هاني حسبو

محمد الدرة المصرى

محمد الدرة المصرى

 

هاني حسبو
هاني حسبو

لعلها ذكرى لا تنسي ولا يمكن محوها من الذاكرة أبدا تلك التى حدثت فى الثلاثين من سبتمبر عام 2000 فى اليوم الثانى من الإنتفاضة الثانية للأقصى حيث ذلك المشهد البليغ:

مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر إثنتى عشرة عاما خلف برميل أسمنتى احتمى الأب والإبن ببعضهما البعض والصبى يبكى والأب يشير لمطلقى النيران بالتوقف ثم يتبع هذا الإستعطاف إطلاق وابل من النيران والغبار ثم ركود الصبى على ساقى والده بعد 59 ثانية من البث أخبرنا جميعا بأن آل الدرة كانوا هدفا للقوات الإسرائيلية وأن الطفل قد قتل

فى أعقاب ذلك رأينا مشهدا مهيبا لتشييع جنازة الطفل الشهيد البطل محمد الدرة الذى أصبح أيقونة للشهادة والبطولة لكل حر أبى لا يرضى بالذل والهوان ومن ثم اطلقت شرارة الإنتفاضة الفلسطينية ضد الغدر والخسة والخيانة

ما أشبه اليوم بالبارحة فاليوم نشهد حادثا مشابها تماما لهذه الفاجعة شاهدنا محمد الدرة النسخة المصرية ذلك الطفل الشهيد شهيد مسيرة العمرانية الذى لم يكتف المجرمون بقتله بل أرسلوا زبانيتهم ليسرقوا جثته من المستشفى جاءوا ليخطفوه من بين أحضان والده ليخفوا جريمتهم الشنعاء

أفعال لا يرتكبها الا الصهاينة صهاينة العرق وصهاينة المبادىء فالصهيونية ليست خاصة بأفراد ينتمون لبلد معين بل بأفراد تتشابه قلوبهم وأفعالهم هم أعداء لكل ما يمت لدين سماوى مقدس أو أى صفة تنتمى للإنسانية شاهدنا كل أنواع الإجرام :

اعتقالات ضرب للنساء والأطفال حرق للمساجد وهدم للمنازل ووصل الأمر لذروته اليوم باختطاف شهيد من بين أحضان أبيه والرجل يصرخ(أه يابنى أه)(هو ربنا قال كده) تذكرنا هذه الكلمات بذلك الطفل الذى يبكى على فراق أمه غير مصدق أنها قد ماتت يوم مجزرة رابعة وهو ينادى عليها بأعلى صوته (اصحى يا ماما اصحى بالله عليكى)

وبما أن الصهاينة متشابهون فى الأفعال والأفكار فكانت الحجة واضحة وواحدة انها (الحرب على الإرهاب) الشماعة التى يعلقون عليها جرائمهم دائما

يبقى السؤال الأهم: لقد انتفض أحرار العالم غضبا وثأرا لمحمد الدرة لذلك استحقوا لقب أحرار ، فهل سينتفض المصريون لمحمد الدرة المصرى أم سيرضوا بالهوان والذل حتى يصبح عندنا محمد الدرة فى كل بيت مصرى؟

هاني حسبو

عن Admin

اترك تعليقاً