السجناء العرب في العراق يتعرضون للمضايقات والتعذيب والإذلال انطلاقا من اسس طائفية

السجناء العرب في العراق يتعرضون للمضايقات والتعذيب والإذلال انطلاقا من اسس طائفية

السلطات العراقية تنوي إعدام أردنيين في سجونها خلال الاسابيع المقبلة

قال المحامي موسى العبداللات إن السلطات العراقية تنوي القيام بإعدام بعض المعتقلين الأردنيين في سجونها خلال الاسابيع المقبلة.
وقال: إن كثير من المعتقلين الاردنيين في العراق البالغ عددهم 17 معتقلا يقبعون في السجون دون محاكمات ، لافتا إلى تلقيه اتصالات من بعضهم تفيد بإحالة عدد منهم إلى الاعدام.
وطالب العبداللات الحكومة الاردنية ووزير الخارجية خاصة بالتدخل للإفراج عن المعتقلين الاردنيين وضرورة الإسراع في مساعدتهم للعودة إلى البلاد.
من جهته أبدى عماد السعودي شقيق المعتقل ابراهيم السعودي استياءه من عدم اهتمام المسؤولين بقضية المعتقلين الاردنيين في العراق، مشيرا إلى ان ذوي المعتقلين لا يسمعون إلا الوعود والمماطلة من قبل الحكومة والديوان الملكي.
وبين السعود ان شقيقه المعتقل في العراق يعاني من سوء الاحوال والظروف في معتقله، حيث لفت إلى ان السلطات العراقية قامت بنقل شقيقه إلى سجن الناصرة المخصص للمساجين الشيعة، حيث يعامل معاملة سيئة وصلت إلى حد القتل، منوها إلى منعه من قبل المساجين الشيعة من أداء الصلاة والصيام خلال رمضان، وأنهم منذ دمجهم وهم يتعرضون للمضايقات والتعذيب والإذلال انطلاقا من اسس طائفية”
وأوضح أن السلطات العراقية لم تسمح لهم بزيارة شقيقه الذي تم اعتقاله منذ العام 2004، مؤكدا إصابة شقيقه بأمراض عدة نتيجة الاهمال الطبي داخل السجون، منوها إلى تعمد إدارة السجون هناك إلى عزل شقيقه في السجن الانفرادي عقابا له.
وطالب السعودي المعنيين بالاهتمام بقضية المعتقلين الاردنيين في العراق والعمل على الافراج عنهم بأسرع وقت ممكن وتسهيل إعادتهم الى ذويهم واهاليهم.
من طرفه أكد القيادي في التيار السلفي محمد الشلبي “ابو سياف” أنه تم تشكيل لجنة شعبية من وجهاء وشيوخ معان منذ 4 أشهر للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الاردنيين في العراق، لافتا إلى قيام اللجنة بمقابلة المسؤولين لحضهم على الاسراع في الافراج وتأمين عودة المعتقلين.
وبين أن اللجنة طالبت بلقاء الملك بعد قناعتها بعدم جدوى جهود المسؤولين سواء رئيس الديوان الملكي رياض ابو كركي او الحكومة، في الافراج عن المعتقلين او الاهتمام بملف المعتقلين ، على حد قوله، منوها إلى ان دائرة المخابرات أشارت في كتاب لها أرسلته إلى رئاسة الوزراء أنه لا مانع من إعادة المعتقلين الاردنيين في العراق للبلاد”.
وفي معرض حديثه اوضح أن اللجنة كانت قد اتفقت على عقد اجتماعين كل اسبوع في أحد بيوت وجهاء معان لمتابعة القضية، إضافة إلى تنظيم مسيرة ليلية إلى مبنى دائرة المخابرات فرع معان للمطالبة بلقاء الملك لإيصال مطالب ذوي المعتقلين له، منوها إلى تأجيل برنامج المسيرات إلى إشعار اخر وذلك لتهدئة الاوضاع في المحافظة جراء التطورات الاخيرة التي حدثت أمام مبنى دائرة المخابرات في معان.
وتساءل “سياف” لماذا تم رفض عرض وزير العدل العراقي عندما جاء للملكة لتوقيع اتفاقية تبادل الأسرى التي وقعت عليها دول عربية، مطالبا في الوقت ذاته ضرورة الاسراع في الافراج عن المعتقلين تفاديا للتصعيد الذي ينوي ذوو المعتقلين القيام به في حال لم يتم الافراج عن المعتقلين.

بن حاج يحذر ثوار سوريا من الإبراهيمي

بن حاج يحذر ثوار سوريا من الإبراهيمي

حذر الشيخ علي بن حاج نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية ثوار سوريا الابطال من المؤامرات التي تحاك لتورثهم وأن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي عليه علامات استفهام مذكراً أنه ساند الانقلابين سنة 92 ، ورضي أن يكون وزيرا لخارجية العصابة والدفاع عنها في المحاكم الدولية فضلا على أنه فشل في أن يقدم مبادرة واحدة طوال المأساة الوطنية لحل الأزمة الجزائرية فالذي يفشل في بلاده ويساند الانقلابين لا يمكن أن يفلح في حل الأزمة السورية المعقدة.
هذا وقد ألقى  نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بن حاج كلمة هامة ومطولة بعد صلاة الجمعة ليوم 6/10/1433 هـ – الموافق 24/8/2012 م بمسجد الوفاء بالعهد بحي القبة بالجزائر العاصمة حيث ندد بالمحاكمة الجائرة التي سيتعرض لها 37 مواطن جزائري تهمتهم الوحيدة أنهم أرادوا التنقل من مسجد الوفاء بالعهد الى مسجد حي الجبل وستتم محاكمتهم يوم 24 سبتمبر 2012 !
و قال إن النظام الجزائري يكيل بأكثر من مكيال في قضية التظاهرات فيعاقب هذه و يغض الطرف عن الأخرى و استغرب كيف يستدعى هؤلاء الإخوة الى المحاكمة و لا يستدعى هو بنفسه و حذر من مغبة غلق مجالات التعبير السلمية في و جه الشعب الجزائري و دعى النظام القائم إلى استباق الأحداث المستقبلية بحلول سياسية جذرية و عميقة قبل أن تحل الكارثة و قد أعذر من أنذر كما  تعرض إلى جملة من النقاط كانت كالتالي:
أولا : ذكّر المسلمين بمصير الطغاة عبر التاريخ و أن مصيرهم إلى زوال مهما طغوا و أفسدوا في البلاد
ثانيا : كما ذكّر بالابتزاز السياسي الذي  تعرض له وهو وراء القضبان من أجل التخلي عن حقه المشروع في العمل السياسي و أصرّ على عدم الاستجابة الى ذلك الابتزاز على حساب حريته واطلاق سراحه
ثالثا : يتعرض نائب رئيس الجبهة الاسلامية للإنقاذ الى  حملة إعلامية مغرضة خاصة بعد أن أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2014 في حالة عدم عودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ بطريقة رسمية مما دفعه الى الرد عن بعض تلك الاتهامات بطريقة خاطفة و سريعة في انتظار الرد الوافي التفصيلي في الوقت المناسب وسوف يتبين لكم بالصوت و الصورة أهم ما جاء في تلك الردود الخاطفة  .
رابعا : أشار الى غياب الدولة عن الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية مما دفع بالشعب بالاحتجاجات المتنوعة  وحتى رجال الأمن تغيبوا عن محاصرة الاجرام و اكتفوا بالحواجز الأمنية .
خامسا : حذر ثوار سوريا الابطال من المؤامرات التي تحاك لتورثهم و أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي عليه علامات استفهام مذكرا أن ساند الانقلابين سنة 92 و رضي أن يكون وزيرا للخارجية للعصابة و الدفاع عنها في المحاكم الدولية فضلا على أنه فشل في أن يقدم مبادرة واحدة طوال المأساة الوطنية لحل الأزمة الجزائرية فالذي يفشل في بلاده و يساند الانقلابين لا يمكن أن يفلح في حل الأزمة السورية المعقدة .
سادسا : حذر  نائب رئيس الجبهة الاسلامية للإنقاذ بشكل واضح و صارم من سياسة العائلة المالكة في السعودية و صرح أن النظام العائلة المالكة بالسعودية يعتبر أخبث نظام في العالم العربي و الاسلامي مستثني الشعب الحجازي وعلمائه ودعاته الصادقين خاصة الذين هم وراء القضبان لسنوات طوال و مكمن الخطر و الخبث في الاسرة المالكة لدى نائب رئيس الجبهة الاسلامية للإنقاذ في التلاعب بالدين فمتحله في بلاد تحرمه في بلاد أخرى و قال لو أن محمد بن عبد الوهاب لو بعث من قبره لحارب هذه الأسرة المالكة التي وضعت يدها في يد أعداء الإسلام من أمريكان و صهاينة حفاظا على الكرسي .

