المسمار الأخير في نعش السياحة

المخابرات شكلت برلمان العسكر وبريطانيا تدق المسمار الأخير في نعش السياحة.. السبت 2 يناير. . السيسي يلجأ للخداع لعبور نكسة سد النهضة

المسمار الأخير في نعش السياحة
المسمار الأخير في نعش السياحة

المخابرات شكلت برلمان العسكر وبريطانيا تدق المسمار الأخير في نعش السياحة.. السبت 2 يناير. . السيسي يلجأ للخداع لعبور نكسة سد النهضة

 

 

الحصاد المصري – شبكة المرصد الإخبارية

 

 

*تأجيل محاكمة «مرسي» و10 آخرين في «التخابر مع قطر» إلى الغد

 

*وفاة “سجين” داخل محبسه بالمنيا

توفي سجين محكوم عليه بالإعدام في قضية أحداث عنف العدوة داخل محبسه بالمنيا إثر تعرضه لذبحة صدرية والمحبوس على ذمة إعادة المحاكمة.

تلقى اللواء رضا طبلية مدير امن المنيا، إخطارا من العميد عبد الفتاح الشحات رئيس مباحث المديرية، يفيد وفاة ” جلال ، م” وشهرته الشيخ جلال – 53 سنة ويعمل مندوب أغذية بالمعهد الديني ومقيم العدوة، وتوفي على اثر إصابته بذبحة صدرية عقب نقله للمستشفى .

 

*الحبس سنة مع الشغل لمتهم فى قضية التخابر مع قطر بتهمة إهانة المحكمة

قضت الدائرة 11 إرهاب، برئاسة المستشار محمد شرين فهمى، وعضوية المستشارين حسن السايس وأبو النصر عثمان، وسكرتارية حمدى الشناوى، خلال نظر محاكمة الرئيس محمد مرسى، و10 آخرين فى القضية المعروفة إعلامياً بـ”التخابر مع قطر”، بمعاقبة “أحمد عبده على عفيفى” بالسجن سنة مع الشغل، لاتهامه بإهانة المحكمة.

أثناء سماع شهادة الضابط “طارق محمد صبرى” لاحظت المحكمة، أن “أحمد عبده على عفيفى” يتحدث مع أحد زملاؤه كان يقف بجواره، فطلبه القاضى بالوقوف، وعندما فتح القاضى الصوت قال “عفيفي”: “عمال تجيب شهود براحتك تقدر تقولى نفذت قرارك، ومنع القاضى عنه الصوت، وقال القاضى بمحضر الجلسة أن المتهم تحدث بطريقة غير لائقة مدونا كلام المتهم وهو “أن الشاهد هو من قام بتعذيبه بمبنى أمن الدولة“.

وحركت المحكمة دعوى قضائية ضد “عفيفيأثبتت فيها إهانته للمحكمة، وطالبت المحكمة النيابة بالترافع، وقال ممثل النيابة “إن المتهم لم يحترم مقدرات الوطن فقد باع وطنه بأبخس الأثمان، فهو لم يحترم الوطن فكيف يحترم المحكمة“.

وترافع المحامى عن “عفيفي” قائلا “إن حديث “عفيفي” لا ينطوى على ثمة إهانة للمحكمة“.

 

 

*محمود السقا يظهر في أمن الدولة ويتهم الأمن بالاعتداء عليه .. والنيابة تتهمه بالانضمام لـ جماعة محظورة

ظهر الصحفي محمود السقا في نيابة أمن الدولة العليا بعد ما يقرب من 72  من اختفائه والقبض عليه من منطقة المهندسين .. وقالت المحامية دعاء مصطفى مديرة برنامج العدالة الجنائية بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات إنها حضرت التحقيق مع محمود بنيابة أمن الدولة العليا في  المحضر رقم 796  وأوضحت ان النيابة وجهت له تهمة الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون تدعى «حركة شباب 25 يناير».. وقال محمود إنه ألقي القبض عليه فجر الخميس الماضي من منطقة المهندسين ومنه تم اقتياده لقسم الدقي ومنها لمكا ن غير معلوم رجح انه مقر من مقرات أمن الدولة

وأكدت دعاء مصطفى أن السقا قال في التحقيقات إنه تم الاعتداء عليه وضربه خلال استجوابه في أمن الدولة وتم تهديده بالتصفية والاخفاء القسري للاعتراف بعمل مخططات تخربيبية والاعتداء على مؤسسات الدولة وهو ما رفض الاعتراف به.

يذكر أن نقابة الصحفيين تقدمت ببلاغ للنائب العام اليوم حول واقعة خطف وإخفاء الزميل محمود السقا, طالبت فيه بالكشف عن مكان السقا وإخلاء سبيله,

وكان الزميل عمرو بدر عضو نقابة الصحفيين ورئيس تحرير بوابة يناير الإلكترونية قد تقدم بشكوى للنقابة يتهم فيها الداخلية والأمن بخطف وإخفاء الزميل الصحفي بالبوابة محمود حسني محمود محمد جاد وشهرته «محمود السقا» منذ فجر الخميس الماضي وعدم الإعلان عن مكانه، أو طبيعة الاتهامات الموجهة إليه وهو ما يخشى معه على حياته وسلامته البدنية كما تحوم شكوك حول تعرضه للتعذيب..

وطالبت النقابة النائب العام بالتدخل للكشف عن مكان الزميل وإطلاق سراحه فورا

 

 

*بعد تراجع إيرادات “قناة السويس” مصر تتسلم 1.5 مليار دولار من البنكين الدولى والتنمية الإفريقي

أكد مصدر مسئول بوزراة التعاون الدولى، أن مصر تلقت الدفعة الأولى من قرضى البنك الدولى وبنك التنمية الإفريقى لدعم الموازنة أمس الجمعة، وتسلمت مليار دولار من الأول، و500 مليون دولار من الثانى.

وأكدت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى الخميس الماضى، أن عملية السحب بدأت، لكنها رفضت أن تحدد أى قرض منهما، أو إذا كان السحب سيتم

على كلا القرضين فى نفس الوقت.

وأضاف المصدر فى تصريحاته أن المبالغ دخلت فى حساب الحكومة لدى البنك المركزى أمس الجمعة، بعد استكمال عدة إجراءات، منها موافقة عبد الفتاح السيسى، ومجلس الوزارء، ومجلس الدولة.

وحصلت مصر خلال ديسمبر الجارى على موافقة البنكين الدولى والتنمية الأفريقى على قرضين بإجمالى 4.5 على مدار 3 سنوات، بواقع 3 مليارات دولار من الأول و1.5 مليار دولار من الأخير لدعم الموازنة.

 

وأوضحت وزيرة التعاون الدولى فى تصريحات سابقة إن هذه التمويلات تأتى فى صورة قروض ميسرة بسعر فائدة 1.68% مع فترة سماح خمس سنوات، وفترة سداد 35 عاما.

وتعانى مصر من تدهور الاحتياطى من النقد الأجنبى إلى مستويات متدنية للغاية، بالكاد تكفى واردات البلاد ثلاثة أشهر، لتصل إلى ما يقرب 16.4 مليار دولار فى نهاية نوفمبر الماضى، مقابل 36 مليار دولار قبل ثورة يناير فى 2011

وتفاقمت أزمة الدولار مؤخرا بسبب تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر والسياحة والصادرات وإيرادات قناة السويس، فضلا عن تراجع تحويلات المصريين من الخارج و توقف المنح الخليجية خلال العام المالى الحالى.

ومنذ توليها منصبها، وقعت وزيرة التعاون الدولى اتفاقيات تمويل تقدر بحوالى 3.586 مليارات دولار تتنوع ما بين منح وقروض ميسرة بفائدة لا تتعدى 2%، وذلك فى غضون 3 أشهر فقط، فضلا عن 3 مليارات دولار تمثل الدفعتين المتبقيتين من قرضى البنك الدولى والبنك الأفريقى للتنمية ستحصل عليها على مدار العامين المقبلين، لتكون بذلك أنجزت تمويلات بإجمالى 6.5 مليار دولار

 

 

*على طريقة «العادلي»..الداخلية تعترف بوجود 101 مختفٍ قسريا بعد الانكار

سياسة «النفي ثم تأكيد النفي يعقبه التراجع مرة واحدة ثم الاعتراف بخطأ النفي بعد فوات الأوان».. سياسة بالية لم تكف وزارة الداخلية عن انتهاجها، طيلة عقود، على الرغم من ثبوت فشلها الذريع مما خلق «عدم الثقة» بين المواطن والشرطة، إلا أن الوزارة  تكرر نفس الخطأ، فبعد شهور من اتهامها بإخفاء مواطنين قسرًا دون إعلام أسرهم وما أعقبه من نفي للأجهزة الأمنية على طول الخط، تراجعت الأخيرة عن نفيها، وأكدت أن جزءًا كبيرًا من «المختفين» تم القبض عليهم على ذمة قضايا مما يزيح الستار عن «غباء» إن جاز الوصف، في التعامل مع القانون.

إعلان الداخلية عن مصير 101 من المختفين، جاء عقب إعلان محمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، أنه سيقوم بمقابلة وزير الداخلية لمناقشة ملف سوء الأوضاع بالسجون وملف المختفين قسريا، والشكاوى التي قدمت إلى الوزارة بشأن اختفاء 101 بشكل قسري، وقال مصدر بالوزارة إنه تم بالفعل الاستعلام عن الذين تسلمت أسماؤهم وتبين أنهم تم القبض عليهم على ذمة قضايا.

وقال المصدر إن الوزارة فور تلقيها قائمة بأسماء الأشخاص المبلغ باختفائهم قسريا، تم الاستعلام عنهم بالأقسام والسجون، وتبين أنهم تم القبض عليهم في أوقات سابقة بسبب ضلوعهم في قضايا مختلفة

من جهتها طالبت «رابطة أسر المختفين»، المجلس القومي لحقوق الإنسان بتحمل مسئولياته تجاه قضية الاختفاء القسري، والاستعلام من مكتب النائب العام عن عدد البلاغات التي قدمت بشأن الاختفاء سواء في مكتبه أو في النيابات المختلفة، وأن يتم إعلان ذلك.

ناشدت الرابطة كلا من النائب العام ووزير الداخلية ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان بوضع آلية موحدة للسماح للمجلس القومي والمنظمات الحقوقية بزيارات مفاجئة لأماكن الاحتجاز ومقار الأمن الوطني ومعسكرات قوات الأمن وغيرها من الأماكن التي تدور حولها الشبهات.

كانت رابطة أسر المختفين قسريا، قد أكدت أن المسئول عن إحصاء حالات الاختفاء القسري هو النائب العام، طبقًا لتعليمات النيابة العامة، ووزير الداخلية طبقًا للشكاوى المقدمة للوزارة ولأقسام الشرطة ومديريات الأمن وطلبات التحري الواردة من النيابة العامة للأمن الوطني التي لم يتم إجراء معظمها.

طالبت الرابطة وزير الداخلية بإصدار بيان يعلن فيه عدد الشكاوى المقدمة للوزارة وأقسام الشرطة ومديريات الأمن بشأن حالات الاختفاء القسري، وكذلك إعلان عدد الحالات التي تم تقديمها للنيابة العامة على ذمة قضايا بعد الإبلاغ عن اختفائهم قسريًّا

كان حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان قد أكد  أنه كان يجب على الداخلية إرفاق كشف بأماكن الحالات التي أرسلتها لها منظمات المجتمع المدني ومجلس حقوق الإنسان، وأن تكشف عن أماكن احتجاز الأسماء التي تسلمتها في قوائم أرسلها المجلس، تضم حالات اختفاء قسري.

وأكد أبو سعدة أن الوزارة لم تعلن عن أماكن احتجاز الحالات سابقة الذكر، ولا وتوقيتات احتجازهم، وما إذا كانوا قد عرضوا على النيابة أم أخلي سبيلهم أم لا يزالون محتجزين، حتى يطمئن المصريون، معقبًا: «لا بد أن يكون هناك شفافية، لا سيما أن الإنكار لا يفيد، وقد أرسلنا قوائم موثقة للنيابة العامة والداخلية».

ومن جانبه ذكر ناصر أمين، عضو المجلس، أن تلك الحالات تزايدت بعد عام 2013، وأن المجلس يتقدم بحالات موثقة كل فترة، مشيرًا إلى أن النفي المتكرر خطر ومقلق للغاية، لأن مصير المختفين قسريًّا في هذه الحالة غير معلوم.

