مصافحة بين السيسي وآبي أحمد على هامش بريكس على الرغم من حرمان مصر من حقوقها في مياه النيل .. السبت 26 أكتوبر 2024م.. حكومة مصر تغرق في أزمة الغاز وتزيد الاعتماد على إسرائيل وتتجاهل آلام الشعب وتفشل في تأمين القمح

مصافحة بين السيسي وآبي أحمد على هامش بريكس على الرغم من حرمان مصر من حقوقها في مياه النيل .. السبت 26 أكتوبر 2024م.. حكومة مصر تغرق في أزمة الغاز وتزيد الاعتماد على إسرائيل وتتجاهل آلام الشعب وتفشل في تأمين القمح

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* 282 حكم إعدام في نصف عام: حملة حقوقية تحذر من انفجار العدالة في مصر

رصدت حملة “أوقفوا عقوبة الإعدام في مصر”، التي أطلقتها المفوضية المصرية للحقوق والحريات، خلال النصف الأول من عام 2024، إصدار 282 حكمًا بالإعدام.
يأتي هذا الإحصاء في سياق تقرير جديد يحمل عنوان “الطريق إلى المشنقة 2″، وهو التقرير الثالث الذي تصدره الحملة ويستند إلى قاعدة بيانات موسعة حول أحكام الإعدام في مصر.

وتوزعت الأحكام على مراحل قضائية مختلفة، حيث شملت 48 إحالة إلى مفتي الديار المصرية على مستويي الدرجتين الأولى والثانية، و209 أحكام بالإعدام، و21 حكمًا بالإعدام أيدتها محكمة النقض، بالإضافة إلى تنفيذ 4 أحكام بالإعدام على أربعة مواطنين مصريين.
وتوضح هذه الأرقام، وفقًا للبيان الصادر من الحملة، تصاعدًا مقلقًا في تطبيق عقوبة الإعدام بمصر، الأمر الذي اعتبرته دلالة على ضرورة إجراء إصلاحات شاملة في النظام القضائي والتشريعي. 

تحليل دوافع الجريمة وعلاقتها بأحكام الإعدام
يسلط التقرير الضوء على أن جريمة القتل العمد، خاصةً تلك التي ترتبط بدوافع الانتقام نتيجة مشاجرات أو ثأر، تشكل الدافع الأكثر شيوعًا وراء أحكام الإعدام في مصر.
وتأتي الدوافع المالية في المرتبة الثانية، وهو ترتيب يشير إلى تغير في طبيعة الجرائم مقارنة بالتقرير السابق “الطريق إلى المشنقة 1”.
واعتبرت الحملة أن هذا التحول في الدوافع يعكس تحديات اجتماعية واقتصادية تتفاقم في المجتمع المصري، مما يبرز ارتباط الجريمة بشكل وثيق بالظروف المعيشية التي يعاني منها المواطنون. 

دعوة لتقليص الإعدام ومعالجة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية للجريمة
أعربت المفوضية المصرية للحقوق والحريات عن قلقها حيال تصاعد أحكام الإعدام، مؤكدة أن استخدام هذه العقوبة يجب أن يكون مقيدًا بالجرائم الأكثر خطورة وفقًا للمعايير الدولية.
وأضافت المفوضية أن الأعداد المتزايدة لأحكام الإعدام تعكس عدم توافق بين العقوبة والعدالة، وتكشف عن علاقة بين ارتفاع الجريمة وازدياد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
كما دعت الحملة إلى اتخاذ تدابير تحدّ من توسع تطبيق هذه العقوبة، ولا سيما في القضايا التي لا تشمل القتل العمد، كخطوة تتماشى مع المبادئ الحقوقية العالمية.

وطالبت الحملة حكومة الانقلاب المصرية بالتركيز على معالجة الأسباب الجذرية للجريمة من خلال تبني سياسات إصلاح اجتماعي واقتصادي، مثل تحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص عمل للمواطنين، عوضًا عن الاستمرار في فرض العقوبات القصوى.
وترى الحملة أن معالجة الدوافع الاجتماعية والاقتصادية للجريمة هي خطوة أساسية نحو الحد من الجرائم، ومن ثم تقليص الحاجة إلى العقوبات المشددة كالتي ينطوي عليها حكم الإعدام.
ضرورة إصلاح القضاء وضمان المحاكمات العادلة
أوصت الحملة بضرورة إصلاح النظام القضائي وضمان حقوق المتهمين من خلال توفير محاكمات عادلة وشفافة تعزز مبدأ سيادة القانون.
وأكدت على أهمية مراجعة النظام القضائي لضمان التزامه بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، خاصةً فيما يتعلق بقضايا عقوبة الإعدام التي تتطلب مزيدًا من التحقق والتحقيقات العادلة.

في ظل هذا الارتفاع في أحكام الإعدام، تتزايد الأصوات الحقوقية التي تطالب بإعادة النظر في التشريعات المتعلقة بالعقوبات لضمان تحقيق العدالة ومواكبة المعايير الدولية.
وتعتبر الحملة أن ضمان محاكمات عادلة وشفافة وتطوير النظام القضائي أمر ضروري، ليس فقط للحد من أحكام الإعدام، بل لتحسين واقع حقوق الإنسان بشكل عام في مصر.

* مشروع قانون الإجراءات الجنائية يعصف بالعدالة ويؤسس لمزيد من محاكمات بلا ضمانات عادلة

ترفض المنظمات الموقعة أدناه مشروع قانون الإجراءات الجنائية بنسخته الحالية، وتٌطالب بسحبه وإعادته للمراجعة والنقاش مع أصحاب المصلحة الشأن والاختصاص من المحامين والصحفيين والمنظمات الحقوقية قبل إقراره، فالتعديلات المدرجة في القانون بمسودته الحالية يعصف بالعدالة وضمانات المحاكمة العادلة للمواطنين

بتاريخ 17 أغسطس 2024 الماضي؛ أعلن مجلس النواب عن الانتهاء من مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد ليحل محل القانون الساري، بعد عمل استمر منذ 2017 عندما قدمته الحكومة إلى البرلمان حينها في ليعود النقاش عن القانون مجددا في بدايات عام 2024. ويتوقع أن يُطرح القانون للجلسة العامة للتصويت والنقاش مع بداية دور الانعقاد المقبل في أكتوبر.

عكفت لجنة فرعية تابعة للجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب على العمل عليه -إلى جانب اللجنة الأصلية- والتي بدورها كانت تحت سطوة حكومية سواء على صعيد غلبة وجود أعضاء من الأحزاب الموالية للسلطة، وتمثيل واضح لوزارة الداخلية، والنيابة العامة. في المقابل، كان هناك تمثيل ضعيف بمعدل عضو واحد في المتوسط لكل من الأجهزة القضائية الرسمية، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وخبيرين أكاديميين في القانون الجنائي. في الوقت الذي ضمت فيه اللجنة الفرعية تمثيل لفئات أقل حيوية للنقاش حول القانون مثل مجلس الشيوخ.

تكشف عدم تمثيل أصحاب المصلحة فئات مثل نادي قضاة مصر، و نقابتي المحامين والصحفيين، ومنظمات المجتمع المدني في كل من اللجنتين، وآخرين بشكل عادل ومعبر عن عدم جدية نوايا السلطات الرسمية كما أدعت في السنوات الماضية حول عقد حوار وطني شامل لحل الأزمات السياسية العالقة؛ وكذلك عن تبني نهج غير بناء في النقاش حيث صاحب الانتقادات لمسودة القانون اتهامات لأصحابها بإثارة الرأي العام وزعزعة الثقة في مؤسسات الدولة، برغم تقدم المعترضين ببدائل عملية للتعديلات المقترحة

وقد لعب التشكيل المقصود للجنة الفرعية دورا لاحقا في تمرير مشروع القانون عبر التصويت بالأغلبية -وهي آلية مضللة هناوانتهى لتمرير المواد التي تمثل مصالح السلطة التنفيذية ممثلة في الحكومة، والنيابة العامة، ووزارة الداخلية باعتبارهم أصحاب الأغلبية التصويتية، على الرغم من الإدعاء بأن كل جهة لها صوت واحد فقط مهما تعدد ممثليها، حيث تظل بالرغم من ذلك أغلبية التشكيل للجانب الرسمي الحكومي.

تبدو وعود التعديل من مجلس النواب مهب الريح برغم موافقته على تعديل بعض المواد وتمسكه بالعديد منها؛ حيث ستبقى تحت طائلة الرفض أو التبديل أثناء الجلسة العامة وفقا لتصويت الأغلبية البرلمانية الموالية للسلطة. كذلك تبقى المواد التي وافق مجلس النواب بتعديلها قليلة مقارنة بعدد المواد ذات الإشكاليات الجسيمة بخصوص حقوق الدفاع والمتهمين، وكذلك دون بيان الصيغة التي سيأخذها التعديل المطلوب في النهاية قبل الإحالة للجلسة العامة للتصويت والنقاش في أكتوبر المقبل. تدور كذلك علامات استفهام حول وعود التعديل في ظل دعوة فئات غير ذات صلة مثل ممثلي هيئة القضاء العسكري للجنة التشريعية ضمن فئات أخرى عقب الهجوم على النسخة المعلنة من القانون للنقاش حول القانون.

تدور فلسفة المشروع حول تطبيع الممارسات و الصلاحيات الاستثنائية التي اٌختبرت طوال فترة الحرب على الإرهاب ودمجها في القضاء العادي، على صعيد تمكين وتحصين قوات إنفاذ القانون ومأموري الضبط القضائي والنيابة العامة، كما تكشف كثيرا عن التسييس الذي لحق بمؤسسة النيابة العامة خلال هذه السنوات. شمل ذلك التحصين حرمان المجني عليهم من رفع دعاوى جنائية ضد الموظفين العموميين بشكل مباشر، وتحصين الموظفين العموميين ضد الجرائم التي لا تسقط بالتقادم كالتعذيب والاعتداء على الحرية الشخصية وحرمة الحياة الخاصة للمواطنين، والسماح لمأمور الضبط القضائي باستجواب المتهم

وفي الطريق نحو ذلك التحصين، يفتئت القانون بمواده المطروحة على حقوق المواطنين في المحاكمة العادلة، وحقوق ومبادئ الدفاع الموكل عنهم، حيث لا يُبطل القانون الإجراءات في حال لم يبرز رجال الضبط القضائي ومرؤوسيهم ورجال السلطة العامة هويتهم عن القبض أو التفتيش، إضافة لتوسيعه صلاحيات مأمور الضبط أثناء تفتيش المنازل واتخاذ الإجراءات التحفظية المناسبة وفقا لسلطته التقديرية دون إذن قضائي مسبق ودون تحديد دقيق للقرائن المطلوبة

كذلك يسمح القانون بإجراء النيابة للتحقيق في ظل غياب المتهم أو دفاعه أو وكيل الحقوق المدنية وفق ما تراه. كذلك يُقيد القانون ممارسة الدفاع لعمله حيث يسمح للنيابة بتقييد وكيل الخصم في الكلام إلا بإذن فيما عدا الدفوع والطلبات، إضافة لتقييد حق المتهم والدفاع في الحصول على أوراق القضية والتحقيقات أثناء التحقيقات، إذا رأي ذلك. كما يسمح القانون بتفتيش المنازل دون وجود أصحابها أو من ينوب عنها ودون اشتراط وجود شاهدين من الجيران أو الأقارب وإثبات ذلك في محضر على غرار ما كان عليه الوضع في القانون الحالي.

وعلى نحو غير منفصل عن الحوار الوطني، وكدلالة على عدم جدية النقاش، فقد احتال القانون على مخرجات الحوار الوطني في هذا الصدد من خلال إضافة مسوغ جديد للحبس الاحتياطي وهو “توقى الإخلال الجسيم بالأمن والنظام العام” كما قصر القانون إصدار التدابير الاحترازية على النيابة العامة فقط، برغم قصر مدة الحبس الاحتياطي.كما منح النيابة العامة سلطات القاضي الجزئي والجنح المستأنفة في مد الحبس الاحتياطي في بعض الجرائم دون وجود آلية للطعن على قراراتها. كما سمح للنيابة العامة بمنع اتصال المتهم المحبوس احتياطيا بغيره من المحبوسين ومنع الزيارة عنه دون إخلال بحق الاتصال بالمدافع عنه. وقد مكن القانون المحامي العام من اتخاذ تدابير تحفظية مؤقتة دون حد أقصى زمني للمنع من التصرف والإدارة على أموال المتهمين وأسرهم دون حكم مسبق.  

وكإهدار لمعايير المحاكمات العادلة، فقد نص القانون على تقييد علنية الجلسات كلها أو بعضها، وكذلك تقييد حضور فئات معينة لها، دون أن يُحدد القانون ما هي هذه الفئات، إضافة لاشتراط أن يكون البث والنشر عن الجلسة بموافقة كتابية من رئيس الدائرة بعد رأي النيابة العامة. كما سمح القانون للمحكمة لمآخذة المحامي جنائيا لما قد تراه النيابة أو المحكمة تشويشا أثناء “قيامه بواجبه في الجلسة”. وكذلك تمييز مأموري الضبط القضائي والنيابة العامة عن القضاة من خلال إعطاء الحق للخصم في ردهم لكن عدم جواز رد مأموري الضبط القضائي ولا النيابة العامة

تطالب المنظمات الموقعة أدناه على بسحب مشروع القانون المعلن عنه، وإعادته للنقاش بتمثيل حقيقي ومتوازن وشامل لأصحاب المصلحة الرئيسيين في هذا الملف من نادي القضاة، ونقابة المحامين، ونقابة الصحفيين، وتضمين آرائهم في أي مسودة مقبلة للقانون، والتمهل قبل إصدار هذا القانون، بعد جولات من الحوار المجتمعي والسياسي الحقيقي، والالتزام بنصوص الدستور المصري بشأن المحاكمات العادلة وضمان الحرية الشخصية واستقلال القضاء وحق الملكية وحرمة الحياة الشخصية. وُتعد المنظمات المشروع المعلن عنه ردة عن مكتسبات دولة القانون وتطور القانون الجنائي المصري على امتداد قرن ونصف من الزمان، وعصفا بحقوق المواطنين وتراجعا عن الالتزامات الدولية لمصر، والضمانات الدستورية.

وإلى حين الوصول إلى مسودة تتناسب مع المعايير الدولية وتحقق مبادئ الإنصاف والعدالة، يمكن إقرار التعديلات المقترحة بشأن مواد الحبس الاحتياطي في القانون الحالي، التي نوقشت في جلسات الحوار الوطني، بما يسهم في حل أزمة الحبس الاحتياطي التعسفي الراهنة.

 المنظمات الموقعة:

  • الجبهة المصرية لحقوق الإنسان
  • مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان
  • ايجيبت وايد لحقوق الإنسان
  • منصة اللاجئين في مصر
  • هيومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية
  • ريدوورد لحقوق الإنسان وحرية التعبير
  • مؤسسة دعم القانون والديمقراطية
  • المفوضية المصرية للحقوق والحريات
  • الشبكة المصرية لحقوق الإنسان
  • المنبر المصري لحقوق الإنسان

*ثورة عمال الألومنيوم: صراع من أجل الحقوق في وجه الإهمال

تعيش عمالة مصر للألمونيوم في مدينة نجع حمادي أزمة حقيقية تشتعل يومًا بعد يوم حيث يواصل العمال صراع مفتوح مع الإدارة يتجلى في إضراب واحتجاجات مستمرة مطالبين بحقوقهم المشروعة في ظل تجاهل غير مبرر لمطالبهم المعيشية والمالية

عمال المصنع لم يعد لديهم خيار سوى التعبير عن غضبهم بطريقة صارخة بعد أن سئموا من الوعود الكاذبة التي لم تحقق لهم شيئًا بل وازدادت معاناتهم اليومية بسبب ضعف الأجور وتأخر صرف العلاوات.

في الأيام الأخيرة هبّ الآلاف من العمال في المصنع معلنين إضرابًا شاملًا عن العمل مطالبين بتحقيق المطالب الأساسية التي تم تجاهلها لفترات طويلة حيث أصروا على ضرورة صرف الأرباح السنوية وفقًا للنسبة القانونية التي تحددها اللوائح الداخلية لكن الإدارة استمرت في عدم الاستجابة لمطالبهم الأمر الذي دفعهم للقيام بالاعتصام داخل المصنع لتصعيد موقفهم.

الاجتماعات التي جرت بين ممثلي العمال والإدارة كانت شكلية دون أي جدوى حقيقية حيث أبدت الإدارة تحكمًا كبيرًا في الأمور المالية وقررت خفض نسبة الأرباح بشكل غير مبرر مما أدى إلى حالة من الاحتقان بين العمال الذين بدؤوا يشعرون بالخيبة بعد سنوات من العمل الشاق وسط ظروف قاسية دون أي اعتراف بمجهوداتهم.

على الرغم من الوعود التي قُدمت لهم فإن العمال لا يثقون في تنفيذ تلك الوعود خاصة في ظل تجاهل مستمر لحقوقهم المالية والوظيفية هذا القلق زاد من شعورهم بالعزلة وعدم الأمان على مستقبلهم المهني في ظل ظروف غير مستقرة تحيط بقطاعهم الصناعي في السنوات الأخيرة.

مصنع الألومنيوم في نجع حمادي هو أحد القلاع الصناعية التي تعتمد عليها البلاد لكنه يعاني من غياب الرؤية الاستراتيجية من قبل الإدارة المركزية للحكومة وهو ما يزيد من معاناة العمال حيث يشعر الجميع بأنهم ضحايا لسياسات غير مدروسة وقرارات تعسفية تهدد مستقبلهم بشكل مباشر.

الصمت الحكومي حيال مشاكل العمال ليس مجرد تجاهل بل هو استمرار لسياسة الاستغلال التي تشهدها العديد من القطاعات الصناعية في البلاد عمال الألومنيوم يواجهون واقعًا مريرًا حيث الرواتب الهزيلة لا تتناسب مع حجم الأرباح التي تحققها الشركة الأمر الذي جعلهم يخرجون عن صمتهم ويعلنون حالة الطوارئ داخل المصنع.

الاعتصام الذي استمر لعدة أيام كان بمثابة صرخة إنذار تدل على أن الوضع لا يحتمل المزيد من الإهمال فعمال المصنع لا يطالبون سوى بتطبيق القانون الذي يضمن لهم حقوقهم ويعطيهم الأمل في حياة كريمة وسط أوضاع معيشية صعبة تؤثر على أسرهم بشكل كبير.

مع استمرار الاحتجاجات لم تتخذ الحكومة أي خطوات ملموسة لحل هذه الأزمة التي تهدد استقرار أكبر مصنع للألومنيوم في البلاد لذا يتوجب على المسؤولين الانتباه إلى ما يجري والبحث عن حلول عاجلة للمطالب الملحة للعمال قبل تفاقم الأوضاع والوصول إلى حد لا يمكن الرجوع عنه.

الأرقام تتحدث عن نفسها حيث يعاني أكثر من 5000 عامل في المصنع من ظروف عمل سيئة ومطالب مشروعة لم يتم الاستجابة لها مما ينذر بأزمة حقيقية في المستقبل القريب في حال استمرار الصمت الحكومي وعدم اتخاذ أي خطوات فاعلة لمعالجة هذه القضايا.

لقد أصبح الوضع أكثر تعقيدًا خاصة مع خروج الأمور عن السيطرة مما جعل العمال يشعرون بأنهم أمام خيارين إما الاستسلام للواقع الأليم أو اتخاذ خطوات أكثر حزمًا لتحقيق مطالبهم هذا الصراع ليس مجرد نزاع على الأرباح بل هو صراع من أجل الكرامة والحق في الحياة الكريمة.

العودة إلى الإضراب تلوح في الأفق إذا لم تلتزم الإدارة بوعودها الجديدة وهي إشارة واضحة أن الأمور لن تسير كما يشاءون إذا لم يتم اتخاذ موقف جاد وحاسم من قبل الحكومة لتعزيز حقوق العمال وتوفير بيئة عمل مناسبة وملائمة لهم ولعائلاتهم.

في خضم كل هذا يحتاج العمال إلى دعم حقيقي من النقابات العمالية والمجتمع المدني للضغط على الحكومة لتحسين الأوضاع المعيشية والمالية لهم فليس من المقبول أن تظل مطالب العمال منسية وسط غياب كامل لأي نوع من الحوار الجاد حول مشاكلهم.

عمال الألومنيوم في نجع حمادي يواصلون الكفاح من أجل حقوقهم في ظل ظروف شاقة وتأملاتهم تعكس الواقع الأليم الذي يعيشونه وبانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من أحداث تؤكد أن هذه الأزمة لن تنتهي إلا بعودة الحقوق المسلوبة.

ليس من المنطقي أن يستمر تجاهل الحكومة لمطالب العمال بينما يتزايد غضبهم ويتصاعد اعتصامهم حيث بات الوضع يستدعي تدخلاً عاجلاً وإلا فإن النتيجة ستكون كارثية قد تؤثر على مستقبل صناعة الألومنيوم في البلاد بأسرها.

* مأساة 7 مصريين محتجزين: صمت النظام المصري أمام انتهاكات السودان

كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني عن مأساة تُخفيها أروقة السياسة والتوترات الإقليمية حيث تتكشف فصول قصة مؤلمة تتعلق باحتجاز 7 مدنيين مصريين من قبل قوات الدعم السريع السودانية منذ أكثر من 16 شهرا دون أن تُبدي القاهرة أي اهتمام يُذكر في استعادة هؤلاء الأسرى أو تأمين إطلاق سراحهم.

إن هذا الوضع ليس مجرد حادث عابر ولكنه يمثل نقطة تحول حادة في العلاقات بين مصر والسودان في وقت تشهد فيه المنطقة صراعات معقدة وتأثيرات كبيرة على حياة الأفراد.

في السياق نفسه، جاء تصريح قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي ليثير الجدل حيث اتهم مصر بالوقوف وراء الضربات الجوية التي استهدفت قواته بالقرب من الخرطوم من أجل دعم القوات المسلحة السودانية.

ورغم خطورة هذه الاتهامات، نفت القاهرة صحة تلك المزاعم بشكل قاطع، مما يعكس حالة من التوتر المتزايد بين الجانبين.

ومع ذلك، لم يكن لهذا التصريح أي تأثير على وضع المدنيين المحتجزين الذين يعيشون في ظروف قاسية وغير إنسانية، مما يطرح تساؤلات حول مصيرهم وحقوقهم.

بعد يومين من تلك التصريحات، أعلنت قوات الدعم السريع أنها تحتجز مجموعة من “المرتزقة” المصريين، ولكنها لم تكشف عن هوياتهم أو مواقع احتجازهم، مما يزيد من الغموض حول قضية هؤلاء المدنيين.

حسبما ذكرت عائلات المحتجزين ومسؤولون سودانيون، فإن هؤلاء المصريين يُحتجزون كرهائن في مكان سري وغير معلوم، مما يُشير إلى احتمال وجود عمليات سرية تُمارَس ضدهم قد تتراوح بين التعذيب النفسي والبدني.

المحتجزون هم من سكان قرية أبو شنب التابعة لمركز إبشواي بمحافظة الفيوم.

وتكشف الأسماء التي ذكرها الموقع عن معاناة إنسانية عميقة أحمد عزيز المصري عبد القادر (43 عاما) وعماد محمد معوض حسين (44 عاما) وماجد محمد معوض حسين (35 عاما) ومحمد شعبان علي محمد (42 عاما) وعبد القادر عجمي عبد العزيز (55 عاما) وعلي طه عبد الكريم أحمد وفرج علام.

هؤلاء هم أباء وإخوة وأزواج فقدوا حريتهم، في وقت كانت فيه عائلاتهم بحاجة إليهم أكثر من أي وقت مضى.

وبينما تُحاط قضيتهم بالصمت واللامبالاة، يطرح الوضع تساؤلات مُلحّة عن فشل الحكومة المصرية في التدخل أو اتخاذ إجراءات ملموسة للإفراج عن مواطنيها.

إن الحكومة المصرية مُطالَبة الآن بتحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها وضمان حقوقهم الإنسانية.

فهل يُعقل أن تبقى القاهرة في حالة من الفتور إزاء مأساة إنسانية بهذا الحجم؟ أليس من واجبها أن تُظهر اهتماما بموضوع هؤلاء المدنيين؟

ليس هذا هو الوضع الأول الذي يُظهر ضعف الاستجابة الحكومية المصرية للأزمات التي تمس المواطنين في الخارج، بل يُظهر أيضا تدهورا في قدرة الدولة على حماية مواطنيها في ظل التحديات السياسية المتزايدة في المنطقة.

في خضم هذا السيناريو المأساوي، تُجبر العائلات المتضررة على العيش في حالة من القلق والترقب.

تلك الأسر التي تعيش في ظل الخوف من الأخبار السيئة، والتي تشعر بالعجز إزاء موقفها في عالم لا يُبالي بمعاناتها.

فكيف يُمكن لعائلات هؤلاء الرجال أن تتقبل فكرة أنهم مُحتجزون كرهائن، وأن هناك احتمالية لعدم عودتهم أبداً؟

في الوقت الذي تحتدم فيه الصراعات السياسية، تبقى أرواح هؤلاء المدنيين عالقة بين طيات الفوضى.

إن الوضع يتطلب تدخلا دوليا لضمان الإفراج عنهم، إذ يجب على المنظمات الإنسانية والدولية أن تلعب دورها في الضغط على السلطات السودانية لضمان حقوق هؤلاء الأفراد.

الموقف الحالي يُعبر عن حقيقة مُرّة تعيشها الأسر المصرية، فهل سيتحرك المجتمع الدولي لإنهاء معاناتهم، أم ستظل هذه القضية مُهمَلة في طيات النسيان؟ إن هذا السؤال يبقى بلا إجابة، في وقت يتطلب فيه الموقف تحركاً عاجلاً وجاداً.

تجدر الإشارة إلى أن أوضاع الأسرى المحتجزين تحتاج إلى ضوءٍ يكشف عن الانتهاكات التي يتعرضون لها، وعلي المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في مواجهة هذا الواقع المُعقد.

فما يحدث في السودان ليس مجرد أزمة سياسية بل هو مأساة إنسانية تحتاج إلى صرخة تضامن من كل شعوب العالم.

وتبقى القضية واضحة ولا تقبل التأويل، فمستقبل هؤلاء المدنيين يتوقف على مدى سرعة واستجابة الجهات المعنية لإنقاذهم من براثن الاحتلال والاحتجاز، ليكون صوتهم مسموعا في خضم الضجيج السياسي، وليستعيدوا حريتهم التي انتُزعت منهم دون ذنب اقترفوه.

*مصافحة بين السيسي وآبي أحمد على هامش بريكس تثير تفاعلا

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تجمع عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، خلال تواجدهما في قاعة قمة بريكس التي عُقدت في روسيا مؤخرا.

وفي الصورة يظهر السيسي، وهو يصافح آبي أحمد، وبجوارهما الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، الذي جمعه لقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي، على هامش قمة البريكس، ما دفع البعض للقول إنه كان وسيطا في هذه المصافحة.

وشاركت مصر وإثيوبيا، في قمة بريكس 2024 التي عُقدت في مدينة قازان الروسية، كعضوين كاملي العضوية لأول مرة بعد انضمامهما رسميا للتجمع بداية العام الجاري.

وتشوب علاقة البلدين خلافات بسبب سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على مجرى نهر النيل، وأيضا بسبب كيفية التعامل مع إيراد النهر الذي ترى مصر أنه خاضع للقواعد الدولية المتعلقة بالأنهار الدولية باعتباره عابرا للحدود، بينما تزعم إثيوبيا السيادة الوطنية على مياهه.

ومؤخرا ظهر خلاف بين الدولتين بسبب الصومال، وتوقيع إثيوبيا مذكرة تفاهم مع إقليم انفصاليي “أرض الصومال”، ولجوء الحكومة الصومالية الفيدرالية إلى مصر طلبا للمساعدة، ثم توقيع البلدين اتفاقية عسكرية، ستنشر القاهرة بموجها قوات في الصومال، بجانب المشاركة في بعثة الاتحاد الإفريقي، وهي خطوة أغضبت أديس أبابا.

وكان آخر لقاء جمع السيسي، وآبي أحمد، في يوليو 2023، على هامش قمة دول جوار السودان التي استضافتها القاهرة، واتفقا وقتذاك على الشروع في مفاوضات عاجلة للوصول إلى اتفاق حول سد النهضة، خلال أربعة شهور، وهي المفاوضات التي باءت بالفشل مرة أخرى في النهاية.

* آبي أحمد يواصل تحدي السيسي ودخول اتفاقية عنتيبي حيز التنفيذ يهدد بحرمان مصر من حقوقها في مياه النيل

دخول اتفاقية عنتيبي حيز النفاذ يوم 13 أكتوبر ، بعد 60 يوماً على انضمام جنوب السودان إليها يعد أكبر تحد يواجه دولة العسكر، حيث تعطي هذه الاتفاقية دفعة كبيرة لإثيوبيا للتلاعب بمياه النيل وإلغاء نظام الحصص المعمول به منذ عشرات السنين، وهو ما يهدد مصر والشعب المصري بالعطش .

ومنذ بداية العمل في سد النهضة الأثيوبي، طالب الخبراء بضرورة توجيه ضربة عسكرية لهذا السد لأنه سيحرم مصر من حقوقها التاريخية في مياه النيل، إلا أن نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي تجاهل كل هذه المطالبات، بل وذهب إلى أبعد من ذلك في العمل ضد الأمن القومي المصري عبر التوقيع على ما يعرف باتفاق المبادئ في العام 2015 مع رئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد ورئيس السودان الأسبق عمر البشير، وهو ما يعني موافقة السيسي على إقامة سد النهضة رغم أنه ضد المصالح المصرية .

اتفاق المبادئ بجانب اتفاقية عنتيبي جعلت أثيوبيا تمضي في طريقها للسيطرة على مياه النيل وإقامة ما تشاء من سدود دون اكتراث بحرمان مصر من حقوقها التاريخية في مياه النهر.   

يشار إلى أن الاتفاق الإطاري للتعاون بين دول حوض النيل المعروف بـ”اتفاقية عنتيبي”، ينصّ على ضرورة انضمام ست دول على الأقل من أصل 11 دولة تشكّل حوض النيل، من أجل تفعيلها، وسبق أن وقّعت خمس دول على الاتفاق الإطاري في عام 2010، هي إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا وكينيا، قبل انضمام جنوب السودان خلال العام 2024 . 

في المقابل رفضت بوروندي والكونغو الديمقراطية وإريتريا بجانب مصر والسودان التوقيع على الاتفاقية لعدم اعترافها بالحصص المائية التاريخية لهما، التي تنص عليها عدة اتفاقيات أبرمت القرن الماضي، لكن ترفضها دول المنبع وتصفها بـ”الاستعمارية”.

عائلة النيل

في هذا السياق قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقاً): إن “يوم 13 أكتوبر 2024 يعتبر بداية حقبة جديدة لدول حوض النيل، إذ إنه يمثل تتويجاً لرحلة طويلة نحو الاستخدام العادل والمنطقي لمياه النيل، مع دخول اتفاقية إطار حوض نهر النيل حيز التنفيذ، ودعم روابطنا بوصفنا عائلة النيل ويضمن أن إدارة واستخدام مواردنا المائية المشتركة تعود بالنفع على الجميع، لصالح الجميع”.

ودعا أبي أحمد في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقاً) الدول غير الموقعة للانضمام إلى عائلة النيل، حتى نتمكن معاً من تحقيق أهدافنا المشتركة للتنمية التكامل الإقليمي.

دعوى دولية

من جانبه أكد أستاذ هندسة السدود الدكتور محمد حافظ، أن عدم اعتراف مصر والسودان بدخول اتفاقية عنتيبي حيز التنفيذ، لا يمنع تنفيذها، وإن كان وجود اسم السودان داعما لموقف دولة العسكر ليس له قيمة، لأن السودان هي دولة ممر وستحصل على ما تريده من مياه قبل وصولها لمصر.

وقال حافظ في تصريحات صحفية: إن “أهم ما يخيف العسكر من تنفيذ اتفاقية عنتيبي هو غياب آليات التحكّم والتنسيق بين دول حوض النيل، والتي قد تؤدي لخفض تدفق المياه الى مصر، وسيكون أول نتائج هذه الاتفاقية إعادة تقاسم المياه بين دول الحوض، موضحا أن الاتفاقية تتيح لدول المنبع، إقامة مشاريع للري والطاقة الكهربائية دون الحصول على موافقة مسبقة مع إلغاء الحصة التاريخية لمصر والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب”. 

وأضاف، جوهر اتفاقية عنتيبي يسمح لدول المنبع ودول الممر باستهلاك ما تريده من مياه النيل (الأبيض والأزرق) لكافة أغراض التنمية الزراعية وإنتاج الكهرباء دون حاجة لإبلاغ دولة المصب أو أخذ احتياجاتها في الاعتبار  .

وحول ما بيد دولة العسكر من أوراق ضغط لمنع تنفيذ اتفاقية عنتيبي، أوضح حافظ أنه قد تكون هناك فرصة نسبة نجاحها بسيطة جداً، من خلال رفع دعوى دولية ضد شرعية اتفاقية عنتيبي، وأنها ليست على وفاق مع الخطوط الإرشادية لاتفاقيات المياه الدولية، إلا أن هذا المسار بطيء للغاية وقرار المحكمة الدولية سيكون غير ملزم لأن الدول الأعضاء في اتفاقية عنتيبي لن تشارك فيها.

وشدد على أنه قد تكون أيضاً هناك فرصة لمطالبة البنك الدولي بالتدخل في هذا الأمر، وأخذ تجربة تدخل البنك الدولي بين باكستان والهند نموذجا لما يجب أن يكون عليه اتفاقية عنتيبي . 

خداع إثيوبي

وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية واستصلاح الأراضي بجامعة القاهرة: إن “إثيوبيا أرادت بهذه الاتفاقية، إقحام دول منابع النيل الأبيض (بوروندي ورواندا والكونغو الديمقراطية وكينيا وتنزانيا وأوغندا) فيما لا ناقة لها فيه ولا جمل بزعم إعادة تقسيم مياه النيل، أو تقسيم فقط ما يجري بين ضفتي النهر وليس كل موارد النهر من أمطار وبحيرات ومياه جوفية ومستنقعات طبقاً لتعريف الأمم المتحدة للنهر الدولي”.  

وأكد نور الدين في تصريحات صحفية أن ذلك أمر مستحيل من الناحية العلمية، لأنه على أرض الواقع تنبع روافد النيل الثلاثة القادمة من إثيوبيا في شرق أفريقيا من منسوب 1820 متراً فوق مستوى سطح البحر وتنساب مع الانحدار الطبيعي في اتجاه السودان حتى مدينة الخرطوم وعطبرة وملكال على منسوب 500 متر، وبالمثل تأتي مياه النيل الأبيض من هضاب البحيرات الاستوائية العظمى من وسط أفريقيا الاستوائية من منسوب 1200 متر حتى تصل إلى الخرطوم على منسوب 500 متر، وبالتالي فلا بد لأنهار إثيوبيا الثلاثة من أن تتجه حتماً إلى السودان سواء للخرطوم أو شمالها (نهر عطبرة) أو جنوبها (نهر السوبات) عند منسوب 500 متر، وبالتالي لا يمكن لها أن تمد دول منابع النيل الأبيض بحصة من مياهها عكس الانحدار متجه إلى منسوب 1200 متر، ولا يمكن للنيل الأبيض ودول منابعه الذي تتجه مياهه حتماً إلى الخرطوم عند منسوب 500 متر أن تصعد إلى الهضاب الإثيوبية عكس الانحدار حتى تصل إلى منسوب 1820 متراً داخل الأراضي الإثيوبية . 

وأضاف: هناك خداع إثيوبي لدول منابع النيل الأبيض حول إعادة توزيع مياه النهر على دول الحوض، وهذا غير صحيح علمياً وعكس الانحدار، وجاء فقط لأن عينها على ما يخرج من إثيوبيا بحجم 71 مليار متر مكعب مقابل 13 ملياراً فقط تأتي من منابع النيل الأبيض، وأيضاً لكي يمكنها استغلال هذه الدول في التصويت على إنشاء سدود عملاقة في إثيوبيا تضر بمصر والسودان.

وأشار نور الدين إلى أن من نصوص هذه الاتفاقية غير العادلة، النص على أن يكون التصويت لإنشاء السدود وحصص المياه ونقل المياه بالأغلبية بدلاً من التوافق كما في السابق (أي عدم اعتراض أي دولة أو يكون لها حق الامتناع عن التصويت وليس الرفض)، وطبعاً دول المنابع تشكل الأغلبية بما هي ست دول لمنابع النيل الأبيض ومعها إثيوبيا وجنوب السودان مقابل مصر والسودان فقط بوصفهما دولتي مصب، وبالتالي فالأغلبية مضمونة ويكون لها الحق في تحديد مياه دولتي المصب على عكس قانون الأمم المتحدة للمياه، الذي يعطي تميزاً لدول المصب لكونها دوماً الدول الأفقر مائياً . 

الإخطار المسبق

 وأكد الخبير بالشأن الإفريقي رمضان قرني، أن إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تفعيل اتفاقية عنتيبي يعد محاولة من النظام الإثيوبي المأزوم لتجاوز بعض التحديات الداخلية.  

وقال قرني في تصريحات صحفية: “اتفاقية عنتييي محاولة من طرف إثيوبيا وبعض دول حوض النيل للتحايل على المبادرة المصرية التى طرحت عام 1999 لتطوير حوض النيل، وتنظر لحوض النيل كوحدة متكاملة ولديها مبدأ أساسي يتعلق بالتنمية وجانب مهم هو رفض خروج المياه خارج دول حوض النيل”.

وأضاف: بدأت إثيوبيا تتحرك مع بعض الدول وتطرح اتفاقا جديدا يسمى إعلاميا اتفاق عنتيبي، مشيرا إلى أن مصر منذ اليوم الأول لاتفاق عنتيبي طرحت 3 تحفظات على الاتفاق، التحفظ الأول يتعلق بالحصص التاريخية، حيث لم تنص اتفاقية عنتيبي على أي بنود حول الحصص.

وأشار قرني إلى أن إثيوبيا تروج أن اتفاقيات حصص المياه أبرمت في عهد الاستعمار مع العلم أن هذا الكلام مخالف لنصوص الاتحاد الإفريقي وللاتفاقيات الإثيوبية، لافتا إلى أن إثيوبيا في 1902 وقعت اتفاقية الإمبراطور ميلنك وتنص صراحة على عدم القيام بأي مشروعات على السوباط أو النيل الأزرق أو بحيرة تانا، وهناك اتفاق إعلان إطاري في 1993 بين المخلوع مبارك ورئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي ويتحدث صراحة عن عدم القيام بأي مشروعات تضر الأطراف الأخرى ثم لدينا اتفاق إعلان المبادئ الأخير .

وتابع: الجانب الثاني يتعلق بسماح اتفاقية عنتيبي لدول الاتفاقية بإنشاء مشروعات على مياه النيل الأزرق دون التوافق مع دول المصب وهنا عدم مراعاة لفكرة العدالة في استخدام مياه النيل، موضحا أن دول حوض النيل لا تتجاوز حصتها من مياه النيل 1-2%، بينما مصر 97% من اعتمادها على المياه هو من نهر النيل .

وكشف قرني أن اتفاقية عنتيبي لم تتحدث عن فكرة الإخطار المسبق قبل إقامة أي مشاريع على حوض النيل وهذه مخالفة لقواعد القانون الدولي .

* باسم يوسف في قلب الجدل.. هل يتاجر بالقضية الفلسطينية أم يدعمها بصدق؟

أثار باسم يوسف موجة جدل كبيرة بعد ظهوره للمرة الثالثة في برنامج بيرس مورغان، بالتزامن مع مشاركته في برنامج “Arabs’ Got Talent” على قناة MBC السعودية المتهمة بالتصهين.

اتهمه البعض بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية، حيث أنه من جهة يدين جرائم الاحتلال ويدافع عن الفلسطينيين، ومن جهة أخرى يتعاون مع قناة سعودية وصفها النشطاء بأنها تروج لرواية الاحتلال.

الانتقادات لم تقتصر على ذلك، بل تضمنت صورته مع مورغان المعروف بدعمه لإسرائيل، مما دفع باسم للرد وتأكيده على أهمية مواصلة الحديث عن القضية الفلسطينية رغم الجدل.

* رسالة إماراتية مهينة للسيسي: احتجاز لاعبي الزمالك يكشف التبعية المصرية وسط صمت المسؤولين

في خطوة تعكس تصاعد التوترات بين مصر والإمارات، وتسلط الضوء على العلاقات غير المتوازنة بين البلدين، احتجزت السلطات الإماراتية لاعبي فريق الزمالك المصري في مطار أبوظبي، مما أثار موجة من الغضب والاستياء بين مشجعي الفريق والرأي العام المصري. هذه الحادثة المؤسفة تأتي في إطار ما يراه الكثيرون رسالة واضحة من الإمارات إلى النظام المصري، مفادها “نحن السادة وأنتم العبيد”، في ظل الصمت المطبق الذي أبداه المسؤولون المصريون تجاه هذا الإهانة العلنية.

صمت مصري مريبرغم الجدل الكبير الذي أثارته الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تصدر أي تصريحات رسمية من الجهات المصرية توضح أسباب احتجاز لاعبي الزمالك أو تسعى لحل الأزمة.

هذا الصمت المريب يعكس حالة التبعية التي أصبحت مصر تعيشها تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تبدو الدولة عاجزة عن اتخاذ موقف واضح أو الدفاع عن مواطنيها في مواجهة القرارات المهينة الصادرة من دولة خليجية مثل الإمارات.

العلاقات المصرية الإماراتية: تبعية لا شراكةعلى مدار السنوات الأخيرة، ازداد النفوذ الإماراتي في مصر بشكل ملحوظ، خاصة في المجالين الاقتصادي والسياسي. العديد من المراقبين يرون أن سياسات السيسي جعلت مصر أكثر انصياعًا لتوجهات أبوظبي، مما أضعف قدرة القاهرة على اتخاذ قرارات مستقلة تحمي سيادتها أو تدافع عن مصالحها الوطنية.

حادثة احتجاز لاعبي الزمالك تمثل رمزًا لهذا الخلل العميق في العلاقة بين البلدين، حيث تستغل الإمارات هذا النفوذ لإرسال رسائل سياسية مهينة دون خوف من رد فعل مصري.هل يفقد النظام المصري احترامه أمام الشعب؟التجاهل الرسمي للاعبين المحتجزين يثير تساؤلات حول مدى استعداد النظام المصري للدفاع عن كرامة مواطنيه.

في الوقت الذي يعتبر فيه الزمالك واحدًا من أبرز الفرق الرياضية في مصر، فإن المعاملة المهينة التي تلقاها لاعبوه على يد السلطات الإماراتية، والصمت الذي تلاها، يعزز الشعور بالغضب والإحباط لدى الجمهور المصري. هذه الواقعة قد تكون مجرد جزء من صورة أوسع لانهيار مكانة مصر الإقليمية وتراجع قدرتها على فرض احترامها في المحافل الدولية.

إلى أين تتجه الأمور؟إذا استمر النظام المصري في تجاهل مثل هذه الانتهاكات المتكررة، قد تجد مصر نفسها في موقف أكثر ضعفًا على الساحة الإقليمية، حيث تتعامل معها الدول الأخرى كمجرد تابع وليس كشريك.

الرسالة التي بعثتها الإمارات من خلال احتجاز لاعبي الزمالك واضحة: مصر لم تعد تمتلك القدرة على حماية حقوق مواطنيها أو الدفاع عن كرامتها في وجه الأطراف الإقليمية الأقوى.

دعوات للتغييرإن الخطوة المقبلة تتطلب من المصريين أن يتحدوا في مواجهة هذا الواقع الأليم. يجب أن تكون هناك دعوات قوية لتغيير النظام الذي يقود البلاد نحو الهاوية. ينبغي للمواطنين أن يطالبوا باستعادة كرامتهم، وأن لا يسمحوا بأن تُعهد حقوقهم ومصالحهم للأطراف الخارجية.

لقد آن الأوان للمواطن المصري العادي أن يعيد تقييم موقفه من الحكومة، ويطرح تساؤلات حول من يمثلهم بالفعل. هل لا يزال النظام الحالي قادرًا على الدفاع عن حقوقهم، أم أنه مجرد أداة في يد دول أخرى تسعى لتحقيق أجنداتها الخاصة على حساب الشعب المصري؟

ختاما؛ احتجاز لاعبي الزمالك في الإمارات يعكس واقعًا مؤلمًا حول التبعية والإهانة التي تعاني منها مصر تحت حكم السيسي. إن صمت المسؤولين يكشف عن فشلهم في حماية حقوق المواطنين، ويجب أن يكون دعوة للجميع للتفكير في مستقبلهم. إذا لم يتحرك الشعب المصري للدفاع عن كرامته، فإن الوضع لن يتغير، وسنستمر في رؤية مزيد من الإهانات والانتهاكات في المستقبل. لا يمكن أن تُترك الأمور هكذا، وعلى المصريين أن يرفعوا أصواتهم من أجل التغيير واستعادة حقوقهم.

 

* حكومة مصر تغرق في أزمة الغاز وتزيد الاعتماد على إسرائيل

تسعى وزارة البترول المصرية إلى زيادة واردات الغاز الطبيعي من إسرائيل بنحو 10% خلال نوفمبر المقبل في مسعى يثير القلق بشأن استقلالية الطاقة وبدلًا من تطوير الموارد المحلية يبدو أن الحكومة المصرية تعتمد بشكل متزايد على إمدادات الغاز من الخارج في وقت تحتاج فيه البلاد إلى خطة شاملة لتحسين الوضع الاقتصادي

وفقًا لمسؤول حكومي فإن الزيادة المستهدفة في الواردات اليومية من الغاز الإسرائيلي تقارب 100 مليون قدم مكعبة يوميًا مما يعني أن إجمالي التدفقات سيصل إلى حوالي 1.15 مليار قدم مكعبة في نوفمبر المقبل وهذه الأرقام تضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة مصر على تلبية احتياجاتها من الغاز في ظل تراجع إنتاجها المحلي

إن حجم واردات مصر من الغاز الطبيعي الإسرائيلي غير ثابت ويتغير بشكل شهري إذ بلغت التدفقات اليومية نهاية سبتمبر الماضي ما بين 950 و970 مليون قدم مكعبة ولكن سرعان ما ارتفعت بداية أكتوبر الجاري لتتراوح بين 1 و1.050 مليار قدم مكعبة يوميًا وهذا يعني زيادة تتراوح بين 50 و80 مليون قدم مكعبة عن سبتمبر الماضي ويظهر ذلك الاعتماد المتزايد على الغاز الإسرائيلي في وقت يعتبر فيه الأمن الطاقي قضية حساسة

تاريخ استيراد الغاز الإسرائيلي يعود إلى عام 2020 حين أبرمت مصر صفقة بقيمة 15 مليار دولار مع شركات نوبل إنرجي وديليك دريلينج الإسرائيلية وشركة دولفينوس القابضة المصرية ورغم أن الاتفاق يعد خطوة مهمة لتلبية الاحتياجات المحلية إلا أنه يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على استغلال مواردها المحلية بشكل أفضل خاصة في ظل التراجع الكبير في الإنتاج المصري

وفي تصريح صادم قال وزير البترول كريم بدوي إن إنتاج الغاز الطبيعي في مصر شهد تراجعًا يتراوح بين 20 إلى 25% خلال العامين الماضيين وهذا التراجع يزيد من تفاقم الأزمة الطاقية في البلاد ويضطر الحكومة إلى اتخاذ إجراءات تحفيزية لدعم الشركاء في برامج التنمية وخطط الحفر والاستكشاف المستهدفة

على الرغم من أن احتياجات مصر اليومية من الغاز الطبيعي تبلغ حوالي 6.2 مليار قدم مكعبة يوميًا فإن إنتاجها المحلي لا يتجاوز 4.8 مليار قدم مكعبة مما يعني أن هناك فجوة كبيرة بين الطلب والإنتاج وهذه الفجوة تضع الحكومة أمام تحديات كبيرة وقد أشار المسؤول إلى أن الحكومة عوضت جزءًا من هذه الفجوة عبر التعاقدات الخارجية حيث حصلت الدولة على حوالي 26 شحنة غاز مسال خلال الصيف في الربع الثالث من العام الجاري

ومع اقتراب فصل الشتاء تستعد الحكومة لطرح مناقصة جديدة لتغطية الطلب حيث اشترت مصر نحو 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال من خلال أول مناقصة لها ونجحت الوزارة في الحصول على كامل الكميات المستهدفة بعلاوات سعرية أقل من المتوقع لكن يبقى السؤال الأهم هل يمكن الاعتماد على هذه الحلول قصيرة المدى دون معالجة جذرية للأسباب الأساسية للأزمة الطاقية في البلاد

تظهر هذه الأرقام والإحصائيات صورة قاتمة عن الوضع الحالي لقطاع الطاقة في مصر ويظهر التقاعس الحكومي في معالجة القضايا الأساسية المتمثلة في تحسين الإنتاج المحلي واستغلال الموارد الطبيعية بشكل أفضل إن الاستمرار في الاعتماد على الغاز الإسرائيلي دون خطط واضحة للإصلاح قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ويجعل من مصر دولة تعاني من أزمة طاقة حادة في السنوات المقبلة

إن أي حكومة مسؤولة يجب أن تتحمل مسؤولياتها وتبدأ فورًا في وضع استراتيجيات طويلة الأجل لتطوير الإنتاج المحلي من الغاز وتحسين بنية القطاع الطاقة بدلًا من التعامل مع الأزمات ببرامج طارئة تحاول تعويض الفجوات دون النظر إلى الجذور هذه الحالة تتطلب من الحكومة اتخاذ خطوات جريئة تتماشى مع متطلبات السوق المحلية ومواجهة التحديات الاقتصادية بجدية

مستقبل مصر في مجال الطاقة على المحك وإذا استمرت الحكومة في اتباع السياسات الحالية فمن المؤكد أن البلاد ستواجه أزمات أكبر في المستقبل وهذه الأزمات قد تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين والاقتصاد ككل لذا يتوجب على الحكومة أن تكون أكثر شفافية وأن تتحمل مسؤولياتها أمام الشعب بدلاً من الاكتفاء بتحقيق صفقات قصيرة الأجل قد تبدو مغرية ولكنها ستؤدي إلى مزيد من المشكلات على المدى الطويل

ويجب أن تكون هناك دعوة عاجلة لإعادة التفكير في استراتيجية الحكومة فيما يتعلق بقطاع الطاقة والبدء في تطوير مصادر محلية مستدامة لتلبية احتياجات السوق وهذا يتطلب جهدًا حقيقيًا وإرادة سياسية قوية للبدء في بناء مستقبل طاقي أفضل لمصر ولشعبها

 *سؤال للذباب الخليجي: أين تكافؤ القوة؟! المقاومة الشعبية للسويس تصنع عيد 24 أكتوبر

احتفال عيد المقاومة الشعبية الموافق الخميس 24 أكتوبر الذي رسمته محافظة السويس عيدا قوميا لها يراه الوطنيون ومصريون أولى بالاحتفال به، أكثر من يوم ٦ أكتوبر الذي مر عليه 51 عاما، حيث انتفض رجال المقاومة الشعبية في السويس، ومنهم الشيخ حافظ سلامة للتصدي لدبابات شارون في مدخل السويس منطقة المثلث ودمروا له 7 دبابات، هي الأغلى وكادوا أن يفتكوا بما خزنه جيش الاحتلال على طول خط القناة لاسيما في الجزء الجنوبي من القنال الموازي للسويس محافظة الرجال.

وهذا العام احتفال خاص بالعيد حيث يرقص الذباب الخليجي (اللجان) وخبراء قنوات (العربية) و(الحدث) والمحطات العربية الموازية لهما وأغلب صحف محمد بن سلمان وأقلامه المقربون في نفض أياديهم عن غزة بسبب إدعاء توريط “حماس” غزة وفلسطين في دفع فاتورة عالية لردهم على الجيش “الاسرائيلي” كما فعل رجال المقاومة الشعبية وحافظ سلامة في الأربعين (أبرز ميادين المدينة).

بالغ الذباب ومساندوهم من المرتزقة الالكترونيين عندما اتهموا “حماس” بخيانة القضية وهم يريدون أن يتحللوا من دماء أبرياء غزة ونسائها، فالمحافظ قرر تسليم مدينة السويس للسفاح شارون الذي حاصر السويس بالدبابات والطائرات، وهدد كما يهدد نتنياهو بمحو المدينة بالكامل على رؤوس سكانها، وحاصرها لمدة 3 شهور إلا أن مقاومة السويس تهورت واختارت مخالفة قرار المحافظ لتقاوم جيش العدو، “وضحى بالمدنيين، ومكنش عامل حساب فرق القوة والتسليح” بحسب ناشط.

عمليات المقاومة الشعبية في مدينة السويس بدات في 22 أكتوبر 1973م، وتسللت “إسرائيل” إلى غرب قناة السويس في منطقة “الدفرسوار” القريبة من الإسماعيلية بهدف حصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة، وتهديد القاهرة واحتلال مدينة السويس بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية حتى تجد ما تفاوض عليه في اتفاقية وقف القتال، وأسلمت القيادة “الإسرائيلية” هذه المهمة إلى الجنرال أدان الذي وجه إنذار إلى محافظ السويس بالاستسلام أو تدمير المدينة بالطيران الإسرائيلي، ولكن الشيخ حافظ سلامة بحسب @EL_AY20 ومعه عدد من القيادات الشريفة المجاهدة، ومعه جميع أبناء المدينة قرروا رفض تسليم المدينة، واستمرار المقاومة مهما كانت الظروف، ووقف الشيخ حافظ سلامة على منبر مسجد الشهداء ليعلن بدء عمليات المقاومة.

تعرضت المدينة لحصار شديد من القوات “الإسرائيلية” المعادية وقصف مستمر من الطائرات وتقدمت إلى المدينة 200 دبابة وكتيبة من جنود المظلات وكتيبتين من جنود المشاة بعربات مدرعة، وعلى الرغم من موافقة إسرائيل على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار إلا أنها لم تلتزم بقرار ثان لنفس المجلس وواصلت هجومها على المدينة، واقتحمت قوة من الجيش “الإسرائيلي” مبنى قسم شرطة الأربعين وحاصرته بدباباتها ومدرعاتها إلا أن رجال المقاومة تصدوا لها مع عدد من رجال القوات المسلحة في معركة دامية، كانت نتيجتها تدمير جميع دبابات العدو ومدرعاته التي اقتحمت المدينة، وسقوط عدد من رجال المقاومة شهداء.

بدأت أعداد القتلى والجرحى “الإسرائيليين” في التزايد بأيدي القوات المسلحة ورجال ونساء وأطفال السويس حتى تم اندحار القوات الإسرائيلية عقب أكبر هزيمة لمعركة الدبابات حيث فقدت إسرائيل فيها 76 دبابة ومصفحة بأسلحة المقاومة.

الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب تحدث عن هذا الدور قائلاً: “إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، إمام وخطيب مسجد الشهداء، اختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23 إلى 28 أكتوبر عام 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة”.

وكانت السويس وحي الاربعين، شرارة ثورة 25 يناير المجيدة وسمي حي الاربعين بهذا الاسم نسبة لمسجد الشيخ عبد الله الاربعين أحد أقدم وأكبر المساجد بعد مسجد الشيخ عبد الله الغريب، وكانت تخرج منه التجمعات بعد صلاة الجمعة.

وتوفى الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية المصرية في السويس، في أبريل 2021، عن عمر يناهز 96 عاما بعد وعكة صحية. الشيخ حافظ سلامة له دوره في حرب الاستنزاف وصمود السويس 100 يوم وكان أحد أسباب عدم استسلام مدينة السويس الباسلة عقب الثغرة في حرب أكتوبر 1973 وصمود المدينة أمام الحصار.

* زمن السلبية وواقع الأزمات: الحكومة المصرية تتجاهل آلام الشعب وتفشل في تأمين القمح

تعيش مصر اليوم في زمن تسوده الأزمات المتعددة والمستفحلة حيث كانت تُعرف في عصور سابقة بأنها سلة غذاء العالم لتتحول اليوم إلى ساحة من الفقر والمعاناة الشديدة في ظل غياب حكومي صارخ وفيما تواصل الحكومة تراجعها عن مسؤولياتها التاريخية والشعبية

وتُشدد الخناق على الفلاح المصري الذي كان يومًا ما عماد الإنتاج الزراعي، مما ساهم في تدهور الوضع الغذائي في البلاد وكأنها عادت لزمن الجهل والفقر حيث يتغذى المواطن المصري على الأمل المفقود ويتجرع مرارة الحياة يوميًا.

حيث يعتبر القمح أحد العناصر الأساسية في النظام الغذائي المصري إلا أن الحكومة تُظهر تقاعسًا عجيبًا في التعامل مع هذه القضية الحيوية إذ تتجه نحو استيراد كميات كبيرة من القمح على الرغم من الإمكانيات الزراعية الهائلة التي تملكها،

إن هذه السياسة المتناقضة تعكس صورة مؤلمة عن الفشل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء مما يثير تساؤلات عديدة حول مصير الفلاحين المصريين الذين يُعتبرون عماد الزراعة والاقتصاد.

لقد اعتاد المصريون على اعتبار الأرض هي مصدر قوتهم حيث كان الفلاح المصري على مر العصور هو من يقوم بزراعة الأرض والاعتناء بها لكن الحكومة لم تفعل شيئًا لتمكينهم من الاستمرار في هذا الدور بل ساهمت في تضييق الخناق عليهم بتشجيع الاستيراد الذي أضر بهم بشكل غير مسبوق،

بالإضافة إلى أن غياب السياسات الحكومية التي تركز على الزراعة المحلية وتعزيز الإنتاج أدى إلى تفشي الفقر وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.

تاريخيًا كانت مصر تُعرف بقدرتها على تلبية احتياجات مواطنيها من المنتجات الزراعية، وخصوصًا القمح حيث كانت دلتا النيل تُعتبر سلة الخبز للدول المجاورة.

إلا أن الأحداث المتتالية على مدار العقود الماضية كشفت عن خلل كبير في نظام الإنتاج الزراعي حيث أصبح الاعتماد على الواردات هو السمة الغالبة الأمر الذي يُضعف من قدرة مصر على مواجهة الأزمات الغذائية.

رغم الوعود والتعهدات الحكومية التي تأتي في إطار برامج تنموية، لا يزال الأمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح ضئيلًا. إذ تشير الأرقام إلى أن مصر تستورد حوالي 80 في المئة من احتياجاتها من القمح مما يجعلها أكبر مستورد للقمح في العالم،

وفي ظل الصراعات السياسية والأمنية التي تشهدها بعض دول العالم، فإن هذه النسبة تُعد مؤشرا مقلقًا على عدم الاستقرار الغذائي الذي يُعاني منه المواطن المصري.

الحديث عن الاكتفاء الذاتي من الغذاء لا يقتصر فقط على النظر إلى الأرقام بل يجب أن يترافق مع سياسات عملية تدعم الفلاحين وتحفزهم على زيادة إنتاجهم، لكن ما يحدث هو العكس تمامًا

حيث يُظهر الفلاحون عدم الرغبة في زراعة أراضيهم بسبب تدهور الأوضاع وارتفاع تكلفة الإنتاج مقابل الأسعار المتدنية التي يتلقونها مقابل محاصيلهم مما يُظهر جليًا غياب الرؤية الحكومية الواضحة نحو دعم القطاع الزراعي.

لذلك فإن ما يحدث اليوم هو نتيجة حتمية لسياسات خاطئة امتدت لعقود عديدة فبدلًا من أن تكون الحكومة هي الراعية للفلاحين، أصبحت عائقًا أمامهم،

وقد أدى ذلك إلى تفشي ظاهرة البطالة والفقر بين صفوف الفلاحين الذين يعانون من الجفاف وعدم توفر الأسمدة والمياه اللازمة للزراعة مما يؤدي إلى تدهور الإنتاج وارتفاع الأسعار بشكل مستمر.

حقيقة الأمر أن هناك حالة من الإحباط العام في صفوف المواطنين الذين يرون أن الأوضاع الاقتصادية لا تتحسن بل تسير من سيئ إلى أسوأ.

إن هذا الواقع المرير يعكس غياب الأمل والثقة في الحكومة وقدرتها على تحقيق أي تغيير إيجابي بل يبعث على الخوف من المستقبل الذي يبدو مظلمًا ولا يحمل في طياته أي بارقة أمل خاصة في ظل الصعوبات التي يُعاني منها المصريون في الحصول على قوت يومهم.

ويُعد الفقر أحد أهم القضايا التي تواجه المجتمع المصري حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الفقر تجاوزت 30 في المئة من الشعب المصري.

إن هذه النسبة تعكس مدى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المصريون مما يُؤكد أن هناك ضرورة ملحة لإعادة النظر في السياسات الاقتصادية المتبعة وتوجيه الجهود نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والمنتجات الزراعية.

عندما نستعرض تجارب الدول التي تمكنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي نجد أن ذلك لم يكن ليحدث دون إرادة سياسية واضحة ودعم حكومي قوي للقطاع الزراعي. ولكن في مصر، يتضح جليًا أن الحكومة لا تملك تلك الإرادة، مما يجعل من الصعب تحقيق الأهداف المرجوة.

ومع استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه الزراعة المصرية، تظل الحكومة مُستمرّة في اتخاذ خطوات غير مُجدية حيث تُظهر عجزًا تامًا في وضع استراتيجيات فعالة للتصدي للأزمة.

ورغم كل النداءات من قبل الفلاحين والمزارعين، لا يبدو أن هناك أي تغيير ملموس على الأرض، مما يزيد من حالة الإحباط وعدم الثقة في المؤسسات الحكومية.

إن الوضع الحالي يبعث على القلق الشديد خصوصًا مع ارتفاع الأسعار الجنونية للسلع الأساسية مثل الخبز الذي يُعتبر عنصرا حيويًا في حياة المواطن المصري.

فمع استمرار ارتفاع الأسعار وعدم قدرة الفلاحين على تلبية احتياجات السوق، يبدو أن الحكومة تُغض الطرف عن الأزمة، مما يجعل من الصعب على المواطنين الاستمرار في الحصول على أبسط مقومات الحياة.

وفي ظل هذا الواقع المرير، يُعاني الشباب من فقدان الأمل حيث تشير التقارير إلى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب مما يزيد من المخاوف من تفشي الجريمة والعنف في المجتمع.

إن هذه الأوضاع تُجبر الكثير من الشباب على البحث عن فرص عمل خارج البلاد، تاركين وراءهم أحلامهم وآمالهم في وطن لم يُقدم لهم أي فرصة.

إن أزمة القمح ليست مجرد أزمة غذائية بل هي أزمة حياة وموت، إذ إن توفير الخبز يعتبر من أبسط حقوق المواطن. ولكن بفضل السياسات الفاشلة، تجد الحكومة نفسها في دوامة من الفشل والفساد مما يضع مستقبل الأجيال القادمة في خطر حقيقي.

فالأمل الوحيد الذي يمكن أن يحمله المواطن المصري اليوم هو التغيير الجذري في السياسات الحكومية والتي يجب أن تركز على دعم الفلاحين وتعزيز إنتاج القمح المحلي.

إن هذا التغيير يجب أن يأتي من خلال استراتيجيات واضحة ومتكاملة تتبناها الحكومة، ولكن يبدو أن هذا الأمل بعيد المنال في ظل الوضع الراهن.

إن الفشل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح هو بمثابة فشل كامل للمنظومة الحكومية التي لا تُعير اهتمامًا لمطالب الشعب.

فيجب على الحكومة أن تعيد تقييم سياستها تجاه القطاع الزراعي وأن تُعيد الفلاح المصري إلى مركز الصدارة في الإنتاج الزراعي، وعليها أن تدرك أن التغاضي عن هذه القضايا سيؤدي إلى تفاقم الأزمات بشكل لا يُمكن إصلاحه.

إن الأمل في التغيير يتلاشى يوما بعد يوم، ومصر اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الزراعية لتفادي كوارث مستقبلية.

فالأزمات لن تُحل بالكلمات أو الوعود بل بالعمل الجاد والفوري الذي يجب أن يلتزم به الجميع من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

* رسالة حاسمة من مديرة صندوق النقد للسيسي: تنفيذ الإصلاحات خلال 10 أيام لضمان استمرار القرض

مقدمة في إطار المتابعة الدورية لصندوق النقد الدولي للأوضاع الاقتصادية في مصر، أرسلت مديرة الصندوق كريستالينا جورجييفا رسالة واضحة للحكومة المصرية بضرورة تسريع وتيرة تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها.

وصرحت جورجييفا بأن الوضع يتطلب تنفيذ هذه الإصلاحات خلال الأيام العشرة القادمة من أجل ضمان استمرار برنامج القرض البالغ قيمته ثمانية مليارات دولار. هذا التحذير يأتي في وقت تشهد فيه مصر ضغوطاً اقتصادية غير مسبوقة ناتجة عن التوترات الإقليمية وارتفاع معدلات التضخم، ما يضع الحكومة المصرية أمام تحديات صعبة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

تحذيرات صندوق النقد وأولوياته

أعلنت كريستالينا جورجييفا أن برنامج القرض لا يزال مناسبا لتلبية احتياجات الاقتصاد المصري، لكنها شددت على أن التأخير في تنفيذ الإصلاحات قد يهدد استمراره.

وفي حديثها عن برنامج الحماية الاجتماعية، أكدت جورجييفا أن الصندوق سيضع تقييم هذه البرامج ضمن أولوياته عند مراجعة الأداء الاقتصادي لمصر، مشيرة إلى أن الصندوق مستعد لتعديل بعض عناصر البرنامج إذا لزم الأمر، لكن بشرط الالتزام بالمسار الإصلاحي المرسوم.

جاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي عقدته جورجييفا تحت عنوان “أجندة السياسة العالمية لصندوق النقد الدولي لعام 2024″، حيث ناقشت فيه أبرز التحديات التي تواجه الأسواق الناشئة، وخصّت مصر بتحذيرها بضرورة الإسراع في تنفيذ الإصلاحات الضرورية لضمان صرف الشرائح المتبقية من القرض.

تأثيرات التأخير في الإصلاحات على الاقتصاد المصري

بحسب تقرير “آفاق الاقتصاد العالمي” الصادر عن الصندوق، يُتوقع أن يصل معدل التضخم في مصر إلى 33.3% خلال العام الجاري، مقارنة بـ 24.4% في عام 2023، ما يضع أعباء إضافية على الاقتصاد المحلي ويزيد من الضغوط على المواطنين.

ويرى صندوق النقد أن التأخير في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية قد يؤدي إلى مزيد من تراجع الاستقرار المالي وزيادة معدلات الفقر، مما يؤكد حاجة مصر إلى تنفيذ هذه الإصلاحات بشكل عاجل.

هذا التضخم المرتفع يعكس مدى حاجة الاقتصاد المصري للإصلاحات الهيكلية التي تمكنه من استعادة النمو والاستقرار، حيث تأثرت الأسواق المحلية بارتفاع تكاليف المعيشة وضعف العملة المحلية، مما أدى إلى تزايد الاعتماد على السلع المستوردة ورفع الأسعار بشكل مباشر على المواطنين.

موقف الحكومة المصرية ومحاولات التأجيل

أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي عن مراجعة برنامج الإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، بهدف تعديل بعض الأهداف والتوقيتات المحددة في البرنامج، خصوصاً بعد تزايد الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الأحداث الإقليمية مثل العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وكذلك تراجع إيرادات قناة السويس جراء التوترات في البحر الأحمر.

وأوضح مدبولي أن برنامج الإصلاح يتضمن أهدافاً وتوقيتات محددة، مشيراً إلى أن بعثة صندوق النقد ستصل قريباً لإجراء المراجعة الرابعة، حيث سيتم مناقشة إمكانية تعديل البرنامج لتخفيف العبء عن المواطن المصري.

تحرير أسعار الوقود وتأثيره على حياة المواطنين من ضمن المطالب الإصلاحية التي اتفق عليها صندوق النقد مع الحكومة المصرية، تحرير أسعار الوقود والطاقة، وهو ما دفع الحكومة إلى زيادة أسعار البنزين ثلاث مرات منذ بداية العام الحالي، ورفع سعر السولار المستخدم في النقل والمواصلات العامة، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير وزيادة أعباء المواطنين.

في ظل هذا الواقع، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي حكومته إلى مراجعة الاتفاقيات مع الصندوق بعد موجة من الغضب الشعبي بسبب الزيادات المستمرة في أسعار الوقود.ويأتي هذا التحرير استجابة لطلب صندوق النقد الدولي كشرط للإفراج عن الشريحة المقبلة من القرض، والتي تبلغ 1.3 مليار دولار.

ويُعد تحرير أسعار الوقود خطوة ضرورية لتحقيق أهداف الصندوق بتحقيق سوق حرة، إلا أنها تؤدي بشكل مباشر إلى رفع أسعار السلع والخدمات وزيادة العبء المالي على المواطنين، ما يزيد من التوتر الاجتماعي.

التحديات الإقليمية تزيد من الضغوط الاقتصادية

أثرت التوترات الإقليمية في المنطقة، خاصةً النزاع الجاري في غزة ولبنان، بشكل كبير على الاقتصاد المصري، حيث تراجعت إيرادات قناة السويس التي تُعد أحد مصادر النقد الأجنبي الأساسية، كما ارتفعت تكلفة المواد الأساسية بسبب زيادة الطلب الإقليمي عليها. وترافق ذلك مع تراجع في صادرات الغاز نتيجة الأزمات العالمية، ما أدى إلى ضعف الأداء الاقتصادي وتزايد الحاجة إلى النقد الأجنبي.

رسالة قوية من الصندوق: ضرورة الالتزام بتنفيذ الإصلاحات تأتي زيارة كريستالينا جورجييفا إلى مصر كإشارة قوية إلى إصرار صندوق النقد الدولي على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة دون تأخير، وقد يشير هذا الموقف إلى نفاد صبر الصندوق إزاء تباطؤ الإصلاحات. ورغم استعداد الصندوق لتعديل البرنامج بما يخفف من وطأته على المواطن، إلا أن الصندوق يؤكد أن الحلول الجزئية أو التأجيل لن تكون كافية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي المطلوب.