في اثيوبيا .. زيناوي أخر يؤدى اليمين الدستورية

في اثيوبيا .. زيناوي أخر يؤدى اليمين الدستورية

زيناوي صديق الغرب

أوباما يجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبى بالوكالة

أكد المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية بيريكيت سيمون أن الحكومة ستدعو البرلمان لعقد جلسة عاجلة فى أقرب وقت ممكن، لكى يؤدى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية هيمريام ديسالين خلالها اليمين الدستورية، لكى يشغل مؤقتا بموجب الدستور الإثيوبى مهام منصب رئيس الوزراء، وذلك عقب وفاة رئيس الوزراء ملس زيناوى.
وقال المتحدث – فى تصريح له بأديس أبابا عقب إعلان وفاة زيناوى – إن نائب رئيس الوزراء يتعين عليه أداء اليمين أمام البرلمان لتولى هذا المنصب لمدة ثلاث سنوات، وهى المدة المتبقية من فترة زيناوى الأخيرة البالغة خمس سنوات بموجب الدستور الإثيوبى، مشيرا إلى أن الحكومة تعتزم دعوة البرلمان لعقد جلسة طارئة فى أقرب وقت ممكن.
وشدد سيمون على أنه لا يوجد أى انزعاج بشأن مستقبل البلاد بعد وفاة زيناوى الذى حكم البلاد لمدة تزيد على 20 عاما.. رافضا المخاوف التى تتردد عن أن هناك فراغا فى السلطة.
وقال “إن السياسات والاستراتيجيات التى مكنتنا من تسجيل نمو وتقدم كبير مازالت فى مكانها، وأن الحزب الحاكم قوى، والحكومة قوية كذلك، كما كانت، ولا يوجد ما يدعو للانزعاج على الإطلاق”.
ويشغل ديسالين (47 عاما) منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية منذ عام 2010، وكان مستشارا خاصا لرئيس الوزراء للشئون الاجتماعية.. ومن المقرر أن يشغل رسميا هذا المنصب بشكل مؤقت عقب أداء اليمين الدستورية فى جلسة برلمانية طارئة لم تحدد بعد بدلا من الجلسة المعتادة المقررة فى 9 سبتمبر المقبل.
قالت الحكومة الاثيوبية يوم الثلاثاء إن رئيس وزرائها ملس زيناوي الذي اعتبره الغرب حائط صد في مواجهة التشدد الإسلامي توفي بعد صراع طويل مع المرض عن 57 عاما.
توفي زيناوي في مستشفى في بروكسل مساء الاثنين بعد مرور 21 عاما على استيلائه على السلطة من المجلس العسكري بقيادة منجيستو هيلا مريم لتنتهي بذلك التكهنات المستمرة منذ أشهر بأنه مصاب بمرض خطير.
وتباينت ردود الفعل على وفاته فقد وصف البيت الابيض رحيله بانه “خسارة مفاجئة” لكن معارضيه ابتهجوا لوفاة “طاغية”.
وسيؤدي نائب رئيس الوزراء هايلي مريم ديسالجن اليمين الدستورية رئيسا للوزراء بالإنابة امام البرلمان وسيجتمع الحزب الحاكم لاختيار خليفة لزيناوي ولكن لم يتحدد موعد لذلك.
وأحجمت الحكومة الإثيوبية عن الكشف عن مكان علاجه أو طبيعة مرضه لكن مسؤولين بالاتحاد الأوروبي قالوا إنه كان يعالج في العاصمة البلجيكية عندما توفي بسبب مرض لم يتم الكشف عنه.
واكتفى بركات سايمون المتحدث باسم الحكومة بالقول بانه كان مريضا منذ عام وتوفي بعد نقله إلى العناية المركزة.
استولى ملس على السلطة عام 1991 من المجلس العسكري بقيادة منجيستو هيلا مريم وأصبح شخصية سياسية بارزة في القارة الافريقية. واعتبر زعيما يمكن للغرب الاعتماد عليه في معركته مع الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وينسب كثيرون إليه الفضل في تمكين واحدة من أفقر دول العالم من تحقيق نمو اقتصادي مرتفع وأرسل مرتين قوات إلى الصومال المجاور للتصدي للمتشددين الاسلاميين
زيناوي : رجل ..ولكن ؟
وقال الاتحاد الافريقي الذي يتخذ من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا مقرا له في بيان “وفاة رئيس الوزراء (الاثيوبي) ملس حرمت افريقيا من واحد من أعظم ابنائها.”
ومع أن الجماعات الحقوقية انتقدته لحملته الصارمة على المعارضة غض الغرب الطرف عن حملاته القمعية بشكل عام تفاديا لخلاف مع شريك في قتال الجماعات المرتبطة بالقاعدة في افريقيا.
وقدم الرئيس الأمريكي باراك اوباما التعازي وأشاد بالتزام ملس بمساعدة الفقراء واصفا وفاته بانها “خسارة مفاجئة” لإثيوبيا وأشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بملس ووصفه بأنه “متحدث ملهم باسم افريقيا”.
وفي أديس ابابا احتشد الاثيوبيون في المقاهي لمشاهدة التغطية التلفزيونية بعد ان اعلنت قناة اخبارية خاصة وفاة ملس. وقال مصدر في الاتحاد الاوروبي ان ملس كان يعالج في مستشفى سان لوك الجامعي في بروكسل.
وقال نائبه هيلا مريم انهما تحادثا في الاونة الاخيرة وأضاف “كان يتعافى بشكل جيد لدرجة انه كان يقوم بانشطة رياضية خفيفة. كنا دائما على اتصال اثناء فترة تعافيه وكنا متفائلين من انه سيشفى تماما.”
واضاف قوله “ملس كان شخصا ودودا ومن الصعب تعويض رجل في مثل منزلته.”
زيناوي : عدو ماكر
أما حركة الشباب الإسلامية بالصومال والتي واجهت القوات الإثيوبية مرتين في عهد ملس إحداها من عام 2006 إلى 2009 والأخرى من ديسمبر كانون الأول 2011 فقد رحبت بوفاة ملس.
وقال الشيخ علي محمود راجي المتحدث باسم حركة الشباب لرويترز “لقد قاد الزعماء الأفارقة الذين كانت لهم أصابع في الصومال لعقدين.. لكن كل ذلك ذهب سدى.”
وأعلن بركات حدادا عاما إلى حين عودة جثمان ملس. وقال إن بلاده التي بها ثاني أكبر كثافة سكانية في افريقيا تنعم بالاستقرار وستواصل السير على الطريق الذي رسمه ملس.
وقال للصحفيين “أؤكد لكم أن كل شئ مستقر وكل شئ سيستمر كما رسمه رئيس الوزراء.”
وستنعقد الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية وهي الحزب الحاكم في البلاد لاختيار خليفة دائم لكن لم يتحدد موعد بعد لانعقادها.
وأعرب نيجاسو جيدادا الذي تولى رئاسة البلاد أثناء رئاسة ملس للوزراء والذي يرأس الآن حزب الوحدة من أجل الديمقراطية والعدالة المعارض إنه يأمل في انتقال سلمي للسلطة.
وقال “نحن نحث الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية على تغيير الوضع السياسي والديمقراطي ووضع حقوق الإنسان نحو الأفضل في البلاد.”
وتوقع ديفيد شين السفير الأمريكي السابق في اثيوبيا أن تستمر الكثير من سياسات الدفاع التي انتهجها ملس كما هي.
وقال “لأسباب امنية داخلية سيكون هناك تركيز مستمر على الصومال ولا أتصور أي تغير كبير في اتجاه اريتريا” مشيرا إلى العدو اللدود لاثيوبيا الذي دارت بينهما حرب حدودية استمرت عشر سنوات.
زيناوي : طاغية العصر
وفي المقابل وصف موقع اثيوبيان ريفيو المعارض على الانترنت ملس بأنه “طاغية مولع بالإبادة” وقال “اليوم يوم فرحة لأغلب الاثيوبيين وكل محبي الحرية في أنحاء العالم”.
وقالت المفوضية الأوروبية إن ملس عمل بدأب في مجال الوحدة الإفريقية والتغير المناخي والتنمية لكنها عبرت عن أملها في أن تحسن إثيوبيا من سجل حقوق الإنسان.
وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية في بيان “أرجو بشدة أن تدعم إثيوبيا طريق الديمقراطية وأن تعزز حقوق الإنسان ورفاهية شعبها والاستقرار والتكامل بالمنطقة.”
وللجبهة الصومالية .. رأي أخر
أما الجبهة الوطنية لتحرير أوجادن الإثيوبية فقالت إن وفاة ملس قد تمهد لمرحلة جديدة من السلام في البلاد إلا أنها أكدت مجددا استعدادها للقتال من أجل تقرير المصير.
وأضافت الجبهة في بيان “قد تمثل وفاة الدكتاتور الإثيوبي مرحلة جديدة للاستقرار والسلام في إثيوبيا ومنطقة القرن الإفريقي بأكملها.”
وتابعت “ستعمل أيضا الجبهة الوطنية لتحرير أوجادن مع أي قوى معارضة تقدمية متفتحة تكون مستعدة للاعتراف بحق تقرير المصير لكل الأمم والجنسيات.”
وبرز ديسالين سريعا فى صفوف الحكومة، عندما تحول إلى عالم السياسة، ليشغل منصب حاكم (ولاية أمم وشعوب جنوب أثيوبيا) الواقعة فى جنوب غرب البلاد فى الفترة من 2001 إلى 2006، وعين بعد ذلك مستشارا لزيناوى.. واختاره نائبا له بشكل مفاجئ فى عام 2010، كما حل محل زيناوى فى رئاسة عدد من اللجان البرلمانية خلال السنوات القلائل الماضية.
من ناحية أخرى أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أجرى محادثات هاتفية أمس الخميس مع هيليمريم ديساليغن الذى يتولى رئاسة وزراء إثيوبيا بالوكالة إثر وفاة ميليس زيناوى مطلع الأسبوع الجارى.
وخلال هذه المحادثات، تقدم أوباما “بتعازيه باسم الشعب الأمريكى” لوفاة ميليس، مشيدا “بالمساهمات المهمة فى التنمية والسلام فى منطقة” القرن الأفريقى، وفق بيان للرئاسة الأمريكية.
وأضاف المصدر نفسه، أن أوباما دعا هيليمريم إلى تحسين دعم الحكومة الإثيوبية للتنمية، الديمقراطية، وحقوق الإنسان والأمن الإقليمى.
وأبدى أوباما “حزنه” إثر إعلان وفاة ميليس زيناوى و”إعجابه” بالزعيم الذى توفى عن عمر 57 عاماً ليل الاثنين.
وخلال عهد ميليس الذى استمر أكثر من 20 عاماً، أصبحت إثيوبيا أحد الحلفاء الأساسيين للولايات المتحدة فى محاربة التطرف الإسلامى، خصوصا مع منحها واشنطن حق استخدام مطار لإقلاع الطائرات الأمريكية بدون طيار إلى الصومال المجاورة.

