هم العدو فاحذرهم

العدوهم العدو فاحذرهم

هاني حسبو

ما أروع القرآن حين يتدبره العبد المسلم وحين يتعامل معه بواقعية وبموضوعية وبأنه هو الحاكم لتصوراته وسلوكياته.

ونحن على مشارف نهاية شهر القرآن يأبى الله الا أن يأتينا برسالتين مهمتين جدا:

الرسالة الأولى: هي عنوان هذه المقالة وكيف للمسلم أن يدرك عدوه الحقيقي في ظل هلوسة إعلامية وانقلاب للمفاهيم العقدية يقودها مجموعة من “الصهاينة الجدد”

الرسالة الثانية: هي بشريات للنصر المبين ان شاء الله مع أسر جندي إسرائيلي جديد على طريق الجهاد مع الصهاينة.

أما بخصوص الرسالة الأولى فإن القرآن قد أوضح الطريق للمسلم وبين له أصدقائه من أعدائه فقال سبحانه:

” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”

” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ”

فهؤلاء أصدقاء لهم حق الصداقة علينا فندعو لهم حتى وهم في قبورهم، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ”

أما الأعداء فقد قال الله فيهم:

” لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”

إذن هذا هو الطريق القويم لمن أراد أن يهتدي في ظلمات الجهل الذي نعيشه الآن.

لكن الله عز وجل قد ذكر لنا أن هناك أناسا سيستمعون لآلة النفاق الإعلامية وأطروحاتهم العفنة فقال سبحانه:

” وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ”

وانظر الى اللفظ “سماعون” الذي يفيد كثرة السماع لهؤلاء وأطروحاتهم.

من أعظم هذه الأطروحات التي يتداولها “اعلام العار المصري” اليوم هي أن الصهاينة ليسوا بأعدائنا وأن حماس هي العدو الحقيقي.

ساء ما يحكمون ويقولون.

الذي يسمع هذا الكلام يتعجب كل العجب من تصديق مثل هذه الأقاويل لكن الله عز وجل يخبرنا بهذا الأمر من أكثر من أربعة عشر قرنا فيقول الله:

” وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ”

فإن هذا الأسلوب من الخطاب يؤكد مدى أثر أطروحات المنافقين في المجتمع الإسلامي، حتى كاد يتأثر بها لولا عصمته صلى الله عليه وسلم.

هذه الحرب الإعلامية كانت موجودة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

بدأها رأسُ المنافقين عبد الله بن أُبي في المدينة النبوية، وكان من شعاراتها الحرص على سلامة أرواح المسلمين، حين رجع بثلث الجيش في غزوة أُحد.

وحين دعا إلى عدم الإنفاق على أولئك الذين يأتون من خارج المدينة، ليكونوا إلى جانب الرسول، وتحت تصرُّفه، ورهن إشارته، وقد كان هدف المنافقين من هذا الحرص الزائفِ إضعافَ قوة المسلمين؛ كما قال الله -تعالى -عنهم: ” هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضوا”

اذن انقلاب المفاهيم العقدية الذي يتطور يوما بعد يوما في ظل الانقلاب العسكري الذي أتى على الأخضر واليابس ومازال في طريقه لانقلاب تام في الحياة العامة.

لكن المسلم الواعي كما نقول دائما هو الذي يحافظ على ثوابته أينما كان وفي أي وقت.

في ختام هذه الجزئية أنقل لك أخي القارئ ثوابت المسلم في نظرته وعقيدته للقضية الفلسطينية كما بينها الدكتور صلاح الخالدي في كتابه القيم “ثوابت للمسلم المعاصر” حيث قال حفظه الله:

” إن نظرته للقضية الفلسطينية – القضية المركزية الأولى للمسلمين في هذا العصر – محكومة بثوابته الأصلية عن المحتل : . . وهم غاصبون محتلون لفلسطين، ولذلك لا يفكر في مصالحتهم أو مهادنتهم. ويؤمن أنه لا حق لهم في كيان على أصغر جزء من فلسطين، وفلسطين كلها أرض إسلامية، يجب تحريرها من البحر إلى النهر، وهي قضية إسلامية، تهم المسلمين. جميعاً، إنها ليست قضية عربية فقط، ولا إقليمية فلسطينية فقط.

ويؤمن بوجوب توجيه كل طاقات وقدرات وإمكانات الأمة المسلمة لتحرير فلسطين كلها منهم. ويؤمن أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو ” الجهاد: نصر أو استشهاد ” وأن مفتاح الحل هو: (ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

وأن هذا الحل هو أقصر الطرق وأسرعها، وأن ما سواه متاهات وأوهام، وسراب وخادع.

ولذلك يجب تنشئة الأمة على الجهاد وطلب الاستشهاد، ويجب إعداد جيل الجهاد من شباب الأمة القوي الفتي.

لذلك فهم إخواننا المرابطون على الثغور الفلسطينية هذه العقيدة ووعوها حق الوعي ولم يتكاسلوا عن نصرة دينهم عن طريق الجهاد. فما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا.

وهاهم يزفون إلينا بشرى أسر جندي صهيوني اسمه شاؤول أرون ا صاحب الرقم 6092065 خلال معركتهم مع بني صهيون المعروفة باسم “العصف المأكول”

فهنيئا لمقاومتنا الباسلة التي تمحو عار أمة تكاسلت ووهنت وما طلبت العزة بجهادها ورحم الله شهدائنا في كل مكان وثبت الله الأحرار الذين يقاومون قوى البغي والظلم.

“قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون”

عن Admin

اترك تعليقاً