يبدو أن مصر تواجه مرحلة حرجة، حيث قد يؤدي التأخر في الإصلاحات إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة، ويضع الحكومة أمام خيار صعب: إما الالتزام بالإصلاحات لتحقيق الاستقرار والنمو، أو تحمل تبعات التأجيل واستمرار الضغوط الاقتصادية المتصاعدة.

* أزمة اللحوم تكشف عجز الحكومة وتزيد معاناة المصريين يومًا بعد يوم

باتت أزمة اللحوم في مصر واحدة من أكثر القضايا سخونة وتحديًا، تعكس بشكل صارخ التدهور الاقتصادي والمعاناة المتزايدة للأسر المصرية.

اللحم، هذا المكون الأساسي في غذاء المصريين، أصبح لغزًا لا يمكن حله، حيث تتعدد الأسباب وتتشابك الأرقام لتُظهر مدى الفجوة بين القدرة الشرائية للمواطنين والأسعار المتصاعدة باستمرار.

فبينما يبلغ سعر كيلو اللحوم الحية من النوع الجاموسي 155 جنيهًا ومن النوع البقري 170 جنيهًا، يباع كيلو اللحوم الحمراء للمستهلك بأسعار تتراوح بين 350 و450 جنيهًا، وهو فارق ضخم يعكس حجم الكارثة التي تواجه المجتمع المصري.

ومن المثير للسخرية أن تُبشرنا بعض الصحف بثبات أسعار اللحوم لثلاثة أشهر متتالية وكأنه إنجاز يستحق الفخر، بينما الحقيقة تكمن في أن هذا “الثبات” لا يمثل أي تحسن ملموس على أرض الواقع.

مصر الآن تحتل المرتبة رقم 147 عالميًا من بين 192 دولة من حيث نصيب الفرد من اللحوم، حيث لا يتجاوز نصيب المصري من اللحوم 60 جرامًا يوميًا.

بالمقارنة مع دول الخليج التي يتناول فيها المواطنون يوميًا كميات هائلة من اللحوم؛ البحريني يستهلك 254 جرامًا يوميًا، والقطري 216 جرامًا، وحتى في دول أقل ثراء مثل المغرب ولبنان، يتجاوز نصيب الفرد من اللحوم ما يحصل عليه المصري.

في هذا السياق، شهدت أسعار اللحوم والدواجن ارتفاعًا بلغ 22.3% مقارنة بالعام الماضي وفقًا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ورغم هذا الارتفاع الكبير، لا يزال العديد من المسؤولين يصرون على أن الأسعار لن تتجاوز زيادات طفيفة لا تتعدى 10 جنيهات في الكيلو، وهو ما يبدو غير واقعي بالنظر إلى التذبذب الشديد في أسعار اللحوم بمنافذ البيع المختلفة.

في منافذ وزارة الزراعة، على سبيل المثال، تتراوح أسعار اللحوم بين 300 و330 جنيهًا للكيلو، بينما يبلغ سعر اللحوم المفرومة 260 جنيهًا.

في منافذ مبادرة حياة كريمة، يستقر متوسط سعر اللحوم عند 310 جنيهات، ولكن المفارقة تكمن في أن الأسعار تختلف بشدة بين هذه المنافذ والمحال التجارية.

ففي بعض الأسواق، يصل سعر الكبدة البلدية إلى 490 جنيهًا، بينما يتم بيع اللحوم البلدية بنحو 400 جنيه للكيلو، وهو ما يعني أن اللحوم أصبحت سلعة نادرة يقتصر تناولها على الطبقات الأكثر ثراء.

المأساة الأكبر تتجلى في ردود أفعال المواطنين الذين عبروا عن يأسهم وفقدانهم الأمل في قدرتهم على شراء اللحوم.

أشار مرقص حنا، الموظف الحكومي، لا يخفي استياءه من واقع أصبح فيه سعر اللحوم خارج نطاق قدرة الأسر، حيث باتت العديد من العائلات مجبرة على التخلي عن تناولها تمامًا، وهو ما يثير مخاوف جدية حول صحة الأطفال الذين يعتمدون على البروتينات لبناء أجسادهم بشكل سليم.

الأطفال في مصر اليوم ضحايا مباشرة للتقاعس الحكومي، حيث يتعرضون لنقص حاد في الغذاء الضروري لنموهم، بسبب فشل الحكومة في ضبط الأسعار وتوفير السلع الأساسية بأسعار معقولة.

وأوضح مينا جرجس، موظف آخر، يتحدث بسخرية لا تخفي حجم الألم الذي يعانيه المواطنون، مشيرًا إلى أنه لم يعد هناكعمار” بينه وبين اللحمة، بل تحول الأمر إلى خصام طويل،

ويضيف بمرارة أنه حتى خيار التحول إلى نباتية أصبح صعبًا، بعد أن أصبح سعر الطماطم يفوق سعر المانجو. كلمات جرجس تعكس اليأس العميق الذي وصل إليه المصريون، حيث أصبحت اللحوم شيئًا من الماضي، بعيدًا عن متناول أيديهم، وكأنهم يعيشون في ظل اقتصاد ينتمي لعالم مختلف.

وتروي مريم محمود، ربة منزل، قصة مؤلمة أخرى، حيث أكدت أن عائلتها نسيت طعم اللحمة تمامًا، مشيرة إلى أن اللحوم أصبحت محصورة في أيدي الأغنياء فقط. نور الهدى، مثل الكثير من الأسر المصرية، تجد نفسها عاجزة عن تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية، متسائلة: أين الحكومة من هذه الأزمة المتفاقمة؟

وليس المواطنون العاديون وحدهم من يعانون، حتى العمالة غير المنتظمة مثل محمود سعداوي يتحدث عن اللحوم وكأنها أسطورة قديمة، تصريحات مثل هذه تجسد انهيارًا اجتماعيًا خطيرًا وتكشف عن فشل صارخ في التعامل مع أزمة الأسعار، حيث أصبحت اللحوم حلمًا بعيد المنال، وأصبح المواطن المصري يعيش في ظل نظام اقتصادي لا يلبي أبسط احتياجاته.

تتقاعس الحكومة يومًا بعد يوم عن تقديم الحلول الحقيقية، وتكتفي بالتبريرات الفارغة التي تزيد من سخط الشعب، الذي يجد نفسه أمام مستقبل مجهول، في ظل أوضاع اقتصادية كارثية تستمر في التضخم دون أدنى تدخل فعلي يحمي الفئات الأكثر تضررًا.

وفي ظل الفوضى الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، تواصل الحكومة إنكار الواقع المرير، مصممة على أن الأمور تحت السيطرة، وكأن الأزمات المتصاعدة لا تعنيها.

نقيب الفلاحين، في تصريحات غامضة، أشار إلى أن سوق الماشية يعاني من ركود خانق منذ شهور نتيجة انعدام الإقبال على الشراء. ومع اقتراب موسم البرسيم، العلف الرئيسي للماشية، يتوقع أن تشهد الأسعار زيادة طفيفة، لا تتجاوز 10 جنيهات للكيلو.

ولكن هل يعقل أن تكون هذه الزيادة التافهة مقبولة في ظل الارتفاع الصادم في تكاليف الإنتاج، ولا سيما أسعار الأعلاف التي تحلق في سماء التضخم؟

المفارقة الأدهى تكمن في الفجوة الإنتاجية المذهلة التي تعاني منها مصر، حيث لا تغطي سوى 40% من احتياجاتها، بينما تستورد 60% من اللحوم من الخارج.

هذا يعني أن أي ارتفاع عالمي في الأسعار أو اضطراب في سلاسل التوريد قد يؤدي إلى أزمة غذائية كارثية. البلاد الآن أمام مفترق طرق، حيث بات الأمن الغذائي مهددًا بشدة، مما يزيد من مخاوف الشعب الذي يعاني من نقص حاد في السلع الأساسية.

ومع ارتفاع أسعار الأعلاف، خصوصًا الردة التي ارتفعت إلى 400 جنيه للشيكارة، تتكشف خيوط الفساد والاحتكار في عملية توزيع الأعلاف المدعمة. هذا الوضع يزيد الطين بلة، حيث يواجه المربون صعوبة في تحمل الأعباء المالية الباهظة لتغذية ماشيتهم، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.

ورغم كل هذه الأرقام المرعبة، تستمر الحكومة في التقليل من حجم المشكلة، متمسكة بأوهام أن الزيادة المقبلة لن تتجاوز 10 جنيهات.

لكن هذه التصريحات لا تعكس واقع ملايين الأسر المصرية، التي تقبع تحت ضغط تكاليف الحياة اليومية المتزايدة وتراجع الدخول.

في ظل هذا الواقع، لم تعد اللحوم مجرد ترف، بل أصبحت قضية بقاء، وأصبحت الضغوط تتزايد على الحكومة لتحمل مسؤولياتها وإيجاد حلول فعالة.

المواطنون بحاجة ماسة إلى أكثر من مجرد وعود فارغة أو تقارير زائفة عن “ثبات الأسعار”. إن ما يحتاجه المصريون اليوم هو تدخلات جادة وعاجلة تعيد التوازن إلى سوق اللحوم وتضمن توفير البروتينات الأساسية بأسعار في متناول الجميع.

الأزمة ليست مجرد أزمة اقتصادية عابرة، بل هي أزمة إنسانية تهدد صحة وكرامة الشعب المصري. لا بد من التحرك الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن يصبح الأمر أكثر خطورة.

وفد أمني رفيع المستوى يلتقي قيادات من حماس ونتنياهو يرحب بدور مصر الخياني في إطلاق سراح الأسرى.. الجمعة 25 أكتوبر 2024م.. ابتزاز رخيص من السيسي لمفوضية اللاجئين يحول “المهاجرين” والمقيمين بمصر إلى لاجئين من أجل الـ 10 مليارات دولار

وفد أمني رفيع المستوى يلتقي قيادات من حماس ونتنياهو يرحب بدور مصر الخياني في إطلاق سراح الأسرى.. الجمعة 25 أكتوبر 2024م.. ابتزاز رخيص من السيسي لمفوضية اللاجئين يحول “المهاجرين” والمقيمين بمصر إلى لاجئين من أجل الـ 10 مليارات دولار

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* حبس إعلامية وطبيب ومحامٍ 45 يومًا بـ”تحالف الأمل”

ضمن الانتقام من تجرؤ المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي على السيسي، الذي يعتقله بتهم واهية، قررت الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة أمن الدولة العليا المنعقدة بمجمع محاكم بدر، أمس الأربعاء، تجديد حبس الإعلامية دنيا سمير فتحي لمدة 45 يومًا على ذمة القضية رقم 440 لسنة 2022 حصر تحقيق أمن دولة عليا، وهي القضية التي تضم أيضًا الصحفية شيرين شوقي، والصحفي محمد صبري دسوقي، والصحفي محمد فوزي.

وقد جاءت جلسة تجديد الحبس عبر خاصية “فيديو كونفرانس” دون حضور الإعلامية المعتقلة من محبسها، وعُقدت بشكل إجرائي روتيني دون تحقيقات أو السماح بتقديم الدفوع القانونية.

 

ووجهت نيابة أمن الدولة إلى المتهمين الأربعة تهم نشر أخبار ومعلومات كاذبة على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وبث مقاطع فيديو عبر “يوتيوب”، ونشرها في صفحات مختلفة.

وقررت الدائرة ذاتها تجديد حبس الطبيب خالد أحمد أبو شادي، والمحامي قاسم محروس عبد الكافي، المحامي الأصلي عن عائشة الشاطر، نجلة النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، لمدة 45 يومًا على ذمة القضية رقم 930 لسنة 2019 حصر تحقيق أمن دولة عليا، والمعروفة إعلاميًا بـ”تحالف الأمل”.

ووجهت لهما نيابة أمن الدولة اتهامات بالانضمام إلى جماعة محظورة والترويج لأفكارها، وبث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها مع العلم والترويج لأغراضها.

*عمال «مصر للألومنيوم» يعلقون إضرابهم بعد اجتماعهم مع إدارة الشركة

علق عمال شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي إضرابهم الجزئي عن العمل، بعد وعدهم بتحقيق مطالبهم، بحلول الأحد القادم، وذلك خلال اجتماع جمعهم بإدارة المصنع، ومسؤولي الشركة القابضة، وعدد من النواب، حسبما قال مصدر بدار الخدمات النقابية لـ«مدى مصر».

وأوضح المصدر أن العمال من الممكن أن يستأنفوا إضرابهم ويصعدوه إلى إضراب كلي، إذا لم تستجب الإدارة لمطالبهم، الأمر الذي قد يؤثر على سلامة معدات الشركة، وهي المسؤولية التي يحمّلها العمال لإدارة الشركة.

كان العمال بدأوا إضرابًا جزئيًا عن العمل احتجاجًا على قرار الشركة بتحديد نصيب أرباحهم عن هذا العام بما يساوي 66 شهرًا لكل عامل، وهو ما يعني تقليص أرباحهم لحوالي نصف النسبة المقررة لهم في لوائح الشركة، والتي تنص على حصول العمال على نسبة 12% من صافي الأرباح سنويًا، أي ما يعادل 136 شهرًا، حسبما أفاد عاملان بالشركة في تصريحات سابقة لـ«مدى مصر».    

وتُحسب الأرباح السنوية لحوالي ثلاثة آلاف و500 عامل، على الأجر الأساسي الذي يتراوح بين ألف و1200 جنيه، تزيد إلى حوالي خمسة آلاف جنيه شهريًا مع الزيادات والبدلات، لذلك يعتمد أغلب العمال على نسبة الأرباح السنوية.

 

*وفد أمني رفيع المستوى يلتقي قيادات من حماس

أكد مصدر مسؤول مصري أن وفدا أمنيا مصريا رفيع المستوى التقى وفدا من قيادات “حماس” بالقاهرة. وأوضح المصدر أن الطرفين استعرضا الأوضاع الجارية بغزة وسبل تذليل العقبات التي تواجه التهدئة بالقطاع.

وقال المصدر: “إن اللقاء يأتي في إطار الجهود المصرية لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة”.وقال وزير الخارجية المصري إن السلام والأمن للإسرائيليين والشعب والدولة الإسرائيليةمرهون فقط بإرجاع الحقوق لأهلها وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.

وأشار إلى أنه كما توقعت مصر وحذرت “اتسعت رقعة الصراع، فبدلا من غزة هناك عدوان ممنهج فى الضفة الغربية وترحيل مستمر للفلسطينيين من قراهم الى بعض المدن الفلسطينية”، وأنه بعد ذلكأمتدت رقعة الصراع إلى لبنان والتي طالما كنا نحذر من انزلاق المنطقة الى حرب شاملة وللأسف الشديد نحن بالفعل على مشارف حرب شاملة”.

* نتنياهو يرحب بدور مصر الخياني في إطلاق سراح الأسرى

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرحب باستعداد مصر للمضي قدما في اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وأضاف البيان: “بناء على اللقاءات التي عقدت في القاهرة، وجه رئيس الوزراء مدير الموساد بالتوجه إلى الدوحة والدفع بسلسلة المبادرات المطروحة على جدول الأعمال، بمساندة أعضاء المجلس الوزاري المصغر”.

وأعلن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في وقت سابق، أن الوفدين الأمريكي والإسرائيلي سيجتمعان في الدوحة لإجراء مشاورات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف: “إن جهود دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية والشركاء في المنطقة مستمرة للتوصل إلى حل للصراع ووقف الحرب وتحرير الرهائن”. كما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن التوجهات الإسرائيلية الراغبة في فرض إرادتها بالقوة والغطرسة لم ولن تحقق الأمن والسلام لإسرائيل.

* ابتزاز رخيص من السيسي لمفوضية اللاجئين يحول “المهاجرين” والمقيمين بمصر إلى لاجئين من أجل الـ 10 مليارات دولار

من أجل الحصول على 10 مليارات دولار معونات من الأمم المتحدة نظير وجود 10 ملايين مهاجر في مصر يريد تغيير المنقلب السفيه السيسي مسماهم من مهاجرين إلى لاجئين، حيث يستعد مجلس النواب، لمناقشة مشروع قانون مشروع قانون تنظيم لجوء الأجانب، خلال الجلسات العامة المقبلة، وذلك بعدما وافقت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، عليه خلال اجتماعها الأربعاء.

وكانت وزارة الخارجية الانقلابية قد قالت: إن “مصر تستضيف أكثر من 10 ملايين مهاجر ولاجئ وطالب لجوء، وتؤكد على أهمية التعاون الدولي وتفعيل مبدأ تقاسم الأعباء والمسؤولية لهذا العدد من اللاجئين والمهاجرين والمجتمع المضيف”.

القانون الجديد

وفقًا لمشروع القانون الذي وافقت عليه لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب، فإنه تنشأ اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين وتكون لها الشخصية الاعتبارية، وتتبع رئيس مجلس الوزراء المصري، ويكون مقرها الرئيسي العاصمة القاهرة، بحيث تكون هي الجهة المهيمنة على كل شؤون اللاجئين بما في ذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة بأعداد اللاجئين.

 ووفق مشروع القانون فإن اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين تتولى بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، التعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وغيرها من المنظمات والجهات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين، والتنسيق مع الجهات الإدارية في الدولة المصرية لضمان تقديم أوجه الدعم والرعاية كافة، والخدمات للاجئين، وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون اختصاصاتها الأخرى.

ماذا يريد السيسي؟

وفي الأيام الماضية كثفت الإدارة الـعـامـة لـمـبـاحـث شـؤون الإقـامـة جهودها فـي ضبط مخالفي قانون الإقامة والعمل منذ بداية عام 2024 ، من أجل تحصيل مبالغ دولارية ضخمة ممن يستطيع المكوث في البلاد والجانب الذي لن يستطيع الدفع سيتم إبعاده عن البلاد ثم استقبالهم مرة أخرى، لكن ليس بصيغة مهاجر فسيتم استقبالهم على أنهم لاجئين لتستطيع الحكومة أن تجمع معونات من الأمم المتحدة على وجودهم في مصر بهذه الصيغة.

وكشفت الإدارة الـعـامـة لـمـبـاحـث شـؤون الإقـامـة هذ1ا الأسبوع أنها ضبطت عدد (21,190) مخـالفاً لقانون الإقامة والعمل لم يستطيعوا تقنين أوضاعهم ودفع المبالغ المالية المستحقة عليهم وجاري إبعادهم عن البلاد.

بينما قالت الإدارة: إن “نحو (11,970) قاموا بتعديل وضعهم القانوني بـعـد تحصيل الغرامات المترتبة عليهم”.

وبربط ما قامت به الإدارة الـعـامـة لـمـبـاحـث شـؤون الإقـامـة وما أقرته لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب بالموافقة على  قانون مشروع قانون تنظيم لجوء الأجانب، نجد أن السيسي بدأ فعليا في الاستفادة من المهاجرين الموجودين في مصر من الفقراء، ويجعلهم ورقة ضغط للحصول على مليارات الدولارات بتقنين أوضاعهم من مهاجرين إلى لاجئين، ولو على حساب المواطنين الفقراء الذين طحنهم الفقر وزاد المهاجرين من معانتهم.

المهاجرين في مصر

يعيش في مصر نحو 9 مليون مهاجر، وليس كلهم لاجئين، فهناك فارق بين “اللاجئ” و”المهاجر”، إذ إن اللاجئ هو الشخص الذي ترك بلاده مضطرًا، بسبب الحروب والنزاعات السياسية بحسب تعريف الأمم المتحدة، أما المهاجر فهو الشخص الذي أقام في دولة معينة لأكثر من عام سواء طواعية أو مجبرًا على ذلك، وهو مصطلح أعم من اللاجئ. 

ويعيش في مصر مهاجرون من 133 دولة، يستحوذ السودانيون على النسبة الأكبر منهم بحوالي 4 ملايين شخص يليهم السوريين 1.5 مليون شخص، ثم من اليمن وليبيا مليون شخص لكل جنسية، كما توضح المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 37% من المهاجرين يعملون في وظائف مستقرة.

 وأصدرت المنظمة الدولية للهجرة في يوليو 2022 تقريرًا قدّرت فيه إجمالي عدد المهاجرين واللاجئين مُجتمعين بحوالي 9 ملايين شخص، وبالتالي فإن هؤلاء المهاجرين ليسوا كلهم لاجئين.

ولا يوجد رقم دقيق لأعداد اللاجئين، إذ بلغ عدد اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر المسجلين لدى مفوضية اللاجئين في مصر بلغ 792 ألف شخص، بحسب الموقع الرسمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر، وليس كل اللاجئين في مصر مسجلين.

وأعلنت حكومة الانقلاب بداية العام الحالي إنها ستعد حصرًا بأعداد ضيوفها من جميع الجنسيات، لحصر التكلفة التي تتكلفها الدولة جراء استضافتهم.

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى تزايد عدد المهاجرين الدوليين مصر منذ عام 2019 نتيجة عدم الاستقرار في بعض الدول المجاورة ومن ثمّ توجّه العديد من من مواطني تلك الدول إلى مصر، ولاسيما من دول السودان وسوريا وجنوب السودان والعراق واليمن وإثيوبيا.

ردود الفعل

 قال الإعلامي محمد ناصر على قناة مكملين :”لعبة قـذرة للسيسي، لازم نستقبل لاجئين زيادة عشان نهبر العشرة مليار دولار”.

وغرد الدكتور مصطفى جاويش:” مصر بها ٩ مليون مهاجر أجنبى اضافةالى ٧٠٠ الف لاجىء فقط، مقابل ١٥ مليون مصرى مهاجر بالخارج، الأرقام الرسمية معلنة دوليا”.

  كتب محمد عبدالله: “الحكومة قدمت مشروعا لمنع ترحيل اللاجئين عند رفض طلب لجوئهم وتقديم الدعم لهم ووافقت عليه لجنة الدفاع الصهيونية بالبرطمان، الرئيس طلع مش مصري طلع صهيوني بيستبدل المصريين باللاجئين #ترحيل_جميع_اللاجئين_مطلب_شعبي #ترحيل_الضيوف_مطلب_شعبي #ترحيل_اللاجئين_واجب_وطني #ترحيل_السوريين_من_مصر”.

وقال إسماعيل محمود : “يعني إيه تمنع ترحيل اللاجىء بعد رفض طلب اللجوء، ابقى اصرف عليه من مالك الخاص، وينزل عندك فى البيت، تخيل هذا النائب عضو لجنة الدفاع والأمن القومي”.

 وتهكمت بوسي نور : “يعني إيه مشروع قانون من الحكومة ويتوافق عليه من لجنة الدفاع فى مجلس النواب؟  حتى اللاجئ اللي لم يوافق على طلب لجوئه لا يتم ترحيله وداخل الخبر بيقولك لازم نحافظ على أمن اللاجئ طب وأمن البلد ؟ وأمن المواطن ؟ #ترحيل_اللاجئين_واجب_وطني”.

وأوضح علي نوح : “ومين اللي ماسك لجنة الدفاع في مجلس النواب بقى السيناتور علاء عابد اللي هو في نفس الوقت المستشار القانوني والمحامي العام للاجئين والملياردير السوري صاحب قطونيل يعني من الآخر مفيش ترحيل، والبس ياشعب ويبقى الحال على ماهو عليه وعلى المتظلم اللجوء لربنا وعند الله تجتمع الخصوم”.

وأوضح محمد : “دي خيانة للبلد، توطين اللاجئين و المهاجرين دا خطر علي الأمن القومي المصري”.

ونوه محمد الشريف: “يعني من تفحص طلبات اللجوء هيئة أممية يعني محايدة وليست جهة محلية مثلما في معظم الدول، وهي أكثر تعاطفا مع طالبي اللجوء، ولما ترفض طلب لجوء البعض مصر هي التي تمنع ترحيلهم وبالقانون كمان؟ ما بلاش مفوضية بقى ولا طلبات، واللي يدخل يدخل، وده طبعا طلب أوروبي، بقينا حالة يُحكى عنها”.

  ولفت المحمدي : “مشاهد ومتابع عن بعد، هو إيه اللي بيحصل؟ هل أنا فاهم صح أن العضو بيطالب بحماية اللاجئ حتى لو ترفض كلاجئ؟ وهل هناك فئة منهم بيسيطروا على أحياء بالكامل لدرجة تغيير أسماء شوارع ؟ كمحب لمصر وللشعب المصري ،عن نفسي أنا في بلدي المفروض رقم واحد عند الحكومة والنواب اللي المفروض يمثلني”.

* عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية : لماذا يدمر النظام آثار مصر التي لا تقدر بثمن؟

ما تزال عمليات هدم بعض المباني والمقابر ذات الطراز المعماري الفريد تلقي غضبًا واسعًا، خاصة مع تعرض بعض المعالم التاريخية للخطر.

وبينما تُعد هذه الآثار جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة التاريخية لمصر، تتزايد المطالبات بالحفاظ عليها وحمايتها من قرارات الهدم، في محاولة لتحقيق التوازن بين التنمية وحماية التراث، من جانبها قالت الدكتورة عالية المهدي، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الأسبق: “الحقيقة مش فاهمة ليه دولة بتحتفل بمتاحف جديدة و عاملة إنها بتهتم بالآثار، ليه بتدمر آثارها الجميلة؟”.  

وأضافت “أصل مش معقول تكون فيه دولة مهتمة بافتتاح متحف و عمل استعراضات كبيرة للافتتاح و لتشجيع السياحة، و في نفس الوقت إيديها بتحطم آثار لا تقدر بثمن”.

ولفتت أن “آثار منتهى الروعة و لامثيل لها في أي بلد في العالم، بدل ما نحطمها، كان لازم ننضف المنطقة حولها و ننسقها و نحولها لمزارات حتي لو كانت مقابر، و كده نكسب مناطق جديدة تجتذب السياح”.

من جانبه قال الأثري بوزارة السياحة والآثار الدكتور شريف شعبان: إن “الكثير من الآثار الإسلامية غير مسجلة كآثار، ومن بينها العديد من القباب والأضرحة حيث تسجل ضمن مشروع التنسيق الحضاري”.

وأضاف في تصريحات صحفية أن هذه الآثار قد لا يكون مر عليها 100 عام، ولكنها تراث حضاري ومعماري فريد يجب عدم إهماله.

وأوضح، أن هذا الأمر يسبب مشكلة وهي أن قانون التنسيق الحضاري غير ملزم، وبالتالي عند حدوث تجديد أو هدم أي مبني فريد أو بطراز غريب لم يمر على وجوده 100 عام لا يكون خاضعًا لقانون الآثار، ولا يمكن حمايته من الهدم.

وحول القباب والأضرحة بمنطقة الإمام الشافعي قال: إن “معظمها غير خاضع لقانون الآثار وغير مسجلة كآثار مثل قبة مستولدة محمد علي، ولذلك فهي غير محمية”.

وأشار، الى أنه خلال السنوات الأخيرة خرجت العديد من المباني الأثرية من قوائم الآثار، وبالتالي أصبحت خارج سلطة وزارة السياحة والآثار الأمر الذي يجعلها مهددة في أي وقت.

ولفت، إلى أن هذا الأمر جعل القاهرة التاريخية مهددة مثل منطقة ماري مينا العجايبي، موضحًا أن ذلك قد يعرض الآثار المصرية للتهديد بالشطب من قائمة التراث العالمي اليونيسكو.

ويشير متخصصون إلى أن المقابر التي يتم هدمها مبنية في أغلبها حول أفنية خاصة، وقد شيدت على مدى التاريخ الإسلامي بطرز مختلفة، وأن كثيرًا منها لا مثيل له في مصر، ويحتوي كثير منها على منحوتات رخامية وخشبية ومعدنية.

وطالبت بوقف أعمال الهدم  بجميع مشتملاتها، مع عمل مراجعة شاملة من جميع الجهات المعنية لكل الأعمال لحماية ما تبقى من هذه الثروات الحضارية التي تمثل رابطًا بين ماضينا وحاضرنا.

*أحدهما “تعويم” الجنيه لسعر 80 للدولار ملفان وراء حديث السيسي حول ضرورة مراجعة شروط صندوق النقد

كشفت مصادر مطلعة قريبة من الحكومة تحدثتت إليها “عربي بوست” أن سبب حديث عبد الفتاح السيسي قبل أيام حول ضرورة مراجعة بنود برنامج صندوق النقد الدولي، حتى لا تثقل كاهل المواطن، يعودُ لبندين في المفاوضات؛ أحدهما يخصُّ تعويمِ جديدٍ للعملة المصرية مقابل الدولار، والبند الثاني يتعلق بطرح شركات الجيش المصري في البورصة.

في الوقت نفسه أقرَّ نواب في البرلمان المصري تحدثواوا إليهم “عربي بوست” أن برنامج صندوق النقد الدولي تسبب في نتائج سيئة للمواطن المصري ترتب عليها انهيار قيمة العملة وارتفاع الأسعار بشكل كبير، وأن المواطن وحده هو الذي دفع نتيجة هذه السياسة التي ذهبت إليها الحكومة المصرية.

كان السيسي قد تحدث قبل أيام حول برنامج بلاده للإصلاحات الاقتصادية مع صندوق النقد الدولي وضرورة ألا تسبب مزيدًا من الألم لمعيشة المصريين، ما أثار اهتمام الشارع المحلي وطرح تساؤلات، خاصةً أنه رأى أن البرنامج قد يحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر، إذ فرضت الضغوط الاقتصادية عبئًا لا يطاق على المصريين الذين يعانون ارتفاع الأسعار الناتجة عنه.

السيسي قال: إن برنامج صندوق النقد الإصلاحي الذي يرافقه قرض بقيمة 8 مليارات دولار، والذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا العام، “يُتم تنفيذه في ظل ظروف إقليمية ودولية وعالمية صعبة للغاية”. وأضاف: “أقول للحكومة ولنفسي، إنهُ إذا أدى هذا التحدي إلى ضغوط على الجمهور لا يمكنهم تحملها، فيجب مراجعة الوضع ومراجعة الموقف مع الصندوق“.

في هذا التقرير نقف على أسباب حديث السيسي في هذا الوقت حول مراجعة برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري مع صندوق النقد الدولي، وما إذا كان الأمر له علاقة بخلافات بين الجيش المصري والسيسي حول تخارج الجيش من الاقتصاد، وهو ما يرفضه الجيش في حين يريد السيسي “أيِّ مسار يخفف من الأزمة الاقتصادية” التي يواجهها.

تقدير موقف

أحد المصادر المصرية التي تحدث إليها “عربي بوست”، وهو باحث في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء، قال: “إن الحكومة المصرية في أزمة اقتصادية كبيرة، وقد سبق أن قدم مركز المعلومات خلال الأيام الماضية تقدير موقف يخص الأزمة الاقتصادية والتصور لعلاجها أو على الأقل الذهاب إلى مسار يقلل من أثرها على المواطن المصري في الفترة الحالية“.

وقال: “إن هناك ملفين مهمين مطروحين على مائدة مفاوضات وزير المالية المصري أحمد كوجك مع صندوق النقد الدولي الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، وهما ملف تعويم العملة المصرية وكذلك ملف طرح شركات الجيش في البورصة“.

أوضح أن الصندوق يريد تعويم جديداً ويرى أن السعر الحقيقي للدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري هو 80 جنيه مصرياً لكل دولار، لكن السلطة في مصر لا تريد الذهاب إلى ذلك على الأقل في هذا العام، على أن يكون ذلك مع بداية العام المقبل، خاصة وأن هناك تقارير رسمية من أطراف كثيرة، بعضهاأمني”، تتحدث عن أن الشارع المصري بات لا يقوى على تحمل أي تبعات اقتصادية أخرى في الفترة الحالية.

كشف كذلك أن الملف الثاني يتعلق بطرح شركات الجيش في البورصة، وهي أزمة حقيقية تواجه الحكومة ولا تجد لها حل اً في ظل إصرار الجيش على عدم الذهاب بشركاته إلى البورصة في الفترات المقبلة.

مصدر آخر في البرلمان المصري قال لـ”عربي بوست”: “إن هناك خلافات خلال الأيام الماضية، بين السيسي وقادة الجيش المصري”، مشيرا إلى أن السيسي ومن أجل تقوية دور الجيش في الاقتصاد المصري، لضمان دعمه والاستمرار في السلطة، سمح للجيش وقادة الجيش بالاستثمار في الاقتصاد على نطاق واسع في السنوات الماضية.

وأشار إلى أن السيسي سمح لقادة الجيش بالاستثمار بشكل شخصي، في كافة قطاعات الاقتصاد المصري حتى بات لقادة الجيش ” إمبراطوريات اقتصادية”، وبعد تأزم الأوضاع الاقتصادية طلب السيسي من قادة الجيش ومن الجيش تقديم بعض التنازلات المالية، للموازنة، لكن الجيش وقادته رفضوا، وتعللوا بأن هذه الاستثمارات خاصة ولا يجب أن تذهب إلى الموازنة المصرية“.

أصل الخلاف

سألنا البرلماني المصري محمود الصعيدي، عضو لجنة الاقتصاد في البرلمان المصري، حول البنود المتبقية من برنامج صندوق النقد الدولي والتي لم تقم الحكومة المصرية بتطبيقها حتى الآن. قال: “لا أعرف البنود المتبقية، وأرجو إرسالها إليّ“.

وبخصوص تعطيل المراجعة من جانب صندوق النقد الدولي، قال الصعيدي: “إن وزير المالية المصري أحمد كوجك موجود في أمريكا الآن للتفاوض مع صندوق النقد الدولي حول المراجعة الجديدة للقرض وبنوده والدفعة الجديدة من القرض“.

كذلك فقد قال: إنه “ليس هناك تعويم للجنيه المصري في الفترة الحالية على الأقل”، ملمحًا إلى أنه من الممكن أن يحدث ذلك في المستقبل. وبخصوص طرح شركات الحكومة والجيش في البرلمان، قال الصعيدي: “ليس هناك مانع من ذلك، يجب طرح الشركات لتكون ملكية عامة للشعب“.

لكن بمراجعته حول مدى قبوله أو موقفه من طرح شركات الجيش في البورصة أو للاستثمار الأجنبي، قال عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان المصري: “هما هدفهم كدا، في إشارة إلى صندوق النقد، وهذا أمر مش وحش، في كل دول العالم هناك مسار لتخارج الحكومة من الاستثمار وإفساح المجال للقطاع الخاص للاستثمارات“.

وبخصوص الموقف من طرح شركات الجيش في البورصة، قال الصعيدي: “بالطبع، الجيش جزء من الحكومة وليس هناك مشكلة في طرح شركات تخص الجيش في البورصة أو للاستثمار الأجنبي“.

وحول تأثير قروض صندوق النقد على الاقتصاد المصري، قال الصعيدي: “هي سلبية على المواطن المصري وتسببت في ارتفاع الأسعار ولا أحد ينكر ذلك، وقد اضطرت الحكومة للذهاب إلى صندوق النقد الدولي بسبب الأزمة العالمية الحالية“.

مراجعة الشروط

في حين قال عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان المصري محمد علي عبدالحميد: إن السيسي طالب بمراجعة شروط صندوق النقد لأنه “يريد التخفيف عن المواطن المصري الذي يعاني بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الحالي“. 

مشيرًا إلى أن مصر هي التي وضعت برنامجها للإصلاح الاقتصادي، وقدمته لصندوق النقد الدولي والذي تضمن تحرير سعر الصرف ورفع الدعم وكذلك طرح شركات في البورصة، ومصر ملتزمة به، لكن شروط صندوق النقد كانت صعبة على المواطن المصري، والسيسي يحاول تمديد فترة تنفيذ شروط الصندوق حتى لا يواجه المواطن المصري أزمة كبيرة.

أما بخصوص انسحاب مصر من الاتفاق مع صندوق النقد وتأثير ذلك على صورة مصر اقتصاديًا، قال عبدالحميد: إن مصر لا تعتمد فقط على صندوق النقد الدولي، لكن التعامل مع صندوق النقد، هو شهادة ضمان، لاقتصاد مصر بأنه يتعافى وهو ما يساعد مصر على الحصول على تمويلات وقروض من مؤسسات أخرى، وأن مصر “في سبيل المواطن المصري سوف تتحمل أي تبعات للانسحاب من برنامج صندوق النقد“.

كشف أن مصر لديها مسارات أخرى تستطيع أن تعوض بها تأثيرات الانسحاب من برنامج الصندوق، مثل مشاريع مع دول الخليج كما حدث في رأس الحكمة التي تم بيعها للإمارات، وكذلك مساعي مصر التفاوض مع السعودية للاستثمار في بعض المناطق على البحر الأحمر.

أما بخصوص الخلاف حول طرح شركات الجيش في البورصة، قال عبدالحميد: إنه في الفترة الأخيرة الحكومة اتخذت قرارًا بطرح كل شركات القطاع العام في البورصة وللبيع وسوف تتخارج من الاقتصاد بالكامل، وقال: إن شركات القطاع العام تصل إلى 705 شركات سوف تبيعها الحكومة المصرية.

وأشار إلى أن شركات الجيش سيكون بعضها من ضمن الشركات التي سوف يتم بيعها أو طرحها في البورصة، مثل وطنية وصافي، وكشف أن تأخير طرح الشركات الخاصة بالجيش في البورصة، يتعلق بالتقييم وأن هناك لجان ما زالت تقوم بتقييم الشركات التابعة للجيش للوصول إلى قيمتها الحقيقية قبل بيعها.

كذلك أشار إلى أن الخلاف بين صندوق النقد الدولي والحكومة المصرية حول تعويم جديد للعملة المصرية أمر مفهوم، وقلل من أثره على الاقتصاد مشيرًا إلى أن هناك تحريرًا للعملة لكن ربما يكون هناك حاجة إلى تعويم جديد للعملة، موضحًا أن ذلك لن يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد.

برنامج مصري

من جانبه، قال عضو لجنة الاقتصاد في البرلمان المصري، علي دسوقي، في تصريحات لـ”عربي بوست”: إن الحكومة تسعى إلى طرح شركات في البورصة، دون أن يكون ذلك “تابعًا أو تلبية لطلبات صندوق النقد الدولي، ولكن لصالح الاقتصاد المصري” وفق قوله.

وبخصوص طرح شركات الجيش في البورصة أو للاستثمار الأجنبي، قال النائب علي دسوقي إنه لم يتم طرح شركات الجيش حتى الآن في البورصة، أو للاستثمار الأجنبي، مشيرًا إلى أن هناك إجراءات تتم على أرض الواقع تخص طرح شركات الجيش في البورصة. كما أشار إلى أن هناك لجانًا تعمل الآن على تقييم شركات الجيش بشكل تفصيلي، لبحث إمكانية طرح بعضها في البورصة خلال الأيام المقبلة.

جدير بالذكر أن الحكومة قد سبق أن أعلنت في مارس/ آذار 2023 بدء عملية طرح اثنتين من شركات الجيش للاستثمار، كما تخطط لطرح أربع شركات كبيرة أخرى.

وعقد رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، اجتماعًا لمتابعة الخطوات التنفيذية لبرنامج الطروحات الحكومية الذي سبق الإعلان عنه. وبحسب البيان الذي أصدرته رئاسة الوزراء، سيقدم المستشارون للمستثمرين المعلومات اللازمة حول شركتيوطنية” لتوزيع الوقود و”صافي” لتعبئة المياه.

وقال البيان إن اللجنة المسؤولة عن إدراج الشركات التي تديرها الدولة ستعرض أيضًا أربع شركات “كبيرة” على المستثمرين من خلال بنوك الاستثمار الدولية، دون تسمية هذه الشركات، لكن بطبيعة الحال لم يتحقق أي شيء من ذلك حتى الآن في الاقتصاد.

كذلك فقد سبق أن دعا عبدالفتاح السيسي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 خلال افتتاحه أحد المشروعات الجديدة، إلى طرح الشركات المملوكة للقوات المسلحة المصرية في البورصة حتى يمكن للمواطنين شراء أسهم بها.

وقال السيسي: “الطروحات التي تجهزها الدولة لطرحها في البورصة لابد أن تكون هناك فرصة منها لشركات القوات المسلحة“.

وأثارت هذه الخطوة حالة من التفاؤل في أسواق المال المصرية والقطاع الاقتصادي، وإن كان هناك قلق حول إتمامها واستيفاء المعايير المطلوبة لطرح هذه الشركات في البورصة، والتي قد تستغرق وقتًا طويلًا.

وكان السيسي قد أعلن في وقت سابق أن الجيش المصري “لا يعمل بأكثر من ثلاثة في المائة من حجم الناتج القومي”، مؤكدًا أن مشاركة الجيش لا تصل إلى عشرة أو خمسين في المائة (كما ادعى البعض).

ماذا تعني المراجعة؟

مراجعة موقف مصر مع الصندوق تعني إعادة فتح برامج الإصلاحات الاقتصادية وتأجيل بعضها لفترات لاحقة، لتخفيف صدمة تبعاتها على المستهلك المحلي.

وبحسب “الأناضول”، فإن الصندوق مصمم على المضي قُدمًا في خطة الإصلاحات دون تغيير، وفق الجداول الزمنية المحددة مسبقًا مع الحكومة المصرية.

وقالت الوكالة على لسان مصادر: “تبقى من الإصلاحات التي لم يتم إكمالها بعد، رفع الدعم كاملًا عن الوقود، إلى جانب رفع الدعم عن الكهرباء لبعض الشرائح الاستهلاكية، وتخارج الدولة من عشرات الشركات العاملة في البلاد“.

وأعلنت مصر عن أكثر من صفقة خلال العام الجاري، تبيع فيها حصصًا للدولة في العديد من الشركات لصالح القطاع الخاص المحلي.

وفي حال فرضية ظهور خلافات بين الجانبين بشأن مواعيد تنفيذ الإصلاحات، فإن الصندوق قد يتجه إلى تأجيل مراجعات البرنامج مع مصر، وهو ما سيؤجل تسليم شرائح جديدة من القرض البالغ 8 مليارات دولار.

أصل الاتفاق

بالعودة إلى نوفمبر 2022، في ذلك الوقت اتفقت مصر مع الصندوق على برنامج إصلاحات اقتصادية يرافقه قرض بقيمة 3 مليارات دولار، قبل أن يتم تعليقه في 2023، بسبب خلافات بين الجانبين أبرزها رفض القاهرة لتعويم الجنيه.

وتأثرت القاهرة بشدة جراء الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير/ شباط 2022، نتج عن ذلك ارتفاع فاتورة واردات السلع المقومة بالنقد الأجنبي، مما أدى إلى تراجع وفرة الدولار. فاقم ذلك تخارج أكثر من 20 مليار دولار من استثمارات الأجانب بأدوات الدين المصرية.

وفي عام 2023، ساءت أوضاع سوق الصرف الأجنبية في مصر، مما أدى إلى ظهور السوق السوداء للعملة. رافق ذلك تعليق الصندوق إجراء مراجعات لبرنامجه الإصلاحي مع القاهرة، والذي عادة ما ينتج عنه صرف شرائح من القرض المالي. ومرد الخلاف في ذلك الوقت، هو رفض مصر تحرير سعر صرف الجنيه.

لكن مع اندلاع الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تراجعت إيرادات السياحة الوافدة إلى مصر، ثم هبطت حركة عبور السفن من قناة السويس؛ إذ تُعد عائداتهما بجانب الصادرات من أهم مصادر النقد الأجنبي للبلاد.

مطلع 2024، تحدث صندوق النقد الدولي في أكثر من مناسبة عن تضرر مصر بسبب التوترات الجيوسياسية في الإقليم، حتى تم الاتفاق على توسيع القرض السابق من ثلاثة مليارات إلى ثمانية مليارات دولار، والذي جرى إعلانه في مارس/آذار من العام نفسه.

خطوات مصرية للإصلاح

في مارس/آذار 2024، حررت القاهرة سعر صرف الجنيه، وعلى إثر ذلك تراجع أمام الدولار من واحد وثلاثين إلى 48.5 جنيهًا في الوقت الحالي، بحسب بيانات البنوك العاملة في مصر.

في الشهر نفسه، رفعت مصر أسعار الوقود بنسبة وصلت إلى عشرة بالمئة، تبع ذلك رفع سعر الخبز المدعم بنسبة ثلاثمئة بالمئة من خمسة قروش إلى 20 قرشًا للرغيف.

كما ارتفعت أسعار المواصلات وتذاكر المترو، في يوليو/تموز، وهو الشهر نفسه الذي نفذت فيه مصر زيادة ثانية في أسعار الوقود المباع للمستهلك النهائي، إلى جانب زيادات متباينة على أسعار الغاز المنزلي والصناعي.

وفي أغسطس/آب قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن الحكومة سترفع تدريجيًا دعم الوقود، ليتساوى مع سعر التكلفة بحلول نهاية 2025.

بينما نفذت مصر قبل أيام زيادة ثالثة على أسعار الوقود بنسبة وصلت إلى 17.4 بالمئة، وهو ما يزيد مخاوف من زيادات على أسعار المواصلات والسلع الغذائية التي يعد الوقود أحد مدخلات إنتاجها.

وصعد تضخم أسعار المستهلك السنوي في السوق المصرية خلال سبتمبر/أيلول الماضي، إلى 26 بالمئة، ارتفاعًا من 25.6 بالمئة في أغسطس السابق له، في ارتفاع للشهر الثاني على التوالي.

مراجعات صندوق النقد

المراجعة الأولى والثانية

كانت نتائج المراجعة الأولى لصندوق النقد، لاتفاقية “تسهيل الصندوق الممدد” مع مصر، هي الموافقة على زيادة الموارد المتاحة من خلال البرنامج الأصلي بحوالي خمسة مليارات دولار أمريكي (3.76 مليار وحدة حقوق سحب خاصة) وإتاحة السحب الفوري لحوالي 820 مليون دولار أمريكي (618.1 مليون وحدة حقوق سحب خاصة). وكان اتفاق “تسهيل الصندوق الممدد” المبرم مع مصر لمدة 46 شهرًا قد تمت الموافقة عليه بتاريخ 16 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وقد خلص تقييم الصندوق للمرحلة الأولى والثانية إلى أن جميع أهداف الأداء الكمي للفترة حتى نهاية يونيو/حزيران 2023 قد تم استيفاؤها، ما عدا هدف واحد. ووافق الصندوق على طلب السلطات الإعفاء من إعلان عدم الالتزام بمعيار أداء شهر يونيو/حزيران الخاص بصافي الاحتياطيات الدولية على أساس الإجراءات التصحيحية المتخذة.

المراجعة الثالثة لصندوق النقد

في 29 يوليو/تموز 2024، أكمل صندوق النقد الدولي المراجعة الثالثة لاتفاق الصندوق الممدد في مصر. تم تصميم تسهيل الصندوق الممدد، الذي تمت الموافقة عليه في 16 ديسمبر/كانون الأول 2022، لدعم مصر في مواجهة تحديات الاقتصاد الكلي، واستعادة الاستقرار المالي، ووضع الأساس للنمو الاقتصادي المستدام. يتعمق هذا المقال الشامل في تفاصيل النتائج والتوصيات التي توصل إليها صندوق النقد الدولي والآثار الأوسع نطاقًا على السياسات الاقتصادية في مصر وآفاقها المستقبلية.

في المراجعة الثالثة، أكد صندوق النقد الدولي أن مصر لا تزال تواجه تحديات كبيرة، لا سيما في سياق بيئة إقليمية متقلبة وقضايا هيكلية مستمرة.

وقد أسفر التزام البلاد بمرونة سعر الصرف، وضبط أوضاع المالية العامة، والإصلاحات الهيكلية عن نتائج إيجابية، بما في ذلك تحسين ثقة المستثمرين والاستقرار الاقتصادي. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاطر وتحديات كبيرة، تستلزم استمرار اليقظة واتخاذ إجراءات حاسمة على صعيد السياسات.

ولكي تحقق مصر نموًا اقتصاديًا مستدامًا وشاملًا، يجب أن تلتزم بتوصيات صندوق النقد الدولي، وأن تستمر في تنفيذ الإصلاحات الشاملة. ويشمل ذلك تعزيز الإيرادات الضريبية، وتحسين إدارة الديون، وزيادة الشفافية في القطاع المالي، وتعزيز بيئة مواتية للأعمال. ومن خلال معالجة هذه المجالات، يمكن لمصر بناء اقتصاد أكثر مرونةً، قادر على الصمود في وجه الصدمات الخارجية وتوفير الرخاء لجميع مواطنيها.

تاريخ مصر مع صندوق النقد الدولي

تاريخ مصر مع الاقتراض الخارجي ليس طويلًا، حيث اقترضت مصر من صندوق النقد الدولي لأول مرة في تاريخها عامي 1977/1978 في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات نحو 186 مليون دولار، وذلك لحل مشكلة المدفوعات الخارجية وزيادة التضخم الذي قارب 8.6%.

  • تمثلت مبررات قرار القرض في ظروف وملابسات عديدة عايشها الاقتصاد المصري بعد حرب أكتوبر 1973، فخلال الفترة بين 1973 و1977 عُقد برنامج التثبيت الاقتصادي، وخلال ذلك العام، كان تمويل الجزء الأكبر من الواردات المختلفة يتم عن طريق التسهيلات المصرفية التي بلغت حوالي 1.21 مليار دولار، تلك التسهيلات مثّلت قفزة كبيرة في الاعتماد على هذا النوع من الديون، كما بلغت نسبة عجز الميزان التجاري إلى الناتج المحلي الإجمالي 10.2%، وارتفع معدل الدين إلى 39.8%، وهو أعلى معدل سجلته الإحصائيات الدولية بين مجموعة الدول المتخلفة في هذا العام.
  • بعدما هدأت تداعيات الحرب، برزت مجموعة من المشاكل كان لها الدور الأكبر في إعادة صياغة وتشكيل السياسة الاقتصادية المصرية، جاء في مقدمتها زيادة حاجة مصر إلى استيراد المواد الغذائية وخاصة القمح، واضطرارها لاستيراد تلك المواد بالدفع نقدًا أو عن طريق التسهيلات المصرفية. تزامن ذلك مع زيادة أسعار هذه المواد بشكل حاد في السوق العالمي عقب غلاء أسعار البترول، إضافة إلى ما واجهته مصر بعد الحرب، من تدهور سريع في أرقام المخزون السلعي من المواد الخام الوسيطة والسلع الاستراتيجية والمواد الغذائية، وما ضاعف من صعوبة تلك المشاكل، ضآلة حجم الاحتياطات الدولية التي امتلكتها مصر آنذاك، وتعرض جهود التنمية لعثرات شديدة، تمثلت في تدهور معدلات الادخار والاستثمار، وتدهور معدلات التبادل الدولي في غير صالح مصر.
  • وفي عام 1974، تعرض عجز الميزان التجاري في مصر إلى قفزة هائلة من 98 مليون جنيه في عام 1973 إلى 530 مليون جنيه. أي بزيادة نحو خمسة أضعاف ونصف. كما ارتفعت نسبة العجز من 2.6% في عام 1973 إلى 12.6% في عام 1974 نتيجة للزيادة المفاجئة في الواردات والتي مولتها القروض الخارجية قصيرة الأجل (التسهيلات المصرفية). ومن ثمَّ تراجعت نسبة الاحتياطات الدولية للواردات من 11.2% في عام 1973 إلى 4.4% في عام 1974. علاوة على تدهور تغطية الصادرات للواردات إلى 64.5% وارتفاع نسبة عجز الموازنة من 14% في 1973 إلى 18% في 1974.
  • وفي ضوء تلك المؤشرات، أعلنت السلطة السياسية تبنيها سياسة الانفتاح الاقتصادي، الذي بدوره يوفر الضمانات والحوافز ومنح الامتيازات وتهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات. فأظهرت السياسة الاقتصادية للدولة ميلًا للقروض الخارجية الرسمية، وتفضيلًا لشكل الاستثمارات الأجنبية الخاصة، الذي يتيح الفرصة لرأس المال الأجنبي والعربي للإسهام في دعم الاقتصاد المصري.
  • وفي عام 1975، ارتفع حجم المساعدات التي قدمتها الدول العربية لمصر، ووصلت إلى أعلى مستوى لها فبلغت 2.774 مليار دولار، حيث غطت تلك المساعدات 106% من عجز الميزان التجاري و80% من إجمالي العجز الخارجي. لكن الحال لم يدم طويلًا، فشهد عام 1976 انخفاضًا في معدل المساعدات العربية إلى 1.72 مليار أي بما يعادل 58% من عجز الميزان التجاري و42% من إجمالي العجز الخارجي.
  • فقامت الحكومة المصرية بتوقيع برنامج للتثبيت الاقتصادي مع صندوق النقد خلال الفترة 1977-1981، من أجل تجاوز تلك المشاكل الخاصة بالعجز في ميزان المدفوعات.
  • وفي عامي 1991-1993 في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك اقترضت مصر للمرة الثانية في تاريخها نحو 375 مليون دولار لسد عجز الميزان التجاري.
  • وخلال عامي 1996 ــ 1998 طالبت مصر بقرض من صندوق النقد قيمة 434.4 مليون دولار، لكن تم إلغاؤه.
  • وشكل هذا الاتقاق إطارًا سمح لمصر بالحصول على إلغاء 50% من دينها الرسمي المستحق لبلدان أعضاء في نادي باريس
  • ومنذ عام 1993 لم تحصل مصر على أي قروض من الصندوق، واقتصر دور الصندوق على المشاورات والمساعدة الفنية

التعامل مع الصندوق في الفترة من 2011 إلى 2013:

  • طالبت مصر بالحصول على قرض في عهد المجلس العسكري، ومرتين في عهد الرئيس السابق محمد مرسي. كانا أقرب إلى حصول مصر عليها، فقد تمت الموافقة على القرض، كما طالبت بزيادته من 3.2 إلى 4.7 مليار دولار. ولكن عدول مرسي عن تنفيذ العديد من الإصلاحات التي تم الإعلان عنها أدى إلى تعليق المفاوضات.
  • خلال عام 2016، قامت مصر بتبني برنامج إصلاح اقتصادي مدته ثلاث سنوات، عقب الحصول على قرض ب قيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد على ست شرائح على مدار ثلاث سنوات، تزامناً مع برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأت مصر تنفيذه في 2016.
  • وخلال 2020، حصلت مصر على 2.77 مليار دولار كمساعدات عاجلة من خلال أداة التمويل السريع، للمساهمة في مواجهة تداعيات أزمة جائحة كورونا.
  • خلال عام 2021، عبر برنامج الاستعداد الائتماني الذي امتد على مدار عام، حصلت مصر على قرض إجمالي بلغ نحو 5.4 مليار دولار، ضمن “اتفاق الاستعداد الائتماني”، وذلك لمساعدة الدولة على سد العجز في ميزان المدفوعات.
  • وخلال عام 2022، توصلت مصر لاتفاق مع صندوق النقد الدولي في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022 للحصول على قرض بقيمة ثلاثة مليارات دولار، لمواجهة أزمة نقص النقد الأجنبي في البلاد بعد خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة بأكثر من 20 مليار دولار في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع معدلات التضخم عالميًا. وكان من المقرر استلامه على مدار أربع سنوات، على تسع شرائح، كل شريحة تقدر بنحو 347 مليون دولار.  لكن لم تحصل مصر إلا على الشريحة الأولى من القرض ب قيمة 347 مليون دولار، وأجّل الصندوق صرف باقي الشرائح لحين إجراء المراجعتين الثانية والثالثة.
  • وفي 6 مارس 2024، توصلت مصر إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن زيادة قيمة قرضه من ثلاثة إلى ثمانية مليارات دولار، على أن تطبق مصر مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، أهمها الانتقال إلى نظام سعر صرف مرن، وخفض الإنفاق على مشروعات البنية التحتية، وتمكين القطاع الخاص.
  • يأتي هذا الاتفاق بعد عدة قرارات اتخذها البنك المركزي المصري، أبرزها رفع سعر الفائدة بأعلى نسبة في تاريخه بواقع 600 نقطة أساس بتاريخ 6/3/2024، ليرتفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي ليصل إلى 27.25%، 28.25% و27.75%، على الترتيب، والسماح لسعر الصرف أن يتحدد وفقًا لآليات السوق مما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار إلى 49.47 جنيه للشراء، و49.57 جنيه للبيع، في البنك المركزي، بنهاية الأربعاء 6 مارس 2024، كما وجه بفتح حدود استخدامات بطاقات الائتمان بالعملة الأجنبية.

* الإمارات تحبس ثلاثي الزمالك حتى 29 أكتوبر: هل تعجز مصر عن حماية حقوق مواطنيها؟

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي حالة من الغضب العارم بعد تسريب صورة ثلاثي نادي الزمالك عبد الواحد السيد، مصطفى شلبي، ونبيل عماد دونجا في الإمارات، عقب حادثة الاعتداء على أحد المنظمين بعد انتهاء مباراة نصف نهائي كأس السوبر المصري بين الزمالك وبيراميدز. واعتبر كثيرون هذه الحادثة وعدم تدخل السلطات المصرية لحل هذة المشكلة هي إساءة لمصر واهانة لعبد الفتاح السيسي. 

فيما قررت محكمة أبوظبي، أمس الأربعاء، تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 29 أكتوبر الجاري، مع استمرار حبس المتهمين. وبذلك، تأكد غياب اللاعبين عن المباراة النهائية المرتقبة ضد النادي الأهلي، والتي ستقام يوم الخميس على ملعب “محمد بن زايد” بالعاصمة الإماراتية أبوظبي. 

في تصريحات لقناة الزمالك الرسمية، أكد حسام المندوه، أمين صندوق نادي الزمالك ورئيس البعثة، أن ما حدث كان نتيجة “عصبية زائدة وانفعال غير متعمد”، مضيفًا أن النادي يحترم سيادة القانون في الإمارات ويؤكد على الأخوة التي تربط بين البلدين. 

وأضاف المندوه أن الزمالك قام بتشكيل فريق من المحامين لمتابعة القضية، مشيرًا إلى ضرورة تطبيق روح القانون في هذه الواقعة، حيث أن اللاعبين هم جزء من المنتخب الوطني المصري ولا يصح تجاوز حقوقهم.

كما أشار إلى دفع كفالة مالية قدرها 600 ألف درهم لإطلاق سراحهم من النيابة، وأن مجلس أبوظبي الرياضي ساهم في دفع جزء من الغرامة. ورغم الأحداث، نفى المندوه أي نية للانسحاب من المباراة النهائية ضد الأهلي، مؤكدًا أن الفريق يواصل استعداداته بكل جدية للفوز بالمباراة وإسعاد جماهير القلعة البيضاء. وفي بيان أصدره النادي شدد الزمالك على “احترامه لدولة الإمارات” وأعلن عن فتح تحقيق موسع وعاجل في الأحداث التي وقعت بعد مباراة بيراميدز. 

ومع ذلك، أثارت هذه الأزمة تساؤلات كبيرة حول موقف الدولة المصرية، التي تبدو عاجزة عن اتخاذ موقف واضح أو الدفاع عن مواطنيها في مواجهة القرارات المهينة الصادرة من دولة خليجية مثل الإمارات.

حيث يشعر الكثيرون بأن التعامل مع لاعبي المنتخب الوطني يتم بشكل غير عادل، ويترقب الشارع المصري ردود فعل أكثر حزمًا من السلطات المصرية لحماية حقوق مواطنيها ومواجهة مثل هذه القرارات التي تعتبر مسيئة لدور مصر على الساحة الدولية.

فساد السيسي والخديوي عباس الأول: تاريخ يُعاد في غياب المحاسبة .. الخميس 24 أكتوبر 2024م.. مصر في قبضة الظلم انتهاكات جديدة بحق المعتقلين بسجن برج العرب منها إجبارهم على شرب مياه ملوّثة

فساد السيسي والخديوي عباس الأول: تاريخ يُعاد في غياب المحاسبة .. الخميس 24 أكتوبر 2024م.. مصر في قبضة الظلم انتهاكات جديدة بحق المعتقلين بسجن برج العرب منها إجبارهم على شرب مياه ملوّثة

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* ظهر 15 مختف قسرياً بنيابتي الزقازيق وأمن الدولة

ظهر بنيابة الزقازيق الكلية بعد اختفاء 40 يوما بأحد مقرات الأمن الوطني كلا من:

أحمد عماد نصر

محمد الشوادفي

وقررت النيابة حبسهما 15 يوما على ذمة التحقيقات وإيدعهما مركز شرطة بلبيس.

ومن جانب ثاني، ظهر 13 من المختفين قسرياً لمدد متفاوتة نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة:

  1. أحمد حامد عبد العزيز علي
  2. أحمد حمد أحمد حمد إبراهيم
  3. أحمد عبد الفتاح محمد إسماعيل
  4. بيومي حسن مصطفى هاشم
  5. جمعة محمد رمضان الحداد
  6. سليمان محمد سليمان أحمد
  7. السيد محمد محمد مصباح
  8. سيف الدين كريم أبو بكر
  9. عبد المجيد رمضان رسلان سرور
  10. علي السيد عبد العزيز درويش
  11. محمد عثمان محمد عبد الرحيم أمين حسين
  12. محمد مدحت عاطف علي
  13. وائل إسماعيل ذكي إسماعيل

*انتهاكات جديدة بحق المعتقلين بسجن برج العرب منها إجبارهم على شرب مياه ملوّثة

كشفت لجنة العدالة – كوميتي فور جستس بأنّها رصدت تفاصيل عدد من الانتهاكات الجديدة التي يتعرّض لها المحتجزون السياسيون في سجن برج العرب فى الإسكندرية ، تحت إشراف أحد ضباط أمن الدولة المعروف باسم حركي “حمزة المصري”.

وأوضحت لجنة العدالة، في تقرير أصدرته اليوم الأربعاء، أنّ “هذا الضابط منع المياه النظيفة عن المعتقلين منذ أكثر من خمسة أيام، ما أجبرهم على شرب مياه ملوّثة وغير صالحة من صنابير السجن، في الوقت الذي يعاني فيه كثيرون منهم من الظروف القاسية للاحتجاز والأمراض وسط الإهمال الصحي المتعمّد”.

 أضافت أنّ هؤلاء “أبلغوا ذويهم خلال الزيارات بأنّ المياه بشعة ولا يمكن حتى وضعها على اللسان. وفي ظلّ استمرار ارتفاع درجات الحرارة، تفاقمت أزمة العطش والتجفاف بين المعتقلين، ما دفع الأهالي إلى إحضار كميات كبيرة من المياه في كلّ زيارة رغم صعوبة نقلها مع بقية المستلزمات”، إذ إنّهم “حاولوا بشتّى الطرق التخفيف من معاناة ذويهم المحتجزين”.

 وأوضحت لجنة العدالة أنّ هذه الإجراءات والانتهاكات جاءت “في ظلّ استمرار تقييد دخول المواد الأساسية إلى السجن، إذ قلّص الضابط مدّة الزيارة إلى عشر دقائق فقط، ومنع دخول كثير من الضروريات التي يجلبها الأهالي للمعتقلين. بالإضافة إلى ذلك، اتّخذ الضابط إجراءات تعسفية أخرى تتمثّل في نقل بعض المعتقلين السياسيين إلى عنابر الجنائيين، بما في ذلك عنبر 25، وهو ما زاد من حدّة التوتّرات”.

وأضافت أنّ “إجبار المعتقلين السياسيين على الاختلاط مع المسجونين الجنائيين أدّى إلى نشوب مشاجرات متكرّرة. ولكن على الرغم من حدوث هذه النزاعات، لم يتّخذ الضابط أيّ إجراءات تأديبية ضدّ المسجونين الجنائيين، بل اكتفى بمعاقبة المعتقلين السياسيين عبر وضعهم في غرف التأديب”.

 ولفتت اللجنة في تقريرها إلى أنّ سجن برج العرب يشهد منذ أكثر من شهرَين “تضييقات متواصلة على المعتقلين، من دون أيّ مبرر واضح لهذه الممارسات القمعية، ما يثير تساؤلات حول الغاية الحقيقية وراء هذه الانتهاكات المستمرّة في ظلّ غياب أيّ محاسبة قانونية أو تدخّل فاعل لوقف هذه الجرائم”.

 ويقع سجن برج العرب في مجمّع سجون برج العرب، الذي يضمّ سجن برج العرب وليمان برج العرب، علماً أنّه كان قد أُنشئ في عام 2000. وجغرافياً، يقع سجن برج العرب في منطقة الغربانيات بمدينة برج العرب في الإسكندرية، شمالي غرب مصر.

ومن واقع شهادات محتجزين سابقين في سجن برج العرب للجبهة المصرية للحقوق والحريات، فإنّ زنازين السجن بصورة عامة متشابهة لجهة التصميم والسعة، إلّا أنّ وضعزنازين الإيراد” أكثر سوءاً. فمساحة الزنازين كلها تقريباً تبلغ ستّة أمتار بأربعة أمتار، وتتّسع لنحو 12 شخصاً، لكنّ في “الإيراد” يُحتجَز ما يزيد عن 35 شخصاً. أمّا بالنسبة إلى “زنازين التسكين”، فقد روى أحد المحتجزين السابقين للجبهة، أنّها بالسعة نفسها التي سبقت الإشارة إليها، غير أنّ 21 شخصاً يُحتجزون في الزنزانة الواحدة.

 وبالنسبة إلى أدوات النظافة الشخصية أو نظافة السجن، فيحصل عليها المحتجزون من خلال الزيارات، وتُمنَع أحياناً لإجبار السجناء بطريقة غير مباشرة على شرائها من داخل السجن. كذلك أفادت شهادة أحد المحتجزين السابقين بأنّ السجن لا يوفّر الوافدين أو المحتجزين أغطية أو بطانيات، وبالتالي عند دخول “الإيرادبالتحديد يضطر المحتجز إلى النوم على الأرض من دون أغطية، وذلك في حال لم يكن يحمل أيّ متعلقات شخصية قبل ترحيله إلى السجن.

وفي ما يتعلق بالمياه، أفاد أحد المحتجزين السابقين بأنّ مصدرها خزّانات مياه، وهي مالحة غير صالحة للشرب، ويشتري السجناء مياهاً للشرب، وبالتالي يستخدمون مياه السجن للاغتسال فقط.

*مصر في قبضة الظلم: قمع مروع وانتهاكات حقوقية متفشية

في قلب الدورة العادية الحادية والثمانين للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب ألقى أحمد مفرح المدير التنفيذي لـ لجنة العدالة خطابًا مثيرًا يكشف عن تدهور خطير في وضع حقوق الإنسان بمصر تلك الكارثة التي تعكس صورة قاتمة لأوضاع حقوق الإنسان في البلاد

قمع سياسي مستمر واعتقالات جماعية حيث أشار مفرح إلى استمرار القمع السياسي بلا هوادة تحت أعين المجتمع الدولي مشددًا على أن السلطات المصرية تعتقل الآلاف من النشطاء والصحفيين دون أي مسوغ قانوني حقيقي وأن هذه الاعتقالات تأتي في إطار استخدام الحكومة لقوانين مكافحة الإرهاب لتجريم المعارضين

الحرمان من المحاكمات العادلة حيث يتم احتجاز هؤلاء الأشخاص لفترات طويلة دون محاكمات عادلة حيث تفتقر هذه العملية للشفافية والنزاهة ما يعكس صورة مروعة عن العدالة في البلاد ويعزز من حالة الخوف والترهيب بين صفوف المواطنين

ظروف احتجاز قاسية وقاسية حيث أشار مفرح إلى الظروف المعيشية الكارثية في السجون المصرية فالاكتظاظ وغياب الرعاية الصحية الأساسية يؤديان إلى وفاة بعض السجناء السياسيين نتيجة الإهمال الشديد وتعذيب السجناء أصبح أمرًا شائعًا كما أن الحبس الانفرادي يستخدم كوسيلة لعزل السجناء عن العالم الخارجي لفترات طويلة

قيود صارمة على حرية التعبير حيث تحدث مفرح عن القيود القاسية المفروضة على حرية التعبير في مصر حيث أغلقت الحكومة المؤسسات الإعلامية المستقلة وتعرض الصحفيون للاعتقال والتهديدات بل إن الأفراد يُعتقلون بسبب ما ينشرونه على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للحق في حرية التعبير

تفشي ظاهرة الاختفاء القسري حيث أكد مفرح على أن ظاهرة الاختفاء القسري تواصل تفشيها حيث يتم اختطاف الأفراد من قبل قوات الأمن دون أي معلومات عن أماكن احتجازهم أو حالتهم الصحية غالبًا ما يتعرض هؤلاء الأفراد للتعذيب والاحتجاز المطول دون أي محاكمة مما يعكس استهتار الحكومة بحياة المواطنين

هجمات متواصلة على المجتمع المدني حيث أشار مفرح في ختام كلمته إلى الهجمات المستمرة على المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية التي تُقابل بالقمع والعنف إذ يتم إغلاق هذه المنظمات ويواجه موظفوها التهديدات والاعتقال

كما أشار إلى تصاعد قمع النشطاء خارج الحدود ما يزيد من مناخ الخوف والرعب حيث أصبحت هذه الهجمات تشمل الناشطين المصريين في الخارج مما يؤكد أن القمع لا يتوقف عند الحدود بل يمتد إلى حياة أولئك الذين يحاولون التعبير عن آرائهم

دعوة إلى التحرك العاجل حيث اختتم مفرح كلمته بدعوة اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان احترام حقوق المصريين فالحياة والحريات الآلاف تعتمد على تدخل جاد وفوري من المجتمع الدولي

الوفد المصري يتنصل من المسؤولية وفي رد فعل غريب على ما جاء في كلمة مفرح أكد الوفد المصري أنهم لا يتواجد محتجزون سياسيون في البلاد مستندين إلى تصريحات بلا أي أدلة واقعية وكرروا ادعاءاتهم بأن السجون المصرية لا تضم سجناء سياسيين وأن أي اعتقال يحدث بعد محاكمات قانونية وشفافة

مبدأ افتراض البراءة حيث أوضح المتحدث باسم الوفد المصري أن مبدأ افتراض البراءة مطبق في مصر وأن الدولة المصرية تحترم هذا المبدأ بشكل كامل مشددًا على أن جميع المحاكمات تتم بشفافية تامة

جهود لتحسين الوضع الحالي وقد زعم الوفد المصري أن الحكومة تعمل على تحسين القوانين وأنها تواصل تمكين السجناء من الحصول على محامين واستقبال أسرهم وتوفير الرعاية الصحية لهم ولكن هذه الادعاءات تبقى مثيرة للجدل وتتناقض مع الشهادات المستمرة من المنظمات الحقوقية

التزامات وطنية ودولية مؤكدة حيث أشار المتحدث باسم الوفد إلى التزام مصر بكافة الالتزامات الوطنية والإقليمية والدولية بما في ذلك الميثاق الإفريقي ومع ذلك فإن هذه التصريحات تتناقض مع واقع الحياة اليومية في مصر حيث تعكس المعاناة المستمرة للمواطنين

ومأساة حقوق الإنسان في مصر ليست مجرد تقارير إعلامية بل هي واقع مرير يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لتغيير هذا الوضع الكارثي حيث يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على الحكومة المصرية لاحترام حقوق مواطنيها وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتحسين ظروف الاحتجاز

الأمر يتطلب شجاعة وإرادة حقيقية من العالم الخارجي لتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية الإنسانية الملحة فصمت المجتمع الدولي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع وترك الآلاف من المواطنين تحت وطأة القمع والاستبداد

*تورّط السيسي في دماء يحيى السنوار

مازال الغموض يحيط باستشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار، حيث تدور الشكوك حول دور محتمل للمخابرات المصرية في العملية.