 

 

*بعد كشف دور المخابرات في تشكيل البرلمان..سياسيون: فضيحة للنظام

أثار إعلان حازم عبدالعظيم، الناشط السياسي ومسؤول لجنة الشباب السابق بالحملة الرئاسية لعبدالفتاح السيسي، عن تورط المخابرات المصرية بالتدخل في تشكيل البرلمان الحالي؛ جدلا بين الأوساط السياسية، حيث اعتبر البعض هذه التصريحات فضيحة للنظام.

وقال الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاهرة إن اعتراف عبد العظيم، أكبر فضيحة للنظام المصري، مشيرًا إلى أن ذلك الاعتراف إن صح يعدُّ دليلا على تدخل الجيش في العملية السياسية بكل حذافيرها.

وأضاف حسني: من الواضح أن هناك تفاهمات بين الجيش والبرلمان القادم، ولكن تورط المخابرات المصرية في الأمر له معنى واحد؛ أننا أمام برلمان مخابراتي.

وتابع: أتمنى أن تنتهي البلاد من إرباك الجيش ومؤسساته في العمل السياسي، حتى لا ينفجر الأمر ويتحول الصراع بين الجيش والإخوان إلى صراع بين الجيش والشعب، فالجميع يعلم أن الخروج والتظاهر سيقابله التصفية الجسدية.

وقال: “السيسي رجل دولة محدود الرؤية ولا يملك إلا أدوات التواصل الإنساني مع العقول والضمائر المرهقة، وهي أدوات لا تصلح للتواصل مع العالم الذي نعيش فيه، ولا هي تصلح لصناعة المستقبل، ولا هي تصلح حتى لبلوغ هذا المستقبل بشكل آمن“.

من جانبه أكد جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أنه أمر طبيعي أن يكون للمخابرات المصرية دور في تشكيل البرلمان، لافتًا إلى أن قائد قائمة في حب مصر رجل من المخابرات المصرية، وهو الآن أبرز نوابها.

وأضاف حشمت: “إن كل النواب في البرلمان الجديد موالون للسيسي، وكانت الطريق الأسهل للتنسيق بينهم هي المخابرات المصرية ومندوبها سيف اليزل.

وأشار إلى أن البرلمان الجديد جاء ليكون أفواها عسكرية ومحبا للعسكر؛ لينتج عنه في المطاف نواب عسكريون وفلول الحزب الوطني، حتى لا يكون هناك شك في أن يتحول البرلمان لصوت معارض.

من جانيه، اعتبر شهاب وجيه، المتحدث بإسم حزب المصريين الأحرار، هذه التصريحات، بالكيدية لعدم اختيار عبد العظيم من ضمن المعينين في مجلس النواب، على حد قوله.

وقال وجيه: “إن صح هذا الحديث فلماذا لم يقل ذلك في بداية الأمر، أم أنه كان ينتظر هدية من عبد الفتاح السيسي، وليس لهذا المقال معنى سوى محاولة التشويه على مؤسسات الدولة؛ كالمخابرات المصرية ومجلس النواب“.

وأكد وجيه أن مجلس النواب كان نزيها، وأن مرشحيه كانوا يعبرون عن كل الأطياف في المجتمع- على حد قوله- مضيفًا: “وليس معنى أن يكون هناك العديد من ضباط الجيش في المجلس أن يكون للجيش أو المخابرات دور في ذلك، فالبرلمان هو محصلة أصوات الشعب“.

وأشار عبد العظيم في مقاله له بعنوان “شهادة حق في برلمان الرئيس” إلى أنه تمت دعوته لحضور اجتماع داخل قاعة اجتماعات داخل جهاز المخابرات العامة المصرية في دور أرضي، الغرض منه الإعلان عن قائمة انتخابية جديدة لخوض انتخابات مجلس النواب“.

وقال: “إنه خلال الاجتماع تم توزيع أوراق على جميع الحاضرين بها اسم القائمة ووثيقة مبادئ تعبر عن القائمة الانتخابية الجديدة، وكانت “حب مصر” والأخت الكبرى “دعم مصر” هما المولودان في هذا الاجتماع، نعم داخل جهاز المخابرات العامة المصرية، وسبب حضوري الاجتماع كان بناء على دعوة موجهة لي من رئاسة الجمهورية“.

وفي مستهل المقال أكد أن الانتخابات البرلمانية كانت نزيهة ولم يكن هناك تزوير في الصندوق، إلا أنها لم تكن محايدة، مشيرًا إلى أن العبرة فقط ليست بالعبث ببطاقات التصويت.

 وأوضح عبدالعظيم أن الأجهزة السيادية التي تقع تحت مباشرة الرئيس السيسي تدخلت في العملية الانتخابية بصورة غير محايدة مما ينسف مبدأ تكافؤ الفرص والمنافسة الشريفة ومخالفة الدستور.

وتضم قائمة النواب الفائزين بالانتخابات المصرية من العسكريين ورجال المخابرات والأمن اللواء سعد الجمال، مساعد وزير الداخلية الأسبق ، واللواء يحيى كدواني، وكيل المخابرات العامة سابقا، واللواء صلاح أبو هميلة وكيل الرقابة الإدارية واللواء سامح سيف اليزل الضابط السابق بالمخابرات العامة.

ومن قيادات الشرطة والجيش أيضا اللواء جمال عبدالعال واللواء عصام بركات، واللواء خالد خلف الله واللواء سيف النصر محمد إبراهيم والعقيد محمد عبدالعزيز الغول واللواء تادرس قلدس واللواء أشرف عزيز إسكندر والعميد ياسر سلومة واللواء أحمد عبدالتواب أبوطالب، وكيل مباحث أمن الدولة السابق بالفيوم واللواء نور الدين عبدالرازق واللواء صلاح شوقي عقيل، واللواء نور أبوستيت، واللواء ممدوح مقلد، واللواء محمد إسماعيل الجبالي، واللواء أحمد سليمان خليل، واللواء حسام الصيرفي، والمقدم عماد محروس، والعميد صلاح عفيفي والعميد خالد مجاهد، واللواء محمد عبدالحميد كساب واللواء شادي أبوالعلا والعقيد أشرف جمال والرائد إيهاب عبدالعظيم واللواء أحمد شعراوى واللواء يحيى عيسوي عبدالفضيل و اللواء كمال عامر، و لواء طيار يسري المغازي، واللواء فيصل عبدالرحمن بدر، واللواء عبد النبي محمد عبدالنبي.

 

*فساد أوقاف الانقلاب.. 50 مسنًّا بسيناء يتسلمون وظائف الشباب بـ”الكوسة“!

شهدت وزارة الأوقاف في حكومة الانقلاب، اليوم السبت، استمرار الفساد بها والمحسوبية عقب تسلم 50 مسنًّا لوظائف كانت قد أعلنت عنها الوزارة عبر صفحتها الرسمية.

وكشف “ص.س” أحد المتقدمين للمسابقة أن الوزارة التي تتحدث باسم الدين والحق والإنصاف قد أضرت بنا وأحبطت آمالنا، فبعد أن تم الإعلان في الصحف الرسمية عن مسابقة الوزارة وحاجتها إلى 50 “شابًّا” لشغل وظائف الدرجة الخامسة والسادسة بمحافظة جنوب سيناء، تقدم أكثر من 600 شاب للوظيفة، ممن تنطبق عليهم الشروط، إلى أن حدثت الكارثة التي لم يحقق فيها مسئول واحد؛ حيث تم اختيار وتعيين 50 مسنًا، وجميعهم من خارج المحافظة.

وأضاف: ما حدث دليل على أن هؤلاء الناس تم تعيينهم بدون مسابقات، والمحسوبية كانت هي العامل الرئيسي للمسابقة.

 

 

*نشطاء يدشنون وسم “انقذوا محمد فاروق” من سلخانة أمن الدولة بالزقازيق

دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج بعنوان “#‏انقذوا_محمد_فاروق”، حيث يتعرض الطالب محمد فاروق للموت البطئ بسلخانة أمن الدولة بالزقازيق بالشرقية لتعرضه لابشع أنواع التعذيب منذ أسبوعين كاملين منذ تم اختطافه .

تم اختطاف محمد هو و 3 من أصدقائه من أحد شوارع القاهرة إلى مكان مجهول من قبل قوات الأمن و بعدها بثلاثة أيام تم اعتقال أخته وزوجها وطفلهما الرضيع.

و أجبروا أخته قبل الإفراج عنها على مشاهدة زوجها وأخيها لحظة تعذيبهم وتبدو عليهم آثار لتعذيب بشع.

فيما تواصل قوات الامن اخفاءه قسريا وتعذيبه هو وزوج أخته حتي الان فيما تواردت الانباء بتدهور حالتيهما الصحية.

 

 

*لجنة سرقة أموال الإخوان” تتحفظ على 12 شركة ومستشفى وجمعية وصرافة وأموال 45 شخصًا

قررت لجنة نهب أموال الإخوان التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين بمصر برئاسة المستشار عزت خميس، غلق شركة العالم العربي للصرافة وفروعها بالقاهرة والجيزة بعد أن زعمت لجنة المتابعة والتفتيش اكتشاف مخالفات مالية بالشركة.

وصرح المستشار محمد ياسر أبو الفتوح أمين عام لجنة نهب أموال جماعة الإخوان المسلمين، بأن اللجنة قامت بتنفيذ التحفظ على شركة إس.إم.إس تكنولوجي المملوكة   لمحمد عز الدين أحمد خضر السداوي.

وقامت اللجنة بالتحفظ على جمعية ابن النفيس بطنطا ومستشفى طيبة التخصصي بطنطا ومستشفى الشروق للجراحات الدقيقة والشركة العربية للخدمات الطبية ودار الشروق للخدمات الطبية بطنطا ومركز المنصورة المتكامل للخصوبة ومستشفى قصر المروة التخصصي ومستشفى مدينة الشفاء ومستشفى النور التخصصي ومستشفى الحمد التخصصي ومستشفى السلام التخصصي ومستشفى الشروق 2000. 

كما تم التحفظ على أموال 45 شخصا بزعم انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين.

 

 

*من هو المصري الذي أعدمته السعودية اليوم ؟

نفذت السلطات السعودية حكما بإعدام 47 متهما بقضايا متعلقة بالإرهاب، وفقا لما أعلنته وزارة الداخلية السعودية، اليوم السبت، على رأسهم القيادي الشيعي نمر النمر، وبينهم مصري الجنسية يدعى محمد فتحي عبدالعاطي السيد.

محمد فتحي” هو المصري الوحيد في قائمة طويلة ضمت ما اعتبرتهم الداخلية السعودية خوارج، خالفوا الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية“.

فمن هو محمد فتحي؟

محمد فتحي طالب مصري تم إلقاء القبض عليه يوم الأحد 14 ربيـع الثانـى 1424 هـ 15 يونيو 2003، حيث كشفت سلطات الأمن السعودي عن القبض على 12 شخصا بعد مداهمة رجال الأمن لموقعهم، حيث كانوا يقطنون في شقة بعمارة العطاس بحي الخالدية في مكة المكرمة.

وأعلنت السلطات السعودية وقتها أنهم كانوا يتهيأون للقيام بعمل إرهابي وشيك، وعند اقتحام الشقة لوحظ أنها كانت مشركة وجاهزة للتفجير وتم ضبط 72 قنبلة أنبوبية مصنعة يدويا وعدد من المصاحف المفخخة.

حسب ما أعلنته وكالة الأنباء السعودية وقتها، فإن محمد فتحي ورفاقه لم يستسلموا بسهولة، فقاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي وكثيف على رجال الأمن والمواطنين المارين في الموقع مما استوجب الرد عليهم والتعامل معهم بقوة وحزم من قبل قوات الأمن.

في هذه الحملة تم القبض على 12 شخصا، ومصرع 5 آخرين، وكانوا جميعا سعوديين باستثناء محمد فتحي (18 عاما وقتها).

بعد أربعة أيام من القبض على ابنه، خرج والده في حديث لصحيفة الرياض مستنكرا ما فعله نجله، وقال: إن الأعمال الإجرامية التي ذكرت ليست من عاداتنا كمسلمين وإن ذلك المفهوم غريب.

وأضاف “إننا لا نقر هذه التصرفات أساسا وهذا العمل يهدد الأمن في هذه البلاد التي ترعى المسلمين، وأوضح أن هذا العمل الخطير الذي يجند أبناء المسلمين ويغرر بهم بهذا الأسلوب خصوصا أنهم صغار السن وهذه الأعمال ليست بمستواهم.

