جثمان الشهيد في صلاة الجنازة

محمد يسرى …. الشهيد القرآنى

محمد يسري
محمد يسري

محمد يسرى . . . الشهيد القرآنى

 

المتتبع لقوافل الشهداء منذ الخامس والعشرين يدرك بوضوح جلى أن الله عز وجل لا يختار ولا يصطفى للشهادة إلا خيرة الشباب والرجال والشيوخ والنساء. وكما قال القائل قولة خالدة سوف تسطر فى قواميس الثورات إن شاء الله تعالى”الأحرار عايزين شهادة والعبيد عايزين بيادة”،بالفعل مقولة تصف حال الإنقسام الحاصل بين أفراد الشعب المصرى الآن.

بطل قصتنا الواقعية اليوم شاب فى ريعان شبابه يبلغ 25 عاما من العمر مهندس فى إحدى شركات المقاولات ، ابن لأب يعمل مهندسا وأم تعمل طبيبة وأخ لشقيقتين.

حفظ القرآن من صغره حيث أشرفت أمه على تحفيظه كتاب الله تعالى وهذه نقطة مهمة جدا فى تفسير اصطفائه للشهادة حيث أن القرآن يؤثر تأثيرا عظيما فى تكوين شخصية الحر البطل الذى يدفع حياته ثمنا للقاء الله ولحريته.

محمد يسرى هو بطل جديد فى رحلة استعادة الحرية والكرامة استشهد أمس فى ميدان النعام بالقاهرة كان دائما ما يؤمن ظهر المسيرات مع غيره من الشباب كما روى ذلك أصحابه وكان أخر من ينسحب فى أى اشتباك وكان حاضرا فى كل فاعلية ،كان حاضرا فى اشتباكات ألف مسكن فى الجمعة السابقة لاستشهاده ولم يخرج الا مصابا ومحمولا على الأعناق.

لم تمنعه الإصابة من النزول أمس والمشاركة فى المسيرات والفعاليات.حكى أحد أصحابه عن بطولاته قائلا”لم يكن يختبىء من الرصاص بهرولة مثلنا بل كان ينسحب بهدوء”

هذا غيض من فيض من بطولاته الفعلية العملية على أرض الواقع أما عن همته فحدث ولا حرج.

قال أحد زملائه وهو يحكى عن همته”كان صاحب هم وألم لما يحدث ولما يراه. . كان روحا تسرى بيننا . . كان رجلا من حفظة كتاب الله تعالى  . . سبقنا الى جنة الخلد إن شاء الله تعالى،غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه”

هذه هو محمد يسرى يا سادة وردة تفتحت فى رياض الشهادة ،شاب ذو عزيمة لم ترهبه رصاصات الغدر والخيانة .

جثمان الشهيد في صلاة الجنازة
جثمان الشهيد في صلاة الجنازة

أصابته طلقات الخسة من مدفع آلى أصابه إصابة خطيرة أخذ ينزف على إثرها نزيفا مستمرا فحمله أصحابه على “توك توك”لانقاذه لكن حالته كانت سيئة للغاية لم تستطع إمكانيات المستشفى المنقول إليها أن تسعفه فاضطر الأصحاب لحملة لمستشفى أخر ذات إمكانيات أكبر. . طلب منهم أن يأتوا بأكياس دم وصل عددها لإثنى عشر كيسا وسبعة أكياس من البلازما لإجراء العملية الجراحية . وبالفعل أجريت العملية الجراحية ولكن نظرا لسوء حالته نقل للعناية المركزة للمتابعة حيث أن قلبه توقف أثناء الجراحة وتم تنشيطه . لكن قدر الله نافذ لا محالة فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ،فصعدت روحه الطاهرة إلى مولاها عزوجل فى حوالى الساعة الثانية عشر الا ربعا من مساء الجمعة العاشر من يناير 2014 ليلتحق البطل الشهيد برفاقه ان شاء الله تعالى فى جنات النعيم.

ومن العجيب الذى نلاحظه دائما فى أحوال الشهداء أنك تجد ارهاصات تسبق شهادتهم تخبرك بقرب ميعاد الشهادة وهذا ما حدث مع بطل قصتنا فقد كتب عن شهيد سبقه فى الجمعة السابقة لشهادته قائلا:

الشيخ محمد ابو برنيطه صفرا واخد 6 رصاصات حى فى اجزاء مختلفة من جسمه منها رقبته وظهره في الحلمية انهارده

الشهيد محمد احمد ابراهيم ده كان كل مسيره يبقي قدام وكان يبقي لوحده ساعات قدام كلاب الداخليه !!! محمد شفته النهارده لوحده قدام جدا في الضرب وقت ما كل الناس رجعت ورا من ضرب الخرطوش !!

محمد كان شجاع جدا شوفته مره والنجس من الشرطة بيصوب سلاحه الميري الحي وبيضرب عليه مارجعش وفضل يضربه بالشمروخ ومجريش او استخبي من الرصاصه !!!

محمد مات انهارده !!!! محمد مش ارهابي !!!! محمد ملحمه صمود”

كما كان من أقواله أيضا” الناس اللي عمالة تقول اوعوا تيأسوا وثقوا بالله ومكملين وهانحبط الاحباط ياعم حد قالك ان احنا محبطين !!! ياعم والله والله والله النصر قادم ولله ولله ما رضينت في حياتي اكثر من هذه الايام علي مبتلانا والله والله ما شعرت بالنصر مثلما اشعر به الان ….. فتوقفوا عن بث الامل فنحن لا نأمل فالامل يمكن تحقيقه او لا …. نحن نؤمن فقط ايمانا راسخا ان النصر قادم لا محالة”

هذا نص ما قاله محمد يسرى تحديدا بألفاظه وحروفه.

وكان مما قاله أيضا فى بداية السنة الميلادية الجديدة”

لكل واحد بيقولي كل سنة وانت طيب …. دمائنا في الشوارع واخواننا في المعتقلات ونسائنا تسحل في الجامعات !! فبأي منطق افرح او اهني”

ألم أقل لكم إنها مقولة خالدة”الأحرار عايزين شهادة”

رحم الله محمدا وألحقه بركب الشهداء وألهم أهله الصبر وألحقنا به فى الجنة غير خزايا ولا مخذولين

 

هاني حسبو

عن Admin

اترك تعليقاً