مفاهيم فرعونية للكتيبة الإنقلابية(1)

sisi firo  مفاهيم فرعونية للكتيبة الإنقلابية(1)

فرعون اسم علم على كل من حكم مصر فى فترة تاريخية معينة. كما أنه اسم مرتبط بالظلم والطغيان والتكبر بل إن شئت قل هومضرب الأمثال فى الفجور والفسوق.

فعل فرعون مالم يستطع أن يفعله عتاة القوم والظالمين والمفسدين بأن ادعى الألوهية وظن فى نفسه ما لم يظنه أحد.

المتأمل لقصة فرعون يجد أن الله عز وجل قد أكثر من ذكرها وبأساليب عدة لعظيم الفائدة المرجوة من تدبرها ودراستها ناهيك عن أن الفرعونية ليست مرتبطة بشخص معين فى زمان معين بل هى فكرة توجد فى كل زمان ومكان.

المتأمل لهذه الشخصية الفريدة فى نوعها سوف يجد أنها كما قال الشهيد الحي سيد قطب رحمه الله”لاتملك فى الحقيقة قوة ولا سلطانا إنما هى الجماهير الغافلة الذلول تمطى له ظهر فيركب،وتمد له أعناقها فيجر،وتحنى له رؤوسها فيستعلى، وتتنازل له عن حقها فى العزة والكرامة فيطغى”

كلمات يسيرات لكنها تصف بإيجاز طبيعة الشخصية الفرعونية وطبيعة الشعب الذليل الذى يشتاق دائما لعبودية البشر والذلة والهوان. وكأن الشهيد رحمه الله كان بيننا فى 30 يونيه ورأى شعب السيسي ووصفهم بأدق وصف.وكأنه شاهد بأم رأسه فرعونهم المنتظر وهو يركب ظهور المخذولين وهم فى قمة سعادتهم وامتنانهم بهذا المشهد المخذى.

يكمل الشهيد رحمه الله وصف انقلاب يوليو بأدق توصيف فيقول”ولكن الطاغية يخدعها فيوهمها أنه يملك لها شيئا” تماما كما قال الفرعون”تقطع أيدينا ولا تمسكم”أو كما قال”أنتم نور عيوننا”

ويتابع الشهيد وصف المشهد الإنقلابى وصفا دقيقا فيقول”وأما فرعون فوجد فى قومه من الغفلة ومن الذلة ومن خواء القلب من الإيمان ما جرؤ به على قول هذه الكلمة الكافرة الفاجرة”أنا ربكم الأعلى” وما كان ليقولها أبدا لو وجد أمة واعية كريمة مؤمنة تعرف أنه عبد ضعيف لا يقدر على شىء وإن يسلبه الذباب شيئا لا يستنقذ من الذباب شيئا”

ماهذه البصيرة ؟ وماهذا الفيض الربانى الذى أنعمه الله على الشهيد سيد قطب وكأنه سمع قول الدهماء والغوغاء”السيسي هو اللى حمانا””السيسى هو الذى أنقذ البلاد”؟!

إذن هى الحقيقة الثابتة التى ذكرها الله عز وجل فى كتابه”فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين”

sisi firo2

استغفال الشعب هى أول أصول الفرعون التى أسسها لنفسه ولمن أراد ان يسلك مسلكه من بعده. إذا أردت أن تستعبد شعبا فاستخفهم يأتوا إليك مذعنين ، مستسلمين، بل إن شئت راكعين وساجدين.

وقبل أن نختم هذا الجزء ينبغى التنبيه على أن الكبرياء فى الأرض وما تقوم عليه من معتقدات باطلة يحرص المتجبرون على بقائها فى قلوب الجماهير بكل مافيها من زيف وباطل وفساد.

فإن استنارت العقول والقلوب كان ذلك خطرا كبيرا على مكانة الطغاة وكبريائهم لذلك ستظل الكتيبة الإنقلابية تحرص أشد الحرص على هذا الأمر الذى تستمد منه قوتها.

فليحذر الذين فى قلوبهم ذرة من وعى ونور من خطر الاستغفال الذى هو الركيزة الأساسية التى يحرص الإنقلابيون على تثبيتها فى شعبهم .

هاني حسبو

 sisi firo1

عن Admin

اترك تعليقاً