وقال فتحي عن ابنه “محمد كان خريج دار الحديث المكية والتحق بالجامعة الإسلامية وهو على كفالتها، وما أعرفه عنه ملتزم وليس من الشباب الذين يبحثون عن مقاصد دنيوية“.

وأضاف أنه يدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ عامين، ولم يلحظ عليه أي سلوك مغاير عن حياته الطبيعية، إلا أنه اتصل مؤخرا بالمسؤولين في الجامعة، فقالوا إن ابنه متغيب منذ ثلاثة أشهر، فسأل أصدقاؤه في السكن فقالوا إنهم لايعرفون عنه شيئا، فأبلغ بعد ذلك الشرطة عن اختفاء ابنه الذي لم يعلم عنه أي شيء إلا عندما نشرت صورته في الصحف.

التهمة التي قادت محمد ورفاقه إلى حبل المشنقة، حسب بيان وزارة الداخلية السعودية، كانت تفجير “مجمع الحمراء السكني”، وتفجير “مجمع فينيل السكني، وتفجير “مجمع أشبيلية السكني”؛ شرقي مدينة الرياض بتاريخ 11/3/1424هـ.

إضافة إلى قتل وإصابة العديد من المواطنين ورجال الأمن، والعديد من المقيمين، والتمثيل بجثثهم، والشروع في استهداف عدد من المجمعات السكنية في أنحاء المملكة بالتفجير، وفي تسميم المياه العامة، وخطف عدد من المقيمين بهدف قتلهم والتمثيل بجثثهم، وتصنيع المتفجرات وتهريبها إلى المملكة، وحيازة أسلحة وقنابل مصنعة محليا ومستوردة، وحيازة مواد متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية وشديدة، وحيازة قذائف وصواريخ متنوعة.

 

*ديلي ميل: بريطانيا تدق المسمار الأخير في نعش السياحة المصرية

مصر تواجه بؤسًا اقتصاديًا في أعقاب إحجام السياح البريطانيين عن السفر إلى شرم الشيخ.

فالحركة السياحية في المنتجع لا تُظهر أية علامات على التعافي بعد حادث سقوط الطائرة الروسية التي تفجرت في أجواء سيناء في الـ 31 من أكتوبر الماضي والذي أسفر عن مقتل كافة ركابها الـ 224، وهو الحادث الذي نجم على الأرجح عن عمل إرهابي.

جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل” البريطانية اليوم السبت والذي قال إن السلطات المصرية الحريصة كل الحرص على الحفاظ على موارد الدخول الأجنبية المتحققة من القطاع السياحي، ترفض الاعتراف بأية مشكلات أمنية لديها في الوقت الراهن، أو حتى بأن حادث الطائرة الروسية ناتج عن تفجير إرهابي- لكن كلا من بريطانيا وروسيا لا يزالان يحذران رعاياهما من مغبة السفر إلى شرم الشيخ.

ونتيجة لذلك، هبطت أعداد السائحين بأكثر من 85%، في الوقت الذي تكافح فيه الفنادق وشركات أخرى في شرم الشيخ من أجل البقاء، علما بأن الدخول المتحققة من القطاع السياحي في مصر ككل تسجل تراجعًا بنسبة 120 مليون استرليني شهريًا.

وأكد مكتب وزارة الخارجية والكومنولث البريطاني أن السياحة في مصر مخاطرة، وأن بعض المناطق لا ينبغي زيارتها على الإطلاق.

وحذر المكتب السائحين بأن شركات الطيران البريطانية لم تعد تسير رحلات من وإلى شرم الشيخ وعلى الجميع توخي الحيطة والحذر من المخاطر التي يواجهونها.

 وأشار التقرير إلى العمليات الإرهابية التي استهدفت السائحين البريطانيين في مصر مثل تلك التي وقعت قبل 10 أعوام في شرم الشيخ وأوقعت 9 بريطانيين من جملة 88 شخصا.

 ولقي 6 بريطانيين أيضا مصرعهم في العام 1997، من إجمالي 66 سائحا عندما أطلق عليهم مسلحون النار أثناء زيارتهم للمناطق الأثرية في الأقصر.

 ونوه التقرير إلى أن أنصار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميا بـ”داعشينشطون الآن في سيناء التي تحيط بمنتجع شرم الشيخ، مردفا أنه وعلى الرغم من أن الحكومة المصرية تبدي حرصا على إنعاش القطاع السياحي، مصدر رئيسي للدخل الأجنبي للاقتصاد المصري المأزوم، لا يثق الغرب في قدرة القاهرة على ضمان أمن وسلامة السائحين في البلد الواقع شمالي إفريقيا.

 كانت ديلي ميل” قد اكتشفت، في أعقاب حادث الطائرة الروسية، أن العديد من فنادق شرم الشيخ كانت تستخدم أجهزة لا قيمة لها للكشف عن القنابل والأسلحةوالتي أنتجها الجيش المصري- حيث إن تلك الأجهزة غير متصلة بمصدر طاقة وقائمة على علوم وهمية.

 وبغض النظر عن المخاوف الحالية، ربما تعيد شركتا الطيران البريطانية ” بريتيش إيرويز” و” إيزيجيتالنظر بخصوص استئناف تسيير رحلات الطيران إلى شرم الشيخ في فبراير المقبل.

 وتظهر الأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية في مصر تراجعا كبيرا في أعداد السياح وعائدات السياحة منذ “ثورة 25 يناير 2011“.

 فقد انخفض عدد السياح من 14.7 مليون سائح سنة 2010 إلى 6.06 مليون سائح فقط خلال الأشهر الـ10 الماضية من سنة 2015.

 أما العائدات، فلم تتجاوز 4.6 مليار دولار هذا العام، بينما تأمل الجهات المسؤولة عن السياحة أن تعطي الحملات الترويجية التي دشنتها مؤخرا زخما جديدا للقطاع، الذي يعد واحدا من أكبر موارد العملة الصعبة في البلاد.

 وفي ظل سحب كل من روسيا وبريطانيا لرعاياهما من مصر، بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء وتعليق الرحلات الجوية من البلدين، وكذلك إعلان أكثر من بلد عن عدم مرور طائراتها في المجال الجوي بسيناء، سوف تتكبد السياحة في مصر العديد من الخسائر.

 وتشكل السياحة الغربية نحو 76% من السياحة الوافدة لمصر، حسب تقديرات البنك المركزي المصري.

 وفي الوقت الذي تعاني فيه مصر من أزمة بطالة تصل إلى 12.8%، تأتي أزمة السياحة لتضيف عاطلين جدد إلى رصيد البطالة، ويتواكب ذلك مع حالة ركود وغلاء يعاني منها الاقتصاد المصري.

 

 

*اتهام “الرقابة النهرية” بالتسبب في مصرع 15 مواطنًا بغرق مركب كفر الشيخ

 كشفت التحقيقات الأولية من قبل النيابة الإدارية، في واقعة غرق “معدية فوة” بكفر الشيخ والتى راح ضحيتها 15 مواطناً بينهم ثلاث اطفال فى ختام 2015،إلى اتهام الرقابة النهرية بأنها السبب الرئيسى فى وفاة المواطنين بالعبارة.

وقال المتحدث باسم النيابة الإدارية: إن الحادث يثير شبهة الإهمال الجسيم من قبل المختصين بالرقابة النهرية ومسؤولي التراخيص والتفتيش على المراكب النيلية، بما يستوجب معه التحقيق في الواقعة وصولًا لمدى توافر ذلك الإهمال من عدمه، ومحاسبة المسؤولين عنه إن وجد. 

جدير بالذكر أن النيابة الإدارية ،سبق وأحالت 7 من قيادات الهيئة العامة للنقل النهري للمحاكمة العاجلة في سبتمبر الماضي، إزاء ما كشفت عنه التحقيقات من إهمالهم الجسيم في أداء واجبات وظيفتهم، مما ترتب عليه حادث مركب الوراق  الذي أسفر عن مصرع 40 شخصًا.

 

 

*موسم رأس السنة “فاشل ومضروب” والأسوأ منذ سنوات

كشف سامي محمود -رئيس هيئة تنشيط السياحة- أن موسم رأس السنة هذا العام هو “الأسوأ “على قطاع السياحة منذ السنوات الماضية، حيث كانت نسبة الإقبال ضعيفة جدًا مقارنة بالعام الماضي.

وقال محمود في تصريحات صحفية اليوم السبت، أن الحملات الخارجية التي تم إطلاقها في الدول العربية طلعت فنكوش وهي: “السعودية، والإمارات، والكويتحيث لم تؤت بثمارها على الإطلاق.

وأضاف رئيس هيئة تنشيط السياحة، أن كل شيء متوقف منذ سقوط الطائرة الروسية في سيناء، مضيفًا أن القطاع بالكامل بيد الموقف السياسي للحكومة الروسية

 

 

*السيسي يلجأ لـ”الخداع الاستراتيجي” لعبور نكسة “سد النهضة

 يبدو أن التطمينات التي أطلقها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بشأن سد النهضة لم تفلح في طمأنة قطاعات واسعة من المصريين، حيث عبر خبراء عن مخاوف حقيقية إزاء الخطوات الإثيوبية “المريبة”.

ورأى مراقبون أن تصريحات السيسي -التي خاطب فيها المصريين وقال فيها “اطمئنوا فالأمور ماشية بشكل جيد، وإن حقوق مصر لن تضيع”- “حاولت أن تبدو دبلوماسية إزاء كارثة قومية”.

د. نادر الفرجاني -رئيس فريق تحرير تقرير التنمية العربي الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- شدد على أن تصريحات السيسي استمرار لسياسة الخداع المتبعة لكسب تأييد شعبي بين البسطاء”.

وأوضح فرجاني أن الاستقامة تقتضي الاعتراف أولا بالخطأ في توقيع اتفاق المبادئ، وتشكيل فريق عمل من خيرة الخبراء لوضع إستراتيجية لمواجهة الكارثة الوجودية التي تحيق بالشعب والوطن.

أما استشاري الإدارة وتنمية الموارد الدكتور فتحي النادي فقال إن هذه التصريحات تمثل استخفافا بالعقول على الرغم من تأكيدات الخبراء و”التصريحات الساذجة” لوزيري المالية والخارجية عن مدى سير المفاوضات.

وأضاف أنه إما أن السيسي يعرف وعاجز عن فعل شيء بعد توقيعه على اتفاق النوايا، وإما أنه لا يعرف، وفي كلتا الحالتين مصر بصدد كارثة.

أما المحامي أحمد قناوي فقال إن تصريحات التطمين في قضية سد النهضة غير كافية، فضلا على أنها قد تكون مضللة، “فالخبراء ووزراء ري سابقون لهم وجهة نظر فنية مفادها أننا نمر بأزمة في منتهى الخطورة”.

بدوره، ينطلق رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور هاني رسلان من حقائق جغرافية وتاريخية في تسليط الضوء على اتفاق إعلان مبادئ سد النهضة الذي وقعه رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا في مارس الماضي.

وقال رسلان إن المنطقة التي بني عليها السد الإثيوبي مملوكة للسودان، والتي تغاضى عنها بعد استيلاء إثيوبيا عليها سنة 1902، معتبرا أن “موقف السودان مساند لإثيوبيا في الاتفاقية لأنه مستفيد”.

وأوضح أن الحقائق الحالية تقول إن سد النهضة وقت تصريحات السيسي اقترب من نسبة 50% لملئه بالمياه، والملء التجريبي الأول سيكون في يوليو المقبل بارتفاع 145 مترا، محذرا من أن نجاح إثيوبيا في تمرير اتفاقية سد النهضة “سيكون سابقة سيتم تكرارها”.

وأضاف أن الجانب الإثيوبي لم يقدم أي التزامات حتى الآن، وقال إن الإثيوبيين “أخذوا المفاوض المصري في مسارات متشعبة حتى مر 15 شهرا من دون أن يتم الاتفاق على أي خطوة”، وقال إن هذا “يؤكد أن هناك سوء نية لا مجال للتهاون بشأنه”. 

وأشار إلى أن قيام إثيوبيا بمضاعفة السعة بلا مبرر يعني أن الهدف سياسي لتتحكم في 85% من حصة مصر، محذرا من التوجه لخيارات عسكرية “لأنها محفوفة بالمخاطر”.

ووفقًا لدراسات وحدة حوض النيل، فإن كل أربعة مليارات متر مكعب تنقص من مياه النيل تجرف بالمقابل مليون فدان وتشرد عشرة ملايين مزارع، وسيزحف هؤلاء للمدن مجردين من المهارات المهنية، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي.