الدفاع الإسرائيلية” تنشر خطة “عوز” لمواجهة مصر عسكرياً

الدفاع الإسرائيلية” تنشر خطة “عوز” لمواجهة مصر عسكرياً
..
صواريخ “ساعر 5″لشل “قناة السويس” 20 عاماً
..
وشراء أسراب إضافية من مقاتلات

“F35″وتطوير طائرات “راكض السماء”..

وبناء منصات صواريخ “الرمح السحرى

نشرت مجلة الدفاع “يسرائيل ديفينس” الإسرائيلية خطة مفصلة لاستعدادات الجيش الإسرائيلى للمواجهة العسكرية مع مصر، فى حال نشوبها، مشيرة إلى أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تسير فى شكل تصادمى بعد 30 عاماً من السلام الهادئ، وأن لعبة “البوكر” بينهما ستنتهى بخسائر كبيرة فى حال إعلان الحرب من كلا الطرفين.
وأوضحت المجلة العسكرية الإسرائيلية أن دخول الدبابات المصرية بشكل كبير لشمال سيناء، دون التنسيق المسبق مع القيادة العسكرية الإسرائيلية، شكلت الخطوة الأولى نحو المسار التصادمى بين البلدين.
وعن تفاصيل الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لمواجهة مصر، قالت “يسرائيل ديفينس”، إن الجيش الإسرائيلى بدأ بالفعل فى تدريب عدد كبير من قواته على المواجهة الحربية على عدة جبهات، وأخذ بتأهيل مقاتليه نفسياً فى مواجهة مصر، حال نشوب الحرب.
وكشفت المجلة العسكرية عن تفاصيل خطة الجيش الإسرائيلى الجديدة متعددة السنوات، والتى أطلق عليها اسم خطة “عوز”، والتى وافقت عليها هيئة الأركان العامة، مشيرة إلى أن تلك الخطة ستحدث تغيراً ثورياً لموازين القوة خلال الخمس سنوات المقبلة.
ووفقا للخطة “عوز”، فقد بدأ الجيش الإسرائيلى، بالفعل، تأسيس تشكيلات مقاتلة متعددة المهام العسكرية، عقب الأحداث المأساوية الأخيرة فى مصر، كما وافقت وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلى على الاستمرار فى إنتاج الدبابات من طراز “ميركافا 4″ ومدرعة ميركافا ذات القدرات العالية فى التجسس وجمع المعلومات، بعد أن كان قد تم تخفيض إنتاجها لتوفير الميزانية.
وجاء فى خطة الحرب الإسرايلية “عوز”، أنه سوف يستمر إنتاج الـ”ميركافا 4″ حتى عام 2022 على الأقل، وحتى ذلك الحين ستؤتى الخطة ثمارها من خلال تطوير وإنتاج المدرعات والمركبات القتالية المستقبلية بالتعاون مع الهند، حيث ستتمتع بخزانات وقود كبيرة للغاية ستكون مختلفة تماماً عن نظرائها فى العالم، حيث يقوم على تطويرها العميد احتياط يوآش بن ديدى.
وفى سياق خطة الحرب المستقبلية ضد مصر سيقوم سلاح الجو الإسرائيلى بالاتفاق على صفقة جديد

” أبو حامد عامل ثورة على الضيق “… ” المنصه الخالية تعبت مني يا غالية ”

” أبو حامد عامل ثورة على الضيق “… ” المنصه الخالية تعبت مني يا غالية ”

صدرت مظاهرات اليوم، التي حملت شعار ” ثورة إسقاط جماعة الإخوان المسلمين “، اهتمامات رواد موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، حيث انتاب الجميع، حالة غير مسبوقة من السخرية، والتعليقات المثيرة، بسبب انخفاض أعداد المتظاهرين، وضعف الاستجابة من جانب المواطنين.
هاجم نشطاء الإنترنت على شبكات التواصل الاجتماعي ” فيس بوك” و”تويتر” بشكل ساخر مليونية اليوم 24 أغسطس ، والتي يقودها أصحاب المصالح الشخصية التابعين للنظام البائد وعلى رأسهم النائب السابق محمد أبو حامد وتوفيق عكاشة، والتي تهدف لتخريب مؤسسات الدولة ومقار الإخوان.

وتوالت التعليقات التهكمية على فلول الحزب الوطني والثورة المضادة التي وصفوها بالفاشلة، ومن أبرز التعليقات” كان نفسي أشارك في ثورة ٢٤ أغسطس بس قالولي أبو حامد عاملها ع الضيق.
” نداء عاجل من متظاهري جمعة الانقلاب محتاجين مزيل عرق وبيبسي دايت وبسكويت نواعم بسرعة للمستشفى الميداني، واحنا لسه مبدأناش عشان كتير مننا عند الكوافير.
جاء النائب السابق، في مجلس الشعب، محمد أبوحامد، كأبرز الوجوه، التي طالتها حملة السخرية، والتي أرفقها رواد الفيس بوك، بمجموعة من الصور، أثناء مشاركته في المظاهرات

كانت بعض ” القفشات ” التي تسخر من هذه التظاهرات والداعين لها، :
” تقرر نقل المليونية لشقة أحد المتظاهرين “، و” يا جدعان إسمها خروجة 24 أغسطس “، و ” مليونية دي ولا مش مليونية يا متعلمين يا بتوع المدارس “، و” هما فعلا كانوا ناويين يعملوا ثورة بس الديكور وقع عليهم والثورة باظت “، و” كان نفسي أشارك في ثورة 24 أغسطس بس قالوا لي أبو حامد عاملها على الضيق “، و” يافطة مكتوب عليها 12 قرشًا وقعت على أبو حامد
“حد يرن على أبو حامد يقول له اصحى عندك ثورة، أحبيبي أبو حامض، هناك أنباء عن وصول حشود إلى ميادين العباسية ومصطفى محمود وروكسي والمنصة في آن واحد والأعداد تجاوزت 123 فردًا .
علمنا من مصادر أمنية أن الأمن لن يستعمل الغاز المسيل للدموع في هذا اليوم، ولكن سيستعمل بيروسول ومبيد حشري وبودرة لقتل الصراصير والفئران.
محدش شاف ثورة تايهة يا إخوانا، البلطجية بيستغيثوا، مش لاقين ناس يا بيه عشان ننزل في وسطهم.

حمدين صباحى .. إنها البارانويا !

حمدين صباحى .. إنها البارانويا !

بقلم / محمود القاعود

حمدين صباحى .. ظاهرة طفحت على سطح الحياة السياسية، فى انتخابات الرئاسة المصرية .. كان قبل ذلك عضوا بمجلس الشعب وعمل بالصحافة مدة يكتب مقالات فى جريدة رفيق نضال الكوبونات العراقية الليبية  “مصطفى بكرى” .. لم يُعرف عن حمدين موهبة .. كان معارضاً من فصيلة بائع السجق “رجب هلال حميدة” .. حاول صباحى أن يلفت الأنظار عقب ثورة يناير ، أعلن أنه سيخوض انتخابات الرئاسة .. اعتقد أنه صار “فخامة الرئيس حمدين صباحى” .. تدهورت حالته النفسية عقب رسوبه فى الانتخابات برغم الحشد الكنسى الرهيب لدعمه .. ظل ينتظر تنازل الرئيس مرسى له ! تمنى أن يخرج مرسى وشفيق ليكون هو الرئيس! ادعى أنه يرفض منصب نائب الرئيس لأنه بلا صلاحيات !.. روّج أنه رفض منصب رئيس الوزراء !
فى علم النفس حمدين صباحى يعانى من عدة مشكلات تستلزم حلا .. فتصريحه أن الشعب سيسقط مرسى والإخوان ، عبارة عن هلاوس سمعية وبصرية يُصاحبها طنين فى الأذن ودوار وصداع ، واكتئاب..
وأما دعوته أن يتنازل مرسى له فى جولة الإعادة ، فهو ” هيجان هوسى” يشعره بالغربة والاضطهاد مصحوباً بالهذيان والهلوسة من عينة حديثه عن ” الوهابية” و “الظلام” ..
حديثه عن “أخونة الدولة”  فهو ” الإرهاب النفسى” .. يخشى حمدين كل ما له علاقة بالإخوان ، حتى صارت كلمة “الإخوان” تثير فزعه وتجعله يحذر من خطورتهم فى كل مكان ويطالب المجتمع أن ينقذه منهم، لاعتقاده أنه مستهدف من قبل مكتب الإرشاد والمكاتب الإدارية الأخرى، بما يدفعه للإعلان عن تيار ثالث أو تيار وطنى لمواجهة “الأخونة” وذلك ليشعر أن هناك من يقف بجواره ويخاف من الإخوان مثله، ويريد التغلب على هذا الشعور بحشد أكبر عدد من الناس حوله ليبددوا مخاوفه..
عدم الإشادة بقرار الرئيس مرسى بالإفراج عن المُحاكمين عسكريا، فهو ” الإنكار” فحمدين يعتقد أن الرئيس مرسى لم ينجح وأنه ليس صاحب القرار ، ولذلك يتجاهل -لا إراديا- تقديم الشكر للرئيس مرسى ..
قوله أنه أفضل من مرسى .. هو “بارانويا” يشعر خلالها حمدين بأفكار وهمية و أنه أفضل إنسان وأن جميع القيادات في المجتمع أقل منه ، تصاحبها تخيلات بأنه هو الرئيس الفعلى وأنه لم يرسب فى الانتخابات ..
قيامه بالدعاء للإخوان بالهداية .. هو “توهان” يأتى فيه حمدين بتصرفات غير متوقعة ، كالنائم الذى يمشى وهو غائب عن الوعى ولا يدرى أنه يمشى ويعتقد أنه فى فراشه ..
كثير من التصريحات كلها تصب فى خانة أن حمدين غير طبيعى بالمرة، وأن ثمة توفيق عكاشة جديد يتم تصنيعه مهمته شتم الإخوان والتيارات الإسلامية ..
لو كان حمدين يُقدر الأمور جيدا لعمل بوظيفة محترمة، ولابتعد عن الهلاوس والضلالات الفكرية  ولتراجع عن الوسواس القهرى الذى يؤكد له أنه رئيس مصر .. لكنه مصر على أن يستسلم للبارانويا وأن يدعى أنه “نسر مصر” وأن يرفع رأسه لأعلى فى الصور التى يلتقطها، وأن يذهب للكنيسة مدفوعاً بشعوره بالاضطهاد ليجلس وسط فئة يعتقد أنها مضطهدة ، وأن يقيم المؤتمرات كل بضعة أيام ليزيل شعوره بالغربة، ويحصل على ما يظنه تأييداً له ..
إن حمدين صباحى  ظاهرة بلا شك .. لكنها ظاهرة تتطابق مع ظاهرة توفيق عكاشة واللمبى ومصطفى بكرى ومحمد أبو حامد وبوحة الصباح وأحمد الزند  .. !

