انتخابات مجلس الشيوخ بوابة لغسيل الأموال 600 ألف إلى مليون دولار لشراء مقعد بلا صلاحيات.. الثلاثاء 5 أغسطس 2025م.. السيسي يُصدّق على قانون لطرد 15 مليون مصريا من وحداتهم السكنية إلى الشوارع

انتخابات مجلس الشيوخ بوابة لغسيل الأموال 600 ألف إلى مليون دولار لشراء مقعد بلا صلاحيات.. الثلاثاء 5 أغسطس 2025م.. السيسي يُصدّق على قانون لطرد 15 مليون مصريا من وحداتهم السكنية إلى الشوارع

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* وفاة أستاذ جامعي داخل محبسه بعد حرمانه من الرعاية الطبية ومطالبات بتحقيق فوري

توفي، مساء الإثنين، الدكتور ناجي البرنس، أستاذ جراحة الوجه والفكين بكلية طب الأسنان – جامعة الإسكندرية، داخل محبسه، بعد تعرضه لما وصفته منظمات حقوقية بـ”الإهمال الطبي الجسيم” و”الحرمان المتعمد من الرعاية الصحية”، عقب اعتقاله تعسفيًا قبل عدة أشهر.

وأكدت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان في بيان رسمي، أن الدكتور البرنس توفي بعد “سلسلة من الانتهاكات الجسيمة”، مشيرة إلى أن حالته الصحية تدهورت بشدة دون توفير العلاج المناسب، ما أدى إلى وفاته داخل سجن بدر 3.

الفقيد هو شقيق الدكتور حسن البرنس، النائب السابق لمحافظ الإسكندرية والمعتقل السياسي المعروف، والذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام برفقة معتقلين آخرين، احتجاجًا على ظروف الاحتجاز ومنع الزيارات داخل السجن ذاته.

وأكدت المؤسسة الحقوقية أن وفاة الدكتور البرنس “ليست حالة فردية، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من حالات الوفاة داخل السجون المصرية بسبب الإهمال الطبي”، داعية إلى فتح تحقيق فوري وشفاف في ملابسات الوفاة، ومحاسبة المسؤولين، ووقف ما وصفته بـ”التنكيل الممنهج بسجناء الرأي”.

وشددت المؤسسة على ضرورة احترام القوانين الدولية الخاصة بمعاملة السجناء، وضمان حصولهم على الرعاية الصحية اللازمة، محذرة من أن “التغاضي عن هذه الجرائم يشكل تهديدًا مباشرًا لحقوق الإنسان وحياة مئات المعتقلين”.

* تجديد حبس طفل ومتهم آخر في قضيتي أمن دولة

فادت مصادر قضائية بأن نيابة أمن الدولة العليا قررت، اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025، تجديد حبس الطفل “يونس أحمد سلمي حماد عليان” لمدة 15 يومًا على ذمة القضية رقم 165 حصر أمن دولة عليا لسنة 2024.

وكان “يونس” قد ظهر في نيابة أمن الدولة العليا في 16 ابريل، وبعد انتهاء التحقيق معه، قررت النيابة حبسه لمدة 15 يومًا، ووجهت له اتهامات بـالانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويلها.

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر بأن نيابة أمن الدولة العليا قررت اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025، تجديد حبس أحد المتهمين في القضية رقم 3865 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025، لمدة 15 يومًا، وهو:

  • ر.أ.س.م

يُذكر أن النيابة وجهت إلى المتهمين في القضية تهمة “مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها”، على خلفية قيامهم بتنظيم حملة إعلانية عبر شركة دعاية وإعلان يملكونها في مدينة العريش، لصالح مؤسسة “ميدان”، والتي تُعد كيانًا سياسيًا مرتبطًا بالمعارضة المصرية في الخارج.

وخلال التحقيقات، قال المتهمون بأنهم تعرضوا للخداع والتحايل، حيث تم إبلاغهم بأن الحملة تخص إحدى شركات السياحة، دون علمهم بطبيعة الجهة الحقيقية أو خلفياتها السياسية.

 

* إضراب معتقلي بدر يمتد لـ “النطرون” وتهديد المضربين باعتقال ذويهم

تصاعدت أزمة المعتقلين المصريين في سن “بدر3″، (قطاع 2)، خاصة مع إعلان منظمات حقوقية أن هناك تهديدات من قبل جهازي أمن السجون والأمن الوطني باعتقال ذوي المضربين منهم عن الطعام، خاصة مع تمدد الإضراب ووصوله إلى سجن “وادي النطرون”، (عنبر 4 تحقيق)، وإعلان معتقلين إضرابا كليا مماثلا.

وقالت منظمة “لجنة العدالة الدولية”، الخميس الماضي، إن الانتهاكات بحق 35 معتقلا أضربوا عن الطعام بسجن “بدر 3″، مستمرة، وشملت تهديدات مباشرة باعتقال أقاربهم، وسط تدهور حاد في الحالة الصحية والنفسية لـ11 منهم، فيما دخل بعضهم في محاولات للانتحار.

وأعلنت السيدة سناء عبدالجواد، أن زوجها السياسي والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين المعتقل الدكتور محمد البلتاجي، “ساءت حالته الصحية نتيجة الإضراب الكلي عن الطعام، وانخفض السكر وضغط الدم كثيرا، ودخل في حالة إغماء طويلة، فما كان منهم إلا أن نقلوه منفردا إلى زنزانة بعيدة”، محملة السلطات المسئولية عن سلامته.

وعبر “فيسبوك”، أعلنت ماجدة رفاعة، شقيقة السفير محمد رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية بعهد الرئيس الراحل محمد مرسي، والمعتقل منذ الانقلاب العسكري 3 يوليو 2013، أن حياة أخيها في خطر، مع انضمامه لإضراب سجن “بدر 3″، معلنة نقله للمستشفى لتدهور حالته الصحية، وبلوغ مستوى السكر في الدم (39 ملليغرام/ديسيلتر).

حفيدة الطهطاوي، قالت: “نحن أسر المعتقلين نشعر ونتألم كثيرا لمعاناتهم الممتدة منذ 12 سنة”، معتقدة أن أي حراك في ملف المعتقلين قد ينهي حالة “يأس سابقة من جدوى التحركات والمبادرات الحقوقية لإطلاق سراح المعتقلين، وخاصة بالنسبة للإسلاميين

وإزاء النفي الحكومي، تتوالى شكاوى أسر المعتقلين، مع حرمانهم من زيارة ذويهم، وعن وضع والدها المعتقل كتبت سمية سعد ابنة الدكتور محمد سعد عليوة، بأنه “في أسوأ ظروف ممكن يعيش فيها إنسان”، مؤكدة أنهم لا يعرفون شكله كيف أصبح؟، فلم يروه منذ 9 سنوات، وأن ابنته الصغيرة كان عمرها 4 سنوات واليوم هي 14 عاما، مؤكدة أن من حقه رؤية أبنائه وأحفاده.

وفي تعليقه على تطور إضراب المعتقلين ووصوله لسجون أخرى، وقراءته للنتائج المحتملة لاستمرار وتصعيد الإضراب، وأسباب إصرار النظام على عدم التراجع عن سياساته القمعية بحق المعتقلين قال محمود جابر، مدير منظمة “عدالة لحقوق الإنسان إن تطورات إضراب المعتقلين عن الطعام في مصر تمثل مؤشرا خطيرا على تفاقم أزمة حقوق الإنسان داخل السجون

وأكد أن “امتداد الإضراب من سجن بدر إلى وادي النطرون، وإعلان أعداد متزايدة من المعتقلين انضمامهم، تصعيد خطير يعكس عدة أمور

وأوضح أنه يدل على فشل الإدارة الأمنية للسجون في التعامل مع مطالب المعتقلين بشكل إنساني وقانوني”، مبينا أن “الإضراب عن الطعام هو الملاذ الأخير لضحايا القمع عندما تُغلق أمامهم كل أبواب المطالبة بحقوقهم الأساسية

ولفت إلى أن “هذا التوسع يؤكد وجود تنسيق وتضامن قوي بين المعتقلين، مما يُظهر أنهم يشكلون جبهة موحدة في مواجهة الظروف القاسية”، ملمحا إلى أن “هذا ليس مجرد احتجاج فردي، بل هو حركة جماعية تعبر عن يأس عميق من أي إمكانية لتحقيق العدالة أو حتى المعاملة الإنسانية

وإزاء هذه التطورات الخطيرة، دشن نشطاء حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان التضامن مع الأبرياء خلف القضبان، ورفضا لانتهاك حقوقهم القانونية والإنسانية، ومن بينها الحق في الزيارة، والرعاية الطبية، ووقف الحبس الانفرادي، وجميع الحقوق التي تكفلها القوانين والمواثيق المحلية والدولية، وذلك عبر هاشتاغات “#افتحوا_الزيارة”، و#الحرية_لسجناء_الرأي.

وأعرب نشطاء من جميع التوجهات السياسية عن تضامنهم مع المعتقلين في إضرابهم المفتوح عن الطعام، مؤكدين أنه “إعلان عن تمسّككم بكرامتكم الإنسانية في وجه السجّان”، وفق تعبير بعض المتضامنين

*أسرة المعتقل أمين الصيرفي: يعيش بمقبرة معزولة… نريد فقط زيارة

في نداء إنساني مؤلم، طالبت أسرة المعتقل أمين الصيرفي، السكرتير السابق للرئيس الراحل محمد مرسي، بالسماح لهم بزيارته داخل سجن بدر 3، حيث يُحتجز في ظروف توصف من قبل الحقوقيين بأنها “قاسية، وغير آدمية، وتشبه المقابر المعزولة”.

لم تكن مطالبة الأسرة مطلبًا سياسيًا، بل صرخة إنسانية بسيطة: أن يُسمح لهم برؤية ابنهم المعتقل منذ أكثر من عشر سنوات، دون زيارة منتظمة، أو اتصال هاتفي، أو حتى معلومة موثقة عن وضعه الصحي.

لكن هذه الصرخة، للأسف، ليست سوى نقطة في بحر من الانتهاكات التي يتعرض لها آلاف السجناء السياسيين في مصر، وعلى رأسهم المعتقلون داخل مجمع سجون بدر الذي بات رمزًا للعزلة والاختفاء والتعذيب النفسي. 

أمين الصيرفي.. من سكرتير رئيس إلى زنزانة منسية

أُلقي القبض على أمين الصيرفي في أعقاب الانقلاب العسكري في يوليو 2013، ضمن حملة أمنية شرسة استهدفت كل من عملوا في محيط الرئيس المنتخب محمد مرسي.

كان الصيرفي يشغل منصب سكرتير الرئيس للشؤون الإدارية، وهو منصب لا يُمثل موقعًا سياسيًا أو أمنيًا من الدرجة الأولى، إلا أن العقوبة التي واجهها منذ لحظة اعتقاله فاقت حدود العدالة والمعقولية.

تم توجيه عدة اتهامات إليه، أبرزها “تسريب مستندات رئاسية” و”الانتماء لجماعة محظورة”، وهي التهم التي لاحقت كل من اقترب من دوائر الحكم في عهد الرئيس الشهيد مرسي.

وبعد محاكمات وُصفت بـ”غير النزيهة”، حُكم على الصيرفي بالسجن المشدد، ثم تم نقله إلى مجمع سجون بدر لاحقًا، حيث انقطعت أخباره، وتدهورت ظروفه، وبدأت أسرته رحلة من العذاب لا تقل قسوة عن محنته الشخصية. 

سجن بدر 3.. الجحيم الحديث على أطراف القاهرة

يشير كثير من الحقوقيين إلى أن مجمع سجون بدر، وخاصة بدر 3، قد حل محل سجن العقرب سيئ السمعة، وأصبح هو الآن “محرقة السجناء السياسيين في مصر”.

ويُوصف بدر 3 بأنه:

  • سجن شديد الحراسة، مزود بكاميرات مراقبة 24/7.
  • تُحرم فيه الزيارات العائلية لفترات غير محددة.
  • لا يُسمح فيه بأي تواصل بين السجين والعالم الخارجي.
  • تُغلق فيه الزنازين المعدنية بإحكام، وسط إضاءة دائمة تُسبب الأرق.
  • يتعرض فيه المعتقلون لدرجات حرارة متجمدة شتاءً ومرتفعة صيفًا
  • يمنع فيه التريض، والكتب، والرعاية الطبية.

وقد وثّقت منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية شهادات لمعتقلين سابقين قالوا إن “الحياة في بدر 3 ليست سوى طريقة بطيئة وممنهجة لقتل السجين”. 

الانتهاكات بحق الصيرفي.. تنكيل ممنهج وصمت مريب

منذ نقله إلى بدر 3، أكدت أسرة أمين الصيرفي أنهم لا يستطيعون زيارته، وأنهم لا يعلمون شيئًا عن حالته الصحية، أو ما إذا كان على قيد الحياة أم لا.

وبحسب رسالة الأسرة:  “كل ما نطلبه هو زيارته أو حتى مكالمة هاتفية واحدة نطمئن من خلالها أنه بخير. نريد أن نعرف هل يحصل على الدواء؟ هل يأكل؟ هل يرى الشمس؟”.

لكن إدارة السجن – كعادتها – تواصل سياسة التجاهل، والتعتيم الإعلامي، والإنكار الرسمي.

وقد سبق أن وثقت المنظمات الحقوقية أن الصيرفي:

  • تم منعه من التواصل مع محاميه وأسرته.
  • تعرّض لفترات عزل انفرادي مطولة.
  • تم إخفاؤه قسريًا عدة أشهر بعد نقله إلى بدر.
  • يُحرم من الرعاية الطبية رغم معاناته من أمراض مزمنة.

سياسة العزل النفسي.. نوع جديد من القتل

وفقًا لشهادات سجناء سابقين، فإن “بدر 3” لا يُمارس التعذيب الجسدي التقليدي، بل يُمارس أنماطًا جديدة من القمع، يُطلق عليها السجناء وصف “الموت الأبيض”، أبرزها:

  • العزل التام: لا تواصل، لا زيارات، لا محامين.
  • الحرمان من العلاج: حتى الحالات الحرجة تُهمل عمدًا.
  • التحكم في الضوء والتهوية: الزنازين تبقى مضاءة بشكل مفرط أو مظلمة طوال اليوم.
  • المراقبة المستمرة: حتى أثناء النوم أو قضاء الحاجة.

 

*مصر تبلغ أوغندا بتحرك رسمي ضد إثيوبيا

أبلغ وزير الخارجية بدر عبد العاطي الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، خلال لقاء في العاصمة الأوغندية عنتيبي، بتحرك مصري رسمي لحماية أمنها المائي في أزمة سد النهضة.

وحمل عبد العاطي رسالة من عبد الفتاح السيسي لنظيره الأغندي، مؤكدا التزام مصر باتخاذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي لحماية مصالحها المائية، وذلك في ظل عدم التوصل لاتفاق ملزم بين مصر وإثيوبيا فيما يخص تشغيل السد الأثيوبي.

وخلال اللقاء، تناول عبد العاطي شواغل القاهرة بشأن ملف نهر النيل والأمن المائي، مشددا على ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي المتعلقة بالموارد المائية المشتركة.

وأعرب وزير الخارجية المصري عن رفض مصر القاطع للإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا، والتي تعتبر مخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي.

وأكد أن مياه النيل تمثل قضية وجودية لمصر، معربا عن تطلع بلاده لتعزيز التكامل الإقليمي والتعاون بين دول حوض النيل لدعم التنمية وروابط الأخوة الأفريقية.

وتعد أزمة سد النهضة الإثيوبي واحدة من أبرز التحديات في العلاقات بين دول حوض النيل، خاصة بين مصر، والسودان وإثيوبيا، وبدأت إثيوبيا بناء السد عام 2011 على النيل الأزرق، الذي يساهم بحوالي 86% من مياه النيل، مما أثار مخاوف مصر والسودان بشأن تأثيره على حصصهما المائية.

وتعتمد مصر على النيل بنسبة تزيد عن 90% من مواردها المائية، مما يجعل السد قضية وجودية بالنسبة لها، بينما ترى إثيوبيا أن السد ضروري لتوليد الكهرباء وتحقيق التنمية الاقتصادية.

وتاريخيا حددت حصص مياه النيل بموجب اتفاقيتي 1929 و1959، اللتان منحتا مصر والسودان حصصا (48 مليار متر مكعب لمصر و4 مليارات للسودان من إجمالي 84 مليار متر مكعب)، مع منح مصر حق الفيتو على أي مشاريع على النيل أو روافده، ولم تشارك دول المنبع مثل أوغندا وإثيوبيا في هذه الاتفاقيات التي أُبرمت في ظل الاستعمار البريطاني مما دفعها إلى اعتبارها غير ملزمة.

وتلعب أوغندا دورا مهما في هذا السياق كونها إحدى دول المنبع وموقعة على اتفاقية عنتيبي، ومع ذلك حافظت مصر على علاقات دبلوماسية وثيقة مع أوغندا، خاصة تحت قيادة الرئيس يوري موسيفيني، من خلال تقديم دعم دبلوماسي وتوقيع اتفاقيات عسكرية واقتصادية، مثل اتفاقية تبادل المعلومات الاستخباراتية عام 2021.

وفشلت المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا بوساطة الاتحاد الأفريقي في التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد، حيث تتهم مصر إثيوبيا باتخاذ إجراءات أحادية مثل ملء الخزان في 2020 و2021 دون اتفاق، مما يهدد الأمن المائي لدول المصب، في المقابل تؤكد إثيوبيا أن السد لن يسبب ضررا كبيرا مستندة إلى تقرير لجنة فنية ثلاثية عام 2013 وتدعي حقها في التنمية.

*أحزاب وقوى سياسية تنتظر رد الشرطة المصرية على مظاهرة أمام سفارة إسرائيل

قدمت أحزاب وقوى وطنية سياسية إخطارًا إلى قسم شرطة المعادي لتنظيم مظاهرة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة يوم 8 أغسطس الحالي، احتجاجًا على الإبادة الجماعية في غزة، حسب بوست كتبه على فيسبوك رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مدحت الزاهد، وما صرح به لموقع “المنصة” وزير القوى العاملة الأسبق والقيادي بحزب الكرامة كمال أبو عيطة.

وأشار الزاهد إلى أنه قدم الإخطار بصحبة أبو عيطة كممثلين لحزبيهما الكرامة والتحالف الشعبي، ومفوضين لعدد من رؤساء أحزاب وقوى وطنية، فيما أوضح أبو عيطة أن من بين الأحزاب المشاركة في هذه الدعوة الحزب الشيوعي المصري والحزب الاشتراكي المصري، والوفاق والعيش والحرية.

وقال الزاهد إن قسم المعادي تسلم الإخطار و”رغم الطابع المفاجئ للإخطار وجدنا تفهمًا وتقديرًا من السيد مأمور القسم ونائبه وتم استلام الإخطار ونشكر لهما حسن الاستقبال

وأكد أبو عيطة أن الدعوة للتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة “سببها الرئيسي إدانة المجازر وعمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها مجرمو الحرب الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني

إسرائيل هي المجرم الأول في هذه المجزرة” حسب أبو عيطة، موضحًا “رغم ملاحظاتنا على أداء الأنظمة السياسية في العالم والإقليم إلا أنه لا يجب أبدًا أن نترك المجرم الرئيسي في هذه المجزرة يغسل يده من دم أخوتنا في فلسطين

وبشأن الاستجابة للإخطار، قال أبو عيطةاحنا قدمنا الإخطار وأتمنى أن يكون هناك حد بيفهم ويوفق على المظاهرة، مضيفًا “يعني إحنا شفنا مظاهرة أمام سفارتنا في الكيان تتهم مصر بالمسؤولية عن المجاعة والإبادة مش معقول بعد شوية هتطلع إسرائيل بريئة تمامًا”.

وعلى مدار الأيام الماضية شهدت سفارات وبعثات دبلوماسية مصرية في دول عدة حول العالم احتجاجات ومحاولات لحصار وإغلاق، بدعوى مطالبة القاهرة بفتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، وإيصال المساعدات للأهالي الذين يعانون التجويع، أبرزها تلك التي نظمتها مجموعة من المنتمين لقوى الإسلام السياسي أمام السفارة المصرية بتل أبيب، والتي أصدرت عنها نقابة الصحفيين بيان إدانة أول أمس قالت فيه إن “منظمو المظاهرة الغريبة قرروا التقدمَ لسلطات القتل الصهيونية للحصول على تصريح للتظاهر أمام السفارة المصرية، في مشهد لا يُوصف إلا بأنه خيانة لدماء الشهداء

في السياق، قالت الخارجية إن التظاهر أمام السفارات المصرية يجحف بدورها التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، ويصب تمامًا في مصلحة الاحتلال الاسرائيلي ويقدم له هدية مجانية، كما أنه يشتت الرأي العام الدولي والعربي عن المسؤول الحقيقي عن الكارثة الإنسانية في القطاع ويحوّل الانتباه عن الانتهاكات الإسرائيلية السافرة بحق الفلسطينيين.

وأشار أبو عيطة إلى أن “قانون التظاهر سيئ الذكر يمنح السلطة للأسف الحق في رفض تنظيم الوقفات الاحتجاجية أو المظاهرات من خلال محكمة الأمور المستعجلة”.

ويتيح قانون التظاهر رقم 107 لسنة 2019، نظريًا، الحق في تنظيم التظاهرات السلمية بمجرد إخطار قسم أو مركز الشرطة الذي يقع بدائرته مكان التظاهرة قبل بدايتها بثلاثة أيام عمل على الأقل وبحد أقصى 15 يوم عمل، على أن يتضمن الإخطار مكان التظاهرة وموعد بدئها وانتهائها وموضوعها وأسماء الأفراد أو الجهة المنظمة لها.

لكن تعديلات تشريعية أدخلتها السلطات على القانون في عام 2017 منحت وزبر الداخلية أو مدير الأمن المختص الحق في اللجوء إلى محكمة الأمور المستعجلة، لإلغاء أو إرجاء موعد التظاهرة، حال حصول جهات الأمن على معلومات جدية أو دلائل عن وجود ما يهدد الأمن والسلم.

واستنادًا لذلك النص، ألغت محكمة الأمور المستعجلة في 27 مارس 2019 وقفة احتجاجية دعت الحركة المدنية لتنظيمها في اليوم التالي احتجاجًا على التعديلات الدستورية التي كانت تناقش وقتها، وبرَّر القاضي قراره بتهديد تلك الوقفة للأمن العام والسلم، وفق ما ورد بطلب مساعد وزير الداخلية لشؤون أمن القاهرة لإلغائها.

وسبق للحركة اتخاذ ذات إجراءات الإخطار برغبتها في التظاهر بالتزامن مع المراحل الأولى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في 23 أكتوبر 2023، إلا أنه لم يسمح لها وقتها بتنظيم تلك الوقفة.

وتمنع السلطات، منذ بداية الحرب على قطاع غزة، تنظيم أي تظاهرات أو وقفات احتجاجية للتضامن مع أهالي القطاع، عبر إلقاء القبض على المشاركين فيها، وكان آخرها في 7 أكتوبر الماضي، حينما ألقت قوة من الشرطة بلباس مدني القبض على بضع أفراد تجمعوا أعلى كوبري 15 مايو، فوق نيل الزمالك، حاملين أعلام فلسطين ولبنان، في ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى.

ويواجه الفلسطينيون في غزة إلى جانب المجاعة التي تفرضها إسرائيل على سكان القطاع قصفًا شبه يومي من جيش الاحتلال عند نقاط توزيع المساعدات، سواء بإطلاق الرصاص المباشر أو القصف الجوي أو إصدار أوامر للشاحنات بدهس النازحين الباحثين عن كرتونة مساعدات، ما أسفر عن مقتل المئات.

*600 ألف إلى مليون دولار لشراء مقعد بلا صلاحيات وأصبحت انتخابات مجلس الشيوخ بوابة لغسيل الأموال

بينما تغرق حكومة الانقلاب في أزمات اقتصادية طاحنة وارتفاع غير مسبوق في معدلات الفقر، تشهد انتخابات مجلس الشيوخ – الغرفة الثانية للبرلمان – إهداراً فادحاً للمال العام، في مشهد يصفه مراقبون بأنه عبثي ومشبوه، إذ تُنفق الملايين على مجلس شبه صوري، لا يملك صلاحيات تشريعية مؤثرة، ولا يتم انتخاب أعضائه فعلياً، بل تُوزّع المقاعد بالتزكية أو التعيين.

المال مقابل المقعد.. صفقات لا تمر عبر صناديق الاقتراع

صحافيون ومصادر حقوقية أكدوا أن عدداً من المرشحين دفعوا مبالغ تتراوح بين 30 إلى 50 مليون جنيه مصري (أي ما يعادل 600 ألف إلى مليون دولار) للحصول على مقعد بمجلس بلا فعالية، الأمر الذي يطرح تساؤلات ملحّة: لماذا تُهدر كل هذه الأموال؟ وما الهدف الحقيقي من هذه الحملات التي تفوق كثيراً الحد الأقصى للإنفاق الانتخابي القانوني؟

تشير تقارير محلية إلى أن هذه الأموال لا تُصرف على الدعاية فقط، بل تذهب جزء كبير منها كـ”ثمن للترشيح” لصالح الأحزاب السياسية أو كيانات أمنية تتحكم فعلياً في اختيار الأسماء، خاصة ضمن “القوائم الوطنية” المحسوبة على النظام.

غياب الرقابة وتضخم الدعاية: إعلانات بالملايين وصفقات في الظل

رصد “الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية” غياباً تاماً للرقابة على سقف الإنفاق، وانتشاراً غير مسبوق للإعلانات المخالفة، سواء في الشوارع أو عبر المنصات الإلكترونية. وكشف تقرير لموقع “صحيح مصر” أن حجم الإنفاق على الإعلانات السياسية عبر “فيسبوك” فقط تجاوز 3.3 ملايين جنيه، بينما يتم تجاهل الإنفاق الفعلي في الأرض، بما فيه من سلع وخدمات تُوزع على المواطنين، أو رشى انتخابية مقنّعة.

حزب “مستقبل وطن”، الواجهة السياسية للنظام، أنفق وحده نحو 1.6 مليون جنيه على الإعلانات الرقمية، يليه حزب “الجبهة الوطنية”، فيما تراجع الإنفاق من باقي الأحزاب إلى مستويات هامشية، وهو ما يكشف الهيمنة شبه المطلقة لأحزاب السلطة على المشهد. 

غسيل أموال عبر السياسة؟

محللون يرون في هذا الإنفاق الضخم بوابة واضحة لغسيل الأموال، خصوصاً أن الأموال المنفقة لا تُخضع لرقابة فعلية، في ظل برلمان منزوع الإرادة يخدم النظام لا المواطنين. ويقول مراقبون عبر مواقع التواصل إن الأموال تُنقل من رجال أعمال مقربين إلى مؤسسات الدولة تحت غطاء “الدعاية الانتخابية”، ثم تُعاد تدويرها عبر شركات الإعلان والإنتاج والديكور المرتبطة بنفس الدوائر، في منظومة متكاملة لتبييض الأموال وتثبيت الولاءات.

مقاعد بالتزكية.. ونتائج محسومة

المفارقة الكبرى أن أغلب مقاعد مجلس الشيوخ تُمنح بالتزكية، أو عبر قوائم مغلقة لا منافسة فيها، أو عبر التعيين الرئاسي المباشر، ما يجعل العملية الانتخابية برمتها شكلية، ويطرح سؤالاً جوهرياً: لماذا كل هذا الإنفاق على انتخابات نتيجتها معروفة سلفاً؟

في تحقيق استقصائي نُشر على موقع “زاوية ثالثة”، كشفت مصادر أن المقعد في القائمة الوطنية بمجلس النواب يُباع بـ70 مليون جنيه، وفي مجلس الشيوخ بـ30 مليوناً، أما التعيين فيكلف المرشح 50 مليون جنيه. هذه الأرقام لم تُنكرها أي جهة رسمية، ما يعزز الاعتقاد بأن البرلمان تحوّل إلى نادٍ مغلق لأصحاب المال والولاء.

الشعب يصرخ: “أطعموا بها الفقراء”

مع كل دورة انتخابية، يتكرر المشهد: دعايات باهظة في بلد يئن تحت الفقر، وقوائم مغلقة تُدار من جهات سيادية، ومجالس بلا فاعلية، وناخبون مغيبون. على مواقع التواصل، كتب مصريون غاضبون: “وفروا ثمن هذه التمثيلية ووزعوه على من لا يجد قوت يومه”، وآخرون تساءلوا: “أليست هذه الانتخابات إهانة للعقل؟ من الذي يشتري مقعداً يعلم أنه لا يملك من أمره شيئاً؟”

مجلس صوري.. لا رقابة ولا مساءلة

يتكوّن مجلس الشيوخ من 300 عضو، يُنتخب ثلثاهم فقط، فيما يُعيّن رئيس الجمهورية الثلث الأخير، وهو ما يعني أن السيسي يتحكم مباشرة في مصير 100 عضو على الأقل. أما الباقي فينتمون في أغلبهم إلى قوائم مغلقة مُسيطر عليها من “مستقبل وطن” وأحزاب تابعة، بينما تُقصى القوى المستقلة والمعارضة الحقيقية من المشاركة.

لا يملك المجلس صلاحية سن القوانين، ولا مساءلة الحكومة، ما يجعله مجرد غرفة ديكور سياسي، يُستخدم لإيهام الخارج بأن هناك تداولاً ديمقراطياً وتمثيلاً برلمانياً.

عملية ممنهجة لغسيل الأموال

ما يجري ليس مجرد انتخابات، بل عملية ممنهجة لغسيل الأموال وإعادة تدوير رجال الأعمال في دوائر الولاء للنظام. مجلس الشيوخ – كغيره من المؤسسات الشكلية – ليس سوى امتداد لتحكم السيسي في كل مفاصل الدولة، وتأكيد على أن المال هو الوسيلة الوحيدة للصعود السياسي، بينما يظل المواطن المصري آخر من يُسأل عن رأيه أو يُحترم صوته.

*انتخابات الشيوخ بلا ناخبين ووسائل الإعلام تسوق وهم المشاركة

شهدت انتخابات مجلس شيوخ السيسي عزوفا تاما من جانب المصريين الذين قاطعوا التصويت ما يؤكد عدم اقتناعهم بالتمثيلية التى تجريها عصابة العسكر تحت عنوان انتخابات وفى نفس الوقت يعانى أكثر من 70 مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر وفق بيانات البنك الدولى من الجوع وعدم توافر احتياجاتهم الأساسية بسبب الارتفاع الجنونى فى الأسعار وهو ما يدفعهم لمقاطعة كل ما تقوم به عصابة السيسي .

هذه المقاطعة دفعت حكومة الانقلاب إلى الدفع بالوزراء ورؤساء المصالح والهيئات وبعض الموظفين للتجمع حول لجان االانتخابات لإعطاء صورة للخارج بأن هناك مشاركة على عكس الحقيقة .

وانطلقت الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشورى في الداخل المصري، وسط صمت شبه تام لم يسبق له مثيل. المحطات الانتخابية في معظم المناطق ملاقاة فارغة، ولم يقترب أحد منها، في مشهد يعكس عزوفًا كاملًا عن المشاركة.

المواطنون وجدوها مجرد “مسرحية انتخابية” معروفة النتائج، لا تأثير يذكر لها على الواقع السياسي، وازداد الإحساس بأن هذه الانتخابات ليست إلا دعاية شكلية. 

وراء الكواليس… تأجير سيارات وأمر حضور مفتعل

رغم خلو اللجان من الناخبين، ظهر بشكل مكشوف استخدام ميكروباصات مجهزة لنقل الناس قسريًا إلى اللجان.
وفق مراقبون، فإنه تم توزيع تصريح داخلي للشركات ومنظمات «دعم الدولة»، لأفراد يتم تحميلهم مبالغ مالية تصل إلى 300 جنيه لكل ناخب مقابل المرونة في النقل.
كما أمرت بعض الإدارات المحلية موظفي الحكومة بــ”الحضور الجماعي”، وإلا ستُسجل غيابهم ويُحمّلون عقوبات وظيفية أو غرامات وهمية.

هذا السيناريو يتكرر في كل انتخابات تحت ظل نظام السيسي، حيث تم استخدام وسائل مشابهة في انتخابات 2015، 2020 و2023، بهدف خلق صورة زائفة بـ“نسبة مشاركة مرتفعة” رغم الواقع المعاكس 

مكبرات المساجد والدعوة للحشد والتصويت

في عدة محافظات، سُمعت مكبرات صوت المساجد تبث خطابًا تحريضيًا ضد «السكوت الشخصي» أو «مقاطعة العملية».
خطب جمعة تلقائية وخطابات وجاهزة تصف من لا يصوّت بأنه خائن للوطن، وتعده بعقوبات وهمية في حال امتنع.
هذا الاستخدام يُعد اختراقًا صريحًا للقانون الذي يمنع أي تأثير ديني أو رسمي على قرارات التصويت الفردية. 

أرقام تكشف الحقيقة… معدل حضور هو الأدنى

في انتخابات مجلس الشيوخ/الشورى في 2020 مثلاً، بلغت نسبة التصويت حوالي 14.2% في الجولة الأولى، و10.2% في الجولة الثانية، من أصل أكثر 62 مليون ناخب مُسجّل.
هذا الانخفاض المتكرر يعكس عزوفًا حقيقيًا من الشعب المصري عن ما بات يُعد “عرسًا سياسيًا شكليًا 

غياب المعارضة… وعدم وجود منافسة حقيقية

العشرات من الأحزاب والشخصيات المعروفة أعلنوا مقاطعتهم قبلاً، معتبرين الانتخابات مشهدًا انتقاليًا بلا معنى.
غياب المناظرات الحقيقية، وفرض مرشحين موالين للنظام، جعل الناخب يرى أنه يختار داخل قفص مُجهز من قبل أجهزة الدولة دون تأثير حقيقي. 

وسائل الإعلام… تسويق وهم المشاركة

الدعاية الرسمية ركّزت على مفردات مثل “الواجب الوطني” و”رسالة مصر للعالم”، بينما تغاضت عن غضب الشارع الحقيقي.
ظهرت تقارير محلية تتحدث عن عدم وجود طوابير ولا تزاحم أمام اللجان، بينما تبنى الإعلام الرسمي كلمة “صفحات اجتماعية شاركت بعض الصور القديمة”، في محاولة لتغطية العزوف الفعلي. 

انتهاكات انتخابية متكررة… وصمت قضائي

الحكومة لم تكتفِ فقط بحشد وهمي، بل هددت عبر إسقاطات إعلامية بملاحقة “الغيّابين”، حتى إن مواقع محلية نُشِرت قوائم جزئية للغائبين، ووصفت الغياب بـ”عصيان مدني” تتبعه قانونيًا للموظفين الحكوميين.
لكن لا جهة قضائية مستقلة تراجع هذه الانتهاكات، فالنيابة العامة لم تحرك ساكنًا، والبرلمان ينظر دون مساءلة. 

شهادات المواطنين… غياب قسري بالحوافز والخوف

تحدث بعض الموظفين بعيدا عن الإعلام قائلاً:

“طلبوا منا الحضور وإلا سيتم خصم ربع اليوم من مرتبنا. والله مفيش حد نازل. ده كله تهديد..”

وفي عزمنة ينقلون موظفين من القرى ميكروباص:

“قالوا لنا ده من حق الدولة إن هي تأجر مواصلات لموظفيها. واحنا لو ما نزلناش، يشطبونا من الحضور”. 

السياق العام: انتخاب من دون معنى سياسي

رغم أن الدستور المصري أعاد المجلس كجهة تشريعية عام 2019، إلا أن دوره ظل شكليًا، وربما أقل تأثيرًا من البرلمان ذاته.
الهيئة الوطنية للانتخابات تؤكد أن الانتخابات جرت تحت إشراف قضائي وهي تقنية، لكن الناخب يرى أن كل القرارات الحاسمة تصدر من السلطة التنفيذية دون تأثير لهذه المجالس. 

الخلاصة: مسرحية من نظام عاجزّ عن الإقناع

انتخابات اليوم انطلقت بلا جمهور لها: اللجان خالية، والشارع غائب.
النظام يلجأ للحشد الأمني والإداري عبر الميكروباصات والمكروفونات، وهجمات معنوية على الناخبين لتخويفهم.
غياب المعارضة الحقيقية وإغلاق المجال السياسي جعلا الصوت الشعبي ينكفئ في البيوت.
لم تراع أي جهة رقابية – سواء قضائية أو نيابية – هذه الانتهاكات، مما يؤكد أن ما يجري مجرد استعراض إعلامي وحشد شكلي.
الناخب المصري لم يعد يملك ما يخسره إن غاب.. وقد قرر أن يسكت احتجاجًا على مسرحية الانتخابات التي لا تعيد له شيئًا.
انتخابات الشورى اليوم هي مثال جديد على انتخابات تحت قمع إعلامي، تهديد رسمي، تدنيس للمبدأ المدني، لكنه مثال لكيف يختار الشعب الهدير بالصمت.

*هنعيش فين؟ السيسي يُصدّق على قانون لطرد 15 مليون مصريا من وحداتهم السكنية إلى الشوارع

في جريمة تفوق ما يحدث في قطاع غزة من إبادة جماعية على يد قوات الاحتلال الصهيوني، صَدّقَ قائد الانقلاب الدموي عبدالفتاح السيسي اليوم على ما يعرف باسم قانون الإيجار القديم رقم 164 لسنة  2025لطرد نحو 15 مليون مصري من وحداتهم السكنية إلى الشوارع،  دون توفير بديل لهم تماما، كما يحدث من إخلاءات في قطاع غزة .

كان مجلس نواب السيسي قد وافق على القانون الذي تقدمت به حكومة الانقلاب ورفضت إجراء أي تعديلات عليه، أو التحاور بشأنه مع الخبراء وروابط المستأجرين ومنظمات المجتمع المدني، في خطوة تعكس إصرار الانقلاب على تشريد المصريين

يشار إلى أن المادة (١) من القرار المنشور في الجريدة الرسمية، تنص على أن: “تسرى أحكام هذا القانون على الأماكن المؤجرة لغرض السكنى والأماكن المؤجرة للأشخاص الطبيعية لغير غرض السكنى وفقاً لأحكام القانونين رقمي ٤٩ لسنة ١٩٧٧ في شأن تأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر ، و ١٣٦ لسنة ١٩٨١ في شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر” .

وتنص المادة (٢) على أن : “تنتهي عقود إيجار الأماكن الخاضعة لأحكام هذا القانون لغرض السكني بانتهاء مدة سبع سنوات من تاريخ العمل به ، وتنتهي عقود إيجار الأماكن للأشخاص الطبيعية غير غرض السكني بانتهاء مدة خمس سنوات من تاريخ العمل به ، وذلك كله ما لم يتم التراضي على الإنهاء قبل ذلك”.

فيما تضمنت المادة الثالثة :  “تشكل بقرار من المحافظ المختص لجان حصر في نطاق كل محافظة تختص بتقسيم المناطق التي بها أماكن مؤجرة لغرض السكني الخاضعة لأحكام هذا القانون إلى مناطق متميزة ، متوسطة ، اقتصادية”.

الإخلاء الفوري

 ووفقًا للقانون الجديد، تُمنح مهلة 7 سنوات لإنهاء عقود الإيجار القديم الخاصة بالأغراض السكنية، و5 سنوات للعقود غير السكنية، تبدأ من تاريخ العمل بالقانون.

فيما هناك حالات تستوجب الإخلاء الفوري وفق نصوص القانون في حالتين:

إذا ثبت أن المستأجر يمتلك وحدة سكنية أو غير سكنية أخرى.

إذا كان المكان المؤجر مغلقًا لأكثر من سنة دون مبرر، مثل السفر الدائم أو الإهمال.

هنعيش فين؟

حول موقف المستأجرين من التصديق على القانون قال الحاج محمد بغضب شديد: “أنا راجل على المعاش عايش في الشقة دي من أكتر من 40 سنة، فجأة أصحاب البيت بيقولوا لي استعد عشان تفضي”.

وأضاف الحاج محمد : طيب أروح فين؟! ماشي نزود الإيجار، بس يبقى في حدود المعقول، مش نترمي في الشارع”.

وتساءل : إزاي دولة العسكر تقر قانون زي ده من غير ما تفكر فينا ما حدش سأل إحنا هنعيش فين بعد كده؟ الشقة دي مش مجرد مكان، دي حياتي وعمري كله.

وتابع الحاج محمد : إذا كانوا ناويين يطبقوا القانون يبقى لازم يوفروا السكن البديل للناس اللي مالهاش حيلة، خصوصًا كبار السن والمعاشات.

حرام عليهم 

وقالت أم حسين 68 سنة أرملة تقيم في شقة إيجار قديم بوسط القاهرة: “أنا عايشة في الشقة دي بقالي أكتر من 38 سنة، ربيت فيها أولادي، وزوجي تُوفي دلوقتي عايزين يطردونا عشان القانون تغير نروح فين حرام عليهم؟” .

وأضافت : الإيجار الجديد بـ4 آلاف جنيه لأقل شقة، وأنا معاشي مش هيكفي، أجيب منين؟ إحنا كده بنترمي في الشارع.

 أنا راجل على المعاش

وقال أشرف موظف على المعاش يسكن في شقة إيجار قديم بحي العمرانية: “لما أجرت الشقة من 30 سنة، كان الاتفاق قانونيا ومكتوبا ليه دلوقتي بيقولوا إني أغتصب حقا مش حقي” .

وأضاف : طب أنا راجل على المعاش، هروح فين؟ أنا مش ضد أصحاب العقارات بس كمان مش معقول نكون إحنا الضحية الوحيدة .

الشقة هي اللي ستراني أنا وولادي

 وقالت صفاء مطلقة وأم لطفلين تعيش في شقة إيجار قديم في إمبابة: “أنا مطلقة من 7 سنين، والشقة دي هي اللي ستراني أنا وولادي، دلوقتي كل ما أسمع عن القانون الجديد بحس إنى بخاف أنام، خايفة ألاقي نفسي في الشارع “.

وتابعت : أنا مش قادرة على المصاريف هقدر إزاي على إيجار شقة جديدة، ومفيش حد يسندني .

حكم بالموت

وقال الحاج عبد العزيز 65 سنة، يسكن بمفرده في شقة قديمة: “أنا راجل كبير ومريض الشقة دي مش مجرد 4 حيطان، دي حياتي لو خرجت منها مش هعيش”.

وأضاف : محدش بيفكر فينا إحنا العواجيز لو القانون ده طبقوه كده يبقى بيحكموا علينا بالموت .

وقالت نهى مدرسة تسكن في شقة إيجار قديم بعد وفاة والدها: بابا كان بيدفع الإيجار بانتظام طول عمره، وأنا بعده كملت بشتغل وبدفع الإيجار فجأة بقت الناس تقول علينا حرامية.

وتساءلت : أروح فين وأنا بعد بابا مليش حد ومرتبي ميكفيش أدفع الإيجار الجديد وبيقولوا إننا واخدين مش من حقنا هو العدل كده؟ القانون لازم يكون فيه رحمة .

القانون بيقول لي امشي

وقال أحمد عبد المقصود، موظف بالمعاش من سكان حي شبرا، أنا ساكن في الشقة من سنة 1978، ومعاشي مع حالة الغلاء الجنونية مش مكفي حاجة، هروح فين بعد ما القانون يطبق؟

وتابع : لو طردوني، هسكن في الشارع ولا هروح دار مسنين؟.

وأكدت منى حسين، أرملة في الخمسينات من عمرها، أنها تعيش مع ابنتها في شقة إيجار قديم في منطقة مصر الجديدة، مشيرة إلى أن التعديلات التي أقرتها حكومة الانقلاب معناها أن اللي معندوش شقة تمليك مش إنسان.

وأضافت : القانون بيقول لي امشي بعد 7 سنين، طب هنروح فين؟ إيجار الشقة في نفس المنطقة أقل حاجه 6 آلاف جنيه، وأنا دخلي 4 آلاف جنيه.

*بعد تراجع الدولار خبراء لحكومة الانقلاب :  لماذا لا تنخفض الأسعار؟

رغم تراجع الدولار بمعدلات طفيفة أمام الجنيه ومزاعم حكومة الانقلاب بأن الأسعار انخفضت مقارنة بالشهر الماضى إلا أن الأسعار على أرض الواقع لم تشهد أى انخفاضات بل هناك بعض السلع ما زالت أسعارها ترتفع لأسباب غير معلومة.   

ورغم تصريحات مصطفى مدبولي رئيس وزراء الانقلاب المتكررة بشأن انخفاض الأسعار تدريجيًا واقتراب حدوث انفراجة اقتصادية، إلا أن الأسواق المصرية لا تزال تشهد أسعارًا مرتفعة للسلع الأساسية والمنتجات الاستهلاكية، وهو ما يثير تساؤلات المراقبين: لماذا لا تنخفض الأسعار؟ وهل هناك مَن يفتعل الأزمات لتحقيق مكاسب على حساب معاناة المصريين؟ .

يؤكد الخبراء أن استمرار غلاء الأسعار رغم انخفاض الدولار يؤشر إلى خلل هيكلي في الاقتصاد وغياب الرقابة الفعلية، ويحمّلون نظام الانقلاب فوضى السوق وغياب الشفافية. 

وقالوا إن الدولار انخفض على الورق فقط، لكن السوق الحقيقية لا تعترف بهذه الأسعار، بسبب استمرار السوق السوداء، وتعطّل سلاسل الإمداد، واحتكار شركات تابعة للجيش وجهات سيادية للسلع الاستراتيجية. 

 وأشار الخبراء إلى أن الأسعار لن تنخفض لأنه لا يوجد سوق حر ولا منافسة في دولة تهيمن على كل شيء وتحدد الأسعار لمصلحتها، وليس لمصلحة المواطن، مؤكدين أن المشكلة الحقيقية ليست في سعر الدولار بحد ذاته، بل في تركيبة السوق المصرية الخاضعة لهيمنة كيانات حكومية، وغياب المنافسة، واستمرار العمل بـ”أسعار وهمية” في سلاسل الإمداد. 

آليات التسعير الديناميكي 

حول أسباب عدم انخفاض الأسعار قال الخبير المصرفي محمد بدرة، ، إن مصر فى زمن الانقلاب تعتمد على الاستيراد في توفير ما بين 30 إلى 40% من احتياجاتها، خصوصًا من السلع الغذائية، ما يجعل الأسعار مرتبطة بشكل مباشر بسعر صرف الدولار. 

وأشار بدرة فى تصريحات صحفية إلى أن بعض السلع المعروضة في الأسواق حاليًا تم استيرادها بسعر دولار مرتفع في وقت سابق، وبالتالي يتم تسعيرها على هذا الأساس، موضحًا أن التجار يستخدمون هذا كأحد مبرراتهم لعدم خفض الأسعار فورًا رغم تراجع الدولار حاليًا. 

وأضاف أن سوق التجارة في زمن الانقلاب يمتلك طبيعة خاصة، حيث يستجيب بسرعة لارتفاع الدولار، لكنه يتأخر في التفاعل مع انخفاضه، وهو ما يعكس غياب آليات التسعير الديناميكي والرقابة الصارمة على الأسواق. 

وكشف بدرة أن بعض التجار يرفضون خفض الأسعار حتى مع بدء استيراد سلع جديدة بالدولار المنخفض، مفضلين الحفاظ على هامش ربح مرتفع، ما يؤدي إلى بطء ملموس في حركة الأسعار نحو الانخفاض. 

وأشار إلى أن ضعف الرقابة على الأسواق، خاصة في الفترات الماضية، ساهم في تجاوز بعض التجار لنسب الزيادة المبررة، مما جعل الأسعار ترتفع بأكثر من نسبة ارتفاع الدولار ذاته، مؤكدا أن بعض الخدمات في السوق المصري لا تتأثر بانخفاض الدولار على الإطلاق، وتظل محافظة على آخر مستوى سعري وصلت إليه، على عكس السلع التي قد تنخفض تدريجيًا مع الوقت وإن كان ذلك بوتيرة بطيئة. 

السوق المصرية 

 قال الدكتور وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، إن الانخفاض الأخير في سعر الدولار من المفترض أن ينعكس إيجاباً على أسعار السلع والخدمات، نتيجة تراجع تكاليف الإنتاج والتوزيع والتجارة بشكل عام. 

وأعرب جاب الله عن أسفه لأن السوق المصرية تتميز باستجابة غير متوازنة تجاه تحركات الدولار، حيث يلاحظ سرعة في رفع الأسعار عند صعود العملة الأجنبية، مقابل بطء واضح في استجابتها للانخفاض. 

وأوضح أن هذا النمط في الاستجابة يرتبط بطبيعة السوق المحلية، الذي يحتاج فترات طويلة حتى تترجم التغيرات الإيجابية في سعر الصرف إلى انخفاضات فعلية في أسعار السلع الأساسية، مؤكدا أن الاستجابة البطيئة عند تراجع الدولار تُعد واحدة من التحديات الهيكلية في السوق المصرية، وهو ما يستدعي تدخلاً مباشراً من الجهات الحكومية . 

وشدد جاب الله على ضرورة تواصل الجهات الحكومية مع المنتجين والتجار من أجل دفعهم إلى خفض الأسعار، داعيا إلى توسيع هذا الجهد ليشمل مؤسسات المجتمع المدني، من خلال تعزيز توفير البضائع في المعارض الحكومية والجمعيات الاستهلاكية.  

تكاليف الاستيراد 

فى المقابل قال حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية، إن التراجع في سعر صرف الدولار أمام الجنيه، الذي وصل إلى نحو 48.85 جنيه للبيع، يعد مؤشرًا اقتصاديًا إيجابيًا يجب استثماره بسرعة وفعالية، خاصة في قطاع السلع الغذائية الذي يلامس حياة المواطن اليومية بشكل مباشر. 

وأضاف المنوفي فى تصريحات صحفية أن استقرار سعر الصرف، إلى جانب ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج وتحسن مؤشرات الحساب الجاري، يساهم بشكل مباشر في خفض تكاليف الاستيراد وتيسير حركة الشحن، مما يوفر فرصة حقيقية لضبط أسعار المنتجات والسلع في الأسواق المحلية خلال الفترة المقبلة. 

وتابع: ما نشهده اليوم هو تحول نوعي في مناخ السوق، وعلى التجار والموردين أن يتحركوا بمسئولية، وأن يعكسوا هذا التراجع في سعر الدولار على الأسعار النهائية للمستهلك، موضحا أنه لم يعد هناك مبرر لرفع الأسعار، والمستهلك يجب أن يلمس هذا التغيير في أقرب وقت. 

وأوضح المنوفي أن انخفاض الدولار مقابل الجنيه سيؤدي لانخفاض تكلفة الاستيراد مما يساهم في زيادة توافر السلع وتحقيق منافسة عادلة بين الشركات، مما يدعم استقرار الأسواق ويحد من موجات التضخم العشوائية، خاصة في قطاع الأغذية والسلع الاستهلاكية. 

نقطة الصفر 

وشدد على ضرورة استغلال هذه المؤشرات الإيجابية من خلال خطط واضحة لدعم الصناعات الوطنية، وتيسير الإجراءات الجمركية، وتوفير بيئة محفزة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مما يضمن التوازن بين العرض والطلب ويحمي الأسواق من أي صدمات مستقبلية.  

وأشار المنوفي إلى أن الأسواق الآن أمام فرصة ذهبية للانضباط والاستقرار، والمطلوب هو تحرك جماعي من دولة العسكر، والقطاع الخاص، والتجار، لحماية المستهلك المصري، وتعزيز الثقة في الاقتصاد الوطني، لأن إهدار هذه الفرصة سيعيدنا إلى نقطة الصفر، وهو ما لا نريده جميعًا. 

ترتيب الجيش المصري يهبط للـ19 عالمياً وشعبياً “دولة مستقلة” تابعة للبنتاجون.. الاثنين 4 أغسطس 2025م.. سيناء تحت سطوة “ميليشيا العرجانى”: هل فقد النظام السيطرة على العريش؟

ترتيب الجيش المصري يهبط للـ19 عالمياً وشعبياً “دولة مستقلة” تابعة للبنتاجون.. الاثنين 4 أغسطس 2025م.. سيناء تحت سطوة “ميليشيا العرجانى”: هل فقد النظام السيطرة على العريش؟

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*الأمن الوطني يُخفي الطالب الفلسطيني مالك أبو سنينة منذ 3 أشهر

رغم مرور أكثر من تسعين يوما على واقعة قيام الأمن الوطني بالقبض عليه، لا يزال مصير الطالب الفلسطيني مالك نضال أبو سنينة، 21 عامًا، مجهولًا، في ظل إنكار تام من الجهات الأمنية بمدينة المنصورة، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني، الذي تتهمه منظمات حقوقية بالوقوف خلف جريمة الإخفاء القسري بحق الطالب دون أي سند قانوني.

في مشهد جديد من سلسلة الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في مصر، كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن تعرّض الطالب الفلسطيني مالك نضال أبو سنينة، البالغ من العمر 21 عامًا، للإخفاء القسري على يد جهاز الأمن الوطني منذ قرابة ثلاثة أشهر كاملة، دون عرضه على أي جهة قضائية، ودون السماح لأسرته أو محاميه بالتواصل معه أو معرفة مصيره.

مالك، وهو طالب في الفرقة الثالثة بكلية الطب بجامعة المنصورة، وطالب علوم شرعية بالأزهر الشريف، اختفى من أحد شوارع المدينة الجامعية، في واقعة لا تزال تفاصيلها غامضة، وسط اتهامات حقوقية مباشرة للأمن الوطني باختطافه وتغييب حريته خارج إطار القانون.

تفاصيل الحادثة: كيف اختفى مالك؟

وفقًا لتقارير الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، فإن عملية الإخفاء بدأت في منتصف مايو 2025، حين كان مالك عائدًا من دراسته، وتم توقيفه في أحد شوارع المنصورة من قبل أفراد يرتدون ملابس مدنية، يُشتبه بانتمائهم إلى جهاز الأمن الوطني، واقتادوه إلى جهة غير معلومة.

منذ تلك اللحظة، لم يتم عرضه على أي جهة تحقيق، ولم تصدر بحقه مذكرة توقيف أو قرار قضائي، ما يُعد خرقًا واضحًا وصريحًا للدستور المصري وللقانون الدولي.

تقول الشبكة الحقوقية: “عائلة مالك توجهت إلى جميع أقسام الشرطة والنيابات في المنصورة والقاهرة، لكن دون جدوى. حتى الآن، لا يُعرف إن كان ما يزال حيًا أم تعرّض للتعذيب أو التصفية.”

من هو مالك أبو سنينة؟

الاسم: مالك نضال أبو سنينة
العمر: 21 عامًا
الجنسية: فلسطيني (من القدس المحتلة)
الكلية: طالب طب بجامعة المنصورة، الفرقة الثالثة
دراسته الموازية: علوم شرعية بالأزهر الشريف
سجله الأمني: لا توجد بحقه أي تهم جنائية أو سياسية معلنة
الوضع القانوني: مقيم قانونيًا في مصر منذ سنوات بحكم الدراسة
يُعرف مالك بين أقرانه بأنه متفوق أكاديميًا، يحافظ على التزامه الديني، ولا ينخرط في أي نشاط سياسي أو تنظيمي، بحسب أقوال زملائه. 

الإخفاء القسري: سياسة ممنهجة

قضية مالك ليست استثناءً، بل تأتي في سياق ممنهج من ممارسات الإخفاء القسري التي يتبعها النظام المصري منذ سنوات، خاصةً بحق الطلاب، والناشطين، والمقيمين من جنسيات عربية.

إحصاءات مرعبة:

وفق تقرير سابق للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فإن أكثر من 4,000 حالة إخفاء قسري تم توثيقها في مصر بين 2013 و2024.
من بين هؤلاء، أكثر من 70 حالة لطلاب جامعات، بعضهم مصريون، وآخرون من جنسيات عربية كالسودان وسوريا وفلسطين.

انتهاك للقانون المصري والدولي

إخفاء مالك يُعد انتهاكًا صريحًا لعدة مواد من الدستور المصري:

المادة 54: تنص على أن الحرية الشخصية حق أصيل، ولا يجوز القبض على أي شخص أو حبسه إلا بأمر قضائي.
المادة 55: تضمن احترام كرامة الإنسان ومنع تعذيبه أو تهديده أو حبسه في أماكن غير قانونية.
كما أنه يتعارض مع التزامات مصر الدولية، خصوصًا:

الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري (رغم أن مصر لم تصادق عليها بعد، لكنها موقعة).
العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي يحظر الاعتقال التعسفي.

ردود الفعل الحقوقية والطلابية

أثارت القضية موجة من الاستنكار بين منظمات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية المصرية والدولية، وسط دعوات بالإفراج الفوري عن مالك أو الكشف عن مكان احتجازه على الأقل.

الشبكة المصرية لحقوق الإنسان: “مالك أبو سنينة ضحية جديدة لنظام قمعي يضرب بعرض الحائط كافة الأعراف والمواثيق، ولا يتورع عن ملاحقة حتى الطلبة غير المصريين.”

مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف: “الإخفاء القسري أصبح أداة أساسية في قبضة الأجهزة الأمنية، وعلينا كحقوقيين فضح هذه الجرائم باستمرار.”

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الداخلية المصرية، أو رئاسة الجامعة، رغم مناشدات الأصدقاء والطلاب والأسرة.

الطلاب الأجانب في مصر.. تحت قبضة الأمن الوطني؟

رغم أن مصر كانت تاريخيًا مركزًا تعليميًا للعرب والمسلمين، فإن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا كبيرًا في شعور الأمان بين الطلاب الأجانب، خاصة الفلسطينيين والسوريين، بعد أن باتوا يُستهدفون أمنيًا في كثير من الأحيان دون مبرر. 

وقائع مشابهة:

في 2020، تم إخفاء الطالب السوداني وليد عبد الرحمن لمدة 5 أشهر.
في 2023، تعرض الشاب السوري أنس الحمصي للاعتقال غير القانوني وتعذيب شديد.
في 2024، رُحل عدد من الطلاب اليمنيين بزعم “تهديد الأمن القومي” دون محاكمات.
هل يخشى النظام من طلبة العلوم الشرعية؟

وفق ناشطين، فإن السلطات المصرية تُبدي حساسية مفرطة تجاه طلاب العلوم الإسلامية بالأزهر، خاصة إذا جمعوا بين الدراسة الشرعية والعلمية، كما هو حال مالك.

تقول الباحثة الحقوقية مها عز الدين: “طلاب الأزهر باتوا يُعامَلون كمشتبه بهم تلقائيًا. هذا التوجس الأمني يُفسر جزئيًا سبب استهداف مالك، رغم خلو سجله من أي نشاط سياسي.” 

مناشدات إنسانية.. وصمت رسمي

تعيش عائلة مالك في حالة صدمة وخوف دائم، إذ لا تعرف إن كان ابنها ما يزال على قيد الحياة.
وقد وجهت أسرته نداءً إلى:

الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتدخل الفوري.
الأزهر الشريف لرفع الصوت دفاعًا عن أحد طلابه.
المنظمات الدولية، وعلى رأسها “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية”، للضغط على السلطات المصرية.
حتى الآن، لا تلوح في الأفق أي بوادر للإفراج، أو حتى الاعتراف بوجود مالك داخل أي من السجون الرسمية.

وفي الختام فإن استمرار الإخفاء القسري للطالب الفلسطيني مالك نضال أبو سنينة يُعد جريمة إنسانية وقانونية، تتجاوز كونه مجرد انتهاك فردي إلى كونه تجسيدًا لنهج أمني قمعي يستبيح الحرية والكرامة.

وإذا لم تتحرك الجهات القضائية المصرية بشكل عاجل، فإن مصر تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته وسلامته الجسدية والنفسية.

*مقتل الشاب عبدالرحمن أحمد بقسم شرطة العمرانية بالجيزة بعد تعرّضه للتعذيب

قالت أسرة الشاب ” عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن ” عن مقتله داخل قسم شرطة العمرانية – الجيزة، “إن الوفاة جاءت نتيجة تعرّضه للضرب والتعذيب أثناء فترة احتجازه.”

وأضافت أسرته، “كان عبد الرحمن يتواصل خلال فترة احتجازه مناشدًا إرسال مبالغ مالية على وجه السرعة مقابل التوقف عن تعذيبه، وهو ما أثار شكوكهم ومخاوفهم علي سلامتة حتي وصلهم نبأ وفاته“.

وأفادت أسرة الضحية بأن عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن توفي داخل قسم شرطة العمرانية نتيجة الضرب والتعذيب أثناء الاحتجاز. وأثبتت الأسرة أنه كان يتواصل معهم عبر الهاتف طالبًا مبالغ مالية عاجلة مقابل التوقف عن تعذيبه، قبل أن تبلغهم الواقعة بوفاته في اليوم التالي“.

وفي أقل من 24 ساعة، توفي شابان مصريان داخل أقسام الشرطة، تحت التعذيب، وتوفي كريم محمد عبده بدر، البالغ من العمر 25 عامًا، داخل مركز شرطة الصف بمحافظة الجيزة، و توفي أيمن صبري، 21 عامًا، داخل قسم شرطة بلقاس بمحافظة الدقهلية، كما قتل المعلم بالأزهر الشريف الشيخ فريد شلبي، 52 عاما بعد اعتقاله ببرج العرب مطاردا تحت التعذيب.

وفي قضية معروفة تحمل رقم 15904 لسنة 2023 جنايات العمرانية، حيث وُجهت تهم بضرب وتعذيب سبعة محتجزين داخل القسم، ما أدّى إلى وفاة أحدهم.

وأحالت النيابة ضباط وضباط شرطة وأمناء بلاغات لارتكاب تضييقات وتعذيب بحق المحتجزين باستخدام أدوات مثل الصاعق الكهربائي، الشوم، والمضرب، ما أسفر عن إصابات ووفيات .

إلا أنه في ديسمبر 2024، قرّرت محكمة جنايات الجيزة إخلاء سبيل المتهمين في هذه القضية، مع استمرارية التحقيقات بهدف جلسة دفاع في يناير 2025 !!

وفي مارس 2025، حكمت المحكمة ببراءة الضباط الخمسة المتورطين، بمن فيهم رئيس مباحث القسم، من التهم المتعلقة بالتعذيب والقضية دارت داخل القسم نفسه.

وفي تقرير لموقع “زاوية ثالثة” وثّق أن قسم شرطة العمرانية سجّل أكبر عدد من وفيات نزلاء الحجز بين يناير 2024 ويونيو 2025، وبلغ عددهم 7 حالات من أصل 25 حالة وفاة داخل أقسام شرطة في محافظات مصر المختلفة .

وفي 19 يونيو 2025، وجّهت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بلاغًا رسميًا إلى النيابة العامة (رقم 42850 لسنة 2025)، تطالب فيه بفتح تحقيق عاجل حول وفاة سبعة محتجزين مختلفةهم في القسم خلال الفترة بين مارس 2024 ومايو 2025

وفي 31 أكتوبر 2023 – القضية رقم 15904 لسنة 2023 جنايات العمرانية، وجه الاتهام ل5 ضباط و3 أمناء شرطة ومجند قاموا بضرب وتعذيب 7 محبوسين داخل حجز القسم، استخدموا أدوات مثل مضرب بيسبول وعصي خشبية (شوم)، صاعق كهربائي، وكرباج، مما أدى إلى وفاة أحدهم وإصابة الآخرين بجروح كبيرة.

بلاغ “المبادرة المصرية” أشار إلى أن بعض من توفوا كانوا يعانون من أمراض مزمنة كالتصلب المتعدد أو السرطان، وأنهم لم يُنقلوا إلى مستشفيات أو مراكز إصلاح وتأهيل بالرغم من حاجة ذلك، وسط غياب الرقابة القضائية والرعاية الطبية داخل القسم نفسه .
المبادرة طالبت بإقالة ضباط القسم مؤقتًا، والتحقيق الجنائي في الأمر، وإحالة المسؤولين إلى المحاكمة حال ثبوت إشرافهم أو مشاركتهم في الوفاة أو الإهمال الجسيم .

سلطة وإفلات من العقاب

وقال مراقبون إن السلطة والإفلات من العقاب عاملان رئيسيان يقفان خلف هذه الانتهاكات، وخاصة في الحالات التي يقتحم فيها ضباط بيوتًا أو محلات دون إذن، أو يستخدمون سلطتهم لأغراض شخصية أو انتقامية.

وبحسب منصات فإن غياب المساءلة الداخلية الجادة سبب مؤكد، وغالبًا ما تتولى النيابة الإدارية أو مفتش الداخلية التحقيق مع الضباط المتهمين، لكنها نادرًا ما تُعلن نتائج ملموسة أو تحاسب المتورطين علنًا. كما أن “حالات كثيرة يُنقل فيها الضابط من مكان لمكان دون إيقاف أو محاسبة (ما يعرف بـ”التدوير الوظيفي”).

وأشارت تقارير إلى أن قوانين فضفاضة تحمي أفراد الأمن حيث “مواد في قانون الشرطة المصري تتيح استخدام القوة “في أداء الواجب”، وتُفسَّر أحيانًا بتوسع مفرط، وأنه “في حالات التجاوز، كثيرًا ما يُقال إن الضابط “أخطأ تقدير الموقف” بدلًا من اتهامه بالتعسف أو السرقة أو التعذيب.”.

وركزت تقارير على ” ضعف دور النيابة كجهة رقابة مستقلة” حيث أن النيابة العامة هي صاحبة الولاية في التحقيق في أي تجاوز، فإنها في بعض الحالات تتأخر أو تغض الطرف أو تأخذ برواية الداخلية وحدها دون تحقيق ميداني معمّق. 

ويعد انعدام الرقابة المجتمعية والإعلامية المستقلة، سببا رابعا حيث تحاصر التغطيات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية، أو أن تكون منحازة، وبالتالي لا تصل كثير من التجاوزات للرأي العام.

وقال تقرير “لجنة العدالة” (2024–2025) إنه رصد أكثر من 80 حالة وفاة في أماكن الاحتجاز، ومعظمها لم تُحاسب فيها أي جهة رسمية.

وقدت منظمات حقوقية مثل “لجنة العدالة” و”المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” بلاغًا رسميًا إلى النائب العام تحت رقم 42850 لسنة 2025 بتاريخ 14 يونيو، طالبت فيه بفتح تحقيق عاجل بمركز العمرانية بشأن هذه الوفيات المتكررة، بما في ذلك حالة الضحية المعني .

* سيناء تحت سطوة “ميليشيا العرجانى”: هل فقد النظام السيطرة على العريش؟

تشهد محافظة شمال سيناء تطورات مقلقة تعيد إلى الأذهان فصول الفلتان الأمني التي كانت سائدة في ذروة المواجهة مع تنظيم “داعش”، ولكن هذه المرة ليس على يد جماعة مسلحة خارجة عن القانون، بل على يد كيان شبه رسمي أنشأته الدولة نفسها تحت اسم “اتحاد قبائل سيناء”، الذي يقوده رجل الأعمال النافذ إبراهيم العرجاني، أحد أبرز وجوه الاقتصاد القبلي المتداخل مع منظومة السلطة الحالية.

ففي حادثة صادمة، قُتل الشاب فراس ياسر أبو عمرو، من قبيلة الرميلات، برصاصة في الرأس على يد أحد القادة العسكريين المنتمين إلى هذا “الاتحاد”، وفقاً لما أفادت به مصادر قبلية لـ”العربي الجديد”. وقعت الجريمة جنوب مدينة الشيخ زويد، ولم تتمكن أجهزة الأمن من القبض على الجاني حتى لحظة كتابة هذا التقرير، رغم معرفة هويته وتبعيته الواضحة للكيان شبه العسكري.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها اشتباكات عنيفة الأسبوع الماضي في مدينة العريش، شهدت استخدام سيارات دفع رباعي تابعة لـ”اتحاد قبائل سيناء” وأسلحة نارية، وأسفرت عن إصابة مدنيين واختطاف أحدهم في وضح النهار. كل ذلك وسط غياب تام لقوات الشرطة، التي بدت وكأنها عاجزة أو متواطئة بصمتها عن مواجهة الانفلات المتصاعد.

التساؤلات المشروعة التي تدور اليوم في أذهان أبناء سيناء لا تتعلق فقط بمن أطلق الرصاصة، بل بمن سمح لهذا الكيان الذي نشأ بغطاء رسمي لمحاربة الإرهاب أن يتحول إلى قوة موازية خارج نطاق المساءلة. فـ”اتحاد قبائل سيناء”، الذي استُخدم طيلة السنوات الماضية كأداة للنظام في إدارة الحرب ضد “داعش”، يبدو اليوم وقد خرج عن السيطرة، متحولاً إلى ما يشبه “ميليشيا معتمدة” تُرهب الأهالي وتمارس سلطتها بقوة السلاح دون حسيب أو رقيب.

المفارقة أن الدولة التي كانت تبرر قمعها للأهالي بدعوى “محاربة الإرهاب” تسلّمت هي نفسها مفاتيح السلطة الأمنية لكيان قبلي مسلح، دون أطر قانونية واضحة أو إشراف مؤسسي. وهو ما يفتح الباب لتكرار جرائم القتل والاختطاف والانتهاكات، في ظل تغييب متعمد للعدالة، وتواطؤ أمني يكشف حدود هشاشة سيطرة الدولة على الأرض.

فهل أصبحت العريش بالفعل خارج سيطرة الدولة؟

أم أن ما نشهده هو شكل جديد من أشكال “السيطرة” التي يُعاد فيها تشكيل المشهد الأمني من خلال قوى محلية تتبع المصالح أكثر مما تتبع القانون؟

وإذا كانت قوات الأمن قد فقدت قدرتها على ضبط من يفترض أنهم “حلفاؤها”، فماذا تبقى من هيبة الدولة وسلطتها؟

سكان سيناء، الذين دفعوا ثمناً باهظاً في السنوات الماضية من أرواحهم وبيوتهم وحقوقهم، يواجهون اليوم واقعاً جديداً لا يقل رعباً: واقع تتحكم فيه الميليشيات الموالية للنظام، لكن دون أي وازع، ولا رادع.

*”حصار السفارات”: احتجاجات واعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية تثير ردود فعل رسمية وشعبية

شهدت سفارات وبعثات دبلوماسية تابعة للأردن ومصر في عدد من دول العالم خلال الأيام الماضية اعتداءات واحتجاجات، في سياق حملات تحت شعار “حصار السفارات” تستهدف مواقف البلدين من تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

وبينما لم يصدر الأردن توضيحاً لطبيعة هذه الاحتجاجات، أعلنت السلطات المصرية أن بعض تلك التحركات شملت محاولات لـ”حصار وإغلاق” سفارتها في هولندا.

تأتي هذه التحركات بالتزامن مع تصاعد أصوات تتهم القاهرة وعمّان “بالتواطؤ في الحصار المفروض على غزة”، في حين يقول البلدان إنهما يواصلان جهودهما السياسية والإنسانية لوقف الحرب على القطاع.

رفض قادة ومسؤولون في البلدين هذه الاحتجاجات ووصفوها بـ”محاولات التشويه المتعمدة لدورهما الثابت والداعم للقضية الفلسطينية”.

الأردن: “حملات تحريض مستمرة”

اعتبرت وزارة الخارجية الأردنية أن الاعتداءات التي طالت مقرات السفارات الأردنية في الخارج تأتي في سياق “حملات التحريض المستمرة ضد الأردن ودوره الإنساني في تقديم الدعم والإغاثة للفلسطينيين في قطاع غزة”.

وأكدت الوزارة في بيانٍ، السبت، أنها خاطبت وزارات خارجية الدول التي وقعت فيها هذه الاعتداءات، مُطالِبةً باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين حماية بعثات المملكة والعاملين فيها.

وتداولت منصات التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر ملثمين يرمون حجارة على مبنى السفارة الأردنية في بروكسل، وسط هتافات تطالب بـ”فتح المعابر”.

ولم يتوجه الأردن بأي اتهام مباشر لقوى أو تنظيمات معينة بتحمل مسؤولية الاعتداءات التي طالت سفاراته في الخارج.

يُذكر أن الأردن ينفّذ سلسلة من الإنزالات الجوية، بدأ أولها فجر يوم الاثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث أُسقطت مساعدات طبية ودوائية عاجلة للمستشفى الميداني الأردني داخل القطاع.

مصر: “لا أخلاقياتنا ولا قيمنا تسمح بذلك”

أما “حصار السفارات” المصريّة في الخارج فقد بدأ إثر قيام الناشط المصري أنس حبيب بإغلاق مقر السفارة المصرية في هولندا من الخارج بأقفال لمنع دخول العاملين فيها، قائلاً إن “هذا مماثل لما تفعله مصر بإغلاق معبر رفح وتقول إن إسرائيل هي مَن تغلقه”.

وتبع ذلك احتجاجات أمام سفارات مصر بدول عدة منها، لبنان، وسوريا، وبريطانيا، والدنمارك، وكندا، وتونس، وليبيا، وجنوب أفريقيا.

قال عبد الفتاح السيسي، في كلمة الاثنين: “لا يمكننا أن نمنع دخول المساعدات… لا أخلاقياتنا ولا قيمنا تسمح بذلك، ولا حتى الظرف أو المسؤولية الوطنية تسمح بذلك”.

وأشار السيسي إلى أن حديثه في هذه المرحلة “يأتي في وقت يثار فيه كثير من الكلام”، مذكراً بأن مواقف بلاده “كانت دائماً إيجابية، وتدعو لوقف الحرب، وحل الدولتين”.

بدوره، استنكر وزير الخارجية بدر عبد العاطي، في كلمته بمؤتمر المصريين بالخارج في القاهرة، الأحد، ما وصفها بـ”الحملة الممنهجة” ضد مصر، واصفاً إياها بأنها “تعكس أغراضاً مشبوهة ومضللة”.

تباين ردود الفعل عبر منصات التواصل

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً مع الاحتجاجات و الاعتداءات التي استهدفت سفارات الأردن ومصر، إذ تباينت الآراء بين مؤيد لدور البلدين في دعم القضية الفلسطينية، وناقد للحملات التي اتهمتهما “بالتواطؤ في الحصار على غزة”.

ورفض البعض وصْف ما تعرّضت له السفارات في الخارج بأنه “عمل فردي”، بل قالوا إنه “حملة ممنهجة واضحة، تستهدف تشويه صورة الأردن ودوره تجاه غزة”.

في المقابل، أيّد العديد من المغردين “حصار السفارات” الأردنية والمصرية في الخارج، مع التأكيد على استمراريته في حال “لم يُرفع الحصار عن غزة”، بحسب وصفهم.

ورأى العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن “حصار السفارات” هو من أفضل الحلول التي تُظهر التضامن مع قطاع غزة، وسط مناشدات لاستمرار ذلك الشكل من الاحتجاجات.

ويطرح المصري جمال هواري تساؤلات حول الاعتداءات على سفارات مصر في الخارج، معتبراً في منشور له على فيسبوك أن هناك “خطة خبيثة تستهدف تنفيذ تهجير قسري إلى سيناء، بتوجيه من جهات دولية”، على حدّ تعبيره.

وبينما دافعت أصواتٌ عن الأردن ومصر إزاء الاعتداءات على سفاراتهما، ظهرت أيضاً مَطالب بـ”الاعتداء على سفارات أمريكا وإسرائيل والتظاهر أمامها”، وفق ما رصدته بي بي سي.

وفي المقابل، وَجّهت أصواتٌ أخرى اتهامات لمصر بـ”التواطؤ في حصار غزة وإبطاء دخول المساعدات عبر إغلاق معبر رفح”، كما اتُهم الأردن بسبب “علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل”، بحسب تغريدات ومنشورات.

*ترتيب الجيش المصري يهبط للـ19 عالمياً وشعبياً “دولة مستقلة” تابعة للبنتاجون

أصدر موقع “Global Firepower” تصنيفه السنوي لأقوى الجيوش في العالم لعام 2025، بعد دراسة وتحليل شملتا 145 دولة، وقد استند التصنيف إلى أكثر من 60 عاملاً مختلفاً، من أبرزها عدد الوحدات العسكرية، الإمكانات المالية، القدرات اللوجستية، والموقع الجغرافي لكل دولة، لتكوين ما يُعرف بـ ”مؤشر القوة”.

 

عربياً، حافظ الجيش المصري على صدارته كأقوى جيش عربي، محتلاً المرتبة التاسعة عشرة عالمياً متراجعا عن المرتبة التاسعة عالميا التي كان حققها قبل سنوات، وجاء الجيش السعودي في المرتبة الثانية على المستوى العربي والـ24 عالمياً، بينما حلّ الجيش الجزائري ثالثاً عربياً في المرتبة 26 على الصعيد العالمي. الجيش العراقي جاء في المركز الرابع عربياً والـ43 عالمياً، متبوعاً بالجيش الإماراتي في المرتبة الخامسة عربياً والـ54 عالمياً.

وعلق المتخصص في الشأن العسكري الباحث محمود جمال قائلا: “تقارير ترتيب جيوش العالم تنقصها العديد من الجوانب، ووسائل الإعلام المختلفة، تستغل تلك التقارير وتوظفها سياسياً، من أجل تضخيم وتهويل إمكانيات وقوة جيش ما، أو التهوين من قوة وإمكانيات جيش آخر؛ وهذا في العلوم العسكرية يُسمى “الحروب النفسية أو التوجيه المعنوي” والتي يقع أثرها فقط على الرأي العام.”.

وأضاف أنه “ومن الناحية الموضوعية فإن تقارير مؤسسة جلوبال فاير باور وغيرها من المؤسسات التي تقوم بشكل دوري بتصنيف الجيوش، تتم وفق معايير منقوصة، لكنها توفر إطاراً يُمكن البناء عليه واستكماله من قبل المراكز البحثية التي تسعي لإخراج تصنيفات موضوعية”.

الجيش دولة مستقلة

وعبر الإعلامي نور عبد الحافظ عن انزعاجه من تكون دولة داخل دولة، دولةالبيض الأمارة” التي يعني بها الجيش و”السود الحياري” يعني بها الشعب وملمحا بها لعودة العنصرية بين أبناء وطن واحد كالعنصرية بين البيض والسود والتي هي موجودة إلى الآن في دول مثل الولايات المتحدة وعبر (Nour Abdelhafez) وفيسبوك قال ” أبرز وحدتين أو كيانين مستقلين في مصر هما الجيش المصري و الكنيسة القبطية، ومن خلفهما شعب ليس له ممثل سياسي وينتظر ان يحنو عليه أحد“.