 

 

*مكافأة الزند للقضاة زادت على 50 ألف جنيه بخلاف رواتبهم وبدلاتهم الرئيسية

 أكد  تقرير صحفي أن جملة المكافآت والبدلات التي صرفها وزير العدل في حكومة الانقلاب، أحمد الزند لكل قاضٍ من القضاة منذ توليه مع إبراهيم محلب 50 ألف جنيه، وذلك بخلاف رواتبهم الرئيسية وبدلاتهم ومكافآتهم السابقة.

وكانت آخر تلك المكافآت التي أقرها الزند، صرف 5 آلاف جنيه مكافأة جهود ذاتية لكل قاضٍ، تنفيذًا لحكم قضائي بمساواة القضاة بمستشاري مجلس الدولة ماليًا، على أن يتم صرف هذه المكافأة كل 40 يومًا تحت اسم “مكافأة جهود ذاتية”، آخر الامتيازات التي منحها أحمد الزند للقضاة منذ توليه، وقبل تلك المكافأة تعددت المكافآت التي منحها الزند للقضاة وأبرزها صرف 3000 جنيه بدل علاج.

كما قرر مجلس القضاء الأعلى زيادة مرتبات أعضاء النيابة العامة، والقضاة بمختلف درجاتهم، بنسبة 30%، كما تم في يوليو 2015 اعتماد صرف منحة عيد الفطر المبارك بواقع 10 آلاف جنيه لكل قاض من درجة الرئيس بمحاكم الاستئناف ونواب رئيس محكمة النقض و8 آلاف جنيه للدرجات القضائية الأقل من ذلك وحتى درجة معاون النيابة، على أن تضاف تلك المنح إلى حساب كل قاض بالبنوك ليتقاضوها مع الراتب الشهري.

وفي 30 أغسطس أصدر الزند، قرارا يمنح العاملين في مصلحتي الخبراء والطب الشرعي، مكافأة العمل الخاصة بالعطلة القضائية وصدر قانونا ينص على أن يصرف للعاملين في مصلحة الخبراء ومصلحة الطب الشرعي مكافأة شهرية خلال أشهر العطلة القضائية من يوليو إلى سبتمبر تعادل راتب شهر شامل، محسوبًا على أساس ما يتقاضاه الموظف من الأجر الوظيفي، بالإضافة إلى الأجور التكميلية نظير ما بذلوه من جهود كل شهر يعملون فيه، كما اعتمد مجلس القضاء الأعلى مكافأة قدرها 70 مليون جنيه لكل القضاة وأعضاء النيابة العامة، تصرف بقيمة 5 آلاف جنيه لكل قاضٍ؛ تحت مسمى مكافأة جهود إضافية للقضاة ويبلغ عدد القضاة وأعضاء النيابة العامة أكثر من 14 ألف قاض وعضو نيابة، ليصبح المبلغ الإجمالي للمكافأة 70 مليون جنيه.

 وأصدر الزند قرارًا بصرف بدل شموخ لأعضاء أعضاء الهيئات القضائية والنيابة بواقع 5000 جنيه لكل مستشار و3000 جنيه لكل وكيل نيابة وذلك تخفيفًا للأعباء التي يتحملها عضو الهيئة القضائية حيث إن متوسط تكلفة جلسة الشموخ الواحدة قد يصل إلى 3000 جنيه في بعض المنصات القضائية مثل منصة جامعة الدول أو منصة الساحل الشمالي.

 كما قرر اعتماد صرف منحتي عيد الأضحى وبداية العام الدراسي الجديد بواقع 10 آلاف جنيه لكل قاض من درجة الرئيس بمحاكم الاستئناف ونواب رئيس محكمة النقض و8 آلاف جنيه للدرجات القضائية الأقل من ذلك وحتى درجة معاون النيابة، على أن تضاف تلك المنح إلى حساب كل قاض بالبنوك ليتقاضوها مع الراتب الشهري.

 وأصدر الزند، قرارا بزيادة مكافأة القضاة، مقابل رئاستهم لجان فض المنازعات، ومقابل العمل بالأمانة العامة للوزارة من 3 آلاف لـ7 آلاف جنيه.

 وكان أحمد الزند قد أكد في تصريحات سابقة أن القضاة هم سادة هذا الوطن وما دونهما فهم العبيد، فضلا عن تصريحات أخرى أكد فيها أنه لا يحق لأي أحد محاسبة أي قاض أو سؤاله، معتبرا أن القضاة من جنس يختلف عن المصريين وامتيازاتهم حق على الدولة والشعب المصري بأكمله.

 

 

*حوار مع “مهند” ابن الـ 19عاما الذي خرج من سجون السيسي مصابا بالسرطان

مهند إيهاب هو ذاك الشاب السكندري الذي اعتقله نظم السيسي 3 مرات، منهم مرتين وهو قاصر، خرج مهند من تجربة الاعتقال الثالثة مصابا بسرطان الدم اللوكيميا بنسبة 93% وذلك بسبب الإهمال الطبي والتعنت في عمل التحاليل اللازمة وإعطاء العلاج أثناء اعتقاله.

إجراء هذا الحوار كان تجربة صحفية قاسية جدا بالنسبة لي، فمهند أعرفه منذ سنوات معرفة شخصية، وهو يرقد الأن في غرفة العناية المركزة في أحد مستشفيات نيويورك بعد أن رفض جسمه الاستجابة إلي العلاج الكيماوي، ويقوم الأطباء حاليا باختبار بعض الأدوية الحديثة التي مازالت في طور التجربة علي حالة مهند بعد أخذ موافقته .

هذا الحوار يعتبر حوار مطول الي حد ما لأنني أحببت أن أقتنص الفرصة من أجل تعريف أكبر قدر ممكن من الناس بأكبر قدر ممكن من المعلومات عن قصة مهند ايهاب .

تحدث مهند في هذا الحوار عن عدة أشياء بالتفصيل، بداية من التعريف به وبعائلته الصغيرة – وهو وحيد أهله -، مرورا بمرحلة الطفولة ثم مرحلة ثورة يناير ومشاركته مع والده في الثورة ثم مرحلة المجلس العسكري، ثم فترة الانتخابات الرئاسية ثم مرحلة الانقلاب العسكري بداية من مظاهرات 30 -6 وقصة نزول مهند لميدان سيدي جابر ثم مشاركته في اعتصام رابعة لاحقا .

أخبرنا مهند عن اصاباته المتعددة في المظاهرات بداية من خرطوش في الرقبة في مجزرة سيدي جابر – مازال في جسده حتي الان – ثم ضربة مطواة من بلطجي اثناء عملية اعتقاله في مجزرة سموحة.. ثم تجارب الاعتقال الثلاثة وتفاصيلهم وتجربة الاعتداء الجنسي المصور من قبل أفراد من الشرطة عليه بعد اعتقاله في أحد الاقسام.

 تكلم مهند عن قصة اصابته بسرطان الدم في المعتقل والاهمال الطبي الذي أدي الي تدهور حالته بسبب بقاؤه شهرين بعد الاصابة بدون تلقي اي علاج أو الكشف عليه او عمل تحاليل له حتي تم نقله الي المستشفي الأميري وتلقي العلاج الكيماوي وهو مقيد بالكلابشات. وفي نهاية الحوار سألنا مهند عن وضعه الحالي وعن حملات التضامن معه وأثرها عليه وعن الرسائل التي يود توجيهها ولمن .

 

مهند في البداية عرفنا عليك بالتفصيل إذا تكرمت ؟

السلام عليكم ورحمة الله ، أنا اسمي مهند إيهاب محمد حسن، عندي 19 سنة، لسه مكملهم في 28 – 9، انا مواليد مصر 1996 مـ ، حاليا أنا لست في مصر، أنا في نيويورك من أجل تلقي علاج السرطان ، لأنه لا يوجد علاج لي بمصر، فجسمي لم يستجيب للعلاج بمصر، وحتى هنا لم يستجيب للعلاج  أيضا .

 

ماهي دراستك يا مهند ؟

المفروض أنى كنت أدخل كلية التجارة جامعة الإسكندرية في السنة الحالية، ولكني قدمت الأوراق فقط ولم أستطع الذهاب مطلقا بسبب المرض .

بالنسبة للوالد والوالدة ؟ هل هم موجودين معك وماذا يعملون؟

والدي ووالدتي موجودين معي هنا، والدي حاليا لا يعمل لأنه يفضل أن يكون معي ، والدتي أيضا كذلك ، الاثنين موجودين معي هنا الحمد لله .

 

بالنسبة لأخوتك وأخواتك ؟

أنا وحيد أهلي، لذلك يقوم برعايتي والدي ووالدتي فقط .

 

ماذا كان يعمل والدك ووالدتك ؟

والدي كان لديه شركة استثمار عقاري، ومحل للملابس، ولكنه أغلق كل هذا من أجل أن نأتي هنا للعلاج، ووالدتي ربة منزل وكانت تدير محل الملابس قبل أن نغلقه .

 

اذا يا مهند أنت وحيد أهلك كما قلت لي، ولكن هل شعرت أن هناك أشخاص استطاعوا تعويضك مكان الأخوة والاخوات ؟

نعم، كثير جدا من الأشخاص في حياتي عوضوني عن موضوع أن يكون لدي اخوة، بالعكس أعتقد أنه لو كان لدي أخوة لم يكونوا ليفعلوا معي مثلما فعل هؤلاء الأشخاص معي .

 

هل تستطيع أن تقول لي أمثلة من هؤلاء الناس؟ أو أبرزهم على الأقل ؟

الحقيقة أنه على مراحل حياتي المختلفة كان يظهر لي شخص أو شخصين يكونا هما التعويض الحقيقي عن حكاية الأخوة، وكان الواحد بشعر فعلا أنهم أكثر من الأخوات فعلا .

 

 

مرحلة ما قبل ثورة يناير .

مهند، أعتقد أنه يمكننا تقسيم مراحل حياتك الي 3 مراحل رئيسية، مرحلة ما قبل ثورة يناير، ومرحلة ثورة يناير وما بعدها حتى الانقلاب العسكري، ثم مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري . إذا أردنا أن نتكلم عن المرحلة الأولي مرحلة ما قبل ثورة يناير ماهي ذكرياتك عن هذه الفترة من حياتك ؟ كم كان عمرك عندما حدثت ثورة يناير ؟

أنا لا أتذكر الآن كم كان عمري وقت ثورة يناير ولكن أتذكر أني كنت في الصف الثاني الإعدادي بالمدرسة .

 

كيف كنت تعيش في هذه المرحلة ؟ أين كنت تدرس ؟ وماهي ذكرياتك عن تلك الفترة ؟

درست المرحلة الابتدائية والاعدادية في مدرسة تسمي زهراء المدينة بالإسكندرية، وفي المرحلة الثانوية درست في مدرسة الإقبال، كنت أعيش مع أهلي في سيدي بشر بميامي، والدي كان يسافر خارج مصر كثيرا، ولكن والدتي كانت معي دوما، وأمضيت سنة من حياتي في القاهرة بسبب عمل الوالد .

 

هل ما زلت تحتفظ بصداقات من هذه المرحلة ؟

نعم ما زلت أحتفظ ببعض أصدقائي من أولي وثانية ابتدائي الحمد لله .

 

بالنسبة لمدرسي المدرسة هل تتذكر أحد منهم؟ هل كان لأحدهم تأثير قوي عليك ؟

يضحك مهند – المدرسين بتوع زهراء المدينة كانوا مدرسين ممتازين الحقيقة، ربما لا أتذكر أسماؤهم الان، ولكني أتذكر أن العلاقة بيننا كانت أكثر من مجرد علاقة مدرس بالطلاب .

 

هل كنت من الطلاب المتفوقين دراسيا ؟

كنت حتى الصف الخامس الابتدائي لا يقل ترتيبي عن الأول أو الثاني سواء على الفصل أو المدرسة، بدأ الموضوع في التغيير من بداية سادسة ابتدائي حسبما أتذكر، فكنت أحصل على درجات مرتفعة ولكن لم أكن من ضمن ترتيب الأوائل .

 

مرحلة الثورة حتى الانقلاب العسكري .