 

الانتصار على الجوع

الانتصار على الجوع

خالد حربي

كانت  الشمس تميل للغروب يوم 11 مارس سنة 1993… حين استقرت سيارة الترحيلات  بنا أمام سجن “أبي زعبل ” الشهير… كنا مجموعة من الشباب الصغير أكبرنا لا  يتجاوز عامه العشرين وكنت انا اصغرهم في الخامسة عشر من عمري ..وكان  اغلبنا مرحل من حجز فرق الامن المركزي بالكيلو 10 طريق مصر اسكندرية  الصحراوي والذي كانت امن الدولة تتخذه كمقر للتحقيقات حين تزدحم مقراتها  بالمعتقلين السياسيين
كنت قد قضيت قربة الاسبوع في احد مقرات امن  الدولة بالجيزة حيث التعذيب المتواصل ..ثم رحلت لفرق الامن حيث بدء التحقيق  معي من جديد واستمر قرابة الاسبوعين عرفت فيهما معني الحبس الانفرادي  للمرة الاولى في حياتي …
وقفنا على بوابة المعتقل بحالة مزرية للغاية  ..جروح تنزف ودماء تلطخ الملابس المهللة المتسخة وأقدام حافية وشعور هائشة  وعيون ذابلة ظلت لأسابيع معصوبة لا ترى النور
قلّب ضابط مباحث السجن اوراقنا ثم اقترب مني وقال عندك كام سنة ؟
فاجبت : 15
:بتدرس ؟
:طالع تالتة اعدادي
:منين ؟
:من امبابه- الجيزة
:طيب اقف على جنب
ثم نادي لأحد المخبرين وقال له اجمع لي العساكر والشاويشية والمخبرين حالا .

لم  افهم المقصود وشعرت بالخوف ..نظرت لإخواني الذين يقفون بعيدا عني فرأيت  القلق على وجهوهم ..بعضهم حاول طمأنتي بابتسامة متكلفة زادت من قلقي  وخوفي…
دقائق وكان الجميع يقف امام مكتب الضابط الذي خرج على الفور  وطلب مني ان اقترب ..اقتربت فوجدته يضع يديه على رأسي ويسحبني لاقف امامه  مباشرة ووجهي للعساكر والمخبرين ..كان بعضهم ينظر إليّ متحيرا في امري  والبعض الاخر يتصنع الحدة والغضب ليخيفني لكني شعرت بيد الضابط فوق رأسي لا  تنوي الشر
بدء الضباط يتحدث “أسمعني كويس يا ابني انت وهو ..الي قدامكم  ده ثم وجه حديثه إلى اسمك ايه .. قول اسمك بصوت عالي ..فنطقت باسمي فقال  الي قدامكم ده معتقل سياسي ..بدء البعض يضحك ..فعقب الضباط ..احفظوا وجهه  كويس لأنه ممكن يخرج مع الاهالي في الزيارة ومحدش هياخد باله .
كان  الجميع بين ضاحك وساخر وقال احد المخبرين والله يا أشرف بيه حسني مبارك  اتجنن هو خايف من العيال دي ..مط الضابط شفتيه ودخل مكتبه ولم يعقب على  سخرية المخبريين
تركونا لمدة نصف ساعة ثم عاد أحد المخبرين وبصحبته  شاويش واصطحبنا لعنبر “أ ” بسجن أبي زعبل الصناعي وفي الدور الثالث فتح  زنزانة رقم 35 التي كانت فارغة تماما من أي شيئ فادخلنا وكتب اسمائنا على  ورقة ولصقها على الباب من الخارج وانصرف
انفجر اخواني في الضحك على ما  حدث معي وظللنا نتبادلنا التعليقات الساخرة ..كانت الزنزانة مظلمة وبلا  طعام أو فراش أو غطاء وبها أربع نوافذ عملاقة تصب السقيع على أرضيتها  الخشنة ..توضئنا وصلينا وجلسنا للمرة الاولى منذ اسابيع –مرت علينا اثقل من  السنين – بلا تحقيق ولا تعذيب ولا عصابة على العين

