رسالة هامة إلى الرئيس محمد مرسي من مدير المرصد الإسلامي

رسالة هامة إلى الرئيس محمد مرسي من مدير المرصد الإسلامي

شبكة المرصد الإخبارية

فيما يلي نص رسالة ياسر السري مدير المرصد الإعلامي الإسلامي إلى الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة الدكتور / محمد مرسي      رئيس جمهورية مصر العربية 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .  كل عام وأنتم بخير بقرب حلول عيد الأضحى المبارك وبعد ،،،
بادئ ذي بدء أذكرك بأنك قد وعدت فقلت : “أعد أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن، وأسر المسجونين أو المعتقلين فى الثورة على أن أعيد حقهم، وواجبى يحتم بأن أبذل عن كل جهد من الغد أن يتحرر هؤلاء منهم الشيخ عمر عبد الرحمن”.
في خطوة تثير علامات الاستفهام والاستغراب لم تف بالوعد بخصوص السجناء السياسيين في مصر ضحايا نظام المخلوع مبارك ، ويبدو أن أمر الشيخ عمر عبد الرحمن قد استعصى عليك وأن الامريكان يريدون المساومة ، قمت بإصدار قرار جمهوري بالعفو عن دفعة من السجناء بالسجون المصرية بمناسبة الاحتفال بعيد القوات المسلحة وبمناسبة عيد الاضحى المبارك ولم يشمل قرارك السجناء السياسيين ضحايا مبارك في مصر ولا المنفيين بالخارج ! بما يضع علامات استفهام حول تعاطيك مع ملف السجناء السياسيين والذي وعدت بغلقه وهو ما لم يحدث منك حتى الآن ؟ وكأن السجناء السياسيين ساقطي قيد من حقوق الآدميين ومن وعدك !! ألم تذق مرارة الظلم أثناء السجن ؟
يؤسفني أن اسمع أن الرئاسة تخشى الإعلام والعلمانيين إذا قام الرئيس بالعفو عن السجناء السياسيين على اعتبار أنه يصدر قرارات عفو عن ” إرهابيين ” !! . . تذكر أيها الرئيس انك كنت يوما متهماً بهذه التهمة، لقد وعدت بأن لا تترك مظلوما فى السجن يوماً واحداً ، فماذا عن ضحايا مبارك أليسوا من المظلومين ؟
أنت الآن في موقع المسئولية أمام الله عن كل ما يجرى فى مصر الآن ثم أمام الشعب والتاريخ . . فهل كنت توافق على كل ما كان يحدث فى أيام مبارك من تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان ؟ . . يمكن أن تحاجج أمام الله بأن تلك الحقبة لم تكن مسئوليتك . . لكنك حالياً لن تستطيع فأنت مسئول عن كل مظلمة تحدث فى مصر سواء حدثت قبل الثورة أم بعد الثورة . . فعليك رفع الظلم عن المظلومين ضحايا مبارك وقد ثبت لكم حجم التجاوزات في شتى المناحي وكافة الأصعدة، إن عدم إصدار قرار عفو عام عن السجناء السياسيين قبل الثورة هو إهانة للثورة التي قامت في الأساس ضد قمع الحريات وضد التعامل مع الشعب بقوانين استثنائية تنال من حقوقهم.
سيادة الرئيس . . أعلم ما عليك من أعباء ولكن حريات أصحاب الأيادي المتوضئة هي من أهم الأعباء حاجة لإنهاء معاناة السجناء وأسرهم وإيقاف نزيف دام سنين طالت من سجن وتعذيب فهل تشارك مبارك في ظلمه وعدوانه ؟
لا يمكن أن تكونوا أنتم من يقبل بهذا الظلم لأبناء الشعب ولا يمكن أبدأ أن تقبلوا استمرار مأساة السجناء القابعين في سجن العقرب بطرة ، لقد عذبوا وسجنوا بسبب معتقداتهم ومعارضتهم لنظام مبارك المخلوع والذي قام الشعب بالثورة من أجل رفضهم لهذا الظلم ، فالعفو عنهم هو تحقيق لأهداف هذه الثورة.

