قراءة تحليلية لخطاب رئيس الجمهورية

قراءة تحليلية لخطاب رئيس الجمهورية

ابو مالك محمد شعبان محمد حسنين

الخطاب الرسمى الاول د.محمد مرسى فى قاعة المؤتمرات بجامعة القاهرة ، وضح رؤى التغيير الثورى وأهداف الممارسة السياسية فى المجتمع بعد سقوط نظام المخلوع ، وبشئ من الحيادية والموضوعية من خلال المنهج الاستقرائى  للتحليل السياسى الذى عنى به القرآن الكريم  ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسئولا )  أستعرض عدة نقاط ناقشها الخطاب على انها تحديات طرأت مع واقع ركود الحياة العامة وهى فى سبيلها للإنتقال الى واقع النهوض  : –
1- لم  يتجاهل الخطاب وصف الواقع والمخاصمة الوطنية وعرض تصوراً بديلا ومعقولاً للمصالحة فى مواجهة  أحداث عظام قد تعصف بوحدة الوطن فترفع عن توجيه أى إتهامات لخصومه السياسيين ولم ينزل إلى مستوى التجريح الذى استخدمه الخصوم من الفلول وحملة احمد شفيق الانتخابية ومن ورائهم من المجلس العسكرى وتجاهلها تماما كأنها لم تكن  ، فى حين  استعمل لغة التوازن بين مفهوم التسامح مع مجرمى النظام السابق وبين  المصالحة الوطنية ،انه بشرط القصاص العادل  منهم لدماء شهداء الوطن والجرحى والثكالى والمكلومين.
2- أهمية الخطاب أنه جاء مقيداً كل عمل يهدد أمن مصر القومى الاقليمى والعربى والدولى ، ليلغى ضمنياً ما يمكن أن نطلق عليه أو نسمية رفض التبعية لأميريكا واسرائيل أو رفض ان تكون مصر مؤسسة خدمات تابعة للجيش الاميريكى ولسياسة واشنطن  فى الشرق الاوسط  والعالم الاسلامى  ، وأكد على ضرورة إستعادة دور مصر الريادى وتطرق للحفاظ على المعاهدات الدولية دون ان يتطرق لطبيعة تلك المعاهدات وسياسيتها وظروفها التى تمت فيها وما يمكن تغييره منها أو إخضاعه للفحص والدراسة حيث أن بعض المعاهدات  ممنوع الاقتراب منها او تعديل بنودها التى  تشبه الاسرار والطلاسم  ويرفضها الواقع الجديد لمصر الثورة  ،  فإلتزم الخطاب بشكل عام الحيدة عن التفصيل الممل للقضايا العامة للوطن وللامة العربية وإعتمد اسلوب الإيهام بالتعميم والإطلاق كقوله ( الهاء هنا ضمير يعود على الامن  القومى الامة العربية كلها ) !
3- أكد على التضامن مع الشعب الفلسطينى للحصول على حقوقه وتحرير اراضيه فى حين تجاهل  عرض جرائم اليهود فى حق الشعب الفلسطينى الاعزل ، كذلك لم يتعرض  لجرائم النظام العلوى فى دمشق وعملاءه ضد الشعب السورى المسلم لكنه تطرق وأكد على التضامن مع الشعب السورى  .
4-  لم يقدم مرسى نفسه فى موضع المسؤلية المطلقة والمستقل بالقرار وإنما قدم نفسه باسم فريق مؤسسة الرئاسة  ،  فهل سيكون فريق رئاسى مهتم بالانجرار خلف اللقاءات  الصحفية والزيارات  التلفزيونية لمواقع الادارات والمجالس والاحياء  ؟ ام تم اختيار فريق الرئاسة بعناية لترتيب  الدولة من أعلى ثم النزول التدريجي  لباقى هياكل الدولة واداراتها حتى لايضيعون فى متاهات البيروقراطية  وترك الامور لمن يعقدونها  !
5-  لغة خطاب مابعد الثورة  مثلت لغة التضاد  بين رئيسين  مختلفين حيث خلا الخطاب  الرئاسى لمرسى من أساليب التحذير المتكررة فى خطابات المخلوع وذكر الالوان خاصة اللون الاحمر المحبب للمخلوع  وهى لغة كانت تشبع غروره فى تهديد شعب مصر بقانون الطوارئ ، حين يصرح بأن الامن القومى خط احمر ويحذر من المساس به  ويكرر بأن الوحدة الوطنية خط احمر ويكرر التحذير يشدة من المساس بها – ثم تضح حقيقة  الخط الاحمر والتحذير من المساس به  بتفجير كنيسة الاسكندرية المسماة بالقديسين بتخطيط كامل لحبيب العادلى وزير داخلية المخلوع  ، وتعلن اتفاقية  تصدير الغاز لدولة اسرائيل  العدو الاول للامن القومى المصرى بأقل من سعره فى السوق المصرى حيث يقتتل المصريين فى طابور انبوبة الغاز بعضهم البعض ، ليعلن  رئيس الموساد الاسرائيلى السابق بعد سقوط المخلوع  ان حسنى مبارك كان كنز استراتيجى خسرته اسرائيل ! !
6- أخيراً شرح مرسى الواقع الذى انطلقت منه الثورة للتغيير فى مواجهة الفساد العارم لنظام المخلوع ثم تعهد امام الله ثم امام الجماهير بعدم خيانة مصر وشعبها  وعدم سرقة الوطن والشعب ،وهنا كان بيت القصيد فى الخطاب الرئاسى الاول  د. محمد مرسى إننا نفهم من هذا  التعهد امام الله  بعدم خيانة  هذا الوطن وبالتعهد امام الشعب المسلم بعدم خيانته انه سوف يطبق شريعة الله فى الحكم ! قال تعالى ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا )

عن Admin

اترك تعليقاً