وقاحة السياسة الأمريكية تحت شعار الحرية والديمقراطية

وقاحة السياسة الأمريكية تحت شعار الحرية والديمقراطية

بقلم الكاتب : عزام الحملاوى

تتغنى الولايات المتحدة الأمريكية برفع شعارات الحرية ، والديمقراطية ، والسلام ، وغيرها من الشعارات الكاذبة التي تستغلها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتحقيق مصالحها وتنفيذ سياساتها ، غير مبالية برأي المجتمع الدولي لخلق الفوضى في المنطقة العربية ، ومناطق أخرى من العالم للهيمنة على موارد ومقدرات شعوبها ، وتبرير أعمال إسرائيل الإجرامية في مساندتها في نهب الأراضي الفلسطينية المحتلة ، والاعتداء اليومي على شعبها ، وعلى المتضامنين معه مثل: الاعتداء على أسطول الحرية ، ومتضامنى الأسرى الفلسطينيين في مطار بن جوريون ، ومنع لجان التحقيق الدولية من ممارسة أعمالها ضد تجاوزات إسرائيل في الاراضى المحتلة ، بالإضافة إلى تصرفات امريكا نفسها في العراق وأفغانستان وقتلها للأطفال والنساء والشيوخ.
وهناك الكثير من الأمثلة على ديمقراطية امريكا الزائفة فمثلا: عندما اعتدت إسرائيل على أسطول الحرية الذي كان يحمل متضامنين لكسر حصار شعب غزة المطالب بحريته وأدى إلى قتل وإصابة العديد منهم ، اكتفت واشنطن بالأسف ، فعن ماذا كان الأسف؟ عن الذين قتلوا؟ أم على حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية المهدرة التي تتغنى بها ، إنها قمة الوقاحة الأمريكية؟ .
إن أمريكا تشاهد وتسمع يوميا تنكيل حكومة إسرائيل العنصرية بالفلسطينيين ، وقتل أطفالهم سواء في الضفة أو في غزة كما حدث في عملية الرصاص المصبوب ، ورغم ذلك لم تقم وزنا للطفولة وحقوقها حسب ما كفلته القوانين والأعراف الدولية ، لكنها الوقاحة الأمريكية مرتدية ثوبها الديمقراطي الخاص بها ، وحقوق الطفولة على طريقتها الامريكية .
ومن أسس الديمقراطية الأمريكية أيضا ، أن تغض النظر عن منع إسرائيل للشعب الفلسطيني من ممارسة عباداته في أماكنهم المقدسة التي تعمل إسرائيل على مصادرتها بدعم وإسناد منها ، فأين حرية الأديان من شعار الحريات الأمريكية القذرة .
ناهيك عن إدانة كل دول العالم للاستيطان واعتباره العقبة الرئيسية في تحقيق السلام، ورغم تحدث اوباما عن عدم شرعيته ، ترفض الإدارة الأمريكية إدانته بل تعمل على إضفاء الشرعية عليه ، فهل هذه هي حقوق الشعوب وحريتها والسلام  في نظر الديمقراطية الأمريكية؟لأاعتقد أن هناك وقاحة أكثر من ذلك!!!.
إن رفض أمريكا توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة لطلب العضوية الكاملة ،وتهديدها باستخدام الفيتو ، ووقوفها أيضا ضد نيلهم عضوية اليونسكو، ومعاقبتها ومنع تمويلها ، يكشف سياسة امريكا الاستعمارية عدوة الحرية والديمقراطية ، وان كل ماتطلقه من شعارات الحرية والمساواة ، ما هي إلا شعارات كاذبة  لتحقيق مصالحها وسياساتها الإستراتيجية الوقحة في المنطقة.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك ، بل تحرك عدد من أعضاء الكونجرس الامريكى لإفشال الفلسطينيين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ووجهوا رسالة إلى العديد من قادة الدول الأوروبية تطالبهم بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية خوفا من تدمير عملية السلام المزعوم في الشرق الأوسط  ،وانهيار حقوق الإنسان والحريات في العالم. الأغرب من ذلك ، أن أعضاء من الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، وجهوا رسالة إلى كلينتون وميولر تطالبهم بأن الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم أدينوا بارتكاب أعمال إرهابية ، ويجب أن يعاملوا كإرهابيين وأن توضع أسمائهم ضمن قوائم الارهابيين .
