الجيزاوي محامي مصري ذهب السعودية معتمرا فصار معتقلا

الجيزاوي محامي مصري ذهب السعودية معتمرا فصار معتقلا

علي عبدالعال

اعتقال محامي مصري بعد وصوله الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة أمر لا يمكن قبوله على كافة المستويات، وهو لا يسيء إلى السعودية وحدها وإنما ينعكس سلبًا على العلاقة بين البلدين الشقيقين، ويعطي إشارة سلبية لأي مسلم من أي دولة من دول العالم ما يجعله يفكر كثيرا قبل أن يُقدم على فريضة الحج أو العمرة في ظل هذه الممارسات غير المسؤولة.

العربية السعودية ـ لا شك ـ عزيزة في نفس كل مصري لكن مثل هذه الأفعال تخصم كثيرًا من رصيدها لدى المصريين بل وتولد لديهم الكراهية.

أحمد الجيزاوي محامي وناشط حقوقي مصري، معروف بدفاعه عن المعتقلين المصريين في السعودية، ويتردد أنه يقاضي الملك عبد الله على ذلك، جرى توقيفه الثلاثاء الماضي، في مطار جدة الدولي بينما كان قادما بصحبة زوجته لأداء مناسك العمرة، وجاء التوقيف بحجة صدور حكم غيابي بحقه، يقضى بحبسه عامًا وجلده 20 جلدة. على خلفية ما يسمى ب “العيب في الذات الملكية”  إثر حلقة تليفزيونية انتقد فيها الملك عبد الله والسلطات السعودية، على خلفية ملفات تتعلق بتوقيف عشرات المصريين بالمملكة في قضايا مختلفة.

وتتحفظ السلطات السعودية حتى الآن على الجيزاوي بانتظار تقديمه إلى السلطات القضائية التي كانت قد أصدرت بحقه حكما غيابيا.

الجيزاوي سبق له الحصول على تأشيرة للسفر من السفارة السعودية في القاهرة وهي لا شك يمكن وصفها بعهد أمان أعطي لهذا الراغب في قدوم البلد، بغض النظر عن أسباب قدومه، أما وأنه قادم لأداء العمرة فهذا يعطيه أمانا على أمان لا يحق انتهاكه بهذا الشكل، وكان الأجدر بالدولة السعودية وسلطاتها أن تترفع عن مثل هذا الأسلوب من تصفية الحسابات.

سمعة السعودية وأهلها وجوار الحرمين الشريفين أكبر بكثير من مثل هذه السقطات، ولا يسعنا إلا أن نهيب بأهلنا في الشقيقة السعودية بأن يتداركوا مثل هذا الموقف وألا يحولوا بين الرجل وزوجته الذين أتيا قاصدين بيت الله.

سئل الإمام بن تيمية ـ رحمه الله ـ عن قوله تعالى: { وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا } : هل المراد به إذا أحدث المسلم حدثًا لا يقتص منه ما دام في الحرم؟ فأجاب: التفسير المعروف في أن الله جعل الحرم بلدا آمنا قدرا وشرعا، فكانوا في الجاهلية يسفك بعضهم دماء بعض خارج الحرم، فإذا دخلوا الحرم، أو لقى الرجل قاتل أبيه، لم يهجروا حرمته، ففى الإسلام كذلك وأشد.

لكن لو أصاب الرجل حَدا خارج الحرم ثم لجأ إليه فهل يكون آمنا لا يقام عليه الحد فيه أم لا؟ فيه نزاع. وأكثر السلف على أنه يكون آمنا، كما نقل عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما، وهو مذهب أبى حنيفة والإمام أحمد بن حنبل وغيرهما. وقد استدلوا بهذه الآية وبقول النبي : «إن الله حَرَّم مكة يوم خلق الله السموات والأرض».

ويقول الشيخ الشعرواي: في الآية إخبار تكليفي بمعنى: “ومن دخله كان آمنا” أي أمنوه وأكرموه، ومن أراد أن يجعل ربه صادقا فيما قال فليؤمن من دخله.

نحن ـ طبعا ـ نعلم أن اعتقال المحامي المصري لم يكن داخل الحرم الشريف ولا في مكة المكرمة ولكننا نعلم أيضا أن الرجل لم يأت إلا وهو قاصدا الحرم وهو بيت الله وهذا كافيا لأن يعطى الأمان على نفسه وعلى أهله.

وإذا كنا هنا نتحدث عن واقعة بعينها (اعتقال المحامي أحمد الجيزاوي) فإن ذلك لا يعني مطلقا السكوت عن باقي المعتقلين المصريين في بلاد الحرمين بل ينبغي على كل مصري بل وكل سعودي أيضا أن يهب لنجدة هؤلاء المظلومين في غربتهم.

عن marsad

اترك تعليقاً