جزائريون ينددون بما نقلته وسائل إعلام فرنسية من أن الحكومتين الفرنسية والجزائرية ستوقعان قريبًا اتفاقًا لإجراء بحوث على الأراضي الجزائرية لاستغلال الغاز الصخري

فرنسا تستعمل الشعب الجزائري حقل تجارب

جزائريون ينددون بما نقلته وسائل إعلام فرنسية من أن الحكومتين الفرنسية والجزائرية ستوقعان قريبًا اتفاقًا لإجراء بحوث على الأراضي الجزائرية لاستغلال الغاز الصخري

 ندد سياسيون جزائريون بما نقلته وسائل إعلام فرنسية عن وزير خارجية باريس لوران فابيوس من أن الحكومتين الفرنسية والجزائرية ستوقعان قريبًا اتفاقًا لإجراء بحوث على الأراضي الجزائرية لاستغلال الغاز الصخري المعروف علميًا بـ”السيشت”.

وأثار اتفاق مزمع بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية لاستغلال الغاز الصخري موجة استياء في الجزائر حيث اعتبره ناشطون وسياسيون “جريمة” في حق الإنسان والطبيعة بحكم خطره البيئي.

وقال عبد الرزاق مقري نائب رئيس حركة مجتمع السلم التي تقود تيار الإخوان المسلمين بالجزائر في بيان له : “استعملت فرنسا أرض الجزائر لتجاربها النووية وأصبحت بذلك قوة نووية على حسابنا وحساب الآلاف من القتلى والمرضى والمشوهين غير أننا لم نكن نقدر على منعها لأننا كنا تحت الاستعمار”.

وتابع: “واليوم تستعملنا فرنسا لتجاربها في استغلال الغاز الصخري على حساب صحتنا وبيئتنا وبموافقة من مسؤولينا ويتم عقد الاتفاقات تحت العلم الجزائري وبالأختام الجزائرية وبالمال الجزائري”.

وأكدت وسائل الإعلام الفرنسية التي نقلت الخبر أن هناك “صعوبات كبيرة تجدها الحكومة الفرنسية في القيام ببحوث تتعلق بالغاز الصخري (غاز الشيست) في ترابها أمام معارضة شركائها الأيكولوجيين (البيئيين) والرأي العام الفرنسي لأن هذه البحوث ستؤدي إلى استغلال فعلي لهذا الغاز مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الإنسان والبيئة في فرنسا”.

وأوضحت “وعليه فإن هذه البحوث ستكون على الأرض الجزائرية حيث لا يُعتقد أن الجزائريين سيتذمرون أو ينزعجون من هذا”.

وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تنديد ورفض لهذا المشروع معتبرين أن الحكومة تريد “جعل الجزائريين فئران تجارب للشركات الفرنسية”.

ووصف مقري هذه الأخبار المنشورة بـ”العار” موضحًا “لسنا في حاجة إلى الغاز الصخري لأن لدينا الغاز الطبيعي، هكذا يقول المتخصصون”، وذلك على اعتبار أن الجزائر توفر أكبر احتياطات الغاز الطبيعي في العالم حيث قدرت العام الماضي بـ 4500 مليار متر مكعب.

وأفادت تقديرات لمختصين بأن المخزون الجزائري من الغاز غير التقليدي أو الصخري يقدّر بحوالي 17 ألف مليار متر مكعب.

والغاز الصخري أو “الشيست” هو غاز ثقيل ونادر يتم استعماله لإنتاج نوعية جيدة من الطاقة، ويتم استخراجه من بين الصخور الكائنة في جوف الأرض في عمق يتراوح بين 4 و5 آلاف متر، والتي تمثل الصفائح الصخرية الكبرى التي يرتكز عليها سطح الأرض.

لكن جيولوجيين يقولون إن طريقة استخراج هذا الغاز تتسبب في أضرار جيولوجية وبيئية خطيرة، وهو ما دفع كثيرين إلى تسمية هذا النوع من الغاز باسم “الكنز المسموم”.

عن Admin

اترك تعليقاً