تمام، فلنبدأ حاليا في المرحلة الثانية مرحلة ثورة يناير عندما كنت في الصف الثاني الاعدادي .. أخبرنا عن هذه المرحلة إذا سمحت ؟

هذه المرحلة كانت بداية الانحراف بالنسبة لي ، لا أدري لماذا، ولكن وضعي بدأ في التدهور في مجالات حياتي المختلفة، بدأت هذه المرحلة منذ دخولي الصف الثالث الاعدادي، حيث تغيرت شخصيتي تماما، وكنت أهرب من المدرسة ولا أذهب اليها غالبا، وقمت بارتكاب أشياء خاطئة كثيرة في هذه المرحلة، وتغيرت تماما، وظللت هكذا فترة طويلة الي ما بعد الانقلاب العسكري أيضا، وكانت كل فترة يكبر الخطأ معي .

 

كيف تنظر لهذه المرحلة الان ؟ هل تعتبر أنها كانت أحدي الفترات الطبيعية التي يمر بها الشباب في حياته مثلا ؟

أنا أري أن أي شخص عندما يمر على تلك الفترة ده يتغير، ويقل وضعه قليلا، ولكن أعتقد أني تماديت جدا في هذه الفترة، فحتي بداية الصف الثاني الثانوي كان الموضوع قد زاد كثيرا .

 

كيف كان أهلك يتعاملون معك في هذه الفترة ؟ هل كان الموضوع صادما لهم ؟

بالفعل كانت هذه الفترة صعبة جدا في البيت، وكانت أكثر فترة حدثت فيها مشاكل بيني وبين أهلي، ولم أكن أجلس في البيت كثيرا، وحدثت أكثر من مرة أن أهلي أخرجوني من البيت .

 

هل كان لديك أي نشاط أثناء ثورة يناير ؟

كنت وقتها في الصف الثاني الاعدادي ولم يكن موضوع السياسة يشغلني وقتها، ولكني كنت أري أن هناك حاجة خطأ في البلد، ولكن ماهي لم أكن أعرف، كنت أري أن هذا الرجل – مبارك – ظالم وكنت أسمع الأخبار وكلام أهلي بالإضافة الي كلام الناس في الشارع، وكانت هذه هي معلوماتي الوحيدة عن النظام الموجود والقمع الذي يقوم به. عندما حدثت واقعة مقتل خالد سعيد كانت هذه هي البداية الأهم، وبدأت أبحث أكثر، وكنت ما زلت صغيرا، ولكني عرفت وقتها معني أن يكون هناك شخص يقتل شخص أخر ظلما، كنا نعيش وقتها في مكان راقي قليلا، أقصد انه لم يحدث أن أدخل قسم شرطة مثلا أو أتعرض للتفتيش من ضابط في الشارع، فلم أكن أري انتهاكات بعيني ولكني كنت أشعر أن هذا النظام الموجود به شيء خطأ، وشاركت في مظاهرات الثورة يوم 28 يناير .

 

هل كانت هذه أول مظاهرات تنزلها في حياتك ؟

كانت أول مظاهرات ثورة يناير التي أشارك بها، ولكنها لم تكن أول مظاهرات في حياتي حيث كنت أشارك في مظاهرات نصرة غزة في الشوارع عندما كنت في المرحلة الإعدادية، فقد كنت مهتما وقتها بقضية فلسطين وكنت أتصل ببعض أصدقائي الأكبر سنا لأعرف منهم أوقات وأماكن المظاهرات .

 

هناك سؤال مهم بالنسبة لوالديك، هل لديهم فكر سياسي معين ؟ هل يتعارض فكرك مع فكرهم مثلا ؟

والدي ووالدتي ضد ما يحدث حاليا في البلد، ولا يوجد تعارض بيننا، حتى أنني أيام ثورة يناير بعد أن انتهيت من امتحاناتي قلت لوالدي أني سأشارك في مظاهرات 28 يناير فقال لي وأنا أيضا سأشارك معك . كنت أسمع أن هناك ضرب نار وأن هناك شهداء ولكني صممت على النزول وظللت أشارك في باقي المظاهرات يوميا في الإسكندرية مع بعض أصدقائي، وسافر والدي الي ميدان التحرير وقتها . وفي يوم التنحي كنت مشارك في اعتصام في شارع مبني الإذاعة بالإسكندرية وهذا هو نفس المكان الذي اعتقلت منه في عهد الانقلاب العسكري .

 

كيف كان حالك بعد الثورة ؟ هل بدأت تهتم بالسياسة وقتها ؟

انا بدأت اهتم بالسياسة فعلا من وقتها، فبعد ان رجعت إلى البيت يوم 28 يناير، بدأت يوم 29 يناير أفكر ما الذي أقوم به، وبدأت في تفعيل حسابي على الفيسبوك وتويتر، وبدأت في متابعة بعض الأشخاص والقراءة لهم .

 

من الذين كنت تتابعهم وقتها ؟

كنت أتابع علاء عبد الفتاح، واحمد دومة أحيانا للأسف، كانوا هؤلاء أبرز من أتابعهم .

 

هل كنت تتفاعل وتكتب  وتشارك ، ام كنت تكتفي فقط بالمتابعة ؟

كنت أكتفي وقتها بالمتابعة وقراءة الأراء المختلفة .

 

كيف كان وضعك بعد انتهاء الـ 18 يوم ؟

وقتها حدثت شوية لخبطة في دماغي، بدأت أكون تائه وقتها، كنت ضد المجلس العسكري وقتها وضد طنطاوي، ولكن كان هناك ناس كثيرون ممن أعرفهم وأكبر مني سنا ضدي في هذه النقطة، وكانوا يحاولون اقناعي بأن الجيش كويس، وكنت أيضا ما زلت صغيرا وقتها في الصف الثالث الاعدادي،  ولكني كنت غير مقتنع بما يحدث من انتهاكات في محمد محمود وغيرها  .

 

حسب القانون فإنك في تلك اللحظة كنت طفلا .

بالضبط كان عمري حوالي 14 او 15 سنة فلم يكن لدي وقتها الفكر الخاص بي، فكنت اقرأ لشخص معين وأقتنع بكلامه، ولكن أحيانا يأتي شخص أخر في نفس الوقت يتكلم معي ويحاول أن يقنعني بكلامه، فكنت أحتار وقتها ، وهكذا كان هذا حالي في تلك الفترة .

 

هل تعلم أن الأصل في الصراعات السياسية هو إبعاد الأطفال عن هذه الصراعات والتجاذبات ؟

بالضبط ، لأنهم وقتها لا يكون لديهم الوعي الكافي، وربما تجعلهم ينضمون الي جماعة أو حزب أو فريق مثلا، ويظل انتماؤه لها مستمر، وهو لا يعرف لماذا انتماؤه أو ولائه لها أصلا .

 

احكي لنا معذرة عن الفترة التي بعدت فيها، هل كان التدهور على الناحية النفسية أم الاجتماعية أم الدراسية أم الدينية ؟ 

أنا كنت في أجازه من كل شيء تقريبا، فلم أكن أذهب الي المدرسة أو الدروس مثلا، ومن الناحية الدينية كنت بعيدا جدا عن ربنا، وهكذا على باقي النواحي، الفترة ده كانت الدنيا بايظة خالص ، والحمد لله أنها انتهت وحصل التغيير، حتى أهلي لم يكونوا يعرفوا ماذا يفعلون معي، وماهي النقطة المحددة التي يجب أن يعالجوها، وماهي المشكلة بالضبط ، فالمشاكل كانت في مكان .

 

هل كان هناك أحد أكبر منك تلجأ اليه أو تتكلم معه في مشاكلك ؟

لا لم يكن هناك أحد نهائيا .

 

هل كان الوالد مسافرا وقتها ؟

كان يسافر ويرجع، ولكني لا اعتقد ان هذا كان السبب، السبب كان مني أنا، أو ممكن من أصدقائي وقتها .

 

بالنسبة لفترة الانتخابات الرئاسية أعتقد أنه لم يكن لك وقتها حق الانتخاب ولكن هل شاركت في أي من الحملات الانتخابية ؟ ومن هم المرشحين الذين كنت تدعمهم ؟

لم يكن لدي وقتها صوت انتخابي، وكنت فقط أتابع وأتفرج، وكنت سعيد جدا، كان الموضوع مبهج وقتها، أن الناس تنتخب أخيرا، كنت قد بدأت أتابع السياسة بالفعل ووجدت أنه لم يكن أحد من الشعب قد انتخب قبل ذلك تقريبا، وأخيرا البلد تغيرت، وأيا كان من سيأتي ولكنه سيأتي بالانتخابات الشعبية، طبعا كانت صدمة كبيرة عندما وصل الي مرحلة الإعادة شفيق و مرسي الاثنين مع بعض، ولكن كما قلت من سيأتي كان سيأتي بالانتخابات، كما قلت لك لم يكن لدي صوت انتخابي، ولم أشارك في أي حملات انتخابية، ولكني كنت أتمني وقتها فوز عبد المنعم أبو الفتوح أو خالد علي، هم دولا اللذين كنت أري أنهم صالحون وقتها، والحمد لله أنهم لم ينجحوا .

 

مرحلة الانقلاب العسكري وما بعده .

 

ننتقل الان الي المرحلة الثالثة في حياتك، مرحلة الانقلاب العسكري والسيسي . أين كنت يوم 30-6 ؟

يوم 30 -6 لم أكن أعرف أين سأقف، وهل أنا مع هذه الناحية أم الناحية الأخرى، فلم أذهب الي مكان معين وقتها، نزلت عادي يومها .

 

هل كان لديك أصدقاء ثوريين كثير وقتها ؟

كان لدي أصدقاء كثيرين وقتها نزلوا الميدان، ميدان سيدي جابر حيث تجمع معارضي مرسي، معظم من كنت أعرفهم نزلوا ميدان سيدي جابر، كنت قد تعرفت عليهم في الفترة الأخيرة فترة ما بعد الثورة، لم أكن قد قررت يومها فعلا أنا مع أي ناحية، ولم أكن أستطع أن أقرر، ولكني شاهدت ناس كثيرة نازلين يطالبون بأشياء غريبة ، وبعضهم نازل مش عارف هو نازل ليه من الأساس، وبعضهم نازل عشان يرجع النظام القديم أصلا، فكانت هناك شوية لخبطة كثيرة، وكان في ناس فعلا نازلة لأنهم لا يعجبهم النظام ويريدون تغيره، ويعتقدون أن التغيير سيكون أفضل، فكان هناك كل الأصناف تقريبا .

ثاني يوم ذهبت الي ميدان سيدي جابر لكي أري الوضع بنفسي، وقابلت بعض أصدقائي هناك، وبعد هذا شعرت أنى أريد الذهاب لمشاهدة الوضع في رابعة في نفس الوقت، وكان الاعتصام قد بدأ بالفعل، أعتقد  أن هذا اليوم كان يوم القاء خطاب مهلة الـ 48 ساعة فكنت موجود في ميدان سيدي جابر حتى هذا الخطاب، ولكني شعرت وقتها أن هناك شيء خاطئ وأن هناك حاجة غريبة بدأت تحصل، دعك من كل ما حدث طوال سنوات الثورة اللي مضت فهناك شيء جديد يحدث، لا أدري ما هو!

ذهبت وقتها الي رابعة مباشرة حتى بدون أي تجهيزات، أو شنطة ملابس ،وحتى لم أبلغ أهلي سوي وأنا في القطار اتصلت بهم وأخبرتهم أني متجه لرابعة . عندما وصلت لرابعة قابلت أثنين من أصدقائي كانوا هم الاثنين الوحيدين الذين أعرفهم في اعتصام رابعة كله في وقتها، وظللت هناك حتي يوم 4-7، كان حظي أنه يوم خطاب انقلاب السيسي يوم 3-7 كنت خارج الميدان، وحتي الان لم أشاهد الخطاب بالمناسبة، كنت خارج الميدان أشتري بعض الأغراض وركبت التاكسي وانا راجع للميدان، وسمعت جزء من الخطاب في الراديو، وعندما دخلت الي الميدان كان الوضع صعب جدا، وكانت هناك حالة غضب هستيرية فكانوا يطرقون علي عواميد الإضاءة، ويرمون زجاجات الماء البلاستيك علي الأرض، وكان الناس غير مستوعبين ما يحدث، وكانت بعض البنات تبكي والرجال في حالة غضب شديد، وأنا داخل الميدان ولا أدري ما الذي يحدث، وحتي الناس علي البوابات المسئولين عن التأمين ورؤية البطاقات الشخصية، لم يكلمني أحد منهم، أو يقول لي إلي أين تذهب ومين أين أتيت، كانوا يجلسون فقط علي الأرض و يقولون لاحول ولا قوة الا بالله و يدعون الله، حتي دخلت الي الميدان ووجدت الناشط عبدالرحمن عز يتكلم علي المنصة وفهمت وقتها ما الذي حصل .