أما قتل إسرائيل لأبناء الشعب الفلسطيني فليس إرهابا ، وإنما دفاعا عن الحريات وحفاظا على أرواح البشر ، إنها الديمقراطية الامريكية .أما في ظل إطار أحداث الربيع العربي ، تعتبر الإدارة الأمريكية أن هناك تجاوزات صارخة لحقوق الإنسان نتيجة ظلم واستبداد الحكام لشعوبهم ، فتنصب أمريكا نفسها حامية للديمقراطية وحقوق الإنسان ، وتحرك حاملات الطائرات ، وتدفع مجلس الأمن لاتخاذ القرارات بفرض الحصار والعقوبات الاقتصادية ، وتقوم بقصف المدنيين من النساء والأطفال باسم الدفاع عن مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية ، هذه هي الديمقراطية من وجهة النظر الأمريكية.
أما أعمال القتل التي تمارسها أمريكا وتعتبر في إطار الديمقراطية الأمريكية مثل: أقدام بعض الجنود الأمريكيين في أفغانستان على قتل المدنيين والتبول على جثامينهم، وبعد ذلك قتلوا 17افغانى من بينهم9اطفال في مجزرة بشعة ، فهذا ليس قتل بل دفاعا عن الحريات والديمقراطية الأمريكية الوقحة .مجزرة أخرى حدثت بالعراق في مدينة حديثة ، حيث قتل الجنود الأمريكان أربعة وعشرين مدنياً عراقياً ، وعندما طالب العراق بمحاكمتهم تحت إشراف القضاء العراقي رفضت أمريكا تحت بند أن الامريكى لايحاكم إلا بأمريكا ، وتم نقل الجناة إلى امريكا وبرؤوا باستثناء جندي واحد حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر فقط، ، ونعم الديمقراطية الامريكية .
درس آخر في الديمقراطية الأمريكية ماكان يحدث في سجني غوانتمانو وأبو غريب من تعذيب ، واستخدام الكلاب ، وهتك للأعراض ، فهذا لايعتبر تجاوزا وتعدى على الحريات وحقوق الإنسان في نظر أمريكا ، فماذا لو حدث هذا في مكان آخر وليس على يد امريكا ؟ . لقد وصلت الأمور بالديمقراطية الأمريكية وحرية الإنسان إلى تعقب حرية الأفراد ، حيث حقق الكونجرس في تصريحات البروفيسور الأمريكي هاوكار سيديك المحاضر في احد الجامعات الأمريكية ، عندما طالب بتدمير إسرائيل من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، ، ولقد أثارت هذه التصريحات مخاوف عدد من أعضاء الكونجرس ، وطالبوا بالتحقيق في هذه الأقوال التي اعتبرت متطرفة ، وتوجه اثنان من أعضاء الكونجرس لرئيس الجامعة بطلب التحقيق إذا كان يعبر عن آرائه داخل الجامعة أم لا والمطالبة بفصله .
إن العالم يتمنى على أمريكا أن تتعامل معه بشكل جدي في مجال حقوق الإنسان والحريات والعدل والديمقراطية ولكن هذا يتطلب منها أن تبدأ هي أولا بممارسة الديمقراطية الحقيقية ولاتكون شعارا من اجل مصالحها  ولاتفرضه على الغير بالقوة لذلك فإن الولايات المتحدة هي آخر من يحق لها تقييم حالة حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم لان التقييم الذي تصدره الإدارة الأميركية نابع من اعتبارات سياسية وليس تقييماً موضوعياً ولو استندت إلى الموضوعية لاعتبرت حامية الحرية والديمقراطية أما الآن فهي في نظر الشعوب أكثر الدول انتهاكاً لحقوق الإنسان ومعادية للديمقراطية والحرية ودولة عنصرية .

عن marsad

اترك تعليقاً