الإخوان المسلمين والسلفيون والجماعة الإسلامية في مصر يرتكبون جريمة بحق شباب المسلمين

قفص محكمةالإخوان المسلمين والسلفيون والجماعة الإسلامية في مصر يرتكبون جريمة بحق شباب المسلمين

 

كتبه: أحمد طه

هناك من يسعى حثيثاً لتجاوز “صدمة رابعة والنهضة” لإعادة إنتاج فشل ما يسمى “الحركة الإسلامية” بمصر.. كأن هناك جريمة لم تقع في حق الإسلام، وشباب المسلمين شارك فيها: ( الإخوان – السلفيين – السلفية الإخوانيةالجماعة الإسلامية بعد المراجعات )..
لقد أرتكب هؤلاء جميعهم جريمة في حق “شرع الله” وفي حق شباب المسلمين:

فأما الإخوان: فقد حولوا القضية إلى “صراع سياسي” على الحكم تحت “الدولة العلمانية”، وعلى “الشرعية الديمقراطية” التي ما أنزل الله بها من سلطان، وهم أصحاب التأثير الأكبر في الحركة الإسلامية.. والجريمة الكبرى.

وأما السلفيين: فقد جعلوا الطاغوت ولي أمر متغلب، باستثناء الفرع التابع لأمن الدولة، فهو يبايع الأمن حتى ولو حكم مصر اليهود الأصليين لا الوكلاء.

وأما السلفية الإخوانية والجماعة الإسلامية: فقد شاركت الإخوان الجريمة” وأضفت لحية على علمانية الإخوان المتدينة، وشاركت السلفية الإخوانية “الجبهة السلفية” في تحالف دعم شرعية مرسي الديمقراطية، وشاركت في العبث المسمى “الخطة الاستراتيجية للتحالف” وخرج المتحدث الرسمي باسمها يقول منذ سنة ونصف: “إن الانقلاب سيسقط خلال شهرين، وأن جيل رابعة سيحرر الأقصى” !!

وإن جيل رابعة.. قدّمته قيادات الحركة الإسلامية للذبح بلا مقابل، ولوثوا عقله بأوهام الديمقراطية، وشرعيتها، وسلميتها.. وتركوا شرع الله وسيادته.. والجهاد في سبيله.

وبعد سنة من فشل التحالف، خرج أحد قيادات الجبهة السلفية ليقول إن الشعارات في التظاهرات ليست إسلامية وبحاجة إلى شعارات إسلامية.. فكانت “انتفاضة الشباب المسلم”، التي لم تأت بشيء.. وبعدها تبرأ الإخوان من الجبهة السلفية.. وأراد التيار السلفي الثوري أن يتميز، ويصر على أنه متميز عن الإخوان.. وليست هذه حقيقة..
لقد ارتكب الجميع جريمة في حق “شرع اللهفتارة يقولون نعرضه على الشعب أولاً، وتارة يقولون: لن يقوم الشرع حتى يصبح ثقافة عامة للشعب”…إلخ من صور الإلحاد في بيان الشرع، إن شرع الله: له السيادة المطلقة قبِله الشعب أو رفضه، أصبح ثقافة أو لم يصبح.. سبعة وثمانين سنة وتفشل الحركة الإسلامية في بيان هذه الحقيقة البديهية الأولية، وتصر على أنها بريئة وأنه تم خداعها.. وقياداتها الحالية أصحاب الجريمة الكبرى الأصلية !!

ورقعوا لـ “الشرعية الديمقراطية”.. وما أنزل الله بها من سلطان.. فإن الشرعية في الإسلام إنما هي بالاجتماع على كتاب الله والتحاكم إليه، وقبلها فلا شرعية لأحد سواء تغلب بالسيف أو انتخبه الناس بنسبة مائة بالمائة.

وأما الشباب المسلم: المحب والغيور على دينه، فقد قدّموه للذبح، بعدما تم تخديره، وخداعه.. بأوهام، وأماني كاذبة.