كالعادة ابتدئنا  بالتعارف ثم اخذ كل شخص يحكي لنا قصته ولماذا اعتقل وظللنا في حالة من  السمر حتى منتصف الليل تقريبا ..كنا منكمشين ومنزوين من البرد في ركن صغير  من الزنزانة واقتنصنا على هذه الحالة اوحدا تلو الاخر..وحين وضعت رأسي على  يدي لأنام كنت فكرت أول ساعات لي في معتقلات مبارك الغير أدمية وضحكت و أنا  أتذكر رسالة مكتوبة ارسلتها لي أمي في فرق الامن عن طريق احد جيراننا الذي  كان مجندا هناك ..كانت توصيني بالصبر وتذكرني بالفرج وتنصحني “كلّ كويس  ..واتغطي كويس وحط البيجاما جوه البنطلون عشان متخدش برد وانت نايم ” ضحكت  من قلبي فأنا أنا الان على البلاط بلا فراش و لاغطاء ولا بيجاما أصلا ولم  اذق الطعام منذ يوم كامل .
في الصباح استطعنا رؤية الزنزانة بكل  تفاصيلها لم تكن تختلف عما شاهدناه مساءً سوى في لون الحائط الازق الكئيب  وبعض الكتابات المخطوطة على الجدران تحمل ايات الصبر وتوصى باليقين والثبات
قمنا  إلى الماء فمسحنا الزنزانة ولم نجد ما نغطي بها ارضيتها فجلسنا على ثيابنا  ونحن نتشاور كيف ندير حياتنا في هذه العلبة الصخرية المغلقة
مرت  الساعات والجوع يزحف معها بقلقه وإزعاجه ..انتصف النهار ونحن نقتل الوقت  بالحديث والفكاهات ..لكن الفكاهة لا تغني ولا تسمن من جوع ..بدء الجوع يهد  الاجساد ويسيطر على الحديث وعندما اصفرت الشمس واخذت طريقها للغروب خيم  الصمت على الجميع فلا طاقة ذهنية او جسدية للتبادل الاحاديث …وحين ارتفع  أذان المغرب تذكرنا اننا لم نذق الطعام منذ يومين كاملين ..
فتح الله على أحدنا فقال ” يا شباب عليك بالتسبيح فإنه طعام المؤمنين في اخر الزمان حين يحاصرهم الدجال بالجوع .
انهمك الكل في التسبيح والتحميد والتهليل حتى ارتخت الجفون ونامت العيون برحمه الله
وفي  صباح اليوم الثالث لم يكن من حديث سوى عن تفسير تركنا بلا طعام لثلاثة  ايام متواصلة …قال احدهما ربما نسونا وقال الاخر ربما يخططون لقتلنا جوعا  وقال ثالث يا اخوة لو مت قبلكم فانا احل لكن جسدي فكلوه كي لاتهلكوا فرد  اخر مازحا :لا يا عم انا اموت احسن وعلق ثاني طب احجزلي الكتف!
وبدءت دورة جديدة من التنكيت والتعليقات الساخرة في محاولة مستميتة لهزيمة الجوع القاسي .
وقبل  انتصاف النهار وقف احدا المخبرين على نافذة باب الزنزانة وبدء يسأل عن  أسمائنا ..اسرعنا نذكره أننا لم نحصل على أي طعام منذ ثلاثة أيام … بعضنا  حول ان يجعل الامر خطير فزعم أن معنا مرضي قد يموتون بسبب هذا فأجاب  المخبر بكل برود : طب ما أنا عارف انكم مكلتوش من ثلاث أيام ..فقال احدانا  طب وبعدين الاكل هيجي امته ؟ فقال المخبر لما الباشا يأمر ..فقلت :أيوه  يعني أمته فرد بنفس البرود لما الباشا يجيله مزاج يدخلكم الاكل هتاكلوا .
تركنا ومضي ونحن في حالة ذهول وغضب ..
قال  أحدنا يا اخونا هو جي يقول الكلمتين دول عشان يهز معنوياتكم ، مش ملاحظين  انه في الاول سال عن الاسماء وبعدين مشي من غير ما ياخد اسم اي حد
قال اخر استعينوا بالله واصبروا ..ياله نتغدي تسبيح بقه زي امبارح
انهمكنا  في التسبيح بعقل شارد ..ادركنا ان زنازين المعتقل لا تختلف عن زنازين أمن  الدولة ..فكلاهما يهدف لكسر نفوسنا والسيطرة علي ارادتنا .
كان اخطر ما  في الجوع انه يشعرك بضعفك وعوزك ويمتهن كرامتك ..احيانا كنت اوشكت على  البكاء لشعوري بالمهانة والقهر لكني اتجلد رحمة بإخواني
صلينا العصر  وجلس كل منا في مكانه لا يقوي على الحركة كانت الالسنة تلهث بالتسبيح  والتكبير والعيون زائغة والوجوه واجمة ..لم يعد هناك ما يقال ولم يحاول احد  ان يقول شيئا
وحين أصفرت شمس النهار وأيقنا ان ليلة اخرى طويلة وقاسية  ستمر علينا ونحن جوعي اذلاء ..فجاء وقف الشاويش على نافذة الباب ومد يده  بثلاثة ارغفة صغيرة وصحن صغير من العدس وهو يقول “التعيين” يا شيخ
هرول  احدنا فالتقط الرغيفين وصحن العدس ووضعها على الارض ومد يديه للشاويش ينتظر  باقي الطعام فصدمنا برد الشاويش الزاعق خلاص هو ده تعينكم..فقلت له: احدنا  احنا اربعتاشر واحد !! فرد بغلظة :عارف يا اخوي ..هو ده الاكل الي البيه  المأمور صرفه لكم !
ساعتها فقط شعرت ان الجوع كان ارحم من هذه اللُعاعة التي قد تتصارعها الايدي و النفوس
وضعت صحن العدس الصغير الذي لا يشبع طفلا والرغيفين النحيفين في وسط الغرفة والجميع يختلس اليهم النظر على استحياء
قال  أحدنا ” ياشباب والله ما فعلوا هذا إلا للتحريش بيننا كما يفعل الشيطان  فانهم يتصورون اننا سنتقاتل على هذا الطعام ..ولكننا بفضل الله أكبر من هذا  ونبينا صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نفعل في مثل هذا الموقف ففي غزوة  الخندق كان الصحابة يربطون الاحجار على بطونهم لشدة الجوع ثم جاء صحابي  ومعه طعام قليل يكفي أربعة أفراد فعرضه على النبي صلى الله وسلم فاخذ النبي  الخبر وكسره واطعم منه الجيش بأكمله ببركة من الله ونحن سنفعل مثلما فعل  النبي ..ثم قام الى الرغيفين فقطعهما لقيمات صغيرة وهو يدعوا الله ان يبارك  في القليل حتى لا يشمت بنا الطغاة
تحلقنا على صحن العدس ولقيمات الخبز  وكنا نرى أن من أداب الطعام أن يبدأ أكبرنا سنا أولا ..فأخذ اكبرنا لقمة  وغمسها في العدس قائلاً بسم الله ولكنه لم يضعها في فمه بل بحركة سرعة  وضعها في فمي أنا وهو يبتسم قائلا ستأكل أنت حتى اشبع أنا ألا تذكر ابو بكر  الصديق حين قال “شرب النبي حتى ارتويت “
ذهلت من الموقف وظلت اللقمة في  فمي حائرة مثلي .. لم يمنعني الذهول من أن أبادله بلقمة اخرى …وبدأت على  الفور أغرب وأعجب مائدة رأيتها في حياتي حتى الان
كل شخص يمسك لقمة  ويضعها في فم أخيه ..لم يضع أحد لقمة في فمه قط رغم قسوة الجوع وقلة الزاد  ..كانت البسمة والرضا والسعادة تذيب غصة اللقيمات الخشنة وتغطي على مرارتها  ..شعرت بدمعة حارة تنساب على خدي بعدما حاولت كثيرا حبسها فعجزت ..مد احد  اخواني يده فمسح دمعتي وقال: اصبر يا اخي الصغير
فقلت والله لم يبكني  سوى تذكري لقول الله تعالى “ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها “ربما  هذه للمرة الاولى استشعر عظمة هذه الاية
..بدأنا نقوم الواحد تلو الاخر ونحن نردد الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين .. حتى قام اخرنا وخلف ورائه بقايا طعام .
لا  أدرى هل كانت معجزة او كرامة من الله ..أو بركة حلت علينا ..أم هي حلاوة  الإيثار حين يكون صادقًا خالصًا ولو على لقمة يابسة بعدس مر..أم هي روح  المجاهد التي تأبي أن يشمت بها الطغاة
لم يكن شعور الشبع وحده هو المفرح بل كان الاهم هو شعور الانتصار على كيد الطغاة وتلك الالفة التي ربطت القلوب .
لم  تمضى دقائق حتى لمحت أحد الضباط يقترب خلسة من نافذة الباب ليشاهدنا ونحن  نتقاتل على طعامهم المر كما كان يظن ولم اكن لأتركه حيران وهو يرانا نضحك  ونتسامر ..اسرعت إلى الباب وعندما اقتربت منه سألني بخبث : الاكل وصلكم يا  شيخ؟ .
فأجبته بابتسامة أشد خبثا ..آه وكلنا وشبعنا الحمد لله ..وبعد اذن حضرتك في شوية اكل عندنا زيادة لو ممكن نبعتهم لزنزانة تانية ؟
فرد :بتهزر
فقلت له لا والله العظيم …حتى بص حضرتك
لم  يجيب بل نظرة إليّ لبرهة وعندما ادرك صدقي و مغزى ابتسامتى تمعض ورفع شفته  العليا من الجهة اليسري وأدار ظهره وانصرف ..فكانت فرحتنا بغيظه وكمده  اكثر من فرحتنا بانتصارنا على الجوع وسمونا فوق متاع الدنيا ..كل متاع  الدنيا …وساعتها فقط ادركت ان مبارك كان محقا في خوفه من شباب الاسلام  حتى لو كانوا صغارا .

قصة أبو إيمان في السجون المصرية

قصة أبو إيمان في السجون المصرية

خالد حربي

قبل الفجر كنت اللصق بوسترات ضد شفيق ..وبعد الفجر أسرعت السيارة  للحاق  بطابور البنزين ..ثم عدت  اتابع التقارير عن محاكمة مبارك
في هذه المراحل كلها لم يكن في ذهني سوى صورة “أبو إيمان “
من هو “أبو إيمان”
في عام 98 دخل علينا في المعتقل شاب يبلغ من العمر 24 سنة .اعتقل لان اخاه الاكبر كان عضوا في الجماعة الاسلامية واتهم في أحد القضايا ونكاية في الاسرة تم اعتقال الاخ الاصغر أيضا مع أنه غير منتمي لاي تيار وهو يصلي فقط … هذه الاخ الاصغر كان لديه ولد اسمه اسلام يبلغ من العمر عام واحد وبنت اسمها ايمان تبلغ من العمر ثلاثة أعوام
أبو ايمان مريض منذ صغره بالسكر ويعيش على حقن الانسولين ..وعند ترحيله من جهاز أمن الدولة بالجيزة -الشهير باسم جابر بن حيان- إلى معتقل دمنهور ..تم استقباله كالعادة بحفلة تعذيب رهيبة وتعمد ضباط المعتقل كسر كل الادوية التي يحملها كما هي عادتهم
..دخل أبو إيمان علىَّ الزنزانة  رقم2 بعنبررقم2 ايضا  ..كان عددنا في الزنزانة قرابة الثلاثين معتقلا ..كان  الشاب مذهولا يرتجف من التعذيب والخوف والقلق ..حاولنا طمئنته والتهوين عليه.. بعد قليل بدء يتحسس ملابسه ليخرج صوة لاطفاله استطاع اخفائها ..نظر اليها طويلا وسكت  .
وفي صباح اليوم التالي طلب منا أن ندبر له حقنة انسولين ..ولم يكن بوسعنا هذا فطبيب السجن – العميد دكتور أحمد نبيل- أحد كبار المجرمين الذي قتلوا الكثير من الشباب ويكفي أن تذكر اسمه أمام أي معتقل سياسي  لتسمع عشرات القصص التي تعمد فيها قتل المعتقلين ووكان لا يسمح باي أدوية تدخل للمعتقلين ..استخدمنا حيلة فطلبنا من الشاويش أن يخرجه للقاء طبيب السجن لانه مريض مرض معدي قد يعدي الجميع حتى الشاوش نفسه
خرج أبو إيمان لمستشفي السجن وعاد بعد دقائق وقد ازرق وجهه من كثر الضرب ..فطبيب السجن المجرم عندما علم بحقيقة الموقف انهال عليه ضربا ثم رده إلى الزنزانة بلا دواء…حاولنا بعدها كثيرا أن ندبر له حقنة انسولين فلم نفلح .
في اليوم التالي كانت حالته الصحية تتدهور قررنا أن نتحمل الاذي ونرفض استلام الطعام حتى يحصل على الدواء وبالفعل رفضنا ..وبعد عدة ساعات اغلق المعتقل واقتحمت القوة الضاربة من الامن المركزي والمباحث وامن الدولة والكلاب البوليسية علينا الزنزانة واشبعونا ضربا وتعذيبا وصعقا بالكهرباء  لكننا قررنا أن نستمر للنهاية ورفضنا أن نستلم الطعام حتى تصرف له حقن انسولين نشتريها نحن بأموالنا المودعة في خزانة السجن .. لكنهم رفضوا وتركونا بلا طعام وبلا دواء .
كانت حالة “أبو إيمان ” تتدهور بشدة و بدء يدخل في غيبوبة ..و بمجرد فتح باب الزنزانة لعد المعتقلين في الصباح حملناه ووضعناه خارج الزنزانة وقلنا لهم اقتلونا أو اقلتوه لكننا لا ندعه يموت بيننا …تركوه ملقي في الارض الباردة ساعات ثم حضر ضابط أمن الدولة وعقد معنا اتفاق …نقبل الطعام وننهى حالة الاضراب مقابل أن يعرض المريض على طبيب السجن ويصرف له الدواء وبالطبع قبلنا .
أتي الجنود وحملوه للطبيب وأدخل الشاويش الطعام للزنزانة ..بعدها بقليل عاد الجنود به هو محمول على اكتافهم كما خرج ..ادخلوه سريعا واغلقوا الابواب وخرجوا …وحين اقتربنا منه كان لا يزال في غيبوبة السكر وكانت رائحة الشواء تفوح من قدميه التي حرقها الطغاة باعقاب السجائر …
وقبل صلاة العشاء أفاق ابو إيمان من غيبوبته … أفاق وهو يتسأل بهلع :ما هذا الظلام ؟!.. لقد فقد المسكين بصره
انهمرت الدموع من عيني وعين إخواني ..امسكت بصورة طفلته “إيمان” التي كان يتأملها طوال الوقت …حين نظرت الي ابتسامتها انهرت ووقعت على الارض ..تمنيت وقتها ان اهديه بصري لينظر به إلى طفلته الجميلة كما كان يفعل دائما
جلسنا طوال الليلة نبكي ونصلي ونتضرع إلى الله تعالى ان يشفيه وييسر له امر حقنة انسولين ثمنها بخس لكن يضن الطغاة عليه بها
وفي الصباح ابلغناهم بما حدث له وظننا أنهم قد يوقفوا هذه المذبحة له ..لكنه لم يحدث .. لم يكن في وسعنا سوى رفض استلام الطعام مرة اخرى ..فلم يابهوا لنا ..حل الظلام وبدء أبو إيمان يدخل في غيبوبة اخرى …ظللنا نصرخ على الشاويش “أخ بيموت يا شاويش” فكان يجيب بنبرته القاسية ..”لما يموت ابقه قولي عشان نرميه في الزبالة “
وفي منتصف الليل كنت اضع وجهي في الحائط ويدايّ على رأسي أحاول ان ابقي صامد ولساني يلهث ” لاحول ولا قوة الا بالله ”
حين صرخ المنادي ” الاخ مات يا شاويش “
نعم مات أبو إيمان ..وكتب على اطفاله ان يعيشوا عمرا طويلا في ظلمة اليتم والحرمان
انتفضت مذهولا ..نظرت الي وجهه ولم أرى شيئا اخر بعدها …افقت وقد غسلوه ووضعوه لنصلي عليه .
لا ادى كيف كانت صلاتي لم استطع أن أفعل شيئا سوى البكاء والنحيب
ثم فتح بابا العنبر ووجدنا أمامنا عدد هائل من الجنود والضباط بالاسلحة والصواعق الكهربائية …امرونا أن نتراجع لأخر الزنزانة وندير ظهرنا للباب ..وحذرونا من أي حركة ستقابل باطلاق الرصاص الحي فتح الباب طرف عين ثم اغلق ..سحبوا جثمان الشهيد ، واختفوا …
تم تحرير محضر رسمي أنه كان يعاني من أزمة قلبية ونقل للمستشفي السجن وأجريت له كافة الاسعافات والاجراءات الطبية لكنه مات بلا تقصير من إدارة السجن ..طلبوا ثلاثة من المعتقلين ليشهدوا بهذا في المحضر فرفضوا ..تم تعذيبهم واقتيدوا إلى عنبر التأديب ..واغلاق المحضر بشهادة اثنين من المسجونين جنائيا في المستشفي على هذا .
هذه قصة واحدة من الالاف القصص التي رأيتها بأم عيني في معتقلات مبارك والعادلي وحسن عبد الرحمن …مبارك الذي يحاكم اليوم ..ليس لانه قتل أبو إيمان والمئات غيره..ولكن لأنه حصل على فيلا رشوة …كأننا نحاكم “رئيس حي” أو محافظ مرتشي وليس مجرمًا من أعتي طغاة البشر

