غزة الأمل

غزة انتصرتغزة الأمل

 

هاني حسبو

قال الله تعالى:” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون”

نعم من حقنا أن نفرح، من حقنا أن ننظر إلى المستقبل بعين المستبشر به خيرا.

لما لا والأخبار تأتينا من غزة العزة بانسحاب قوات العدو الصهيوني يجرون أذيال الخيبة والندامة.

كل ذلك بفضل من الله ورحمة، كل ذلك بتأييد الله لعباده المخلصين المجاهدين لنهم بالفعل صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما عاهدوا أهلهم عليه. لا أنسى أبدا كلمة القائد خالد مشعل حينما قال إنه يقدر الأشقاء لكن لا يعول على أحد أو حينما قال لا يحك رأسك بمثل ظفرك فتكفل أنت بجميع أمرك.

نعم لقد جددت غزة لنا الأمل، جددت لنا الثقة بموعود الله بعدما كاد سواد الانقلاب والثورات المضادة يغطي كل أنحاء منطقتنا العربية والإسلامية.

نعم وكأننا كنا نسير في ظلام دامس دامس نحاول أن نصل إلى هدفنا فنتخبط ونضل الطريق وإذا ببصيص من ضوء نجده أمامنا ليهدينا السبيل.

غزة الأمل لأنها أعادت لنا هيبتنا وكرامتنا التي أهانها حكام موالون للصهيونية العالمية وشيوخ باعوا أخرتهم بدنيا غيرهم، ليتهم باعوا بدنياهم.

غزة الأمل لأنها بعثت في الأمة روح الجهاد الذي هو ذروة سنام هذا الدين كما قال سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم لمعاذ حينما سأله يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنَة ويُبَاعِدُني عن النار. قال: “لقد سألتَ عن عظيمٍ، وإنه ليسيرٌ على من يَسَّرَهُ اللهُ تعالى عليه: تَعْبُدُ الله لا تُشركُ به شيئاً، وتُقيمُ الصلاة وتؤتي الزكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتَحجُّ البيتَ”. ثم قال: ” ألا أَدُلُّكَ على أبْوَابِ الخير؟:الصومُ جُنَّةٌ، والصدقةُ تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النارَ، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ} -حتى بلغ -{يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16-17].

ثم قال:” ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذِروة سَنَامِهِ؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: ” رأس الأمر الإسلامُ، وعَمُوده الصلاةُ، وذِروة سَنَامه الجهاد”.

ثم قال: ” ألا أخبرك بِمِلاكَ كلِّهِ”؟ فقلت بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: ” كفَّ عليك هذا”. قلت: يا نبي الله، وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟! فقال: ” ثَكِلتكَ أمُّكَ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم -أو قال: “على مناخِرِهم -إلا حصائد ألسنتهم”. [رواه الترمذي] وقال: حديث حسن صحيح.

وكما حذرنا أيضا صلى الله عليه وسلم من ترك هذه الفريضة خصوصا أن الحرب قائمة إلى يوم الدين مع الباطل وأهله فجاء التحذير بصيغة قوية وتصوير بليغ فقال:

“إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم”

غزة الأمل لأنها أحيت في قلوبنا الجهاد بجميع أنواعه وأشكاله.

غزة الأمل لأننا شاهدنا أولياء حقا لله وشاهدنا كرامات لهؤلاء تجلت في أبهى صورها. كيف لصواريخ بسيطة تدك عاصمة الكيان الصهيوني وترهبهم وتجعلهم فعلا كما صورهم الله عز وجل “تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى”

هذه الكرامات لم تأتي أبدا من فراغ أو جاءت فجأة كما هو حال الصوفية التي تزعم كرامات لأشخاص لا تعرف عنهم شيئا وتنسج عنهم أساطير ما أنزل الله بها من سلطان. بل هي كرامات لأناس باعوا حياتهم لله وفي سبيل الدفاع عن دين الله سبحانه.

كيف لحفنة من البشر تواجه جيشا يعرف بأنه من أقوى جيوش العالم ثم يدكوا أنفهم في التراب ويجعلوهم يفروا جبناء ويرجعوا بخفي حنين. إنها الولاية التي قال الله عنها “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون.”

غزة الأمل لأنها ذكرتنا بقول الله سبحانه ” كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ” نصر الله الفئة القليلة عددا لا بحولهم ولا بقوتهم ولا بأسلحتهم ولكن بإذن الله. هذه هي القضية الكبرى التي يجب علينا أن نفهمها وندركها تماما أن هذا الكون كله لله وأنه سبحانه هو المتصرف في هذا الكون وأنه عز وجل يقدر الأقدار والآجال في هذا الكون. فلا يكون في كونه الا ما أراد.

إذا رسخت هذه العقيدة في قلوب المؤمنين زالت كل الصعاب ولانت كل المشقات.

إذا ترسخت هذه العقيدة في القلوب سارت الفئة المؤمنة في الطريق مستبصره بنور من الله وعلى هدى من الله.

غزة الأمل لأنها تحيي في قلوبنا معاني العزة والكرامة كما قال الله سبحانه وتعالى:

“ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون.”

فاستمدت غزة عزتها من ايمانه بالله ورسوله وعملت بمقتضى هذا الايمان فكانت عزيزة وأبية لا تتسول على موائد اللقطاء هذا يعطيها وهذا يمن عليها بل كانت حرة عفيفة تدافع عن نفسها حتى لو كلفها هذا الاف الشهداء.

غزة الأمل لأنها تبث فينا روح النصر على الأعداء مهما طال الوقت ومهما ظهر الباطل بصورة قوية وبصورة أنه لا يقهر أبدا كما قال الله سبحانه وتعالى:

“الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ”

فحق لأهل غزة أن يفرحوا بنصر الله وحق لنا أن نفرح لانتصارهم على أحفاد القردة والخنازير ونحن بانتظار تمكين الله لعباده المؤمنين وهذا موعود الله لا يخلف الله وعده.

غزة الأمل لأنها أرشدتنا لطريق التعاون على البر والتقوى عملا بقوله سبحانه:

“وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب”

فوقف شعب غزة بأكمله خلف المقاومة يدعمها ويساندها ويشد من أزرها لا كحال كثير من البشر يتهم أهل الصلاح بأبشع الاتهامات ويطعنهم في ظهورهم ويكون عونا لأهل الباطل على إخوانهم وهذا درس مهم جدا ينبغي التفكر فيه لأنه من أعظم أسباب الانتصار.

وأخيرا غزة الأمل لأنها تعطينا الأمل في كسر الانقلاب وزوال دولة الباطل والظلم فدولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.

فتذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.

 

 

عن Admin

اترك تعليقاً