تقرير مجلس الشيوخ يكشف كذب المخابرات الأمريكية ” سي أي إيه” وقيامها بعمليات تعذيب وحشي

أوباما تعذيبتقرير مجلس الشيوخ يكشف كذب المخابرات الأمريكية ” سي أي إيه وقيامها بعمليات تعذيب وحشي

 

شبكة المرصد الإخبارية

 

لم ينشر مجلس الشيوخ التقرير الكامل الواقع في أكثر من 6000 صفحة، والذي يحتوي على عدد ضخم من الأدلة ومازال مصنفا باعتباره سريا.

وبدلا من هذا نشر المجلس ملخصا للتقرير جاء في 480 صفحة ، وتأخر النشر بسبب خلافات في واشنطن بشأن ما ينبغي نشره.

بعد أشهر من الترقب، نشر مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء 9 ديسمبر جزءا من التقرير حول عمليات تعذيب قامت بها وكالة الاستخبارات الأمريكية في سجون سرية.

وأكد التقرير الذي قامت بإعداده لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي واستغرق 4 سنوات بميزانية تقارب 40 مليون دولار أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لجأت إلى أساليب عنيفة وغير فعالة خلال استنطاق محتجزين بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر.

ونفذت المخابرات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) عمليات استجواب “وحشية” لمشتبهين بالإرهاب في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/ ايلول في الولايات المتحدة، حسبما أفاد تقرير لمجلس الشيوخ.

وجاء في تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أن السي اي ايه ضللت الأمريكيين بشأن مدى فعالية “الاستجواب المعدّل“.

كما ذكر التقرير أن إدارة عمليات الاستجواب اتسمت بالسوء، وأن المعلومات التي تم الحصول عليها جراء هذه العمليات كانت غير جديرة بالثقة.

وفي وقت سابق من العام، قال اوباما إن من وجهة نظره بشأن الأساليب المستخدمة في استجواب السجناء من تنظيم القاعدة تصل إلى حد التعذيب.

وفي ظل رئاسة سلفه جورج بوش، نفذت السي اي ايه عملية كانت معروفة داخليا باسم “التسليم والاحتجاز والاستجواب“.

وخلال هذه العملية، احتُجز نحو 100 إرهابي مشتبه بهم في “مواقع سوداء” خارج أراضي الولايات المتحدة.

واستُجوب هؤلاء بأساليب منها الإيحاء بالغرق والصفع والإذلال والتعريض للبرد والحرمان من النوم.

وذكر التقرير أنه ” بعد دراسة 20 حالة ” تأكد أن التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات على محتجزين لم يخلص إلى نتائج إيجابية، وكان له أثر عكسي“. 

وأشار التقرير كذلك إلى أن “تقنيات الاستجواب التي استخدمتها ” سي أي إيه” لم تساعد في أي وقت من الأوقات في الحصول على معلومات مؤكدة بوجود تهديدات إرهابية“.

كما أفاد التقرير أن بعض ” المعلومات التي كانت تفيد بوجود هجمات مدبرة بقنابل عن بعد زعمت الوكالة أنها حصلت عليها بعد عمليات الاستنطاق، كانت مغلوطة“.

واتهم التقرير وكالة الاستخبارات بالكذب على الجميع حول نجاعة برامجها للاستنطاق بمن فيهم مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، مشيرا إلى أن” “سي أي إيه” ادعت أن برامجها للاستنطاق مكنت من الحفاظ على الأرواح، غير أنه ثبت العكس، كما أن التقنيات المستخدمة كانت عنيفة والوكالة كذبت خلال تقديمها تقريرا حول أساليب الاستنطاق المتبعة“.

ومن بين تقنيات التعذيب التي كشف عنها التقرير، تقنية “الإغراق” حيث أكدت اللجنة أن أغلبية المعتقلين بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر عذبوا بهذه التقنية وأبرزهم خالد الشيخ محمد أحد أبرز قادة القاعدة، والذي أكد التقرير أنه كان قريبا من الموت بعد خضوعه للإغراق.

وذكر التقرير أن “سي أي إيه” لجأت لحرمان المعتقلين من النوم لأيام عديدة، كما كان يتم تهديد جميع المحتجزين بالقتل إن لم يدلوا بمعلومات مهمة.