الأسباب الحقيقية للتهديات الاسرائيلية ضد إيران

الأسباب الحقيقية للتهديات الاسرائيلية ضد إيران

تكررت التهديدات الاسرائيلية حول احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد ايران في الاعلام خلال الاعوام الماضية واخذت تتكرر خلال الاشهر الماضية بشكل لا مثيل له. للصحافي الاميركي والتر بينكس رأيه الخاص في هذا المجال، نشره يوم امس في صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية. وجاء في مقاله المنشور تحت عنوان “السيناريو بات معروفا”: “يقرع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الاسابيع الاخيرة التي تواجه فيها بلاده مشاكل داخلية، على الطبول دائماً قائلا: اُهدد بانني سأُهاجم ايران.
احد اسباب هذا الامر الذي اتضح ايضا للاميركيين في الولايات المتحدة، ان نتنياهو يواجه مشاكل في ميزانية الدولة. وفيما على حكومته ان تاخذ القرارات بشأن التكاليف الدفاعية، عليها ايضا وبشكل متزامن ان تكافح المشاكل الاقتصادية التي نحن ايضا نعاني منها في الولايات المتحدة الاميركية.
كمؤيدي البنتاغون في بلادنا، يهتم نتنياهو وحلفاؤه بالتكاليف الدفاعية اكثر من اي شيء اخر، ولهذا يقومون بالادوار في رفع التهديدات. فالسيناريو الجديد هو ان نافذة الهجوم على المنشآت العسكرية الايرانية اخذت تنغلق، وان اسرائيل ستفتحها حتى اذا قامت بذلك لوحدها.
وجاء في المقال الافتتاحي لصحيفة “هآرتس” الاسرائيلية ليوم الجمعة الماضي: “منذ قيام اسرائيل وحتى الان، يقوم الجيش كل عام بارعاب الحكومة والرأي العام، وذلك باستخدام تهديدات مختلفة كي يزيد من ميزانيته العسكرية. كانت مصر في وقت ما، التهديد الرئيسي، من ثم جاء دور سوريا، والاردن، والعراق، وحزب الله، والانتفاضة الفلسطينية. وحاليا جاء دور القنبلة الذرية الايرانية”.
ومنذ اليوم الاول لشهر آب (اغسطس) الذي اصدر فيه نتنياهو بيانا قال فيه “ان الوقت يوشك على الانتهاء من اجل الحل السلمي لهذا الموضوع، وحتى يوم الخميس الماضي الذي قال فيه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك “توجد اخطار في ظروفنا هذه، لكن الاخطر جدا من ذلك هو ان نشاهد في المستقبل ايران نووية”، صعدت اسرائيل من قرعها على طبول الحرب اكثر فاكثر.
وقد افضى اختيار آفي ديختر، القائد المخضرم في الجيش الاسرائيلي الى رواج قصص جديدة حول اخذ ميزانية اكبر من اجل اقنعة واقية للغاز والملاجئ للتحضير امام الرد الايراني الحتمي على الهحوم ضد منشآتها النووية.
وفي العام 2012 بلغت ميزانية الدفاع الاسرائيلية نحو 14.9 مليار دولار ويُتوقع ان ترتفع الى 15.4 مليار دولار في العام المقبل. لكن رغم ذلك هناك خلافات بين وزير الشؤون المالية ووزير الدفاع حول استمرار القيود المفروضة على الميزانية العسكرية التي تمت المصادقة عليها العام الماضي، وذلك من اجل احتواء المظاهرات الواسعة المندلعة ضد الازمة الاقتصادية في اسرائيل. وقبلت الحكومة بان تقلل من النفقات الدفاعية وان تفرض ضرائب اكبر على الشركات.
ووفقا لتقارير وسائل الاعلام الاسرائيلية، فقد طالب وزير الشؤون المالية ووزراء اخرون بتقليص الميزانية الدفاعية لإسرائيل.
لكن الاميركيين ليسوا متفرجين فقط على الصراع الداخلي في اسرائيل حول التكاليف الدفاعية او تهديدات نتنياهو بشأن قصف ايران.
ويرى كاولين كال المسؤول السابق لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الدفاع الاميركية ان 3.1 مليار دولار، المساعدة السنوية الاميركية لإسرائيل والتي خطط برنامجها الرئيس السابق جورج بوش تشكل نحو خُمس ميزانية الدفاع الاسرائيلية.
وتُعد عملية قرع طبول الحرب من قبل نتنياهو في الامد المتوسط، اداة لكفاحه من اجل ميزانية دفاعية وكذلك تستهدف باراك اوباما كي يتخذ مواقف اكثر هجومية عسكرية تجاه طهران.
وقد كشف عاموس يالدين مدير المعهد الاسرائيلي لدراسات الامن القومي عن هذا السيناريو. فقد كتب في “واشنطن بوست” الاحد الماضي: “على اوباما ان يعلن للكونغرس انه يتمتع بحق استخدام القوة من اجل الحيلولة دون امتلاك ايران الامكانات العسكرية النووية”.
لاهذه الخطوات ضرورية ولا يجب ان تجد هذه الاحاديث طريقها الى حملات الانتخابات الرئاسية الاميركية، وان مشاكل الميزانية الدفاعية لنتنياهو يجب ان تُحل بواسطة الاسرائيليين وليس دافعي الضرائب الاميركيين.

الحكم بالسجن 21 عاما على أندريس بريفيك منفذ اعتداءات النروج

الحكم بالسجن 21 عاما على أندريس بريفيك منفذ اعتداءات النروج

أصدر القضاء النروجي الجمعة حكما بالسجن 21 عاما على أنديرس بيرينغ بريفيك بتهمة قيامه ب”أعمال إرهابية”، بعد تورطه في مقتل 77 شخصا. وتعد هذه العقوبة هي القصوى التي ينص عليها في القانون النروجي وهي قابلة للتمديد.