أيها الرئيس . . أذكرك بوجوب الوفاء بالوعد وعدم الحنث به وأنت من حفاظ كتاب الله تعالى أذكرك فإن الذكرى تنفع المؤمنين ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) وجه الاستدلال والتذكير بها أن الله تعالى ذم قوما يقولون على سبيل الوعد ما لا يفعلون بحيث لا يلتزمون بالوفاء به فمقتهم الله بذلك فلو لم يكن الوفاء بالوعد واجباً لما استحقوا من الله هذا المقت والذم . . . وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من آية المنافق إذا وعد أخلف وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ، فالنفاق خلق ذميم يستحق صاحبه العقوبة ، قال تعالى (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا) فلو لم يكن الوفاء بالوعد واجبا لما كان إخلاف الوعد صفة من صفات النفاق. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا وعد أحدكم فلا يخلف “.
لقد ماتت أم محمد جايز بالأمس وهو في السجن منذ 2004 ولم تصدر قرارك بالعفو عنه وعن إخوانه السجناء ضحايا مبارك . . ولم يسمح له بزيارتها رحم الله والدته فهي لابد ماتت بغصة اشد من غصته، أيها الرئيس أنت مسئول أمام الله لا عذر لك خاف الله، اخرج سجناء المخلوع مبارك من السجون الا يكفي . . مات من مات من اسرهم ولم يحضروا الصلاه عليهم ولم يبروهم لأنهم بالسجون لهم اعوام عديدة.
أيضا يوجد سجين سياسي هارب من المؤبد فر معك وكان يساعد إخوانك لأنه كان اقدمية في سجن وادي النطرون وممن ساعدوا في فتح الأبواب لك ولإخوانك إنه المواطن/عبد الناصر أبو الفتوح فخر الدين من عين شمس محكوم عليه بالمؤبد في قضية طلائع الفتح الجزء الخامس قضي ما يقرب من 17 عاماً، كان في سجن وادي النطرون خرج بعد فتح السجون والمعتقلات ولقد التقى بك وساعدك في الخروج سيادة الرئيس الدكتور محمد مرسي أنت والدكتور عصام العريان وغيركما وقام بكسر الباب الأمامي حتى جاء العرب وحطموا الباب الخارجي فهل تتذكر الرجال في المحن؟ بعد خروجه حاول توفبق أوضاعه واتصل بجهاز أمن الدولة وقتها قالوا له : نحن لا نريدكم ولكن المجلس العسكري هو الذي يحدد الإفراج، ومن ايامها وهو مشرد مع أنه متزوج ويعول 3 أولاد ولم يصدر له قرار بالعفو، من ينفق على أسرته؟ سيسألك الله عن ذلك يوم القيامة . . لما لا تصحح الأوضاع جعلك الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر .. هذا دعاء لك أسأل الله القبول .. وأسأل الله أن لا يتحول الدعاء  من دعاء لك إلى دعاءعليك في جوف الليل .
إن لسان حال أم أي سجين السؤال أين ابني؟ أفرجوا عنه، انا لا أنام ولا أفكر بأي شيء سوى بعودته، لا تكسروني لقد أصبحت كبيرة في السن، ارحموني، ارحموا أمكم ،ولا يوجد أعز من الأبناء، كيف تناموا وتعيشوا وأولادنا يتعذبون في السجون ؟ أسئلة كالمطر موجعة تهز طبقات السماء العليا، وتستدعي كل من على هذه الأرض ليسمعوا نداء أم السجين الواقفة بين الحياة والممات لا تريد شيئاً مستحيلاً سوى تحقق الرجاء والأمل بتحرير ولدها من غياهب سجون مبارك الظالمة والتي أصبحت سجونك .