رغم أن إسرائيل تسوق لرواية “الصدفة”، إلا أن تواجد السنوار قرب الحدود المصرية وتوقيت العملية يفتحان الباب أمام التكهنات حول خيانة عربية.

تقارير تشير إلى دور لعبه عبد الفتاح السيسي تحت ضغط من ابن سلمان وابن زايد، ما قد يجعل مصر طرفًا في تسليم إحداثيات موقع السنوار لإسرائيل.

المخابرات المصرية سلمت رأس السنوار مقابل 15 مليار دولار دفعتهم السعودية لمصر عربون التطبيع مع إسرائيل.

النظام المصري استدرج السنوار الى منطقة قريبة من الحدود المصرية للتواصل معه عن طريق وسيلة اتصال قريب غير الهاتف حيث أن السنوار لا يستخدم الهاتف النقال في اتصالاته.

وتمت خيانة السنوار من قبل المصريين وإعطاء منطقة تواجده للصهاينة الذين قاموا باستهدافه وقبض السيسي 15 مليار من السعودية مقابل تصفية السنوار.

يبقى الحديث عن هذه الفرضية مفتوحًا، دون أدلة قاطعة، وسط تساؤلات حول تورط اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية السابق، في هذا السيناريو.

* فساد السيسي والخديوي عباس الأول: تاريخ يُعاد في غياب المحاسبة

تاريخ مصر مليء بالتحولات المفصلية والأزمات المالية التي أثرت على حياتها وشعبها وفي هذا السياق يبرز الفساد الذي يعاني منه النظام الحالي في ظل حكم عبد الفتاح السيسي حيث باتت الديون الخارجية تتجاوز 166 مليار دولار وفقاً لتقارير فوربس

مما يعيد إلى الأذهان تجربة الخديوي إسماعيل الذي أغرق البلاد في مستنقع الديون قبل الإطاحة به وأيضاً قبل أن تضعها الدول الأوروبية تحت الوصاية مما أدى إلى احتلالها من قبل بريطانيا.

في السنوات العشر الأخيرة شهدت مصر قفزات مذهلة في قيمة الديون التي تضاعفت ثلاث مرات منذ تولي السيسي الحكم إذ ارتفعت من 46 مليار دولار خلال فترة الرئيس المؤقت عدلي منصور إلى 166 مليار دولار حالياً وزاد الدين الخارجي بمقدار 12.3 مليار دولار في الربع الأول من عام 2022 بمعدل 8.5 في المئة وفقاً للبنك المركزي.

تحمل ميزانية 2021/2022 أرقاماً كارثية حيث تقدر الفوائد المطلوبة عن القروض المحلية والأجنبية بنحو 579.6 مليار جنيه أي ما يعادل 3.7 مليار دولار بينما يصل إجمالي أقساط وفوائد الديون المستحقة إلى 1.172 تريليون جنيه أي 7.5 مليار دولار مما يشكل عبئاً هائلاً على الاقتصاد المصري.

يعود التاريخ إلى عهد الخديوي إسماعيل الذي استلم الحكم وكانت ديون مصر حينها تبلغ 11 مليون وستين ألف جنيه إسترليني أما بعد ثمانية عشر عاماً من حكمه فقد وصلت الديون إلى حوالي 127 مليون جنيه إسترليني ومع كل أزمة مالية كان الإسماعيل يلجأ إلى الاقتراض بفوائد مرتفعة تتراوح بين 6 و7 في المئة ولكن الفوائد الحقيقية كانت تصل إلى 12 و26 و27 في المئة مما أدى إلى استنزاف موارد البلاد المالية بشكل غير مسبوق.

أثرت القروض بشكل مباشر على توازن الميزانية وأفقدت الدولة القدرة على تلبية احتياجاتها الأساسية فقد استحوذت فوائد الديون على 70 في المئة من موارد الدولة مما أدى إلى حالة من الفقر المدقع في أوساط الشعب وقد أصبحت إيرادات البلاد موجهة بالكامل إلى سداد الديون بدلاً من تحسين الوضع المعيشي للمواطنين.

لم تكن حكومات الخديوي إسماعيل قادرة على إدارة الأموال بشكل سليم إذ عانت البلاد من فساد إداري واضح حيث كانت معظم الإيرادات تتحول إلى صندوق الدين لسداد فوائد المرابين مما أضعف القدرة على إنفاق الأموال على مشروعات تنموية حقيقية. وعلى نحو مشابه لا يبدو أن هناك تفاؤلاً كبيراً حول إدارة الحكومة الحالية للأموال العامة.

كان الإسماعيل يميل إلى الإسراف في بناء القصور الفخمة إذ أقام نحو ثلاثين قصراً بتكاليف خيالية حتى وصلت النفقات إلى الملايين من الجنيهات حيث كانت كل تفصيلة تحمل تكلفة إضافية تساهم في زيادة الديون. واليوم يسير السيسي على نفس الدرب إذ يتلقى انتقادات حادة لبنائه قصور رئاسية جديدة وهو يبرر ذلك بقوله أنه يبني دولة جديدة.

في العاصمة الإدارية الجديدة يتم بناء قصر رئاسي يمتد على 50 ألف متر مربع أي عشرة أضعاف مساحة البيت الأبيض بينما قدرت تكلفة الطابق الواحد فيه بحوالي مليار و250 مليون جنيه. وقد تم اعتقال شاب في سبتمبر 2022 بسبب التقاطه صوراً للقصر قيد الإنشاء مما يسلط الضوء على مستوى الرقابة والتشدد في النظام الحالي.

تظهر مشروعات مثل بناء قصر الرئاسة الجديد ومدينة العلمين الجديدة نفقات باهظة تتجاوز قدرة البلاد الاقتصادية حيث تم تصميم قصر العلمين على نمط قصر رأس التين مما يعكس نمط البذخ الذي تمارسه الحكومة على الرغم من الأزمات المالية التي تعاني منها البلاد.

لا يختلف الوضع في مصر اليوم عن الماضي القريب فالسيسي استخدم الاقتراض بشكل مفرط لدعم مشروعات لا تعود بالفائدة الحقيقية على الاقتصاد حيث تجاوزت تكلفة قناة السويس الجديدة 14 مليار دولار بينما كانت النفقات على تطوير البنية التحتية مشكوكاً في جدواها الاقتصادية.

تشير التوقعات إلى أن الديون ستؤثر على الفئات الأكثر فقراً حيث أظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل الفقر في مصر بلغ 29.7 في المئة عام 2020 أي حوالي 30 مليون مصري مما يعني أن سياسة الحكومة الحالية تساهم في تفاقم الأوضاع المعيشية.

تحت ضغط صندوق النقد الدولي الذي يشترط شروطاً قاسية على الحكومة المصرية لنيل قروض جديدة تصبح الحكومة ملزمة بإجراء إصلاحات قد تشمل تخفيض الدعم وزيادة الضرائب على المواطنين. يتعرض الفقراء لمزيد من الضغط في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة مما يضعهم أمام واقع مرير.

يطرح المشهد الحالي تساؤلات حول مدى حكمة الحكومة في التعامل مع القروض ومدى حاجة البلاد إليها خصوصاً بعد تلقيها مساعدات مالية من دول مثل السعودية وأبوظبي. يبدو أن الحكومة تتجه نحو مزيد من القروض رغم تزايد الديون مع شروط تتضمن تخفيض قيمة الجنيه وزيادة الضرائب على المواطنين.

تعكس سياسة الإصلاح الاقتصادي الحالية استمرار تزايد الفقر وتراجع مستويات المعيشة في مصر حيث يسعى صندوق النقد الدولي إلى فرض قيود تعسفية تضر الطبقة الوسطى والفقراء دون أي اعتبار لتحسين أوضاعهم المعيشية مما ينعكس سلباً على المجتمع.

ويبدو أن الوضع الراهن يذكرنا بأزمات تاريخية مشابهة حيث صرح القنصل البريطاني في نهاية عهد الخديوي إسماعيل بأن الخزينة خاوية وأن الجيش لم يتلق مرتباته لفترات طويلة مما يثير قلقاً عميقاً حول مصير المصريين اليوم مع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

*موقع “متصدقش”يفضح  تصريحات السيسي حول تقدم مصر بمؤشر البنية التحتية

في المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية البشرية، صرح عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب بأن مصر تحتل المركز 22 عالميًا في مجال البنية الأساسية، مشيرًا إلى تحسن كبير مقارنة بعام 2011. هذه التصريحات أثارت العديد من التساؤلات، وقام موقع “متصدقش”، المعروف بكشف المغالطات وتفنيد التصريحات العامة، بالتحقيق في صحة هذه الأرقام.
تحقيق موقع “متصدقش” حول تصريحات السيسي
بعد التدقيق في البيانات المتاحة من مصادر دولية معتمدة، تبين أن تصريحات السيسي لا تعكس الترتيب الحقيقي لمصر في مؤشرات البنية الأساسية.
وفقًا للتحقيقات التي نشرها موقع “متصدقش”، فإن مصر لم تحتل المركز 22 عالميًا في أي من المؤشرات الخاصة بالبنية الأساسية لعام 2024.
هذا التناقض دفع الموقع إلى فضح ما وصفه بـ”الكذب الواضح” في تصريحات السيسي حول هذا الموضوع الحساس.

البيانات الحقيقية وفقًا لـ”متصدقش”
اعتمد الموقع في تحقيقاته على بيانات من جهات دولية موثوقة مثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية (
WIPO) والمنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس).
وجاءت نتائج التحقيق كما يلي:

مؤشر البنية الأساسية: مصر جاءت في المركز 92 وفقًا لـ”مؤشر الابتكار العالمي” لعام 2024، متقدمة بثمانية مراكز عن ترتيبها في عام 2011 الذي كان 100.

البنية التحتية والخدمات: وفقًا لبيانات منتدى دافوس، احتلت مصر المركز 43 في مؤشر البنية التحتية والخدمات لعام 2024، وهو تحسن واضح مقارنة بالمركز 75 في عام 2011.

البنية التحتية الأرضية والموانئ: مصر جاءت في المرتبة 41 وفقًا لبيانات المنتدى لعام 2024.

جودة الطرق: سجلت مصر قفزة كبيرة في ترتيب جودة الطرق لتصل إلى المركز 18، مقارنة بالمركز 107 في عام 2011-2012.

موقع “متصدقش” يفضح مغالطات التصريحات الرسمية
موقع “متصدقش” أوضح أن تصريحات السيسي ليست الأولى من نوعها في تضخيم إنجازات حكومة الانقلاب وتقديم أرقام غير دقيقة للرأي العام.
ووفقًا لتحقيقات الموقع، فإن هذه المغالطات تأتي في سياق محاولات لخلق صورة إيجابية عن تقدم مصر، خاصة في مجالات تتعلق بالبنية الأساسية التي تمثل تحديًا كبيرًا للحكومة.

أهمية كشف الحقائق للجمهور
من خلال تحليل دقيق للبيانات المتاحة، يبرز موقع “متصدقش” أهمية تقديم المعلومات الصحيحة للمواطنين، خاصة في مجالات تتعلق بالإنجازات الحكومية الكبرى.
وفي ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه مصر، من المهم أن تكون التصريحات الرسمية مبنية على حقائق يمكن التحقق منها، وليس على مبالغات تهدف إلى تحسين الصورة العامة.

_________________________________________________
المصادر:
تصريحات “السيسي” (6:30 – 6:34):
https://tinyurl.com/2vdakdm6
مؤشر الابتكار العالمي الصادر عن وكالة “
WIPO” لعام 2024 صـ 12:
https://tinyurl.com/238pjrjm
مؤشر الابتكار العالمي الصادر عن وكالة “
WIPO” لعام 2011 صـ 153:
https://tinyurl.com/2wkxpbnw
مصر تحتل المركز الـ18 في جودة الطرق وفقًا لبيانات منتدى دافوس لعام 2024:
https://tinyurl.com/fjve9juh
ترتيب مصر في مؤشر “أبعاد البنية الأساسية والخدمات” الصادر عن منتدى “دافوس” في عام 2024:
https://tinyurl.com/fjve9juh
ترتيب مصر في مؤشر “أبعاد البنية الأساسية والخدمات” الصادر عن منتدى “دافوس” في عام 2011 – 2012 صـ 168:
https://tinyurl.com/4e67s224

* حكومة الانقلاب تتفاوض مع صندوق النقد لتأجيل رفع الدعم الكامل عن الوقود والكهرباء

قررت حكومة الانقلاب بدأ مفاوضات مع صندوق النقد الدولي لتأجيل خطوة رفع الدعم الكامل عن الوقود والكهرباء وتمديد فترة الدعم، وفقاً لتصريحات حكومية لـ”الشرق بلومبرج”. 

وأوضحت المصادر الحكومية أن الهدف من المفاوضات ليس إلغاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بل يتعلق فقط بتعديل توقيت تنفيذ بعض الإجراءات، مشيرة إلى أن مدة التفاوض ستتوقف على مدى تجاوب الصندوق مع المقترحات المصرية. 

من المتوقع أن يبدأ صندوق النقد الدولي المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي لمصر في نوفمبر المقبل، وفقاً لتصريحات مسؤول حكومي أدلى بها في وقت سابق من الشهر الحالي.

ويعد استكمال هذه المراجعة أمراً حاسماً لصرف شريحة بقيمة 1.3 مليار دولار من قرض الصندوق، وهي الأكبر ضمن الشرائح المقررة، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولة في المؤسسة الدولية. وفي يوم الجمعة الماضي، أعلنت لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية التابعة لوزارة البترول عن زيادة أسعار بيع المنتجات البترولية، مثل البنزين والسولار.

وجاء في بيان الوزارة: “تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل جزء من الفجوة وتصحيح أسعار المنتجات البترولية اعتباراً من يوم الجمعة الموافق 18 أكتوبر 2024، على أن تؤجل اللجنة جلستها المقبلة لمدة 6 أشهر.” 

وأعلنت اللجنة عن الأسعار الجديدة كما يلي: بنزين 95: 17 جنيهًا/لتر.بنزين 92: 15.25 جنيهًا/لتر.بنزين 80: 13.75 جنيهًا/لتر.سولار: 13.50 جنيهًا/لتر.كيروسين: 13.50 جنيهًا/لتر.المازوت المورد للصناعات الأخرى: 9500 جنيه/طن.غاز تموين السيارات: 7 جنيهات/م³. كما تم تثبيت سعر المازوت المورد للكهرباء والصناعات الغذائية.

* بعد نادي “قضاة مجلس الدولة” “النيابة الإدارية” ترفض تسليم مقره للجيش

أعلن نادي مستشاري النيابة الإدارية رفضه تسليم مقره إلى لجنة مشتركة بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة وجهاز حماية النيل.

جرت هذه الواقعة خلال زيارة اللجنة لمقر النادي في شارع عبد العزيز آل سعود، حيث أوضح المستشار عبد الرؤوف موسى، رئيس النادي، أن النادي يعد “المتنفس الوحيد” لسبعة آلاف مستشار ومستشارة، مشددًا على أهمية المقر الذي يسدد رسوم حق الانتفاع في مواعيدها.

تفاصيل الرفض والتشاور مع الجهات الحكومية
أشار المستشار موسى إلى أنه على تواصل مع جهات حكومية للتشاور حول إمكانية التراجع عن القرار، مؤكدًا أن ظروف النادي تجعله مكانًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه. كما أكد موسى أن بعض الأسباب التي أدت إلى موقف نادي قضاة مجلس الدولة مشابهة لتلك التي دفعت نادي النيابة الإدارية لرفض التسليم، مما يشير إلى وجود تنسيق غير رسمي بين الناديين.

رفض رئيس نادي قضاة مجلس الدولة تسليم المقر
في إطار مشابه، سبق أن رفض المستشار عبد السلام النجار، رئيس نادي قضاة مجلس الدولة، تسليم أرض النادي في محضر رسمي.
وأشار النجار إلى وجود صعوبات عديدة، منها أن المقر هو الوحيد المعتمد لتقديم الخدمات الاجتماعية والقانونية لأعضاء النادي.
هذا الرفض يعكس تصاعد التوتر بين الأندية القضائية والسلطات الحكومية، ويشير إلى قلق القضاة بشأن مصير مقراتهم.

خلفية إدارة الأراضي في القاهرة
الجدير بالذكر أن جهاز مشروعات القوات المسلحة قد بدأ في إدارة أراضي طرح النهر منذ عام 2020، في خطوة تهدف إلى تحسين إدارة الموارد العقارية.
وفي هذا السياق، يمكن أن نفهم أن التحول في إدارة الأراضي قد يكون جزءًا من استراتيجيات أوسع تسعى لتعزيز الرقابة الحكومية على الأصول.

قلق متزايد بشأن استقلالية المؤسسات القضائية
ومع ذلك، يبدو أن تزايد القمع والضغط على المؤسسات القضائية والحقوقية يثير مخاوف بشأن استقلالية هذه الهيئات وقدرتها على أداء مهامها بشكل فعّال.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه المجتمع المصري حالة من التوتر والقلق بسبب تواتر الانتهاكات الحقوقية، مما يزيد من حدة الجدل حول مشروعية هذه الإجراءات وأثرها على النظام القانوني في البلاد.

 

* بيع مصر جملة وقطاعي: 4 مطارات جاهزة لمن يشتري منها مطار القاهرة الدولي

كشفت  مصادر وثيقة الصلة بملف طرح المطارات المصرية على القطاع الخاص، أن المرحلة الأولى من البرنامج تشمل مطارات القاهرة الدولي وسفنكس غرب القاهرة والعلمين الجديدة وشرم الشيخ والغردقة.

وأضافت المصادر لجريدة عربية، أن عملية الطرح ستكون على القطاع الخاص والأجنبي لإدارة وتشغيل المطارات، ويستهدف التعاقد مع شركات الإدارة العالمية المتخصصة في تشغيل المطارات الدولية، والتي سيكون لها سوابق أعمال في المطارات المختلفة وقدرة على التسويق والترويج وهو ما تفتقده المطارات المصرية.

 كما قالت المصادر: إن “بعض المطارات سيتم طرحها أمام القطاع الخاص في مراحل لاحقة، وتضم مطاري الأقصر وأسوان لموسمية التدفقات الوافدة إلى جنوب مصر مع استهداف أن يكون مطار أسوان محوريا لنمو حركة الطيران منه وإليه من دول إفريقيا جنوب الصحراء”.

وأشاروا إلى الحكومة تدرس إنشاء مطار جديد على أطراف مطار القاهرة يخدم العاصمة الإدارة الجديدة، في مقابل العمل على نمو حركة الطيران منخفض التكاليف والعارض في مطار سفنكس غرب القاهرة القريب من منطقة الأهرامات الأثرية والمتحف المصري الكبير الذي تعمل الحكومة على افتتاحه خلال الفترة المقبلة.

 تأتي تلك التطورات رغم الادعاءات المتكررة من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي وأعضاء عصابته عن عدم وجود نية لبيع المطارات سواءا لجهات مصرية أو أجنبية، قال مدبولي: إن “الحكومة مستمرة في العمل على برنامج الطروحات الحكومية”.

وكانت مصادر قد كشفت سابقا، أن مؤسسة التمويل الدولية انتهت من الدراسة الفنية والجدول الزمني لطرح إدارة وتشغيل 20 مطارا في مصر أمام القطاع الخاص منها 4 مطارات جديدة، وتمتلك مصر 23 مطاراً بالإضافة إلى مطار القاهرة الدولي الأكبر والرئيسي في البلاد.

وكانت مؤسسة التمويل الدولية استشاري برنامج الطروحات الحكومية المصرية، قد أوصت بأن يشمل برنامج الطروحات على المطارات المصرية كأصول يمكن تطويرها والاستفادة منها وتعظيمها، عبر طرح إدارتها وتشغيلها وتطويرها على القطاع الخاص والشركات العالمية بما يسهم في زيادة القدرة الاستيعابية لهذه المطارات.

وبحسب المصادر، فإن المطارات المطروحة تشمل 4 مطارات جديدة تم تطويرها خلال 9 سنوات ماضية، وذلك من إجمالي 20 مطاراً ضمن خطة الطروحات.

وأضافت المصادر، أن مؤسسة التمويل الدولية وضعت بالفعل الدراسة الفنية لطرح هذه المطارات وتم تسليم الحكومة المصرية الجدول الزمني لخطة الطرح

 تمتلك مصر 23 مطاراً بالإضافة إلى مطار القاهرة الدولي الأكبر والرئيسي في البلاد، وتستهدف الوصول بعدد الركاب سنويا إلى 72.2 مليون راكب بنهاية العام المقبل مقارنة مع 66.2 مليون راكب في نهاية العام الماضي.

*تحرك في مصر بعد هدم قبة تاريخية

قررت نقابة المهندسين المصرية تشكيل لجان عاجلة من الخبراء المعماريين لبحث هدم بعض المناطق ذات الطابع التاريخي والمعماري المميز في البلاد.

وأعرب نقيب المهندسين، عن بالغ أسفه لما تتعرض له بعض جبانات ومعالم مصر التاريخية والتراثية من هدم، وآخرها قبة “مستولدة محمد علي باشا” بقرافة الإمام الشافعي.

وأهاب بالأجهزة المعنية بضرورة الوقف الفوري لأعمال الهدم، و الإنصات إلى آراء أهل الخبرة والاختصاص، وإعادة النظر في تنفيذ أية مشروعات في تلك المنطقة التاريخية التراثية الحساسة المحمية بالقوانين المصرية والمواثيق الدولية، والبحث عن محاور وحلول بديلة تُراعى فيها القيمة المعمارية والتراثية والتاريخية والإنسانية لحماية جبانة القاهرة التاريخية.

كما أعلنت نقابة المهندسين، جاهزيتها واستعدادها لتقديم يد العون لإيجاد الحلول التي تحقق النهضة العمرانية دون المساس بما يمثل تاريخ مصر عبر تسخير إمكانياتها ومتخصصيها وعلمائها.

وأكدت النقابة، أن هدم تلك المباني لا يمثل عبثًا بالمعالم التراثية فقط، لكنه عبث بالنسيج العمراني والتاريخي الفريد الذي يمثل قيمة كبيرة على مستوى العالم، إذ تمثل هذه المباني إرثا للحضارة المصرية المتراكمة عبر آلاف السنين ينبغي الحفاظ عليه، لافتة إلى أن الترويج لكونها مبانٍ غير أثرية هو تبرير غير منطقي ومردود عليه، إذ تظل طرز معمارية نادرة ينبغي الحفاظ عليها.

وحذرت النقابة، من مغبة استمرار هدم وطمس معالم القاهرة التاريخية ومن بينها مقابر منطقة الإمام الشافعي، والقيام بعمليات إنشائية لا تتوافق مع طبيعة هذه المنطقة التراثية التي يمتد عمرها إلى نحو 1000 عام، وتتم بالمخالفة لقرارات رئيس الجمهورية بضرورة الحفاظ على التراث الوطني.

وأبدت النقابة، استعدادها للمشاركة في الحفاظ على هذا التراث، وإعادة ترميم ما تم هدمه وتشويهه والحفاظ على المتبقي، وعمل مسارات وتحويله إلى مزارات للتعريف بما تضمه من شخصيات تاريخية، حيث تعتبر هذه المدافن توثيقًا لتاريخ مصر.

وتقدم عضو مجلس النواب المصري عبد المنعم إمام بطلب إحاطة لوزير الآثار المصري، لمعرفة أسباب هدم قبة مستولدة محمد علي باشا، والإجراءات المتخذة لحماية التراث المعماري والتاريخي.

وتضمن طلب الإحاطة سؤالا عن خطة الوزارة لحماية المواقع التراثية والأثرية وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، علاوة على الاستفسار عن مدى التنسيق بين وزاراتي الآثار والثقافة وبين الهيئات المعنية بحماية التراث لضمان الحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة.

وأكد عضو مجلس النواب أن قبة مستولدة محمد علي باشا تعد جزءا من التراث الثقافي والتاريخي لمصر، وتحمل قيمة معمارية وأثرية لا تقدر بثمن. ومع ذلك، هناك تقارير تشير إلى هدم القبة أو تعرضها لأضرار جسيمة، مما يثير القلق حول مدى اهتمام الدولة بالحفاظ على هذا المعلم التاريخي.

* البورصة المصرية تخسر 666 مليون جنيه في ختام تعاملات الأربعاء

تشهد البورصة المصرية في الآونة الأخيرة حالة من عدم الاستقرار، مما يثير القلق حول العواقب المحتملة على الاقتصاد ككل. فقد أظهرت البيانات الأخيرة أن تباين أداء مؤشرات البورصة في ختام تعاملات اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024 يشير إلى ضعف مستوى الثقة بين المستثمرين المحليين والدوليين.

الخسائر في رأس المال السوقي
أغلق رأس المال السوقي للبورصة المصرية على انخفاض بقيمة 666 مليون جنيه، ليصل إلى مستوى 2.182.175 تريليون جنيه. هذه الخسارة تعكس حالة من عدم اليقين والقلق التي تسود السوق، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى نفور المستثمرين.

أداء المؤشرات الرئيسية
– المؤشر الرئيسي (إيجي إكس 30): شهد تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.04% ليغلق عند مستوى 30414 نقطة.
– مؤشر (إيجي إكس 30 محدد الأوزان): ارتفع بشكل طفيف بنسبة 0.08% ليغلق عند مستوى 37777 نقطة.
– مؤشر (إيجي إكس 30 للعائد الكلي): انخفض بنسبة 0.05% ليغلق عند مستوى 13343 نقطة.

مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة
بالنسبة لمؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة، فقد انخفض مؤشر “إيجي إكس 70 متساوي الأوزان” بنسبة 0.38% ليغلق عند مستوى 7831 نقطة. ومع ذلك، شهد مؤشر “إيجي إكس 100 متساوي الأوزان” ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.21% ليغلق عند مستوى 11025 نقطة.

تداعيات عدم الاستقرار
يمثل هذا التباين في الأداء تحديًا كبيرًا للاقتصاد المصري، حيث أن عدم استقرار الأسواق قد يؤدي إلى:

– فقدان الثقة: يسبب عدم استقرار الأسواق نقص الثقة بين المستثمرين، مما قد يؤدي إلى تقليل الاستثمارات المحلية والأجنبية.
– تراجع السيولة: يؤدي انعدام الثقة إلى تراجع السيولة في السوق، مما يعوق حركة الأموال والاستثمار.
– أثر على النمو الاقتصادي: من المحتمل أن يؤثر هذا الوضع سلبًا على النمو الاقتصادي، حيث تعتبر البورصة من المؤشرات الهامة للنشاط الاقتصادي.

* 15% ارتفاع في أسعار الخبز غير المدعم حصاد أولي لزيادة الوقود

رغم زعم حكومة الانقلاب أن ارتفاع أسعار الوقود لن يؤثر على أسعار الخبز سواء المدعم أو غير المدعم، إلا أن العكس هو ماحدث ليتضح استمرار حكومة مصطفى مدبولي انتهاجها سياسة الكذب والتضليل، حيث كشفت شعبة المخابز بالاتحاد العام للغرف التجارية أن سعر رغيف الخبز السياحي ارتفع بنسب تراوحت بين 10 إلى 15%، أي ما يعادل من 25 إلى 50 قرشاً، بسبب ارتفاع سعر السولار والغاز.

وقالت: إن “أسعار الدقيق زادت خلال الفترة الماضية بحوالي ألف جنيه، ما دفع المخابز السياحية لرفع أسعارها تباعاً”.

وأوضح سكرتير عام الشعبة، خالد فكري، أن التوجيه الوزاري رقم 15 لسنة 2024، بشأن تنظيم أسعار الخبز السياحي الحر و”الفينو”، نص على أن تكون أسعار الخبز السياحي الحر وزن 80 غراما 150 قرشاً، ووزن 40 غراما 75 قرشاً، ووزن 25 غراما 50 قرشاً، كما شمل القرار الوزاري أسعار الفينو بـ 150 قرشا لوزن 50 غراما، و100 قرش لوزن 35 غراما.

وأشار إلى أنه لا يوجد قيود على المخابز السياحية الحرة لأنها تحصل على الدقيق وكافة المستلزمات بالسعر الحر، والمسألة كلها عرض وطلب، لافتا إلى أن سعر رغيف الخبز السياحي يرتفع في الأماكن النائية مثل أكتوبر وزايد والتجمع، إلى 2.25 جنيهين، بسبب تكلفة النقل بعد رفع أسعار الوقود والسولار.

وأوضح أن هناك ضوابط سيتم من خلالها تثبيت السعر وفقا للتوجيهات الوزارية المحددة بشأن تنظيم أسعار الخبز السياحي، مشيرا إلى أن هناك أرقاما هاتفية للإدارات التموينية التابعة للمخابز للإبلاغ عن المخالفات وزيادة الأسعار لاتخاذ إجراءات ضدها.

وقبل أيام، أشارت الشعبة إلى زيادة أسعار الخبز السياحي بمتوسط نسبة 10% خلال الأيام القليلة المقبلة، نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج بعد زيادة أسعار الوقود، مع الإبقاء على سعر رغيف الخبز المدعم عند مستوى 0.2 جنيه للرغيف الواحد، على أن تتحمل الدولة فارق تكلفة الإنتاج.

 وفي مايو الماضي، رفعت حكومة الانقلاب سعر رغيف الخبز المدعم، للمرة الأولى منذ 30 عامًا بنسبة 300% من 5 قروش إلى 20 قرشًا، وتتحمل الدولة نحو 97.2 مليار جنيه لدعم رغيف الخبز بإجمالي عدد أرغفة يصل إلى 97.7 مليار رغيف سنويًا، وفق بيانات وزارة المالية للسنة المالية الحالية.

* حكومة الانقلاب تستورد 30 مليون بيضة رغم إعلانها سابقا الاكتفاء الذاتي

في خطوة مفاجئة وبعد سنوات من الاكتفاء الذاتي في إنتاج البيض، أعلنت حكومة الانقلاب العسكري عن تعاقدها على استيراد 30 مليون بيضة.
ويأتي هذا في تناقض واضح مع التصريحات السابقة لعبد الفتاح السيسي وحكومته حول تصدير البيض للخارج، والتي أدلى بها العديد من المسؤولين، وكان آخرها ما ذكرته شعبة الدواجن في 15 سبتمبر الماضي.
استيراد البيض لتلبية احتياجات السوق
بتوجيه من وزير التموين والتجارة الداخلية -شريف فاروق- بدأت الشركة القابضة للصناعات الغذائية بزيادة كميات البيض المطروحة في المجمعات الاستهلاكية على مستوى الجمهورية، وقد تم التعاقد على استيراد كميات ضخمة تصل إلى مليون طبق بيض، بما يعادل 30 مليون بيضة مائدة عالية الجودة.

الطرح في المجمعات الاستهلاكية
أعلنت الوزارة أن أولى شحنات البيض المستورد وصلت بالفعل إلى مصر عبر مطار القاهرة الدولي في 20 أكتوبر وسيتم طرحها في المجمعات الاستهلاكية بسعر 150 جنيهًا للطبق الواحد (30 بيضة). وتستمر عمليات الشحن خلال شهري أكتوبر ونوفمبر لتلبية احتياجات المواطنين وضبط الأسعار في الأسواق.
التناقض بين التصدير والاستيراد
تأتي هذه الخطوة لتثير تساؤلات حول مدى صحة الأحاديث السابقة عن تصدير البيض، في وقتٍ تواجه فيه البلاد احتياجًا لاستيراد البيض لتلبية الطلب المحلي.
تصريحات شعبة الدواجن في 15 سبتمبر الماضي أشارت إلى اكتفاء مصر الذاتي من البيض بل وفتح باب التصدير، لكن استيراد هذه الكميات الكبيرة يطرح تساؤلات حول الأوضاع الفعلية في قطاع الدواجن والإنتاج المحلي.

* الحكومة تتجاهل الفقراء في أزمات اقتصادية خانقة وفساد مستشرٍ

تسعى الحكومة المصرية لتخفيض الدعم المخصص للمواطنين في وقت يعاني فيه المواطنون من أزمات اقتصادية طاحنة فتسعى الحكومة دائماً لتقليص المخصصات الاجتماعية بما فيها الدعم السلعي وذلك على حساب الفئات الأكثر احتياجاً.

تستهدف الحكومة بقراراتها تلك الفقراء الذين يعتمدون على الدعم في تأمين احتياجاتهم الأساسية فالأرقام المتداولة عن الدعم تبدو مثيرة للجدل وتفتقر إلى المصداقية حيث تسوق الحكومة دائمًا أن الدعم عبء كبير على ميزانية الدولة.

يتم استخدام هذا العبء كذريعة لتقليص الدعم المستمر في ظل الواقع المأساوي الذي يعاني منه المواطن فالأرقام المجردة التي تطرحها الحكومة لا تعكس الحالة الاقتصادية الحقيقية للمواطنين ولا تأخذ بعين الاعتبار تأثير التضخم الذي تفاقم بشكل ملحوظ.

تعاني مصر من تراجع حاد في قيمة الجنيه وارتفاع الأسعار الذي أثر على حياة المواطنين إذ ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل غير مسبوق وهو ما يفرض ضغوطًا هائلة على الأسر ذات الدخل المحدود.

عند النظر إلى مخصصات الدعم نجد أن الحكومة تتجاهل العديد من العوامل الاقتصادية المهمة حيث يتم تقديم الأرقام بشكل تجريدي دون تقديم أي تحليل دقيق لما تعنيه تلك الأرقام بالنسبة لحياة الناس.

في كل عام تتجاهل بعض وسائل الإعلام المحورية في مصر واقع التضخم وتراجع سعر الصرف فتروج لفكرة أن الدعم المقدم هو رقم غير مسبوق وهو أمر بعيد عن الحقيقة ويتجاهل المعاناة اليومية التي يعيشها المصريون.

يتزايد حجم الفوائد وأقساط الديون بشكل يدعو للقلق حيث تمثل خدمة الدين نسبة عالية من إجمالي مصروفات الموازنة مما يعني أن الدعم سيكون في مرمى النيران ويجب على الحكومة اتخاذ قرارات جريئة بدلاً من استهداف الفقراء.

تظهر الإحصاءات أن إجمالي سداد القروض في الموازنة الحالية بلغ 1.6 تريليون جنيه بينما بلغ إجمالي الفوائد 1.83 تريليون جنيه مما يخلق أزمة حقيقية على صعيد المخصصات الاجتماعية.

إن واقع خدمة الدين الذي يصل إلى 3.44 تريليونات جنيه يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للحكومة إلا أن التعامل مع هذه الأرقام لا يزال خجولاً ولا يفي بحجم الكارثة.

تظل الفئات الضعيفة والمتوسطة في صراع يومي مع الحياة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة وبالرغم من الوعود الحكومية بتحسين الوضع إلا أن الواقع يكشف عن تراجع مستمر في مستوى المعيشة.

إن استمرار الحكومة في تقليص الدعم في الوقت الذي تتزايد فيه الأزمات الاقتصادية يعكس عدم اكتراث بها وعدم قدرة على مواجهة التحديات بشكل حقيقي فالأرقام الرسمية لا تعكس ما يشعر به المواطن.

يجب أن تكون هناك شفافية في التعامل مع مخصصات الدعم وأن يتم إجراء تحليلات دقيقة تساعد على فهم تطورات الوضع الاقتصادي بشكل أفضل مما يساعد على اتخاذ قرارات أكثر فائدة للمواطنين.

تظهر الأرقام أن الحكومة تتجه نحو تقليص الدعم في الوقت الذي تحتاج فيه الأسر الفقيرة إلى مزيد من الدعم لتلبية احتياجاتهم اليومية فالأزمة المالية تتفاقم والقرارات الحكومية لا تزال متأخرة.

تعد الأوضاع الحالية نتيجة سنوات من الفساد والإهمال في إدارة الموارد المالية فالحكومة تسير في اتجاه بعيد عن احتياجات المواطنين بينما تعاني البلاد من قلة الموارد وتراجع مستوى الحياة.

إذا استمرت الحكومة في هذا الاتجاه فإن الفقر سيستمر في الارتفاع وستتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين بشكل كبير مما يؤدي إلى تفشي مشكلات اجتماعية واقتصادية جديدة.

يجب على الحكومة أن تعيد النظر في استراتيجيتها بشأن الدعم وأن تعطي الأولوية لمساعدة الفئات الأكثر احتياجًا بدلاً من تقليص المخصصات في كل مرة تواجه فيها صعوبات مالية.

تتطلب الظروف الحالية تحركًا جادًا من الحكومة لتخفيف المعاناة عن كاهل الفقراء وتحسين مخصصات الدعم بما يتماشى مع الواقع الاقتصادي والتضخم المتزايد.

إن الحلول الجذرية لمواجهة الفساد والتقاعس تتطلب الشجاعة في اتخاذ قرارات تتسم بالشفافية والعدالة فمستقبل المواطنين يعتمد على مدى استجابة الحكومة لهذه التحديات.

لا يزال التردد في التعامل مع الأزمة الاقتصادية قائمًا مما يثير المخاوف حول مستقبل البلاد والقدرة على تحقيق التنمية المستدامة في ظل غياب الشفافية والمصداقية.

تعتبر الخطوات الحكومية الحالية بمثابة فشل ذريع في إدارة الأزمات المالية وقد يترتب عليها عواقب وخيمة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية فالتقليص المتكرر للدعم يزيد من الضغوط على الفئات الفقيرة.

من الواضح أن الحكومة تحتاج إلى استراتيجيات بديلة لمواجهة الأزمات التي تعصف بالبلاد وتخفيف آثارها على المواطنين بدلاً من إلقاء اللوم على الدعم ومخصصاته.

إن مواجهة الفساد وتحقيق العدالة الاقتصادية يتطلب من الحكومة الالتزام بمسؤولياتها تجاه الفئات الأكثر احتياجًا وعدم اتخاذ القرارات العشوائية التي تضر بمصالح الشعب.

ويجب أن تكون هناك خطة واضحة وشاملة لضمان تقديم الدعم لمستحقيه وتحقيق العدالة الاجتماعية دون الاعتماد على تقليص المخصصات مما يزيد من تفاقم الأزمة.

السيسي استغل الحرب بين إسرائيل وحماس لصالح نظامه في ظل التغاضي الدولي عن انتهاكات حقوق الإنسان.. الأربعاء 23 أكتوبر 2024م.. براء نزار ريان يطالب مصر بوقفة لـ”جباليا” التراس زملكاوي: لولا الظلم لخرجنا نهتف

السيسي استغل الحرب بين إسرائيل وحماس لصالح نظامه في ظل التغاضي الدولي عن انتهاكات حقوق الإنسان.. الأربعاء 23 أكتوبر 2024م.. براء نزار ريان يطالب مصر بوقفة لـ”جباليا” التراس زملكاوي: لولا الظلم لخرجنا نهتف

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*السيسي استغل الحرب بين إسرائيل وحماس لصالح نظامه في ظل التغاضي الدولي عن انتهاكات حقوق الإنسان

على مدار السنوات الأخيرة، واجه النظام المصري بقيادة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي انتقادات دولية حادة بسبب سجل مصر السيئ في مجال حقوق الإنسان، والذي يشمل قمع المعارضة السياسية، تقييد الحريات، واعتقال عشرات الآلاف من السياسيين والصحفيين والنشطاء.

ورغم هذا السجل المتدهور، تمكن السيسي من استخدام دوره في الوساطة بين إسرائيل وحماس لتعزيز مكانته الدولية وإعادة تسليط الضوء على دوره الإقليمي، في حين تراجعت الضغوط الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. 

وساطة القاهرة في حرب غزة: تعزيز النفوذ الإقليميمع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023، سارع السيسي لاستغلال الأزمة لتقديم مصر كوسيط رئيسي بين الطرفين. بفضل معبر رفح الذي يربط مصر بقطاع غزة، باتت القاهرة الوجهة الأساسية للدبلوماسيين الدوليين الباحثين عن حلول للأزمة الإنسانية، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين. أصبح التنسيق المصري مع الولايات المتحدة وإسرائيل ضرورة في إدارة الصراع، مما منح السيسي فرصة لا تُقدر بثمن لتعزيز مكانته الإقليمية. 

في هذا السياق، قال كريستيان أخرينر، الباحث في جامعة روسكيلد الدنماركية، إن “مصر استعادت دورها في المنطقة كوسيط مؤثر”، مشيرًا إلى أن هذا الدور أسهم في إسكات الأصوات المنتقدة لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر. فبينما كان على السيسي التعامل مع الانتقادات الموجهة إلى نظامه بسبب القمع الداخلي، ساعدت الحرب على إبراز أهميته الاستراتيجية على الساحة الدولية، مما دفع بعض الحكومات إلى غض الطرف عن سجل مصر الحقوقي السيئ. 

الولايات المتحدة وأوروبا: المصالح أولاً

لم يكن الدور المصري في الحرب دون مكافآت ملموسة. فقد حصلت القاهرة على دعم إضافي من واشنطن، بما في ذلك 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية. وقد لوحظ تراجع في اشتراطات حقوق الإنسان التي كانت تُفرض في الماضي على المساعدات العسكرية الأمريكية.

وعلق تيموثي إي كالداس، نائب مدير “معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط”، قائلاً: “في السابق، كانت الولايات المتحدة تعلق جزءًا من المساعدات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، لكن هذا الشرط تلاشى الآن لصالح الحفاظ على تعاون مصر مع إسرائيل”. 

وفي حين أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن مصر تحقق تقدمًا في مجال حقوق الإنسان، شكك كالداس في ذلك، مشيرًا إلى أن أعداد السجناء السياسيين في مصر تفوق بكثير أعداد المفرج عنهم. هذا التضليل، وفقًا لكالداس، يعكس الأولوية التي تُمنح للتعاون الأمني والعسكري مع مصر على حساب تحسين أوضاع حقوق الإنسان. 

استغلال السيسي للأزمة: تكميم الأفواه وقمع المعارضةعلى الصعيد الداخلي، استغل السيسي تصاعد الأزمة في غزة لتكثيف حملته القمعية ضد المعارضة. مع انشغال العالم بالصراع في غزة، تكفلت الأجهزة الأمنية المصرية بإسكات أي انتقادات داخلية. فعلى الرغم من تعاطف الشعب المصري العميق مع الفلسطينيين، فإن النظام الحاكم واصل تعاونه الوثيق مع إسرائيل في ظل معاهدة السلام التي وُقعت بين البلدين عام 1979. 

ورغم الاحتجاجات الشعبية المستمرة على معاهدة السلام، حافظ السيسي على علاقاته القوية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مما جعله شريكًا لا غنى عنه في إدارة الصراع.

وفي ظل هذه الظروف، أضحى من الأسهل على النظام المصري تبرير إجراءات القمع، حيث يصور نفسه كحصن ضد الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. السجناء السياسيون بين التجاهل الدولي والاستغلال المحليمن أبرز الأمثلة على استغلال النظام المصري للأزمة هو قضية السجناء السياسيين، مثل الناشط البارز علاء عبد الفتاح، الذي لا يزال يقبع في السجن رغم انتهاء مدة حكمه.

بينما تشير التقارير الحقوقية إلى وجود أكثر من 70 ألف معتقل سياسي في مصر، تراجعت الضغوط الدولية لإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين نتيجة انشغال المجتمع الدولي بالصراعات الإقليمية. من جهة أخرى، يرى مراقبون أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد يكون الفرصة الأخيرة للمعتقلين السياسيين في مصر.

في يناير 2025، سيكون على الحكومة المصرية تقديم تقرير عن التقدم المحرز في مجال حقوق الإنسان، إلا أن التوقعات تشير إلى أن النظام سيواصل استغلال الأزمات الإقليمية لتجنب المحاسبة. 

الأوضاع الاقتصادية: أزمة تتفاقم ومساعدات لا تصلرغم المكاسب السياسية التي حققها السيسي من خلال وساطته في الصراع، لا تزال الأوضاع الاقتصادية في مصر تتدهور. يعاني ثلث سكان مصر من الفقر، في حين تستمر معدلات التضخم بالارتفاع بشكل كبير، حيث بلغت أسعار المواد الغذائية الأساسية زيادات تتجاوز 70%. ورغم تلقي القاهرة مساعدات مالية ضخمة من البنك الدولي ودول الخليج، فإن معظم هذه المساعدات لم تصل إلى الفئات الأكثر حاجة، بل تركزت في مشاريع تصب في مصلحة النخبة الحاكمة. 

الخلاصة: مصالح السيسي فوق حقوق الإنسانفي النهاية، يمكن القول إن السيسي نجح في استخدام الحرب بين إسرائيل وحماس لتعزيز مكانته الإقليمية والدولية، مستغلاً حاجة القوى العالمية لدوره كوسيط.

وفي المقابل، تراجعت الضغوط الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان في مصر، مما سمح للنظام بتكثيف حملاته القمعية وتجاهل المطالب الشعبية بتحسين الأوضاع الداخلية. وبينما تستمر الأزمات الاقتصادية في الضغط على المواطنين، يبقى النظام متمسكًا بأولوياته السياسية والأمنية على حساب حقوق الإنسان.

 

* تجديد حبس 35 معتقلا تضامنوا مع غزة وظهور 16 آخرين بعد إختفاء قسري لمدد متفاوتة

جددت نيابة أمن الدولة العليا حبس 35 معتقلا بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية بعد دعوات على تطبيقات تواصل اجتماعي للسفر لغزة والانضمام للمقاومة الفلسطينية وذلك على ذمة القضيتين رقمي 2806 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا وتضم حوالي ثلاثة متهمين، والقضية رقم 2627 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا والتي تضم ما يقارب 32 متهمًا. وجهت النيابة للمتهمين تهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية (داعش).

وعلى خلفية لجوء مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 17 و27 عامًا، دعوا إلى تشكيل مجموعات على تطبيق تليجرام تدعو إلى السفر إلى غزة للانضمام إلى حركة المقاومة الفلسطينية والمشاركة في القتال، ظنًا منهم أن ذلك هو الحل الوحيد لدعم القضية الفلسطينية في ظل القمع الشديد في مصر.

وقال حقوقيون إن الأمن الوطني اعتقل الشباب وتجدد النيابة حبسهم منذ نحو 4 أشهر.

16 مختف قسريا

ومن ناحية أخرى ظهر في 22 أكتوبر 2024، 16 مواطنًا من المختفين قسرًا، وتم التحقيق معهم بنيابة أمن الدولة العليا، وهم:

  1. أحمد حامد عبد العزيز علي
    2.
    أحمد حامد عبد العزيز علي
    3.
    أحمد حمد أحمد حمد إبراهيم
    4.
    أحمد عبد الفتاح محمد إسماعيل
    5.
    بيومي حسن مصطفى هاشم
    6.
    جمعة محمد رمضان الحداد
    7.
    جمعة محمد رمضان الحداد
    8.
    سليمان محمد سليمان أحمد
    9.
    السيد محمد محمد مصباح
    10.
    السيد محمد محمد مصباح
    11.
    سيف الدين كريم أبو بكر
    12.
    عبد المجيد رمضان رسلان سرور
    13.
    علي السيد عبد العزيز درويش
    14.
    محمد عثمان محمد عبد الرحيم أمين حسين
    15.
    محمد مدحت عاطف علي
    16.
    وائل إسماعيل ذكي إسماعيل

 

* اختفاء الطعن ضد الطنطاوي: صمت قضائي يُنذر بكارثة سياسية

في حادثة غامضة وغير مسبوقة شهدتها الساحة القانونية في مصر تفاجأت هيئة الدفاع عن المعارض السياسي أحمد الطنطاوي بغياب الطعن على الحكم الصادر بحبسه وحبس مدير حملته الانتخابية محمد أبو الديار. كان من المقرر النظر في القضية اليوم ولكن الهيئة اكتشفت أن الطعن اختفى تماماً من قائمة الطعون القضائية.

توجه المحامي خالد علي رئيس هيئة الدفاع إلى محكمة نقض الجنح حيث كان يجب أن تكون الجلسة، لكن ما وجده صدمه. لم يتم إدراج القضية في الجلسة مما أثار العديد من التساؤلات حول كيفية وقوع هذا الأمر. أشار المحامي إلى أن الأسماء كانت موجودة ورقم النقض موجود أيضاً، لكن تفاصيل تاريخ الجلسة ورقم الدائرة لم تُذكر.

عند سؤال الإدارة الجنائية عن الأمر تبين أن رئيس القلم أكد عدم تحديد جلسة للنظر في الطعن. مما اضطر الهيئة لتقديم طلب عاجل لتعجيل تحديد موعد للجلسة. استغراب المحامي خالد علي يبرز مدى التعقيد والغموض الذي يكتنف هذه القضية، حيث أن اختفاء الطعن من السجل الرسمي يعد أمراً غير منطقي وغير مقبول في النظام القانوني.

المعروف أن هذه القضية تتجاوز الطابع الجنائي لتصبح قضية سياسية بامتياز. الحكم الصادر في 27 مايو الذي قضى بحبس الطنطاوي لمدة سنة كان مرفوضاً من قبل هيئة الدفاع التي أكدت على عدم قانونية هذا الحكم. حيث تم دفع كفالة مالية قدرها 20 ألف جنيه، إضافة إلى حرمانه من الترشح للانتخابات لمدة خمس سنوات.

الهيئة أكدت خلال المرافعة أن ما جرى هو استهداف سياسي واضح، فعملية جمع التوكيلات تُعتبر ممارسة سياسية قانونية. المحاكمة تمت في سرية تامة، حيث اقتصرت الجلسات على المتهمين وهيئة الدفاع فقط، مما يطرح تساؤلات حول الشفافية والعدالة في سير هذه القضية.

لا يمكن تجاهل الآثار الخطيرة لهذه الأحداث على المشهد السياسي المصري. فغياب الطعن يعكس توجهاً واضحاً نحو قمع الأصوات المعارضة وتفريغ العملية السياسية من محتواها. المحامي خالد علي أعرب عن قلقه العميق إزاء هذه التطورات، معتبراً أن ما يحدث يعد بمثابة إنذار خطير لكل من يطمح في التغيير السياسي.

من جانب آخر، يتساءل المراقبون عما إذا كانت هذه الخطوة تعكس أزمة أعمق في النظام القضائي المصري. غياب الشفافية والممارسات الغامضة قد تثير الشكوك حول نزاهة النظام وتخوف الناس من انتقام السلطة. كما أن هذه القضية تسلط الضوء على دور القضاء في الصراع السياسي وتأثيره على مستقبل البلاد.

هيئة الدفاع عن الطنطاوي والمدافعين عن حقوق الإنسان يدقون ناقوس الخطر. فهم يعتبرون أن ما حدث يمثل خرقاً واضحاً لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان. الضغط على القضاة والتأثير على سير العدالة يعتبران من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع المدني.

المسار الذي تسلكه قضية الطنطاوي يعكس أبعاداً أكثر تعقيداً مما يبدو للعيان. المشهد السياسي المصري في حالة من الارتباك حيث يواجه المعارضون تحديات تتجاوز السجون والأحكام. إن اختفاء الطعن لا يعبر فقط عن مسار قانوني بل يكشف عن صراع أعمق من أجل الحرية والعدالة.

الجميع يتابع بقلق ما سيحدث في الأيام المقبلة. هل سيتم تحديد جلسة جديدة؟ أم أن الأمور ستستمر على ما هي عليه دون أي محاسبة أو شفافية؟ المجتمع الدولي يتطلع إلى ردود الفعل ويترقب أي تحركات من جانب السلطات المصرية.

وإن غياب الطعن يمثل قمة التحديات القانونية والسياسية التي تواجه المعارضين في مصر. التأثيرات المتزايدة لهذا الأمر قد تمتد إلى جميع الأصوات المناهضة للنظام. وبالتالي، فإن الأفق يبدو مظلماً بوجود مثل هذه الممارسات التي تقوض حقوق الأفراد وتقيد الحريات.

*تدوير الطالب الجامعي عبد الله عامر في سابع قضية إرهاب رغم اعتقاله منذ 2017

في بلد العجب العُجاب، وإهدار لكل معاني القانون أو الدستور أو حتى العقل، تواصل سلطات السيسي، التي بات يقودها الأمن الوطني في كل تفاصيلها، قمعًا أمنيًا يفوق كل حدود المنطق الإنساني، وتحول الاعتقال وحبس المعارضين للسيسي إلى أداة دائمة للمعتقل حتى الممات، بلا أي سند من قانون.

وفي هذا السياق الكارثي، قررت نيابة أمن الدولة العليا أمس الاثنين تدوير الطالب الجامعي عبد الله عامر في قضية جديدة من داخل محبسه، وهي القضية السابعة له منذ اعتقاله، والتي حملت الرقم 750 لسنة 2019 أمن دولة عليا، ويواجه فيها اتهامات “بالانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأهدافها، وتمويل وإعداد وتحضير لجرائم إرهابية واشتراك في اتفاق جنائي”، وهي ذات الاتهامات التي وُجهت له في القضايا الست السابقة، والتي حصل فيها على أحكام بالبراءة في أربع قضايا منها.

الطالب معتقل على ذمة تنفيذ حكم بالسجن المشدد لمدة 15 سنة في الجناية رقم 3354 لسنة 2020 جنايات أمن دولة طوارئ العجوزة، عن ذات الاتهامات المتعلقة بالانضمام لجماعة إرهابية.

وقد فوجئ الطالب باستدعائه من محبسه يوم 26 أغسطس الماضي للتحقيق معه بنيابة أمن الدولة العليا على ذمة القضية الجديدة، وبعد التحقيق معه وحبسه، قررت نيابة أمن الدولة أمس إحالته للمحاكمة وآخرين في هذه القضية، على الرغم من أنه قيد الحبس منذ عام 2017.

اعتُقل الطالب من منزله بتاريخ 6 إبريل 2017 وظل مختفيًا قسريًا لمدة 42 يومًا، حيث ظهر بمقر نيابة أمن الدولة للمرة الأولى في أولى القضايا بتاريخ 18 مايو 2017، وتعرض خلال فترة اختفائه قسريًا للتعذيب البدني والنفسي والترهيب وسوء المعاملة.

وفي أغسطس الماضي، دانت منظمات “تحالف المادة 55” ظاهرة تدوير الاعتقال أو الاعتقال المتجدد في مصر، وقالت إنها باتت “أحد أساليب وأدوات السلطات لقمع المعارضين السياسيين لديها، وإنه كابوس يحطم آمال المحبوسين ويقضي على فرصة تحررهم من أسر القيد أو الاندماج في المجتمع مرة أخرى بسلاسة، وكذلك هو جريمة حقوقية تنتهك العديد من الحقوق الإنسانية الأساسية، من أهمها الحق في الحرية”.

ويضم تحالف المادة 55 منظمات “لجنة العدالة – مركز الشهاب لحقوق الإنسان – الشبكة المصرية لحقوق الإنسان – حقهم – نحن نسجل – المؤسسة العربية للحقوق المدنية والسياسية – نضال”.

* استمرار الإخفاء القسري لـ5 موظفين شاركوا بمؤتمر “سياسي” وإضراب لعمال “نجع حمادي للألومنيوم”

نكلت سلطات الانقلاب بـ 6 موظفين شاركوت بمؤتمر حزب المحافظين لرئيسة المعارض أكرم  قرطام فأبقت حتى كتابة هذه السطور 5 منهم قيد الإختفاء القسري لأسبوع، حيث لم يطلق سراحهم ولم تتم إحالتهم إلى النيابة العامة حتى اللحظة، والموظفين الخمسة هم:

1. بيومي حسن مصطفى
2.
وائل إسماعيل زكي
3.
سيد غريب مصطفى
4.
سامح عبد العليم عبد الحفيظ
5.
هشام شوقي عبد المحسن

وقال حقوقيون إن الموظفين الخمسة تدخلت الأجهزة لفصلهم من أعمالهم بسببتحليل المخدرات” بعد مشاركتهم في مؤتمر حزب المحافظين الأحد الماضى!
وألقت قوات الأمن، فجر الأحد، على 6 موظفين سابقين من منازلهم بعد يوم واحد من مشاركتهم في مؤتمر بحزب المحافظين للمطالبة بتعديل القانون رقم 73 لسنة 2021.
عمال نجع حمادي

ومن ناحية أخرى، بدأ عمال شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي الثلاثاء، 22 أكتوبر إضرابًا جزئيًا عن العمل احتجاجًا على قرار الشركة بتقليص أرباح العمال لحوالي نصف النسبة المقررة لهم في لوائح الشركة.

وبدأ العمال اعتصامًا، مساء الاثنين، 21 أكتوبر داخل الشركة، احتجاجًا على قرار الشركة بتحديد نصيب أرباح العمال عن هذا العام بما يساوي 66 شهرًا لكل عامل (تُحسب على الأجر الأساسي)، وهو ما يساوي حوالي نصف القيمة التي توقعها عمال مصر للألومنيوم.

وحققت الشركة صافي أرباح تسعة مليارات و350 مليون جنيه، حيث تنص لوائح الشركة على أن نصيب جميع العمال هو 12% من صافي الأرباح.

وقالت “مدى مصر” إن الاعتصام، تحول صباح الثلاثاء، إلى إضراب عن العمل يُعطَل فيه الإنتاج بشكل جزئي وسط تجاهل الإدارة لمطالب العمال، كما ارتفعت المطالب لتشمل المطالبة بزيادة بدل الوجبة وبدل غلاء المعيشة.

وأضافت أن عمال الشركة، البالغ عددهم حوالي 3500 عامل، أغلبهم من الشباب الذين يتقاضون أجرًا أساسيًا يتراوح بين ألف و1200 جنيه، تزيد إلى حوالي 5 آلاف جنيه شهريًا مع الزيادات والبدلات، وبالتالي يعتمد أغلب العمال على نسبة الأرباح السنوية.

ونقلت أحد العملل أن نصيب العمال من الأرباح كان يُحدد كقيمة ثابتة سنويًا تساوي قيمة الأجر الأساسي عن 18 شهرًا، توزع طوال السنة، قبل أن تقرر وزارة قطاع الأعمال في 2020، أثناء عهد الوزير السابق، هشام توفيق، أن يحتسب نصيب الأرباح بنسبة 12% من صافي الأرباح المتغير لكل عام

وأشارت إلى تعطل الإنتاج والبيع وسط جائحة «كورونا»، لم يتلقَ العمال أي أرباح لمدة عامين.

وحصل العمال على نصيب أرباح يساوي 56 شهرًا حتى بعد احتساب الإدارة لقيمة الأرباح بأربعة مليارات فقط. رغم ذلك، وعند احتساب نصيب العمال في الأرباح لهذا العام، فوجئ العمال بإقرار الشركة لنصيب العمال بما يساوي 66 شهرًا فقط، رغم تخطي صافي الأرباح العام الحالي ضعف العام السابق.

رغم تزايد الإنتاج وارتفاع أسعار الألومنيوم في السنوات الأخيرة بعد كورونا، حققت الشركة صافي أرباح حوالي 6 مليارات جنيه، في العام الماضي.

ودعا العمال إلى استلام رد سريع من الإدارة على الإضراب محذرين من أن تعطل خلايا صهر المعدن في الشركة، لأكثر من 7 ساعات، سيؤدي إلى ارتفاع حرارتها إلى درجات غير مستقرة، مما سيؤدي إلى تخريبها وهو ما سيكلف الشركة الملايين من الجنيهات ويضر الإدارة والعمال معًا.

 

* في ذكرى عام على حبس “معتقلي دعم فلسطين” استمرار اعتقال 108 مصريا 6 منهم مختفين قسريا

قال حقوقيون إنه في ذكرى عام على حبس “معتقلي دعم فلسطين” تستمر سلطات الاقنلاب في اعتقال 108 مصريا 6 منهم مختفين قسريا، وأن الاعتقالات والاختفاء القسري والحبس جاء بدون اتهامات حقيقية وأن الهدف: “هكذا قضى الأمن على أي حراك شعبي داعم لفلسطين” بحسب المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

واعتقلت سلطات الانقلاب 151 شخصا واستمر حبس 108 شخصا وإخلاء سبيل 40 و6 أشخاص قيد الاختفاء وكانت أبرز القضايا: القبض على 17 شخصا عقب وقفة على سلالم نقابة الصحفيين..

آخر المعتقلين

وتحبس سلطات الانقلاب الناشط العمالي شادي محمد بسبب لافتة وهو الشاب الوحيد الذي تظاهر و5 فتيات خلال إحياء ذكرى 7 أكتوبر واتهمتهم سلطات الانقلاب بـ”التظاهر بدون تصريح” وأهلت سبيلهن بعد 3 أيام من الاعتقال.

(عام على قمع التضامن مع القضية الفلسطينية في مصر)

وقالت المبادرة إنه مر عام كامل على بداية العدوان الصهيوني والإبادة الجماعية الدائرة ضد الفلسطينيين بقطاع غزة،

وخلال العام المنقضي منذ بداية العدوان، تم توقيف 150 شخصًا على الأقل والتحقيق معهم أمام نيابة أمن الدولة العليا، بعدما عبروا بأشكال سلمية مختلفة عن رفضهم الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. يواجه المتضامنون جميعهم اتهامات ينضوي عليها قانون مكافحة الإرهاب، بينما يواجه عدد منهم اتهامات يقرها قانون التجمهر رقم 10 لسنة 1914 وهو القانون الذي صدر خلال فترة الاحتلال البريطاني لمصر ولم يلغه القانون رقم 107 لسنة 2013 المنظم لكافة أشكال التجمعات والتظاهرات السلمية.

ووثقت المبادرة المصرية توجيه اتهامات متعلقة بالإرهاب لـ150 شخصًا – على الأقل- على ذمة 12 قضية أمن دولة، وحضر محامو المبادرة المصرية ممثلين عن عدد منهم خلال التحقيقات. لا يزال 108 من ضمن الـ150 السابق ذكرهم رهن الحبس الاحتياطي المفتوح، من ضمنهم طفلين اثنين على الأقل، إلى جانب شاب في نهايات العقد الثاني من العمر وهو من ذوي الإعاقة. تجدر الإشارة إلى أن من بين أولئك المحبوسين 41 شخصًا احتجزوا مع بداية الحرب تقريبًا، وعلى وشك أن يتموا عامًا كاملًا من تقييد الحرية على خلفية دعمهم لفلسطين، ويستمر صدور قرارات بتجديد حبسهم احتياطيًا رغم عدم وجود أي مبررات قانونية تستدعي تقييد حريتهم. من ناحية أخرى، تابعت المبادرة المصرية توقيف عدد آخر من المواطنين يضاف إلى المائة وخمسين المذكورين إما أُطلق سراحهم دون تحقيق.

وأكدت المبادرة أنه “لا تعتد السلطات المصرية بالحق الدستوري في التعبير السلمي عن الرأي السياسي، بل إنها نجحت عمليًا في تحويل التظاهر في كل أشكاله، حتى ولو التزم بكل معايير وشروط قانون التظاهر الذي أصدرته هذه السلطة في نوفمبر 2013، إلى ظاهرة مجرّمة فعليًا.

وأشارت إلى أنه “على مدار العام المنصرم قامت السلطات بإحباط أي مظهر تضامني مهما كان محدودًا، فضلا عن التقويض الأمني والملاحقة القانونية لكل من يعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني أو يندد بالجرائم الإسرائيلية أو يعارض رد الفعل الرسمي المصري إزاء الحرب، وانطوى ذلك على تجريم أفعال لا ترقى للتجريم تحت معايير قانوني التجمهر والتظاهر المعيبين.”.

وامتد العدوان الصهيوني ليشمل غزة والضفة الغربية، ثم لبنان مؤخرًا. خلال هذا العام راح أكثر من 42 ألف ضحية و10 آلاف مفقود/ة. وفي هذه الأثناء.

وعلى مسافة لا تبعد عن حدود غزة 5 ساعات بالسيارة، شهدت القاهرة وغيرها من المحافظات قمعًا لأي محاولة إبداء تضامن شعبي مصري مع الفلسطينيين ومن بعدهم اللبنانيين المحاصرين تحت القصف الصهيوني.

* التصدير وغلاء الوقود يرفعان أسعار الخضار بنسبة 20% ويهددان الأسر المصرية بأمراض سوء التغذية

في ظل صمت شعبي مُطبق، والاكتفاء بمجرد الصراخ على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، باتت الأسعار كل يوم في تزايد، بلا توقف وبلا مراعاة لأنين المصريين وفقرهم، ودون تدخل من حكومة أو مؤسسة من مؤسسات الدولة.

فقد ارتفعت أسعار الخضار بنحو 20% في أسواق الجملة والمراكز التجارية والأحياء الراقية والشعبية، متأثرة بزيادة أسعار النقل والمحروقات، فيما اختفى الثوم، وكل ذلك مع بداية الأسبوع الجاري.

ودفعت الزيادة الكبيرة التي تضرب أسواق الخضار والفاكهة المواطنين للبحث عن بدائل في الأسواق الشعبية، وفي الأماكن البعيدة القريبة من أسواق الجملة، كالعبور والسادس من أكتوبر وإمبابة وغيرها.

وشهدت الأسواق اختفاء الثوم البلدي بعد ارتفاع سعره إلى 150 جنيهًا للكيلو، مع عدم توافره إلا بأوزان في حدود 50 إلى 100 جرام، أو بيعه بالقطعة، مع تعذر شرائه على غالبية المستهلكين الذين يستخدمونه في معظم أكلاتهم الشعبية.

وزادت أسعار الخضار من الفرز الثاني في الأسواق الشعبية ونصف الجملة التي أقيمت على مشارف الأحياء في المدن الكبرى والحضر، حيث بلغ سعر الطماطم والبطاطس والكوسة والفاصوليا الخضراء والبصل والجزر والسبانخ 25 جنيهًا، بينما بلغ سعر الباذنجان الأبيض والعروس 15 جنيهًا، والفلفل البلدي 20 جنيهًا، والفلفل الملون 50 جنيهًا، وحزمة الملوخية 10 جنيهات، والبطاطا 12 جنيهًا للكيلو، والليمون 15 جنيهًا.

وتأثرت موجات الغلاء في أسعار الخضار بزيادة معدلات تصدير الحاصلات الزراعية الطازجة إلى الأسواق العربية والدولية، التي بلغت 6.9 ملايين طن بقيمة 4.4 مليارات دولار، وفقًا لتصريحات وزير الزراعة علاء فاروق، الذي أشار في كلمته أمام البرلمان أول أمس إلى زيادة صادرات السلع الزراعية المصنعة إلى 5.1 مليارات دولار خلال العام.

ومع الزيادات المتواصلة في أسعار الخضار، تتفاقم نسب التضخم والفقر وسوء التغذية، دون اعتناء من الحكومة التي تبحث فقط عن الدولار على حساب السوق المحلي، في إهدار متعمد لحقوق الإنسان المصري في العيش بكرامة في وطنه.

