صائم لا يصلي

صائم لا يصلي

لا أملك تفسيراً منطقياً لإقدام كثيرين على الصيام في شهر رمضان، في الوقت الذي لا يصلون فيه؛ إلا أن يكونوا قد اتخذوا من الصيام تقليداً اعتادوا عليه كل سنة، أو أنهم إنما يصومون خجلاً من الناس، وخوفاً من تعرضهم للتجريح.
لكن الأهم هو أن نسأل تارك الصلاة: لماذا يصرّ على تركها؟ وهل هو مقتنع فعلاً بالحجج التي يتذرع بها على وَدْعه الصلاة؟
يسهلُ على تارك الصلاة مقاومة النوم للاستيقاظ لعمله في الصباح الباكر، حيث يقاوم كل أسباب الدعة والراحة، باذلاً في سبيل عمله كل وقت وجهد.
بينما حين ينادي المنادي: حي على الصلاة، يهدّ جسده الكسل، ويْ كأن الشيطان قد جثم على صدره وجسمه الفتي، وغدا قلبه كالحجارة أو أشد قسوة، لا يحركه نداء المؤذنين، ولا تؤثر فيه سياط الموعظة والواعظين.
كم تضيّع يا تارك الصلاة من الأوقات في الساقط من الأمور، والتافه من الأعمال والأقوال.. فقُل لي: ألا تستحق نفسُك العزيزة عليك أن تجلس من أجلها لحظات تفكر فيها في مصيرك بعد الموت؟!
اجلس ساعة راجع فيها حساباتك مع الله تعالى.. واسأل أنفسنا: لماذا أضيّع الصلاة؟ لماذا لا أعطيها الأولوية في حياتي؟ لماذا يؤديها الشيوخ الطاعنون في المسجد جماعة، وأنا أجلس في عملي خلف المكتب الكبير لا أحرّك ساكناً، أو أرقد على الفراش الوثير لا تخطر لي الصلاة ببال؟!

أخي الصائم

هل تعلم أن أول عمل يحاسب عليه العبد الصلاة

وهل تعلم أنه ان قبلت صلاتك وصلحت صلح سائر عملكم وان فسدت فسد سائر عملك

بل ان الرجل يصلي الصلاة في غير وقتها ويضيعها قد وعده الله بالويل والغي :

فويل للمصلين الذين هم صلاتهم ساهون

فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا

فكيف بك و أنت لاتصلي ؟

أتدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال : بين الرجل وبين الكفر – أو الشرك _ ترك الصلاة

وقال ايضا : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر

فهل تعلم خطورة الأمر ؟

وهل تعلم انك ربما تتعب نفسك وتجتهد لإكمال صيامك لكن قد لاينفعك وقد لايفيدك كل ذاك المجهود ؟

وسبحان الله تتعب يوما كامل وتصبر من أجل إتمام صيامك ولاتريد أن تتعب لبضع دقائق تصلي فيها فريضة من الفرائض

فمتى يا أخي ستغفل عن هذه الصلاة التي قال عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لاحظ في الاسلام لمن ترك الصلاة

متى سنراك في المسجد مع اخوانك المصلين؟

أسأل الله ان يكون رمضان هذا العام فاتحة خير وبركة عليك وأسأله تعالى أن يعينكم ويوفقكم وييسر كافة أموركم
يا لخسارتك يا مضيّع الصلاة، فمن ضيّع صلاته كان لغيرها أضيع.. فهي “خير موضوع” كما جاء في الحديث الشريف، وهي الحد الفاصل بين الإسلام والكفر، وبين الجنة والنار.
عجيبٌ أمرك.. تدعي أنك مسلم، ثم تدَع عمود الإسلام؟
ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: “بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة”؟
أيحسُن بك وقد كررته على مسامعك الآن أن تصرّ ترك الصلاة، وأنت غير مبالٍ ببطش ربك الشديد، وعذابه الأليم؟!
ألا يوجد في ضميرك وقلبك وعقلك.. وفي أي شيء منك؛ شيءٌ يحرّك فيهم أي شيء يأخذ بيدك إلى الوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى، بخشوع وخضوع وتذلّل؟!
أيها الصائم اللامصلّي.. أجواء الصيام وروحانية الشهر فرصة للتوبة عن تركك الصلاة، فبادر قبل فوات الأوان!

عن marsad

اترك تعليقاً