وأضاف “وإذا كان نفوذ الجيش ينحصر داخل الحدود الجغرافية  المتناقصة لدولة مصر الحالية .. فإن نفوذ الكنيسة القبطية يشمل مصر التي نعرفها وعدد كبير من الإبراشيات و الأراضي والممتلكات تتوزع على القارات الستة وليس للحكومة المركزية في القاهرة أو العاصمة التانية أي صلة بهذه الفروع أو الأملاك عدا بعض أعمال المتابعة والتسجيلات والتجسس “.

وأوضح تاليا “ملامح استقلال دولة الجيش ” وهي: التي يحكمها فعلياً المجلس العسكري للقوات المسلحة التابع نظرياً لحكومة مصر المركزية لكنه بالفعل و الاسم وحروف الجر والإضافة”،وأنه في موقع “تابع  للبنتاغون/ البنتاجون الأمريكي”.

وأردف عن الدولة المستقلة وكيف أن لها عدة ملامح :

حق حصري في امتلاك أراضي مصر كلها بما تحويه من مرتفعات وهضاب وبحيرات و مناجم و حقول ومصانع ومزارع و ملاعب  و فنادق و نوادي و شواطئ ومدارس وكليات ومشافي ومقابر  ومباني ادارية ومخازن.

– حق هدم أي مبنى او مصنع أو مزرعة ، ولا  تحتاج تصريحاً بالهدم أو البناء لأن صالات الإفراح العسكرية فيها أسرار لا يجب أن يطلع عليها مهندس الحي أو البلدية.

– حق في الاستيراد والتصدير والتجارة والبيع والشراء بالأمر المباشر من الحاج سعد أو الحاج سعيد دون مراعاة قوانين المناقصات أو  ضوابط فتح الاعتمادات أو سداد أي رسوم أو ضرائب أو حتى سداد فواتير المياه والكهرباء التي يستهلكها في صناعة البيتي فور السادة أو بالمكسرات.

– دولة الجيش لها ميزانية مستقلة تماماً عن الدولة المركزية وأحياناً تمنح مصر الشقيقة قروضاً بفوائد او بدون وأحيانا تتفضل على مصر ببعض المنح كنوع من حسن الجوار، ولا تملك الحكومة المركزية  ولا تستجريء أن تطالب بالاطلاع أو مراجعة حسابات دولة الجيش.

– دولة الجيش لها قانونها الجنائي الخاص بشعبها و قد تم تعديل هذا القانون ليحمي أقارب الدرجة الأولى لأي مواطن عسكري يحمل جنسية دولة الجيش.

-ويحق لمواطني دولة الجيش كلهم؛ الاستفادة من جميع  ممتلكات دولة الخدم الغير معترف باستقلالها كالنقابات والمدارس والنوادي والمطاعم والفنادق والمشافي، لكن العكس غير صحيح فمواطني دولة الخدم الغير معترف باستقلالها لا يحق لهم دخول مناطق منع الاقتراب أو التصوير  المخصصة للبيض العسكريين

– طلاب دولة الجيش ناجحون دائما بنسبة 100٪؜  .. أما طلاب الهندسة والتجارة فينتظرون عطف الجامعة عليهم وإعلان نتائج الدور الثاني علاوة على أن طلاب دولة الجيش تتحمل مصر الخدامة تكاليف سفرهم وغداهم وفطارهم وفنلاتهم وشراباتهم وكذلك مرتباتهم الشهرية !

– طلاب دولة الجيش يتقاضون مرتبات شهرية وعيديات وترفيه لأنهم من البيض الذين يخدمون الوثن، أما السود الحيارى فولاد كلب غالباً ، ومنين ومفيش وأنا لو أقدر أديك بالجزمة، لأنك متقاعس ملكش لازمة. 

أين عشائر سيناء؟!

وعلى المستوى الشعبي يواصل الجيش الحط من مرتبته التي كانت في أعين المصريين، ففي سيناء أصدر عشائر سيناء (قبائل وعائلات المنيعي) بيانا حذروا فيه من تجويع غزة وحظر دخول الأطعمة عبر المعبر، ولكن لم يسمع صوتهم تاليا بعد أن وقفت قوات الجيش إلى جوار قوات الأمن المركزي في اعتقال أبناء القبائل وحي الريسة ال14 من أمام الكتيبة 101 فقط لأنهم تظاهروا لرفضهم بيع بيوتهم.

وقبل أشهر، تداولت أنباء شبه مؤكدة عن اعتقال، العشرات من مشايخ سيناء الذين تواصلوا هاتفيا مع مخاتير ووجهاء غزة، بعدما كانوا يرتبون وضع آلية كسر الحصار المفروض من الجيش المصري علي غزة.

وفي أكتوبر الماضي تساءلت الباحثة شيرين عرفة @shirinarafah عن أين هو الجيش المصري؟! أليست من وظائفه حماية الأرض والحدود والمصالح المصرية؟ أليست من وظائفه صيانة كرامة مصر، وحفظ  إرادتها، وإنفاذ قرارتها؟!.

وأضافت “إذا قامت “اسرائيل” بقصف شاحنات تحمل العلم المصري، وهي في طريقها من أراضينا إلى أراضي قطاع غزة، أليس هذا دليلا، على انعدام كرامة مصر، واستهزاء الصهاينة بها؟!!.. أليس هذا دليلا على انعدام وظيفة الجيش؟!

وتابعت “الجيش الذي يبتلع ميزانيتنا، ويسيطر على اقتصادنا، ويضع يده على أراضينا، وينهب ثرواتنا ويسطو على مواردنا، إذا لم تكن له وظيفة.. فلماذا الإبقاء عليه؟!!”.

وعلى سبيل إعلاء أسهم الجيش من جديد صدرت الأوامر للمحرضين والتابعين الأذلاء من عينة إبـراهيم عـيسى في ديسمبر الماضي أن “الجـيش المـصري سـينحاز إلـى الشـعب المـصري إذا مـا خُـير بيـن السـيسي والشـعب“.

الصحفي الفلسطيني نظام المهداوي  وعبر @NezamMahdawi قال “إبراهيم عيسى ينقل رسالة مباشرة من الجيش المصري إلى المصريين”.؟!

واعتبر مراقبون أن مثل هذه التصريحات هي لإبعاد الملامة عن تسبب هذه المؤسسة في جرح عميق من المتوقع أن تكون تطوراته بالغة السوء على الوضع المصري فايمن عزام @AymanazzamAja(إعلامي مصري) علق على ما يردده السيسي وابواقه الإعلامية من أن “(أمن مصر خط أحمر ..  الجيش والشرطة حصن مصر)”.

 وقال “.. أنت بتقول كلام فاضي وتهري وخلاص… هل محور فيلادلفيا مش من أمن مصر ( ألم تقل يوماً إن سرت ف ليبيا خط احمر وهي تبعد عن حدودك 2000 ك ) ؟! هل سد النهضة مش من أمن مصر والنيل روح وحياة مصر ؟!.. هل القروض والديون المتلتلة لا تهدد استقلال وأمن مصر ؟!.. هل الشعب اللي بيكح تراب من الأعباء المحمل بيها نتيجة فشل الحكومات المتعاقبة مش بيهدد أمن مصر ؟!.. هل الاعتقال التعسفي والظلم والقهر لكل صاحب رأي لا يعدد أمن مصر ؟!.. بطلوا هري بقى .. الشعب عاوز يسمع ويشوف منتج حقيقي يغير حياته.. مش كلها خطابات هري وشغل مصاطب “.

*بدء عملية التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ

بدأت عملية التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ المصري، لاختيار ثلثي أعضاء المجلس وذلك على مدار يومي الثالث والرابع من أغسطس 2025.

وفي الخارج انتهت انتخابات مجلس الشيوخ في الخارج انتهت أول أمس السبت، بعدما استمرت يومي الجمعة والسبت 1، 2 أغسطس عبر 136 لجنة انتخابية في 117 دولة حول العالم.

انطلقت  الأربعاء 4 أغسطس 2025، الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشورى في الداخل المصري، وسط صمت شبه تام لم يسبق له مثيل. المحطات الانتخابية في معظم المناطق ملاقاة فارغة، ولم يقترب أحد منها، في مشهد يعكس عزوفًا كاملًا عن المشاركة.

المواطنون وجدوها مجرد “مسرحية انتخابية” معروفة النتائج، لا تأثير يذكر لها على الواقع السياسي، وازداد الإحساس بأن هذه الانتخابات ليست إلا دعاية شكلية. 

وراء الكواليس… تأجير سيارات وأمر حضور مفتعل

رغم خلو اللجان من الناخبين، ظهر بشكل مكشوف استخدام ميكروباصات مجهزة لنقل الناس قسريًا إلى اللجان.
وفق مراقبون، فإنه تم توزيع تصريح داخلي للشركات ومنظمات «دعم الدولة»، لأفراد يتم تحميلهم مبالغ مالية تصل إلى 300 جنيه لكل ناخب مقابل المرونة في النقل.
كما أمرت بعض الإدارات المحلية موظفي الحكومة بــ”الحضور الجماعي”، وإلا ستُسجل غيابهم ويُحمّلون عقوبات وظيفية أو غرامات وهمية.

هذا السيناريو يتكرر في كل انتخابات تحت ظل نظام السيسي، حيث تم استخدام وسائل مشابهة في انتخابات 2015، 2020 و2023، بهدف خلق صورة زائفة بـ“نسبة مشاركة مرتفعة” رغم الواقع المعاكس

مكبرات المساجد والدعوة للحشد والتصويت

في عدة محافظات، سُمعت مكبرات صوت المساجد تبث خطابًا تحريضيًا ضد «السكوت الشخصي» أو «مقاطعة العملية».
خطب جمعة تلقائية وخطابات وجاهزة تصف من لا يصوّت بأنه خائن للوطن، وتعده بعقوبات وهمية في حال امتنع.
هذا الاستخدام يُعد اختراقًا صريحًا للقانون الذي يمنع أي تأثير ديني أو رسمي على قرارات التصويت الفردية.

أرقام تكشف الحقيقة… معدل حضور هو الأدنى

في انتخابات مجلس الشيوخ/الشورى في 2020 مثلاً، بلغت نسبة التصويت حوالي 14.2% في الجولة الأولى، و10.2% في الجولة الثانية، من أصل أكثر 62 مليون ناخب مُسجّل.
هذا الانخفاض المتكرر يعكس عزوفًا حقيقيًا من الشعب المصري عن ما بات يُعد “عرسًا سياسيًا شكليًا

غياب المعارضة… وعدم وجود منافسة حقيقية

العشرات من الأحزاب والشخصيات المعروفة أعلنوا مقاطعتهم قبلاً، معتبرين الانتخابات مشهدًا انتقاليًا بلا معنى.
غياب المناظرات الحقيقية، وفرض مرشحين موالين للنظام، جعل الناخب يرى أنه يختار داخل قفص مُجهز من قبل أجهزة الدولة دون تأثير حقيقي.

وسائل الإعلام… تسويق وهم المشاركة

الدعاية الرسمية ركّزت على مفردات مثل “الواجب الوطني” و”رسالة مصر للعالم”، بينما تغاضت عن غضب الشارع الحقيقي.
ظهرت تقارير محلية تتحدث عن عدم وجود طوابير ولا تزاحم أمام اللجان، بينما تبنى الإعلام الرسمي كلمة “صفحات اجتماعية شاركت بعض الصور القديمة”، في محاولة لتغطية العزوف الفعلي. 

انتهاكات انتخابية متكررة… وصمت قضائي

الحكومة لم تكتفِ فقط بحشد وهمي، بل هددت عبر إسقاطات إعلامية بملاحقة “الغيّابين”، حتى إن مواقع محلية نُشِرت قوائم جزئية للغائبين، ووصفت الغياب بـ”عصيان مدني” تتبعه قانونيًا للموظفين الحكوميين.
لكن لا جهة قضائية مستقلة تراجع هذه الانتهاكات، فالنيابة العامة لم تحرك ساكنًا، والبرلمان ينظر دون مساءلة. 

شهادات المواطنين… غياب قسري بالحوافز والخوف

تحدث بعض الموظفين بعيدا عن الإعلام قائلاً:

“طلبوا منا الحضور وإلا سيتم خصم ربع اليوم من مرتبنا. والله مفيش حد نازل. ده كله تهديد..”

وفي عزمنة ينقلون موظفين من القرى ميكروباص:

“قالوا لنا ده من حق الدولة إن هي تأجر مواصلات لموظفيها. واحنا لو ما نزلناش، يشطبونا من الحضور”.

السياق العام: انتخاب من دون معنى سياسي

رغم أن الدستور المصري أعاد المجلس كجهة تشريعية عام 2019، إلا أن دوره ظل شكليًا، وربما أقل تأثيرًا من البرلمان ذاته.
الهيئة الوطنية للانتخابات تؤكد أن الانتخابات جرت تحت إشراف قضائي وهي تقنية، لكن الناخب يرى أن كل القرارات الحاسمة تصدر من السلطة التنفيذية دون تأثير لهذه المجالس.

الخلاصة: مسرحية من نظام عاجزّ عن الإقناع

انتخابات اليوم انطلقت بلا جمهور لها: اللجان خالية، والشارع غائب.
النظام يلجأ للحشد الأمني والإداري عبر الميكروباصات والمكروفونات، وهجمات معنوية على الناخبين لتخويفهم.
غياب المعارضة الحقيقية وإغلاق المجال السياسي جعلا الصوت الشعبي ينكفئ في البيوت.
لم تراع أي جهة رقابية – سواء قضائية أو نيابية – هذه الانتهاكات، مما يؤكد أن ما يجري مجرد استعراض إعلامي وحشد شكلي.
الناخب المصري لم يعد يملك ما يخسره إن غاب.. وقد قرر أن يسكت احتجاجًا على مسرحية الانتخابات التي لا تعيد له شيئًا.
انتخابات الشورى اليوم هي مثال جديد على انتخابات تحت قمع إعلامي، تهديد رسمي، تدنيس للمبدأ المدني، لكنه مثال لكيف يختار الشعب الهدير بالصمت.

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات، قد أعلنت الجدول الزمني لانتخابات مجلس الشيوخ، وتضمن فتح باب الترشح اعتباراً من يوم 5 يوليو لمدة 5 أيام حتى 10 يوليو، وإعلان القائمة المبدئية للمرشحين برموزهم الانتخابية يوم 11 يوليو، وتفصل محكمة القضاء الإداري في الطعون يوم 14 وحتي 16 يوليو، وتجرى الانتخابات على مرحلة واحدة، ويكون التصويت للمصريين بالخارج يومي 1 و 2 أغسطس على أن يبدأ الاقتراع فى الداخل يومي 4 و 5 أغسطس الجاري.

*مقتل شاب من قبيلة الرميلات على يد أحد رجال العرجاني

قُتل الشاب فراس ياسر أبو عمرو، أحد أبناء قبيلة الرميلات، برصاص أحد أعضاء ما يُعرف بـ”اتحاد قبائل سيناء”، الذي يقوده إبراهيم العرجاني، وذلك في مناطق جنوب مدينة الشيخ زويد.

‏وأشارت مصادر مطلعة إلى أن قوات الأمن لم تتمكن حتى الآن من القبض على القاتل، وسط حالة من التوتر المتصاعد.

‏تأتي هذه الجريمة بعد أيام من اشتباكات عنيفة شهدتها مدينة العريش الأسبوع الماضي، وأسفرت عن إصابة مواطنين اثنين واختطاف ثالث. وقد تم استخدام سيارات دفع رباعي وأسلحة نارية تابعة لاتحاد قبائل سيناء في تلك الأحداث.

‏ينتمي القتيل إلى قبيلة الرميلات، إحدى أكبر قبائل شمال سيناء، في حين ينتمي معظم أفراد “اتحاد قبائل سيناء” إلى قبيلة الترابين، التي تماثل الرميلات في الحجم والنفوذ.

السيسي “سمسار” المعبر ودعم (UE) وقروض “النقد” و”المعونة” رشاوى دولية تكشف كذب النظام المصري .. الأحد 3 أغسطس 2025م.. مصر تتصدر صادرات الغذاء إلى الاحتلال الإسرائيلي بقيمة 3.8 مليون دولار في يونيو

السيسي “سمسار” المعبر ودعم (UE) وقروض “النقد” و”المعونة” رشاوى دولية تكشف كذب النظام المصري .. الأحد 3 أغسطس 2025م.. مصر تتصدر صادرات الغذاء إلى الاحتلال الإسرائيلي بقيمة 3.8 مليون دولار في يونيو

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*نيابة أمن الدولة تخلي سبيل 8 محبوسين احتياطيا على ذمة قضايا مختلفة

قررت نيابة أمن الدولة العليا، إخلاء سبيل 8 أشخاص متهمين على ذمة قضايا مختلفة، بحسب ما أفاد المحامي الحقوقي محمد أحمد.

ونشر المحامي الحقوقي محمد أحمد، عبر حسابه على موقع “فيسبوك”، مساء السبت، قائمة بأسماء المخلى سبيلهم وهم

القضية رقم 1001 لسنة 2023:

  1. سمير محيي الدين محمد السيد
  2. عبد الرحيم إبراهيم محمد حسانين
  3. عماد الدين بدر عبد الموجود حسن
  4. مجدي بركات حسانين بركات
  5. محمد أحمد عبد العليم حجران

القضية رقم 3434 لسنة 2024:

  1. أحمد سامي جابر أحمد
  2. علي عبد العاطي أحمد محمد

القضية رقم 3528 لسنة 2024:

  1. سعيد محمود سالم بحيري

يذكر أن نيابة أمن الدولة العليا، توجه للمعروضين أمامها اتهامات متشابهة ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، الانضمام أو مشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، واستغلال وسيلة من وسائل الإنترنت لنشر الجرائم.

 

*بعد قضية محمد عبدالحفيظ .. تحركات قانونية لمنع ماليزيا ترحيل الطالب مروان مجدي لمصر

قالت منظمة عدالة لحقوق الإنسان: إن “تحرّكات قانونية متسارعة لوقف احتمال تسليم السلطات الماليزية للطالب مروان محمد مجدي إلى مصر، الأمر الذي تعتبره “عدالة” انتهاكًا صارخًا لمبدأ عدم الإعادة القسرية، خاصة في ظل سجل مصر الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان ضد المعارضين والمحتجّين السلميين”.

وقالت: إن “السلطات الماليزية اعتقلت الشاب المصري مروان محمد مجدي عثمان أحمد، الطالب المقيم في ماليزيا، وذلك بعد أن دوّن عبارات احتجاج على جدران السفارة المصرية في كوالالمبور، مطالبًا بفتح معبر رفح ودعمًا لغزة المحاصرة”.

وأشارت إلى أن الخطوة الاحتجاجية السلمية التي اتخذها مروان جاءت تعبيرًا عن تضامنه مع المدنيين في قطاع غزة، إلا أن السفارة المصرية اعتبرت هذا الفعل “تهديدًا للأمن القومي”، وقدمت بلاغًا رسميًا اتهمته فيه بـ”الخيانة العظمى”، وفقًا لما نقلته الشرطة الماليزية.

ودعت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان السلطات الماليزية إلى وقف إجراءات الترحيل فورًا، محذّرة من أن تسليم مروان سيعرضه لـ”التعذيب، والاعتقال التعسفي، والمحاكمة الجائرة”، في بلد تصنّفه المنظمات الدولية كـ”بيئة غير آمنة للمعارضين”.

وقبل نحو أسبوع، رحلت تركيا محمد عبد الحفيظ عبدالله عبد الحفيظ مواليد 25 مايو 1984، حاصل على ليسانس أداب، إلى جهة ثالثة غير معلومة بحسب محاميته على أمل الرجوع مجددا إلى البلد يقيم فيها ومعه إقامة كاملة مع أسرته وأبناءه.

وزعمت السلطات المصرية أن عبدالحفيظ “مسئول العمليات والدعم اللوجيستي والتأصيل الشرعي لحركة حسم” وأصدرت بحقه احكاما غيابية بالسجن المؤبد في أكثر من قضية، مدعية أنه حاول استهداف عدد من الشخصيات العامة.

إلا أن السلطات التركية احتجزته في مطار إسطنبول وبعد يومين من الاحتجاج على اعتقاله أرسلته لجهة ثالثة غير معروفة حتى الآن.

 

*استمرار الإخفاء القسري لنائب الإسكندرية المحمدي السيد أحمد

بعد 12 عاما من الحبس، أطلقت سلطات الانقلاب النائب السابق المحمدي السيد أحمد نائب الإسكندرية لأيام، ثم أعادت اعتقاله في يونيو الماضي ليظل في ثلاجة الأمن الوطني لليوم ال٣٥ على التوالي.

واستدعت سلطات الانقلاب النائب السكندري المحمدي السيد لقسم شرطة باب شرق بالإسكندرية بعد حصوله على 3 أحكام بالبراءة خلال 14 يوماً ليكون آخر مكان ظهر فيه قبل أن يختفي قسريا مجددا.

واعتبر حقوقيون أن ما بين إطلاق عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الرمل، المحمدي السيد أحمد أبو أحمد، 65 عامًا، من داخل حجز قسم باب شرق بالإسكندرية قم اعتقاله وإخفائه قسرا بعد حصوله على ثلاثة أحكام بالبراءة وإخلاء سبيل خلال 14 يومًا فقط، أسرع أنماط “التدوير الأمني” التي تم توثيقها مؤخرًا، لينتهي به الأمر إلى الاختفاء القسري داخل احد مقرات الامن الوطني  بالإسكندرية.

وزارت أسرة النائب السابق، بقسم شرطة باب شرق بتاريخ 29 يونيو 2025، عائلها المعتقل منذ 2013 بعد حصوله على الحكم الثالث بالبراءة.

وبعد هذه الزيارة مباشرة، تم إخفاؤه قسريًا، حيث أنكر مسؤولو القسم علمهم بمكان تواجده أو مصيره، وهو ما يُعد جريمة إخفاء قسري مكتملة الأركان.

وعانى المحمدي طوال فترة حبسه من أمراض مزمنة خطيرة ويخضع لعلاج دوري، ومع ذلك تم اعتقاله تعسفيًا يوم 15 يونيو 2025، أثناء توجهه مجبرًا إلى ما يُعرف بـ “المتابعة الدورية غير القانونية” بمقر الأمن الوطني بالإسكندرية.

المذيع بقناة الشرق نادر فتوحNader Fotoh  قال: إن “المحمدي سيد أحمد، عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الرمل بالإسكندرية خرج من السجن في 27 مايو الماضي، ورجع بيته، وشاف عياله، وبدأ رحلة علاج كان مستنيها من 12 سنة، ومن يوم اعتقاله في 15أغسطس 2013، وحتى اليوم “.. الفرحة ما كملتش.. ففي 15 يونيو، وأثناء موعد المراقبة، اتقبض عليه من جديد، واتعرض للتدوير على 3 قضايا جديدة في أقسام “الرمل، الجمرك، وباب شرق”.. ورغم كده، حصل على إخلاء سبيل في كل القضايا، وآخرها كان يوم 29 يونيو…”.

وأضاف “لكن الغريب إنه ما خرجش بعدها!.. وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة، ومحدش عارف حاجة عنه لحد دلوقتي، الأستاذ المحمدي سيد أحمد، مش مجرد نائب سابق… ده راجل بسيط وشريف، تشرفت بمعرفته عن قرب، واتصاحبنا ما يقرب من عامين في نفس الزنزانة، كان رقيقًا، صبورًا، بيجمع مش بيفرّق، يحبه الناس والمسؤولين على حد سواء.”.

وأضاف أن “ضابط العنبر نفسه كان بيقدّره جدًا، وكان دايمًا يستدعيه ويقعد معاه، وغالبًا كنت بحضر معاهم الجلسات دي، كوني كنت مُسيّر السياسي وقتها، وكان الضابط دايمًا يقول له “أنت من أفضل النواب اللي جم في تاريخ دائرة الرمل، وأنا مستغرب إنك موجود هنا!”.. النهارده، الأستاذ المحمدي عنده ٦٥ سنة، ومريض، وبيتعذّب في صمت وسط ظروف احتجاز صعبة.. اللي زيه مش المفروض يكون في زنزانة.. اللي زيه لازم يكون وسط ولاده وأهله..اللي زيه لازم يتعالج، الحرية له ولكل المعتقلين .”.

انتهاكات تعرض لها المحمدي

ومنذ لحظة اعتقاله، تعرض لسلسلة من الانتهاكات:

  • قضية أولى: تم تدويره على ذمتها، وأمرت نيابة الرمل بحبسه داخل قسم شرطة الرمل، ثم حصل على إخلاء سبيل بكفالة 1000 جنيه، لكن بدلاً من إطلاق سراحه، تم إنهاء إجراءات إخلاء سبيله “ورقيًا” فقط، ليُعاد تدويره على ذمة قضية أخرى.
  • قضية ثانية: تم احتجازه داخل قسم شرطة الجمرك، ثم حصل على حكم بالبراءة، إلا أنه لم يُفرج عنه، بل تم تدويره مجددًا.
  • قضية ثالثة: تم نقله إلى قسم شرطة باب شرق، حيث حصل على حكم ثالث بالبراءة بتاريخ 29 يونيو، وهو اليوم ذاته الذي اختفى فيه قسريًا بعد زيارة أسرته له، ليُصبح مصيره مجهولًا حتى اللحظة.

كما تعرض النائب المحمدي لانتهاكات جسيمة منذ اعتقاله لأول مرة في عام 2013. وبعد عامين حصل على قرار بإخلاء السبيل، لكنه لم يُنفذ، حيث تم تدويره على قضية جديدة، وقد حُكم عليه بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات انتهت في 26 أبريل 2025، ليُفرج عنه رسميًا في 27 مايو 2025.

ورغم الإفراج عنه، كان يُجبر على الذهاب إلى المراقبة الشرطية بقسم الرمل، بالإضافة إلى متابعة أمنية دورية غير قانونية يومي الأحد والاثنين، قبل أن يُعاد اعتقاله مجددًا في 15 يونيو 2025، أي بعد 19 يومًا فقط من خروجه من السجن.

3 قضايا جدد

وأشار مركز “الشهاب لحقوق الإنسان” إلى أنه “.. في 15 يونيو، وأثناء متابعته الدورية، تم تدويره على 3 قضايا جديدة (الرمل – الجمرك – باب شرق) وأنه حصل على إخلاء سبيل أو براءة في جميع القضايا، آخرها يوم 29 يونيو، لكنه لم يُفرج عنه بعد ذلك التاريخ، وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة”.

وأشارت إلى معاناته الصحية وبدء رحلة العلاج فور الإفراج عنه، لكنه لم يستطع استكمالها بسبب اختفائه، ولا تعلم أسرته أي معلومات عن مكان احتجازه أو حالته الصحية حتى اليوم، رغم إرسالهم تلغرافات للجهات المعنية دون أي استجابة. 

وأدانت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان” ما يُعرف بـ “المتابعة الدورية”، والتي يُجبر المعتقلون السياسيون السابقون على تنفيذها بعد الإفراج عنهم، تُعد إجراءً غير قانوني وغير دستوري. إذ لا يستند إلى أي نص في القانون المصري أو الدستور، ويجري بعلم النيابة العامة والأجهزة القضائية الرقابية، ما يُمثل تورطًا ضمنيًا في جريمة التعذيب والإخفاء القسري.

واعتبرت أن “هذه الممارسة وسيلة ممنهجة لاستمرار الانتهاكات بحق المعارضين السياسيين، ووسيلة لإعادة اعتقالهم خارج نطاق القانون، عبر “التدوير الأمني” الذي يفتقد لأي ضمانات قضائية حقيقية.”.

 

* 206 يومًا من العار!.. إلى متى تواصل الإمارات إخفاء الشاعر عبدالرحمن يوسف؟

عبد الرحمن يوسف هو شاعر وصحفي وناشط سياسي مصرييحمل الجنسية التركية، وُلد في 18 سبتمبر 1970، وله نشاط طويل في مجال حرية التعبير والديمقراطية في العالم العربي

اشتهر كخصم علني للحكومات الاستبدادية في مصر والإمارات والسعودية، وقد تعرض لمحاكمات صورية في مصر، وأدين في عام 2017 في غيابه بثلاث سنوات سجناً على خلفية مطالبته بالتغيير السياسي وانتقاده السيسي ما أجبره على ترك مصر وانتقاله إلى تركيا منذ 2015 حيث استقر مع عائلته.

التوقيف والتسليم القسري.. مسار قضائي مقلق

الاعتقال في لبنان (28 ديسمبر 2024): تم توقيفه أثناء عودته من سوريا عبر معبر المسنع الحدودي، وذلك بناءً على مذكرات مشتركة صدرت ضده من مصر ثم الإمارات عبر الهيئة العربية لقضايا الأمن (المعروفة بـ”الانتربول العربي”)

طلبات الترحيل: حسب السلطات الإماراتية، التهمة، كما ورد في طلبها، كانت “نشر أخبار كاذبة، والتحريض على أمن الدولة، وزعزعة الأمن العام” بناءً على منشور فيديو صوّره في المسجد الأموي بدمشق وانتقد فيه سياسات الحكومات الخليجية (مصر، الإمارات، السعودية)

 قرار الحكومة اللبنانية (7–8 يناير 2025): رغم وجود طعن قضائي أمام أعلى هيئة إدارية، وافق مجلس الوزراء اللبناني في جلسة 8 يناير على تسليمه، ثم تم نقله في نفس اليوم إلى الإمارات عبر طائرة خاصة تابعة لشركة Royal Jet الإماراتية. 

206 يومًا من الاختفاء القسري

منذ 8 يناير 2025، مضى أكثر من 206 يومًا حتى اليوم (2 أغسطس 2025) دون أي معلومات رسمية حول مكان وجوده أو ظروف احتجازه. لم يُمنح حق التواصل مع محاميه أو أسرته.

وقد سبق إعلان حالة الاختفاء القسري أن مرت أكثر من 90 يوماً دون أي معلومة عن وضعه، ما استدعى تدخل خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

 منظمات دولية توجه نداءات عاجلة: مثل PEN International وHuman Rights Watch وCedar Centre وEuroMed Rights وغيرها، دعت الإمارات إلى الكشف عن مكانه ومنحه حقوقه القانونية الأساسية وحق الاتصال بأسرة ومحام، كما دعا خبراء دوليون وأمميون إلى ذلك

الاتهامات الرسمية (غير المثبتة): التهم التي وجهتها السلطات الإماراتية ضده تتعلق بـ”تقويض الأمن العام” و”نشر معلومات كاذبة”، إلا أنه حتى الآن لم يتم تقديم أي ملف قضائي أو موثق قانونيًا لعائلته أو محاميه، ما يؤكد الطبيعة السياسية للإجراءات.
السياق الأوسع.. القمع العابر للحدود

هذه الحالة ليست منعزلة؛ بل تمثل جزءًا من سياسة القمع العابر للحدود التي تمارسها بعض الدول ضد المعارضين في الخارج:

التعاون السعودي-الإماراتي-المصري في ملاحقة المعارضين في المهجر باتت ظاهرة واضحة، ويظهر مثل ذلك في تسليمهم بطرق شبه سرية عبر “التنظيم الأمني العربي” الذي وفّر غطاءً رسميًا لعمليات الترحيل السياسي.

الانتقادات الدولية: الحقوقيون يرون أن هذه الممارسات تؤسس “سابقة خطيرة” تستخدم أدوات التعاون الأمني لقمع الأصوات المعارضة، حتى خارج الحدود الوطنية، في تجاهل تام للمعايير القانونية الدولية المتعلقة بعدم التسليم إلى دول يحتمل فيها التعذيب أو الإخفاء القسري

آثار في الداخل والخارج

العائلة والمحامون محرومون من التواصل: حتى اللحظة، لا توجد معلومات واضحة عن حالة الاحتجاز، هوية الجهة القضائية، أو إمكانية زيارته من قبل السفارة/القنصلية التركية أو محاميه

الردود الحقوقية: منظمات حقوق الإنسان الثلاثينية (Egyptian Human Rights Forum، PEN International، HRW، وغيرهم) أطلقت عدة بيانــات تطالب بالإفراج الفوري والمعلومات الكاملة والإفراج عن عبد الرحمن وإعادته إلى تركيا، حيث هو مواطن ويقيم هناك

تهديد لبنية حرية التعبير: تشير HRW وحقوقيون آخرون إلى أن هذه الحالة تعكس نموذجًا لتضييق حرية التعبير بشكل دولي، حيث يُرسل المعارض إلى بلد آخر لتُشطب حقوقه وتُسلب منه حتى أدنى معايير العدالة الدولية

لماذا “206 يومًا من العار”؟

رقم صادم وليس مجرد مدة: مرور أكثر من 206 يومًا دون أي أثر يدل على مكان تواجده ومع من وضمن أي ظروف، تكرس حالة من الإفلات من العدالة، وتطرح أسئلة أخلاقية وقانونية حول التزام الدولة بحقوق الإنسان.

تمثيل لحالة مستمرة: ليس مجرد تعبير شعبي أو استعارة، بل هو رقم حقيقي يمثل نصف عام من الصمت والغياب عن الإعلانات الرسمية.

دلالة سياسية: يقترن بخسارة القيم الدولية المتعلقة بحرية الرأي، والتوصيف بأنه “عار” للدولة التي تنتمي إلى نظام قانوني مفترض الالتزام بالمعايير الدولية، خاصة في تعاملها مع معارض يعيش خارج أرضها.

الأسئلة المفتوحة: إلى متى؟

يطرح المجتمع المدني، الحقوقيون، ووسائل الإعلام أسئلة جسام:

  • متى تقوم الإمارات بالإفراج عن عبد الرحمن؟
  • هل ستسمح له بالتواصل مع محام أو عائلته؟
  • هل ستعتقل أو تحاكم أي شخص آخر شارك في قضيته في المستقبل؟
  • هل ستواجه أي مساءلة دولية حقيقية بناءً على معايير جرائم اختفاء قسري أو تعذيب 

توصيات الحقوقيين والدعوات الدولية

  • كشف فوري عن مكانه الحالي وفقًا لاتفاقيات الأمم المتحدة المعنية بالإخفاء القسري (CDP) وحقوق الإنسان (ICCPR، CAT)
  • السماح باتصالات دورية مع المحاماة الموثوقة والأسرة، وتمكين الزيارات القنصلية للتأكد من سلامته.
  • حقوق المحاكمة العادلة: إذا كانت هناك تهم رسمية، يجب إعلانها، وتمكينه من الدفاع عن نفسه أمام سلطة قضائية مستقلة.
  • الإفراج الفوري وغير المشروط، وإعادته إلى تركيا حيث هو مواطن ومستقر، دون قيد أو شرط.
  • تحرك دبلوماسي من حكومات مثل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول التركية بشأن التزام الإمارات بمعايير حقوق الإنسان في إطار الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية المشتركة

على الرغم من مرور أكثر من 206 يومًا منذ اختفائه، فإن العالم لا يزال يطالب بالإجابة: هل ستستمر الإمارات في هذا المستوى من السرية القاتلة؟ هل سيستمر الصمت الرسمي، أم أن الضغط الدولي والدبلوماسي سينجح في إنهاء هذه “عشرة أشهر من العار”؟

قضية عبد الرحمن يوسف ليست مجرد قضية شخصية، بل نموذج عن خطر القمع السياسي عبر الحدود وكيف يمكن أن يخترق الأنظمة الرقمية والقانونية معًا كي تسحق صوتًا أدبيًا، شاعرًا نطق بالحرية.

مهما تغير الوقت، تبقى الحرية والصوت الحر عنوانًا لا يُقمع. ما زال الأمل أن يُكتب نهاية هذه القصة بإطلاق حرية عبد الرحمن يوسف وإعادته إلى وطنه الحقيقي، تركيا، وساحة عبوره الحقيقي: حرية الفكر والكلمة.

 

*مصر تُحذّر إثيوبيا مجددا من أى تصرف أحادي بشأن سد النهضة

حذر وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، إثيوبيا من استمرار تصرفها أحادياً في إدارة سد النهضة، مؤكدا أن مثل هذه الإجراءات تشكل تهديدا مباشرا للأمن المائي المصري.

وأكد وزير الموارد المائية والري المصري، أن مصر تتابع عن كثب تطورات السد، مشددا على ضرورة التزام إثيوبيا بالقانون الدولي والاعتراف بحقوق مصر المائية، مشيرا إلى أن العلاقات المائية مع دول حوض النيل الجنوبية، مثل تنزانيا والكونغو وجنوب السودان، جيدة، بينما تظل متوترة مع إثيوبيا بسبب سياستها الأحادية.

وأوضح سويلم في تصريحات له مع الإعلامي المقرب للنظام أحمد موسى على قناة “صدى البلد” المصرية، أن مصر تواجه شحا مائيا بنصيب سنوي للفرد يبلغ حوالي 500 متر مكعب، مقارنة بالمعدل الدولي للفقر المائي (1000 متر مكعب)، ورغم ذلك، نفى وجود أزمة مياه في مصر، مؤكدا أن الدولة قادرة على إدارة تحدياتها المائية بفضل استثمارات ضخمة بقيمة 500 مليار جنيه في مشروعات مائية تشمل معالجة المياه وإعادة تدويرها.

وأشار إلى أن مصر زادت حجم المياه المعاد تدويرها من 21 مليار متر مكعب قبل عامين إلى 26 مليارا متوقعة خلال الأشهر المقبلة، لمواجهة الشح المائي ودعم الزراعة في الصحراء.

وأكد الوزير المصري إلى أن السد العالي يلعب دورا حاسما في حماية مصر من تقلبات الفيضانات، مشيرا إلى أن الفيضان هذا العام كان فوق المتوسط، مما يعد مؤشرا إيجابيا.

وكشف سويلم عن استخدام الوزارة لنماذج رياضية وتكنولوجيا حديثة لمتابعة تدفقات الأمطار من دول حوض النيل بدقة، مع التركيز على تحسين كفاءة توزيع المياه للزراعة والمنازل، مؤكدا أن عبد الفتاح السيسي يتابع ملف الأمن المائي يوميا، حيث يعد ملفا استراتيجيا تشارك فيه عدة وزارات سيادية وغير سيادية.

وأكدت مصر مرارا رفضها للتصرفات الأحادية الإثيوبية، خاصة بعد بدء ملء السد في 2020 دون اتفاق ثلاثي، وفي ديسمبر 2023 أوقفت مصر المفاوضات مع إثيوبيا بعد فشل جولات التفاوض بسبب ما وصفه سويلم بـ”المراوغة والتسويف” الإثيوبي.

 

*رغم مجاعة غزة.. مصر تتصدر صادرات الغذاء إلى الاحتلال الإسرائيلي بقيمة 3.8 مليون دولار في يونيو

تضامن معلن وصفقات خفية

في الوقت الذي كانت فيه شاشات الإعلام الرسمي المصري تُظهر تعاطف النظام مع مأساة غزة، يكشف تقرير صادر عن المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي عن حقائق صادمة: مصر تصدرت قائمة الدول العربية المصدّرة للمنتجات الغذائية إلى إسرائيل في يونيو 2025، بقيمة بلغت 3.8 مليون دولار، بحسب تحقيق نشره موقع عربي بوست.

تأتي هذه الأرقام في ظل اشتداد المجاعة في قطاع غزة المحاصر، ما يفتح باب التساؤلات حول ازدواجية مواقف النظام المصري بين ما يُقال إعلاميًا، وما يُنفذ فعليًا على الأرض.

10 منتجات غذائية مصرية تتدفق على موائد الاحتلال

بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الجانب الإسرائيلي، فإن المنتجات التي استوردتها تل أبيب من مصر في يونيو وحده شملت:

  1. الحبوب
  2. الدقيق
  3. الشاي
  4. التوابل
  5. الخضروات الطازجة
  6. الفواكه
  7. المكسرات
  8. العصائر
  9. البقوليات
  10. منتجات غذائية معالجة (مثل المربى والمعلبات)

ورغم الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة، والذي يمنع دخول أبسط المستلزمات الإنسانية والطبية، فإن المواد الغذائية المصرية استمرت في التدفق إلى الجانب الإسرائيلي بلا انقطاع، ما يؤكد وجود تنسيق اقتصادي يتجاوز ما يُعلن عنه سياسيًا.

 لماذا تتواطأ مصر السيسي؟

نظام عبد الفتاح السيسي يتبنى سياسة “التحالف مع الاحتلال في الخفاء، والتضامن مع الفلسطينيين في العلن، وهي سياسة ليست بالجديدة، لكنها باتت مكشوفة بشكل فج خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، التي بدأت في أكتوبر 2023 وتواصلت آثارها المأساوية حتى اليوم.

بحسب الدكتور سعد هلالي، أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة لندن، فإن “مصر باتت تعتمد بشكل متزايد على العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل كوسيلة لجذب دعم أمريكي وغربي، ولإرضاء شركاء تل أبيب في المنطقة”، على حد تعبيره في لقاء مع قناة “العربي“.

ويضيف: “ما يحدث الآن هو تواطؤ اقتصادي مغطى بلغة دبلوماسية، فبينما يُغلق معبر رفح بشكل متكرر أمام الجرحى والمساعدات الإنسانية، تُفتح المعابر التجارية لتمرير شحنات الغذاء إلى إسرائيل“.

 أرقام تكشف المفارقة

بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن أكثر من 1.1 مليون فلسطيني في قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث وصفت الوكالة الوضع في يونيو 2025 بأنه “الأسوأ منذ عقود”، مشيرة إلى أن سكان القطاع لا يحصلون إلا على وجبة واحدة يوميًا إن توفرت.

ورغم ذلك، فقد أظهرت بيانات المكتب الإسرائيلي للإحصاء أن:

  • صادرات مصر من الغذاء لإسرائيل ارتفعت من 1.9 مليون دولار في مايو 2025 إلى 3.8 مليون دولار في يونيو – أي نسبة زيادة تفوق 100% خلال شهر المجاعة في غزة.
  • في نفس الفترة، تم منع قوافل مساعدات فلسطينية من دخول القطاع عبر معبر رفح، بذريعة “الأوضاع الأمنية”، بحسب بيان للهيئة العامة للمعابر المصرية.

 غياب المساءلة وتواطؤ الأجهزة

ما يثير القلق الأكبر في هذه المسألة، هو صمت الجهات الرقابية والمؤسسات السيادية في مصر، التي لم تصدر أي توضيح حول هذه البيانات رغم الضجة التي أثارتها على منصات التواصل.

ويرى المحامي الحقوقي خالد علي أن “ما يجري هو نموذج صارخ لفشل الدولة المصرية في احترام مسؤوليتها القومية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، ويعكس توظيف السياسات الاقتصادية لخدمة النظام لا الشعب”.

ويضيف في تصريح لصحيفة “مدى مصر”: “لا أحد يراقب، لا برلمان، ولا جهات مساءلة مستقلة، بل نحن أمام نظام اقتصادي مغلق يدار من مكتب المخابرات لا من وزارة التجارة“.

 التطبيع الاقتصادي في أوجهه

تتجاوز العلاقات المصرية الإسرائيلية حدود التنسيق الأمني، لتصل إلى تطبيع اقتصادي ممنهج، حيث تظهر بيانات وزارة التجارة والصناعة المصرية أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ ما يقرب من 330 مليون دولار في النصف الأول من 2025، معظمها في قطاعات الأغذية والكيماويات والنسيج.

ووفق تحليل نشره مركز “كارنيغي” للدراسات في يونيو الماضي، فإن النظام المصري “يراهن على الشراكة مع إسرائيل كشريك اقتصادي بديل عن دول الخليج التي تراجعت عن ضخ الاستثمارات الموعودة”، مشيرًا إلى أن مصر تحت حكم السيسي خرجت عمليًا من مربع الحياد القومي إلى مربع الشراكة الإقليمية مع إسرائيل.

 تواطؤ إعلامي وتضليل منهجي

الغريب أن هذه الأرقام الكاشفة لم تجد لها صدىً في الإعلام المصري الرسمي أو الخاص، بل استمرت القنوات الموالية للنظام في بث رسائل التعاطف مع غزة، وهو ما وصفه الإعلامي أسامة جاويش بأنه “أكبر عملية خداع جماهيري ممنهج منذ نكسة 1967، مضيفًا أن “النظام المصري يصدر الغذاء للعدو ويمنع كسرة الخبز عن المحاصرين، ثم يخرج متحدثوه ليخطبوا عن السيادة والكرامة“.

ازدواجية قاتلة

يظهر بوضوح أن نظام السيسي يتبع نهجًا مزدوجًا في التعامل مع القضية الفلسطيني..  دعم إعلامي وتصريحات سياسية فارغة، يقابلها تنسيق اقتصادي نشط مع المحتل الإسرائيلي حتى في ذروة المجاعة في غزة.

إن تصدير الغذاء في وقت الجوع، والتقارب الاقتصادي في لحظة العزل، ليس فقط نفاقًا سياسيًا، بل خيانة صريحة للمبادئ التي تأسست عليها الدولة المصرية الحديثة.

المصادر:

  • المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي
  • وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)
  • مركز “كارنيغي” للدراسات بيانات وزارة التجارة المصرية
  • عربي بوست
  • مدى مصر

 

*”سمسار” المعبر ودعم (UE) وقروض “النقد” و”المعونة” رشاوى دولية تكشف كذب مدبولي السيسي

مكاسب جديدة يحققها السيسي وحكومته أمام المجتمع الدولي بسبب دوره كوسيط في إيقاف حرب غزة وتكشف جملة الـ”مكاسب” في سياق الانقاذ كذب مصطفى مدبولي وهو يعلن “تحملنا تكلفة إتلاف مساعدات إلى غزة نتيجة منع دخولها من الجانب الإسرائيلي” وأن “مصر من أكثر الدول التي خسرت بسبب حرب غزة “، وأن “قناة السويس تشكل 60% من حجم الخسائر في مصر”، حيث أدعى رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع في حوار متلفز أن قناة السويس خسرت خلال 15 شهرًا من الحرب على غزة نحو 7 مليارات دولار بسبب التوترات في البحر الأحمر.

ورصد متابعون جملة مكاسب حصل عليها السيسي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم تكن تحدث لولا دوره الخياني على غزة، وكان نموذج د.محمد مرسي لو أراد لأنهى الحرب في أيام ولكن كونه المستفيد الأول وجوكر المكاسب من جميع الأطراف.

ففي مارس 2024  أعلن الاتحاد الأوروبي أنه قدم حزمة مساعدات لمصر بقيمة 7.4  مليار يورو، بهدف دعم الاقتصاد المصري ضد تداعيات الحرب في غزة والسودان، وفق صحيفة فايننشال تايمز.

وهي بخلاف الدعم الذي قدمته فرنسا وألمانيا إلى السيسي منذ لقاء عقده السيسي مع ماكرون في 25 أكتوبر 2023، بـ”تدشين جسر جوي فرنسي إلي مطار العريش لإرسال المساعدات الإنسانية والطبية إلي قطاع غزة”. كما أعلن ماكرون عن إرسال حاملة مروحيات من فئة ميسترال لدعم المستشفيات والقطاع الصحي بغزة. وتجدر الإشارة هنا إلى ان فرنسا هي الدولة الأوروبية الوحيدة حتي الآن التي أرسلت قطعة بحرية للمشاركة في دعم الجهود الإنسانية بقطاع غزة“.

وبعد مؤتمر السلام بين شولتز والسيسي دعا مسئولي الاتحاد الأوروبي لعرض دعم اقتصادي ضخم علي مصر لمنع الهجرة إليهم ولدوره في غزة.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددًا “الشراكة الاستراتيجية الدائمة” بين البلدين في مكالمة هاتفية مع عبد الفتاح السيسي.

كما أشاد المستشار الألماني أولاف شولتز، خلال زيارته للقاهرة، بالعلاقات الألمانية المصرية التي تعمل على منع “حريق” الشرق الأوسط أي توسع الحرب.

وقال روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الحرب “تسلط الضوء على الدور المهم الذي لعبته مصر دائمًا، فيما يتعلق بالأمن في غزة وما حولها”.

وقد زار مسئولون أوروبيون مصر؛ لتقييم إمكاناتها كمورد للغاز– بمساعدة إسرائيل– لتحل محل بعض الإمدادات الروسية على الأقل.

وبسبب الدور الإقليمي المصري في غزة –وفقا لما هو كائن من إغلاق المعبر والتحريض على المقاومة ومساندة الكيان – تطلب الأمر دعما اقتصاديا

وضغط المساهمون الرئيسيون في صندوق النقد الدولي في الولايات المتحدة، وأوروبا على البنك الذي يقع مقره واشنطن؛ لتخفيف متطلباته، والمضي قدمًا في البرنامج رغم بطء وتيرة الإصلاحات بالقاهرة، وفقًا لريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال إفريقيا لدى مجموعة الأزمات.

ورفضت مصر مطالب الصندوق بمزيد من تخفيض الجنيه أمام الدولار، وكان ذلك الأمر؛ سببًا في تأجيل المراجعة الناجحة لاقتصاد مصر من قبل الصندوق الذى سيوفر 700 مليون دولار من شرائح القروض المؤجلة. وسمحت المراجعة لمصر بالوصول إلى صندوق المرونة بقيمة 1.3 مليار دولار وصولا إلى قرض بإجمالي 8 مليارات دولار، مضافا إليه إتمام سريع لصفقة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار والتي سريعا ما تبخرت الأموال التي كان السرد الاعلامي عنها أنها ستنقل مصر إلى البر الآخر!.

يرى العديد من الاقتصاديين والمصرفيين والمستثمرين الدوليين، أن مصر من المرجح أن تحصل على المزيد من الدعم الاقتصادي، بغض النظر عن موقفها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، في ظل الدور الذي تقوم به.

واقترح الاتحاد أخيرا خطة استثمارية تتضمن ضخ 9 9.8 مليارات دولار في قطاعات مثل، المبادرات الرقمية والطاقة والزراعة والنقل، يتخللها منتدى استثماري، من المقرر أن يُعقد في الربيع المقبل.

وتعزز اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر، (برنامج الإنقاذ) من 3 مليارات دولار إلى أكثر من 5 مليارات دولار.

سمسار المعبر
وفي أبريل 2024 تناولت جريدة التايمز البريطانية سمسار المعبر إبراهيم العرجاني وقالت إنه حصل على 88 مليون دولار سمسرة من معبر رفح.. كل فلسطيني  يمر من غزة إلى المعبر يدفع 5000$

وإبراهيم رجل سيناوي من قبيلة الترابين واحدة من أكبر وأقوى قبائل شمال سيناء، حاول التدخل عام 2008 للتهدئة بين قبيلة الترابين ووزارة الداخلية إلا ان شقيقه قتل وقتها في ظروف غامضة.

‏وأصبح بين يوم وليلة العرجاني أكبر متعاون مع المجلس العسكري وقيادات الجيش بعدما جمع قبائل سيناء تحت مظلة ظاهرها قبلي وباطنها استخباراتي، فأعلن “اتحاد قبائل سيناء” حيث ‏يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع محمود السيسي ضابط المخابرات العامة المصري ونجل السيسي.

المعونة كاملة
ولأول مرة منذ فترة، وافقت واشنطن على تقديم المساعدات العسكرية كاملة دون أي شروط 1.3 مليار دولار، وأعلنت ‏الخارجية الأمريكية برئاسة أنتوني بلينكن “أن الديمقراطية والعدالة لشعوب العالم الثالث تدرج ثانيًا وثالثًا وعاشرًا بعد أمن واستقرار “إسرائيل.”.

وقال ‏متحدث الخارجية الأمريكية “إن المعونة تقدم لمصر دون شروط من أجل مصلحة الأمن القومي الأمريكي“!

وقبل الحرب على غزة، وفي 2021 حجبت أمريكا 130 مليون دولار من المساعدات بسبب حقوق الإنسان، وقدمت فقط 200 مليون دولار من المساعدات العسكرية، و‏في عام 2022 حجبت 130 مليون دولار من المساعدات، وقدمتها كاملة في نهاية 2023 ثم في 2024.

لذلك لم يكن صدفة أن يظهر محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور  وهو يعلن بصريح العبارة “مصر لم و لن تفكر ابدا في فتح معبر رفح  أمام دخول المساعدات الانسانية”.. “مصر ترفض الدخول في الحرب ضد أمريكا“.

ناشطو التواصل

وأثارت هذه التصريحات تساؤلات عامة مثلما قال ناشطون منهم عبد المنعم رياض: “يعني هو اعتماد مصر بالكامل علي قناة السويس .انت بتستخف بعقول المصريين .هي قبل سنتين دخل قناة السويس عمل ايه للمصريين او كان افاد البلد بايه ..الوضع كان هو هو . غلاء فاحش وضرائب واستنزاف المواطنين .انت رئيس وزراء فاشل وكداب . بدليل ان لما قامت حرب اوكرانيا ومالهاش علاقه بمنطقتنا اصلا . ولا اثرت علي قناة السويس طلعت قولت نفس الكلام الفارغ ده”.

وقال الـــقائـد الـــعـــربـــى : “كذاب.. مصر أكبر مستفيد من حرب غزة بسبب حصارها.. وإلا الاتحاد الأروبى والغرب كل شوية يبعتولكم منح وقروض.. عشان خاطر عنيكم حلوة“.

وأضاف Prince Algnd، صه. قد دفعت امريكا كل خسائركم مع. صفقه. دعم سلاح لا يمكن لمصر أن تحصل عليه لولا بيعكم رجال و اطفال غزه وسكوتكم عن اباده الكرامه العربيه“.

تبعات يتحملها السيسي

وأشار “بلحة الاصلي” إلى أن “السيسي هدم كل الأنفاق بين غزة وسيناء (1500نفق باعتراف العرص) اللي كانت بتمثل لهم شريان الحياة..  سمح لإسرائيل تحتل المعبر ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا) بالمخالفة لمعاهدة السلام ومنطقش بكلمة!.. وحتى قبل ما إسرائيل تحتل المعبر كان بيسمح بدخول المساعدات بالقطّارة كما لو كان بيبعتها من جيب أبوه!..  ومش راضي يبعت سفن من المواني المصرية تحمل المساعدات عن طريق البحر!

وبعد كدة يجي واحد مش عارف فين مؤخرته من دماغه ويقول لك مصر نصرت القضية الفلسطينية ومفيش في إيدينا حاجة زيادة نعملها

وهو ما اتفق معه المحامي المقدسي خالد زبارقة عبر Zabarka Khaled Adv قائلا:

اولاً وقبل كل شيء فإننا نؤكد حبنا وتقديرنا للشعب المصري العظيم الذي لا يمكن انكار دوره التاريخي في نصرة القضايا المصيرية للأمة. فتحية إجلال وإكبار لهذا الشعب العظيم الذي يسعى بكل ما اوتي من قوة إلى الانعتاق من قبضة النظام الرسمي والانطلاق نحو الحرية الحقيقية

ثانياً: إن النظام المصري هو الذي يقوم بدور وظيفي مع الصليبية العالمية في اطباق الحصار على قطاع غزة، ولولا هذا الدور الفعال لتم انقاذ كثير من الأنفس البريئة التي لقيت الله عز وجل جراء الجوع والحرمان والمرض والحصار. 

ثالثاً: إن النظام المصري المتمثل في الرئيس المصري وزبانيته يقوم بدور وظيفي آخر في شيطنة صمود وثبات الغزيين وينشر الرواية المثبطة للعزائم ويسعى الى الإسهام في إنجاز سياسي لصالح المشروع الاستعماري الجديد  العالمي.  والقرائن على ذلك كثيرة جداً.

رابعاً: لقد قام النظام المصري بقمع كل نشاط مناصر لغزة ورأينا بالبث المباشر دوره في إجهاض قافلة الحرية التي انطلقت من المغرب العربي. 

خامساً: لا ننسى في هذا السياق دور عصابة العرجاني المرتبطة بالنظام المصري الذي استغلت، بانتهازية معيبة، حاجة الغزيين للسفر عبر معبر رفح، قبل احتلاله،  وقبض عشرات الاف الدولارات من الغزيين فقط من أجل السماح لهم بالسفر الى الخارج. 

سادساً: لا ننسى دور النظام المصري في قتل الصيادين الغزيين الذين خرجوا الى البحر للبحث عن قوت اطفالهم.

سابعاً: لا ننسى منع اي نشاط شعبي او تظاهر ضد الحرب في مصر وملاحقة النشطاء والمؤثرين الذي يسعون لتحريك الرأي العام المصري. 

ثامناً: لا ننسى دور النظام المصري في اعطاء الغطاء السياسي لنظام الإبادة الذي يمارس بالبث الحي والمباشر على العزل من قطاع غزه.

تاسعا: ولا ننسى دور النظام المصري في السماح بانتهاك اتفاقية كامب ديفيد والسماح باحتلال معبر رفح ومحور فيلاديلفيا الذي ساهم في اطباق الحصار وبالتالي تجويع الغزيين.

 

*حتى الفقراء والمعدمين لا ترحمهم .. حكومة الانقلاب ترفع سعر شقة الإسكان الإجتماعى إلى أكثر من مليون جنيه

حكومة الانقلاب لا ترحم حتى الفقراء المعدمين وتعمل على استنزاف كل فئات المصريين ..فى هذا السياق قررت وزارة اسكان الانقلاب رفع أسعار شقق مشروع “سكن لكل المصريين 7” بقيم تتراوح بين 200 و250 ألف جنيه للوحدات تسليم 36 شهرًا خلال الإعلان الأخير، مقارنة بالطرح العام السابق له “سكن لكل المصريين 5”. 

بلغ سعر الوحدة 90 مترًا في الطرح الجديد بمدن حدائق العاصمة و15 مايو قيمة 850 ألف جنيه بخلاف 10% زيادة سعرية وقت الاستلام بعد 3 سنوات و5% وديعة الصيانة، ليصل إجمالي سعر الوحدة قبل إضافة فوائد التمويل العقاري المقررة بنسبة 8% إلى نحو مليون جنيه أو 977.5 ألف جنيه بالتحديد، حسب كراسة الشروط وذلك مقارنةً بسعر 650 ألف جنيه للوحدة نفسها في نفس المدن خلال الإعلان السابق. 

وشهد الإعلان الحالي طرح شقق ضمن ما يسمى نموذج “الإسكان الأخضر” وهي شقق نُفذت بمواصفات هندسية خاصة تراعي البعد البيئي، وتستهدف استدامة المباني وتقليل استخدام الطاقة، وهذا النموذج تم طرحه بسعر 900 ألف جنيه بخلاف نسبة 10% زيادة عند موعد التسليم و5% وديعة صيانة ليصل إجمالي سعر الوحدة إلى 1.035 مليون جنيه قبل إضافة تكلفة التمويل والفائدة البنكية. 

من جانبه قال مصدر مسئول في قطاع البناء والتشييد والعلاقات الخارجية بوزارة إسكان الانقلاب إن الزيادات الكبيرة ترجع للزيادة في تكلفة التنفيذ مشيرا إلى أن الشهور الأخيرة شهدت ارتفاعا في تكلفة مواد البناء وعلى رأسها الأسمنت والحديد. 

وزعم المصدر أنه لتخفيف العبء على المواطن زادت وزارة إسكان الانقلاب من مبلغ الدعم النقدي المباشر الذي يحصل عليه المواطن خصمًا من سعر الوحدة ليسجل 160 ألف جنيه، مقابل 120 ألفًا فقط في آخر إعلان. 

وأضاف أن الفائدة في مشروعات دولة العسكر تبلغ 8% مقابل أكثر من 20% في السوق، زاعما أن إسكان الانقلاب تتحمل الفرق البالغ 12%. 

كما زعم المصدر أن دولة العسكر تسعى للتخفيف عن كاهل المواطن لكن التكلفة المرتفعة للوحدات في مشروع ذاتي التمويل مثل الإسكان الاجتماعي لمنخفضي الدخل سكن كل المصريين لا بد أن ينعكس على سعر الوحدة وفق تعبيره  . 

 

*فضيحة السفارات تكشف التبعية لإسرائيل: السيسي يتوسل لحماية الشكل بعدما سقط المضمون

كشفت واقعة إغلاق السفارة المصرية في لاهاي، على يد الناشط المصري أنس حبيب، هشاشة النظام الانقلابي المصري في الخارج وارتباط قراراته السيادية – ومن بينها غلق معبر رفح – بإملاءات إسرائيلية مباشرة. الحدث الذي بدأ كاحتجاج رمزي أمام السفارة الهولندية، تحول إلى فضيحة دبلوماسية، وأجبرت المنقلب عبد الفتاح السيسي على التوسل لضمان حماية بعثاته الخارجية، وسط تصاعد الغضب الشعبي من سياساته في الداخل والخارج.

 قفل على أبواب السفارة كشف عورات النظام

الناشط أنس حبيب، أغلق أبواب السفارة المصرية في لاهاي بأقفال حديدية، في 21 يوليو 2025، احتجاجًا على استمرار إغلاق معبر رفح، واصفًا السفارة بأنها “مقفولة من عندهم مش من عندنا”. الرسالة كانت واضحة: القاهرة تنفذ تعليمات تل أبيب بإغلاق المنفذ الحيوي الوحيد أمام الفلسطينيين في قطاع غزة، وتتحمل بذلك مسؤولية إنسانية وأخلاقية عن استمرار المجازر والمجاعة في القطاع.

المشهد لم يكن عادياً. فبينما يحاول أحد موظفي السفارة الاعتداء على الناشط في الشارع، كانت صورة النظام تسقط في عيون المصريين والعالم، وسط موجة انتقادات طالت ازدواجية القاهرة في ادعاء دعم الفلسطينيين بينما تشارك فعليًا في خنقهم.

 السيسي يهرول لحماية “الشكل”… بعدما سقط “المضمون

في رد فعل مرتبك، تلقى السيسي اتصالاً من رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف، ناقشا خلاله أمن البعثات الدبلوماسية. السيسي لم يتحدث عن غزة ولا عن المعبر، بل طالب بتطبيق الاتفاقيات الدولية لحماية السفارات. وكأن النظام الذي يهدم البيوت على رؤوس الفلسطينيين في سيناء ويغلق المعبر منذ أشهر، أصبح فجأة حريصًا على “احترام القانون الدولي“.

نظام بلا سيادة وبلا إرادة

فضيحة لاهاي ليست سوى نتيجة طبيعية لمسار طويل من التبعية والقرارات الموجهة من الخارج، بدأ منذ انقلاب السيسي في 3 يوليو 2013 على أول رئيس مدني منتخب، الدكتور محمد مرسي.

فمنذ ذلك التاريخ، تحول السيسي إلى شريك ضمني للاحتلال الإسرائيلي:

غلق متكرر لمعبر رفح، حتى في أشد لحظات الحصار والمعاناة في غزة، تارة بحجة الأمن، وتارة بطلب التنسيق.

هدم آلاف المنازل في رفح وسيناء ضمن ما سُمي بـ”المنطقة العازلة”، خدمة لأمن إسرائيل، وليس لحماية الحدود المصرية.

تنسيق أمني غير مسبوق مع جيش الاحتلال، وصل لحد اعتراف مسؤولين إسرائيليين بأن “السيسي هدية من السماء“.

تجاهل دائم لجرائم الاحتلال في غزة والضفة، وبيانات رسمية باهتة لا تتجاوز “القلق العميق“.

المشاركة في حصار غزة اقتصاديًا وسياسيًا، ومنع قوافل الإغاثة، واحتجاز جرحى ومصابين على المعبر.

 أين السيادة؟ ولماذا تغلق السفارات؟

إغلاق السفارات في أكثر من بلد – سواء بشكل رسمي أو عبر ضعف الخدمات – لم يكن مجرد إهمال إداري، بل يعكس أزمتين متلازمتين:

  1. عزلة دبلوماسية متزايدة بسبب تراجع صورة مصر تحت حكم السيسي كدولة مستقلة أو محترمة.
  2. رفض شعبي متصاعد من الجاليات المصرية في أوروبا، الذين باتوا ينظمون فعاليات واحتجاجات أمام السفارات، فضحت كثيرًا من الممارسات القمعية والفساد الإداري والسياسي.

السيسي… الحاكم بالعمولات والأوامر الخارجية

تُظهر سياسات السيسي أنه ليس أكثر من منفذ لأجندات خارجية، مقابل “الرضا الغربي” وضمان البقاء في السلطة. فمن غلق المعابر، إلى دعم صفقة القرن، إلى تهجير أهالي سيناء لصالح مشاريع إسرائيلية، كلها خطوات تشير إلى فقدان مصر استقلال قرارها الوطني.

وفي الداخل، تُنفق المليارات على مشروعات فقاعة لا تعود بالنفع على المواطنين، بينما تغيب التنمية والعدالة، ويُزج بالمعارضين في السجون، وتُقمع كل الأصوات الحرة.

واقعة لاهاي 

واقعة لاهاي لم تكن حدثًا عابرًا، بل لحظة كاشفة لسقوط قناع “الدولة المستقلة” عن نظام السيسي، الذي لا يحرك ساكنًا إلا بأوامر خارجية، وعلى رأسها تل أبيب وواشنطن. والنظام الذي يغلق المعبر أمام الجرحى والمساعدات، لن يتورع عن قمع مواطنيه داخل السفارات أيضًا، إذا استطاع.

لكن الأهم أن الشعب – في الداخل والخارج – بدأ يقول كلمته. ومع تصاعد الأزمات، يبدو أن نظام السيسي بدأ يفقد شرعيته الدولية، بعد أن فقدها محليًا منذ زمن بعيد

 

*30 مليار جنيه مديونيات حكومية تهدد بغلق عشرات شركات الدواء بمصر.. ومخاوف من “تصفية” لصالح شركات أجنبية

انعكست الأزمات التي تواجهها صناعة الدواء في مصر على سوق الأدوية الذي يعاني في الوقت الحالي شحاً في بعض العقاقير المرتبطة بالأمراض المزمنة، والتي اختفى بعضها من الصيدليات، ويجري توفيرها فقط في الصيدليات الحكومية.

يأتي هذا في وقت تشكو فيه شركات الأدوية والموزعين من وجود مديونيات مالية مستحقة لهم لدى الحكومة المصرية ممثلة في هيئة “شراء الدواء الموحد” والتي تبقى مهمتها توصيل الدواء إلى الصيدليات والمستشفيات الحكومية وتقدر قيمتها بـ”30 مليار جنيه“.

تأثيرات كبيرة على السوق الشهرين المقبلين

وقال صاحب أحد شركات الأدوية المحلية، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إن كثير من الشركات العاملة في السوق المصري تعاني أوضاعاً مضطربة بسبب صعوبات على مستوى توفير السيولة اللازمة لاستيراد مكونات تصنيع الدواء، وانعكس ذلك سلباً على حجم الإنتاجية.

وأشار إلى أن هناك الكثير من الاجتماعات التي انعقدت مع الحكومة المصرية خلال الأشهر الماضية، ووعدت خلالها بتقديم دعم مادي للشركات لكي تتجاوز عثراتها، لكن ذلك لم يحدث، كما أنها لم تسدد ديونها إلى الشركات ومن ثم فإن الأزمة تتفاقم دون معرفة هوية الطرف المستفيد.

وأوضح أن ثلثي مصانع الدواء تقريباً تعمل بنسبة لا تتجاوز 60% من طاقتها، وأن عمليات الاستيراد من الخارج تراجعت بشكل ملحوظ، وهو ما ترتب عليه اختفاء بعض الأصناف من الأسواق، وقد يقود ذلك لأزمة متفاقمة على نحو أكبر بعد أن أضحت شركات الدواء المحلية مسيطرة على أكثر من 90% من إجمالي الأدوية المتوفرة في السوق المصري، لافتاً إلى أن الأمر لم يتوقف فقط على مصانع إنتاج الدواء بل إن شركات التوزيع التي تتسلم منها الدواء أيضاً تأثرت بالأزمة، وبدأ العشرات منها في غلق أبوابها، في حين أنها كانت تستحوذ على نسبة كبيرة من سوق التوزيع في مصر.

وشدد على أن انهيار هذه الشركات التي يعتمد بعضها في تمويل عملياته على تسهيلات ائتمانية من البنوك ذات حدود قصوى، سيترك تأثيرات كبيرة على السوق خلال الشهرين المقبلين، وأن تجاوز الأزمة الراهنة بحاجة إلى ستة أشهر على الأقل.

ولفت إلى أن أصحاب مخازن التوزيع الصغيرة هم الأكثر تضرراً لأن هؤلاء وجدوا أنفسهم غير قادرين على تسديد ديونهم، حيث يعتمدون بالأساس على سداد مديونياتهم بناء على ما يحققونه من أرباح البيع، ومع تأثر السوق دخل هؤلاء في مشكلات متفاقمة، وبعد أن بذلت هيئة الدواء المصري جهود لضبط عمل هذه المخازن التي كانت تعمل دون ضوابط عادت مرة أخرى لحالة الفوضى المنتشرة في عملية التوزيع تأثراً بما حدث للشركات الكبرى.

وذكر أن الأزمة وصلت أيضاً إلى الصيدليات والتي لم تتأثر سلباً فقط بسبب نقص الأدوية، بل إن مشكلات المخازن التي تتعامل معها انعكست عليها بعد أن سعى أصحاب تلك المخازن للمضاربة في أسعار الدواء وتقليص هامش ربح الصيدليات، وبالتالي فإن كثير من الصيدليات رفضت استلام الأدوية وكان البديل تسريب تلك الأدوية بأسعار مرتفعة لدى السوق السوداء الذي عاد مرة أخرى للانتشار مؤخراً بعد أن جرى تضييق الخناق عليه خلال الأشهر الماضية.

وأكد أنه حدث لأول مرة في مصر أن ارتفعت أسعار بعض الأدوية دون أن يحدث تغييرات في آلية التسعير الجبري، وأن بعض الصيدليات اتجهت لتلك الحيل للحفاظ على معدلات أرباحها، وهو أمر بالغ الخطورة ويهدد بفوضى في سوق الدواء، ما لم يكن هناك تدخل حكومي يتعامل مع الأزمة من جذورها ويتيح وضعية مناسبة للشركات المحلية لكي تنتظم في عملية الإنتاج.

وتعددت اللقاءات التي عقدتها الحكومة المصرية مع اللجنة التي جرى تشكيلها من جانب هيئة الدواء المصرية وهي معنية بحل مشكلات ومعوقات صناعة الأدوية في مصر، وتضمنت الأزمات التي شكا منها أصحاب الشركات المحلية خلال آخر اجتماع انعقد قبل ثلاثة أشهر ضعف الملاءة المالية لشركات التصنيع، واحتياجات الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وعدم مرونة نظام التسعير، وارتفاع تكلفة الأدوية المستوردة مقارنة بالمحلية، إلى جانب ضريبة القيمة المضافة المفروضة على مواد التعبئة والتغليف الدوائي. كما تم تناول سبل دعم المصانع المتعثرة لإعادة تشغيلها، وتعزيز قدرة المصانع الصغيرة على المنافسة والاستدامة.

أزمة سيولة غير مسبوقة

خلال اجتماع حكومي في يونيو/ حزيران الماضي، أوصى وزير الصحة المصري، خالد عبدالغفار، هيئة الشراء الموحد، وهيئة الدواء المصرية، بإعداد دراسة تفصيلية لحصر جميع الأدوية المتداولة، وتحليل وضعها من حيث التوافر والتسعير ومعدلات الاستهلاك، مع التركيز على الأدوية الحيوية والأساسية، على أن تشمل الدراسة تقييماً دقيقاً لسلاسل التوريد، والعقبات التي قد تواجه توفير الأدوية، سواء على مستوى الإنتاج المحلي أو الاستيراد، بما يضمن عدم حدوث أي نقص في الأدوية داخل السوق أو المنشآت الصحية.

وبحسب مصدر مطلع بشعبة الأدوية وهي تابعة لاتحاد الغرف التجارية، فإن سوق الدواء يعاني في تلك الأثناء أزمة سيولة لم تمر بها شركات الأدوية منذ فترة طويلة، ويمكن القول بأنها غير مسبوقة – بحسب المصدر – وأن الحكومة هي السبب في تلك الأزمة لأن هيئة الشراء الموحد ترفض الالتزام بسداد ديونها إلى الشركات وقادت التراكمات لأن وصلت إلى 30 مليار جنيه، دون أن تتدخل لحل الأزمة رغم العديد من المناشدات على مدار الأشهر الماضية.

وشدد المصدر ذاته، على أن هيئة الشراء منحت شركات الأدوية شيكات بدون رصيد وهو ما فاقم الأزمة بين الطرفين، ولم يعد هناك ثقة متبادلة وهناك مخاوف من أن يكون هناك أطراف بعينها تهدف إلى إرغام الشركات على الإغلاق، إذ من المتوقع أن تتزايد وتيرة الدعاوى القضائية المرفوعة لحصول الشركات على حقوقها.

كما ذكر المصدر أن شركات الأدوية سوف تركز في عملها على أصناف الأدوية التي تضمن توزيعها مباشرة إلى الصيدليات دون المرور على هيئة الشراء الموحد، وهو ما قاد لوجود أزمة نواقص في أدوية الأورام، والمناعة، والهرمونات، والمفاصل الصناعية، والأدوية المستخدمة قبل وبعد زراعة الكلى والكبد.

وذكر أن الحكومة تحاول إلصاق تهمة زيادة أسعار الدواء إلى الشركات التي تطالب بزيادة أسعار 1000 صنف دوائي كجزء من حلول التعامل مع الأزمة الراهنة، في حين أنها المتسببة فيها دون أن تراعي أن الدواء في حد ذاته سلعة لها تكلفة، كما أن معظم موادها الخام يتم استيرادها من الخارج، فضلاً عن أن الحكومة ذاتها تفرض على القطاع الخاص الالتزام بالحد الأدني للأجور والذي تزايد أكثر من مرة خلال العامين الماضيين، وهؤلاء يعيشون في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تتطلب زيادة رواتبهم لضمان استمرار الإنتاج بجودة مرتفعة.

وأكد المصدر على أن زيادة أسعار الدواء حق أصيل للشركات في ظل هذه الظروف والحكومة يجب أن تتحمل التأثيرات السلبية على المواطنين لأنها المتسبب الأول في انخفاض قيمة الجنيه، وتساءل عن دور التأمين الصحي حيث إنه لو كان مفعلا بصورة حقيقية في مصر فإنه من الأولى أن يتحمل أسعار الدواء وزياداتها وليس المواطنين، كما أن شركات الدواء طالبت مرارا وتكرارا بدعم الخدمات الواردة إليها مثل الكهرباء أو الغاز لكنها رفضت أيضا ويتم التعامل وفقا لأسعار السوق التجاري، وبالتالي لا يمكن اللوم على الشركات التي تسعى لزيادة أسعار الدواء للحفاظ على استمراريتها.

وذكر أن شركات الأدوية قدمت مقترحاً إلى الحكومة برد جزء من مديونيتها إلى الشركات وقدرت المبلغ بشكل مبدئي ليصل إلى 7 مليارات جنيه إلى جانب تقديم مبلغ مماثل للشركات المتعثرة لكي تتمكن من ممارسة عملها، كما تضمن أيضا رفع سقف تمويل الشركة الواحدة ضمن مبادرة تمويل القطاعات الصناعية إلى 300 مليون جنيه بدلا من 70 مليون، لكنها مقترحات لم يتم الرد عليه بعد.

تم تأسيس هيئة الدواء المصرية بموجب القانون رقم 151 لسنة 2019، وهي هيئة عامة خدمية ذات شخصية اعتبارية تتبع مباشرة رئيس مجلس الوزراء. حلت محل عدة جهات رقابية مثل الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية والجهات المنظمة للمستحضرات البيولوجية والمختصة بالصيادلة.

فساد بين هيئة الدواء الموحد وشركات الأدوية

في عام 2023 وبداية 2024، واجهت مصر أزمة نقص حادة في العديد من الأصناف الدوائية نتيجة أزمة العملة وقيود الاستيراد، وعدم تحريك الأسعار بالنسب المطلوبة، لكن في أكتوبر الماضي أعلنت الحكومة حل أزمة نواقص الأدوية بالكامل، بعد تحريك عدد من الأصناف بنسب زيادات تراوحت بين 35% إلى 40%، قبل أن تعود بوادر الأزمة مرة أخرى منذ الشهر الماضي.

ووفق تقارير رسمية، فإن شركات الأدوية تستعد لتقديم طلب رسمي إلى الهيئة المصرية للدواء لرفع أسعار 1000 صنف دوائي بنسبة لا تقل عن 10%، مشيرة إلى أن تكاليف التشغيل والوقود والتأمين على النقل باتت تثقل كاهل المصانع، وسط أزمات في استيراد المواد الخام من الهند والصين.

تنتج الشركات المحلية حالياً نحو 93% من الاحتياجات الدوائية للبلاد. وارتفعت قيمة مبيعات الأدوية في السوق المصرية أكثر من 40% إلى 307 مليارات جنيه خلال العام الماضي.

وأشار رئيس هيئة الدواء المصرية، الدكتور علي الغمراوي، إلى أن مصر تمتلك 179 مصنعا للأدوية البشرية و150 مصنعا للمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى 130 مصنعا لمستحضرات التجميل و5 مصانع للمواد الخام لافتا إلى أن المصانع الوطنية بها 2370 خط إنتاج، و1200 شركة أدوية مصنعة لدى الغير، وتنتج الشركات المصرية 17 ألف مستحضر دوائي.

ويشير مصدر مطلع، بمركز الحق في الدواء وهو منظمة حقوقية، إلى أن الأزمة الراهنة في مصر مركبة بين حكومة لا تقوم بأدوارها تجاه شركات الدواء المحلية الواجب عليها دعمها، وبين شركات الدواء ذاتها والتي تصرف أموالها ببذخ على دعاية تحولت إلى أحد أبرز أشكال الفساد مع توجيه الأطباء لصرف أدوية بعينها مقابل تنظيم رحلات وهدايا باهظة إلى الدرجة التي أضحت فيها الدعاية تشكل 35% من قيمة إجمالي قيمة تصنيع الدواء، في حين أن المادة الخام قد لا تتجاوز قيمتها 10%.

وذكر أن هناك أوجه فساد لا يتم الكشف عنها بين هيئة الدواء الموحد وشركات الأدوية لأن الهيئة الحكومية مسؤولة عن عملية إجراء مراجعة دورية لأسعار الأدوية وبناء عليها يتم تحديد سعر الدواء وذلك من خلال مقارنة أسعار الأدوية المصرية بنظيرتها في أكثر من 40 دولة حول العالم، غير أن تلك الهيئة تتجاهل فكرة مقارنة أسعار الأدوية في مصر بنظيرتها في دول تبيعها بأسعار زهيدة مثل بنجلاديش، وقد يكون هناك تفاهمات خفية غير ظاهرة للعيان.