* غضب عمال مصنع الألومنيوم: تركة الإهمال الحكومي تفجر الأزمات في الشارع المصري

في مشهد يتكرر في مختلف محافظات مصر يخرج عمال مصنع في إحدى المدن الحيوية في مواجهة حقيقية مع ظروف حياتية قاسية دفعتهم للاحتجاج والاعتصام للمطالبة بحقوقهم الأساسية تتكشف الأزمة الاقتصادية عن عمق معاناة هؤلاء العمال الذين يكافحون لتأمين لقمة العيش في ظل غياب تام للاستجابة الحكومية لمطالبهم الملحة تتوالى الأزمات وتتكشف الحقائق المؤلمة التي لا تُحتمل

أحداث الإضراب الذي نظمته مجموعة من العمال في مصنع الألومنيوم بمدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا أصبحت تجسد الأوضاع المزرية التي يواجهها الملايين في شتى أنحاء الوطن حيث أقدم هؤلاء العمال على وقف العمل نتيجة عدم صرف مستحقاتهم المالية في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة تتفاقم الأوضاع كل يوم مع ارتفاع الأسعار وتدني مستوى الرواتب بشكل لم يعد مقبولا يصرخ العمال مطالبين بزيادة أجورهم وصرف الأرباح المتراكمة التي تعكس جهودهم الشاقة التي يبذلونها

يتساءل الكثيرون كيف يمكن لدولة أن تغض الطرف عن معاناة العامل الذي يضحي بوقته وجهده من أجل أن تسير عجلة الإنتاج بينما تجد الحكومة تتجاهل الحقوق الأساسية لهؤلاء العمال ظلت المطالب تتوالى دون استجابة حتى أصبح الأمر أشبه بالصراخ في وادٍ لا يُسمع صدى صوتهم في ظل انشغال المسؤولين بقضايا أخرى بعيدة عن هموم الشارع

تظهر المشاهد المؤلمة من قلب المصنع كيف أن العمال اعتصموا وتجمعوا حاملين لافتات تطالب بحقوقهم المشروعة في الوقت الذي يظهر فيه النظام كأنه غير مكترث لما يحدث فالإضراب الذي يشهده المصنع ليس حدثا عابرا بل هو تجسيد لحالة من الإحباط واليأس لدى جموع العاملين الذين يعانون من عدم الوفاء بالوعود السابقة فيما يتعلق بالمستحقات المالية

مع تراجع القدرة الشرائية للعمال وارتفاع تكاليف المعيشة أصبح من الواضح أن النظام الرواتب المعمول به ليس فقط غير عادل بل صار مضرا بشكل كبير للطبقة العاملة التي تواجه ظروفا حياتية صعبة لم يكن لها مثيل حيث تحولت الحياة إلى كابوس مع الأعباء المالية المتزايدة في ظل جمود رواتب لا تتماشى مع تلك الأعباء الخانقة ولا توفر الحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية للحياة

إن الوضع الذي يعيشه عمال هذا المصنع ليس حالة فردية بل هو تعبير عن أزمة شاملة تنعكس على جميع العاملين في شتى القطاعات حيث يعاني الكثيرون من عدم توفر فرص عمل جيدة أو رواتب كافية بل يواجهون خطر البطالة الذي يلوح في الأفق إذا استمر الوضع على ما هو عليه

وفي غياب أي توجه جاد من الحكومة لمواجهة هذه التحديات بات من الصعب على العمال تحمل تلك الأوضاع التي لا تنتهي حيث تطالب هذه الفئة المجتهدة بالعدالة في توزيع الثروات وإعادة النظر في السياسات الاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم يجب أن يكون هناك نوع من المصداقية في التعامل مع قضايا العمال حيث لا يمكن تجاهل حقوقهم ومطالبهم الملحة

ومع استمرار الإضرابات وتكرار المظاهرات يبدو أن الحكومة تعيش في فقاعة من الإنكار حيث تحاول التصدي للحقائق بدلاً من مواجهتها بجرأة وبحث عن حلول فعالة تضمن للعمال حقوقهم وتوفر لهم حياة كريمة فالأرقام تتحدث عن نفسها بينما تظل الحكومات في صمت يعكس فشلها الذريع في إدارة الملفات الاقتصادية

إن هذه الأحداث ليست مجرد احتجاجات عابرة بل هي مؤشرات واضحة على عمق الأزمة الاجتماعية التي تلوح في الأفق إذا لم يتم الالتفات إلى معاناة هؤلاء العمال فالغياب المستمر للقرارات الحكيمة من قبل المسؤولين يدل على عدم وجود رؤية مستقبلية لمعالجة الوضع القائم في حين يزداد الوضع سوءًا كل يوم

ليس من المقبول أن تتجاهل الحكومة هذه الأزمة التي باتت تؤثر على فئة عريضة من المجتمع المصري فصوت العمال يجب أن يُسمع وأصواتهم يجب أن تُحتفى بها ويجب أن تكون هناك استجابة فعلية للمطالب من خلال حوار جاد ومفتوح يأخذ في الاعتبار متطلبات الشارع ومصالح الوطن العليا

في ظل غياب الأمل في تحسن الأوضاع الاقتصادية وغياب العدالة الاجتماعية يصبح من الضروري أن تتحد أصوات العمال وتواصل الضغط من أجل تحقيق حقوقهم المشروعة فالتحركات الشعبية يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في مواجهة التحديات وتحقيق المطالب الأساسية

إن حكومات تأتي وتذهب ولكن معاناة العمال تظل هي نفسها ومع استمرار السياسات الحالية وعدم استجابة الحكومة للمطالب لن تتوقف المظاهرات ولن يتوقف الإضراب فالأزمة تتعمق يوما بعد يوم ويظل العامل المصري يدفع الثمن من كرامته وحياته في سبيل الحصول على حقه البسيط في الأجر المناسب

ومع كل هذه التحديات يجب أن يتحلى الجميع بالصبر والعزيمة في مواجهة تلك السياسات الفاشلة حيث أن الأمل لا يزال موجودا في إمكانية التغيير يجب على العمال أن يواصلوا نضالهم من أجل حياة كريمة وأن يتحدوا في المطالب والتطلعات من أجل مستقبل أفضل للجميع

إن تهميش قضايا العمال ليس مجرد تجاهل لحقوقهم بل هو تجاهل لجزء كبير من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع المصري لذلك يجب أن تكون هناك رؤية واضحة للتعامل مع هذه القضايا الحساسة حيث أن الحقوق لا تتجزأ ويجب على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم نحو بناء مجتمع أكثر عدالة وكرامة

ويجب أن يُعتبر ما يحدث بمثابة جرس إنذار للجهات المعنية من أجل إعادة تقييم سياساتها والتفكير بجدية في حلول جذرية لأزمة العمال في مختلف القطاعات فالمعاناة التي يعيشها هؤلاء ليست مجرد أرقام أو إحصاءات بل هي حكايات مؤلمة لكل أسرة تكافح من أجل البقاء في ظل ظروف قاسية لا تتوقف عند حد

وإذا كانت الحكومة تود أن تحقق الاستقرار في البلاد فعليها أن تستمع لنبض الشارع وأن تعي تماماً أن حقوق العمال هي جزء لا يتجزأ من استقرار المجتمع وأن تحقيق العدالة الاجتماعية يجب أن يكون في صدارة أولوياتها إذا أرادت أن تُسجل اسمها في تاريخ يتذكره الناس بالتقدير والإحترام

وقد تعددت شكاوى المواطنين من الفقر والجوع وسط غلاء لا يتوقف في كل شيء.

 

*لجنة برلمانية توافق على قانون جديد خاص باللاجئين

وافقت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، أمس الثلاثاء، على مشروع قانون بإصدار قانون لجوء الأجانب.

وينص مشروع القانون على إنشاء “اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين” تتبع رئيس مجلس الوزراء، لتكون هي الجهة المهيمنة على كل شؤون اللاجئين، بما في ذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة بأعداد اللاجئين.

ووفقا لمشروع القانون، تتولى اللجنة بالتنسيق مع وزارة الخارجية، التعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وغيرها من المنظمات والجهات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات الإدارية في الدولة لضمان تقديم كل أوجه الدعم والرعاية والخدمات للاجئين.

وتحدد اللائحة التنفيذية للقانون الجديد الاختصاصات الأخرى للجنة المستحدثة.

ويتضمن مشروع القانون أن تكون لطلبات اللجوء المقدمة من الأشخاص ذوي الإعاقة أو المسنين أو النساء الحوامل أو الأطفال غير المصحوبين أو ضحايا الاتجار بالبشر والتعذيب والعنف الجنسي، الأولوية في الدراسة والفحص.

ووفقا لمشروع القانون، يقدم طالب اللجوء أو من يمثله قانونا، إلى اللجنة المختصة طلب اللجوء، وتفصل اللجنة المختصة في الطلب خلال 6 أشهر من تاريخ تقديمه؛ إذا كان طالب اللجوء قد دخل إلى البلاد بطريق مشروع، أما في حالة دخوله بطريق غير مشروع فتكون مدة الفصل في الطلب سنة من تاريخ تقديمه.

وينص مشروع القانون، الذي وافق عليه مجلس الوزراء في وقت سابق، على أن يلتزم اللاجئون وطالبو اللجوء بتوفيق أوضاعهم، وفقًا لأحكام هذا القانون خلال سنة من تاريخ العمل باللائحة التنفيذية، كما ينص على أن يصدر رئيس مجلس الوزراء، اللائحة التنفيذية لهذا القانون خلال ستة أشهر من تاريخ العمل به.

وينتظر عرض مشروع القانون على الجلسة العامة لمجلس النواب، خلال الأيام المقبلة لمناقشته وإقراره بشكل نهائي.

* تحركات إسرائيلية قرب حدود مصر

قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن تصرفات قوات الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية مع قطاع غزة تثبت بقاء الجيش هناك.

وأضافت الصحيفة العبرية، أن أن الجيش الإسرائيلي يقوم ببناء مواقع عسكرية وتكنولوجية في منطقة فيلادلفيا الآن، وقد تؤثر هذه المعضلة ليس فقط على صفقة الأسرى ولكن أيضا على اتفاقية السلام مع مصر.

ويواصل الجيش الإسرائيلي ترسيخ وتطوير احتلال محور فيلادلفيا من خلال بناء البنية التحتية والطرق، وتطوير العديد من الوسائل التكنولوجية المتقدمة.

كما قام الجيش الإسرائيلي ببناء طريق مرصوف من شاطئ البحر في رفح إلى معبر كرم أبو سالم، إلى جانب وضع نقاط عسكرية وخطوط إنارة واتصالات ومراقبة في المنطقة.

وأوضحت معاريف، أنه من ناحية أخرى، يحاول المسؤولون في مصر إقناع الأمريكيين بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون اتخاذ خطوات عملية أكثر على الأرض بتلك المنطقة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد بأن تل أبيب لن تنهي الحرب بدون إغلاق الثغرة في محور فيلادلفيا.

* السيسي يهدم مقابر تاريخية في منطقة الإمام الشافعي

بدأت السلطات في محافظة القاهرة في حملة جديدة من عمليات الهدم للمباني الأثرية في منطقة الإمام الشافعي بالقاهرة التاريخية، حيث تمت اليوم إزالة عدد من القباب على رأسها قبة مستولدة محمد علي باشا.
وتعتبر قبة مستولدة محمد علي باشا جزءا من التراث الثقافي والتاريخي لمصر، وتحمل قيمة معمارية وأثرية لا تقدر بثمن، ومقابر العائلة الملكية و مقابر أسرة محمد علي باشا، هي مجموعة مدافن تعود للأسرة الملكية العلوية التي حكمت مصر لعقود.
وفي أغسطس الماضي، أثار هدم عدد من المقابر في منطقة باب النصر جدلا واسعا، حيث قال نائب محافظ القاهرة إنه تم إخلاء 1171 مقبرة لبناء جراج متعدد الطوابق.
وفي يونيو من العام 2023، أصدر عبد الفتاح السيسي تعليمات بتشكيل لجنة لتقييم وضع المقابر في منطقتي السيدة نفيسة والإمام الشافعي، بهدف إنشاء مقبرة الخالدين لتكون مزارا يضم رفات الرموز المصرية المختلفة.
ورغم تسجيل أكثر من 40 مقبرة في المنطقة ضمن قائمة التراث، فقد تم تشكيل لجنة لهدم بعض المدافن المحمية قانونيا، حيث تم إبلاغ الجهات المعنية بضرورة إزالة هذه المدافن بحجة المشاريع القومية.
وتعود أزمة هدم المقابر التاريخية إلى عام 2021، حينما أعلنت السلطات عن خطط لتطوير محور صلاح سالم، مما أدى إلى إزالة مدافن مجاورة وتسعى الحكومة إلى إنشاء محاور مرورية جديدة تربط شرق وجنوب القاهرة عبر هذه الجبانات التاريخية.

*”براء نزار ريان”يطالب مصر بوقفة لـ”جباليا” والتراس زملكاوي: لولا الظلم لخرجنا نهتف

دعا الباحث في العلوم الإسلامية براء نزار ريان نجل أستاذ الحديث الشهيد د. نزار ريان القيادي الراحل في حركة حماس المصريين بوقفة لجباليا (كيلومتر مربع) التي لا تنفك عن مصر حبا وحياة والتي يحاصرها الاحتلال منذ 18 يوما ويمنع عن 200 ألف فلسطيني الإغاثة فضلا عن الغذاء ومقومات الحياة حتى وصل شهداء المخيم نحو 500 فقط من الاجتياح الرابع بغارات وقصف صهيوني متصل من نوعه منذ 7 أكتوبر 2023.

وقال براء @BaraaNezarRayan: “يا أهل مصر.. جباليا لم تكن يوما بعيدة عنكم .. لم ننم والله ثمانية عشر يوما هي أيام ثورتكم.. خرجنا إلى الشوارع معكم في أفراحكم وأحزانكم.. ولم نتأخر يوم قُتلتم رغم سيف الظالم نفسه على رقابنا ورقابكم.. في جباليا روابط لتشجيع الأهلي والزمالك.. في جباليا درسنا تاريخكم وجغرافيتكم وقصائدكم وأناشيدكم.. في جباليا كل ما في مصر.. فقفوا وقفة لله.. أشعروا العالم أن حدود العدو من ناحيتكم ليست على هذه الدرجة من الأمن! .. وأن العروش تهتزّ بكل هذه القنابل على الأجساد الصغيرة!.. لا تخذلوا هذا الدم مرة أخرى.. إنه دمكم!”.

والرد جاء من أولتراس “وايت نايتس” وهو ينعى السنوار حيث قال أولتراس نادي الزمالك: “نزف ونبارك قائد الجيل وملهم الأجيال على استشهاده بالطريقة التي طالما حلم بها، ولولا الظلم في بلادنا لخرجنا هتافاً باسمك تخليداً لذكراك.”

وأضافت تغريدة الوايت نايتس “وأن يا أبا إبراهيم لولا الظلم في بلادنا لخرجنا هتافاً باسمك تخليداً لذكراك بل وثــأراً لك ولكل من أستشهد دفاعا عن معتقداته مسلم أو مسيحي على أرض فلسطين”

ودعت الأولتراس “العالم الحر في كل بقاع الأرض أن يتخذ القائد يحيى رمزاً للأمة وفخراً لها.”

ومع تصاعد العنف الصهيوني في غزة، كان من المتوقع أن تزداد الفعاليات التضامنية في مصر، لكن ما حدث هو العكس تماماً، حيث بدأت داخلية السيسي تشديد القيود على أي محاولة للتظاهر أو الاحتجاج ومنع التظاهرات أمام الجامع الأزهر وأماكن أخرى، وتم اعتقال عدد من المتظاهرين و النشطاء الذين حاولوا تنظيم فعاليات جديدة كان آخر المعتقلين في 7 أكتوبر الجاري خرجوا بمناسبة اغتيال حسن نصر الله وبداية طوفان الأقصى.

وفي أغلب الأحيان، ينظم اليساريون مظاهرات تحت إشراف الأمن، وهي فعاليات محدودة العدد والوقت والمكان وتحت رقابة مشددة، ما أظهر أن الدولة لا ترغب في السماح للمظاهرات بأن تخرج عن السيطرة وتتحول إلى تحدٍ سياسي للسيسي.

وتتواصل لليوم ال18 على التوالي، الحملة العسكرية الإجرامية التي قررتها حكومة الاحتلال الفاشي، في محافظة الشمال، حيث تحتشد المئات من الآليات، وآلاف الجنود، مع قوَّة نارية كبيرة، لتعزل شمال القطاع عن مدينة غزَّة، وتُطْبِق عليه الحصار، بمن فيه من مئات الآلاف من المواطنين المدنيين.

وقال مراقبون إن ما يحدث اليوم في شمال قطاع غزَّة، وتحديداً في جباليا ومخيمها، هو عملية إبادة جماعية، مكتملة الأركان، يرتكب خلالها جيش الاحتلال الإرهابي المجازر بحق المدنيين، ويقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، ويضرب البُنى المدنية من شوارع وأحياء سكنية، ومخابز ومستشفيات وآبار مياه.

عشرات الجثامين لا تزال تحت الأنقاض، وملقاة في شوارع جباليا ومخيمها، ولا تستطيع طواقم الإنقاذ انتشالها، أو الوصول إلى المصابين والمحاصرين في أماكن استهدافهم، فيما يواجه السكان وضعاً إنسانياً مأساوياً، مع تشديد الحصار، ومنع كافة وسائل الحياة من دخول الشمال.

إنَّ هذه الجرائم والمجازر المتصاعدة في شمال القطاع، تأتي في ظل أنباء وتقارير، تؤكّد بدء حكومة الاحتلال تنفيذ مرحلة جديدة من جريمة الإبادة الجماعية وبعنوان ما يُسمّى (خطة الجنرالات)، لفصل شمال قطاع غزَّة وتهجير سكانه .. ليس آخرها ما كشفته وكالة (أسوشيتيد برس)، من بتسريبات حول تفاصيل هذه الخطة، التي ترتكز على إحكام الحصار على شمال قطاع غزَّة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله؛ مقاتلين، ممَّا يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم، بعد إعلان المنطقة؛ (عسكرية مغلقة).

* 170 مليار دولار دين خارجي: حكومة مصر تؤجل السداد حتى 2071

في مشهد ينذر بكارثة اقتصادية محققة لا يمكن تجاهلها يتوالى سقوط مصر في فخ الديون الخارجية بمعدلات تنذر بالخطر.

مع ارتفاع الدين الخارجي إلى مستويات غير مسبوقة تراوحت حول 170 مليار دولار في نهاية 2023، يقف الشعب المصري أمام حقيقة مرعبة تتمثل في أن متوسط نصيب الفرد من الدين الخارجي بلغ 1444 دولارا، مسجلا ارتفاعا ملحوظا من 1013 دولارا في نهاية 2019.

هذه الأرقام تنقل صورة واضحة عن تراجع الوضع المالي للبلاد حيث ارتفع الدين الخارجي بنسبة 74% تقريبا خلال السنوات الأربع الأخيرة.

يتعلق الأمر بسلسلة من الديون القابلة للسداد والتي تتراكم بشكل ينذر بكارثة إذا استمر هذا الاتجاه. في سياق الوضع الكارثي، تكشف البيانات عن أن إجمالي الدين الخارجي في نهاية 2023 اقترب من 168 مليار دولار، منها حوالي 29.5 مليار دولار مديونيات قصيرة الأجل بينما تتوزع باقي الديون على المديونيات طويلة الأجل.

الأرقام تتحدث عن نفسها وتبين أن الدين الخارجي ارتفع من 96.6 مليار دولار في نهاية عام 2019 إلى الوضع الحالي دون أي بارقة أمل.

الحكومة المصرية تجد نفسها الآن أمام مأزق حقيقي حيث أنها مضطرة إلى سداد أكثر من 60 مليار دولار من الاستحقاقات الخارجية بين عامي 2025 و2027.

ومع عدم وجود أي قروض جديدة تلوح في الأفق، يبدو أن الحكومة المصرية تستعد لتسديد آخر دفعة من الديون المتوسطة والطويلة الأجل في النصف الثاني من عام 2071. المدى الزمني الطويل لسداد الديون ينبه الجميع إلى انعدام الأمل في الإصلاحات الفعلية.

وفي هذا الإطار، اتفقت مصر مع صندوق النقد الدولي على زيادة حجم التمويلات ضمن برنامج يمتد حتى 2026. كانت تلك الزيادة من 3 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار في محاولة لتخفيف العبء الثقيل. وقد حصلت مصر بالفعل في مارس الماضي على 820 مليون دولار كدفعة أولى، ومرتقب صرف شريحة جديدة بنفس القيمة. ومع ذلك، لا يمكن اعتبار هذه المبالغ كافية لمواجهة العجز المزمن والديون المتراكمة.

علاوة على ذلك، أعلنت الحكومة المصرية عن دعم موازنتها من البنك الدولي بمبلغ 700 مليون دولار ضمن برنامج مدته ثلاث سنوات. هذه الأرقام تكشف بوضوح عن حجم الضغوط المالية التي تواجهها الحكومة. ومع تقديم الاتحاد الأوروبي لتمويلات تقدر بحوالي 7.4 مليار يورو على مدار أربع سنوات، يبدو أن أي دعم خارجي لم يعد كافياً لإعادة الحياة إلى الاقتصاد المصري المتهالك.

تظهر الأرقام من بيانات البنك المركزي أن الدين العام المحلي يمثل نحو 77.1% من الناتج المحلي الإجمالي البالغ 4.4 تريليون جنيه. ما يؤكد تفشي أزمة الدين حتى داخل الاقتصاد المحلي. وتتمثل المخاطر الكبرى في أن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لن يكون له تأثير ملموس على الاقتصاد المصري الذي يعاني من أعباء الديون المتزايدة.

في الربع الأول من عام 2024، سددت مصر 8.255 مليار دولار كأعباء خدمة الدين الخارجي، منها 2.542 مليار دولار كفوائد و5.712 مليار دولار كأقساط مسددة. الأرقام تشير بوضوح إلى الأزمة المتعاظمة التي يعاني منها الاقتصاد المصري. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أين تذهب هذه الأموال؟

مع انخفاض الدين الخارجي إلى 160.6 مليار دولار بنهاية مارس 2024، تبقى النسبة المئوية للدين الخارجي إلى الناتج المحلي الإجمالي عند 39.8%، وهو رقم يعد مرتفعا ويعكس الأبعاد الكارثية للموقف الاقتصادي. في ظل هذه الأرقام الكارثية، تظل الحكومة تعيد ترتيب أولوياتها المالية في محاولة يائسة لتخفيف الأعباء.

إن وضع الدين الخارجي والديون المحلية مع استمرار التراجع في النمو الاقتصادي يكشف عن مشهد معقد وحالة عدم استقرار مروعة. بينما تتجه الأنظار نحو الحكومة المصرية للبحث عن حلول سريعة، يبدو أن الأمل في تحسن الوضع بعيد المنال. وسط كل هذا، يستمر المواطنون في مواجهة تحديات الحياة اليومية وسط الفقر والبطالة المتزايدة، في حين تتلاشى الوعود الحكومية بالإصلاحات.

بالتزامن مع تلك الأزمة، تنتظر مصر سنوات صعبة في المستقبل، حيث يتوقع أن تتزايد الأعباء المالية مع تزايد الديون. المستقبل يبدو مظلماً، حيث تسعى الحكومة للبحث عن قروض جديدة لإبقاء الأمور تحت السيطرة. لكن متى ستأتي هذه القروض ومن أي مصدر؟ أسئلة تبقى معلقة في الهواء دون إجابات واضحة.

في النهاية، يبدو أن مشهد الديون الخارجية المتزايدة يمثل معركة مستمرة لمصر في وجه الأزمات الاقتصادية. وبدون إجراءات حقيقية للتخفيف من الأعباء، فإن الكارثة الاقتصادية قد تصبح واقعا يواجهه المواطنون في القريب العاجل. الشعب المصري يستحق أكثر من ذلك، يحتاج إلى حكومات تعمل بجدية وكفاءة لمواجهة هذه الأزمة.

من المؤكد أن الأرقام التي عرضناها هي مجرد لمحة عن معاناة المصريين، وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها بدلاً من الاستمرار في إلقاء اللوم على الظروف الخارجية. فقد آن الأوان لتتحمل القيادة السياسية تبعات قراراتها وتبدأ في إجراءات حقيقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

* هدم “قبة محمد علي باشا”محو لتاريخ مصر لأجل بزنس السيسي

مع استمرار حكومة الانقلاب في هدم وتشويه التراث المصري القديم، تصاعدت في الآونة الأخيرة حملات الهدم التي تستهدف المناطق الأثرية في القاهرة التاريخية.

فقد بدأت السلطات بمحافظة القاهرة حملة جديدة لإزالة المباني التاريخية والمعالم الأثرية في منطقة الإمام الشافعي، حيث تم هدم عدد من القباب التاريخية، على رأسها قبة مستولدة محمد علي باشا، والتي تعد جزءًا من التراث المعماري والثقافي لمصر. تعتبر قبة مستولدة محمد علي باشا واحدة من المعالم البارزة في مقابر العائلة الملكية العلوية التي حكمت مصر على مدار عقود.

هذه المدافن الملكية تضم رفات شخصيات هامة من تاريخ مصر، وتحمل قيمة معمارية وأثرية كبيرة، حيث تمثل جزءاً من الهوية الثقافية لمصر. ومع ذلك، تواجه هذه المدافن خطر الهدم المستمر رغم وضع العديد منها على قوائم التراث المحمي. لا يعد هذا الحادث الأول من نوعه، ففي أغسطس الماضي، شهدت القاهرة موجة هدم مماثلة في منطقة باب النصر، حيث تم إزالة عدد من المقابر التاريخية بعد إعلان نائب محافظ القاهرة عن إخلاء 1171 مقبرة بهدف بناء جراج متعدد الطوابق. هذه الإجراءات أثارت موجة من الغضب بين المهتمين بالتراث والمؤرخين الذين يرون في هذه العمليات محواً لتاريخ مصر الحضاري. 

وفي يونيو 2023، أصدر عبد الفتاح السيسي قرارًا بتشكيل لجنة لتقييم وضع المقابر الأثرية في منطقتي السيدة نفيسة والإمام الشافعي. وقد أتى هذا القرار ضمن خطة لتأسيس “مقبرة الخالدين”، وهو مشروع يهدف إلى إنشاء مزار يضم رفات الشخصيات المصرية البارزة، إلا أن القرار رافقه إصدار تعليمات لهدم بعض المدافن بحجة تطوير المنطقة وإنشاء ممرات مرورية جديدة. 

رغم تسجيل أكثر من 40 مقبرة في قائمة التراث العالمي، إلا أن الحكومة تستمر في جهودها لهدم هذه المعالم الأثرية بحجة المشاريع القومية. وتعود جذور أزمة هدم المقابر التاريخية إلى عام 2021، حينما أعلنت السلطات عن خطط لتطوير محور صلاح سالم، مما تطلب إزالة مدافن قديمة مجاورة لهذا المحور.

وتستهدف هذه المشاريع القومية إنشاء شبكات مرورية تربط بين شرق وجنوب القاهرة، دون مراعاة كافية للحفاظ على المواقع الأثرية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من تراث مصر. الحملة المستمرة على المقابر التاريخية لاقت انتقادات واسعة من قبل المختصين في التراث والتاريخ الذين يرون أن ما يحدث هو تدمير مُمَنهج لتاريخ مصر القديم لصالح مشاريع بنية تحتية قد تؤدي إلى محو جزء كبير من هوية القاهرة القديمة. ويعتبر المدافعون عن التراث أن هذه السياسات تفتقر إلى تخطيط واضح يوازن بين التنمية والحفاظ على المواقع الأثرية. 

تأتي هذه التطورات في ظل موجة من الانتقادات للحكومة بسبب تعاملها مع التراث المصري، وسط مطالبات بتعليق عمليات الهدم فوراً، وفتح نقاش مجتمعي واسع حول كيفية تطوير المدن المصرية دون التفريط في تراثها الأثري الذي يمثل جزءًا من ذاكرة مصر وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين.

* انهيار صناعة الدواجن والبيض في مصر تحت حكم السيسي: من مصدر غذاء للفقراء إلى أزمة اقتصادية

تُعد صناعة الدواجن والبيض من أهم الصناعات الاستراتيجية في مصر، حيث توفر مصدرًا غذائيًا رئيسيًا للمواطنين وتعتمد عليها الأسر المصرية، خاصة الفئات الأكثر فقرًا، بشكل كبير في تلبية احتياجاتهم الغذائية.

إلا أن هذه الصناعة، التي كانت لفترة طويلة تُعتبر رمزًا للاكتفاء الغذائي في مصر، قد شهدت انهيارًا كبيرًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما أثقل كاهل المصريين وفاقم معاناتهم الاقتصادية. 

ارتفاع أسعار البيض والدواجن: أزمة تزامنت مع بدء العام الدراسي

في الأسابيع الأخيرة، ارتفعت أسعار بيض المائدة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوز سعر طبق البيض في بعض المناطق 200 جنيه مصري، وهو ما مثّل عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر المصرية، خاصة مع انطلاق الموسم الدراسي الذي عادة ما يشهد زيادة في الطلب على المنتجات الغذائية الأساسية. كان البيض يُعتبر من أكثر المنتجات الغذائية المتاحة والأقل تكلفة للمواطنين، إلا أن الزيادة الحادة في الأسعار جعلت الحصول عليه أمرًا شبه مستحيل بالنسبة للكثيرين. 

وفي محاولة منها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة المصرية التعاقد على استيراد كميات ضخمة من البيض، حيث تم الاتفاق على استيراد 30 مليون بيضة (ما يعادل مليون طبق) بهدف تلبية احتياجات السوق المحلية وضبط الأسعار.

كما تم زيادة معدلات ضخ البيض في المجمعات الاستهلاكية لتصل إلى 10 آلاف طبق أسبوعيًا بسعر 150 جنيهًا للطبق الواحد. إلا أن هذه الإجراءات لم تنجح في تهدئة المخاوف والاحتقان الشعبي، حيث لا تزال الأسعار مرتفعة والوصول إلى البيض بسعر معقول بعيد المنال لكثير من المواطنين. 

دور التجار في تفاقم الأزمةتوجهت أصابع الاتهام في الأزمة الأخيرة إلى كبار التجار ومنتجي البيض، حيث اتهمهم البعض بتعمد رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه لتحقيق أرباح سريعة على حساب المواطنين.

وردًا على ذلك، تحرك جهاز حماية المنافسة في مصر لمواجهة هذه الممارسات، حيث قرر تحريك دعوى جنائية ضد 21 من كبار منتجي بيض المائدة بسبب إقرار زيادات سعرية كبيرة. تأتي هذه الخطوة في إطار محاولة الحكومة للتصدي للاحتكار والجشع الذي يمارسه بعض التجار. 

ورغم هذا الإجراء، فإن استجابة السوق ظلت محدودة، ولم تنخفض الأسعار بالشكل المتوقع. يُعزى هذا الفشل إلى ضعف قدرة الحكومة على فرض رقابة فعّالة على السوق وضبط عمليات التسعير، بالإضافة إلى عدم توفر بدائل كافية أو كميات كافية من البيض المستورد تغطي الطلب المحلي المتزايد. 

أزمة الإنتاج المحلي: ضغوط على الصناعة

تُعتبر صناعة الدواجن والبيض من أهم الصناعات الزراعية في مصر، حيث يصل الإنتاج المحلي إلى حوالي 14 مليار بيضة سنويًا، بالإضافة إلى 1.4 مليار طائر، باستثمارات تصل إلى حوالي 100 مليار جنيه. ولكن هذه الصناعة تعرضت لضغوط شديدة خلال السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، مثل زيادة أسعار الأعلاف والنقل، بالإضافة إلى تراجع الدعم الحكومي للقطاع الزراعي والتنموي، مما أدى إلى تقليص حجم الإنتاج وزيادة الأسعار. 

تأثرت صناعة الدواجن والبيض أيضًا بالسياسات الاقتصادية العامة التي تبنتها الحكومة، مثل تحرير سعر الصرف الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الإنتاجية، خاصة الأعلاف التي يتم استيرادها من الخارج. كما أن الفساد وسوء الإدارة في هذا القطاع قد ساهما في تفاقم الأزمة، حيث لم تتمكن الحكومة من تقديم حلول عملية لدعم المنتجين المحليين أو تشجيع الاستثمار في هذه الصناعة الحيوية. 

تأثير الانهيار على الأسر المصرية

يمثل انهيار صناعة الدواجن والبيض كارثة حقيقية للأسر المصرية التي تعتمد بشكل كبير على هذه المنتجات كمصدر أساسي للبروتين. في بلد يعيش فيه حوالي ثلث السكان تحت خط الفقر أو عنده، لا تزال أسعار المواد الغذائية الأخرى مرتفعة بنفس القدر، مثل اللحوم الحمراء والأسماك، مما يجعل البيض والدواجن الخيار الغذائي الوحيد المتاح نسبيًا للفئات الفقيرة.

ومع تزايد الأزمات الاقتصادية والتضخم المستمر الذي بلغ 26%، أصبح الحصول على البروتين مسألة صعبة للغاية للكثير من الأسر. 

الأبعاد السياسية للأزمة

تأتي أزمة البيض والدواجن في سياق أوسع من تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر تحت حكم السيسي. في الوقت الذي تستمر فيه الحكومة في عقد صفقات تجارية واستثمارية ضخمة مع دول الخليج وغيرها من القوى الإقليمية، لا تزال المشاكل الاقتصادية التي يواجهها المواطن المصري العادي تتفاقم.

ارتفاع الأسعار، وزيادة البطالة، وتراجع الدعم الحكومي، كلها عوامل أدت إلى زيادة الاستياء الشعبي ضد النظام. رغم هذه التحديات، تسعى الحكومة إلى تقديم نفسها كقوة استقرار إقليمية، مستفيدة من دورها في الوساطة في النزاعات الإقليمية مثل الحرب بين إسرائيل وحماس. ولكن هذه التحركات الدبلوماسية والسياسية لا تغطي على الحقيقة القاسية التي يواجهها المواطنون المصريون يوميًا، حيث يستمر تدهور الأوضاع المعيشية بشكل ملحوظ. 

الخاتمة

في نهاية المطاف، لا يمكن فصل انهيار صناعة الدواجن والبيض عن السياق العام للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر. ومع استمرار الحكومة في التركيز على الصفقات الخارجية وتحقيق مصالحها الجيوسياسية، يبقى المواطن المصري هو الضحية الأكبر لتلك السياسات التي تزيد من معاناته اليومية. بدون تدخل حقيقي وشامل لدعم هذه الصناعة الحيوية وضبط الأسعار، ستستمر الأزمة في التفاقم، وستظل الأسر المصرية تعاني من تداعيات هذه الانهيار الاقتصادي.

 

* أزمة الكهرباء في نزلة سلام بالجيزة تتفاقم والحكومة تتقاعس عن حلها

في واحدة من أكثر الأزمات إلحاحا في مجتمع محلي تعاني قرية نزلة سلام التابعة لمركز الصف جنوب الجيزة من تجاهل الحكومة لمطالب الأهالي المتكررة في معالجة مشكلة الكهرباء التي تؤرق حياتهم اليومية لقد أصبح الوضع في مركز الشباب بالقرية فاجعة حقيقية تهدد سلامة المواطنين واستقرارهم.

على الرغم من الشكاوى المتكررة من أهالي القرية ومجلس إدارة مركز الشباب إلا أن استجابة الجهات المعنية كانت مخيبة للآمال لقد أبلغ الأهالي المسؤولين عن وجود مشكلة خطيرة تتمثل في راجع الكهرباء بالخط الأرضي مما أدى إلى تلفيات جسيمة في الأجهزة الكهربائية في المنازل المجاورة للمركز.

تعرض مركز الشباب إلى أضرار فادحة في الإنارة والأجهزة الرياضية بسبب العطل المستمر الأمر الذي يعيق الأنشطة الرياضية والاجتماعية التي تشجع الشباب على الاستفادة من وقتهم في بيئة صحية وآمنة فبدلاً من أن تكون هذه المنشأة ملاذاً لهم أصبحت مصدر قلق وعناء.

بالإضافة إلى ذلك فإن ماكينة الصراف الآلي الموجودة بالمركز والتي تخدم الأهالي أصبحت معطلة منذ أكثر من عشرين يوماً حيث قام البنك المعني بإيقاف الخدمة بسبب عدم قدرة المسؤولين على إصلاح العطل حتى الآن ما يزيد من معاناة المواطنين خصوصا كبار السن والسيدات الذين يحتاجون إلى تلك الخدمة بشكل يومي.

تزايدت المخاوف بين الأهالي بعد تلقيهم إنذارا من البنك بنقل ماكينة الصراف الآلي في حال استمرار تجاهل المشكلة مما يعني أن القرية ستفقد أحد أهم الخدمات الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها وبدلاً من الاستجابة للمطالب المشروعة فإن الحكومة تظهر تجاهلاً واضحاً لمشاكل الناس الأساسية.

رغم اتصالات مجلس إدارة مركز الشباب مع الخط الساخن لشركة الكهرباء إلا أن أي جهود لم تسفر عن نتيجة حيث لم يرسل المسؤولون أي فنيين للإصلاح حتى اليوم مما يعكس فشل واضح في تحمل المسؤولية تجاه مشكلات المواطنين.

لا تتوقف المأساة عند هذا الحد بل تتعداها إلى التأثير المباشر على الأجهزة الكهربائية في المنازل المحيطة حيث تعرضت هذه الأجهزة لعطل وفقدان القدرة على العمل بشكل كامل ما تسبب في خسائر مادية ومعنوية للأسر المتضررة والتي تعيش أصلاً ظروفاً اقتصادية صعبة.

يواجه الأهالي في نزلة سلام أزمة حقيقية تتعلق بضرورة توفير الكهرباء بصورة مستقرة وآمنة بدلاً من الانقطاع المستمر والتلفيات المتزايدة والتي كان من الممكن تفاديها لو تم التعامل مع المشكلة بجدية وشفافية من الجهات المسؤولة.

قد عبر الأهالي عن استيائهم الشديد من التقاعس الحكومي في معالجة المشكلة حيث قدموا العديد من الشكاوى والبلاغات دون جدوى ما يثير التساؤلات حول مدى اهتمام الحكومة بمصالح المواطنين واحتياجاتهم الأساسية.

من الواضح أن الحكومة تتجاهل واقع حياة الناس وتستمر في سياسة اللامبالاة التي لم تعد مقبولة في ظل الظروف الراهنة لذلك فإن على المسؤولين أن يتحملوا عواقب تصرفاتهم ويجب أن يتحركوا بسرعة لحل هذه الأزمات المتكررة.

في الوقت الذي يأمل فيه الأهالي في إيجاد حلول جذرية لمشاكلهم فإن الواقع يفرض عليهم العيش في خوف مستمر من انقطاع الكهرباء وعدم توفر الخدمات الأساسية الأمر الذي يستدعي تدخلات عاجلة من قبل الجهات المسؤولة.

إن الإهمال المتواصل للمشكلات المحلية يعكس فشل السياسات الحكومية في تلبية احتياجات المواطنين الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في كيفية إدارة هذه الملفات الحياتية والتي تمس الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات.

لا يقتصر تأثير هذه الأزمات على الفئات الضعيفة فقط بل يمتد ليشمل الجميع فالأمر يتطلب إحياء المسؤولية الوطنية والإنسانية تجاه المواطنين وإدراك أن تحسين ظروف الحياة هو واجب كل مسؤول.

بالإضافة إلى ذلك ينبغي على الجهات المعنية أن تعيد تقييم أولوياتها وتوجيه جهودها نحو حل المشاكل المستعصية التي تواجه المجتمع بدلاً من تجاهلها وترك الأهالي في مواجهة مصيرهم المجهول.

تتوالى الشكاوى والمناشدات من الأهالي في نزلة سلام لكن للأسف لا نجد صدى لها في مكاتب المسؤولين مما يعكس مستوى اللامبالاة الذي بلغ ذروته في الفترة الأخيرة.

إنها دعوة لجميع من يهمهم الأمر أن يتحركوا بشكل عاجل وفعّال لإيجاد حلول واقعية لمشاكل الناس ومعالجة الأزمات التي تؤثر على حياتهم بطرق مباشرة وغير مباشرة.

فإن التحديات التي تواجه قرية نزلة سلام تعكس أزمة أكبر في كيفية إدارة الملفات الحيوية في البلاد وأن مسؤولية الحكومة ليست فقط توفير الخدمات الأساسية ولكن أيضاً الالتزام بحياة كريمة للمواطنين.

* مشروع “أهل مصر” ومزاعم التنمية الحدودية: وهم السيسي لسكان المناطق الحدودية

أعلن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي عن مشروع “أهل مصر”، الذي يُروج له كجزء من خطة تنمية شاملة لسكان المناطق الحدودية في ست محافظات مصرية. هذه المحافظات تشمل مناطق حدودية ذات أهمية استراتيجية، منها سيناء، مطروح، البحر الأحمر، الوادي الجديد، أسوان، وشمال سيناء. يُقدم المشروع على أنه خطوة نحو تحسين أوضاع سكان هذه المناطق النائية وتقديم خدمات اجتماعية وتنموية لهم، إلا أن العديد من المراقبين والمواطنين المحليين يرون أن المشروع مجرد وهم أو دعاية سياسية لا تحقق تحسينات ملموسة على أرض الواقع. 

الهدف المعلن لمشروع “أهل مصر”وفقاً للتصريحات الرسمية، يهدف مشروع “أهل مصر” إلى تحسين أوضاع سكان المناطق الحدودية من خلال تقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم، الصحة، الإسكان، وتطوير البنية التحتية. يتضمن المشروع أيضاً تقديم دعم اقتصادي وتوفير فرص عمل لسكان هذه المناطق عبر تطوير مشروعات صغيرة ومتوسطة. 

كما تسعى الحكومة المصرية من خلال المشروع إلى تعزيز الاستقرار الأمني في هذه المناطق التي تعتبر حيوية من الناحية الاستراتيجية، خصوصاً في ضوء التحديات الأمنية التي تواجهها سيناء من ناحية النشاط الإرهابي، وكذلك حدود مصر الغربية مع ليبيا. 

واقع سكان المناطق الحدودية

على الرغم من الترويج الكبير للمشروع، إلا أن الواقع المعيشي لسكان المناطق الحدودية يشير إلى نقص حاد في الخدمات الأساسية. في سيناء مثلاً، تعاني العديد من المناطق من انعدام الخدمات الصحية والتعليمية بشكل كاف، بالإضافة إلى تردي البنية التحتية. يعيش السكان في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضتها الدولة لمكافحة الإرهاب، ما يزيد من عزلة هذه المناطق ويعرقل أي محاولات جادة للتنمية. 

في مطروح ومناطق الحدود الغربية، يواجه السكان مشكلات متعلقة بنقص المياه والخدمات الزراعية، مع عدم وجود استثمارات حقيقية تسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية لسكان هذه المناطق، الذين يعتمدون بشكل رئيسي على الرعي والزراعة كمصادر دخل أساسية. 

الشكوك حول جدية المشروع

تثار العديد من التساؤلات حول مدى جدية الحكومة في تنفيذ مشروع “أهل مصر”. في ظل السياسات الاقتصادية الحالية التي تعتمد على القروض وبيع الأصول، يشكك المراقبون في قدرة الدولة على تمويل مشروع تنموي ضخم في هذه المناطق، خاصة في ظل تراجع الاقتصاد المصري وارتفاع معدلات الفقر والتضخم. كما أن المشروعات المعلنة في إطار “أهل مصر” تبدو في كثير من الأحيان أقرب إلى مشاريع دعائية تفتقر إلى الخطط التفصيلية أو الموازنة المالية الواضحة، ما يجعلها مجرد شعارات سياسية يستخدمها النظام لتحسين صورته أمام الرأي العام. 

استغلال سياسي للمشروع

يبدو أن مشروع “أهل مصر” يأتي في سياق حملة أوسع لتلميع صورة النظام السياسي في مصر، وخاصة في المناطق التي تعاني من تهميش مزمن. يتم الترويج للمشروع كجزء من جهود السيسي لإعادة بناء البلاد، لكن الحقيقة على الأرض تشير إلى استمرار تدهور الأوضاع المعيشية في المناطق الحدودية، مما يدفع المواطنين إلى الشعور باليأس وعدم الثقة في الحكومة. 

غياب التخطيط الفعّال والتنفيذ الملموس

على الرغم من التصريحات الإعلامية المتكررة حول مشروع “أهل مصر”، إلا أنه لا توجد معلومات موثوقة عن كيفية تنفيذ المشروع أو ما إذا كانت هناك خطوات فعلية لتحسين حياة السكان. وحتى الآن، لا توجد تقارير ميدانية تشير إلى أن السكان في هذه المناطق يشعرون بتحسن ملموس في حياتهم اليومية. 

ختاما ؛ يبدو أن مشروع “أهل مصر” الذي يروج له السيسي ما هو إلا وهم جديد يُضاف إلى قائمة طويلة من المشروعات التي تُستخدم لأغراض سياسية وإعلامية دون أن يكون لها تأثير فعلي على حياة المواطنين.

المناطق الحدودية في مصر لا تزال تعاني من الفقر والتهميش، ويبدو أن الحلول الحقيقية لمشاكلها لا تزال بعيدة المنال، ما يجعل هذا المشروع مجرد شعار آخر في سلسلة طويلة من السياسات الفاشلة.

 

*“التموين” تدرس إضافة ذرة «مستقبل مصر» للعيش المدعم 

ضمن محاولتها لتقليص فاتورة الدعم، تدرس وزارة التموين خلط الذرة البيضاء بالقمح في صناعة الخبز المدعم، لخفض واردات القمح، اعتمادًا على إنتاج أراضي مشروع «مستقبل مصر» في صحراء مصر الشرقية والغربية من الذرة، والذي يقع تحت إشراف القوات الجوية المصرية.

كانت الحكومة تستخدم الذرة في صناعة الخبز المدعم في أوقات نقص القمح، خاصة خلال أزمتي الخبز في 2008 حسب  تصريحات سابقة لعضو بغرفة مخابز القاهرة، وكذلك في 2013، لكنها كانت توقف استخدامه بعد فترات قصيرة، بسبب تأثيره السيئ على جودة الخبز.  

وسبق أن درست وزارة التموين مقترحات إضافة ذرة صفراء على القمح أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، لكنها تراجعت عن تنفيذها بسبب عدم توافر مساحات كافية من الذرة، واعتمادنا على استيراد معظم احتياجاتنا منها، فضلًا عن نفس المخاوف من تأثيرها على جودة الرغيف. تُستخدم الذرة الصفراء والبيضاء بشكل أساسي في صناعة الأعلاف، فيما تدخل الذرة الصفراء في صناعات أكثر مثل صناعة الدقيق والنشا.

المقترح الذي عاد للسطح من جديد جاء مدفوعًا هذه المرة بتشجيع من بعض أعضاء حزب مستقبل وطن، والمستأجرين لمساحات أراضي في مشروع «مستقبل مصر»، لزراعتها ببعض المحاصيل الاستراتيجية. 

كان وزير التموين، شريف فاروق، كشف في كلمة له أمس، أمام البرلمان، أن الوزارة تتعاون مع مشروع «مستقبل مصر» في مختلف مجالات الأمن الغذائي وعلى رأسها توريد السلع الاستراتيجية، وفقًا لنص كلمته التي اطلع عليها «مدى مصر». 

وقالت المصادر إن ممثلي المخابز أبدوا اعتراضهم على المقترح لما له من آثار سلبية على جودة الرغيف ومذاقه وإمكانية تخزينه، خصوصًا أن الوزارة تسير بخطى جادة لرفع نسبة استخراج الدقيق من القمح إلى 93.3% بدلًا من 87.5% لتوفير 7% من استهلاك القمح، وهو إذا ما تم تطبيقه بالتوازي مع خطة الذرة، سيتسبب في تدهور غير مسبوق في شكل ولون وقوام رغيف الخبز. 

وتواصل «التموين» على مدار السنوات الأخيرة إجراءاتها لخفض استهلاك القمح وتقليص فاتورة الدعم وعلى رأسها دعم الخبز بأشكال مختلفة، بدءًا من رفع نسبة الاستخراج في الدقيق لتوفير القمح، وخفض وزن الرغيف، وأخيرًا رفع سعره.

رئيس الشاباك: يشيد بتعاون السيسي وأولويته بهزيمة حماس.. الثلاثاء 22 أكتوبر 2024م.. اعتقال الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق الذي اتهم السيسي بتدمير مصر وبيعها

رئيس الشاباك: يشيد بتعاون السيسي وأولويته بهزيمة حماس.. الثلاثاء 22 أكتوبر 2024م.. اعتقال الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق الذي اتهم السيسي بتدمير مصر وبيعها

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*محكمة القضاء الإداري تحجز دعوى إسقاط جنسية فجر العادلي إلى جلسة 22 فبراير المقبل

قررت الدائرة الأولى حقوق وحريات بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة حجز الدعوى المقامة من فجر علاء الدين محمد العادلي ضد قرار وزير الداخلية بإسقاط جنسيتها، إلى جلسة 22 فبراير المقبل للحكم.

جاء ذلك في الدعوى رقم 21728 لسنة 78 قضائية، المقامة من فجر العادلي ضد رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية. 

كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على علاء الدين العادلي، والد فجر، في 18 أغسطس 2019، لكن تم إخلاء سبيله لاحقًا بعد أشهر من الحبس الاحتياطي، فيما أصدر وزير الداخلية لاحقًا قرارًا بإسقاط الجنسية المصرية عنها.

وقالت المفوضية المصرية للحقوق والحريات: إن “هيئة المفوضين بمجلس الدولة، أوصت بقبول الطعن المقدم من الناشطة المصرية الألمانية فجر العادلي ضد قرار وزير الداخلية بإسقاط جنسيتها المصرية”.

كانت العادلي قد عارضت قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، خلال مشاركتها في فعالية بحضوره في إحدى المؤسسات الألمانية خلال زيارة رسمية للسيسي لألمانيا.

* اعتقال الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق الذي اتهم السيسي بتدمير مصر وبيعها

اعتقلت سلطات السيسي الأمنية، الخبير الاقتصادي د. عبد الخالق فاروق (67 عامًا) في واقعة أثارت جدلًا واسعًا، حيث أكدت زوجته عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الاعتقال تم بواسطة “الأمن القومي”، في إشارة قد تكون تعني “الأمن الوطني”.

تفاصيل الاعتقال
اقتحمت قوة من الأمن منزل فاروق مساء الأحد، حيث تم اعتقاله ونقله إلى جهة غير معلومة بعد احتجاز هواتفه وبعض الأغراض الشخصية. ولم يُسمح له بالحصول على علاجه الخاص، مما زاد من القلق حول حالته الصحية. حتى الآن، لم يتم الإفصاح عن سبب اعتقاله.

هذا ليس الاعتقال الأول لفاروق، فقد تم اعتقاله في أكتوبر 2018 بعد نشره كتابه “هل مصر فقيرة حقًا؟”، الذي فند فيه ادعاءات السيسي حول فقر البلاد رغم مواردها الضخمة.

ورغم عدم صدور توضيح سبب رسمي لاعتقاله، فإن مغردين يشيرون إلى أن انتقاداته العلنية لسياسات النظام الاقتصادية قد تكون وراء هذا القرار.
وتشير مصادر صحفية وحقوقية إلى أن اعتقال فاروق قد يكون مرتبطًا بمقالاته الأخيرة التي انتقد فيها بشدة سياسات السيسي قائد الانقلاب.

من بين المقالات التي ربما أغضبت السلطات، مقال بعنوان “الجنرال السيسي.. وسرقة القرن – العاصمة الإدارية نموذجاً”، وآخر “هل تقاضى الجنرال السيسي ثمن موقفه في محرقة غزة؟”، بالإضافة إلى مقالات أخرى تتعلق بتصرفات الحكومة في مجال الأراضي والتنمية المستدامة.

يأتي اعتقال فاروق في إطار حملة أمنية واسعة تستهدف المعارضين والنشطاء في مدينة الإسكندرية، ويرجح أن تكون هذه الإجراءات مرتبطة بتزايد المعارضة لحكومة السيسي، خاصة بعد سلسلة من القرارات الاقتصادية الصارمة، منها رفع أسعار الوقود للمرة الثالثة خلال أقل من عام.

* بعد اعتقال 12 منهم.. عمال مصنع سيراميكا الفراعنة بالفيوم يواجهون أزمات متواصلة

تواجه شركة سيراميك الفراعنة، بمنطقة كوم أوشيم الصناعية بمحافظة الفيوم، أزمة حادة تتمثل في اعتقال 12 عاملاً من موظفي المصنع منذ أكثر من عام. يأتي هذا الحدث في ظل ظروف اقتصادية صعبة تشهدها البلاد، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها العمالة المصرية وحقوقهم. 

ويعود اعتقال العمال إلى العام الماضي، بعد أن نظموا احتجاجات للمطالبة بتحسين ظروف العمل وإقرار زيادة الحد الأدنى للأجور. ووفقًا لمصادر حقوقية، اعتُقل العمال بسبب مطالباتهم المشروعة، والتي اعتبرتها السلطات تهديدًا للأمن العام.

هذه الاعتقالات أثارت استياء  يشكو الالاف من عمال مصع سيراميكا الفراعنة، بالفيوم، من تدني رواتبهم بصورة كبيرة، وسط اصرار من  صاحب المصنع على مواجهة مطالبهم بالتهميش والرفض، اذ تتراوح رواتب العمال حول 3 الاف جنية، في ظل ظروع عمل تصل لـ12 ساعة يوميا. 

وقد تعدد شكاوى العمال لدى مكتب العمل، وفي وزارة الصناعة وغيرها، دون حل لمشاكله من حيث يستغل صاحب المصنع علاقاته ورشاوي مالية للمسئولين بمكتب العمل ووزارات البيئة والصناعة وفي المحافظة والادارة المحلية، في عدم التجاوب مع شكاوى العمال..  

ردود الفعل

تسبب اعتقال العمال في اندلاع احتجاجات من قبل زملائهم وأسرهم، الذين قاموا بتنظيم وقفات احتجاجية أمام المصنع للمطالبة بالإفراج عنهم. كما أطلقت عدة منظمات حقوقية نداءات دولية للإفراج عن العمال، مشددة على أهمية احترام حقوق العمل في مصر.

تعتبر هذه الأزمة ضربة قاسية لعمال سيراميك الفراعنة، الذين يعانون بالفعل من ظروف اقتصادية صعبة.

الأجور المنخفضة وعدم توفر وسائل الأمان في مكان العمل زادت من الضغوط عليهم.  كما أن العديد من العمال يشعرون بالخوف من فقدان وظائفهم، مما يدفعهم إلى التزام الصمت عن انتهاكات حقوقهم.

وتشهد مصر أزمة اقتصادية خانقة تتمثل في ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، مما يزيد من الضغوط على العمال في جميع القطاعات. يتزامن هذا مع عدم قدرة الحكومة على توفير حلول فعالة للأزمات الاجتماعية والاقتصادية.

* بعد منعه من السفر “هشام قاسم”: السيسي أسوأ من حكم مصر

أعلن الناشط «هشام قاسم» عبر منشور له، إنه تم منعه من السفر بمطار القاهرة أثناء ذهابه لحضور مؤتمر العهد الديمقراطي، مؤكدا أن موقفه سيظل واضح، وهو أن السيسي أسوأ رئيس حكم مصر، وأن استمرار الحكم
العسكري، سواء تحت رئاسته أو غيره، سوف يؤدي إلى المزيد من الفشل.
 وكتب هشام قاسم تدوينة عبر موقع إكس قال فيها: “تم منعي من السفر منذ قليل من مطار القاهرة وكنت في طريقي لمدينة سراييفو لحضور مؤتمر “العهد الديموقراطي العربي: خارطة طريق للديموقراطية العربية”
الذي ينظمه المجلس العربي وكان من المقرر أن اتحدث في الجلسة الأولى صباح الغد، كنت قد سافرت ثلاثة مرات منذ الإفراج عني في فبراير الماضي”.
 https://x.com/hishamkassem/status/1847310558799778045

وبعد منع قاسم من السفر تضامن العديد من الشخصيات العامة والنشطاء معه، حيث كتب الإعلامي سامي كمال الدين: “ما هذا النظام الهش الذي لا يتحمل رأي مخالف له؟!
بالأمس منعوا هشام قاسم من السفر، واليوم اعتقلوا عبد الخالق فاروق! اعتقال عبدالخالق فاروق أو منع مواطن من دخول بلده أو الخروج منها مجرم ومدان ولا اقوم به سلطة تثق في قدرتها على الحكم.”
 https://x.com/samykamaleldeen/status/1848117057688101007

وأضاف محمد:”هشام قاسم اتمنع من السفر من يومين بسبب ندوه في أمريكا عن حقوق الإنسان.” https://x.com/Falocn4/status/1848196771136123163

وأوضح الموقف المصري: “هشام قاسم أُفرج عنه في فبراير اللي فات، بعدما قضى 6 أشهر في سجن العاشر من رمضان، بعد إدانته في قضية سبّ القيادي العمالي كمال أبو عيطة، والتعدي بالقول
على ضباط قسم شرطة السيدة زينب، وهو ما أنكره قاسم لاحقًا. – لكن في كل الأحوال، لا يجوز حرمان مواطن مصري مهما كانت آراؤه السياسية من الحق الدستوري في السفر والتنقل إلا على ذمة
حُكم قضائي، وما عدا ذلك فهو تعسف وانتهاك لمبادئ ونصوص الدستور.”

https://x.com/AlmasryAlmawkef/status/1847991332075098491

من جهته قال قال المحامي ناصر أمين إنه في انتظار رد، خلال أيام، من مصلحة الجوازات والهجرة، التي تواصل معها للاستعلام عن الجهة التي منعت موكله، الناشر هشام قاسم، من السفر قبل أيام، وذلك
لاتخاذ إجراءات الطعن المناسبة على القرار.
  كان قاسم أعلن عبر فيسبوك، الجمعة الماضي، منعه من السفر أثناء توجهه إلى البوسنة وإبلاغه بإدراج اسمه على قوائم الممنوعين، فيما أوضح أمين لاحقًا أن موكله لم يُخطر بمنع السفر
ولم يستدع لأي تحقيقات، مبينًا أن المنع من السفر يصدر إما بأمر قضائي أو بناء على طلب من جهات التحقيق التي يحق لها طلب منع سفر المواطنين، نافيًا أن تكون النيابة العامة هي الجهة التي منعته.
 وأفرج عن قاسم في فبراير، بعدما قضى ستة أشهر مسجونًا لإدانته بتهمة «سب وزير القوى العاملة الأسبق، كمال أبو عيطة، والتعدي بالقول على ضباط قسم شرطة السيدة زينب».

*الِإعلام العبري يتحدث عن خطة إسرائيلية تجاه مصر والسعودية

مقترح جريء لإنقاذ التطبيع مع السعودية”، بهذا العنوان نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، تقريرا مثيرا لعلامات الاستفهام، حول محاولات تل أبيب للتطبيع مع السعودية.

وزعم مصدر سياسي رفيع المستوى لـ”معاريف” أن “علاقات القوة الدقيقة في المنطقة يمكن أن تسمح الآن باستخدام الضغط الدبلوماسي والاستراتيجي، مع استغلال انتهاك مصر غير الرسمي لاتفاقية السلام في سيناء كوسيلة للضغط على السعودية للتطبيع مع إسرائيل وتعزيز السلام البارد بين القاهرة وتل أبيب“.

وقال بيليد اربالي، الذي أعد التقرير بالصحيفة العبرية، إنه بينما لا يزال الشرق الأوسط يواجه صراعات وتوترات مستمرة، فإن هناك حديثا صحفيا أجريته مع مصدر سياسي إسرائيلي مثير للاهتمام، قدم لي اقتراحا جديدا وجريئا لتعزيز التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وأضاف اربالي أنه من المحتمل أن يثير الاقتراح الذي قدمه المصدر – لم يذكر اسمه – نقاشا بين الخبراء في المنطقة، حيث يستند اقتراحه إلى استغلال معقد لعلاقات القوة في المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على دور المملكة العربية السعودية.

وأوضح أن النهج الجديد الذي يقترحه لتحقيق التطبيع بين إسرائيل والسعودية يعتمد على الضغط الدبلوماسي والاستراتيجي، مع استغلال انتهاك مصر غير الرسمي لاتفاق السلام في سيناء، كوسيلة للضغط على مصر والسعودية، وأن الهدف هو خلق وضع “مربح للجانبين” يؤدي إلى التطبيع مع المملكة العربية السعودية و تعزيز السلام مع مصر.

وبحسب المصدر نفسه، فإن “السعودية، تسير بين عمالقة الدول الذين يقاتلون بعضهم البعض”. ويشير على وجه التحديد إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي وقع بالفعل اتفاق تطبيع مع إيران “لأنه كان خائفا من تهديدات طهران المسلحة في الخليج”، وأنه من المهم الإشارة إلى أن بن سلمان قاد برنامجا إصلاحيا واسع النطاق يسمى “رؤية 2030″، يهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط، والتطبيع مع إسرائيل.

علاوة على ذلك، في ظل حكم بن سلمان، شهدت المملكة العربية السعودية تغييرات اجتماعية كبيرة، بما في ذلك منح المرأة الحق في قيادة السيارة وتخفيف قوانين الاحتشام، وتشير هذه التغييرات إلى الاستعداد للإصلاحات، ولكنها تسلط الضوء أيضًا على التعقيد الداخلي الذي تواجهه المملكة، بالإضافة لذلك فأن العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة لا تزال استراتيجية، وقد ثبت بالفعل أن تحسين العلاقة مع “العم سام” هو دافع قد يؤثر على استعداد السعودية لـ النظر في التطبيع مع إسرائيل.

وحسب المصدر الإسرائيلي فإنه على هذه الخلفية، يتضمن الاقتراح الجديد عدة خطوات معقدة، منها أنه يدعو إسرائيل إلى استخدام الورقة المصرية وتوجيه إنذار نهائي لمصر: المساعدة في إنشاء ترتيب سياسي أمني مستدام لإسرائيل في غزة، أو ستسمح للمبعوثين السعوديين بالقيام بذلك، وإلا فإن مصر ستعاني من عقوبات أمريكية خانقة، على خلفية الانتهاك العسكري لاتفاقية السلام في سيناء.

وصرح الدكتور يارون فريدمان الخبير العسكري الإسرائيلي، أنه “باسمالحرب على الإرهاب”، جلب الجيش المصري آلاف الجنود ومئات من ناقلات الجنود المدرعة والدبابات إلى شبه الجزيرة“.

وقالت معاريف إن صور الأقمار الصناعية كشفت أن مصر أرسلت أيضا قوات جوية وأنشأت قواعد طائرات، وهي خطوة تتناقض تمامًا مع اتفاقيات السلام.

وكتب الدكتور فريدمان أيضا أن “التهديدات الرسمية المصرية بقطع العلاقات مع إسرائيل لا يتم ذكرها إلا في وسائل الإعلام العربية لسبب ما خارج مصر، وفي الأخبار المنشورة في مصر نفسها تؤكد مصر على أهمية اتفاق السلام لتحقيق الأمن في المنطقة“.

فيما قال المقدم المتقاعد إيلي ديكل، ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق والباحث في الشأن المصري لـ “معاريف” إنه لم يجد “أي تفسير في وسائل الإعلام بأن مصر قامت خلال العامين الماضيين بزيادة قواتها المدرعة بمقدار 700 دبابة”، وذلك حتى بعد أن أعلنوا أنهم هزموا القوى الإسلامية المتطرفة في سيناء“.

وأشار المصدر إلى أن اقتراحه يتضمن أيضا الضغط على السعودية نفسها، حيث أوضح أن تنفيذ الاتفاق دون المخالفة المصرية الحالية، قد يؤدي إلى موجة هجرة من قطاع غزة ومصر إلى مدينة نيوم السعودية، وهو ما سيشكل ضغطاً للموافقة على المعادلة المقترحة.

ونيوم هو مشروع طموح لبناء مدينة كبرى جديدة في السعودية بمساحة 26.500 كيلومتر مربع، ومن المقرر بناء المدينة في جنوب خليج إيلات، في منطقة مضيق تيران، في أراضي المملكة العربية السعودية ومن المتوقع أن يتم ربطه بشبه جزيرة سيناء من خلال مشروع الجسر بين مصر والمملكة العربية السعودية ، كما أن المشروع جزء أساسي من رؤية الأمير محمد بن سلمان 2030 وأي تهديد للمشروع يمكن أن يشكل حساسية وخطورة بشكل خاص للمملكة السعودية.

وأضاف معد التقرير أن الاقتراح المقدم من المصدر الإسرائيلي يتضمن في المرحلة الثالثة، التحرك لإدخال إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم، في عملية التطبيع، حيث ستستخدم ورقة الوجود العسكري المصري في سيناء لحمل مصر على إقناع السعودية بالموافقة على التطبيع، كما أن التطبيع بين إسرائيل والإمبراطورية الإسلامية، في إندونيسيا ستلتزم بموجبه إندونيسيا بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وستشارك في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مناطق حدودية مع إسرائيل.

*رئيس الشاباك: يشيد بتعاون السيسي وأولويته بهزيمة حماس

قبل ساعات من إبعاد رئيس المخابرات السابق عباس كامل، رصد متابعون للإعلام العبري تسريبات رئيس الشاباك (أمن الدولة الصهيوني) رونين بار يقول فيها: “السيسي متعاون معنا إلى ابعد الحدود وهزيمة حماس من أولويات السيسي”.

https://x.com/dabbas60/status/1846453974339076243

وقال موقع (واللا) العبري إن رئيس جهاز “الشاباك” بار ألتقى سرا في القاهرة رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل وناقشا صفقة الأسرى “الإسرائيليين” في قطاع غزة.

وأضافت الصحيفة عن مضمون الزيارة “إن بار ناقش مع عباس كامل كيفية استئناف المفاوضات والتي وصلت إلى طريق مسدود منذ حوالي شهرين”.

وأردفت أن الجانبين ناقشا سبل إنهاء الأزمة حول محور فيلادلفيا ومعبر رفح، التي تخيم على العلاقات بين “إسرائيل” ومصر.

المثير للدهشة أن صحيفة “معاريف” كتبت هي الأخرى تعلن أن زيارة رئيس جهاز الأمن العام الداخلي “الشاباك” للقاهرة سرا!

اللجان الالكترونية للسيسي نشرت أن لقاء رونان بار مع اللواء عباس كامل غرضه “إحياء المفاوضات بشأن صفقة الأسرى مع حركة حماس”!

وذيلوا تعليقهم أن “اسرائيل ترجع خطوه للوراء أمام مصر!” وأن “مصر ايديها طايلة!” في حين تكشفهم الصحف العبرية.

فكتب موقع والا العبري: أنه بعد لقائه برئيس المخابرات المصرية الليلة الماضية، قدم رونان بار مقترح رئيس المخابرات المصرية لصفقة محدودة تهدف إلى نقل المفاوضات إلى صفقة أكبر.

وكان رئيس الشاباك رونان بار قد عرض في اجتماع مجلس الوزراء الليلة الماضية (الأحد) اقتراحا تلقاه من رئيس المخابرات المصرية لاستئناف المفاوضات بشأن صفقة المختطفين. وقد تمت مناقشة الخطوط العريضة خلال زيارة رئيس الشاباك للقاهرة، ويتضمن اقتراح رئيس المخابرات المصرية عقد صفقة صغيرة من شأنها أن تؤدي إلى مفاوضات حول صفقة أكبر. وكجزء من الصفقة الصغيرة، سيتم إطلاق سراح العديد من الرهائن مقابل وقف إطلاق النار لبضعة أيام.

وذكر المسؤولون الإسرائيليون أن رئيس الشاباك رونان بار عرض الخطة المصرية خلال اجتماع مجلس الوزراء الليلة الماضية، وبحسب الفكرة المصرية، سيتم، كخطوة أولى، عقد صفقة صغيرة يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من الرهائن مقابل بضعة أيام من وقف إطلاق النار.

إلا أن متابعون اكدوا أن تدوير عباس كامل وهو أهل ثقة بالنسبة للسيسي ونجله يعني إفراغ مقصود للمؤسسات من أهل الخبرة والكفاءة في هذا الملف.

وهو ما اختلف معه آخرون من أنه مهما كنت مواليا أو قريب أو ذو ولاء مطلق للطاغية تظل على قائمة انتظار العزل وهو ما حدث مع قائمة ليست بالقصيرة منهم صدقي صبحي ومحمود حجازي ومحمد زكي و11 مستشارا منهم وزيري داخلية والفريق مميش.

وهو نسق صيني حيث كان لديها نسق واحد متكرر من الانقلابات على الامبراطور من رجال الجيش، كل حاكم تولي يكون لديه معرفة مسبقة أنه “سيقتل في انقلاب من الجيش”

https://x.com/fadysadek_/status/1846607679310958855

ويرى فريق رابع أن الخائن دائما ما يخون من حوله حتي أقرب الناس إليه.

حساب @DRofficial_NR21 يقول: قزم الانقلاب اطاح بكلبه الوفي وذراعه اليمين #عباس_كامل،و اتي بطرطور جديد لرئاسة المخابرات يكون مطيعا و مطية في يد ابنه حودة الCC رئيس المخابرات الفعلي،أسأل الله أن تكون نهاية القزم علي يد أقرب الناس إليه وهو عباس ترامادول،اللهم أضرب الظالمين بالظالمين و اجعل بأسهم بينهم شديد”.

وقال الباحث في الشأن العسكري محمود جمال @mahmoud14gamal إن “السيسي عين حسن رشاد رئيسًا لجهاز المخابرات العامة بدلًا من ذراعه الأيمن اللواء عباس كامل وعين كامل مستشارًا ومنسقًا عامًا للأجهزة الأمنية، كامل هو احد ضباط المخابرات الحربية على عكس السيسي الذي جاء من خارج الجهاز لإداراته في يناير 2010 ومنذ ذلك التاريخ نشأت علاقة كامل بالسيسي”.

وأضاف أن “إستراتيجية السيسي مبنية على التدوير المستمر للقيادات ليظل هو المتحكم الرئيسي في المؤسسات كافة، وهذا على عكس إستراتيجية مبارك فطنطاوي عُين وزيرًا للدفاع في1991 وظل في منصبه إلى نهاية حكم مبارك وعمر سليمان عُين رئيس للمخابرات العامة في 1993 وظل في منصبه لنهاية حكم مبارك”.

وأشار إلى أن “محمد زكي أيضًا ظل وزير دفاع لمدة ست سنوات.”.

*ميدل إيست آي: السيسي يهز استقرار أجهزة الأمن المصرية

فوجئ المصريون والمراقبون الأجانب بظهور أنباء هذا الأسبوع عن تعديل وزاري في قيادة جهاز المخابرات العامة القوي في البلاد.

أقال رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، المستبد الذي حكم بقبضة من حديد منذ قاد انقلابًا في عام 2013 ضد أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر، اللواء عباس كامل من منصبه كمدير لجهاز المخابرات العامة وعينه مبعوثًا خاصًا للرئيس ومنسقًا لأجهزة الأمن.

في حين تظل دوافع وتوقيت هذا القرار غير واضحة، فإن هذا ليس بالضرورة خفضًا للرتبة، على عكس نظريات المؤامرة التي نشأت على وسائل التواصل الاجتماعي. بل إنه إضفاء الطابع المؤسسي على الدورين اللذين كان كامل يؤديهما لفترة طويلة.

كان كامل، ضابط الاستخبارات العسكرية السابق، يرأس إدارة تتعامل مع الملحقين العسكريين الأجانب قبل أن يصبح الذراع الأيمن للسيسي ومدير مكتبه. ومنذ ذلك الحين، أصبح معروفًا باسم “ظل السيسي” و”المبعوث الخاص” للسيسي.

قال هشام قاسم، وهو أحد المعلقين الليبراليين المصريين البارزين، إن كامل كان منذ فترة طويلة مطيعًا “مستعدًا دائمًا لخدمة السيسي بإخلاص دون التشكيك في حكمة أوامره”. وتابع: “هذه هي المؤهلات الوحيدة لعباس كامل. لهذا السبب كان الوحيد الذي بقي بجانب السيسي طوال الوقت. لقد كان العقل المدبر/الميسر للسيسي”.

تولى كامل منصب مدير المخابرات العامة في عام 2018، بهدف ترتيب البيت بعد سيل من التسريبات التي ملأت وسائل الإعلام المعارضة والدولية حول السيسي وجنرالاته، والتي كانت على الأرجح تصرفات مسؤولين ساخطين في المخابرات العامة.

لقد كان قطاع الأمن المصري الحديث مجزأً لحماية النظام من الانقلابات، بعد أن استولت مجموعة منتقاة من ضباط الجيش الوطنيين على السلطة في يوليو 1952، وأطاحت بالنظام الملكي المدعوم من بريطانيا. وكان التهديد المهيمن الذي كان يُنظر إليه على أنه تهديد عسكري للحكام المتعاقبين على الدوام. وهذا يعني أن جهاز المخابرات العامة والشرطة والجيش كانوا في منافسة، مع تفويضات متداخلة، ونادراً ما كانوا يتشاركون المعلومات.