بمظهر رجل عادي لا سوابق له ولا مشاكل، قضى النروجي اندرس بيرينغ برييفيك حوالى ثلث حياته يدبر مشروعا متطرفا جعل منه احد المجرمين الاكثر عنفا في التاريخ كرها بالاسلام والتنوع الثقافي، وكلفه 21 سنة على الاقل سيمضيها في السجن.
وتلقى اليميني المتطرف الذي اصر على اعتراف المحكمة بمسؤوليته الجنائية، بابتسامة الحكم الذي صدر عليه اليوم الخميس بالسجن 21 عاما قابلة للتمديد.
والشاب الاشقر الطويل القامة الثاقب النظرة نفذ المجزرة التي اودت بحياة 77 شخصا في 22 تموز/يوليو 2011.
وكان صرح امام المحكمة مطلع شباط/فبراير انه ارتكب هذه المجزرة في “عمل وقائي ضد خونة هذا الوطن”.
وقد اقر الرجل البالغ من العمر 32 عاما بالوقائع التي وصفها بانها “فظيعة لكنها ضرورية” بحسب ما افاد محاميه.
وان كانت دوافعه لا تزال غامضة، الا ان تصميمه بات جليا.
ونشر النروجي يوم المجزرة شهادة طويلة من اكثر من 1500 صفحة على الانترنت عرض فيها بشكل مفصل التزامه العقائدي بمكافحة الاسلام والماركسية خلال السنوات التسع الاخيرة، واللحظة الحاسمة في خريف 2009 حين قرر الانتقال الى تنفيذ مشاريعه.
ويشرح بيرينغ برييفيك الذي ولد في 13 شباط/فبراير 1979 ويعرف عن نفسه بلقب “قائد فرسان الحق” تيمنا بالفرسان الصليبيين، كيف اخفى خططه عن محيطه حتى لا يفشل مشروعه قبل تنفيذه.
ويبدو انه نجح في ذلك.
وقال اميل فينيروو احد جيرانه الذي يؤكد انهما ترددا على المدرسة ذاتها انه “كان يبدو لي شخصا عاديا ولا يلفت الانتباه”، معتبرا انه”نموذج النروجي العادي الذي لا يثير شبهات مطلقا”.
ويروي بيرينغ برييفيك انه عاش طفولة عادية بين والد دبلوماسي وام ممرضة تطلقا حين كان عمره سنة.
وكتب في شهادته “حظيت بتربية مميزة محاطا باشخاص مسؤولين واذكياء”.
وقد نشأ مع والدته في عائلة من الطبقة الوسطى لم تواجه مشاكل مالية وماخذه الوحيد هو انه اعطي “قدرا من الحرية اكثر مما ينبغي”.
وقال عنه والده ينس برييفيك متحدثا “عندما كان فتى، كان صبيا عاديا، لكنه كان منطويا على نفسه ولم يكن يكترث بالسياسة في تلك الفترة”.
واوضح انه قطع الاتصال به في 1995 عندما في الخامسة او السادسة عشرة من العمر.
وفي 1999 التحق برييفيك بحزب التقدم وهو تنظيم يميني شعبوي، واوكلت اليه مسؤوليات محلية مع حركة شبيبة الحزب.
غير انه ترك الحزب عام 2006 وكتب لاحقا على احد المنتديات على الانترنت انه يعتبر الحزب شديد الانفتاح على “التعددية الثقافية” وعلى “مثل التوجهات الانسانية التي تنطوي على نزعة انتحارية”.
وقد قال الحزب انه “كان فتى خجولا بعض الشيء ونادرا ما كان يشارك في المناقشات”.
وان كان غالبا ما ينتقد الاسلام والتعددية الثقافية والماركسية على الانترنت حيث ينشط كثيرا، الا انه يعتبر نفسه “اكثر ميلا الى التساهل” و”متهاونا”.
وكتب “بعدما بقيت طوال الوقت تحت تاثير عقود من الارشادات العقائدية التعددية، اشعر بالحاجة الى التاكيد على انني في الواقع لست عنصريا ولم اكن يوما عنصريا”.
وتابع “لم يكن الانتماء الى حليقي الرؤوس يوما خيارا مطروحا بالنسبة لي. فملابسهم وخياراتهم الموسيقية قلما اجدها مغرية وكنت اعتقد انهم شديدي التطرف”، مشيرا الى انه كان له عشرات الاصدقاء “غير النروجيين في شبابي”.
ووصف برييفيك نفسه على الانترنت بانه “محافظ مسيحي” يهوى الصيد والعاب الكمبيوتر.
وقد اشترى مزرعة صغيرة في العام 2009 بالرغم من ان السجلات الضريبية التي يمكن للجميع في النروج الاطلاع عليها، تشير الى عدم تسجيله اي دخل في تلك السنة بعد سنوات من المداخيل الضئيلة جدا.
واتاح له شراء المزرعة الحصول في ايار/مايو على ستة اطنان من السماد الكيماوي، استخدمها على ما يبدو لصنع المتفجرات المستخدمة في الاعتداء على مقر الحكومة النروجية الجمعة، وذلك بدون اثارة اي شبهات.
كما انضم الى نادي رماية ما سمح له بالحصول على رخصة بحيازة قطعتي سلاح احداهما بندقية اوتوماتيكية يعتقد انه استخدمها الاحد لاطلاق النار على الفتيان والفتيات المشاركين في مخيم صيفي لشبيبة الحزب العمالي في جزيرة اوتويا قرب اوسلو.
وقد انتهت محاكمته اليوم في قضية كان يتوقف مصيره فيها على تقييم مدى سلامته العقلية ليواجه السجن ام العزل في مصحة عقلية بعدما اكد تقرير طبي اولي انه يعاني من “فصام بارانويدي” في حين اعتبر تقرير ثان عكس ذلك.

وكالة الانباء الاسبانية عن مصدر أمني من حركة حماس: 3 سلفيين من غزة قدموا المساعدة الفنية في هجوم سين

وكالة الانباء الاسبانية عن مصدر أمني من حركة حماس: 3 سلفيين من غزة قدموا المساعدة الفنية في هجوم سيناء

قال مصدر أمني من حركة ‘حماس’ في غزة، أمس الخميس، إن «3 أعضاء في جماعات سلفية متشددة قدموا الدعم الفني في الهجوم الذي وقع في الخامس من الشهر الجاري بشبه جزيرة سيناء وقتل فيه 16 جنديًّا مصريًّا من قوات حرس الحدود».
وأفاد المصدر، في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية، بأن «مشاركتهم في الهجوم كانت هامشية، ليس أكثر من تقديم المساعدة الفنية».
وأوضح أن «السلفيين الـ3 بغزة يتواجدون في الوقت الراهن في موقع مجهول، ومعظم المتورطين في الهجوم هم مصريون أو من دول أخرى».
وكانت «حماس» بغزة قد نفت أي تورط لأشخاص أو جماعات من القطاع في الهجوم الذي قتلت فيه جماعة جهادية 16 ضابطًا وجنديًّا مصريًّا، وتوغلت بعد ذلك بمدرعتين في إسرائيل

هل حشر الرسول طوابير العباد للركوع له؟ طقوس البيعة والولاء للملك “مذلة

هل حشر الرسول طوابير العباد للركوع له؟ طقوس البيعة والولاء للملك “مذلة

عبد الفتاح الحدادي – العرائش- شبكة المرصد الإخبارية

شهد المغرب موجة احتجاجات واسعة واعتقالات كثيرة في صفوف الرافضين لطقوس حفل بيعة الولاء، الذي أثارت جدلا واسعا في المغرب، وانتقدتها فعاليات سياسية، وأخرى تنتمي إلى الحقل الديني غير الرسمي، باعتبار أنها “مُهينة وتحط من الكرامة الإنسانية”، حيث أجبر المئات من الولاة والعُمال والمُنتخبين في ساحة القصر الملكي، تحت أشعة الشمس من أجل تأدية مراسيم حفل الولاء بمناسبة الذكرى الـ13 لتربع الملك محمد السادس على العرش، بعدما تم تأجيلها، حيث كان مقررا تنظيمه في رمضان بسبب مصادفته للشهر الكريم إلى اليوم الذي يخلد فيه المغرب عيد الميلاد التاسع والأربعين للملك.
أثارت قضية ما بات يعرف ببيعة الولاء للملك المغربي محمد السادس، جدلا واسعا في الرباط، وسط رفض الكثيرين للبيعة بهذا الشكل، حيث يركع المبايعون لملكهم ثلاث مرات، كما شهدت البلاد موجة من الاحتجاجات والاعتقالات وسط الرافضين لطقوس الركوع للملك .
وشوهد الحاضرون بجلابيبهم البيضاء الرسمية، يقفون متسمرين في انتظار أن تُفتح الأبواب التي تطل على ساحة القصر للركوع للملك، الذي يدخل ممتطيا جواده يرافقه خدم القصر الذي يحمل أحدهم مظلة كبيرة تغطي رأس الملك، وسط إطلاق المدفعية والموسيقى العسكرية، ليتقدم بعد ذلك ممثلو مختلف الأقاليم في البلاد لتأدية طقوس حفل الولاء، من خلال الركوع للملك ثلاث مرات احتراما وإجلالا له.
وقد دعا نشطاء مغربيون إلى في المغرب احتجاجا على طقوس حفل الولاء والبيعة للملك محمد السادس
وأطلق ناشطون مغربيون دعوات على موقع التواصل “فيسبوك”، للتظاهر في معظم مدن المملكة خاصة مدينتي الرباط وتطوان، احتجاجا على طقوس حفل الولاء والبيعة للملك محمد السادس المقررة في نفس اليوم بالرباط.
وقال الناشطون في دعوتهم الجماعية على فيسبوك إنه “قد تحقق هذا العام قدر كبير من الإجماع حول رفض النخب المستقلة من الشعب لحفل الولاء والبيعة للملك، وأنهم سيجددون ولاءهم للشعب ولتذهب ممارسات العصور السحيقة إلى العدم”.
ويأتي التركيز على الرباط وتطوان لكون الأولى هي عاصمة المملكة التي ستشهد حفل الولاء لهذا العام، بينما تم التركيز على الثانية لكونها هي من شهدت نسخة حفل السنة الماضية التي نُظمت بالتزامن مع أجواء احتجاجية دعت إليها حركة 20 فبراير.
من جهتها، انتقدت جماعة العدل والإحسان بحدة طقوس حفل الولاء الذي ترأسه الملك محمد السادس، الثلاثاء، ووصفتها ـ في موقعها الإلكتروني الرسمي على الانترنت ـ بالطقوس “المذلة” التي تمسك بها “دهاقنة الحكم” في المغرب، من خلال حشد “المسوغات الواهية ما لا يسنده شرع ولا يقبله عقل وتمجه الفطرة السليمة”، متسائلة “متى كان نظام، هو في نظر المبشرين بـ”أفضاله” أشبه بخلافة الرسول صلى الله عليه وسلم! ـ وأنى له ذلك ـ يحتكر الثروة والسلطة؟ فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستثمر في أقوات العباد؟ وهل راكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الثروات ليصنف ضمن أغنى أغنياء العالم؟ وهل أخضع الرسول صلى الله عليه وسلم العباد لشخصه، فحُشروا طوابير يؤدون فروض الطاعة انحناءً وركوعا وخضوعا!”.
ورأت الحركة بأن “الأمر أكبر من طقوس، يُراد اختزال الاستبداد فيها دهاءً ومكرا، قد تفضي بهم سياسة الانحناء المؤقت للعاصفة إلى بعض التعديل فيها احتواءً والتفافا على غضب شعبي يتنامى باضطراد، احتجاجا على مصادرة إرادته وحقه في اختيار من يحكمه على قاعدة اقتران المسؤولية بالمحاسبة والمساءلة، وعلى سوء تدبير شأنه العام”، واستطردت جماعة الشيخ عبد السلام ياسين بأن “جوهر الأمر أن هناك نظاما مستبدا محتكرا لأهم السلط ومتلاعبا بالدين، ومستحوذا على جل الثروة، مهما لبس من لبوس أو تسمى بمسميات، وما ينبغي أن تلهي معارك الشكليات والمسميات، مهما كانت أهميتها، عن ذلكم الجوهر”.
وخلصت الجماعة إلى كون المغرب لم يشذ عن قاعدة الثورات العربية، لأن “ليس في سنن الله تعالى استثناء، بل هي مشيئة الله تتنزل بصور مختلفة تؤول إلى نفس الغاية: أفول نجم الاستبداد وبزوغ عهد التحرر والانعتاق”.

