ما لنا غيرك يا الله

د. إبراهيم حمّامي
د. إبراهيم حمّامي

ما لنا غيرك يا الله

 

د. إبراهيم حمّامي


عامان والشعب السوري يدفع ثمن حريته دماء وأشلاء، يدفع ثمن كرامته برضى وصبر وإصرار وشعاره “ما لنا غيرك يا الله”.

شعار اختاره بعد أن تخلى عنه القريب قبل البعيد، ووقف العالم موقف المتفرج من القتل والدمار، بل موقف المتآمر على ثورة شعب حر أبي تحرك ضد نظام مجرم طائفي بغيض.

قبل سنوات ثارت ثائر العالم “الحر” وحرّك قواته لاسقاط النظام العراقي بحجة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل التي ثبت كذبها، لكن ذات العالم “الحر” وبيقين تام يحذر من استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا ومن خطر وقوعها بيد “متطرفين”…

اعتبروا حينها صواريخ “سكود” أسلحة دمار شامل، واليوم يعدون الصواريخ التي تحصد البلاد والعباد في مدن سوريا دون أن يرف لهم جفن…

بالأمس القريب وحين كانت بنغازي تتعرض لخطر التدمير والقصف، صدرت القرارات وحولوا القذافي ومن معه لمحكمة الجنايات، وتدخل الغرب بقده وقديده لوقف المجزرة…

أما في سوريا وبعد عامين من التدمير والدمار الشامل، وما زال العالم”الحر” يتدارس دعم الثوار من عدمه…

عفواً، هذه ليست دعوة للتدخل الخارجي، لكنها محاولة لرصد واقع أليم تُرك فيه الشعب السوري ليواجه نظام الاجرام، ومنعت عنه آليات الدعم والصمود…

لكن ومع ذلك نقول…

أنه وبعدعامين من ثورة الشعب السوري، ولأنه وحده وقف وواجه وقاوم وحارب دفاعاً عن حريته وكرامته، فلا منة لأحد عليه، ولا فضل لمخلوق عليه، ليبقى شعاره اليوم كما كان قبل عامين: “ما لنا غيرك يا الله”…

عامان من الثورة السورية كشفا معادن الرجال وأسقطا أشباه الرجال، إنه الثورة الكاشفة بلا منازع…

عامان سقط خلالهما أدعياء الحرية والقومية والعروبة والمقاومة والممانعة…

عامان أوضحا أن كل الشعارات التي رفعت كانت زائفة…

لا مقاومة ولا ممانعة إلا بالضجيج الاعلامي…

حماية تامة لجبهات المواجهة مع الاحتلال، وقلق لدى سلطات الاحتلال من سقوط النظام الحامي لها…

أسلحة صدأت في المخازن ولم توجه إلا لصدور الشعب السوري لأنه طالب بحريته…

تدمير لمدن ومقدرات سوريا ما كانت لتدمر في معركة تحرير حقيقية…

كذب ودجل إعلامي وصل مداه في لقاء كبير المجرمين بشار بسؤاله لمحاورته: أعطيني اسم قتيل واحد…

حالة من الهلوسة والمرض تصيب المدافعين عن الاجرام الطائفي من شبيحة القلم واللسان، منهم كتاب واعلاميين ورؤساء تحرير وأكاديميين، سقطوا وأصبحوا بلا رصيد…

ومنهم زعماء وقيادات هوت بسرعة البرق من القمة للقاع…

إنها بلا شك الثورة الكاشفة!

بعد عامين يقف الشعب السوري وهو أقرب لتحقيق الحرية وتحرير بلاده من دنس النظام المجرم الحاقد، ومن أعوانه من الطائفيين في العراق ولبنان وإيران وروسيا وغيرها…

يقف وحده بإرادته واعتماده على نفسه، محققاً الانتصارات وبشكل تصاعدي يتصدع معه النظام…

اليوم وبعد عامين، وصل ثوار سوريا لقلب دمشق، وحرروا قواعد عسكرية وجوية، واستعادوا محافظات ومدن، يتقدمون بثبات وإصرار ويتراجع أمامهم نظام فقد كل مقومات البقاء…

لن نكتب في عامنا القادم إلا عن انتصار الثورة السورية، وكيف سقط هذا النظام المجرم…

لا نحلم لكنها قراءة الواقع، فقد بات النصر قاب قوسين أو أدنى…

خلال عام سنحتفل سوياً ومن قلب سوريا، بشامٍ حرة محررة خالية من الاجرام والطائفية…

يومها سيفخر السوريون ونحن معهم بأنهم حققوا انتصارهم بشعار “ما لنا غيرك يا الله”

يومها سنفخر جميعاً، لنقول كلنا سوريون!

لا نامت أعين الجبناء

عن Admin

اترك تعليقاً