حقيقة دور قناة الجزيرة وتركيا في المنطقة

الجزيرةحقيقة دور قناة الجزيرة وتركيا في المنطقة

 أحمد طه

قناة الجزيرة:

(1) قناة الجزيرة بها كوادر احترافية، وفيهم المخلص الصادق.. وتقدم مادة إعلامية وصحفية متميزة.

(2) من يحدد سياسة القناة العليا، ومن يمرر ويفسح لأخبارها هو صاحب القناة والممول.

(3) قناة الجزيرة هي الذراع الطولى لــ “مدينة” قطر، ولكونها مدينة.. وتعداد سكانها لا يتعدى محافظة صغيرة، فإنها تستخدم “القوى الناعمة” وعلى رأسها الجزيرة، لتفاوض بها في سياستها الخارجية.

(4) قد تنقل الجزيرة خبراً صحيحاً.. لكنها تضع الصياغة التي تناسب سياسة القناة العليا فتسمي – مثلاً – “ثوار”: يحملون قضية عادلة وشعبية.
“مسلحون”: أناس مجهولة مسلحة خارجة على المدنيين. “إرهابيون”: قتلة مجرمون يتعطشون للدماء، وقهر الناس. فتختار اللفظ الذي تريد أن تشكل به عقل المشاهد تجاه الحدث الواحد.

(5) قناة الجزيرة: لا تتبنى أي قضية على الإطلاق، كل ما تفعله هو عملية “هندسة الغضب” سنضربك، ولابد أن تغضب.. فتعال اغضب عندنا، وفي الإطار الذي نسمح به، بل وبالعقيدة والمفردات التي نريد.

(6) مدينة قطر: تستقبل المعارضين لنفس غرض “الجزيرة” هندسة الغضب، والتجسس، والمراقبة… إلخ.

(7) من السياسة ألا تستعدي من عادك، ولا تفتح على نفسك جبهات مختلفة، ولكن من السياسة أيضاً أن لا يستخفنك الذين لا يوقنون.

(8) قطر بها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وإذا كان السيسي قتل 5 آلاف، فإن قيادة قطر “ساهمت” في قتل 2,000,000 عراقي من خلال القواعد الأمريكية بها.. الجميع يعمل وفق “مصالحه” السيسي يقتل من أجل مصالحه، وكذلك قطر، وكذلك أمريكا. ليس هناك عقيدة ولا هدف.. سوى عبادة الذات والمادة.

(9) قطر ليس لديها أدنى حرج أو مشكلة أن تُسلم القيادات التي بها لمصر، إذا كان ذلك في صالحها. ويزول العجب عندما جاءت تهنئتها للسيسي.. وهذه صورة طبيعية تتطلبها “البراجماتية السياسية”.

(10) ما تتبناه الجزيرة من قضايا تجاه مصر أو فلسطين أو بعض الدول يتم في إطار الصراع الأقليمي والعربي، والصراع على النفوذ، والتأثير، كما هو طبيعة “القوى الناعمة” وإن هذا الجهد – تجاه بعض القضايا – يُوضع في إطاره.. ولا يعتقد معه المسلم أنها ناصرة الحق وأهله، بل مجرد تفاهمات من جانب، وصراعات من جانب آخر.. مثل أن تساند إيران حركة حماس وغيرها في فلسطين.

(11) نشرت وثائق وكيلكس علاقات مدير الجزيرة السابق مع المخابرات الأمريكية، وهذا شيء غير خفي ولا غريب على المطلعين على دهاليز السياسة، وكيف تدار الأمور، وحساباتها الدقيقة.

(12) أن تكون معتمداً على الجزيرة.. فتكون بلا قوة ناعمة، وأن تكون معتمداً على “السلمية” فتكون بلا قوة خشنة.. فأنت كالدجاجة وسط غابة من الوحوش.