بالنسبة لليوم اللي ذهبت فيه الي سيدي جابر، أخبرنا عنه أكثر، هل كنت نازل للتظاهر أم مقابلة الأصدقاء أم رؤية الوضع ؟

لم أنزل ابدا بنية أني ضد النظام، أنا نزلت لأنك تقولي لي أنك تقوم بثورة في الميدان، فأنا نازل لكي أراك وأري ما الذي تريده، فأنا وقتها لم أكن أعلم أي الطرفين هو الصح، فأنا كنت نازل بنية أروح سيدي حابر أشوف الناس دماغها أيه وبكره أروح رابعة أشوف الناس الأخرى عايزه أيه .

 

هل من الممكن أن تكلمنا أكثر عن الناس في سيدي جابر، كنت تقول أن هناك ناس لها مطالب غريبة، اذكر لنا أمثلة من هذه المطالب ؟

 رأيت أشخاص أعرفهم فسألتهم لماذا نزلتم فقالو لي لأننا نريد شفيق، طيب أنت نازل تعمل ثورة عشان تجيب شفيق – يضحك مهند – ، وسمعت هذه النقطة من أكثر من شخص أعرفه شخصيا بالمناسبة، طيب وأنت عارف شفيق ده أساسا عشان تجيبه، بعض هؤلاء الناس انقلبوا الي ربعاويين بعد ذلك، ولكن وقتها كان هذا هو أحد الأسباب التي قررت بسببه أني لن أبقي مع أشخاص نازلين علشان يجيبوا شفيق. بعض الناس كانت نازلة عشان بتقول أن المية بتقطع عندهم، وهذه مطالب طبيعية أن الناس يكون عندها ماء وكهرباء، ولكن أنك تنزل لتقوم بثورة كاملة وتشيل النظام وتغير الحكومة عشان المية بتقطع عندك فاعتقد أنه كان مطلب غريب .

 

كيف استفاق هؤلاء الناس لاحقا ؟

هم لم يتحولوا الي ربعاويين بنسبة قوية، بمعني أنهم أصبحوا مؤيدين بقوة للثورة ، ولكنهم بدأوا يتكلموا مثلا أن السيسي يقتل الناس، هم من البداية كانوا نازلين مش عارفين ليه، والان تغيروا ليس بسبب الاقتناع بالثورة، ولكنهم يقولون أننا لم نشاهد يوم عدل من ساعة السيسي ما جاء للحكم، أو بعضهم ممن لهم أصدقاء كثيرون اعتقلوا أو ماتوا في الاحداث فهو قد رأي الظلم ليس بعينه ولكنه شعر به وصعب عليه الناس .

 

ماهي علاقتك الأن بهؤلاء الأشخاص، هل ما زلت تعرفهم أم قاطعتهم أم ماذا حدث؟

أنا لأ أتكلم مع أحد منهم مطلقا، فمع دخولي المعتقل تغيرت حياتي تغييرا جذريا

 

هل أنت الذي قطعت العلاقة معهم، أم هم اللذين قطعوا معك، وهل في ناس منهم تتواصل معاك حتى الان؟

بعضهم يتواصل معي لمجرد الاطمئنان .

 

ما أقصده أن هؤلاء كانوا أصدقاؤك المقربين في وقت ما، والأن انقطعت علاقتك بهم تماما

نعم بالفعل ، أنا الذي بعدت عنهم، لأنك عارف لما تبقي قاعد مع واحد صاحبك، وأنت طالع عينك في السجن ومتبهدل وصاحبك لسه ميت قدامك وكل يوم تنزل تتبهدل وجسمك ملئ بالخراطيش، وفي الأخر يأتي شخص  منهم ويقول لك أيه اللي وداكم هناك !!

 

نرجع لاعتصام رابعة، هل تعرفت على أشخاص أخرين غير الاثنين اللذان كنت تعرفهما، وماهي المدة التي قضيتها في اعتصام رابعة ؟

نعم تعرفت على عدة أشخاص بالاعتصام بالإضافة الي أنني قابلت بعض الأصدقاء الأخرين هناك، كان اعتصامي على فترات متقطعة، فكنت أنزل الاسكندرية أكثر من مرة بسبب أن والدتي كانت تقلق جدا علي. وتسبب  نزولي المتكرر في عدم حضوري معظم الأحداث الكبيرة بالاعتصام .

 

ماهي شهادتك على اعتصام رابعة بشكل اجمالي ؟

انا فعلا عندما كنت أدخل اعتصام رابعة، كنت أحس بشعور لم أحسه قبل ذلك، لا أدري لماذا، لن أكذب عليك فحتي وقت الاعتصام كنت مقصر في موضوع الصلاة، ولكن داخل رابعة لم أكن أترك فرض الحمد لله، فبدأت أتغير وأتحسن بشكل غير مباشر بداية من اعتصام رابعة، أما من ناحية المعتصمين فأتمني من الله أن يجمعني بهم ثانية، صحيح أني لا أعرفهم شخصيا ولكني أتمنى فقط أن أراهم وأتعامل معهم .

 

هل نستطيع القول أن اعتصام رابعة كان بداية عودتك للطريق الصحيح ؟

نعم وبقوة أيضا، وذلك رغم أن الاعتصام كان متعب جدا جسديا، فكان هناك الصيام والشمس والمسيرات ولكن رغم ذلك كنت سعيد لدرجة أني في أحد الأيام ذهبت مع أصدقائي الي مارينا فشعرت وقتها أني غير مرتاح نهائيا، وأني أريد أن أرجع الي رابعة سريعا، وأني أريد أن ينتهي هذا اليوم سريعا، رغم التعب الموجود في الاعتصام إلا أنه كان جميلا، فكنت تعبان ولكن سعيد.

 

تجربة مجزرة سيدي جابر 5-7

بخلاف رابعة ماهي الأحداث الأخرى التي حضرتها ؟ وماذا حدث لك فيها ؟

يوم 4-7 نزلت إسكندرية من رابعة، ورأيت أهلي وكنت عائد في اليوم التالي إلي رابعة وهو يوم 5-7، وعندما كنت في محطة قطار سيدي جابر لم أكن أعام أن هناك مظاهرات في منطقة سيدي جابر، وأنا داخل الي المحطة شممت رائحة غاز كثيرة خارج المحطة، وكان مازال هناك وقت على موعد القطار، وكان من المفترض أني مسافر مع صديقي الاثنين اللذان أعرفهما من الاعتصام، فذهبت واشتريت التذاكر وخرجت لكي أجلس على قهوة خارج المحطة وأفطر وأشرب أي مشروب وأنتظر قدوم أصدقائي .

عندما خرجت من المحطة وجدت اطلاق للغاز المسيل للدموع، وشرطة بأعداد كبيرة لم أكن متخيلها، ووجدت البلطجية والشبيحة وهم يعتدون علي أحد الأشخاص الذين أمسكوه بعنف وهم يهتفون أمسك ده اخواني، وتسألت وفتها وكيف عرفتم أن هذا من الإخوان، وإذا كان هذا من الإخوان ما الذي جاء به الي هنا، فأخذت شنطة ملابسي الثقيلة التي كنت قد قررت أن أذهب الي اعتصام رابعة بها لأول مرة بالإضافة الي الكاميرا البروفيشنال التي كانت معي وقتها، وعندما نظرت بعيدا وجدت أن هناك تجمع كبير من المتظاهرين وقوات الجيش والداخلية تقوم بضربهم، كنت أريد الذهاب اليهم ولكني لا أدري كيف، بالإضافة الي هذا الشعور الداخلي أن كل من حولي من البلطجية والداخلية يعرفون أني من الطرف المقابل لهم .

قمت باللجوء الي الشوارع الجانبية البعيدة ومشيت حتي محطة كليوباترا حتي استطيع فقط العبور إلي ناحية المتظاهرين، كانت هناك قهوة عند محطة الترام فذهبت اليهم وتركت عندهم الشنطة بحجة أنها ثقيلة وأني سأذهب الي مشوار وسأعود لأخذها منهم، وأخذت الكاميرا علي كتفي وذهبت الي الاشتباكات، كان الوقت قبل صلاة العصر تقريبا وعندما بدأت الشمس تغرب أصيبت بخرطوش في رقبتي، ومازال هذا الخرطوش موجود في رقبتي حتي الان، حتي أنه كان من المفترض أن أقوم بعمل أشعة رنين مغناطيسي أول أمس ولكني لم أستطع بسبب هذا الخرطوش، عندما أخذت هذه الخرطوشة وجدت أحد يقوم بحملي ونقلي الي عربية الإسعاف ، كان الموضوع سهل وقتها .

ثم قاموا بنقلي الي المستشفى الأميري، وهناك في المستشفى وانا نازل من الإسعاف قام بعض الأشخاص بأخذ الكاميرا مني وهددوني أنهم سيسلمونني للأمن، ولم يقم أي شخص بعمل أي علاج طبي لي، حتي أن هناك طبيبة جاءت وسألتني أنت من أي ناحية، فأخبرتها أني كنت من الناحية التي يتواجد فيها الأخوان فقالت ماشي وتركتني وظللت حوالي ربع ساعة في الغرفة بمفردي حتي قررت الانصراف بدون أي يستخرج أحد الخرطوش، وذلك عندما سمعت صوت دوشة بالمستشفى، وعرفت أن هناك أشخاص مؤدين السيسي عرفوا أن بالمستشفى ناس من ناحية الأخوان يتم علاجهم، فجاؤوا بالسيوف للتعدي عليهم فقمت بالمغادرة فورا بدون تفكير

رجعت الي الميدان بعدها لكي أخذ حقيبتي فوجدت أن المدرعات بدأت في الدخول للميدان وبدأوا في اعتقال من تبقي، كان يبدوا علي أثار الدماء فدخلت أحدي الصيدليات، وضمدت الجرح، ثم جلست على القهوة قليلا ثم عدت الي البيت .

 

تجربة مجزرة سموحة والاعتقال الأول

هل هناك أي أحداث أخري حضرتها ؟

حضرت يوم مجزرة سموحة واعتقلت يومها .

 

كيف حدث ذلك وهل كان هذا أول اعتقال لك ؟ كم مرة تم اعتقالك ؟

كانت أول مرة اعتقل فيها، أنا دخلت مديرية الامن معتقلا 3 مرات، ومكثت لفترات طويلة مرتين فقط لأن خرجت بعد اعتقالي يوم مجزرة سموحة بيوم واحد .

 

احكي لنا عن اعتقالك يوم مجزرة سموحة 

كان يوم تشييع جنازة الشهيد أحمد مدني، خرجنا من القائد إبراهيم ومشينا حتى ميدان علي بن أبي طالب بسموحة، بدأ الهجوم من البلطجية في البداية عند نفق الابراهيمية على ما أتذكر، ثم بدأ الهجوم من الجيش والشرطة، وفجأة وجدنا المدرعات تتجه الينا بسرعة ولم أكن أعلم إلى أين أذهب، كنت قريبا جدا من المدرعات، ولم أستطع الحاق بالمظاهرة، فدخلت الي أحد البنوك أنا وحوالي 25 متظاهر، واختبأنا بالبنك حتى جاء البلطجية وقوات الشرطة والجيش وكانت هناك حفلة علينا .

 

هل البنك كان فاتح أبوابه وكان يعمل وقتها ؟

كان موارب الباب قليلا، ولم يكن يعمل أعتقد أن الموظفين كانوا في الطابق العلوي لأن الطابق السفلي كان خاليا تماما، بعد ربع ساعة سمعنا صوت الدوشة بالخارج، نحن كنا في الأصل في حدود الثلاثين ولكن هناك خمسة اشخاص ماتوا ونحن في البنك بسبب النار التي اطلقتها قوات الجيش والشرطة علينا، كنا موجودين بالبنك ومعنا خمسة قتلي بالإضافة الي المصابين، وكانت أرضية البنك مليئة بالدم، فكان من الواضح أن هناك متظاهرين مختبئون بالبنك

 

تجمعت القوات خارج البنك وكان بهم قوات خاصة وشرطة والعديد من التشكيلات، وأخبرونا أنهم سيقتحمون البنك وأنه اذا كان هناك بيننا أشخاص مسلحون فليستسلموا، ولم يكن بيننا أي شخص مسلح، وعندما دخلوا ربطوا أيدينا وارجلنا بالأسلاك بقوة، وقام أحد المخبرين أو أمناء الشرطة بقطع سلك أحد ماكينات البنك وقام بضربنا به، ثم أخرجونا من البنك باتجاه المدرعات وفي هذا الوقت لم يسلم أحد من اعتداء البلطجية بالمطاوي والأسلحة البيضاء علينا، فقد اعتدي أحد البلطجية عليا بمطواة في رقبتي، وهناك أحد الأشخاص اعتدوا عليه بمطواة في بطنه وبعضهم في الدماغ وبعضهم بالشوم وذلك حتي وصلنا الي المدرعة وركبنا بها .

