هيئة كبار العلماء تقر توسعة الحرم النبوي وحمام الحرم يثر جدلاً في مكة المكرمة

هيئة كبار العلماء تقر توسعة الحرم النبوي وحمام الحرم يثر جدلاً في مكة المكرمة

أقرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف من الجهة الشمالية فقط، وعدم الموافقة على التوسعة من الجهة الجنوبية وذلك بأغلبية الأعضاء.
وكان علماء في السعودية قد طالبوا بإعادة النظر في مشروع التوسعة المزمعة للمسجد النبوي، كون المشروع غير مقبول دينيا.
وأوضحوا أن المحراب والمنبر يجب أن يبقيا في مكانهما، قريبين من الروضة، بحيث يبقى المسجد الأول مركزيا لعموم المسجد، وأن تكون توسعة خادم الحرمين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من جهة الشمال امتداداً لتوسعة الملك فهد.
يذكر أن الملك عبدالله استجاب للعديد من الآراء التي رفعت من عدد من المواطنين وأهالي المدينة المنورة والتي ترى أن التوسعة جنوبا لا تحقق الأهداف، وعرض الأمر على هيئة كبار العلماء.
وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد دشن في ايلول الماضي، مشروعا لأكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف، بما يجعله يستوعب ما يقارب 2.8 مليون مصل، مع ما يصاحب ذلك من خدمات.
يذكر أن مراحل التوسعة في العهد السعودي بدأت بمؤسس الدولة الملك الراحل عبدالعزيز عام 1952، ومرت بمراحل عدة، وتم تجديد المحراب النبوي أيضا.
يشار إلى أن مسيرة تطوير بناء المسجد النبوي الشريف طويلة، بدأت منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، حين بلغت مساحته في السنة الأولى من الهجرة 1050متراً مربعاً، ثم وسعه النبي بعد عودته من خيبر ليصل إلى 1425 متراً مربعاً.
ثم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 17هـ وصل إلى 1100 متر مربع، وفي عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان سنة 29ــ30 هـ بلغت 4961 متراً مربعاً.
وفي عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 88ــ91 هـ بلغت توسعته 2369 متراً مربعاً، وفي عهد الخليفة العباسي المهدي سنة 161ــ165هـ بلغت 2450 متراً مربعاً، وفي عهد السلطان عبدالمجيد العثماني سنة 1860م وصلت التوسعة إلى 1293 متراً مربعاً.
شكا سكان بمدينة مكة المكرمة من كثرة أعداد الحمام في المدينة، وطالب عدد منهم بمحاربته بدعوى أنه يلحق أضرارا بمنازلهم، بينما اعتبرت أمانة المدينة أن إزالة مخالفات هذه الطيور يستنفد جهود الجهات المختصة.
وفي سياق آخر دعا عضو هيئة كبار العلماء، علي عباس حكمي، إلى دراسة وضع الحمام في مكة المكرمة ومعرفة هل هو من الصيد المستأنس أم لا، مطالبا سكان مكة المكرمة بعدم قتله داخل حدود الحرم، وأن يدفعوا ما يصيبهم من ضرر منه بطرق لا تؤدي لقتله، حاثا على إيقاف إطعامه في ساحات الحرم لأنه يؤذي الناس.
هذا بعد أن أشعل “حمام البيت” جدلاً في مكة، حيث يقول سكان العاصمة المقدسة إنهم يضطرون لإغلاق نوافذ منازلهم بإحكام، وصد أسراب الحمام بوسائل بدائية.
كما استعان آخرون بشركات متخصصة لمحاربة الحمام تنشر ذبذبات كهربائية في نوافذ المنازل وأسطحها لمنع “عشعشة الحمام وتفريخه عليها”.
من جهة ثانية، طالب أحد أعضاء المجلس البلدي بالبحث عن آلية تضمن عدم تكاثر الحمام طالما أنه يؤذي الناس.
واشتكى البعض من إنهم “يتجنبون قتل حمام الحرم، الذي تزيد أعداده عن 4 ملايين حمامة، منعا للدخول في محاذير شرعية، على الرغم من الأضرار الناجمة منه.
وأوضح أحد السكان ويدعى خالد الأحمدي أن “الحمام أصبح يسكن مع أطفالهم.. ويتجمع في النوافذ والأبواب وعلى أسطح المنزل بأعداد كبيرة”، لافتا إلى أنهم “يخشون المحاذير الشرعية في قتله أو ايذائه لذلك يبتعدون عن ذلك”.
وطالب آخر الأمانة بإيجاد “حل لهم بإنشاء مساكن خاصة للحمام”، مشيرا إلى أنه “لجأ لجميع الطرق للحد من أضرار تلك الطيور وإبعادها عن مسكنه من خلال إغلاق النوافذ بإحكام، وربط علب المشروبات الغازية بالحبال ليتجه إليها الحمام، مشيرا إلى أن جميع تلك الوسائل لم تجد نفعا”.
من جهته، أكد مدير عام النظافة في أمانة مكة، محمد المورقي، أن إدارة النظافة تضطر لغسل الأرصفة يوميا، لإزالة مخلفات الحمام، ما يستنفد جهدا كبيرا.
وانتقد بيع عدد من الوافدين الحب على المعتمرين ليقدموه للحمام على الأرصفة ما يتسبب في تلوث الطرق.
بدوره، رجح أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، الدكتور فواز الدهاس، بأن “يكون حمام البيت من سلالة الحمام الذي عشعش في غار ثور عندما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- مختبئا فيه”، موضحا أن “هناك قولا آخر يشير إلى أنه من سلالة طير الأبابيل التي أتت من البحر بالحجر ورمت أبرهه الأشرم عندما عزم على هدم الكعبة”.
وذكر أنه أطلق على تلك الطيور “حمام رب البيت ويحظون بتقدير أهالي مكة”، مشيرا إلى أن “تلك الكائنات تستطيع قطع مسافة تتراوح من 70 إلى 80 كلم في الساعة.. وأنه لا يختلط بغيره من الحمام ويتميز بالصلابة ويضع بيضه على أسطح المنازل وشرفاتها”.

عن marsad

اترك تعليقاً