مصر..مرسي..والغرب

مصر..مرسي..والغرب

انتهاء شهر العسل بين مصر وأمريكا وفرص تحول القاهرة لقوة إقليمية كبرى “ضئيلة”

سلطت صحيفة “لوموند” الفرنسية، اليوم السبت، على العلاقات الدبلوماسية لمصر خصوصًا مع الدول الغربية بعد أقل من 100 يوم من تولي الرئيس محمد مرسي مقاليد الحكم.

وتحت عنوان “مصر..مرسي..والغرب”، قال الصحفي كريستوف عياد، في مقاله الذى تناول فيه تقييمًا للجهود الدبلوماسية لمصر بعد مضي أقل من مائة يوم من وصول أول رئيس مصري إلى السلطة من جماعة “الإخوان المسلمون”.

وتساءل عياد: عما إذا كانت مصر ستتغير في عهد مرسي بعد أن كانت دعامة للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط منذ عام 1970 وهى البلد الأكثر اكتظاظًا بالسكان بالعالم العربي وزعيمة لمن وصفهم بـ “العرب المعتدلين”.

ونقل كاتب المقال عن جون بيير فيليو، الدبلوماسى الفرنسى السابق واستاذ العلوم السياسية قوله: إنه “من الواضح أن وصول الاسلاميين إلى الحكم فى مصر لن يقلب الدبلوماسية والاستراتيجية رأسًا على عقب “.. مشيرًا الى أن “الإخوان المسلمين” هم مصريون ويطبقون السياسة والجغرافيا”.

كما أشار المقال الذي نشرته “لوموند” إلى تداعيات الهجوم الذي تعرضت له الحدود المصرية-الاسرائيلية في 6 أغسطس الماضى من قبل “مجموعة جهادية ربما جاءت من غزة” على حدة، قائلاً: إن الرئيس المصري أمر في أعقاب ذلك بشن عملية عسكرية كبيرة بسيناء ورأى كاتب المقابل في ذلك أن الدفاع عن السيادة الوطنية هو الذي “ساد” على الوعد المتعلق بفتح الحدود المصرية مع غزة.

وأعرب عن اعتقاده بانتهاء ما أسماه بـ “شهر العسل” في العلاقات “المصرية -الأمريكية”.. الذي استمر خلال فصل الصيف الماضي حيث خضعت العلاقات لاختبار بعد المظاهرات التي شهدها محيط السفارة الأمريكية بالقاهرة في الثاني عشر من سبتمبر الجاري تنديدًا بالفيلم المسيء وما تبعه ذلك من إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى يخوض حملة انتخابية حاليا للفوز بولاية أخرى إعلانه أن “مصر ليست حليفًا أو عدوًا”.

وأوضح مقال “لوموند” أن الإخوان المسلمين الذين يتبنون العقيدة “الليبرالية الاقتصادية” والذين يحظون بتقدير صندوق النقد الدولي ليسوا على وشك القطيعة مع الغرب ولكنهم يرغبون فى إعادة التوازن إلى العلاقات حيث كانت زيارة الرئيس مرسي بأواخر الشهر الماضي إلى الصين إشارة قوية على هذا الأمر، تماماً مثل اختياره للتوقف بطهران في زيارة هى الأولى لرئيس مصري منذ سقوط شاه إيران عام 1979 لحضور مؤتمر قمة حركة عدم الانحياز حيث بدد الرئيس مرسي آمال الايرانيين من خلال إدانة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

واختتم الكاتب مقاله، بقوله: “من الواضح أن مصر الجديدة ترغب في التأكيد على إنها قوة إقليمية كبرى ولا تعتمد على محور آخر، وهذا ما تعكسه مبادرة مجموعة الاتصال بشأن سوريا التي تضم إلى جانب مصر كلاً من المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا، غير أنه رأى أن فرص نجاحها “ضئيلة خصوصًا أن تلك البلدان لديها طموح مماثل”، على حد تعبيره.

عن marsad

اترك تعليقاً