 

هل تم تخييط الجرح الذي في رقبتك ؟

نعم خيطته وكان حوالي 10 غرز .

 

ماذا حدث بعد ذلك ؟

ذهبنا الي مديرية الأمن وجلسنا معصوبي الاعين ومقيدين لساعات طويلة، وتم اعتقال أشخاص أخرون حتى بلغ عددنا 176 او 175 شخص وهو اسم القضية ” قضية الـ 175حسب ما أتذكر، ومازالوا موجودين بالسجن حتى الان، ولكني لأني كنت قاصر وقتها فتم اخلاء سبيلي أنا وأربعة اخرون تقريبا، ولم يكن هناك مكان في المديرية لاحتجاز كل هذا العدد لأن معتقلي مظاهرة فض رابعة بالإسكندرية كانوا لايزالون موجودين فقاموا بترحيلهم من اجل افراغ مساحة لنا.

 

أخبرنا عن هذا اليوم الذي قضيته بالمديرية ؟ 

اليوم كان كله ضرب الصراحة، ولم يكن هناك مكان يكفي لاحتجازنا بالمديرية فغرف الاحتجاز مليئة، فقاموا بوضعنا في الممر ونحن مقيدين طوال الوقت حتى اليوم الثاني الساعة التاسعة صباحا عندما بدأوا في تدوين اسمائنا .

 

هل تم عرضك على النيابة ؟

لا لم يتم عرضي على النيابة أنا ولا الأربعة القصر الذين تم اخلاء سبيلهم معي، ولكن باقي المحتجزين تم عرضهم .

 

هل أحضروا أحدا ليعالجكم من الإصابات التي تعرضتم لها ؟

كلا لم يحضروا لنا أي شخص يعالجنا مطلقا .

 

بالنسبة للمظاهرات التي شاركت فيها لاحقا ، هل كنت مجرد مشارك عادي أم أنه كان لك دور أكبر كالتصوير مثلا أو أي شيء أخر ؟

لا كنت مجرد مشارك عادي .

 

هل حضرت فض اعتصام رابعة ؟ وهل هناك أي أصابات اخري تعرضت لها ؟

وقت فض اعتصام رابعة كنت بالإسكندرية، وشاركت في المظاهرات والاشتباكات في منطقة الشاطبي وكان يوم صعبا، بالنسبة للإصابات فأن ما تبقي منهم هو أصابة يوم سيدي جابر ويوم مجزرة سموحة، أصبت عدة مرات لاحقا بالخرطوش في ظهري ومرة في وجهي، ولكن لأنهم كانوا من مسافة بعيدة فكانوا يسقطوا بعد يوم او يومين .

بالنسبة لأصدقائك الجدد هل استشهد أو أصيب أو اعتقل أحدهم ؟

كل أصدقائي حاليا تقريبا إما معتقلين أو مطاردين، أستاذي حسن همام استشهد يوم فض اعتصام رابعة، وصديقي عبد الرحمن مصدق استشهد عندما كنت في المعتقل، باقي أصدقائي كلهم تقريبا معتقلين، فأنا عندما دخلت المعتقل قمت بتغيير كل أصدقائي القدامى، وقمت بالتعرف على أصدقائي الجدد داخل المعتقل، وخرجوا معي فكنا 45 شخص تم الافراج عنهم مرة واحدة، ثم عرفوني على أصدقائهم، ثم اعتقلوا مرة ثانية ،والان كل أصدقائي إما معتقلين، أو مغتربين بسبب السياسة أو مطاردين داخل مصر .

 

 

تجربة الاعتقال الثانية

بالنسبة لتجربتي الاعتقال الطويلتين احكي لنا عنهم ؟

أول مرة كانت يوم الجمعة 27-12-2013 كنت أمشي في مظاهرة بسيدي بشر بعد صلاة الجمعة، وبعد انتهاء المظاهرة جاءت الشرطة وقاموا بعمل كمين، وكنت أمشي أنا وصديقي فادي ومتجهين ناحية مبني حي سيدي بشر، ولم نكن نعلم ان تشكيل القوات يقف هناك، استوقفنا الكمين ولم يكن معنا سوي شنطة بها شاحن الموبايل وآيس كاب، وبعد أن انتهوا من تفشينا قال لنا الضابط شكلكم مش عاجبني، وشكلكم كنتم في المظاهرة، وقاموا بوضعنا داخل عربية ميكروباص تابعة لهم، واعتدوا علينا بالضرب، ثم أنزلونا ونقلونا الي عربية الترحيلات، وقاموا باللف بنا طوال اليوم بالعربية، وكنا حوالي 35 معتقل من المظاهرة ذهبوا بنا ناحية فندق المحروسة التابع للقوات المسلحة، وظللنا هناك واقفين داخل عربية الترحيلات، وفي نهاية اليوم حوالي الساعة الواحدة صباحا ذهبوا بنا الي مديرية الامن، ثم بدأت معنا تحقيقات الامن الوطني وتم تعذيبي اثناء التحقيق باستخدام الكهرباء تحت ابطي، وبعد انتهاء التحقيقات أنزلونا جميعا وأدخلونا في زنزانة حبس انفرادي واحدة

 

كيف أدخلوكم كلكم في زنزانة حبس انفرادي واحدة ؟

لم يكن بالزنزانة مكان واحد لكي يقف الواحد فيه، وكان دخولنا وحشرنا  صعب جدا، بل حتى أن اغلاق الباب علينا كان صعب عليهم لكثرة العدد، ظللنا بهذه الزنزانة الضيقة لمدة يومين كاملين ثم نقلونا الي زنزانة الجنائيين بالمديرية وجلسنا هناك لمدة يومين او ثلاثة أيام.

 

انت كنت قاصر وقتها وهذا مخالف للقانون على حد علمي أن يتم احتجازك مع جنائيين، أو حتى مع أشخاص بالغين .

أعتقد أن هذا كان غير قانوني بالفعل .

 

ماذا حدث بعد ذلك وكيف كان الوضع في حجز الجنائيين ؟

حجز الجنائيين .. كانت غرفة في غاية القذارة، ولا يوجد بها أي نوع من أنواع النظافة، والرائحة كريهة جدا هذا أولا، ثانيا الجنائيين الموجودين تم القبض عليهم قريبا، والمديرية أول مكان يذهبون اليه فتخيل انك تجلس مع شخص لسه مرتكب جريمة سرقة أو قتل أو اغتصاب، أما ثالثا فهو الوضع بالليل عندما كانوا يبدؤون في شرب الحشيش والمخدرات داخل الزنزانة التي مفروض أنها بمديرية الامن، بالإضافة طبعا الي التكدس الكبير الذي لا تستحمله الزنزانة، ومشكلة أيجاد مكان للنوم، أنا قضيت بالسجن 11 شهر بشكل اجمالي لم يمضي علينا يوم واحد لم نواجه فيه مشكلة أيجاد مكان للنوم الا فقط عندما كان يتم أخذي الي الحبس الانفرادي عندما تكون هناك مشكلة بالسجن، غير ذلك فان كل يوم من الـ 11 شهر كان به مشكلة مكان النوم .

 

أين ذهبتم بعد زنزانة الجنائيين ؟

نقلونا الي زنزانة السياسيين، وكان نفس الوضع من ناحية التكدس الكبير لدرجة أنك مش عارف تدخل الزنزانة، وعندما دخلت وجدت أحد أصدقائي الاثنين الذين كنت أعرفهم في رابعة كان قد تم اعتقاله قبلي بسبعة أيام فقط .

 

هل هو من نفس سنك أم أكبر أو أصغر ؟

أكبر مني بحوالي 4 سنوات .

 

ماذا حدث بعد ذلك ؟

مكثنا بالمديرية حتى يوم 26 -1 – 2014 ثم تم ترحيلي الي مؤسسة الاحداث بكوم الدكة انا وكل القاصرين .

 

هل تم التحقيق معك من قبل النيابة ؟

نعم تم التحقيق معي بعد يوم من القاء القبض علينا بالمديرية، وقام وقتها وكيل النيابة بضربي .

 

ضربك !! ولماذا ضربك ؟ ألم يكن معك محامي وقتها ؟

قام بضربي لأني كنت أرد على اسئلته بإجابات مستفزة، وعندما سألت لاحقا عرفت أنه كان ضابط سابق بأمن الدولة، كان معي محامي تابع لأحد المراكز الحقوقية في البداية، ثم انسحب احتجاجا على توجيه وكيل النيابة شتائم نابية لي، وأصبحت بدون محامي، ولكنهم أحضروا محامي تابع لهم لاحقا، وكان هذا المحامي يتكلم ضدي دوما بالتحقيق، فمثلا عندما يسألني وكيل النيابة سؤال وأجاوب عليه كان هذا المحامي يتوجه بالسؤال الي ويقول طب ازاي أصلا .

 

ماهي التهم التي وجهت لك ؟

كانت أكثر من تهمة غريبة وغير معقولة مثل أن وكيل النيابة أخبرني أني متهم بقتل مجندين، وهذا ما جعلني أرد عليه بردود مستفزة، مثلا عندما كلمني عن قتل الجنود قلت له أيوه عندما كنت بلعب لعبة Cross Fire،وذلك استفزه جدا، وقام بمسكي وجذبي بشدة وضربني في كتفي عدة مرات، كنت أعتقد أن هذا أمر عادي وأن من حقه أن يفعل هذا مثل باقي الضباط، ولكن عندما نزلت الي الحجز بعد التحقيق وحكيت لباقي المعتقلين استغربوا جدا وسألوني ألم يكن معك محامي، وكيف قام وكيل النيابة بالاعتداء عليك، واكتشفت أن هذا ليس من حق وكيل النيابة ولا من حق الضابط أساسا .

 

ما هو مصير هذه القضية ؟

تم عمل قضيتين لي في هذا اليوم، الأولي وهي التظاهر وباقي التهم الجاهزة، والقضية الثانية هي حيازة فرد خرطوش وهي مازالت محفوظة بالمحكمة ومسجلة هناك .

 

هل كان معك بالفعل فرد خرطوش عندما قبضوا عليك ؟

لم يكن معي سوي شنطة بها شاحن الموبايل والايس كاب بالإضافة الي أن صورة كافر الموبايل كان عليها شعار رابعة .

 

كم قضيت بالمعتقل في هذه القضية ؟

أنا اعتقلت يوم 27 – 12 – 2013 وخرجت يوم 3 – 4 – 2014

 

ما الذي حدث في مؤسسة أحداث كوم الدكة ؟

كانت المعاملة هناك قذرة جدا، والضباط الذين كانوا هناك حديثي التخرج، وكانوا يرونا عيال صغيرة أمامهم، فكانت الاهانات سيئة جدا، كان هناك في إحدى الليالي لم أكن نائما وكان الضابط يريدني أن أنام فقام بتكديري بأن أحضر جردل مياه قذرة من الحمام، وسكبها على الأرض، وجعلني أزحف فيها، وضربني بخرطوم مثل خرطوم الجنينة الأبيض ووثقت هذا كله في الرسائل المنشورة التي كنت أرسلها من داخل المؤسسة

 

موضوع الشتيمة والزحف كان يوميا حتى يوم 16 – 3، تجمعنا يومها وقررنا أنه لن يذهب منا أي شخص الي مؤسسة العقابية بالقاهرة، وأننا لن نسمح لأي أحد أن يعتدي علينا بالضرب أو الإهانة، وسنغلق الباب علينا غدا، ولن نسمح لأحد أن يدخل علينا الزنزانة بسبب تكرار اهانتهم لنا ونحن مسجونين .