خلاصة ما سبق، والغرض منه: ليس لكم إلا الله، لن تنصركم قطر ولا الجزيرة ولا تركيا.. الله وحده، { إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم } لكنكم – والله – لم تنصروا الله بعد، فلم ترفعوا له راية، ولا لشرعه لواء، ولا للجهاد في سبيله بلاء.. مازلتم تنصروا “البرجماتية السياسية” التي عندما تفشل – وفي كل مرة تفشل – تهرعوا إلى الخطاب الدعوي، لتتعلقوا به، وعندما تلوح “البرجماتية” بالإيجابية فإليها ترجعون..!!!
طهروا قلوبكم، واخلصوا دينكم لربكم.. يكون النصر والتمكين تحت أقدامكم.

* وأحذر إخواني من هذه القناة الخبيثة العلمانية راعية “الإسلام المدني الديمقراطي” وسدنة “صنم الديمقراطية” هذه القناة رغم احترافيتها وذراعها الإعلامية الطولى فهي قناة لا تعمل لوجه الله الكريم، أو لوجه الحق.. بل بما يحقق سياسة سيد القناة !

وهي – والله – لا تختلف عن قناة الفراعين والسي بي سي، وما شابههما من قنوات السامري.. لكن الفرق أن الفراعين وأخواتها تخاطب “الحمير المغفلين” وأما الجزيرة فتحاول أن تخلق طبقة من “الحمير المثقفين” !!

وإن المسلم ليسمع منها – ومن غيرها – بعين اليقظة والحذر، حتى صياغة الخبر ينتبه له كل مسلم، ولا يجعلها مصدراً للعلم أو للفهم.. بل فقط للإطلاع بشكل عام.. مع شدة الحذر من أن يستخفنه الذين لا يوقنون.

وهذه القناة لا تنفك تقدم أساتذة سياسين – هم سبب كارثة مصر – أُشربوا في قلبوهم الديمقراطية بجاهليتهم.. لا يعرفون طريقاً ولا سبيل نجاة إلا الديمقراطية.. وهم من أخطر الأمور اختراقاً وإفساداً لعقل المسلم.

{ فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون }

* تركيا
التجربة التركية “أوردغان”:

(1) لا ينكر أحد النجاحات والازدهار الاقتصادي الحاصل في تركيا وانعكاس ذلك إيجابيا على بعض المسلمين.

(2) النموذج التركي ليس هو المثال، وليس هو نموذج إسلامي ابتداء، بل ليس له شرعية إسلامية، لأن أي شرعية إسلامية إنما تنعقد على شرع الله إقامة وحكماً؛ لذا فهو نظام علماني كم صرح أوردغان بذلك نصاً.

(3) إن النموذج الإسلامي “الواجب” على المسلمين تحقيقه، هو الخلافة الراشدة = الحكم بالشريعة، وتحقيق شورى المسلمين.

(4) النموذج التركي – كما جاء في تقرير راند “صعود الإسلام السياسي بتركيا” – جاء لمواجهة ما يسمونه الإسلام الأصولي أو الإسلام الذي يطالب بتحكيم الشريعة، وجاء كذلك لإحداث عملية اقتراب مع العلمانية.

(5) هناك علاقة عكسية بين الجهاد، وما تسمح به أمريكا من “إسلام سياسي”، إذا ارتفعت وتيرة الجهاد.. دفعوا بالإسلام السياسي ليمتص عاطفة الشعوب، ويؤملونهم بأن الحل السياسي ممكن ولا داعي للدماء.. وإذا انحسر الجهاد.. سحقوا الإسلام السياسي ودفعوا بالعلمانية التي تكره حتى اسم الإسلام فضلاً عن شعائره.

(6) النموذج التركي “أوردغان” هش.. ولولا دهاء “أوردغان” لسقط من زمن، ولن يستمر “أوردغان” إلى الأبد في الحكم.. واعتقد أن الاستحقاقات الانتخابية القادمة ستشهد علو للأحزاب العلمانية المتطرفة لسدة الحكم، أو مزيد من صنع الأزمات في الداخل التركي.

يراجع: خطورة الفكر العلماني على بعث الإسلام من جديد.

الإسلام.. العلمانية، ونمط الحياة.

الإسلام.. ومشكلات العلمانية.

الكاهن والعلماني.

خطورة الفكر المادي على بعث الإسلام من جديد.

عن Admin

اترك تعليقاً