الشيخ فوزي السعيد

بغية المريد في سيرة الأسد فوزي السعيد

الشيخ فوزي السعيد
الشيخ فوزي السعيد

بغية المريد في سيرة الأسد فوزي السعيد

هاني حسبو

“الله وحده أسقط الفرعون.”

هذه ليست كلمات عابرة تسمعها فقط بأذنيك ولكنها ملخص حياة رجل أفنى عمره في الدعوة الى الله وفي وجوب تحكيم شريعته.

هذه الخطبة الأولى للشيخ الفاضل فوزي السعيد بعد سقوط الطاغية مبارك، بعد سنوات من الاضطهاد والقهر والاعتقال لم يجد الرجل كلمات يصف بها هذا المشهد العظيم الا بالنسبة الحق لصاحبه جل وعلا.

هذه ليست كلمات تقال في المواسم والمناسبات بل هي منهج لحياة الرجل الذي أوقف حياته كلها لله وفي بيان أحكامه وشريعته وأسمائه وصفاته.

اسمه فوزي محمد السعيد سيد احمد

من قرية عرب الرمل قويسنا المنوفية

خريج كليه الهندسة قسم كهرباء جامعه القاهرة

مواليد عام 1945

متزوج وله بنتان وولد اسمه ايمن

من سكان حي الظاهر ومسكنه في اخر شارع مسجد التوحيد.

ارتبط اسم الشيخ بمسجد التوحيد بشارع رمسيس الذي ظل طوال سنوات عديدة “كعبة” يطوف حولها كثير من طلاب العلم الذين يريدون أن يتعلموا دين الله عز وجل.

إذا أردت أن تعرف قصة الرجل وقصة مسجد التوحيد فيلخصها لنا الأستاذ الفاضل محمد جلال القصاص بقوله:

“فوزي السعيد أو مسجد التوحيد قصة غيَّرت في مجرى التاريخ الفكري (الدعوي) في مصر، شاء من شاء وأبى من أبى. ولن يمحوها إرهاب الدولة لكل من انتسب لمسجد التوحيد أو (فوزي السعيد). أو تسلط بعض المغرضين الحاقدين.

ـ فوزي السعيد أو مسجد التوحيد قصة. وددنا لو أنها تكررت هنا أو هناك، فالملاحظ في العمل الدعوي أنه فرديٌ، الشيخ وحده في المسجد، والمشاريع فردية، وأغلبها مكررة، يقيم أحدهم موقعا ـ إلكترونيا ـ فيقلده الباقون. ويخطب أحدهم في موضوع ويردد الباقون، أما مسجد التوحيد فعدد من الشيوخ، ومِنْ عِلية القوم، وعدد من المساجد يديرها مسجد التوحيد في غمرة ـ أو فوزي السعيد من غمرة “

ويزيدنا القصاص الأمر بيانا بقوله:

“ـ ولم يكن المسجد فقط للعلم وللتعلم، بل كان لـ (الحض على إطعام المساكين). والحضُّ على إطعام المساكين مشروع لإطعام المساكين، إذ يكفل المسجد ما يزيد على خمسة آلاف فرد، كان هذا قبل أن أنقطع عن المسجد ويقينا زاد العدد بعد ذلك، والمسجد يطبع بعض الكتب بسعر التكلفة، والمسجد يقيم محاضرات في الإعجاز العلمي ويستخدم وسائل متطورة في عرضها. والمسجد يقام أمامه كل جمعة وكل يوم بعد الدرس سوقٌ للكتب والأشرطة الإسلامية بل والملابس التي تعارف الناس على أنها ملابس شرعية للمرأة. والمسجد يسير في طرحه للقضايا هو والمساجد التي تتبعه في خطط مدروسة لا تخطئها عين. ويكاد يذهب بعقلك حسن التدبير والإفادة من كل ممكن في أيديهم. وحسن العشرة بينهم.

ـ ما عرفنا الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ والشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله، والشيخ بكر أبو زيد، والشيخ سفر الحوالي، والشيخ ناصر العمر، وسلمان العودة، والشيخ عائض القرني، وعبد الوهاب الطريري، إلا من الشيخ فوزي السعيد أو مسجد التوحيد.

ـ كل هذا والقيم على المسجد ـ الشيخ فوزي السعيد ـ مهندس يعمل طول يومه، وربُّ أسرة، ومريض يكاد يقتله السكري وضغط الدم المرتفع، فأي همة هذه؟ وأي نفس هذه التي بين جنبي هذا الشيخ؟

هذا هو فوزي السعيد باختصار يا سادة “عالم رباني” بكل ما تحويه الكلمة من معاني.

وكعادة الطغاة فقد حاربوا الرجل بكل قوة ولفقت له قضية تعرف بتنظيم “الوعد”. خرج الشيخ بعدها مبرئا بحول الله وقوته وان ظل ممنوعا من الخطابة والدعوة.

وإذا كانت الرجال تقاس بالمواقف فإن الشيخ حفظه الله كان من أوائل المتواجدين في ثورة يناير ومن أوائل الداعمين لها مع الشيخين الجليلين محمد عبد المقصود والسيد العربي.

وبعد سقوط مبارك رجع الرجل إلى مسجده ليستكمل جهاده الدعوي والمادي في ظل عهد جديد وأمل في مستقبل مشرق.

وناضل الرجل ضد العلمانيين والليبراليين وأيد الإخوان المسلمين في انتخاباتهم وفي ترشيحهم للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي.

وكعادة رجال العقيدة الراسخين في العلم اكتشف الرجل خيانة الحزب المسمى بحزب “النور” عند انحيازه للمعسكر المناهض للدكتور مرسي واتفاقه مع ما سميت بجبهة “الإنقاذ” وركوبه في سفينة الانقلاب فأخذ الرجل يحذر من الحزب النوري وأنهم ليسوا بسلفيين لأن السلفيين كانوا رجالا ولم يعادوا الإسلام والمشروع الإسلامي.

عقب الانقلاب والاطاحة بأول رئيس منتخب أثبت الرجل أحقيته بلقب “أسد” فأيد الشرعية وأيد معسكر الحق وتواجد الرجل باعتصام رابعة والنهضة وألقى عدة كلمات لتثبيت المؤمنين في نضالهم وطريقهم نحو الحرية والانتصار لدين رب البرية.

ثم تأتى لحظة حاسمة بعد فض رابعة ويمنع الشيخ حفظه الله من الخطابة ومن الدعوة وتستولي قوات الانقلاب على مسجد التوحيد كما هي عادتهم من قبل.

ويظل الشيخ حفظه الله ما بين بيته وصلواته يرجو رحمة ربه معتكفا لتدوين ما يدونه من شرح لأسماء الله الحسنى وينتظر فرج ربه سبحانه.

لكن يأبى الله الا أن يبتلى الرجل من جديد فبرغم كبر سنه ومرضه الشديد الا أن ميليشيات الانقلاب مازالت تمارس اجرامها الشديد وتعتقل الرجل بلا أدنى تهمة الا أنه يقول “ربي الله”.

غُيب الرجل في سجون الظالمين ولا يعلم أحد من أهله أين مكانه الآن ولا التهم الموجهة له.

إنه فاصل جديد في قصة كفاح وجهاد ونضال الشيخ المفضال فوزي السعيد.

فنسأل الله العظيم أن يثبتنا والشيخ ولا يفتنا ويفتنه في دينه وأن يرده إلى أهله سالما غانما ولا يريهم فيه مكروها أبدا.

وأن يهلك الظالمين والطغاة ويكسر الانقلاب وأعوانه.

عن Admin

اترك تعليقاً