أيها الرئيس : أنصحك إن بعض من يلتفون حولك يعوقون خطواتك ويقيدون حركتك ويشوهون موقفك عبر بعض وسائل الإعلام المأجورة، إحذر ان تخاف منهم ، واجههم بقوة وحزم ، أوف بوعدك وأطلق سراح من تبقى من السجناء السياسيين ضحايا مبارك ونظامه ، وقتها ستجد الجميع يدافعون عنك وسيكسر الشعب حملتهم الاعلامية ضدك ،لا تعتمد على تقارير الاجهزة التي ما زالت تتبع المنهج المباركي ، استمع لرأى المخلصين ممن لا ناقة لهم ولا جمل فيما يفضون به اليك ، لا تخش الإعلام المناويء ولا من وراء الإعلام من أصحاب رؤوس الأموال أصحاب الأجندات ضد مصر .. ما زالت بعض وسائل الإعلام من اشد كارهيك وكارهي نجاح برنامجك ، بل ان بعضهم من رجال حملة شفيق الإعلامية ورجال ساويرس وغيره، ولقد نجح نظام مبارك بتعيين اعداد كبيرة من هؤلاء فى الصحف القومية ، رغم ان معظمهم ليسوا صحفيين فى حين أن الصحفيين الشرفاء لا زالوا يناضلون ولا يجدون فرص عمل لهم.
أيها الرئيس
تذكر أنهم لن يرضوا عنك ولا ينبغي عليك أن تطلب رضاهم فعليك أن تسعى لرضا الله لا إرضاء اراذل البشر وأذكرك بالحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : ” من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس ” رواه الترمذي . . أسلك طريق من التمس رضا الله تعالى ولو سخط عليه الناس، وهو طريق ينبع من توحيد العبد لربه عز وجل، إذ ليس للإنسان أن يتوجه إلا لله، فلا يخاف إلا إياه، ولا يرجو سواه، ولا ينطلق في حياته إلا طلبا لرضاه في كل حركاته وسكناته في كل معاشراته ومعاملاته، فينفذ ما أمر الله تعالى به لا يلتفت في ذلك لمدح مادح أو ذم ذام، ولا يضع في نفسه وهو يرضي الله عز وجل أدنى حساب لسخط أحد من الخلق أو رضاه مهما كلفه ذلك من مشاق.
وأحذر من الطريق الآخر ، طريق من لم تخلص نفسه لله عز وجل، طريق ضعاف الإيمان ومن اهتزت عقيدتهم فهو يبحث عما يرضي الناس ويفعله، وعما يعرضه لسخطهم فيتركه، ولو كان ذلك على حساب دينه، ولو كان في ذلك ما يسخط ربه عز وجل، لأن المهم عنده ألا يخسر الناس وألا يكون في موضع نقمتهم وغضبهم . . أنهم يهاجمونك فى كل صغيرة وكبيرة ، وجعلوك محور إعلامهم  بدءا من إشارتك عن المانجو الى قيامك بتهذيب ملابسك فى إحدى اللقاءات الرسمية ، حتى طريقة سيرك وسعالك ، مع أنهم أنفسهم من هللوا لمبارك حينما تحدث عن الخيار واعتبروه دليلاً على قرب مبارك من الشعب ، واعتبروا تهريج مبارك بشكل لا يليق مع كونداليزا رايس دليلاً على رجولته ، وكثير من هؤلاء الإعلاميين شاهد وسمع مبارك فى معظم اللقاءات الخاصة يتحدث بشكل خارج عن اللياقة وخادش للحياء ولم ينبسوا ببنت شفة ، ولكنهم معك يرتدون ثوب الفرسان فى معارك هلامية تخرج عن النص وعن حرية التعبير وعن موطن الفروسية فصارت ملابسهم فضفاضة عليهم ، وغير مقنعة للرأي العام الناضج . . فهل تلتفت لأمثال هؤلاء وتخشاهم والله أحق أن تخشاه ، وتسعى لرضاهم والله أحق أن ترضاه ، فمن أحق أن تخشى أو ترضي؟
أيها الرئيس  . . اتق الله . . اتق الله . . اتق الله
لا تتوان ولا تتأخر لحظة في الإسراع بالعفو العام الشامل عن اصحاب الأيادي المتوضئة ضحايا المخلوع والذين ما زالوا يقبعون في سجونك وأنت مسئول عنهم يوم القيامة.. لم أعد استطع أن اقول اكثر من ذلك فالحزن والأسى ألما بي وأنا اكتب لك ولا تعليق.. وأذكرك بالله ..وأحذرك أن تصيبك دعوة أم مكلومة أو أب مسن أو زوجة سجين مظلوم.
والله من وراء القصد ،،،
ياسر توفيق على السري

عن marsad

اترك تعليقاً