العدو الرئيسي للدولة

قبل عام 2011، لم يعتقد الحكام المصريون وأجهزتهم الأمنية قط أن ثورة قد تحدث، كما يقول المؤرخ خالد فهمي الذي قال: “لقد اعتقدوا أن بعض الاضطرابات قد تحدث بين الحين والآخر، ولكن ليس ثورة. كانت وجهة نظر الدولة دائماً أن الناس لا يملكون القدرة على التصرف، وهي أيضاً وجهة نظر استعمارية”.

لقد أظهرت انتفاضة عام 2011، والتي أرعبت جنرالات مصر، أن الشعب هو العدو الرئيسي للدولة ــ وللمرة الأولى منذ عام 1952، أصبح التهديد المهيمن المتصور اضطرابات شعبية. وهذا يعني أن السيسي كان عليه أن يعمل على توحيد قطاع الأمن، وتعزيز التعاون وتبادل المعلومات بعد عام 2013.

وقد أشرفت هيئة غير رسمية على هذا التنسيق، أطلق عليها اسم “الخلية” أو “اللجنة الأمنية”.

تعيين كامل الجديد كمنسق عام لأجهزة الأمن المصرية يعطي ببساطة اسمًا رسميًا لهذا المركز الإداري، الذي ينسق أعمال عملاء الدولة للإكراه.

سيكون مدير المخابرات العامة الجديد نائب كامل، اللواء حسن محمود رشاد، وهو اسم لم يسمع به الكثير من المصريين، ولا يُعرف عنه سوى القليل. تخرج من الكلية الفنية العسكرية في مصر قبل الانضمام إلى أجهزة المخابرات، حيث خدم لمدة 34 عامًا تقريبًا، بما في ذلك مهنة طويلة في وكالة الأمن الوطني التي تتعامل مع جمع المعلومات الاستخباراتية داخل مصر.

رشاد هو ابن لواء بالجيش من قرية سويلم في دمياط. وزوجته مروة هي ابنة نائب وزير الداخلية المصري السابق محمد طالب، الذي اعترف عرضًا في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية عام 2016 بأن وزير الداخلية السابق سيئ السمعة زكي بدر شجع الشرطة على المشاركة في الاغتيالات والإعدامات الميدانية.

وقال بدر لرجاله، وفقًا لذكرى طالب: “لا أريد “متهمًا. يجب تقديم المتهم إلى المدعي العام وقد يشتكي من تعرضه للتعذيب وما إلى ذلك. كفى. إذا هاجمك [الإرهابي]، فاقض عليه. إنها حرب”.

تعيين غير متوقع

يأتي التعديل الوزاري في جهاز المخابرات العامة في أعقاب تغييرات في صفوف كبار القادة العسكريين في الصيف الماضي، والتي أطاحت بالجنرال محمد زكي من منصب وزير الدفاع. وفي حين روجت وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان المسلمين لنظريات المؤامرة حول رحيل زكي، أكد موقع مدى مصر ما سمعته من مصادر أخرى: أن إقالته كانت لأسباب صحية.

كان زكي صديقًا قديمًا للسيسي وزميلًا  في الكلية الحربية عام 1977. قاد وحدات المظلات في حملاتهم القمعية سيئة السمعة على الثوار في ميدان التحرير طوال عام 2011، قبل أن يعينه الرئيس الراحل محمد مرسي قائدًا للحرس الجمهوري.

وكان لزكي دور محوري في انقلاب عام 2013 واعتقل الرئيس مرسي شخصيًا. أحد أبنائه ضابط في جهاز المخابرات العامة وصديق مقرب لابن السيسي القوي، محمود، وهو أيضًا ضابط في جهاز المخابرات العامة.

على الرغم من أنه كان من المتوقع على نطاق واسع أن يخلف زكي رئيس أركانه، الفريق أسامة عسكر، إلا أن السيسي فاجأ الجمهور (وسلك ضباطه) بتعيين الجنرال عبد المجيد صقر، محافظ السويس السابق، في المنصب.

يُقال إن العثور على خليفة زكي تسبب في تأخير لمدة شهر في الإعلان عن الحكومة الجديدة في يوليو الماضي، ويبدو أن صقر كان اختيارًا في اللحظة الأخيرة. لا تزال الخلفية غير واضحة، لكن هذه الخطوة كانت غير متوقعة لعدة أسباب، بما في ذلك أن صقر كان يروج له دعاة في البداية في تسريبات من قبل دعاة النظام كمرشح لوزارة التنمية المحلية، وحقيقة أنه كان قد تقاعد بالفعل من الخدمة لتولي منصب محافظ السويس.

لم يحدث تعيين ضابط متقاعد على رأس وزارة الدفاع إلا مرة واحدة  في تاريخ مصر، عندما عين مبارك يوسف صبري أبو طالب، الذي كان يشغل منصب محافظ القاهرة، في المنصب وسط تنافس مع الرجل الذي شغل المنصب سابقًا، عبد الحليم أبو غزالة. وخدم أبو طالب لمدة عامين فقط في منصبه.

مثله كمثل زكي والسيسي، كان صقر خريجًا من الكلية الحربية لعام 1977 التي قادت انقلاب عام 2013، وبعد ذلك انتقل إلى قيادة الشرطة العسكرية في مصر.

وعلى الرغم من أن الاضطرابات الإقليمية الناجمة عن حروب إسرائيل في غزة ولبنان قد غذت المخاوف في عواصم القوى العالمية ووكلائها في الشرق الأوسط، فقد تمكن السيسي من اللعب بورقة “مصر أكبر من أن تفشل” بشكل جيد، حيث جمع 57 مليار دولار هذا العام وحده من المانحين الإقليميين والدوليين للتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي فرضها على البلاد، حيث يعاني الناس من ارتفاع التضخم.

وبينما قد يشير المراقبون بسرعة إلى الشؤون الخارجية باعتبارها المحرض على التعديلات الأمنية الأخيرة في مصر، فمن المرجح أن تكون ناجمة عن مخاوف بشأن الاضطرابات الداخلية المحتملة لنظام يقوم سبب وجود زعيمه على قمع أي معارضة اجتماعية يمكن أن تطيح بالدولة.

ولهذا السبب كان السيسي في حاجة إلى تعيين زميله السابق في الدراسة وزيراً للدفاع، والذي بفضل خلفيته في الشرطة العسكرية، هو الأكثر تأهيلاً لقمع المعارضة المدنية. 

ولهذا السبب أيضاً كان السيسي في حاجة إلى تعيين ضابط أمن وطني مخضرم لإدارة جهاز المخابرات العامة. وهذا هو السبب الذي جعله يحتاج إلى إضفاء طابع مؤسسي على دور يده اليمنى باعتباره المنسق بين جميع أجهزته الأمنية.

 

* إضراب عمال «مصر للألومنيوم» احتجاجًا على تقليص نصيبهم من الأرباح

بدأ عمال شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي، اليوم، إضرابًا جزئيًا عن العمل احتجاجًا على قرار الشركة بتقليص أرباح العمال لحوالي نصف النسبة المقررة لهم في لوائح الشركة، حسبما قال عاملان بالشركة لـ«مدى مصر».    

وقال أحد العامليّن إن العمال بدأوا اعتصامًا، مساء أمس الاثنين، داخل الشركة، احتجاجًا على قرار الشركة بتحديد نصيب أرباح العمال عن هذا العام بما يساوي 66 شهرًا لكل عامل (تُحسب على الأجر الأساسي)، وهو ما يساوي حوالي نصف القيمة التي توقعها عمال مصر للألومنيوم، بعد أن حققت الشركة صافي أرباح تسعة مليارات و350 مليون جنيه، حيث تنص لوائح الشركة على أن نصيب جميع العمال هو 12% من صافي الأرباح.

وتحول الاعتصام، صباح اليوم، إلى إضراب عن العمل يُعطَل فيه الإنتاج بشكل جزئي وسط تجاهل الإدارة لمطالب العمال، كما ارتفعت المطالب لتشمل المطالبة بزيادة بدل الوجبة وبدل غلاء المعيشة، بحسب المصدر.

وأضاف العامل أن عمال الشركة، البالغ عددهم حوالي 3500 عامل، أغلبهم من الشباب الذين يتقاضون أجرًا أساسيًا يتراوح بين ألف و1200 جنيه، تزيد إلى حوالي خمسة آلاف جنيه شهريًا مع الزيادات والبدلات، وبالتالي يعتمد أغلب العمال على نسبة الأرباح السنوية.

العامل الثاني أوضح لـ«مدى مصر»، أن نصيب العمال من الأرباح كان يُحدد كقيمة ثابتة سنويًا تساوي قيمة الأجر الأساسي عن 18 شهرًا، توزع طوال السنة، قبل أن تقرر وزارة قطاع الأعمال في 2020، أثناء عهد الوزير السابق، هشام توفيق، أن يحتسب نصيب الأرباح بنسبة 12% من صافي الأرباح المتغير لكل عام. ومع تعطل الإنتاج والبيع وسط جائحة «كورونا»، لم يتلقَ العمال أي أرباح لمدة عامين.

لكن، مع تزايد الإنتاج وارتفاع أسعار الألومنيوم في السنوات التي تلت الجائحة، حققت الشركة صافي أرباح حوالي ستة مليارات جنيه، في العام الماضي، بحسب العامل، وحصل العمال على نصيب أرباح يساوي 56 شهرًا حتى بعد احتساب الإدارة لقيمة الأرباح بأربعة مليارات فقط. رغم ذلك، وعند احتساب نصيب العمال في الأرباح لهذا العام، فوجئ العمال بإقرار الشركة لنصيب العمال بما يساوي 66 شهرًا فقط، رغم تخطي صافي الأرباح العام الحالي ضعف العام السابق، بحسب العامل، الذي أضاف، «احنا قبلنا وقت الكورونا إن مفيش أرباح، فيعني لما تيجي الأمور ترتاح تقولي مفيش؟».

من جانبه، حذّر العامل الأول أن رد الإدارة على الإضراب يجب أن يكون سريعًا، حيث أن تعطُل خلايا صهر المعدن في الشركة، لأكثر من سبع ساعات، سيؤدي إلى ارتفاع حرارتها إلى درجات غير مستقرة، ما سيؤدي إلى تخريبها، وهو ما سيكلف الشركة ملايين الجنيهات ويضر الإدارة والعمال معًا.

* تقنين أوضاع 293 كنيسة يرفع أعدادها إلى 3453 كنيسة منذ 2016

أعلن مجلس الوزراء اليوم الموافقة على تقنين أوضاع 293 كنيسة ومبنى تابعًا، ليصل العدد الإجمالي إلى 3453 كنيسة ومبنى تم تقنين أوضاعها منذ بدء عمل اللجنة، وفقًا لمجلس الوزراء.

وحسب بيان المجلس، ترأس رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي اليوم اجتماع اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس، حيث استعرضت نتائج أعمال المراجعة التي تمت منذ آخر اجتماع عُقد للجنة، فيما يخص أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التي طلبت تقنين أوضاعها.

ولفت البيان إلى أن الاجتماع استعرض أيضًا موقف استيفاء اشتراطات الحماية المدنية بالنسبة للكنائس التي سبق الموافقة على تقنين أوضاعها، في ضوء الأهمية الكبيرة التي توليها اللجنة لاستيفاء تلك الاشتراطات.

في 28 سبتمبر 2016، صدر قانون إنشاء الكنائس بعد مطالبات مجتمعية عديدة، وبمقتضاه دشنت لجنة تقنين أوضاع الكنائس الموجودة بالفعل.

وسبق أن قدمت نحو 5415 كنيسة ومبنى أوراقها إلى الجهات المسؤولة للحصول على الموافقة على التقنين.

* بعد فصل زميلهم من أجل سائح “إسرائيلى” غضب واسع بين أمناء الشرطة ومناشدة للوزير بالتدخل لإعادته للخدمة

سادت حالة من الغضب بين أمناء الشرطة في قطاع السياحة ، احتجاجا على قرار وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب ، إنهاء زميل لهم  من المكلفين بالخدمة على المناطق السياحية والأثرية بمحافظة الجيزة، بزعم “ارتكابه أخطاء سلوكية بوظيفته، وتجاوزه مع أحد السائحين بالمنطقة الأثرية في الأهرامات بالجيزة”.

وأكدوا أن زميلهم كان يقوم بدوره في حماية السياح وكل ما قام به هو مطالبته سائح  إسرائيلي بمنع  رفع العلم الاسرائيلى أمام الهرم الأكبر ، بعد أن تعمد رفعه عدة مرات ، وأكدوا  أن  صدور قرار إنهاء الخدمة بهذه السرعة ، وهذه العقوبة القاسية بدعوى إهانة سائح ، يؤكد أن تعليمات عليا صدرت للوزارة ، بضرورة فصل أمين الشرطة ، لمنع تعاطف رجال الشرطة مع ما يحدث في فلسطين من مذابح ضد  الشعب الأعزل في غزة .

وناشد أمناء الشرطة وزير الداخلية بمراجعة قرار فصل زميلهم الصادم ، مؤكدين أن التحقيقات الداخلية لقطاع التفتيش بالوزارة، جاءت فيها رواية أمين الشرطة المفصول التي أكد خلالها حدوث مشادة بينه وبين السائح لرفع الأخير العلم الإسرائيلي أمام الأهرامات، وتعمده تكرار الأمر رغم تنبيهه، والتقاطه الصور وهو يحمل علم دولة الاحتلال.

وكشف أمين الشرطة المفصول أن السائح زعم أنه تم التعدي عليه رغم أن الواقعة لم تخرج عن كونها “مشادة” فقط، بينما جاءت أقوال السائح بأنه لا يوجد ما يمنع رفع أي علم لأي دولة، وأنه ضمن وفد سياحي دولي رسمي بموافقة السلطات المصرية.

 وكانت وزارة الداخلية  بحكومة الانقلاب  قد أعلنت السبت الماضى ، في بيان لها إنهاء خدمة أمين شرطة، تحت مزاعم ارتكابه أخطاء مسلكية وتجاوزه مع أحد السائحين بالمنطقة الأثرية في الأهرامات بالجيزة، وأن قرار الفصل جاء بعد إثبات تجاوزات أمين الشرطة بحق أحد السائحين.

*السيسي يحول “نيل  مصر” إلى “نيل الجيش”

في قرارات لا يمكن أن تصدر إلا من مجانين أو عساكر أنصاف متعلمين، إذ يحولون هيئات الدولة وقصورها الثقافية ومسارحها وكلياتها التعليمية، ويهدمونها من أجل بناء فنادق ومباني تجارية لصالح مستثمر أجنبي من هنا أو هناك، طلبًا للدولار، الذي أضاعوه في خرسانات بلا عائد، وفي الوقت نفسه، يتحدثون عن أهمية الثقافة والتعليم والتطوير الصحي والرياضي!

وفي الوقت الذي يستأسد فيه الإثيوبيون على مصر بكل مؤسساتها، ويفعلون في النيل ما يشاءون ويحرمون المصريين من مياهه، يستأسد جيش السيسي على علماء مصر وفنانيها وطلبة العلم والأكاديميين، ويحرمهم من مقارهم المستقلة والمبنية منذ عقود على أراضٍ تعرف بطرح النهر، والتي هي ملك لكل المصريين، وليس للجيش فقط، ويتركون الحيتان الكبار وكبار لصوص المال العام ينعمون على النيل، مقابل مصالح فساد وبزنس حرام.

وفي مواجهة خطابات الإخلاء التي أطلقها الجيش، وجه مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس في جامعة القاهرة، الكائن بكورنيش المنيل، خطابات إلى وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، ورئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد سامي، ومكتب رئاسة الجمهورية، وإدارة مشروعات أراضي القوات المسلحة، يلتمس “الإبقاء على مقر النادي والعدول عن قرار إزالته”، وفقًا لرئيس مجلس إدارة النادي الدكتور أسامة المليجي.

وقال المليجي في تصريحات صحفية: “طالبنا بمراعاة ظروف 26 ألف عضو بأسرهم و40 موظفًا بالنادي، أين سنذهب؟ وكيف سنخلي النادي حالًا كما طُلب منا؟”. 

وكان نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة قد علم قبل أيام أن تعليمات صدرت من إدارة مشروعات أراضي القوات المسلحة، بناءً على توجيهات رئاسية، بإلغاء وعدم تجديد عقود حق الانتفاع بجميع أراضي طرح النهر من شبرا حتى حلوان.

وأضاف النادي في بيان يوم الجمعة، أن من بين أراضي طرح النهر بالمنطقة المخطط تطويرها مستشفيات قصر العيني بجزيرة الروضة، يشمل هذا القرار جميع الأراضي بلا استثناء، بما في ذلك المسرح العائم، وشرطة المسطحات المائية، وحديقة أم كلثوم، ونادي النيابة الإدارية، ونادي قضاة مجلس الدولة، وكلية السياحة والفنادق.

وأضاف المليجي: “طلب منا أن نجمع متعلقات النادي حالًا، ووفقًا للخطاب كان المفروض أن نخرج من 30 سبتمبر الماضي.”

وأشار المليجي إلى أنهم لم يعرفوا بهذا القرار إلا من خلال أمين جامعة القاهرة، قائلًا: “لم نتسلم الخطاب كنادٍ، ولم يتم مخاطبتنا مباشرة، لكن إدارة القوات المسلحة وجهته إلى وزير التعليم العالي، الذي بدوره وجهه لرئاسة جامعة القاهرة، واطلعنا عليه الأحد الماضي من أمين الجامعة.”

وتابع المليجي: “عمرنا ما تأخرنا في دفع ريع الانتفاع للأرض، سواء في السنوات الماضية أو بعد تولي القوات المسلحة مسؤولية إدارة أراضي طرح النهر”، موضحًا: “كنا ندفع 70 جنيهًا للمتر، وتم رفعها هذا العام إلى 82 جنيهًا، ومساحة النادي تبلغ 6300 متر.”

وكان السيسي قد أصدر في 25 يناير 2022، القرار الجمهوري رقم 13 لسنة 2022، بالموافقة على تخصيص 36 جزيرة نيلية، بالإضافة إلى جزيرة بحرية واحدة، لصالح القوات المسلحة.

وأضاف المليجي: “لا يمتلك أعضاء نادي هيئة تدريس القاهرة مقرًا آخر ليذهبوا إليه أو ينقلوا إليه متعلقات النادي كما طلب الخطاب، ولكن جارٍ بحث الأمر.”

وأشار المليجي إلى تطوير النادي مؤخرًا: “أنفقنا ملايين الجنيهات لتجديد النادي عام 2021، ودفعنا ملايين أخرى لاستكمال رخصة بعض المباني الحديثة بالنادي، وكانت تحت الإنشاء، لكن توقف كل ذلك في انتظار معرفة مصيره.”

ووفقًا للنائبة مها عبد الناصر، التي تقدمت بطلب إحاطة لمسؤولي حكومة السيسي، فإن القرارات العشوائية التي يصدرها الجيش تتصادم تمامًا مع حديث الحكومة والسيسي عن أهمية التعليم والثقافة ودورهما في بناء مستقبل مصر.

وطالبت عبد الناصر، عبر فيسبوك، بإعادة النظر في القرار “غير المدروس”، ومراعاة التفرقة بين الأراضي التي يمكن سحبها والتي لا يمكن سحبها، قائلة: “لا يجوز تحت أي سبب أو هدف أو غرض المساس بالمؤسسات التعليمية والثقافية بهذا الشكل المؤسف وغير المفهوم.”

وسبق أن وقع عدد من الفنانين على بيان الأسبوع الماضي لمناشدة رئيس الجمهورية بعدم هدم المؤسسات الثقافية، بالتدخل لوقف قرار هدم المسرح العائم في المنيل الذي يشمله أيضًا القرار.

كما أصدرت كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان بيانًا يوم الجمعة الماضي، قالت فيه إنها تلقت خطابًا يفيد بإصدار قرار رسمي “من إدارة مشروعات أراضي القوات المسلحة، بناءً على توجيهات عليا، يقضي بإلغاء وعدم تجديد عقود حق الانتفاع لكافة أراضي النهر الممتدة من شبرا حتى منطقة حلوان، والتي تشمل أراضي مخصصة لأنشطة تعليمية وإدارية خاصة بالكلية.”

وقالت الكلية إن القرار يضعها “في موقف حرج يهدد وجودها في موقعها الحالي، الذي يُعد جزءًا من هوية الكلية وتاريخها الممتد لعقود، باعتباره مرتبطًا بالنشاط السياحي والفندقي المحيط به.”

مؤكدةً أن القرار سيؤدي إلى “تأثير سلبيّ على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس نتيجة تغيير الموقع وما يترتب على ذلك من صعوبات في الانتقال والتأقلم.”

* نادي قضاة مجلس الدولة يرفض تسليم مقره ويستعد لمعركة مصيرية مع الجيش والري

رفض رئيس نادي قضاة مجلس الدولة المستشار عبد السلام النجار تسليم مقر النادي إلى لجنة مختلطة من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وجهاز حماية النيل حدث ذلك خلال زيارة اللجنة لمقر النادي في المنيل لتطبيق قرار حكومي باستلام الأرض

تتعدد الأسباب التي أدت إلى هذا الرفض الغريب حيث أكد النجار أن المقر هو الوحيد الذي يدير شؤون القضاة الاجتماعية ورعاية أسر الأعضاء المتوفين أما النقطة الثانية فهي أهمية غرف المداولات الخاصة التي تخص القضاة لممارسة عملهم بشكل سليم

يتعلق الأمر بقرار رسمي من رئيس الوزراء بتفويض القوات المسلحة بإدارة أراضي طرح النهر من شبرا إلى حلوان هذا القرار جاء بعد بروتوكول تعاون بين وزارة الري وجهاز المشروعات وهو ما يجعل الموقف أكثر تعقيدًا

من الأسباب الأخرى التي أشار إليها النجار وجود خمس مقار حكومية داخل النادي مما يجعل عملية النقل معقدة للغاية هذه المقار تشمل مصلحة الشهر العقاري وإدارة مرور ومكاتب خدمات بريدية ونقاط تابعة للهيئات الصحية والنقل

لجنة مشتركة كانت قد تشكلت لتسلم أرض النادي تضم ممثلين عن جهاز المشروعات وإدارة حماية النيل إلا أن جهودها باءت بالفشل بسبب الرفض الواضح من رئيس النادي الذي يصر على ضرورة التفاوض مع الوزارات المختصة قبل اتخاذ أي خطوات إضافية

الأمور تتجه نحو التصعيد حيث عبر العديد من الأكاديميين في جامعة القاهرة وكلية السياحة والفنادق عن غضبهم بسبب قرارات جهاز مشروعات القوات المسلحة بإلغاء عقود الانتفاع من أراضي نهر النيل ودعوا الرئيس للتدخل لوقف هذا القرار

منذ عام 2020 تولى جهاز مشروعات القوات المسلحة مسؤولية إدارة أراضي طرح النهر في القاهرة الكبرى على خلفية قرار حكومي يأذن له بطرح هذه الأراضي في مزادات للاستثمارات السياحية والتجارية

القرارات الأخيرة تثير تساؤلات عميقة حول مصير أراضي نهر النيل وأثرها على القضاة وأعضاء هيئة التدريس الذين يعتمدون عليها كان واضحًا أن الجميع يترقب تطورات الأزمة وما ستسفر عنه الأيام المقبلة

مع تصاعد الضغوط يبدو أن الوضع قد يتجه نحو التصعيد إذا استمر الرفض من جانب نادي القضاة لمواجهة توغل الدولة في إدارة الأراضي الحيوية لكل المصريين

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد فقد بدأ عدد من الكيانات الثقافية والفنية في التعبير عن قلقهم حيال المخاطر التي قد تطرأ على الأنشطة الفنية والثقافية في حال استمرت هذه السياسات المتشددة

تتزايد المطالبات بضرورة إعادة النظر في هذه السياسات لضمان حماية المصالح العامة وعدم المساس بالحقوق المشروعة للمواطنين الذين يعتمدون على هذه الأراضي في أعمالهم

في خضم هذه الأزمة المشتعلة يبقى السؤال الأهم ما هي الخطوات القادمة التي ستتخذها الجهات الرسمية لحل هذا النزاع وتجنب تصاعد الأوضاع نحو ما هو أخطر من ذلك

مع تزايد ردود الأفعال الغاضبة من جميع الأطراف يبدو أن الأمور قد تأخذ منحىً جديدًا في الأيام المقبلة إن لم تكن هناك استجابة حقيقية للمطالب الشعبية والحقوقية

تبقى الأعين شاخصة نحو التحركات الحكومية المنتظرة واستجابة وزير العدل لتوسيع دائرة الحوار والنقاش بشأن هذا الملف الشائك الذي قد يضع الجميع في مواقف حرجة

هذا التقرير يأتي في وقت حساس يتطلب من الجميع التعامل بحذر وذكاء مع مخرجات الأزمة الراهنة لضمان عدم تفاقم الأوضاع بشكل قد يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها

إن الأيام المقبلة ستحمل الكثير من التحديات والمفاجآت ويبدو أن الوضع يقترب من نقطة حرجة تتطلب تدخلاً عاجلاً قبل أن يتحول إلى أزمة أكبر مما نتخيل

* أزمة مصنع الدلتا للسكر بكفر الشيخ.. فساد مالي وإداري ووقف الإنتاج

شهد مصنع الدلتا للسكر بمحافظة كفر الشيخ أزمة كبيرة، حيث نظم العمال وقفة احتجاجية اعتراضًا على الأوضاع المالية والإدارية التي يعيشونها في المصنعk تتمثل هذه الأزمة في خصم غير مبرر للمرتبات، بالإضافة إلى سوء الإدارة والفساد الذي أثر بشكل مباشر على الإنتاج وأوضاع العمال. 

خلفية الأزمة:يُعد مصنع الدلتا للسكر من المؤسسات الرئيسية في مجال إنتاج السكر بمصر، ويلعب دورًا كبيرًا في دعم الاقتصاد المحلي في كفر الشيخ. ولكن في الفترة الأخيرة، ظهرت عدة مشكلات تتعلق بالإدارة المالية للمصنع، حيث تم خصم جزء من مرتبات العمال بدون توضيح أسباب ذلك. هذا الخصم تسبب في غضب واسع بين العمال، خاصة وأن الظروف المعيشية في مصر تزداد صعوبة مع ارتفاع معدلات التضخم وتراجع الأجور. 

الفساد الإداري

أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة هو الفساد الإداري المتفشي في المصنع. يشير العمال إلى سوء الإدارة وتفضيل مصالح بعض الأفراد على حساب العمال والموارد العامة للمصنع. هذه الإدارة السيئة أدت إلى تدهور في الإنتاجية وتوقف عمليات الإنتاج في المصنع، مما زاد من حدة الأزمة الاقتصادية للعمال. 

استقالة مدير المصنع

مع تعمق الأزمة، قدم الدكتور أحمد أبو اليزيد استقالته من منصب رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر بشكل مفاجئ، وهو ما أثار جدلاً واسعًا حول الأسباب الحقيقية التي دفعته لاتخاذ هذا القرار.

استقالة المدير تعكس ضغوطًا داخلية هائلة وفشل الإدارة في التعامل مع التحديات المتراكمة. المطالب العماليةخلال الوقفة الاحتجاجية، طالب العمال بإعادة حقوقهم المالية وتعديل السياسات الإدارية في المصنع.

من أبرز المطالب: إيقاف الخصومات غير المبررة على المرتبات، وتوفير بيئة عمل آمنة ومستقرة، والتحقيق في حالات الفساد الإداري واتخاذ إجراءات فورية ضد المسؤولين المتورطين. 

تأثير الأزمة على الإنتاج: توقف الإنتاج في مصنع الدلتا للسكر كان نتيجة مباشرة للأزمة الإدارية، وهذا التوقف أثر على إمدادات السكر في الأسواق المصرية، حيث كان المصنع يغطي نسبة كبيرة من احتياجات البلاد من السكر.

الأزمة ليست فقط اقتصادية، بل لها تبعات اجتماعية كبيرة على مستوى العمال وأسرهم.

الِإعلام العبري يتحدث عن خطة إسرائيلية تجاه مصر والسعودية

* بدعوى تطوير القاهرة الخديوية .. إعلان الحرب على باعة وتجار وسط البلد تمهيدا لبيع واسع للأصول

في ظل الأزمة الاقتصادية التي وضع  المنقلب السفيه السيسي فيها مصر، بالديون الكارثية وفوائدها وأقساطها المستحقة، والتي تصل نحو 30 مليار دولار، واجبة السداد ، قبل يونيو المقبل،  ولم يعد أمام السيسي سوى البلطحة والقمع الأمني للتجار ولكل من يقترب من الأصول الاقتصادية التي يريد السيسي بيعها، سواء أكانت مصنعا أو شركة أو عقارا.

وفي هذا الإطار، كثّفت قوات الأمن وجودها على مداخل ميادين وشوارع وسط العاصمة القاهرة، خاصة القريبة من منطقة العتبة والموسكي والإسعاف، وفق شهود عيان وتجار. 

إذ تشهد المنطقة صداماً ناعماً يرتقي إلى المرحلة الخشنة أحياناً، بين قوات الشرطة والباعة الذين يزحفون إلى وسط القاهرة الخديوية، وتحويل الأرصفة والشوارع الجانبية للميادين الرئيسية إلى منصات لبيع الملابس والأحذية الحديثة والمستعملة والساعات ولعب الأطفال، والمأكولات الشعبية.

وتتصاعد حملات الكر والفر، بين قوات الأمن والباعة، الذي يأتون لافتراش المنطقة صباح كل يوم، ويأتون ببضائعهم من المخازن أو أسطح العقارات القريبة من المنطقة، في سلوك يومي متصاعد قد يصل للاشتباك بين الجانبين، من أجل لقمة عيشة صعبة المنال للتجار والباعة الجائلين.

ومن أجل المواجهات اليومية، تتزايد كثافة قوات الأمن المركزي، وشرطة المرافق في الفترات المسائية، بعد إزالة الآلاف من الباعة الجائلين، بالشوارع الرئيسية ومنطقة ميدان الأوبرا بالعتبة، وسط حالة من التوتر الأمني، تتصاعد منذ يوليو الماضي، مع رغبة الحكومة في القضاء على الباعة الجائلين بالمناطق التجارية وسط القاهرة، وتنفيذ خطة حكومية لإعادة التطوير، تستهدف إزالة الأسواق الشعبية، وبناء عدد من المراكز التجارية، لنقل المحلات القديمة، إلى أخرى جديدة.

ووفق مسؤولين بمحافظة القاهرة، فإن الخطة الحكومية لتطوير وسط العاصمة، وضعت منذ عام 2009، مستهدفة تفريغ المنطقة من العشوائيات والباعة الجائلين، وتجميل العقارات، وإعادة القاهرة الخديوية إلى رونقها، وإنقاذها من حملات التدمير والأعمال العشوائية على مدار 30 عاماً، وإن وجود قوات الأمن مرهون بتنفيذ خطط إزالة شاملة للباعة الجائلين بالشوارع، وتطوير المحلات القديمة، أو إعادة تسكينها في المراكز التجارية التي ستقام على أنقاض العقارات المتهالكة.

مشيرين إلى أن قرار تطوير القاهرة الخديوية، لا رجعة فيه، بعد أن تعطّل المشروع لمدة 15 عاماً، حيث تخطط الحكومة لبيع العقارات القديمة المملوكة للشركة القابضة للتأمين، والأصول العقارية المنقولة إلى الصندوق السيادي، وتحويلها إلى مشروعات فندقية، تضم نحو 24 ألف غرفة قبل حلول عام 2030.

خطة بيع الأصول في مصر

وأوضحت المصادر أن تعديل قانون الصندوق السيادي في البرلمان مؤخراً، استهدف تحصين إجراءات نقل الأصول العامة للقطاع الخاص المصري والأجنبي، للإسراع في تحويل مقار الوزارات والمباني الحكومية بوسط العاصمة، إلى مشروعات فندقية وإدارية، بالتوازي مع تكليف الجهات المعنية بالملكية وتطوير القاهرة الخديوية، لإنهاء حصر ملكية العقارات وعدد المستأجرين للوحدات السكنية، والإدارية والمحلات التجارية، تمهيداً لتسليم الأصول للصندوق السيادي، للتصرف في الأصول والتعامل مع المقيمين بها.

تتضمن الخطة تحويل أغلب شوارع القاهرة الخديوية إلى مناطق مغلقة أمام السيارات، وقصرها على حركة المشاة، وسيارات الخدمة العامة، لنقل كبار السن وحالات الطوارئ.

وتشير بيانات مركز المعلومات بمجلس الوزراء إلى انتهاء وزارتي الإسكان والآثار والأوقاف وهيئة التنسيق الحضاري والتخطيط العمراني، من إعادة معظم عقارات القاهرة الخديوية، والميادين الواقعة بها إلى أصلها المعماري، عند إنشائها خلال الفترة من 1870 حتى منتصف القرن الماضي، على أن تمتد عمليات التطوير إلى المناطق الأثرية والتاريخية، بالتوازي مع إجراءات إخلاء الشوارع، وأسطح العقارات من المخالفات، التي أجريت على المنطقة خلال العقود الماضية.

المستهلك يدفع الثمن

 وأمام تصاعد المخططات الإدارية والأمنية لإخلاء وسط البلد، يزداد جشع بعض الباعة، برفع أسعار بضائعهم بصورة كبيرة، ويتجه الباعة إلى المغالاة في أسعار السلع، يبررها الباعة، بأنهم يتحملون مخاطر مصادرة البضائع وغرامات باهظة، تفرضها الأجهزة الرقابية بمحافظة القاهرة ووزارة التموين، عند القبض عليهم متلبسين بالبيع على البسطات بالشوارع.

أمر غريب

ولكن وفي الوقت الذي تزداد فيه المواجهات الأمنية المتصادمة مع الباعة، سمحت محافظة القاهرة وهيئة مترو الأنفاق، التابعة لوزارة النقل، بتحويل المناطق المطلة على سور الأزبكية الشهير ومحطات المترو إلى أكشاك بإيجارات رسمية باهظة، لبيع المنتجات التي تلاحق بائعيها بالشوارع، ما حوّل محطات المترو والمساحات المحيطة بالمسرح القومي وحول الكباري، إلى أسواق شعبية شديدة الزحام والعشوائية.

وهو ما يراه مراقبون، أن السلطات تريد إخلاء العقارات من أجل الاستيلاء عليها واستغلالها للمستثمرين ومن يدفع، بينما مناطق المترو، فلن تباع وباقية، ومن ثم يجري تأجيلها مؤقتا.

*لا سكن لمن يقل دخله عن 12 ألف جنيه شهريا

ضمن المصائب المتلاحقة التي تطارد المصريين، ليل نهار، وضمن الإفرازات الطبيعية لانهيار قيمة الجنيه المصري، وعدم مراعاة الحكومة لظروف المصريين محدودي الدخل، وبلا اكتراث  لانخفاض رواتب المصريين عن حدود الـ6 آلاف جنيه أساسا، قرر وزير الإسكان تغير حدود الدخل ضمن الطرح الجديد بمبادرة “سكن لكل المصريين”  ليكون  الحد الأدنى لمتوسطي الدخل 12 ألف جنيه، وهو ما يحرم الملايين من فرصة لامتلاك شقة.

فقد أعلن شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عن تغيير حدود الدخل الخاصة بالمواطنين الراغبين في التقدم لحجز وحدات سكنية ضمن الطرح الجديد لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، ضمن المبادرة الرئاسية “سكن لكل المصريين” للمواطنين منخفضي ومتوسطي الدخل.

وأشار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إلى أن تغيير حدود الدخل لا يتم بصورة عشوائية، ولكن يأتي نتيجة لدراسة متأنية ودقيقة للأوضاع الاقتصادية وحدود الدخل بالنسبة للفئة المستهدفة من الإعلان. 

وزعمت مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، أن التغيير في حدود الدخل يهدف إلى منح فرصة أكبر لفئات أوسع من المواطنين التقدم للحصول على وحدة سكنية مدعومة، وهو ما يسهم في تحقيق الأهداف الفعلية للبرنامج بتوفير السكن الملائم للمواطنين.

وأشارت إلى أنه فيما يخص المواطنين منخفضي الدخل الراغبين في التقدم للحصول على وحدة سكنية ضمن الطرح الجديد، فقد أصبح الحد الأدنى لصافي الدخل الشهري لصاحب الطلب للتعامل بنظام التمويل العقاري 3500 جنيه.

وأكدت الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري ضرورة ألا يزيد صافي الدخل الشهري/ السنوي من كافة مصادر دخل صاحب الطلب من المواطنين منخفضي الدخل عن 15 ألف جنيه شهريًا بواقع 180 ألف جنيه سنويًا، وذلك بالنسبة للأسرة، و12 ألف جنيه شهريًا بواقع 144 ألف جنيه سنويًا بالنسبة للفرد.

وأضافت أنه فيما يخص المواطنين متوسطي الدخل الراغبين في التقدم للحصول على وحدة سكنية ضمن الإعلان الجديد، فإن الحد الأدنى لصافي الدخل الشهري لصاحب الطلب للتعامل بنظام التمويل العقاري يبلغ 12 ألف جنيه.

وأوضحت أنه يجب ألا يزيد صافي الدخل الشهري/السنوي من كافة مصادر الدخل لصاحب الطلب من المواطنين متوسطي الدخل عن 25 ألف جنيه شهريًا بواقع 300 ألف جنيه سنويًا للأسرة، و20 ألف جنيه شهريًا بواقع 240 ألف جنيه سنويًا للفرد.

وأكدت أنه يمكن للمواطنين معرفة المزيد من المعلومات حول الإعلان الجديد من خلال متابعة المنصات الرقمية التابعة للصندوق بمواقع التواصل الاجتماعي، والمتمثلة في الصفحة الرسمية للصندوق على موقع “فيسبوك” من خلال الرابط التالي”http://www.facebook.com/shmf

g”، والصفحة الرسمية على موقع يوتيوب من خلال الرابط التالي: https://www.youtube.com/shmffe

g، والصفحة الرسمية للصندوق عبر موقع تويتر عبر الرابط www.twitter.com/shmffe

g، والصفحة الرسمية للصندوق عبر موقع انستجرام عبر الرابط www.instagram.com/shmffe

g، والصفحة الرسمية للصندوق عبر موقع ثريدز عبر الرابط https://www.threads.net/@shmffe

g، وكذا الموقع الإلكتروني للصندوق www.shmff.gov.e

g، ، أو التواصل مع منصة الشكاوى والمقترحات من خلال الرابط https://cservices.shmff.gov.eg/SHAKW

A، وكذلك القناة الرسمية للصندوق عبر تيك توك عبر رابطhttps://www.tiktok.com/@shmffeg  أو عبر التواصل من خلال مراكز خدمة العملاء، مثل الاتصال على الأرقام الهاتفية الخاصة بمركز اتصالات خدمة عملاء الصندوق والذي يضم عدة أرقام وهي: 5999 أو 5777 أو 1188 من أي تليفون محمول، ورقم 090071117 من أي خط أرضي، أو من خلال التوجه لأي مركز من مراكز خدمة العملاء بأجهزة المدن/مديريات الإسكان.  

يشار إلى أن نحو 35 مليون مصري يعملون بالقطاع الخاص، ما زالوا يحاولون الوصول إلى الوعود الحكومية، برفعع الحد الأدنى للأجور إلى 6 آلاف جنيه، بينما أغلب موظفي الحكومة لا يصلون أساسا لتلك الأرقام والمبالغ المعلن عنها.

ويحرم رفع الحد الأدنى للدخل للحصول على سكن من المشروعات الحكومية، ملايين المصريين من حقهم، في الحصول على سكن مباشر.

وتواجه مصر فقاعة عقارية كبيرة ، تحرم أغلب المصريين من الحصول على شقق، في ظل ارتفاعات جنونية بأسعار السكن، وغلاء العقارات، الناجم عن ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت وغيرها من مواد البناء.

 السنوار تلقى عرضا من النظام المصري لكنه رفضه .. الاثنين 21 أكتوبر 2024م.. حكم بالإعدام و4 بالسجن المؤبد في هزلية “خلية الإسماعيلية”

السنوار تلقى عرضا من النظام المصري لكنه رفضه .. الاثنين 21 أكتوبر 2024م.. حكم بالإعدام و4 بالسجن المؤبد في هزلية “خلية الإسماعيلية”

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* حكم بالإعدام و4 بالسجن المؤبد في هزلية “خلية الإسماعيلية”

أصدرت الدائرة الأولى إرهاب في محكمة أمن الدولة العليا بسلطة الانقلاب التي عقدت في مجمع بدر، أمس الأحد، أحكاماً بمعاقبة متهم بالإعدام وثانٍ بالسجن 25 سنة، وثلاثة آخرين بالسجن المشدد 15 سنة. وجميعهم صدرت ضدهم أحكام بمزاعمالانضمام إلى “جماعة إرهابية “ضمن القضية الهزلية المعروفة إعلامياً باسم خلية الإسماعيلية”، والتي تحمل رقم 6482 لسنة 2022 جنايات الشروق.

والمحكوم  عليه بالإعدام ظلما  هو حمدي سناء الحمد بدوي (31 سنة) الذي يحمل شهادة ليسانس في الحقوق، ويعمل مساعد تمريض.

 وزعمت نيابة أمن الدولة العليا  التابعة للانقلاب في بيان الحكم أن “المحكومين أسسوا وانضموا ومولوا خلال الفترة بين عام 2020 وحتى 27 إبريل 2021 جماعة ولاية الإسماعيلية الإرهابية التي أرادت تنفيذ عمليات إرهابية، ودعت إلى تكفير الحاكم والخروج عن السلطة، وتغيير نظام الحكم بالقوة، وتعطيل العمل بالدستور والقوانين، والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآت عسكرية وأمنية بالإسماعيلية ومدن فايد والتل الكبير وأبو صوير”.

وكانت نيابة أمن الدولة العليا الانقلابية قد زعمت سابقاً أن “المتهمين في خلية الإسماعيلية وضعوا عبوات ناسفة بمحطة الصرف الصحي في مدينة التل الكبير، وألقوا ثلاث عبوات في المنطقة الصناعية بدائرة مركز أبوصوير وموقف لسيارات الأجرة ومحطة السكة الحديد بالمدينة أسفل برج كهرباء للضغط العالي بعزبة عطية الناظر.

كما  أدعت  هذه التحقيقات وضع المظلومين عبوات ناسفة في الشواطئ العامة بمدينة فايد السياحية، ومنها شاطئ الياسمين والأوركيد، وعطلوا العمل في إدارة الكراكات في هيئة قناة السويس.

* للمرة السابعة تجديد حبس المعارض يحيى حسين عبد الهادي

قررت نيابة أمن الدولة العليا بسلطة الانقلاب ، أمس  الأحد، تجديد حبس  المعارض يحيى حسين عبد الهادي 15 يوماً، للمرة السابعة، على ذمة التحقيقات في القضية رقم 3916 لسنة 2024، حصر أمن دولة، بتهم “الانضمام إلى جماعة إرهابية، وإساءة استخدام وسائل التواصل، وبث ونشر شائعات وأخبار كاذبة، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، والتحريض على ارتكاب جريمة إرهابية”.

وجاءت جلسة اليوم بشكل إجرائي روتيني وجُدّد خلالها الحبس من دون أي تحقيقات جديدة، وذلك للمرة السابعة على التوالي، حيث لم تجر التحقيقات إلا في أول جلسة فقط. ووجه يحيى حسين عبد الهادي رسالة من خلال هيئة الدفاع التي حضرت معه اليوم، قال فيها: “سلاحي الوحيد الورقة والقلم.. ولو خرجت فسأعود إلى الكتابة والنضال مرة أخرى”.

وخلال جلسة سابقة في سبتمبر الماضى، وجه يحيى حسين عبد الهادي رسالة من خلال هيئة الدفاع التي حضرت معه، قال فيها: “أبلغوا الجميع السلام، واسألوا الطيبين من أهل بلدي أن يدعوا لي بالثبات والصبر، فإذا كان السجن قد حبس بدني وكسر قلمي فلن ولم يهزم روحي أو يكسرها، وأنا فخور بكل ما قدمته أو كتبته، ومتمسك به ولن أتراجع عنه، وراضٍ بأي ثمن أدفعه من أجل مستقبل هذا الوطن وشعبه”.

* خالد علي يفاجأ بتأجيل نظر طعن الطنطاوي وأبو الديار في محكمة النقض

توجه المحامي الحقوقي خالد علي، صباح اليوم الإثنين، إلى محكمة نقض الجنح لحضور جلسة الطعن المقدم من أحمد الطنطاوي ومحمد أبو الديار، مدير حملته الانتخابية، إلا أنه فوجئ بعدم إدراج القضية في جدول الجلسات.

وأوضح علي، عبر منشور على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، أنه بالبحث عن القضية في الجدول الإلكتروني، وُجدت أسماء الطاعنين ورقم النقض، لكن دون تحديد تاريخ الجلسة أو رقم الدائرة المختصة. وبعد الاستفسار من الإدارة الجنائية، أكد رئيس القلم عدم تحديد موعد للجلسة حتى الآن. وقد تقدم علي على الفور بطلب تعجيل لتحديد جلسة للنظر في الطعن.

طعن أحمد الطنطاوي

وفي وقت سابق، رفضت محكمة مستأنف جنح المطرية الاستئناف المقدم من أحمد الطنطاوي ومدير حملته و21 من أعضاء حملته الانتخابية على تأييد الأحكام الصادرة ضدهم في قضية التوكيلات الشعبية.

وأيدت محكمة جنح المطرية الحكم الصادر ضد المحامي محمد أبو الديار، مدير الحملة الانتخابية لأحمد الطنطاوي، البرلماني السابق الذي سعى للترشح لانتخابات الرئاسة في نهاية العام الماضي 2023.

حبس أحمد الطنطاوي سنة مع النفاذ بتهمة تداول أوراق انتخابية دون إذن

 قضت محكمة جنح المطرية بحبس الناشط السياسي والبرلماني السابق أحمد الطنطاوي، لمدة سنة مع النفاذ، وتغريمه كفالة قدرها 20 ألف جنيه مصري، ومنعه من الترشح للانتخابات النيابية لمدة 5 سنوات. كما حكمت المحكمة على 21 من أعضاء حملته الانتخابية بالسجن لمدة سنة مع النفاذ، وذلك بتهمة تداول أوراق تخص الانتخابات الرئاسية السابقة دون الحصول على إذن السلطات المختصة.

تعود تفاصيل القضية، المعروفة إعلاميًا بـ”قضية التوكيلات الشعبية”، إلى قيام طنطاوي وفريق حملته بدعوة المواطنين لتوقيع توكيلات شعبية لتأييده، وهو ما اعتبرته السلطات مخالفة للقانون لعدم الحصول على التصاريح اللازمة. وقد أحالت جهات التحقيق طنطاوي، ومدير حملته، و21 من أعضائها إلى المحاكمة الجنائية بتهمة طباعة وتداول إحدى أوراق العملية الانتخابية دون إذن من السلطة المختصة. كشفت التحريات أن الأوراق المضبوطة تتعلق بالانتخابات الرئاسية السابقة. هذا الحكم يمثل ضربة قوية لمسيرة الطنطاوي السياسية، ويطرح تساؤلات حول مستقبل مشاركته في الحياة السياسية المصرية.

*عدالة لحقوق الإنسان: الصحفي وائل عبدالغني يعيش ظروفا لا إنسانية بسجن أبو زعبل

قالت (مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان) إنها رصدت تصاعد الانتهاكات في سجن أبو زعبل 2، الذي يحتجز داخله أكثر من 1000 معتقل رأي بينهم الصحفي وائل عبدالغني.

وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين ووقف الانتهاكات، مع ضرورة تحسين ظروف الاحتجاز بما يراعي سلامة وصحة الإنسان.

وأكدت المؤسسة الحقوقية أن عبدالغني حصل على حكم البراءة من محكمة جنايات الزقازيق في 25 ديسمبر 2023، ولكنه لم يُطلق سراحه، ولكن جرى “تدويره” في القضية رقم 205 لسنة 2015 أمن دولة عليا.

وأشار إلى أنه عرض على نيابة أمن الدولة في يناير 2024، ومنذ ذلك الحين يُجدد حبسه احتياطيًا في سجن أبو زعبل 2، حيث يعيش في ظروف غير إنسانية.

وعبر @JHR_NGO أشارت المؤسسة إلى أنه مرّ عام كامل على استمرار التنكيل بالصحفي المصري وائل عبدالغني محمد سليم، المحتجز احتياطيًا على ذمة القضية رقم 205 لسنة 2015 أمن دولة عليا، بتهم نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة محظورة.

 وأضافت أن “هذه الاتهامات تتكرر رغم حصوله على حكم بالبراءة في القضية رقم 105 لسنة 2014 جنايات شمال الشرقية، التي أُعيدت محاكمته فيها بعد اعتقاله في 20 سبتمبر 2023”.

وشددت على أنه خلال فترة احتجازه، تعرض وائل للاختفاء القسري لمدة 40 يومًا داخل مقر الأمن الوطني بالزقازيق، حيث عانى من التعذيب القاسي والإساءة قبل أن يظهر في الأول من نوفمبر 2023. وأنه نقل إلى سجن قوات الأمن بالزقازيق، حيث قضى شهرين في ظروف احتجاز قاسية، قبل أن يُحكم ببراءته بعد إعادة المحاكمة ومن ثم تدويره بقضية جديدة.

ووائل عبدالغني صحفي حر، عمل في عدة مؤسسات إعلامية، واشتهر بدفاعه عن حقوق معتقلي الرأي من مختلف الاتجاهات. اعتقاله جاء بعد سنوات من النضال في سبيل حرية التعبير.

*القبض على عبدالخالق فاروق أزمة اقتصادية وصراعات تهدد الاستقرار الاجتماعي

في حادثة دراماتيكية تثير القلق والجدل ألقت قوات الأمن الوطني القبض على الدكتور عبد الخالق فاروق الخبير الاقتصادي المعروف في ظروف غامضة تثير التساؤلات والدهشة لدى الرأي العام

جاء الاعتقال مساء الأحد في تمام الساعة الحادية عشرة حيث تعرض المنزل لتفتيش دقيق من قبل رجال الأمن الذين قاموا بأخذ مسودات الكتب التي كان يعمل عليها فاروق إضافة إلى أجهزته الشخصية وهواتفه المحمولة

نجلاء سلامة زوجة فاروق والفنانة التشكيلية المعروفة أكدت في تصريحات خاصة أن قوات الأمن لم تترك أي شيء في المنزل حيث تم اقتحامه بطريقة أثارت الذعر في نفوس أفراد الأسرة الذين لم يتوقعوا هذا التصرف

لم يقتصر الأمر على مصادرة الأدوات الشخصية بل إن زوجة الخبير الاقتصادي أوضحت أن فاروق لم يأخذ معه أي أموال أو حتى أدويته الضرورية التي يحتاجها في حياته اليومية ما يضع حياته في خطر حقيقي

يعد اعتقال عبد الخالق فاروق خطوة مثيرة للجدل خاصة في ظل الظروف التي يمر بها البلد من أزمات اقتصادية واجتماعية تشغل بال المواطن المصري الذي يتطلع إلى الاستقرار والأمان

بالإضافة إلى ذلك فإن غياب العلاج عن فاروق في ظل الأزمات الصحية التي يعاني منها ينذر بعواقب وخيمة قد تؤثر على حياته بشكل مباشر مما يزيد من حالة القلق لدى أسرته

مع استمرار الأزمة وغياب المعلومات حول التهم الموجهة لفاروق يبقى السؤال معلقا لماذا استهدفته السلطات بهذه الطريقة ولماذا هذا الإجراء المفاجئ

تحت ضغط الوضع الراهن تبدو الصورة أكثر قتامة فالأحداث تتسارع والقلق يسود الأجواء وكأن البلد يعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي

فهل يصبح اعتقال فاروق نقطة تحول في الأحداث الراهنة أم أن السلطات تملك رؤية أكبر تجاه القضية تتجاوز الفهم السطحي للحدث الذي وقع

إن ما حدث مع عبد الخالق فاروق ليس مجرد اعتقال بل هو تعبير عن أزمة أعمق تعيشها البلاد في مرحلة عصيبة من تاريخها

لقد أثار هذا الاعتقال ردود فعل متباينة في المجتمع حيث اعتبر البعض أنه جزء من سياسة قمع الأصوات الحرة بينما اعتبره آخرون إجراءً ضروريًا في ظل الظروف الحالية

الجدير بالذكر أن فاروق معروف بمواقفه النقدية تجاه السياسات الاقتصادية المتبعة ما يجعل من اعتقاله قضية شائكة تحتاج إلى تفسير وتوضيح من الجهات المختصة

مع استمرار الغموض المحيط بالقضية تتزايد الضغوط على الحكومة لتقديم تفسير واضح حول سبب اعتقال الخبير الاقتصادي المعروف الذي يعتبر من الأسماء اللامعة في مجاله

هذا ويعتبر القلق الذي تعيشه أسرة فاروق محققا خصوصا في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن مصيره والأسباب الحقيقية وراء هذا الاعتقال المفاجئ

إن مصادرة الأدوات الشخصية كالهاتف المحمول واللابتوب يزيد من التعقيدات المحيطة بالقضية حيث أن المعلومات التي قد تحتويها هذه الأجهزة قد تكون حساسة

تساؤلات عديدة تطرح نفسها حول دور السلطة في إدارة الأزمات وطرق التعامل مع الأفراد الذين يملكون آراء نقدية أو مخالفات سياسية

تحتاج هذه القضية إلى متابعة دقيقة وتحليل عميق حيث أن الأحداث المرتبطة بها قد تكشف الكثير عن الحالة العامة للبلاد وما يعيشه المواطن المصري من تحديات

إن استمرار اعتقال عبد الخالق فاروق يسلط الضوء على مسألة حرية التعبير والحقوق المدنية في وقت يتطلب فيه الوطن الوحدة والتكاتف لمواجهة الأزمات

ما الذي سيحدث بعد ذلك وكيف ستستجيب الجهات المعنية لهذا الوضع المعقد يبقى أمرا يثير الفضول ويحتاج إلى إجابات شافية

في ختام المطاف قد تكون هذه الحادثة نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من الحوار والنقاش حول قضايا الحقوق والحريات في المجتمع المصري الذي يحتاج إلى التغيير

الأمل يبقى معقودا على استجابة الحكومة لمطالب الناس وأصواتهم المتعالية من أجل تحقيق العدالة والشفافية في التعامل مع قضايا المجتمع الحساسة

وبينما تستمر الأحداث تتزايد الآمال في أن تعود الأمور إلى نصابها الصحيح وأن ينعم الشعب بحياة كريمة وأمنة بعيدا عن مظاهر القلق والخوف.

قبل اعتقاله، صرح الأستاذ عبد الخالق فاروق بأن مصر مخترقة، وأن الفساد وراء التباهي الاستثماري الزائف. وأكد معاناتها من فساد هيكلي اقتصادي، ناتج عن سوء الإدارة والاختراقات السياسية، مما يفاقم الأزمات المالية، ويؤدي لتدهور المعيشة وزيادة الديون، مهدداً الاستقرار الاقتصادي، ومعكساً فشل التخطيط التنموي.

أبرز ما صرح به في حوار قبل اعتقاله:

  مصر تعاني من اختراق على مستويات متعددة، حيث تتفشى الفساد بشكل كبير في الحكومات السابقة. هذا الفساد أدى إلى أزمات اقتصادية خانقة تهدد استقرار الدولة.

  الفساد في إدارة الدولة أصبح ظاهرة متكررة، حيث كان هناك وزراء فاسدون يتخذون قرارات تضر بالمصلحة العامة. هذا الفساد يعوق النمو والتنمية المستدامة.

  الاقتصاد المصري يواجه مشكلات هيكلية تتعلق بضعف الإنتاج وعجز في الميزانية العامة. هذه المشكلات تؤدي إلى الاعتماد على الاقتراض الخارجي كحل سهل.

  السياسات الاقتصادية السابقة، وخاصة بعد عام 1974، أدت إلى تفاقم الأوضاع. التحول نحو الليبرالية الاقتصادية أثر سلبًا على الموازنة العامة واستقرار الاقتصاد.

  يعاني الاقتصاد المصري من اختلالات هيكلية نتيجة غياب التخطيط الاستراتيجي. هذا الخلل أثر سلبًا على مؤسسات الدولة وقرارات صانعي السياسات على مر العقود.

  تحويلات المصريين في الخارج أصبحت جزءًا مهمًا من الاقتصاد، حيث بلغت حوالي 65 مليار دولار في السنوات الأخيرة. هذا يؤكد أهمية دور المغتربين في دعم الاقتصاد الوطني.

  تحليل شامل للمشكلات الاقتصادية كان من الممكن أن يحدث تغييرات إيجابية، لكن الاعتماد على المزاج الشخصي لصانعي السياسات أدى إلى تفاقم الأزمات.

  يجب أن يكون هناك تخطيط استراتيجي واضح يتضمن تحديد الأولويات ووسائل التمويل للخروج من الأزمات الاقتصادية. هذا يتطلب تنسيقًا بين جميع الأطراف المعنية.

  تتعلق الخطط الاقتصادية في مصر بتحديد الكميات والأسعار في السوق، حيث كان هناك تخطيط شبه كامل خلال فترة معينة. ومع ذلك، تراجعت هذه الخطط بعد التسعينات مما أثر على النمو الاقتصادي.

  استمرار التخطيط الاقتصادي في مصر كان يعتمد على أهداف محددة وخطط خمسية، لكنها توقفت بعد منتصف التسعينات. هذه التغيرات أثرت على فعالية التخطيط.

  تحديد الأهداف الاقتصادية يحتاج إلى تحليل دقيق للمشكلات البنيوية في الاقتصاد المصري. هذا التحليل يساعد في وضع سياسات فعّالة للخروج من الأزمات.

  عودة الدولة لتكون المنتج المرجح تتطلب وجود تنافس إيجابي بين القطاعين العام والخاص. يجب على الدولة توجيه الأسعار بما يتناسب مع مستويات الدخل والأرباح.

  تتطلب الدولة إعادة بناء نظام ضريبي عادل وصارم، يضمن تحصيل الضرائب بشكل فعال ويحقق العدالة الاجتماعية. يجب مراقبة كل عناصر النظام الضريبي للتأكد من عدم الانحراف أو التلاعب.

  يجب أن يكون النظام الضريبي قائمًا على فكرة الضرائب التصاعدية مع تقديم إعفاءات ضريبية مناسبة لبعض الفئات. هذا يساهم في تحسين مستوى المعيشة.

  إعادة بناء نظام الأجور والمرتبات في الدولة يجب أن يتم بشكل عادل، مع تحسين توزيع الموارد المالية المتاحة. هذا لضمان تحقيق العدالة بين الموظفين.

  تشوهات كبيرة في توزيع المخصصات المالية بين القطاعات المختلفة تتطلب معالجة فورية. يجب أن تكون هناك معايير واضحة لضمان العدالة في الأجور.

  تواجه مصر تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة الاعتماد على المساعدات والقروض من الخارج، مما أدى إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها. المؤسسات التمويلية الدولية لا تسعى للمساعدة الفعلية، بل تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة.

  القروض التي حصلت عليها مصر في الستينات كانت مشروطة بأن تذهب لمشروعات إنتاجية، ولكن الوضع الحالي يختلف تماماً. مشروعات ضخمة لا تساهم في تحسين الاقتصاد الوطني.

  صندوق النقد الدولي ليس مؤسسة خيرية، بل تسعى لمصالح القوى الكبرى، مما يجعل تدخلها في الاقتصاد المحلي غالباً مضراً. هذا التدخل يعزز الفساد وسوء الإدارة.

  الفساد وسوء الإدارة في القطاعات الإنشائية يعمقان من أزمة الاقتصاد، مما يزيد من نسبة الفساد في التعاملات. هذه الأوضاع تجعل الاستثمار الخارجي في مصر غير جذاب.

  مصر تمتلك ثروات هائلة، لكنها تعاني من الفساد الذي يؤدي إلى إهدار هذه الثروات. يجب إعادة النظر في كيفية إدارة الموارد لتحقيق التنمية المستدامة.

  هناك تقارير تتحدث عن غنى مصر، ولكن هناك شكوك حول مصداقية هذه التقارير بسبب تدخلات سياسية ومصالح خاصة.

  الفساد في قطاع البترول والغاز يؤدي إلى إهدار جزء كبير من الثروات، حيث تستفيد الشركات الأجنبية بشكل أكبر من الموارد المصرية.

  توجد أعداد كبيرة من الوحدات السكنية غير المستخدمة في مصر، مما يشير إلى إهدار للموارد ويعكس أزمة الإسكان.

  تتطلب إدارة الموارد في مصر استراتيجيات فعالة لاستغلال الثروات المتاحة بشكل أمثل، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.

  يجب مراجعة كيفية إدارة الثروات العقارية لتحقيق عوائد أكبر، حيث أن الفساد في هذه الإدارة يعيق تطوير المجتمع بشكل ملحوظ.

  توجد ضرورة ملحة لدمج الحسابات الخاصة في الميزانية العامة للدولة، لضمان الشفافية ومنع الفساد المالي الذي يضر بالموارد العامة.

  تتطلب معالجة الفساد تعاوناً وطنياً قوياً بين الخبراء الوطنيين، لضمان استغلال الموارد بشكل عادل ومفيد لجميع المواطنين.

  الفساد في مصر ليس مجرد عشوائية، بل هو نتيجة سياسات متعمدة بدأت منذ عهد السادات. هذه السياسات أدت إلى تشكيل جماعات مصالح تُسيطر على موارد الدولة.

  تعديل قوانين مجلس الشعب كان له دور كبير في تمكين الفساد، حيث منح رئيس الجمهورية سلطات واسعة للتأثير على أعضاء المجلس. هذه التعديلات أدت إلى شراء الذمم وتوزيع المنافع.

  تدهور مستوى المعيشة في مصر مرتبط بسوء إدارة السياسات الاقتصادية، حيث تم توجيه الاستثمارات نحو مشاريع غير ذات جدوى. هذا التوجه جعل المواطنين يشعرون بعدم الرضا عن النتائج.

  الاختراق السياسي في مصر يمثل تحديًا كبيرًا، ويحتاج إلى معالجة شاملة على مختلف المستويات. الوثائق تكشف عن أبعاد هذا الاختراق وتأثيره على الأمن القومي.

  تمت الإشارة إلى اختراقات متعددة تعرضت لها الدولة المصرية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، مما أثر سلبًا على حياة المصريين. هذه الاختراقات شملت وجود نفوذ خارجي في صناعة القرار وتغيير بنية الاقتصاد المصري.

  الاختراقات السياسية التي شهدتها مصر كانت عبر وجود أشخاص مرتبطين بالخارج في مواقع صنع القرار، مثل يوسف بطرس غالي. هذا الأمر أثر بشكل كبير على السياسات المصرية.

  الاقتصاد المصري تعرض للتفكيك وإعادة البناء بأسس رأسمالية، مما أدى إلى تضخم اقتصادي وزيادة معاناة المواطنين. التغيرات الاقتصادية لم تحقق الأهداف المرجوة.

* منع الناشر هشام قاسم من السفر إلى مؤتمر “العهد الديمقراطي العربي: خارطة طريق للديمقراطية العربية”

على الرغم من تمكّن الناشر والمعارض المصري هشام قاسم من السفر خارج مصر ثلاثة مرات، بعد الإفراج عنه من سجنه 6 شهور، إلا أنه جرى منعه من السفر مجددا.

وأوقف ضباط الجوازات في مطار القاهرة، الناشر والسياسي هشام قاسم، الجمعة الماضية، أثناء توجهه إلى سراييفو، حيث تم إبلاغه بإدراج اسمه على قوائم الممنوعين من السفر.

وتم اقتياده مع حقائبه إلى خارج المطار دون إخطاره بالجهة التي أصدرت القرار أو توضيح سبب المنع.

 وأعرب قاسم الذي كان في طريقه لحضور مؤتمر “العهد الديمقراطي العربي: خارطة طريق للديمقراطية العربية” الذي ينظمه المجلس العربي، عن دهشته من منعه من السفر دون أي إشعار مسبق.

من جانبه، أوضح المحامي ناصر أمين، أن موكله لم يُبلغ بأي قرار منع أو استدعاء للتحقيقات، مشيرا إلى أن أوامر المنع من السفر تصدر إما بأمر قضائي أو بناءً على طلب من إحدى جهات التحقيق، وأضاف أنه سيتوجه إلى النائب العام للاستفسار عن الأسباب خلف هذا القرار.

يشار إلى أنه في فبراير الماضي، أطلقت السلطات الأمنية سراح قاسم بعد أن أمضى ستة أشهر في سجن العاشر من رمضان، وفي هذه الفترة كانت مدة العقوبة التي حُكم بها، لإدانته في قضية تتعلق بسب وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبو عيطة، إضافة إلى التعدي بالقول على ضباط في قسم شرطة السيدة زينب، بحسب التحقيقات الأمنية التي يشكك فيها قاسم.

وعقب إطلاق سراح قاسم، فإنه تمكّن من السفر خارج مصر ثلاث مرات دون أي عوائق، وعاد من آخر رحلة له قبل ثلاثة أيام، ولم يواجه حينها أي مشكلات في مطار القاهرة أو أثناء مروره عبر ضباط الجوازات. 

ومنذ الانقلاب العسكري تعددت قرارات المنع من السفر بحق معارض النظام، كما تحولت المطارات والموانئ المصرية لمصيدة لاعتقال عشرات المعارضين للسيسي، بلا سند من القانون.

*السنوار تلقى عرضا من النظام المصري لكنه رفضه

أفاد تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن يحيى السنوار، قائد حركة حماس الذي قتلته إسرائيل الأسبوع الماضي، تلقى عرضا من النظام المصري لمغادرة قطاع غزة خلال الحرب، لكنه رفض.

ووفق الصحيفة، فإن السنوار، تلقى عرضا من مصر لمغادرة القطاع، في مقابل السماح للقاهرة بإجراء مفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين، لكنه رفض ذلك، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب يشاركون في جهود الوساطة، أن السنوار رد على العرض المصري بتحد: “لست تحت الحصار. أنا على أرض فلسطين“.

في غضون ذلك، اجتمع مجلس الوزراء السياسي الأمني في إسرائيل ​​الليلة لنقاش استمر عدة ساعات. وفي الختام، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “في مناقشة مجلس الوزراء، طرحت أفكار جديدة لبحث جدوى التخطيط لإطلاق سراح المختطفين“.

يأتي ذلك، فيما قال مسؤول إسرائيلي كبير مؤخرا إنه من غير المتوقع حدوث تقدم كبير أو اختراق كبير في المحادثات، على الأقل حتى تنتهي مرحلة الهجوم الإسرائيلي على إيران والرد المحتمل. هذا لأنه من غير المتوقع أيضا أن يروج بدلاء السنوار للصفقة حتى يرون أن الحرب الإقليمية لا تتطور.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بوقت سابق أنه على الرغم من عدم وجود توضيح في حماس بشأن استبدال السنوار، إلا أن أحد الاحتمالات هو أن تكون لجنة من كبار المسؤولين – وليس شخصا واحدا – هي التي يمكن أن تسهل الاتصالات للتوصل إلى اتفاق محتمل.

وفي السياق، وصل أمس إلى القاهرة رئيس الشاباك (جهاز الأمن اعلام الإسرائيلي) رونين بار، وعقد لقاء تمهيديا مع رئيس المخابرات المصرية الجديد حسن رشاد، في محاولة للتقدم التوصل إلى اتفاق وبدء محادثات التفاوض.

كما من المتوقع، أن يركز وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي يزور مصر الأربعاء، على خطط إنشاء قوة دولية للإشراف على إدارة القطاع ومحور فيلادلفيا والتي قد تشارك فيها مصر أيضا، وفق ما أورد موقع “واينت” العبري.

وكان نائب رئيس حماس في غزة خليل الحية، قال خلال كلمة مسجلة نعى فيها السنوار، إن “أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة والانسحاب الكامل منها وخروج أسرانا من المعتقلات“.

* هذه أرقام الفقر الحقيقية بمصر والتي يخفيها الجهاز المركزي للتعبئة بأمر السيسي

في ظل النظم العسكرية التي تتعاظم فيها قيم السيطرة والإخفاء وحماية المقاعد الرئاسية على حساب المجتمع بل والوطن، تتصدر السيطرة الأمنية جميع مناحي الحياة، وهو ما يُعانيه المصريون حاليًا.

فرغم الفقر المدقع الذي يعانيه المصريون، تخفي جميع أجهزة الدولة الأرقام الحقيقية، وتجد إعلام النظام يتغنى بالاستقرار والأمن والرفاهية الاقتصادية للشعب، بينما يناور السيسي وأجهزته لإخفاء كل السلبيات وتعظيم بعض ما يظنه إنجازات.

طوال السنوات الماضية، يصر المنقلب السفاح السيسي وأجهزته على إخفاء نسب الفقر الحقيقية.

وذلك في الوقت الذي تواجه فيه مصر منذ سنوات واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية في تاريخها الحديث، مع تآكل الطبقة الوسطى لصالح الطبقات الفقيرة والمعدمة، وصولاً إلى ارتفاع معدل التضخم، وإثقال الدولة بالديون والقروض.

وفي ظل تلك الحالة المتردية، عمد الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إلى نشر بيانات بعينها وإخفاء أخرى.

فقد كشف الجهاز في 10 أكتوبر الجاري عن بيانات تتعلق بارتفاع قيمة المبالغ المودعة بالحسابات الجارية للمصريين لتصل إلى مستوى 249.5 مليار جنيه في عام 2023/2024، بزيادة 51% عن العام السابق.

وقبلها بيوم، أعلن أن قيمة المعاشات التي صرفتها مكاتب البريد الحكومية في عام 2024 بلغت 179.5 مليار جنيه مقابل 140.5 مليار جنيه في عام 2023، بنسبة زيادة بلغت 27.8%.

وهذا بالإضافة إلى الإحصاءات والبيانات التي يصدرها الجهاز، والمتعلقة بنسب الزواج والطلاق، ومعدل المواليد والوفيات، وزيادة أعداد السكان، وغيرها.

لكن يظل السؤال المحجوب أكثر إيلامًا، ووفقًا لخبراء ومتابعين، فإن ما يحجبه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أكثر بكثير مما يعلنه، وفي مقدمة ما يحجبه الجهاز، نسبة الفقر والفقراء في مصر.