مخاوف من استحواذ شركات أجنبية

ولم يستبعد المصدر ذاته أن يكون الخلاف المتفجر حاليا لمصلحة شركات أجنبية تجد أرضية مناسبة للاستثمار في سوق الدواء بمصر انعكاساً على انخفاض قيمة العملة المحلية في مصر مقارنة بالدولار وانخفاض أسعار العمالة المصرية، مع وجود خطة مصرية تستهدف تحويل منطقة “جيتو فارما” التي افتتحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل أربع سنوات وهي منطقة صناعية دوائية إلى استقطاب شركات عالمية لتصنيع مستحضراتها داخل المدينة ضمن خطة أوسع لأن تتحول المنطقة إلى مركز إقليمي للتعاون بين الشركات العالمية.

وشدد على أن الشركات الأجنبية قد لا يروق لها وجود منافسة قوية من الشركات المحلية التي تسيطر على إجمالي حجم السوق المصري، بخاصة وأن هناك توجه نحو شركات الدواء العربية العملاقة في الاستحواذ على نسب من شركات أدوية أجنبية وافتتاح أفرع لها في تلك المنطقة، كما حدث بالنسبة لشركة الحكمة الأردنية، والتي تتوسع حالياً في السوقين المصري والتونسي، وكذلك شراء شركة أبوظبي القابضة حصة شركة “بوش هيلث” الكندية في شركة آمون المصرية.

وافتتح عبد الفتاح السيسي مدينة الدواء المصرية، بمنطقة الخانكة، بمحافظة القليوبية في أبريل 2021، أكبر صرح للأدوية في البلاد، إذ تم إقامتها على 180 ألف متر مربع.

وبحلول عام 2028، من المتوقع أن يصل حجم سوق الدواء في الشرق الأوسط إلى 36 مليار دولار، وفي إفريقيا إلى 28 مليار دولار.

 

*اشتباكات العريش هل فقد السيسي السيطرة ام ترك العنان للعرجاني ؟

شهدت مدينة العريش في شمال سيناء، الثلاثاء الماضي، مشهداً صادماً أعاد إلى الأذهان سنوات الانفلات الأمني والاقتتال، مع اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة في وضح النهار بين مجموعات مسلحة تستقل سيارات دفع رباعي، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين واختطاف أحدهم، وسط غياب أمني فاضح، وانسحاب الجناة من المدينة دون اعتراض.

الحادثة التي لم تشهدها المدينة منذ سنوات، أعادت فتح ملف الأمن في سيناء، بل وطرحت أسئلة خطيرة: من يقف خلف المسلحين؟ ولماذا لم تتحرك القوات الأمنية؟ وهل هؤلاء مرتبطون باتحاد قبائل سيناء الذي يقوده رجل الأعمال إبراهيم العرجاني؟

غياب الأمن… وتواطؤ السلطة؟

في حين روّج نظام  المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي طيلة السنوات الماضية لفكرة “عودة الأمن الكامل إلى سيناء”، فإن الحادثة الأخيرة تقوّض هذه الرواية تماماً. خروج مجموعات مسلحة بهذا الشكل المنظم، وتمكنها من الانسحاب دون مواجهة، يشير إما إلى انهيار في منظومة الرصد الأمني، أو إلى تغاضٍ متعمد من الدولة تجاه بعض الجهات المسلحة، خصوصاً تلك التي تدور في فلك السلطة، وتحظى بحمايتها.

الناشط السياسي زهدي جواد كشف في تصريحات صحفية ” أن بعض المسلحين المنفذين للهجوم هم أفراد ضمن اتحاد قبائل سيناء، الكيان القبلي المقرب من النظام، والذي يتزعمه إبراهيم العرجاني. وأضاف أن المركبات المستخدمة في الحادث ليست متاحة للعامة، وإنما تستخدمها جهات محسوبة على النظام، متسائلًا: “هل باتت بعض القبائل فوق القانون؟“.

المواطنون بين الرعب والاحتجاج

عقب الهجوم، خرج أهالي العريش في وقفات احتجاجية تطالب بفرض الأمن ومحاسبة المسلحين، ورفع الغطاء القبلي عنهم. قال أحد مشايخ سيناء، أبو سلمان السواركة، إن الأهالي لن يقبلوا بعودة شبح الفوضى، مؤكدًا أن كل بيت في سيناء دفع ثمناً باهظاً في الحرب ضد الإرهاب، ولن يسمح بعودة السلاح والعنف إلى الشوارع.

لكن رغم دعوات المشايخ والناشطين، لم تُعلن الدولة عن أي نتائج لتحقيقات، ولم تُكشف هوية الجناة، ولم يصدر أي توضيح رسمي بشأن تورط اتحاد قبائل سيناء، ما يعزز المخاوف من أن هناك جهات محمية سياسياً ومسموح لها بتجاوز القانون.

خرافة الأمن في إعلام النظام

الخبير الأمني حاتم صابر حاول التخفيف من وقع الحادث، واصفاً إياه بـ”الحالة الفردية”، مؤكداً أن “الوضع الأمني تحت السيطرة”. لكن هذا التبرير، في نظر المتابعين، يكشف ازدواجية خطاب الدولة، التي لا تتردد في اعتقال الشباب بتهم نشر منشور أو التظاهر، لكنها تفشل في التصدي لسيارات مسلحة تجوب الشوارع وتخطف المواطنين.

كما يدّعي النظام امتلاكه منظومة استخبارية متكاملة تشمل الأمن الوطني والمخابرات العامة والحربية، ويؤكد أنه يشن حملات دائمة لضبط السلاح، ما يثير التساؤل: كيف مرت هذه العملية بهذا الشكل إن كانت الأجهزة الأمنية حاضرة بالفعل؟ أم أن المنظومة لا تُفعّل إلا ضد المعارضين المدنيين وليس حلفاء النظام من القبائل المسلحة؟

العرجاني واتحاد القبائل… هل هم فوق الدولة؟

الاتحاد الذي يقوده إبراهيم العرجاني يُعرف كحليف رسمي للدولة، شارك في العمليات ضد تنظيم “داعش” ووفّر دعماً لوجستياً واجتماعياً للقوات المسلحة. لكن المراقبين يرون أن هذه العلاقة خرجت عن السيطرة، وأصبحت تشكل خطراً داخلياً جديداً، في ظل تزايد المظاهر المسلحة والانفلات داخل بعض العائلات القبلية.

فهل ترك النظام العنان لهذا الكيان ليقوم بدور الدولة الأمني خارج الأطر الرسمية؟ وهل يدفع سكان سيناء من جديد ثمن تحالفات النظام الأمنية غير المنضبطة؟

 من يحكم العريش؟

ما جرى في العريش ليس مجرد “حادث فردي”، بل ناقوس خطر يكشف هشاشة الأمن، وربما تواطؤ السلطة مع جماعات مسلحة تعمل خارج القانون، تحت ستار الولاء للنظام.

وإذا كان عبد الفتاح السيسي قد جعل من الأمن ذريعة للقمع، فها هي العريش بلا أمن ولا أمان، وسكانها يُختطفون تحت سمع وبصر الأجهزة التي يفترض أنها تحكم قبضتها على سيناء.

فهل ستتحرك الدولة لكشف الحقيقة؟ أم أن الجناة سيُفلتون كما أفلت من قبلهم كثيرون كانوا من المحسوبين على دوائر النفوذ؟

 

النظام المصري وحماس في خلاف حاد وسط تفاقم معاناة غزة.. السبت 2 أغسطس 2025م.. مصر في صدارة الصادرات الغذائية لإسرائيل منتجات غذائية تدفقت إلى إسرائيل خلال فترة تجويع غزة

النظام المصري وحماس في خلاف حاد وسط تفاقم معاناة غزة.. السبت 2 أغسطس 2025م.. مصر في صدارة الصادرات الغذائية لإسرائيل منتجات غذائية تدفقت إلى إسرائيل خلال فترة تجويع غزة

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*شطب اسم علاء عبد الفتاح من قائمة الإرهاب لا يغيّر شيئًا في ظل القمع الوحشي في مصر

قرار محكمة بدر في القاهرة في 21 يوليو بشطب اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قوائم الإرهاب يعكس تنازلًا نادرًا في التعامل مع قضايا المعتقلين السياسيين.

جاء القرار بعد إنهاء والدته، الدكتورة ليلى سويف، إضرابها عن الطعام الذي استمر 287 يومًا، مطالبة بإطلاق سراح ابنها المسجون منذ أكثر من عقد.

تشير منصة داون إلى أن هذا الإجراء لا يعني بالضرورة إطلاق سراح علاء، ولا يمثل تحوّلًا في سياسة النظام الذي يواصل الاعتماد على القمع كأداة للسيطرة.

بل تشير المؤشرات إلى العكس تمامًا، إذ يتعمق الاستبداد عبر وسائل تشريعية وقانونية.

أبرز دليل على ذلك القانون الجديد للإجراءات الجنائية، الذي أقرّه البرلمان المصري في أبريل الماضي، والذي يضفي الشرعية على كثير من الانتهاكات التي كانت تُمارس دون غطاء قانوني.

يمنح القانون النيابة العامة سلطة منع المحامين من الاطلاع على ملفات القضايا أو نسخها، ويُجيز للأجهزة الأمنية استجواب المشتبه بهم دون حضور ممثل للنيابة، مما يفتح الباب أمام حالات الإخفاء القسري والتعذيب.
تتضمن المادة 162 من القانون حرمان أسر ضحايا التعذيب من الحق في تقديم شكاوى مباشرة إلى قضاة التحقيق، وحصر هذا الحق في يد النيابة العامة فقط. بذلك، يُغلق أحد المنافذ القليلة التي كانت تسمح للضحايا باللجوء إلى القضاء.

فشل ما يُسمى بالحوار الوطني الذي انطلق في مايو 2023 يعكس أيضًا استمرار الانغلاق السياسي.

رغم الإعلان عن فتح قنوات حوار مع المعارضة، استُثنيت جماعة الإخوان المسلمين، ولم تُعتمد آلية واضحة للإفراج عن المعتقلين السياسيين.

فبينما أُفرج عن بعض الأسماء البارزة مثل زياد العليمي وحسام مؤنس، وُثّق اعتقال آلاف غيرهم في الفترة ذاتها.

تتواصل ممارسات التعذيب والقتل خارج إطار القانون.

في 28 يوليو، اندلعت مواجهات في مدينة بلقاس بعد وفاة الشاب أيمن صبري في قسم الشرطة نتيجة التعذيب، حسب ما أفاد محاميه.

وفي مايو، يُعتقد أن قوات الأمن قتلت رجلين بعد أن سلّما نفسيهما، بزعم وقوع اشتباك مسلح، رغم أدلة تُشير إلى غير ذلك.

تقرير لمعهد سيناء لحقوق الإنسان وثّق 863 حالة إخفاء قسري، وقدّر العدد الفعلي للمختفين بين 2013 و2022 بما يتراوح بين 3000 و3500 شخص، لا يزال مصيرهم مجهولًا.

السبب الجذري لهذا القمع المتصاعد هو الطابع العسكري للنظام، حيث لا تملك القوى المدنية أي نفوذ فعلي في صناعة القرار، ويظل البرلمان أداة شكلية تُكرّس قرارات السلطة التنفيذية.

تهيمن المؤسسة العسكرية والأمنية على المشهد، ويقود التيار المتشدد مسار الدولة بلا معارضة تُذكر.

كما يرتكز النظام على أيديولوجيا قائمة على القومية المتطرفة ونظريات المؤامرة، لتبرير العنف والمراقبة الجماعية وإبقاء المجتمع في حالة استنفار دائم ضد “أعداء الدولة“.

هذا النهج يشتد في أوقات الأزمات الاقتصادية، مثل الوضع الحالي، رغم الدعم الدولي والإقليمي المقدم لمصر من صندوق النقد الدولي وحلفاء الخليج.

في المقابل، يغيب الضغط الخارجي الفاعل، لا سيما من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذين يواصلون دعمهم للقاهرة رغم انتهاكاتها الواسعة، ما يرسّخ القمع باعتباره سياسة ممنهجة.

بالتالي، لا يمثل قرار إزالة اسم علاء عبد الفتاح من قائمة الإرهاب سوى محاولة رمزية لتلميع صورة النظام أمام الغرب، دون نية حقيقية للإصلاح.

نظام السيسي يُعد الأكثر قمعًا في المنطقة منذ انهيار نظام الأسد أواخر 2024، ويقترب في ممارساته من وحشية الأسد أكثر مما يشبه حكم مبارك، ما يجعل آفاق التغيير في الظروف الراهنة شبه معدومة.

*قناة السويس تتخلى عن تفاؤلها بتعافي حركة الملاحة قريبا

قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، إن من الصعب حاليا تحديد موعد لعودة حركة الملاحة في القناة إلى طبيعتها، نظرا للتطورات في البحر الأحمر.

ووصف ربيع في تصريحات تلفزيونية الجمعة، الوضع الراهن بـ”الضبابي” بسبب تغير المعطيات الإقليمية وتصاعد التوترات، منوها إلى أن التقديرات السابقة لهيئة قناة السويس والتي صدرت في أبريل الماضي، توقعت تحسن الوضع تدريجيا بحلول يونيو الماضي.

وأوضح أن التوقعات كان تشير إلى عودة شبه كاملة للحركة الملاحية بحلول نهاية العام الجاري، وذلك بناء على معطيات لحركة الخطوط الملاحية واستنادا إلى توقف هجمات الحوثيين في اليمن على السفن في البحر الأحمر منذ ديسمبر الماضي، وإعلان الجماعة وقف استهداف السفن التجارية بعد الاتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فضلا عن مؤشرات كانت توحي بالتوصل إلى اتفاق وهدنة في غزة.

وأشار إلى تغير هذه المعطيات حاليا بعد تجدد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وإغراق سفينتين يونانيتين، بجانب تدهور الأوضاع في قطاع غزة، بعد مؤشرات سابقة بقرب التوصل إلى اتفاق.

وأكد أن الأمور أصبحت معقدة حاليا ولا يبدو أنها في طريقها إلى الحل، مضيفا أنه لا يمكنه تقديم أرقام الآن، وأن الهيئة تعيد حساباتها من جديد بعد تغير المعطيات، لكنه أعرب عن عدم تفاؤله بحدوث تغير كبير في الحركة الملاحية إذا استمر الوضع الإقليمي الراهن على حاله.

وفي وقت سابق أوضح ربيع، أن قناة السويس خسرت 66% من دخلها بسبب التوترات في البحر الأحمر واستهداف الحوثيين للسفن؛ ما أدى إلى تراجع عدد السفن العابر في القناة، فيما تشير البيانات الحكومية إلى خسائر تقدر بـ7 مليارات دولار العام الماضي.

وأشار البنك المركزي المصري، يوم الثلاثاء الماضي، إلى تراجع حاد في إيرادات قناة السويس خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2024-2025 (يوليو – مارس)، بنسبة 54.1% لتسجل 2.6 مليار دولار؛ نتيجة انخفاض أعداد السفن العابرة بنسبة 44.8% على خلفية استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر.

*مصر وحماس في خلاف حاد وسط تفاقم معاناة غزة

دخلت العلاقات بين مصر وحركة حماس مرحلة جديدة من التوتر، وسط تبادل الاتهامات بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل مجاعة تلوح في الأفق نتيجة الحصار الإسرائيلي الممتد منذ شهور، كما أشار الكاتب حمزة هنداوي.

وفقًا لتقرير ذا ناشيونال، تصاعد الخلاف في وقت يتزايد فيه الضغط الشعبي داخل مصر، إذ دعا نشطاء ومتضامنون عبر مواقع التواصل السلطات إلى إعادة فتح معبر رفح، المنفذ الوحيد لغزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، لتسهيل دخول الإغاثات.

أطلقت مصر وعدد من الدول الأخرى عمليات إنزال جوي للمساعدات نحو غزة، استجابة لتحذيرات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من مجاعة تلوح في الأفق نتيجة القيود الإسرائيلية.

وفي خطاب تلفزيوني مفاجئ، أكد عبد الفتاح السيسي أن تنسيق إدخال المساعدات عبر رفح يتطلب موافقة إسرائيل، التي تسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر منذ مايو العام الماضي.

تدهورت العلاقة بين القاهرة وحماس بعد دعوة مصر وعدة دول عربية للحركة لنزع سلاحها وإنهاء سيطرتها الهشة على القطاع، في خطوة ترمي إلى إنهاء الحرب.

وأثار الخلاف قلقًا إقليميًا، خاصة أن مصر تلعب دور الوسيط الرئيسي في مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل، بمشاركة قطر والولايات المتحدة.

رغم حظر مصر للجماعات الإسلامية، بما في ذلك حماس، واعتبارها تنظيمًا إرهابيًا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن الوساطة في الحروب السابقة قربت بين الطرفين نسبيًا.
تتهم إسرائيل حماس باحتكار المساعدات واستخدامها لأغراضها الخاصة، بينما تنفي الحركة وتتهم إسرائيل بافتعال الهجمات على شاحنات الإغاثة لتجويع الفلسطينيين وتشويه صورة الحركة.

أطلقت لجنة الطوارئ المركزية في غزة – الذراع الإنسانية لحماس – أولى الانتقادات ضد مصر، ووصفت روايتها بشأن المساعدات بأنها “ذريعة للتغطية على التقاعس الإنساني والأخلاقي والعربي تجاه غزة”، داعية مصر إلى اتخاذ موقف حاسم يدعم القطاع بدلًا من الحياد.

كرر القيادي في حماس خليل الحية الاتهامات، وكتب على قناة الحركة في تيليغرام: “يا شعب مصر، يا قيادتها وجيشها وعشائرها وأزهرها وكنائسها ونخبها: هل تتركون إخوتكم في غزة يموتون جوعًا وهم على مقربة منكم؟”
في المقابل، لم تُصدر الحكومة المصرية ردًا رسميًا، لكنها أوكلت الرد لوسائل الإعلام المؤيدة. أبرزها الإعلامي أحمد موسى، الذي أشار إلى ملايين الدولارات التي أنفقتها مصر على المساعدات ورعاية الجرحى الفلسطينيين. كما اتهم حماس بتدمير القضية الفلسطينية، محملًا إياها مسؤولية الحرب المستمرة منذ هجومها في أكتوبر 2023.

اندلعت مشادات حادة بين الوفد المصري وخليل الحية خلال جولات المفاوضات الأخيرة في قطر، التي انهارت الأسبوع الماضي.

وبحسب مصادر دبلوماسية، وجهت القاهرة تحذيرات صارمة لحماس بوقف الانتقادات. ومن المتوقع أن تزور وفود من الحركة القاهرة هذا الأسبوع لاستئناف النقاشات.

تشير المصادر إلى أن المفاوضات متعثرة، إذ تصر حماس على الإفراج عن أكثر من 2000 أسير فلسطيني، بينهم نحو 300 محكومون بأحكام طويلة، في حين ترفض إسرائيل الإفراج عن بعض الأسماء البارزة وتعتبر العدد مرتفعًا. كما تطالب الحركة بتعديلات على إعادة انتشار القوات الإسرائيلية داخل غزة خلال فترة تهدئة مقترحة مدتها 60 يومًا، تشمل تغييرات طفيفة بمسافة لا تتجاوز 200 متر في بعض المناطق.
يرى مراقبون أن حماس أصبحت تفتقر إلى أوراق ضغط قوية بعد حرب قاربت على عامين، وهي اليوم تقاتل من أجل بقائها السياسي.

مرت العلاقة بين مصر وحماس بتقلبات منذ الألفينات، إذ اتهمت القاهرة الحركة بدعم متشددين في سيناء وتهريب أسلحة خلال فترة حكم الإخوان بعد 2011. كما دمرت مصر شبكة من الأنفاق التي كانت تستخدمها حماس لإدخال السلع والتخفيف من آثار الحصار.

اعتمدت حكومة حماس على الضرائب المفروضة على البضائع القادمة من تلك الأنفاق كمصدر دخل رئيسي، ومع تدميرها تفاقمت الأزمة الاقتصادية في غزة.

في ظل هذه الظروف، يبدو أن خلاف القاهرة وحماس يعكس فشلًا أوسع في معالجة الكارثة الإنسانية في غزة، وسط عجز إقليمي ودولي عن إنهاء الحرب المتواصلة.

*مصر في صدارة الصادرات الغذائية لإسرائيل منتجات غذائية تدفقت إلى إسرائيل خلال فترة تجويع غزة

بحسب البيانات الإسرائيلية الرسمية، فإن قيمة صادرات أصناف المنتجات الغذائية التي صدرتها الدول العربية المطبعة إلى إسرائيل خلال يونيو/ حزيران 2025 بلغت 8.16 مليون دولار.

تصدرت مصر القائمة بصادرات غذائية إلى إسرائيل بلغت قيمتها 3.8 مليون دولار، وتندرج الأصناف الغذائية التي صدرتها مصر لإسرائيل تحت 10 منتجات رئيسية بينها:

منتجات من الحبوب أو الدقيق.

منتجات من القهوة والشاي والتوابل.

خضروات.

سكريات.

منتجات من فواكه ومكسرات.

جاءت منتجات الخضار والفواكه والأثمار القشرية على رأس الأصناف الغذائية التي صدرتها مصر لإسرائيل، وبلغت قيمتها مجتمعة 2.6 مليون دولار.

في المرتبة الثانية، حل المغرب، وبلغت قيمة صادراته من الأصناف الغذائية إلى إسرائيل خلال يونيو/ حزيران 2025 نحو 2.5 مليون دولار، وتوزعت الأصناف الغذائية تحت 6 منتجات رئيسية، بينها الخضروات والسكريات ومنتجات من الحبوب.

وكانت منتجات السكريات والحلويات السكرية في مقدمة الأصناف الغذائية المغربية التي وصلت إلى إسرائيل، بقيمة 1.7 مليون دولار.

ثالثاً، حلت الإمارات، التي صدرت ما قيمته 1.04 مليون دولار من أصناف غذائية مختلفة لإسرائيل خلال يونيو/ حزيران 2025، من بينها الأسماك ومنتجات من الخضروات والفواكه والسكريات والحيوانات الحية.

ورابعاً الأردن، الذي بلغت قيمة صادراته الغذائية 672 ألف دولار، ثم البحرين 47 ألف دولار.

صدّرت الدول العربية المطبعة إلى إسرائيل عشراتٍ من أصناف المنتجات الغذائية المتنوعة، بينها مئات الأطنان من الخضروات، في الوقت الذي شدد فيه الاحتلال قيوده على إدخال كميات كافية من الغذاء إلى 2.1 مليون محاصر في غزة، ما تسبب في تفاقم أزمة الجوع وانتشار المجاعة داخل القطاع.

بيانات إسرائيلية رسمية تتبعها “عربي بوست”، بيّنت حجم وكميات الصادرات الغذائية التي تدفقت من الإمارات ومصر والأردن والمغرب والبحرين إلى إسرائيل خلال شهر يونيو/ حزيران 2025.

في الشهر ذاته، كانت قد بدأت ملامح المجاعة الحادة بالظهور بشكل واضح في قطاع غزة، إذ تسبب النقص الحاد في الغذاء واستمرار الاحتلال في منع إدخال المساعدات الكافية خلال يوليو/ تموز 2025 في زيادة أعداد الوفيات من سكان غزة جراء الجوع.

وخرجت صور وفيديوهات من داخل القطاع، أظهرت أطفالاً وكباراً وقد برزت عظامهم من شدة الجوع، فيما ترفض إسرائيل الاستجابة لتحذيرات المنظمات والدول من تفاقم المجاعة في القطاع.

وحتى لحظة نشر هذه المادة، لم تصدر بعد بيانات التجارة الإسرائيلية مع الدول المطبعة لشهر يوليو/ تموز 2025، إذ عادةً ما تنشر إسرائيل إحصاءاتها التجارية بشكل شهري، مع فارق زمني يقارب الشهر، حيث تُعلن مثلاً أرقام شهر يناير/ كانون الثاني في شهر فبراير/ شباط.

تصدير منتجات غذائية عربية لإسرائيل

وتظهر بيانات نشرها “المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء” وحللها “عربي بوست”، تفاصيل أصناف المنتجات التي استوردتها إسرائيل من الدول العربية المطبّعة، والتي صدرتها، وذلك خلال شهر يونيو/ حزيران 2025.

وفق البيانات، بلغت قيمة الصادرات العربية إلى إسرائيل من المنتجات (محلية المنشأ) 116.4 مليون دولار خلال شهر يونيو/ حزيران 2025 وحده.

تنوعت الصادرات العربية إلى إسرائيل خلال يونيو/ حزيران 2025 بين منتجات غذائية وأخرى غير غذائية، مثل الملابس والآلات والأجهزة والمعدات الطبية ومنتجات من الحديد والصلب والأثاث والمفروشات وغيرها.

بلغ عدد أصناف المنتجات الغذائية العربية التي وصلت إلى إسرائيل بالتزامن مع تقييد إدخال المساعدات إلى غزة 76 صنفاً، تندرج تحت 18 منتجاً غذائياً رئيسياً، من بينها:

خضروات، وفواكه، وحبوب، ومنتجات من الحبوب، وسكريات، ومشروبات، وأسماك، والقهوة والشاي والتوابل.

تتضمن البيانات الإسرائيلية أكواداً تعريفية للسلع وفق “النظام المنسّق” (HS Code) العالمي، المعتمد من قبل منظمة الجمارك العالمية وسلطات الجمارك في البلدان، ما أتاح تحديد أنواع المنتجات المتبادلة بين الدول العربية المطبعة وإسرائيل من خلال البحث عنها في قاعدة بيانات سلطات الجمارك الإسرائيلية.

يُقصد بأصناف المنتجات مجموعة المنتجات الفرعية التي تندرج تحت منتج رئيسي بحسب تصنيف الجمارك العالمية، فمثلاً يندرج تحت المنتج الرئيسيالخضروات” أصناف فرعية مثل الفاصولياء والبامية وغيرها.

تصدير خضروات من الأردن إلى إسرائيل

في بيانات إسرائيلية رسمية أخرى نشرتها وزارة الزراعة الإسرائيلية، تظهر كميات ومصادر الخضروات التي تصل إلى إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وحتى يوليو/ تموز 2025.

وفقاً للبيانات، وصلت إلى إسرائيل 791 طناً من الطماطم والفلفل قادمة من الأردن خلال الفترة من 3 يونيو/ حزيران 2025 وحتى يوم 21 يوليو/ تموز 2025، مقسمة على 695 طناً من الطماطم، و96.5 طناً من الفلفل.

خلال شهر يونيو/ حزيران وحده، بلغت كمية الخضروات القادمة من الأردن لإسرائيل 609 أطنان، فيما وصلت الكمية خلال الأسابيع الثلاثة من يوليو/ تموز 2025 إلى 182 طناً.

كانت الحكومة الأردنية قد أعلنت في أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول 2024 وقف تصدير الخضروات والفواكه إلى إسرائيل عقب مزاعم إسرائيلية تفيد بوجود كوليرا في مياه نهر اليرموك التي تستخدم للري، وهو ما نفت عمّان صحته.

في ذات الوقت، أكدت الحكومة مراراً أنه على الرغم من أن الجهات الحكومية الرسمية أوقفت تصدير الخضروات والفواكه إلى الاحتلال، إلا أنه لا توجد آلية ملزمة لمنع تجار القطاع الخاص من استمرار التصدير إلى إسرائيل.

وزير الزراعة الأردني خالد حنيفات، كان قد قال في يناير/ كانون الثاني 2024 على قناةالمملكةإنه “لا توجد آلية قانونية تمنع التجار من تصدير الخضار إلى إسرائيل”، وأضاف: “لكن نقول لهم: حاولوا أن تتحلوا بقليل من الأخلاق“.

وتجدر الإشارة إلى أن البيانات التي نشرتها وزارة الزراعة الإسرائيلية حول كميات الخضار والفواكه، ورد فيها اسما بلدين عربيين وهما المغرب والأردن.

وفيما يتعلق بالمغرب، تظهر البيانات أن 76 طناً من فاكهة السترون مصدرها المغرب وصلت إلى إسرائيل خلال الفترة بين 9 سبتمبر/ أيلول و28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، ولم تسجل البيانات الإسرائيلية أي تصدير آخر من المغرب للفواكه بعد الفترة المذكورة.

المجاعة في غزة

خلال شهر يونيو/ حزيران 2025، وبينما كانت الصادرات العربية من المنتجات الغذائية تصل إلى إسرائيل، صدرت عدة تحذيرات من مسؤولين في الأمم المتحدة من أن غزة مقبلة على مجاعة، بسبب القيود الخانقة التي فرضها الاحتلال على إدخال المواد الغذائية إلى القطاع.

نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، حذر يوم 11 يونيو/ حزيران 2025 من أن سكان غزة معرضون لخطر المجاعة، وفي 12 يونيو/ حزيران 2025 حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، توم فليتشر، من أن غزة ستواجه “خطر الانزلاق إلى المجاعة“.

توالت التحذيرات الأممية من فداحة اتساع المجاعة في غزة خلال شهر يوليو/ تموز 2025، وذكر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير نشره يوم 29 يوليو/ تموز 2025، أن معدل سوء التغذية الحاد في غزة ارتفع بمعدل غير مسبوق، وقال إنه في مدينة غزة تضاعف معدل سوء التغذية بين الأطفال 4 مرات في غضون شهرين.

تشير البيانات الأممية أيضاً إلى أن أكثر من ثلث عدد السكان في قطاع غزة يظلون لأيام متتالية من دون طعام، وأن ما لا يقل عن 500 ألف شخص يعانون ظروفاً شبيهة بالمجاعة.

كذلك تظهر بيانات من المنظمة العالمية (التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) التي تراقب الجوع أن جميع المناطق في قطاع غزة تعاني من وضع حاد في انعدام الأمن الغذائي.

وبحسب خريطة الوضع الحالي لانعدام الأمن الغذائي التي نشرتها المنظمة لقطاع غزة، والتي تغطي الفترة بين 2023 و2025، فإن القطاع بأكمله يعيش في مرحلة حرجة من أزمة الغذاء.

وتشير أحدث الأرقام الرسمية الفلسطينية، الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، يوم الأربعاء 30 يوليو/ تموز 2025، إلى ارتفاع حصيلة الوفيات جراء سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى 154 فلسطينياً، بينهم 89 طفلاً.

وليس الجوع والقصف وحدهما من يفتك بأرواح الغزيين، إذ يلقى آخرون حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات من نقاط توزيع المساعدات، وفق آلية دعمتها أمريكا ووافقت عليها إسرائيل، تتيح توزيع المساعدات في القطاع من قبل “مؤسسة غزة الإنسانية”، ضمن مواقع معينة يشرف عليها عسكريون أمريكيون سابقون.

وفي آخر إحصائية نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية، يوم الخميس 31 يوليو/ تموز 2025، فإن 1330 فلسطينياً في غزة لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.

دول عربية تواجه انتقادات

وتواجه الدول العربية التي تواصل التصدير إلى الاحتلال انتقادات شعبية تطالب الحكومات بوقف التعاملات التجارية مع إسرائيل، كرد فعل على استمرار حرب الاحتلال على غزة.

كانت مصر قد واجهت مراراً انتقادات واتهامات بـ”إغلاق معبر رفح” وإبطاء إدخال المساعدات إلى قطاع غزة المُحاصر، فيما ردّت القاهرة بأن إسرائيل هي المسؤولة عن عرقلة دخول المساعدات من المعبر، وتقول أيضاً إنها تعمل على إدخال “أكبر قدر من المساعدات“.

وكانت كل من مصر والأردن والإمارات قد نفذت يوم الأربعاء 30 يوليو/ تموز 2025 عمليات إنزال جوي لمساعدات إنسانية على غزة، فيما تقول وكالةالأونروا” الأممية إن عمليات الإنزال الجوي “لن تنهي” المجاعة المتفاقمة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

خلفت الحرب الإسرائيلية ما لا يقل عن 206 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.

 

* 30 مليار جنيه مديونيات حكومية تهدد بغلق عشرات شركات الدواء بمصر.. ومخاوف من “تصفية” لصالح شركات أجنبية

انعكست الأزمات التي تواجهها صناعة الدواء في مصر على سوق الأدوية الذي يعاني في الوقت الحالي شحاً في بعض العقاقير المرتبطة بالأمراض المزمنة، والتي اختفى بعضها من الصيدليات، ويجري توفيرها فقط في الصيدليات الحكومية.

يأتي هذا في وقت تشكو فيه شركات الأدوية والموزعين من وجود مديونيات مالية مستحقة لهم لدى الحكومة المصرية ممثلة في هيئة “شراء الدواء الموحدوالتي تبقى مهمتها توصيل الدواء إلى الصيدليات والمستشفيات الحكومية وتقدر قيمتها بـ”30 مليار جنيه“.

تأثيرات كبيرة على السوق الشهرين المقبلين

وقال صاحب أحد شركات الأدوية المحلية، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إن كثير من الشركات العاملة في السوق المصري تعاني أوضاعاً مضطربة بسبب صعوبات على مستوى توفير السيولة اللازمة لاستيراد مكونات تصنيع الدواء، وانعكس ذلك سلباً على حجم الإنتاجية.

وأشار إلى أن هناك الكثير من الاجتماعات التي انعقدت مع الحكومة المصرية خلال الأشهر الماضية، ووعدت خلالها بتقديم دعم مادي للشركات لكي تتجاوز عثراتها، لكن ذلك لم يحدث، كما أنها لم تسدد ديونها إلى الشركات ومن ثم فإن الأزمة تتفاقم دون معرفة هوية الطرف المستفيد.

وأوضح أن ثلثي مصانع الدواء تقريباً تعمل بنسبة لا تتجاوز 60% من طاقتها، وأن عمليات الاستيراد من الخارج تراجعت بشكل ملحوظ، وهو ما ترتب عليه اختفاء بعض الأصناف من الأسواق، وقد يقود ذلك لأزمة متفاقمة على نحو أكبر بعد أن أضحت شركات الدواء المحلية مسيطرة على أكثر من 90% من إجمالي الأدوية المتوفرة في السوق المصري، لافتاً إلى أن الأمر لم يتوقف فقط على مصانع إنتاج الدواء بل إن شركات التوزيع التي تتسلم منها الدواء أيضاً تأثرت بالأزمة، وبدأ العشرات منها في غلق أبوابها، في حين أنها كانت تستحوذ على نسبة كبيرة من سوق التوزيع في مصر.

وشدد على أن انهيار هذه الشركات التي يعتمد بعضها في تمويل عملياته على تسهيلات ائتمانية من البنوك ذات حدود قصوى، سيترك تأثيرات كبيرة على السوق خلال الشهرين المقبلين، وأن تجاوز الأزمة الراهنة بحاجة إلى ستة أشهر على الأقل.

ولفت إلى أن أصحاب مخازن التوزيع الصغيرة هم الأكثر تضرراً لأن هؤلاء وجدوا أنفسهم غير قادرين على تسديد ديونهم، حيث يعتمدون بالأساس على سداد مديونياتهم بناء على ما يحققونه من أرباح البيع، ومع تأثر السوق دخل هؤلاء في مشكلات متفاقمة، وبعد أن بذلت هيئة الدواء المصري جهود لضبط عمل هذه المخازن التي كانت تعمل دون ضوابط عادت مرة أخرى لحالة الفوضى المنتشرة في عملية التوزيع تأثراً بما حدث للشركات الكبرى.

وذكر أن الأزمة وصلت أيضاً إلى الصيدليات والتي لم تتأثر سلباً فقط بسبب نقص الأدوية، بل إن مشكلات المخازن التي تتعامل معها انعكست عليها بعد أن سعى أصحاب تلك المخازن للمضاربة في أسعار الدواء وتقليص هامش ربح الصيدليات، وبالتالي فإن كثير من الصيدليات رفضت استلام الأدوية وكان البديل تسريب تلك الأدوية بأسعار مرتفعة لدى السوق السوداء الذي عاد مرة أخرى للانتشار مؤخراً بعد أن جرى تضييق الخناق عليه خلال الأشهر الماضية.

وأكد أنه حدث لأول مرة في مصر أن ارتفعت أسعار بعض الأدوية دون أن يحدث تغييرات في آلية التسعير الجبري، وأن بعض الصيدليات اتجهت لتلك الحيل للحفاظ على معدلات أرباحها، وهو أمر بالغ الخطورة ويهدد بفوضى في سوق الدواء، ما لم يكن هناك تدخل حكومي يتعامل مع الأزمة من جذورها ويتيح وضعية مناسبة للشركات المحلية لكي تنتظم في عملية الإنتاج.

وتعددت اللقاءات التي عقدتها الحكومة المصرية مع اللجنة التي جرى تشكيلها من جانب هيئة الدواء المصرية وهي معنية بحل مشكلات ومعوقات صناعة الأدوية في مصر، وتضمنت الأزمات التي شكا منها أصحاب الشركات المحلية خلال آخر اجتماع انعقد قبل ثلاثة أشهر ضعف الملاءة المالية لشركات التصنيع، واحتياجات الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وعدم مرونة نظام التسعير، وارتفاع تكلفة الأدوية المستوردة مقارنة بالمحلية، إلى جانب ضريبة القيمة المضافة المفروضة على مواد التعبئة والتغليف الدوائي. كما تم تناول سبل دعم المصانع المتعثرة لإعادة تشغيلها، وتعزيز قدرة المصانع الصغيرة على المنافسة والاستدامة.

أزمة سيولة غير مسبوقة

خلال اجتماع حكومي في يونيو/ حزيران الماضي، أوصى وزير الصحة المصري، خالد عبدالغفار، هيئة الشراء الموحد، وهيئة الدواء المصرية، بإعداد دراسة تفصيلية لحصر جميع الأدوية المتداولة، وتحليل وضعها من حيث التوافر والتسعير ومعدلات الاستهلاك، مع التركيز على الأدوية الحيوية والأساسية، على أن تشمل الدراسة تقييماً دقيقاً لسلاسل التوريد، والعقبات التي قد تواجه توفير الأدوية، سواء على مستوى الإنتاج المحلي أو الاستيراد، بما يضمن عدم حدوث أي نقص في الأدوية داخل السوق أو المنشآت الصحية.

وبحسب مصدر مطلع بشعبة الأدوية وهي تابعة لاتحاد الغرف التجارية، فإن سوق الدواء يعاني في تلك الأثناء أزمة سيولة لم تمر بها شركات الأدوية منذ فترة طويلة، ويمكن القول بأنها غير مسبوقة – بحسب المصدر – وأن الحكومة هي السبب في تلك الأزمة لأن هيئة الشراء الموحد ترفض الالتزام بسداد ديونها إلى الشركات وقادت التراكمات لأن وصلت إلى 30 مليار جنيه، دون أن تتدخل لحل الأزمة رغم العديد من المناشدات على مدار الأشهر الماضية.

وشدد المصدر ذاته، على أن هيئة الشراء منحت شركات الأدوية شيكات بدون رصيد وهو ما فاقم الأزمة بين الطرفين، ولم يعد هناك ثقة متبادلة وهناك مخاوف من أن يكون هناك أطراف بعينها تهدف إلى إرغام الشركات على الإغلاق، إذ من المتوقع أن تتزايد وتيرة الدعاوى القضائية المرفوعة لحصول الشركات على حقوقها.

كما ذكر المصدر أن شركات الأدوية سوف تركز في عملها على أصناف الأدوية التي تضمن توزيعها مباشرة إلى الصيدليات دون المرور على هيئة الشراء الموحد، وهو ما قاد لوجود أزمة نواقص في أدوية الأورام، والمناعة، والهرمونات، والمفاصل الصناعية، والأدوية المستخدمة قبل وبعد زراعة الكلى والكبد.

وذكر أن الحكومة تحاول إلصاق تهمة زيادة أسعار الدواء إلى الشركات التي تطالب بزيادة أسعار 1000 صنف دوائي كجزء من حلول التعامل مع الأزمة الراهنة، في حين أنها المتسببة فيها دون أن تراعي أن الدواء في حد ذاته سلعة لها تكلفة، كما أن معظم موادها الخام يتم استيرادها من الخارج، فضلاً عن أن الحكومة ذاتها تفرض على القطاع الخاص الالتزام بالحد الأدني للأجور والذي تزايد أكثر من مرة خلال العامين الماضيين، وهؤلاء يعيشون في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تتطلب زيادة رواتبهم لضمان استمرار الإنتاج بجودة مرتفعة.

وأكد المصدر على أن زيادة أسعار الدواء حق أصيل للشركات في ظل هذه الظروف والحكومة يجب أن تتحمل التأثيرات السلبية على المواطنين لأنها المتسبب الأول في انخفاض قيمة الجنيه، وتساءل عن دور التأمين الصحي حيث إنه لو كان مفعلا بصورة حقيقية في مصر فإنه من الأولى أن يتحمل أسعار الدواء وزياداتها وليس المواطنين، كما أن شركات الدواء طالبت مرارا وتكرارا بدعم الخدمات الواردة إليها مثل الكهرباء أو الغاز لكنها رفضت أيضا ويتم التعامل وفقا لأسعار السوق التجاري، وبالتالي لا يمكن اللوم على الشركات التي تسعى لزيادة أسعار الدواء للحفاظ على استمراريتها.

وذكر أن شركات الأدوية قدمت مقترحاً إلى الحكومة برد جزء من مديونيتها إلى الشركات وقدرت المبلغ بشكل مبدئي ليصل إلى 7 مليارات جنيه إلى جانب تقديم مبلغ مماثل للشركات المتعثرة لكي تتمكن من ممارسة عملها، كما تضمن أيضا رفع سقف تمويل الشركة الواحدة ضمن مبادرة تمويل القطاعات الصناعية إلى 300 مليون جنيه بدلا من 70 مليون، لكنها مقترحات لم يتم الرد عليه بعد.

تم تأسيس هيئة الدواء المصرية بموجب القانون رقم 151 لسنة 2019، وهي هيئة عامة خدمية ذات شخصية اعتبارية تتبع مباشرة رئيس مجلس الوزراء. حلت محل عدة جهات رقابية مثل الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية والجهات المنظمة للمستحضرات البيولوجية والمختصة بالصيادلة.

فساد بين هيئة الدواء الموحد وشركات الأدوية

في عام 2023 وبداية 2024، واجهت مصر أزمة نقص حادة في العديد من الأصناف الدوائية نتيجة أزمة العملة وقيود الاستيراد، وعدم تحريك الأسعار بالنسب المطلوبة، لكن في أكتوبر الماضي أعلنت الحكومة حل أزمة نواقص الأدوية بالكامل، بعد تحريك عدد من الأصناف بنسب زيادات تراوحت بين 35% إلى 40%، قبل أن تعود بوادر الأزمة مرة أخرى منذ الشهر الماضي.

ووفق تقارير رسمية، فإن شركات الأدوية تستعد لتقديم طلب رسمي إلى الهيئة المصرية للدواء لرفع أسعار 1000 صنف دوائي بنسبة لا تقل عن 10%، مشيرة إلى أن تكاليف التشغيل والوقود والتأمين على النقل باتت تثقل كاهل المصانع، وسط أزمات في استيراد المواد الخام من الهند والصين.

تنتج الشركات المحلية حالياً نحو 93% من الاحتياجات الدوائية للبلاد. وارتفعت قيمة مبيعات الأدوية في السوق المصرية أكثر من 40% إلى 307 مليارات جنيه خلال العام الماضي.

وأشار رئيس هيئة الدواء المصرية، الدكتور علي الغمراوي، إلى أن مصر تمتلك 179 مصنعا للأدوية البشرية و150 مصنعا للمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى 130 مصنعا لمستحضرات التجميل و5 مصانع للمواد الخام لافتا إلى أن المصانع الوطنية بها 2370 خط إنتاج، و1200 شركة أدوية مصنعة لدى الغير، وتنتج الشركات المصرية 17 ألف مستحضر دوائي.

ويشير مصدر مطلع، بمركز الحق في الدواء وهو منظمة حقوقية، إلى أن الأزمة الراهنة في مصر مركبة بين حكومة لا تقوم بأدوارها تجاه شركات الدواء المحلية الواجب عليها دعمها، وبين شركات الدواء ذاتها والتي تصرف أموالها ببذخ على دعاية تحولت إلى أحد أبرز أشكال الفساد مع توجيه الأطباء لصرف أدوية بعينها مقابل تنظيم رحلات وهدايا باهظة إلى الدرجة التي أضحت فيها الدعاية تشكل 35% من قيمة إجمالي قيمة تصنيع الدواء، في حين أن المادة الخام قد لا تتجاوز قيمتها 10%.

وذكر أن هناك أوجه فساد لا يتم الكشف عنها بين هيئة الدواء الموحد وشركات الأدوية لأن الهيئة الحكومية مسؤولة عن عملية إجراء مراجعة دورية لأسعار الأدوية وبناء عليها يتم تحديد سعر الدواء وذلك من خلال مقارنة أسعار الأدوية المصرية بنظيرتها في أكثر من 40 دولة حول العالم، غير أن تلك الهيئة تتجاهل فكرة مقارنة أسعار الأدوية في مصر بنظيرتها في دول تبيعها بأسعار زهيدة مثل بنجلاديش، وقد يكون هناك تفاهمات خفية غير ظاهرة للعيان.

مخاوف من استحواذ شركات أجنبية

ولم يستبعد المصدر ذاته أن يكون الخلاف المتفجر حاليا لمصلحة شركات أجنبية تجد أرضية مناسبة للاستثمار في سوق الدواء بمصر انعكاساً على انخفاض قيمة العملة المحلية في مصر مقارنة بالدولار وانخفاض أسعار العمالة المصرية، مع وجود خطة مصرية تستهدف تحويل منطقة “جيتو فارما” التي افتتحها عبدالفتاح السيسي قبل أربع سنوات وهي منطقة صناعية دوائية إلى استقطاب شركات عالمية لتصنيع مستحضراتها داخل المدينة ضمن خطة أوسع لأن تتحول المنطقة إلى مركز إقليمي للتعاون بين الشركات العالمية.

وشدد على أن الشركات الأجنبية قد لا يروق لها وجود منافسة قوية من الشركات المحلية التي تسيطر على إجمالي حجم السوق المصري، بخاصة وأن هناك توجه نحو شركات الدواء العربية العملاقة في الاستحواذ على نسب من شركات أدوية أجنبية وافتتاح أفرع لها في تلك المنطقة، كما حدث بالنسبة لشركة الحكمة الأردنية، والتي تتوسع حالياً في السوقين المصري والتونسي، وكذلك شراء شركة أبوظبي القابضة حصة شركة “بوش هيلث” الكندية في شركة آمون المصرية.

وافتتح عبد الفتاح السيسي مدينة الدواء المصرية، بمنطقة الخانكة، بمحافظة القليوبية في أبريل 2021، أكبر صرح للأدوية في البلاد، إذ تم إقامتها على 180 ألف متر مربع.

وبحلول عام 2028، من المتوقع أن يصل حجم سوق الدواء في الشرق الأوسط إلى 36 مليار دولار، وفي إفريقيا إلى 28 مليار دولار.

*مع الترحيل القسري للسودانيين خبراء: السيسي وابن زايد وبولس يسعون لتقسيم جديد

وثق حقوقيون مئات الحالات من الترحيل القسري للسودانيين اللاجئين في مصر بسبب الحرب، وفي 2024 وثقوا 20 ألف حالة ترحيل قسري، في حين ترد عشرات الحالات من الترحيل في 2025 في مرحلة غير مسبوقة من الملاحقات والترحيلات واقتحام المنازل، توقيف واحتجاز وترحيل للكل، بلا اجراء قانوني صحيح، وبلا فرص لدفوع المحامين أو اتخاذ أي اجراءات.

يوجد قرار يبلغه ضابط أمني بالترحيل،  ولكن لا توجد قرارات رسمية معلنة بالترحيل، حيث لا يسلم لذوي المرحلين أو المحامين لكي يطعنوا عليها، أو يقاضوا بها دولة تتقاضى عن كل لاجئ 400 دولار شهريا لا تعطيهم منه سوى 700 جنيه شهريا لا يصل المبلغ ولا حتى نصفه من منظمة اللاجئين.

طبخة القاهرة

ويبدو أن السيسي باع رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان مقابل اوامر محمد بن زايد، وبحسب الصحفي السوداني مكاوي الملك فإن مخطط رباعي خطير فيه مصر ضمن “تحركات الرباعية +2 (أمريكا..الإمارات..السعودية..مصر) تجري لتصفية المشهد عبر طبخة تسوية تُشرعن وجود مليشيا دموية ارتكبت المجازر..وتهدف ايضا لتحييد ما تبقي من دول الجوار للحصار الكامل تحييد مصر والسعودية والضغط عليهما عبر صفقات اقتصادية وعسكرية لقبول صفقة تُعيد تدوير الانقلاب بشعارات “الانتقال المدني””.

وأضاف أن “‏كل هذا يجري بينما أغلب دول الجوار (عدا مصر وإريتريا والسعودية) متواطئة أو داعمة للمليشيا..بشكل مباشر أو بالصمت.

التحركات الأخيرة – سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا – هي محاولات يائسة لإيقاف انهيار مشروعهم عبر صفقات تُدار في العلن والظل.. ومن يربط بين صفقات التسليح بين مصر وأمريكا قبل ايام قليلة والتحركات الأمريكية في ملف غزة وسد النهضة ، يفهم أن هناك مقابلًا سياسيًا يُطلب من بعض الدول… وهذا ما نحذر منه اليوم”.

واعتبر أن “الواقع خطير… والمرحلة حساسة .. والتاريخ لن يرحم من تجاهل هذه الإشارات المبكرة.. الثقة لا تُبنى بالكلام المطمئن… بل تُبنى بالصدق في التنبيه والتحذير.. ‏فلا تخدعكم التهدئة الإعلامية..فالمعارك القادمة ستكون سياسية ودبلوماسية لا تقل شراسة عن ميادين القتال..بالاخص في ظل وضع اقتصادي منهار “.

وعبر Makkawi Elmalik أشار إلى “تجاهل الخطر هو الخداع الحقيقي!.. ‏منذ اليوم الأول لهذه الحرب لم أنشر حرفًا من فراغ بل من مصادر ميدانية أعرفها ، أو تقارير دولية موثوقة لا يمكن لمن يتابع أن ينكرها.. في معارك الوسط كانت اغلب منشوراتي بشارات نصر..وكان النصر واقعًا رأيناه في ود مدني وسنار وغيرها..بفضل الله ثم ببطولات جيشنا.. وانتصاراتنا المتتالية وصول قواتنا إلى كردفان وتخوم دارفور لم تربك المليشيا فقط…بل أرعبت الإمارات ومن خلفها..لأنهم أدركوا أن مشروعهم في السودان ينهار أمام إرادة شعب وجيش لا يُهزم.. الآن هم يدركون تماما أن السيطرة على كل كردفان تعني أن دارفور أصبحت مسألة وقت…”.

واشار إلى أنه “متى سقطت كامل شمال دارفور من يد المليشيا..سيفقد المليشيا خطط الامداد الليبي وسيفقد المرتزقة دافعهم للقتال ويبدأون في الهروب..لأن الهزيمة حين تتراكم وتتوالي من سنار والجزيرة والخرطوم وكردفان وتصل دارفور..ترعب وتُحبط كل مرتزق لا يقاتل من أجل وطن!”.

ورصد “الملك” تحركات عسكرية في المثلث الحدودي (لا تبالي مصر بتحركات حميدتي على ما يبدو فيه) والأقمار الصناعية رصدت بالصور CopernicusEU بتاريخ 25 يوليو 2025 نشاطًا جويًا لوجستيًا مكثفًا في مطار الكفرة جنوب شرق ليبيا قرب المثلث الحدودي الخطير (السودان – مصر – ليبيا) وتؤكد وجود طائرتي شحن IL-76 وطائرة نقل AN-26 وطائرة رابعة غير معروفة.

وأضاف أن “هذه ليست حركة مدنية.. بل نشاط مريب وغامض في قلب منطقة استراتيجية استخدمت مرارًا كنقطة إمداد للمليشيا من خلال دعم إماراتي عبر ليبيا وتشاد.. المثلث الحدودي الذي حذرنا منه عشرات المرات والبعض كان يقلل من تحليلاتنا .. بدأ يكشف نفسه الآن أمام الجميع بالأقمار الصناعية!”.

وأكد أن وراء هذه التحركات والتحالفات تقف إسرائيل كما وضحنا لكم سابقاً في مقالات مخططاتهم القذرة..كجزء من هندسة التفكيك وخلخلة الدولة السودانية والضغط على مصر عبر دعم مليشياوية لتفتيت الجيش وتغيير موازين وجغرافيا المنطقة لاهداف خبيثة..”.

وألمح إلى صمت مصري قائلا “‏تحركات الرباعية..صفقات التسلّح..ممرات التهريب..صمت بعض الجيران… كلها جزء من خطة أكبر.. ‏لن نتوقف عن كشف الحقائق مهما تجاهلها البعض..‏المعركة ليست فقط في الداخل بل على حدودنا وثرواتنا وسيادتنا!”.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=10162945977964894&set=a.391964909893

الترحيل القسري

الحقوقي نور خليل Nour Khalil  عضو حزب الدستور قال “قسم شرطة الطالبية اللي كان محتجز الشاب السوداني مريض السرطان، محتجز أطفال سودانيين بدون اي وجه قانوني وبيهدد بترحيلهم من بين اخرين.. النيابة أصدرت قرارات بالإفراج عنهم، مسجلين لدى المفوضية وأوراقهم سليمة، ليه يتم ترحيلهم منطقة خطر وحرب قد يحدث لهم فيها تجنيد اجباري ودولة تواجه اكبر كارثة إنسانية في العالم“.

وعن خطورة الترحيل القسري قال إن ما يحدث ويتزايد بصورة مرعبة آخر أسبوعين غير قانوني “عيب ومفيهوش ذرة إنسانية وبيكلف الدولة إرهاق الأجهزة الأمنية في ملاحقة ناس اضطرّتهم الحياة واجراءات الدولة المصرية أنهم يكونوا في هذا الوضع، وبيكلف احتجاز وترحيل اكتر من استضافة هؤلاء البشر اللي لاذوا لينا بحثا عن الأمان”.

عودة “طوعية”

وفي محاولة للملمة الفضيحة بترحيل السودانيين قسريا حشرت الهيئة القومية لسكك حديد مصر السودانيين في قطار (الفوج الثاني) وعلي متنه المئات من السودانيين وذويهم مرورًا بمحافظة أسوان ووصولًا إلى ميناء السد العالي النهري تحت شعار “العودة الطوعية“!

ويفترض ان القطار مجاني ينطلق كل يوم إثنين من القاهرة إلى أسوان ومن أسوان ينتقل المرحلون إلى السودان حتى الخرطوم.

ومنذ أبريل الماضي، شهدت المعابر الحدودية بين السودان ومصر زيادة كبيرة في حركة العودة البرية للسودانيين، بالتزامن مع التطورات الإيجابية على الساحة العسكرية واستعادة القوات المسلحة السودانية السيطرة على العاصمة الخرطوم، ما انعكس على تحسن الأوضاع الأمنية وشجع آلاف المواطنين على العودة الطوعية إلى الوطن.

وقال محمد سليمان، مؤسس مبادرة “راجعين لبلد الطيبين”، في تصريحات خاصة لصحيفة الشرق الأوسط، إن عدد الحافلات ارتفع إلى نحو 200 حافلة يومياً، تنقل ما يقارب 10 آلاف سوداني من القاهرة ومدن مصرية أخرى، مشيداً بالتعاون الكبير من السلطات المصرية التي سمحت بعبور الحافلات مباشرة حتى مدينة وادي حلفا في شمال السودان عبر معبري أرقين وأشكيت.

وتساءل آحرون كيف تكون العودة ولم يحدث الاستقرار في دارفور وشمال السودان في وقت تفتك فيه الكوليرا بالنازحين في السودان وتشاد وتؤجج فيه الإمارات الكارثة عبر دعم ميليشيا الدعم السريع.

واتهمت منظمات حقوقية الإمارات بلعب دور أساسي في إشعال الكارثة من خلال دعم ميليشيات الدعم السريع التي ساهمت في تهجير السكان وتدمير البنية التحتية، ما مهّد لانتشار الوباء وحذرت الأمم المتحدة من انهيار صحي كامل ومطالب بتحقيق دولي في الدور الإماراتي الكارثي.

*استمرار القتل تحت التعذيب هل يوقظ الشارع المصري؟

وقعت اشتباكات بين عددٍ من أهالي مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية وأفراد الشرطة، خلال تجمهر الأهالي يوم 27 يوليو/تموز الماضي، في محيط محكمة بلقاس، احتجاجًا على وفاة أيمن صبري، البالغ من العمر 21 عامًا، أثناء احتجازه بمركز الشرطة، وكان قد أُلقي القبض على أيمن يوم 19 يوليو/تموز، أي قبل الوفاة بنحو عشرة أيام، بتهمة تعاطي المخدرات وحيازة سلاح أبيض، ولاحظت أسرته وجود آثار تعذيب على جسده، بينما صرّح محاميه بأنه تعرّض للتعذيب على يد ضباط القسم.

لم تكن هذه الحادثة جديدة على المصريين، لا من حيث طبيعتها ولا من حيث تداعياتها؛ إذ تتكرر مثل هذه الوقائع بين فترة وأخرى، يُقتل فيها مواطنٌ مصري تحت التعذيب داخل مقارّ الاحتجاز، أو في أقبية مباني الأمن الوطني، سواء كان المتهم سياسيًا أو جنائيًا، فلا فرق، فالتعذيب، لدى الأمن المصري، ليس سلوكًا عشوائيًا أو انفعاليًا بل عقليةٌ راسخة ومنهجٌ تاريخي.

في هذا المقال، نحاول فهم جذور هذه العقلية، ونتساءل: هل يمكن أن تقود هذه الممارسات، التي تصل إلى القتل، إلى تحريك الشارع مجددًا كما حدث في يناير/كانون الثاني 2011؟

التعذيب كمنهج تاريخي

تاريخيًا، ومنذ تأسيس “مصر الحديثة” على يد محمد علي (1805)، لا سيما عند بناء الجيش المصري في عشرينيات القرن التاسع عشر، كان تعامل الدولة المصرية المُؤسَّسة حديثًا مع المصريين غير إنساني، وكأنهم مجرد أجساد وأرقام تُستخدم وتُوظَّف لخدمة مصالح الدولة الجديدة.

نظرًا لهذا التصوّر، اعتُبر المواطنون المصريون أدوات في يد السلطة، يُستخدمون في بناء الجيش، كما في قطاعات أخرى كالزراعة، ضمن منظومة إقطاعية استعبادية، ولم يكن الحفاظ على حياتهم هدفًا للدولة، بل سُجن بعضهم لتخلّفهم أو هروبهم من التجنيد الإجباري، وعوقب آخرون بالتشويه أو بإنهاء حياتهم.

هذه الممارسات، التي تصل إلى حدود الإبادة الرمزية والجسدية، أسست فلسفة راسخة في عقل الدولة، بأن السلطة السياسية العليا تملك أجساد المصريين، ولها الحق الكامل في استخدامهم وتسخيرهم بكل أشكال التوظيف الممكنة بما يخدم مصالحها.

وبعد قيام الجمهورية المصرية وإنهاء حكم الباشاوات، أي بعد ثورة يوليو 1952، لم تتغير هذه الفلسفة. ربما تغيرت بعض المفاهيم، وسُنّت قوانين إصلاحية تُساوي بين المواطنين في التعليم والصحة والعمل، فقد بشّرت دولة عبد الناصر الجديدة بحلم العروبة والاشتراكية والمساواة، إلا أن العقلية العميقة للدولة، وفي القلب منها جهازها الأمني، لم تتغير في تعاملها مع المواطن المصري العادي، ذاك الذي لا يملك سلطة أو نفوذًا؛ فظلت المعاملة قاسية، خالية من أي اعتراف بالكرامة أو الحقوق.

اليوم، لا توجد تنظيمات أو نقابات أو كيانات حقوقية فاعلة داخل مصر، يمكنها أن تحشد الناس أو تقودهم نحو مطلب سياسي جامع، أو حتى تحرّك احتجاجًا منظمًا ذي أفق ثوري.

توسعت الجمهورية في إنشاء مؤسساتها، وعلى رأسها المؤسسة الأمنية، التي أنشأت أجهزة وفروعًا وقوات متعددة المهام، ونتيجة لذلك تضخم الجهاز الأمني إلى درجة مكّنته من إحكام السيطرة على المجتمع، وقمع كل أشكال التمرّد، سواء كان سياسيًا أو اجتماعيًا أو حتى فرديًا لا يمتّ للسياسة بصلة، ورافق هذا الإخضاع توسّعٌ في ممارسات التعذيب، حتى بات التعذيب سمة لصيقة بمؤسسات الأمن، وأصبح السؤال الأول الذي يُطرح على أي مواطن دخل قسم شرطة أو تعامل مع الأمن: “هل تم تعذيبك؟”.

وفي عهد عبد الفتاح السيسي، لم يتغير الأمر، بل تفاقم، فقد ازدادت الأجهزة الأمنية تغوّلاً، واستُخدمت صلاحياتها بلا حدود، حتى صار التعذيب معاملة أساسية في مراكز الاحتجاز، وقد وثّقت المنظمات الحقوقية والصحافية آلاف حالات التعذيب بأشكاله المختلفة، بما في ذلك القتل داخل أقسام الشرطة ومقارّ الأمن الوطني.

وباتت حادثة مقتل مواطن تحت التعذيب، بغض النظر عن تهمته أو خلفية احتجازه، أمرًا اعتياديًا ومشهدًا متكررًا في حياة المصريين، فلم تعُد تلك الانتهاكات مجرد تجاوزات فردية أو انفعالات طارئة، بل غدت جزءًا من منظومة عقلانية متأصلة في بنية الدولة المصرية.

هل التعذيب يشعل ثورة؟

كان السبب الرئيسي في اندلاع ثورة يناير هو ممارسات التعذيب والإذلال المتزايدة بحق المواطنين على يد رجال الأمن، والتي أسفرت عن مقتل شابين مصريين قبل اندلاع الثورة بأيامٍ وشهور قليلة، وهما خالد سعيد وسيد بلال، وكان اختيار يوم 25 يناير، عيد الشرطة المصرية، للاحتجاج خيرَ دليلٍ على المطلب الحقيقي، وهو وقف التعذيب ومحاسبة القَتَلة من عناصر وزارة الداخلية، ولاحقًا توسّعت المطالب مع تنامي الزخم الشعبي لتشمل إسقاط نظام مبارك نفسه، كما حدث في 11 فبراير/شباط 2011.

وهنا يبرز السؤال: هل يمكن أن يؤدّي القتل المتواصل تحت التعذيب اليوم إلى إشعال ثورة جديدة؟ لا سيما أن الأسباب التي دفعت المصريين للثورة في يناير 2011 لا تزال قائمة، بل باتت أكثر تفاقمًا، من تعذيبٍ وفقرٍ وقمعٍ للحريات، إلى انعدام الأمل السياسي، لكنّ الإجابة، على الأرجح، هي “ربما”، باحتماليةٍ ضعيفة، أن تحدث ثورة مستقبلًا – بمفهومها الكامل، لا على شكل احتجاجات وقتية – بسبب القتل المنهجي الذي يُمارس بحق المواطنين، وذلك لاختلاف طبيعة المرحلة السياسية والاجتماعية في مصر اليوم عمّا كانت عليه قبل 2011، بالإضافة إلى تحولات عميقة طرأت على الوعي الجمعي للمجتمع المصري.

في ظل سلطوية السيسي، بات تفاعل المجتمع مع حوادث القتل تحت التعذيب يقتصر على الانفعال اللحظي، لا الفعل المنظم، أي أننا نشهد احتجاجًا عابرًا على الحدث لا على السياسات التي أنتجته.

أولى هذه الاختلافات تتعلّق بالمجتمع نفسه؛ إذ راكم المصريون، وعلى رأسهم القوى السياسية والحقوقية، منذ أواخر التسعينيات وحتى 2011، تجربة نضالية امتدت إلى العمل الحقوقي والسياسي والنقابي، وأثمر هذا التراكم عن نشوء كتلة مجتمعية منظمة، استطاعت قيادة الجماهير وتحويل مطالبها من مجرد وقف التعذيب إلى إسقاط النظام، أما اليوم، فالسياق مختلف تمامًا؛ إذ لا توجد تنظيمات أو نقابات أو كيانات حقوقية فاعلة داخل مصر، يمكنها أن تحشد الناس أو تقودهم نحو مطلب سياسي جامع، أو حتى تحرّك احتجاجًا منظمًا ذي أفق ثوري.

أما من جهة السلطة، فقد كانت سلطة مبارك، رغم قمعها، تسمح بهوامش من الحرية في العمل العام، شملت مجالات مثل السينما والثقافة والنقابات والمشاركة السياسية، فضلًا عن وجود مؤسسات مجتمع مدني، في القلب منها منظمات حقوقية، راقبت ورصدت انتهاكات وزارة الداخلية ودافعت عن الضحايا.

على عكس سلطوية السيسي الشمولية التي لم تترك مجالًا أو فضاءً عامًا إلّا واحتكرته، عبر ممارسات قمعية شديدة، أفضت خلال 12 عامًا إلى تجفيف كامل للحياة العامة، فلا سياسة ولا حقوق ولا فنون مستقلة، ولا يُسمح بوجود أي رواية سوى رواية الدولة، وقد رافق ذلك عنف بالغ مارسته السلطة منذ يوليو/تموز 2013 حتى اليوم، خلّف عشرات الآلاف من المعتقلين وآلاف القتلى، إلى جانب حملات الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي.

وفي ظل هذه السلطوية، بات تفاعل المجتمع مع حوادث القتل تحت التعذيب يقتصر على الانفعال اللحظي، لا الفعل المنظم، أي أننا نشهد احتجاجًا عابرًا على الحدث لا على السياسات التي أنتجته، ففي كل مرة يُقتل فيها مواطن تحت التعذيب، يخرج أهالي الضحية أو سكان المنطقة في تظاهرة محدودة أمام المحكمة أو قسم الشرطة، كما حدث مؤخرًا في بلقاس بمحافظة الدقهلية، لكنّ هذه الاحتجاجات غالبًا ما تنتهي بانتهاء الحدث، دون أن تتوسع أو تتصل بسياقات مجتمعية أوسع، فالسلطة تتدخّل سريعًا لاحتوائها، إما بالقمع أو بالمناورة السياسية، بما يمنع أي امتدادٍ أو تكرار.

وفي ظل غياب حاضنة تنظيمية، سياسية أو حقوقية، يلتفّ حولها الناس للمطالبة بوقف سياسة التعذيب ومحاسبة القَتَلة، تظل هذه الممارسات جارية بلا مساءلة، فيما تتمادى السلطة في عقلية استباحة أجساد المصريين، كما لو أنها تملكهم، فالسلطة الحالية أسست وجودها على العنف، أكثر من أي نظام سابق، حتى بات القمع سمة بنيوية في طريقة إدارتها، وأصبح المصريون ضحايا يتزايد عددهم يومًا بعد يوم، في ظل حياة قمعية لم يعيشوها مثلها من قبل.

*حكومة الانقلاب تفرض رسما بـ15 جنيها على معاملات البريد المصرى

فوجيء عملاء البريد المصري، عند إجراء معاملات بأكشاك البريد بفرض رسوم قيمتها 15 جنيها على كل معاملة يقوم بها العميل دون إثباتها في الايصال الخاص بالمعاملة . 

وعندما توجه بعض عملاء البريد بسؤال لمديرى مكاتب البريد عن هذه الرسوم ولماذا لا يتم اثباتها بالإيصال، أكدوا ان هذه تعليمات من حكومة الانقلاب .

وانتقد عدد من المواطنين فرض هذه الرسوم غير القانونية معربين عن أسفهم لأن المواطن لا يستطيع معرفة أسباب دفع هذه الرسوم

وقالوا ان هذه الرسوم تعنى أن البريد يحصل مرتبات موظفيه بالأكشاك نظير ال 15 جنيها المفروضة على كل معاملة يقوم بها المواطن لكن دون إثباتها بشكل رسمي في الايصالات .

وتساءل المواطنون أين تذهب هذه الرسوم؟ وأين هي من خزينة دولة العسكر؟. 

يشار إلى أن البريد المصري يقدم خدمات عديدة بالتعاون مع الوزارات المختلفة من تسديد فواتير أو مخالفات أو مصروفات إلا أنه عند السداد بأكشاك البريد يتم دفع رسوم الخدمة الرسمية المعلنة نظير الخدمة التي يقدمها البريد مثبتة فى إيصالات مختومة بخاتم البريد لكن دفع رسوم مع منع إثباتها بالإيصال واكتفاء البريد بالاعلان عنها بورقة على كشك البريد يثير التساؤل أين البنك المركزي المصري من هذه المعاملات غير الرسمية ؟. 

ديون السيسي تُجهِز على ما تبقى من جيوب المصريين: 85 مليار جنيه إضافية لسداد فوائد القروض.. الجمعة 1 أغسطس 2025م.. لقاء بولس حفتر ترسيخ الاعتراف بالمنقلبين في ليبيا ودور للقاهرة في أحداث طرابلس

ديون السيسي تُجهِز على ما تبقى من جيوب المصريين: 85 مليار جنيه إضافية لسداد فوائد القروض.. الجمعة 1 أغسطس 2025م.. لقاء بولس حفتر ترسيخ الاعتراف بالمنقلبين في ليبيا ودور للقاهرة في أحداث طرابلس

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* مؤتمر حقوقي في إسطنبول لنجدة المعتقلين المصريين المضربين عن الطعام

نظمت جمعيتا مظلوم دار وأوزجور دار في إسطنبول مؤتمرًا صحفياً بحضور المحامية الحقوقية جولدان سونماز، وزوجة الدكتور محمد البلتاجي، وعدد من النشطاء والمهتمين من أسر المعتقلين والمصريين والأتراك، لبحث أوضاع المعتقلين المصريين وخاصة داخل سجن بدر.

المؤتمر وجّه نداء عاجلًا لنجدة المعتقلين المصريين الذين يعانون من أسوأ الظروف، حيث يتعرضون لعزل كامل، ومنع للزيارة، وحرمان من التريض، إضافة إلى زنازين انفرادية تصل لمدد تقارب تسع سنوات، دون أي وسيلة تواصل مع ذويهم، مما دفعهم لاتخاذ قرار الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم.

وخلال كلمتها، تحدثت السيدة سناء البلتاجي عن معاناة زوجها والمعتقلين معه، مؤكدة أنه تعرض لجلطتين دماغيتين دون أن يتلقى الرعاية الصحية اللازمة أو يتم نقله لمكان طبي مناسب لحالته. ووجهت نداءً إلى المؤسسات الحقوقية والضمائر الحية للتحرك والضغط من أجل إنقاذ حياة المعتقلين وضمان حصولهم على أبسط حقوقهم الإنسانية.

واختتم المؤتمر برفع صور عدد من المعتقلين المضربين عن الطعام، وترديد مطالب بفتح الزيارة، والسماح بالتريض، وتوفير الرعاية الطبية العاجلة لهم.

* مقتل المعتقل السياسي فريد شلبي داخل جهاز الأمن الوطني بكفر الشيخ ودفنه سرًا

أعلنت منظمات حقوقية، وفاة المعتقل السياسي فريد محمد شلبي داخل أحد مقار جهاز الأمن الوطني في محافظة كفر الشيخ، بعد نحو ثلاثة أسابيع من الإخفاء القسري، وذلك في ثالث حالة وفاة لمعتقل خلال 48 ساعة، ما يرفع عدد الوفيات داخل السجون وأماكن الاحتجاز إلى 24 حالة منذ مطلع عام 2025، وفقًا لتقارير حقوقية مستقلة.

وذكرت منظمة “هيومن رايتس إيجيبت” أن السجين الراحل كان في العقد السادس من عمره، وقد اعتُقل مؤخرًا بعد سنوات من المطاردة الأمنية، ليخضع لاحقًا للاحتجاز في مقر تابع لجهاز الأمن الوطني، حيث تعرض لتعذيب شديد أدى إلى وفاته، بحسب ما أفادت المنظمة.

وأوضحت المنظمة أن السلطات دفنت جثمان شلبي مساء الثلاثاء 29 يوليو في جنازة جرت وسط تكتم أمني كبير، تحت حراسة مشددة ضمت ما لا يقل عن خمس سيارات شرطة، دون السماح لأفراد أسرته أو محاميه بالحضور أو معرفة ملابسات الوفاة بشكل واضح، في مشهد يعكس سعي الأجهزة الأمنية لطمس الحقيقة ومنع أي توثيق للواقعة.

بدورها، حمّلت مؤسسة “عدالة لحقوق الإنسان” السلطات المسؤولية المباشرة عن وفاة شلبي، مؤكدة تعرضه لتعذيب ممنهج داخل مقر الاحتجاز أدى إلى مقتله. وأشارت إلى أن إبلاغ الأسرة بوفاته تم من دون توضيح للأسباب أو تسليم أي تقارير طبية رسمية، مما يعزز الشكوك حول نية متعمدة لإخفاء تفاصيل ما حدث. وطالبت المؤسسة بـفتح تحقيق دولي عاجل وتقديم المتورطين إلى المحاكم الجنائية الدولية بتهم تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم تعذيب وإخفاء قسري.

في السياق نفسه، أصدرت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان” بياناً وصفت فيه الحادثة بأنها “جزء من سلسلة متصلة من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها السجناء السياسيون”، لا سيما داخل مقار الأمن الوطني ومراكز الاحتجاز التابعة لوزارة الداخلية. وشددت الشبكة على أن “استمرار الإفلات من العقاب، وغياب الرقابة القضائية المستقلة، والتواطؤ الواضح من بعض الجهات الرسمية، يؤدي إلى تكرار مثل هذه الجرائم دون رادع”.

وتُعد وفاة فريد شلبي الحلقة الأحدث في سلسلة طويلة من الوفيات داخل السجون، حيث تُعاني المنظمات الحقوقية المحلية والدولية من صعوبات هائلة في توثيق هذه الحالات، نظراً لغياب الشفافية ومنع الزيارات المستقلة لمقار الاحتجاز، فضلاً عن رفض الدولة الإفصاح عن الأعداد الحقيقية للمعتقلين أو عن ظروف احتجازهم.

وعلى الرغم من النفي الرسمي المتكرر لوجود معتقلين سياسيين في مصر، إلا أن تقارير حقوقية محلية ودولية تؤكد أن السجون ومراكز الاحتجاز، تضم عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، معظمهم احتُجزوا على خلفية تعبيرهم عن الرأي أو مشاركتهم في أنشطة سياسية سلمية، في ظل حملة قمع موسعة تشنها السلطات منذ عام 2013.

وتُعرّف المنظمات الحقوقية “السجين السياسي” بأنه كل من تم احتجازه بسبب انتمائه الفكري أو السياسي أو الديني، أو مشاركته في مظاهرات سلمية، أو تعبيره عن الرأي عبر وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي، وهي التعريفات التي تنطبق على آلاف المحتجزين حالياً. وتُقدّر منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” عدد السجناء السياسيين في مصر بنحو 60 ألف معتقل، في غياب إحصائيات رسمية.

 

* 35 مضربًا عن الطعام و15 في حالة حرجة ..تهديد خطير لحياة ” خيرت الشاطر” و”جهاد الحداد”بسجن بدر 3

وثّقت منظمة “لجنة العدالة” الحقوقية تصعيداً خطيراً في الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون في سجن بدر 3، شمل تهديدات مباشرة بالقتل، من أبرزها ما تعرض له المهندس خيرت الشاطر في 21 يوليو، وعمرو العقيد في 22 يوليو، وجهاد الحداد في 24 يوليو، حيث وُصف التهديد الموجه للأخير بأنه “الأعنف”، ونقل عنه أن مسؤولاً أمنياً قال له:
الغلط معانا مرة واحدة، وبعد كده الرصاص هو اللي هيتكلم“.

وفي أحد اللقاءات الأمنية داخل السجن، صرّح مسؤول آخر:
لدينا الدعم والتأييد الخارجي لنفعل بكم ما نشاء. أنتم مجرد ملفات تُنسى بعد 15 يوماً. لا حقوق لكم لدينا“.

11 يوماً من الانتهاكات المتواصلة

أكدت “لجنة العدالة” في تقريرها أن الانتهاكات تصاعدت بشكل متسلسل خلال الفترة بين 19 و30 يوليو، داخل قطاع 2 بسجن بدر 3، وتنوعت بين تهديدات مباشرة، إضرابات عن الطعام، محاولات انتحار، وتدهور خطير في الأوضاع الصحية والنفسية لعدد من المعتقلين، وسط صمت رسمي مطبق.

تهديدات أمنية وابتزاز لعائلات المحتجزين

تلقى عدد من المعتقلين تهديدات مباشرة من قيادات الأمن الوطني، كان أبرزها خلال لقاء في 19 يوليو، جمع ثلاثة من كبار ضباط الجهاز — من بينهم مساعد رئيس الجهاز — مع المعتقلين أمين الصيرفي ومحمد البلتاجي، وهددتهم الأجهزة باعتقال ذويهم وتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم إن لم ينهوا الإضراب خلال 48 ساعة.

تدهور صحي حاد

جاء في التقرير أن الدكتور مصطفى الغنيمي  صرخ فيهم بعد تدهور صحته :
مابنتهددش يا ظلمة!”
وقد نُقل إلى العناية المركزة في حالة حرجة. وبعد دقائق، تم نقل المعتقل هاني شعبان لنفس السبب.

كما نقل السفير رفاعة الطهطاوي إلى المستشفى بسبب هبوط حاد في السكر (بلغ 39)، تبعته حالات مشابهة لكل من محمد البلتاجي وأسعد الشيخة بسبب انخفاض ضغط الدم والسكر.

في 29 يوليو، انهار سعد عليوة من شدة الإعياء، في حين فقد المتحدث السابق باسم الإخوان المسلمين أحمد عارف وعيه بعد أن وصل معدل السكر لديه إلى 33، وظل يردد بصوت منهك:
سأواصل إضرابي حتى يعلم العالم ما يحدث في قطاع 2… الحياة لا تستحق إن سكتنا عن جرائمكم“.

ورغم الطرق والصراخ من داخل الزنازين، لم تتحرك إدارة السجن إلا بعد محاولة عبدالسلام المليجي (65 عامًا) الانتحار، ليُنقل إلى المستشفى مكبلاً ويُحقن بمادة “المورفين”، وهو ما سبق أن تكرر مع الدكتور عبدالله شحاتة (3 يوليو)، والمعتقل رضا أبو الغيط (12 يوليو).