ويثير حفل الولاء السنوي لملك المغرب في ذكرى جلوسه على العرش جدلا بين الذين يؤيدون طقوس هذه المراسم والمطالبين بتجديدها انسجاما مع الدستور الجديد. ووقعت مئة شخصية وشخصية مغربية من عدة انتماءات بيانا طالبت فيه بـ”اصدار قرار رسمي يضع حدا لهذه الطقوس التي تتنافى مع قيم المواطنة وتلحق أضرارا جسيمة بسمعة البلاد”.
وحاول عشرات من الناشطين أمس الاربعاء اقامة حفل رمزي امام البرلمان المغربي للاحتجاج على ما يصفونه بـ”الطقوس التي تحط من كرامة الانسان” والمتمثلة في ركوع صفوف المسؤولين امام الملك وهو ممتط جوادا يوم حفل الولاء. لكن الشرطة عمدت الى تفريقهم بالقوة بينما تعرض الصحافيون الذين حاولوا تغطية ما جرى للضرب والكلام النابي من طرف عناصر الأمن.
وجاء البيان وتجمع الناشطين غداة حفل الولاء للملك محمد السادس في القصر الملكي في الرباط مساء الثلاثاء بحضور كبار المسؤولين والوزراء والموظفين التابعين لوزارة الداخلية المغربية. ويعتبر منتقدو طقوس حفل الولاء، ان اصطفاف عشرات النواب والمسؤولين وكبار الموظفين والأعيان في صفوف طويلة قبالة الملك والتناوب في الركوع له مرددين عبارة “اللهم بارك في عمر سيدي”، أمرا “مهينا للكرامة الانسانية” ولا يفيد صورة المغرب. وتعليقا على حفل الولاء، قال القيادي في حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقود التحالف الحكومي، عبد العالي حامي الدين: “لا شيء يلزمنا باقامة حفل الولاء كل سنة، والملك ليس في حاجة الى تلك الطقوس المهينة للكرامة الانسانية لكسب الاحترام”. واضاف: “لذا وجب التخلي عن تلك الطقوس كي لا نتناقض مع خطاب الحداثة السياسية الذي نرفعه ومقتضيات الدستور الجديد”. واكد على ان وزراء الحكومة “لم يركعوا للملك خلال الحفل وادوا تحية عادية” خلافا للولاة والعمال وموظفي وزارة الداخلية الذي أدوا الطقس بتفاصيله. وشدد على ان “لا انقسام داخل حزبه حول رفض اداء تلك الطقوس”.
وتحدثت معظم الصحف المغربية الخميس عن “تقليص مدة الانتظار” قبل أداء الطقوس والركوع للملك. واشارت ايضا الى ان اعضاء الحكومة الاسلامية انحنوا انحناءة بسيطة لالقاء التحية على الملك بدل الركوع المعتاد، معتبرة انه “تخفيف لمراسم الحفل”.
وكان أربعة من وزراء حزب العدالة والتنمية الاسلامي في الحكومة الحالية من ضمن 166 شخصية، وقعوا على بيان باسم “التغيير الذي نريد” في 30 آذار (مارس) 2011 في اوج الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح السياسي. ومن بين بنود هذا البيان الدعوة الى “الغاء كافة المراسم والتقاليد والطقوس المخزنية المهينة والحاطة من الكرامة”.
اما “بيان الكرامة” الذي وقعته مئة شخصية وشخصية مغربية من عدة انتماءات، فقد اكد على ان “التعاقد بين الشعب والدولة يأخذ في البلدان الديمقراطية شكل دستور ديمقراطي يزكيه الشعب عبر استفتاء حر ونزيه، بما يجعل منه عقدا يؤسس لشرعية النظام والدولة”. ووقع البيان محامون وحقوقيون ونشطاء في حركة 20 فبراير الاحتجاجية وسياسيون اغلبهم من اليسار، اضافة الى أعضاء من حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقود التحالف الحكومي الحالي، من بينهم أحد برلمانيي الحزب.
وكان رئيس الحكومة المغربية عبد الاله ابن كيران قال في برنامج على التلفزيون الرسمي: “لن اقبل يد الملك ان التقيته كما اني لن اسلم عليه كصديق لأنه هو الملك”. واضاف: “اما حفل الولاء الذي نحضره فيجب التراجع عنه لأننا في القرن 21 وحتى ننسجم مع العصر ومع مطالب شباب 20 فبراير ومطالب حزب العدالة والتنمية”.
لكن وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية في حكومة ابن كيران، احمد التوفيق شبه في تصريح للتلفزيون الرسمي حفل الولاء للملك بـ”بيعة الرضوان” المعروفة في التاريخ الاسلامي عندما اخذ النبي محمد عهدا من المسلمين تحت شجرة في الحديبية بالا يفروا حين ملاقاتهم للعدو. وانتقدت جماعة العدال والاحسان الاسلامية المحظورة في المغرب في مقال على موقعها الاليكتروني، هذا التشبيه. وتسائلة: “متى كان نظام هو في نظر المبشرين (بافضاله) أشبه بخلافة الرسول صلى الله عليه وسلم، يحتكر الثروة والسلطة؟”. واضافت: “هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستثمر في اقوات العباد؟ وهل راكم الثروات ليصنف ضمن اغنى اغنياء العالم؟ وهل اخضع العباد لشخصه، وهو اكرم خلق الله، فحشروا طوابير يؤدون فروض الطاعة انحناء وركوعا وخضوعا؟”.
من جانبها قالت وداد ملحاف وهي احدى الناشطات التي حاولت المشاركة في الحفل الرمزي الأربعاء، “أضحكنا العالم فينا (علينا) بهذه الطقوس المهينة”، متسائلة: “الا يقول الملك لنفسه حين يضع رأسه على وسادة النوم انها طقوس اكل عليها الدهر وشرب؟”. وتابعت ردا على المدافعين عن تقاليد وطقوس حفل الولاء “مهما حاولتم تبرير الأمر بكونه تقاليد عريقة الامر مناف للصواب”. واشارت الى ان “الملك عندما اراد التخلص من مثل تلك الطقوس البالية تزوج امرأة من عموم الشعب واظهرها على التلفزيون وفي بعض الأنشطة”، مؤكدة على انها “مسألة ارادة لا اقل ولا اكثر”.
اما الملك محمد السادس فقد نفى في حوار لمجلة “باري ماتش” الفرنسية في 2004 ان يكون غير البروتوكول الملكي، مؤكدا انه “ارث ثمين من الماضي”. وقال: “اشيع كما لو انني غيرت ما كان قائما بعض الشيء وهذا خطأ لأن الأسلوب مختلف”. واضاف ان “للبروتوكول المغربي خصوصيته (…) وانا حريص على المحافظة على دقته وعلى كل قواعده”. وتابع: “غير انه يجب على البروتوكول ان يتماشى مع اسلوبي. ولدت وترعرعت ضمن هذه التقاليد البروتوكولية وهي تمثل جزءا لا يتجزأ من كياني، وخاصة من حياتي المهنية التي تظل هذه التقاليد مقرونة بها”.
وتندرج مراسم حفل الولاء ضمن ما عرف لدى المغاربة بتقليد “دار المخزن” اي مظاهر حياة العائلة الملكية وخدمها داخل القصور، وبعض ما يعرضه التلفزيون الرسمي في المناسبات الرسمية. لكن معظم جوانبها يبقى مجهولا لدى عامة المغاربة بسبب طابع السرية التي يلفها.
وتكلف الملكية في المغرب للحفاظ على تقاليدها وطقوسها ما يقارب 1400 من الخدم موزعين على اكثر من عشرة قصور واقامات داخل المغرب وخارجه يخصص لهم من ميزانية الدولة سنويا، حسب أرقام نشرتها الصحافة المغربية، 2.56 مليار درهم (232 مليون يورو).