روسيا تقتل الشعب السوري

روسيا في سوريا.. اسباب وابعاد

روسيا تقتل الشعب السوري
روسيا تقتل الشعب السوري

روسيا في سوريا.. اسباب وابعاد

 

بقلم: عماد توفيق

 

يمكن اعتبار ان السياسة الأمريكيّة الجديدة القاضية بتقليص تدّخلاها فيما يجري بمنطقة الشرق الأوسط، كان الحافز الأساسي لتشجيع روسيا على التدخل العسكري المباشر.

كما يمكن الاستدلال على ان التدّخل الروسيّ المُباشر في سوريّة يعد الدليل الاكبر على أنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة سلمّت ببقاء الرئيس الأسد في الحكم، خشيةً من سيطرة تنظيم الدولة الإسلاميّة على بلاد الشام.

حيث تُعتبر سوريا المنفذ الوحيد في الشرق الأوسط للتدّخل الروسيّ، اذ أنّ الهدف الروسيّ-الإيرانيّ الاستراتيجي الرئيسيّ هو انتصار الجيش السوريّ وإنهاء الحرب الأهليّة الداميّة في سوريّة، والتي اقتربت من انتهاء عامها الخامس، حفاظا على مصالحهما فيه.

كما ان نزول جنود الجيش الروسي على الاراضي السورية يدل دلالة قاطعة على ان روسيا اتخذت قرارا استراتيجيا مع ايران بالدفاع عن نظام الرئيس السوريّ حتى النهاية لمنع سقوطه وسقوط مصالحهما معه، وأنّهما ستعملان بكلّ قوتهما، بما في ذلك إنزال قوّات بريّة على الأراضي السوريّة، ربما تشمل وحدات النخبة، علاوة على تزويد النظام بالأسلحة المتطورّة جدًا لمُحاربة المُعارضين من جبهة النصرة وحتى تنظيم الدولة الإسلاميّة، بالإضافة إلى التنظيمات الإسلاميّة الأخرى المُتشدّدّة.

علما ان التنظيمات المعارضة لا تمتلك الأسلحة المتطورّة والمُتقدّمة الموازية للسلاح الروسي والايراني، ولا يمكن للتنظيمات الاسلامية الحصول على سلاح متطور من أي دولة في العالم، الأمر الذي سيُرجّح كفّة الميزان لصالح الجيش السوريّ والروسي والإيراني وحزب الله اللبنانيّ.

حيث تشير التقديرات الى إنّ روسيا زادت كثيرًا من الأسلحة التي تقوم بتزويدها للجيش السوريّ، علاوة على مدّه بأسلحة متطورّة ومنظومات متقدّمة، عبر قطار جوي، بالإضافة إلى استخدام الموانئ السوريّة، لتوصيل العتاد بالتنسيق مع إيران.

حيث تشمل المعونات الروسيّة لسوريّة المُقاتلات المتطورّة والمروحيات المُقاتلة، فيما يأتي الإعلان الروسيّ عن إجراء مناورة عسكريّة بحريّة قبالة الشواطئ السوريّة بمثابة رسالة إلى الولايات المُتحدّة وإلى تركيّا بأنّ موسكو ماضية في خطّتها لإنقاذ الرئيس الأسد من السقوط، وأنها ستعمل على دحر تنظيم الدولة، لأنّ الولايات المُتحدّة، فشلت في ذلك.

وعليه فان التدّخل العسكريّ المُباشر لكلٍّ من طهران وموسكو في سوريا يدّلُ على أنّ التنظيمات الاسلامية المعارضة مست العصب الحي للنظام، وانها باتت قاب قوسين او ادنى من اسقاطه، وان الحرب في سوريّة دخلت إلى مرحلةٍ جديدةٍ، بهدف إحياء النظام الآيل للسقوط، وإعادة بناء الجيش السوريّ للدفاع عن المصالح الروسية والايرانية.

الإعلان التركي الرسميّ عن نيتها العمل على إقامة منطقة عازلة في سوريّة، ربما دفع موسكو للإسراع في التدخل للحيلولة دون اقامة هذه المنطقة العازلة كي لا تعيق عمل سلاح الجوّ السوريّ المدعوم روسيا.

كما يمكن اعتبار الفشل الروسي في تشكيل حلفٍ لمُحاربة تنظيم الدولة الإسلاميّة دافعا آخر لموسكو للجوء للتدّخل المُباشر في سوريّة لمنع سقوط بشّار الأسد.

اذا المغامرة الروسيّة في سوريّة بدأت، و الفوائد الاسرائيلية يتوقع أن تكون كبيرة جدًا، إذْ أنّ التدّخل المُباشر سيُعزز النفوذ الروسيّ في المنطقة وسيضعف التنظيمات الاسلامية التي تخشاها “اسرائيل.

لكن في المقابل قد يدفع هذا التدخل الروسي الايراني المباشر التنظيمات الاسلامية المسلحة والمتصارعة فيما بينها الى التوحد في جبهة مقاومة واحدة، ربما تتلقى دعما خليجيا سعوديا لإصرارها على اسقاط الاسد مهما بلغ الثمن لإيقاف المد الفارسي الايراني في المنطقة، الأمر الذي ينذر بحدوث مقتلة عظيمة ربما تختلف كليا عن كل مشاهد الحرب التي شاهدناها سابقا.

عن Admin

اترك تعليقاً