وفي 30 يوليو، أقدم الدكتور حسن البرنس على محاولة انتحار بقطع شرايينه، وتم نقله للمركز الطبي، دون توفر معلومات دقيقة عن حالته الصحية حتى اللحظة.

35 مضربًا عن الطعام.. و15 في حالة حرجة

أكدت اللجنة أن عدد المضربين عن الطعام بلغ 35 معتقلاً، من بينهم 15 حالة حرجة للغاية، أبرزهم:

  • عبدالرحمن البر
  • محمد سعد عليوة
  • أسعد الشيخة
  • رفاعة الطهطاوي
  • أمين الصيرفي
  • باسم عودة
  • أسامة مرسي
  • أسامة ياسين
  • أحمد عارف
  • خالد الأزهري

وبحسب التقرير، أعلن عدد من القادة البارزين نيتهم الإقدام على محاولات انتحار جماعية بدءاً من 1 أغسطس، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم الأساسية:

  • السماح بالزيارة
  • الخروج إلى الشمس
  • تلقي الرعاية الطبية
  • وقف العزل الانفرادي والتهديدات

كما حذر المعتقلون من تصعيد جديد إن اقترب الأمن من ذويهم أثناء الزيارات، في ظل استمرار سياسة العقاب الجماعي.

جرائم ممنهجة ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية

وصفت “لجنة العدالة” ما يجري في سجن بدر 3 بأنه نمط متكرر من الانتهاكات الممنهجة، يشمل:

  • التعذيب النفسي
  • الإهمال الطبي المتعمد
  • العزل الانفرادي القاسي
  • الحرمان من الحقوق الأساسية

وأشارت اللجنة إلى أن هذه الممارسات تنتهك الدستور المصري، والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها مصر، وعلى رأسها اتفاقية مناهضة التعذيب، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

دعوات لتحقيق دولي عاجل

حمّلت “لجنة العدالة” المسؤولية الكاملة لما يجري في سجن بدر 3 إلى:

  • وزارة الداخلية
  • جهاز الأمن الوطني
  • النيابة العامة

وطالبت بـ:

  • فتح تحقيق عاجل ومستقل
  • نقل المرضى لمستشفيات مدنية
  • وقف سياسة العزل
  • تمكين المعتقلين من حقوقهم الأساسية

ودعت الآليات الأممية والمنظمات الحقوقية الدولية إلى التدخل العاجل، وزيارة سجن بدر 3 وفتح تحقيقات دولية نزيهة.

وأكدت اللجنة أن الصمت الدولي لم يعد مقبولاً، محذرة من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، واحتمال وقوع انتحار جماعي داخل السجن بات أمراً واقعياً لا يمكن تجاهله.

خيرت الشاطر.. سنوات من الحبس والعزل والحرمان

كان آخر ظهور علني لنائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، المهندس خيرت الشاطر، في 14 يناير 2022، خلال إحدى جلسات محاكمته، حيث شكا علنًا من سوء أوضاعه الصحية، بحسب “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان“.

وقال الشاطر آنذاك:
أبلغ من العمر 72 عاماً، محبوس في زنزانة انفرادية منذ سنوات، وممنوع من الزيارة، ولا أتلقى الرعاية الطبية اللازمة، والقاضي يُجدد الحبس رغم كل ذلك.

ووفقاً للتقارير، فإن الشاطر معتقل منذ أغسطس 2013 في سجن العقرب شديد الحراسة 1، محروم من الزيارة والتواصل مع أسرته، ويعاني من تدهور صحي شديد نتيجة سنوات الحبس الانفرادي دون علاج أو رعاية.

الاختيار 3″.. دراما استخباراتية لتشويه الخصوم

وفي أبريل 2022، تعمدت الأجهزة الأمنية المصرية تشويه صورة الشاطر عبر مسلسل الاختيار 3، الذي تضمن سرداً أمنياً محرفاً، حيث زُعم أن الشاطر هدّد الجيش والشعب بدعم من أمريكا وأوروبا وتنظيم القاعدة، وهو ما نفته أسرته ومحاموه ووصفوه بـ”الفبركة الإعلامية الأمنية“.

*عائلات معتقلي “تظاهرات غزة” يطالبون السيسي بالإفراج عن أبنائهم المحتجزين منذ نحو عامين

ناشدت عشرات العائلات، عبد الفتاح السيسي التدخل العاجل للإفراج عن أبنائها المعتقلين منذ أكتوبر 2023، على خلفية اتهامات تتعلق بدعم القضية الفلسطينية وقطاع غزة، في أعقاب العدوان الإسرائيلي الدموي على القطاع وبداية عملية “طوفان الأقصى”.

وجاءت المناشدة في رسالة مفتوحة تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وجرى توجيهها إلى عدد من المحامين الحقوقيين وأعضاء لجنة العفو الرئاسي، وسط حالة من الإحباط والغضب بين الأسر التي فقدت معيلها الوحيد، أو حُرم أبناؤها من التعليم والرعاية، بينما يقبع ذووهم في السجون بلا محاكمة أو حتى توجيه تهم واضحة. 

خلف القضبان منذ أكتوبر: تضامن مع غزة يُقابل بالاحتجاز

تؤكد العائلات أن أبناءها جرى اعتقالهم بين 20 و27 أكتوبر 2023، في ذروة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مصر آنذاك تضامنًا مع غزة. وشهدت تلك الأيام تظاهرات عفوية رفع فيها المتظاهرون العلم الفلسطيني، ونددوا بالقصف الإسرائيلي الوحشي، في مشاهد لاقت تفاعلًا واسعًا لكنها وُوجهت لاحقًا بحملات اعتقال ممنهجة.

الرسالة أكدت أن المحتجزين لا ينتمون إلى أي جماعات ولا شاركوا في أنشطة عنيفة، بل مارسوا حقهم في التعبير السلمي عن موقف شعبي تاريخي لطالما اعتبرته مصر جزءًا من وجدانها وهويتها.

وقد استشهدت العائلات بتصريحات متكررة للسيسي يؤكد فيها دعمه للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، داعية إياه إلى ترجمة هذا الدعم عبر الإفراج عن أبنائهم الذين اعتُقلوا لأنهم “نطقوا بما في ضمير الأمة”. 

مآسي إنسانية داخل السجون: آباء يرحلون، وأبناء يُحرمون من وداعهم

أشارت الرسالة إلى أن عددًا من المحتجزين فقدوا أحد الوالدين أثناء فترة الاحتجاز، دون السماح لهم بتوديعهم أو حضور الجنازات، في انتهاك صارخ للحقوق الإنسانية. كما حُرم آخرون من استكمال تعليمهم الجامعي أو أداء الامتحانات، بينما لم تُمنح أسرهم أي معلومات واضحة عن تطورات قضاياهم، في ظل غياب المحاكمات وتباطؤ التحقيقات.

وأضافت الرسالة: “طالت التحقيقات دون أفق واضح، وأصبح ظلها علينا عاتمًا وواقعها قاسيًا، ولا نعلم متى ستنتهي هذه المحنة”.

وتضمنت الرسالة قائمةً بأسماء العشرات من المحتجزين، من ضمنهم طلاب جامعات، وعمال، وحرفيون، بعضهم يُعيل أسرًا مكونة من أطفال ونساء مسنّات. ويخضع معظمهم للتحقيق في قضايا أرقام 2468 و2469 و2635 لسنة 2023، وهي القضايا التي تُستخدم، وفقًا لمحامين، لتجميع عدد كبير من الموقوفين على خلفيات سياسية أو مرتبطة بالتعبير عن الرأي. 

دعوات إلى الرئاسة والنائب العام: أوقفوا دوامة الاحتجاز التعسفي

وجهت العائلات في رسالتها نداءً إلى مؤسسة الرئاسة، وإلى النائب العام، ولجنة العفو الرئاسي، مطالبةً بتدخل عاجل للإفراج عن أبنائها المحتجزين منذ أكثر من تسعة أشهر دون محاكمات أو وضوح في الإجراءات القضائية، مشددة على ضرورة إنهاء معاناة تمتد يومًا بعد يوم، وتحرمهم من الحياة الكريمة والأمل. 

تقارير حقوقية تدق ناقوس الخطر: قمع التضامن مع فلسطين

تأتي هذه المناشدة في سياق أوسع من الانتقادات الحقوقية التي وُجهت إلى السلطات المصرية خلال الأشهر الماضية، حيث اتهمت منظمات حقوقية بارزة الدولة باستخدام قوانين مكافحة الإرهاب والتجمهر لقمع التضامن الشعبي مع فلسطين.

منظمة “هيومن رايتس ووتش”، و”المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”، من بين منظمات وثّقت حملات الاعتقال التي طالت مئات المصريين في أعقاب تظاهرات أكتوبر الماضي. وأكدت هذه المنظمات أن الاتهامات الموجهة إليهم تتضمن تهمًا فضفاضة مثل “الانضمام إلى جماعة إرهابية”، و”نشر أخبار كاذبة”، و”إساءة استخدام وسائل التواصل”، مشيرة إلى أن المحتجزين يُحبسون احتياطيًا لفترات تتجاوز الحد القانوني، في ظروف احتجاز كثيرًا ما توصف بأنها غير إنسانية. 

ختام الرسالة: “أنصفونا قبل أن تنطفئ أرواحنا من الانتظار”

اختتمت العائلات رسالتها بنداء يحمل الكثير من الألم والأمل في آن:
“نحن لا نطلب إلا العدالة، والرحمة، وفرصة لأبنائنا كي يعودوا إلى بيوتهم، إلى مدارسهم، إلى أهلهم.. لا تتركوا هذه المحنة تطول أكثر، أنصفونا قبل أن تنطفئ أرواحنا من الانتظار.”

*ارتفاع أعداد وفيات المعتقلين داخل سجون السيسي في الأيام الأخيرة

في السنوات الأخيرة، وبخاصة في أعقاب حكم قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي الذي بدأ في 2014، شهدت سجون مصر ارتفاعًا مقلقًا في عدد وفيات المعتقلين، خاصة السجناء السياسيين.

تشير البيانات التي رصدتها منظمات حقوق الإنسان إلى ارتفاع حاد في حالات الوفاة داخل السجون المصرية خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في 2024 و2025، حيث توفي أكثر من خمسين سجينًا سياسيًا بسبب الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز السيئة.

يعود ذلك إلى عدة عوامل رئيسية تتعلق بسياسات النظام التي تركز على القمع والتنكيل بالمعتقلين.

  • تتسم ظروف الاحتجاز في السجون المصرية بالرعب وسوء النظافة والتكدس الشديد والافتقار للرعاية الصحية المناسبة.
  • الإهمال الطبي المتعمد هو السبب الرئيسي ليزيد من معدلات الوفاة، حيث ترفض إدارة السجون نقل المرضى للمستشفيات أو تقديم علاج طبي فعال.
  • سياسة القمع بفرض عقوبات شديدة على المحتجزين للضغط عليهم نفسياً وجسدياً، ما ساهم في تدهور صحتهم بشكل كبير.

ما الذي يسبب ارتفاع الوفيات داخل السجون؟

  1. الإهمال الطبي المتعمد: أثبتت تقارير منظمات حقوق الإنسان أن الوفيات غالبًا ما تنتج عن عدم تلقي الرعاية الصحية اللازمة، مثل توفير الدواء أو الفحوصات الطبية، رغم وجود أمراض مزمنة أو خطيرة لدى المعتقلين.

قالت منظمة “جوار” الحقوقية إن وفاة المعتقل سعد السيد الذي توفي في سجن برج العرب نتيجة الإهمال الطبي المتعمد تعكس سياسة ممنهجة لتنكيل السجناء.

أصدرت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان بيانًا حول وفاة عبد السلام صدومة في بداية 2025 بعد معاناة مع مرض السرطان ضمن ظروف حبس قاسية تعكس التدهور الصحي داخل السجون.

  1. ظروف احتجاز غير آدمية: السجون مكتظة بشكل مفرط، مع نقص التهوية والسكن في غرف ضيقة، ما يساهم في تفاقم الأمراض وانتقال الفيروسات والأوبئة بسهولة.

ناشطون سياسيون مثل هشام رؤوف ونقابيون حقوقيون أكدوا أن النظام يرفض اتخاذ أي خطوات لتحسين الرعاية الطبية في السجون، وهو ما تسبب في وفيات متكررة خلال السنوات الماضية.

  1. التعذيب وسوء المعاملة: تعرّض العديد من المعتقلين للتعذيب الجسدي والنفسي مما يضعف المناعة ويؤثر على حالتهم الصحية.
  2. سياسات العقاب والتجاهل: النظام المصري يستخدم الإهمال كأداة عقابية ضد السجناء السياسيين، حيث ثبت أن هناك تجهيلًا متعمّدًا لحجم معاناة المعتقلين وحرمانهم من أدنى حقوقهم.

منظمات حقوقية دولية كهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية دعت الحكومات الغربية لمواجهة النظام المصري على هذه الانتهاكات وحثت على فتح تحقيقات دولية في ممارسات السجون. 

تفاصيل أسماء وأحداث آخر خمس حالات وفاة داخل سجون مصر:

  1. متولي أبو المجد سليمان محمد (57 سنة) – 16 يناير 2025: توفي في سجن جمصة نتيجة الإهمال الطبي وسوء ظروف الاحتجاز.
  2. أحمد محمد جبر (43 سنة) – 19 يناير 2025: توفي في المستشفى الجامعي بالإسكندرية بعد تدهور حالته الصحية بسبب ظروف الاحتجاز القاسية والإهمال الطبي.
  3. هشام الحداد – 1 فبراير 2025: اعتقل في مارس 2023، توفي داخل سجن العاشر من رمضان بعد تعرضه لإهمال طبي متعمد رغم المطالبات المتكررة بالإفراج عنه.
  4. عدلي عبد النافع عبد الباقي – فبراير 2025: توفي بسبب الإهمال الطبي في السجن، تفاصيل وفاته تعكس استمرار التجاهل لحالات المرض.
  5. خالد أحمد مصطفى – فبراير 2025: ثالث المعتقلين الذين توفوا خلال فبراير 2025 نتيجة الإهمال الطبي وغياب الرعاية الصحية المناسبة.

تأريخ وكمية الوفيات في السنوات الأخيرة

  • 2021 سجلت 60 حالة وفاة في السجون بسبب الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز السيئة.
  • 2022 شهدت وفاة 52 معتقلاً.
  • 2023 رصدت 32 حالة وفاة بين السجناء السياسيين.
  • 2024 أكثر من خمسين حالة وفاة.

هذه الأرقام تؤكد أن ملف وفيات المعتقلين في سجون مصر يتفاقم عامًا بعد عام، لا سيما تحت حكم السيسي.

هذا التقرير يوضح أن نظام الانقلاب المصري الحالي ينتهج سياسة ممنهجة من الإهمال الطبي والتنكيل في السجون، ويثبت أن ارتفاع أعداد الوفيات داخل السجون في الأيام الأخيرة ليس فقط نتاجًا للظروف العامة، بل سياسة متعمدة تستهدف القضاء على أصوات المعارضين والمحتجين داخليًا، كما يؤكد على ضرورة مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بفتح تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين

*مطالب بمحاكمة إسرائيل بعد دعوتها لقتل شيخ الأزهر

طالب وكيل وزارة الأوقاف الأسبق في مصر سعد الفقي بمقاضاة إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية على دعوة وسائل إعلامها لقتل شيخ الأزهر أحمد الطيب.

وأدان الفقي شدة الهجوم الإعلامي الصهيوني على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ووصفه بأنه “سفالة وقلة أدب”، مؤكدًا أن هذا السلوك ليس غريبًا على إعلام دولة تمارس الإبادة الجماعية وتستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، وتهدم المساجد والكنائس على رؤوس المصلين.

وأكد الفقي أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي تبقى وصمة عار على جبين كل من يتقاعس أو يصمت تجاهها، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية شنّت هجومًا مباشرًا على الأزهر وشيخه، بل وصل الأمر إلى الدعوة لتصفيته ردًا على إدانة الأزهر للجرائم الإسرائيلية في غزة.

واعتبر الفقي أن هذه التصريحات تمثل جريمة كاملة الأركان، ودعا الحكومات العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات القانونية عبر تقديم مذكرة رسمية لمحكمة العدل الدولية. كما طالب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتحرك وإصدار مذكرات احتجاج لوقف “العنجهية والتطاول” على رمزية شيخ الأزهر.

وأشار الفقي إلى وجود صلة بين التظاهرات التي نظمها الإخوان المسلمون أمام السفارة المصرية وبين هذه التصريحات المشبوهة، معتبرًا أنه كان الأولى بهم التظاهر أمام المؤسسات الإسرائيلية بدلًا من ذلك، مما يخالف المنطق والعقل. واختتم مطالبته بأن تتحرك وزارة الخارجية المصرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الإعلام الصهيوني.

وشنت وسائل إعلام إسرائيلية هجوما مباشرا على الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر أحمد الطيب، داعية إلى تصفيته وذلك ردا على إدانة الأزهر لجرائم إسرائيل المتواصلة في قطاع غزة.

* وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في تل أبيب

أثارت مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، موجة تفاعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذا عبر مدونون عن تعجبهم من التظاهر ضد مصر بدلا من إسرائيل التي تخوض الحرب على قطاع غزة.

ونظم عدد من فلسطيني الداخل الإسرائيلى، وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في تل أبيب، تحت شعارات دعم غزة بداعي غلق مصر معبر رفح والمشاركة في حصار القطاع، وهو ما نفته القاهرة في أكثر من مناسبة.

وكان على رأس المتظاهرين شخصيات معروفة مثل كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية، ورائد صلاح، رئيس الحركة المحظورة.

وعلق مدونون مصريون وفلسطينيون على المظاهرة وأبدو تعجبهم من الاحتجاج على الموقف المصري بدلا من مطالبة إسرائيل بوقف عدوانها على غزة وفك الحصار، حيث تغلق إسرائيل جميع المعابر مع غزة وتعرقل دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم.

وعلق أحد المدونين قائلا: “مفيش مظاهرة بدون تصريح، أخدوا التصريح من بن غفير اللي بيدعو لإبادة غزة“.

وقال مدون فلسطيني: “أنا صار عندي Erorr ومش قادر أستوعب! إنه كيف يعني تكون بتل أبيب وتتظاهر ضد مصر؟ كيف زبطت معك؟ وللي ما بيعرف.. هالمظاهرة مرخصة! يعني لازم لحتى تطلعها قدام السفارة المصرية، إنك تكون مقدم للداخلية الإسرائيلية وتشرحلهم الأسباب..”.

وواصل: “يعني أنت رحت للداخلية الإسرائيلية اللي بيقودها بن غفير الداعي لإبادة غزة وتطهيرها بمن فيها، لتأخذ منه ترخيص تهاجم مصر!! هذا شيء يفوق قدرتي على الاستيعاب، يفوق قدرتي على الفهم! أنتم انذال.. خونة وضيعين…”.

فيما علق آخر قائلا: “جماعة الإخوان نازلين يتظاهروا ضد مصر أمام السفارة المصرية في تل أبيب بالسبحة ورافعين علم الكيان وبيهتفوا الله أكبر ولله الحمد.. ضحكتونا“.

وأضاف آخر في تعليق على مشاركة كمال الخطيب في التظاهر: “مشاركة في مظاهرة ضد مصر في تل أبيب، طب ازاي مفروض على الأقل تكملوا سكات، من يوم 7 أكتوبر ساكتين وجايين دلوقتي تتكلموا، من باب أولى تتظاهر ضد إسرائيل، مين بيفكر للناس دي؟

وعلق مصطفى بكري المقرب من النظام المصري، على المظاهرة قائلا إنالشعب الفلسطيني برئ من مجموعة الخونة الإخوان الذين نظموا مظاهره في تل أبيب لمحاصرة السفارة المصرية، وبعضهم كان يرفع العلم الإسرائيلي“.

وتابع: “قبل أن تتهمونا بالخيانة عليكم أن تتبرأوا من الجنسية الإسرائيلية التي تحملونها. مصر أشرف من هذه الأبواق النتنه والمسمومة، والتي تحركها أياد صهيونية. نحن ندرك حقيقة المؤامره الإخوانيةالصهيونية، ولكن هل أصابكم الحول والعمى، بدلا من أن تذهبوا إلى مقر وزارة الحرب الإسرائيلية للمطالبة بوقف الإباده والتجويع، تذهبون إلى سفارة البلد الذي وقف مع الشعب الفلسطيني بكل شرف ونزاهة“.

وواصل مزاعمه وتطاوله: “أنتم قله عميلة، لن تدفعوا مصر إلى الكفر بالقضية الفلسطينية، لأن الشعب الفلسطيني شعب شريف وعظيم ويعرف مصر ودورها. أما انتم أيها المتصهينون فلا قيمة لكم، لأننا نعرف أن تمامكم عند نتنياهو“.

فيما عقب أحمد موسى المقرب من نظام السيسي قائلا: “ما هذه الوقاحة والخيانة؟…. نظموا هذه التظاهرة بعد التنسيق مع الكيان الصهيوني والحصول من المجرم بن غفير على تصريح للقيام بهذه التمثيلية السخيفة لتبرئة إسرائيل من جرائمها في غزة سواء القتل والحصار والتجويع “.

وتقول الحكومة المصرية إنها تتعرض لـ”حملة تشويه ممنهجة” للنيل من الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، وتحدث رئيس الحكومة مصطفى مدبولي ووزارة الخارجية حول هذا الأمر.

وقال مدبولي، في مؤتمر صحفي أمس، إن مصر لم تتوان يوما واحدا عن إدخال المساعدات الغذائية لأهالي قطاع غزة، فيما استنكرت وزارة لخارجية في بيان،الاتهامات غير المبررة بأن مصر ساهمت أو تساهم في الحصار المفروض على قطاع غزة من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية“.

وأكدت الوزارة أن هذه الاتهامات “سطحية وغير منطقية، وتتناقض في محتواها مع الموقف بل ومع المصالح المصرية”، مشيرة إلى “إدراكها الكامل لوقوف بعض التنظيمات والجهات الخبيثة وراء تلك الدعاية المغرضة“.

واليوم، عقبت وزارة الخارجية على التظاهرات أمام عدد من السفارات المصرية، مؤكدة أنها لا تدعم القضية الفلسطينية، بل “على العكس تماما.. تصب في مصلحة الاحتلال الاسرائيلي وتقدم له هدية مجانية، وتجحف بالدور المصري التاريخي“.

وذكرت الوزارة أن هذا المظاهرات “تساهم ذلك في تشتيت الرأي العام الدولي والعربي عن المسؤول الحقيقي عن الكارثة الإنسانية في القطاع، وتخفيف الضغوط الدولية المتصاعدة خلال الفترة الأخيرة للتوقف عن الانتهاكات الاسرائيلية السافرة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ويتسبب في تحويل الانتباه عن الجرائم التي يعاني منها الشعب الفلسطيني“.

وشددت على أن هذا التظاهر “يستهدف مصر باعتبارها الركيزة الأساسية الصامدة والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يلحق ضرارا بالغا بالكفاح الفلسطيني لنيل استقلاله ويخلق فرقة بين الشعوب العربية، بما يصب في صالح إسرائيل“.

* بعد لقاء بولس حفتر ترسيخ الاعتراف بالمنقلبين في ليبيا وإشارات لدور للقاهرة في أحداث طرابلس

دعت شخصيات وطنية في طرابلس الغرب إلى استقبال مسعد بولس مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمظاهرات والاحتجاجات بسبب الدور الأمريكي الخبيث في ليبيا بعدما التقى رئيس الانقلاب العسكري المهزوم وقائد الشق الشرقي من ليبيا خليفة بلقاسم حفتر مع تجدد الحديث عن وجود مليشيات تابعة لحفتر في طرابلس على المستويين العسكري والسياسي.

وقال د.ناجي ابراهيم، وهو من الشخصيات الوطنية بالغرب، في مقال بعنوانماذا سيعطينا بولس؟”: ” من المفروض أن تقابل هذه الزيارة (مسعد بولس) بمظاهرات مليونية تملأ الشوارع والميادين وتغلق الشوارع رفضاً لها وتنديدا بالتدخل الأمريكي في الشأن الليبي والمطالبة برفع الهيمنة الأمريكية وتجريمها والدعوة لإنهاء جميع أشكال التدخل وإعادة القرار للشعب الليبي وإذا لم يحدث ذلك فسنشهد سفورا لم نعهده من قبل في علاقاتنا مع الخارج وستفتح أبوابا كانت مغلقة قد تضرب النسيج والقيم وحتى العقيدة لن نستطيع سدها“.

وأوضح أن “بولس جاء ليأخد ولم يأتِ ليعطي وهذه سيرة وسياسة وسلوك أمريكيا وجبَلة المستعمرين..”.

دور القاهرة

وفي توقيت بالغ الحساسية، استقبل خليفة حفتر، في مقره ببنغازي، مستشار الرئيس الأميركي  دونالد ترمب لشئون أفريقيا وسط تسريبات غير مؤكده عن  تزامن وحضور وفود سودانية للقاء مسعد بولس، يمثلون جانب تحالف تأسيس الدوله الموازية .

وبالتزامن كشفت تقارير عن وجود مناديب لشركات مصرية في مدينتي الضعين ونيالا ، يبحثون فرص الاستثمار في النفط والمعادن والمحاصيل الخام والعبور الحدودي!

وضمن جولته زار بولس القاهرة وانطلق منها إلى شرق ليبيا ثم طرابس، وسط اتهامات من نشطاء وفاعلين في طرابلس لإحدى أكبر التشكيلات المسلحة – التي تحوّلت لاحقًا إلى جهاز أمني رسمي – بأنها الأداة التنفيذية الأساسية للمخابرات المصرية في العاصمة، وأن ما جرى من توترات واقتحامات وفوضى أمنية مؤخرًا، خاصة بعد إسقاط الجهاز الآخر الذي كانت مصر تعوّل عليه أيضًا، هو جزء من خطة مدروسة لتفكيك الحكومة وتعبيد الطريق أمام تحالف موالٍ للقاهرة.

وذلك بعد أن أعادت القاهرة استقبال خليفة حفتر قبل أسبوعين وخلال السنوات الماضية، دعمت وما زالت مباشرة شخصيات عسكرية، في ترسيخ سلطة عسكرية في شرق ليبيا يقودها حفتر، وبسطت نفوذها الاستخباراتي والسياسي في تلك المنطقة.

واستقرار الوضع لحفتر في شرق ليبيا أغرى الأجهزة المصرية في ليبيا بـ”تكرار التجربة في الغرب الليبي، وخاصة في العاصمة طرابلس، مركز الحكومة المعترف بها دوليًا، بعد هزيمة مني بها حفتر وحلفاؤه في القاهرة وأبوظبي.

وقال ليبيون إن رئيس حكومة الوفاق الوطني عبد الحميد الدبيبة وصلت له تفاصيل بهذا المخطط من داعميه من المجتمع الدولي، عندها وجّه ضربة استباقية أطاحت بالعميل الأول للمخابرات المصرية، وهو ما أدى إلى تفكيك جهاز دعم الاستقرار.

لكن بقي العميل الثاني وجهازه، الذي تردد أنه كان ينوي اعتقال الدبيبة أو اغتياله عند أول محاولة له للسفر عبر المطار الذي يسيطر عليه ذلك الجهاز.

و لعل هذا  يفسر سبب نقل الرحلات الرسمية والخاصة، وحتى رحلات الإسعاف، إلى مطار طرابلس الدولي، الذي لا يزال تحت سيطرة الدولة ويُعدّ أكثر أمانًا.

وقالت تقارير إن الأخطر أن جهاز الأمن الداخلي في عهد رئيسه السابق، وكذلك جهاز المخابرات العامة، كانا يعلمان بتحركات المخابرات المصرية داخل ليبيا، بل إن اتصالات المخابرات المصرية مع قادة الجهازين الأمنيين المتهمين كانت علنية تقريبًا، في تحدٍ واضح للدولة.

غرفة عمليات
وأعلنت السفارة المصرية قبل نحو شهر إنشاء غرفة عمليات داخل السفارة لمتابعة الأحداث التي وصلت إلى فوضى منظمة وتحالفات مسلحة، استغلته الأجهزة الأمنية الموجودة في السفارة لاستغلال حرية التظاهر لخلق فوضى، حيث “تعتمد المرحلة الأولى على استغلال المساحات الديمقراطية المتاحة في الغرب الليبي، كحرية الرأي والتظاهر، لدفع الجماهير إلى الاحتجاج تحت شعارات تطالب بإصلاحات مشروعة، بينما الهدف الخفي هو نشر الفوضى، وإضعاف الشرعية، وخلق ذريعة لتدخل مسلح داخلي” بحسب تقارير.

اما الجزء الثاني فهو تشكيل تحالفات أمنية ومليشياوية للإطاحة بالحكومة، وهو تحالف خفي بين بعض القوى المسلحة في طرابلس، وتحديدًا قوتين بارزتين أصبحتا تنازعان الدولة سلطتها وتمتلكان القدرة العسكرية لتنفيذ المخطط المصري بالسيطرة على مؤسسات الدولة، وخاصة مقر رئاسة الحكومة، مع نية واضحة لاعتقال أو تصفية رموز في مجلس الوزراء أو ضباط رفيعي المستوى وأمنيين وسياسيين، في مشهد يذكرنا بحروب العصابات وأساليب المافيا.

مباركة حفتر

وتشير التقارير إلى أن المخابرات المصرية قدمت ضمانات لزعيمي القوتين المشاركتين في هذا المخطط، بضمان عدم تدخل خليفة حفتر أو استغلاله للوضع لصالحه، ووعد بتوحيد القوى المسلحة المتحالفة في كيان سياسي وعسكري واحد يحكم ليبيا، يكون فيه زعيمَا القوتين المتحالفتين شريكين لحفتر في السلطة، مع حصولهم على مناصب رفيعة في “الحكومة الموحدة”.

أما زيارة مسعد بولس فيبدو أنها لتقديم تسهيل دولي وإعلامي لتمرير ما يحدث كحراك شعبي مشروع أو تغيير داخلي منظم، لذلك رصد ليبيون أنه رغم الخلافات الظاهرة بين حفتر وبعض الأطراف في الغرب، لم يصدر عنه أي موقف عدائي تجاه ما حدث في طرابلس، مما يعزز فرضية وجود تنسيق ضمني بينه وبين المشروع المصري.

حرب الظل

وقالت تقارير إنه إذا كانت هناك نية لإجراء استحقاق انتخابي، فقد تكون هذه الاغتيالات محاولة لـ “ترتيب الساحة” لصالح طرف ما، وأن المواجهات المباشرة في السابق تحشد المزيد حيث تركز القبائل على الأطراف جميعها في حين أن الطرق الملتوية تمثل حرب الظل حيث اغتيالات بلا أدلة واضحة، وهي أقل كلفة من الحروب التقليدية، وأكثر تأثيراً في زعزعة الاستقرار، كما أن رعاية الأطراف الخارجية لها تكون مأمونة العواقب لهم.

واقع يلبي رغبات بولس

الدكتور ناجي ابراهيم في مقاله قال إنه بزيارة المستشار الأمريكي مسعد بولس إلى شرق البلاد وغربها ، يكون قد نال كل ما طلبه دون عناء إلا أن التحليل يقول بولس جاء ليجني ثمار زرعتها أمريكيا بقيادتها للناتو في حربها على ليبيا عام 2011 ، والواقع ممهد تماما وجاهز ليأخد كل شيء دون أن يعطي بعضا من شيء ربما وعود لبعض الأطراف أنها ستحصل على دعم لبقائها في السلطة أو غض الطرف عن فسادها وحماية أموالها المنهوبة، وإسكات القضاء الدولي ومنعه مؤقتا على الأقل من فتح بعض الملفات المتعلقة بالفساد والإرهاب وانتهاكات قالت عنها منظمات حقوقية إنها جسيمة لحقوق الإنسان قام بارتكابها أطراف في نظام فبراير الحاليين والسابقين.

وأضاف “بولس سيعطينا مواعظ عن توحيد المؤسسات ، وكلام عن الديمقراطية وأهمية الذهاب للانتخابات ، وضرورات التوافق على قاعدة دستورية كأساس تقوم عليه عملية سياسية تنال دعم المجتمع الدولي ، سيعطينا (حكي) وسيأخد وعودا بتحقيق المصلحة الأمريكية ” مؤكدا أن أمريكا لم تسع يوما “عبر تاريخها القصير الذي عرفناه بعد الحرب العالمية الثانية وتراجع دور اوربا لمصلحة غير المصلحة الأمريكية التي تأخذ ولا تعطي وبكل السبل الممكنة سلما وحربا عبر سياستها الخشنة والناعمة ولا ترى العالم الا غنيمة وجب الاستيلاء عليه وسلب مقدرات شعوبه“.

وأضاف، “أربع عشرة سنة من التدخل الأمريكي في الشأن الليبي كانت كافية لفهم المشروع الغربي الأمبريالي وغايته وأهدافه ، رغم معسول الكلام في بعض الأحيان الذي يفعل مفعول السحر لبعض العقول الغضة وبعض الأشخاص الذين تدفعهم مصالحهم الخاصة والشخصية إلى تصديق وعود لم تتحقق لشعوب اخرى وقعت في فخ الهيمنة والتبعية للغرب الأستعماري“.

وتابع: “ماذا جنيت هذه الشعوب غير الضعف والفشل وتراكم المشكلات والفوضى الأمنية الممنهجة ، وانتشار الجريمة ، وتعميم الفساد بمباركة من الخارج ؟.. نحن في بلادنا أُدخلنا في نفس الحظيرة التي وضع فيها الذين سبقونا ولم يخرجوا منها ، جميع محاولاتهم للخروج باءت بالفشل بفعل الوصفات الخارجية والتي لن تقود الا إلى مزيد من التردي والفشل“.

*تكرار استغاثات المنصوب عليهم بالعاصمة الإدارية

في الآونة الأخيرة، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار المحلية بشكاوى واستغاثات عشرات المواطنين المصريين الذين تعرضوا لعمليات نصب واحتيال في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تُعد “مشروع السيسي الأضخم”.

ورغم أن هذه المنطقة تقع تحت إشراف مباشر من رئاسة الانقلاب، وتتبع جهات سيادية، فإن عددًا متزايدًا من المواطنين باتوا يشكون من ضياع أموالهم بعد توقيع عقود شراء وحدات سكنية وإدارية من شركات تبين لاحقًا أنها وهمية أو غير مرخصة.

أحد هؤلاء الضحايا، ويدعى محمد صابر، تحدث في فيديو متداول قائلاً: “دفعت 800 ألف جنيه كمقدم لحجز وحدة تجارية، وبعد أشهر اكتشفت أن الشركة قفلت أبوابها، والمسؤولون اختفوا!” حالات مشابهة ظهرت في تقارير صحفية في مايو ويونيو 2025، منها ما نشره موقع مدى مصر والمنصة، حول تورط ما لا يقل عن 12 شركة تعمل داخل العاصمة الإدارية في وقائع نصب واحتيال موثقة. 

لماذا تتكرر حالات النصب في قلب المشروع الرئاسي؟

رغم أن العاصمة الإدارية الجديدة تعتبر من أكثر المشاريع المركزية في عهد قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، وتخضع لرقابة الأجهزة السيادية على رأسها جهاز الخدمة الوطنية وهيئة المجتمعات العمرانية إلا أن حالات النصب تتكرر بوتيرة مقلقة.

ويعزو مراقبون هذا الخلل إلى غياب الشفافية في آليات منح التراخيص للشركات العقارية، وتواطؤ بعض المسؤولين، فضلًا عن ضعف الرقابة القضائية والإعلامية.

الخبير العقاري الدكتور أحمد البرعي أشار في تصريح له لموقع العربي الجديد (20 يوليو 2025) إلى أن “ما يحدث هو فوضى مقنّعة؛ شركات تحصل على تراخيص دون التزام فعلي بالبناء أو الجدية، وفي ظل غياب المساءلة، المواطن هو الضحية الوحيد“. 

المواطن.. الضحية الدائمة

المواطن المصري يجد نفسه محاصرًا بين أزمات اقتصادية طاحنة وانعدام الثقة في مؤسسات الدولة، ومع انهيار العملة المحلية ووصول التضخم إلى 36.8% بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في يونيو 2025، يسعى المواطنون للاستثمار في العقارات كملاذ آمن، خصوصًا في مشاريع العاصمة الإدارية التي تروج لها الدولة باستمرار باعتبارها “مستقبل مصر“.

لكن بدلًا من الأمان، يجد المواطن نفسه في دوامة من الخداع، وسط غياب واضح لأي تعويضات أو محاسبة للمتورطين.

ويؤكد الناشط الحقوقي نجاد البرعي أن “فساد قطاع العقارات في العاصمة ليس صدفة، بل نتيجة مباشرة لمنظومة تسير بلا رقابة حقيقية، حيث الفساد يضرب جذور كل المؤسسات“. 

فساد المسؤولين

الأمر الأخطر أن كثيرًا من هذه الشركات المتهمة بالنصب تحظى بتسهيلات من بعض الجهات الرسمية، وتساءل الكاتب الصحفي وائل قنديل في مقال له نشرته “العربي الجديد” في 28 يوليو 2025: “كيف تدخل شركات مجهولة الهوية أو سجلها التجاري منتهي منذ سنوات إلى منطقة يفترض أنها تخضع لإدارة عسكرية مشددة؟ من يسهّل لها الدخول والترويج والبيع؟

الجواب، كما يراه كثير من المراقبين، يكمن في شبكة من الفساد الإداري والمحسوبيات، حيث تُمنح الفرص والأراضي والتراخيص لأسماء بعينها مرتبطة بمصالح النظام، بينما يتم تجاهل تحذيرات المؤسسات الرقابية أو الشكاوى المتكررة من المواطنين.

وفي الوقت الذي تعاني فيه أسر مصرية من ضياع تحويش عمرها، يظهر قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في وسائل الإعلام ليتحدث عن “العاصمة الإدارية كرمز لمصر الجديدة”، كما صرح في كلمته خلال افتتاح مشروع الحي الحكومي يوم 3 يونيو 2025.

وواصل السيسي التأكيد أن “ما تحقق في العاصمة إنجاز غير مسبوق”، متجاهلًا التقارير والتحقيقات التي تتحدث عن عمليات نصب واسعة في قلب هذا المشروع.

ويقول الباحث الاقتصادي مصطفى شاهين إن “السيسي لا يستطيع الاعتراف بوجود خلل في مشروع يعتبره تتويجًا لحكمه، ولهذا يتم تجاهل أصوات الضحايا، وتُدفن البلاغات في الأدراج، بينما الإعلام الرسمي يتحدث عن نسب الإشغال الوهمية“.

وفي ظل هذا الواقع، يطالب العديد من الحقوقيين والسياسيين بفتح تحقيق مستقل في هذه الوقائع، حيث دعا المحامي خالد علي في منشور له بتاريخ 27 يوليو 2025 على صفحته الرسمية إلى “إنشاء لجنة مستقلة من القضاة والرقابة الإدارية للتحقيق في وقائع النصب، وتعويض المتضررين من صندوق حكومي واضح المصدر“.

لكن حتى اللحظة، لا يوجد أي تحرك رسمي جاد، باستثناء بلاغات فردية تقدم بها مواطنون، وغالبًا ما تُقابل بعدم الاهتمام أو التمييع القانوني. 

مشروع السيسي يتحول إلى كابوس للطبقة الوسطى

ما يحدث في العاصمة الإدارية لا يمكن فصله عن نمط الحكم العسكري القائم منذ 2013، حيث تُدار المشاريع الكبرى بمعزل عن الرقابة الشعبية أو البرلمانية، ويُروّج لها باعتبارها “منجزات وطنية”، بينما تخفي خلفها شبكة فساد وإهدار للمال العام، وضحايا من المواطنين الباحثين عن أمل وسط الانهيار الاقتصادي.

وفي النهاية.. من سيحمي المصريين من فساد الدولة نفسها؟

*ديون السيسي تُجهِز على ما تبقى من جيوب المصريين: 85 مليار جنيه إضافية لسداد فوائد القروض

في خطوة تعكس عمق الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد المصري تحت حكم  السفيه عبد الفتاح السيسي، أقر المنقلب قانونًا جديدًا بفتح اعتماد إضافي قيمته 85 مليار جنيه في الموازنة العامة، ليس لبناء مدارس أو مستشفيات، بل لسداد فوائد الديون المتراكمة، في ظل تهاوي قيمة الجنيه وارتفاع جنوني في أسعار الفائدة.

هذه الخطوة، التي تأتي في وقت يعاني فيه المواطن المصري من موجات غلاء متتالية، تمثل امتدادًا لنهج تحميل الشعب فاتورة فشل السلطة في إدارة موارد الدولة. فبدلًا من أن تُوجه الميزانية لتحسين الخدمات أو دعم الفئات الفقيرة، يتم تخصيص أكثر من نصف المصروفات لسداد فوائد ديون تم اقتراضها في الأساس لمشاريع استعراضية غير إنتاجية، مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، بينما تنهار الخدمات الأساسية في باقي أنحاء البلاد.

القانون، الذي يحمل رقم 158 لسنة 2025، يعكس حجم الفجوة المتزايدة بين التقديرات الحكومية والواقع الاقتصادي، بعدما ارتفع متوسط سعر الدولار من 45 إلى نحو 50 جنيهًا، ما تسبب في قفزة مرعبة في تكلفة خدمة الدين الحكومي، وزاد من معاناة المالية العامة المنهكة.

وبحسب تقارير رسمية، فقد بلغ عجز الموازنة المتوقعة للعام المقبل 1.45 تريليون جنيه، بخلاف أقساط الدين، فيما قفزت فوائد القروض وحدها إلى أكثر من 2.29 تريليون جنيه، أي ما يتجاوز نصف الإنفاق العام، مما يجعل الدولة تعمل بالأساس فقط لسداد القروض، بينما يُترك المواطن فريسة للضرائب والغلاء وانهيار الجنيه.

ووسط هذا النزيف المالي، تواصل الحكومة البحث عن حلول ترقيعية عبر إصدار صكوك وسندات دولية جديدة، لتعيد تدوير الدين الخارجي، من قصير الأجل إلى متوسط وطويل الأجل، في محاولة لتأجيل الانفجار المالي، لا لمنعه.

قراءة في الخلفية:

ما يحدث ليس سوى ثمرة طبيعية لنظام قائم على الاستدانة والتوسع في مشروعات غير مدروسة اقتصاديًا، مع غياب كامل للمحاسبة أو الرؤية الإنتاجية. وتحولت موازنات مصر إلى سجلات حسابات فوائد وأقساط، بينما المواطن يدفع الثمن ضرائب وغلاء وانهيار في قدرته الشرائية.

وبدلًا من محاسبة هذا النظام على خياراته الكارثية، تستمر السلطة في تجاهل الدستور والقانون، وتُمرر الاعتمادات الطارئة بقرارات فوقية، لتغطية فشلها المزمن، بينما تُخدّر الناس بخطابات فارغة عن “الجمهورية الجديدة”. 

خلاصة المشهد: دولة تسير بلا بوصلة اقتصادية، وشعب يُرهَق بالضرائب والديون التي لم يستفد منها، بينما تُستنزف الموارد في مشاريع لا تمس احتياجاته الحقيقية، في ظل نظام يحمّل الشعب وحده فاتورة الانهيار.

*وفاة وإصابات في حفل محمد رمضان بالساحل الشمالي بسبب انفجار ألعاب نارية

شهد حفل الفنان المصري محمد رمضان، الذي أُقيم مساء الخميس في الساحل الشمالي، حادثًا مأساويًا بعد انفجار ألعاب نارية وسقوطها على الحضور، ما أدى إلى إصابة 4 من أفراد الأمن الخاص واشتعال النيران في أجسادهم، ووفاة أحدهم لاحقًا متأثرًا بإصابته.

ووفق شهود عيان، فإن الحادث وقع أثناء إطلاق مؤثرات نارية ضمن فقرات الحفل، إلا أن خللاً ما أدى إلى سقوط الألعاب النارية مباشرة على الأرض، وامتدت النيران إلى عناصر الأمن المكلفين بتأمين الحفل.

وعقب الحادث، أوقف محمد رمضان الحفل فورًا، وطلب من الجمهور الانصراف بهدوء تفاديًا لحالات التدافع والذعر، كما وجّه نداء عاجلًا للإسعاف لنقل المصابين إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج.

وبحسب المصادر الطبية، تم نقل المصابين إلى المستشفى وهم يعانون من حروق بدرجات متفاوتة، فيما تم إعلان وفاة أحدهم نتيجة إصابته البالغة.

ولم تصدر الجهات الرسمية حتى الآن بيانًا حول تفاصيل الحادث أو المسؤولية عن الخلل الفني الذي أدى إلى سقوط الألعاب النارية على الجمهور.

ويُعد هذا الحادث هو الأخطر ضمن الحفلات الصيفية التي تُقام في الساحل الشمالي هذا العام، ويُتوقع أن يُفتح تحقيق رسمي حول معايير السلامة في تنظيم مثل هذه الفعاليات الجماهيرية.

*قرار نهائي يلغي الحج البري من مصر بدءًا من موسم 2026 ويصدم الفقراء

أعلن عضو اتحاد غرف السياحة، باسل عنبي، أن المملكة العربية السعودية قررت رسميًا إلغاء رحلات الحج البرية القادمة من مصر بدءًا من موسم حج 2026، في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا وأثقلت كاهل الراغبين في أداء فريضة الحج بتكاليف منخفضة. 

القرار لا يخص مصر فقط.. ويشمل جميع الرحلات البرية من دول الجوار

وأوضح عنبي في تصريحاته أن القرار السعودي ليس موجهًا ضد الحجاج المصريين تحديدًا، بل يأتي ضمن استراتيجية أوسع تطال كافة الوفود القادمة برًا من الدول المجاورة، مثل الأردن، السودان، والعراق. وتهدف المملكة من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز سيطرتها الكاملة على حركة الحشود وتنظيمها بما يتماشى مع خططها لتأمين موسم الحج وتقديم خدمات موحدة وعالية الجودة للحجاج من مختلف أنحاء العالم. 

حظر على الحافلات الأجنبية: وسائل النقل داخل المملكة حصرية للسعودية

بحسب التفاصيل المعلنة، فإن السلطات السعودية تعتزم الاعتماد بشكل كامل على وسائل النقل التي تديرها جهات داخل المملكة، والاستغناء عن الحافلات البرية القادمة من الخارج، سواء كانت تابعة لشركات سياحة أجنبية أو خاصة، ما يعني إنهاء حقبة طويلة من الاعتماد على الحافلات المصرية التي كانت تمثل الخيار الاقتصادي الأمثل لآلاف الحجاج سنويًا. 

الضربة الأكبر للفقراء.. من ينقذ حلم الحج البسيط؟

يمثل الحج البري أحد أهم الوسائل الاقتصادية التي اعتمد عليها آلاف المصريين سنويًا، لا سيما من أبناء محافظات الصعيد والدلتا، الذين كانوا يلجأون إليه كبديل ميسّر عن أسعار تذاكر الطيران المرتفعة. ومع إلغاء هذا الخيار، يواجه هؤلاء خطر عدم القدرة على تحمل تكاليف الرحلات الجوية أو البرامج السياحية الأعلى تكلفة، ما قد يحرم شريحة كبيرة من المواطنين من تحقيق حلم أداء الفريضة الخامسة من أركان الإسلام.

كما أشار عنبي إلى أن السعودية ستعلن رسميًا خلال الأيام المقبلة تفاصيل الضوابط الجديدة لموسم الحج 2026، والتي من المتوقع أن تتضمن اشتراطات جديدة لشركات السياحة، إضافة إلى تحديثات شاملة تخص الإقامة والتنقل وخطط تفويج الحجاج.

8 براهين ساطعة على الخيانة تؤكد إضرار السيسي بأهل غزة.. الخميس 31 يوليو 2025م.. خلاف مصري إماراتي يؤجل اجتماع “الرباعية” بشأن الحرب في السودان

8 براهين ساطعة على الخيانة تؤكد إضرار السيسي بأهل غزة.. الخميس 31 يوليو 2025م.. خلاف مصري إماراتي يؤجل اجتماع “الرباعية” بشأن الحرب في السودان

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* تصاعد الملاحقات الأمنية والاعتقالات في عدة محافظات منذ فيديو “المعصرة”

قال المحامي الحقوقي نبيه الجنادي إنه تلقى معلومات من مواطنين ومحامين في محافظات مختلفة يُظهر بوضوح تصاعد الملاحقات الأمنية وحملات القبض التي ينفذها جهاز الأمن الوطني ضد المواطنين، بـ«معدل أعلى من المعتاد»، بحسب وصفه.

وأوضح الجنادي أن حملة التوقيفات الحالية بدأت قبل تداول مقطع الفيديو الذي يُقال إنه يُظهر اقتحام مقر الأمن الوطني بقسم شرطة المعصرة في حلوان، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن.

وأضاف الجنادي أن المقبوض عليهم لا ينتموا لفئة محددة، حيث أوقف بعضهم بسبب منشورات على فيسبوك، لافتًا بالوقت نفسه إلى أن العرض على نيابة أمن الدولة يسير بوتيرة معتادة، حيث تستقبل النيابة قضايا بشكل مستمر، تتنوع بين قضايا نشر وانتماء لجماعات محظورة، إلا أنه أوضح أن المعتاد في مثل هذه الحالات هو أن يُحتجز المقبوض عليه من قبل الجهاز لفترة تتراوح بين يومين وأسبوع قبل عرضه على النيابة، وهو ما يفسر عدم ظهور بعضهم أمام النيابة حتى الآن.

وكانت وزارة الداخلية المصرية نفت في بيان ثانٍ، صحة الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي منذ السبت الماضي، والذي يظهر شابين يزعمان احتجاز ضابط داخل قسم شرطة المعصرة. وأكدت الوزارة أن الفيديو «مفبرك»، والوثائق الظاهرة فيه «لا تمت للواقع بصلة»، مشيرة إلى أنه تم ضبط القائمين على إعداد وترويج الفيديو.

وأضاف البيان نقلًا عن مصدر أمني لم يُذكر اسمه، أن الواقعة تندرج ضمن ما وصفه بـ«محاولات الجماعة الإرهابية لتزييف الحقائق ونشر الشائعات بهدف النيل من حالة الاستقرار في البلاد»، مؤكدًا أن «الشعب المصري يعي هذه المحاولات جيدًا كما أشار إلى أن تلك الجماعة «تسعى إلى التشكيك في الدور المصري التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية

وأعربت «الشبكة المصرية لحقوق الإنسان» عن قلقها الشديد بشأن مصير الشابين اللذين ظهرا في الفيديو، وهما محسن محمد مصطفى وأحمد الشريف، محملة النائب العام ووزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني مسؤولية سلامتهما. كما شككت الشبكة في الرواية الرسمية بشأن الحادثة.

بدوره، قال أحد المحامين المترددين على مقر قسم شرطة المعصرة، ويقيم بالقرب منه، إن جميع من يترددون على المبنى، خصوصًا من سبق لهم الصعود إلى مقر الأمن الوطني في الطابق الرابع، يعلمون أن واقعة الاقتحام التي ظهرت في الفيديو “حدثت بالفعل

وأوضح المحامي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الأوراق التي ظهرت في الفيديو، والخاصة بكروت متابعة السجناء داخل مقر الجهاز، تعود إلى سجناء معروفين يخضعون حاليًا لإجراءات المتابعة، مضيفًا أن “الكل هنا يعلم أن الواقعة حقيقية، لكن عند الحديث عنها، يفضل الجميع التزام الصمت. يقولون: لا نعرف. لا يؤكدون ولا ينفون، ومن يعترف يكون كمن أفشى السر”.

ورجّح المحامي أن تكون الواقعة جرت صباح الجمعة الماضي قبل صلاة الجمعة، لافتًا إلى أن قسم المعصرة طُوّق أمنيًا منذ ذلك اليوم، مع سماع متكرر لأصوات سيارات النجدة في المنطقة ووجود لافت لسيارة شرطة عسكرية، مشيرًا إلى أن القسم محاط بأسوار حديدية منذ فترة طويلة.

بالإضافة إلى رواية المحامي، قالت الشبكة المصرية إنها حصلت على شهادات من معتقلين سابقين كانوا يخضعون للمتابعة الدورية داخل مقر الأمن الوطني بالمعصرة، تفيد أن الاقتحام جرى بعد صلاة الجمعة الماضي 25 يوليو الجاري، واستمر لمدة خمس ساعات، حيث طالب الشابان من داخل المقر بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ووقف الحرب والإبادة الجماعية بحق المدنيين هناك.

وفي نهاية الاقتحام، سلّم الشابان نفسيهما طوعًا إلى قوات الأمن، بحسب بيان الشبكة، التي أشارت إلى أنه عقب الواقعة اقتحمت قوات الأمن منزليهما واعتقلت عددًا من أصدقائهما، بالإضافة إلى رجل سبعيني ونجله.

وأضاف المحامي المقيم في حلوان أنه رصد وقائع قبض ومداهمات في المنطقة المحيطة بقسم الشرطة وعدد من المحافظات الأخرى، وصفها بأنها «تسير بوتيرة غير معتادة»، موضحًا أن هذه التطورات تُعد «ضربة موجعة» لهيبة «الداخلية» وخاصة جهاز الأمن الوطني.

وتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة تغييرات في إجراءات المتابعة داخل مقار الجهاز، بالإضافة إلى زيادة في مستوى التسليح والتأمين.

ولم يُبدِ المحامي دهشته من الواقعة، مشيرًا إلى أن التأمين في معظم مقرات الأمن الوطني التي تستقبل السجناء السابقين للمتابعة ضعيف للغاية، حيث «يعتمد بالأساس على خضوع السجين وخوفه من إعادة الاعتقال»، مضيفًا أن “السجين حين يذهب للمقر، يكون مستسلمًا تمامًا، يتلقى الأوامر من أمين الشرطة: اجلس هنا، قرفص هناك، اذهب أنت، تعالَ أنت، متجيش تاني”.

وأكد أن إجراءات المتابعة تُنفذ خارج الإطار القانوني، دون هدف واضح سوى إرباك المعتقل وتعطيل حياته، موضحًا أن «السجين ينتظر ساعة أو ساعتين، وقد يُطلب منه التوقيع ثم يُسمح له بالمغادرة.

وأحيانًا لا يُطلب منه التوقيع، خاصة في نهاية فترة المتابعة، حيث يتم تقليص المدة تدريجيًا دون مبرر قانوني، كأن يُقال له: لا تأتِ كل أسبوع، بل كل شهر، أو كل يوم أحد فقط». وختم بالقول: “لا يتم تفتيشهم، ولا تُجرى أي إجراءات أمنية حقيقية. لديّ شباب يخضعون لهذا النوع من المتابعة”.

* اتهام شاب معاق بـ”قيادة جماعة إرهابية” رغم عجزه الكامل

في قلب القاهرة الصاخبة، حيث يضيع الضعفاء بين صخب الحياة اليومية وقسوة الإجراءات الأمنية، يعيش محمد وليد محمد عبد المنعم، الشاب التسعة عشر عاماً، فصلاً مأساوياً يُجسّد الوجه الأكثر قسوة لانعدام العدالة. شاب قصير القامة، مصاب بعدة إعاقات جسدية مزمنة، محبوس احتياطياً في سجن وادي النطرون منذ أكثر من 15 شهراً، بتهمة تولّي قيادة وتمويل جماعة إرهابية. تهمة لا تتناسب مع قدراته البدنية، ولا حتى مع حالته الصحية التي توصف بالحرجة، كما يقول محاموه.

في يوم 24 أبريل 2024، اعتُقل محمد أمام بوابة جامعة النيل الأهلية، بينما كان يخطو أولى خطواته نحو حلم التعليم، لا يحمل شيئاً سوى جسده الواهن وأحلام معلّقة على أبواب الجامعة. لكن بدلًا من قاعات المحاضرات، انتهى به المطاف إلى زنازين معتمة، وممرات موحشة في واحد من أكثر السجون قسوة في مصر. 

اتهامات ثقيلة.. وجسد لا يتحمّل

بحسب المحاميين نبيه الجنادي وطارق العوضي، فإن التهم التي وُجّهت إلى محمد تضمنت “قيادة جماعة إرهابية” وتمويلها، ضمن القضية رقم 2806 لسنة 2024. وهي تهم تُوجَّه عادة إلى نشطاء سياسيين ذوي تأثير أو انخراط في أنشطة تنظيمية، لا إلى شاب لا يستطيع حتى فتح باب غرفته دون مساعدة.

محمد، بحسب أسرته، يعاني من سلسلة طويلة من الأمراض والإعاقات، أبرزها:

  • خلل حاد في العمود الفقري واعوجاج دائم فيه
  • إعاقة تامة في الذراع اليسرى
  • ضمور في القدم اليسرى
  • كِبَر غير طبيعي في حجم الجمجمة
  • ضعف شديد في عضلة القلب والرئتين
  • عدم قدرته على قضاء حاجته أو الحركة دون مساعدة

ورغم ذلك، لم تُأخذ حالته الصحية بعين الاعتبار، واستمر تجديد حبسه احتياطياً دون توفير الرعاية اللازمة له، حسبما تؤكد أسرته. 

مشاهد مؤلمة من داخل السجن

تُظهر الصور المسربة من داخل مستشفى السجن محمد مستلقياً على سرير، يرتدي رداءً أزرق، جسده النحيل أشبه بصرخة خامدة، وعيناه مغلقتان كأنهما تستجديان الخلاص. في صورة أخرى، وجهه منتفخ تحيطه كدمات سوداء، ولسانه خارج فمه بشكل لا إرادي. “هذا المشهد وحده يكفي لإدانة كل منظومة العدالة في هذا الملف”، كتب أحد المتابعين عبر “فيسبوك”.

أما والدته، فلا تملك سوى الدعاء والاستغاثة. تقول باكية: “محمد لا يستطيع أن يتحرك بمفرده.. كيف يتّهمونه بقيادة شيء؟ كيف؟!”.

أصدقاء العائلة والنشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطلقوا حملات تضامن واسعة، داعين إلى الإفراج الفوري عنه، ومطالبين بالتحقيق في ظروف اعتقاله وما وصفوه بـ”العبث القضائي الذي يقتل الأبرياء بالبطيء”. 

ردود الفعل.. صرخات في صمت

تحت منشور المحامي نبيه الجنادي الذي تناول قضية محمد، علّق العشرات بكلمات تعكس حالة من الغضب والإحباط. كتب أحدهم: “هذه ليست عدالة.. هذا انهيار كامل في القيم الأخلاقية والإنسانية!”

وآخر كتب: “في مصر مآسٍ كثيرة، لكن محمد يختصرها كلها: شاب عاجز يُسجن ويُحاكم وكأنه قائد تنظيم سري!”

في شهادة مؤثرة أخرى، كتب جارٌ للعائلة: “أعرف شاباً عنده تأخر عقلي، سُجن أكثر من خمس سنوات رغم تقارير تثبت حالته، محمد يواجه المصير نفسه” 

برقيات استغاثة واستنفار حقوقي

أسرة محمد أرسلت برقيات استغاثة إلى الرئاسة تطالب فيها بالإفراج عنه فوراً، كما نشرت منشورات على “فيسبوك” توثق حالته وتفاصيل قضيته، وتؤكد خلو سجلّه من أي أنشطة سياسية أو تنظيمية.

حقوقيون اعتبروا القضية دليلاً صارخاً على الاعتقال العشوائي والانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان، داعين إلى مراجعة كافة القضايا التي تضم مرضى أو أصحاب إعاقات مزمنة، وإلى تفعيل مواد الدستور والقوانين المحلية والدولية التي تكفل الكرامة والمعاملة الإنسانية للمعتقلين. 

محمد ليس وحده

قضية محمد ليست حالة استثنائية، بل تمثّل جزءاً من سياق أوسع يشهد فيه أصحاب الاحتياجات الخاصة معاناة مضاعفة داخل منظومة عقابية لا ترحم، وعدالة لا ترى، وسلطة لا تسمع.

قصة محمد ليست فقط عن شاب معاق.. إنها عن مجتمع فقد بوصلته، وعدالة غابت عنها الإنسانية، ونظام لم يترك لأمه سوى الانتظار على أبواب الموت البطيء.

*الإضرابات في سجن “الوادي الجديد” قمع وتجاهل قضائي

دخل عشرات المعتقلين السياسيين في سجن الوادي الجديد، والمعروف إعلاميًا بـ”سجن الموت”، في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم السبت الماضي، وذلك احتجاجًا على ما وصفوه بـ”سياسات التنكيل الممنهج” من قبل وزارة الداخلية، وعلى رأسها عمليات التغريب التعسفي، وظروف الاحتجاز القاسية، وغياب الرعاية الصحية والرقابة القضائية. 

التغريب والتنكيل.. سياسة ممنهجة

وفقًا لمصادر موثوقة حصلت عليها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان ومركز الشهاب لحقوق الإنسان، فإن المعتقلين الذين يضربون عن الطعام يقبعون في عنبر 4 تحقيق داخل السجن سيئ السمعة، معظمهم تم نقلهم قسرًا من سجون بدر 1 وبدر 3 ووادي النطرون إلى الوادي الجديد، رغم أنهم من أبناء محافظات القاهرة والدلتا، وهو ما يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوقهم الإنسانية والقانونية.

وقالت المصادر إن سياسة التغريب التعسفي تؤدي إلى عزلة شبه كاملة بين المعتقلين وذويهم، بسبب البعد الجغرافي وحرمان الأسر من الزيارة المنتظمة، الأمر الذي يعتبر شكلًا من أشكال العقاب الجماعي خارج إطار القانون. 

سنوات من الحبس الاحتياطي.. بلا محاكمة

الغالبية العظمى من المعتقلين المضربين عن الطعام رهن الحبس الاحتياطي منذ سنوات طويلة، وبعضهم تجاوزت مدة احتجازه الخمس سنوات دون محاكمة أو عرض على قاضٍ مختص، في مخالفة صريحة للدستور الذي يضمن الحق في المحاكمة العادلة خلال فترة زمنية معقولة.

وبحسب بيان صادر عن مركز الشهاب، فإن “الانتهاكات بحق هؤلاء المعتقلين لم تتوقف عند التغريب فقط، بل تشمل أيضًا الإهمال الطبي المتعمد، وتردي الأوضاع المعيشية والصحية داخل الزنازين، مع غياب كامل لأي شكل من أشكال الرقابة القضائية أو زيارات منظمات حقوقية مستقلة”. 

مسؤولية قانونية وأخلاقية

الشبكة المصرية ومركز الشهاب حمّلا النائب العام ووزارة الداخلية المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع داخل السجون، وعن سلامة المعتقلين، محذرين من أن تجاهل هذه الإضرابات وما تعكسه من احتجاجات سلمية سيؤدي إلى تفاقم الوضع، ويدفع نحو مزيد من التصعيد.

وأكدت الشبكة أن “هذا الإضراب هو بمثابة صرخة احتجاج في وجه منظومة عدالة باتت عاجزة أو غير راغبة في تحقيق العدالة”، مشيرة إلى أن “الاحتجاز لسنوات دون محاكمة يُعد انتهاكًا فجًا لكافة المواثيق الدولية التي وقّعت عليها مصر”. 

دعوات للتدخل الدولي

وفي ظل هذا الوضع، دعت المنظمات الحقوقية المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة والمقررين الخاصين المعنيين بالتعذيب والاعتقال التعسفي، إلى التحرك العاجل والضغط على الحكومة المصرية من أجل:

  • إنهاء سياسة التغريب فورًا.
  • توفير الرعاية الطبية الكاملة للمعتقلين.
  • السماح بالزيارات العائلية والرقابة الحقوقية المستقلة.
  • الإفراج الفوري عن المحتجزين رهن الحبس الاحتياطي دون محاكمة. 

سجن الوادي الجديد.. “سجن الموت”

يقع سجن الوادي الجديد في منطقة نائية وشبه صحراوية، ويُعرف بقسوته الشديدة وانعدام الخدمات الأساسية. ويُطلق عليه النشطاء لقب “سجن الموت” نظرًا لحالات الوفاة والإهمال الطبي والتعذيب الموثقة فيه، بالإضافة إلى معاناة السجناء من العزلة التامة عن العالم الخارجي، بسبب بُعده الجغرافي وصعوبة الوصول إليه من قبل أهالي المعتقلين أو المحامين.

 

* كريم محمد عبده ثاني ضحية للتعذيب خلال 24 ساعة في قسم شرطة الصف بالجيزة

تشهد مصر خلال السنوات الأخيرة في عهد عبدالفتاح السيسي، سلسلة مستمرة من الوفيات داخل أماكن الاحتجاز، وسط صمت رسمي وتصاعد تحذيرات المنظمات الحقوقية المحلية والدولية من تفشّي الإهمال الطبي والتكدّس وسوء المعاملة، في وقت تزداد فيه المطالبات بفتح ملف الاحتجاز غير الآدمي داخل السجون وأقسام الشرطة.

وفي تطوّر مأساوي جديد، أعلنت منظمات حقوقية، أمس الإثنين عن وقوع حالة وفاة جديدة داخل قسم شرطة الصف بمحافظة الجيزة، هي الثانية خلال أقل من 24 ساعة، ما سلّط الضوء مجددًا على ما وصفه الحقوقيون بـ”مقابر الأحياء” التي تتكرر فيها مشاهد الوفاة البطيئة للموقوفين. 

وفاة كريم محمد عبده داخل قسم الصف

الشاب كريم محمد عبده بدر، البالغ من العمر نحو 25 عامًا، لفظ أنفاسه الأخيرة داخل حجز قسم شرطة الصف يوم الأحد 27 يوليو 2025، بحسب ما أعلنه مركز الشهاب لحقوق الإنسان. ووصف المركز ظروف الاحتجاز بـ”غير الآدمية”، مشيرًا إلى “تكدّس شديد، وانعدام كامل للرعاية الصحية”، ما يجعله بيئة خصبة للوفاة البطيئة.

وكان كريم قد أُوقف مع شقيقه بتهمة محاولة سرقة مركبة “توك توك”، دون أن تتضح ظروف القبض عليه أو حالته الصحية بعد الاحتجاز. لكن الشبكة المصرية لحقوق الإنسان وصفت الأوضاع داخل القسم بأنها “غير إنسانية”، لافتة إلى انتشار المخدرات، التدخين، وغياب أي رقابة قانونية تحمي المحتجزين. 

حالة وفاة مشابهة في بلقاس: أيمن صبري “قُتل تحت التعذيب”؟

وتزامن الإعلان عن وفاة كريم، مع استمرار تداعيات وفاة الشاب أيمن صبري عبدالوهاب، الطالب الجامعي (21 عامًا)، الذي توفي داخل قسم شرطة بلقاس بمحافظة الدقهلية، بعد أسبوع من توقيفه في 19 يوليو دون عرضه على النيابة العامة في الموعد القانوني.

ووفق ما كشفته مؤسسات حقوقية، فقد تعرّض أيمن للتعذيب داخل وحدة المباحث، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية ووفاته لاحقًا، الأمر الذي فجّر احتجاجات غاضبة في مدينة بلقاس، تخللتها مواجهات مع الأمن أمام المحكمة والقسم. 

سلسلة لا تنتهي من الوفيات في عهد السيسي

بحسب لجنة العدالة (كوميتي فور جستس)، فإن عدد الوفيات داخل أماكن الاحتجاز في مصر بلغ 1,222 حالة منذ منتصف 2013 حتى بداية 2025، بينها 958 حالة حتى نهاية 2019، و50 حالة موثقة خلال عام 2024.

وتُعد هذه الأرقام انعكاسًا خطيرًا لما وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش بـ”القتل بالإهمال”، حيث سبق أن وثّقت المنظمة حالات وفاة بسبب غياب العلاج الطبي والحبس الانفرادي، منها حالة الرئيس الراحل محمد مرسي الذي توفي داخل السجن بعد معاناة مع مرض السكري وارتفاع الضغط، دون تلقي الرعاية اللازمة. 

مطالبات بالتحقيق والمساءلة

مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان حمّلت الأجهزة الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الوقائع، مؤكدة أن ما يحدث يُعبّر عن “نهج ممنهج من الإهمال والتعذيب”، وطالبت بفتح تحقيق قضائي مستقل وشفاف لكشف ملابسات الوفاة ومحاسبة المسؤولين.

فيما دعت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان النيابة العامة إلى تقصّي مدى توافر معايير الاحتجاز القانونية والإنسانية داخل أقسام الشرطة، ومحاسبة كل من يثبُت تقصيره أو تواطؤه في الإهمال المؤدي إلى الوفاة. 

غياب المحاسبة يعمّق الجراح

المنظمات الحقوقية شددت على أن استمرار هذه الانتهاكات دون تحقيق شفاف يُرسّخ مناخ الإفلات من العقاب، ويهدّد حياة آلاف المحتجزين الذين يعيشون في ظروف لا تليق بالبشر، مطالبة بتشكيل لجنة مستقلة من القضاء ومنظمات المجتمع المدني لمراجعة أوضاع السجون والأقسام.

وأشارت إلى أن “السكوت الرسمي” على مثل هذه الحوادث يعطي ضوءًا أخضر لاستمرار الانتهاكات، ويحوّل مراكز الاحتجاز إلى أماكن تُمارَس فيها “عقوبة غير منصوص عليها في القانون”، وهي الموت البطيء. 

“لا أمان في عهد السيسي”

وسط هذه الوقائع المتكررة، تتزايد الأصوات المطالبة بوضع حد لما تسميه منظمات حقوق الإنسان “المأساة المستمرة” في مقار الاحتجاز التي تحوّلت من أماكن لتطبيق القانون إلى ساحات للعقاب خارج إطار القانون.

إن موت الشابين كريم وأيمن خلال 24 ساعة، ليسا مجرد حادثين منفصلين، بل هما جريمة موثقة في سجل أسود طويل من الانتهاكات في عهد عبد الفتاح السيسي، الذي تتصاعد في ظله معدلات القمع والانتهاكات، بينما تتراجع فيه معايير العدالة وحقوق الإنسان.

* خلاف مصري إماراتي يؤجل اجتماع “الرباعية” بشأن الحرب في السودان

أرجأت خلافات حول البيان الختامي بين القاهرة وأبو ظبي؛ انعقاد اجتماع وزاري رباعي بشأن الحرب في السودان، كان مقررًا أن يجمع مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة في واشنطن أمس الأربعاء، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدرين دبلوماسيين لم تسمهما.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية وضعت أهدافًا محددة من هذا الاجتماع، بإطلاق حوار سياسي شامل بين طرفي النزاع، ووقف التدخل الخارجي، والتأكيد على وحدة السودان وسيادته، والخروج ببيان مشترك يطالب بإنهاء الأعمال العدائية، وإطلاق مبادرات سياسية لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية.

وذكرت فرانس برس، نقلًا عن مصدر دبلوماسي عربي وآخر مطلع على المفاوضات لم تسمها، أن الولايات المتحدة قررت تأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق، لم تحدده، بسببخلافات لم يتم حلها حول البيان الختامي

وقال المصدران إن واشنطن وزّعت مسودة وافقت عليها الدول الأربع، قبل أن تتدخل الإمارات في اللحظات الأخيرة بإضافة نص يقضي باستبعاد أي طرف من الأطراف المتصارعة على السلطة في السودان من الحكم في الفترة الانتقالية المستقبلية، وهو ما رفضته مصر.

وأوضحا “نص التعديل الإماراتي على ألا تشمل الفترة الانتقالية أي حضور للجيش السوداني أو قوات الدعم السريع”، وهو ما اعتبرته القاهرة “غير مقبول

وبينما لم تحدد مصادر فرانس برس موعدًا جديدًا للاجتماع، رجح السفير المصري في واشنطن معتز زهران، للشرق الأوسط، أن يكون خلال سبتمبر المقبل.

ولطالما أكدت مصر أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية، في إشارة خاصة إلى المؤسسة العسكرية هناك، فيما تواجه الإمارات اتهامات من السودان بدعم قوات الدعم السريع وارتكاب إبادة جماعية في منطقة دارفور، وهي القضية التي رفضت محكمة العدل الدولية الحكم فيها بداعي عدم الاختصاص.

وسبق أن رعت الولايات المتّحدة والسعودية جولات تفاوضية عدة لإنهاء النزاع في السودان، لكن كل الجهود فشلت في وضع حد للحرب.

وتستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، نائب البرهان سابقًا، منذ أبريل 2023، بعد تفجر صراع على السلطة بين الجانبين، ما أدى إلى مقتل الآلاف ونزوح 12 مليون شخص، وفق تقديرات المنظمات الدولية.

*الأزهر يحذر من مخطط إسرائيلي “خطير وقابل للتنفيذ” تجاه غزة

حذر مرصد الأزهر الشريف، من “الطرح المتطرف داخل دوائر صنع القرار المؤثرة” في إسرائيل فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، وأحدثها تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي “INSS”.

وقال مرصد الأزهر، إن التقرير الذي وصفه بـ”الصهيوني” يوصي بأن “الخيار الأمثل لتحقيق أهداف العدوان على غزة هو احتلال كامل القطاع وفرض حكم عسكري مؤقت لمدة عامين، بما يمكن الكيان من إعادة تشكيل الواقع السياسي والاجتماعي به“.

وذكر المرصد، أن خطورة تقرير “INSS” تكمن في كونه صادرا عن أهم المراكز البحثية القريبة من المؤسسة الأمنية داخل إسرائيل، إضافة إلى كونه من إعداد الخبيرين الأمنيين: كوبي ميخائيل ويوسي كوبرفاسر، وهما من الأسماء البارزة داخل دوائر الأمن والاستخبارات “الصهيونية”، بحسب البيان.

وأضاف أن كوبي ميخائيل يُعد من كبار الباحثين في الشؤون الأمنية الداخلية، بينما شغل كوبرفاسر منصب رئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية؛ ما قد يجعل توصياتهما ذات تأثير ملموس على حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

ونوه بأن “خطورة هذا الطرح تتزايد كونه يأتي في توقيت شديد التعقيد، ما يعني أنه لا يعكس وجهة نظر بحثية فحسب، وإنما يعكس توجها محتملا يحظى بموافقة المؤسسة الأمنية والعسكرية داخل الكيان مما يجعله قابلا للتنفيذ في الوقت الحالي“.

وأشار المرصد، إلى أن “التقرير استعرض عدة خيارات حول مستقبل الصراع في قطاع غزة، والخيار الأمثل الذي يحقق مصالح الاحتلال على حساب دماء الفلسطينيين، ومن الخيارات المطروحة فرض الاحتلال الكامل وتشكيل حكومة عسكرية لفترة انتقالية قصيرة؛ باعتبار تلك الخطوة بمثابة إنهاء للحرب الحالية والشروع في فرض واقع مختلف على غرار الضفة الغربية التي يطبق فيها الاحتلال سياسة جز العشب“.

ونبه المرصد إلى أن “تطبيق هذا الطرح الإجرامي الخبيث سيؤدي إلى نتائج كارثية على سكان قطاع غزة، تتجلى فيما يلي: استمرار الحصار الخانق والتحكم في إدخال الغذاء والدواء، ما يعني فرض مجاعة قاتلة بصورة أبشع مما عليه الآن، وتهجير داخلي واسع إلى مناطق مكتظة بالفعل في جنوب القطاع، وفيما يُشبه سجنا كبيرا تحت ذريعة مدينة إنسانية“.

وأضاف أن هذا الطرح سيؤدي كذلك إلى “إطالة أمد حرب الإبادة وتكريس الاحتلال بدلا من إنهائه، حتى يصبح قتل الفلسطيني وإراقة دمه حدثا نمطيا طبيعي الحدوث“.

وواصل: “أمام هذه التحديات الخطيرة، يشدد المرصد على ضرورة العمل الجاد لإنهاء حرب الإبادة المستمرة، وتصدي المجتمع الدولي لمخططات الاحتلال التي تسعى إدارته إلى المتاجرة بحياة الفلسطينيين في القطاع واستثمار مأساتهم كورقة انتخابية، وتقديم احتلال القطاع بأكلمه قربانا لإرضاء الناخبين الصهاينة المتعطشين إلى سفك الدماء وسرقة الأوطان لضمان البقاء في السلطة، وفق البيان.

* حكومة السيسي تخادع صندوق النقد وتزاحم القطاع الخاص بمشروع ضخم

في الوقت الذي تروّج فيه الحكومة المصرية لسياسة الانسحاب التدريجي من عدد من القطاعات الاقتصادية بهدف تمكين القطاع الخاص وزيادة مساهمته إلى 68% من إجمالي الاستثمارات، حسب شروط صندوق النقد بإلزام حكومة السيسي من التخارج من الاقتصاد خاصة مشروعات الجيش، جاءت خطوة وزارة التموين بإطلاق مشروع “CarryOn” لتوحيد وتطوير نحو 40 ألف منفذ بيع حكومي، لتسلط الضوء على تناقض لافت في توجهات الدولة الاقتصادية.

ويقول تقرير لموقع “عربي بوست”، إن المشروع، الذي تديره الشركة القابضة للصناعات الغذائية، يهدف إلى تعزيز الحضور الحكومي في سوق التجزئة من خلال توفير سلع محلية بأسعار تنافسية وجودة عالية، بدعوى ضبط الأسواق وتخفيف الأعباء عن المواطنين.

غير أن هذا التوسع الحكومي يثير تساؤلات حول جدية توجه الدولة نحو تقليص دورها لصالح القطاع الخاص، ويطرح إشكالية التداخل بين الأدوار الاقتصادية في مرحلة يُفترض أن تشهد مزيداً من تحرير السوق ودعم التنافسية.

قال مصدر حكومي مطّلع إن سوق التجزئة في مصر شهد نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، مدفوعاً بالزيادة السكانية واتساع رقعة الأسواق، وهو ما دفع الحكومة إلى إعادة النظر في الأصول التابعة لها في هذا القطاع، لاسيما في القرى والمراكز والمحافظات، بهدف تنشيطها واستثمار انتشارها الجغرافي الواسع.

وأوضح أن هذا التوجه سيتم بالشراكة مع القطاع الخاص، الذي حقق مبيعات تتراوح بين 30 إلى 40 مليار جنيه العام الماضي، ما يشير إلى جدوى اقتصادية كبيرة يمكن للدولة أن تستفيد منها عبر مشروع “CarryOn”

وأشار المصدر إلى أن السوق المصرية تضم حالياً نحو 45 سلسلة تجارية، بلغت مبيعاتها مجتمعة نحو 55 مليار دولار العام الماضي، معظمها في قطاع الأغذية، وهو القطاع الذي تستهدف الحكومة التوسع فيه تحديداً.

