أنصار السنة ووثيقة الإنقلاب

dostor1أنصار السنة ووثيقة الإنقلاب

تعتبر جماعة أنصار السنة المحمدية من أشهر الجمعيات الدعوية والخيرية التى تعمل على أرض الواقع ببلدنا الحبيبة ولها مجهود رائع فى الدعوة الى الله وتأهيل الدعاة الى الله عزوجل على منهج السلف الصالح.

أسسها وأرسى دعائمها علماء كبار عظام أمثال الشيخ محمد حامد الفقى والشيخ عبد الرزاق عفيفى رحمهما الله تعالى.وقد سار على دربها وعلى نهج مؤسسيها علماء أفاضل حملوا لواء الجماعة والدعوة الى الله منهم:الشيخان صفوت نور الدين وصفوت الشوادفى رحمهما الله.

الناظر إلى أهداف الجماعة ونشأتها يجد أنها قامت لأهداف محددة ومعينة منها:

الدعوة إلى التوحيد الخالص من جميع الشوائب والدعوة إلى ربط الدنيا بالدين بأوثق رباط: عقيدةً وعملاً وخلقاوالدعوة إلى إقامة المجتمع المسلم والحكم بما أنزل الله في جميع شئون الحياة.هكذا بكل وضوح أهداف الجماعة.

لذا كان لها حضور وان كان ضعيفا فى الأحداث أيام المخلوع مبارك كان يحمل لوائه الشيخ صفوت الشوادفى رحمه الله الا أن حضورهم بعد ثورة يناير كان مؤثرا بصورة أكبر بعد الإنفتاح السياسي الذى شهدته البلاد.

بعد انقلاب الثالث من يوليو ظل موقف الجماعة غير واضحا بالمرة فلم تعلن انحيازها لأى من الطرفين برغم أن علمائها محسوبون على مجلس شورى العلماء الذين أيدوا الدكتور محمد مرسي فى الإنتخابات وبعد توليه السلطة.

ولعل سكوتهم كان بغرض التبين والتثبت فى الأمر الا أنه بعد استبيان الأمور وبعد المجازر والمذابح التى قام بها قادة الإنقلاب كان لزاما عليهم أن يقوموا بالواجب الذى يمليه عليهم دينهم أولا وماتمليه عليهم الأهداف التى قامت الجماعة على أساسها.

ثم تطورت الأحداث بعد ذلك وجاء قرار حكومة الإنقلاب بوضع أيديها على أموال الجمعيات الأهلية ومنها أنصار السنة بالطبع الأمر الذى يبدو كان فارقا فى قرارات الجماعة فجاء هذا البيان الذى أعده انتكاسة رهيبة وفظيعة لمسيرة جماعة اصلاحية سلفية تنتهج منهج السلف فى كل قراراتها وبياناتها فكان هذا البيان الذى نشرته مجلة التوحيد الناطقة بلسان الجماعة فى عددها الأخير حيث كتب رئيس تحريرها الأستاذ جمال سعد حاتم مقاله المعتاد الذى يعبر عن رؤية تحرير المجلة ومن ثم رؤية الجماعة.

مانريد أن نعلق عليه فى هذا المقال هو رؤية الكاتب الذى نعده رؤية الجماعة بخصوص وثيقة لجنة الخمسين التى سوف تطرح للإستفتاء بعد أيا قليلة.

أولا :نريد أن نلزم الكاتب بما قاله هو نفسه فى ذات المقال حين قال”وأن نضع أمام أعيننا أن هناك جنة ونارا وربا عظيما جبارا سوف يحاسبنا يوم العرض عليه عن أعمالنا”

هذا هو الميزان والمقياس الحقيقى الذى سنزن به كلام الكاتب فى وقفتنا الهادئة معه.

هل الحساب الذى تؤمن يا فضيلة الشيخ يوجب عليك أن تدعوا الناس جميعهم للذهاب لصناديق الإستفتاء ليبدوا رأيهم فى وثيقة أعدت بليل لا ندرى ولا تدرى أنت كيف ووضعت وماهى الأسس التى كتبت عليها هذه الوثيقة.

وثيقة لم يؤخذ رأى الشعب ولا أهل الحل والعقد فى كيفية اختيار الأعضاء الذين يكتبونها ،وثيقة أشرف على إعداده أناس أنت تعلم ماهيتهم وهويتهم تماما وليس أدل على ذلك من قول رفيقهم الأول فى لجنة العشرة السابقة على هذه اللجنة حين قال”الشعب المصرى علمانى بالفطرة”أيرضيك يا فضيلة الشيخ أن يكون من على شاكلة هذا هم من يضعون دستور مصر؟ أهذا هو التوحيد الخالص الذى تدعوا اليه الجماعة طوال تاريخها ؟.هل الدين الذى تدين به يحتم عليك أن تقول هذه الجملة”أطالب كل المصريين ،باختلاف مواقفهم أن يذهبوا إلى صناديق الإستفتاء من أجل مصر “؟