نسبة الفقر

 كانت آخر نسبة معلنة للفقر في مصر من قِبَل الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء قد صدرت في ديسمبر 2020، أي قبل نحو 4 سنوات، وقدرت بـ 29.7% من إجمالي عدد السكان.

فيما أعلن البنك الدولي من جانبه زيادة نسبة الفقراء إلى 32.5% بنهاية العام 2022، في آخر إحصاء صدر عنه.

وهو ما دعا للتساؤل عن أسباب توقف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر عن إصدار نسب تتعلق بأعداد الفقراء.

ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد تدخلت الأجهزة الأمنية لمنع إصدار التقرير الأخير الخاص ببحث الدخل والإنفاق، وعدد الفقراء في البلاد، وإلى أي درجة بلغت نسبة الفقر.

وجاء منع صدور التقرير رغم الانتهاء منه، بسبب احتوائه على أرقام تظهر زيادات صادمة في معدلات الفقر.

وذلك مع إصرار الحكومة على إدخال تعديلات جديدة على حجم دخول الأفراد عبر إضافة دعم برامج “تكافل وكرامة” ودعم المرأة المعيلة، ضمن بنود دخل الأسرة السنوي، وذلك لتحجيم الزيادة المطردة في نسبة الفقراء.

ويمثل بحث الدخل والإنفاق أو “مؤشرات الفقر ومستوى معيشة الأسر المصرية” عاملًا معلوماتيًا مهمًا.

إذ يحدد خط الفقر ويكشف عدد الفقراء ونسبتهم ويوفر كما كبيرًا من البيانات التي يجري الاعتماد عليها في قياس مستوى معيشة الأسرة والأفراد.

كما يعمل على توفير معلومات لقياس الفقر لتحديد الفئات المستهدفة للبرامج الاجتماعية.

يشار إلى أنه منذ عهد مبارك، كان التقرير يصدر كل عامين بانتظام، ثم توقف عند العام 2020، ثم تأخر الإعلان عن النسب الحقيقية مؤخرًا.

مسكنات الفقر

ولمحاولة التخفيف من وطأة الفقر والفقراء، وفي 15 أبريل 2024، أعلنت وزارة العمل زيادة الحد الأدنى لأجور عمال القطاع الخاص إلى 6000 جنيه بدلاً من 3500 جنيه.

وفي 30 يونيو، أعلن عبد الفتاح السيسي، زيادة الحد الأدنى للأجور من 1200 إلى 6000 جنيه.

ووفقًا لآخر تعداد اقتصادي صدر من جانب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2020، بلغ عدد المشتغلين بالقطاع الخاص الرسمي وغير الرسمي 12.6 مليون مشتغل.

أما عدد موظفي القطاع الحكومي بحسب تقرير الجهاز الصادر في أكتوبر 2023، فقد بلغ 4 ملايين و665 ألفًا و600 شخص.

ورغم أن هناك إشكاليات تتعلق بتنفيذ تلك القرارات داخل القطاع الخاص، فإن نسبة الحد الأدنى المعلنة تكشف أن عددًا كبيرًا من الموظفين يعيشون دون خط الفقر.

خاصة أنه في آخر تقاريره حول هذه القضية، حدد جهاز الإحصاء خط الفقر المدقع عند 550 جنيهًا شهريًا للفرد، أي ما يعادل 6604 جنيهات سنويًا.

كما حدد خط الفقر عند 857 جنيهًا شهريًا، ما يعادل 10279 جنيهًا سنويًا.

وأشار إلى أن الأسرة المكونة من أربعة أفراد ويزيد دخلها الشهري عن 3318 جنيهًا (41 ألفًا و136 جنيهًا سنويًا) لا تُعد من الفقراء، وهو ما يخالف المعايير العالمية المحددة للفقر.

لا سيما أن تلك الأرقام أصبحت الآن غير معبرة عن الواقع، إذ انخفضت قيمة الجنيه من ديسمبر 2020 (وقت إصدار التقرير) من 15 جنيهًا للدولار الواحد إلى 48 جنيهًا للدولار الواحد في أكتوبر 2024.

 انهيار مجتمعي

شهد العام 2016 بداية الانهيار الطبقي السريع نحو الفقر مع أول تحرير لسعر صرف الجنيه في عهد السيسي.

وهو ما أضعف قيمة الجنيه، ومعه ارتفع معدل الفقر من 27.8% عام 2015 إلى 32.5% عام 2018، قبل أن تستقر في آخر بحث عام 2020 عند 29.7%.

ورغم التقديرات الدولية المستمرة بزيادة نسبة الفقراء بعد تلك القرارات، امتنعت الدولة عن إصدار أي رقم رسمي حول نسبة الفقر حتى الآن، وامتنع الجهاز عن إصدار آخر تقرير لعام 2023.

وهكذا يجري التعتيم على كل الأزمات في مصر لتأمين كرسي السيسي فقط، إلا أن الانفجار المجتمعي بات غير بعيد في ظل استمرار السياسات الأمنية والقمع الاقتصادي والاجتماعي لأكثر من 66 مليون مصري.

* بفضل جهل “السيسي” مبنى قبة قناة السويس التاريخي في طريقه إلى فندق سياحي

في قلب مدينة بورسعيد، إحدى مدن قناة السويس، يقع مبنى إرشاد هيئة قناة السويس، المعروف بـ “مبنى القبة” التاريخي، الذي أثير الجدل حول مصيره في الآونة الأخيرة. يعود سبب الجدل إلى تداول أنباء تفيد بتحويله إلى فندق وقاعة أفراح، بعد إخلائه تمامًا العام الماضي في إطار عمليات تطوير بدأت منذ عام 2019 ولم تكتمل حتى الآن دون إعلان أسباب واضحة. 

يعود تاريخ مبنى قناة السويس إلى عام 1867، إذ شُيّد في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، بقرار مباشر، بهدف إرشاد السفن العابرة للمجرى الملاحي، تم تشييد المبنى على يد الشركة الفرنسية “إدموند كونييه للمقاولات” وجاء البناء مزيجًا بين الطراز الإسلامي والأوروبي. رفع على المبنى علم مصر لأول مرة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقب قرار تأميم القناة لتصبح شركة مساهمة مصرية.

ويقع المبنى بالقرب من المدخل الشمالي للقناة، ويعتبر من معالم مدينة بورسعيد ومسجل كمبنى أثري ضمن مباني أخرى بالمدينة وتشغله هيئة قناة السويس. 

عام2019، أصدرت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية قرارًا بالموافقة على مشروع ترميم وصيانة مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد “مبنى القبة” تحت إشراف المنطقة المختصة وقطاع المشروعات بوزارة السياحة والآثار، واستمرت أعمال الترميم  حتى شهر أكتوبر 2022،  إذ قرر رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، بإنهاء التعاقد مع شركة المقاولين العرب المنفذة لأعمال الترميم في سبتمبر 2022. نظرًا لعدم استكمال أغلب أعمال الترميم، سواء الإنشائية أو المعمارية أو أعمال الترميم الدقيق، حذر المجلس الأعلى للآثار من خطورة هذا التأخير.

وقد أشار إلى طبيعة البيئة الساحلية في بورسعيد وموسم هطول الأمطار، حيث لوحظ عبر المتابعة الدورية وجود بعض الأضرار نتيجة توقف الترميم. من بين هذه الأضرار، تعرضت أرضية الممر الخشبي في الدور الأول بالجهة الشرقية للجناح الشمالي لتلف نتيجة تسرب مياه من وحدة تبريد، مما أدى إلى تلف الأخشاب وتسرب المياه إلى أرضية الصبة في الدور الأرضي. 

كما أظهرت المتابعة آثار تسرب مياه الأمطار داخل القبة الجنوبية، بسبب عدم اكتمال ترميم البلاطات الخزفية، مما قد يتسبب في تلف أعمال الترميم السابقة. إضافة إلى ذلك، تضررت معظم أسقف الممرات الخارجية نتيجة تشبعها بالماء، بسبب عدم استكمال أعمال العزل، خاصة في الجناح الشمالي. 

وقد جاءت هذه التفاصيل ضمن الدعوى القضائية التي أقامها مركز ابن أيوب للدفاع عن الحقوق والحريات، رقم 185 لسنة 13 ق. الدعوى موجهة ضد كل من رئيس هيئة قناة السويس، ووزير الآثار والسياحة، وأمين عام المجلس الأعلى للآثار، وغيرهم من المسؤولين، مطالبة بوقف القرار السلبي المتعلق بتعطيل أعمال الترميم والصيانة للمبنى. وقد تم تحديد جلسة للنظر في الشق العاجل يوم 21 أكتوبر الجاري. 

في تعليقه على الدعوى، أوضح علي أيوب، المحامي بالنقض، أن مبنى قناة السويس يعد مبنى أثريًا مسجلًا في قائمة الآثار الإسلامية والقبطية بموجب القرار رقم 229 لسنة 1997، الصادر عن وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للآثار بتاريخ 16 يوليو 1997، والمنشور في العدد التاسع من جريدة الوقائع المصرية في 11 يناير 1998. 

يتابع علي أيوب قائلاً: “يتطلب هذا الأمر موافقة وزارة الآثار لإشرافها على أعمال الترميم، بهدف الحفاظ على الطابع التاريخي للمبنى.”

وأوضح أن هيئة قناة السويس قد أسندت أعمال التطوير إلى شركة المقاولون العرب بتكلفة تجاوزت 420 مليون جنيه مصري، حيث تم دفع 50% من قيمة التعاقد.

وأضاف أن المشهد الحالي للمبنى يُعد تشويهًا وليس تطويرًا للصرح التاريخي. 

وأشار المحامي إلى أن ما تعرض له المبنى يعد انتهاكًا للمادة 20 من قانون الآثار، ويستلزم العقوبة وفقًا للمادة 43 من نفس القانون. إذ أن المبنى أُخلي منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولم تبدأ حتى الآن أعمال الترميم، كما تم الإعلان بشكل غير رسمي عن تخصيص المبنى التاريخي، بما في ذلك الأرصفة والمجرى الملاحي، لإحدى الشركات الاستثمارية (شركة مكسيم)، ما يُعد مخالفة صريحة للقانون، مؤكدًا أن توقف أعمال الترميم لأكثر من عام يهدد المبنى بالانهيار. 

وتنص المادة 43 من الدستور المصري على أن الدولة ملزمة بحماية قناة السويس وتنميتها، بصفتها ممرًا مائيًا دوليًا مملوكًا لها، كما تلتزم بتنمية قطاع القناة كمركز اقتصادي متميز.

بينما تؤكد المادة 47 على ضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية المتنوعة. وتشير المادة 50 من الدستور إلى أن التراث الحضاري والثقافي لمصر، بجميع مراحله وتنوعاته، يعد ثروة قومية وإنسانية، ويتعين على الدولة حمايته وصيانته. كما يعتبر الاعتداء على هذا التراث جريمة يعاقب عليها القانون.

بلاغ إلى اليونسكوتقدم النائب أحمد فرغلي، عضو مجلس النواب عن محافظة بورسعيد، في السابع من أكتوبر الجاري ببيان عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير السياحة والآثار ورئيس هيئة قناة السويس، بخصوص إخلاء مبنى “القبة” التاريخي لهيئة قناة السويس منذ أغسطس 2023 بحجة التطوير، والتأخير المستمر في استكمال أعمال الترميم حتى الآن. أعرب النائب عن قلقه من تشويه المبنى بدلاً من تطويره، مخالفًا بذلك المادة 20 من قانون الآثار. 

وفي حديثه، أوضح فرغلي أن أعمال الترميم لم تبدأ بعد، مشيرًا إلى تخصيص غير رسمي للمبنى وملحقاته لشركة مكسيم الاستثمارية، وهو ما يعد مخالفة للقانون في حال ثبوت صحته.

وطالب بتوضيح موقف العقد المبرم مع شركة المقاولون العرب، والشرعية القانونية لتعامل شركة مكسيم مع المبنى. كما دعا إلى الإفصاح عن الأسباب وراء إخلاء المبنى وإهدار المال العام في عمليات نقل الأقسام إلى مناطق متفرقة، مما أثر سلبًا على سير العمل في المجرى الملاحي، نتيجة لتباعد الخدمات عن بعضها. 

تجدر الإشارة إلى أنه في نوفمبر 2020، أبرمت هيئة قناة السويس اتفاقًا مع شركة مكسيم لتطوير وإدارة وتشغيل المرافق الملحقة باستراحة “ديليسبس”، بهدف تحويلها إلى فندق عالمي. وبموجب هذا الاتفاق، تمنح الهيئة حق الانتفاع لشركة مكسيم، التي تتولى تطوير المباني وتحويلها إلى “بوتيك أوتيل”. 

في السياق ذاته، قدم مركز التراث والتنسيق الحضاري في بورسعيد، برئاسة أشرف السويسي، في الثالث من أكتوبر 2024، خطابين إلى وزارة السياحة والآثار ومنظمة اليونسكو، مطالبًا بفتح تحقيق في ما وصفه بإهدار الأثر التاريخي لمبنى “القبة” وتعريضه للتدمير، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال، في إشارة إلى محافظ بورسعيد السابق اللواء عادل الغضبان، ورئيس هيئة قناة السويس الحالي الفريق أسامة ربيع. 

فندق سياحي

ترددت أنباء حول رغبة الحكومة المصرية في بيع مبنى القبة التاريخي خلال الأيام القليلة الماضية، ما نفته هيئة قناة السويس. مؤكدة أن مشروع التطوير لن يمس بالقيمة التاريخية والمعمارية للمبنى وسيتم إعلان تفاصيل المشروع فور انتهاء دراسات الجدوى والمخطط الكامل للمشروع؛ ردًا على ما تم رصده من تساؤلات حول مشروع تطوير مبنى القبة التاريخي بهيئة قناة السويس، وادعاءات بإهدار المال العام وبيع وتأجير لأصول الهيئة. 

وأكد الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة بأنه لا صحة لتلك الادعاءات جملة وتفصيلاً، موضحًا أن مشروع تطوير مبنى القبة التاريخي لن يمس القيمة التاريخية للمبنى، وإنما يتضمن استثمار موقعه الفريد المُطل علي القناة ليصبح وجهة سياحية وحضارية جاذبة. في المقابل يرفض النائب أحمد الفرغلي تأجير المبنى التاريخي وتحويله إلى فندق سياحي تحت مزاعم التطوير.

مشيرًا إلى أن هذا التوجه نية مبيتة لمشروع القانون الذي تقدمت به الهيئة لمجلس النواب، بإنشاء الصندوق الإستثماري لهيئة قناة السويس 2022، ويعتبر بمثابة بداية تنفيذ خصخصة شركات وأصول الهيئة بالمخالفة للقانون والدستور، بحسب وصفه. 

من جهة أخرى، يرى إسلام عبد المجيد – المحامي بالنقض- أن مبنى القبة التاريخي لابد أن تستكمل أعمال ترميمه نظرًا لوضع المبنى الحالي ووفقًا لتقرير الهيئة العامة للآثار.

مؤكدًا عدم معارضته لتحويل المبنى إلى فندق سياحي من منطلق إعادة استغلال والاستثمار في الأماكن الأثرية؛ ما يساهم في تنشيط السياحة في محافظة بورسعيد التي تفتقر الفنادق الفاخرة.

مشيرًا إلى أن الأزمة ليست في استغلال المبنى التاريخي كما حدث في قلعة صلاح الدين الأيوبي وإنما في تضرر المبنى نتيجة عدم اكتمال أعمال الترميم والتطوير. 

وأشار عبد المجيد، في تصريحاته إلى ضرورة أن تعود عوائد الاستثمار في المبنى بالنفع على المدينة، عبر مشاريع تنموية. وأوضح أن توقف عمليات الترميم يعود إلى رغبة الهيئة في إسناد تطوير المبنى إلى شركة استثمارية تعمل على استغلاله بشكل سياحي. 

في أغسطس من عام 2022، ترددت أنباء مشابهة حول بيع مبنى القبة التاريخي، ما نفاه مؤمن عثمان – رئيس قطاع المتاحف-، إذ نفى صدور أي قرار بتحويل مبنى القبة بمحافظة السويس لفندق سياحي، موضحًا أن المبنى مسجل في تعداد الآثار الإسلامية منذ عام 2005، والمبنى في الأساس تابع لهيئة قناة السويس. 

إعادة استغلال للآثار

توجهت الحكومة المصرية مؤخرًا نحو إعادة استغلال العديد من الأماكن الأثرية، حيث تم تحويل عشرات القصور إلى مبانٍ مدرسية أو قاعات أفراح.

من أبرز الأمثلة قصر الأمير محمد علي بالمنيل الذي خُصص جزء منه كقاعة أفراح، وقصر البارون الذي يُستخدم الآن لإقامة الحفلات والمناسبات الاجتماعية، بالإضافة إلى قلعة صلاح الدين التي تُستغل لإقامة حفلات زفاف ومناسبات خاصة.

وفي هذا السياق، يقول المهندس المعماري عمرو أبو طويلة، المتخصص في إعادة استخدام المباني الأثرية، أن المشكلة تكمن في عدم توفر الموارد المالية الكافية لدى الدولة لترميم الآثار.

وأضاف أن وزارة الآثار نادرًا ما تقوم بعمليات الترميم بنفسها، حيث تعتمد غالبًا على منح دولية مخصصة لهذا الغرض. 

وأوضح في حديثه أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة ونقص العملة الأجنبية دفع الحكومة إلى استغلال السياحة كوسيلة لجلب العملة، وهو ما يفسر توجهها لإعادة استخدام الأماكن الأثرية.

ورغم أن هذا القرار قد يكون صائبًا في بعض الأحيان، إلا أن بعض القرارات قد تكون متسرعة وغير مدروسة بشكل كافٍ. وأشار إلى أن إعادة استغلال المباني الأثرية يمكن أن ينعش السياحة ويجلب العملة الأجنبية، شريطة أن تتم مع الحفاظ على هذه الأماكن. وأضاف أبو طويلة: “لا أعترض على استخدام الآثار كمصدر للدخل، أو تحويلها إلى وجهات سياحية للحفلات، لكن يجب أن يسبق التنفيذ دراسة وتخطيط محكم.

وينطبق ذلك على مبنى قبة قناة السويس الذي يُخطط لتحويله إلى فندق، وكذلك مجمع التحرير. يجب دراسة طبيعة كل مبنى ونوع العمارة والاستخدام المناسب له ولبيئته قبل اتخاذ أي قرار، ولكن للأسف هذه الاستراتيجية لا تُطبق بشكل كافٍ.” خلال السنوات الأخيرة، تعرضت الدولة المصرية لانتقادات متزايدة بسبب تعاملها مع الآثار، سواء نتيجة عمليات الترميم غير المناسبة أو هدم المواقع التاريخية لتنفيذ مشروعات “قومية”. من بين هذه الانتقادات ما يتعلق بهدم مقابر القاهرة التاريخية، رغم أن أكثر من 30 مقبرة مسجلة ضمن قائمة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

ورغم تشكيل لجنة للبت في هدم بعض المدافن المدرجة ضمن “الطراز المعماري المميز”، لا تزال عمليات الهدم مستمرة. بدأت أزمة هدم المقابر التاريخية في عام 2021 عندما أعلنت السلطات عن خطط لتطوير محور صلاح سالم، مما أدى إلى إزالة بعض المدافن المجاورة.

وفي أغسطس الماضي، صرح نائب محافظ القاهرة بأنه تم إخلاء 1171 مقبرة و49 مدفنًا بالقرب من باب النصر في شارع البنهاوي، لبناء جراج متعدد الطوابق. كما أصدر محافظ القاهرة قرارًا حديثًا يحمل رقم 1117 لسنة 2024، يقضي بإيقاف الدفن في تلك المقابر ونقل الرفات إلى مواقع بديلة.

* هل يقود تجميد رفع الأجور وعدم تطبيق الحد الأدنى للأجور بالخاص إلى مجاعة في ظل غلاء الأسعار

في تضييق مستمر وبلا نهاية، وبلا أمل، تسؤوء حياة المصريين وتنهار مستوياتهم المعيشية في ظل الغلاء المتصاعد، وبلا توقف، وبلا أمل في اصلاح يأتي من السيسي، وباتت كل الطرق في مصر تؤدي إلى مجاعة ، لا محالة..

ولعل اشارة رئيس وزراء السيسي، مصطفى مدبولي، مؤخرا إلى اتجاه مصر نحو اقتصاد الحرب، الذي اثار ذعر الجميع، ينم عن سياسات اشد قسوة، تطال المجتمع المصري، وتهدد استقرار مواطنيه، فتحت شعار “تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي ” المتفق عليه  مع صندوق النقد الدولي، والذي يطالبها باتخاذ المزيد من التدابير من المؤسسات الاقتصادية الحكومية وخفض فاتورة الدعم، ومنع اي زيادة في رواتب الموظفين الحكوميين والمعاشات، علاوة على زيادة اسعار الطاقة والكهرباء…وهو ما يفاقم أزمات المعيشة بين المصريين

كما تلوح في الأقفق بوادر أزمة طاقة ، يترتب عليها زيادات مضطردة في أسعار الوقود محلياً، وتتمحور خطة الحكومة التي وضعتها في السابق بشأن الرفع التدريجي للدعم عن الوقود شهدت مراجعة في الفترة الماضية ليتم ربطها بمعدلات ارتفاع أسعار النفط العالمية وتم الاتفاق على زيادات بمعدلات مرتفعة عن المرات السابقة، مع وجود تنبؤات بإمكانية انتقال الصراع الدائر حالياً من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط أيضاً وقد يؤثر ذلك على استثمارات القاهرة في التنقيب عن الغاز الطبيعي.

 وكانت لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية المعنية بمراجعة وتحديد أسعار بيع المنتجات البترولية قد اجتمعت وتم اتخاذ قرار بزيادة أسعار المنتجات البترولية اعتباراً من يوم الجمعة 18 أكتوبر 2024.

فيما كشف مصدر مسؤول بوزارة الاقتصاد، مؤخرا، عن أن الحكومة عندما لمحت عن الاتجاه إلى اقتصاد الحرب كانت تنوي فرض مجموعة من الإجراءات الاستثنائية على الاقتصاد المصري يتم الإعلان عنها في وقت واحد على أن يتم ربطها بالاضطرابات الإقليمية.

غير أنها تراجعت بعدما تسببت تصريحات رئيس الحكومة في خسائر للبورصة، لكنها سوف تقدم على اتخاذ خطوات منفردة دون أن توضح الهدف منها وفي الأغلب سيكون الربط بتوصيات صندوق النقد الدولي.

وشهدت البورصةُ المصريةُ خسائرَ سوقيةً بلغت 60 مليار جنيه خلال جلستي الخميس والأحد الماضيين، بعد تصريحات مدبولي، والتوترات القائمة..

  فرض التقشف على المواطن  والتوسع في الانفاق الحكومي!!!

 ووفق تقديرت استراتيجية، فإن الحكومة المصرية تمضي في الاعتماد على سياسة التقشف بمفهومها الخاطئ والذي تكون آثاره على المواطنين ولا يظهر في توجهاتها العامة بشأن الاستمرار في تدشين المشروعات القومية والبذخ الحكومي في المكافآت والبدلات للمستشارين وتراجع إجراءات الحد من الفساد.

وتُصر الحكومة على أن تطبق سياسة التقشف على المواطنين عبر قرارات زيادة أسعار الخدمات العامة وإن كانت أوضاعهم لا تحتمل ذلك، وبالرغم من وجود العديد من الحلول التي يمكن أن توفر مليارات الجنيهات سنوياً لكن لا يتم اللجوء لها.

كما  أن حديث الحكومة عن الاستيراد من الخارج والتذكير المستمر بارتفاع أسعار الوقود عالميًا لا يوازيه على الجانب الآخر قرارات مماثلة بوقف مشروعاتها غير الضرورية والتي تعمل بها دون أن تتوقف.

 الحد الأدنى للأجور

  وفي الوقت الذي تتعالى سيسات الخصخصة وتحرير الاسعار، وتقليص الدعم، لم تتحرك الحكومة نحو تحقيق عدالة اجتماعية، برفع الحد الادني الذي لم يطبق اساسا..

فالحكومة لم تتدخل لمعالجة الأسباب التي قادت لتدهور الأوضاع المعيشية قبل أن تخاطب المواطنين بحديث يمكن وصفه بالمفزع عن “اقتصاد الحرب” لأن تفعيل الحد الأدنى للأجور لم يتم تطبيقه في شركات القطاع الخاص وهؤلاء يشكلون القوة الضاربة في سوق العمل.

 كما أن الحد الأدنى الذي لا يتجاوز 110 دولارات لموظفي الحكومة كان بحاجة إلى زيادة أخرى لكن وفق هذه التوجهات فإن ذلك لن يحدث في الوقت الحالي.

وكان السيسي أصدر قرارًا، في مطلع فبراير الماضي، بزيادة الحد الأدنى لأجور العاملين في الدولة بنسبة 50% ليصل إلى ستة آلاف جنيه، ضمن حزمة إجراءات للحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر تضررًا من الأزمة الاقتصادية. وعلى إثر قرار الرئيس، بدأ عمال القطاع الخاص التحرك للمطالبة بتطبيقه عليهم باعتبار أن وضعهم لا يقل سوءًا عن عمال الحكومة. وفي 15 فبراير الماضي أعلن عمال شركة يونيفرسال للأجهزة الكهربائية إضرابًا عن العمل، للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص المقر العام الماضي، 3500 جنيه. وفي 22 فبراير بدأ عمال شركة مصر للغزل والنسيج (غزل المحلة) إضرابًا استمر أسبوعًا للمطالبة بـ«حزمة الرئيس».

 الخوف من توسع الاحتجاجات، دفع المجلس القومي للأجور، برئاسة وزيرة التخطيط، إلى إصدار قرار، في أبريل الماضي، برفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص إلى ستة آلاف جنيه، تشمل -لأول مرة- حصة صاحب العمل في التأمينات الاجتماعية، والتي تبلغ 18.75% من أجر العامل، على أن يبدأ التطبيق في مايو، بالإضافة إلى كونه يسري فقط على المنشآت التي تضم أكثر من عشرة عاملين، وهو ما يعني عمليًا استبعاد 98.9% من المنشآت الاقتصادية في مصر، تبعًا لآخر بيانات متاحة من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

 وسمح القرار باستثناء الشركات المتقدمة بطلب يفيد بتعثرها، كما التزم بما سار عليه سابقوه باعتبار كل عناصر الأجر بما فيها -على سبيل المثال- العمولات والمنح والبدلات ونصيب العاملين من الأرباح والمزايا العينية، ضمن الحد الأدنى للأجر.

ورغم تلك الحصومات والتضييق العمالي الكبير، لم تلتزم اغلب الشرطات بدفع الحد الادنى للاجور، ما يضع العمال والموظفينامام قطار الانتحار والفقر والضنك في المعيشة، في ظل غلاء لا يتوقف..

 الغلاء الفاحش

ورفعت الحكومة أسعار عدد من السلع المدعومة للتصدي لعجز الموازنة الذي بلغ 505 مليارات جنيه في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو الفائت، كما خفضت قيمة الجنيه بشدة قبل شهور، وسبق أن حصلت مصر من صندوق النقد الدولي بعد المراجعة الثالثة في نهاية يونيو على شريحة قيمتها 820 مليون دولار.

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن الإنفاق الحكومي على دعم السلع التموينية قبل عشر سنوات في موازنة 2014/2015 بلغ 39.4 مليار جنيه، بنسبة 5.4% من المصروفات آنذاك (733.5 مليار جنيه)، ونسبة 1.6 من الناتج المحلي الإجمالي، الذي بلغ آنذاك 2.4 تريليون جنيه.

لكن بعد 10 سنوات، ورغم ارتفاع القيمة المقدرة لمخصصات الدعم في العام الحالي 2025/2024 لـ 134 مليار جنيه والتي جاءت مدفوعة بزيادة نسب التضخم وانخفاض قيمة العملة، إلا أنها كنسبة من المصروفات (3.87 تريليون جنيه) انخفضت إلى 3.5%، بنسبة انخفاض 35.2%، وانخفضت كذلك كنسبة من الناتج المحلي المتوقع للعام الحالي (17.1 تريليون جنيه)، لتصل إلى 0.8%، بنسبة انخفاض 50%.

ومع استمرار الفشل الحكومي ، وعدم ايجاد حلول بديلة  للفشل الاقتصادي، تتفاقم معاناة المصريين بين الفقر والعوز والغلاء، وترجع دخولهم وانهيار الجنية الذي بايديهم…ما يقود لفوضى مجتمعية لا محال اتية..

* الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص حلم بعيد المنال بعهد السيسي

مائة جنيه فقط حصلت عليها (عايدة*)، العاملة في شركة سمنود للمنسوجات والوبريات، من راتب سبتمبر الماضي، بعد خصم شبه كامل لأجرها الذي لا يتجاوز 3500 جنيه، على خلفية المشاركة في إضراب للمطالبة بتطبيق قرار رفع الحد الأدنى للأجور إلى ستة آلاف جنيه على العاملين في الشركة.

لم تصب الخصومات القاسية مرتب عايدة فقط، بل ضربت مرتبات الكثير من زملائها، حسبما قالت «بنات كتير واخدة 100جنيه زيي، وفيه زملا رجالة واخدين 300 و400 جنيه.. مسمعتش عن حد واخد أكتر من 1100 جنيه». 

كان عبد الفتاح السيسي أصدر قرارًا، في مطلع فبراير الماضي، بزيادة الحد الأدنى لأجور العاملين في الدولة بنسبة 50% ليصل إلى ستة آلاف جنيه، ضمن حزمة إجراءات للحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر تضررًا من الأزمة الاقتصادية، وعلى إثر قرار السيسي بدأ عمال القطاع الخاص التحرك للمطالبة بتطبيقه عليهم باعتبار أن وضعهم لا يقل سوءًا عن عمال الحكومة.

وفي 15 فبراير الماضي أعلن عمال شركة يونيفرسال للأجهزة الكهربائية إضرابًا عن العمل، للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص المقر العام الماضي، 3500 جنيه.

وفي 22 فبراير بدأ عمال شركة مصر للغزل والنسيج (غزل المحلة) إضرابًا استمر أسبوعًا للمطالبة بـ«حزمة الرئيس». 

الخوف من توسع الاحتجاجات

الخوف من توسع الاحتجاجات دفع المجلس القومي للأجور، برئاسة وزيرة التخطيط، إلى إصدار قرار، في أبريل الماضي، برفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص إلى ستة آلاف جنيه، تشمل -لأول مرة- حصة صاحب العمل في التأمينات الاجتماعية، والتي تبلغ 18.75% من أجر العامل، على أن يبدأ التطبيق في مايو، بالإضافة إلى كونه يسري فقط على المنشآت التي تضم أكثر من عشرة عاملين، وهو ما يعني عمليًا استبعاد 98.9% من المنشآت الاقتصادية في مصر، تبعًا لآخر بيانات متاحة من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. 

وسمح القرار باستثناء الشركات المتقدمة بطلب يفيد بتعثرها، كما التزم بما سار عليه سابقوه باعتبار كل عناصر الأجر بما فيها -على سبيل المثال- العمولات والمنح والبدلات ونصيب العاملين من الأرباح والمزايا العينية، ضمن الحد الأدنى للأجر.

مثل كثير من الشركات، تقدمت «وبريات سمنود»، المملوكة للبنك القومي للاستثمار التابع لوزارة التخطيط، بطلب استثناء، ما أثار غضب العمال ودفعهم إلى بدء إضراب عن العمل في 18 أغسطس الماضي، استمر قرابة الشهر، قبل إنهائه نتيجة تكثيف الضغوط الأمنية على العمال بالقبض على ثمانية منهم، وانتشار عناصر الأمن الوطني في عنابر العمل، والتهديد المباشر باعتقالات أخرى، بالإضافة إلى ضغوط الإدارة بحجب المرتب. 

التمتع بحق الاستثناء ليس السبب الوحيد وراء تملص أصحاب الأعمال من قرارات الحد الأدنى للأجور، فهناك بالأساس خلل في آلية اتخاذ هذه القرارات، إلى جانب تهاون السلطة التنفيذية في الرقابة على تلك القرارات وإنفاذها بأدوات القانون، إضافة إلى ضعف التشريعات الرادعة لأرباب العمل حال امتناعهم عن التنفيذ، ما يجعل قرار الحد الأدنى للأجور، في المحصلة النهائية، حبرًا على ورق. 

في هذا السياق أشار وزير القوى العاملة الأسبق، أحمد حسن البرعي، الذي ترأس اللجنة التي أعدت قانون العمل الساري (12 لسنة 2003)، إلى نقطة ضعف أساسية في نظام تحديد الحد الأدنى للأجور، تتجسد في عدم استناده على دراسة مستوى الحد الأدنى المقبول لمعيشة الأسرة، مشيرًا إلى أن المعايير الدولية لإقرار الحد الأدنى للأجور المستندة إلى معايير منظمة العمل الدولية، تتطلب إقرار هذا الحد عبر «سلة استهلاك» للأسرة، تشمل الطعام والشراب والصحة والتعليم والمسكن، موضحًا: «يفترض تحديد حد أدنى ضروري من الإنفاق الأساسي للأسرة يمثل الحد الأدنى لدخل عائلها، وهو ما يفترض معه أن يكون كافيًا لتغطية احتياجات ثلاثة أفراد غيره، أي أن حجم الأسرة المفترض هو أربعة أفراد”.

وأشار البرعي إلى زيارة قامت بها منظمة العمل الدولية لمصر عام 2014، حين كان وزيرًا للقوى العاملة في حكومة حازم الببلاوي، في محاولة لإقرار حد أدنى للأجور مناسب، اعتبرت المنظمة وقتها، بحسب البرعي، أن المعيار الأصح في مصر هو الأجر الكافي لإعالة خمسة أفراد -أربعة بخلاف عائل الأسرة- لأسباب تتعلق بمتوسط حجم الأسرة في مصر، مضيفًا: «لا يعني ذلك بطبيعة الحال أن الأسرة التي يعيلها اثنان أو أكثر ينبغي أن يحصل الواحد منهم على أقل من الحد الأدنى للأجور، لأن هذا الحد يعتبر حد الكرامة الإنسانية الذي لا يجوز التراجع عنه».

وأوضح البرعي: «خلال الفترة التي كنت عضوًا فيها بالحكومة أمكننا [في الحكومة] تحديد الحد الأدنى للأجور بناءً على هذه الدراسة التي أجريت في وقت وزارة عصام شرف [2011] لكنها طُبقت لاحقًا في وقت حكومة الببلاوي بالتعاون مع منظمة العمل، مع الإعلان عن الحد الأدنى للأجور في القطاع الحكومي عند مستوى 1200 جنيه، على أن نحاول تطبيق الأمر لاحقًا على القطاع الخاص من خلال التفاوض مع ممثليه، وبالفعل بدأنا التفاوض مع اتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية، لكن إقالة الوزارة عرقلت مسيرة التفاوض، وانتهى الأمر عند هذا الحد».

هل اتخذ المجلس القومي للأجور قراره الأخير في أبريل الماضي بناءً على مقياس «سلة الاستهلاك» أم كانت لديه مقاييس أخرى؟

أحد ممثلي العمال في «القومي للأجور» قال طالبًا عدم ذكر اسمه، إن ما حدث في الجلسة الأخيرة، التي تقرر على أساسها رفع الحد الأدنى، كان مجرد إبلاغنا في بداية الاجتماع من قبل ممثلي الحكومة بالرفع إلى ستة آلاف جنيه، متضمنًا حصة صاحب العمل في التأمينات الاجتماعية والحق في التقدم بالاستثناء، كأن الأمر كله مجرد إملاء من أعلى دون أي توافق عام، كما حُسم اعتراضنا على ضم حصة صاحب العمل [من التأمينات الاجتماعية] بالتصويت طبعًا، والذي سيطرت عليه الحكومة ورجال الأعمال معًا»، مضيفًا: «في حقيقة الأمر، يتصرف ممثلو الحكومة والقطاع الخاص معًا كجبهة واحدة. في اجتماعاتنا التي يصدر عنها الإعلان عن الحد الأدنى للأجور كنا نفاجأ باتفاق الطرفين على التفاصيل، فيما يبدو أنه تشاور مسبق يُملى علينا ويصعب رفضه لأن الأغلبية مضمونة لهما معًا».

يتكون المجلس من 24 عضوًا: ستة يمثلون منظمات أصحاب الأعمال، ستة يمثلون الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، خمسة وزراء، رئيس المجلس القومي للمرأة، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بالإضافة إلى أربعة خبراء.

«لماذا نفرض [في القطاع الخاص] الحد الأدنى عند مستوى ستة آلاف جنيه بالذات دون أن يُنفذ، ولا نفرضه عند مستوى خمسة آلاف جنيه مثلًا دون استثناءات أو استقطاعات كبيرة [حصة صاحب العمل في التأمينات] بحيث يصبح أقرب للتطبيق»، يتساءل عضو «القومي للأجور»، ويجيب: «ببساطة لأن هذا اختيار سياسي، والقرار اتُخذ بشكل سياسي بغض النظر عن تطبيقه»، مضيفًا: «كان ينبغي أن يصدر على هذا النحو ليبدو الأمر أن الحد الأدنى للأجور قد رُفع إلى ستة آلاف جنيه دفعة واحدة في القطاع الخاص بعد صدور قرار مماثل في القطاع الحكومي، بغض النظر عن التنفيذ عمليًا».

ما يشير إليه ممثل العمال في «القومي للأجور» بشأن توازن القوى المختل داخل المجلس ضد ممثلي العمال، يضاف إليه خللٌ آخر في تمثيل العمال أنفسهم. 

يقتصر تمثيل العمال في المجلس القومي للأجور على ممثلي الاتحاد العام لنقابات عمال مصر فقط، إذ ينص قانون العمل على أن يمثل العمال في المجلس «أعضاء يمثلون الاتحاد العام لنقابات عمال مصر يختارهم الاتحاد». هذا النص القانوني كان منطقيًا في ظل قانون النقابات العمالية السابق (35 لسنة 1976) الذي حظر تأسيس نقابات عمالية غير تابعة للاتحاد العام الوحيد، لكنه أصبح غير مفهوم بعد إلغاء القانون 35 واستبداله بالقانون 213 لسنة 2017 الذي أنهى هذا الحظر وسمح بالتعددية النقابية، وبالتالي أصبحت هناك تنظيمات نقابية عمالية شرعية «مستقلة» عن الاتحاد مُستبعدة من التمثيل في «القومي للأجور» بسبب تضارب القوانين، «وهو ما يُخل بتمثيل العمال الحقيقي في المجلس»، حسبما قال مدير المنتدى المصري لعلاقات العمل، حسن البربري.

لكن الأهم من وجهة نظر البربري «هو السياق الذي يحيط بعمل المجلس، والذي تُقمع فيه النقابات المستقلة خاصة بعد التدخل الكبير في انتخاباتها بالدورة النقابية الأخيرة، وتعنت الجهات الإدارية في تسجيل النقابات الجديدة، وهو ما يحد من دورها في الضغط من أجل علاقات عمل متوازنة، يتضمن بطبيعة الحال الضغط لأجل حد أدنى عادل وتطبيقه بالفعل، خاصة في ظل قمع الاحتجاجات العمالية بكل أشكالها»، مضيفًا أن «كل ذلك يشكك في حقيقة أي تمثيل عمالي في مجلس يضم الأطراف الاجتماعية، لكن عمله في النهاية يعكس توازن القوى خارجه»، مشيرًا إلى أن «وضعًا كهذا لا يُعالج دون معالجة اختلال ميزان القوى بين العمال وأصحاب الأعمال بإطلاق الحريات النقابية وحرية الاحتجاج».

وعلى أساس «توازن القوى» المختل -داخل وخارج المجلس- بين العمال وأصحاب الأعمال، هناك قطاع كبير من العمال مختفٍ أصلًا من صورة التمثيل. ربما يتجسد هؤلاء في علي*، العامل الشاب الذي ترك عمله قبل شهر تقريبًا في شركة «تاون تيم» للملابس بعد سنتين ونصف تقريبًا من العمل هناك، ولم يتعدَ أجره 3800 جنيه، شاملًا التأمينات الاجتماعية، حين ترك عمله، وفقًا لإيصال مرتبه عن يوليو الماضي، الذي اطلع عليه بحسب علي، فمسألة تأسيس نقابة من حيث المبدأ أمر غير مطروح في الواقع، موضحًا: «إحنا عندنا أي حد بيتكلم على حقوق بيمشوه، ده مرة الناس اشتكت بس من الساعات الإضافي الإجباري كل يوم، نزل مسؤول في الشركة وقال كلام مينفعش يتقال والموضوع اتقفل بعدها»، مضيفًا: «مسألة الستة آلاف جنيه دي طبعًا عمرنا ما سمعنا عنها أصلًا، ولا حد يستجرا أصلًا يتكلم فيها، وأصلًا الـ3500 [الحد الأدنى للأجور في يناير الماضي] مش كل الناس بتاخدها، والجداد زادوا بالعافية في يناير اللي فات بقوا بياخدوا 3 آلاف». 

حاول «مدى مصر» التواصل مع مدير الموارد البشرية لـ«تاون تيم» عبر صفحته على موقع «لينكد إن» للحصول على تعليق حول التزام الشركة بالحد الأدنى للأجور من عدمه، لكن لم يصلنا رد حتى نشر التقرير. 

الوضع في «تاون تيم»، كما شرحه علي يلفت الانتباه إلى خللٍ آخر في تطبيق الحد الأدنى للأجور، يتعلق بالرقابة على التزام أصحاب الأعمال بالتطبيق، وهو دور وزارة العمل ومفتشيها.

اثنان من مفتشي «العمل» قالا إن ما يعرقل عمل المفتشين هو قلة عددهم، في ظل توقف التعيينات الحكومية، وهو ما يعني تراجع قدرتهم على تفتيش كل المنشآت، خاصة مع زيادة أعدادها. 

أحد المصدرين أوضح أن آخر دفعة من التعيينات تعود إلى عام 1984، وهي دفعة توشك أن تصل إلى سن المعاش العام المقبل، وذلك مع استثناءات بسيطة من تعيينات هزيلة في سنوات متفرقة. ومثال على ذلك، «محافظة البحيرة التي تضم 15 مكتب عمل تشمل 15 موظفًا، ما يعني أن الموظف الواحد يؤدي عمل مدير المكتب والمفتش، وهو ما يجعل خطته السنوية نصفها فقط خطة مفتش والنصف الآخر خطة مدير المكتب»، بحسب المصدر، الذي أضاف: «البحيرة نفسها كمحافظة مترامية الأطراف يتضح فيها بصورة خاصة أثر تلك المشكلة، لأن الموظف يجد أن عليه تغطية التفتيش على منشآت مترامية على مساحات شاسعة وحده، لكن الأمر سيبدو أكثر وضوحًا بطبيعة الحال في محافظة القاهرة الذي لا يتعدى فيها عدد مفتشي العمل تسعة، ما استدعى الدمج بين مكاتب العمل». الخلاصة أنه «بالطبع يؤدي ضعف خطة التفتيش في ظل هذا العجز الوظيفي إلى شعور صاحب المنشأة بأن التفتيش ليس محتملًا». 

المفتش الآخر، يعمل في إحدى محافظات الصعيد، قال لـ«مدى مصر»، إن التعيينات الجديدة أمر بعيد المنال تمامًا في ظل قانون الخدمة المدنية الحالي، الذي يقصر التعيينات الحكومية على أسلوب المسابقات، التي لم نسمع عنها خلال السنوات الأخيرة إلا في وزارة التربية والتعليم. 

ممثل العمال في المجلس القومي للأجور قال إن التفتيش على المنشآت يعرقله قلة الإمكانيات، موضحًا: «قد يبدو أمرًا غريبًا، لكن وصل الحال إلى تعذر توافر سيارات لنقل المفتشين للشركات، فينتهي الأمر بالمفتشين بإبلاغ الشركات بقدومهم للتفتيش، وطلب سيارات من الشركات نفسها لنقلهم للتفتيش عليها»، مضيفًا: «طبعًا من غير المتوقع أبدًا من موظفين يتقاضون رواتب هزيلة أصلًا الإنفاق من جيوبهم على التنقل بين منشآت على مسافات شاسعة بين بعضها البعض». 

«تاون تيم» مثلًا، والتي تقول على صفحتها على «لينكيد إن» إنها تملك 40 متجرًا ومصنعين أحدهما في مدينة السادات بمحافظة المنوفية والآخر في طنطا بمحافظة الغربية، قد تكون واحدة من تلك الشركات التي لا يصلها لسبب أو آخر التفتيش بحسب الشواهد المتوافرة لدى علي. «قعدت سنتين ونص هناك [في الشركة] عمري ما سمعت عن موضوع التفتيش ده»، يقول علي.

حتى إن وقع التفتيش، وأثبت المفتش أن المنشأة لا تطبق الحد الأدنى للأجور، وأحال صاحبها إلى المحكمة العمالية، فالعقوبات المقررة قانونًا تجعل هذا الإجراء عمليًا أمرًا لا قيمة له، «لأن صاحب العمل مطمئن بنسبة كبيرة إلى ضعف العقوبة، وهي عقوبة مالية فقط في كل الأحوال وزهيدة للغاية بشكل عام، وهناك سلطة تقديرية للقاضي الذي يحكم في حالات كثيرة بالحد الأدنى للعقوبة، وهو أمر مغرٍ لصاحب العمل بدفع الغرامة والاستمرار في عدم دفع الحد الأدنى للأجور»، يقول ممثل العمال في المجلس، الذي أوضح أن عدم تطبيق الحد الأدنى للأجور بمثابة امتناع عن دفع أجر العامل كاملًا، وهو ما تنطبق عليه العقوبات على باب الأجور في قانون العمل، الذي ينص في المادة 247 على غرامة تتراوح بين 100 و500 جنيه عن كل عامل، وتضاعف الغرامة في حالة تكرار جريمة الامتناع.

وفي هذا السياق، تقول أستاذة السياسات العامة، دينا الخواجة، إن سياسة الحد الأدنى للأجور تفتقد أصلًا أدوات تنفيذ السياسة العامة، فلا يوجد إطار زمني يتحول بعده التغريم إلى تجريم مثلما هو معمول به في الكثير من الدول المتقدمة. 

لكن البرعي أبدى اعتراضه على استخدام التجريم بدلًا من التغريم في القانون، قائلًا إن علاقات العمل لا يمكن أن تدار عبر التجريم، وإلا اعتبرت من قبيل المعركة، مضيفًا أن «الأصل في علاقات العمل هي توازنات القوى بين أصحاب العمل من ناحية والعمال من ناحية أخرى.. ينبغي ألا ننسى أن التجريم قد يؤدي إلى الإحجام عن الاستثمار». في المقابل، يعترف البرعي بالحاجة إلى رفع قيمة الغرامات في القانون.

إضافةً إلى التسهيلات التي يمنحها القانون لأصحاب الأعمال المخالفين، أعطاهم قرار المجلس القومي للأجور -كما ذكرنا- حق التقدم بطلب استثناء من تنفيذ القرار لتعثر المشروع. ليست هناك بيانات متوافرة بشأن عدد المتقدمين بطلبات للاستثناء، لكن أحد المفتشين وعضو المجلس القومي للأجور أشارا إلى أنها كثيرة. وما يعزز رأي المصدرين أن مجرد تقديم الطلب يعطي صاحب العمل الحق في عدم الالتزام بتطبيق قرار الحد الأدنى للأجور -مثل «وبريات سمنود»- كما أن البت في الطلب ليس محددًا بمدى زمني معين، بحسب عضو «القومي للأجور».

عوامل عدة اشتبكت معًا لتفرغ «الحد الأدنى للأجور» من مضمونه وتكشف عن مدى جديته، ترتبط إما بنص قانون العمل أو بقدرة الحكومة على الرقابة عمليًا أو بالحريات النقابية الغائبة، والأهم بموازين القوى وانحيازات الحكومة لصالح المستثمرين، جميعها ساهمت في القضاء على أحلام عايدة.

بجاحة على خطى السيسي “مدبولي”: أسعار الوقود ستعقبه زيادات تدريجية حتى نهاية عام 2025.. الأحد 20 أكتوبر 2024م.. 80% من المصريين تحت الخط منذ الانقلاب في (اليوم العالمي للقضاء على الفقر)

بجاحة على خطى السيسي “مدبولي”: أسعار الوقود ستعقبه زيادات تدريجية حتى نهاية عام 2025.. الأحد 20 أكتوبر 2024م.. 80% من المصريين تحت الخط منذ الانقلاب في (اليوم العالمي للقضاء على الفقر)

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* في (اليوم العالمي للقضاء على الفقر) 80% من المصريين تحت الخط منذ الانقلاب

في (اليوم العالمي للقضاء على الفقر) تفاعل ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي لرصد الوضع في مصر التي يرتفع فيها التضخم ساعيا (كل ساعة) وتزيد معدلات الفقر فيه إلى أقصى درجة حيث رصد بعضهم ارتفاع معدلات الفقر إلى 95% من السكان وفي المتوسط أشار بعضهم إلى أن النسبة تصل إلى 80% بفضل سياسات انقلاب وزعيمه.

حساب تيم المرابطون @morabetoooon قال عبر هاشتاج بعنوان (اليوم العالمي للقضاء على الفقر) إنه “بعد انقلاب السيسي واستيلاؤه على الحكم في مصر.. يقع 60% من المصريين تحت خط الفقر طبقاً للمعدل العالمي ..” موضحا أن “(خط الفقر العالمي لعام 2024 هو 2.15 دولار للفرد في اليوم =107.5 جنيه)”.

وفي تغريدات تالية أضاف، “ورغم تدني النسبة المعلنة عن الفقراء بمصر، التي تشير إليها البيانات الحكومية، والتي هي أقل من الواقع كثيرا.. إذ سبق أن أعلن البنك الدولي أن عدد الفقراء بمصر يزيد عن 60% من المصريين، أكثر من 80% منهم لا يجدون قوت يومهم، ويعانون الفقر المدقع”.

وتابع: “في #اليوم_العالمي_للقضاء_على_الفقر جيش السيسي ينظر إلى المصريين كسبوبة .. ويستغل ارتفاع نسبة الفقر ليملأ خزائن الجنرالات .. حتى فنكوش السيسي المعروف باسم “حياة كريمة” لم يتركوه .. فالجيش هو المسؤول عن تحديد الشركات المنفذة لكل مشروع في “حياة كريمة”، والاتفاق على التكلفة الإجمالية للمشروع مقابل الحصول على نسبة محددة سلفًا من إجمالي المبلغ؛ مما يجعل الجيش يستحوذ على نحو 120 مليار جنيه (نحو 2.5 مليار دولار) من أصل 400 مليار خصصتها حكومة السيسي للمبادرة .. وبداية من 1 أكتوبر ..الجيش يرفع عمولاته بالقرى لـ 35 % تخصم ن اجمالي المخصص للفقراء في مصر

https://x.com/morabetoooon/status/1846955007544795327

منصة “الموقف المصري” رصدت في واحدة من ورقاتها أن هناك متطلبات لدعم الفقراء بظل وزيادات الأسعار المتلاحقة لا تنفذها حكومة السيسي بل تختلف معها وأن أغلب المبادرات لا توفر إلا كميات قليلة وهو ما يطرح السلع أسعار مختلفة لنفس السلعة كدليل.

وأضافت الورقة أن الإجراء الحكومي المتبع ووصفه بأنه “محدود التأثير” وهو “رفع سعر الفائدة”، كما انتقدت أيضا “تجاهل برامج الحماية الاجتماعية الضعيفة”، وأيضا “إهمال زيادة الدعم التمويني المفروض” في ظل الأزمة.

وحذر التقرير من ترحيل الأزمة لكسب الوقت، مطالبة بالاعتراف بالمشكلة الاقتصادية وأنها “عميقة”، ما يدفع لـ”سياسات على قدر الأزمة”، وأيضا بالبحث عن سياسات جديدة لوقف المشاكل ومنع تفاقم معاناة المواطنين.

وأضاف أن الحل هو في: تغيير أولويات الانفاق للسيطرة على معدلات التضخم، وإنهاء الاضطرابات في سوق الصرف، ومنح الأولوية لأزمة الإفراجات الجمركية والابتعاد عن “المشروعات غير ذات الأولوية حاليًا وتحمل برامج حماية اجتماعية تحاول تقلل من تأثير الأزمة علي الوضع المعيشي للمواطنين.

* صحة المصريين تدفع ثمن غلاء البنزين 15% زيادة بأسعار المستلزمات الطبية والفيتامينات

كشف مصدر في شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية بالقاهرة عن التأثير المتوقع لزيادة أسعار المحروقات على أسعار المستلزمات الطبية. وأوضح المصدر أن الفترة المقبلة قد تشهد ارتفاعًا في أسعار المستلزمات الطبية المتاحة في الصيدليات وخارجها بنسبة تتراوح بين 10% إلى 15%، نتيجة لارتفاع تكاليف الشحن.

وفي سياق مشابه، صرح حاتم البدوي، الأمين العام لشعبة الصيدليات بالاتحاد العام للغرف التجارية، بتوقعه لارتفاع أسعار المكملات الغذائية والفيتامينات قريبًا.

تأتي هذه التوقعات بعد نشر الجريدة الرسمية لقرار وزارة البترول والثروة المعدنية يوم الجمعة الماضي، الذي حدد أسعار جديدة للمحروقات. فقد ارتفع سعر لتر بنزين 80 إلى 13.75 جنيهًا بدلًا من 12.25، ولتر بنزين 92 إلى 15.25 جنيهًا بدلًا من 13.75، بينما ارتفع سعر لتر بنزين 95 إلى 17 جنيهًا بدلًا من 15 جنيهًا. في المقابل، تم تثبيت سعر لتر بنزين 90 عند 13.75 جنيه.

تأتي هذه الزيادات في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد، مما يزيد من الأعباء على المواطنين بعد ارتفاع سعر الوقود.

*بجاحة على خطى السيسي “مدبولى”: أسعار الوقود ستعقبه زيادات تدريجية حتى نهاية عام 2025

يبدو أن رئيس حكومة الانقلاب المدعو ، مصطفى مدبولي،  قد أصابه عدوى البجاحة ، والاستخفاف بالشعب المصرى ، من رئيسه المنقلب السفيه السيسى ، فبدلا من خروجه لتفسير ، إصرار حكومته المجرمة على زيادة أسعار الوقود رغم انخفاض أسعاره عالميا ، نجده يخرج  أمس السبت، فى تصريحات مستفزة  جديدة قائلا : إن “قرار الحكومة رفع أسعار الوقود اعتباراً من (الجمعة) ليس الأخير، وستعقبه قرارات أخرى بتطبيق زيادات تدريجية في الأسعار حتى نهاية عام 2025″، مدعياً أن “الدولة ليس لديها بديل آخر عن رفع أسعار الوقود حتى الوصول إلى عملية التوازن بتحرير أسعار البيع”.

وأضاف مدبولي، في مؤتمر صحفى على هامش تفقده لبعض المشاريع الفنكوشية  بمحافظة المنيا، أن “خزانة الدولة تحملت الكثير من الأعباء بسبب توفير المنتجات البترولية خلال الفترة السابقة، وضمان عدم العودة إلى خطة تخفيف أحمال الكهرباء”، متابعاً أن “الحكومة قررت تثبيت أسعار البنزين والسولار (الديزل) لمدة ستة أشهر قادمة، من أجل خلق حالة من الثبات تساعد في خفض معدلات التضخم المرتفعة”.

وزعم  الانقلابى ” مدبولي” أن “حسابات تسعير المنتجات البترولية في الموازنة العامة استندت إلى سعر 80 دولاراً لبرميل خام برنت، وتراجع السعر إلى 73 دولاراً للبرميل حالياً معناه وجود فرصة لعدم زيادة الأسعار بالصورة التي تم التخطيط لها، إذا ما استقرت الأسعار على هذا المتوسط حتى نهاية العام المقبل”، مستدركاً بقوله إن “الحكومة تعي تماماً أن رفع أسعار الوقود يؤلم المواطنين، إلا أن حجم العبء المالي كبير جداً على الدولة، وتحاول بصورة أو بأخرى تمرير الجزء اليسير على المواطن، وتحمل الجزء الأكبر من هذا العبء”، على حد زعمه.

وكانت سلطة الانقلاب في مصر قد رفعت أسعار بيع السولار من 11.50 جنيهاً إلى 13.50 جنيهاً للتر، بزيادة نسبتها 17.3%، وبنزين (80) من 12.25 جنيهاً إلى 13.75 جنيهاً للتر بزيادة 12.2%، وبنزين (92) الأكثر استهلاكاً من 13.75 جنيهاً إلى 15.25 جنيهاً للتر بزيادة 10.9%، وبنزين (95) الخاص بالسيارات الفارهة من 15 جنيهاً إلى 17 جنيهاً للتر بزيادة 13.3%.

والزيادة في أسعار بيع المحروقات هي الثالثة خلال سبعة أشهر، وجاءت قبل المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد المقررة في نوفمبر المقبل، للحصول على شريحة بقيمة 1.3 مليار دولار ضمن برنامج القرض الموسع بين مصر والصندوق. وسمحت مصر لسعر صرف الجنيه بالانخفاض أمام الدولار، في مارس/ آذار الماضي، للحد من ارتفاع التضخم. وكان الجنيه مستقراً عند 30.95 جنيهاً للدولار مدة عام في السوق الرسمية، ليرتفع إلى نحو 48.70 جنيهاً في البنوك حالياً، بانخفاض نسبته 36.4%.

وسجل التضخم الأساسي في ظل حكم السفيه السيسى ارتفاعاً من 25% إلى 25.1%، في سبتمبر/ أيلول الماضي على أساس سنوي، بينما سجل التضخم السنوي بأسعار المستهلكين بأنحاء البلاد ارتفاعاً بمقدار 2.3 نقطة مئوية في سبتمبر، عن شهر أغسطس/ آب 2024، ليصل إلى 26% على أساس سنوي. وتأثر التضخم بالزيادة الهائلة في أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي والوقود، وما صاحب ذلك من ارتفاع في أسعار السلع الأساسية بالأسواق المحلية، وزيادة أسعار الأسمدة والأدوية والخدمات الطبية والفندقية.

* بعد رفع البنزين السيسي يلدغ المصريين مراهنا على الصمت المرير

من جديد رفع المنقلب السفيه السيسي سعر البنزين والسولار ولم يتوان عن ذلك بعدما فقد أي أمل (برأيه) في أن ينتفض الشعب أو يثور للقمته، يشعل السيسي في 2024 أسعار كل شيء في مصر أكثر وأكثر، والفقراء يحاسبون على فاتورة فشل النظام في دولة كبلها عبد الفتاح السيسي بسلاسل ديون ممتدة، وجمدها في الكباري والقصور الفاخرة بالصحراء واعتقل من يجرؤ أو يحسب أن يجرؤ على رفع صوته رافضا!”.

وزاد البنزين بهذا المعدل:
بنزين 95 من 15 الي 17 ج
بنزين 92 من 13.75 الي 15.25 ج
بنزين 80 من 12.25 الي 13.75 ج
السولار من 11.50 ج الي 13.50 ج
المازوت الصناعي من 8500 ج الي 9500 ج
غاز السيارات من 6.5 ج الي 7 ج
تنفيذ أسعار البنزين ٦ ص يوم الجمعة.

وساخرا كتب أحمد @Ahmed__Saad11، “بعد غلاء البنزين هتبقى جمهوريهم صر بس لأننا هنبيع العربية”.

ويكتب محمد صلاح عزب (Mohamed Salah Al Azab)، “متساءلا، “هم إخواتنا الصحفيين بتوع المقارنات، اللي هم أول ما البنزين يغلى يجري الواحد فيه م يجيب إن سعر لتر البنزين في كندا ب٣٠٠ ألف جنية، ولا المترويرفع السعر فيجري يجيب إن المترو في بلجيكا بنص مليون جنية، مفكرش يعمل نفس المقارنة كده عشان يشوف إن الصحفيين في الدول دي برضه محترمين وغاليين وسعرهم مش رخيص زية ؟”.

ورأى حسن @H_Masry2011 أن عهد الرئيس محمد مرسي، كان أفضل من الوضع الحالي قائلا: “قبل ما تشتكي لازم تعرف الاول ان #بلحه كان مستلمها واقعه. الدولار كان ب 7 جنية ..قصدي البنزين كان ب 90 قرش .. يووووه قصدي الانبوبه كانت ب 8 جنية و المتروكان بجنية و الفراخ كانت ب 20 جنية واللحمة كانت ب 40 جنية و الزيت كان ب 4 جنية #السيسي_خربها ولا اية ؟

المحلل الاقتصادي محمد الشاذلي قال رفع أسعار الوقود جزء من الالتزامات بين السيسي وصندوق النقد، مع إدعاء حكومة السيسي أن دعم الوقود يصل إلى 245 مليار جنيه.

أما المحلل السياسي عبدالنبي عبدالمطلب وعبر (Abdelnabi Abdelmuttalb) فيسبوك فاشار إلى تأجيل المراجعة الدورية من صندوق النقد للضغط على نظام السيسي لتنفيذ أجندته، فقال: “ففى ظل هذه الظروف، سيكون صعب جدا رفع أى شئ على المصريين… فقد رفعت الحكومة أسعار البنزين و السولار و الغاز الطبيعي و المازوت وغاز البوتاجاز، إضافة إلى رفع أسعار الكهرباء..”.

وأوضح أنه إذن “من الصعب رفع أى شئ آخر.. وصلنا السقف وانضغطنا وروحنا فى طريقها للخروج من أجسادنا”.

ومع التعويم الخامس للجنيه قال تقرير لمؤسسة “فيتش ريتنجز” إن قدرة البنك المركزي المصري على استعادة سعر الصرف والمصداقية النقدية باتت “غير مؤكدة”، فيما أشارت إلى احتمالات تفاقم أزمات المصريين.

وقالت إن تعويم الجنيه المصري، دون إعادة بناء الثقة وتوفير السيولة الأجنبية في السوق الرسمية، قد يصاحبه تجاوز كبير لأسعار الفائدة والتضخم على حساب استقرار الاقتصاد الكلي والاجتماعي والمالية العامة، لافتة إلى أن التأخير سيؤدي إلى تفاقم هذه المخاطر.

ويعاني المصريون من تفاقم مفرط في أسعار جميع السلع، ما يكشف عنه وصول معدلات التضخم إلى نسب تاريخية قياسية تعدت في مرات 40 % على أساس سنوي ويشير توماس هانكي إلى أن النسب المعلنة أقل كثيرا من النسب الحقيقية التي تصل في أحيان إلى 160%.

وتظل الحكومة المصرية وفق مراقبين، عاجزة عن حل أزمة المصريين مع الغلاء، ومع أزمة انخفاض القيمة الشرائية للجنيه المصري، الذي تراجع مقابل العملات الأجنبية 5 مرات منذ الربع الأول من 2022، حيث يفقد الجنيه قيمته.

* مدحت الحداد: إفقار المصريين دفع الكثيرين إلى الهجرة للخارج بلا أي ضمانات ودون فرص عمل

أكد المهندس مدحت الحداد عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية في مصر يفوق بكثير جدا دخول الغالبية من الشعب، تحت وطأة سلطة انقلابية تستأسد على الشعب وتصر على إهدار موارد الوطن.

وأضاف الحداد في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أشرف الزيات بمناسبة اليوم العالمي للغذاء على تلفزيون وطن أن تجويع الشعب المصري وإفقاره أصبح يمثل مأساة حقيقية في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية التي دفعت الكثيرين للهجرة إلى الخارج بأعداد كبيرة بدون أي ضمانات أو فرص عمل حقيقية .

وأضاف أنه في المقابل تذهل عندما تجد قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي وبكل بجاحة يخرج على شعب مصر ويصر على بناء القصور وبيع أراض مصر قطعة قطعة بينما يعاني الشعب المصري من الجوع ولا يجد قوت يومه.

 وأضاف أن سياسات الانقلاب دفعت عديد من المصريين شباب وكبار سن إلى الهجرة من بلدهم إلى دول العالم وخاصة تركيا بسبب الفقر والجوع وعدم قدرتهم على إطعام أنفسهم وأبنائهم،

وأشار إلى أن المصريين المهاجرون إلى تركيا مشردون ويملأون الطرقات ولا يجدون أعمالًا في فضيحة لهذا النظام العسكري.

وأكد أن مصر بعد ٧٠ سنة من حكم العسكر وصلت مرحلة من الهوان إلى حد وصف قائد الانقلاب بأنها شبه دولة، وطالب الحداد جنرالات العسكر بإعادة البلاد للشعب المصري بعدما وصولها إلى هذا المستوى من الانحدار.

وتساءل قائلا: لو كانت تحققت دعوات الرئيس الشهيد محمد مرسي التي أكد عليها في أول أيام حكمه بضرورة الاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والسلاح، هل كان الشعب المصري سيصل إلى هذا الحال وهذا الحد من الجوع وهل كان سيحاصر الشعب الفلسطيني بهذا الشكل؟ وهل كان سيحاصر الشعب الفلسطيني بهذا الشكل؟.

وأكد أن معاناة شعبنا في فلسطين الحبيبة من العوز وشدة الجوع علامات فاصلة في تاريخ هذا النظام الانقلابي الذي سيطر على الأمور في مصر منذ 11 عاما وشارك الاحتلال في حصار قطاع غزة بحيث لا تمر قطرة ماء أو قطعة غذاء من معبر رفح.

جدير بالذكر أن أحمد عاصم المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين قال في بيان بمناسبة اليوم العالمي للغذاء إن معاناة ملايين المصريين تستمر من غلاء المعيشة، وعدم القدرة على توفير الغذاء.

* استيلاء الجيش على أراضي طرح النهر من شبرا حتى حلوان يهدم “كلية السياحة بالزمالك” ونادي قضاة مجلس الدولة ونادي تدريس جامعة القاهرة

يبدو أن بلدوزر المنقلب السفيه السيسي لن يتوقف عن هدم التاريخ والتراث ليتجه نحو دائرة المنشآت الموجودة على «نيل القاهرة» بعد أيام من إعلان بعض الفنانين عن مخطّط لإزالة «المسرح العائم» بجزيرة الروضة.

وحسب خطابات مرسلة إلى مسؤولي «المسرح العائم»، ونادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة، ونادي قضاة مجلس الدولة، ونادي النيابة الإدارية، وكلية السياحة والفنادق التابعة لجامعة حلوان، بالإضافة إلى مقر لشرطة المسطحات المائية وحديقة أم كلثوم، فإنّ هذه الأراضي منحت بنظام حق الانتفاع من خلال تخصيصها، مع التأكيد على ضرورة أن تُخلى بأقرب وقت ونقل المتعلقات الموجودة فيها.

تلقى مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة خطابًا من إدارة مشروعات أراضي القوات المسلحة، بناءً على توجيهات رئاسية، بإلغاء وعدم تجديد عقود حق الانتفاع بجميع أراضي طرح نهر النيل من شبرا إلى حلوان، وإخلاء ما عليها من إنشاءات فورًا، ومن ضمنها المنطقة المخططة لتطوير مستشفيات قصر العيني بجزيرة الروضة، بما يشمل، بخلاف النادي، المسرح العائم، وشرطة المسطحات المائية، وحديقة أم كلثوم، ونادي النيابة الإدارية، ونادي قضاة مجلس الدولة، وكلية السياحة والفنادق.

المجلس أوضح في بيانه أمس الأول، سعيه لإيجاد حلول مناسبة وطرق جميع الأبواب وسلك كل السبل المشروعة لمحاولة الإبقاء على مقره، بالإضافة إلى دراسة كل السيناريوهات والحلول المطروحة «بما لا يتعارض مع مصالح السادة الأعضاء أو المصالح القومية».

بدورها تلقت كلية السياحة والفنادق، جامعة حلوان، ومقرها بجزيرة الروضة في المنيل، خطابًا يفيد بإصدار القرار الرسمي نفسه من إدارة مشروعات أراضي القوات المسلحة، والذي طالبهم بضرورة نقل المتعلقات في الحال. إدارة الكلية أوضحت عبر فيسبوك أن القرار يضعها في موقف حرج يهدد وجودها في موقعها الحالي، والذي اعتبرته جزءًا من هوية الكلية وتاريخها الممتد لعقود، باعتباره مرتبطًا بالنشاط السياحي والفندقي المحيط به، مما يعزز التجربة التعليمية والعملية للطلاب.

وفيما حذرت الكلية من سلبيات فقدان موقعها الاستراتيجي الذي يخدم أهدافها الأكاديمية والتدريبية على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، نتيجة تغيير الموقع وما يترتب على ذلك من صعوبات في الانتقال والتأقلم، وتراجع مستوى التكامل بين البرامج التعليمية والأنشطة العملية في المجال السياحي والفندقي، ناشدت الجهات المعنية النظر في القرار بعين الاعتبار، مؤكدة أن الاستثمار في التعليم والسياحة يبدأ من الحفاظ على المؤسسات القائمة وتطويرها، لا استبدالها.

من جانبها تقدمت النائبة البرلمانية، مها عبد الناصر، بطلب إحاطة، اليوم، إلى رئيس الوزراء، ووزراء التعليم العالي والبحث العلمي والثقافة، بشأن قرار سحب الأراضي وإخلاء ما عليها من منشآت، ما اعتبرته يتناقض مع ما تبديه الحكومة من اهتمام بالتعليم والثقافة ودورهما في بناء مستقبل مصر.

وقالت عبد الناصر عبر حسابها على فيسبوك إن قرار إدارة مشروعات أراضي القوات المسلحة إذ يحرم نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة من كونه المتنفس الأول لأعضاء هيئة التدريس في جامعة القاهرة، فإنه يهدد أيضًا وجود كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان في قلب أحد أهم المناطق السياحية بمصر كونها أنسب بيئة لتأهيل طلابها لسوق العمل في قطاع السياحة الذي يعد من أهم مصادر العملة الصعبة بالدولة المصرية. وطالبت الحكومة بإعادة النظر في ذلك القرار الذي اعتبرته غير مدروس، وبمراعاة التفرقة ما بين الأراضي التي من الممكن سحبها والتي لا يمكن سحبها، وإعادة ترتيب الأولويات والاعتبارات الخاصة بالمصلحة العامة.