وأكد المصدر أن الأغذية تمثل الحصة الأكبر من مبيعات السلاسل التجارية مقارنة بباقي القطاعات مثل الأجهزة المنزلية والملابس، ما يجعل التركيز على هذا القطاع منطقياً في ظل معدلات التضخم المرتفعة.

كما شدد على أهمية وجود منافسة فعالة بين القطاعين الحكومي والخاص لضبط الأسعار وتوفير سلع أساسية بأسعار مناسبة، في ظل التفاوت الكبير الذي تشهده الأسواق وصعوبة الرقابة على جميع المنافذ الخاصة.

وبحسب خبير اقتصادي يعمل بوزارة التموين، فإن التوسع في منافذ بيع السلع واللحوم من جانب القوات المسلحة ووزارة الداخلية وكذلك وزارة التموين وبعض الأحزاب المحسوبة على الحكومة شجع على أن يتم تدشين سلسلة تجارية كبرى على مستوى جميع المحافظات.

وذلك بفعل ما تحققه المنافذ الحكومية من أرباح كبيرة نتيجة قدرتها بيع السلع بأسعار مخفضة واستفادتها من عدم دفع الضرائب أو مرتبات العاملين أو حتى إيجارات المحال ومنافذ البيع، وهو أمر يمكن أن يستفيد منه المواطن لكنه يشكل خطرا داهما على الاقتصاد المحلي.

وأوضح أن تحول الحكومة إلى تاجر تجزئة يقضي على ما تبقى من مساحات حركة للقطاع الخاص، وأن التجارب السابقة التي هدفت فيها الحكومة لتأسيس ما يشبه السلاسل التجارية سواء عبر تجربة “عمرأفندي” أو “صيدناوي” أو “باتا” أو “بنزايون” وغيرها من التجارب لم تنجح.

وفي الأغلب جرى بيع مقاراتها نتيجة الخسائر الفادحة لأن من يعملون بها موظفين وليسوا أصحاب مشاريع تجارية، وهو أمر تحاول الحكومة التغلب عليه هذه المرة نحو السماح بالقطاع الخاص لأن يكون شريكا لها، لكن تبقى التجربة غير مضمونة النجاح أيضا

* رغم غرامة الـ500 جنيه المصريون يرفضون المشاركة في الانتخابات ويعلنون المقاطعة

أثار إعلان فرض غرامة مالية قدرها 500 جنيه على كل من يتخلف عن الإدلاء بصوته في الانتخابات بدون عذر، موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر آلاف المواطنين عن رفضهم المشاركة في العملية الانتخابية، معتبرين أن الغرامة لن تدفعهم إلى صناديق الاقتراع.

بعد إعلان الغرامة للممتنعين عن المشاركة في الانتخابات، انهالت التعليقات التي اتسمت بالغضب والسخرية في آن واحد، إذ كتب أحد المعلقين:

⁠”والله لو 500 ألف مش هنتخب برده”،

بينما قال آخر:
ده حق دستوري، للمواطن الحق يشارك أو يقاطع من غير ما حد يفرض عليه غرامة

فقدان ثقة في العملية الانتخابية

عدد من التعليقات ركزت على فقدان الثقة في جدوى الانتخابات، حيث كتب أحدهم:

بعد اللي حصل في أولادنا في الثانوية، إزاي نثق في انتخابات أو حكومة؟ للأسف بنقول دايمًا أولادنا ومستقبلهم أهم

فيما تساءلت مواطنة أخرى بسخرية:

طيب ما تكرموش الشعب بـ500 جنيه في إيد كل واحد بدل الغرامة، وساعتها هتلاقوا الناس كلها نازلة!”

مقاطعة معلنة وسخط متزايد

التعليقات اتفقت على فكرة المقاطعة، حيث كتب أحد المعلقين:

أنا أقسمت بالله ما هنزل أي انتخابات تاني، مفيش حد بيدور على مصلحة الفقراء

وأضاف آخر:

ابتدينا نفس الشغل كل سنة.. ووعود بتتباع ومافيش حاجة بتتغير

وتابع أحدهم:

لا بقي والله مالكم فيها، أفرض مش عاجبني ولا مرشح

سخرية من الغرامة واتهامات بالاستغلال

عدد من المعلقين وجهوا انتقادات مباشرة لما وصفوه بـ”استغلال الشعب”، حيث قالت إحدى المشاركات:

هما بيعملوا إيه للناس؟ لبسوا فلوس ومنصب، والعربية الفخمة تحت البيت، إحنا اللي بندفع الغرامات وهم عايشين مبسوطين

وقالت بعض الردود الساخرة:
ما إدّيتكوا قبل كده، قلتوا هنتغير ومافيش حاجة اتغيرت

رسالة الشارع: المقاطعة هي الرد

الانطباع العام من التعليقات يعكس حالة غضب وفقدان ثقة واسعة في العملية الانتخابية، حيث يرى المواطنون أن المشاركة أصبحت “غير مجدية” وأن الغرامات “لن تجبرهم على التصويت”، في وقت تتزايد فيه المطالب بإصلاحات حقيقية قبل الحديث عن المشاركة السياسية.

* معتصم المرزوقي: السيسي بدأ حكمه فعليًا منذ 2011 والنظام عاجز عن تنمية البشر

انتقد الأستاذ معتصم المرزوقي استمرار النظام الحالي في الحكم دون إنتاج كوادر جديدة أو تحقيق نمو بشري حقيقي، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يبدأ حكمه فعليًا في 2014 فقط، بل منذ عام 2011 حين ظهر كصاحب قرار وصوت داخل المؤسسة العسكرية.

تساؤلات حول مدى شرعية استمرار الحكم

وتساءل المرزوقي، خلال حديث متداول له، عن عدد السنوات الكافية التي تتيح لرئيس أو ملك البقاء في السلطة قائلًا:

كم من الأعوام يكفي؟ عشرة؟ عشرين؟ أربعين؟ إلى أن يقضي الله أمرًا؟ هل هذه مادة دستورية أم إلهية؟”.

وأضاف أن استمرار الحُكم بهذه الطريقة ينعكس سلبًا على نمو المجتمع، مشيرًا إلى أن غياب الكوادر القادرة على إدارة الدولة هو فشل يُحسب على النظام، لا على الشعب.

تنمية البشر قبل الحجر

وشدّد المرزوقي على أن التنمية لا تقاس بعدد المصانع أو الطرق فقط، بل بمدى الاستثمار في الإنسان، قائلًا:

كويس إننا بنعمل طرق ومصانع، لكن الأهم هو تنمية البشر قبل الحجر”.

السيسي بدأ من 2011

وأشار إلى أن الرئيس السيسي بدأ التأثير في المشهد السياسي منذ 2011، قائلًا:

هو اللي قال للمشير طنطاوي: خدوا بالكم واعملوا كذا… يعني بدأ بلسانه من وقتها”.

تحذير من إعادة سيناريو السادات

واختتم المرزوقي بالتحذير من إعادة فتح المجال السياسي بشكل انتقائي أو محدود، مؤكدًا أن السادات فعل ذلك، لكن استفاد منه مبارك بعد اغتياله، قائلًا:

هو السادات عمل كده، اللي استفاد بها مبارك لأنه اُغتيل قبل ما يكمل السنة التانية بتاعته”.

ثالثًا: ملخص المحتوى:

في حديث قوي، طرح الأستاذ معتصم المرزوقي تساؤلات حول مبررات استمرار الحُكم المطول، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي يُمارس نفوذًا فعليًا منذ عام 2011 وليس فقط منذ 2014.
وانتقد غياب الكوادر الجديدة في الدولة، معتبرًا أن فشل النظام في بناء كوادر هو دليل على عجزه عن تحقيق التنمية البشرية.

وأكد أن التنمية الحقيقية لا تقاس فقط بالبنية التحتية، بل بالاستثمار في الإنسان، محذرًا من تكرار سيناريو السادات إذا فُتح المجال السياسي بشكل جزئي.

* بعد خطاب ” خليل الحية” الإنساني لمصر .. المخابرات تطلق ألسنة المُحرّضين

ثار خطاب تحريضي عبر منصات الإعلام والمواقع المحلية يقوده كُتّاب أمن الدولة من عينة حمدي رزق الصحفي السابق بروز اليوسف على الدكتور  خليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة، على أساس حثه مصر والمصريين “لا يجوع الغزيّون وجارتهم مصر” رافضا “المسرحيات الهزلية التي تسمى الإنزال الجوي وهي ليست إلا دعاية للتغطية على جريمة الإبادة“.

ودعا “الحية” إلى “إدخال الغذاء والدواء فورًا وبطريقة كريمة لشعبنا هو التعبير الجدي عن جدوى استمرار المفاوضات“.

ولم يقف خليل الحية وحيدا إزاء الهجوم الكبير الذي تلقاه من لجان السيسي الإلكترونية فقط؛ لأنه طلب من المصريين ألا يموت الأطفال والحرائر في غزة جوعا ومصر الجار الأول.

وباتت ليلة أمس والليلة قبلها واليوم “حفلة” ضد خليل الحية من عنوان مانشيت صحفية: “تعال لي يا حية” و” مانشيت لصحفي: ازحف يا ابن َ.. كذا على غزة حد منعك، وشتائم وشرشحة لا سياسية ولا أخلاقية.. “.

ورصد مراقبون وقف منصات إعلام المتحدة وعشرات المواقع الرسمية واللجان الذبابية برامجهم، وصارت كلها موجهة ضد خليل الحية والدخول لمهاجمة الشعب الفلسطيني والمقاومة، وكأنها فرصة لإحياء الوطنية وحفلة أكل لحم الفلسطينيين والشرب من دمائهم.

رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية الذي عادة ما يثمن جهود الوسطاء ومنها مصر، أشار في خطابه الأخير إلى أن الاحتلال انقلب على الاتفاق الذي وقعه وضمنه الوسطاء واستأنف عدوانه على غزة، وتعاملنا بإيجابية مع المقترحات التي وصلتنا مؤخرا لوقف إطلاق النار والانسحاب التام للعدو من القطاع ،وأن المجتمع الدولي والوسطاء عليهم الضغط لإلزام نتنياهو بوقف العدوان والعودة لمسار المفاوضات

وردا من المراقبين على “رزق” وعينته، قال الكاتب رضوان جاب الله : “هل هذا معقول؟ أو منطقي.. كان.. يمكنهم التجاهل؟! لماذا ؟  لما نيتنياهو يطلب المساعدة من أوروبا وأمريكا تتدفق المساعدات وأحدث أنواع الأسلحة والذخائر وسفنهم تضع أعلامها على سفن المحتل لحمايتها وعشرات المليارات والمنح وفتح مطاراتهم لإخفاء طائرات العدو من القصف الإيراني، هذا ناهيك عن الحملات الدعائية الغربية الأمريكية الرسمية ضد فلسطين كلها وشعبها وترديد العبارة القمئية (إزرال تدافع عن نفسها) في مواجهة كل سياسي يقول لهم هذا انتهاك للقانون الدولي..”.

وأشار إلى أنه “لو قائد سياسي فلسطيني خاطب إخوانه وأشقاءه العرب وخص مصر بمكانتها وقوتها يطلب المساعدة السياسية والإنسانية فقط وتطبيق القانون الدولي الإنساني وخاطبهم بالجوار والعروبة والقانون الدولي والإنساني“.

وأضاف، “تجد حملة هائلة من الشتائم والقبائح من الإعلام واللجان الإعلامية وإعلان الفجور في الخصومة والمعاداة للمقاومة والشعب الفلسطيني وكل من يدعمه وكأنهم يقولون للناس المتعاطفة مع الشعب المحاصر هاجمونا نحن واتركوا المحتل فنحن وكلاؤه والمدافعون عنه، بل ويفجرون في الخصومة والمعاداة، كان يكفيهم الصمت أو الرد بالحسنى، أو الاعتذار بالضعف أو الدعم بالكلام!”.

وأوضح أن “نيتنياهو طلب المساعدة من مصر ومن الدول العربية بشكل استعلائي وفيه تهديد، وعتب عليهم وكأنهم أصدقاء لهم، ولم نجد من هذا الإعلام إلا الصمت وأحيانا إبداء الارتياح، ماذا يعني هذا الموقف الإعلامي المشبوه؟”.

لا ننتظر منهم إلا ذلك

الحقوقي هيثم أبو خليل وعبر فيسبوك قال: “وماذا تنتظر من حمدي رزق وأمثاله؟ خليل الحية ليس مقالًا يُكتب من مقهى أو فندق بل قصة رجل قدّم ابنه “حمزة” شهيدًا وفقد عشرة من أفراد عائلته في قصف مباشر على منزله شرق غزة، صمد داخل غزة لسنوات في قلب النار وتحت القصف ورفض مغادرتها رغم التهديدات المتكررة، وحين اضطر للخروج كان ذلك لأسباب ميدانية وتنظيمية في سياق معركة التحرير لا هربًا ولا بحثًا عن أمان“.

وأضاف “أبو خليل “، “اعتُقل مرات وأُبعد إلى مرج الزهور وقُصف بيته مرارًا لكنه لم يتراجع ولم يساوم، ومع كل هذا، يظهر إعلامي مطبّل يسأل: “وماذا تنتظر من الحية؟”.. نسأله نحن: “وماذا تنتظر من كاتبٍ لم يدفع يومًا ثمنًا ولم يذق طعم الخوف ولا الفقد، لكنه يتقن فن النفاق في بلاط السلطة؟

 خليل الحية لا ينتظر منكم شهادة..  لكنه يفضح كل من باع ضميره وكتب بقلمه ما يرضي المحتل والأذناب.

فرصة في سوق التعريض

وساخرا علق الكاتب وائل قنديل عبر Wael Quandil “أدرك أن المناخ الحالي مناسب جدًا لمن كانوا ينتظرون فرصة للالتحاق بسلك التعريص، وبقدر الصدمة في أصدقاء كنت أظنهم محترمين، فإن سعادتي وافتخاري بلا حدود بأصدقاء نبلاء يقولون يقبضون على جمر الحقيقة”.

وأضاف “قنديل”، تحت عنوان “نتنياهو الإخوانجي وصديقه وزميله” تفاصيل أفضل للتعليق من الصحفيين، “على مدار سنوات لم يفوّت نتنياهو الفرصة للاحتفال مع سفراء السيسي في تل أبيب بذكرى ثورة يوليو  وإلقاء  كلمة في احتفال السفارة ، يركز فيها  على استثمار المناسبة في دغدغة مشاعر الجنرال عبد الفتّاح السيسي، كما فعل  من داخل بيت السفير المصري في تلّ أبيب في 2019، حين أشاد نتنياهو بالعلاقة التي تربطه مع  السيسي، واصفاً إيّاه بـ”صديقي وزميلي”، قائلاً: “تكافح دولتانا إلى جانب كثير من الدول الأخرى هذا التطرّف وهذا العنف والإرهاب، وأودّ الإشادة بصديقي وزميلي الرئيس السيسي على وقوفه الحازم أمام هذه الموجة من التطرّف والإرهاب” وأضاف وقتها: “خلال لقاءاتي بالرئيس السيسي أخذتُ انطباعاً رائعاً ليس عن زعامته فحسب، وإنّما عن ذكائه أيضاً، وقد حصلت منه على العديد من الأفكار المُفيدة بشأن نوع التحدّي الذي نواجهه، كما ناقشنا معاً طرق مواجهة تلك التحدّيات على أفضل نحو”..

وكشف خليل العناني Khalil Al-Anani أن “حالة الهستيريا والهلوسة التي اجتاحت الجنرال وأذرعه الإعلامية تعكس حجم الذعر العميق بسبب المظاهرات أمام السفارات المصرية في أكثر من 25 دولة حول العالم. هذه التحركات التي انتشرت كالنار في الهشيم رداً على تواطؤ النظام في جريمة الإبادة.”.

https://www.facebook.com/kalanani/posts/pfbid0KDZJ1QbzFN3UmRFVaCNZCAZNeMDu1oiAmT7S3TGSUN6tbSZZGaqXvtzAPQgzipqFl

‏خيانة واضحة

واعتبر الكاتب شريف حشاد‏ أن ما يحدث #خيانة_وليس_خلافا_في_الرأي  وأن قضيتنا لم تعد واحده، والواجب هو مفارقة أمثالكم لا أن  يجمعنا شمل بكم، فمن يطعن في المقاومة وقادتها ومن يختلق معركه الهدف منها فض الناس من حول مقاومتهم، ومن يتم تجنيده من صفحة مشبوهة ويصل بقناعته أن يدعى أن العسكر المنقلبين وخسيسهم ساعدوا المقاومة ولايمنعون الطعام عن أهل غزة تضليلا للناس، هذا ليس برأي نختلف حوله .. ولكنها خيانة لقضية الأمة وللمقاومة المرابطة على تحرير مقدساتها، والنصيحة تكون لأهلها لا لمن يتبجح في الطعن والخيانة،

فاللهم إنا نبرأ إليك أن تجمعنا بأمثال هؤلاء .”.

قافلة الأزهر الشريف

وأعلن ألأزهر عن قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» تحمل آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية في طريقها إلى غزة من “بيت الزكاة والصدقات”، ضمن تقديم الدعم الإنساني لأهلنا في قطاع غزة، لمساعدتهم في مواجهة الكارثة الإنسانية والمجاعة الخانقة التي يتعرضون لها جرّاء استمرار العدوان الصهيوني الغاشم على القطاع. بحسب بيان الأزهر.

وقال البيان: إن “القافلة هي ال11 ضمن حملته الدولية “أغيثوا غزة”، حيث تتجه القافلة إلى القطاع، محمّلة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية، إلى جانب 1000 خيمة مجهزة بالكامل لإيواء الأسر التي فقدت مساكنها جراء العدوان”.

وذلك ضمن إطار الحملة العالمية التي أطلقها فضيلة الإمام الأكبر تحت شعار: «جاهدوا بأموالكم.. وانصروا فلسطين»، والتي حظيت بتفاعل واسع من مؤسسات وأفراد في أكثر من 80 دولة حول العالم، شاركوا في دعم القوافل السابقة، ثقةً في مصداقية البيت ودوره الإنساني الفاعل.

* 8 براهين ساطعة على الخيانة تؤكد إضرار السيسي بأهل غزة

ساق مراقبون ومنصة “الموقف المصري” الليبرالية عدة براهين ساطعة وصلت إلى نحو 8 أدلة تبرهن على أن السيسي يسبب الضرر لأهل غزة، نتيجة مواقفه المتكررة في مساندة المشروع الصهيوني لأقصى درجة ،والذي يهدف لتهجير أهل غزة أو نقل إدارتها إلى المصريين أو إلى التخلص تماما من المقاومة.

وقالت منصة “الموقف المصري”: إن “خطاب السيسي والذي رد فيه على الاتهامات الموجهة للنظام بإغلاق معبر رفح، واتكلم عن موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية، وكذلك ما بذلته الحكومة المصرية لصالح أشقائنا في غزة منذ بداية الحرب” موضحة أن “النظام لا يتحرك بما يكفي ضد الاحتلال”.

وأضافت أن النظام لم يفعل ما يكفي لمواجهة الاحتلال، وفي أحيان منحاز للعلاقات مع “إسرائيل”. وأن المطلوب هو التراجع عن التالي:

أولًا: سحب مشروع قرار إدانة المستوطنات في مجلس الأمن في 2016.

– في ديسمبر 2016 تقدمت مصر بمشروع قرار لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن مدعوما بظهير عربي داعم، وكان فرصة قوية لتمرير القرار خصوصًا مع إشارات من إدارة أوباما أنه لا ينوي استخدام الفيتو ضد القرار، وكذلك أعلنت فرنسا دعمها للقرار، وكان فرصة لفتح الطريق أمام فرض عقوبات دولية على “إسرائيل” وحصار النشاط غير الشرعي للاحتلال في الأراضي المحتلة.

وأشارت إلى أنه “للأسف تفاجئنا بتدخل السيسي وتوجيه الوفد المصري بسحب القرار، بعد اتصال مع دونالد ترامب، لتكون فضيحة مسجلة في التاريخ إنه النظام المصري اشتغل لصالح “إسرائيل“!.

ثانيًا: توجيه الشكر ل”إسرائيل” لقبولها دخول قوات مصرية إلى سيناء لمواجهة الإرهاب!

وقالت: إن “السيسي أشار أكثر من مرة ب”إسرائيل”، وآخرها في مارس 2023، بدعوى قبولها لزيادة عدد القوات المصرية إلى سيناء لمواجهة الإرهاب، واعتبره موقف جيد منهم، في موقف مهين جدًا لمصر وسيادتها على أراضيها“.

وأنه رؤيته منذ أن كان مدير للمخابرات “شايف إنه ضروري التنسيق مع إسرائيل حفاظًا على معاهدة السلام، لكن دا لا يعني إننا نعلن دا ونشيد بيه ونهين سيادة بلدنا!”.

ثالثا: المشاركة في اجتماع النقب لتشكيل منظومة إنذار مبكر في الشرق الأوسط

في 2022، شارك وزير الخارجية المصرية نيابة عن (…) السيسي في قمة النقب ب”إسرائيل”، وكان هدفه إنشاء تحالف دولي مع إسرائيل لمواجهة إيران.!

رابعًا: اقتراح تهجير سكان قطاع غزة إلى صحراء النقب

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، في أكتوبر 2023 كانت أصواتإسرائيلية” تدعو إلى تهجير أهلنا في غزة، واقترح السيسي على “إسرائيلتهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب كبديل عن سيناء.

وعلقت المنصة أنه ” للأسف الاقتراح لم يكن ساخر، لأنه كان في سياق تفهم هدف “إسرائيل” في القضاء على المقاومة واستيعابه مما ساهم في إطالة أمد الحرب بلا وقفة حقيقية لإنهائها.”.

خامسًا: الالتزام بعدم دخول أو خروج أي شيء أو شخص عبر معبر رفح إلا بعد موافقة أمنية من “إسرائيل”

والسيسي وإن كان أكد إنه معبر رفح حاليًا مفتوح ولم يغلق منذ بداية الحرب وهي حقيقة، لكن دي نصف الحقيقة، وهي إنه الجانب الآخر من الحقيقة هي إنه لما كان المعبر تحت السيطرة المصرية الفلسطينية المباشرة، كان النظام لا يدخل المساعدات إلا بموافقة من “إسرائيل” ووفقًا لآليتها.

وأضافت “وكان دخول وخروج الأفراد من القطاع للعلاج أو لأي سبب حتى المصريين منهم، كان يتم بعد موافقة أمنية من “إسرائيل” فيما يسمى التنسيق (يتولى العرجاني جمع مئات الآلاف من الدولارات من أهلنا).

سادسًا: تعطيل أي خطوة تقترحها الخارجية للتصعيد مثل الانضمام لقضية جنوب أفريقيا

وأعلنت مصر أكثر من مرة نيتها الانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا ضدإسرائيل” في محكمة العدل الدولية، لكن وحتى الآن لم تتدخل مصر في الدعوى ولم تطلب حتى الانضمام بشكل رسمي، والحقيقة لا يوجد ما يعطل الانضمام سوى عدم وجود إرادة لدى النظام، لأن مصر نفسها واجهت اتهامات بالمسؤولية عن إغلاق معبر رفح وعدم دخول المساعدات إلى غزة داخل المحكمة والمفترض إنها أصبحت طرف.

سابعًا: زيادة التبادل التجاري مع “إسرائيل

وقالت إنه في أبريل الماضي، نشر موقع “عربي بوست” تحقيق بناءً على بيانات التجارة “الإسرائيلية” الرسمية، يقول: إن “مصر هي ثاني أكبر دولة عربية زادت التبادل التجاري بينها وبين الاحتلال خلال حرب الإبادة على غزة، ووصل حجم التبادل التجاري إلى 1.2 مليار دولار بين أكتوبر 2023 وفبراير 2025”.

ونشر موقع “القاهرة 24” تقرير اعتمادًا على بيانات التجارة الخارجية، كشف أن 313 شركة مصرية تمد الاحتلال باحتياجاتها المختلفة وعلى رأسها المواد الغذائية، وهو غير زيادة واردات الغاز “الإسرائيلي“.

ثامنًا: حبس الداعمين لغزة

ومنذ أكتوبر 2023، اعتقل النظام المصري مئات المواطنين المصريين، بسبب مشاركتهم في فعاليات داعمة لغزة ضد الإبادة الجماعية، وقبل عدة أشهر مضت رصدت المبادرة المصرية وجود 123 معتقلًا في مصر بسبب دعمهم لغزة، غير من أفرج عنهم قبلها من احتجاجات ووقفات ومبادرات رمزية بما فيها تعليق بانر أو لصق أوراق على الحيطان في المترو.

وأوضحت أن الاعتقالات لم تتوقف، من حوالي شهر، واعتقل النظام 8 شبان جامعيين داعمين لغزة، وكذلك من أسبوعين بدأت حملة اعتقالات موسعة ضد جامعي تبرعات لدعم تكايا توزيع الطعام على أهالي غزة. 

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1060700829508731&set=a.113788360866654

الكاتب الصحفي أحمد عابدين Ahmed Abdeen  قال: “تسعة مطالب من النظام المصري لتبرئة نفسه أمام الشعب المصري وأهل غزة من التواطؤ أو المشاركة في الإبادة الجماعية“.

– الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية من جنوب أفريقيا ضد الكيان أمام محكمة العدل

– الانضمام لمجموعة لاهاي الداعمة لوقف الإبادة وانهاء الاحتلال

– قطع علني للعلاقات الدبلوماسية مع النظام الإبادي

– منع عبور أو رسو السفن الذاهبة للكيان او تقديم أي دعم لها

– حظر تجاري كامل، وتجريم تصدير أية بضائع

– مراجعة ووقف كامل عقود الغاز التي تمول آلة الإبادة

– منع عبور سياح الكيان إلى الأراضي المصرية.

– إعلان يومي عن حجم الطعام الذي يدخل غزة وتحميل الكيان كامل مسؤولية الإبادة بالتجويع

– التعاون مع مؤسسة هند رجب في تتبع مجرمي الحرب من الجنود والضباط.

https://www.facebook.com/1abdeen/posts/pfbid036q4ZbcQPeAqjA5ChxuwRyFUPNcv4bmwMhozBcDkaMHhDHZcR7SEerQzzfjjh9qtSl

*جباية جديدة تحصيل رسوم إضافية لاستخراج شهادة الثانوية العامة

أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عن تحديد رسوم استلام شهادة الثانوية العامة للطلاب الناجحين لهذا العام، لتصل إلى 65 جنيهاً، تُدفع مقابل استخراج الوثيقة الرسمية التي تؤكد اجتياز الطالب للمرحلة الثانوية، في خطوة أثارت موجة من الجدل بين الطلاب وأولياء الأمور. 

تفاصيل الرسوم

وأوضحت الوزارة أن الرسوم الجديدة تتوزع كالتالي:

  • 44 جنيهاً: تكلفة طباعة وتحرير الشهادة.
  • 9 جنيهات: ضريبة دمغة نوعية.
  • 2 جنيه: رسم تنمية الموارد المالية للدولة.
  • 10 جنيهات: رسم إضافي أُقر بموجب تعديل القرار الوزاري رقم 146 الصادر بتاريخ 3 سبتمبر 2020.

وبذلك، يصل إجمالي المبلغ المطلوب من كل طالب إلى 65 جنيهاً، تُسدَّد كاملةً قبل استلام شهادة النجاح. 

إجراءات إلزامية لطباعة الشهادة

لم تتوقف التعليمات الوزارية عند هذا الحد، بل شددت الوزارة على إلزام كل طالب بلصق طابع نقابة المهن التعليمية بقيمة جنيهان على استمارة النجاح الخاصة به، وأوضحت أن الطوابع متوفرة بالنقابات الفرعية، واللجان النقابية، ومكاتب البريد.

وأكدت الوزارة أنه لا يجوز تحصيل قيمة هذا الرسم نقداً، ولا يُسمح للطالب باستلام إخطار النجاح إلا بعد تقديم ما يفيد سداد هذه القيمة كاملة. 

الطلاب الوافدون.. لا استثناء من الدفع

كما وجّهت وزارة التعليم الإدارات التعليمية بعدم تسليم الشهادات للطلاب الوافدين إلا بعد تقديم ما يثبت سدادهم للرسوم أو ما يدل على إعفائهم منها، الأمر الذي يعزز الالتزام بالإجراءات المالية على مختلف فئات الطلاب دون استثناء. 

انتقادات وغضب بين أولياء الأمور

وقد أثار هذا القرار موجة من الاستياء بين الطلاب وأولياء الأمور، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها الأسر، حيث يرون أن هذه الرسوم تمثل عبئاً إضافياً غير مبرر، خاصة وأنها تُفرض بعد سنوات من الأعباء الدراسية والدروس الخصوصية التي تستنزف ميزانيات الأسر، واعتبر البعض أن الرسوم المفروضة ليست عاليه، لكن لا تتناسب مع الخدمة المقدمة.

حملة اعتقالات لأهالي العريش بعد احتجاجهم على هدم منازلهم.. الأربعاء 30 يوليو 2025م.. مصر والسعودية وقطر في “إعلان نيويورك” يدعون حماس لنزع سلاحها

حملة اعتقالات لأهالي العريش بعد احتجاجهم على هدم منازلهم.. الأربعاء 30 يوليو 2025م.. مصر والسعودية وقطر في “إعلان نيويورك” يدعون حماس لنزع سلاحها

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*الإفراج عن 9 من معتقلي حي الميناء بالعريش.. واستمرار احتجاز 5 آخرين

أفرجت السلطات الأمنية، صباح اليوم الأربعاء، عن 9 من سكان حي الميناء بمدينة العريش، كانوا قد اعتقلوا مساء الإثنين 28 يوليو 2025.

وقالت مصادر لـمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان إن 5 آخرين لا يزالون رهن الاحتجاز لدى قوات الشرطة في قسم ثانِ العريش، دون توضيح أسباب استمرار حجزهم أو توجيه تهم رسمية لهم حتى الآن.

وكانت قوات من الشرطة والأمن الوطني قد أوقفت 14 مواطنًا من سكان الحي، على خلفية مشاركتهم في المسيرة الاحتجاجية، التي خرجت مساء الإثنين اعتراضًا على قرارات الإزالة التي طالت منازل المدنيين في المنطقة.

*حملة اعتقالات لأهالي العريش بعد احتجاجهم على هدم منازلهم

نفّذت الأجهزة الأمنية المصرية حملة اعتقالات طالت عدداً من سكان حي ميناء العريش في شمال سيناء، على خلفية احتجاجات سلمية نظّمها الأهالي اعتراضاً على توسعة الميناء على حساب منازلهم، من دون حصولهم على تعويضات مناسبة، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

وأكّد أحد السكان أن الاعتقالات جرت مساء أمس الثلاثاء خلال تظاهرة شعبية خرجت رفضاً لإزالة المنازل، مشيراً إلى أن القوات أفرجت لاحقاً عن بعض كبار السن، بينما لا يزال عدد من الشبان رهن الاحتجاز.

وأضاف أن الاحتجاجات جاءت بعد شعور السكان بالتراجع عن وعود سابقة قطعها مسؤولون، على رأسهم نائب رئيس الحكومة ووزير النقل كامل الوزير، بشأن تعويض “كامل وحقيقي” لكل من تُنتزع ملكيته لصالح مشروع التوسعة.

وتحوّل ميناء العريش، الذي أُنشئ عام 1996 مرفأً تجارياً صغيراً، إلى منطقة ذات نفع عام بقرار حكومي، تبعته قرارات رئاسية بنزع ملكيات واسعة ونقل تبعية الميناء إلى وزارة الدفاع، مع استبعاد الهيئة الاقتصادية لقناة السويس من إدارته. ووفق تقديرات محلية، أدّت أعمال التوسعة إلى إزالة ما لا يقل عن 1108 مبانٍ سكنية، و32 مبنىً تجارياً، بالإضافة إلى 23 منشأة حكومية ومرافق عامة، وسط اتهامات بتقديم “تعويضات هزيلة” لا تعكس حجم الخسائر التي تكبدتها الأسر.

وعلى الرغم من حملات المناشدة التي أطلقها الأهالي، ومن بينهم أطفال بثّوا رسائل مصوّرة طالبوا فيها بعدم طردهم من منازلهم، فإن الحكومة واصلت تنفيذ قرارات الإزالة. ويشير مراقبون إلى أن مشروع تطوير الميناء يستهدف تحويله إلى بوابة رئيسية لتصدير الخامات التعدينية من سيناء، لكنه يُنفَّذ على حساب آخر منطقة سكنية على الساحل، رغم وجود بدائل في مواقع مثل “الكيلو 17“.

وكان عبد الفتاح السيسي قد علّق على عمليات الإزالة، قائلاً: “نحن لا نعمل ضدكم، ولكن لأجلكم ولأجل بلدنا”، متعهداً بتوفير تعويضات عادلة وفرص عمل ضمن مشروع ميناء الصيد، إلا أنّ السكان يؤكدون غياب أي خطوات ملموسة لتنفيذ هذه الوعود

*أحكام مشدّدة بحق متهمي “خلية الجوكر” بينهم قُصّر

أصدرت الدائرة الثانية إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، والمنعقدة في مجمع محاكم بدر، أمس الاثنين، أحكاماً مشدّدة بالسجن بحق 30 معتقلاً مصرياً، بينهم قُصّر، في القضية المعروفة إعلامياً باسم “خلية الجوكر”، التي تضم في قائمتها المقاول المصري المقيم في الخارج محمد علي و102 متهم آخرين.

وبحسب منطوق الحكم، قضت المحكمة بالسجن المشدّد لمدة 10 سنوات على 10 معتقلين، وبالسجن المشدد 5 سنوات على 4 آخرين، بينما حصل 14 معتقلاً على أحكام بالسجن المشدّد لمدة 3 سنوات، وجرى الحكم على متهمَين بالحبس لمدة سنة واحدة فقط.

كما قرّرت المحكمة تبرئة 7 متهمين من بين المجموعة المعروضة في جلسة اليوم، مع إصدار أوامر بإدراج جميع المحكوم عليهم، باستثناء الأطفال، على قوائم الإرهاب والكيانات الإرهابية، ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لفترات مساوية لمدة العقوبة.

تندرج هذه الأحكام ضمن القضية رقم 1530 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، التي شغلت الرأي العام المحلي والدولي لسنوات عدّة، وبدأت وقائعها بعد موجة دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعت للتظاهر ضدّ النظام، أبرزها مقاطع فيديو نشرها محمد علي، الذي سبق أن نفذ مشاريع لصالح جهات سيادية.

هيئة الدفاع عن المعتقلين أبدت اعتراضها المتكرّر أمام المحكمة، خاصّة في ما يتعلق بمحاكمة عدد من الأطفال القُصّر، ووصفت ذلك بـ”الانتهاك الصارخ للقانون”، مؤكدة أن القُصر يجب أن يحاكموا أمام محاكم خاصة بالأحداث وفقاً لقانون الطفل، لا ضمن دوائر الإرهاب المخصّصة للبالغين، الأمر الذي يثير تساؤلات قانونية وحقوقية حول سلامة الإجراءات المتبعة.

وفي جلسة سابقة بتاريخ 15 يناير/كانون الثاني 2023، كانت المحكمة قد أصدرت أحكاماً غيابية في القضية ذاتها بحق محمد علي و102 آخرين، قضت فيها بالسجن المؤبد على 38 متهماً، بينهم محمد علي نفسه، والسجن المشدّد لمدة 10 سنوات لـ5 متهمين، و5 سنوات لـ16 آخرين، وبراءة 21 متهماً، في حين أُدين 23 طفلاً بأحكام تراوحت بين 5 سنوات و15 سنة، وهو ما أثار حينها استياءً حقوقياً واسعاً.

نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار خالد ضياء الدين، وجهت إلى المتهمين عدداً من الاتهامات بموجب قانون مكافحة الإرهاب، من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابية أُنشئت على خلاف أحكام القانون والدستور، ونشر أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالأمن القومي، وتعطيل العمل بالدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من أداء مهامها، والترويج لأهداف جماعة الإخوان المسلمين المصنفة جماعةً إرهابيةً في مصر.

 وأوضحت النيابة أن التحريات أشارت إلى أن المتهمين، بحسب ادّعائها، تواصلوا مع جهات خارجية، وبثّوا محتوى مرئياً ومعلومات مضلّلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تشويه صورة الدولة والنيل من مؤسساتها الأمنية والقضائية، في إطار ما وصفته بـ”مخطط إعلامي وتحريضي منظّم لإسقاط الدولة من الداخل”.

في المقابل، ترفض هيئة الدفاع هذه الرواية جملة وتفصيلاً، وتؤكد أن أغلب المتهمين اعتقلوا عشوائياً بعد دعوات التظاهر في عام 2019، دون أدلة مادية ملموسة، وأن الاتهامات تستند في معظمها إلى تحريات الأمن الوطني فقط، دون سند قانوني كافٍ لإدانتهم، على حدّ وصف المحامين.

* مصر والسعودية وقطر في “إعلان نيويورك” يدعون حماس لنزع سلاحها

في خطوة وُصفتها صحف إسرائيل بالتاريخية، وقعت كل من قطر والمملكة العربية السعودية ومصر على إعلان مشترك خلال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين، يدعو حركة حماس إلى نزع سلاحها وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة.

ويأتي هذا الإعلان ضمن توافق دولي يضم 17 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، لدعم السلطة الفلسطينية باعتبارها الجهة الشرعية لإدارة القطاع، والسير نحو إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

البيان الذي اعتبره مسؤولون فرنسيون “غير مسبوق”، تضمن إدانة صريحة لهجمات حماس في 7 أكتوبر، ودعوة لتجريدها من السلاح وإقصائها من الحكم، إلى جانب طرح فكرة نشر قوة دولية للمساعدة في استقرار غزة بعد انتهاء الحرب!

ولم تشارك الولايات المتحدة وإسرائيل في المؤتمر، إلا أن البيان حمل دعوات صريحة لدعم عملية سياسية شاملة تتماشى مع قرارات الأمم المتحدة وتهدف إلى إنهاء الصراع بشكل دائم.

واتفق وزراء خارجية الدول المشاركة في المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين الذي استضافته الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، على اتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتحقيق تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، استنادًا إلى تنفيذ حل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة.

وأدانوا الهجمات التي ارتكبتها حركة حماس ضد المدنيين في 7 أكتوبر، والهجمات التي شنتها إسرائيل ضد المدنيين في غزة والبنية التحتية المدنية، والحصار والتجويع، وطالبوا حركة حماس بإطلاق سراح جميع المحتجزين، وقالوا “يجب على حركة حماس إنهاء حكمها في غزة وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، بدعم وانخراط دوليين، اتساقاً مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة

وفي الإعلان، الذي شمل على 42 بندًا، اتفقت الدول المشاركة على ضرورة انتهاء الحرب في غزة فورًا “أعربنا عن دعمنا لجهود مصر وقطر والولايات المتحدة الرامية إلى إعادة الأطراف فورًا لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله كافة بما يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتبادل الأسرى الفلسطينيين

وشدد الإعلان على أن غزة “جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية ويجب توحيدها مع الضفة الغربية. ولا يجوز أن يكون هناك احتلال أو حصار أو اقتطاع للأراضي أو تهجير قسري للسكان”، وضرورة أن “يؤول الحكم وإنفاذ القانون والأمن في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية حصرًا إلى السلطة الفلسطينية، مع تقديم الدعم الدولي المناسب

وأيد إعلان نيويورك التنفيذ العاجل للخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار لتمكين التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم، وهي الخطة المصرية التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة في مارس/آذار الماضي، ورفضتها إسرائيل والولايات المتحدة

وعقب وقف إطلاق النار في غزة، شدد إعلان نيويورك على إنشاء لجنة إدارية انتقالية فورًا لتتولى العمل في غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية، ونشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار، بناءً على دعوة من السلطة الفلسطينية وتحت رعاية الأمم المتحدة ووفقاً لمبادئها.

كما دعا الإعلان القيادة الإسرائيلية إلى إصدار التزام علني وواضح بحلّ الدولتين، بما يشمل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، وإلى إنهاء العنف والتحريض ضد الفلسطينيين فورًا، ووقف جميع أنشطة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي وأعمال الضم في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والتخلي علنًا عن أي مشروع ضم أو سياسة استيطانية، ووضع حدّ لعنف المستوطنين، وسنّ تشريعات لمعاقبة وردع المستوطنين العنيفين وأفعالهم غير القانونية.

شارك في المؤتمر إلى جانب فرنسا والسعودية عدد من الدول من بينهم مصر وقطر والأردن والبرازيل وكندا وإندونيسيا وأيرلندا وإيطاليا واليابان والمكسيك والنرويج والسنغال وإسبانيا وتركيا وبريطانيا وإيرلندا الشمالية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. فيما رفضت كل من إسرائيل وحليفتها الأقرب الولايات المتحدة المشاركة.

* غرق قارب مهاجرين مصريين وعشرات المفقودين قبالة سواحل ليبيا

لقي ما لا يقل عن 18 مهاجرا غير نظامي مصرعهم، فيما لا يزال نحو 50 آخرين في عداد المفقودين، إثر غرق قارب قبالة سواحل مدينة طبرق شرق ليبيا مطلع الأسبوع.

وأفادت وكالة “رويترز” نقلا عن المنظمة الدولية للهجرة بأنه “تم إنقاذ 10 أشخاص حتى الآن”، مؤكدة أن هذه الكارثة تمثل “تذكيرا صارخا بالمخاطر المميتة التي يجبر الناس على خوضها بحثا عن الأمان والفرص”.

من جهته، أفاد مصدر دبلوماسي في القنصلية المصرية ببنغازي بأن “جميع المهاجرين كانوا من الجنسية المصرية”، مشيرا إلى أنه “جرى التعرف على 10 جثامين تم نقلها إلى مصر، بينما تم احتجاز الناجين داخل منشأة تابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير النظامية”.

وكانت الإدارة العامة لأمن السواحل في طبرق قد أعلنت في وقت سابق انتشال 15 جثة لمهاجرين غرق قاربهم أثناء محاولتهم عبور البحر نحو أوروبا، مرجحة أن الضحايا من مصر والسودان.

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن “ليبيا لا تزال تشكل نقطة عبور رئيسية للمهاجرين واللاجئين، حيث يتعرض كثير منهم للاستغلال ويركبون المخاطر.

*رعبٌ بين عصابة السيسي من دعوات التظاهر أمام السفارة المصرية داخل الكيان الصهيوني

أثارت دعوة الشيخ نضال أبو شيخة رئيس اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني، للتظاهر أمام السفارة المصرية في عاصمة دولة الاحتلال تل أبيب، بعد غد الخميس الساعة الثانية ظهرًا حالة من الرعب في أوساط العسكر وقائدهم عبدالفتاح السيسي.

هذا الرعب كشفت عنه الأبواق الإعلامية التي حاولت الدفاع عن موقف السيسي المتضامن مع الصهاينة على حساب الفلسطينيين في قطاع غزة  .

فبينما رحبت منصات التواصل الاجتماعي، بالدعوة أعربت أبواق العصابة عن رفضها القاطع لهذه الدعوات، زاعمة أنها تستهدف النيل من دور السيسي في دعم القضية الفلسطينية، وتشويه صورته أمام الرأي العام وفق تعبيرها.

 مؤامرة

الإعلامي الانقلابي نشأت الديهي شن هجومًا حادًا خلال برنامجه “بالورقة والقلم” على قناة “TEN“، على دعوات التظاهر أمام سفارة الانقلاب في تل أبيب ووصف الديهي هذه الدعوات بأنها “وقاحة” و”حماقة” و”غير منطقية”، زاعما أنها تأتي ضمن “مؤامرة” يقودها من وصفهم بـ”الإسلاميين الصهاينة”.

الديهي لم يتوقف عند التشكيك في الجهة المنظمة، بل ذهب إلى تحديد أسماء بارزة تقف خلف هذه الدعوات، موجهًا لهم اتهامات صريحة وهم نضال أبو شيخة، أحد منظمي المظاهرة، وخالد زرقا: محامٍ حقوقي متخصص في الدفاع عن الأسرى والحركات الإسلامية ورائد صلاح، الذى زعم الديهي أن والده وشقيقيه كانوا ضباطًا في شرطة الاحتلال، وعرض مقطعًا مصورًا لصلاح يعرب فيه عن أمله في الصلاة خلف الرئيس الشهيد محمد مرسي.

كما زعم أن هذه المظاهرة ليست مجرد احتجاج عابر، بل هي جزء من حركة إخوانية عالمية صهيونية-إسلامية تهدف إلى ممارسة الضغط على السيسي لقبول تهجير الفلسطينيين وفق تعبيره.

فيما انتقد بوق العصابة معتز بالله عبد الفتاح جماعة الإخوان المسلمين، بحجة احتجاجهم على دور السيسي في الصراع الدائر في قطاع غزة، بدلًا من توجيه انتقاداتهم نحو دولة الاحتلال أو الولايات المتحدة، بحسب زعمه .

وتساءل عبد الفتاح خلال تقديم برنامجه “ستديو العرب”، على قناة “المشهد” عن سبب عدم توجيه هذه الاحتجاجات نحو السفارات الصهيونية أو الأمريكية، على الرغم من مسئولية دولة الاحتلال عن العنف والتهجير، ودعم أمريكا لها بالأسلحة والمساعدات.

وأشار إلى أن الإعلان الصادر عن “اتحاد أئمة المساجد في فلسطين”، يدعو إلى تنظيم احتجاجات أمام سفارة العسكر في تل أبيب، لأن السيسي هو السبب في إغلاق معبر رفح. متسائلًا: لماذا لا توجه هذه الاحتجاجات إلى الكنيست أو مكتب رئيس وزراء الاحتلال بدلًا من ذلك؟ بحسب تصريحاته.

*انقطاع الكهرباء بمطار القاهرة الدولي

كشفت وزارة الطيران المدني المصرية تفاصيل واقعة انقطاع التيار الكهربائي عن مطار القاهرة الدولي مساء أمس الثلاثاء، مؤكدة أن الانقطاع كان “لحظيا ومحدودا”.

وأكدت وزارة الطيران المدني المصرية -في بيان لها- أن انقطاع التيار الكهربائي بمطار القاهرة الدولي لم يؤثر بأي شكل على مباني المطار أو على انتظام حركة التشغيل أو خدمات الملاحة الجوية.

وشددت على أن الانقطاع كان في الخط الاحتياطي المغذي لمركز القاهرة للملاحة الجوية، وأنه تم على الفور التواصل مع مسؤولي شركة الكهرباء، الذين أفادوا بأنه جاري العمل على استكمال الإصلاح في هذا الشأن.

وأكدت وزارة الطيران أن الخط الرئيسي المغذي للمطار “يعمل بكفاءة واستقرار تام ولم يتأثر” كما أن المنظومة الكهربائية الخاصة بمطار القاهرة ومركز القاهرة للخدمات الملاحية مؤمنة بالكامل بمحطات خاصة مجهزه بمصادر تبادلية بالإضافة لمولدات كهربائية احتياطية لضمان استمرارية التشغيل دون انقطاع، مما أسهم في تقديم الخدمات الملاحية والجوية بصورة طبيعية ودون أي تأثير.

وأوضحت أن كافة العمليات التشغيلية في مطار القاهرة الدولي تسير بشكل طبيعي ومنتظم، ولم يتم رصد أي تأثير على رحلات الطيران أو الخدمات المقدمة للمسافرين، مؤكدة على جاهزية فرق التشغيل والطوارئ.

*الحكومة المصرية تزاحم القطاع الخاص طمعاً في الأرباح “كاري أون” مشروع ضخم لوزارة التموين للمنافسة على سوق السلع الغذائية

في الوقت الذي تروّج فيه الحكومة المصرية لسياسة الانسحاب التدريجي من عدد من القطاعات الاقتصادية بهدف تمكين القطاع الخاص وزيادة مساهمته إلى 68% من إجمالي الاستثمارات، جاءت خطوة وزارة التموين بإطلاق مشروع “CarryOn” لتوحيد وتطوير نحو 40 ألف منفذ بيع حكومي، لتسلط الضوء على تناقض لافت في توجهات الدولة الاقتصادية.

فالمشروع، الذي تديره الشركة القابضة للصناعات الغذائية، يهدف إلى تعزيز الحضور الحكومي في سوق التجزئة من خلال توفير سلع محلية بأسعار تنافسية وجودة عالية، بدعوى ضبط الأسواق وتخفيف الأعباء عن المواطنين.

غير أن هذا التوسع الحكومي يثير تساؤلات حول جدية توجه الدولة نحو تقليص دورها لصالح القطاع الخاص، ويطرح إشكالية التداخل بين الأدوار الاقتصادية في مرحلة يُفترض أن تشهد مزيداً من تحرير السوق ودعم التنافسية.

منافسة القطاع الخاص ضرورية لضبط السوق

قال مصدر حكومي مطّلع إن سوق التجزئة في مصر شهد نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، مدفوعاً بالزيادة السكانية واتساع رقعة الأسواق، وهو ما دفع الحكومة إلى إعادة النظر في الأصول التابعة لها في هذا القطاع، لاسيما في القرى والمراكز والمحافظات، بهدف تنشيطها واستثمار انتشارها الجغرافي الواسع. وأوضح أن هذا التوجه سيتم بالشراكة مع القطاع الخاص، الذي حقق مبيعات تتراوح بين 30 إلى 40 مليار جنيه العام الماضي، ما يشير إلى جدوى اقتصادية كبيرة يمكن للدولة أن تستفيد منها عبر مشروع “CarryOn”.

وأشار المصدر إلى أن السوق المصرية تضم حالياً نحو 45 سلسلة تجارية، بلغت مبيعاتها مجتمعة نحو 55 مليار دولار العام الماضي، معظمها في قطاع الأغذية، وهو القطاع الذي تستهدف الحكومة التوسع فيه تحديداً. وأضاف أن نجاح هذه السلاسل، المملوكة لمستثمرين مصريين وعرب ودوليين، شكّل دافعاً أساسياً وراء إطلاق المشروع الحكومي الجديد، لاسيما مع وجود خطط للتعاون مع واحدة من كبرى شركات الأغذية المحلية لإعادة تأهيل المنافذ التابعة لوزارة التموين، مع إعطاء الأولوية لتسويق المنتجات الوطنية.

كما كشف المصدر أن جهاز تنمية التجارة الداخلية يعمل حالياً على تحديد المناطق التي تفتقر إلى منافذ بيع مناسبة، في إطار خطة لتوسيع التغطية الجغرافية على مستوى الجمهورية. ومن المرتقب أن تنضم الشركات المشاركة في مبادرة “كلنا واحد” إلى المشروع، عبر توفير منتجاتها في المنافذ الجديدة المقرر إطلاقها تدريجياً اعتباراً من مطلع العام المقبل.

وأكد المصدر أن الأغذية تمثل الحصة الأكبر من مبيعات السلاسل التجارية مقارنة بباقي القطاعات مثل الأجهزة المنزلية والملابس، ما يجعل التركيز على هذا القطاع منطقياً في ظل معدلات التضخم المرتفعة. كما شدد على أهمية وجود منافسة فعالة بين القطاعين الحكومي والخاص لضبط الأسعار وتوفير سلع أساسية بأسعار مناسبة، في ظل التفاوت الكبير الذي تشهده الأسواق وصعوبة الرقابة على جميع المنافذ الخاصة.

الحكومة المصرية تراهن على سوق التغذية

أعلن أحمد كمال، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، إطلاق أول علامة تجارية موحدة للمنافذ التموينية ومنافذ البيع الحر تحت اسمكاري أون”، وذلك ضمن مشروع تطوير وتحديث منظومة بيع السلع الأساسية.

مشيرا إلى أن الفكرة جرى طرحها خلال لقاء جمع وزير التموين شريف فاروق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم تكليف الشركة القابضة للصناعات الغذائية (حكومية) بتحويل 1060 مجمعًا استهلاكيًا إلى سلسلة موحدة تحمل اسمكاري أون”، مع التوسع تدريجيًا لتشمل أي منافذ جديدة، سواء كانت تموينية أو حرة.

وأشار إلى أن مشروع “كاري أون” سيغطي على المدى المتوسط أكثر من 40 ألف منفذ، خاصة في المناطق الأكثر احتياجًا، بما في ذلك منافذ مشروع “جمعيتي، وعدد من المنافذ التابعة لوزارات أخرى كوزارة الزراعة.

وأضاف أن المنتجات التي ستُعرض تحت العلامة التجارية الموحدة ستكون أغلبها محلية من إنتاج مصانع وشركات تابعة للشركة القابضة، مع الالتزام بتقديم أسعار منخفضة مقارنة بأي سلسلة تجزئة وطنية أو أجنبية، وبخدمة تضاهي ما يقدمه القطاع الخاص.

وبحسب خبير اقتصادي يعمل بوزارة التموين، فإن التوسع في منافذ بيع السلع واللحوم من جانب القوات المسلحة ووزارة الداخلية وكذلك وزارة التموين وبعض الأحزاب المحسوبة على الحكومة شجع على أن يتم تدشين سلسلة تجارية كبرى على مستوى جميع المحافظات.

وذلك بفعل ما تحققه المنافذ الحكومية من أرباح كبيرة نتيجة قدرتها بيع السلع بأسعار مخفضة واستفادتها من عدم دفع الضرائب أو مرتبات العاملين أو حتى إيجارات المحال ومنافذ البيع، وهو أمر يمكن أن يستفيد منه المواطن لكنه يشكل خطرا داهما على الاقتصاد المحلي.

وأوضح أن تحول الحكومة إلى تاجر تجزئة يقضي على ما تبقى من مساحات حركة للقطاع الخاص، وأن التجارب السابقة التي هدفت فيها الحكومة لتأسيس ما يشبه السلاسل التجارية سواء عبر تجربة “عمرأفندي” أو “صيدناوي” أو “باتا” أوبنزايون” وغيرها من التجارب لم تنجح وفي الأغلب جرى بيع مقاراتها نتيجة الخسائر الفادحة لأن من يعملون بها موظفين وليسوا أصحاب مشاريع تجارية، وهو أمر تحاول الحكومة التغلب عليه هذه المرة نحو السماح بالقطاع الخاص لأن يكون شريكا لها، لكن تبقى التجربة غير مضمونة النجاح أيضا.

الفكرة تحتاج لتكلفة هائلة

كان المتحدث باسم وزارة التموين أكد أن مشروع “كاري أون” يستهدف على المدى المتوسط توحيد أكثر من 40 ألف منفذ بيع، لا سيما في المناطق الأكثر احتياجاً، بما يشمل منافذ مشروع “جمعيتي” ومنافذ تتبع وزارات أخرى كوزارة الزراعة.

وستعتمد السلسلة الجديدة في الغالب على منتجات محلية من إنتاج شركات ومصانع تابعة للشركة القابضة، مع التزام بتقديم أسعار أقل من تلك المعروضة في السلاسل الوطنية والأجنبية، وبخدمة تسعى لمضاهاة القطاع الخاص.

من جانبه، رأى خبير اقتصادي مقرّب من دوائر صنع القرار بالحكومة المصرية أن التوسع في إنشاء منافذ بيع حكومية، سواء عبر القوات المسلحة أو وزارة الداخلية أو وزارة التموين، إضافة إلى بعض الأحزاب المحسوبة على السلطة، دفع باتجاه إطلاق سلسلة تجارية موحدة، خصوصاً في ظل الأرباح الكبيرة التي تحققها هذه المنافذ نتيجة استفادتها من إعفاءات ضريبية وعدم دفعها لأجور العاملين أو إيجارات المحال.

وأضاف أن هذا التوسع قد يُشكل مكسباً مباشراً للمواطن في صورة أسعار مخفضة، لكنه في المقابل يفرض خطراً هيكلياً على الاقتصاد المحلي، عبر تقليص المساحة المتاحة أمام القطاع الخاص الذي يفتقر إلى الامتيازات ذاتها.

ولفت إلى أن تجارب الدولة السابقة في إنشاء سلاسل تجارية مثل “عمر أفندي”، “صيدناوي”، “بنزايون”، و”باتا” لم تُحقق النجاح المرجو، وانتهت أغلبها ببيع الأصول بسبب الخسائر، نظراً لأن من تولى إدارتها موظفون بيروقراطيون لا يملكون روح المبادرة التجارية.

وأشار إلى أن الحكومة تحاول تلافي هذه الإخفاقات من خلال فتح المجال أمام القطاع الخاص كشريك في مشروع “كاري أون”، إلا أن التجربة تبقى محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل غياب شروط المنافسة العادلة بين الطرفين.

أزمات غلاء يومية

تشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن سوق تجارة التجزئة في مصر يشهد نمواً مطرداً، إذ بلغت قيمة المبيعات نحو 3.5 مليار دولار في نهاية العام المالي 2018–2019، محققة زيادة بنسبة 18.5% على أساس سنوي. وبحسب المؤشرات الحالية، من المتوقع أن تتجاوز المبيعات هذا العام حاجز 60 مليار جنيه (نحو 5 مليارات دولار).

فيما كشف تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء أن إجمالي مبيعات القطاع وصل إلى نحو 303 مليارات دولار خلال عام 2023، ما يعكس حجم القاعدة الاستهلاكية المصرية وإمكانات النمو طويلة الأجل، إذ تقدمت مصر إلى المركز السادس ضمن 30 دولة على مؤشر تجارة التجزئة للعام نفسه.

ورداً على الانتقادات الموجهة لمشروع “كاري أون”، دافع مصدر مسؤول في وزارة التموين عن توجه الدولة لتوحيد منافذ البيع تحت مظلة حكومية، موضحاً أن الهدف لا يتمثل في تعظيم الأرباح بقدر ما يركز على ضبط الأسعار، وتحقيق نوع من العدالة السعرية، خاصة في ظل غياب تعريفة موحدة للسلع الأساسية في الأسواق. ولفت إلى أن المشروع يركز على تغطية المناطق النائية والنجوع، وهي مناطق لا تجذب استثمارات القطاع الخاص بسبب ضعف العائد المتوقع.

وأشار المصدر إلى أن معظم استثمارات القطاع الخاص في تجارة التجزئة تتركز في المدن الكبرى والعواصم، بينما تغيب عن المحافظات النائية، مما يترك فجوة تسعى وزارة التموين إلى سدها.

وأكد أن المشروع الجديد لاقى ترحيباً من مستثمرين محليين وخليجيين، في ظل توجه الوزارة نحو رقمنة سلاسل التوريد، وتوسيع خدمات الدفع الإلكتروني، مع التركيز على تسويق المنتجات المحلية التي تحظى بقبول واسع في الأسواق الشعبية، وخاصة الأغذية والخضروات الطازجة.

وأوضح أن المشروع لا يستهدف منافسة القطاع الخاص بقدر ما يسعى لتحقيق التوازن في السوق، في ظل الارتفاعات الكبيرة في الأسعار وصعوبة الرقابة على آلاف المنافذ التجارية.

وأضاف: “السوق المصري كبير بما يكفي لاستيعاب مزيد من السلاسل التجارية، خاصة مع زيادة عدد السكان، والحاجة لتوفير سلع أساسية بأسعار مناسبة، ولا نية لدى الحكومة لإقصاء القطاع الخاص من هذا المجال“.

كما أشار إلى أن التوسع العشوائي للسلاسل الخاصة أدى إلى زيادة الاستيراد من الخارج، بما شكل ضغطاً إضافياً على العملة الصعبة، وساهم في انتشار سلع مرتفعة الثمن لا تتماشى مع القدرة الشرائية للمواطنين.

وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، يضيف المصدر، فإن التدخل الحكومي لتوفير سلع محلية بأسعار منخفضة يُعد ضرورة لضمان استقرار السوق.

وتعزز هذه المعطيات ما ورد في تقرير لمؤسسة “فيتش”، الذي رأى أن تمويل برنامج صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار من شأنه تعزيز الاستهلاك المحلي ودعم الاقتصاد الكلي على المدى الطويل، بما يخلق فرصاً إضافية في قطاع التجزئة ويزيد من جاذبيته لشركات الأغذية والمشروبات العالمية.

كما أن تعديل قانون مراكز التسوق عام 2018، والذي أقر إدراج مناطق تجارية في جميع المشاريع العقارية الجديدة، أتاح فرصاً واسعة أمام المستثمرين في هذا القطاع.

ووفق تقرير حديث لمؤسسة “يورومونيتور”، يشهد قطاع التجزئة في مصر منافسة متنامية بين علامات تجارية محلية ودولية، حيث استطاعت الشركات المحلية الحفاظ على ميزة تنافسية من خلال الأسعار الملائمة، والتكيف مع الثقافة المحلية، إلى جانب الاستفادة من الدعم الحكومي والحوافز الاستثمارية، ما يفتح الباب أمام تحولات هيكلية قد تعيد رسم خريطة تجارة التجزئة في البلاد.

*هل وصلت عبوات طعام من شواطئ مصر إلى غزة؟

من مصر إلى غزة، وشعب يطعم شعبا”، عبارات غمرتها العاطفة وتلقفها الناس كأنها رسالة إنقاذ، بعد أن اجتاحت منصات التواصل صور مثيرة للجدل، قيل إنها تظهر عبوات طعام طافية في البحر، أرسلت من سواحل مصر نحو قطاع غزة المحاصر.

الصور، التي انتشرت بلغات متعددة، أظهرت عبوات بلاستيكية تطفو على سطح البحر، بعضها يحمل مواد غذائية وأخرى حليب أطفال، وقد علقت عليها عبارات “من شعب مصر إلى غزة” وغيرها.

لكن خلف هذه المشاهد العاطفية المؤثرة، سرعان ما بدأت التساؤلات تظهر: هل حدث هذا حقا؟ وهل الصور حقيقية أم من إنتاج الذكاء الاصطناعي؟

وكالة “سند” للرصد والتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة أجرت تحليلا بصريا وتقنيا دقيقا لفهم ما إذا كانت توثق مشهدا واقعيا، أم تمثل نموذجا جديدا من التزييف العميق.

قوارير النجاة

من أكثر الصور تداولا، كانت مشاهد لأشخاص يقفون على الساحل، ويلقون عبوات بلاستيكية في البحر، وسط تعليقات تزعم أن تلك الصور التقطت في مصر، في مشهد شعبي بديل عن غياب الرسميات وقيود المعابر.

بيد أن التحليل البصري الذي أجرته “سند” أظهر أن هذه الصور مفبركة بالكامل، ومولدة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث ظهرت فيها أخطاء تركيبية واضحة: تشوهات في ملامح الوجوه، عدم اتساق الأطراف، واختلالات في تكوين الأجساد والملابس، وهي كلها مؤشرات معروفة في المحتوى المصنع عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وصول الطعام إلى شواطئ غزة

لاحقا، ظهرت صور أخرى تظهر عبوات حليب وأكياسا غذائية “وقد وصلت”، حسب الادعاء، إلى شواطئ غزة، بينما يظهر في الخلفية شبان يحملونها ويبدو عليهم الفرح والدهشة.

إعلان

لكن وكالة “سند” توصّلت بعد تحليل الصور إلى أنها أيضا غير حقيقية. إذ لوحظ اختلال في الظلال والإضاءة، وتفاصيل غير منطقية في البيئة المحيطة، إضافة إلى عيوب رقمية دقيقة في تكوين الأجساد، مما يشير إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر.

مؤشرات بصرية على التوليد بالذكاء الاصطناعي (منصات التواصل)

الفكرة حقيقية.. لكن الصورة زائفة

رغم أن الصور المنتشرة مزيفة، فإن الفكرة التي حملتها ليست مختلقة بالكامل، فقد رصدت محاولات حقيقية من مواطنين مصريين لإرسال مساعدات بحرية بسيطة نحو غزة، كنوع من التعبير الشعبي عن التضامن في وجه المجاعة والحصار.

كما انتشرت مشاهد لشابين من غزة ادعيا أنهما تمكنا من الحصول على قارورتين بهما عدس من بحر غزة، لكن لم يتسن لنا التحقق بشكل مستقل من مصداقية هذه المقاطع أو تأكيدها.

وبينما تنشغل بعض الحسابات في تزييف الصور، تؤكد الأرقام القادمة من غزة أن الواقع أسوأ من أي سيناريو مفبرك، فبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن نحو 40 ألف طفل رضيع دون عمر السنة الواحدة مهددون بالموت البطيء، بسبب نقص الغذاء وحليب الأطفال، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر.

وطالب المكتب بفتح المعابر “فورا ودون شروط”، محملا الاحتلال الإسرائيلي ومن وصفهم بالدول المتواطئة، والمجتمع الدولي، المسؤولية الكاملة عن الأرواح التي تزهق تحت هذا الحصار الممنهج.

 

*دون النظر في مطالب عمال «مياه الإسكندرية».. «القابضة» تقر تطبيق «الأدنى للأجور» وعلاوة 10%

أعلنت النقابة العامة للعاملين بالمرافق العامة، أمس، إن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي وافقت على منح العاملين بقطاعات الشركة علاوة دورية 10% من الأجر الأساسي، تُضاف لهذا الأجر اعتبار من 30 يونيو الماضي، و5% علاوة مجنبة (لا تضاف إلى الأساسي) تصرف اعتبارًا من أول يوليو، بالإضافة تطبيق الحد الأدنى للأجور، دون ذكر لمطالب عمال الإسكندرية بشأن صرف العلاوات الخاصة والاستثنائية.

جاءت قرارات «القابضة» عقب يوم واحد من تعليق عمال محطات مياه الشرب بالإسكندرية وقفاتهم الاحتجاجية التي بدأوها السبت الماضي، للمطالبة بصرف العلاوات الخاصة والاستثنائية المستحقة لهم منذ عام 2016، أسوة بزملائهم الذين حصلوا عليها في 23 يوليو الجاري، تنفيذًا لأحكام قضائية صدرت لصالحهم قبل سنوات، فيما لم تُصرف لمن لم يتمكنوا من رفع دعاوى قضائية بسبب تعذر توفير مصروفات الدعاوى في ظل انخفاض الأجور، وتلقي بعضهم تهديدات بالفصل حال لجوئهم للقضاء، حسبما قال أحد العمال من محطة النزهة لـ«مدى مصر».

وعلق عمال «مياه الإسكندرية» احتجاجاتهم، الاثنين الماضي، عقب تدخل الأمن الوطني طالبًا من العمال إنهاء الوقفات مقابل وعد بالنظر في مطالبهم خلال عشرة أيام، حسبما قال مصدران من العمال لـ«مدى مصر».

وسبق أن نظم عمال «مياه الإسكندرية» في يناير الماضي وقفات احتجاجية في ثلاث محطات للمطالبة بصرف العلاوات المتأخرة، وتنفيذ الأحكام القضائية التي حصل عليها بعض العمال. وحين لم تستجب إدارة الشركة، أطلق العمال، في مارس الماضي، نداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية لمناشدته بصرف العلاوات المتأخرة وتطبيق الحد الأدنى للأجور، دون استجابة.

* من الجيزة إلى نجع حمادى انقطاع الكهرباء عرض مستمر وحكومة الانقلاب تنفذ تخفيف أحمال عبر محطات مياه الشرب

تواصلت انقطاعات الكهرباء ومياه الشرب فى محافظات الجمهورية رغم تأكيدات حكومة الانقلاب المتكررة من أنها لن تلجأ إلى سياسة تخفيف الأحمال التى كانت تتبعها خلال السنوات الماضية عبر قطع الكهرباء عن كل مناطق الجمهورية لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات يوميا لكنها استبدلت هذه السياسة فيما يبدو بتخفيف الأحمال عبر وقف محطات مياه الشرب عن العمل لمدة 12 ساعة وأكثر بالتبادل بين منطقة وآخرى .

نجع حمادي

فى هذا السياق وبالتزامن مع استمرار انقطاعات الكهرباء والمياه عن عدد من المناطق بممحافظة الجيزة وشبين القناطر بالقليوبية أعلنت الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي، قطع الكهرباء اليوم عن عدة مناطق بالمدينة بزعم اجراء أعمال الصيانة على أكشاك الكهرباء بمدينة نجع حمادى.

وقالت شركة الكهرباء أنه تم فصل التيار الكهربى اليوم الأربعاء من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة التاسعة صباحا.

وأشارت إلى أن المناطق التي تم قطع الكهرباء عنها شملت، موقف للقمانة، شارع الشونة، شارع 30مارس، شارع 15مايو، المعهد الدينى، السكة الحديد، البنك الاهلى، مركز شرطة نجع حمادى، الرى، الجوازات والبحث الجنائى،  الراهبات، المسطحات المائية، المستشفى العام، بين المحطات،  جراج عثمان، المرور، الحزب الوطنى سابقا،  الحماية المدنية، الضرائب، الاوقاف.

محطة جزيرة الدهب

كانت وزارة كهرباء الانقلاب قد زعمت في وقت سابق، أن الأطقم العاملة في إصلاح الأعطال الكهربائية بمحافظة الجيزة، تمكنت من إصلاح الكابل 2، ونجحت في إطلاق التيار الكهربائي على مستوى شبكة التوزيع، وجار تأمين التغذية الكهربائية للمناطق في نطاق محطة محولات جزيرة الدهب .

وقالت الوزارة فى بيان لها ان المحطة بذلك تعمل من خلال الكابلين المغذيين 1 و2 بما يسهم بشكل مباشر في التخفيف من حدة الأزمة لحين الاستقرار الكامل للتغذية الكهربية في نطاق المحطة وفق تعبيرها.

تأمين التغذية الكهربائية

وأشارت إلى استمرار جهود الأطقم العاملة للانتهاء من مد مصدر التغذية الكهربائية الإضافي إلى محطة محولات جزيرة الدهب، لافتة الى أنه تم الانتهاء من عبور المواسير والكوابل أسفل خطوط مترو الأنفاق والسكة الحديد بعد الانتهاء من مد الكابلات في المناطق الأخرى، واختبارها استعدادا لعمليات الاختبار النهائية وإطلاق التيار الكهربائي وفق البيان.

كما زعمت كهرباء الانقلاب أنها تواصل العمل على تأمين التغذية الكهربائية اللازمة لجميع المرافق الحيوية والاستراتيجية، وكذلك استمرار الدفع بالمولدات المتنقلة لتقديم الدعم اللازم لحين الانتهاء من جميع الأعمال وتوصيل مصدر التغذية الجديد، واستقرار التغذية الكهربائية في نطاق محطة محولات جزيرة الدهب بشكل كامل.

سكان ميناء العريش يتظاهرون قرب الكتيبة 101 للمطالبة بالإفراج عن معتقلين وأسر السجناء السياسيين يضربون عن الطعام كل يوم جمعة.. الثلاثاء 29 يوليو 2025م.. حملة رسمية مصرية ضد دعوة لمظاهرة أمام سفارتها في تل أبيب

سكان ميناء العريش يتظاهرون قرب الكتيبة 101 للمطالبة بالإفراج عن معتقلين وأسر السجناء السياسيين يضربون عن الطعام كل يوم جمعة.. الثلاثاء 29 يوليو 2025م.. حملة رسمية مصرية ضد دعوة لمظاهرة أمام سفارتها في تل أبيب

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*سكان ميناء العريش يتظاهرون قرب الكتيبة 101 للمطالبة بالإفراج عن معتقلين

تجمّع عشرات من سكان حي ميناء العريش، اليوم الثلاثاء، أمام مقر الكتيبة 101 بالعريش، للمطالبة بالإفراج عن 8 من ذويهم على الأقل، كانت قوات الشرطة وجهاز الأمن الوطني قد اعتقلتهم في وقت سابق من مساء الإثنين، واحتجزتهم في قسم ثان العريش بسبب احتجاج الأهالي على تهجيرهم وهدم منازلهم.

وبحسب شهود عيان، فإن الاعتقالات جاءت أثناء مسيرة بالسيارات نفّذها أهالي الحي مساء الإثنين، احتجاجًا على قرارات التهجير القسري وهدم منازلهم.

وأظهرت مقاطع فيديو مشاهد لعشرات المواطنين، بينهم نساء وأطفال، وهم يهتفون مطالبين بالافراج عن المعتقلين ووقف الهدم. وردّد المحتجون هتافات من بينها، “مهما أخدتوا منّا.. مش هنسيب بيوتنا

وأشارت مؤسسة سيناء إلى التصعيد الأمني ضد السكان المدنيين في حي ميناء العريش، وأكدت على أن ما يجري من عمليات تهجير قسري وهدم لمنازل المدنيين دون توفير بدائل سكنية كريمة يمثل انتهاكًا صارخًا للحق في السكن، وطالبت السلطات المصرية بالإفراج الفوري عن المعتقلين، ووقف عمليات الهدم والتشارو مع السكان وتعويضهم بشكل لائق وعادل.

*أسر السجناء السياسيين يضربون عن الطعام كل يوم جمعة تضامنا معهم

أصدرت مجموعة من أسر السجناء السياسيين والمحتجزين على خلفية قضايا رأي، بيانًا نشرته على فيسبوك، حثت فيه الشعب المصري والمجتمع المدني بكل أطيافه، على التضامن معهم في مطلبهم بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين على خلفية آرائهم السياسية أو انتماءاتهم الفكرية.

وأعلن البيان عن إطلاق إضراب رمزي عن الطعام يوم الجمعة من كل أسبوع، تضامنًا مع السجناء المضربين عن الطعام في قطاع (2) بسجن بدر (3)، احتجاجًا على ما وصفه البيان بـ«الانتهاكات الجسيمة، من تعذيب وسوء رعاية ومنع من الزيارة وتدوير للقضايا»، وحث البيان المشاركين في الإضراب على نشر مشاركتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما طالب البيان الموقع من 32 شخصية عامة، بإجراء مراجعة شاملة لملفات المعتقلين، خاصة من صدرت بحقهم أحكام بناءً على تحريات أمنية فقط، ووضع ضمانات تمنع إعادة الاعتقال لأسباب سياسية أو فكرية، وفتح تحقيق في الانتهاكات داخل السجون ومحاسبة المسؤولين عنها

وسلط البيان الضوء على أوضاع آلاف الأسر المصرية التي تعيش «جرحًا مفتوحًا» نتيجة الاحتجاز التعسفي لأقاربهم، واصفين المحاكمات التي طالت ذويهم بأنها «جماعية وجائرة افتقرت إلى أدنى معايير العدالة»، معتبرين أن استمرار ذويهم رغم مرور أكثر من 12 عامًا على الأحداث التي اعتقلوا على خلفيتها، يعد «مخالفة صارخة للدستور والقانون المصري، وللاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر».

بيان البلتاجي

وكان الدكتور محمد البلتاجي، السياسي والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين، أصدر بيانا مؤلما يشرح فيه التنكيل الذي يحدث للمعتقلين في معتقل عقرب بدر الجديد وأسباب اضربا قرابة 50 من المعتقلين والمسجونين أغلبهم من الإخوان المسلمين.

أكد فيه أنه مُضرب عن الطعام حتى الموت ما لم يتم تحسين ظروف المعتقلين والسماح لهم بلقاء أهلهم والخروج من زنازينهم ورؤية الشمس المحرومين منها 8 سنوات لوجودهم داخل الزنازين 24 ساعة.

قال: أنا محمد البلتاجي…الأستاذ الدكتور بكلية الطب جامعة الأزهر. وعضو البرلمان الأسبق، والمعتقل بسبب موقفي السياسي منذ عام 2013، والمحتجز في قطاع (2) بسجن بدر (3) منذ ثلاث سنوات، مع 57 من زملائي، نعيش في ظروف غير إنسانية شديدة القسوة.

لقد مرت ثماني سنوات لم نر فيها الشمس ولا ألوان السماء، ثماني سنوات داخل زنازين مغلقة 24 ساعة يوميًا، لا نخرج منها إلا إلى المستشفى في أصعب الظروف.

ثماني سنوات ونحن معزولون عن العالم: لا صحف، لا راديو، لا تلفاز ثماني سنوات لم نرَ أمهاتنا، ولا زوجاتنا، ولا أولادنا، ولم يُسمح لأيّ منهم بزيارتنا مطلقًا، بل لم يُتح لنا التواصل معهم بأي وسيلة، حتى إن أحدنا يعلم بوفاة أمه أو أحد أقاربه بعد مرور سنوات أو أكثر.

انضممت إلى قائمة المضربين عن الطعام منذ الأول من يوليو الجاري، وسأستمر في إضرابي حتى الموت، ما لم تتغير هذه الأوضاع غير الإنسانية.

لقد تحملنا ما لا يتحمل بشر على مدار أكثر من 12 عامًا، ولم يعد ممكنًا تحمُل المزيد

ما نتعرض له من تنكيل لا مثيل له في أي سجن في العالم، ولا حتى في دولة الاحتلال الإسرائيلي، فالموت أهون مما نحن فيه

أكرر ندائي: إن كل ما يجري لنا من تعذيب ممنهج منذ عام 2013 حتى اليوم، ليس إلا انتقامًا من مواقفنا التي تمثلت في اشتراكنا في قيادة ثورة 25 يناير، ثم رفضنا للانقلاب الموجودون معي: وزراء، ومحافظون، وأعضاء برلمان سابقون، وأساتذة جامعات، وقيادات في أحزاب سياسية وثورية وشعبية، جميعنا نقاسي نفس المعاناة منذ 12 عامًا.

فيا أحرار العالم، ارفعوا أصواتكم لوقف هذا الظلم، والقهر، والطغيان

*”كبار علماء الأزهر” ترد على الهجوم الإسرائيلي على الشيخ أحمد الطيب

عبر الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ووكيل الأزهر السابق عباس شومان، عن استغرابه من غضب إسرائيل تجاه مواقف الأزهر وشيخه.

وقال شومان: “الصهاينة غاضبون على الأزهر وشيخه، وزعلانين من وصفهم بالعدو الصهيوني، ولا أعرف بماذا نصفهم علشان زعلهم يزيد، فهو يسعدنا!”.

وتواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية هجومها على مؤسسة الأزهر الشريف في مصر وشيخ الجامع الأزهر الإمام أحمد الطيب بسبب مواقفه من إسرائيل وجرائمها في قطاع غزة.

ووصفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في تقرير لها الأزهر الشريف بـ”رأس الأفعى” في مصر، مطالبة بقطع هذه الرأس، على حد قولها.