قد يتصدى البعض لقضايا الأمة المصيرية من جانب الحماسة، وقد يُعذر – إذا كانت هذه الحماسة صادقة، وخالصة لله – ولكن عندما يكتشف سفاهته ورعونته وجهله وغباءه، فإن الصدق والإخلاص لله سبحانهولا شك – يدفعه إلى الاعتذار، وإلى الاعتراف بالجريمة التي ارتكبها في حق الإسلام، وفي حق شباب المسلمين !

ولا يبدو ذلك.. كأن بحور الدماء، والأشلاء، وضياع الأموال، وانتهاك الأعراض.. لا شيء، أمام “شكل” قيادات الحركة المجرمة.. فلم تجاهد “جهاد البيان”.. لإعلان الحق في شرع الله، وفي الكفر بالطاغوت، ولم تجاهد “جهاد القتال”.. في قتال الطاغوت وجنده، وتحرير الأمة من رجسهم ودنسهم !

ولو كان هناك القليل من الإحساس والشعور بحجم الضحايا والتضحيات الهائلة لمات الناس كمداً على ما قدمت أيديهم.. فبئس ما قدمت أيديهم لو كانوا يشعرون !

أما محاولة إنتاج الفشل.. ومحاولة التهوين من هول ما حدث، ومحاولة إلتماس الأعذار للسابقين، وحسن الظن بمن “يكرر” ويمضي في نفس طريق الفشل.. فهذا لا نصمت عليه – بإذن الله – وسنظل نكرر جرائمهم مهما لمعت الأسماء، وكانت الألقاب.. فليسوا أكرم عندنا من دم شاب مسلم أحسن بهم الظن، ثم وجده نفسه يُذبح بيد جند الطاغوت.. بلا مقابل.

* * *

إن الذي يحدث شيء غاية في التعقيد، شيء يُفسد العقل والتصور، ويضع به فيروس” يدمره ويعطل طاقته.. ويجعل من ملايين الشباب لا قيمة لهم، بعدما تم وضع الفيروس المثبط لحركته! ومثال ذلك: قضية الشريعة..

تُحدث الناس بقضية شرع الله، فيقول (الشخص “الواضح” المستقيم) هذه قضية دين، والشرع له السيادة المطلقة.. وهي مفرق طريق، ويقول (الشخص “الواضحالمنحرف) هذه قضية رجعية وتخلف، ولا تصلح لعصرنا، حتى الآن الطريق سهل واضح.. ومعروف فيه الصديق من العدو، والمسلم من الكافر.. ولكن تأتي شخصية ( مضطربة، متذبذبة، متلونة، تائهة، في قلبها مرض ) تقول لها قضية شرع الله.. فتقول لك نعم أنا معك في ذلك ولا مشكلة.. ثم تكتشف أن هذا الشرع ليس هو المعنى والمقصد والمضمون” الحقيقي له، إنما هو أشياء أخرى.. ليس لها علاقة بالشرع.. تكتشف أنه يقصد بالشرع: العمل والإنتاج، الأخلاق والتدين الشخصي، لا حدود في الشرع، لا تطبيق للشرع حتى نعرضه على الناس، لا تطبيق للشرع حتى يصبح ثقافة… إلخ من الإلحاد في معنى الشرع ابتداء.. هذه الشخصية المترددة المتذبذبة من أخطر ما يكون، وتنشر هذا “الفيروس” في عقول من حولها، وقياساً على ذلك بقية القضايا كالجهاد والكفر بالطاغوت… إلخ، فلا تستقيم فكرة واحدة، بل كل فكرة يكون لها أصلاً مستقيماً لا تلبس – عند هذه الشخصية المتذبذبة – أن تكون ذي عوج ! ومثل هذه الفيروسات الفكرية والعقدية تأكل عقل المسلم، وتفسد قلبه..

