا للوطن كما زعموا بقيمة الانسان في وطنه و بالصلاحيات الواسعة المخولة للملك في زمن المنعطفات الكبرى والثورات التي شكلت في العالم فورات أقلقت أنظمة وهزت اخرى..

 

كان دانيال سجينا من النوع الرديء المحتقر في عالم العتمة ذلك أن العتمة  تخفي في عالمها موازين اخرى ومعايير للاحترام والاجرام يعيش في ظلها مقترف الجرائم المقززة في الظل منبوذا حتى من عالمه الذي يحتويه في السجن.

 

هذا السجين المنبوذ بجريمته اصبح في غفلة الزمن رجلا مهما تتدخل دولة لها وزنها في المنطقة من اجل اطلاق سراحه وتذعن لها بلادنا مرة باسم المصالح الوطنية واخرى تحت عنوان الخطأ .. ومهما يكن فقد اطلق سراح المغتصب وخرج من بلادنا مرفوع الرأس مباهيا بما حقق من انجازات حقيرة في دفتر الاخلاق والقيم،،،

 

ما يلفت الانتباه لما خلفته قضية العفو عن الاسباني اليقظة التي اصبحت الجماهير تتسم بها اذ سرعان ما انتفضت فكشفت الكثير من الاختلالات داخل دائرة القرار المغربي بتناقضات البيانات المبررة لما تم بالمصلحة الوطنية ثم بالخطأ الجسيم لتتحول الى تدخل من القصر والغاء للعفو  وهو ما ادخل الجميع في نفق لاينتهي من التوقعات والتخمينات واليأس من تحقيق هدف استعادة المجرم لانهاء مدة محكوميته في السجن المركزي القنيطرة

 

على تلك اليقظة نعول في تصحيح مسارات واختلالات آن الأوان للنكش فيها وحشد جماهير الامة وتوعيتها لتكون مواكبة لما يتم تحقيقه من مكتسبات الحرية ما بعد منعطف الثورات الكبير،،،

 

لاتزال دار لقمان على حالها وكأن المخزن وهو مصطلح متجذر في الثقافة المغربية يكشف عن تلك العلاقة بين المواطن وحاكميه وهي علاقة مبنية اساسا على الاستبداد كطابع غالب على معنى المخزن في موروثنا التاريخي والسياسي والثقافي والشعبي اراد ان يلقي في روع الجماهير المنتفضة لا القائمة  بان الهراوة هي اللغة الوحيدة التي يتقنها  من يحرك دواليب حكومة الظل،، فقد دأب المغاربة من زمن على تلقي الهراوة في كل مرة ينتفضون فيها من اجل العيش والعدالة والحرية

الهراوة هاته المرة لم تأتي بالثمار المرجوة ودرس درعا البلد لا يزال شاخصا في العقل الجمعي للامة المنتفضة

بين هذا وذاك تأتي أقالة حفيظ بنهاشم من منصبه في محاولة لتحقيق عنوان المحاسبة ولكنها محاسبة ومسائلة منقوصة على الطراز المغربي الشديد الخصوصية في كل شيء الخصوصية التي نعني بها الغرابة واللامألوف

 

كان مطلب اقالة بنهاشم ملحا من سنوات لانه جاء للمندوبية  كما جاء الحجاج لاهل العراق وبدا حياته المهنية في عالم السجون بالقهر وتكريسه حتى تحول الموظف السجني في عهده الى سجان لا يختلف في شيء عن عشماوي الشهير في مصر  دأبه القمع والعنت والتعذيب وديدنه ودينه الفساد،، وهكذا في سنوات خلف لنا بنهاشم في المؤسسات السجنية عاهات آدمية لاتؤمن بحق الانسان في ادنى هامش للكرامة  والحياة.

 

اقيل بنهاشم عندما اراد المخزن اقالته ككبش فداء ولولا أن الصدمة كانت اكبر مما توقع المهتمون بامن البلد لظل جاثما على الصدور والى ماشاء الله

 

كان بنهاشم وصمة عار على جبين المغرب بما كرسه من قمع وسحل وقهر من سنوات الجمر ومضى غير ماسوف عليه ،،، عندما استقدم ليدير المؤسسات السجنية جاء لهدف وحقق غاية وعندما اقيل حقق هدفا وغاية

 

لايهمنا ان يقال او يستقيل بنهاشم الاهم من هذا أنه كشف لنا ان المخزن كان قادرا على ازاحته بعد كل ما جذره في السجون منذ حل بها إلى أن رحل مرورا بما  انجزه في مأساة 9 اكتوبر 2010،، بما فيها من اختطاف وسحل وتعرية وترهيب.

 

ولكنه ترك في منصبه لأن صلاحيته لم تنتهي بعد ولأن المخزن له في بقائه مآرب اخرى تحقق المأرب باقالته عندما حدثت فضيحة العفو عن المغتصب الاسباني

اما المعتقلون الابرياء من التيار الاسلامي والحق العام المنكل بهم  فلا قيمة لهم ليقال بنهاشم لانتهاك آدميتهم طالما انه يسد ثغرة في المشهد المغربي

 

لايزال الدرس متواصلا  فقد علمنا المخزن ان يده الطويلة جدا قادرة على ان تعيد بيادق قطع الشطرنج إلى مكانها  وهي تقدم المناصب لخدامها وتقيل اخرين في اطار نفس المشهد الذي يخدم المخزن واهدافه الكبرى

 

علمنا المخزن من زمن بعيد ان له عدة طقوس  منها طقوسه في مكافاة خدامه الاوفياء ودرس البصري ولعنيكري وبنهاشم لايزال عميق الثراء

 

 

تلك وقفة كان لزاما علينا ان نقفها لنتأمل المشهد المغربي في تبعثراته ما بعد زوابع وتوابع واصداء العفو عن مجرم  اصبح طليقا لغاية في نفس يعقوب

 

 آن الاوان لنلتفت لاشهار المظلومية وتعرية الزيف ولفت الانتباه لنا كمعتقلي رأي وعقيدة  لازالوا فئران تجارب في حقل مكافحة الارهاب المبير بقوانيه المثيرة لجدل القامعة للحريات،،

 

اننا رقم مهم سواء بعدديتنا داخل المعتقلات او رقمية  من خرج منها بقضاء المدة

 

ينبغي لنا ان نعي الدرس جيدا ونبدأ من حيث انتهى درس العفو الذي اسال انهارا من الحبر وما يزال،،،،


السجن المحلي بطنجة ليلة العيد

 

عن Admin

اترك تعليقاً