وأجرت الصحيفة العبرية حوارا صحفيا مع المقدم (احتياط) سابقا بالمخابرات الإسرائيلية، إيلي ديكل، الخبير في الشؤون المصرية، هاجم فيه أيضا الأزهر، مدعيا أنه بوق العداء لإسرائيل من داخل مصر.

وقد أصدر الأزهر، أحد أهم المؤسسات وأكثرها نفوذا في العالم السني، بيانا شديد اللهجة ضد إسرائيل بسبب ارتكاب جرائم إبادة جماعية وسياسة تجويع في قطاع غزة، ثم حذفه بعد ذلك بوقت قصير.

وقال العقيد (احتياط) بالجيش الإسرائيلي موشيه إلعاد، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية ، إن هناك عناصر رئيسية تقود الخط المعادي لإسرائيل في مصر.

وأضاف: “أولئك الذين يقودون عادة الحملات المعادية لإسرائيل هم رجال الدين من مؤسسة الأزهر الشريف، وعلى رأسهم الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، المؤسسة العريقة وجامعها الذي يشكل مرجعية دينية وسياسية يحترمها الكثيرون“.

وأضاف: “حوالي 110 ملايين مصري يستمعون ويطيعون فتاوى الأزهر، ومنذ بداية حرب غزة الجارية في السابع من أكتوبر 2023، ازدادت حدة الخطاب الديني ضد إسرائيل، حيث أصبحت جامعة الأزهر بمثابة وزارة خارجية موازية في مصر“.

*جدل في مصر إثر وفاة شاب قيد الاحتجاز والسلطات تنفي “التعذيب” و”فيديوهات التجمهر”

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مقاطع مصورة تظهر تجمهر عدد من الأهالي في مواجهة سيارة للشرطة ليل الأحد. وبحسب المقاطع المتداولة، فإن مكان التجمهر هو محافظة الدقهلية شمال شرق مصر، وجاءت احتجاجاً على وفاة شاب أثناء حبسه منذ عدة أيام في قسم شرطة بلقاس.

وبحسب تقرير للشبكة المصرية لحقوق الإنسان، يدعى الشاب أيمن صبري عبد الوهاب، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 21 عاماً.

ويقول التقرير إنه “توفي داخل حجز قسم شرطة بلقاس بمحافظة الدقهلية، بعد أسبوع من التعذيب الذي تعرّض له داخل القسم”.

وفي آخر زيارة قامت بها أسرته يوم الجمعة، بدا أيمن في حالة إعياء شديد، وسقط مغشياً عليه أمامهم، بحسب التقرير.

ونشر أحد مستخدمي موقع إكس ما وصفه باحتجاجات أمام محكمة بلقاس وحدوث مناوشات مع قوات الأمن في محيط المحكمة.

من جهتها، نفت وزارة الداخلية المصرية صحة مقاطع الفيديو “التى تداولتها عدد من الصفحات الخاصة باللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بمواقع التواصل الاجتماعى بشأن وجود تجمعات بإحدى المحافظات فى الوقت الراهن”.

وأضافت الوزارة أن تلك المقاطع قديمة وسبق تداولها عام 2019.

لم يتسنَّ لبي بي سي التأكد من صحة الفيديوهات المتداولة بشكل مستقل.

شهادة أسرة المتهم

وصرحت شقيقة الشاب للشبكة المصرية لحقوق الإنسان بملابسات القبض على أخيها أثناء ذهابه إلى مصفف الشعر وتوجيه تهمة حمل سلاح أبيض وحيازة حشيش (مخدرات). وتضيف شقيقته أنه أثناء زيارة الأسرة لأخيها، بدا عليه بعض الإرهاق، فسألته شقيقته ما إذا كان قد تعرض للضرب، ولكنه طالبها بأن تصمت وقال لها: “ضرب الحكومة مش عيب”، بحسب وصفها.

وقالت شقيقته بحسب التقرير إنه بعد إبلاغهم بوفاة شقيقها، طُلب منهم الذهاب إلى المشرحة للتعرف على الجثة، فوجدوا بعض الكدمات في وجهه وجسده. وتم إخبارهم أنه توفي نتيجة سكتة قلبية، وبسؤالهم عن سبب الكدمات، أجابهم أحد أمناء الشرطة أنها نتيجة صدمات كهربائية “للتأكد من وفاته”، وربما قصد محاولة إنعاش قلبه.

وصرحت الفتاة “مات شقيقي من التعذيب بمركز بلقاس”. علي حد وصفها.

وبحسب فيديو منسوب لمحامي المتهم أيمن صبري قال إن التحقيقات ما زالت جارية ولم يظهر بعد تقرير الطب الشرعي، وأضاف أن التجمهر الذي حدث لم يتضمن أحداث عنف، ولكن فقط للمطالبة بحق موكله.

رد السلطات المصرية

وردّت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها صباح يوم الاثنين أن المتهم المذكور محبوس بقرار من النيابة العامة بتاريخ 21 من شهر يوليو/تموز الجاري على ذمة التحقيق في قضية اتجار بالمواد المخدرة وحيازة سلاح.

وأضاف البيان الرسمي أن المتهم شعر بحالة إعياء مفاجئ بمحبسه بتاريخ 26 يوليو/تموز الجاري، ونُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، لكنه توفي وتم إخطار أهله بالوفاة.

وسألت السلطات المصرية نزيلين محبوسين رفقة المتهم، لكنهما لم يتهمَا أحداً أو يشتبها في وفاته جنائياً.

وتولت النيابة العامة التحقيق، وكلفت الطب الشرعي بتوقيع الكشف الطبي على جثمان المتهم، وصرحت بالدفن عقب ذلك، بحسب بيان الداخلية.

خالد سعيد يعود إلى الأذهان

شبّه عدد من المستخدمين واقعة أيمن صبري بما حدث مع خالد سعيد، الشاب الذي اعتبره الكثيرون أحد أسباب اندلاع انتفاضة عام 2011.

وقُتل سعيد خلال عملية إلقاء القبض عليه من قبل الشرطة في مقهى للإنترنت في منطقة سيدي جابر بمدينة الإسكندرية في يونيو/ حزيران 2010

وقالت الشرطة حينها إن الشاب كان ملاحَقاً وحاول بلع لفافة مخدر كانت بحوزته، لكن أسرته ومحاميه قالوا إن اللفافة وُضعت في حلقه عنوة، وتسببت في وفاته، وإنه تعرض للضرب المبرح بعد اعتقاله.

وقد أثار موت سعيد إدانة عالمية ومحلية، وخرجت مظاهرات احتجاج في الإسكندرية والقاهرة نظمها نشطاء حقوق الإنسان ومعارضون للنظام السابق في مصر.

وإثر ذلك، وجهت النيابة العامة إلى شرطيين تهمتي القبض على مواطن دون وجه حق، واستخدام القوة المفرطة.

وقضت محكمة في مصر بسجن اثنين من أفراد الشرطة 10 سنوات لإدانتهما بقتله.

وتواجه أجهزة الأمن المصري اتهامات متكررة من منظمات حقوقية “باعتماد سياسة تعذيب واستخدام مفرط للقوة بصفة ممنهجة داخل مراكز الشرطة”، وهو ما تنفيه السلطات المصرية بشكل متكرر.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها لعام 2020 إن ظروف الاحتجاز في مصر “قاسية وغير إنسانية”.

وذكر تقرير للخارجية الأمريكية صدر عام 2023 حول حقوق الإنسان في مصر حدوث “عمليات قتل تعسفية أو غير قانونية أثناء اعتقال الأشخاص أو احتجازهم”.

وأطلقت السلطات المصرية في عام 2022 “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، وقالت إنها “تهدف لتعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية داخل البلاد”.

*رسالة للنشطاء أم تسوية سياسية؟.. قراءة في خلفيات الحكم على نجل عبد المنعم أبو الفتوح

قضت الدائرة الثالثة إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، المنعقدة في مجمع محاكم بدر، أمس الاثنين، بالسجن المشدد خمس سنوات على أحمد أبو الفتوح، نجل المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب “مصر القوية” الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، مع وضعه تحت المراقبة الشرطية لخمسة أعوام إضافية، وذلك في إعادة محاكمته بالقضية المتهم فيها بـ”الانضمام إلى جماعة إرهابية“.

وكانت المحكمة قد أصدرت حكمًا غيابيًا سابقًا بحق أبو الفتوح الابن بالسجن عشر سنوات، قبل أن تعاد إجراءات محاكمته بعد القبض عليه.

وشهدت الجلسة الماضية حضورًا قانونيًا بارزًا، حيث قدّم كل من الدكتور محمد سليم العوا والمحامي أحمد أبو العلا ماضي مرافعة مطوّلة أمام هيئة المحكمة، طالبا فيها ببراءة موكلهما، مستندين إلى غياب الأدلة المادية التي تثبت الاتهامات.

بطلان الحكم الغيابي السابق

وأكد فريق الدفاع أن القضية تفتقر إلى أي دلائل قاطعة أو مستندات تشير إلى تورط المتهم في أي نشاط تنظيمي، مشددين على خلو أوراق الدعوى من وقائع مثبتة أو إجراءات قانونية تدعم الاتهام.

وتأتي القضية ضمن سلسلة من المحاكمات التي طالت معارضين وشخصيات سياسية بارزة في مصر خلال السنوات الأخيرة، وسط انتقادات حقوقية بشأن استخدام قوانين مكافحة الإرهاب لتقييد الحريات السياسية.

وخلال مرافعته أمام المحكمة، أشار الدكتور العوا إلى أن القضية في جوهرها تندرج ضمن نمط من القضايا ذات الطابع السياسي التي افتقرت، بحسب وصفه، إلى شروط العدالة الجنائية المتعارف عليها في النظام القانوني المصري والدولي، مضيفًا أن الاتهام المسند إلى المتهم لا يقوم إلا على تحريات أمنية “مكتبية” لا ترقى إلى مرتبة الدليل القضائي، ولا تكفي وحدها لتأسيس حكم بالإدانة.

فيما دفع المحامي أحمد أبو العلا ماضي ببطلان الحكم الغيابي السابق، مستندًا إلى الإجراءات القانونية التي بادر بها المتهم فور القبض عليه، حيث تقدم بطلب رسمي لإعادة إجراءات المحاكمة بمجرد عرضه على نيابة التجمع الخامس، وهو ما يجعل من حقه الحصول على محاكمة جديدة تراعى فيها كافة الضمانات القانونية والدستورية.

وكان أحمد عبد المنعم أبو الفتوح قد أُلقي القبض عليه قبل أسابيع أثناء وجوده في وحدة مرور القطامية بالقاهرة الجديدة، حيث كان يباشر إجراءات تجديد رخصة سيارته. وأُودع لاحقًا بسجن العاشر من رمضان- تأهيل 2، تنفيذًا للحكم الغيابي الصادر بحقه بالسجن عشر سنوات. ورغم التماس الدفاع في الجلسة السابقة إخلاء سبيل موكله بأي ضمان تراه المحكمة مناسبًا، فإن الدائرة الثالثة إرهاب رفضت هذا الطلب، واستمرت في نظر القضية مع استمرار حبس المتهم احتياطيًا.

محاكمات سياسية

وقد أثارت القضية منذ بدايتها ردود فعل حقوقية واسعة، إذ اعتبرت منظمات محلية ودولية أن الحكم الغيابي الصادر ضد نجل أبو الفتوح يأتي في سياق سلسلة من المحاكمات السياسية التي تستند إلى تشريعات استثنائية، وعلى رأسها قانون مكافحة الإرهاب، الذي يُستخدم، بحسب بيانات تلك المنظمات، لتضييق الخناق على المعارضين والنشطاء السياسيين.

وكان والد المتهم، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، قد صدر بحقه في مايو 2022 حكم بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا، في القضية ذاتها التي تضم عددًا من الشخصيات العامة، وذلك بتهم شملت “نشر أخبار كاذبة” و”الانضمام إلى جماعة إرهابية”. وتواصل منظمات حقوقية مثل “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة العفو الدولية، المطالبة بالإفراج عن الدكتور أبو الفتوح، مؤكدة أن محاكمته تفتقر إلى شروط المحاكمة العادلة، وأن حبسه يمثل اضطهادًا سياسيًا مقنّعًا بغلاف قانوني.

يُشار إلى أن أحمد عبد المنعم تمكّن منذ القبض عليه من التواصل مع أسرته، التي أدخلت له زيارة طلبية داخل محبسه، كما سُمح لها بزيارته لأول مرة مباشرة يوم 28 إبريل الماضي، بعد يوم كامل من الغموض بشأن مكان احتجازه، وهو ما أثار وقتها مخاوف حقوقية بشأن ظروف احتجازه وضمان تمتعه بحقوقه القانونية. وتظل الأنظار موجهة إلى جلسة 28 يوليو المقبل، والتي ستُصدر فيها محكمة أمن الدولة طوارئ حكمها في القضية، وسط توقعات بأن تمثل هذه الجلسة لحظة فارقة في مسار ملف قانوني وسياسي شائك طالما أثار جدلًا في الأوساط الحقوقية داخل مصر وخارجها.

*احتجاجات غاضبة في الدقهلية بعد وفاة طالب جامعي داخل قسم الشرطة

تعيش مدينة بلقاس في محافظة الدقهلية حالة من الغضب الشعبي والتوتر الأمني منذ ساعات، بعد الإعلان عن وفاة الشاب المحتجز أيمن صبري عبد الوهاب داخل قسم شرطة بلقاس، وسط اتهامات حقوقية وأسرية بتعرضه للتعذيب على مدار أسبوع كامل داخل مقر احتجازه، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، فيما تنفي وزارة الداخلية وجود أي شبهة جنائية وتصر على أن الوفاة “نتيجة إعياء مفاجئ”. 

فيديوهات توثق الغضب

وانتشرت على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) مقاطع فيديو توثق احتجاجات اندلعت فجر الأحد 27 يوليو، يظهر فيها عشرات المواطنين وهم يلقون الحجارة على سيارة شرطة في أحد شوارع بلقاس، قبل انسحاب القوة الأمنية من الموقع، وتصدر وسم “بلقاس” منصات التواصل، وسط دعوات للتحقيق الشفاف في الواقعة ومحاسبة المتورطين في حال ثبتت مسؤوليتهم عن التعذيب.

https://x.com/Youssef97696132/status/1949588863766450655 

روايتان متناقضتان

تباينت الروايات حول ظروف وفاة الشاب، الذي يبلغ من العمر 21 عامًا ويدرس في الجامعة.
الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية توثق الانتهاكات، قالت إن أيمن اعتُقل يوم 19 يوليو واقتيد إلى قسم بلقاس دون عرضه على النيابة في المدة القانونية، وتعرض لتعذيب جسدي ونفسي شديد على يد ضباط وحدة المباحث، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية.

وأوضحت الشبكة أنه خلال آخر زيارة لأسرته يوم الجمعة 25 يوليو، بدا أيمن في حالة إعياء شديد وسقط مغشيًا عليه أمام والدته، كما سلّمهم ورقة بها أسماء أدوية، دون تفسير لحالته، قبل أن يتوفى في اليوم نفسه داخل القسم، دون إبلاغ الأسرة رسميًا، التي علمت بوفاته عبر محاميه فجر اليوم التالي.

في المقابل، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا أكدت فيه أن المحتجز “كان محبوسًا احتياطيًا على ذمة قضية اتجار في المخدرات وحيازة سلاح”، وتم نقله إلى أحد المستشفيات يوم 26 يوليو بعد شعوره بإعياء، لكنه توفي لاحقًا. وادعت الوزارة أن زميليه في الزنزانة لم يتهما أحدًا أو يشتبها في وجود شبهة جنائية، وتم إخطار أهله، فيما تولت النيابة التحقيق وأمرت بتشريح الجثمان والتصريح بالدفن.

https://x.com/_AliBakry/status/1949563154725568589 

شكوك وسخط في الشارع

تصريحات الداخلية لم تُطفئ نار الغضب الشعبي، حيث خرج العشرات من أهالي بلقاس مطالبين بكشف حقيقة ما حدث داخل القسم. ويقول أحد أقرباء أيمن – فضل عدم ذكر اسمه –: “أيمن لم يكن يعاني من أمراض، وفوجئنا بوفاته بعد أيام من اعتقاله، لا نقبل دفنه دون تقرير رسمي مفصل يوضح سبب الوفاة”

وتُطالب أسرة أيمن وناشطون حقوقيون بفتح تحقيق نزيه تشرف عليه جهة مستقلة، ونشر نتائج تقرير الطب الشرعي أمام الرأي العام، لتبديد الشكوك، خاصة في ظل “السوابق المتكررة” – حسب وصفهم – لحالات وفاة داخل أقسام الشرطة. 

استحضار “خالد سعيد” و”محمود ميكا”

واقعة أيمن أعادت إلى أذهان كثيرين حادثة خالد سعيد الشهيرة عام 2010، التي كانت أحد شرارات ثورة 25 يناير، بعدما حاولت وزارة الداخلية وقتها تبرير وفاته بابتلاع لفافة بانجو، بينما أظهرت صور جثمانه تعرضه للضرب المبرح.

كما تعيد الحادثة التذكير بوفاة الشاب محمود محمد أسعد المعروف بـ”محمود ميكا” داخل قسم الخليفة في أبريل الماضي، والتي طالبت 17 منظمة حقوقية بالتحقيق فيها بعد ظهور آثار تعذيب على جثته، فيما نفت الداخلية تلك الرواية مدعية وفاته إثر “مشاجرة مع محتجز آخر”. 

حقوقيون: “التعذيب في مصر ممنهج”

المنظمات الحقوقية المصرية والدولية لم تغب عن المشهد. فقد دانت “الشبكة المصرية” وكيانات أخرى ما وصفته بـ”تصاعد وتيرة الوفيات داخل أماكن الاحتجاز”، مشيرين إلى وجود “قرائن متواترة” على ممارسة التعذيب بشكل ممنهج.

وكانت لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة قد أصدرت في 2023 تقريرًا صادمًا وصفت فيه التعذيب في مصر بأنه “ممنهج وواسع النطاق”، وطالبت السلطات بإغلاق أماكن الاحتجاز غير الرسمية وتجريم الإخفاء القسري صراحة.

ورغم توقيع مصر على اتفاقية مناهضة التعذيب عام 1986، والتي تلزمها بتقديم تقارير دورية عن مدى التزامها ببنود الاتفاقية، إلا أن انتهاكات حقوق الإنسان داخل أماكن الاحتجاز تواصل إثارة الجدل محليًا ودوليًا.

*حملة رسمية مصرية ضد دعوة لمظاهرة أمام سفارتها في تل أبيب

أثارت دعوة لما يسمى “اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني”، وهو تنظيم ليس له وجود رسمي، قدمها الشيخ نضال أبو شيخة، الذي نسبته صحف حكومية لجماعة الإخوان في الأرض المحتلة، لتنظيم مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، احتجاجًا على “الحصار المصري لغزة”، ردود فعل غاضبة وساخطة في الأوساط الرسمية المصرية وإعلام السلطة.

وانتقد مصريون وإعلاميون موالون للسلطة الدعوة للمظاهرة في تل أبيب أمام سفارة مصر وزعموا أنها منسقة بين الإخوان وحكومة نتنياهو!

لكن نشطاء رجحوا أن تكون الدعوة وراءها جهات استخبارية إسرائيلية لخلط الأوراق ودعم حملة المصريين الغاضبة علي السيسي لغلق معبر رفح.

وانتشرت تعليقات ساخرة تزعم أن نتنياهو سيقود التظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب وقالت أبواق حكومية أنها للتشويش على الدور المصري ومحاولة مريبة لتحميله مسؤولية الحصار المفروض من إسرائيل.

وكتبت لجان تابعة للسيسي تقول: “الإخوان بيعملوا مظاهرة ضد مصر في تل أبيب! مش ضد اللي بيقصف غزة، لأ، ضد مصر اللي بتحاول تدخل مساعدات وتفاوض على وقف إطلاق النارط.

ووصف الصحفي وعضو مجلس النواب الموالي للسلطة مصطفى بكري الدعوة إلى التظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب بأنها “وقوف في خندق إسرائيل ضد مصر”.

وتزامن هذا مع حملة هجوم حكومية ضد تصريحات القيادي في حركة حماس، الدكتور خليل الحية، واعتبر اعلاميو السلطة أنها تتضمن اتهامًا غير مباشر لمصر بالتقصير”، رغم تأكيد الحية، خلال لقاء سابق في القاهرة، على تقدير حماس لمواقف مصر والرئيس السيسي.

ناشد عبد الفتاح السيسي نظيره الأميركي دونالد ترامب بذل كل الجهود لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إليه، وذلك بالتزامن مع حملة تحمل القاهرة مسؤولية تعطيل دخول المساعدات بدلا من إسرائيل التي فرضت حصارا محكما على غزة، وأغلقت كل المعابر وهدّمت البنية التحتية لمعبر رفح من الناحية الفلسطينية، ما أعاق دخول المساعدات من مصر.

ويشعر المصريون بالحرج في ظل حملة موجهة إعلاميا وسياسيا توحي بأن بلادهم تغلق معبر رفح وتمنع مرور المساعدات إلى قطاع غزة وتساهم في المأساة الإنسانية، فيما تقول القاهرة إن المعبر مفتوح من الجانب المصري، وإن من يعرقل مرور المساعدات هو إسرائيل وليس مصر، التي لا ترغب بالانجرار إلى معارك هامشية لا تخدم مصالحها تحت أي ظرف.

*اتهام نظام السيسي بترحيل السودانيين قسرا ليشاركوا في القتال

خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، منذ مايو الماضي، تصاعدت بشكل لافت وتيرة القبض على اللاجئين السودانيين في مصر، خاصة في القاهرة وبعض المدن الحدودية مثل أسوان والأقصر وحلايب وشلاتين، وترافق ذلك مع قرارات بالترحيل القسري، أثارت انتقادات واسعة من منظمات حقوقية، وسط تساؤلات حول مدى احترام القاهرة لالتزاماتها تجاه اتفاقية جنيف الخاصة بوضع اللاجئين، حسب تقرير لموقع “زاوية 3”.

وذكر الموقع أن ما زاد من الجدل، هو تسريب معلومات من ناشطين سودانيين ومصادر سياسية تفيد بوجود اتفاق غير معلن بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وبعض الجهات الأمنية في مصر، يقضي بترحيل الشباب السودانيين من مصر لإعادة تجنيدهم في صفوف الجيش السوداني، الذي يخوض حربًا مفتوحة ضد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، منذ 2023، وذلك بناء على طلب الأول الذي زار القاهرة مطلع مايو الماضي، وأبرم تنسيقًا أمنيًا مع السلطات، بحسب ما أفصحت عنه مصادر رسمية.

وفي ظل ظروف النزاع المسلح الكارثي داخل السودان، وتحول مناطق واسعة إلى ساحات قتال مدمرة، يصبح الحديث عن إعادة لاجئين قسرًا إلى هذا البلد، قضية تثير قلقًا دوليًا متزايدًا، وتشير شهادات مستقاة من مصادر حقوقية داخل مصر، ومن لاجئين سودانيين، إلى أن العشرات – وربما المئات – من الشبان الذين تم توقيفهم خلال الأشهر الأخيرة، يتعرضون للضغط والترحيل دون أي غطاء قانوني فيما يواجهون مصيرًا مجهولًا.

اعتقال سودانيين 

وتحتجز السلطات المصرية منذ 7 يوليو الجاري طالب اللجوء السوداني النور مهدي موسى آدم، البالغ من العمر 19 عامًا، والمسجل رسميًا لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك رغم وضعه الصحي الحرج بعد بدء علاجه من ورم سرطاني في الغدد اللمفاوية بالمرحلة الرابعة، وفق تصريحات أسرته.

جاء توقيف النور في نفس اليوم الذي تلقى فيه أولى جلسات العلاج الكيماوي، بعد نحو شهرين من وصوله إلى مصر هربًا من جحيم الحرب الدائرة في بلاده، وانهيار النظام الصحي هناك، وهو ما دفعه إلى تقديم طلب لجوء رسمي، حصل بموجبه على بطاقة التماس صادرة عن المفوضية، صالحة حتى مايو 2026، بحسب ما تؤكد أسرته لـ”منصة اللاجئين”.

ورغم تقديم أسرته الوثائق القانونية كاملة إلى قسم شرطة الطالبية بمحافظة الجيزة، بما في ذلك بطاقة اللجوء والتقارير الطبية التي تثبت خضوعه للعلاج، تواصل السلطات احتجازه، وتمنعه من تلقي الجرعة الثانية من العلاج المقررة في 21 يوليو، بل إن عائلته أُبلغت بوجود قرار بترحيله قسرًا إلى السودان، في انتهاك واضح للقانون المصري والمواثيق الدولية التي تحظر الإعادة القسرية لطالبي اللجوء.

غير أن مؤسسة “مدد” الحقوقية ذكرت لاحقًا أنه أُفرج عن النور مهدي خلال فترة إعداد هذا التقرير.

وتقول “منصة اللاجئين في مصر”، وهي جهة حقوقية ترصد أوضاع اللاجئين وطالبي اللجوء، إن واقعة النور “ليست حالة فردية”، بل تمثل “امتدادًا لحملات أمنية موسعة” شنتها السلطات المصرية خلال العامين الماضيين، استهدفت اللاجئين السودانيين على وجه الخصوص، موضحة أن هذه الحملات شملت توقيفات تعسفية من الشوارع والمنازل، واحتجاز الآلاف دون سند قانوني، وترحيل لاجئين مسجلين من بينهم أطفال ومرضى ومسنون، بعضهم توفي خلال الاحتجاز.

وفي السياق، طالبت “المنصة” في بيان رسمي السلطات المصرية بـ”الإفراج الفوري وغير المشروط عن النور مهدي”، ووقف أي إجراءات ترحيل بحقه، وضمان تمكينه من استكمال علاجه الطبي العاجل، كما دعت إلى فتح تحقيق مستقل في ملابسات توقيفه واستمرار احتجازه، رغم ما بحوزته من وثائق قانونية وطبية تؤكد وضعه كمريض ولاجئ قانوني.

إلى جانب ذلك، توجهت المنصة بنداء إلى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل التدخل العاجل ومتابعة القضية قانونيًا، باعتبار النور طالب لجوء مسجل لديها، تقع على عاتقها مسؤولية توفير الحماية له، وضمان عدم ترحيله أو تعريض حياته للخطر.

في سياق متصل، أفاد شهود عيان تحدثوا إلى “زاوية ثالثة” بأن حملات أمنية متفرقة نُفذت خلال الأيام الماضية في منطقتي الهرم وفيصل بمحافظة الجيزة، وكذلك في مدينة 6 أكتوبر، أسفرت عن القبض على عشرات السودانيين، بينهم نساء وأطفال.

ووفقًا للشهادات التي جمعها موقع “الزاوية 3″، فإن القبض تم بشكل مفاجئ من داخل الشقق السكنية أو أثناء تواجد اللاجئين في الشارع أو المواصلات العامة، دون إطلاعهم على أسباب واضحة للاحتجاز أو تمكينهم من التواصل مع محامين أو ذويهم.

وأشار بعض الشهود إلى أن أجهزة الأمن نقلت المقبوض عليهم إلى مقرات احتجاز غير معلنة قبل أن تبدأ إجراءات الترحيل بحق بعضهم، ما أثار حالة من القلق والذعر بين اللاجئين السودانيين المقيمين في تلك المناطق، الذين يعيش كثير منهم أوضاعًا إنسانية صعبة منذ اندلاع الحرب في السودان.

ويؤكد نور خليل مدير منصة اللاجئين في حديث إلى زاوية ثالثة في هذا الصدد، قول نور خليل، أن وقائع القبض على اللاجئين السودانيين تأتي ضمن نمط ممنهج من التوقيف والاحتجاز العشوائي لهم في مصر.

ويضيف: “رصدنا في المنصة، خلال الأسبوعين الماضيين فقط، توقيف عشرات منهم في منطقة الطالبية بشارع فيصل بمحافظة الجيزة وحدها، بينهم من يحملون أوراقًا رسمية من المفوضية، وتم احتجازهم داخل القسم دون السماح لمحاميهم بالتواصل معهم”.

ويؤكد خليل أن بعض المحتجزين تعرضوا لانتهاكات تمثلت في سوء المعاملة والاحتجاز في ظروف غير إنسانية، إضافة إلى رفض الشرطة إطلاع الأهالي على مصير ذويهم، ويشدد على أن المنصة تتابع بقلق متزايد ما يبدو أنه سياسة ترحيل ممنهجة بحق طالبي اللجوء السودانيين، دون مراعاة لحالتهم الصحية أو القانونية، مضيفًا: “هناك تصعيد خطير يتطلب تدخلًا مباشرًا من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمات حقوق الإنسان لوقف هذه الانتهاكات قبل أن تتفاقم أكثر”.

حملات قبض متصاعدة وترحيلات غامضة

منذ يناير 2025، رصدت منصة اللاجئين في مصر عشرات حالات القبض على لاجئين سودانيين، تتراوح بين شبان مقيمين بشكل قانوني وآخرين لا يملكون أوراقًا رسمية، إلى جانب مرضى كانوا يتلقون العلاج في مستشفيات القاهرة، فيما يؤكد مراقبون أن العديد من هذه الاعتقالات استهدفت أفرادًا يحملون وثائق تسجيل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو كانوا في وضع قانوني سليم داخل البلاد.

هذه الممارسات، ليست جديدة وكانت وثّقتها كذلك منظمة العفو الدولية، التي أصدرت بيانًا في يونيو 2024 حذرت فيه من “حملة اعتقالات وترحيلات جماعية غير قانونية” تستهدف السودانيين، مؤكدة أن ما لا يقل عن 800 سوداني رُحّلوا قسرًا في النصف الأول من 2024، كذلك تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن عدد المرحلين في الربع الأول من عام 2025 فقط قد تجاوز هذا الرقم، مع تسجيل حالات ترحيل من مختلف أحياء القاهرة الكبرى، خاصة في مدينة 6 أكتوبر والعبور والمقطم.

كذلك أفادت هيئة محامي دارفور في نوفمبر 2024، بترحيل لاجئين سودانيين قسرًا من مصر، مع معاناة المرحلين من سوء التغذية والأمراض، وبعضهم توفي بعد الوصول إلى السودان، وحينها حمّلت الهيئة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مسؤولية الوضع الإنساني لهؤلاء اللاجئين.

وفي السياق ذاته أشار تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة في يوليو 2025، إلى عودة حوالي 320 ألف سوداني إلى بلدهم منذ عام 2024، معظمهم من مصر وجنوب السودان، موضحًا أنهم عادوا إلى مناطق نزاع تعاني من انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات العامة مثل الخرطوم، سنار، والجزيرة

*تواصل انقطاع الكهرباء ومياه الشرب فى محافظة الجيزة وحكومة الانقلاب تفشل فى احتواء الأزمة

تواصل انقطاع الكهرباء ومياه الشرب فى محافظة الجيزة حتى اليوم رغم مزاعم حكومة الانقلاب باصلاح الأعطال وانتهاء الأزمة

ويعانى سكان الهرم وفيصل والعمرانية ومنطقة الجيزة وأبو النمرس التابعين لمحطة محولات كهرباء جزيرة الذهب منذ أول أمس من انقطاع الكهرباء ومياه الشرب ، نتيجة عطل في كابل 66 كيلو فولت في منطقة ساقية مكي، حيث خرجت نفس محطة المحولات عن الخدمة بسبب نفس العطل، ما آثار غضب المواطنين من تكرار الأعطال متهمين حكومة الانقلاب بالفشل فى أحتواء الازمة.

كانت محافظة الجيزة قد أعلنت صباح امس، أن محطة مياه جزيرة الذهب تعمل بنصف طاقتها الإنتاجية بسبب عدم الانتهاء الكلي من إصلاح كابلات الجهد 66.

60 مولد متنقل

من جانبها اعترفت وزارة الكهرباء بحكومة الانقلاب انه فى ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، حدث فصل للكابلين ، 1 و 2 فنون / جزيرة الدهب جهد 66 كيلو فولت، مما ادي الي انقطاع التيار الكهربائى عن منطقة الجيزة والهرم وفيصل والعمرانية ومنيل شيحة وأبو النمرس.

وقالت الوزارة فى بيان لها انه تم الدفع بـ60 مولد متنقل وتوصيل الكابل  1 وتأمين التغذية الكهربائية لكافة المرافق الحيوية والاستراتيجية بالمنطقة فى نطاق المحطة ، مشيرة إلى أن فرق الطوارئ تعمل حاليا على اعادة توصيل الكابل 2 لتعود المحطة للعمل بكامل سعتها.

وأشارت إلى أنه سيتم الانتهاء مساء اليوم من الاعمال الجارية على مدار اليومين الماضيين لمد وتوصيل مصدر تغذية اضافى لمحطة المحولات التى تغذي المنطقة للقضاء على المشكلة وضمان عدم تكرارها وفق تعبير الوزارة.

ماكينات طوارئ

وقال مصدر بالشركة المصرية لنقل الكهرباء، ان الشركة أعادت التيار إلى محطة مياه جزيرة الذهب بالاضافة إلى إعادة التيار إلى الأماكن السكنية القريبة من خلال توفير ماكينات طوارئ وديزل لتشغيلها .

فيما كشف مصدر مسئول بوزارة كهرباء الانقلاب عن مفاجأة جديدة بشأن خروج محطة محولات جزيرة الذهب التابعة للشركة المصرية لنقل الكهرباء وهى أن المحطة بها خطان للتغذية الكهربائية عبارة عن خط أساسي وخط احتياطي مكون كل منهما من كابلين جهد 66 كيلو فولت امبير ، يتم تحميل الاحمال على أحدهما فى حالة حدوث اى اعطال.

وأكد المصدر أن الخط الاحتياطى المكون من كابلين جهد 66 كيلو فولت امبير تعرض للتلف منذ أكثر من عام ، موضحا أنه لم يتم إصلاح العطل طوال الفترة الماضية وعند وقوع تلف بالخط الأساسي بالمحطة لم يجد التحكم خط احتياطي لنقل الاحمال عليه لذلك تم فصل التيار الكهربائي بالكامل عن المناطق التى تعتمد على التغذية الكهربائية من المحطة بالجيزة والهرم وفيصل وساقية مكى.

انقطاع مستمر

واعترف بأن انقطاع التيار الكهربائى عن منطقة الجيزة بسبب خروج محطة محولات جزيرة الذهب عن الخدمة مستمر لليوم الثالث على التوالى لحين الانتهاء من تركيب الدوائر الجديدة بعد فشل محاولات اصلاح العطل بالمحطة.

وأضاف المصدر أن محطات مياه الشرب والصرف الصحى يتم تأمين التغذية الكهربائية لها من خلال مولدات الديزل الاحتياطية، لافتا إلى أن الشركة المصرية لنقل الكهرباء أجرت عدة محاولات لإصلاح العطل ولكنها لم تنجح.

القناطر الخيرية

 في سياق متصل أعلنت شبكة كهرباء مدينة القناطر الخيرية مساء أمس إعادة توصيل التيار الكهربائي إلى 9 مناطق تابعة لمدينة القناطر الخيرية، بعد انقطاعها لساعات، وذلك نتيجة عطل فني في دائرة كهرباء أشمون- القناطر.

وصيتا مقتحمي قسم المعصرة “أحمد الشريف ومحسن مصطفى”وسط أنباء عن تصفيتهما.. الاثنين 28 يوليو 2025م.. أمن الدولة تحبس نجل أبو الفتوح 5 سنوات وتدرجه على قوائم الإرهاب ومنصة ليبرالية تتضامن مع المضربين بسجن بدر3

وصيتا مقتحمي قسم المعصرة “أحمد الشريف ومحسن مصطفى”وسط أنباء عن تصفيتهما.. الاثنين 28 يوليو 2025م.. أمن الدولة تحبس نجل أبو الفتوح 5 سنوات وتدرجه على قوائم الإرهاب ومنصة ليبرالية تتضامن مع المضربين بسجن بدر3

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*نيابة أمن الدولة العليا تجدّد حبس عدد من المتهمين في قضايا مختلفة.. بينهم أطفال ونساء

أفادت مصادر حقوقية أن نيابة أمن الدولة العليا قررت، امس الأحد، تجديد حبس عدد من المتهمين في قضايا أمن دولة مختلفة، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بينهم سيدة وطفلان قاصران.

وشملت القرارات ما يلي:

  • في القضية رقم 2 لسنة 2025 حصر أمن دولة عليا:
    قررت النيابة تجديد حبس الطفل أسامة رضوان صالح صلاح، وآدم كامل سليم سلامة زايد، لمدة 15 يومًا.
  • في القضية رقم 1602 لسنة 2025:
    جددت النيابة حبس كل من المدثر محمد سالم أحمد، ومهند سرحان عادل سرحان، لنفس المدة.
  • في القضية رقم 2480 لسنة 2025:
    تم تجديد حبس عيسى نور سليمان 15 يومًا.
  • في القضية رقم 2479 لسنة 2025:
    شملت القرارات تجديد حبس السيدة أميرة عايش سلامة عياش.
  • في القضية رقم 3865 لسنة 2025:
    تم تجديد حبس ثلاثة متهمين، من بينهم طفل، وهمأ.ا.ع.ح، ك.ع.ع، والطفل خ.ش.ج.ا.
  • في القضية رقم 4127 لسنة 2025:
    جددت النيابة حبس علاء الدين أحمد محمد عثمان.

وتأتي هذه القرارات في إطار جلسات التجديد الدوري التي تُعقد داخل مقر نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة.

 

*تصاعد الملاحقات الأمنية في عدة محافظات.. ومحامٍ يتوقع تشديدات بالمقار الأمنية بعد فيديو “المعصرة”

قال المحامي الحقوقي نبيه الجنادي إنه تلقى معلومات من مواطنين ومحامين في محافظات مختلفة يُظهر بوضوح تصاعد الملاحقات الأمنية وحملات القبض التي ينفذها جهاز الأمن الوطني ضد المواطنين، بـ«معدل أعلى من المعتاد»، بحسب وصفه.

وأوضح الجنادي أن حملة التوقيفات الحالية بدأت قبل تداول مقطع الفيديو الذي يُقال إنه يُظهر اقتحام مقر الأمن الوطني بقسم شرطة المعصرة في حلوان، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن.

وأضاف الجنادي أن المقبوض عليهم لا ينتموا لفئة محددة، حيث أوقف بعضهم بسبب منشورات على فيسبوك، لافتًا بالوقت نفسه إلى أن العرض على نيابة أمن الدولة يسير بوتيرة معتادة، حيث تستقبل النيابة قضايا بشكل مستمر، تتنوع بين قضايا نشر وانتماء لجماعات محظورة، إلا أنه أوضح أن المعتاد في مثل هذه الحالات هو أن يُحتجز المقبوض عليه من قبل الجهاز لفترة تتراوح بين يومين وأسبوع قبل عرضه على النيابة، وهو ما يفسر عدم ظهور بعضهم أمام النيابة حتى الآن.

وكانت وزارة الداخلية المصرية نفت في بيان ثانٍ صدر أمس، صحة الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي منذ السبت الماضي، والذي يظهر شابين يزعمان احتجاز ضابط داخل قسم شرطة المعصرة. وأكدت الوزارة أن الفيديو «مفبرك»، والوثائق الظاهرة فيه «لا تمت للواقع بصلة»، مشيرة إلى أنه تم ضبط القائمين على إعداد وترويج الفيديو.

وأضاف البيان نقلًا عن مصدر أمني لم يُذكر اسمه، أن الواقعة تندرج ضمن ما وصفه بـ«محاولات الجماعة الإرهابية لتزييف الحقائق ونشر الشائعات بهدف النيل من حالة الاستقرار في البلاد»، مؤكدًا أن «الشعب المصري يعي هذه المحاولات جيدًا». كما أشار إلى أن تلك الجماعة «تسعى إلى التشكيك في الدور المصري التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية».

في المقابل، أعربت «الشبكة المصرية لحقوق الإنسان» عن قلقها الشديد بشأن مصير الشابين اللذين ظهرا في الفيديو، وهما محسن محمد مصطفى وأحمد الشريف، محملة النائب العام ووزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني مسؤولية سلامتهما. كما شككت الشبكة في الرواية الرسمية بشأن الحادثة.

بدوره، قال أحد المحامين المترددين على مقر قسم شرطة المعصرة، ويقيم بالقرب منه، إن جميع من يترددون على المبنى، خصوصًا من سبق لهم الصعود إلى مقر الأمن الوطني في الطابق الرابع، يعلمون أن واقعة الاقتحام التي ظهرت في الفيديو «حدثت بالفعل».

وأوضح المحامي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الأوراق التي ظهرت في الفيديو، والخاصة بكروت متابعة السجناء داخل مقر الجهاز، تعود إلى سجناء معروفين يخضعون حاليًا لإجراءات المتابعة، مضيفًا أن «الكل هنا يعلم أن الواقعة حقيقية، لكن عند الحديث عنها، يفضل الجميع التزام الصمت. يقولون: لا نعرف. لا يؤكدون ولا ينفون، ومن يعترف يكون كمن أفشى السر».

ورجّح المحامي أن تكون الواقعة جرت صباح الجمعة الماضي قبل صلاة الجمعة، لافتًا إلى أن قسم المعصرة طُوّق أمنيًا منذ ذلك اليوم، مع سماع متكرر لأصوات سيارات النجدة في المنطقة ووجود لافت لسيارة شرطة عسكرية، مشيرًا إلى أن القسم محاط بأسوار حديدية منذ فترة طويلة.

بالإضافة إلى رواية المحامي، قالت الشبكة المصرية إنها حصلت على شهادات من معتقلين سابقين كانوا يخضعون للمتابعة الدورية داخل مقر الأمن الوطني بالمعصرة، تفيد أن الاقتحام جرى بعد صلاة الجمعة الماضي 25 يوليو الجاري، واستمر لمدة خمس ساعات، حيث طالب الشابان من داخل المقر بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ووقف الحرب والإبادة الجماعية بحق المدنيين هناك.

وفي نهاية الاقتحام، سلّم الشابان نفسيهما طوعًا إلى قوات الأمن، بحسب بيان الشبكة، التي أشارت إلى أنه عقب الواقعة اقتحمت قوات الأمن منزليهما واعتقلت عددًا من أصدقائهما، بالإضافة إلى رجل سبعيني ونجله.

وأضاف المحامي المقيم في حلوان أنه رصد وقائع قبض ومداهمات في المنطقة المحيطة بقسم الشرطة وعدد من المحافظات الأخرى، وصفها بأنها «تسير بوتيرة غير معتادة»، موضحًا أن هذه التطورات تُعد «ضربة موجعة» لهيبة «الداخلية» وخاصة جهاز الأمن الوطني. وتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة تغييرات في إجراءات المتابعة داخل مقار الجهاز، بالإضافة إلى زيادة في مستوى التسليح والتأمين.

ولم يُبدِ المحامي دهشته من الواقعة، مشيرًا إلى أن التأمين في معظم مقرات الأمن الوطني التي تستقبل السجناء السابقين للمتابعة ضعيف للغاية، حيث «يعتمد بالأساس على خضوع السجين وخوفه من إعادة الاعتقال»، مضيفًا أن «السجين حين يذهب للمقر، يكون مستسلمًا تمامًا، يتلقى الأوامر من أمين الشرطة: اجلس هنا، قرفص هناك، اذهب أنت، تعالَ أنت، متجيش تاني».

وأكد أن إجراءات المتابعة تُنفذ خارج الإطار القانوني، دون هدف واضح سوى إرباك المعتقل وتعطيل حياته، موضحًا أن «السجين ينتظر ساعة أو ساعتين، وقد يُطلب منه التوقيع ثم يُسمح له بالمغادرة. وأحيانًا لا يُطلب منه التوقيع، خاصة في نهاية فترة المتابعة، حيث يتم تقليص المدة تدريجيًا دون مبرر قانوني، كأن يُقال له: لا تأتِ كل أسبوع، بل كل شهر، أو كل يوم أحد فقط». وختم بالقول: «لا يتم تفتيشهم، ولا تُجرى أي إجراءات أمنية حقيقية. لديّ شباب يخضعون لهذا النوع من المتابعة». 

 

*اقتحام أمن الدولة يفضح رواية الداخلية: بيانان متناقضان واختفاء قسري يهدد حياة مقتحمي “المعصرة”

أصدرت وزارة الداخلية بيانين متتاليين خلال أقل من 48 ساعة بشأن واقعة دراماتيكية هزت الرأي العام، تمثلت في اقتحام شابين مقر الأمن الوطني في منطقة المعصرة بمحافظة القاهرة، وتصوير مشاهد من داخل المبنى الأمني المحصن، ونشر مقاطع تُظهر احتجازهما لعدد من الضباط والعناصر الأمنية في أحد الزنازين.

الواقعة التي تعود إلى ظهر الجمعة الماضية، جاءت بطلاها الشابان: محسن محمد مصطفى (27 عامًا)، خريج كلية التجارة – قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر، من سكان مدينة 15 مايو (مجاورة 7).

ابن خاله أحمد شريف أحمد عبد الوهاب (23 عامًا)، حديث التخرج من كلية التربية الرياضية دفعة 2024، ويقيم بمدينة مبارك في نفس المنطقة.

الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، وفي بيان جديد صدر الأحد، حمّلت وزارة الداخلية مسؤولية الإخفاء القسري الذي يتعرض له الشابان، مؤكدة أنها تملك دلائل ميدانية وشهادات تؤكد أن الفيديوهات التي نُشرت على الإنترنت من داخل مقر الأمن الوطني “أصيلة وموثوقة”، وأن الإنكار الرسمي للواقعة ليس إلا محاولة لطمس آثار فشل أمني ذريع، يعيد فتح ملفات طالما ظلت مغلقة حول “التجاوزات داخل مقار الأمن الوطني” وشرعيتها القانونية.

مقاطع مصورة تفضح الإنكار

المشاهد التي بثها الشابان من داخل المقر لم تكن فقط صادمة، بل احتوت على معلومات دقيقة عن محتوى المكان وتركيبة الزنزانات وأسماء بعض الضباط، ما دفع عددًا من المعتقلين السابقين إلى الإدلاء بشهاداتهم للشبكة، مؤكدين أن المكان الذي ظهر في المقاطع هو بالفعل مقر الأمن الوطني بالمعصرة، الذي خضعوا فيه للاستجواب سابقًا، مما يدحض رواية الداخلية وبيانها الثاني الذي لم يتطرق صراحة لاعتقال الشابين، بل اكتفى بتعليقات غامضة على “حادث تم التعامل معه”.

دوافع الاقتحام: غزة في القلب

ما يزيد من حساسية الحدث هو أن الشابين لم يتحركا بدوافع شخصية أو جنائية، بل كان هدفهما المعلن – وفق ما ورد في مقاطع الفيديو – هو إيصال رسالة احتجاج إلى النظام المصري، ومطالبته بفتح المعابر مع قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف المجازر المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين هناك. وقد أشارا صراحة إلى أن ما قاما به هو “صرخة من أجل الضمير الإنساني”.

ورغم أن الشابين سلّما نفسيهما طوعًا في نهاية العملية، إلا أن مصيرهما لا يزال مجهولًا حتى الآن. إذ لم تُعرض قضيتهما أمام أي جهة تحقيق، ولم تتمكن أسرتاهما أو محاموهما من التواصل معهما، ما يعزز المخاوف من احتمال تعرضهما للتعذيب، أو حتى التصفية الجسدية، وهي مخاوف واقعية بالنظر إلى سابقة تعامل أجهزة الأمن مع قضايا مشابهة.

مداهمات واعتقالات تعسفية

ووفقًا لما وثقته الشبكة، فقد شنت قوات الأمن عقب الاقتحام حملة مداهمات واسعة استهدفت مساكن أقارب وأصدقاء الشابين:

داهمت شقة محسن محمد في 15 مايو دون العثور على أحد.

واقتحمت منزل أحمد شريف، حيث روعت والدته وكسرت محتويات المنزل.

وجرى اعتقال عدد من أصدقاء الشابين، إضافة إلى رجل سبعيني وابنه، ولا تزال عملية التحقق من أسمائهم وظروف احتجازهم جارية حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

مسؤولية قانونية على أعلى المستويات

وأعلنت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أنها تحمّل كلاً من: وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، والنائب العام المستشار محمد شوقي، وجهاز الأمن الوطني.

المسؤولية الكاملة عن سلامة الشابين، مطالبة بالكشف الفوري عن مكان احتجازهما، وتمكينهما من التواصل مع أسرتيهما ومحاميهما، وضمان مثولهما أمام جهة قضائية مستقلة، وفتح تحقيق عاجل في كل ما ارتبط بهذه الحادثة من انتهاكات، بداية من ظروف احتجازهما، وصولًا إلى تعامل الدولة الإعلامي والأمني مع الحدث. 

تصدع في صورة الأمن الوطني

وتثير هذه الواقعة تساؤلات وجودية حول فعالية المنظومة الأمنية خاصة عندما تكون إحدى أهم مؤسساتها عرضة للاقتحام بهذه السهولة، وبهذا الحجم من التوثيق العلني. وإذا كان مثل هذا الفشل قد حدث فعلًا، فإن محاولة التغطية عليه عبر الإنكار بدل الشفافية، تمثل أزمة أخلاقية ومؤسساتية عميقة تتطلب مراجعة شاملة.

أما إذا كانت الحادثة ملفقة، فإن غموض وتناقض البيانات الرسمية يفضح ضعف الخطاب الأمني الرسمي، وعدم قدرته على مواجهة الأزمة بثقة ووضوح.

في الحالتين، تعيش مصر اليوم واحدة من أكثر لحظاتها حرجًا في التعامل مع ملفي حقوق الإنسان وحرية التعبير، وسط صمت رسمي مطبق، وانشغال الرأي العام بقضية لم تنته فصولها بعد.

 

*أمن الدولة تحبس نجل أبو الفتوح 5 سنوات وتدرجه على قوائم الإرهاب

قضت محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، اليوم، بحبس أحمد عبد المنعم أبو الفتوح، خمس سنوات، مع الإدراج على قوائم الإرهاب، والمراقبة الشرطية لخمس سنوات تبدأ بعد انتهاء مدة العقوبة، حسبما أعلن المحامي خالد علي، على فيسبوك، مشيرًا إلى عزم فريق الدفاع التظلم على الحكم أمام الحاكم العسكري. 

وكان نجل رئيس حزب مصر القوية قد حُكم عليه، غيابيًا، إلى جانب والده ونائب رئيس الحزب، محمد القصاص، ونائب رئيس اتحاد جامعة طنطا سابقًا، معاذ الشرقاوي، حضوريًا، عام 2022، بالسجن 15 عامًا، ولم يُلقَ القبض على أحمد سوى في أبريل الماضي، وجرت إعادة محاكمته حتى صدر حكم اليوم.

وأعلن فريق الدفاع المكون من الدكتور سليم العوا، وأحمد أبو العلا، ونبيه الجنادي، وخالد علي، أنه سيقوم بالتظلم من الحكم أمام الحاكم العسكري.

 

*اشتباكات في بلقاس بين قوات الأمن ومحتجين على وفاة شاب في قسم الشرطة

وقعت اشتباكات بين عدد من أهالي مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية وأفراد الشرطة خلال تجمهر الأهالي، مساء أمس، في محيط محكمة بلقاس، احتجاجًا على وفاة أيمن صبري، 21 سنة، خلال احتجازه بمركز شرطة المركز. 

إبراهيم مرسي، محامي أسرة المتوفي، قال إن «أيمن تعرض للتعذيب»، الأمر الذي أدى إلى وفاته يوم السبت الماضي، موضحًا أن صبري احتُجز في غرفة رقم 6 بمركز شرطة بلقاس، بعد القبض عليه يوم 19 يوليو الجاري بتهمة تعاطي مخدرات وحيازة سلاح أبيض، و«تأخر عرضه على النيابة ليومين»، الأمر الذي دفع الأسرة إلى إرسال تلغرافات للنائب العام لإثبات ذلك، قبل عرضه على النيابة في 21 يوليو الجاري، والتي أمرت بحبسه أربعة أيام، ثم جددت حبسه 15 يومًا.

وأكد مرسي على عدم وجود «قضايا أو محاضر سابقة بأي تهمة تخص أيمن»، مشيرًا إلى أن «ملف التحقيق اتحول من نيابة بلقاس إلى نيابة المنصورة الكلية»، والتي ناظرت الجثة، صباح أمس، وأثبتت وجود آثار تعذيب بالصور، وأرفقت ذلك بملف القضية.

اندلعت مواجهات بين شباب مصريين وقوات الأمن بعد خروج تظاهرات في بلقاس بمحافظة الدقهلية عقب وفاة معتقل تحت التعذيب في مركز شرطة.
وتوفي الشاب أيمن صبري (21 عاما)، الطالب في كلية آداب قسم مساحة بجامعة المنصورة، بعد أقل من أسبوع على توقيفه من قبل قوات الأمن المصرية، وسط اتهامات بتعرضه لتعذيب شديد أدى إلى وفاته.
وذكر مدونون أن أيمن هو الابن الوحيد لوالديه، نُقل إلى المستشفى في حالة غيبوبة، بعد أن أُبلغت والدته بذلك، لكنها صُدمت عندما وُوجهت بجثته داخل ثلاجة الموتى.
وبحسب روايات مقربين نشرت على مواقع التواصل، فإن جسده كان يحمل آثار ضرب مبرح وصعق كهربائي، أدّى إلى تهتك في الرأس تطلّب 14 غرزة، بالإضافة إلى كدمات زرقاء في فمه ووجهه
كما ذكر ناشطون أن الشرطة تركته لأربع ساعات بعد وفاته دون محاولة إسعاف، في ظل سخرية واضحة من عناصر الأمن تجاه ذوي الضحية الذين تجمعوا لاحقًا أمام المحكمة، حيث تم إطلاق الرصاص لتفريقهم.
وأشار الناشطون إلى أن توقيف أيمن لم يكن على خلفية سياسية، بل في قضية جنائية عادية، ما أثار تساؤلات أكبر حول أسباب التعذيب والوحشية التي تعرض لها داخل مكان احتجازه.
وعلى إثر ذلك خرجت تظاهرات في بلقاس حيث هتف المتظاهرون بسقوط النظام فيما عد رواد مواقع التواصل التظاهرات شرارة كالتي اندلعت بعد وفاة خالد سعيد عام 2010.

ونفت وزارة الداخلية في الساعات الأولى من اليوم، «وفاة أحد المتهمين داخل محبسه بمركز شرطة بلقاس بالدقهلية»، مشيرة إلى أن «المذكور» كان محتجزًا منذ 21 يوليو الجاري بقرارٍ من النيابة على ذمة قضية «اتجار بالمواد المخدرة وحيازة سلاح»، وأن وفاته جاءت بعد شعوره بـ«حالة إعياء مفاجئ بمحبسه» في 26 يوليو، نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات، حيث توفي، نافية أن يكون وراء وفاته شبهة جنائية.

 

*سناء عبد الجواد تناشد بإطلاق سراح الدكتور محمد البلتاجي المضرب عن الطعام في سجن صيدناي احتجاجًا على الانتهاكات

سناء عبد الجواد تطلق صرخة استغاثة لإنقاذ حياة زوجها المعتقل السياسي الدكتور محمد البلتاجي

أطلقت سناء عبد الجواد، زوجة الدكتور محمد البلتاجي، البرلماني المصري السابق والسياسي المعروف والمدافع عن حقوق الإنسان، نداءً إنسانيًا عاجلًا مناشدة المجتمع الدولي التدخل لإنقاذ حياة زوجها، الذي يخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في سجن بدر، المعروف بين النشطاء الحقوقيين باسم صيدنايا مصر، احتجاجًا على ما وصفته بالظروف “اللا إنسانية والانتهاكات المستمرة”.

إضراب حتى الموت في مواجهة القمع

وذكرت عبد الجواد في بيانها أن زوجها دخل في إضراب مفتوح قد يفضي إلى الموت، إلى جانب عشرات من المعتقلين السياسيين الآخرين، احتجاجًا على الانتهاكات الجسيمة والتعذيب والعزلة التامة التي يتعرضون لها داخل السجن، مشيرة إلى تقارير تفيد بوقوع حالات انتحار بين السجناء، ما يعكس المأساة المتفاقمة داخل هذا السجن سيئ السمعة.

12 عامًا من العزلة وسوء المعاملة

أوضحت عبد الجواد أن الدكتور البلتاجي معتقل منذ أكثر من 12 عامًا، قضى منها ثمانية أعوام داخل سجن العقرب، قبل أن يتم نقله إلى سجن بدر، حيث يُحتجز في عزلة كاملة دون زيارة أو تعرّض للشمس، وقد تدهورت حالته الصحية بشكل خطير نتيجة هذا الحرمان وسوء الرعاية الطبية.

وأضافت أن زوجها صدر بحقه حكم بالإعدام في محاكمة غير عادلة، وتعرّض للتعذيب والمعاملة القاسية، ضمن موجة القمع التي أعقبت الانقلاب العسكري في مصر، والتي شهدت اعتقال الآلاف ومحاكمتهم عسكريًا دون ضمانات قانونية.

فقدان ابنة واعتقال ابن

وفي استعراض لجوانب المعاناة الشخصية، أكدت عبد الجواد أن ابنتها الوحيدة أسماء البلتاجي (17 عامًااستُشهدت برصاص قناص في ميدان رابعة في 14 أغسطس 2013، في ما وصفته بـ”الانتقام السياسي من والدها”. كما تم اعتقال نجلها أنس البلتاجي تعسفيًا في ديسمبر من العام نفسه، ولا توجد بحقه أي تهم واضحة، مؤكدة انقطاع التواصل معه منذ سنوات.

سجن بدر: “إصلاح” بالاسم فقط

انتقد البيان التسمية الرسمية لـ**”مركز بدر للتأهيل والإصلاح”**، معتبرًا إياها تغطية على الواقع القاسي والانتهاكات الممنهجة. فقد أعلن عدد كبير من السجناء عن انضمامهم إلى إضراب جماعي عن الطعام، شمل محامين وأطباء وشخصيات سياسية، وبلغ عدد المضربين حتى نهاية يوليو نحو 58 شخصًا، نُقل بعضهم إلى العيادة دون تحسن في المعاملة أو استجابة للمطالب.

رسالة من داخل الزنزانة

ورغم التضييق، تمكن الدكتور البلتاجي من إيصال رسالة من داخل محبسه يؤكد فيها أن الإضراب هو الملاذ الأخير في مواجهة الظلم والقمع والانتهاكات الصارخة، مجددًا تمسكه بالحقوق والحريات، ومناشدًا العالم ألا يلتزم الصمت.

للتذكيريُعد سجن بدر واحدًا من السجون التي تُوجه لها انتقادات متزايدة من منظمات حقوق الإنسان الدولية بسبب ما يُوصف بانتهاكات ممنهجة بحق المعتقلين، وخاصة السياسيين منهم، وسط صمت رسمي مصري وتجاهل لمطالبات دولية متكررة.

 

*منصة ليبرالية تتضامن مع المضربين بسجن بدر3 : لأنهم “إخوان” محرومون من المحاكمة العادلة والمعاملة القانونية الطبيعية

من نافذة الموقف الإنساني، أطلت منصة “الموقف المصري” معبرة عن استجابتها لصرخة المضربين عن الطعام من معتقلي سجن بدر3 وعلى رأسهم قيادات في جماعة الإخوان المسلمين والذين ناشدوا فيه إنسانية وضمير العالم.

وعبر تقرير حقوقي بعنوان (معتقلو الإخوان يضربون ضد الاستباحة المفتوحة.. فلنعاملهم كبشر” اهتمت بالإضراب الذي دشنه المعتقلون بسجن بدر3 بداية من يوليو الجاري مفتوحا عن الطعام، بسبب الانتهاكات التي يتعرضون لها في السجن، قبل أن تتطور الأمور لمحاولات انتحار“.

انتهاكات بلا مبرر

وعبر إشارة إلى “الإنسان المستباح” قالت: “الحقيقة بالرغم من اختلافنا سياسيًا وفكريًا ومنهجيًا مع جماعة الإخوان وأعضائها على طول الخط، لكن هذا لا يبرر الصمت عن الانتهاكات اللي تحصل لهم لمجرد إنه اسمهم “إخوان“..

واعتبرت أن هذه الانتهاكات لا تتوقف على التنكيل بالمعتقلين وحرمانهم من كل حقوقهم، “ولكن في الحرمان من المحاكمة العادلة والمعاملة القانونية الطبيعية حتى ولو بالعقوبة المقررة في إطار القانون.”.

وأوضحت أن درجة الانتهاكات، وصلت إلى أن “عدد من أعضاء لجنة العفو الرئاسي التي تشكلت ليعيدوا النظر في مئات المظالم، كانوا دايمًا بيرددوا إنه نظر العفو دا لن يكون بما يخص أعضاء جماعة الإخوان حتى ولو لم يرتكبوا عنف أو يرفعوا سلاح في وجه المصريين، ودا لمجرد برضه إنهم “إخوان”…

استباحة

وأوضحت أن “الإنسان المستباح” مفهوم أطلقه الفيلسوف الإيطالي جورجيو أجامبن، ويقصد به شخص أو طائفة أو مجموعة مهدورة حقوقها وغير محمية بأي قانون، بمعنى إنه ممكن تقتلهم بدون ما تكون خايف من العقاب.

وقالت إن الاستباحة لا يكون مقصود بها الشخص أو الطائفة أو المجموعة فقط، “وإنما هي بتكون شماعة وأداة لتعليق حكم القانون، لأن كل ما نقول حكم القانون يكون الرد: أصل دول إخوان!”.

وأشار التقرير إلى أنه “.. في الدولة الحديثة المفروض إنه القانون بيمنع استباحة الإنسان لأي اعتبارات، وكذلك الدستور المصري، اللي بيكفل لأي مواطن مهما كان جرمه أو الاتهام ضده بمحاكمة عادلة ونزيهة وظروف سجن إنسانية تتوافق على الأقل مع لوائح مصلحة السجون”.

واعتبرت أن “..التنكيل المفتوح لأنه المعتقلين في سجن بدر 3 هم من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، والحقيقة هو محاولة لاستنساخ تجربة سجن طرة شديد الحراسة سيئ السمعة المعروف باسم “العقرب”.

وأكدت أن “المعتقلين دول بيعانوا جميعًا من نفس الانتهاكات والمظالم، وعلى اختلاف درجات بروزهم في الجماعة بيتفاوتوا فقط في عدد سنين المنع من الزيارة وضوء الشمس، بعضهم محروم منهم لأكتر من 5 سنوات، بل وبعضهم بيوصل إلى 12 سنة من الحرمان من الزيارة ورؤية الشمس“.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1059119983000149&set=a.113788360866654

المنصة على التواصل لفتت إلى أن مسجوني بدر 3 تعرضوا لألوان من الانتهاكات والقهر والتنكيل، بما فيها الحرمان من الزيارة والحرمان من التريض أو الخروج من الزنازين مع تعريضهم لإضاءة قوية على مدار اليوم، ما حرمهم من نعمة التمييز بين الليل والنهار!

واستعرض تقرير “الموقف المصري” مظاهر من التنكيل، ب”منع إدخال الدواء والأكل المبعوت من أسرهم، وحرمانهم من العلاج أو الرعاية الطبية المناسبة داخل السجن”، و”التجريد من مقتنياتهم داخل السجن بما فيها ملابس وبطاطين وأدوات نظافة شخصية أو غيرها من الاحتياجات العادية لكل سجين، بالإضافة للإهانات المتعمدة التي تصل في أحيان كثيرة لدرجة التعذيب.”.

وأخذت المنصة في الاعتبار  “شهادات من داخل السجن ومواقع صحفية ذكرت إنه سجن بدر 3 شهد في نصف شهر بين 1 و14 يوليو 15 محاولة انتحار، بجانب محاولة انتحار أخرى كشف عنها المحامي نبيه الجنادي في 13 يوليو الحالي، إنه شهد محاولة انتحار سجين في بدر 3 في قفص المحاكمة بسبب حرمانه من زيارة أهله 5 سنوات كاملة”.

ولفتت إلى أن الإضراب ليس قاصرا على شباب المعتقلين بل انضم له قادة بجماعة الإخوان المسلمين ذكرت منهم د.محمد البلتاجي والذي “سرب رسالة من السجن بيقول فيها إنه ممنوع من الزيارة أو رؤية الشمس لأكتر من 8 سنوات”، ومنهم “د.عبد الرحمن البر أحد قيادات جماعة الإخوان، وأعلن دخوله الإضراب مع العشرات من سجن بدر 3 وتحديدًا قطاع رقم 2، ووصف ما يحصل بإنه تعامل ما قبل الدولة بلا امتثال لأي شرائع أو دساتير أو قوانين ولوائح وأعراف ويهدر كل حقوقهم الطبيعية والفطرية بلا محاسبة أو رقابة”..

 

*العثور على جثث 15 مهاجر مصري من الشرقية والصعيد والجيزة بشواطئ ليبيا

أعلنت منظمة العابرين الليبية العثور على 15 جثة لمهاجرين مصريين على شواطئ مدينة طبرق شرق ليبيا، بعد تنفيذ عملية بحث وإنقاذ واسعة النطاق، بالتعاون مع الإدارة العامة لأمن السواحل الليبية.

وقالت المنظمة إن ستة من الضحايا تم التعرف على هوياتهم، فيما لا تزال هوية الجثث التسع المتبقية مجهولة حتى اللحظة، ما يزيد من معاناة أسرهم التي تعيش حالة من الانتظار القاتل والأمل المجهول في معرفة مصير أبنائهم.

هويات الضحايا المؤكدة.. مأساة متكررة من الشرقية إلى أسيوط

من بين الضحايا الذين تم التعرف عليهم: أحمد السيد كامل مهدي حنفي محمود علي – من بلبيس بمحافظة الشرقية، وقد عُثر في جيبه على بطاقة شخصية باسم سيد محمد كامل مهدي حنفي محمود، ما يشير لاحتمالية تبادل الهويات بين المهاجرين.

سعيد حسن بركات حسن – أيضًا من بلبيس، ما يكشف عن وجود أكثر من ضحية من نفس البلدة.

محمد سيد حسين حمدان – من محافظة أسيوط، أحد أبناء صعيد مصر الذين اضطروا لخوض رحلة الموت بحثًا عن لقمة العيش.

محمود (لم يُذكر الاسم الكامل) – من دلنجات بمحافظة البحيرة، وقد تعرف عليه بعض من رافقوه في الرحلة ونجوا من المصير ذاته.

محمد حسين البداري – تم التعرف عليه عبر شهود من الناجين.

سيد فؤاد – من بلبيس أيضًا، وتعرّف عليه مرافقيه.

وأشار بيان المنظمة إلى أن إحدى الجثث وُجدت تحمل خاتمًا في اليد اليمنى، ما قد يسهم في تحديد هوية صاحبها، في حال ظهرت بلاغات أو أوصاف متطابقة من عائلات المفقودين.

 ليبيا.. بوابة الهروب الأخيرة

تعكس الحادثة مأساة مستمرة يعيشها آلاف الشباب المصريين، ممن يغامرون بأرواحهم عبر قوارب الموت التي تنطلق من السواحل المصرية أو تنقلهم سرًا إلى ليبيا كنقطة عبور نحو الشاطئ الأوروبي. وتحوّلت السواحل الليبية، خاصة الشرقية منها، خلال السنوات الأخيرة إلى محطة مركزية لتجارة البشر وشبكات تهريب المهاجرين.

ويقول مراقبون إن اختيار ليبيا كنقطة انطلاق يعكس حالة يأس متصاعدة لدى الشباب المصريين، نتيجة التدهور المستمر في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، إلى جانب القمع السياسي وغياب فرص العمل وتكاليف الزواج المفرطة وارتفاع الأسعار الجنوني.

الفقر والبطالة.. دوافع قاسية نحو البحر

لا تقتصر الحكاية على الجثث التي لفظها البحر، بل تمتد لتشمل قصة كل شاب قرر مغادرة بلده رغم إدراكه للمخاطر. في بلد يعاني من أزمات اقتصادية خانقة، وارتفاع معدلات البطالة، وتدهور قيمة العملة المحلية، يجد الكثير من الشباب في ركوب البحر فرصة – رغم خطورتها – للهروب من واقع يراه ميّتًا أصلاً.

ورغم الجهود الرسمية المعلنة للحد من الهجرة غير النظامية، إلا أن الحوادث تتكرّر بشكل لافت، ما يشير إلى فشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية في احتواء الأزمة من جذورها.

 

*وصيتا مقتحمي قسم المعصرة “أحمد الشريف ومحسن مصطفى”وسط أنباء عن تصفيتهما

كشفت صفحة جوار الحقوقية عن أن شخص يُدعى “قيصر مصر” أفاد بمعلومات بالغة الخطورة، مفادها أن الشابين “أحمد الشريف” و “محسن مصطفى”، أبطال ملحمة قسم المعصرة قد تم نقلهما إلى مقر الأمن الوطني بالعباسية، عقب اعتقالهما على خلفية أحداث قسم المعصرة – حلوان.

وقالت جوار إنه بحسب المصدر،فقد تعرّضا للتصفية الجسدية داخل المقر، في ظل غياب أي تواصل أو توثيق رسمي لحالتهما حتى الآن.

ولفتت أن هذه المعلومات، إن ثبتت صحتها، تعني وقوع جريمة تصفية خارج إطار القانون، تُحمّل مسؤوليتها كاملة إلى النظام الانقلابي بقيادة عبد الفتاح السيسي.

وطالبت الداخلية بردّ عاجل وواضح على هذه المعلومات الخطيرة، والكشف الفوري عن:المكان الدقيق لاحتجاز الشابين أحمد الشريف ومحسن مصطفى، وعن حالتهما الصحية الحالية موثّقة من جهة طبية مستقلة.

https://x.com/Jewar0/status/1949505260667461972

من جهته قال الناشط والبلوجر المصري أنس حبيب “إلى كل من يهمه الأمر من الجهات المعنية، عبدالفتاح وعصابته. بسم الله مُذل الجبابرة والخائنين. وردتني أخبار تفيد بإستشهاد الشابين محسن محمد و أحمد الشريف على يد الداخلية نتيجة التعذيب الوحشي بعد اعتقالهم. لن نستبق الأحداث ولن نريك كل ما في الجعبة ولن نريك كل أصناف العذاب في الخارج دُفعة واحدة ولكن.. لديكم ٤ ساعات من الآن إن لم يتم الإفصاح عن حالتهم ووضعهم الصحي فسيكون هذا بمثابة تأكيد من طرفكم بقتله على ايديكم نتيجة التعذيب ونحتسبهم عند الله شهداء كلمة الحق لأجل غزة وإحياء موات المصريين. وبناء على ما سبق.. لديكم ٤ ساعات ثم الجواب ما تروه لا ما تسمعونه.”

https://x.com/AnasHabib98/status/1949492779903484108

وقال رائد العقاد إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها عبد الفتاح وعصابته: يوجد أخبار تؤكدة باستشهاد الشابين محسن محمد و أحمد الشريف تحت وطأة التعذيب الوحشي الذي تعرّضا له داخل زنازين الداخلية بعد اعتقالهما. اللعنة على الجناة، والرحمة للشهداء”

https://x.com/raydalqad81/status/1949498412262395976/photo/1

الفنان والإعلامي هشام عبدالله نشر فيديو بعنوان “احمد الشريف. ومحسن مصطفى ..فين؟؟؟؟”.

https://x.com/abnalbl62532021/status/1949571292837113883

وأضاف المجلس الثوري المصري “عانت أجيال ثورة يناير فساد وظلم دولة مبارك، الذي كان كنزاً استراتيجيا لإسرائيل. أما هذا الجيل فعاش أضعاف أضعاف ما عاشته اجيال يناير، على يد #السيسي_الصهيوني_عدو_الله، ولهذا فإن الفهم عندهم أعمق والصورة أوضح والوعي أشمل. #احمد_الشريف أحد ابطال واقعة #قسم_المعصرة كان طفلاً ايام ثورة يناير، لكن حديثه هنا أبلغ من أي خطاب اعلامي أو سياسي يصف واقع مصر، ويبرز مدى الخيانة والعمالة والظلم التي تعشش في جوانبها اليوم.”

https://x.com/ERC_egy/status/1949750679423135968

وأكد علي حسين ” أحمد الشريف ومحسن مصطفى… شهداء الأمة.لن يضيع دمهم سدى، فقد سطروا بدمائهم الزكية ملحمة البطولة والعزة، وتركوا لنا درباً من الشرف لا ينطفئ نوره.ستظل ذكراهم مشتعلة في قلوب الأحرار، وقضيتهم حية لا تموت مهما حاول الطغاة طمسها.نم قرير العين يا أحمد، وارتقِ بسلام يا محسن، فجيلٌ من بعدكم يحمل الراية، ويكمل الطريق، حتى يتحقق النصر وتُصان الكرامة.#شباب_المعصرة”.

https://x.com/Alimahdyparody/status/1949666244543553821 

آخر وصية من أحمد الشريف

وكان البطل الملحمي أحمد الشريف قد قال في رسالة مؤثرة قبل اقتحامه قسم شرطة المعصرة “مقدرش أشوف اللي بيحصل لأمهات مصر وفلسطين وأفضل ساكت”..

 

*ضغوط صندوق النقد تُضيّق الخناق على القاهرة.. ومصادر: لا مفر من الإصلاح وبيع الأصول ورقة الإنقاذ الأخيرة

أثار تأجيل صندوق النقد الدولي للمراجعة الخامسة من برنامج التمويل المخصص لمصر، والبالغة قيمته 8 مليارات دولار، موجة من التساؤلات حول مصير الاتفاق في ظل تعثر تنفيذ الالتزامات المرتبطة بالمرحلة الرابعة من البرنامج.

ويأتي هذا التطور في وقت تواصل فيه الحكومة المصرية انتهاج سياسات تُبقي على دورها القوي في الاقتصاد، عبر منافسة القطاع الخاص، وتأجيل خطوات رفع الدعم، مع التوسع في الاقتراض الخارجي، وسط ارتباك يطغى على برامج الحماية الاجتماعية الموجهة للفئات المتضررة من إجراءات الإصلاح الاقتصادي.

فجوة ثقة بين القاهرة والصندوق

كشف مصدر مطّلع قريب من الحكومة المصرية أن قرار تأجيل المراجعة الخامسة من قبل صندوق النقد الدولي وضمّها إلى المراجعة السادسة يعود إلى وجود فجوات كبيرة في الالتزام بالاتفاق المبرم بين الجانبين، خصوصاً ما يتعلق بتطبيق الشروط المرتبطة بالقرض الذي حصلت عليه مصر العام الماضي.

وأوضح المصدر، في تصريحات لـ”عربي بوست”، أن جوهر الخلاف يتمثل في استمرار أشكال متعددة من الهيمنة الحكومية على النشاط الاقتصادي، رغم مطالبات الصندوق المتكررة، منذ ما يقرب من عقد، بإفساح المجال أمام القطاع الخاص. إلا أن الحكومة، بحسب المصدر، لا تُبدي استجابة فعلية لهذه الدعوات، نظراً لافتقارها إلى الثقة بالقطاع الخاص، وسعيها في المقابل إلى تحقيق أكبر قدر من العوائد عبر بسط نفوذها على الأنشطة الاقتصادية المختلفة.

وأشار المصدر إلى أن صندوق النقد عبّر مؤخراً عن اعتراضات واضحة على ما اعتبره “محاولات التفاف” من الحكومة المصرية، من خلال تأسيس كيانات وهيئات تحمل تسميات مدنية، لكنها تتبع فعلياً للجهات الحكومية بصورة غير مباشرة. هذا النهج، وفق المصدر، قاد إلى مزيد من التوسع في هيمنة الدولة على قطاعات يُفترض أن تكون محفزة لنمو القطاع الخاص.

ولعل إسناد مهام التطوير العقاري في منطقة رأس الحكمة إلى هيئة المجتمعات العمرانية – التابعة لوزارة الإسكان – شكّل إحدى نقاط الخلاف، حيث كان الصندوق يأمل أن تُخصص هذه المنطقة بالكامل للمستثمرين.

وأضاف أن تراجع وتيرة طرح الشركات الحكومية في البورصة مثّل كذلك موضع اعتراض، إلى جانب إخفاق الحكومة في تنفيذ خطط جذب “المستثمر الاستراتيجي” كما كان متوقعاً، في ظل مخاوف متزايدة من تقلبات سعر الصرف، والتعقيدات البيروقراطية التي تعرقل المشاريع الاستثمارية الكبرى.

في السياق ذاته، حذّر صندوق النقد الدولي من أن “سيطرة الدولة على الاقتصاد تعرقل النمو وتمنع خلق فرص عمل حقيقية للقطاع الخاص”، في إشارة إلى ما وصفه بـ”موت السوق واختناق الاستثمار”، فضلاً عن تضخّم الجهاز الإداري على حساب المواطن.

ولفت تقرير صادر عن الصندوق إلى أن مصر أصبحت “رهينة اقتصاد تملكه الدولة وتديره القوات المسلحة”، وذلك في وقت تخطط فيه الحكومة لطرح جزء من أسهم شركتي “وطنية للبترول” و”صافي للمياه” التابعتين للجيش في البورصة، تمهيداً لبيع حصص أقلية.

وأكد التقرير أن هذه الشركات العسكرية، التي لا تدفع ضرائب أو رسوم خدمات، واصلت توسيع أنشطتها خلال العامين الماضيين. وإلى جانب حضورها القوي في قطاعات الصناعة، والخدمات، والتعدين، والعقارات، نفذت عمليات استحواذ لافتة في مجالات الضيافة والطاقة والمرافق والصلب خلال عام 2024.

كما وجّه التقرير انتقادات حادة إلى ما وصفه بـ”التباطؤ” في تنفيذ برنامج التخارج من الكيانات الاقتصادية المملوكة للدولة، محذراً من أن هذا التأخير حرم البلاد من تدفقات نقدية أجنبية كانت ضرورية لدعم ميزان المدفوعات.

وقدّر التقرير تراجع عائدات الخصخصة من نحو 3 مليارات دولار بعد المراجعة الثالثة، إلى 600 مليون دولار فقط بنهاية المراجعة الرابعة للسنة المالية 2024-2025.