وبينما لم يصدر قرار رسمي حتى الآن بشأن المخطط الذي تقرر من أجله سحب أراضي هذه المنشآت، سبق أن نفى وزير الثقافة، أحمد هنو، وجود قرار بإزالة أحد المنشآت التي شملها القرار، وهو المسرح العائم، حتى الآن، مؤكدًا أن الوزارة لم تُخطَر رسميًا بالمخطط الحضري لمنطقة المنيل، ولكنه لم ينف وجود خطة بين عدد من المؤسسات التنفيذية المسؤولة عن مشروع تطوير منطقة المنيل لا تعلم عنها الوزارة شيئًا. فيما سبق أن أعلنت الفنانة سميحة أيوب، علمها بصدور قرار إزالة المسرح العائم، مناشدة عبد الفتاح السيسي بعدم هدمه.

* نمو العلاقات الاقتصادية مع تركيا وحجم التجارة يصل إلى 8.5 مليار دولار

تتصاعد العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا، وتسعى الدولتان إلى تعزيز التبادل التجاري بينهما للوصول إلى هدف 15 مليار دولار خلال 5 سنوات، ويبدو أنهما تسرعان الخطى نحو هذا الهدف.

وقال وزير المالية المصري أحمد كجوك، إن هناك آفاقا جديدة لاستغلال الفرص الاستثمارية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا، أخذا فى الاعتبار أن الشركات التركية بمصر تحقق طفرة كبيرة فى الإنتاج والتصدير، وأصبحت من أهم وأكبر المصدرين من خلال السوق المصري.

ولفت الوزير، إلى تنامي التبادل التجاري بين البلدين ليصل لنحو 8.5 مليار دولار العام الماضي، موضحا أن مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا، وتتطلع لزيادة صادرات الشركات التركية العاملة في مصر، إلى الأسواق الأوروبية والدولية.

وأشار إلى أهمية تعزيز الشراكات بين القطاع الخاص المصري والتركي؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، منوها بالعمل على إصلاحات وتيسيرات ضريبية تمد جسور الثقة والشراكة والمساندة مع مجتمع الأعمال.

وأضاف أنه تم بالفعل الإعلان عن الحزمة الأولى من هذه التسهيلات، موضحًا أن مصر تستهدف إصدار استراتيجية “السياسات الضريبية 2030” قبل نهاية الربع المالي الحالي لتعزيز اليقين الضريبي؛ بما يجعل المستثمرون أكثر قدرة على التخطيط الجيد لمشروعاتهم المستقبلية.

ووقعت مصر وتركيا 17 اتفاقية تعاون خلال زيارة عبدالفتاح السيسي، إلى أنقره ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غطت مجالات واسعة.

واتفق الرئيسان المصري والتركي على زيادة حجم التجارة البينية إلى 15 مليار دولار، من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين واستثمار الإمكانيات المتاحة، وفقا لما جاء بالإعلان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.

ومن جهته، كشف سفير تركيا في القاهرة صالح موطلو شن، عن سعي بلاده لإنشاء منطقتين صناعيتين في مصر، لإنشاء 1000 مصنع خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد تعاونا مكثفا بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والفنية.

وذكر أن البلدين يستهدفان في هذا العام، ‏تحقيق رقم قياسي في حجم التجارة بين البلدين، مشددا على أن الأرقام الحالية لحجم التجارة المتبادلة تؤكد أن الوصول إلى هدف 15 مليار دولار خلال 5 سنوات هو هدف قابل للتحقيق.

* تجميد رفع الأجور وزيادة أسعار المواد الأساسية.. هل بدأت مصر فعلا في تطبيق سياسة “إقتصاد الحرب”؟

حاول رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، تصويب حديثه بشأن إجراءات الطوارئ التي يتم اتخاذها من قِبل الدولة الحديثة لتعبئة اقتصادها للإنتاج خلال فترة الحرب.

واقتصاد الحرب عبارة عن مجموعة من التدابير التي تتخذها الحكومة، إذا كانت هناك إمكانية اللجوء إلى الحرب، منها الزيادة في المعدلات الضريبية، تخصيص ميزانية جديدة لدعم المجهود الحربي، وطرح برامج تخصيص الموارد.

وصوب المسؤول المصري تصريحه بإمكانية اللجوء إلى “اقتصاد الحرب” بعد أن قاد التصريح لخسائر فادحة في البورصة المصرية خلال الأسبوع الماضي، وأوضح المسؤول المصري أنه لم يقصد بحديثه عن اقتصاد الحرب بأن مصر ستدخل في حرب.

وقال مدبولي إن مصطلح “اقتصاد حرب” لا يعني أن مصر ستخوض حربًا بالفعل، إذ إن ثوابت الدولة المصرية عدم خوض الحروب إلا إذا هُددت بصورة مباشرة أو تعرضت لتهديد مباشر لحدودها ومقدراتها الرئيسية، فيما عدا ذلك فمصر تسير بأسلوب متوازن وثوابت واضحة”.

وأوضح رئيس الحكومة المصري أن حديثه عن مصطلح اقتصاد الحرب “لا يعني أن مصر ستدخل حرباً، ولكن توجيه موارد الدولة لتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وقواتنا المسلحة للدفاع عن الوطن إذا حدث تهديد مباشر”.

وتابع رئيس الحكومة المصري قائلاً: “يجب أن تكون لدينا سيناريوهات في حال تفاقم الحرب الدائرة بالمنطقة”، مضيفاً “تعلمنا من حرب غزة التحسب لكل السيناريوهات الموجودة”.

غير أن ذلك لم يمنع من انكشاف قدر مهم من التوجهات الاقتصادية المقبلة التي تنوي الحكومة المصرية اتخاذها في ظل “اضطرابات الأوضاع في المنطقة” وتأثيرها على الاقتصاد المصري، وهو ما يستهدف التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة إليها.

ما هي الخطوات التي ستتخذها مصر في “اقتصاد الحرب”؟

كشف مصدر حكومي مطلع أن استخدام مصطلح “اقتصاد الحرب” في هذا التوقيت يستهدف التأكيد على اتخاذ مزيد من الإجراءات الصعبة خلال الأيام المقبلة، وأن المؤشرات جميعها تقود إلى ذلك.

وأضاف المصدر نفسه في تصريح لـ”عربي بوست” أن الحكومة سوف تمضي في تنفيذ برنامج الإصلاح الذي تنفذه مع صندوق النقد الدولي، والذي يطالبها باتخاذ المزيد من التدابير من المؤسسات الاقتصادية الحكومية وخفض فاتورة الدعم.

كما أضاف مصدر “عربي بوست” أن هناك معلومات عن بوادر أزمة طاقة تلوح في الأفق سوف يترتب عليها زيادات مضطردة في أسعار الوقود عالمياً ومحلياً أيضاً، إلى جانب تخوفها من حدوث مشكلات نقدية تتعلق بالسيولة الدولارية مع ارتفاع تكاليف أسعار المنتجات المستوردة حال اشتعلت الأوضاع بشكل كامل في منطقة الشرق الأوسط.

وكشف المصدر ذاته، أن خطة الحكومة التي وضعتها في السابق بشأن الرفع التدريجي للدعم عن الوقود شهدت مراجعة في الفترة الماضية ليتم ربطها بمعدلات ارتفاع أسعار النفط العالمية وتم الاتفاق على زيادات بمعدلات مرتفعة عن المرات السابقة، مع وجود تنبؤات بإمكانية انتقال الصراع الدائر حالياً من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط أيضاً وقد يؤثر ذلك على استثمارات القاهرة في التنقيب عن الغاز الطبيعي.

وكانت لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية المعنية بمراجعة وتحديد أسعار بيع المنتجات البترولية قد اجتمعت وتم اتخاذ قرار بزيادة أسعار المنتجات البترولية اعتباراً من يوم الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وتابع المصدر دفاعًا عن القرار الذي تم اتخاذه في ظروف اقتصادية قاسية يمر بها المصريون قائلًا “إن مصر تضع في اعتبارها الصعوبات المترتبة على اضطراب أسعار النفط على مستوى مدى قدرتها على تحمل فاتورة هذه الزيادة أو على مستوى قدرتها على استيراد كميات إضافية تكفي الاستخدام الداخلي”.

بينما تجاهل المصدر سؤالنا عن الغضب الشعبي جراء الزيادة التي حدثت والتي ستؤثر على أسعار جميع السلع المقدمة للمواطنين، تحدث عن خطة الحكومة خلال الفترة القادمة، حيث إنها تنوي استيراد كميات كبيرة من القمح والزيوت والأرز والسكر قبل أن تشهد المنطقة مزيدًا من التصعيد، وبعدها ستقوم الحكومة بالحد من الفاتورة الاستيرادية بشكل كبير بما يساعدها على توفير العملة الصعبة.

وأوضح المصدر أن الوضع صعب والحكومة تدرك أن إبرام صفقات استثمارية كبيرة مثل رأس الحكمة سيكون صعبًا في ظل توتر الأوضاع الحالية في المنطقة واتجاه دول الخليج إلى التقشف وقد يكون هناك جولات استثمارية أو ضخ استثمارات عربية لكن دون أن ينعكس ذلك على امتلاكها العملة الصعبة بشكل يجعلها قادرة على الوفاء بمتطلبات المستوردين سواء كان ذلك من خلال شركاتها الحكومية أو القطاع الخاص.

وتراجع إنتاج آبار الغاز المصرية بشكل كبير خلال الأشهر السبعة الماضية بسبب مشاكل فنية في حقل ظهر بالبحر المتوسط شمال البلاد، لتنتج نحو 4.6 مليارات قدم مكعبة يومياً بدلاً من 5.3 مليارات قدم مكعبة، على أساس سنوي، بينما يرتفع حجم استهلاك الغاز اللازم لتشغيل 75% من محطات توليد الكهرباء والمصانع والاستهلاك المنزلي إلى مستوى 6.2 مليارات قدم مكعبة يومياً.

في الوقت الذي شهدت فيه واردات الغاز من الحقول الإسرائيلية البالغة 1.1 مليار قدم مكعبة يومياً تراجعاً حاداً في الفترة الماضية، بعد تعطل الأعمال في حقلي تمار وليفياثان قبالة السواحل الفلسطينية المحتلة، خشية هجوم إيراني عليهما، وهو ما يدفع لاعتماد مصر على استيراد 1.1 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً، تأمل الحكومة زيادته إلى 1.5 مليار قدم مكعبة بنهاية العام المقبل، 2025.

إجراءات استثنائية على الاقتصاد المصري مقبلة

وكشف مصدر مسؤول بوزارة الاقتصاد، تحدث شريطة عدم الإفصاح عن اسمه، أن الحكومة عندما لمحت عن الاتجاه إلى اقتصاد الحرب كانت تنوي فرض مجموعة من الإجراءات الاستثنائية على الاقتصاد المصري يتم الإعلان عنها في وقت واحد على أن يتم ربطها بالاضطرابات الإقليمية.

غير أنها تراجعت بعدما تسببت تصريحات رئيس الحكومة في خسائر للبورصة، لكنها سوف تقدم على اتخاذ خطوات منفردة دون أن توضح الهدف منها وفي الأغلب سيكون الربط بتوصيات صندوق النقد الدولي.

وشهدت البورصةُ المصريةُ خسائرَ سوقيةً بلغت 60 مليار جنيه خلال جلستي الخميس والأحد الماضيين، بعد تصريحات مدبولي، والتوترات القائمة في المنطقة، قبل أن تسترد البورصة جزءًا من خسائرها بقيمة 17 مليار جنيه خلال الأيام التي تلت ذلك.

وأشار المصدر ذاته إلى أن تأثر سلاسل الإمدادات حول العالم يُنذر بوجود أزمة في توفير السلع والاحتياجات الأساسية، ومن المتوقع أن يتم الإعلان بشكل صريح ومعلن عن وقف استيراد كثير مما يُوصَفُ بـ”السلع الاستفزازية” غير الضرورية.

ولفت إلى أن توفير كميات كبيرة من الغذاء والمحاصيل لعدة أشهر لم يعد كافيًا الآن لأن احتياجات المواطنين تضاعفت بفعل الزيادة السكانية واستمرار توافد اللاجئين، وأن البديل الترويج لسياسات ترشيد استهلاك السلع، إلى جانب توجيه الإنفاق للمجالات الأكثر أهمية ووضع القيود على كثير من الأنشطة غير ضرورية وبعض الأنشطة الأساسية، وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة، مع تقليل الهدر.

وأكد المصدر أن مصر دخلت بالفعل اقتصاد الحرب منذ أن تراجعت عائدات قناة السويس ومع تراجع الإنتاج المحلي وتعنت إسرائيل في توريد الغاز إليها، إلى جانب الإصرار الروسي على توريد القمح بأسعار مرتفعة مع إدراكها لما سوف يشهده العالم خلال الفترة المقبلة.

وشدد على أن توجيه الإنفاق نحو المتطلبات الحيوية للأجهزة الأمنية والعسكرية أيضًا لا جدال فيه خاصة وأن مصر أصبحت لديها انخراط أكبر في الصراعات الدائرة بمنطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي، إلى جانب توجيه بعض أوجه الإنفاق على السلع الغذائية لصالح مضاعفة موازنات استيراد الأدوية وهو ما حدث بالفعل خلال الشهر الماضي وانعكس على تخفيف حدة أزمة الدواء المستمرة من عدة أشهر.

وقال السيسي خلال افتتاح محطة قطارات صعيد مصر بمنطقة بشتيل في الجيزة، السبت 12 أكتوبر/تشرين الأول، إن التجار في مصر يفضلون الاستيراد من الخارج بدلاً من التصنيع محلياً لتجنب الدخول في متاهات تتعلق بتوافر الأراضي أو التمويل أو نقل التكنولوجيا من الخارج، وعدد ما قامت البلاد باستيراده بملايين ومليارات الدولارات.

ولفت إلى أن بلاده استوردت ورق فويل بـ500 مليون دولار (الدولار = 48.52 جنيه)، وجبن بمليار و200 مليون دولار، كما استوردت سيارات بنحو 25 مليار دولار، وتساءل: “بعد كل هذا توجهون اللوم إليَّ وتسألونني لماذا ارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه”؟

تقشف يستهدف المواطن فقط

وقال سياسي مصري معارض، إن الحكومة المصرية تمضي في الاعتماد على سياسة التقشف بمفهومها الخاطئ والذي تكون آثاره على المواطنين ولا يظهر في توجهاتها العامة بشأن الاستمرار في تدشين المشروعات القومية والبذخ الحكومي في المكافآت والبدلات للمستشارين وتراجع إجراءات الحد من الفساد.

وفي المقابل، يضيف المتحدث، تُصر الحكومة على أن تطبق سياسة التقشف على المواطنين عبر قرارات زيادة أسعار الخدمات العامة وإن كانت أوضاعهم لا تحتمل ذلك، وبالرغم من وجود العديد من الحلول التي يمكن أن توفر مليارات الجنيهات سنوياً لكن لا يتم اللجوء لها.

وأوضح المصدر ذاته أن حديث الحكومة عن الاستيراد من الخارج والتذكير المستمر بارتفاع أسعار الوقود عالميًا لا يوازيه على الجانب الآخر قرارات مماثلة بوقف مشروعاتها غير الضرورية والتي تعمل بها دون أن تتوقف.

كما أن الحكومة لم تتدخل لمعالجة الأسباب التي قادت لتدهور الأوضاع المعيشية قبل أن تخاطب المواطنين بحديث يمكن وصفه بالمفزع عن “اقتصاد الحرب” لأن تفعيل الحد الأدنى للأجور لم يتم تطبيقه في شركات القطاع الخاص وهؤلاء يشكلون القوة الضاربة في سوق العمل.

كما أن الحد الأدنى الذي لا يتجاوز 110 دولارات لموظفي الحكومة كان بحاجة إلى زيادة أخرى لكن وفق هذه التوجهات فإن ذلك لن يحدث في الوقت الحالي.

وشدد المصدر ذاته على أن “اقتصاد الحرب” يعني هيمنة الحكومة على الخدمات العامة التي تقدمها وفي مقدمتها الصحة والتعليم لكن ذلك عكس التوجهات الراهنة التي تتجه نحو الخصخصة التي تتنافى مع اقتصاد الحرب إذ إن المواطنين سيكون عليهم تحمل تبعات إجراءات اقتصادية صعبة ولن يكون بمقدورهم دفع ثمن العلاج والتعليم الباهظ في الوقت الحالي.

كما أنها لا يمكن أن تتوجه نحو رفع الدعم عن السلع والخدمات وتُحدِّث عن اقتصاد الحرب، الأمر الذي يجعل خطابها يستهدف بالأساس مزيدًا من التحامل على المواطنين وتذكيرهم بشكل مستمر بأن البديل هو الصراعات والحروب التي تحيط بهم في المنطقة.

رفع الأسعار وخفض النفقات

ورفعت الحكومة أسعار عدد من السلع المدعومة للتصدي لعجز الموازنة الذي بلغ 505 مليارات جنيه مصري (10.3 مليار دولار) في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو الفائت، كما خفضت قيمة الجنيه بشدة قبل شهور، وسبق أن حصلت مصر من صندوق النقد الدولي بعد المراجعة الثالثة في نهاية يونيو على شريحة قيمتها 820 مليون دولار.

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن الإنفاق الحكومي على دعم السلع التموينية قبل عشر سنوات في موازنة 2014/2015 بلغ 39.4 مليار جنيه، بنسبة 5.4% من المصروفات آنذاك (733.5 مليار جنيه)، ونسبة 1.6 من الناتج المحلي الإجمالي، الذي بلغ آنذاك 2.4 تريليون جنيه.

لكن بعد 10 سنوات، ورغم ارتفاع القيمة المقدرة لمخصصات الدعم في العام الحالي 2025/2024 لـ 134 مليار جنيه والتي جاءت مدفوعة بزيادة نسب التضخم وانخفاض قيمة العملة، إلا أنها كنسبة من المصروفات (3.87 تريليون جنيه) انخفضت إلى 3.5%، بنسبة انخفاض 35.2%، وانخفضت كذلك كنسبة من الناتج المحلي المتوقع للعام الحالي (17.1 تريليون جنيه)، لتصل إلى 0.8%، بنسبة انخفاض 50%.

وقد طبقت مصر اقتصاد الحرب قبل نحو 57 عامًا وتحديدًا في الفترة من 1967 وحتى 1973، عندما أعلن الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء وقتها عن “ميزانية المعركة” التي جاءت بهدف تعبئة الاقتصاد وتنظيمه خلال فترة الحرب، بهدف توفير جميع احتياجات القوات المسلحة خلال فترة الحرب وتمويل المتطلبات الناتجة عنها.

وتضمن ملامح خطة عزيز صدقي، خفض مخصصات المياه والإنارة والانتقالات، سواء بالسكك الحديدية أو بوسائل النقل الأخرى بنسبة 10%، وخفض مخصصات الدعاية والإعلان والحفلات بنسبة 25%، وتخفيض مخصصات الأعياد والمواسم بنسبة 75%.

كما شملت الخطة ترشيد الإنفاق ومراجعة مخصصات الصيانة للمرافق التابعة لوزارات الري والإسكان والبترول وهيئة البريد، وإلزام تلك الجهات بتحقيق خفض إضافي في المصروفات الخاصة بمستلزمات الشراء 2%، و5% لمستلزمات التشغيل.

*زيادة أسعار الوقود: الحكومة تفتح أبواب الجحيم على المصريين وسط تضخم متسارع

رفعت الحكومة المصرية تقديراتها للوفر المالي من الوقود مع نهاية السنة المالية الحالية (2024-2025) إلى 80 مليار جنيه، وذلك بعد إعلانها عن الزيادة الثالثة لأسعار الوقود هذا العام، والتي تراوحت بين 11% و17%. قرار يحمل في طياته الكثير من التعقيدات، إذ يُعتبر بمثابة صفعة قوية للمواطنين الذين يعانون بالفعل من وطأة ارتفاع الأسعار.

ضغوط إضافية على الميزانية

مصادر حكومية أكدت أن فاتورة دعم المواد البترولية ارتفعت بشكل ملحوظ نتيجة زيادة أسعار النفط الخام عالميًا. وتعتبر الحكومة أن قرار التسعير جاء لتقليص الفجوة الهائلة بين سعر البيع وارتفاع التكلفة. لكن يبقى السؤال: هل ستكفي هذه الخطوات للحد من الأزمة المتفاقمة؟

المسؤولون أشاروا إلى أن كلفة دعم الوقود في الربع الأول من السنة المالية الحالية قد بلغت 39.3 مليار جنيه، وهو رقم ينذر بالخطر في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

التضخم يلتهم القدرة الشرائية

مع زيادة أسعار كافة فئات المحروقات، من المتوقع أن تشتعل نيران التضخم في مصر، الذي خالف جميع التوقعات الشهر الماضي، حيث تسارعت وتيرته إلى 26.4% على أساس سنوي، مقارنة بـ26.2% في أغسطس. هذا الارتفاع المفاجئ يأتي رغم توقعات بنوك الاستثمار التي كانت تشير إلى تباطؤ التضخم. هل يُعقل أن تتواصل هذه الديناميكية الاقتصادية المقلقة؟

في مارس الماضي، اتخذ البنك المركزي قرارًا استثنائيًا برفع أسعار الفائدة بواقع 600 نقطة أساس، كخطوة لاحتواء التضخم، مما يرفع إجمالي زيادة الفائدة إلى 1900 نقطة منذ مارس 2022. ومع ذلك، يبدو أن هذه الإجراءات لم تنجح في كبح جماح الأسعار المتصاعدة.

موجهة الزيادات

في نهاية يوليو، شهدت البلاد زيادة في أسعار البنزين والسولار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار تذاكر القطارات ومترو الأنفاق. هذه الزيادات تسببت في سلسلة من ردود الأفعال من المواطنين، الذين يواجهون ضغوطًا اقتصادية متزايدة. كل خطوة من الحكومة تُعتبر بمثابة قنبلة موقوتة تهدد استقرار حياة المواطنين اليومية.

تقليص الدعم

وزارة المالية رصدت مبلغ 154 مليار جنيه كدعم للمواد البترولية في مشروع موازنة السنة المالية 2024-2025، مقارنة بـ165 مليار جنيه في السنة المالية السابقة. هذه الأرقام تعكس التوجه المتزايد نحو تقليص الدعم عن العديد من الخدمات والسلع الأساسية، في محاولة للسيطرة على العجز المالي ومنع العودة إلى أزمة شح الدولار.

في أغسطس الماضي، رفعت الحكومة أسعار الكهرباء بنسب تراوحت بين 14% و40% للمنازل التي تستخدم العدادات مسبقة الدفع، بينما طالت الزيادات القطاع التجاري بزيادة تتراوح بين 23.5% و46%، والقطاع الصناعي بين 21.2% و31%. هذه الخطوات تُظهر بوضوح الاتجاه نحو تقليص الدعم بصورة مقلقة، مما يزيد من العبء على كاهل المواطنين.

ماذا ينتظر المصريين؟

مع استمرار الحكومة في رفع الأسعار وتقليص الدعم، تبقى تساؤلات عديدة تطرح نفسها حول مستقبل الاقتصاد المصري. هل ستستمر هذه السياسات في تفاقم الأوضاع، أم أن هناك استراتيجيات بديلة يمكن أن تعيد التوازن للاقتصاد الوطني؟

إن الوضع الحالي يتطلب تحركًا عاجلًا من الحكومة، ليس فقط لحماية المواطن، بل أيضًا للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي. المواطن المصري لم يعد قادرًا على تحمل المزيد من الضغوط، وأي تقاعس في التعامل مع هذه الأزمة سيؤدي إلى تفاقم الأمور.

الحكومة المصرية: زيادة أسعار الوقود تحطم الآمال وتغذي التضخم

الواقع الحالي يُشير إلى أن الحكومة المصرية تواجه تحديات جسيمة في ظل ارتفاع أسعار الوقود والتضخم المتصاعد. الحلول السريعة والفعّالة هي ما يحتاجه المواطن في هذه المرحلة الحرجة.

إن لم تُعالج هذه الأزمات بشكل جذري، فإن مستقبل الاقتصاد المصري سيظل معلقًا بين فكي الأزمات والزيادات المستمرة. الوقت ليس في صالح الحكومة، وعليها أن تُعيد التفكير في سياساتها بسرعة وجرأة، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

* مصر تحت ضغط 39 مليار دولار: تسريع الخصخصة في زمن الأزمات قبل يوليو 2025

في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تضرب العالم، تخرج مصر اليوم بمطالبات غير مسبوقة لتسديد 39 مليار دولار حتى يوليو 2025.

يأتي ذلك في وقت تتجه فيه الحكومة المصرية نحو تسريع وتيرة صفقات البيع والخصخصة للبنوك والمرافق الحكومية، مما يثير تساؤلات عديدة حول دوافع هذه الخطوات وما قد تحمله من تداعيات مستقبلية على الاقتصاد المصري.

مشهد اقتصادي متأزم

تعيش مصر أوقاتًا عصيبة على الصعيد الاقتصادي، حيث تصاعدت حدة الضغوط المالية بفعل الأزمات العالمية والمحلية. هذا الضغط المتزايد دفع الحكومة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الاقتصادية، وتحديدًا في مجال الخصخصة وبيع الأصول.

في هذا السياق، يبدو أن بيع الأصول الحكومية بات الخيار الأكثر إلحاحًا، في مسعى لتأمين السيولة النقدية اللازمة لسداد الالتزامات الخارجية المتزايدة.

لماذا الخصخصة الآن؟

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تتسارع الحكومة في إتمام صفقات الخصخصة في هذا الوقت بالتحديد؟ الإجابة تكمن في عدة عوامل مترابطة.

أولاً، الحاجة الملحة لتوفير سيولة نقدية تساهم في الوفاء بالالتزامات الدولية. ثانياً، الفشل المستمر في تحقيق الاستقرار الاقتصادي يفرض على الحكومة إعادة هيكلة اقتصادها، مما يجعل الخصخصة أحد الحلول المطروحة.

القلق من العواقب

لا يمكننا تجاهل القلق الكبير الذي يعتري المواطنين والمحللين الاقتصاديين بشأن هذه السياسات. فخصخصة المرافق الحيوية مثل المياه والكهرباء قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار،

مما يزيد من معاناة الطبقات الفقيرة والمتوسطة. كما أن بيع البنوك الحكومية يشكل تهديدًا لاستقرار القطاع المالي، حيث قد يؤدي إلى تدني مستوى الخدمات المصرفية وزيادة الفجوة في الوصول إلى التمويل.

أزمة الثقة

المستثمرون، سواء المحليون أو الأجانب، يتساءلون عن جدوى استثمارهم في بيئة تتسم بعدم الاستقرار. أزمة الثقة هذه تعقد جهود الحكومة لجذب الاستثمارات، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي.

لذا، يبدو أن التوجه نحو الخصخصة يمثل محاولة يائسة لاستعادة هذه الثقة، رغم أن المخاطر التي ترافق هذا الخيار قد تكون مدمرة على المدى البعيد.

آراء الخبراء

يؤكد عدد من الخبراء أن الخصخصة ليست الحل السحري، بل هي إجراء ينبغي أن يُنظر إليه كجزء من استراتيجية شاملة للإصلاح الاقتصادي.

يقول أحد الاقتصاديين البارزين: “الحكومة تحتاج إلى إعادة التفكير في نهجها. الخصخصة قد توفر سيولة قصيرة الأجل، لكنها لن تحل المشاكل الهيكلية التي تعاني منها الاقتصاد المصري.”

ماذا عن البدائل؟

عوضًا عن الاستسلام لضغوط الخصخصة، يجب على الحكومة المصرية استكشاف بدائل أكثر استدامة، مثل تحسين إدارة الأصول الحكومية ورفع كفاءة الخدمات العامة.

يمكن أن تسهم هذه الإجراءات في تحسين الوضع المالي دون الحاجة إلى بيع الأصول، مما يحافظ على الاستقرار الاقتصادي ويعزز الثقة لدى المواطنين والمستثمرين على حد سواء.

الخصخصة تُعتبر الحل الأسهل

مع اقتراب موعد سداد الدفعات الكبرى، يبدو أن مصر على حافة اتخاذ قرارات مصيرية قد تُغير مسار تاريخها الاقتصادي. فبينما يبدو أن الخصخصة تُعتبر الحل الأسهل والأكثر إلحاحًا،

تظل التحديات قائمة. إن مستقبل مصر يعتمد على قدرة الحكومة على موازنة الأهداف المالية مع الحفاظ على مصالح المواطنين، وضمان استدامة الاقتصاد في مواجهة الأزمات المتزايدة.

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل ستكون الخصخصة هي الطريق نحو الانتعاش الاقتصادي، أم ستفتح أبوابًا جديدة للأزمات والمخاطر؟ المؤكد أن الشهور المقبلة ستكشف لنا عن الإجابات، لكن الأهم هو أن يتحلى صناع القرار بالشجاعة اللازمة لتوجيه الاقتصاد نحو المسار الصحيح.

*مشروع رأس الحكمة درة تاج الاستثمار الإماراتي بالخارج

ذكر تقرير لوكالة الأنباء الإماراتية، بأن قيمة الأصول الإجمالية للاستثمارات الإماراتية في الخارج، سواء الحكومية أو الخاصة، قدرت في بداية هذا العام  بنحو 2.5 تريليون دولار.

وقالت الوكالة إن مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة، باستثمارات مباشرة قدرها 35 مليار دولار، يمثل تتويجا للصعود الإماراتي المتسارع في المشهد الاستثماري العالمي، ومواصلة جهودها الداعمة لتعزيز مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.

ويتألف المشروع الذي يمتد على مساحة تزيد عن 170 مليون متر مربع، من مرافق سياحية ومنطقة حرة ومنطقة استثمارية إلى جانب المباني السكنية والتجارية والترفيهية، ومنطقة سكنية تتضمن نحو 190 ألف فيلا وشقة، تستوعب ما يصل إلى مليوني نسمة.

ويتضمن المشروع، تخصيص 12 مليون متر مربع لتجارة التجزئة، والترفيه، والاستجمام، مع تخصيص 25% من المساحة الإجمالية للمساحات المفتوحة، كما يتضمن المشروع منطقة استثمارية ومنطقة حرة خاصة وخمسة مراس.

ويعد المشروع أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر، ووفقا لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، فإن الاستثمارات الإماراتية في مصر بعد توقيع صفقة المشروع، قفزت إلى نحو 65 مليار دولار، لتعزز بذلك موقعها كأكبر مستثمر عربي في مصر، والثالث عالميا.

وتنتشر الاستثمارات الإماراتية الخارجية، على نطاق واسع عربيا وإقليميا وعالميا، وتشمل نحو 90 دولة. على سبيل المثال، بلغ حجم الاستثمار الإماراتي في العربية السعودية 27.75 مليار دولار بنهاية عام 2022. وتعتبر الإمارات أكبر مستثمر عربي في المغرب، بإجمالي يقدر بنحو 15 مليار دولار.  وتعد الإمارات أكبر مستثمر عالمي في الأردن، بقيمة تبلغ 22.5 مليار دولار.

وتعتبر الإمارات شريكا استراتيجيا في مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وقد ضخت 10 مليارات دولار في صندوق استثمار صيني – إماراتي مشترك لدعم مشروعات المبادرة في شرق إفريقيا.

* البنك المركزي المصري يطرح أذون خزانة جديدة ويسحب سيولة بقيمة 1.240 تريليون جنيه

في خطوة تعكس التحديات الاقتصادية الراهنة، أعلن البنك المركزي المصري عن طرح أذون خزانة جديدة بقيمة 50 مليار جنيه، مقسمة بين عطاءات لمدة 6 أشهر وعام، وذلك في إطار استراتيجياته لمواجهة الضغوط الاقتصادية المتزايدة.

تفاصيل الطرح: 30 مليار جنيه في الانتظار

أول عطاء يتضمن 30 مليار جنيه لأذون خزانة لمدة 6 أشهر، من المقرر أن يصدر في 22 أكتوبر 2024، مع استحقاق المبلغ في 22 أبريل 2025.

هذه الخطوة ليست مجرد إجراء مالي، بل تمثل جهدًا واضحًا من البنك المركزي لتعزيز السيولة النقدية في السوق، وتحفيز الاقتصاد المتعثر.

أما العطاء الثاني، فهو عبارة عن 20 مليار جنيه لأذون خزانة لمدة عام، الذي سيصدر أيضًا في 22 أكتوبر 2024، ليصبح مستحقًا في 21 أكتوبر 2025.

هذه العطاءات تأتي في وقت حرج، حيث يسعى البنك المركزي للحفاظ على استقرار السوق وضمان تدفق السيولة اللازمة للنشاط الاقتصادي.

تعديل السياسة النقدية: حزمة من الإجراءات السريعة

في سياق متصل، قرر البنك المركزي سحب سيولة بقيمة 1.240 تريليون جنيه ضمن عطاءات السوق المفتوحة، وذلك من 24 بنكًا، بعد أن عدل سياسته بشأن قبول العطاءات بفائدة بلغت 27.75%.

هذه الخطوة تعكس نهجًا جديدًا وأكثر حزمًا من قبل البنك، حيث يسعى للتحكم في معدلات الفائدة والسيولة في الأسواق.

قبل ذلك، تم سحب سيولة بقيمة 831.850 مليار جنيه من عطاء السوق المفتوحة، ولكن من 26 بنكًا، مما يدل على زيادة حدة الإجراءات في الوقت الراهن. هذه التحركات تعكس الواقع الصعب الذي يواجهه الاقتصاد المصري، الذي يتعرض لضغوط متعددة في ظل الأوضاع العالمية المتغيرة.

التحديات الاقتصادية: بين القلق والتفاؤل

ما يواجهه البنك المركزي اليوم ليس مجرد تحدٍ عابر، بل هو جزء من مشهد اقتصادي معقد يتمثل في ارتفاع معدلات التضخم وتقلبات السوق. إن قرارات البنك تهدف إلى إعادة الثقة في النظام المالي، وضمان استمرارية النشاط الاقتصادي، ولكن هل ستنجح هذه الاستراتيجيات في تحقيق الاستقرار؟

يأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه الاقتصاد المصري العديد من الصعوبات، بما في ذلك ارتفاع تكاليف المعيشة وارتفاع أسعار السلع الأساسية. لذا، فإن هذه السياسات الجديدة قد تكون بمثابة جسر للعبور خلال هذه الأزمة، ولكن يتطلب ذلك تنفيذًا دقيقًا ومتابعة مستمرة.

السوق المصرفية تحت المجهر

كما أن السوق المصرفية ستكون تحت المجهر في الأسابيع المقبلة، حيث سيتم تقييم تأثير هذه العطاءات الجديدة على مستويات السيولة والائتمان. يتعين على البنوك التأقلم مع هذه التغيرات السريعة في السياسة النقدية، حيث أن التكيف السريع سيكون حاسمًا للحفاظ على استقرار النظام المصرفي.

من المتوقع أن تتفاعل الأسواق بشكل متباين مع هذه القرارات، مما يعكس عدم اليقين الذي يسيطر على المستثمرين والمودعين. في ظل هذه الظروف، يبقى التساؤل: هل ستكون هذه الخطوات كافية لتجاوز الأوقات العصيبة، أم ستحتاج مصر إلى مزيد من الإصلاحات الجذرية لتحقيق الاستقرار المنشود؟

الحاجة إلى استراتيجيات طويلة الأمد

في النهاية، يبقى الرهان على استراتيجيات طويلة الأمد لتجاوز التحديات الحالية. البنك المركزي، من خلال هذه العطاءات والإجراءات، يضع أمامنا رؤية واضحة للمستقبل،

ولكنه بحاجة أيضًا إلى التعاون مع الحكومة والقطاع الخاص لضمان تنفيذ خطط فعالة وشاملة. إن الأمل يبقى قائمًا في إمكانية تخطي هذه العقبات، ولكن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلب جهودًا مضاعفة من جميع الأطراف المعنية.

الأزهر يكشف شبكة المراهنات والقمار المخفي في مصر .. السبت 19 أكتوبر 2024م.. السيسي والوزير قاما بتخريب وتدمّير مصنع الفويل في الاسكندرية والطماطم تحولت من مجنونة إلى مسمومة في زمن العسكر

الأزهر يكشف شبكة المراهنات والقمار المخفي في مصر .. السبت 19 أكتوبر 2024م.. السيسي والوزير قاما بتخريب وتدمّير مصنع الفويل في الاسكندرية والطماطم تحولت من مجنونة إلى مسمومة في زمن العسكر

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* قنابل الغاز في النوبة: غضب متفجر وتهميش حكومي يفجر أزمة جبل تقوق

تصاعدت الأوضاع بشكل خطير في قرية جبل تقوق بأسوان بعد تدخل أمني عنيف من قوات الشرطة لتفريق احتجاجات أهالي القرية الذين ثاروا بسبب استبعاد أبنائهم من التوظيف في شركة مياه الشرب والصرف الصحي مما أثار غضبًا واسعًا واحتقانًا لم تشهده المنطقة منذ زمن طويل.

الأزمة بدأت عندما أعلنت شركة مياه الشرب مسابقة لتوظيف عشرات الفنيين في مجالات متعددة ورغم أن الكثير من شباب القرية تقدموا لشغل تلك الوظائف إلا أنهم فوجئوا باستبعادهم بشكل جماعي من قوائم المقبولين وهو ما أشعل غضب الأهالي الذين شعروا بأن الاستبعاد غير مبرر بل واتهموا الشركة بأنها لجأت للوساطة والمحسوبية في تعيين المقبولين وهو ما أثار الشكوك وزاد من شعورهم بالظلم.

تجمع الأهالي في خطوة احتجاجية على الطريق المؤدي للشركة مطالبين بإعادة النظر في نتائج المسابقة وفتح تحقيق شفاف حول التعيينات إلا أن الاستجابة جاءت بشكل مغاير تمامًا، حيث سارعت قوات الشرطة بمحاصرة القرية وطلبت من الأهالي التفرق لكنهم رفضوا الانصياع للأوامر ليواجهوا في غضون دقائق عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع التي غطت سماء القرية وأدت إلى إصابة العديد من كبار السن والأطفال بحالات اختناق حادة.

واستمرت الشرطة في التعامل العنيف مع الأهالي مما زاد من الغضب والاحتقان داخل القرية، ولم تكتفِ بذلك بل قامت باعتقال 6 شباب من المحتجين وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من جميع الأطراف داخل القرية، ولم يتم الإفراج عنهم إلا بعد تدخل بعض المسؤولين المحليين الذين حاولوا تهدئة الأوضاع والتفاوض مع زعماء العائلات لإقناع الأهالي بالعودة إلى منازلهم.

المشكلة الأكبر ليست فقط في طريقة التعامل الأمني مع أهالي القرية ولكن في السبب الجوهري الذي دفعهم للاحتجاج من الأساس، حيث تعاني مناطق النوبة منذ سنوات طويلة من التهميش التنموي والبطالة المتفشية بين الشباب خاصة بعد أن فقدوا أراضيهم الزراعية التي كانت مصدر رزقهم الوحيد، وذلك بعد بناء السدود التي تسببت في نزوح الآباء والأجداد إلى مناطق أخرى، تاركين خلفهم موروثًا حضاريًا وثقافيًا عريقًا.

مشاريع السدود ورغم أهميتها القومية لمصر كانت لها عواقب كارثية على سكان النوبة الذين وجدوا أنفسهم محرومين من حقوقهم الطبيعية في العمل والحياة الكريمة، ومع استمرار غياب المشاريع التنموية الحقيقية في هذه المناطق ازداد الوضع سوءًا وارتفعت نسب البطالة بشكل غير مسبوق ما جعلهم يعتمدون بشكل شبه كامل على الوظائف الحكومية كملاذ أخير للبقاء.

ورغم أن الدولة ملزمة دستوريًا بوضع خطط تنموية للمناطق الحدودية والمهمشة وعلى رأسها النوبة وفقًا للمادة 236 من الدستور إلا أن التنفيذ على الأرض يبدو شبه معدوم، ما دفع الأهالي إلى استماتة في الحصول على فرص توظيف قليلة مهما كانت الظروف.

المشهد الذي حدث في جبل تقوق ليس مجرد احتجاج عابر، بل هو نتيجة تفاعل لعوامل تاريخية واجتماعية وسياسية متراكمة، فالأهالي لا يطالبون بامتيازات غير مستحقة ولكن يطالبون بحقوقهم الطبيعية في أن تكون لهم الأولوية في التوظيف في شركة تقع داخل قريتهم وهذا ما فشلت الجهات المعنية في فهمه أو التعامل معه بحكمة.

لكن الأدهى من كل ذلك هو الطريقة الأمنية المتحفزة التي اعتمدتها السلطات في مواجهة الأزمة، فبدلًا من الحوار والاحتواء تم اللجوء إلى القوة المفرطة وهو ما يعكس عدم فهم طبيعة المنطقة وحساسيتها الاجتماعية والسياسية، حيث أن التدخلات الأمنية العنيفة تزيد الأمور تعقيدًا وتجعل الأوضاع مرشحة للانفجار في أي لحظة.

يجب التأكيد على أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي للتعامل مع مشكلات النوبة المتراكمة بل تحتاج إلى سياسات تنموية حقيقية تأخذ في الاعتبار خصوصية تلك المنطقة التي عانت طويلًا من التهميش والإقصاء، وإذا استمر النهج الحالي في تجاهل هذه الاحتياجات ستظل الأوضاع قابلة للتصعيد وربما يمتد التوتر إلى مناطق أخرى في النوبة التي تواجه نفس المشكلات.

ما حدث في جبل تقوق هو تحذير خطير يجب على الحكومة أن تأخذه على محمل الجد وأن تدرك أن التعامل بالقوة والقمع لا يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والغضب، الحلول الأمنية ليست هي العلاج دائمًا خاصة عندما يتعلق الأمر بمطالب اجتماعية واقتصادية مشروعة تحتاج إلى تفاعل إيجابي من الدولة.

ويجب أن نأمل في أن تكون الحكومة قد استوعبت الدرس، وأن تبدأ في اتخاذ خطوات جادة لتنمية المناطق النوبية وإشراك أهلها في عملية التنمية بدلًا من تركهم يشعرون بأنهم غرباء في وطنهم، فالنوبة ليست فقط جزءًا من تاريخ مصر بل هي جزء لا يتجزأ من مستقبلها، وإذا لم نبدأ اليوم في معالجة مشاكلها فقد نجد أنفسنا في مواجهة أزمات أكثر تعقيدًا في المستقبل.

الخطوة الأولى يجب أن تكون بالاستماع لمطالب أهالي جبل تقوق وإعادة النظر في نتائج مسابقة التوظيف وتوفير فرص عمل حقيقية لأبنائهم، الحلول الأمنية لن تجدي نفعًا بل ستؤدي إلى تعميق الأزمات، والحكومة بحاجة إلى فتح قنوات حوار صادقة مع أهالي النوبة لضمان تحقيق العدالة والإنصاف للجميع.

*الأزهر يكشف شبكة المراهنات والقمار المخفي في مصر

في قلب القاهرة عاصمة النيل الحائرة جرى الكشف عن شبكة مراهنات ضخمة تهدد القيم والمبادئ. مشاهد مأساوية تتجلى أمام أعين الناس وكأنها فصل من دراما مظلمة.

فقد تم الإعلان عن القبض على أكبر شبكة مراهنات في البلاد وسط حالة من الفوضى والجدل. الأحلام تتهاوى وتختنق بعباءات الحرام بينما يقف المجتمع مذهولاً أمام هذه الظاهرة.

الفتوى التي أصدرها الأزهر جاءت كضوء خافت في ظلام دامس. تأكيد جديد على أن ما يحدث هو قمار بامتياز. رسالة تحذير واضحة للمواطنين ولكن هل سيصغون إلى هذه الرسالة في ظل إغراء المال السهل. تداخلت مشاعر القلق والذعر مع الإحساس بالخيانة للوطن والدين.

مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وضع النقاط على الحروف. وضح أن المشاركين في المراهنات يدفعون أموالًا ليتنافسوا في لعبة حظ رديئة.

خاسرون وأرباح على أكتاف ضحايا يسقطون في دوامة من الاستغلال. كانت الكلمات واضحة وصارمة إذ لا مكان للغموض في مثل هذه الأمور.

الإسلام وضع ضوابط صارمة للترويح عن النفس وفرض واجبات على أتباعه. يجب أن تُحفظ الأموال والأرواح ووقتها من الفوضى التي تجلبها المقامرة.

كيف يمكن للناس أن يتجاهلوا هذه الحقائق الصارخة وسط الزخم اليومي للحياة. هل باتت القيم مجرد ترف يمكن الاستغناء عنه.

بالإضافة إلى ذلك تواصلت النيابة العامة تحت إشراف النائب العام المستشار محمد شوقي. خطوات جادة للتحقيق في هذه الأنشطة المحرمة التي تنتشر كالنار في الهشيم.

تمت ملاحقة المتهمين الذين يلعبون دور الوسيط دون ترخيص رسمي. وكأن القانون قد تم تمزيقه تحت وطأة الجشع.

التطبيق المعروف 1xbet كان من بين التطبيقات المستهدفة. أصبح مكانًا يجمع بين المخاطر والأحلام المفقودة للعديد من الشباب. كيف لأمة أن تنام في عناق الخطر بينما تتلاعب بها شبكات القمار الإلكترونية. إذن أين نحن من الأمان والسلام.

يوم القبض على العصابة كانت لحظة تاريخية. انقضت الشرطة على 25 متهمًا يحملون سجلاً جنائيًا غير مشرف. 441 شريحة هاتف و100 هاتف محمول هي حصيلة عملياتهم الهمجية. مشهد غير مسبوق يبرز مدى الفوضى التي انتشرت في ربوع البلاد.

كما تم العثور على مبلغ مالي يصل إلى 825 ألف جنيه. كانت تلك الأموال تشير إلى مدى الاتساع والعمق الذي وصل إليه الفساد.

ليس ذلك فحسب بل كانت هناك محافظ مالية إلكترونية تعادل مليون جنيه. فهل يعقل أن يتمكن الناس من النوم بسلام بينما تحوم هذه الأرقام حول أعناقهم.

ومع تلك الاكتشافات جرى العثور أيضًا على كمية من المشغولات الذهبية. دلالة واضحة على نمط حياة فاخر يتمتع به بعض من هؤلاء المتهمين.

كيف يمكن لمجتمع أن يحتمل وجود هؤلاء الأشخاص الذين يستغلون ضعف الآخرين. إلى أين تمضي أمتنا في هذا المأزق الخطير.

الأجهزة الحديثة مثل 6 حواسيب و7 سيارات تمثل ترسانة عصابة عابرة للحدود. ليس الأمر مجرد أرقام بل هو مؤشر على انحدار الأخلاق والقيم.

يتساءل الجميع كيف يمكن لهؤلاء الاستمرار في ممارسة هذا الجرم المروع. هل باتت المراهنات جزءًا من الثقافة السائدة.

الآثار النفسية لهذه الأنشطة لا يمكن تجاهلها. العائلات التي تشتت شملها بسبب فقدان الأموال والأمل. كيف يمكن لأولئك الذين كانوا ينعمون بحياة مستقرة أن يتحولوا إلى كائنات تبحث عن الهروب. هل تفكر الدولة في تدابير حقيقية لحماية شبابها.

في خضم هذه الفوضى كان هناك صوت للأزهر يدعو للتقوى والاحتياط. التأكيد على أن القمار ليس مجرد حظ بل هو شر مستطير.

فقد أُمرت المجتمعات بالتنبه والانتباه لما يحدث من حولهم. هل سيستمع الناس إلى تلك النداءات في الوقت المناسب.

تبقى الأسئلة معلقة في الفضاء دون إجابات واضحة. كيف يمكن لمجتمع عربي أصيل أن يواجه مثل هذه التحديات. سيكون هناك حاجة ملحة لاستعادة القيم وتعزيز الوعي الديني. لا يمكن التغافل عن المخاطر التي تتهدد الأجيال القادمة.

ويبقى الصراع مستمرًا بين الحلال والحرام. بين الأمل واليأس بين الخير والشر. فهل ستستعيد مصر عافيتها أم ستغرق أكثر في مستنقع الفساد. كل شيء مرهون بإرادة الشعب والجهود المتضافرة لوقف هذه الممارسات.

*العصابة تنشر الخوف والقلق بين المصريين الطماطم تحولت من مجنونة إلى مسمومة في زمن العسكر

إثارة الخوف والقلق والترقب بين المصريين عبر الشائعات السوداء أسلوب انقلابي رخيص لا يتوقف نظام عبدالفتاح السيسي عن استخدامه، بهدف شغل تفكير المواطنين واستنزاف جهودهم في التفاهات من أجل استمرار نظامه الانقلابي الإجرامي الذي خرّب مصر، وحول حياة المصريين إلى جحيم لا يطاق، كما يهدف الانقلاب إلى تشتيت المصريين وعدم جمعهم على كلمة أو موقف، خشية أن يثوروا على هذا النظام الدموي وإسقاطه كما حدث مع نظام المخلوع حسني مبارك في ثورة 25 يناير 2011.

آخر الشائعات التي روجتها عصابة العسكر على مواقع التواصل الاجتماعي ما أسمته طماطم عضة الثعبان، وهكذا تحولت الطماطم من مجنونة إلى مسمومة في زمن الانقلاب.

كان مقطع صوتي مرفق بصورة، تظهر فيه سيدة تحذر من فساد الطماطم بزعم احتوائها على سم ثعبان نتيجة ما يُسمى “عضة الثعبان” للطماطم، قد انتشر على نطاق واسع بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

وزعمت السيدة أن زوجها متخصص في زراعة الطماطم ويمتلك مزرعة، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بين من استمع إلى هذا المقطع الصوتي.  

زراعة الانقلاب

وعلى طريقة  المثل الشعبي “يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته” سارعت وزارة زراعة الانقلاب عقب انتشار المقطع وما أحدثه من خوف بين المواطنين إلى نفي صحة هذا الادعاء.

وقالت زراعة الانقلاب في بيان لها: إن “الصور والمقطع الصوتي المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي حول إصابة الطماطم بسم الثعابين لا أساس له من الصحة”.

وأشارت إلى أن الخبراء المتخصصين بقسم بحوث الخضر بمعهد بحوث البساتين، قالوا إن مظهر الإصابة الوراد في الصورة، هو مظهر إصابة عادي جدا يرجع إلى إصابة الثمار الخضراء بإحدى الديدان السلكية أو القياسة وتمت مكافحة الآفة ونضجت الثمار، لكن الإصابة تركت الأثر الظاهر على الثمار.

وأكدت زراعة الانقلاب أن  تناول ثمرة الطماطم، التي تم معالجتها ليس له أي ضرر ناصحة بقطع الجزء المثقوب ـكناحية نفسية فقط قبل تناولها وفق تعبيرها .

معلومات مضللة

من جانبه، أكد حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، أن المعلومات المتداولة حول طماطم ” عضة الثعبان” مضللة ولا تستند إلى أي حقائق علمية.

وقال النجيب في تصريحات صحفية: إن :التصريحات التي تشير إلى وجود ثقوب في الطماطم ناتجة عن “عضة ثعبان” لا تعكس الواقع، محذرا من أن هذه الشائعات تسيء إلى سمعة المحصول وتسبب قلقًا غير مبرر للمستهلكين”.

وأشار إلى أن الثقوب التي تظهر في الطماطم قد تكون نتيجة للإصابة بحشرات معينة، مثل سوسة الطماطم، لكنها لا تمثل أي خطر على صحة المستهلك، موضحا أن الفلاحين والمزارعين يتبعون ممارسات زراعية سليمة لمكافحة هذه الحشرات، ما يضمن سلامة المحاصيل.

وشدد النجيب على أن السوق المصري للطماطم مستقر، وأن المنتجات المتوفرة في الأسواق آمنة تمامًا للاستهلاك داعيا المواطنين إلى التحقق من المعلومات قبل التفاعل معها .

وحذر من الانسياق وراء الشائعات التي قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الزراعي والمزارعين، لافتا إلى أن مثل هذه الشائعات المتعلقة بالمحاصيل الزراعية، مثل تلك التي تتحدث عن طماطم ” عضة الثعبان”، من العوامل السلبية التي تؤثر بشكل كبير على سمعة المحاصيل المصرية.  

وأوضح النجيب أن هذه الشائعات ليست مجرد معلومات مضللة، بل لها تداعيات سلبية على الاقتصاد الزراعي والتصدير،  والتأثير على سمعة المحاصيل الزراعية على المستوى المحلي والدولي، فنجد على المستوى المحلي فقدان ثقة المستهلكين في جودة وسلامة المنتجات الزراعية، فعندما يتداول الناس معلومات سلبية، يصبح من الصعب استعادة الثقة في المحاصيل، حتى لو كانت آمنة تمامًا، بالإضافة إلى أن هذه الشائعات تؤدي إلى تراجع الطلب على المحاصيل في الأسواق المحلية؛ ما يؤثر سلبًا على المزارعين ويزيد من الأعباء الاقتصادية عليهم.

تراجع الصادرات

وعلى المستوى الدولي أكد أن مثل هذه الشائعات تؤدي إلى تراجع الصادرات؛ حيث يمكن أن تؤدي المعلومات المغلوطة إلى تراجع الطلب على المنتجات المصرية في الأسواق الخارجية، إذ قد تتردد الدول المستوردة في شراء المحاصيل المصرية، خوفًا من تأثير هذه الشائعات على الجودة، كما تؤثر على العقود والمنافسة .

وأشار النجيب إلى أن هذه الشائعات قد تتسبب في فقدان فرص تصدير كبيرة، حيث قد تتجه الدول المستوردة إلى بدائل أخرى، ما يؤثر على حصة مصر في السوق العالمية، فضلا عن استجابة الدول المستوردة من خلال إجراءات تقييدية أو فحص إضافي للمنتجات المصرية، ما يزيد التكاليف ويعقد عمليات التصدير.

واعتبر أن الشائعات حول المحاصيل الزراعية تمثل تهديدًا حقيقيًا للقطاع الزراعي المصري، مشددا على ضرورة تعزيز الوعي والإعلام الدقيق لحماية سمعة المنتجات المصرية وضمان استمرارية التصدي،. وأن تعمل جميع الأطراف المعنية على مكافحة الشائعات ونشر الحقائق حول جودة وسلامة المحاصيل.

وطالب النجيب وسائل الإعلام والمواطنين بالتركيز على نشر الحقائق وتوعية الناس حول كيفية اختيار الخضراوات والفاكهة بشكل صحيح، ما يسهم في تعزيز الثقة في المنتجات المحلية.

شائعة سوداء

وقال حسين عبدالرحمن أبو صدام نقيب عام الفلاحين: إن “المقطع الصوتي المتداول، الذي يحذر من طماطم تحتوي على ثقوب سوداء واصفا الثقوب بأنها عضة ثعبان، لا أساس له من الصحة مؤكدا أنها شائعة سوداء”.

وأشار أبو صدام في تصريحات صحفية إلى أن الثقوب على ثمار الطماطم، قد يكون سببها الإصابة بحشرة التوتا ابسليوتا “سوسة الطماطم”.

وأضاف أن هذه الحشرة في طور اليرقة تصيب الطماطم وتتسبب في دمار كبير للمحصول حيث تحفر أنفاقا بالأوراق وبالثمار، ما يؤدي لتلف الكثير من الثمار وتساهم في قلة الإنتاج، كما تصيب أحيانا البطاطس والباذنجان والفلفل، لكنها تفضل الطماطم وتسبب في دمار الكثير من المحاصيل إذا لم يتم مكافحتها.

وأوضح أبو صدام أن الثعابين لا تتغذى على النباتات، وإنما تتغذى على الحشرات والقوارض، لأنها حيوانات ليست نباتيه تتغذى علي اللحوم ولم نر حالة واحدة طوال حياتنا لمثل هذه الادعاءات، مؤكدا أنه لو كانت هذه الادعاءات صحيحه لامتلأت المستشفيات بالوفيات نتيجة لذلك لأنه لا يخلو أي بستان أو حقل من الأفاعي.

وأكد أن مصر تنتج أكثر من 6 ملايين طن من الطماطم كل عام، مناشدا المواطنين بعدم الاشتراك في نشر الشائعات التي تهدف بالأساس لبث البلبلة والرعب.

ونصح أبو صدام المواطنين بالاعتناء بغسل الخضراوات جيدا وإزالة أي أجزاء فاسدة وعدم شراء أي ثمار فاسدة أو بحجم أو شكل غير طبيعي أو لها روائح كريهة.

*كارثة جديدة تواجه المصريين: ارتفاع أسعار السلع بعد زيادة الوقود يشعل غلاء المعيشة

في تطور كارثي يضرب حياة المواطنين المصريين، جاء قرار الحكومة برفع أسعار الوقود للمرة الثالثة خلال عام 2024 ليشكل صدمة أخرى تزيد من معاناة المصريين.

هذه الزيادة، التي أثرت على أسعار البنزين والسولار والمازوت، لم تتوقف عند قطاع المحروقات فقط، بل امتدت تأثيراتها السلبية لتشمل كافة مقومات الحياة اليومية. فالأسعار المرتفعة للوقود تعني ارتفاع تكلفة نقل السلع والخدمات، مما يؤدي إلى زيادة في أسعار جميع المواد الغذائية والأساسية، ما يفاقم من الأزمة الاقتصادية ويجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة على المواطنين.

غلاء شامل في أسعار السلع والخدمات

أول من تأثر بهذه الزيادات كان قطاع المواد الغذائية، حيث ارتفعت أسعار المنتجات الزراعية واللحوم والدواجن، وذلك بسبب زيادة تكاليف النقل والتوزيع.

ومع ارتفاع سعر السولار إلى 13.50 جنيهًا لكل لتر، الذي يُعد الوقود الأساسي لوسائل النقل الثقيلة والشاحنات، شهدت أسعار السلع الغذائية زيادة كبيرة.لم تقتصر التأثيرات على الغذاء فقط، بل شملت أيضًا كل ما يتعلق بالحياة اليومية. من المتوقع أن ترتفع أسعار الملابس، الأجهزة الكهربائية، والأثاث، نتيجة لارتفاع تكاليف الشحن والنقل. حتى الخدمات البسيطة مثل التنقل باستخدام وسائل المواصلات العامة، قد تشهد زيادات إضافية، مما يعني أن كل أسرة مصرية ستشعر بالضغط الاقتصادي المتزايد.

الزيادة الثالثة في عام واحد: عبء لا يُحتملإن هذه الزيادة الثالثة في أسعار الوقود تأتي في وقت يعاني فيه المواطنون من تضخم غير مسبوق، مع تآكل قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية.

هذه القرارات تزيد من التحديات اليومية للمواطنين، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة ارتفاعات متتالية في تكاليف الحياة دون أي زيادة تذكر في الدخل.

وفي ظل هذه الأزمة، لم تعد الشريحة الأكبر من المصريين قادرة على تحمل المزيد من الأعباء المالية.

رواتب العمال والموظفين لم تعد تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية، ما يدفع الكثيرين للبحث عن حلول مؤقتة مثل الاقتراض أو الاعتماد على المساعدات العائلية، وهي حلول غير مستدامة تزيد من الضغوط الاجتماعية.

تأثيرات خطيرة على الفقراء والطبقة المتوسطة

الفقراء والطبقة المتوسطة هم الفئات الأكثر تأثرًا بهذه الزيادات المتكررة. مع كل زيادة في أسعار الوقود، تتزايد معاناتهم بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة.

الفئات التي كانت بالكاد تتدبر أمورها قبل هذه الزيادات أصبحت الآن غير قادرة على توفير الحد الأدنى من احتياجاتها اليومية.ومع تراجع الدعم الحكومي وتقليص الإنفاق العام على الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم، يصبح الفقراء أكثر عرضة لتدهور مستوياتهم المعيشية.

هذه الفئات تجد نفسها محاصرة بين ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور الخدمات الحكومية، مما يؤدي إلى زيادة الفقر وتفاقم معدلات البطالة.

أزمة سياسية واجتماعية تلوح في الأفق

الزيادات المتتالية في أسعار الوقود والسلع تثير مخاوف من اندلاع احتجاجات واسعة في الشارع المصري، حيث لم تعد الفئات المتضررة قادرة على تحمل المزيد من التدهور الاقتصادي.

وعلى الرغم من محاولات الحكومة تبرير الزيادات بأنها ضرورة اقتصادية، إلا أن الشارع المصري يرى فيها تخليا واضحا من النظام عن مسؤولياته تجاه المواطنين.

في ظل هذا الوضع، قد يتزايد السخط الشعبي ضد النظام المصري، الذي فشل في تقديم أي حلول جذرية للأزمات المتتالية.

ومع استمرار ارتفاع الأسعار وزيادة الأعباء المعيشية، قد نشهد تصاعدًا في الاحتجاجات والمطالبات بإصلاحات جذرية.

غياب الحلول الفعالة: سياسة الترميم المؤقت

بدلاً من تبني سياسات اقتصادية شاملة ومستدامة، تعتمد الحكومة على حلول قصيرة الأمد، مثل زيادة الضرائب ورفع أسعار الوقود، مما يؤدي إلى تعميق الأزمة. هذه السياسات تؤدي إلى نتائج كارثية، حيث تفشل في تحقيق التنمية الاقتصادية المطلوبة، بينما تزيد من معاناة المواطنين.

في الوقت الذي تحتاج فيه مصر إلى إصلاحات اقتصادية حقيقية تركز على زيادة الإنتاج المحلي، وتحسين إدارة الموارد العامة، والحد من الفساد، تواصل الحكومة اتخاذ قرارات تزيد من الأعباء دون تقديم حلول فعالة.

ختامًا: مستقبل مظلم ينتظر المصريينإن القرارات المتتالية برفع أسعار الوقود وما يتبعها من زيادات في أسعار السلع والخدمات تعكس فشل الحكومة المصرية في إدارة الاقتصاد.

ومع كل زيادة جديدة، يزداد الفقر وتتفاقم الأزمات الاجتماعية، مما يضع مستقبل البلاد في مهب الريح.يبدو أن الفقراء والطبقة المتوسطة في مصر هم من سيدفع الثمن الأكبر لهذه السياسات، بينما تستمر الحكومة في اتباع نهج الترميم المؤقت بدلاً من معالجة جذور الأزمة الاقتصادية.

في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال: إلى متى يستطيع المصريون تحمل المزيد من الأعباء؟

*السيسي والوزير قاما بتخريب وتدمّير مصنع الفويل في الاسكندرية

قبل أيام، استعرض السيسي وزمرته العسكرية جداول الاستيراد التي سخر منها واستنكرها، خلال إحدى احتفالاته العسكرية، ومن ضمن ما سخر منه السيسي “الفويل”، وهي رقائق الألومنيوم التي تُستخدم في مطابخ المصريين.

وتناسى السيسي أنه هو ووزيره المحبوب كامل الوزير كانا قد أصدرا قرارًا بإغلاق المصنع الأبرز والأهم في مجال الألومنيوم في الإسكندرية قبل عشر سنوات.

مصنع رقائق الألومنيوم التابع لشركة النحاس، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، كان يُعد من أقدم مصانع تصنيع “ورق الفويل” حتى إغلاقه قبل 10 سنوات، وانتزاع ملكية أرضه في 2020 لصالح الهيئة القومية للأنفاق، بناءً على توصية من وزير النقل كامل الوزير.

خلال حديثه في السبت، 12 أكتوبر 2024، أثناء افتتاح محطة قطار بشتيل، تحدث السيسي عن تكلفة استيراد بعض المنتجات من الخارج، وعدد أمثلة منها “ورق الفويل”، الذي قال إن تكلفة واردات مصر منه بين 2014 و2023 بلغت “500 مليون دولار.. مبنعملوش”.

تصريحات السيسي جاءت بعد أيام من تصريحات لوزير النقل والصناعة كامل الوزير في مجلس النواب، انتقد فيها عدم “وجود مصنع واحد ينتج الفويل في مصر”، مشيرًا إلى أن تكلفة استيراد ورق الفويل تبلغ “140 مليون دولار سنويًا.”

ويتبع مصنع رقائق الألومنيوم لشركة النحاس، والذي كان يُعد من أقدم مصانع تصنيع “ورق الفويل” حتى إغلاقه قبل 10 سنوات، وانتزاع ملكية أرضه لصالح الهيئة القومية للأنفاق.

حتى عام 2019، كانت صفحة شركة النحاس المصرية على فيسبوك تروج لبيع منتجات من رقائق الألومنيوم تشمل “فويل منزلي، وفرش البوتجاز”، بالإضافة إلى إنتاج صناعي حسب الطلب، قبل توقف الشركة فجأة عن الترويج لمنتجاتها من الفويل.

وفي تصريحات لعدد من عمال شركة مصر للنحاس لمنصة “متصدقش”، أوضحوا أن بيع منتجات الفويل كان من المخزون المتبقي في مصنع رقائق الألومنيوم التابع للشركة والذي تم إغلاقه قبل عام 2014، وأن الشركة حاليًا لا تُصنع الفويل.

تأسس مصنع رقائق الألومنيوم عام 1960 على قطعة أرض في منطقة حجر النواتية بالإسكندرية، وكان المصنع الوحيد الذي ينتج رقائق الألومنيوم، من بينها الفويل، بأحجام وأوزان متنوعة.

عمليات الإنتاج كانت تبدأ بمرحلة الصب عبر 3 خطوط تحتوي على أفران صهر، وتحويل المعدن السائل إلى لفات، ثم الدرفلة، ثم التجهيز النهائي قبل شحن المنتجات إلى العملاء محليًا ودوليًا.

المصنع كان جزءًا من أرض مساحتها نحو 217.5 ألف متر مربع، مملوكة لشركة النحاس، وفق مذكرة تفصيلية بعنوان “مترو الإسكندرية الإقليمي – أبو قير إلى محطة مصر”، صادرة عن الهيئة القومية للأنفاق.

ووفق التقارير الإخبارية، توضح المذكرة محتويات أرض شركة النحاس والتي تشمل “بعض المباني/الهياكل غير المستخدمة حاليًا وهي مصنع رقائق معدنية، مستودعات، منشآت للعمال، مركز تدريب لقيادة القطارات، وملاعب مملوكة لشركة النحاس.”

وقال أحد العاملين في تصريحات صحفية إن “أرض المصنع سلمناها لكامل الوزير اللي بيعملها مترو دلوقتي”، وعندما سئل عن سبب غلق المصنع قال: “مقدرش أكلمك في حاجات زي دي”.

مصدر آخر أوضح أن المصنع تم إغلاقه قبل 10 سنوات بدعوى تحقيق خسائر، وجرى تكهين معداته وبيعها في مزاد، وهدمه، ونزع ملكية أرضه لصالح الهيئة القومية للأنفاق بدون مقابل.

الدولار سبب الخسائر

تقارير محلية نشرت في 2012 أشارت إلى تراجع في مبيعات شركة النحاس بنحو 35% بسبب ارتفاع سعر الدولار في ذلك الوقت.

وحققت شركة النحاس، التي كان مصنع رقائق الألومنيوم جزءًا منها، خسائر بلغت 112 مليون جنيه خلال العام المالي 2017-2018، مقارنة بخسائر بلغت 72 مليون جنيه في العام المالي 2016-2017.

وواصلت تحقيق خسائر سنوية بلغت 168 مليون جنيه في العام المالي 2019-2020، مقابل 152 مليون جنيه في العام المالي 2018-2019، لكنها عادت لتحقق أرباحًا في العام المالي 2022-2023 بنحو 58 مليون جنيه، مقابل خسائر بنحو 47 مليون جنيه في العام المالي السابق، وفق نتائج أعمال الشركة.

 كامل الوزير ودوره في الخراب

صدر قرار رئيس مجلس الوزراء بنزع ملكية أرض شركة النحاس لصالح الهيئة القومية للأنفاق في 19 نوفمبر 2020، ونُشر في الجريدة الرسمية.

نص القرار على أن “مشروع المرحلة الأولى لمترو أبو قير يعد من أعمال المنفعة العامة”، ويتضمن الاستيلاء على الأراضي اللازمة لتنفيذ المشروع، بما فيها أرض مصنع الفويل.

وهكذا، تفقد مصر قدراتها الإنتاجية في العديد من المجالات، وتتحول إلى الاستيراد ودفع الدولارات، ورغم دور السيسي ونظامه في هذا التخريب، يخرج ليسخر من استيراد المنتجات التي عطل إنتاجها بقراراته.

* قرارات حكومة الانقلاب فشنك 13 ألف مصنع متعثر أغلقت أبوابها وسرحت العمالة

يواجه القطاع الإنتاجي خاصة القطاع الصناعي ، أزمات عديدة، ، في ظل سيطرة عصابة العسكر، التي تعمل من أجل مصالحها الخاصة وبناء أمجاد شخصية ، على حساب المجتمع والدولة والمواطنين، غير عابئة بالمردود الاقتصادي أو الديون التي تفاقمها على عاتق الأجيال القادمة. 

ومع تفاقم الأوضاع والتدهور الاقتصادي وأزمات الديون أصبحت آلاف المصانع والشركات الخاصة في مواجهة مباشرة مع أزمات التعثر والإغلاق وتشريد العاملين بها، حيث يواجه أكثر من 13 ألف مصنع تحديات مستمرة، تقودها للتعثر والإغلاق، لأسباب تتعلق بالتكاليف المالية، وشح المواد الخام، وتراجع التمويل، علاوة على تعويم الجنيه وزيادة الفائدة البنكية، والتي تعطل المصانع والشركات ، وتزيد عليها الأعباء  المالية. 

أما الشركات والمصانع الحكومية  فتقف أمام كارثة من نوع آخر، تدور حول التعثر، سواء الطبيعي أو المخطط لأجل الوصول إلى  البيع أو التخارج الحكومي أو التصفية والبيع أو التخريد. 

هذه الكوارث يدفع ثمنها العمال الذين يواجهون التشرد والبطالة، لأنها تتسبب في إغلاق المصانع وبيع الشركات، حيث تأخذ الأزمة العديد من الأشكال ، التي تترجمها قرارات حكومة الانقلاب، أو قرارات المستثمرين في إغلاق مصانعهم، وتشريد العمالة، وخفض قدرات مصر الإنتاجية .

ورغم تصريحات حكومة الانقلاب، حول خطط الاستثمار والتطوير وإقالة تعثر الشركات والمصانع المهددة بالإغلاق، إلا أن القرارات والسياسات على أرض الواقع  تنافى الخطط والتصريحات تماما، وكانت الخطة الاستراتيجية لرؤية مصر 2030 ، قد تضمنت بندًا رئيسيًا يهدف إلى تعزيز التصنيع، وزيادة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة فرص العمالة الصناعية بحلول عام 2030، إلا أن ذلك لم يتحقق منه شيء حتى الآن . 

