الأزهر الأسير يصرخ ويستجير

azhar goالأزهر الأسير يصرخ ويستجير

ذات مساء جلس الأب مع ابنه يحدثه عن أسباب الحاقه بالأزهر الشريف فقال له:

أتدرى يابنى لماذا ألحقتك بالدراسة الأزهرية دون غيرها؟

رد الإبن قائلا:نعم يا أبت كى أستطيع أن أكون رجلا يحمل هم الدين رجلا يستطيع حمل لواء الإسلام فى كل زمان ومكان

رد الوالد مبتسما:حسنا يابنى فإن الأزهر هو منارة العلم فى العالم الإسلامى وهو الشعلة التى تضىء طريق التقدم والرقى لمن أراد تحصيلهما

كبر الولد وأصبح شابا يافعا والتحق بإحدى الكليات الازهرية وبدا يدرك أكثر أهمية الدراسة بالأزهر عن غيرها من أماكن التعلم الأخرى

وظل الوالد يغرس فى نفسه الجد والإهتمام بالدراسة الأزهرية حتى يصل إلى هدفه المنشود

جاء الولد مسرعا إلى أبيه بالامس فزعا من هول ما رأى وأسرع إلى أبيه قائلا:

لقد جاء نابليون إلى الأزهر بخيله يا أبت عندئذ فزع الأب من هول ما سمع وقال لإبنه:

ماذا دهاك يابنى وهل مازال نابليون على قيد الحياة؟

أجننت أم ماذا دهاك؟

أجاب الإبن قائلا:لقد داهمتنا مليشيات الإنقلاب اليوم داهمتنا فى مدرجاتنا ونحن نتلقى دروسنا

فزع الأب مما سمع وهدأ من روع ابنه كى يستفسر عن تفاصيل ماحدث

قال الإبن: أتذكر يا والدى يوم أن حدثتنى عن دخول نابليون للجامع الأزهر بخيله ورجاله محاولا تدنيسه وقلت لى يومها إنها كانت رسالة واضحة لكل أتباعه فى ذلك الزمان أن احتلال مصر من هنا وأن تضييع هويتها وتغريبها من هنا

وقلت لى أيضا أن أعداء الإسلام فطنوا يومها إلى أن من يريد السيطرة على مصر واستعباد شعبها ومسح هويته فليتجه شطر الأزهر

لذلك عمل الإستعماريون ومن خلفهم من السلاطين والملوك والأمراء على تقييد الأزهر وجعله مطية يركبها كل سلطان أو حاكم مستبد

أرادوا أن يجعلوا من الأزهر دمية تصفق للظالمين والبغاة

أرادوا أن يجعلوا الأزهر بوقا يفصل الفتاوى الجاهزة لكل مستبد يريد أن يستبد بشعب مصر

وقلت يومها لى يا والدى أنهم بذلوا الغالى والنفيس فى سبيل تحقيق هذا الهدف وبالفعل انتشر شيوخ الفتاوى الجاهزة التفصيل وتراجع دور الأزهر فى الدعوة والإصلاح وقيادة العالم أجمع وإن ظل هناك فئة مخلصة مؤمنة صالحة تجهر بكلمة الحق على قدر استطاعتها ولكنهم كانوا دائما فى ابتلاء واضطهاد

وذكرت لى أيضا أن كل حاكم اجتهد فى تعيين شيخا للأزهر على هذا المقاس وتتوافر فيه الصفات التى تجعله يسبح بحمد السلطة والسلطان حتى لو كلفه ذلك أن يحفر الأخاديد ليحرق الصالحين والمخلصين

واستطرد الولد قائلا:

هذا ما حدث اليوم ياأبت رأينا هذه الوجوه التى تريد أن تطمس الهوية وتميع الشخصية الأزهرية الصالحة

رأيناهم وهم لا يراعون حرمة ولا قدسية للحرم الأزهرى فدخلوه بعددهم وعتادهم يريدون أن يمحوا هذا النور البراق وهذا الضياء اللامع

سحلوا الشباب وضربوا البنات وتهكموا على الشيوخ تماما كما فعل سلفهم حين أراد أن يستعبد بنى إسرائيل فقتل الأبناء وشرد النساء ظنا منه أن هذا هو الخلاص

حزن الأب حزنا عميقا على ما سمع من ابنه وقال له أصبت يابنى فى قراءة المشهد لكن عليك أن تدرك ان هذه الصورة المظلمة الشديدة السواد لن تستمر هكذا طويلا فأحلك أوقات الليل هى الى تسبق طلوع الفجر

فبرغم أن الأزهر اليوم أصبح أسيرا ويصرخ ويستجير لمن يحرره الا أننى أشم رائحة النصر والتحرير

كما قال يعقوب لأبنائه فى ذروة الابتلاء(إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون)

فلا تكن كإخوة يوسف حينما قالوا(تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين)

ولكن كن على ثقة من النصر كما قال يعقوب(فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون)

هاني حسبو

عن Admin

اترك تعليقاً