لجنة التحقيق من مجلس الشيوخ خلصت أيضا إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية للقيام بتحقيقات مع المعتقلين بعد أحداث الـ 11 سبتمبر، كما شددت على أن الأساليب المتبعة في التحقيقات لم توافق عليها لا وزارة العدل الأمريكية ولا إدارة “سي أي إيه“.

ومن أبرز الخروق التي بينها التقرير احتجاز عدد من الأفراد دون توجيه أي تهمة لهم، بالإضافة إلى احتجاز عدد آخر لأسباب غير واضحة، وعدم متابعة الأشخاص المتورطين في هذه التجاوزات القانونية، كما أوضح التقرير أن “سي أي إيه” تجاهلت تقارير داخلية دعت في أكثر من مرة إلى إعادة النظر في أسباب الاعتقال والتعذيب.

وخلص التقرير إلى أن أساليب “سي أي إيه” مست بقيم وسمعة الولايات المتحدة في العالم، وخلفت أضرارا مادية ومعنوية للأمن القومي الأمريكي.

وفرضت تدابير أمنية مشددة حول المنشآت الدبلوماسية والقواعد العسكرية الأمريكية مع اقتراب موعد نشر النسخة المقتضبة لهذا التقرير البرلماني المرتقب منذ أشهر والتي حذفت منها المعلومات الأكثر حساسية.

أوباما ينتقد “سي أي إيه” بعد التقرير

وانتقد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما الطرق التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية وبرامج الاستجواب القسرية التي ذكرها تقرير التعذيب الصادر عن الكونغرس الأمريكي.

وأشار بيان للرئيس الأمريكي إلى أن “التقرير يوثق برامج وتقنيات مقلقة حول الوسائل المستخدمة في برامج استجواب المشتبه بهم بقضايا إرهابية في منشآت سرية خارج أمريكا وأن هذه الوسائل لا تتماشى مع قيمنا.”

وأضاف أوباما “هذه الأساليب لم تخدم جهودنا في مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي وجعلت من مهمة متابعة مصالحنا حول العالم أصعب“.

وكان البيت الابيض قد أعلن ان التقرير المنتظر حول التحقيق في تقنيات “الاستجواب العنيفة” التي لجأت اليها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بين 2001 و 2009 سينشره مجلس الشيوخ الثلاثاء مؤكدا انه كان على الدوام مؤيدا لنشره.

وقال جوش ارنست الناطق باسم البيت الابيض ان لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي “ابلغتنا انها تنوي نشر التقرير غدا” الثلاثاء.

والتقرير ثمرة تحقيق دقيق استمر ثلاث سنوات (2009-2012) لالقاء الضوء على برنامج انشأته سرا وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) لاستجواب اكثر من 100 معتقل يشتبه في صلتهم بالقاعدة خصوصا اسلوب الايهام بالغرق او الحرمان من النوم.

وقال الرئيس باراك اوباما في اب/اغسطس “عندما استخدمنا بعض تقنيات الاستجواب العنيفة تقنيات اعتبرها ويعتبرها اي شخص نزيه بانها تعذيب تجاوزنا الحدود“.

واضاف جوش ارنست ان “الرئيس يرى انه من المهم مبدئيا ان ينشر هذا التقرير لكي يفهم العالم في الولايات المتحدة وفي العالم تحديدا ما حصل“.

والتقرير السري تم الموافقة عليه في جلسة مغلقة من قبل اللجنة في كانون الاول/ديسمبر 2012 وصوت اعضاؤها في نيسان/ابريل على نشر ملخص من حوالى 500 صفحة بعد محو المعلومات الحساسة.

ورغم وعد اوباما الذي انهى رسميا هذا البرنامج لدى وصوله الى البيت الابيض في كانون الثاني/يناير 2009، برفع السرية عن التقرير سريعا استمر الاجراء ثمانية اشهر. وكان اعضاء مجلس الشيوخ والبيت الابيض على خلاف حول حجم المعلومات التي يجب محوها كالاسماء المستعارة لعملاء في السي اي ايه او الدول التي تعاونت في هذا البرنامج السري.

وعارض عدد من الجمهوريين رفع السرية عن التقرير واعادة فتح النقاش حول التعذيب والسي اي ايه.

عن Admin

اترك تعليقاً