الصندوق يشكك في جدوى النموذج الاقتصادي المصري

أوضح نائب برلماني مقرّب من الحكومة، ومطّلع على الملف الاقتصادي، أن تحقيق الأرقام المستهدفة من برنامج الخصخصة، والتي تراهن على جذب استثمارات بنحو 3 مليارات دولار، يبدو أمراً غير واقعي في ظل غياب بيئة استثمارية حقيقية جاذبة في معظم القطاعات

واعتبر في حديثه مع “عربي بوست” أن أي رقم من هذا القبيل قد يتحقق فقط من خلال صفقة كبرى شبيهة بمشروع رأس الحكمة، وليس عبر طرح منظم ومتنوع لشركات الدولة كما يأمل صندوق النقد.

وشدّد النائب على أن الحكومة المصرية بالغت في تدشين مشروعات قومية كبرى لم تُحقق العائد المنتظر منها حتى الآن، الأمر الذي انعكس سلباً على ارتفاع الدين الخارجي. كما أن الخطاب الرسمي حول وجود “عوائد اجتماعية وتنموية” لهذه المشروعات لم يعد مقنعاً أمام صندوق النقد، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الفقر، واستمرار موجات الغلاء التي أثّرت على معظم فئات المجتمع.

وأشار إلى أن عجز الموازنة العامة يشكّل مصدر قلق إضافي، إذ يُخصص نحو 66% من الموازنة لسداد أعباء الدين فقط، وهي نسبة خطيرة تنذر بتآكل قدرة الدولة على الإنفاق التنموي والاجتماعي

واعتبر أن محاولة تعويض هذا الخلل عبر توسيع القاعدة الضريبية قد تكون ذات أثر عكسي، إذ تُثقل كاهل المواطنين وتكشف في الوقت ذاته عن قصور في تنمية الموارد الذاتية للدولة.

وأشار النائب إلى أن من بين أسباب تأجيل المراجعة، ما اعتبره الصندوق “قصوراً في كفاءة شبكة الحماية الاجتماعية”، فبرنامج “تكافل وكرامة” لم يعد يلبّي احتياجات غالبية الفقراء، ويستفيد منه عدد محدود من المستحقين، ما دفع إلى مطالبات بإجراء تعديلات جذرية على سياسات الرعاية الاجتماعية.

وفي السياق ذاته، تسود تساؤلات واسعة داخل أروقة الصندوق حول فعالية إدارة منظومة الدعم، رغم اتخاذ الحكومة خطوات لتقليص دعم السلع والخدمات الأساسية. ويطرح الصندوق علامات استفهام بشأن مصير الأموال التي تم توفيرها من خفض دعم الكهرباء والوقود، وآلية إعادة توجيهها للفئات المحتاجة عبر الموازنة العامة.

وختم المصدر بالإشارة إلى أن الحكومة المصرية ستكون مضطرة خلال الفترة المقبلة لاتخاذ إجراءات إضافية لخفض الدعم، في ظل تفاقم عجز الموازنة، الذي بلغ نحو 1.2 تريليون جنيه في العام المالي 2024/2025، ومن المتوقع أن يصل إلى 1.5 تريليون جنيه في موازنة 2025/2026.

مخاوف سياسية وأمنية

في أحدث توقعاته، رجّح صندوق النقد الدولي أن يسجل الدين الخارجي لمصر 46.6% من الناتج المحلي الإجمالي، ليصل إلى 180.6 مليار دولار خلال العام المالي 2025-2026، قبل أن يرتفع اسميًا إلى 186.6 مليار دولار في العام التالي (2026-2027)، رغم تراجعه كنسبة من الناتج إلى 43.3%.

لكن التقرير حذّر من مسار تصاعدي خطير، مشيراً إلى أن الدين الخارجي قد يتجاوز 202 مليار دولار بحلول عام 2032، وهو ما وصفه بـ”مؤشر خطر” يهدد الاستدامة المالية للبلاد على المدى الطويل.

وأعاد الصندوق التأكيد على أن هيكل الاقتصاد المصري لا يزال “يُدار من أعلى”، في إشارة إلى استمرار هيمنة مؤسسات سيادية لا تخضع للمساءلة أو الرقابة المالية، من بينها الهيئة العامة للبترول (EGPC) وهيئة المجتمعات العمرانية (NUCA)، اللتان تُداران خارج نطاق الموازنة العامة للدولة، وتفتقران إلى الشفافية، ما يجعلهما أقرب إلى “دولة داخل الدولة“.

وركّز التقرير على الهيئة العامة للبترول باعتبارها مصدراً رئيسياً للمخاطر المالية، مشيراً إلى أن الضمانات الحكومية الممنوحة لها تمثل نحو 18% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو رقم ضخم. كما لفت إلى أن البنوك المحلية باتت تطلب ضمانات حكومية على كل القروض المقدمة للهيئة، نتيجة غياب ضمانة وزارة المالية بشكل مباشر، وهو ما يزيد من هشاشة القطاع المالي.

من جانبه، أفاد محلل اقتصادي مقرّب من الحكومة المصرية بأن هناك اعتبارات سياسية وأمنية تحول دون اتخاذ قرارات جذرية في الوقت الراهن، خصوصاً ما يتعلق برفع دعم الوقود بشكل نهائي. وفي المقابل، رجّح إمكانية استمرار الحكومة في خفض دعم الكهرباء، خاصة بعد نجاحها في تفادي انقطاعات التيار خلال ذروة الصيف هذا العام.

واعتبر المحلل أن التخارج الكامل من الاقتصاد ما يزال مستبعداً في ظل الظروف الإقليمية المتوترة، ورأى أن هذا المسار قد يتم على مراحل طويلة، خشية انعكاساته الاجتماعية والسياسية.

ترقب حذر لإجراءات الخفض والدعم

أفاد مصدر مطّلع بأن الحكومة المصرية قد تلجأ إلى رفع أسعار الكهرباء خلال شهر سبتمبر المقبل، وربما يشمل ذلك أسعار الوقود أيضاً. وفي حال تنفيذ هذه الخطوة، يرجّح أن يُجري صندوق النقد الدولي مراجعته الخامسة في مطلع أكتوبر.

أما إذا فضّلت الحكومة تأجيل الإجراءات لحين تمرير انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب، المقررة في شهري أغسطس ونوفمبر على التوالي، فقد تتأخر المراجعة إلى فبراير 2026، ما قد ينعكس سلباً على استقرار الجنيه المصري ويزيد من مخاطر شح العملة الصعبة في البلاد.

وأشار المصدر إلى أن الحكومة تعوّل على انقضاء الظروف التي أعاقت تنفيذ التزامات برنامج الصندوق خلال النصف الأول من العام الجاري، وفي مقدمتها الاضطرابات الجيوسياسية الإقليمية، وتراجع إيرادات قناة السويس.

 بالإضافة إلى تداعيات السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي شملت فرض رسوم جمركية على عدد من الشركاء التجاريين، قبل أن يتراجع عنها لاحقاً، لكن آثارها بقيت حاضرة على مستوى الاستقرار الاقتصادي العالمي، ما أثّر بدوره على تدفق الاستثمارات الأجنبية.

وكشف المصدر عن نية الحكومة تسريع برنامج الطروحات الحكومية، مستهدفة قطاعات متنوعة تشمل الصناعة والدواء والغذاء والعقار والسياحة، على أن يتم اختيار الشركات بناءً على أدائها المالي.

 كما أشار إلى خطة للتخارج من 11 شركة مملوكة للدولة، من بينها بنكان وأربعة كيانات تابعة للمؤسسة العسكرية، من خلال طرحها في البورصة المصرية خلال العام الجاري.

في المقابل، عبّر نائب وزير المالية أحمد كجوك عن تفاؤله بشأن المراجعات المقبلة ضمن اتفاق صندوق النقد، مشيراً إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي “يمضي بخطى جيدة”، وأن الأرقام المرتقبة ستعزز هذا الاتجاه.

وخلال كلمته في ندوة نظّمها مجلس الأعمال الكندي المصري بالقاهرة، أوضح كجوك أن الحكومة تخطط لإصدار ديون خارجية ميسّرة وطويلة الأجل بقيمة 4 مليارات دولار خلال السنة المالية الحالية.

كما أشار إلى أن النتائج الأولية لموازنة العام المالي المنتهي في يونيو 2025 تظهر تحقيق فائض أولي يفوق 3.5%، إلى جانب نمو في الإيرادات الضريبية بنسبة 35% مقارنة بالعام السابق.

وكان صندوق النقد الدولي قد أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري عن قراره دمج المراجعتين الخامسة والسادسة في برنامج دعم مصر، بهدف منح الحكومة مزيداً من الوقت لاستكمال أهداف الإصلاح. ومن المتوقع أن تتيح الموافقة على نتائج المراجعة وصرف الدفعة الجديدة – المقدرة بنحو 2.5 مليار دولار – تغطية جزء من الفجوة التمويلية، التي يُتوقع أن تتراجع بنسبة 49.12% خلال العام المالي 2025-2026 مقارنة بالسنة الماضية.

 

*غضب بالجيزة بعد أيام من انقطاع الكهرباء والمياه

عاشت محافظة الجيزة، إحدى أكبر المحافظات من حيث الكثافة السكانية، حالة من الشلل التام منذ صباح السبت وحتى اليوم الإثنين، حيث انقطعت خدمات الكهرباء والمياه بشكل شبه كلي عن أحياء وقرى واسعة دون سابق إنذار، ما أدى إلى معاناة قاسية لسكان المنطقة في ظل موجة حر خانقة، في مشهد مؤلم يكشف هشاشة البنية التحتية وغياب الإدارة الرشيدة.

شوارع مظلمة، صنابير جافة، وشكاوى لم تجد من يسمعها، هذا هو الواقع الذي فرض نفسه على مناطق كبرى مثل إمبابة والهرم والعجوزة وفيصل وبولاق الدكرور والمنيب وأوسيم والعمرانية والبدرشين، إلى جانب مناطق من أكتوبر والوراق، وسط تساؤلات مصيرية عن دور الحكومة في إدارة الأزمات.

صمت رسمي ومعاناة شعبية

لم تصدر أي توضيحات فورية من الجهات المعنية طوال أكثر من 48 ساعة على بدء الأزمة، ما عمّق من حالة الغضب الشعبي، المواطنون أكدوا أن أرقام الطوارئ الخاصة بالكهرباء والمياه كانت “خارج الخدمة”، وكأن المؤسسات الخدمية انسحبت من المشهد تمامًا.

تقول نوال محمد، إحدى سكان منطقة الهرم: “رحت أحاول التصرّف مع أولادي وسط الحرّ والعطش، لم نعرف كيف ننام ولا كيف نطبخ ولا كيف نغسل، حتى المياه الباردة غير متوفّرة، والمشكلة أنّ مسؤولاً واحداً لم يشرح لنا ما الذي حصل”.

عطل فني أم فشل في الإدارة؟

لاحقًا، وبعد تصاعد الضغط الإعلامي والشعبي، أصدرت محافظة الجيزة بيانًا كشفت فيه أن عطلًا كهربائيًا مفاجئًا في الكابل الأرضي قرب محطة مترو ساقية مكي، إضافة إلى خلل فني بمحطة محولات “جزيرة الدهب”، تسبب في توقف ضخ المياه وانقطاع التيار الكهربائي عن عدة مناطق رئيسية بالمحافظة.

لكن البيان الرسمي لم يهدئ من روع المواطنين الذين وصفوا الأمر بأنه “إهمال غير مسبوق”، مؤكدين أن الدولة تُنفق مليارات الجنيهات على البنية التحتية، ثم تعجز عن التعامل مع عطل فني واحد في محطة رئيسية.

المهندس أحمد مصطفى، من سكان فيصل، قال: “عندما تقع أزمة كهذه، يجب على الدولة أن تصدر بيانًا واضحًا، وتنسق خططًا بديلة لتوصيل المياه والكهرباء، ومن غير المقبول أن نُترك بلا معلومات أو حلول”.

شبكة متهالكة وأرقام قياسية… في الانهيار؟

في تناقض غريب، أعلنت الحكومة يوم الأحد أن الشبكة القومية للكهرباء سجّلت رقمًا قياسيًا في الأحمال بلغ 38800 ميجاوات، مؤكدة “نجاحها في تجاوز اختبار هو الأكبر في تاريخها”، في حين كان ملايين المواطنين في الجيزة يقضون يومهم الثاني في الظلام.

ووفق مصدر حكومي مطّلع على ملف الطاقة، فإن استهلاك الغاز الطبيعي في مصر ارتفع بنسبة 5.4% في يوليو الجاري، ليصل إلى 6.75 مليار قدم مكعب يوميًا، وهو ما يُعزى إلى استهلاك المصانع ومحطات الكهرباء. ومع ذلك، فشلت تلك المحطات في توفير الخدمة لملايين السكان في وقت الحاجة.

حرائق وانهيارات في البنية التحتية

في إمبابة، اندلعت حرائق بعدد من المحولات الكهربائية القديمة بسبب الأحمال الزائدة ودرجات الحرارة المرتفعة، ما استدعى تدخل الحماية المدنية. المشهد تكرر في عدة مناطق، وتوسعت رقعة الأزمة بشكل متسارع دون أي تدخل فاعل من الجهات المختصة. 

وسائل التواصل الاجتماعي.. صوت المواطنين الغاضب

لجأ آلاف المواطنين إلى منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن سخطهم، مستخدمين وسم #الجيزة_بلا_كهرباء و#الجيزة_بلا_مياه، لتوثيق معاناتهم ومطالبة الحكومة بالتحرك. وقد تداول النشطاء صورًا ومقاطع فيديو توضح أزمة العطش والظلام في منازل كثيرة، لا سيما بين الأسر التي تضم مرضى وأطفالًا وكبار السن.

نشرت صفحة “فيصل الآن” مساء أمس الأحد منشورًا على التواصل الإجتماعي، جاء فيه: “26 ساعة من انقطاع المياه عن مناطق فيصل والهرم وترسا والعمرانية وبولاق.. ملايين المواطنين في انتظار خبر رسمي وسط معاناة قاسية ونفاد مخزون المياه في كثير من المنازل”.

حملة اعتقالات موسّعة في مصر تستهدف جميع أطياف الشعب والسيسى يقيل رئيس “الأمن الوطني”.. الأحد 27 يوليو 2025م.. اعتقال معتمر مصري في الحرم المكي بعد رفعه علم فلسطين وسيدة من حي الميناء بالعريش: “هدّوا البيوت على أصحابها”

حملة اعتقالات موسّعة في مصر تستهدف جميع أطياف الشعب والسيسى يقيل رئيس “الأمن الوطني”.. الأحد 27 يوليو 2025م.. اعتقال معتمر مصري في الحرم المكي بعد رفعه علم فلسطين وسيدة من حي الميناء بالعريش: “هدّوا البيوت على أصحابها”

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*حملة اعتقالات موسّعة في مصر تستهدف جميع أطياف الشعب

رصدت منظمة “جوار” تصعيدًا خطيرًا من قبل وزارة الداخلية المصرية، التي تشن حاليًا حملة اعتقالات موسّعة وغير مسبوقة على مستوى الجمهورية، طالت فئات متعددة من الشعب المصري.

تشمل الحملة الشباب والنشطاء والمواطنين العاديين الذين عبّروا عن رفضهم للسياسات المتعلقة بالحظر المفروض على قطاع غزة أو عبروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

الحملة تأتي بعد انتشار فيديو واقعة المعصرة، الذي أظهر حجم الغضب الشعبي من سياسات النظام وردّه القمعي تجاه المتضامنين مع غزة، خاصة في ظل إغلاق معبر رفح واستمرار حصار غزة.

ووفقًا لـ “جوار”، لا تفرّق الحملة بين الانتماءات السياسية أو الخلفيات الاجتماعية، بل تستهدف كل من عبّر عن موقف إنساني تجاه غزة، سواء من خلال المشاركة في قوافل الإغاثة أو المنشورات التضامنية، أو حتى من خلال الرفض العلني لسياسة تجويع الفلسطينيين.

المنظمة حذرت من أن استخدام الأجهزة الأمنية للقانون كأداة انتقامية ضد المعتقلين يمثل تهديدًا لحقوق الإنسان، ودعت السلطات المصرية إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة عن سلامة المعتقلين وظروف احتجازهم.

وأكدت “جوار” أن حملات القمع لن توقف غضب الشعب المصري أو التضامن مع فلسطين، وأن محاولات إرهاب المعارضين لن تؤدي إلا إلى تصعيد أكبر.

 

*سيدة من حي الميناء بالعريش: “هدّوا البيوت على أصحابها.. الجريمة توسّعت

تواصل السلطات الأمنية تنفيذ الإزالات في حي الميناء بمدينة العريش، رغم اعتراضات واسعة من السكان المحليين الذين يرفضون مغادرة منازلهم دون بديل مناسب.

وقالت إحدى السيدات من سكان الحي في استغاثة مؤثرة:

الجريمة توسعت، وما بقتش جريمة عادية.. النهارده هدّوا البيوت على أصحابها بالفعل!”

تستمر الإزالات في حي الميناء بمدينة العريش رغم رفض عدد كبير من السكان مغادرة منازلهم، وسط تعزيز أمني وعمليات هدم يومية ضمن المرحلتين الرابعة والخامسة من خطة إخلاء منطقة حرم ميناء العريش.

يُذكر أن القرار الجمهوري رقم 330 لسنة 2019 نصّ على اعتبار ميناء العريش ومحيطه من أعمال المنفعة العامة، ونُقلت تبعيته إلى القوات المسلحة بموجب القرار رقم 465 لسنة 2021، وتشير التقديرات الرسمية إلى وجود 1105 مبانٍ سكنية وأكثر من 2 مليون متر مربع من الأراضي داخل نطاق الإخلاء.

https://x.com/i/status/1948700476737786148

 

*الفزاعة التي تحوّلت إلى ورقة محروقة لماذا يعيد السيسي تدوير “فزاعة الإرهاب” فى هذا التوقيت؟

في مشهد يبدو مكرّراً بقدر ما هو مكشوف، عاد النظام المصري بقيادة المنقلب السفاح عبد الفتاح السيسي إلى استخدام “فزاعة الإرهاب” و”شماعة الإخوان المسلمين” لتبرير سلسلة من الإجراءات القمعية وإعادة إنتاج خطاب التخويف والتعبئة الأمنية. هذا التوجه، الذي ظل ركناً أساسياً في استراتيجية السيسي منذ انقلاب 2013، يعاد الآن بعناوين قديمة ومحاولات درامية مستهلكة، لكن في ظرف سياسي واقتصادي واجتماعي مختلف تماماً، بل أكثر هشاشة.

حادث بولاق والعودة إلى سيناريو “الإخوان = الإرهاب”

حادث بولاق الدكرور، الذي أعلنت فيه الداخلية المصرية مقتل مواطنين اثنين اتُهما بالانتماء للإخوان والإعداد لمخطط إرهابي، لم يكن سوى شرارة جديدة في سياق متكرر، أثار فوراً شكوك المنظمات الحقوقية التي اعتادت التشكيك في الروايات الأمنية المصرية، ووصفتها بأنها توظيف سياسي فج لما يُسمى “الحرب على الإرهاب”.

يتزامن هذا الحادث مع إعلان إنتاج جزء رابع من مسلسل “الاختيار”، في محاولة واضحة لفرض سردية أمنية محددة على الرأي العام، وإعادة تغذية الذاكرة الجماعية بخطر مصطنع تم تجاوزه منذ سنوات بحسب تصريح سابق للسيسي نفسه حين قال: “قضينا على الإرهاب بنسبة 100%” في يناير 2023.

لماذا الآن؟ رسائل الداخل والخارج

اللافت أن توقيت هذه العودة لـ”الفزاعة” يتزامن مع ضغوط متصاعدة داخل السجون المصرية، حيث يضرب عشرات المعتقلين السياسيين عن الطعام، وسط تزايد التعاطف الشعبي معهم، وخروج أصوات معارضة من مختلف التيارات تطالب بإنهاء حالة القمع والانغلاق السياسي. في المقابل، يحاول النظام تشويه هذا الحراك بربطه مجدداً بـ”الإرهاب”، في رسالة واضحة لتبرير القبضة الأمنية، وكبح أي مطالبات بالإصلاح أو الإفراج.

أما خارجياً، فيُقرأ المشهد كرسالة موجهة لأوروبا والخليج وواشنطن، بأن النظام لا يزال حائط الصد الأخير أمام ما يُصوره كـ”خطر إخواني”، وبالتالي فهو يستحق الدعم المالي والسياسي، حتى لو كان ذلك على حساب الحقوق والحريات. ويبدو أن هذه الرسالة موجهة أيضاً لصندوق النقد الدولي، في وقت تُمارس فيه ضغوط غير مسبوقة على الجيش المصري للخروج من الاقتصاد، وهو ما قد يستخدمه النظام ذريعة للتلكؤ والتنصل.

الفزاعة التي تحوّلت إلى ورقة محروقة

لكن إعادة تدوير هذا الخطاب لم تعد تحقق نفس الأثر. فالاتهامات المتكررة للإخوان بالإرهاب، بينما عشرات الآلاف منهم في السجون أو المنافي، باتت تفقد صداها أمام شعب يرزح تحت أعباء الفقر والبطالة وغلاء المعيشة وانهيار الخدمات. وفي حين يُطالب الشعب بحلول لأزماته اليومية، يرد النظام بتمثيليات إعلامية ومخططات وهمية لا تُقنع حتى مؤيديه.

المحلل السياسي أحمد عبد العزيز وصف المشهد بدقة حين قال إن “نظام السيسي يبحث في دفاتره القديمة كالتاجر المفلس”. أما الكاتب أحمد حسن بكر فاعتبر أن “النظام فقد ظله، ولم يعد حتى يمتلك القدرة على الإقناع، ولا الإعلام الموالي له يحظى بأي مصداقية لدى الشارع”.

صناعة العدو الوهمي كأداة استبداد

يقول الدكتور عمرو عادل، إن أي نظام استبدادي لا يمكنه الاستمرار دون صناعة عدو داخلي يبرر به القمع، وهذا ما يفعله النظام منذ عشر سنوات، مضيفاً أن النظام استنفد كل أدواته ولم يعد يمتلك أي مشروع سياسي أو اقتصادي، بل بات عبئاً على الداخل والخارج.

واعتبر أن “الاستمرار في استخدام نفس الأداة رغم تغير السياق هو قمة الحماقة”، كما حدث مع نظام مبارك في 2010، حين أصر على تزوير الانتخابات رغم الغليان الشعبي، فانفجر الوضع بعدها بشهور.

الواقع: لا إرهاب.. بل انفلات وفساد

في ظل هذا الخطاب المكرر، يعيش الشارع المصري حالة انفلات أخلاقي وقيمي وارتفاعاً مريعاً في معدلات الجريمة، في ظل انهيار اقتصادي وفساد إداري واسع، بينما تُسَخّر أدوات الدولة لترويج نظريات مؤامرة لا يُعلن عن تفاصيلها، ولا يُقدم فيها أي دليل.

من حريق مديرية أمن الإسماعيلية إلى طائرة زامبيا المليئة بالذهب إلى صفقات بيع أصول الدولة، مروراً بالتجاهل التام لكوارث الطرق والبنية التحتية… كل هذه الكوارث لا تجد تحليلاً أو محاسبة، بل تُلقى كعادتها على “شماعة الإخوان”، وكأن النظام يخشى مواجهة الحقيقة أكثر مما يخشى الإرهاب ذاته.

صناعة الخطر بدلاً من مواجهته

إعادة تفعيل “فزاعة الإرهاب” ليس سوى تكتيك مفضوح لتبرير الانغلاق السياسي، وتمديد عمر نظام مأزوم، غير قادر على تقديم أي حلول حقيقية. لكنه في المقابل يُخاطر بخسارة ما تبقى من مصداقية، في الداخل والخارج. 

الرسالة التي يفهمها المواطن اليوم ليست أن هناك “خطر إرهابي”، بل أن النظام مفلس، خائف، ويبحث في أرشيفه عن عدو وهمي يصنع منه مبرراً للقمع، في وقت لم يعد فيه أحد يصدق المسرحية.

 

*بعد ضغوط «الأمن الوطني».. إلغاء مؤتمر تضامني مع المصريين النوبيين المحتجزين بالسعودية

ألغى مجلس إدارة جمعية دهميت النوبية بالقاهرة، مؤتمرًا تضامنيًا كان من المقرر عقده دعمًا لأسر المصريين النوبيين العشرة المحتجزين في السعودية، وذلك بناءً على طلب من «الأمن الوطني»، وفقًا لما أكده مصدران مطلعان لـ«مدى مصر». 

في الوقت نفسه، نظم عدد من أبناء قرية السيالة بمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، وقفة تضامنية عقب صلاة الجمعة، رفعوا خلالها صور للمحتجزين، ووجهوا فيها مناشدات للسلطات المصرية والسعودية بالتدخل العاجل للإفراج عن ذويهم. 

وتتزامن هذه التحركات مع مرور خمس سنوات على الأحكام القضائية التي أصدرتها محكمة سعودية في يوليو 2020، بحق عشرة نوبيين مصريين، بينهم سبعة من قرية دهميت، بالسجن لمدد تراوحت بين 10-18 عامًا، بتهم «إنشاء جمعية غير مرخصة، وتنظيم تجمع دون تصريح»، على خلفية تنظيم ندوة في الرياض بتاريخ 25 أكتوبر 2019، للاحتفال بذكرى حرب أكتوبر. 

أكد مصدر مطلع على تفاصيل التحضير للمؤتمر، أن جدول أعمال المؤتمر اقتصر على بحث سبل الدعم التكافلي لأسر المحتجزين، الذين فقدوا عائلهم منذ خمس سنوات، بالإضافة إلى إصدار خطاب ختامي يوجه مناشدة لعبد الفتاح السيسي للتدخل في القضية، ومخاطبة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، محمد بن سلمان، بطلبات «استرحام» جماعية، مع تشكيل لجنة لمتابعة التطورات في الملف. 

وتابع المصدر: «فوجئنا قبل موعد المؤتمر بضغط الأمن الوطني على المنظمين لتأجيل اللقاء لأن البلد مش مستحملة»، ما دفع المنظمين إلى إلغاء اللقاء. يشرح المصدر: «النوبيون بطبيعتهم مجتمعات تكافلية، وكل الجمعيات النوبية هي جمعيات رسمية لها بعدين فقط بتشتغل عليهم، بعد تكافلي وبعد ثقافي، فكنا عاوزين من خلال المؤتمر نشوف إزاي هندعم الأسر دي ماديًا، بعد ما فقدوا عائلهم من خمس سنين، فحتى اللي كان معاه فلوس زمانها اتصرفت، والأسر دي عندها أطفال محتاجة تلاقي أكل وشرب ومصاريف مدارس، الطفل لو ملاقاش ياكل ويشرب مش هيحب البلد».

وأضاف: «الحاجة الثانية، كنا عاوزين نطلع خطابات مناشدة واستغاثة بعبد الفتاح السيسي، علشان يعمل اتصالاته بالسلطات السعودية ويتدخل لحل المشكلة»، وذلك بخلاف تقديم الحضور طلبات «استرحام» جماعية للمملكة من أجل إصدار عفو عن ذويهم وترحيلهم إلى مصر. 

بحسب المصدر، جاءت فكرة طلبات الاسترحام، بناءً على مقترح من مساعد وزير الخارجية في لقاء سابق جمعه مع بعض ممثلي أسر المحتجزين، لافتًا إلى أن الأهالي قدموا بالفعل طلبات استرحام العام الماضي عبر «الخارجية»، التي نقلتها بدورها إلى السلطات السعودية، بعدما طالبت الأهالي بالاستمرار في تلك الخطوة، ومن هنا جاء مقترح تقديم استرحام جماعي ضمن جدول أعمال المؤتمر الذي تم إلغائه. 

يوضح المصدر: «دي مش أول مرة يتم فيها إلغاء مؤتمر تضامني بخصوص القضية»، فسبق ورفض الأمن الوطني طلبًا تقدم به عدد من المتضامنين من أجل التصريح لهم بإقامة مؤتمر تضامني في نصر النوبة، بدعوى أن القضية من اختصاص القضاء السعودي، و«مصر ملهاش دعوة»، وذلك ردًا على اقتراح من ذوي المحتجزين بأن تناقش السلطات المصرية مع نظيرتها السعودية تسليم المحتجزين إلى مصر لاستكمال مدة عقوبتهم فيها. 

«إحنا مش بنعلق على أحكام القضاء» يؤكد المصدر، «حتى طالبنا بترحيل المحتجزين علشان يستكملوا محكوميتهم في مصر، فأهلهم يقدروا يشوفوهم حتى لو مرة كل ست شهور، لكن دايمًا كان بيتأكد لنا أن الموضوع مش في إيد مصر، والحل الوحيد إن الرئيس بنفسه يتدخل في الموضوع ده». 

كانت قرية السيالة شهدت أمس تنظيم وقفة تضامنية مع المعتقلين العشرة، ناشدوا فيها السلطات المصرية والسعودية بالنظر في أمر المحتجزين النوبيين في السجون السعودية بعين العطف في هذه القضية، التي لم يرتكبوا فيها جرمًا بحق المملكة. 

 

*بعد سحب “ويتكوف” وفده من مفاوضات الدوحة .. هل يتراجع شيخ الأزهر عن “ندائه” المسحوب؟

أعلن “ويتكوف” مبعوث ترامب للشرق الأوسط عن سحب فريق التفاوض الأمريكي من قطر للتشاور بعد رد حماس الأخير على الورقة التي قدمها الوسطاء كما تراجع الاحتلال عن إرسال وفد التفاوض بعد ساعات من إعلان نتنياهو عن عودة الوفد إلى قطر لتقليل الفجوة في المساحات المعروضة.

وتساءل الصحفي والمحلل السياسي قطب العربي عبر Kotb El Araby : “بعد إعلان ويتكوف فشل جولة المفاوضات بخصوص غزة، لنا أن نسأل ماذا أفاد سحب بيان الأزهر؟ وهل سحب البيان هو الذي شجّع الكيان والأمريكان على التعنت؟“.

وقال الإعلامي زين العابدين توفيق عبر Zein Tawfik  “‏سحب بيان الأزهر لإفساح المجال للدبلوماسية ،وبعدها مباشرة سحب ويتكوف وفد التفاوض الأمريكي من الدوحة، محتجا على رفض حماس بقاء الاحتلال في نحو ثلاثين في المئة من مساحة غزة، بما فيها مناطق سكنية ورفض بقاء آلية توزيع المساعدات القاتلة للفلسطينيين والمتسببة في المجاعة، ويتكوف قال سنبحث عن طريق بديلة لإعادة الأسرى فهل سيبحث العرب عن طرق بديلة لوقف الإبادة والمجاعة؟“.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1285531396271268&set=a.341984550625962

وتساءل “رضا عبد القادر المشرقي”، “يا شيخ الأزهر، لقد سحب ويتكوف وفد التفاوض الأمريكي من الدوحة، محتجا على رفض حماس بقاء الاحتلال في نحو ثلاثين في المئة من مساحة غزة، بما فيها مناطق سكنية ورفض بقاء آلية توزيع المساعدات القاتلة للفلسطينيين والمتسببة في المجاعة،

وقال سنبحث عن طريق بديلة لإعادة الأسرى،  فهل ستبحث أيضا أنت عن طرق بديلة لوقف الإبادة والمجاعة؟”. 

https://www.facebook.com/mechergui.ridha/posts/pfbid02F1gpgyuNtdC2VTHHoMHwsx92nnnmrkkDTXntVkwYVYeoK42PadYVaXzUGXHGch52l

تحليل موقف ويتكوف والكيان

المحلل السياسي المتخصص في الشأن الصهيوني محمد جمال عرفة  وعبر فيسبوك اعتبر أن ما فعله ويتكوف أخيرا من سحب وفده المفاوض هو تفجير للمفاوضات، واستمرار إطلاق النار على الفلسطينيين.

وأبدى تعجبا، كيف لوسيط أن يسحب وفده، قائلا: “لا أفهم أن يسحب المعفن الأمريكي وفده التفاوضي وهو وسيط لا طرف اصيل في التفاوض نصرة للكلاب الصهاينة“.

وأوضح أن البداية كانت من “نتنياهو” الذي سحب وفده المفاوض من قطر معلنا أن بلاده لن تستسلم لشروط حماس، ثم أعقبه بيان المعفن المنحاز لإسرائيل ويتكوف وتهديده أنه (سيتم دراسة أساليب بديلة لاستعادة الرهائن) الصهاينة، أي يهدد بالحرب وقتل المزيد من الفلسطينيين.

وواصل “عرفه” تعجبه من تهديد الوسيط الأمريكي المنحاز بالحرب جاء بعدما قال  وزير التراث الإسرائيلي المتطرف عميحاي إلياهو: إن “إسرائيل تتجه لمحو غزة وتحويلها لمنطقة يهودية، الأكثر غرابة أن ما تسرّب عن الوفدين المصري والقطري أشار لرضائهما عن رد حماس وأنه إيجابي والأمور تسير نحو توقيع اتفاق لكن أمريكا فجرت المفاوضات!”.

وتفسيرا لخطوة الانسحاب، توقع المحلل السياسي المصري من أن الخطوة “تستهدف الحصول على مكسب اللحظة الأخيرة، أي سحب حماس بعض تحفظاتها وإبرام الاتفاق، وقد تكون خدعة أمريكية تهيئ لعدوان إسرائيلي أوسع وتوسيع خطة التجويع والتهجير “.

وأكد أن “الأمريكان في كل الأحوال كشفوا أنهم ليسوا وسيطا وإنما يسيرون حذو النعل بالنعل مع الصهاينة، وكلاهما عملة قذرة واحدة ولكن بوجهين وخطتهم هي احتلال كل غزة وطرد أهلها“.

ومن جانب مقابل، شدد على أن المؤشرات وفق (صحف الكيان) “تشير إلى أنهم تعبوا والجيش لم يعد قادرا على إكمال معركة جديدة في ظل شراسة مقاتلي حماس وأن نتنياهو ورئيس أركانه يميلان لوقف الحرب” مرجحا أن الكيان وربيبه في واشنطن لن يفلحا في فرض أمانيهما على غزة والمقاومة لن يستطيع هذا الأهبل الأمريكي أن يأخذه بتهديده..”.

https://www.facebook.com/mhmd.jmal.rft.580951/posts/pfbid037EkucwhnDj5wFyQdSabxWLFk1juoGiXYTmVKGfghEcCLjgJ6aNgBr788bQNYhFMjl

ردود فعل صهيونية

وقال ” ويتكوف” مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط : “قررنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات عقب رد حماس الأخير الذي يشير بوضوح إلى عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، رغم أهمية جهود الوساطة يبدو أن حماس تفتقر إلى التنسيق ولا تتصرف بحسن نية، سننظر الآن في خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم وتهيئة بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة ، من المؤسف أن حماس تصرفت بهذه الأنانية ، نحن عازمون على إنهاء الصراع وتحقيق سلام دائم في غزة“.

ودعمه المتحدث باسم الخارجية الأميركية:  “نقول بوضوح إسرائيل قبلت الاتفاق الذي طرح وحماس رفضته.”

وتعليقات قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية عن مسؤول صهيوني “الوفد الإسرائيلي لن يعود إلى قطر إلا عند وجود فرصة سانحة للتوصل إلى اتفاق”، مضيفا “رد حماس لا يسمح بالتقدم إلا إذا أبدت مرونة”.

واعتبرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن “إعلان ويتكوف بمثابة إعلان فشل المفاوضات.. “. ونقلت عن “مصادر عبرية” القول: إن “الإدارة الأميركية تضع مفاتيح أبواب الجحيم في غزة بين يدي نتنياهو هذا المساء، لكن هذه المرة أيضاً لن يجرؤ نتنياهو على استخدامها“.

بنود المفاوضات

وكان مراقبون استعرضوا ما جرى على طاولة التفاوض:

1- سلّم الوفد الفلسطيني ردّه على قضايا التفاوض وأرسل العدو وفدا بمستوى منخفض وغير مفوّض، ما جعل المفاوضات تسير ببطء ومماطلة صهيونية.

2- قضايا التفاوض كانت ( المساعدات الإنسانية، انتشار الجيش الإسرائيلي، معبر رفح، الضمانات، مفاتيح الأسرى)

3- بالنسبة لآلية إدخال المساعدات الإنسانية كان الطرح “الإسرائيلي” هو الإصرار على إدخال المساعدات حصرًا عبر مؤسسة غزة اللاإنسانية التي يديرها مرتزقة أميركيون وتسببت بقتل أكثر من ألف إنسان، بهدف شرعنة وتأبيد التجويع في القطاع، ومنع توظيف أيام الاتفاق لكسر المجاعة.

4- لكن الموقف الفلسطيني كان طلب العودة للبروتوكول السابق المتفق عليه في 19 يناير، اي تولي الأمم المتحدة مسألة المساعدات وقد تردد ان الاحتلال تراجع وتم تثبيت ذلك في الرد.

5- بالنسبة لإعادة انتشار الجيش “الإسرائيلي” في قطاع غزة تقدّم العدو بثلاثة خرائط تباعًا:

  • الخريطة الأولى: تسمح للعدو بالسيطرة على ما يقارب 50% من مساحة القطاع، بما يمنع أكثر من مليون انسان من العودة إلى مناطقهم، وتم رفضها.
  • الخريطة الثانية:  تسمح للعدو السيطرة على ثلث مساحة القطاع، مع الإبقاء على محور “ميراج”  بهدف تجميع المدنيين في منطقة واحدة وتقديم المساعدات لهم فقط هناك، وتجويع باقي القطاع، وتم رفضها.
  • الخريطة الثالثة: تقترح انتشارًا في 22% من مساحة القطاع، مع التخلّي عن ميراج  لكنها تضمنت بقاء الاحتلال في مناطق تشمل نصف المنطقة السكنية في رفح، وعبسان، والمصدر وأجزاء من البريج والشجاعية والزيتون وبيت حانون وبيت لاهيا وشرق جباليا ومناطق أخرى، بما يمنع قرابة نصف مليون من العودة لمناطقهم وقد تعهد الوسطاء بصياغة رد معدى على الخريطة وقالوا إن إسرائيل ستقبل به.

6- بالنسبة لضمانات عدم استئناف الحرب طلب حماس أن يشمل الاتفاق بندًا يمنع إسرائيل من استئناف الحرب خلال الـ60 يوما، وأن يستمر التفاوض بعدها دون العودة للقتال في حال لم يتم الاتفاق خلال المدة، وتعهد ترامب بذلك والوسطاء، مع تشكيكي بقدرتهم على لجم “إسرائيل”.

7- كانت المؤشرات هي انه سيتم توقيع اتفاق خلال أيام لكن الجميع فوجئ بما فعله الأمريكان.

 

*السيسى يقيل رئيس “الأمن الوطني” وحملة اعتقالات ضد متضامنين مع غزة

في خطوة مثيرة للتساؤلات، جاءت بعد ساعات من لقاء جمع المنقلب عبد الفتاح السيسي بوزير داخليته محمود توفيق، أُقيل مساعدَ وزير الداخلية لقطاع الأمن الوطني اللواء عادل جعفر، بشكل مفاجئ، وتم استبداله باللواء إيهاب حسن عبد العزيز، المعروف داخل الأجهزة الأمنية بقبضته الحديدية وتاريخه في ملاحقة المعارضين السياسيين.

التغيير المفاجئ في قيادة أخطر جهاز أمني بمصر جاء تزامناً مع تصاعد حملة اعتقالات تستهدف متضامنين مصريين مع قطاع غزة، ومشاركة لافتة لمؤسسات حقوقية في توثيق الانتهاكات بحق نشطاء حاولوا جمع مساعدات إنسانية أو دعوا لفتح معبر رفح المحاصر.

فيديو الاقتحام.. صفعة للنظام أم مسرحية أمنية؟

وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب سارعت إلى نفي صحة فيديو متداول، قيل إنه يوثق اقتحام شابين لمكتب جهاز الأمن الوطني داخل قسم شرطة المعصرة بحلوان، واحتجاز عدد من ضباطه لعدة ساعات، في خطوة رمزية احتجاجاً على إغلاق معبر رفح.

الداخلية وصفت الفيديو بـ”الفبركة الإعلامية”، واتهمت جهات محسوبة على جماعة الإخوان بإنتاجه. لكن منظمات حقوقية، على رأسها “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان”، أكدت صحة الفيديو، وذكرت أن الشابين هما محسن محمد مصطفى (معتقل سياسي سابق) وابن خاله أحمد الشريف، وقد سلما نفسيهما طواعية بعد إنهاء ما وصفوه بـ”العملية الرمزية” للفت الانتباه إلى مأساة غزة وقمع المتضامنين معها داخل مصر.

من “غزة” إلى المعتقل.. السيسي يحاصر التضامن

مقاطع الفيديو والصور المصاحبة، والتي نُشرت على قناة “طوفان الأمة”، تضمنت مشاهد من داخل المكتب الأمني، إلى جانب وثائق يُزعم أنها مُسرّبة من جهاز الأمن الوطني، تكشف أسماء مواطنين قيد المتابعة أو الاعتقال، بينهم متهمون في قضايا سياسية شهيرة مثل “كتائب حلوان”، وأشخاص وردت أسماؤهم في بلاغات عن اختفاء قسري.

عدد من النشطاء وصفوا الواقعة بأنها إحراج غير مسبوق لجهاز الأمن الوطني، الذي طالما تباهى بسطوته في قمع المعارضين، ليفاجأ المصريون بما بدا وكأنه اختراق رمزي داخل أحد معاقله.

تعليقات نشطاء: “رأس الأمن الوطني قُطعت لتغطية الفشل”

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تداول نشطاء أنباء إقالة رئيس قطاع الأمن الوطني على نطاق واسع، واعتبروها “قرابين يقدمها السيسي للتغطية على اختراق أمني مهين”.

الناشط الحقوقي أحمد غربية كتب:

“تمت التضحية برئيس قطاع الأمن الوطني لإغلاق الملف سريعاً. النظام يخشى أن يتطور الحدث إلى موجة احتجاجات، خاصة مع غضب شعبي واسع من حصار غزة.”

فيما علّقت الناشطة منى سيف:

“هل يخاف النظام من متضامنَين يحملان تونة وشعارات أكثر مما يخاف من إسرائيل؟! إقالة رئيس الأمن الوطني هي رسالة: كل من يُظهر تعاطفاً مع غزة عدو للدولة.”

أما المحامي الحقوقي خالد علي، فاعتبر أن الواقعة تعكس خللاً داخلياً لا يمكن للنظام إنكاره:

“سواء كانت فبركة أم حقيقية، فالحقيقة الثابتة أن هناك غضباً متصاعداً في الشارع المصري تجاه الحصار المفروض على غزة، وأن آلة القمع باتت عاجزة عن إخفاء هذا الغضب.” 

ارتباك واضح 

تزامن لقاء السيسي بوزير الداخلية، مع إقالة رئيس “الأمن الوطني”، والتصعيد ضد نشطاء غزة، يعكس ارتباكاً واضحاً داخل النظام، الذي يخشى من انفجار الغضب الشعبي، ويحاول استباقه بمزيد من البطش، والتضحية ببعض رموزه لامتصاص موجة الغضب المتنامية.

 

*هل هزّ اقتحام مبنى المعصرة هيبة الجهاز؟ إقالة رئيس الأمن الوطني بداخلية السيسي

في واحدة من أوسع وأجرأ تحركات إعادة هيكلة جهاز الشرطة بوزارة الداخلية خلال الأعوام الأخيرة، صدّق وزير الداخلية بحكومة السيسي، اللواء محمود توفيق، أمس السبت، على حركة ترقيات وتنقلات ضباط الشرطة لعام 2025، وذلك بعد عرضها على قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

الحركة الجديدة جاءت استثنائية وموسعة، محمّلة بمفاجآت بارزة، إذ شملت إبعاد قيادات كبيرة من مواقع حساسة في مؤسسات أمنية رئيسية، أبرزها قطاعا “الأمن الوطني” و”الأمن العام”. كما طاولت التغييرات عددًا من مديريات الأمن الكبرى، في مقدمتها مديرية أمن الجيزة، ضمن خطة لتهيئة الجهاز الأمني لمتغيرات المرحلة المقبلة.

وأطاحت الحركة مساعدَ وزير الداخلية لقطاع الأمن الوطني اللواء عادل جعفر، وهو المنصب الأخطر أمنيًا داخل وزارة الداخلية والمسؤول عن ملفات دقيقة تشمل ما يطلق عليه مكافحة الإرهاب والتطرف والأنشطة السياسية ذات الحساسية الخاصة. وقد خلفه نائبه الأول اللواء عاطف عبد العزيز محمد خالد، في خطوة رآها مراقبون “تغييرًا استراتيجيًا” في طبيعة قيادة الجهاز، وتوقيتًا يحمل دلالات سياسية وأمنية واضحة.

ووفق معلومات خاصة فإنّ قرار إطاحة جعفر اتُّخذ في اللحظات الأخيرة قبل صدور الحركة رسميًا واعتمادها من قائد الانقلاب، رغم أن الرجل كان يُعد من أقوى الشخصيات في وزارة الداخلية، ولم يكن هناك ما يشير إلى نية تغييره حتى ساعات قليلة قبل صدور القرار، وفقًا لـ”العربي الجديد”. 

اقتحام مبنى المعصرة

ورجّحت مصادر أمنية أن القرار جاء على خلفية الجدل الواسع الذي أثاره فيديو متداول لما قيل إنه اقتحام لمكتب الأمن الوطني بقسم المعصرة جنوب القاهرة، رغم نفي وزارة الداخلية لصحة الفيديو واعتباره “مفبركًا”. في المقابل، قالت مصادر مطلعة على تقاليد اتخاذ القرار داخل الجهاز الأمني، إن تغيير رئيس جهاز الأمن الوطني عادة ما يجري في اللحظات الأخيرة، وعلى نحوٍ مفاجئ حتى داخل المؤسسة، نظرًا لحساسية المنصب وخطورته البالغة، مشيرة إلى أن إصدار القرار يجري غالبًا بعد انتهاء يوم العمل الرسمي لضمان عنصر المفاجأة ومراعاة للأبعاد الأمنية.

وتساءل الإعلامي سامي كمال الدين على حسابه الشخص بموقع إكس: هل هزّ اقتحام مبنى المعصرة هيبة الجهاز؟ مؤكدًا أن اقتحام مجموعة من الشباب مقر جهاز الأمن الوطني بقسم المعصرة وتسجيل فيديو من داخل الجهاز ليس بالحادثة العادية، ثم أتت بعده التغييرات بإقالة رئيس الأمن الوطني الذي كان مرشحًا لمنصب وزير الداخلية من قبل! فهل الإقالة مجرد حركة تنقلات؟ أم أن هناك أزمة أمنية أُخفيت عن الرأي العام فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير؟!

https://x.com/samykamaleldeen/status/1949210861157142935  

ونشر الناشط الحقوقي والسياسي هيثم أبو خليل، على حسابه الشخصي بموقع إكس صورة لحصر المتابعات الشهرية التي يجريها جهاز الأمن الوطني بقسم المعصرة قائلاً: ” في شبه دولة واللا دولة.. التعاطف، مجرد التعاطف، جريمة تستوجب المتابعة مع الأمن الوطني والتنكيل بك واعتقالك واعتقال أهلك لسابع جد”.

https://x.com/haythamabokhal1/status/1949091297752400264

تضامنًا مع غزة

التغيير المفاجئ في قيادة جهاز الأمن الوطني جاء تزامناً مع تصاعد حملة اعتقالات تستهدف متضامنين مصريين مع قطاع غزة، ومشاركة لافتة لمؤسسات حقوقية في توثيق الانتهاكات بحق نشطاء حاولوا جمع مساعدات إنسانية أو دعوا لفتح معبر رفح المحاصر.

ومن جهتها، نفت وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب صحة الفيديو المتداول، الذي قيل إنه يوثق اقتحام شابين لمكتب جهاز الأمن الوطني داخل قسم شرطة المعصرة بحلوان، واحتجاز عدد من ضباطه لعدة ساعات، في خطوة رمزية احتجاجاً على إغلاق معبر رفح.

ووصفت الداخلية الفيديو بـ”الفبركة الإعلامية”، واتهمت جهات محسوبة على جماعة الإخوان بإنتاجه. لكن منظمات حقوقية، على رأسها “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان”، أكدت صحة الفيديو، وذكرت أن الشابين هما محسن محمد مصطفى (معتقل سياسي سابق) وابن خاله أحمد الشريف، وقد سلما نفسيهما طواعية بعد إنهاء ما وصفوه بـ”العملية الرمزية” للفت الانتباه إلى مأساة غزة وقمع المتضامنين معها داخل مصر.

الحقوقي خالد علي، اعتبر أن الواقعة تعكس خللاً داخلياً لا يمكن للنظام إنكاره: سواء كانت فبركة أم حقيقية، فالحقيقة الثابتة أن هناك غضباً متصاعداً في الشارع المصري تجاه الحصار المفروض على غزة، وأن آلة القمع باتت عاجزة عن إخفاء هذا الغضب.”

ورأى الناشط الحقوقي أحمد غربية أنه “تمت التضحية برئيس قطاع الأمن الوطني لإغلاق الملف سريعاً. النظام يخشى أن يتطور الحدث إلى موجة احتجاجات، خاصة مع غضب شعبي واسع من حصار غزة.” 

فشل أمني

ربطت تقارير صحافية حركة التنقلات الواسعة بالداخلية بإعادة توزيع مسؤوليات الأخطاء الأمنية السابقة في محافظات عدة، معتبرين أن الإقالة الموسعة لقيادات أمنية تُظهر اعترافًا ضمنيًا بالفشل في إدارة ملفات الأمن العام.

ورأى خبراء أن وصف حركة التنقلات بأنها “أكبر ترقية وتنقلات منذ سنوات” ينقصه الدقة، فهي ليست إصلاحًا أمنيًا، بل إعادة توزيع نفوذ بين أجنحة داخل جهاز الأمن، دون تغيير حقيقي في أداء النظام الشرطي.

وانتقدت تغريدات على موقع إكس كثافة التنقلات دون نشر معايير الاختيار، مما يثير شكوكًا حول وجود تحكيم مباشر من السلطة التنفيذية في قرارات النقل، ويضع مصداقية الحركة موضع اتهام وعدم شفافية.

بينما سخرت تغريدات على منصات مثل Reddit من أن التغييرات الشرطية والأمنية تؤشر إلى رغبة النظام في ضبط قوى داخل المؤسسة الأمنية نفسها، لا فقط تطويرها، وهي قراءة تتناسب مع مفهوم “انتشار الأجنحة ضمن النظام” وتحويل التنظيم الأمني إلى شبكة معقدة لضبط الولاءات لقائد الانقلاب.

 

*حقيقة اقتحام مركز أمن الدولة المصري في حلوان

نشرت قناة على منصة “تليغرام” باسم “طوفان الأمة” مقطع*ا مصورا يظهر اقتحام شابين لمركز أمن الدولة في منطقة المعصرة بمحافظة حلوان احتجاجا على سياسة مصر تجاه قطاع غزة وإغلاق معبر رفح.

وأظهر المقطع احتجاز الشابين لضباط داخل المركز في إطار احتجاجهم على إغلاق معبر رفح الحدودي مع غزة، والذي يعد شريان الحياة للمواطنين الفلسطينيين في القطاع.

كما عبّر المحتجون عن غضبهم من تجويع أهل غزة، التي تمر بظروف إنسانية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي والمصري، إضافة إلى اعتقال عدد من الفتيات والشباب المصريين الذين شاركوا في جمع تبرعات لغزة في وقت سابق.

كما نشرت القناة بيان تبني العملية بتسجيل صوتي حيث قال أحد المنفذين، إنهم لا ينتمون لأي جهة أو حزب بل هم “أحفاد عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص“.

وأضاف، أن “العملية تهدف لإحياء موات شعب مصر الكريم ووقف الإبادة عن أهلنا في غزة“.

ونشرت القناة وثائق مسرّبة من قسم شرطة المعصرة، بعد احتجاز عدد من ضباط أمن الدولة، عن تفاصيل ملفات لمعتقلين جرى توقيفهم خلال اليومين الماضيين، بتهم تتعلق بالانتماء لجماعة “الإخوان المسلمين”، والمشاركة في “مظاهرات”، و”دعم غزة“.

وتُظهر الأوراق التي تم تسريبها ملفات لمعتقلين حديثين، إلى جانب ملفات أخرى لمعتقلين تعود لسنوات ماضية، وُضعوا تحت التصنيف الأمني نفسه.

وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي المقطع المصور بشكل واسع فيما اعتبره آخرون مؤشرا جديدا على انفجار الغضب الشعبي تجاه سياسة نظام السيسي مع الإبادة الجماعية في غزة.

 

*مصر تدفع بقافلة مساعدات كبيرة إلى غزة

أعلن الهلال الأحمر المصري اليوم الأحد، استمرار الدفع بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرا إلى إطلاق قافلة جديدة تحت شعار “زاد العزة.. من مصر لغزة“.

ونوه إلى أن حجم المساعدات الإغاثية التي تم إدخالها إلى غزة منذ بدء الأزمة، بلغت أكثر من 35 ألف شاحنة تحمل أكثر من 500 ألف طن مساعدات تنوعت بين الغذاء والماء والمستلزمات الطبية والأدوية والمواد الإغاثية والإيوائية ومستلزمات النظافة الشخصية وألبان وحفاضات أطفال، إلى جانب سيارات الإسعاف، وشاحنات الوقود.

وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، أعلنت مصادر مصرية دخول شاحنات مساعدات إلى القطاع بشكل يومي، في ظل المجاعة التي تواجه سكان غزة.

وأول أمس، أعلن الهلال الأحمر المصري رفع قدراته التشغيلية إلى أعلى مستوياتها داخل مراكزه اللوجيستية لتنسيق وتفويج المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة.

ودفع الهلال الأحمر المصري بمئات المتطوعين، بالمراكز اللوجستية والتي أُنشت خصيصًا لدعم الاستجابة للأزمة بقطاع غزة وإدارة واستيعاب أكبر قدر من المساعدات الإنسانية، للعمل على تجهيز المساعدات وتعبئتها وتصنيفها وتكويدها، ومتابعة تفويجها عبر المعابر.

 

*تعليق إسرائيلي على حذف بيان الأزهر بشأن غزة

شهد حذف الأزهر الشريف لبيان كان يتناول الأوضاع في غزة تفاعلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية، حيث وصفت وسائل إعلام إسرائيلية هذه الخطوة بأنها “غير مسبوقة” بالنظر لمكانة الأزهر الدينية.

نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن حذف البيان جاء نتيجة ضغوط رسمية على شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب، في إطار حساسية الموقف الدبلوماسي المصري، الذي يسعى للحفاظ على استقرار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي الوقت نفسه، أشارت صحيفة “يسرائيل هايوم” إلى أن صياغة البيان القوية ضد إسرائيل أثارت عاصفة داخل الأوساط المصرية، ما دفع إلى سحبه دون إعلان الأسباب في البداية.

وأصدر الأزهر بيانًا توضيحيًا أكد فيه أن قرار السحب جاء من منطلق المسؤولية الدينية وحرصًا على مصلحة حقن الدماء، ومنعًا لأي تأثير سلبي على المفاوضات الجارية.

في سياق متصل، كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن أن الرئاسة المصرية مارست ضغوطًا على شيخ الأزهر لسحب البيان الذي كان يدين ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وأكد مصدران مقربان من الأزهر والرئاسة أن الحذف جاء بناءً على طلب من مكتب عبد الفتاح السيسي، خاصة بعد إشارة البيان إلى تواطؤ دول ثالثة في هذه الأزمة.

هذه التطورات تأتي في ظل انتقادات واسعة للنظام المصري بشأن دوره المثير للجدل في الأزمة، واتّهامات بتواطؤه في الحصار والحرب على غزة.

 

*حركة تغييرات واسعة في قيادات أمنية بوزارة الداخلية

اعتمد وزير الداخلية المصري اللواء محمود توفيق حركة تنقلات ضباط الشرطة لعام 2025، في إطار استراتيجية الوزارة لتطوير الأداء الأمني وتعزيز الكفاءة والانضباط داخل الجهاز الأمني.

وتأتي هذه الحركة كجزء من خطة شاملة تهدف إلى تصعيد العناصر الشابة المؤهلة، وتجديد الدماء في المؤسسة الأمنية، مع الاستفادة من الخبرات المتميزة لتحقيق أعلى معدلات الفاعلية في الأداء.

وأكدت مصادر بوزارة الداخلية أن الحركة شملت تعيينات بارزة، منها تعيين اللواء عاطف خالد مساعدا لوزير الداخلية لقطاع الأمن الوطني، واللواء نضال يوسف مساعدا للوزير لأكاديمية الشرطة، واللواء ياسر الحديدي مساعدا لقطاع شؤون الضباط.

كما شملت الحركة تعيين اللواء محمد مجدي أبوشميلة مساعدا لوزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، خلفا للواء سامح الحميلي، الذي أُحيل إلى المعاش.

وأوضحت المصادر أن هذه التنقلات تهدف إلى تعزيز مواقع العمل الميداني والخدمي بالعناصر المتميزة، مع التركيز على تصعيد قيادات الصف الثاني من الضباط ذوي الكفاءة لتولي مناصب قيادية، بما يضمن استمرارية الأداء وتجديد الطاقات داخل الجهاز الأمني.

وأشارت إلى أن الحركة تأتي مواكبة لتوجهات الدولة في تمكين الكوادر الشابة والاستفادة من الخبرات الأمنية لتحقيق الاستقرار الوظيفي والاجتماعي.

وتعد حركة تنقلات ضباط الشرطة السنوية في مصر جزءا من استراتيجية وزارة الداخلية لتطوير الأداء الأمني ومواكبة التحديات الأمنية المتنامية، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي، وتشهد مصر تحديات أمنية معقدة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب في شمال سيناء، وتأمين الحدود مع ليبيا والسودان، ومواجهة الجرائم الجنائية مثل تهريب المخدرات والاتجار بالبشر.

 

*إحالة سعاد صالح إلى التحقيق بعد فتوى جواز تناول “الحشيش”

قررت جامعة الأزهر في مصر إحالة الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون إلى التحقيق، بعد تصريحاتها الإعلامية المثيرة للجدل حول الحشيش.

وأوضحت جامعة الأزهر -في بيان رسمي- أن إحالة الدكتورة سعاد صالح للتحقيق تستند إلى مخالفة قرار مجلس الجامعة رقم (1224) لسنة 2018، والذي يحظر على أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم الظهور الإعلامي أو التصدي للفتوى في وسائل الإعلام دون تصريح مسبق.

وأكد البيان أن هذا الإجراء يهدف إلى “ضبط الخطاب الإعلامي باسم الجامعة، وحفاظا على مكانتها العلمية والدينية محليا وإقليميا ودوليا”.

وأثارت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، جدلا واسعا خلال ظهورها في برومو دعائي لبودكاست “السر”، حيث قالت إن “تدخين الحشيش لا يذهب العقل مثل الخمر، ولا يوجد نص قرآني صريح يحرم تناوله”.

وأضافت أن الحشيش “قد يكون جائزا في بعض الحالات إذا لم يؤد إلى فقدان الوعي”، مما أثار انتقادات حادة من علماء الأزهر وبعض أفراد المجتمع الذين اعتبروا تصريحاتها “خروجًا عن الإجماع الفقهي” ومحاولة لتبرير المواد المخدرة.

وشهدت السنوات الأخيرة جدلا متزايدا حول الفتاوى الدينية في وسائل الإعلام، حيث يرى البعض أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى التباس في فهم الأحكام الشرعية، وفي مصر تعتبر قضية المخدرات حساسة للغاية، حيث تكافح الدولة ظاهرة الإدمان وتهريب المخدرات عبر حملات أمنية وتشريعات صارمة.

 

*اعتقال معتمر مصري في الحرم المكي بعد رفعه علم فلسطين

اعتقلت السلطات السعودية معتمرًا مصريًا في باحة الحرم المكي، بعد أن رفع علم فلسطين إلى جوار الكعبة الشريفة، وناشد بصوت مرتفع لرفع الحصار عن قطاع غزة، وإنهاء المجاعة التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة الحرب الإسرائيلية المستمرة.

ووثّق مقطع فيديو متداول اللحظات التي سبقت الاعتقال، حيث ظهر المعتمر وهو يصرخ “وا إسلاماه!” بصوتٍ مرتفع، داعيًا العالم الإسلامي إلى التحرك لإنقاذ الأبرياء من المجاعة والقصف في غزة، وسط تجاهل دولي لما وصفه بـ”حرب الإبادة الجماعية” التي تنفذها إسرائيل في القطاع.

لم تمضِ سوى لحظات على مناشدته حتى اقترب منه اثنان من عناصر أمن الحرم، وقاما باقتياده خارج باحة الطواف، وسط خوف من الحجاج والمعتمرين المتواجدين في المكان.

انتقادات حقوقية

من جانبه، أدان “مرصد انتهاكات الحج والعمرة” هذه الحادثة، معتبرًا أن اعتقال المعتمر المصري يمثل “إجراءً قمعيًا غير مبرر”، وتضييقًا على الحريات الأساسية للمسلمين حتى في أكثر الأماكن قدسية.

وأضاف المرصد أن هذه السياسات تخالف مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي، الذي يكفل الحق في التعبير والتضامن السلمي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقضايا إنسانية بحتة، مثل الدعوة لإنقاذ المدنيين من الحرب والجوع.

وأكد المرصد في بيانه أن “حماية قاصدي البيت الحرام مسؤولية تقع على عاتق السلطات السعودية، ويجب ألا تستخدم تلك الحماية كذريعة لقمع الأصوات الحرة أو منع التعبير عن القضايا العادلة بطريقة سلمية”. 

تفاعل واسع

الواقعة أثارت تفاعلًا واسعًا بين النشطاء والمغردين الذين عبّروا عن تضامنهم مع المعتمر، واعتبروا أن صوته عبّر عن مشاعر ملايين المسلمين الغاضبين من المجازر المرتكبة في غزة، والساخطين على الصمت الرسمي العربي والإسلامي.

كما تساءل كثيرون: كيف تُجرَّم صرخة لإنقاذ شعب محاصر داخل أطهر بقاع الأرض؟ وهل تحوّلت القيم الروحية للحج والعمرة إلى مساحة خالية من أي ضمير سياسي أو إنساني، حتى في ظل الكوارث الكبرى التي يواجهها المسلمون في فلسطين وسواها؟

شباب حُر يهاجم مركز أمن الدولة بحلوان اعتراضًا على إغلاق معبر رفح واعتقال ناشطين.. السبت 26 يوليو 2025م.. الرقيب هو رئيس التحرير الفعلى بزمن السيسى والأجهزة الأمنية تدير المؤسسات الصحفية

شباب حُر يهاجم مركز أمن الدولة بحلوان اعتراضًا على إغلاق معبر رفح واعتقال ناشطين.. السبت 26 يوليو 2025م.. الرقيب هو رئيس التحرير الفعلى بزمن السيسى والأجهزة الأمنية تدير المؤسسات الصحفية

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*شباب حُر يهاجم مركز أمن الدولة في حلوان اعتراضًا على إغلاق معبر رفح واعتقال ناشطين

في خطوة تصعيدية لافتة، قام شباب مصري حُر، أمس الجمعة، بهجوم على مركز أمن الدولة التابع لمنطقة المعصرة بمحافظة حلوان، اعتراضًا على السياسات المصرية تجاه قطاع غزة.

الشباب احتجزوا ضباطًا داخل المركز في إطار احتجاجهم على إغلاق معبر رفح الحدودي مع غزة، والذي يعد شريان الحياة للمواطنين الفلسطينيين في القطاع.

كما عبّر المحتجون عن غضبهم من تجويع أهل غزة، التي تمر بظروف إنسانية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي والمصري، إضافة إلى اعتقال عدد من الفتيات والشباب المصريين الذين شاركوا في جمع تبرعات لغزة في وقت سابق.

هؤلاء الناشطون الذين نظموا حملات جمع تبرعات لفلسطين تم اعتقالهم من قبل جهاز أمن الدولة، وهو ما زاد من حدة الاحتقان الشعبي في مصر تجاه هذه الممارسات.

وقد لقيت هذه الخطوة الدعم من عدة فئات في المجتمع المصري، والتي تعتبر أن الحكومة المصرية تتجاهل الحقوق الإنسانية لشعب غزة، وأن الشباب المصري يجب أن يتحرك للضغط على السلطات لتغيير سياساتها.

https://www.facebook.com/share/v/1LEv4NZkZg/

هذا التحرك يأتي في وقت حساس حيث يعيش قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، في ظل القصف المستمر وندرة الإمدادات الغذائية والدوائية.

نشرت قناة على منصة “تليغرام” باسم “طوفان الأمة” مقطعا مصورا يظهر اقتحام شابين لمركز أمن الدولة في منطقة المعصرة بمحافظة حلوان احتجاجا على سياسة مصر تجاه قطاع غزة وإغلاق معبر رفح.

وأظهر المقطع احتجاز الشابين لضباط داخل المركز في إطار احتجاجهم على إغلاق معبر رفح الحدودي مع غزة، والذي يعد شريان الحياة للمواطنين الفلسطينيين في القطاع.

كما عبّر المحتجون عن غضبهم من تجويع أهل غزة، التي تمر بظروف إنسانية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي والمصري، إضافة إلى اعتقال عدد من الفتيات والشباب المصريين الذين شاركوا في جمع تبرعات لغزة في وقت سابق.

كما نشرت القناة بيان تبني العملية بتسجيل صوتي حيث قال أحد المنفذين، إنهم لا ينتمون لأي جهة أو حزب بل هم “أحفاد عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص“.

وأضاف، أن “العملية تهدف لإحياء موات شعب مصر الكريم ووقف الإبادة عن أهلنا في غزة“.

ونشرت القناة وثائق مسرّبة من قسم شرطة المعصرة، بعد احتجاز عدد من ضباط أمن الدولة، عن تفاصيل ملفات لمعتقلين جرى توقيفهم خلال اليومين الماضيين، بتهم تتعلق بالانتماء لجماعة “الإخوان المسلمين”، والمشاركة في “مظاهرات، و”دعم غزة“.

وتُظهر الأوراق التي تم تسريبها ملفات لمعتقلين حديثين، إلى جانب ملفات أخرى لمعتقلين تعود لسنوات ماضية، وُضعوا تحت التصنيف الأمني نفسه.

وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي المقطع المصور بشكل واسع فيما اعتبره آخرون مؤشرا جديدا على انفجار الغضب الشعبي تجاه سياسة نظام السيسي مع الإبادة الجماعية في غزة.

في المقابل نفت الداخلية المصرية صحة مقطع الفيديو المتداول عبر منصات إعلامية تابعة لجماعة الإخوان وفق زعمها مؤكدة أن الوثائق التي جرى تداولها لا تمتّ للواقع بصلة

وذكر بيان الداخلية الذي نشر عبر موقع إكس أنه تم ضبط المتورطين في إعداد وترويج الفيديو، ويجري اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

وبينما يواجه النظام المصري انتقادات محلية ودولية على خلفية مواقفه تجاه غزة، تأتي هذه الحملة الشبابية لتكون بمثابة رسالة واضحة للسلطات بضرورة التحرك الفوري لفتح المعبر وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني.

https://www.facebook.com/share/v/1LEv4NZkZg/

 

*بيان رسمي ردا على فيديو احتجاز ضابط

قال مصدر أمني مصري، أن مقطع الفيديو المتداول في وسائل إعلامية تابعة “لجماعة الإخوان الإرهابية” بشأن احتجاز ضابط في أحد أقسام الشرطة بالقاهرةمفبرك” وغير صحيح.

وزعمت وزارة الداخلية في بيان السبت، أن “عددا من الأبواق الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية (تداولت فيديو) بشأن احتجاز ضابط بأحد أقسام الشرطة بالقاهرة” مؤكدة أنه “مفبرك” وأن “الوثائق التي تم تداولها في ذات الشأن لا تمت للواقع بصلة “.

وأشارت إلى ضبط القائمين على إعدادها وترويجها، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

وأشارت إلى أن الواقعة المفبركة، “تأتي في إطار ما دأبت عليه الجماعة الإرهابية من تزييف الحقائق وترويج الشائعات للنيل من حالة الاستقرار التي تنعم بها البلاد، وهو ما يعيه الشعب المصري”، وفق البيان.

 

*شيخ الأزهر يعلن خطوة تضامنية مع أهل غزة

أعلن الأزهر الشريف، إلغاء المؤتمر الصحفي المخصص لإعلان نتائج الثانوية الأزهرية هذا العام وتعليق المكالمات الهاتفية التي يجريها الدكتور أحمد الطيب لتهنئة الأوائل تضامنا مع أهل غزة.

وقال الأزهر في بيان السبت، إن الإمام الأكبر قرر الاكتفاء باعتماد النتيجة وإعلانها ونشرها، تضامنا مع أهلنا في قطاع غزة، في ظل ما يعانونه من مجاعة خانقة وعدوان متواصل لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلا.

وأكد الأزهر الشريف أن القرار يأتي “انطلاقا من مشاعر الحزن العميق التي تخيم على الأزهر الشريف والأمة الإسلامية والعربية، لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة ممنهجة”، مشددا على أن الواجب الأخلاقي والإنساني يقتضي إعلاء صوت التضامن والمواساة على مظاهر الفرح والاحتفال.

وجدد الأزهر في هذا السياق “دعمه الكامل للشعب الفلسطيني الصامد”، مؤكدا أن قضية فلسطين ستظل في صدارة أولوياته وجهوده، داعيا إلى الوقوف صفا واحدا والعمل بكل السبل لإنهاء هذا العدوان وإنهاء المجاعة القاتلة والمأساة الإنسانية، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في الحرية والحياة والكرامة واسترداد أرضه ومقدراته.

 

* من “محمد شعير” إلى “أيمن عبد المجيد” الرقيب هو رئيس التحرير الفعلى بزمن السيسى والأجهزة الأمنية تدير المؤسسات الصحفية

 أطاحت ما يسمى “الهيئة الوطنية للإعلام” بأَيمن عبد المجيد  من رئاسة رئيس تحرير  بوابة روزاليوسف  جراء ما اعتبرته الهيئة “خطأ مهني جسيم” في تقرير نشر على الموقع الإلكتروني بعنوان: “مسجد رابعة العدوية في القاهرة”، ووصف التقرير (الذي يبدو أن عبدالمجيد مرره) ما حدث في مصر بأنه انقلاب عسكري ضمن سرديات الموقع.

وتضمن التقرير عبارة خاطئة حول اعتصام رابعة وإغلاق المسجد بعد الفض، تم تداولها داخل دوائر صحفية قبل أن يُحذف النص بعد أن مضى عليه أكثر من ثلاثة أشهر دون مراجعة دقيقة.

وعين الصحفي أيمن عبدالمجيد عضو منتخب بمجلس نقابة الصحفيين في أبريل 2024 وأُطيح به في 16 يوليو 2025، بعد قرار الهيئة الوطنية للصحافة في مصر تعيين أحمد نصر السيد إمبابي رئيسًا لتحرير بوابة روز اليوسف الإلكترونية بدلاً من أيمن عبد المجيد محمد عبد المجيد.

ولم يُسجّل سابقًا أن أيمن عبد المجيد ارتكب خطأ مشابها بهذا الحجم أو أدى إلى فقدانه منصبًا آخر، رغم أنه رُقّي إلى رئيس تحرير جريدة روز اليوسف الأسبوعية، وتم ضم بوابة ومطبوع المؤسسة تحت إشرافه، ما يشير إلى ثقة مصداقية مرتفعة في تلك المرحلة.

https://twitter.com/moashoor/status/1946646334242767141

وفي التحقيق أشار صحفيون إلى تداول داخلي ومراقبة صحفية قبل اكتشاف الخطأ، في حين أنه سجله المهني يعتمد على ثقة في فترته السابقة واستدراكا “لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أيمن عبد المجيد لمساءلة، لكنها تعتبر المرة الوحيدة المعروفة بعلنية الخطأ كبيرة الأثر، والتي أدّت إلى تغيير رسمي في موقعه“.
.

وداخل روزاليوسف سبق أن أحيل رئيس تحرير مجلة روزاليوسف للتحقيق في يونيو 2020،  بعدما قررت الهيئة الوطنية للصحافة إحالة رئيس تحرير المجلة إلى التحقيق بسبب ما ورد على غلاف أحد الأعداد من إساءة للكنيسة، وتم وقف المحرر المسؤول عن الملف القبطي حتى انتهاء التحقيقات، كما أمرت المجلة بالاعتذار رسميًا للكنيسة في العدد التالي.

ومع تعيين نصر إمبابي عين بالتزامن؛ محمود صبري أحمد محمود رئيسًا لتحرير مجلة الأهرام الرياضي، وأحمد محمود هاشم خليفة لمجلة آخر ساعة، ومصطفى يس عبد الرحيم محمد لجريدة عقيدتي، لأسباب إدارية أو بلوغ سن المعاش.

حالات مماثلة

وفي الصحف والمجلات الحكومية، خلال السنوات الـ11 الماضية (2014–2025)، وقعت حالات متعددة من الإطاحة أو الإبعاد أو التحقيق مع رؤساء تحرير صحف ومجلات حكومية في مصر، بسبب: أخطاء مهنية جسيمة، وتجاوزات تحريرية أو سياسية، وصدام مع تعليمات “الهيئة الوطنية للصحافة” أو “المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام”، وتغييرات إدارية “تحت غطاء التطوير” وكانت في جوهرها عقابية.

وقالت مراقبون: إن “الإقالات زادت بعد إنشاء “الهيئة الوطنية للصحافة” في 2017، واعتمدت في التحقيق والإقالة على؛ أخطاء تحريرية، ومواد محرجة للسلطات، ملفات ثقافية حساسة، فكانت العقوبة بين الإقالة، والاستبدال، والنقل الإداري بلا أسباب معلنة، وهو ما يعني أمرين غياب الشفافية، حيث يغيب عن المتابعين السبب الحقيقي رسميًا، تجت زعم التطوير“.

وأقيل محمد شعير من رئيس تحرير “أخبار الأدب” (2016) لسبب غير معلن، قال زملاؤه :إنه “نشر موضوعات ذات صبغة يسارية ونقدية للسلطة، وأثار الملف الثقافي حول “ماركس” ونقد السياسات الاقتصادية حينها توترًا، رغم الشعبية الثقافية للمجلة“.

وأوقف في 2017 رئيس تحرير “الأهرام الرياضي لنشر صورة ومانشيت اعتُبر مهينًا لرئيس اتحاد الكرة أو جهة سيادية ضمن تقرير صدر  بـ”عنوان ساخر” عن إدارة اتحاد الكرة، فتم سحبه.

وفي 2019 أبعد رئيس تحرير روزاليوسف اليومي وهو شخصية صحفية بارزة قالت تسريبات: إنه “نشر مقالا جريئا عن أداء الحكومة بنقد للموازنة”.

وفي 2020 أوقفت الهيئة الوطنية نشر “عدد الأهرام المسائي”  قبل صدوره بسبب عنوان رئيسي “غير منضبط سياسيًا” حول ملف اقتصادي حساس، أقيل على إثرها؛ مدير التحرير المسؤول، وتوجيه إنذار داخلي لرئيس التحرير.

وأجرت الهيئة الوطنية للصحافة تحقيقا مع رئيس تحرير مجلة “الإذاعة والتلفزيون” في 2022، بسبب نشر ملف يحمل تلميحات سياسية غير مرغوبة خلال فترة شديدة التوتر (قبل الانتخابات الرئاسية)، وإن كان الناشر خضع للتحقيق النقابي والإداري دون إقالة فورية. ولاحقا في العام 2023 -2024 غيرت الهيئة رئاسة تحرير مجلتي “الهلال” و”الإذاعة والتلفزيون”. 

ومن بين إقالاتها غير المبررة، لحقت برئيس التحرير بالأهرام(حتى ديسمبر 2024): علاء ثابت (علاء الدين كمال ثابت)، ضمن تغييرات الهيئة الوطنية للصحافة.

ومن الأهرام أيضا أقيل في عام 2021، عبد الناصر سلامة رئيس التحرير الأسبق لجريدة الأهرام، ثم اعتقل بعد التحقيق معه بتهم تتعلق بـ”الانضمام إلى جماعة إرهابية” و”نشر أخبار كاذبة”، وهو كان قُيل إنه تم تعيينه أثناء فترة حكم الإخوان وعزل لاحقًا بشروط قانونية!

وفي صحيفة الأخبار وأخبار اليوم، جرت تغييرات في قيادات التحرير بلا إعلان لأسماء رؤساء التحرير مباشرة من الهيئة، مع تغييرات شملت جريدة الأخبار وآخر ساعة وأخبار الحوادث وأخبار الرياضة، كما لم تبرز حالة فتح تحقيق علني، لكنها طويت كجزء من التحديث الدوري لهياكل العمل التحريري في المؤسسة.

وعيّن عبد الرازق توفيق رئيسًا لتحرير صحيفة الجمهورية الرئيسية، وكذا رؤساء تحرير لمجلات “المساء”، و”حرية” وغيرها، ضمن تغييرات عامة داخل مؤسسة الجمهورية. ولم تُظهر المصادر وجود حالات إقالة بسبب أخطاء مهنية علنية، بل كانت تغييرات إدارية دورية.

وفي دار الهلال (مجلات “المصور” و”حواء” و”الكواكب”) عينت قيادات جديدة ففي مجلات: المصور (رئيس التحرير أحمد أيوب)، حواء (سمر الدسوقي)، الكواكب (محمد المكاوي)، ومجلات أخرى ضمن تغييرات داخل الهيئة والنظام الإداري لمؤسسة الهلال

ووفق مؤشر حرية الصحافة لمنظمة (صحفيون بلا حدود) Reporters Without Borders (RSF) ، تصنّف مصر ضمن أكثر الدول قمعًا للصحافة، في المركز 170 من أصل 180 في عام 2024 و2025

ورصد المؤشر غياب التنوع الإعلامي، حيث الصحف الكبرى مثل “الأهرام” و”الأخبار” و”الجمهورية” مملوكة بالكامل للدولة أو لجهات موالية لها، كما  تعيين رؤساء التحرير يتم عبر هيئات سياسية وليس عبر آليات مهنية، مما يقضي عمليًا على استقلال التحرير.

وقال تقرير حقوقي حول الفترة بين مايو 2023 ومايو 2024 سجل 367 انتهاكًا لحقوق الإعلاميين والصحفيين في مصر رصدت منظمة (People in Need) من بينها حالات فصل أو ضغط إداري أو براءات اختلاق لإجبار الصحفيين على الخضوع، كما يشير التقرير إلى أن الخوف يولّد رقابة ذاتية واسعة.