هذه الشخصية تكون هي أصل المشكلة، وأمراضها هي المُعطلة، والمحبطة لطاقات الأمة.. ويصبح تعطيلها للطاقات هو “أقوى” الأسلحة التي تفتك بالأمة، وأخطر أمراضها.. فبينما يحاول المخلصون جمع الأمة تحت راية الشرع، والجهاد في سبيل الله.. تجد هذه الشخصية تُفسد بعبث تصوراتها، وتذبذبها، وخداعها لنفسها والآخرين.. محاولة إجماع الأمة، وتترك الشباب في حالة تامة من التشويش” و”الاضطراب” و”الخلل” في النظر إلى “أصل” القضية.. وتكون المشكلة الأصلية ليست في قوة العدو الجهنمية، إنما هي في “أمراضنا الداخلية” وإن معركة الإسلام هي معركة أولاً مع ما بالنفس من قيم باطلة، وموازين مختلة، وتصورات فاسدة.. ولم يدخل الإسلام معركة مع الكفر يتخوف فيها من اختلال موازين القوى المادية، فهو ينتصر بإذن الله، طالما صفوف المسلمين الداخلية نقية من أي لوثات جاهلية، ومصطفة تحت راية الله وحده لا شريك له، واضحة المنهج، والعقيدة، ومستقيمة على صراط الله، فإذا حدث خلل في العقيدة والطريق، انهزمنا.. كما حدث، إننا ننهزم ليس لوحشية وقوة العدو، إنما لأن هناك من يُفسد العقول والقلوب ويشل حركتها ويعطل عملها.. بهذا التذبذب، أو ضعف اليقين، أو اضطراب الإيمان.

إن القلب السليم يكفيه قوله تعالى: { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } [هود : 112، 113]

أما القلب التي تموج به الأمراض كـ ( العلمانية بأنواعها، والقومية، والبرجماتية، والحمية الجاهلية، والحزبية، والخلود إلى الدنيا، وحب الدنيا، وكراهية الموت، والذلة والمسكنة، والسلمية الغاندية البوذية، والمقاومة اليسارية، والإيمان بأن الهتاف وحمل اللافتات يُرجع حقوق، وتكلس العقل على أفكار ميتة أو باطلة… إلخ ) فهذا ما تحتاج إلى تفصيل وبيان كل مرض على حدا، وعلاقة كل مرض بالآخر، ومدى ودرجة انتشار كل مرض، وأئمة هذه الأمراض، وحملتِها.. وسبل الوقاية والعلاج، ولا مفر من ذلك.

* * *

وسواء حاولت السلفية تسويق نفسها في ثوب تنويري فلسفي – أو حتى ثوريأو انقسم الإخوان على أنفسهم، وخرجوا – مرة ثانية – بمسميات شتى تحت دين الإسلام المدني الديمقراطي” أو محاولة “المقاومة السياسية” للطاغوت، على أساس أننا سنخدعه، وسنقوم بالتغيير والتمكين في غفلة منه.. فإننا نُفاصلبإذن الله – الجميع.. كائناً من كان على: حاكمية الشرع وسيادته، والكفر بالطاغوت كله، وحتمية الجهاد في سبيل الله.. كسبيل “وحيد” للتمكين، ولإقامة دولة الإسلام. ودون “الحسم واليقين” في ذلك، فلن تتحرك الأمة خطوة واحدة للأمام.

وهناك فرصة للتوبة من الذنوب العظيمة التي ارتُكبت في حق هذا الدين، ومن جرائم العبث بقضايا الأمة المصيرية، وإننا “ندعو” المخالف البرئ إلى هذا الطريق بكل الحب والحرص، و”نُفاصل” المخالف العنيد على هذا الطريق بكل الحسم واليقين، و”نُعادي” من يمنعنا عن هذا الطريق بكل القوة والبأس..

فإن رفضوا طريق: حاكمية الشرع وسيادته، والكفر بالطاغوت كله، والجهاد كوسيلة حتمية وحيدة لقيام الدين، وتحكيم الشرع، وإعادة دولة الإسلام، فقل: { كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً } [الإسراء : 84]

اللهم اجعلنا ممن هم أهدى سبيلاً، وأقوم طريقاً، وأطهر مقصداً، وأخلص نية، وتقبل عنا أحسن ما عملنا.

 

عن Admin

اترك تعليقاً