وظلم ذوي القربى أشد مضاضة . . على المرء من وقع الحسام المهند
.
بقلم : محمد العرقان
في وقت مزال أهل غزة يعانون فيه الأمرين من نقص في الوقود والدواء وانقطاع للكهرباء , وفي مرحلة تلملم فلسطين فيها جراحها وترتب بيتها بمحاولة إنجاز الوفاق ولم الشمل وإنهاء سنوات عجاف من الانقسام .
في ظل ثورة مصرية أنقضى من عمرها سنة ونصف , بانتصاراتها وإخفاقاتها , بقدرتها على إحداث التغير حيناً وانتكاساتها في صناعته حيناً أخرى .
وفي ظل غياب رأس النظام الذي حاصر غزة بالجدار وحاربها بالجوع والتشويه والكذب والافتراء , وبقاء جسده من أجهزة أمنية فاسدة ووسائل إعلام كاذبة مضللة .
, ” لم تكف ريـما عن عاداتها القديمة ” . !!
ولم يكف أعلام مبارك ومطبليه عن شن أبشع حملات الكذب والتضليل والنفاق على غزة وأهلها ومجاهديها .
ففي الوقت الذي كان فيه أهل غزة يتطلعون للثورة المصرية على إنها المنقذ والمخلص , وفي الفترة التي كان يتخيلها كل غزي إن تكون فترة رخاء واستقرار في ظل نظام مصري جديد قائم على ” الحرية والعدالة الاجتماعية ” ونصرة المظلوم وأنصاف الأقربون .
يبقى قدر غزة إن تظل هي الحلقة الأضعف في المعادلة , وإن يبقى يمارس ويشن عليها أبشع وأشنع حملات ” العهر ” الإعلامي .
فهو قدر غزة دائماً إن تواجه جبروت هذا العصر بمختلف أشكاله وألوانه وجنسه وأديانه .
قدرها إن تحمل السيف في يد لتحارب فيه عدوها الأول والرئيسي ونقيضها الدائم والوحيد وهو الكيان الصهيوني , وتنزع بيدها الثانية خنجر مسموم غرز في خاصرتها من أقرب الأقربون .
لا لشيء إلا لخدمة مصالح انتخابية رخيصة , وتشويه تيار بعينه خوفاً من وصوله لسدة الرئاسة .
فالمطلع والمتابع للشأن المصري في هذه الفترة يرى بأم عينه كمية التحريض و الأكاذيب والافتراءات التي تبث من بعض الكتاب والإعلاميين والصحف والقنوات الفضائية التي ما زلت تنتمي للنظام السابق ضد غزة ومجاهديها . ومحاولة إلصاق تهم لها من نسج الخيال , لا تدخل على كل ذي عقل لبيب أو حتى يصدقها طفل صغير .
وأصبحت شريحة كبيرة من الشعب المصري أسيرة لنظرية المؤامرة حتى لو كانت آتية من المريخ , فصدقوا إعلام بن سلول وكبيرهم عكاشة الكذاب من إن ” كتائب القسام ” هي من فتحت السجون وأخرجت البلطجية والمساجين بل وذهبت لميدان التحرير وقتلت المتظاهرين . !!
فسبحان من ثبت علينا العقل والدين , وكأنها مكافأة من حماس وكتائب القسام لمبارك وعمر سليمان ورد جميل لهم على طول الفترة الماضية من الحصار والتضييق فذهبوا لميدان التحرير لقتل الثوار .. !!
ويصدق في ذلك قول الشاعر : وليس يصح في الأذهان شيء*** إذا احتاج النهار إلى دليل .
فلم تبتلى غزة في يوم من الأيام مثل ما ابتليت في عهد مبارك ونظامه رغم كثرة ألآلام والمآسي والمصاعب التي مرت بها إلا أن الجراح التي مزقتها و الطعنات التي تلقتها لم تكن من العدو فحسب حينها بل كانت أيضا من الأخ القريب .
وها هو إعلام مبارك ومنافقيه يعيدون نفس الكرة ولكن المرة في ظل مصر الثورة , ولسان حال أهل غزة يقول ” اللهم أعني على شقيقي .. أما عدوي فأنا كفيل به ” ..
فحين تأتي الطعنة من العدو فأننا نعلم إننا نواجه عدو ظالم حاقد , نستعين بالله عليه ونصبر ونحتسب , والله ناصرنا لا محالة , أما حين تأتي الطعنة من أخوة لنا في العروبة والدين فحينها تكون أكثر ألماً ..
فإلى أهلنا وأخواتنا في مصر الكنانة إلى الأغلبية الساحقة من الشعب المصري نقول ,
تأكدوا أن أمن مصر من أمن فلسطين وأمن غزة، وأن الشعب المصري الذي دفع دماءً غالية من أجل فلسطين يستحق الوفاء له ولأمنه واستقراره , فنحن صبرنا على عهد مبارك ونظامه بكل ظلمه وجبروته علينا كما كان عليكم وربما أكثر ,صبرنا على حصاره وخيانته وتعاونه مع الاحتلال ضدنا وتفهمنا وقتها كذب وخداع وتضليل إعلامه لخدمة خطتهم في مواصلة الحصار .
حتى جاءت الثورة وانتفضتم كالبركان في وجه الظالمين , تابعنكم لحظة بلحظة وكأن ثورتكم ثورتنا , تألمنا لألمكم وفرحنا معكم بنصركم على فرعون هذا الزمان , وما زلنا نتابع عرسكم الديمقراطي بشغف وتفاؤل كبير , أملين من المولى عز وجل إن تعود مصر بعده إلى مكنتها الطبيعية كقائد للأمة العربية والإسلامية جمعاء .
وإلى ثوار مصر وأطهارها , إلى من صنعوا التاريخ بثورتهم المجيدة وهدموا نظام الظلم والفساد نقول , أما إسرائيل فنحن بعون الله كافوها , وأما ظهورنا وأعرضنا فهي أمانة في أعناقكم فأحموها وردو عنا غيبتنا بالكلمة الحسنة و كشف الزيف .
وإلى من ناصب أهل غزة وأهل المقاومة ومجاهديها العداء نقول لكم بقلوب متسامحة ” اتقوا الله فينا ” , و إن لم تنصرونا على عدونا ولو حتى بكلمة فعلى الأقل لا تخذلونا بسوء كلامكم و أصمتوا