وكشف تقرير للمجلس الأطلسي في تقرير بعنوان “Dismissals and Convictions Plague Egyptian Media” أن رئيس تحرير “الجمهورية” السابق (جمال عبد الرحيم) أقيل من منصبه، بسبب نشر خبر كاذب يتعلق بقيود على سفر قيادات عسكرية، وتمت الإقالة بناءً على قرار سياسي وليس تقييم مهني مستقل.

هذا فضلا عن المداهمات واستهداف مستقلين، كما حدث مع موقع “مدى مصرالذين استهدفت الأجهزة صحفييها ومواردها الإعلامية المستقلة، تعكس استراتيجية القمع الشامل لغير الخاضعين للخط التحريري الرسمي.

وكانت خلاصة المراقبين أن الدولة ممثلة بالأجهزة الأمنية تتدخل في تعيينات رؤساء التحرير وإقالتهم، وليس عبر قرارات مهنية مستقلة، مما يفقد الصحفي البيئة الأمنة للعمل، ويظل مهددا بالتضييق قانوني، أو الاعتقالات كما في حالة عبد الناصر سلامة او الاستدعاء كما في حالة منة عطا الله لتصبح هذه الاجراءات بعيدة عن القرارات التنظيمية الفنية البحتة، قريبة من أدوات رقابية أمنية لضبط “الخطاب الإعلامي”.

يشير المراقبون إلى أن الدولة تمارس “رقابة ناعمة” قوية، عبر التهديد بالفصل أو النقل الإداري في حال تجاوز “الخطوط الحمر” الحكومية ليكشف أن ما حدث مع أيمن عبد المجيد وغيرها من تغييب الاستقلال المهني الحقيقي يُعد امتدادًا مباشرًا للنمط العام المستمر في مصر منذ سنوات، ولا يقتصر على حالة واحدة مثير للصدفة بظل ضعف التفاعل المجتمعي، واستدعاء نمط متكرر للتحكم في المناصب الإعلامية الرسمية عبر قرارات واجهتها “الهيئة الوطنية للصحافة”، ما يولّد رقابة ذاتية قوية، قد تكون أقوى من الرقابة المباشرة.

*السيسي يكرّر أساليب الاحتلال الصهيونى ” الأرض مقابل الغرامة ” فى التعامل مع الشعب المصرى

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، كشفت حكومة المنقلب الصهيونى السيسي مجدداً عن توجهها نحو تطبيق سياسات استيطانية الطابع، أقرب ما تكون إلى نهج الاحتلال الإسرائيلي، من خلال قرارات صادمة أصدرتها “هيئة المجتمعات العمرانية” التابعة لوزارة الإسكان بحكومة الانقلاب ، تفرض على أصحاب الأراضي الزراعية التنازل عن مساحات شاسعة من أراضيهم مقابل إسقاط الغرامات التي فرضتها الدولة بصورة غير قانونية، بدلاً من دفعها نقداً، في تكرار فجٍّ لشعار الاحتلال الصهيوني: “الأرض مقابل السلام”، ولكن بصيغة نظام السيسي: “الأرض مقابل العفو المالي”.

القرار الذي يطال الأراضي المحيطة بغرب القاهرة، مثل أكتوبر والشيخ زايد وسفنكس الجديدة، يُجبر أصحاب الأرض على التنازل عن نسب تصل إلى 75% من أراضيهم لصالح الدولة، في حال رغبتهم في تغيير النشاط من زراعي إلى عمراني. هذا الإجراء يكشف عن عقلية استباحة الأملاك الخاصة، ويثير تساؤلات مشروعة: هل يدير السيسي مصر بروح وثقافة الاحتلال؟ وهل تحولت الدولة إلى مغتصب رسمي للأرض تحت ذرائع التحسين والتوسع العمراني؟

والمفارقة أن الدولة ذاتها، التي تصادر الأرض وتفرض “التنازل القسري”، تعاني من شح الدولار وتعجز عن جذب الاستثمار الحقيقي، لكنها لا تجد حرجاً في معاقبة المواطنين المالكين للأرض، وإجبارهم على التنازل عنها دون تعويض حقيقي، تحت مسمى “تصالح” يفتقر لأي منطق قانوني أو إنساني. 

وفي موازاة ذلك، لم يكتفِ النظام بابتلاع أراضي الفلاحين، بل مدّ يده أيضاً إلى الساحل الشمالي، أحد أبرز مواقع الاستثمار السياحي في مصر، فارضاً رسوماً باهظة على الأراضي المطلة على البحر المتوسط، بلغت 1000 جنيه للمتر الواحد في بعض المناطق. أما الأراضي الواقعة على جانبي طريق القاهرة – الإسكندرية، ففرض السيسي رسوماً جديدة باسم “مقابل تحسين”، تجاوزت 1500 جنيه للمتر، تذهب أرباحها مباشرة إلى المؤسسة العسكرية، لا إلى ميزانية الدولة.

وبقرار سابق عام 2023، خصّص السيسي للجيش أراضي شاسعة على امتداد 31 طريقاً رئيسياً في البلاد، ليصبح الجيش فعلياً أكبر مالك ومتحكم في أراضي التنمية العمرانية، مانحاً لنفسه اليد العليا في إدارة السوق العقاري، على حساب الوزارات المدنية، والمواطنين، وحتى كبار المستثمرين.

بهذا الشكل، لا يمكن تفسير هذه السياسات إلا باعتبارها تجسيداً لنموذج “الاستيطان الداخلي”، حيث تحتكر الدولة – وتحديداً المؤسسة العسكرية – مفاتيح الأرض والاستثمار، وتفرض على المواطن التنازل عن حقوقه في وطنه، مقابل عفو مزيّف أو حق مؤجل في “التنمية” التي لا تصل أبداً للفقراء.

فهل أصبح السيسي بالفعل يتبنى الذهنية الصهيونية في إدارة الدولة؟ وهل تحولت مصر من دولة ذات سيادة إلى سلطة جباية، تنهب الأرض وتوزعها على حلفاء النظام ومؤسساته الأمنية؟ يبدو أن الإجابة تتكشف كل يوم، مع كل قرار جديد يصدر عن منظومة تحترف انتهاك حقوق الأرض والإنسان.

*تقرير حقوقي يكشف استغلالًا ممنهجًا للعاملات الزراعيات بعد مأساة فتيات المنوفية “بلا عقود ولا تأمين ولا أمان”

18 فتاة من العاملات الزراعيات لقين مصرعهن في يونيو الماضي بحادث مأساوي على الطريق الإقليمي، ليتحول الحادث من فاجعة إنسانية إلى جرس إنذار صارخ بشأن أوضاع العاملات في القطاع الزراعي، كما كشف تقرير حديث للجبهة المصرية لحقوق الإنسان، يصف فيه الانتهاكات اليومية التي تتعرض لها آلاف النساء القرويات العاملات في الزراعة. 

الربح قبل الإنسان.. سياسات زراعية لا ترى النساء
بحسب التقرير الحقوقي الصادر حديثًا، فإن حادث مصرع الفتيات العاملات بالزراعة لم يكن نتيجة “ظروف عرضية” كما تحاول بعض الجهات الرسمية تصويره، بل “نتيجة مباشرة لسياسات اقتصادية تُغَلِّب الربح والتصدير على حساب الحقوق الإنسانية للعاملات”، خاصة في ظل غياب الحماية القانونية للنساء اللاتي يعملن في هذا القطاع تحت ظروف تُوصف بأنها “شبه عبودية”.

فبينما كان وزير الزراعة يروّج أمام منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (الفاو) لرؤية مصر حول “سلاسل زراعية مستدامة”، كانت دماء الفتيات تروي طرقًا مهملة، وتُفصح عن واقع مرير تواجهه الآلاف ممن تُطلق عليهن التقارير الدولية “عاملات الظل”. 

أجور زهيدة.. أطفال يعملون.. وساعات طويلة بلا حماية
يوضح التقرير أن العاملات، وغالبًا ما يكنّ فتيات قاصرات، يتقاضين أجورًا متدنية تتراوح بين 70 إلى 120 جنيهًا يوميًا، في ظل موجات تضخم متلاحقة وتراجع القوة الشرائية للجنيه، وهي معدلات أجور لم تتغير منذ عام 2018.

ويتابع التقرير أن الكارثة كشفت عن مخالفات جسيمة للقانون، أبرزها تشغيل فتيات دون سن الخامسة عشرة، في بيئات غير آمنة وساعات عمل تتجاوز 12 ساعة يوميًا، مما يتناقض مع الحد الأقصى القانوني المحدد بست ساعات يوميًا للأطفال العاملين.

وتمتد الانتهاكات لتشمل غياب وسائل الوقاية الصحية، حيث تعمل الفتيات دون أقنعة أو قفازات في بيئات مُحمّلة بالمبيدات والأسمدة الكيماوية، مما يشكّل خطرًا مباشرًا على صحتهن الجسدية والإنجابية. 

الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة.. شعارات بلا مضمون
هاجم التقرير “الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030” التي أطلقتها الحكومة، واصفًا إياها بأنها “خطة غير شاملة”، تركز على تمكين النساء في القطاعات الرسمية وتتجاهل العاملات في القطاع غير الرسمي رغم أن الزراعة تستحوذ على 25% من قوة النساء العاملة.

ويؤكد التقرير أن الاستراتيجية لم تقدم أي آليات عملية أو تنفيذية لحماية النساء في الحقول، واكتفت بعبارات فضفاضة، تاركة العاملات عرضة للاستغلال دون تدخل فعّال من الدولة أو الجهات الرقابية. 

القانون الجديد لا ينصفهن.. والحماية مؤجلة
ويطرح التقرير تساؤلات حول جدوى قانون العمل الجديد المنتظر تطبيقه في سبتمبر 2025، معتبرًا أنه لا يمنح العاملات الموسميات أي ضمانات حقيقية.
فالقانون يفوّض تنظيم شؤونهن إلى قرارات وزارية غير مُلزمة، ما يُبقي الوضع على حاله، دون عقود عمل، أو تأمينات، أو حد أدنى للأجور. 

وسائل نقل متهالكة وموت جماعي متكرر
في حادثة يونيو، كانت العاملات يستقلن سيارة متهالكة يطلق عليها “ربع نقل”، يديرها “مقاول أنفار” لا يخضع لأي رقابة حكومية، ويحمّل السيارة بعدد يتجاوز طاقتها لتوفير التكاليف، مما جعل الحادثة “متوقعة لا مفاجئة”، بحسب التقرير.

وتؤكد الجبهة الحقوقية أن غياب وسيلة نقل آمنة يمثل واحدًا من أبرز أوجه الإهمال والاستغلال للعاملات، حيث لا يلتزم أصحاب العمل بأي مسؤولية عن سلامة العاملات في أثناء الانتقال من الحقول إلى القرى. 

التعويضات.. وعود معلقة وخصومات مفروضة
التقرير أثار أيضًا مخاوف حول مصير التعويضات التي وُعدت بها أسر الضحايا، مشيرًا إلى وجود شهادات تفيد بأن بعض الجهات الإدارية طلبت من الأسر التنازل عن نصف مبلغ التعويض “تبرعًا للدولة”، مما يطرح تساؤلات حول مصداقية الجهات المسؤولة وشفافية التعويضات. 

سجل طويل من الكوارث المتكررة
حادثة المنوفية لم تكن الأولى من نوعها؛ ففي مايو 2024، لقيت 17 فتاة مصرعهن وأصيبت 8 أخريات بعد سقوط ميكروباص في نهر النيل بمنطقة أبو غالب، وكن عائدات من العمل بمزارع محافظة المنوفية.

أما في يناير 2022، فقد لقي 8 شباب وفتيات، معظمهم دون الـ18، حتفهم بنفس الطريقة، بعد سقوط سيارة تقلهم في فرع رشيد بالنيل، أثناء عودتهم من مزرعة دواجن، وكلها حوادث تعكس نمطًا متكررًا من غياب السلامة في نقل العاملات.

وفي بيان منفصل، وصفت الحركة المدنية الديمقراطية الحادث بأنه “صورة موجعة لانعدام العدالة الاجتماعية”، محملة الدولة مسؤولية توفير الحد الأدنى من الأمان والكرامة للنساء العاملات في الحقول.

*بلطجة وابتزاز حكومة الانقلاب تقرر تطبيق ضريبة الموبايلات بأثر رجعي

فى خطوة تكشف عن أساليب البلطجة والابتزاز الذى تمارسه ضد المصريين قررت حكومة الانقلاب تطبيق ضريبة دخول الموبايلات إلى مصر بأثر رجعي ما يؤكد أن الضريبة ستشمل كل من يحمل تليفونا وهو ما آثار انتقادات الخبراء وتخوف المواطنين خاصة أن حكومة الانقلاب كانت قد أعلنت من قبل أن الضريبة ستطبق من بداية يناير 2025 .

كانت حكومة الانقلاب قد أطلقت تطبيق “Telephony”، مع بداية يناير 2025 ليكون أداة رقمية لتحصيل الرسوم الجمركية والضريبية على الهواتف المحمولة المستوردة، وبحسب ما أعلنه الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات فإن التطبيق يستخدم قبل شراء أي موبايل—سواء جديد أو مستعمل—لمعرفة ما إذا كان الجهاز “مسجل” ولا يستحق ضريبة، أم “غير مسجل” ويُطلب عليه رسوم.

وأعلنت الجهات الرسمية، بما في ذلك صفحة مجلس وزراء الانقلاب والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، أن التطبيق لا يُطبق بأثر رجعي، أي أن الأجهزة التي تم تفعيلها وتشغيلها قبل 1 يناير 2025، لن تخضع لأي رسوم أو إجراءات لاحقة.

رغم هذه التصريحات، شهدت الفترة الأخيرة حالات متعددة لأشخاص اشتروا أجهزة بعد التأكد من التطبيق بأنها “مسجلة”، لكنهم فوجئوا بعد فترة بوقف الخدمة عن تلك الهواتف، ومطالبتهم بسداد الضريبة، وكأن الجهاز لم يكن مسجلاً من الأساس.

إرباك السوق

فى المقابل أعرب وليد رمضان، نائب رئيس شعبة المحمول باتحاد الغرف التجارية، عن رفض الشعبة القاطع لتطبيق ضريبة دخول الموبايلات إلى مصر بأثر رجعي، مؤكدًا أن هذه الخطوة تخلق حالة من الإرباك في السوق، وتمثل عبئًا مفاجئًا على المواطنين والتجار، خصوصًا وأن دولة العسكر أعلنت مسبقًا عن تطبيق الضريبة بشكل واضح ومحدد، دون رجعة إلى ما قبل أول يناير 2025 .

وقال رمضان فى تصريحات صحفية : تخيل أنك اشتريت موبايل مستعمل بعد التأكد من أنه مسجل عبر التطبيق، ومرت فترة على استخدامه، ثم فجأة يتم قطع الخدمة ويقال لك إن الجهاز أصبح غير مسجل وعليك دفع الضريبة، متسائلا كيف يُطلب من المستخدم أن يتحمل مسؤولية خطأ ليس من جانبه؟ .

العاملون بالخارج

وأضاف أن المغتربين المصريين الذين يدخلون إلى البلاد بهواتفهم الشخصية يعانون من نفس المشكلة، مشيرًا إلى أن البعض يفاجأ عند وصوله إلى المطار بضرورة دفع رسوم على هاتفه، فقط لأنه وجدت شريحة مصرية قديمة بالجهاز، حتى وإن تم تشغيله قبل 2025 .

وتساءل رمضان  : هل يعقل أن نعاقب من يرسل الدولار لمصر؟ مؤكدًا أن هذا التوجه يثني المغتربين عن دعم الاقتصاد الوطني.

عدالة ضريبية

وشدد رمضان على أن شعبة المحمول والاتصالات بالغرفة التجارية مع حوكمة عمليات دخول واستيراد الهواتف المحمولة، وترى أنها خطوة مهمة نحو ضبط السوق وتحقيق العدالة الضريبية، مؤكدا أن هذا الدعم مشروط بعدم تطبيق الإجراءات بأثر رجعي.

وطالب بتنفيذ ما أعلنه مصطفى مدبولي، رئيس وزراء الانقلاب، خلال مؤتمر صحفي، وأيضًا ما تم نشره على الصفحة الرسمية لمجلس وزراء الانقلاب وصفحة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، بأن القرار لا يُطبق بأثر رجعي، مشددا على أن هذا هو الأساس الذي بُني عليه التطبيق، وأي تراجع عنه يُعد إخلالًا بثقة المستخدمين والمؤسسات في قرارات حكومة الانقلاب.

 

*30 مليون للشقة و324 مليون للفيلا بمشروع الإمارات في “رأس الحكمة”: حرمان المصريين من شواطئهم وأراضيهم

في خطوة لجني الأرباح أعلنت شركة “مدن القابضة” الإماراتية رسميًا عن أسعار الوحدات السكنية في مشروعها العقاري الجديد “وادي يم” بمنطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي المصري، أحد أكبر المشروعات العقارية في مصر التي تنهار اقتصاديا نتيجة ارتفاع الديون والتي توقع صندوق النقد الدولي أن تصل لـ 200 مليار دولار خلال الـ 5 سنوات القادمة.

ويضم المشروع، الذي يمتد على مساحة 170.8 مليون متر مربع، شققًا سكنية وفيلات تطل على ملعب غولف عالمي، إلى جانب مجموعة واسعة من الخدمات والبُنى التحتية الذكية.

وبحسب الشركة، تبدأ أسعار الشقق الفاخرة من 15.9 مليون جنيه للوحدة المكونة من غرفة نوم واحدة، وتصل إلى 74.5 مليون جنيه لوحدات الترا لوكس المكونة من أربع غرف نوم، بمتوسط سعري يصل إلى 90.3 مليون جنيه.

وتتنوع أسعار الشقق السكنية في المشروع بحسب المساحة والفئة، حيث تبدأ أسعار الشقق الفاخرة المكونة من غرفة نوم واحدة من 15.9 مليون جنيه، وتصل إلى متوسط قدره 19.9 مليون جنيه.

أما الشقق ذات الغرفتين، فتبدأ من 23 مليون جنيه بمتوسط سعري يبلغ 29.6 مليون جنيه، فيما تبدأ أسعار الشقق المكونة من ثلاث غرف من 30.85 مليون جنيه، ويصل متوسط سعرها إلى نحو 42.3 مليون جنيه.

بالانتقال إلى الفئة الأعلى، تبدأ أسعار وحدات “ألترا لوكس” المكونة من غرفتين من 37.8 مليون جنيه، بمتوسط 42.4 مليون جنيه، بينما تبدأ أسعار الشقق “ألترا لوكس” بثلاث غرف من 53.7 مليون جنيه وتصل بمتوسط إلى 66 مليون جنيه، وترتفع أسعار الشقق “ألترا لوكس” المكونة من أربع غرف لتبدأ من 74.5 مليون جنيه، بمتوسط سعر يبلغ نحو 90.3 مليون جنيه.

وتبدأ أسعار الفيلات الفاخرة المطلة على ملعب الغولف والمكونة من خمس غرف نوم من 162.6 مليون جنيه، بمتوسط سعر يبلغ 182.5 مليون جنيه، في حين تبدأ أسعار الفيلات المكونة من سبع غرف نوم من 276.8 مليون جنيه، بمتوسط يصل إلى 324 مليون جنيه.

وأوضحت “مدن القابضة” أن جدية الحجز لأي وحدة سكنية في المشروع تبلغ مليون جنيه.

ويُعد مشروع “مدن رأس الحكمة” أحد أكبر المشاريع الإماراتية التي عجزت حكومة السيسي عن الاستثمار فيها وفرطت بها للجانب الإماراتي مقابل حفنة دولارات لم يستفد فقراء السعب المصري بدولار واحد منها، إذ يقدم مجتمعًا سكنيًا متكاملًا يضم فنادق عالمية، ومرافق ترفيهية وخدمية حديثة، بالإضافة إلى مطار دولي، ومحطات قطارات، ومارينا لليخوت، وملعبي غولف. 

الديون الخارجية

وفي الوقت الذي تزدهر فيه الإمارات وينمو اقتصادها بالمشاريع المصرية التي استولت عليها من السيسي بثمن بخس، تزايدت الديون المصرية، وتوقع صندوق النقد الدولي إلى أن إجمالي الدين الخارجي لمصر قد يتخطى حاجز 200 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة نتيجة لاستمرار سياسات الاقتراض الخارجي وتوسع الحكومة في تمويل مشروعات البنية التحتية والتحول الاقتصادي من خلال قروض خارجية لسد الفجوة التمويلية في موازنة الدولة.

كما تبرز مخاوف لدى بعض المراقبين من أن اعتماد مصر المتزايد على القروض الخارجية سواء من المؤسسات الدولية أو من الأسواق المالية العالمية قد يُعرض الاقتصاد لمخاطر تقلبات أسعار الفائدة العالمية أو تغيرات السياسة النقدية في الدول الكبرى مما قد يزيد من كلفة خدمة الدين مستقبلا ويضغط على الميزان الخارجي للبلاد

كما أن الشروط المصاحبة لبعض برامج التمويل الخارجي قد تفرض التزامات طويلة الأجل قد تؤثر على مرونة السياسات الاقتصادية وتحد من قدرة الدولة على توجيه الإنفاق نحو أولويات التنمية المحلية خصوصًا في مجالات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية

وتظل مسألة تجاوز الدين الخارجي لحاجز 200 مليار دولار قضية محورية في تقييم مستقبل الاقتصاد المصري خلال السنوات المقبلة إذ ستتوقف تداعياتها على سوء معيشة المواطن وانهيار اقتصادي طويل الأجل.

السيسي الحارس الأمين للبوابة الإسرائيلية ضد غزة المعبر مغلق والمساعدات تتعفن.. الجمعة 25 يوليو 2025م.. مكتب نتنياهو: يشكر مصر وقطر بعد عودة فريق التفاوض لتل أبيب

السيسي الحارس الأمين للبوابة الإسرائيلية ضد غزة المعبر مغلق والمساعدات تتعفن.. الجمعة 25 يوليو 2025م.. مكتب نتنياهو: يشكر مصر وقطر بعد عودة فريق التفاوض لتل أبيب

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*إعدامٌ وإهمالٌ طبي وشماعة للتصفية الجسدية قضية (كتائب حلوان) نموذجا لانتهاكات بحق المعتقلين وأسرهم

من جديد، عادت قضية كتائب حلوان إلى الأضواء، بعد توجيه داخلية السيسي اتهاما لعدد من رافضي الانقلاب بتضمينهم ضمن القضية في ضوء تهييج إعلامي عن “خلية حسموشقة شارع فيصل التي أسفرت عن استشهاد الطالبين أحمد غنيم وإيهاب عبدالقادر بحجة انتمائهما للخلية و”نيتهما” تنفيذ عمليات.
ويؤكد الحقوقيون أن قضية كتائب حلوان تمثل نموذجا فاضحا على الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها سلطات الانقلاب بحق المعارضين السياسيين، فالقضية متهم بها 216 من الأبرياء بينهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 سنة وقت اعتقالهم في تأكيد واضح على الانتهاكات القانونية بهذه القضية.

ولم يخرج أي ممن رفعت أسماؤهم من قائمة الإرهاب في القضية، ففي فبراير الماضي أشار المحامي أحمد حلمي إلى “رفع أسماء 121 من قوائم الإرهاب في مصر”، من الذين حصلوا على البراءة في قضية “كتائب حلوان”، وفقًا لقرار الإدراج رقم 8 لسنة 2015 وقرار الإدراج رقم 3 لسنة 2023. 

وتتعلق القضية برقم 4459 لسنة 2015 جنايات حلوان، المقيدة برقم 321 لسنة 2015 كلي جنوب القاهرة، والمسجلة برقم 451 لسنة 2014 حصر أمن دولة عليا، إضافة إلى الطعن بالنقض رقم 19071 لسنة 92.

إلا أنه في 14 يونيو الماضي، نشرت جريدة الوقائع المصرية قرار إنهاء أثر قرار إدراج 215 مصري على قوائم الإرهاب من المتهمين في قضية “كتائب حلوان”، رغم أنها أعادت إدراج عدد منهم (164) معتقلا ومُدانا في قضية كتائب حلوان على قائمة “الإرهاب”. 

اعتقال ابنة متهم

وفي 28 مارس 2023، اختفت تسنيم سامح، ابنة الدكتور سامح الشربيني المعتقل في قضية “كتائب حلوان”، بعد زيارتها لخطيبها المحكوم بالإعدام في سجن بدر، ولم تعد منذ ذلك، وظلت مختفية لأسابيع، قبل أن تظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا وتقرر النيابة حبسها 15 يوما وإيداعها سجن القناطر بلا تهمه سوى أنها ابنه وخطيبة معتقل، فقط زارت خطيبها ووالدها.

الاعتقال لتسنيم سامح كان أثناء زيارتها سجن بدر، فنقلت من محيط السجن إلى جهة غير معلومة، لتبدأ رحلتها مع الإخفاء القسري، لتظهر كنموذج صارخ لتغوّل القبضة الأمنية، حيث يتحول ذوو المعتقلين إلى معتقلين هم أيضًا، وتُعامل الزيارة كجريمة، والتضامن كذنب لا يُغتفر.

مسؤول الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أحمد العطار أشار إلى أن “سلطات الانقلاب تتعامل مع المعتقلين السياسيين في كل السجون وفق سياسة ممنهجة وليست حالات فردية، وكل السجون يتعرض فيها المعتقلون للتنكيل والتعذيب والإهمال الطبي والحرمان من التريّض والزيارة ومصادرة المتعلقات الشخصية“.

ولفت إلى أن “هناك 5 أجهزة سيادية تتحكم في السجون، وخصوصا سجن العقرب، وهذه السجون لا تخضع لقانون السجون وترتكب فيها سلطات الانقلاب شتى أنواع الانتهاكات دون حساب”.

وفي قضية كتائب حلوان 215 متهم، 9 ماتوا في السجن أو تم تصفيتهم و14 كانوا أطفالا أقل من 18 سنة، أحدهم يوسف سمير كان 15سنة عند الاعتقال، و7 ضحايا سيعدمون ظلماً.

واستشهد المعتقل أحمد صابر محمود محمد، في محبسه بسجن العقرب شديد الحراسة بعد إصابته بوعكة صحية مفاجئة؛ نتيجة الإهمال الطبي المتعمد والحرمان من العلاج كسياسة ممنهجة في سجون الانقلاب، وتواصلت أجهزة أمن الانقلاب مع أسرته وأبلغتهم نبأ وفاته ووجود جثمانه بمشرحة زينهم.

وكان “صابر” قد تم اختطافه أثناء عودته من عمله نهاية عام 2014 وتم إخفاؤه قسرا وتعذيبه بدنيا ونفسيا قبل أن يظهر على ذمة القضية المعروفة إعلاميا بقضية “كتائب حلوان”.

والشهيد أحمد صابر يبلغ من العمر 45 عاما، وكان يعمل محاسبا، وتم إيداعه سجن العقرب شديد الحراسة 2 ل5 سنوات وتعرض لكافة أنواع التنكيل من منع للزيارة والحرمان من العلاج والتريض والحبس الانفرادي في ظروف غير إنسانية أدت لوفاته في النهاية في 2021.

وفي تقرير للشبكة المصرية لحقوق الإنسان أكدت بأنه “بإعلان وفاة صابر بسجن العقرب والمحبوس احتياطيا منذ سبع سنوات على ذمة الهزلية القانونية المعروفة إعلاميا بقضية كتائب حلوان ارتفع عدد المعتقلين الذين استشهدوا داخل المعتقل في هذه القضية إلى 9 معتقلين”.

وقال الباحث الحقوقي في “الشبكة” أحمد العطار: إن “الشهيد أحمد صابر كان بصحة جيدة ولم يكن يعاني أي أمراض مزمنة، مضيفا أن الوفاة المفاجئة تطرح علامات استفهام كبيرة سوف تجيب عنها الأيام المقبلة“.

وأضاف العطار في حواره مع تلفزيون (وطن)، “الشهيد كان محبوسا على ذمة قضية كتائب حلوان، مضيفا أن 8 من المتهمين في القضية استشهدوا إما بالتصفية الجسدية كما حدث مع اثنين من المتهمين، وإما بالإهمال الطبي المتعمد كما حدث مع الـ 6 الآخرين بالإضافة إلى المهندس أيمن عبدالغني الذي تُوفي في تركيا”.

وأكد التقرير أن “سلطات الانقلاب مارست خلال تلك السنوات أقصى أنواع الضغط والتعذيب والانتهاكات بحق المتهمين، مستخدمة جميع الإجراءات المتاحة قانونيا وإجراءات غير قانونية، حتى وصل الشعور العام لدى أغلب المتهمين بأنهم يريدوننا موتى”.

أحكام إعدام

وقالت المنظمة الحقوقية: إن “المعتقلين على ذمة القضية تعرضوا لألوان مختلفة من التنكيل شملت الاتهامات الفضفاضة، والمنع من الزيارة”.

وقال حساب المرابطون  @morabetoooon: “شباب في مواجهة المجهول.. في 24 يناير 2024،أيدت محكمة النقض حكم الإعدام بحق 7 معتقلين في قضية #كتائب_حلوان بعد سنوات من الحبس، والانتظار، والمعاناة…

أسماؤهم:

مجدي محمد إبراهيم

محمود عطية أحمد عبد الغني

عبد الوهاب مصطفى محمد

مصعب عبد الحميد خليفة

عبد الله نادر الشرقاوي

عبد الرحمن عيسى عبد الخالق

محمود السيد أمين حسن

مضيفة أن كل اسم خلفه أمٌ تنتظر، وأسرة تنكسر كل يوم، رافعا شعار “الحياة حق.. والعدل لا يُبنى على الألم”.

وكانت محكمة النقض بسلطة الانقلاب العسكري الدموي، أصدرت حكماً نهائياً بإعدام 10 معتقلين والسجن المؤبد والمشدد بأحكام متفاوتة من 25 إلى 10 سنوات على 155 آخرين في قضية ما يسمى ب”كتائب حلوان”.

وفي 16 سبتمبر الماضي، رصدت الأمم المتحدة “انتهاكات” في قضيتي “كتائب حلوان” و”الجوكر”، وأرسلته للحكومة المصرية لكن دون رد حتى الآن، وقالت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان إن مثل هذه التقارير يُمثل “ضغطًا على الحكومة”.

وبناءً على شكاوى مقدمة من الجبهة المصرية لحقوق الانسان أدان خبراء في الأمم المتحدة انتهاكات حقوقية تعرض لها مواطنون متهمون في قضية “كتائب حلوان”.

تخلص من المعارضين

وعن أوضاع المحتجزين، والاحتكام إلى مواد الدستور والقانون، قال محمد الخزرجي النائب ببرلمان الثورة،: إن “سلطات الانقلاب تسعى للتخلص من المعارضين السياسيين بكل الطرق، سواء عن طريق التصفية الجسدية أو أحكام الإعدام أو الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون والمعتقلات، وهذه السياسة كشف عن تفاصيلها اللواء حسن السوهاجي، رئيس مصلحة السجون السابق عندما صرح بأن المعتقلين ليس لهم حقوق”.

وأضاف الخزرجي في مداخلة هاتفية لتلفزيون وطن، (في وقت سابق) أن “السفاح عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب أمن العقوبة فأساء الأدب، ولو كان هناك ضغطا شعبيا ودوليا جادا عليه لساعد في رفع الانتهاكات بحق المعتقلين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان، مضيفا أن سلطات الانقلاب تواصل غيها بالتضييق على الشعب والمنظمات الحقوقية ونشطاء حقوق الإنسان لوأد أي ثورة محتملة في مهدها”. 

وأوضح الخزرجي أن “الانقلاب لا يتبع سياسة التهدئة والتنفيس بل القهر والقمع والتنكيل ويرمي مطالب الشعب خلف ظهره، وحدث ذلك عندما وقّع السيسي على اتفاقية المبادئ ليشتري بها شرعية دولية على حساب أبناء مصر، وعندما تنازل عن تيران وصنافير وفرّط في حقول الغاز لإرضاء الكيان الصهيوني”.

* د. “البر” من “غوانتانامو” القاهرة: نخوض معركة الأمعاء الخاوية في مواجهة سياسة الطوق الخانق

كشفت أسرة الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، عن رسالة مسربة وجهها من داخل محبسه بسجن بدر 3 شديد الحراسة شرق القاهرة، أعلن فيها اعتزامه بدء إضراب عن الطعام، احتجاجًا على ما وصفه بظروف الاحتجاز القاسية والممارسات التعسفية بحق المعتقلين.

وتأتي هذه الخطوة، وفق نص الرسالة، اعتراضًا على ما تُطلق عليه إدارة السجون “سياسة الطوق الخانق”، والتي تتضمن عزلًا مشددًا، وتضييقًا متعمدًا على السجناء السياسيين، بما يشمل الحرمان من الحقوق الأساسية والمعاملة الإنسانية.

وقال البر في الرسالة، التي نشرتها ابنته عائشة: “لقد قمتُ، ومعي العشرات من قطاع 2  في سجن بدر3، بالدخول في إضرابٍ كامل ومفتوح عن الطعام منذ 1 يوليو 2025، احتجاجًا على سوء الأوضاع الإنسانية. ولستُ أدري هل تصلُ هذه الصرخة إلى النبلاء أم أنّها ستبقى صرخةً معزولة عن الدنيا محبوسةً مع صاحبها في قطاع 2 من سجن بدر3”.

وأضاف: “إننا نستصرخُ ضمير العالم الحر ليعلمَ أنه، ومع انتهاء الربع الأول من القرن الواحد والعشرين، لا يزال فريق من البشر يصرّون على أن يُعاملوا أصحاب الرأي والفكر معاملة ما قبل وجود الدولة، ومخرجاً لسانه لكل الشرائع السماوية والدساتير والقوانين واللوائح والأعراف، ومُهدراً لكل الحقوق الطبيعية والفطرية“.

ولفت إلى أن الرد على مطالبهم بنيل حقوقهم كان المزيد من الإجراءات العقابية، وقالت إدارة السجن: “انسوا الزيارة من أهاليكم أو مراسلتهم، انسوا التريُّض أو ورؤية الشمس، انسوا الراديو أو الجرائد، فذلك وغيره من المستحيلات”. وأوضح البر: “هنا في بدر3؛ لا معنى ولا داعي لأي قانون، ولا محاسبة على أي ظلم أو انتهاك. هنا في بدر3؛ يُحرم قادةُ الرأي والفكر ورموزُ الأمة من الوزراء والمحافظين ونواب الشعب وأساتذة الجامعات والقيادات الحزبية والسياسية من رؤية الشمس، ومن الخروج من الزنازين على مدار 24 ساعة، ومن التواصل مع أهاليهم أو محاميهم، ومن معرفة أي شيء عن العالم من حولهم داخل مصر أو خارجها، مع التعنت الشديد في علاج الحالات الحرجة، علمًا بأنهم كبار سنٍّ بين الستين والتسعين”.

وقال العميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع المنصورة، إنه “من أثر هذا التضييق وما أسمته مصلحة السجون (سياسة الطوق الخانق)، ناهيك عن عمليات التجريد التي لا تتوقف والإهانات المتعمَّدة في التفتيش عند الخروج للمحكمة أو العودة منها، ومقابلة كل تعبير عن الإحساس بالظلم بكل صنوف القسوة والإساءة، رغم تقدم السن ووهن العظام واعتلال الأبدان وتكاثر الأمراض حتى فاض الكيل وطفح مرات ومرات، أن أعلنا الدخول في إضراب مفتوح (معركة الأمعاء الخاوية) وإقدام البعض على الانتحار، لا يأساً ولا قنوطاً، ولكنها صرخة احتجاج على المعاملة غير الإنسانية وغير الأخلاقية، عسى أن تصل هذه الصرخة أصحاب المروءة حتى يتبنوا قضيتنا الإنسانية والحقوقية ويرفضوا ما نتعرض له من ظلم فادح في عزلة عن الدنيا وغياب للقانون“.

واختتم البر رسالته بعبارة: “من غوانتانمو القاهرة – سجن بدر3 ا.د. عبد الرحمن البر أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر، والعميد الأسبق لكلية أصول الدين بالمنصورة”. وتأتي رسالة البر بعد يوم واحد من نشر رسالة أخرى مسربة من القيادي البارز بالجماعة والبرلماني السابق محمد البلتاجي أكد فيها التحاقه بخطوة الإضراب عن الطعام.

*السيسي الحارس الأمين للبوابة الإسرائيلية ضد غزة المعبر مغلق والمساعدات تتعفن

صور الشاحنات المحمّلة بالمساعدات التي تنتظر على الجانب المصري من معبر رفح، ومشاهد الأطفال الجوعى في غزة، فإن الحقيقة المؤلمة أن النظام المصري بقيادة المنقلب السفاح عبد الفتاح السيسي، لم يعد مجرد متواطئ مع الاحتلال الإسرائيلي، بل أصبح حاميه الأول، وشريكًا مباشرًا في جريمة تجويع مليونَي فلسطيني محاصر في القطاع المنكوب.

المعبر مغلق.. والمساعدات تتعفن

ففي الوقت الذي تتحدث فيه الدول عن كارثة إنسانية غير مسبوقة تضرب غزة، يتكدّس نحو ستة آلاف شاحنة مساعدات في العريش وسيناء، حُرمت من دخول القطاع بفعل تنسيق مصري إسرائيلي، ووسط صمت رسمي عربي. مواد غذائية وأدوية وحليب أطفال وخيام، تكفي لإغاثة السكان لأشهر طويلة، انتهت صلاحية كثير منها، أو فسدت بفعل حرارة الشمس، بينما يموت أطفال غزة من الجوع ونقص العلاج.

مصدر في الهلال الأحمر المصري أكّد أن المنظمات الدولية جاهزة لإدخال المساعدات، لكن لا قرار إسرائيلي – ولا مصري فعلي – بفتح المعبر. الحقيقة أن القاهرة لم تعد تملك قرار فتح بوابتها الحدودية مع غزة، رغم مزاعمها بجهوزية الطواقم واستعدادها للعمل “على مدار الساعة”.

السيسي.. شريك في الحصار لا وسيط

تحول نظام السيسي من “وسيط إغاثي” كما يروج لنفسه، إلى “بواب أمني” للمصالح الإسرائيلية، يمنع دخول شاحنة إلا بإذن من تل أبيب. ما يجري لم يعد مجرد عجز دبلوماسي، بل قرار سيادي بالخضوع الكامل لإملاءات الاحتلال، مقابل استمرار الدعم الأميركي والغربي لنظام السيسي، مهما بلغت جرائمه ضد شعبه أو ضد الفلسطينيين.

التذرع بالسيطرة العسكرية الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، لا يعفي القاهرة من المسؤولية، بل يكشف مدى انكشافها السياسي والعسكري أمام الاحتلال، بعدما تخلت طواعية عن ورقة الضغط الوحيدة التي كانت تملكها في وجه إسرائيل.

رقمٌ فاضح.. وواقعٌ قاتل

منذ بدء العدوان على غزة، لم تدخل عبر المعبر سوى 19 ألف شاحنة مساعدات فقط – وفق إحصائيات رسمية – أي ما يغطي بالكاد 39 يومًا من احتياجات القطاع، في وقت تستمر فيه الحرب منذ أكثر من 21 شهرًا. الفارق بين الرقمين يكشف حجم الكارثة، ودرجة الانهيار الكامل في الدور المصري المفترض تجاه أشقائه الفلسطينيين.

 “حطب بدل الوقود”.. والمجاعة كسلاح

سعر الحطب في غزة ارتفع بنسبة 1500%، وانعدام الوقود حوّل حياة الناس إلى جحيم. المياه الصالحة للشرب غير متوفرة، والعلاج الطبي في أدنى مستوياته، والغذاء شبه منعدم. ومع كل ذلك، يقف النظام المصري حاجزًا صلبًا أمام المساعدات الجاهزة للدخول، في واحدة من أفظع جرائم الحصار في التاريخ المعاصر.

الأسئلة التي لا يريد النظام إجابة لها:

 لماذا لا تفتح مصر معبر رفح من طرفها وتدخل المساعدات دون إذن من الاحتلال، كما تفعل دول في مواقف إنسانية حرجة؟

لماذا تلتزم القاهرة بـ”التنسيق الأمني” مع العدو، بينما تُسحق غزة بشعبها تحت القصف والجوع؟

هل بات السيسي مستعدًا للتضحية بكل القيم والمبادئ القومية والإسلامية من أجل رضا واشنطن وتل أبيب؟

خيانة موثقة بالصمت والصور

لقد انتقل نظام يوليو العسكري في مصر من موقع العار إلى موقع الجريمة. ومن كونه متواطئًا صامتًا، إلى متورط فاعل في تجويع شعب عربي مسلم تحت الاحتلال. لم يعد معبر رفح بوابة للنجاة، بل صار شاهدًا على خيانة نظام فقد آخر أوراق شرعيته. خيانة موثقة بالصمت، والشاحنات المتعفنة، ودموع الأمهات على أطفال يموتون جوعًا.

إنها جريمة إنسانية تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، ومرتكبها هذه المرة ليس الاحتلال وحده، بل نظام يُفترض أنه عربي، كان يمكن أن يكون الملاذ.. فاختار أن يكون الحارس الأمين للبوابة الإسرائيلية.

*القاهرة تراهن على الانقسام الإسرائيلي لإسقاط “مدينة الخيام” والمشروع غير قابل للتنفيذ وانتشار الجيش المصري في سيناء إجراء احترازي

أثارت خطط إسرائيل لإنشاء ما تُسمى بـ”المدينة الإنسانية” في قطاع غزة، والتي تقوم على أنقاض مدينة رفح الفلسطينية، جدلاً واسعاً داخل الأوساط المصرية.

ففي حين تُقدَّم الخطة بوصفها ملاذاً آمناً للفلسطينيين، ينظر إليها كثيرون باعتبارها محاولة لفرض واقع جديد على الحدود، يهدف إلى دفع السكان نحو الإقامة المؤقتة أو الدائمة في مناطق مدمرة، وهو ما يُنذر بعملية تهجير ممنهجة.

وتترك هذه التطورات تساؤلات ملحّة بشأن موقف القاهرة من هذه الخطوة، خاصة في ظل ما يُثار عن تهميش دورها في مفاوضات الهدنة الجارية، والتي لا تزال متعثرة رغم الوساطات المتعددة. ويخشى مراقبون أن يؤدي تغييب مصر عن مسار التسوية إلى إضعاف نفوذها، مقابل بروز أطراف إقليمية بديلة.

وتشير التقديرات إلى أن إقامة “مدينة الخيام” قرب الحدود المصرية، دون تنسيق مباشر مع القاهرة، قد يُفاقم من المخاطر الأمنية في شبه جزيرة سيناء، ويعيد إلى الواجهة مخاوف مرتبطة بتغيير ديمغرافي محتمل على المدى الطويل.

ضغط مصري وتعثر إسرائيلي

قال مسؤول مصري مطّلع على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب لـ”عربي بوستإن مصر تعوّل في الوقت الراهن على الاعتراضات الداخلية في إسرائيل لإجهاض مشروع “المدينة الإنسانية” المقرر إنشاؤها على أنقاض مدينة رفح الفلسطينية.

وأوضح أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وفي مقدمتها رئيس الأركان إيال زامير، ترى أن إقامة هذه المنطقة يُضعف من قدرات الجيش العملياتية في قطاع غزة، وهو ما يعزز من احتمال دفن الفكرة داخلياً.

وأضاف المصدر أن المشروع لا يحظى بدعم كامل من جميع أقطاب الحكومة اليمينية، خاصة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، كما أنه يفتقر إلى حماسة من جانب الاتحاد الأوروبي، الذي يتعاون مع إسرائيل حالياً في إيصال المساعدات الإنسانية، ويخشى من تقويض شراكته الاستراتيجية معها في حال مضت في تنفيذ المخطط.

وفي السياق ذاته، أشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة لم تعلن رسمياً تأييدها للمشروع، في وقت قدمت فيه إسرائيل خرائط جديدة تتضمن انسحاباً من محور موراج بعمق كيلومترين، يفصل بين منطقة رفح التي يُفترض إقامة المدينة عليها وبقية قطاع غزة، وهو ما اعتُبر بمثابة تراجع غير معلن عن الخطة الأصلية. ولفت إلى أن مصر عبّرت عن رفضها للمشروع بشكل علني وسري، وأنه لا توجد حالياً قوة دفع حقيقية لتنفيذه.

مع ذلك، شدد المصدر على أن القيادة المصرية لا تزال تنظر إلى مشروع التهجير كخطر قائم، إذ إن حشد أكثر من نصف مليون فلسطيني قرب الحدود المصرية يحمل في طياته نوايا للضغط على القاهرة.

وأوضح أن أي احتكاك قد يقع بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال قرب السياج الحدودي قد ينعكس مباشرة على وضع مصر الأمني، ويضعها أمام خيارات حرجة يصعب التعامل معها ميدانياً ودبلوماسياً.

من جانبهم، أكد مسؤولون إسرائيليون أن تكلفة إنشاء “المدينة الإنسانيةقد تتراوح بين 10 و15 مليار شيكل، على أمل أن تُعوض لاحقاً من قبل دول عربية عند انخراطها في مشاريع إعادة إعمار غزة.

لكن تقريراً لصحيفة يديعوت أحرونوت نقل عن مصادر رسمية قولها إن المشروع ما زال في طور “الخيمة الضخمة”، ولا توجد قناعة حقيقية بإمكانية تنفيذه فعلاً، معتبرين أن فرص تجسيده على الأرض “ضئيلة جداً“.

هدنة غزة مشروطة 

قال مصدر مصري مطلع على مجريات التفاوض، إن فرص نجاح مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس باتت مرتبطة بشكل وثيق بالتراجع عن مشروع “مدينة الخيام” في رفح، مشيراً إلى أن المؤشرات تميل حالياً في هذا الاتجاه.

وأوضح أن النقطة الأكثر سخونة في المحادثات خلال الأيام المقبلة ستكون تموضع القوات الإسرائيلية داخل القطاع، وسط ضغوط مصرية واضحة للانسحاب من محور فيلادلفيا، تقابلها رغبة إسرائيلية في البقاء.

وشكك المصدر في صحة الأنباء التي تحدثت عن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الانسحاب من هذا المحور الحدودي، لافتاً إلى أن القاهرة تعتبر استمرار الاحتلال في تلك المنطقة خرقاً لاتفاق رفح الأمني الموقع منذ عشرين عاماً، وانتهاكاً للبروتوكولات الأمنية بين مصر وإسرائيل.

ووفقاً للمصدر ذاته، فإن التفاهمات الجارية بين نتنياهو والإدارة الأميركية – رغم أنها تبدو في ظاهرها متعلقة بقطاع غزة – إلا أنها جزء من صفقة إقليمية أوسع تتضمن الحرب مع إيران، والملفين اللبناني والسوري، وترتيبات إعادة رسم المشهد في الشرق الأوسط

وتوقع المصدر أن يلجأ نتنياهو إلى تصعيد متعمد بعد حصول الكنيست على إجازته الصيفية، بهدف تمرير قرارات داخلية قبل العودة المحتملة إلى التصعيد العسكري في القطاع بعد نحو شهرين.

وأشار إلى أن الاجتماعات التي استضافتها القاهرة مؤخراً، بحضور وفود إسرائيلية وقطرية، ركزت على آليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وخروج المرضى وعودة العالقين، وذلك في ظل تنسيق مع الاتحاد الأوروبي، مع حرص مصر على أن تكون الجهة المشرفة على هذه العملية من الجانب الحدودي.

غير أن المسؤول المصري عبّر عن قلق القاهرة من محاولات تهميش دورها في المفاوضات التي جرت في واشنطن والدوحة، خاصة مع استمرار ما وصفه بـ”التحركات المريبة” لدفع الفلسطينيين باتجاه الحدود المصرية، الأمر الذي ترى فيه القاهرة تهديداً مباشراً لأمنها القومي ومحاولة لإحداث تهجير طوعي يتحول إلى قسري نحو شبه جزيرة سيناء.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة جيروزاليم بوست عن تقديم إسرائيل خريطة جديدة ثالثة لانتشار قواتها خلال فترة الهدنة المقترحة لمدة 60 يوماً. وتُظهر الخريطة استعداداً إسرائيلياً لتقليص الوجود العسكري إلى منطقة عازلة بعرض كيلومترين قرب رفح، بين ممري موراغ وفيلادلفيا، مع احتمال سحب عدد إضافي من القوات بشكل مؤقت خلال فترة وقف إطلاق النار.

مدينة الخيام” تهديد مباشر لسيناء 

قال مصدر عسكري مصري إن مشروع “مدينة الخيام” المقترح في رفح الجنوبية هو نتاج تفاهم غير معلن بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يهدف إلى كسب الوقت ومحاولة تحقيق مكاسب ميدانية لم تتحقق بعد في قطاع غزة

وحذّر المصدر من أن هذا المشروع يشكّل خطراً داهماً على الأمن القومي المصري، داعياً إلى التعامل معه بجدية لمنع ارتداداته المستقبلية على الحدود الشرقية للبلاد.

وأوضح المصدر أن إسرائيل، في ظل إخفاقاتها العسكرية المتكررة داخل القطاع، تحاول خلق واقع سياسي جديد يعوّض فشلها الميداني، عبر فرض مناطق عزل على الفلسطينيين، ودفعهم تدريجياً نحو مناطق مغلقة.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية تتعرض يومياً لهجمات من المقاومة، رغم تراجع قدراتها العسكرية، وهو ما يُبقي إسرائيل في موقف دفاعي ميداني يُحرج القيادة السياسية.

وأشار إلى أن حصر مئات الآلاف من الفلسطينيين في منطقة خيام معزولة قد يخدم أجندة نتنياهو في استهداف قيادات المقاومة، والتفرد بمناطق أخرى من القطاع لاحقاً، أو الضغط نحو التهجير.

لكنه شدد على أن هذه الأهداف بعيدة المنال في ظل الصمود الفلسطيني، والموقف المصري الرافض لأي مساس بالحدود أو تحميل مصر أعباء إنسانية أو أمنية إضافية.

وأكد أن وقفاً نهائياً لإطلاق النار لا يبدو وارداً في المدى المنظور، وأن إسرائيل ستواصل العمليات العسكرية من أجل إبقاء الصراع مفتوحاً، بانتظار لحظة مواتية لفرض تهجير فعلي.

ولفت إلى أن مصر لن تسمح لإسرائيل ببدء تنفيذ أي بنية تحتية لهذا المشروع، ولو حتى عبر وضع أنبوب مياه، لأنها ترفض الدخول في صدام مباشر مع الشعب الفلسطيني.

واختتم المصدر بالتأكيد على أن القاهرة تمتلك أوراق ضغط متعددة لإيقاف هذا المخطط، في مقدمتها ملف اتفاق السلام، والقدرة على التأثير في أمن إسرائيل الاستراتيجي، وهو ما يضع تل أبيب وواشنطن أمام معادلة معقدة في حال الإصرار على تنفيذ مشروع المدينة.

مصر تنتظر تدخلا دوليا

قال الإعلامي المصري المقرب من دوائر السلطة، أحمد موسى، إن مخطط تهجير سكان قطاع غزة لم يتوقف، مشيراً إلى أن الهدف الحقيقي منه هو تصفية القضية الفلسطينية عبر إفراغ القطاع من سكانه.

ولفت إلى أن إسرائيل تخطط لتقسيم غزة إلى خمسة قطاعات أمنية عبر محاور: موراج، نتساريم، كيسوفيم، مفلاسيم، وفيلادلفيا، في سياق عملية طويلة الأمد لإعادة ترسيم خريطة القطاع.

وأكد موسى أن إسرائيل تسعى في المرحلة الأولى إلى نقل نحو 700 ألف فلسطيني إلى “مدينة خيام” تُقام على مساحة 55 كيلومتراً مربعاً بمحاذاة الحدود المصرية، تمهيداً لمرحلة ثانية قد تشمل ما تبقى من سكان القطاع.

وأضاف خلال تصريحاته: “الـ 100 مليون مصري كلهم مستعدين يروحوا يقعدوا في سيناء، ويدافعوا عن بلدهم، ولن يسمح أي مواطن مصري بتهجير أي فلسطيني إلى أراضينا“.

وفي السياق ذاته، قال محلل سياسي مصري على صلة بمؤسسات الحكم، إن صمت القاهرة على الخطط المتداولة بشأن “مدينة الخيام” يعكس موقفاً مدروساً يهدف إلى عدم التورط في تفاصيل لم تتبلور بعد، خصوصاً في ظل تغييبها عن المفاوضات الأخيرة التي جرت في واشنطن بمشاركة مفاوضين قطريين وإسرائيليين.

وأوضح المحلل أن مصر تنتظر تدخلاً دولياً واضحاً يوقف ما تسعى إسرائيل إلى تنفيذه، خاصة مع تزايد معارضة دولية للمشروع، من منظمات أممية ودول أوروبية، هدّدت بعضها بتجميد اتفاقيات شراكة مع تل أبيب في حال مضت في تنفيذ مخطط التهجير.

ولفت إلى أن القاهرة تتحرّك بحذر لتجنّب الدخول في مواجهة دبلوماسية مباشرة مع الإدارة الأميركية الحالية، وتسعى في المقابل إلى كبح جماح المخطط الإسرائيلي دون دفع كلفة سياسية عالية.

*تنسيق برلمان العسكر 70 مليونا لـ”النواب” و50 للمعينين و30 مليونا لـ”الشيوخ”

قالت تقارير: إن “المشاركة في القوائم البرلمانية باتت تتطلب مساهمات مالية ضخمة تُدفع لصندوق “تحيا مصر”، إذ أشارت إلى أن المرشح في قائمة مجلس الشورى يسدد ما يقارب 30 مليون جنيه، بينما ترتفع القيمة إلى 70 مليون جنيه للمرشح ضمن قائمة مجلس النواب، في حين يدفع المُعيّنون نحو 50 مليون جنيه”.

ونقلت منصة (زاوية 3) عن أكرم إسماعيل القيادي بحزب العيش والحرية أن “ارتفاع تكلفة الترشح يعكس حجم التواطؤ بين المال والسياسة”، كاشفًا أن مقعد القائمة البرلمانية وصل إلى ما يقرب من 70 مليون جنيه، قائلاً: “حاولت جمع هذا المبلغ من خلال مساهمات شخصية ولكن لم أتمكن من توفير أكثر من ألفي جنيه، في مشهد يعكس الاستبعاد الكامل لمن لا يملك المال من الترشح والمنافسة”.

الباحث هشام عارف، قال: إن “رجال المال وأصحاب النفوذ يتنافسون على اقتناص فرصة على رأس “القائمة الوطنية من أجل مصر” (مضمونة الفوز)، على حد وصف سياسيين، والتي تضم 13 حزبًا أغلبها من أحزاب الموالاة يقودها “مستقبل وطن”، بالإضافة لعدد محدود من أحزاب المعارضة مثل “الوفد” والمصري الديمقراطي” و”العدل” والتجمع”.

تضاعف ودفع مسبق منذ 2015

وأضاف أن المال السياسي لم يكن غائبًا أبدًا عن غالبية الاستحقاقات الانتخابية التي جرت في مصر خلال العقود الأربعة الماضية“.

وأوضح أن “منذ عام 2015، ظهر شكل آخر لتوظيف المال مقابل (مقعد) البرلمان، يتمثل في دفع مسبق للدول مقابل الترشح ضمن قائمة مغلقة، ستفوز لا مُحالة، تضم كافة أحزاب الموالاة، وعدد محدود من المعارضين المألوفين كما يصفهم سياسيون، تحظى بدعم أمني وسياسي وإعلامي منقطع النظير، وغالبًا ما يقدم المرشحون خلالها أنفسهم باعتبارهم مرشحو الدولة“.

وعن اضطراد المبالغ المستحقة، أشار إلى أنه قبل 10 سنوات من اليوم تحدثت تقارير عديدة عن دفع مبالغ كبيرة، وصلت إلى 10 ملايين جنيه، مقابل مقعد في دائرة انتخابية ما، أو حتى الحصول على دعم أو “ضوء أخضر” للترشح على المقاعد الفردية، واليوم وفي ضوء ترتيبات تجري على قدم وساق استعدادًا لانتخابات مجلس الشيوخ، ثم النواب، اتفق الجميع على توحش ظاهرة المال السياسي مؤخرًا، سواء ما يتم دفعه للسلطات مقابل الدفع بمرشحين، أو ما يتم إنفاقه فيما بعد ذلك على الدعاية أو الرشاوى الانتخابية.

ووثّقت منظمات حقوقية مصرية مثل مؤسسة حرية الفكر والتعبير والمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية هذه الظاهرة في تقارير متعددة، أبرزها تقرير صدر عام 2020 أشار إلى “تجاوز سقف الإنفاق الانتخابي من قبل مرشحين بشكل واسع، عبر إنفاق مبالغ ضخمة على إعلانات تلفزيونية وإذاعية، وتنظيم حفلات جماهيرية، وتوزيع سلع غذائية ومالية في الدوائر الفقيرة” كما رصدت بعثات مراقبة الانتخابات مثل التحالف المصري لمراقبة الانتخابات ومرصد نزاهة الانتخابات تكرار تلك التجاوزات في انتخابات 2015 و2020، مع ضعف في آليات المحاسبة، رغم وجود نصوص قانونية تجرم شراء الأصوات. ويُشار إلى أن قانون مباشرة الحقوق السياسية ينص على حدود للإنفاق الانتخابي، لكن غياب الرقابة الفعالة ساهم في تحول المال السياسي إلى أداة حاسمة للفوز، خاصة في النظام الفردي الذي يعتمد على دوائر ضيقة يسهل فيها التأثير المالي والاجتماعي.

كواليس القوائم والفردي

وأكد التقرير أن “التوزيع داخل القوائم لا يتم وفق معايير الكفاءة فقط، بل يتم التوافق على الأسماء بناء على مساهماتهم المالية وعدد المقاعد المطلوب تمريرها” وأنه “إذا كانت هناك حاجة لستة نواب، على سبيل المثال لا يتم وضعهم جميعًا في قائمة واحدة، بل يُوزّعون على ثلاث قوائم لضمان نجاحهم جميعًا”.

وأن التنسيق الدقيق يضمن أن كل قائمة تضم بين 2 إلى 3 من المرشحين الداعمين للسلطة، لتُظهر الصورة وكأن هناك تنوعًا بين معارضين ومؤيدين.

وعن الانتخابات الفردية، فإن المرحلة الأولى تشهد فوضى كبيرة لغياب التوافق بين المرشحين، مشيرة إلى أن كل مرشح يتصرف بشكل منفصل، ويعتمد على مندوبيه الذين يقفون خارج اللجان الانتخابية ويوزعون المال مقابل الصوت.

وأضاف التقرير أن المواطن يذهب إلى اللجنة، يُعطي صوته مقابل 100 جنيه، ثم يعود إلى مندوب المرشح ليؤكد له أنه صوّت، فيمنحه الأخير (كوبونًا) يصرف من خلاله كرتونة مواد غذائية ومبلغًا ماليًا إضافيًا..

وفي بعض القرى، يتفق نائبان معًا، ويوزعان الأموال بالتساوي، كل مندوب يقف أمام اللجنة ويتابع من صوّت لمن، ويتم صرف الهدايا على هذا الأساس، وتصل تكلفة الصوت الواحد في بعض الحالات إلى 250 جنيهًا شاملة المبلغ النقدي والكرتونة، وتُنسّق هذه العمليات من خلال أشخاص محددين مسؤولين عن كل 4 لجان انتخابية..

زيادة بين 60 و70%

وفي الدورات السابقة،  شهدت الانتخابات الماضية شراء الأصوات بنفس الطريقة، وإن كانت الأسعار أقل”، وتكلفة القائمة فيها كانت 22 مليون جنيه فقط، والتعيين بـ15 مليون، لكنها ارتفعت بشكل كبير في الدورة الحالية، مستشهدة بحالة أحد النواب السابقين الذي توفي، قائلة: إنه “كان يوزع كميات ضخمة من المواد الغذائية والنقود، لكنه بالكاد حصل على 200 صوت في أفضل الدوائر، لأنه لم يكن مدعوم من بعض الجهات“.

وأكد أن هذه الممارسات تتم بعلم واسع من الجهات كافة، وتُمارس بشكل واسع على مستوى الجمهورية، معتمدة على استغلال الفقراء عبر الكراتين والـ 100 جنيه وأن عددًا كبيرًا من المرشحين يخصصون ملايين لتوزيعها على شكل مساعدات في القرى والمراكز، ضمن تحالفات مالية أكثر منها سياسية.

بلا إشراف قضائي

واعتبرت “أحزاب” منها الديمقراطي المصري أن الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر، أول استحقاق تشريعي لا يخضع للإشراف القضائي الكامل منذ عقود، وذلك بسبب انتهاء المهلة الدستورية التي نصت على إلزامية الإشراف القضائي على الانتخابات لمدة 10 سنوات فقط من تاريخ العمل ب”دستور 2014.” وبموجب المادة 210 من الدستور، كان يُشترط أن يُشرف أحد أعضاء الهيئات القضائية على كل صندوق انتخابي، ضمانًا لنزاهة العملية، إلا أن هذه المادة وضعت سقفًا زمنيًا لهذا الإشراف ينتهي في عام 2024، ما يعني أن أي انتخابات تُجرى بعد هذا التاريخ لن تكون خاضعة لهذا النوع من الرقابة القضائية المباشرة، ما يعزز، وفق مراقبون فرص استخدام المال السياسي وتجاوزات أخرى.

وأعلنت الحركة المدنية الديمقراطية، وهي تكتل يضم عددًا من الأحزاب الليبرالية واليسارية، مقاطعتها الكاملة لانتخابات مجلس الشيوخ، احتجاجًا على ما وصفته بـ انعدام ضمانات النزاهة، خاصة بعد إلغاء الإشراف القضائي الكامل على مجريات التصويت، فضلاً عن اعتماد نظام القائمة المغلقة المطلقة، الذي يؤدي إلى إهدار قرابة 49% من أصوات الناخبين، ويتيح لجهة واحدة الاستحواذ على جميع المقاعد إذا حصلت على (50% +1) من الأصوات، وهو ما اعتبرته الحركة تكريسًا للإقصاء السياسي وغلقًا للمجال العام.

وتنص مواد الدستور على ضرورة إجراء انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب قبل ستين يومًا من انتهاء مدة كل منهما. ووفقًا لهذا الإطار، من المقرر أن تُجرى انتخابات الشيوخ في أغسطس، تليها انتخابات مجلس النواب في نوفمبر، يتألف مجلس الشيوخ من 300 عضو، يُنتخب ثلثهم بنظام القوائم المغلقة، وثلث آخر بالنظام الفردي، فيما يعيّن رئيس الجمهورية الثلث المتبقي. ويُلزم القانون بتخصيص ما لا يقل عن 10% من المقاعد للنساء.

بلا ناخبين

وفي انتخابات الشيوخ المزمع إجراؤها الشهر المقبل، تخوض “القائمة الوطنية من أجل مصر” الانتخابات منفردة، دون أي قوائم منافسة في الدوائر الأربع المخصصة لنظام القوائم المغلقة، وفقًا لما أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، بالتزامن مع غلق باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ بعد 6 أيام من تلقي طلبات المرشحين بنظام القوائم والفردي.

 وفيما يتعلق بالمقاعد الفردية، البالغ عددها 100 مقعد، دفعت أحزاب مستقبل وطن، وحماة الوطن، والجبهة الوطنية مجتمعين بأكثر من 40 مرشحًا، فيما تقدم حزب الشعب الجمهوري بـ21 مرشحًا، وسجّل الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي حضورًا لافتًا بـ35 مرشحًا، بينما خاض حزب إرادة جيل المنافسة بـ33 مرشحًا، وحزب الاتحاد بـ30 مرشحًا، والأحرار بـ 28 مرشحًا، والتجمع بـ27 مرشحًا. كما شارك حزب الجيل بـ25 مرشحًا، والحرية بـ24، والعدل بـ19، والعربي الناصري بـ18، والمؤتمر بـ17، والمستقلين الجدد بـ15، والنور السلفي بـ12 مرشحًا، وحزب الوعي بـ11، في حين اكتفى حزب الوفد بتقديم 10 مرشحين فقط.

وبحسب التقرير بدأت تنظيم الانتخابات البرلمانية وفق  نظام “القائمة المغلقة المطلقة”، منذ عام 2015، وتصر عليه حكومة السيسي وأحزاب الموالاة، وفقًا لهذا القانون تُقسم فيه البلاد إلى دوائر انتخابية يُخصص لكل منها عدد محدد من المقاعد تُملأ بقوائم حزبية أو ائتلافية مغلقة، بحيث يصوّت الناخب للقائمة ككل وليس لأفراد بعينهم داخلها.

وتُعد القائمة مغلقة “مطلقة” لأن الناخب لا يستطيع تغيير ترتيب الأسماء داخل القائمة أو اختيار مرشحين منها، كما أن الفوز يكون للقائمة التي تحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات (50% +1) لتحصد جميع مقاعد الدائرة، دون توزيع نسبي على باقي القوائم المتنافسة.

وبحسب التقرير، يطبق النظام، بعد إقرار  القانون رقم 46 لسنة 2014 الخاص بمجلس النواب، والذي نص على تخصيص جزء من المقاعد (120 مقعدًا) لنظام القوائم المغلقة المطلقة، إلى جانب مقاعد أخرى يجري التنافس عليها بالنظام الفردي.

وتبرر أحزاب الموالاة الاعتماد على هذا النظام بهدف ضمان تمثيل بعض الفئات المُحددة دستوريًا مثل المرأة، والشباب، والمسيحيين، وذوي الإعاقة، والمصريين بالخارج، من خلال إدراجها بشكل إلزامي داخل القوائم، بما يضمن وجودهم في البرلمان. وقد استمر هذا النظام أيضًا في انتخابات 2020 بنفس الآلية، وفقا للتقرير..

*بعد كلمة المسهوك حقوقيون: تصريحات السيسي لا تتفق وقانون يطرد المستأجرين في الشارع

قال عبد الفتاح السيسي، في كلمة مذاعة بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو أذاعتها قناة “إكسترا نيوز” وغيرها من قنوات “المتحدة”: إن “مصر لن تترك مستحقا لسكن أن يكون في قلق على غده”

وقال المركزي المصري للحقوق الاجتماعية: إن “قانون الإيجار الجديد  بصورته الحالية سيجعل المستأجرين الأكثر هشاشة ضحايا لارتفاع أسعار السوق وجشع بعض الملاك، لا سيّما في ظل استفادة بعض الملاك من حقوق مكتسبة مثل مبالغ الخلو ومقدمات الإيجارات“.

وحذر المركز المصري من أن يؤدي تطبيق المادة الثانية من القانون، التي تنص على انتهاء عقود الإيجار لغرض السكن خلال سبع سنوات من تاريخ العمل به، إلى آثار اجتماعية واقتصادية كارثية، موضحًا أن هذا القلق يأتي في ظل عدم إدخال استثناءات لحماية أصحاب المعاشات وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمستأجرين الأصليين.

وقالت منصة “صحيح مصر”: إنه “رغم إقرار قانون الإيجار القديم بأحقية المستأجرين في التقدّم لمشروعات الحكومة مثل الإسكان الاجتماعي، إلا أن ذلك قد يمثّل عقبة أمامهم في ظل الارتفاع الكبير في أسعار تلك الوحدات، والتوجه الحكومي نحو بناء وحدات استثمارية على حساب الإسكان الاجتماعي”.

وشمل التحذير “تأثير تطبيق تعديلات قانون الإيجار القديم المعني بتنظيم العلاقة بين الملاك والمستأجرين، ووصف المركز المصري للحقوق “هذا التأثير بـ “الانفجار الاجتماعي وموجة التشريد الجماعي التي ستزيد من معاناة ملايين الأسر، خصوصًا الفئات الأولى بالرعاية”..

وقادت “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” 5 جهات حقوقية منها؛ “مرصد العمران”، و”المفوضية المصرية للحقوق والحريات”، في مايو الماضي، بيانا قال إن انتهاء عقود الإيجار القديم دفعة واحدة سيؤدي إلى “أزمة سكن جديدة”، في ظل سعي آلاف المستأجرين – نصفهم في القاهرة الكبرى – إلى البحث عن سكن بديل، مما قد يؤدي إلى ممارسات احتكارية نتيجة زيادة الطلب حينها.

وتساءلت المنظمات عن الدعم الحكومي لمحدودي ومتوسطي الدخل لتسديد الإيجارات الجديدة، والسماح لهم بالبقاء في الوحدات المؤجرة، مع وضع معايير خاصة لكبار السن وأصحاب المعاشات، كما دعوا إلى إصلاح شامل لمنظومتي الإيجار القديم والجديد معًا.

وارتفع سعر وحدات محدودي الدخل إلى 750 ألف جنيه للمساحة البالغة 75 مترًا، و900 ألف جنيه للمساحة البالغة 90 مترًا، وقد يتجاوز سعر الوحدة مليون جنيه حسب درجة التميز، وذلك في ظل بلوغ سعر المتر نحو 10 آلاف جنيه، ليكون بذلك قد ارتفع سعر وحدات الإسكان الاجتماعي بنسبة 570%، بعد أن كان سعر الوحدة يبدأ من 135 ألف جنيه عام 2014.

واستحوذ الإسكان الاستثماري على النصيب الأكبر من الوحدات التي أنشأتها الحكومة في العام المالي 2022/2023 -وفق أحدث البيانات المتوفرة- بنحو 59 ألفًا و600 وحدة، وبنسبة 49.2% من إجمالي الوحدات المنفذة بحسب “صحيح مصر“.

كما رصدت المنصة؛ أزمات يواجهها المستأجرون في ظل نظام الإيجار الجديد، الذي يتيح تحديد عام واحد كأقل مدة للإيجار، ويفرض زيادات سنوية دون حد أقصى. ويبلغ عدد الأسر المقيمة في إيجار جديد نحو 1.454 مليون أسرة، تضم ما يقارب 5.7 مليون فرد، وفقًا لأحدث بيانات صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2017.

ويستفيد من الإيجار القديم في مصر نحو 1.643 مليون أسرة، تضم أكثر من 6.1 مليون فرد، ويتركز نحو 41% من سكان تلك الوحدات المخصصة للسكن في محافظة القاهرة، و18.8% في الجيزة، و13% في الإسكندرية.

*مصر تدين الحملة الدعائية ضدها وتؤكد التزامها بدعم القضية الفلسطينية

أعربت جمهورية مصر العربية، أمس الخميس، عن استهجانها الشديد للحملة الدعائية المغرضة الصادرة عن بعض القوى والتنظيمات التي تسعى لتشويه دورها الداعم للقضية الفلسطينية، واصفة تلك المزاعم بـ”غير المبررة” و”الواهية”.

وأكد بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية المصرية رفض القاهرة القاطع للاتهامات التي تزعم تورطها في الحصار المفروض على قطاع غزة، عبر منع دخول المساعدات الإنسانية، مشددًا على أن مصر تضع المصلحة الفلسطينية في صدارة أولوياتها وتتحرك وفق موقف عربي ثابت يدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأشار البيان إلى أن مصر لم تتوقف عن دعم القطاع، سواء من خلال فتح معبر رفح لإدخال المساعدات والإغاثات الطبية، أو المساهمة في إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى استضافة المصابين والجرحى، وتهيئة مراحل التفاوض بين الفصائل الفلسطينية، في إطار هدفها المستمر نحو تحقيق وحدة الصف الفلسطيني ومقاومة التهجير القسري والاحتلال.

وأضافت الخارجية أن هذه الحملات لا تهدف إلا لإحداث حالة من البلبلة والانقسام، وتستند إلى “أكاذيب مفضوحة” تتنافى مع حقيقة ما تقدمه مصر من تضحيات ومواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، منبهة إلى خطورة تلك الحملات على وحدة الشعوب العربية وتماسكها.

واختتم البيان بالتأكيد على أن مصر ستواصل بذل الجهود لرفع المعاناة عن أهل غزة، وستستمر في العمل لإطلاق النار وتنفيذ المساعدات الإنسانية، فضلًا عن الدفع قدمًا نحو تسوية شاملة تنهي الاحتلال وتُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للشرعية الدولية.

*مكتب نتنياهو: يشكر مصر وقطر بعد عودة فريق التفاوض لتل أبيب

قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنه “في ضوء رد حماس هذا الصباح، تقرر إعادة فريق التفاوض لمواصلة المشاورات في إسرائيل.

وأضاف البيان: “نقدر جهود الوسيطين المصري والقطري، وجهود المبعوث ويتكوف لتحقيق تقدم في المحادثات”.

وأعلنت حركة حماس أمس الخميس، عن تسليمها الوسطاء المصريين والقطريين ردها على المقترحات الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة .

وأكد مصدر في حركة حماس لوكالة “رويترز”، أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

وفي وقت سابق، صرّح مصدر إسرائيلي مشارك في مفاوضات الاتفاق، بأن “رد حماس قد تحسن، لكن ليس بالقدر الكافي”.

وإلى ذلك، أوضح مسؤول لموقع “أكسيوس” الأمريكي، أن رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار، هذه المرة أفضل من الرد السابق الذي رفضه الوسطاء دون إبلاغ إسرائيل به.

* حذف “نداء الأزهر” لغزة بعد ضغوط من الرئاسة.. هل يكون القشة الأخيرة بين السيسي وشيخ الأزهر؟

أثار حذف بيان صادر عن الأزهر الشريف، يطالب بإنقاذ سكان غزة من المجاعة والحصار، عاصفة من ردود الفعل الغاضبة، وسط اتهامات للسلطات المصرية بممارسة ضغوط على الإمام الأكبر، الشيخ أحمد الطيب، لإخفاء البيان، الذي وُصف بأنه نداء إنساني يفتقد لأي مضمون سياسي مباشر.

البيان الذي حمل عنوان: “شيخ الأزهر يُطلق نداءً عالميًّا لأصحاب الضمائر الحيّة لإنقاذ أهل غزة من المجاعة القاتلة”, اختفى من منصات الأزهر بعد وقت قصير من نشره مساء الثلاثاء، ما أثار تساؤلات عن خلفياته، خاصة مع تأكيد مصادر أن الحذف تم بـ”قرار سيادي”، وليس بقرار من الإمام الطيب.

البيان ركز على المعاناة الإنسانية في غزة، متوجهاً إلى “أحرار العالم” ومنظماته الدولية لإنقاذ أكثر من 2.3 مليون فلسطيني من المجاعة والقتل والحصار، ومؤكداً أن ما يحدث هو “جريمة حرب مكتملة الأركان”، ومندداً بالصمت العربي والدولي. 

بيان الأربعاء يزيد الغموض

بعد موجة الجدل، أصدر الأزهر، الأربعاء، بياناً جديداً أكد فيه صحة ما ورد في البيان المحذوف، لكنه كشف أن حذفه جاء بطلب من الحكومة المصرية، بدعوى أن توقيته قد يضر بالمفاوضات الرامية إلى إقرار هدنة إنسانية في غزة.

ورغم ما حمله البيان الثاني من تبريرات، رأى كثيرون أن الموقف يعكس تناقضاً واضحاً، ورضوخاً لضغوط سياسية تتعارض مع رسالة الأزهر التاريخية، وهو ما أشار إليه الخبير الاستراتيجي المصري مراد علي بقوله: “لم أستوعب حجة سحب البيان، فكيف لمنبر ديني أن يبرر الصمت عن مجاعة؟“. 

ضغوط وتهديدات على الطيب؟

ووسط حديث عن تصاعد الخلافات بين الأزهر ومؤسسة الرئاسة، أشار سياسيون إلى أن حذف البيان جاء نتيجة “ضغوط مباشرة على شيخ الأزهر”، معتبرين أن الأمر تجاوز البعد الإداري ليعكس صراعاً مؤسساتياً قد تكون له تداعيات، خاصة في ظل توتر قديم بين قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي والشيخ الطيب بشأن قضايا دينية حساسة، كخطاب الطلاق وتجديد الفكر الديني.

القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محيي عيسى ذهب أبعد، محذراً من أن الطيب “يتعرض لضغوط قد تصل حد التهديد بالعزل أو التصفية“. 

كامب ديفيد” في الخلفية؟

من جانبه، اعتبر المؤرخ والأكاديمي المصري، عاصم الدسوقي، أن حذف البيان يعود إلى تعارضه مع اتفاقية كامب ديفيد، والتي تفرض على مصر موقفاً سياسياً حذراً إزاء سياسات إسرائيل، مشيراً إلى أن “تحييد الأزهر وتراجع دوره التاريخي أمر متوقع في ظل انحسار استقلالية المؤسسة“. 

غضب شعبي وتصاعد المطالب بكسر الحصار

وتزامن الحذف مع بيانات أخرى صدرت قبل وبعد بيان الأزهر، أبرزها نداء قوي من مجلس عشائر سيناء، دعا فيه النظام المصري إلى فتح معبر رفح فوراً، والسماح بإدخال المساعدات إلى غزة، معلناً استعداده لتأمين القوافل الإغاثية حتى حدود القطاع.

كما أثار بيان الجمعة لقائد كتائب القسام “أبو عبيدة”، الذي وجّه خطاباً مباشراً إلى علماء وقادة العالم الإسلامي بأنهم سيكونون “خصوماً أمام الله”، تصاعداً في الغضب الشعبي والديني، ما زاد الضغوط على المؤسسات الرسمية لاتخاذ موقف واضح. 

خسارة الأزهر لصوته الأخلاقي؟

وفي تعليقه، قال المفكر المصري مؤمن الهباء: “بدلاً من أن توظف الحكومة بيان الأزهر كورقة ضغط على إسرائيل، اختارت أن تحذفه، في مشهد لا يعكس حنكة سياسية، بل خنوعاً غير مبرر“.

أما الإعلامي محمد السطوحي، فألمح إلى أن الحذف ربما جاء بضغوط من دول عربية مطبّعة، انزعجت من عبارة وردت في البيان تقول: “أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض”، مشيراً إلى أنها تمثّل إدانة مباشرة لمواقفهم المتواطئة. 

ضمير غائب في زمن المجاعة

حذف البيان كشف هشاشة موقع الأزهر بين المبادئ الأخلاقية والقرارات السياسية، كما أظهر حجم العجز العربي عن الوقوف بوجه مجازر غزة. وبينما يواجه الفلسطينيون شبح المجاعة والرصاص، تواصل أصوات من داخل مصر، وسيناء، والأزهر، محاولاتها للتشبث بالضمير الإنساني، ولو من خلف ستار رقابة الدولة