أمن أجل مصر نطمس هويتها الإسلامية ؟ألم تعلم أن المادة التى وضعت لتفسير مبادىء الشريعة الإسلامية قد حذفت وترك الباب مفتوحا لتفسير المحكمة الدستورية وأنت تعلم جيدا ماهى المحكمة الدستورية.؟

الا تدرى أيها الشيخ الوقور أن هذه تعتبر وثيقة باطلة فكيف تدعو الناس للباطل والتصويت على باطل فكما قررت أنت فى ثنايا مقالك أن هذه شهادة وأن الله سيحاسبنا على هذه الشهادة فكيف تدعو الناس بأن يشهدوا على باطل.

ثانيا: قولك أيها الشيخ “ولدينا الآن فرصة ذهبية لأن نعيدها-يقصد مصر-إلى مسارها الصحيح”أى مسار تتحدث عنه مسار المذابح والمجازر التى يقوم بها قادة الإنقلاب لاخوانك المسلمين؟أما رأيت القتل والحرق فى رابعة والنهضة وماتلاها من أحداث؟

ثم إن قولك مسارها الصحيح يعنى أن مسار الرئيس مرسي كان خاطئا . نعم هناك أخطاء لكن أخطاء الرئيس مرسي فك الله أسره بجانب كبائر الإنقلابيين يبدو كالقطرة الصغيرة فى البحر الكبير.

ثالثا:قولك أيها الرجل”فمجرد المشاركة تحرك العجلات التى تعطلت طوال ثلاث سنوات مضت”سبحان الله وهل عطل العجلات بحسب قولك الا هؤلاء الذين تدعوا أنت الآن للإعتراف بهم؟ وأظنك من النابهين الذين لا يفوتهم مثل هذا الأمر الذى يظهر جليا لكل عاقل وكل لبيب.أما شاهدت يارجل كيف حلت أزمات الوقود فى اليوم التالى لاختطاف أخيك المسلم الدكتور مرسي ؟ إذن من الذى يعطل عجلات الإنتاج ؟أترك لك الإجابة.

رابعا:قولك أيها المسلم”أخى الحبيب ضع أمامك هذا الدستور واقرأه مرات ومرات ،وتناقش فيه مع ذوى الألباب المخلصين من الأهل والأصحاب ،تدارس فيه نقاط الخلاف ومواد الإتفاق……………….الى أخر ماذكرت”

أولا: ماتسميه أنت دستورا اتضح جليا بالأدلة السابقة بطلانه.

ثانيا:أظنك سمعت بآراء أهل العلم الثقات أمثال الشيخين الحوينى والعدوى والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق بضرورة مقاطعة هذا الدستور.

ثم أيها الرجل أما اطلعت على قول أخيك الرئيس السابق لجماعتكم الدكتور جمال المراكبى حفظه الله حين قال:

“لن أشارك فى الإستفتاء ولن أدلى بصوتى لسبب واحد بسيط وهو أننى شاركت فى خمسة استحقاقات انتخابية من قبل ، ثم جاء من يعصف بإرادتى وإرادة المصريين بجرة قلم. صوتى لم يعد له قيمة والصندوق بقى موضة قديمة”

أليس هذا من أهل العلم الذى تحيل الناس لمشورته؟ أجب بالله عليك.

وأخيرا أيها الأخ الكريم قولك”ونرى هل تصادم أى منها-يقصد مواد الدستور- أصلا من أصول الدين ،أو تحل حراما أو تحرم حلالا ،فإن كان شئ من ذلك فإن الدستور لابد أن يرفض تماما ،ولاننظر الى الموازنة بين الجيد والردئ” قول منسوف نسفا بما يقتضيه الواقع والشرع فقل لى بالله عليك أين المواد التى ترفع من شأن الشريعة فى هذه الوثيقة وأين المواد التى تحل الحلال وتحرم الحرام؟

ثم اذا كان هناك دستور يصادم الشريعة هل نرفضه أم نقاطعه؟

هذه وقفات هادئة مع رئيس تحرير مجلة اسلامية لها شأنها فى العالم الإسلامي وهو بذلك يدعو الى باطل فلا ينبغى أن نركن الى قوله ولا الى قول جماعته لأن الحق أحق أن يتبع ولأن الحق أحب إلينا من الأشخاص.

فى نهاية هذه الكلمات أوجه سؤالا إلى الشيخ المكرم وهو هل عودتكم للإشراف على مشاريعكم مرة أخرى مرهون بدعوتكم للباطل؟

وأختم بما كان يختم به الشيخ صفوت الشوادفى رحمه الله:

وعلى الله قصد السبيل

 

 هاني حسبو

عن Admin

اترك تعليقاً