يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

صلوا عليهيا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

هاني حسبو

لا أعلم أحدا ممن يدين بدين الإسلام يجهل هذه الآية أو لا يصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذا ذكر اسمه عنده.

لكن من الواضح أن وزارة الداخلية المصرية له رأي آخر نقله لنا أحد قادتها حين قال:

” الظاهرة التي انتشرت في الفترة الأخيرة في بعض شوارع مصر وعلى عدد من السيارات بتعليق ملصقات “هل صليت على النبي اليوم” سيتم القضاء عليها في أقرب وقت.

 

وقال عثمان في مداخلة هاتفية لبرنامج “القاهرة اليوم” المذاع على قناة “اليوم” مساء أمس الأحد: “هذه الظاهرة بدأت منذ أسبوع في الانتشار في عدد من الأماكن وعلى بعض السيارات، وقد سبق وأن انتشرت في فترة ما شعارات دينية وتعليقات تشير لتوجه معين، وتم توجيه حملة أنهت هذه الظاهرة، وإن شاء الله قريبا سيتم القضاء على ملصقات “هل صليت على النبي” لأنها تشير لمقدمات ربما تحمل وجها طائفيا”.

هذه كلماته النصية التي تداولتها وسائل الاعلام بعد قولها بدقائق فهي ليست افتراءات على الرجل أو رميه بما لم يقله.

المعادلة واضحة الآن وظاهرة لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:

الله عز وجل يأمر عباده “المؤمنين” بالصلاة والسلام على نبيه الأمين.

وشياطين الأنس الذين يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا يتواصون فيما بينهم بأن “هذا شيء عجاب. ما سمعنا بهذا في الملة الأخرى. أن هذا الا اختلاق.”

هذان هما طرفا المعادلة بكل وضوح يراها القاصي والداني رأى العين.

فأي الفريقين أحق بالأمن ان كنتم تعلمون.

من يذكرك بأنك متبع لهذا النبي الأمين، سيد ولد آدم وأفضل من وطئت قدماه الأرض ومن يريد أن يحرمك حتى من أبسط حقوقك الشخصية بحجج واهية.

لكن من فوائد أيام “كشف الوجوه” و”سقوط الأقنعة” أنها قد تعيد الى الروح مفاهيم قد تكون اندثرت وكادت أن تموت في ظل تسارع الأحداث التي نعيشها.

ولعلها تكون فرصة عظيمة لعبادة جليلة نتقرب بها إلى الله عز وجل وقد تكون نقطة مضيئة في طريق مظلم نستضئ بها.

وكذلك ننوي بهذه العبادة التقرب الى الله عز وجل بعبادة “مراغمة الظالمين “أي اغاظتهم طالما أنه قد بدى الغيظ من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر اذن علينا واجب الا وهو اغاظتهم بممارستنا لهذه العبادة كما جاء في الحديث:

“ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين”

وحسد اليهود هنا ولا شك دليل على فضيلة شعيرة السلام والتأمين.

وكذلك حسد هؤلاء لنا على هذه النعمة دليل على فضيلة الصلاة على النبي وفضل المتلبسين بهذه العبادة.

فالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أعظم العبادات التي نتقرب بها إلى الله عزوجل فإذا كان الله عز وجل في عليائه وكبريائه والملائكة في السماء تقوم بهذه العبادة فحري بنا جميعا نحن معاشر البشر أن نمتثل أمر ربنا لنوفيه عليه الصلاة والسلام بعض من حقوقه علينا فهو الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور وهؤلاء القوم يريدون أن يعيدوكم الى الظلمات مرة أخرى بمنعك من القيام بحق صغير من حق النبي العظيم على أمته.

بصلاتك على النبي صلى الله عليه وسلم يفتح الله عليكم أبواب رحمته وينشرح صدرك، وتزال الهموم عنك، ويرفع مقامك عند الله، فتسمو بها إلى الدرجات العلى والمنازل الشريفة.

أخرج أحمد والنسائي عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: أصبح رسول الله يوماً طيب النفس، يُرى في وجهه البشر، قالوا: يا رسول الله، أصبحت اليوم طيب النفس يُرى في وجهك البشر، قال: ((أجل، أتاني آت من ربي عز وجل، فقال من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بهاً عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات)).

إذا كانت هذه فقط هي فضيلة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فكفى بها فضيلة وكفى بها نعمة لكن هيهات هيهات فمازالت هناك بشريات وبشريات.

منها أنه عليه الصلاة والسلام يرد عليك السلام إذا سلمت عليه:

أخرج أحمد وأبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله قال: ((ما من أحد يسلم على إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام))

والصلاة على النبي  سبب في دفع الهموم وغفران الذنوب، أخرج أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، والحاكم في مستدركه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله  إذا ذهب ربع الليل قام فقال: ((يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه))، قال أبي بن كعب: فقلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ((ما شئت))، قال: قلت: الربع؟ قال: ((ما شئت، وإن زدت فهو خير))، قلت: النصف؟ قال: ((ما شئت، وإن زدت فهو خير))، قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: ((إذن تكفى همك، ويغفر لك ذنبك))

والمصلي على النبي يحظى بشفاعته، أخرج مسلم: بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أنه سمع النبي يقول: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة.”

هذا فقط غيض من فيض مما جاء في فضل هذه العبادة العظيمة ومن أراد التوسع فعليه بكتاب “جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام “ففيه الإفادة العظيمة.

وأذكر نفسي واياك أخي القارئ بهذا السؤال:

هل صليت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم اليوم؟

وفي نهاية هذه الكلمات أنقل لك ما كتبه الباحث الأستاذ مصطفى خضري على صفحته على فيس بوك عن سبب هذه الحملة الأمنية على هذه الظاهرة فيقول:

” أسباب حملة إزالة ملصقات ” الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم”

الباحث مصطفى خضري: هناك أربعة أسباب وراء هذه الحملة

1-جس نبض التيار الإسلامي تجاه إجراء بسيط “إزالة ملصقات” تمهيداً لإجراءات أكثر تعدياً على الإسلام والمسلمين في الفترة القادمة.

2-توجيه المحتوى الإعلامي للمواقع الاجتماعية لقضايا فرعية بعيداً عن القضايا الأساسية.

3-سداد فاتورة الانتخابات الرئاسية إلى الكنيسة، بإجراءات بسيطة وغير مكلفة مادياً ومعروف نتائجها مسبقاً.

4-محاولة إظهار القبضة الأمنية القوية خوفاً من تأثر التيار الإسلامي في مصر بنجاح الثورة العراقية المسلحة.”

هذا بيان للناس.

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

عن Admin

اترك تعليقاً