 

جاء الينا يومها ناصر العبد مدير مباحث إسكندرية ومعه قوات خاصة وهددونا بانهم سوف يضربونا بالنار وضربوا علينا غاز في الممرات، والدتي في هذا اليوم كانت آتية لزيارتي فاعتدي عليها رجال المطافئ بالضرب بخرطوم المطافئ مما أدي الي حدوث خلع بعظمة كتفها، كان هذا يوم 16- 3 في اليوم اللي بعده أدركوا أن هناك تمرد بدأ يحصل داخل المؤسسة، فاختاروا 40 شخص وأرسلوهم للمديرية بملابسهم فقط وبدون أي متعلقات شخصية كنوع من التكدير ولكي يستطيعوا السيطرة علينا أكثر وكنت أنا واحد منهم وأخبرونا انه سيتم عمل محضر لنا وقضية جديدة بسبب التمرد

 

ظللنا هناك بالمديرية نحن الأربعين في زنزانة واحدة ممنوعة عنا الزيارات، وممنوعين من الخروج، فقمنا بعمل اضراب كلي عن الطعام، وقاموا بعدها بإخلاء سبيل 40 شخص من المديرية، ومن أحداث كوم الدكة في إحدى جلسات المحاكمة يوم 3-4، وكنت واحد منهم، وكان القرارات مختلفة، وكان قراري اخلاء سبيل بكفالة 10 الاف جنيه على ذمة القضية، وبعد أن خرجت تم الحكم علي غيابيا بالسجن لمدة خمسة سنوات .

 

هل تود أن تخبرنا بشيء أضافي عن هذه الفترة من الاعتقال ؟

عندما قمنا بعمل الاضراب الكلي عن الطعام كان له تأثير كبير علي الداخلية، فكان يأتي الينا يوميا حكمدار المدينة، ويتكلم معنا، ويطلب منا فك الاضراب، ويهددنا أحيانا، وكانت الزيارات ممنوعة عنا، ولكن بعض الأهالي كانوا يستطيعون الدخول للزيارة، فكان الضباط يطلبون منهم أن يطلبوا من أبنائهم فك الاضراب، وفي إحدى المرات وكنت قد أبلغت أهلي ألا ترسلوا الي سوي الماء، وعندما استطاعوا ادخال الماء لي في أحد المرات قام الضابط بتعنيفهم، وقال لهم أنكم تساعدوهم ليحدثوا الضرر بأنفسهم، واطلبوا منهم أن يفكوا الاضراب بالإضافة الي تهديدات بعمل محاضر وقضايا جديدة لهم بسبب الاضراب .

 

لماذا كان لديهم كل هذا الخوف من اضرابكم عن الطعام؟ أقصد أن الصورة لدينا أن الداخلية لا تبالي بإضراب المعتقلين عن الطعام، وأن اشخاص مثل محمد سلطان وعبد الله الشامي ظلوا فترة طويلة مضربين عن الطعام بدون أي تحرك واضح من الداخلية ؟

لا أعلم لماذا الحقيقة، ربما لأننا كنا قصر، وربما لأن موضوع الإضرابات كان مازال في بدايته وكان الدعم الإعلامي الخارجي موجود، ولكني أعتقد أنهم أصبحوا لا يبالون بالإضراب حاليا، فالأن الناس تموت في السجون والمعتقلات ولا يتحركون .

 

هل كان الدعم الخارجي عاملا من عوامل نجاح اضرابكم ؟

أعتقد ذلك، وللعلم فان معظم حالات الاضراب التي اشتهرت في الاعلام اثناء اضرابها هي من تم الافراج عنها، ولكن هناك حالات اضراب اخري عديدة تجاوزت السنة ولكن لم يتكلم عنهم أحد لذلك فهم لايزالون رهن الاعتقال، عموما أعتقد أن النظام وصل لدرجة من القباحة أنه لم يعد يبالي بالأضراب، فالناس كما قلت لك تموت الان في السجون، عندما ذهبت الي برج العرب في الاعتقال الثالث رأيت ناس يموتون من الإهمال والتعذيب وتدخل القوات لتكدر باقي المعتقلين لكي لا يقومون بإزعاج الحراس والمطالبة بعلاج المصابين ووقف الانتهاكات .

 

كم استمر هذا الاضراب ؟ وكيف كانت حالتك الصحية وقتها ؟

استمر الاضراب من يوم 16 -3 حتى يوم الافراج 3-،4 وكانت حالتي الصحية جيدة إلى حد ما .

 

 

تجربة الاعتقال الثالثة

بالنسبة للاعتقال الثالث والأخير .. أخبرنا عن هذه التجربة ؟

يوم 21 -1 -2015 كنت قد انتهيت من أحد دروسي الخصوصية وكنت أمشي مع ثلاثة أصدقاء عند شارع الإذاعة بفلمنج، كنا نعلم أن هناك مظاهرة في هذا المكان، وكنا قد وصلنا قبل موعد المظاهرة، وفجأة وجدنا اثنين من أمناء الشرطة يجرون باتجاهنا وهم يصوبون المسدسات الي وجوهنا، ثم أوقفونا وبدأوا بتفشينا، كانت حقيبتي مليئة بالكتب الدراسية فقط، ولكنهم أخذونا الي التشكيل في الجانب المقابل وقام الضباط بتفيشنا هذه المرة ولم يجدوا شيئا سوي الكتب الدراسية، وفتشوا الموبايلات ولم يجدوا بها شيئا أيضا، سألنا أحدهم هل أنتم قادمون من أجل المظاهرة التي هنا، فرددنا عليه أي مظاهرة !!، فقال شكلكم قادمون فعلا للمظاهرة فأخذونا نحن الأربعة الي البوكس، وكان الثلاثة الذين معي قصر وانا الوحيد غير القاصر، أول ما وضعونا في البوكس قاموا بتقييدنا وتغطية أعيننا، لم يكن المكان بعيدا عن قسم شرطة حي الرمل أول ومكثنا حوالي ربع ساعة بالبوكس .

 

قام أحد زملائي بسؤال فرد الشرطة الذي كان معنا ماذا سيحدث لنا ؟ فقال سوف نأخذكم الي القسم، ونقوم بعمل تحريات عنكم، وإذا كان لا علاقة لكم بالمظاهرة سيتم إطلاق سراحكم، فسأله ولماذا تعاملونا بهذه الطريقة وتغطوا اعيننا وتقيدونا، فما كان من فرد الشرطة سوي أن ضرب صديقي بالقلم على وجهه. ثم أخذونا الي القسم وأول ما دخلنا سمعنا من في القسم من أمناء وضباط يقولون عنا هم دولا اللي عملوا وفجروا، وقاموا بمسك الكراسي الخشبية والخراطيم وضربونا بها علي أدمغتنا وعلي أجسامنا، ثم أدخلونا غرفة وجعلونا نقف ووجوهنا الي الحائط ونحن مقيدين الايادي والارجل ومعصوبي الأعين، وقاموا بالاعتداء علينا بالضرب بالكراسي الخشبية وبظهور المسدسات علي أظهرنا بالإضافة الي الضرب بالأقلام والقفيان والشلاليط والشتيمة بأقذع الشتائم، وقاموا بخلع التيشرتات التي نلبسها، وكنا في الشتاء وقتها واستمروا في ضربنا لمدة حوالي 3 ساعات وبدأنا نسمع أصوات لناس أخرين يتم ضربهم بالكراسي ويصرخون واكتشفنا لاحقا أنهم أشخاص أخرون تم اعتقالهم بعدنا، ثم بدأوا في أخذنا واحدا تلو الأخر للعرض علي الأمن الوطني .

 

كيف كانت حالتك وقتها يا مهند ؟ هل كنت خائف أو منهار أو صامد مثلا ؟

كنت قد اتسجنت قبلها لمدة أربعة شهور، فكان لدي معرفة قليلا بما سوف يجري وكنت قد تعرضت للتعذيب مسبقا فكنت مهيئ له، وكنت أنوي ألا استجدي ضابط الامن الوطني، أو اطلب منه الافراج عني، لأني كنت أعلم أنه سيقوم في النهاية بترحيلي الي السجن، وذلك خلافا لأصدقائي الثلاثة الذين كانوا معي فكانت أول مرة لهم، وكانوا يعتقدون أنهم سيفرجون عنا، ولكني قد أقول كيف يعتدون علينا كل هذا الاعتداء ثم يقومون بالإفراج عنا فكنت مقتنع اننا سنترحل للسجن .

 

ماذا حدث لك في عرض الأمن الوطني ؟

دخلت الي الضابط وقالي لي أن كل أصدقاؤك قد اعترفوا عليك، وكان مقتنع أني قد سافرت لسوريا وقاتلت هناك، وكان يريد مني الاعتراف علي بعض الأشخاص الذين قابلتهم لأول مرة في السجن، وقام بعرض بعض صورهم علي وسألني متي تعرفت عليهم وماهي العمليات التي قمت بها معهم، وأنكرت كل الاتهامات، فقام بخلع كل ملابسي وكان الموضوع مش ظريف ساعتها، وكان الاعتداء وقتها بشكل يؤثر علي نفسيتك أكثر مما يؤثر علي جسدك، كان اعتداء جنسي نوعا ما، وقال لي أنه صورني وهل أحب أن يقوم بنشرها علي النت، وكنت وقتها معصوب العينين ومربوط أثناء الاعتداء .

 

هل استطعت أن تعرف اسمه أو رتبته أو عدد من قاموا بالاعتداء عليك ؟

لم استطع معرفة شيء مطلقا فكنت معصوب العينين ومقيد اليدين والرجلين، كل ما استطيع تذكره هو رائحة العطر الذي كان في الغرفة فقط ، ولا أعرف كم كان العدد أعتقد أنهم كانوا أربعة أشخاص، ولكن لم استطع معرفة أي شيء اخر، حتي أني اكتشفت أنهم عندما قاموا بعد ذلك بتلبيسي الملابس قاموا بذلك بشكل مقلوب، أعتقد أن ذلك من أجل إخافة باقي المعتقلين، ولإعطائهم علامة هلي ماجري بي لكي يعترفوا سريعا .

ظللت معصوب العينين لمدة يومين كاملين، وقاموا باستدعائي للتحقيق وقتها حوالي 3 مرات، وكان البنطلون مقلوب، ورباط الحذاء غير مربوط، وكنت أتعثر في مشيتي وسقطت أكثر من مرة . أخذونا في اليوم الثالث للعرض علي النيابة الجزئية بمحكمة المنشية وصدر القرار بحبسي احتياطيا لا أتذكر 4 أم 15 يوم، وقاموا بترحيلي الي المديرية ثم الي سجن برج العرب أول ما دخلت السجن كانت المعاملة زي الزفت وأجبرونا علي عمل حمام مثل الناس الجنائيين، لأن بعض الجنائيين يقومون بإخفاء بعض الممنوعات في بطنهم أو فتحات اجسامهم فيجبرونهم علي عمل حمام بينما يقف أحد أفراد الشرطة خلفك ومعه مكنسة وخرطوم الماء ليكتشف أي شيء يخرج منك .

 

ثم نقلونا الي زنزانة الجنائيين أنا وأحد أصدقائي اسمه نور الدين كنا نحن الوحيدين السياسيين في وسط الجنائيين، وذلك لمدة أسبوع وكانت التهمة الموجهة لنا حيازة زجاجات حارقة بغرض قطع الطريق، والقيام بقطع الطريق أمام كنيسة جناكليس، بالإضافة الي الاعتداء علي ضابط الشرطة الذي قام باعتقالنا أثناء تظاهرنا وقطع الطريق، بالإضافة الي حيازة أسلحة بيضاء وشماريخ وألعاب نارية .

 

بعد أسبوع تم نقلنا الي زنزانة جديدة من ثلاثة زنازين تم تفريغهم من أجل المعتقلين السياسيين، وكانت زنزانة ضيقة وكان عددنا يتجاوز الثلاثين لدرجة أننا كنا نجد المشكلة المتكررة يوميا في مكان النوم، وحتى أيضا دخول الحمام كانت هناك مشكلة كبيرة وكانت المعاملة زبالة جدا داخل المعتقل .

 

تجربة الإصابة بالسرطان

أحكي لنا عن تجربة مرضك بالسرطان وأنت داخل المعتقل ؟

كنا في بداية شهر 5، وتناولت الغذاء كالعادة ثم قمت بترجيع الطعام أول ما خلصت الاكل، حتي أن الأكل لم يتم هضمه من الأساس، وحاولت أن أكل مجددا، ولكني رجعت الاكل مرة أخري، وعندما جاء الليل قمت بشرب بعض الماء ولكني رجعتهم أيضا، اعتقدت وقتها أن الموضوع عادي وبسيط، وفي اليوم الثاني وقت الإفطار وجدت نفسي غير راغب في الاكل نهائيا، وكذلك وقت الغداء أكلت أشياء بسيطة جدا وقمت.

 

 

عن Admin

اترك تعليقاً