عاشوراء وسقوط الإنقلاب

3ashoraaعاشوراء وسقوط الإنقلاب

مع إطلالة ذكرى عاشوراء تأتى الى الذاكرة ذكرى هلاك الطاغية الأكبر فرعون عليه من الله اللعائن الذى أفسد البلاد والعباد فأخذ يقتل الأطفال والرجال ويستحيى النساء وظن أن لن يقدر عليه أحد الذى وصل فى جبروته وعلوه الى منزلة لم يصل اليها أحد من الجبابرة والطغاة والظلمة حينما قال لقومه: (أنا ربكم الأعلى) وزاد من غيه وفساده حين قال : (ماعلمت لكم من إله غيرى)

ومع هذا الفساد والطغيان ومع ظنه أنه هو المتصرف فى الكون(أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى)تجرى سنة الله فى عباده وفى كونه فهو القاهر فوق عباده وهو الفعال لما يريد فكانت سنة الله فى هلاك الظالمين والطغاة فهلك الفرعون ونجا الله سبحانه موسى ومن معه فى مشهد بليغ عجيب تذكرة لكل عبد منيب ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ( 90 ) آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ( 91 ) فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ( 92 ) )

نصر مبين وفتح من الله لموسي ومن معه فى وقت شديد الظلمة والعتمة فى وقت ظن أصحاب موسى أن الهلاك قادم لا محالة فقالوا لموسى (إنا لمدركون) فرد عليهم القائد الواثق بنصر ربه مهما طال الليل الشديد السواد ومهما علا صوت الباطل ومهما ظن الباطل أنه هو المتصرف فى الأمور(كلا إن معى ربى سيهدين)

إنها الثقة بنصر الله وبتأييد الله لعباده المؤمنين الذين لا يستعجلون النتائج ولا ينظرون للأمور بظاهرها ويستمعون لقوله صلى الله عليه وسلم(ولكنكم قوم تستعجلون)

فاستعجال النصر بدون الأخذ بأسبابه والتحقق منها قد يؤدى الى السقوط والهزيمة الساحقة لذلك جاء هذا التوجيه من النبى عليه الصلاة والسلام بعدم الإستعجال حتى ترتوى الأرض المتعطشة للماء ريا كاملا حتى يبلغ البنيان تمامه وحتى يتميز الصف وبخرج منه المرجفون والمنافقون فلا يكن فى الصف الا المؤمنون الخلص الذين سوف يقف بنيان النصر على سواعدهم

درس عاشوراء هو أننا إذا أردنا أن يهلك الله عدونا فلابد من الصبر مع اتخاذ أسباب النصر من الإستمرار فى الدفاع عن الحقوق ومحاسبة النفس فى تقصيرها فى حق الله والإعتماد على معية الله بعد اتخاذ كل التدابير اللازمة لتحقيق النصر

فاتخاذ الأسباب حتى لا تركن النفس الى الواقع وترضى بظلمات الموقف فأمرنا باتخاذ الأسباب والإعتماد على الله والثقة بنصره لئلا نغتر بعدتنا وعتادنا وننسي أن الأصل هو توفيق الله وأن أى انتصار مرده الى الله سبحانه فتتعلق القلوب بالخالق القهار ولا تتعلق بأشخاص أو أى قوى مادية

لذلك كان التوجيه النبوى بتذكر هذه الذكرى العطرة ذكرى عاشوراء بالطاعة والإنابة الى الله بالصوم لشكر نعمة الله أن من على الأمة بهلاك الفرعون وكذلك نحن اذا أردنا أن يسقط الله الإنقلاب وأهله فلابد من النظر فى عاشوراء هذه الملحمة العظيمة مع الصبر اللازم لتحقيق النصر فقد كان بين قول فرعون أنا ربكم الأعلى وهلاكه أربعين سنة كما روى ذلك أصحاب السير.

أربعون سنة صبر الله على ذلك الفرعون ليربى موسي ومن معه تربية إلهية خالصة

فكم سننتظر ليسقط الله عنا هذا الإنقلاب الغاشم

(ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)

هاني حسبو

عن Admin

اترك تعليقاً