مصانع متعثرة

في هذا السياق أكد اتحاد الصناعات المصرية أن عدد المصانع التي أغلقت أبوابها وتوقفت عن الإنتاج، وسرحت العمالة تزايد مؤخرا إلى أكثر من 13 ألف مصنع، بسبب الأزمة الاقتصادية. 

فيما كشفت هيئة التنمية الصناعية، أن عدد المصانع في مصر يتجاوز 34 ألف مصنع، باستثمارات تتخطى الـ300 مليار جنيه .

وقالت الهيئة: إن “أعداد المصانع المتعثرة بلغت 8222 مصنعًا بحسب اتحاد نقابات عمال مصر، أما اتحاد المستثمرين فيقدرها بـ1500 مصنع متعثر حتى عام 2013، منها 40% في قطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، بينما الاتحاد المصري للعمال والفلاحين يقدرها بـ4500 مصنع كانت تضم أكثر من 250 ألف عامل. 

وأشارت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت حالات تصفية لعدد من شركات قطاع الأعمال العام، مثل الشركة القومية للأسمنت في عام 2018، والحديد والصلب بحلوان في 2021، والنصر لصناعة الكوك في 2022 .

بدون نتائج

وأكد محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية، أن قرارات حكومة الانقلاب الصادرة لحل أزمة المصانع المتعثرة قرارات فشنك لم تحقق الهدف المرجو منها حتى الآن، موضحا أن القرارات السابقة لم تؤتِ ثمارها بشكل ملموس على أرض الواقع، وأنه لا يمكن اعتبار القرارات الجديدة جادة حتى يتم تطبيقها فعليًا.

وقال المهندس في تصريحات صحفية: إن “قطاع الصناعة يعاني من مشاكل متراكمة، لا تقتصر على قطاع بعينه، مشيرًا إلى أن العديد من المصانع المتعثرة ترفض الإفصاح عن أزماتها خوفًا من التأثير على سير أعمالها”. 

وكشف أن أبرز مشكلات المصانع تشمل الأزمات المالية والإدارية المتعلقة بالجهاز المصرفي وأجهزة دولة العسكر مثل جهاز التنمية والسجل الصناعي. 

وشدد المهندس على أن قرارات حكومة الانقلاب المتخذة منذ عام 2019 لحل مشكلات المصانع المتعثرة لم تحقق النتائج المرجوة منها حتى الآن. 

فجوة تمويلية

 وأكد الباحث في الاقتصاد السياسي، وائل جمال رئيس وحدة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية ، وجود مشاكل جوهرية في برامج حكومة الانقلاب الاقتصادية التي تعلنها سواء بالاتفاق مع صندوق النقد الدولى أو غيره، موضحا أن هذه المشاكل تتمثل في غياب الشفافية، وعدم وضوح آليات تنفيذ هذه البرامج، مما يُثير قلق المواطنين ويُفقد الثقة بجدوى هذه البرامج الحكومية .

وقال جمال في تصريحات صحفية : “لا أعتقد أن هذه البرامج وطنية، مشيرا إلى أن هناك أبعادا أخرى تتعلق بعوائد بيع الأصول المملوكة للمصريين فهي لا تهدف لتطوير الاقتصاد أو تنمية الإنتاج أو زيادة الصادرات”.

وتساءل: هل يعكس قرار حكومة الانقلاب الأخير بشأن المصانع المتعثرة، والذي يسمح بسحب المصانع من أصحابها في حال عدم قدرتهم على إعادة تشغيلها حاجة دولة العسكر الماسة إلى سيولة نقدية رغم التدفقات المالية الكبيرة التي تلقتها مؤخرًا؟  مؤكدا أن الفجوة التمويلية التي تعاني منها حكومة الانقلاب ضخمة، والتدفقات المالية لا تصل في يوم وليلة وإنما على دفعات. 

وطرح جمال عددا من الأسئلة الأخرى: ما هي الأصول المستهدفة بالتصفية؟ وهل تُستخدم في تمويل مشاريع تنموية جديدة أم تُوجه لسد العجز في الموازنة؟ هل هناك شفافية في كيفية استخدام هذه العوائد؟ 

وأجاب بالقول: “بالطبع جزء منها يذهب لسداد أقساط الديون وفوائدها وزيادة حجم الاحتياطي النقدي، ولكن لا نعلم المزيد عن المجالات الآخرى التي توجه إليها”. 

وعن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لبرنامج الطروحات أو تصفية الأصول على المواطنين، حذر جمال من أن ذلك يعني تخلي دولة العسكر عن مسؤولياتها تجاه الخدمات المقدمة للمواطن بأسعار مناسبة من جهة، وبيع الأصول والشركات القيمة مقابل الحصول على إيرادات لمرة واحدة بدلا من الاستفادة من الأرباح السنوية لتلك الأصول سواء كانت شركات أو مصانع أو بنوكا أو عقارات .

*مصر على حافة الانهيار: هل تبيع الحكومة اقتصادها

الجدل حول استراتيجية الحكومة بين بيع الشركات أو الاستثمار فيها أصبح حديث الساعة فقد أثار الكثير من القلق والجدل وأصبحنا نتساءل جميعا عن مصير القطاع العام في البلاد فهل هي خطوة ذكية أم انتحارية فخبراء الاقتصاد يرون أن بيع الأصول يمثل نهجا غير مستدام.

بينما يرى آخرون أن هذا النهج يعكس ضرورة ملحة للحصول على الأموال خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية الراهنة يتردد صدى السؤال من جديد هل الحكومة فعلا تتجه نحو البيع أم أن هناك خطة استراتيجية للاستثمار المستدام يتبعها الاقتصاد المصري في إطار متغيرات العالم اليوم.

مصر تواجه أزمة شديدة بسبب صعوبة الحصول على الدولار ما أجبر الحكومة على اللجوء إلى بيع شركات رابحة بصورة غير مسبوقة لتأمين مواردها المالية بما يتماشى مع شروط صندوق النقد الدولي وقد بلغت قيمة القرض الذي تسعى للحصول عليه 8 مليارات دولار الأمر الذي يزيد المخاوف بشأن جدوى بيع الأصول.

خبراء الاقتصاد يحذرون من أن بيع الأصول يعد خطوة كارثية فالأصول لا يمكن استرجاعها بعد البيع وأن دخل البيع ليس مستداما بل يمثل تراجعًا واضحًا في قدرة الحكومة على دعم الاقتصاد الوطني وتحفيز الاستثمار المحلي بل ويزيد من الاعتماد على الاستثمارات الأجنبية.

بحسب تقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء فإنه منذ مارس 2022 وحتى سبتمبر 2024 قامت الحكومة بطرح 17 شركة أمام المستثمرين حققت حصيلة وصلت إلى 5.7 مليار دولار على مدى عامين ونصف هل يعكس هذا نجاحا أم أنه استسلام للضغوطات المالية لا أحد يعرف.

استحوذت شركة أبوظبي التنموية القابضة على 8 شركات بمبلغ 2.6 مليار دولار وصندوق الاستثمار السعودي اشترى 4 شركات بـ 1.3 مليار دولار هذه الأرقام تنذر بخطورة الوضع إذ تواصل الحكومة بيع الأصول بينما تتلاشى فرص الاستثمار المحلي.

مجموعة طلعت مصطفى استحوذت على إحدى الشركات بمبلغ 800 مليون دولار أما شركة “جلوبال” الإماراتية فقد اشترت شركة أخرى بـ625 مليون دولار بينما أحرز رجل الأعمال أحمد عز فوزًا بشركة واحدة بمبلغ 245 مليون دولار ما يعكس حالة من الهستيريا الاستثمارية للأجانب.

في السياق نفسه، مستثمرون في البورصة اقتنصوا شركة بمبلغ 128 مليون دولار وشركة الأصباغ الوطنية القابضة الإماراتية استحوذت على شركة مقابل 17 مليون دولار إذاً الوضع يزداد تعقيدًا على الحكومة المصرية مع تزايد الضغوطات الخارجية والمحلية.

الأمر لا يتوقف هنا فاستمرار الحكومة في بيع الشركات الرابحة يزيد من تخوف المستثمرين المحليين من المستقبل وقد يؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد ما يطرح تساؤلات حول المستقبل الاستثماري لمصر.

يجب على الحكومة أن تعيد النظر في استراتيجياتها الحالية هل تسعى فعلاً لبناء مستقبل مستدام أم أن هذه الخطوات تعبر عن فشل واضح في إدارة الاقتصاد الوطني إن التحديات التي تواجهها البلاد تتطلب اتخاذ قرارات جريئة وليس مجرد حلول وقتية.

إن الحكومة بحاجة إلى التحرك بسرعة لتحفيز الاستثمار المحلي وتقديم حوافز للمستثمرين بدلاً من بيع الأصول من أجل تسديد الديون وتحسين وضعها المالي فالاستثمار هو الطريق الصحيح نحو التنمية المستدامة.

البحث عن حلول استثمارية بعيدًا عن بيع الأصول يجب أن يكون هو الخيار الأول للحكومة فاستمرار بيع الشركات سيتسبب في تآكل الأساس الاقتصادي للبلاد وقد يكون له آثار سلبية طويلة الأمد.

فهل تتمكن الحكومة من تجاوز هذه الأزمات والتوجه نحو الاستثمار المستدام بدلاً من الاعتماد على مبيعات الأصول الكارثية التي تؤثر سلبًا على مستقبل البلاد أم أن الأوضاع ستسوء أكثر في ظل عدم وجود خطط واضحة؟

الوقت قد حان للوقوف أمام هذه الحقائق الصادمة يجب على الحكومة أن تفكر جيدًا قبل اتخاذ أي قرارات قد تؤثر سلبًا على مستقبل الأجيال القادمة فعليها أن تدرك أن الاقتصاد الوطني ليس سلعة تباع وتشترى.

ويبقى السؤال المحوري عالقًا هل الحكومة بصدد بيع شركاتها أم أنها تسعى للاستثمار في مستقبل أفضل فإذا كانت الإجابة هي البيع فقد يكون هذا بداية النهاية للقطاع العام في مصر.

المستقبل لا يحتمل المزيد من الأخطاء الاقتصادية والسياسات قصيرة النظر يجب على الحكومة أن تختار بحذر بين الطريق الذي ستسلكه الآن من أجل إنقاذ البلاد وتأمين مستقبلها.

*أسعار البيض ترتفع بلا رحمة: أزمة تثير الرعب في الأسواق

تشهد الأسواق المصرية أزمة متفاقمة في أسعار كرتونة البيض إذ قفزت أسعارها بشكل غير مسبوق إذ تجاوزت عتبة المائة والثمانين جنيها بعد أن كانت تسعة وتسعين جنيها العام الماضي وهذا الارتفاع يثير القلق في نفوس المستهلكين.

تتعدد أسباب هذا الارتفاع المدوي إذ يشير أحمد نبيل رئيس شعبة بيض المائدة إلى نقص حاد في المعروض بالأسواق حيث يضطر العديد من المربين إلى التخارج من الإنتاج نتيجة أزمة الأعلاف المستمرة منذ عامين.

تشكل أزمة الأعلاف العامل الأساسي في هذه الكارثة الاقتصادية حيث تكبد المربون خسائر فادحة نتيجة ارتفاع أسعارها بنسب تفوق الخمسمائة في المائة ما أدى إلى تراجع الإنتاج بصورة غير مسبوقة ويزيد الطين بلة الارتفاع الفاحش في أسعار اللقاحات اللازمة للدواجن.

تظهر الأرقام الصادمة أن سعر الكتاكيت البياض ارتفع من إحدى عشر جنيها في عام 2023 إلى مائة جنيه في 2024 وهذا الفارق الكبير يفاقم أزمة الأسعار ويعكس حالة من التردي في قطاع الدواجن.

لم تتوقف المأساة عند هذا الحد إذ تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على الإنتاجية وتساهم في تراجع كميات البيض المعروض مما يزيد من حدة الأزمة ويساهم في زيادة الأسعار بشكل جنوني.

يعاني المستهلكون من صدمة مزدوجة نتيجة الارتفاع المذهل في سعر كرتونة البيض الفارغة حيث سجلت الأسعار مستويات غير مسبوقة وصلت إلى مئتين وخمسة وثلاثين قرشًا الأمر الذي ساهم في رفع التكلفة الإجمالية بشكل كبير.

تتسبب الزيادة المستمرة في أسعار الأعلاف في تعميق الأزمة حيث بات سعر طن الذرة الصفراء يبلغ ثلاثة عشر ألف جنيه بدلاً من أحد عشر ألف جنيه كما ارتفع سعر طن الصويا إلى أربعة وعشرين ألف جنيه ما يزيد من صعوبة الوضع على المربين.

يتطلع الكثيرون إلى تدخل الحكومة لإنقاذ الوضع لكن حتى الآن لا توجد مؤشرات واضحة تدل على وجود خطة فعالة لمعالجة الأزمة الحالية التي تلوح في الأفق.

تشير التوقعات إلى أن استمرار هذه الوضعية قد يؤدي إلى موجة جديدة من الغضب الشعبي حيث يعاني المواطنون من تدني مستويات المعيشة في ظل هذه الارتفاعات المتلاحقة.

في ظل هذا الوضع المتأزم يطالب المربون بتعويضات عاجلة ودعم حكومي لتخفيف حدة الأزمة إذ أن الوضع الحالي يهدد بتفشي الفقر في مجتمع يعاني أصلاً من مشاكل اقتصادية خانقة.

تشير الأرقام إلى أن أسعار البيض يمكن أن تستمر في الارتفاع في حالة عدم اتخاذ إجراءات جادة لمواجهة تلك التحديات مما قد يتسبب في أزمة غذائية حقيقية في البلاد.

تتجلى الأزمة بشكل واضح في الأسواق إذ يعاني التجار والموزعون من صعوبة في تأمين الكميات اللازمة من البيض مما يؤدي إلى شح في المعروض وبالتالي زيادة الأسعار.

تشكل هذه الكارثة تحدياً حقيقياً للقطاع الزراعي ويعكس عدم استقرار السوق وغياب التخطيط السليم وهذا الأمر يتطلب وقفة جادة من الجهات المختصة للتصدي للأزمات التي تلوح في الأفق.

إن قطاع الدواجن بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة ودعم حكومي لضمان استدامته وضمان توفير منتج غذائي أساسي بأسعار معقولة تناسب الجميع.

وتبقى علامات الاستفهام قائمة حول مستقبل أسعار البيض في مصر وسط هذه المعطيات المتغيرة والظروف الصعبة التي تعصف بالأسواق ويحتاج المواطنون إلى حلول جذرية عاجلة.

أموال الامارات توقف دعم السيسي للجيش السوداني على حساب الأمن القومي المصري.. الجمعة 18 أكتوبر 2024م.. الأزهر ينعى شهداء المقاومة الفلسطينية ويشيد ببسالتهم

أموال الامارات توقف دعم السيسي للجيش السوداني على حساب الأمن القومي المصري.. الجمعة 18 أكتوبر 2024م.. الأزهر ينعى شهداء المقاومة الفلسطينية ويشيد ببسالتهم

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* ظهور 25 معتقلا من المختفين قسريا أمام “أمن الدولة العليا”

ظهر بنيابة أمن الدولة العليا بالتجمع بالقاهرة 25 من المعتقلين المختفين قسريا وتم التحقيق معهم وحجزهم 15 يوما على ذمة التحقيق
والمعتقلون هم:
1. إبراهيم أبو العنيين إبراهيم أبو العنيين
2. أحمد سید أحمد عبد الله
3. أحمد على محمد إبراهيم العسال
4. جبر السيد محمد السيد حجي
5. سامح محمد محمد أبو سيد
6. سلامة محمد سلامة محمد
7. سمير محمد إبراهيم مبارك
8. شيرين محمد عبد الحميد درويش
9. صلاح عبد الحميد حسن الحمراوي
10. عادل عبد الحميد عبد الغني الخبيري
11. عبد الرحمن الدكروري أحمد حسانين
12. عبد الرحمن حسن السيد الشامي
13. عبد العزيز محمد السيد محمد عبده
14. عبد الله جمال إبراهيم حسن
15. عصام الدين أحمد شرف الغرباوي
16. عمرو مجدي محمد السيد
17. لؤي عبد الرازق عبد الله عبد الرازق أحمد
18. محمد البدر سيد عبد الله النحال
19. محمد جمال عبد المقصود جعفر
20. محمد حسنى عبد الفتاح مرزوق
21. محمد سعد محمد عوف
22. محمد عبد اللطيف عبدالستار بدوي
23. محمود مصطفى سيد أحمد النجار
24. مصطفى السعيد عبد الوهاب علي
25. مصعب حسن محمد المطري

*الأزهر ينعى شهداء المقاومة الفلسطينية ويشيد ببسالتهم

ينعى الأزهر الشريف شهداء المقاومة الفلسطينية» الأبطال، الذين طالتهم يد صهيونية مجرمة، عاثت في أرضنا العربية فسادًا وإفسادًا، فقتلت وخرَّبت، واحتلت واستولت وأبادت أمام مرأى ومسمع من دول مشلولة الإرادة والقدرة والتفكير، ومجتمع دولي يغط في صمت كصمت الموتى في القبور، وقانون دولي لا تساوي قيمته ثمن المِداد الذي كُتبَ به.

ويؤكد الأزهر أن شهداء «المقاومة الفلسطينية» كانوا مقاومين بحق، أرهبوا عدوهم، وأدخلوا الخوف والرعب في قلوبهم، ولم يكونوا إرهابيين كما يحاول العدو تصويرهم كذبًا وخداعًا، بل كانوا مرابطين مقاومين متشبثين بتراب وطنهم، حتى رزقهم الله الشهادة وهم يردون كيد العدو وعدوانه، مدافعين عن أرضهم وقضيتهم وقضيتنا؛ قضية العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

والأزهر إذ ينعى «شهداء المقاومة الفلسطينية»، فإنه يشدِّد على أهمية فضح كذب الآلة الإعلامية الصهيونية وتدليسها، ومحاولتها تشويهَ رموز المقاومة الفلسطينية في عقول شبابنا وأبنائنا، وتعميم وصفهم بالإرهابيين، مؤكدًا أن المقاومة والدفاع عن الوطن والأرض والقضية والموت في سبيلها شرفٌ لا يضاهيه شرف.

 

*زيادة سعر البنزين والسولار للمرة الثالثة في 2024 تُشكّل صدمة جديدة للمواطنين

أقدمت لجنة تسعير المواد البترولية على زيادة أسعار البنزين والسولار بجميع أنواعه للمرة الثالثة في 2024، وذلك اعتبارًا من الساعة السادسة صباح اليوم الجمعة، مما شكل صدمة جديدة للمواطنين.

ارتفاع أسعار البنزين والسولار: زيادة ملحوظة تؤثر على سوق الوقود المصري

أعلنت وزارة البترول المصرية عن زيادة جديدة في أسعار الوقود، حيث شمل القرار رفع أسعار البنزين والسولار، مما سيؤثر بشكل مباشر على مختلف القطاعات الاقتصادية.

تضمنت الزيادة ارتفاع سعر بيع اللتر من البنزين 80 أوكتين ليصل إلى 13.75 جنيه، بعد أن كان 12.25 جنيه في يوليو الماضي. كما زاد سعر بيع اللتر من البنزين 92 أوكتين إلى 15.25 جنيه شاملًا ضريبة القيمة المضافة، مقارنةً بسعره السابق البالغ 13.75 جنيه. أما بالنسبة للبنزين 95 أوكتين، فقد ارتفع سعر اللتر ليصل إلى 17 جنيه، بعد أن كان 15 جنيهًا.

وبالنسبة للسولار، فإن سعر البيع الجديد للتر بالمواصفات العادية أصبح 13.5 جنيه بدلاً من 11.5 جنيه. كما شهد سعر غاز السيارات زيادة حيث بلغ 7 جنيهات للمتر المكعب، بعد أن كان 6.5 جنيه.

تأتي هذه الزيادات في إطار التوجه العام للحكومة لتحسين الأوضاع الاقتصادية، ونسعى جاهدين لتحقيق توازن بين متطلبات السوق ومصلحة المواطن، قال أحد المسؤولين في وزارة البترول.

سعر البنزين والسولار الجديد

تعدل الحكومة المصرية أسعار الوقود كل ثلاثة أشهر منذ تطبيق آلية التسعير التلقائي لبعض المنتجات البترولية في 2019، كجزء من خطة تحرير الأسعار تدريجيًا للتخلص من الدعم الحكومي.

وتعتبر هذه الزيادة هي الثالثة في أسعار الوقود منذ أن قام صندوق النقد الدولي بتوسيع برنامج قروضه للبلاد بمقدار خمسة مليارات دولار.

زيادة أسعار البنزين والسولار للمرة الثالثة في 2024: خطوات جديدة من وزارة البترول لتحقيق التوازن الاقتصادي

أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، اليوم الجمعة، 18 أكتوبر 2024، عن إجراء تعديلات جديدة على أسعار البنزين والسولار، تأتي في إطار جهودها لتقليل الفجوة بين أسعار البيع وتكاليف الإنتاج المرتفعة.

أكدت الوزارة أن هذا القرار، الذي يمثل الزيادة الثالثة خلال عام 2024، يهدف إلى معالجة التحديات الاقتصادية الحالية وتهيئة مناخ أفضل للتعامل مع تكاليف الاستيراد. وأشارت إلى أن اللجنة المعنية قررت تأجيل جلستها القادمة إلى بعد ستة أشهر، مما يعكس التوجه نحو سياسة استقرار الأسعار في الفترة المقبلة.

وتعليقًا على هذا القرار، أوضح مسئول في وزارة البترول: “نحن ملتزمون بتحقيق التوازن في سوق المنتجات البترولية، ونعلم أن هذه الخطوات قد تكون صعبة على المواطنين، لكننا نسعى لتحسين الوضع الاقتصادي ككل وضمان استدامة الإمدادات”.

 

* تحليل سيناريوهات الصراع في القرن الأفريقي: لعبة الجغرافيا السياسية بين مصر وإثيوبيا

تشهد منطقة القرن الأفريقي صراعًا متصاعدًا بين مصر وإثيوبيا يتأصل في قضايا معقدة تتعلق بأمن المياه والنفوذ الإقليمي. يكمن جوهر هذا الصراع في مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي اكتمل في عام 2023 على النيل الأزرق. تعد إثيوبيا السد ضروريًا لتنميتها الاقتصادية وتعزيز نفوذها في حوض النيل، مما يثير قلق مصر التي تعتمد على النيل لتلبية أكثر من 90٪ من احتياجاتها المائية.

إلى جانب قضية سد النهضة، أصبحت الصومال ساحة أخرى لهذا التنافس. فمن خلال موقعها الاستراتيجي، تشكل الصومال محورًا مهمًا للأمن القومي لكلا البلدين. تسعى مصر مؤخرًا إلى توسيع تعاونها العسكري مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، في مواجهة النفوذ الإثيوبي المتزايد، لا سيما في منطقة أرض الصومال شبه المستقلة، التي تحظى بدعم إثيوبي عسكري واقتصادي.

يقدم موقعأسبابللشؤون الاستراتيجية تحليل يتناول فيه أربعة سيناريوهات محتملة للصراع المتنامي بين مصر وإثيوبيا في الصومال. ويحدد العوامل المحركة لكل سيناريو، ويقيّم حالة عدم اليقين المحيطة بالأحداث الرئيسية، و المخاطر المحتملة على استقرار المنطقة وتداعيات التصعيد على الدول المجاورة. كما يقدم التحليل رؤية شاملة لاحتمالات تطور هذه السيناريوهات، مع التركيز على زاوية التنافس البحري وتأثيراته على الملاحة في قناة السويس.

خلفية تعريفية

يمثل الصراع المتصاعد بين مصر وإثيوبيا تحديًا جيوسياسيًا متجذرًا في قضايا معقدة تتعلق بأمن المياه والنزاع على النفوذ الإقليمي. في قلب هذا الصراع يكمن سد النهضة الكبير، وهو مشروع ضخم أكملته إثيوبيا على النيل الأزرق عام 2023، وتعتبره حيويا لتنميتها الاقتصادية ولتأكيد نفوذها في حوض النيل، بما في ذلك على مصر. بينما تنظر القاهرة للمشروع كتهديد لأمنها المائي؛ نظرًا لاعتمادها على النيل لأكثر من 90٪ من احتياجاتها من المياه.

غير بعيد عن سد النهضة، برزت المنافسة في الصومال كساحة معركة رئيسة أخرى لهذا الصراع. والصومال، بموقعها الاستراتيجي هي نقطة محورية للأمن القومي المصري والإثيوبي. لذلك؛ وسعت مصر مؤخرا تعاونها العسكري مع الحكومة الفيدرالية الصومالية بهدف تحدي نفوذ إثيوبيا المتزايد، وخاصة في منطقة أرض الصومال شبه المستقلة، والتي تدعمها إثيوبيا عسكريا واقتصاديا.

تشمل الاتجاهات الرئيسة التي تشكل الصراع رغبة إثيوبيا في توسيع نفوذها في البحر الأحمر وتأمين الوصول البحري عبر أرض الصومال، وبناء قدرات بحرية عسكرية. وهو ما يقابله جهود مصر لمنع أي تهديدات لإمدادات مياه النيل، والحد من قدرة إثيوبيا على التأثير على الملاحة في قناة السويس

إن عدم الاستقرار الداخلي في كل من إثيوبيا والصومال، مدفوعا بالصراعات العرقية والنشاط المسلح (خاصة من حركة الشباب)، وهياكل الحكم الهشة، يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي. وقد يترك انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي من الصومال فراغًا تستغله مصر وإثيوبيا لتعزيز مصالحهما من خلال الوكلاء، بدلاً من المواجهة العسكرية المباشرة، التي تظل مقيدة بالجغرافيا واللوجستيات.

وتشمل التحديات المقبلة إمكانية تحول الحرب بالوكالة في الصومال إلى صراع إقليمي أوسع، يشمل تدخل دول مجاورة مثل السودان وإريتريا وجيبوتي، وربما كينيا. كما يمكن أن تصبح الطرق البحرية الإستراتيجية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، عرضة للاضطرابات مع تصاعد التوترات العسكرية.

في الوقت الحاضر، لا يزال الوضع متقلبًا، مع مسارات مستقبلية محتملة، تتراوح من استمرار الصراع بالوكالة في الصومال، إلى خطر التصعيد العسكري المباشر بين مصر وإثيوبيا. وهناك مسار أقل احتمالا نحو الحل الدبلوماسي، مدفوعا بالوساطة الدولية. وستعتمد النتيجة على مجموعة من العوامل، بما في ذلك قدرة مقديشو وأرض الصومال على تأكيد السيطرة المحلية، وتصرفات الجهات الخارجية مثل تركيا والاتحاد الأفريقي، والأهم من ذلك، الأولويات الإستراتيجية لطرفي الصراع الرئيسين: مصر وإثيوبيا.

لفهم هذه الديناميات، يهدف تحليل السيناريوهات التالي لاستكشاف المسارات المحتملة، ويوفر فهماً شاملاً للمخاطر والتحديات المحتملة التي تنتظر منطقة القرن الأفريقي، وذلك من خلال البحث في العوامل الدافعة وأوجه عدم اليقين والتداعيات.

في هذا السيناريو، وضح تحليل موقع “أسباب” كيف أن مصر وإثيوبيا تجد نفسيهما عالقتين في مأزق دبلوماسي طويل الأمد بشأن مصالحهما المتنافسة في منطقة القرن الأفريقي وسد النهضة. وتظل التوترات بين البلدين مرتفعة، لكن كل منهما يتجنب اللجوء للتصعيد العسكري، في ظل توازن إجراءات الردع، ويركز على الاستفادة من الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية لإضعاف نفوذ الآخر. وتعزز مصر تعاونها العسكري مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، بهدف مواجهة الوجود المتزايد لإثيوبيا ونفوذها في أرض الصومال، في حين تعمق إثيوبيا دعمها لأرض الصومال لتأمين الوصول البحري الاستراتيجي الحاسم من خلال ميناء بربرة.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها القوى الخارجية مثل تركيا والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي للتوسط، فإن المحاولات الدبلوماسية لحل النزاع تفشل في تحقيق اختراق جوهري، ولكنها تنجح عموما في احتواء التوتر العسكري. وتتعقد جهود الوساطة هذه بسبب المصالح الإستراتيجية الراسخة لكل من مصر وإثيوبيا، ومع مرور الوقت، يتعمق الجمود الدبلوماسي، حيث تظل كل من مصر وإثيوبيا غير راغبة في تقديم تنازلات بشأن مصالحهما الأساسية.

ومع انسحاب قوات حفظ السلام أوائل 2025، ينشأ بعض الفراغ الأمني في أجزاء من البلاد، حيث لا تتمتع القوات الجديدة بنفس خبرة القوات السابقة. وتستغل كل من مصر وإثيوبيا هذا الفراغ لتعزيز أهدافهما الاستراتيجية. وتقع اشتباكات متقطعة بين القوات الصومالية، والميليشيات المدعومة من إثيوبيا من أرض الصومال على طول الحدود المتنازع عليها، لكنها تظل محدودة النطاق، دون تمدد الصراع على نطاق أوسع. وبينما تتمسك أرض الصومال، بدعم إثيوبي، بمساعي الانفصال، فإنها تظل غير قادرة على تحقيق تقدم ملموس، كما تظل مقديشو غير قادرة على ممارسة سيادتها على هرجيسا.

وتتصاعد الحروب الإعلامية والعداءات الدبلوماسية بين مصر وإثيوبيا في المحافل الدولية. وتواصل مصر اتهام إثيوبيا بتعريض أمنها المائي للخطر، في حين تصور إثيوبيا الوجود العسكري المصري في الصومال باعتباره قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة. ويستخدم كلا البلدين الخطاب الإعلامي لبناء الدعم من القوى الخارجية وممارسة الضغط على منافسيهما

أما تركيا، التي تربطها علاقات بكل من إثيوبيا والصومال، فستكون عالقة في عملية موازنة دبلوماسية معقدة، وتكافح من أجل التوسط. لكنّ التزامها العسكري تجاه الصومال سيمثل رادعا ضد محاولات إثيوبيا لفرض أمر واقع في أرض الصومال. وفي الوقت نفسه، ستجد الإمارات نفسها ممزقة بين مصالحها الاقتصادية في ميناء بربرة في أرض الصومال وتحالفها الاستراتيجي الأوسع مع مصر

قد تستغل حركة الشباب تشتيت الصراع الشمالي مع أرض الصومال لإعادة تجميع صفوفها وشن هجمات جديدة في مناطق أخرى. وعلى الرغم من المساعدات العسكرية المصرية، ستواجه الحكومة الصومالية صعوبات للحفاظ على الأمن والسيطرة في جنوب الصومال، ويستنزف الصراع الموارد والقوى العاملة، مما يدفع الصومال إلى مزيد من عدم الاستقرار.

سيناريو (2): الصراع العسكري بالوكالة في الصومال – مرجح/احتمالية متوسطة

في هذا السيناريو، تتجنب مصر وإثيوبيا المواجهة العسكرية المباشرة لكنهما تنخرطان في صراع بالوكالة من خلال القوات والتحالفات المحلية في الصومال. وستكون مصر جادة في الحد من نفوذ إثيوبيا المتزايد في منطقة القرن الأفريقي، ولذلك؛ ستعزز تعاونها العسكري مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، بما في ذلك نشر قوات عسكرية بموجب اتفاق الدفاع الموقع في أغسطس/آب 2024 بين مصر والصومال، بحجة مكافحة الإرهاب واستقرار المنطقة. ومع ذلك، فإن الهدف الاستراتيجي الأساسي هو مواجهة هيمنة إثيوبيا الإقليمية، وخاصة بعد استكمالها لسد النهضة.

تنظر إثيوبيا إلى وجود مصر في الصومال باعتباره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وتصعد دعمها لأرض الصومال تمسكا لخططها لإعادة بناء قوتها البرية. ومن ثم، تعزز إثيوبيا القدرات العسكرية لأرض الصومال من خلال شحنات الأسلحة والتدريب والدعم المالي، بهدف تعزيز وجودها في المنطقة واستخدام أرض الصومال كقوة موازنة لنفوذ مصر المتزايد في الصومال.

ستنتهي قوة الاتحاد الأفريقي ATMIS في أوائل عام 2025، وهي عملية انتقالية استندت إلى خبرة قوات أميصوم الطويلة في الصومال. وثمة شكوك حول قدرة القوات الأفريقية الجديدة على ملء الفراغ خاصة وأنه لم يعلن بعد قوامها والدول المشاركة فيها، باستثناء مصر وجيبوتي. وتستغل القوات المدعومة من إثيوبيا في أرض الصومال هذا الوضع، لتأكيد سيطرتها على الأراضي المتنازع عليها وفرض استقلال أرض الصومال. وفي الوقت نفسه، تحاول الحكومة الفيدرالية الصومالية، التي يشجعها الدعم العسكري المصري، استعادة السيطرة على أرض الصومال، مما يؤدي إلى زيادة المواجهات العسكرية بين القوات الصومالية والميليشيات المدعومة من إثيوبيا. وتحدث هذه الاشتباكات على طول الحدود المتنازع عليها ونقاط الاشتعال داخل أرض الصومال.

ويظل الصراع محلياً داخل الصومال، مع تجنب المواجهة العسكرية المباشرة بين مصر وإثيوبيا بسبب القيود اللوجستية والجغرافية. ومع ذلك، يؤدي الصراع بالوكالة إلى زعزعة الاستقرار المتزايدة في الصومال، وخاصة في أرض الصومال. كما يعطل الصراع عمليات مكافحة حركة الشباب، حيث تحول الحكومة الصومالية الموارد العسكرية نحو محاربة القوات المدعومة من إثيوبيا في الشمال، مما يسمح للحركة بإعادة تجميع صفوفها وتوسيع نفوذها في مناطق بالصومال.

تحاول جهات خارجية مثل تركيا والإمارات التوسط، حيث تلعب تركيا دورًا حساسًا بشكل خاص بسبب اتفاقيات الدفاع مع الصومال وعلاقاتها التاريخية مع إثيوبيا. أما الإمارات، التي لها مصالح اقتصادية في أرض الصومال من خلال استثماراتها في ميناء بربرة، فهي محاصرة بين دعم إثيوبيا والحفاظ على علاقاتها الأوسع مع مصر. ومع ذلك، فإن الجهود الدبلوماسية معقدة بسبب التنافسات الاستراتيجية العميقة الجذور ومشاركة العديد من الجهات الفاعلة الإقليمية، مما يجعل الحل غير مرجح.

سيكون من المحتمل أن تواجه إثيوبيا عدم استقرار داخلي مع تفاقم تورطها في الصومال، وخاصة في منطقة أوجادين، حيث يعاني السكان من العرقية الصومالية من مظالم طويلة مع الحكومة الإثيوبية. وستضغط الالتزامات العسكرية والمالية تجاه أرض الصومال على موارد إثيوبيا، مما قد يجدد الصراعات والانقسامات الداخلية، بما في ذلك حرب تيغراي. وهذا يجعل إثيوبيا عرضة لمزيد من التفتت الداخلي.

سيزداد ضعف السلطة المركزية في الصومال مع تصاعد الصراع مع أرض الصومال. وفي ظل الدعم الإثيوبي لأرض الصومال سيتجه الصراع إلى طريق مسدود حيث لا يتمكن فيه أي من الجانبين من تحقيق انتصارات عسكرية حاسمة. وسيهدد الصراع بالوكالة المطول بتعميق تجزئة الصومال، وإضعاف قدرته على العمل كدولة موحدة، ومن ثم زيادة فرص أرض الصومال للحصول على اعتراف خارجي رسمي.

السيناريو الثالث: التصعيد إلى صراع إقليمي – محتمل/احتمالية ضعيفة

في هذا السيناريو، تتصاعد التوترات بين مصر وإثيوبيا إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا، ويدفع النزاع كلا البلدين نحو اتخاذ مواقف أكثر عدوانية. وما يبدأ كمشاركة غير مباشرة في الصومال وأرض الصومال يتحول تدريجيا إلى مواجهة أكثر كثافة ومباشرة، مع استعداد الجانبين بشكل متزايد للجوء إلى الإجراءات العسكرية لحماية مصالحهما، مما يقود إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.

مصر، التي تشعر بالقلق بسبب استمرار سيطرة إثيوبيا على سد النهضة وسعيها لتدشين قاعدة عسكرية بحرية في أرض الصومال، تنتقل من الدعم بالوكالة إلى مشاركة عسكرية أكثر مباشرة، تشمل توسيع الوجود العسكري المصري في الصومال، مع نشر أكبر للقوات والموارد العسكرية، مما يشكل تحديا مباشرا للنفوذ الإثيوبي.

ويؤدي انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي من الصومال بداية عام 2025 إلى فراغ أمني، تراه إثيوبيا فرصة لتعزيز موقفها، فتبدأ في تعبئة محدودة للقوات على طول حدودها وتقدم المزيد من الدعم لحلفائها في أرض الصومال. وتشتعل التوترات أكثر عندما تنفذ إثيوبيا عملية عبر الحدود، وتمثل هذه الخطوة التصعيد الأكثر بروزًا وتستفز استجابة قوية من مصر، التي تبدأ في شن ضربات جوية على مواقع إثيوبية بالقرب من الحدود مع الصومال، مما يزيد بشكل كبير من خطر اندلاع حرب إقليمية.

يتوسع الصراع مع تزايد تورط جهات إقليمية مثل إريتريا والسودان وجيبوتي وكينيا، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، في محاولتها حماية مصالحها الخاصة في القرن الأفريقي. وستجد القوى العالمية مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي نفسها منقسمة حول كيفية إدارة الموقف. وستكون قرارات مجلس الأمن الدولي واردة، ولكن التنافسات الجيوسياسية بين القوى العالمية ستعقد الاستجابة الدولية. وستحاول تركيا التي لديها مصالح استراتيجية في كل من الصومال وإثيوبيا التوسط، ولكنها ستواجه صعوبات كبيرة في جلب الجانبين إلى طاولة المفاوضات

مع توسع الصراع يواجه الصومال تفتتا متزايدا مع انفصال مناطق مختلفة عن السيطرة المركزية. وسيصرف هذا الصراع المتنامي انتباه الحكومة الصومالية عن حربها ضد حركة الشباب، مما يؤدي إلى عودة ظهور الجماعة المسلحة، التي تستغل الفوضى لتوسيع سيطرتها الإقليمية وشن هجمات جديدة

إن تصعيد الصراع له آثار أوسع على طرق التجارة في البحر الأحمر وخليج عدن. حيث قد تستهدف مصر مصالح إثيوبيا في بربرة والممرات المائية الاستراتيجية، مما يهدد أمن التجارة البحرية العالمية. كما أن تورط الميليشيات الإقليمية والمرتزقة الأجانب سيضيف تعقيدًا إلى الصراع، مما يجعل من الصعب ظهور أي حل دبلوماسي سريع

السيناريو الرابع: الحل الدبلوماسي وخفض التصعيد – غير مرجح/احتمالية ضعيفة

في هذا السيناريو، يتم تهدئة التوترات بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة والصومال والنفوذ الإقليمي من خلال الجهود الدبلوماسية. بعد سنوات من الصراع المتقطع والمفاوضات الفاشلة، ستنجح مجموعة من الضغوط الإقليمية والدولية، وخاصة من قوى مثل تركيا والاتحاد الأفريقي والصين والولايات المتحدة، في جلب مصر وإثيوبيا إلى مفاوضات جادة، بعد أن يدرك الجانبان الطبيعة غير المستدامة للصراع، ومخاطر استنزف موارد كل منهما، وزعزعة استقرار المنطقة، ويتفقان على متابعة القنوات الدبلوماسية لحل نزاعاتهما.

سيكون مفتاح هذا الحل هو اتفاق مؤقت بشأن ظروف تشغيل سد النهضة. توافق إثيوبيا على تخفيف ملء سد النهضة ومشاركة بيانات التشغيل لاستيعاب مخاوف مصر بشأن الأمن المائي، والأهم، تتخلى عن دعم مشروع انفصال أرض الصومال، مقابل حل وسط، مثل الحصول على اتفاقيات لاستخدام موانئ أخرى تجاريا، بينما توافق مصر على تقليص وجودها العسكري في الصومال. كما يتفق الجانبان على متابعة إطار اقتصادي وأمني مشترك للبحر الأحمر والقرن الأفريقي، مما يضمن الوصول المتبادل إلى طرق التجارة الرئيسية دون مزيد من التصعيد العسكري.

يصبح الصومال محور جهود الاستقرار الإقليمي. وتتلقى الحكومة الفيدرالية الصومالية دعماً دولياً متزايداً من خلال بعثات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، بهدف إعادة بناء هياكل الحكم في البلاد. وتكثف جهود مكافحة حركة الشباب، بدعم دولي وأفريقي. ويتم تأجيل محاولة أرض الصومال للانفصال لصالح تسوية تفاوضية مع الصومال، بتيسير من وسطاء خارجيين.

وتلعب الجهات الفاعلة الخارجية دوراً رئيساً في دعم هذه التهدئة. وتقود تركيا (ربما مع الإمارات) محادثات السلام وتؤسس صفقة اقتصادية ثنائية بين مصر وإثيوبيا، تهدف إلى مشاريع البنية التحتية الإقليمية. وقد ترى الصين فرصة لتحقيق الاستقرار في الطرق البحرية الرئيسة على طول البحر الأحمر، وتدعم هذه الجهود ماليا، وتقدم الاستثمارات لكل من مصر وإثيوبيا كجزء من مبادرة الحزام والطريق.

ملخص

  • يتناول هذا التحليل أربعة سيناريوهات محتملة للصراع المتنامي بين مصر وإثيوبيا في الصومال. ويحدد العوامل المحركة لكل سيناريو، ويقيّم حالة عدم اليقين المحيطة بالأحداث الرئيسية، والآثار المترتبة على الاستقرار في القرن الأفريقي. كما يقدم التحليل رؤية شاملة لاحتمالات تطور هذه السيناريوهات
  • تستند السيناريوهات المحتملة إلى الاتجاهات الحالية، بما في ذلك الشراكة بين إثيوبيا وأرض الصومال، والوجود العسكري المصري في الصومال، والديناميكيات الجيوسياسية الأوسع في القرن الأفريقي. ويقيّم كل سيناريو المخاطر والعواقب المترتبة على تصعيد التوترات، والتداعيات المحتملة على البلدان المجاورة، وعدم اليقين الحاسم الذي قد يؤثر على النتيجة.

السيناريوهات:

  1. جمود دبلوماسي مع اشتباكات متقطعة – مرجح/احتمالية عالية. تظل مصر وإثيوبيا عالقتين في مواجهة دبلوماسية، تتميز بالحملات الإعلامية والمناورات الدبلوماسية، وتتجنب الدولتان المواجهة العسكرية المباشرة، مع دعم القوى المتعارضة في الصومال وأرض الصومال. قد تحدث مناوشات متقطعة بين القوات الصومالية والميليشيات المدعومة من إثيوبيا، لكن لا أحدا من الجانبين يكتسب ميزة حاسمة. يظل نزاع سد النهضة دون حل، مما يغذي التوترات الإقليمية.
  2. الصراع بالوكالة في الصومال – مرجح/احتمالية متوسطة. تنخرط مصر وإثيوبيا في صراع مطول بالوكالة في الصومال، وتدعمان الفصائل المتعارضة دون مواجهة عسكرية مباشرة بين القاهرة وأديس أبابا. تدعم مصر الحكومة الفيدرالية الصومالية، بينما تعزز إثيوبيا علاقاتها العسكرية والاقتصادية مع أرض الصومال. تتصاعد الاشتباكات المتقطعة بين القوات الصومالية وقوات أرض الصومال، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار شمال الصومال، ويخلق انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في عام 2025 فراغًا يستغله الجانبان، مما يؤدي إلى تعميق الصراع.
  3. التصعيد إلى صراع إقليمي – محتمل/احتمالية ضعيفة. يتطور التنافس بين مصر وإثيوبيا إلى صراع إقليمي يشمل اشتباكات عسكرية مباشرة. تنفذ إثيوبيا عمليات عبر الحدود في الصومال، مما يدفع مصر إلى الرد بضربات جوية. تتورط دول مجاورة، مثل السودان وإريتريا، مما يحول الأمة إلى صراع متعدد الجبهات. تتعرض التجارة في البحر الأحمر للتهديد، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار القرن الأفريقي.
  4. الحل الدبلوماسي وخفض التصعيد – غير مرجح/احتمالية ضعيفة. تنجح الوساطة، بقيادة قوى مثل تركيا والاتحاد الأفريقي وربما الولايات المتحدة. تتعاون إثيوبيا في ملف سد النهضة، بينما تقلص مصر وجودها العسكري في الصومال. تتوصل أرض الصومال والصومال إلى اتفاق للحكم الذاتي، مما يقلل التوترات ويمهد الطريق للاستقرار السياسي في المنطقة.

*هجوم على أبو الغيط بعد تصريحاته عن ثورة يناير وساندوتش الفول

انتقادات واسعة وجهها المصريون من سياسيين وكتاب رأي ودبلوماسيين إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والذي وصف فيها ما يحدث في المنطقة من أزمات بأنه امتداد لثورة يناير. 

وقال أبو الغيط في مقابلة له مع برنامج “علي مسؤوليتي” والذي يقدمه الإعلامي المقرب من النظام أحمد موسى، إن أزمة التضخم تواجه العالم أجمع لا مصر فقط. واستدل على ذلك بقوله: “الأسعار في بريطانيا والولايات المتحدة مرتفعة التضخم مخيف! أنا لما بروح نيويورك بشتري الساندويتش بـ 16 دولارا، أي 800 جنيه؛ أنا هنا في مصر بشتري ساندويتش فول رائع في مصر الجديدة بـ 15 جنيها بس” .

تجاهل للاستبداد والفساد

واعتبر هؤلاء السياسيون أن تصريحات أبو الغيط مجافية للواقع وغير منصفة، وتتجاهل أن الفساد والاستبداد والدكتاتورية وحكم الفرد هي الأسباب الحقيقية وراء حالة الضعف والانكسار التي تعاني منها المنطقة. 

ورأى متابعون في تصريحات أبو الغيط انحيازاً للأنظمة، لا الشعوب، إذ إن الرئيس الراحل محمد مرسي، الذي جاء إلى الحكم بفضل ثورة 25 يناير، كان قد أعلن بوضوح موقفه من دعم غزة بقوله: “لن نترك غزة وحدها”. 

ثأر قديم متجددالمفكر السياسي عمار علي حسن، اعتبر أن وصف أبو الغيط للربيع العربي وفي القلب منه ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر يعكس حالة الثأر الشخصي التي يحملها أبو الغيط تجاه الثورة، التي أطاحت نظام مبارك وأبعدته عن وزارة الخارجية المصرية.   

رجل عاش في خدمة الديكتاتورية والاستبداد

من جهته، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير السابق عبد الله الأشعل، أن عداء أبو الغيط للربيع العربي وثورة الخامس والعشرين من يناير أمر طبيعي، فهو رجل عاش حياته في خدمة الدكتاتورية والاستبداد، ويستفيد من استمرار هذه الأوضاع التي جعلته يتقاضى راتباً ضخماً من منصبه أميناً عاماً لجامعة الأنظمة العربية. 

وتساءل الأشعل: “هل ثورات الربيع العربي هي المسؤولة عن التبعية لواشنطن، التي استعبدت الأنظمة العربية وحولتها إلى خدم للكيان الصهيوني اتقاءً لشرور واشنطن؟ أم الأنظمة التي ارتضت لنفسها هذا الدور غير المشرف؟”

 

* بسبب فشل السيسى بملف سد النهضة وزير الرى يطالب المواطنين بخفض استهلاك المياه 40%

يبدو أن نظام المنقلب السفيه بدأ  يستعد لنقص حاد في حصة مصر من مياه النيل ، بعد فشله في التفاوض مع أثيويبا، في ملف سد النهضة  بسبب تفريط السيسى في الحقوق التاريخية لمصر عندما قام بالتوقيع على اتفاق 2015 ، وفى هذا الصدد أطلقت وزارة الموارد المائية والري  بحكومة الانقلاب أمس الخميس، حملة قومية بعنوان “على القد” لنشر الوعي بين المواطنين بشأن أهمية ترشيد استهلاك المياه في حياتهم اليومية، بالتعاون مع وزارات الأوقاف والثقافة والتربية والتعليم والزراعة والنقل والبيئة، وكذلك الأزهر الشريف والكنيسة القبطية والإذاعة المصرية.

 وتستهدف الحملة توعية المصريين بالتحديات المائية الراهنة، بفعل محدودية الموارد والزيادة السكانية والتغيرات المناخية، من خلال خطب الجمعة والندوات الدينية، بالإضافة إلى نشر ملصقات التوعية في محطات وعربات القطارات ومترو الأنفاق، وإطلاق تنويهات توعوية في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

 وطالب وزير الموارد المائية والري، الانقلابى  هاني سويلم، المواطنين في بلاده بالعمل على خفض استهلاكهم اليومي من المياه بنسبة تتراوح بين 30% و40%، في إطار المحافظة على الموارد المتاحة للدولة من المياه العذبة، لا سيما مع ثبات حصة مصر السنوية من مياه نهر النيل بواقع 55.5 مليار متر مكعب.

 وأضاف سويلم، في ختام فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، أن هدف الحملة التي أطلقتها الوزارة توعية المواطنين، وليس تخويفهم من ندرة المياه، من أجل ترشيد استخدام المياه، وحسن استغلالها، بما يلبي المتطلبات المعيشية التي تتواكب مع الزيادة السكانية، لافتاً إلى استهلاك قطاع الزراعة ما يقرب من 70% من المياه العذبة، ومياه الشرب نسبة 20%، وقطاع الصناعة والاستخدامات الأخرى نحو 10%.

 وشدد سويلم على أهمية توعية المواطنين بتحديات المياه، بالتكامل مع جهود الوزارة إزاء التنسيق مع اتحاد روابط مستخدمي المياه على مستوى الجمهورية للمشاركة في الحملة، ودعم أنشطة التوعية الموجهة إلى المزارعين وسكان الريف والقرى على وجه أخص، والتي سيساهم فيها علماء من وزارة الأوقاف.

  وذكر سويلم أن عامي 2023 و2024 شهدا أعلى درجات حرارة مسجلة في التاريخ، ما نتجت عنه زيادة استهلاك المصريين للمياه، وحدوث أعلى طلب على مياه الشرب في تاريخ البلاد، مستطرداً بأن الوزارة تبذل جهوداً غير مسبوقة حتى لا يشعر المواطن بأي مشكلة في خدمات المياه أو انقطاعها.

 وتابع أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تضم 13 دولة من أكثر 17 دولة تعاني من الشح المائي على مستوى العالم، وهو ما يستلزم انتهاج سياسات جديدة للتعامل مع هذا التحدي، موضحاً أن بعض الدول نفذت تجارب ناجحة في مجال التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء مثل الأردن والمغرب وإسبانيا، ومن الضروري الاستفادة من هذه التجارب الناجحة، ودراسة تنفيذها بالدول التي تعاني شحاً مائياً مثل مصر.

 وتعاني مصر من عجز مائي يقدر بـ35 مليار متر مكعب سنوياً، وهو ما تحاول تعويضه بتقليص مساحات الأراضي الزراعية، والتوسع في استيراد الأغذية من الخارج، خصوصاً بعد فشل مفاوضات سد النهضة، وإرسال القاهرة خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يفيد بانتهاء مسارات المفاوضات بشأن السد بعد 13 عاماً من التفاوض.

 وقال رئيس  حكومة  الانقلاب مصطفى مدبولي، يوم الأحد الماضي، إن بلاده استثمرت نحو عشرة مليارات دولار في السنوات الخمس الماضية لتعزيز كفاءة نظام المياه، وإعادة استخدام حوالي 21 مليار متر مكعب من الموارد المائية غير التقليدية. وأضاف أن مصر مهددة بفقدان نحو 15% من رقعتها الزراعية بسبب تداعيات سد النهضة الإثيوبي، بما يشكل تهديداً لزيادة التوترات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.

* أموال الامارات توقف دعم السيسي للجيش السوداني على حساب الأمن القومي المصري

أفادت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن دبلوماسيين أن مصر قلصت دعمها للجيش السوداني، وذلك بعد وعود إماراتية باستثمارات ضخمة بقيمة 35 مليار دولار لتطوير مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي، في أكبر صفقة استثمارية في تاريخ مصر.

هذه الخطوة دفعت الجيش السوداني إلى التواصل مع كل من إيران وروسيا للحصول على دعم عسكري يمكنه من مواجهة قوات الدعم السريع، التي تحظى بدعم أبو ظبي. 

وبحسب مرصد النزاع في السودان، بدأت رحلات جوية سرية من إيران إلى السودان في ديسمبر، باستخدام طائرات سبق أن صنفتها الولايات المتحدة كناقلات أسلحة للمقاتلين السوريين المرتبطين بإيران.

كما أفاد التقرير أن الجيش السوداني يستخدم منذ نهاية العام الماضي طائرات بدون طيار مسلحة، يشتبه في أن إيران وفرتها سرًا. وعلى الرغم من نفي الجيش السوداني علنًا تلقيه هذه الطائرات من إيران، أكد مسؤول أمني سوداني الحصول عليها. في المقابل، لم تعلق السلطات الإيرانية على هذه الادعاءات.

في مقابلة مع واشنطن بوست، ألقى عبد الفتاح البرهان، القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية، باللوم على كل من الإمارات وتشاد في استمرار الصراع، مشيرًا إلى أن إنهاء الحرب يعتمد على توقف الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع. 

وتتمتع الإمارات بمصالح اقتصادية واسعة في السودان، تشمل قطاعي الذهب والزراعة، إضافة إلى علاقاتها الطويلة مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”.

وفي سياق الصراع، سمح الجيش السوداني لصحفيين من واشنطن بوست بفحص طائرة بدون طيار تم الاستيلاء عليها من قوات الدعم السريع.

أظهرت التحقيقات أن الذخائر المستخدمة في الطائرة تم تصنيعها في صربيا وتم إرسالها إلى القيادة اللوجستية المشتركة للقوات المسلحة الإماراتية. وعلى الرغم من نفي قوات الدعم السريع تلقيها دعمًا عسكريًا من الإمارات، فإن الاتهامات تتواصل وسط تصاعد التوترات.

كما تعثرت محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة، في ظل تدخلات إقليمية قد تؤدي إلى انتشار الصراع خارج حدود السودان وزعزعة استقرار المنطقة.

* الحكومة المصرية تستأنف بيع الشركات المملوكة للدولة “عربي بوست” يكشف تفاصيل قانون لـ”تحصين إجراءاتها”

أثار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الجدل بحديثه حول ترتيبات تجري على قدم وساق من أجل العودة مرة أخرى لاستئناف برنامج الطروحات الخاص ببيع شركات القطاع العام، لمستثمرين أجانب وعرب، أو طرحها في البورصة، وذلك في مسعى من جانب الحكومة لتوفير العملة الأجنبية في الوقت الذي تواجه القاهرة أزمة تخص الديون المستحقة عليها وكذلك مواعيد سدادها.

لكن ما يخشاه البعض هو مساعي الحكومة المصرية إصدار قانون لـ”تحصينمشروع الطروحات من خلال تقديم مشروع قانون للبرلمان يتضمن تحصين كل تفاصيل المشروع وكذلك المستثمرين العرب أو الأجانب الذين ينوون شراء بعض الشركات المصرية، وهو ما رفضه بعض نواب البرلمان المصري.

مشروع الطروحات وقانون “التحصين” بالبرلمان

قال النائب في البرلمان ضياء الدين داوود إنه لم يصل بعد إلى البرلمان مشروع قانون يخص ملف الطروحات الحكومية، لأن المسار الطبيعي لمجلس الوزراء، هو اعتماده في لجنة الإصلاح التشريعي المعاونة لمجلس الوزراء وبعدها يتم إحالته للبرلمان المصري لبحثه ولكن لم يصل إلى البرلمان حتى الآن أي شيء.

قال كذلك، إنه من حيث المضمون، “نحن مجموعة من المعارضة، المعروفين بكتلة 25/30 رفضنا بيان حكومة مصطفى مدبولي الأولى وكذلك الحكومة الثانية“. مشيرًا إلى إن أسباب الرفض أنهم يرون إن الحكومة تقوم بدور الممثل لصندوق النقد الدولي، حيث تسعى إلى البيع لكل مقومات الدولة انطلاقًا من منطقة رأس الحكمة وما بعدها من شركات أخرى تنوي بيعها لمستثمرين أجانب سواء كانوا عربًا أو غربيين.

كما قال إن هذه الحكومة ليس لديها أي رؤية لإصلاح الاقتصاد لكنها تذهب إلى البيع، وقد وصف النائب ضياء الدين داوود ما يحدث بأن الحكومة تتصرف تحت تأثير مخدر الصفقات، مشيرًا إلى إنه لا شك إن صفقة رأس الحكمة أنقذت الاقتصاد بشكل مؤقت، لكن ذلك مؤشر خطر لأن الاقتصاد القوي لا يعتمد على بيع الممتلكات الوطنية.

لكنه يشير إلى أمر هام، وهو إن تصريحات مدبولي بخصوص استئناف الطروحات مع زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر، وهو أمر مفهوم مشيرًا إلى إن السلطات المصرية لم تذكر أي شيء يتعلق بالمشروعات التي سوف يتم الاستثمار فيها بين مصر والسعودية، معللًا ذلك من وجهة نظره إنه ربما يكون للسعودية اشتراطات كبيرة بخصوص الاستثمار ولا تريد الحكومة المصرية الكشف عن هذه الشروط.

أما بخصوص طرح المطارات للاستثمار وبيعها للمستثمرين الأجانب، يقول ضياء الدين داوود إن الدول المستقرة تسمح بالاستثمار في مثل هذه القطاعات مثل المطارات والممتلكات الأخرى، لكن مصر وضعها صعب فهي دولة محاطة بأزمات سياسية وعسكرية معقدة وكبيرة من كل الاتجاهات وبالتالي، فالذهاب إلى طرح المطارات إلى البيع والاستثمارات أمر خطير يهدد الأمن القومي في مصر وذلك حسبما قال.

وقال كذلك إن الأمن القومي المصري يواجه أزمة كبيرة في ظل اشتعال الحروب في المنطقة وهو ما كان واضحًا على إيرادات قناة السويس وكذلك باقي جوانب الاقتصاد المصري، ولذلك فيجب على الحكومة البحث عن مسارات منطقية لمواجهة ذلك بدلًا من اللجوء إلى بيع الممتلكات الوطنية الهامة مثل المطارات أو الشركات القومية.

لكن البرلمانية المصرية ألفت المزلاوي ترفض ما ذهب إليه ضياء الدين داوود من خطورة مشروع الطروحات على الأمن القومي المصري وتقول في تصريحات لـ”عربي بوست” إن الحكومة لها الحق الكامل في البحث عن مسارات لدعم الاقتصاد وإنها تدعم المسار الخاص بالطروحات التي أعلن مصطفى مدبولي عن استئنافها في الفترة المقبلة.

قالت كذلك إن الحكومة ملتزمة بالبحث عن إيجاد آليات لحل الأزمة الاقتصادية الحالية في البلاد، وتخفيض الديون المصرية، وهو ما تسعى إليه حكومة مدبولي من خلال مشروع الطروحات.

أشارت كذلك إلى إن وجود قانون رسمي من البرلمان يُقنن عملية بيع المطارات والبنوك هو أمر مفيد للاقتصاد على حد قولها، وقالت إن الإعلان عن تعيين أحمد كوجك وزيرًا للمالية المصرية كان له الدور في رفع أسهم الشركات المصرية في البورصة على حد قولها، وهو ما لم نرصده في التقارير المحلية أو العالمية حول الاقتصاد المصري وتعيين وزير مالية جديد في الحكومة المصرية.

أوضحت إن من حق الحكومة أن تتخذ كل الاحترازات التي تساعدها على إنقاذ الاقتصاد، وأن طرح المطارات لا يهدد الأمن القومي المصري، وأضافت ” مافيش مستثمر عربي أو أجنبي هييجي ياخذ حتة من أرض مصر ويطلعها برا حدود مصر“. وفق ما قالت.

تفاصيل قانون الطروحات

في سياق مواز قال مصدر مقرب من مجلس الوزراء، وعلى اطلاع بنشاط مصطفى مدبولي السياسي، لـ”عربي بوست” وطلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث في مثل هذه التفاصيل، إن الحكومة تجهز قانونًا لعرضه على البرلمان المصري يتعلق بالطروحات التي تنوي الاستمرار فيها في الأيام المقبلة وذلك خوفًا من أن يواجه مشروع الطروحات أزمة دستورية أو قانونية أمام القضاء.

حيث شرح المصدر لـ”عربي بوست” إن الحكومة تتخوف من أن يكون مشروع الطروحات غير قانوني، أو أن يكون هناك ثغرات تستطيع أطراف محسوبة على المعارضة داخل مصر أن تلجأ إلى القضاء لإبطال أي عقود تبرمها الحكومة المصرية مع أطراف عربية أو غربية تنوي الاستثمار في هذه المسارات، لذلك تريد تحصين نفسها بقانون أمام البرلمان المصري.

كشف إن القانون يجري الانتهاء منه من اللجنة المعاونة لمجلس الوزراء والتي تشرف على تجهيز القوانين والتشريعات التي تحتاج إليها، ومن المرتقب عرضه على البرلمان خلال أيام.

وبخصوص بنود القانون المرتقب، كشف المصدر إن أهم ما في القانون الجديد هو ” تحصين الأطراف الأجنبية التي تريد الاستثمار في مصر أمام القانون المصري وضمان حقوقها بالكامل” في ظل تخوف أطراف عربية خاصة سعودية وإماراتية من أن يحدث أي ” خلل” يسهم في خسارة استثماراتهم داخل مصر.

بداية القصة

كانت البداية من تصريحات رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، بأن الحكومة مستمرة في العمل على برنامج الطروحات الحكومية. وأضاف قائلًا: “سيتم خلال الفترة المقبلة الإعلان عن أخبار مهمة تتعلق بطرح عدد من المطارات والبنوك، ضمن برنامج الطروحات الذي تنفذه الحكومة بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية“.

وشدد رئيس الوزراء على التزام الحكومة بالمضي قُدُمًا في خطة تسريع المسار النزولي للدين، مؤكدًا “أننا حققنا نتائج إيجابية للغاية في هذا الملف خلال الأشهر الماضية، وهذا مؤشر ثقة مهم تعتدُّ به المؤسسات المالية العالمية.”

ولفت إلى أن أهم شيء بالنسبة للمصريين في الخارج هو وجود سعر صرف واحد، وهو ما نجح البنك المركزي بالفعل في تحقيقه بالتعاون مع الحكومة وأجهزتها المختلفة.

وبعد يوم من إعلان رئيس الحكومة مصطفى مدبولي عن طروحات جديدة لأصول الدولة أمام المستثمرين، انتهت مؤسسة التمويل الدولية من الدراسة الفنية والجدول الزمني لطرح إدارة وتشغيل 20 مطارًا في مصر أمام القطاع الخاص منها 4 مطارات جديدة.

وكانت المؤسسة قد أوصت بأن يشمل برنامج الطروحات المطارات المصرية كأصول يمكن تطويرها والاستفادة منها وتعظيمها، عبر طرح إدارتها وتشغيلها وتطويرها على القطاع الخاص والشركات العالمية بما يُسهم في زيادة القدرة الاستيعابية لهذه المطارات.

وتمتلك مصر 23 مطارًا بالإضافة إلى مطار القاهرة الدولي، وهو الأكبر والرئيسي في البلاد. في حين أن المطارات المطروحة تشمل 4 مطارات جديدة تم تطويرها خلال 9 سنوات ماضية، وذلك من إجمالي 20 مطارًا ضمن خطة الطروحات.

حصاد الطروحات

نجحت الحكومة، في جمع 30 مليار دولار من تنفيذ المراحل الثلاث من برنامج الطروحات الحكومية خلال 26 شهرًا (الفترة من مارس 2022-يونيو 2024)، من خلال تنفيذ 33 عملية طرح فعلي للتخارج الكلي/الجزئي من الشركات المملوكة للدولة على 3 مراحل وهي:

المرحلة الأولى:

استهدفت المرحلة الأولى من تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، التخارج الجزئي من 6 شركات تساهم بها الدولة بحصيلة مستهدفة 3.3 مليار دولار، وذلك بما يشمل بيع حصص مملوكة للدولة في 6 شركات مدرجة في البورصة موزعة على صفقتين ما بين:

بيع حصص مملوكة للدولة في 5 شركات مدرجة بالبورصة (البنك التجاري الدولي، وفوري، وأبو قير للأسمدة، وموبكو للأسمدة، والإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع) بإجمالي 1.9 مليار دولار في مارس 2022، لشركة أبوظبي التنموية القابضة بقيمة 1.8 مليار دولار في مارس 2022.

وبيع حصص مملوكة للدولة في 4 شركات مدرجة بالبورصة (موبكو، وأبو قير للأسمدة، وإي فاينانس، والإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع) لصالح صندوق الاستثمارات السعودي في أغسطس من نفس العام بقيمة 1.3 مليار دولار.

المرحلة الثانية

استهدفت المرحلة الثانية من تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، التخارج الكلي/الجزئي من خلال طرح عدد 7 شركات تساهم بها الدولة بحصيلة مستهدفة 2 مليار دولار، بما يشمل طرح 100% من حصة الدولة بشركة البويات والصناعات الكيماوية (باكين)، والتخارج من نحو 31% من شركة العز الدخيلة للصلب، وطرح حصة من شركة الحفر المصرية للبترول، وطرح حصة من الشركة المصرية لإنتاج الألكيل بنزين الخطي (إيلاب)، وطرح حصة من الشركة المصرية لإنتاج الإيثلين ومشتقاته (إيثيدكو)، وطرح 10% من حصة الشركة المصرية للاتصالات، وزيادة رأس مال الفنادق الـ7 المملوكة لشركة إيجوتالك.

تم تنفيذ الصفقات المتضمنة في المرحلة الثانية من برنامج الطروحات، ما بين بيع كامل لحصة الدولة بشركة البويات والصناعات الكيماوية (باكين) لمستثمر أجنبي ممثل في شركة إماراتية بقيمة 17 مليون دولار في شهر مايو 2023.

بيع جزئي لحصة الدولة بشركة عز الدخيلة بنسبة 31% لمستثمر مصري ممثلًا في مجموعة عز الدخيلة بقيمة 245 مليون دولار في سبتمبر 2023م.

طرح حصة من ملكية الدولة في شركات الحفر المصرية للبترول، وطرح حصة من الشركة المصرية لإنتاج الألكيل بنزين الخطي (إيلاب)، وطرح حصة من الشركة المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته (إيثيدكو) بقيمة 800 مليون دولار لصالح شركة أبو ظبي التنموية القابضة في نوفمبر 2023م.

طرح 10% من حصة الشركة المصرية للاتصالات في البورصة المصرية بقيمة 128 مليون دولار لمستثمرين متنوعين مصريين في شهر مايو 2023م.

زيادة رأس مال الفنادق الـ7 المملوكة لشركة إيجوتالك التابعة لشركةإيجوث” بقيمة 800 مليون دولار، عبر آلية تمويلية لزيادة رأس المال وضخ استثمارات بالعملة الأجنبية لصالح مستثمر مصري ممثلًا في مجموعة طلعت مصطفى في صفقة تم تنفيذها في شهر فبراير 2024م.

وبلغت حصيلة عمليات التخارج المنفذة خلال المرحلة الثانية 1.99 مليار دولار بمعدل إنجاز 99.5% مقارنة بالحصيلة المستهدفة المعلنة.

المرحلة الثالثة

شملت المرحلة الثالثة من تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، التخارج من 3 شركات تسهم بها الدولة بحلول ديسمبر 2023م، والتخارج من عدد 3 شركات تساهم بها الدولة بحلول يونيو 2024م بحصيلة مستهدفة 5 مليارات دولار، وذلك بما يشمل طرح محطة جبل الزيت لتوليد الكهرباء من الرياح من خلال طرح تنافسي على عدد من المستثمرين بإجمالي 300 مليون دولار، وطرح شركات وطنية للمنتجات البترولية، ودمياط لتداول الحاويات والبضائع، وبورسعيد لتداول الحاويات والبضائع، وحصة من بنك المصرف المتحد، وحصة إضافية من شركة الشرقية للدخان.

طرحت نسبة من حصة الدولة في رأس مال الشركة الشرقية للدخان من خلال البورصة المصرية لصالح شركة جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة الإماراتية بقيمة 625 مليون دولار في أكتوبر 2023م.

تنفيذ أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر من خلال تطوير مدينة رأس الحكمة من قبل شركة أبو ظبي التنموية القابضة بقيمة 35 مليار دولار ما بين 24 مليار دولار سيولة دولارية مباشرة تتدفق للدولة المصرية من الخارج بالإضافة إلى 11 مليار دولار كودائع مستحقة للإمارات بالبنك المركزي المصري يتم تحويلها بالجنيه المصري لاستخدامها في تنمية المشروع.

وبذلك بلغت حصيلة عمليات التخارج المنفذة خلال المرحلة الثالثة 24.63 مليار دولار بمعدل إنجاز 492.5% مقارنة بالحصيلة المستهدفة المعلنة.

ما هو مشروع الطروحات الذي تبنته الحكومة المصرية؟

حصل “عربي بوست” على تقرير مجلس الوزراء المصري الذي أصدره في أغسطس 2023م والذي تناول ملف الطروحات الحكومية بالكامل، وقد تضمن الملف الذي صدر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، محورين أساسيين، الأول وهو الموقف المالي للشركات المملوكة للدولة والثاني خطة الطروحات وموقف الحكومة من تنفيذها.

أولًا: حصر الشركات المملوكة للدولة

قاعدة البيانات المملوكة للدولة سجلت عددها 705 شركة موزعة بين تسعة قطاعات داخل مصر.

بلغ عدد الجهات التي لديها شركات مملوكة 33 جهة، 18 وزارة و9 محافظات والبنك المركزي المصري والهيئة العامة للرقابة المالية واتحاد الإذاعة والتليفزيون وهيئة الشراء الموحد وهيئة تنمية الصعيد والهيئة العامة لقناة السويس. وتستحوذ الشركات التي تتبع وزارة قطاع الأعمال على نحو 45.2% من إجمالي الشركات.

كذلك فإن 43.3% من إجمالي الشركات التي تساهم فيها الدولة تحقق أرباحًا مقابل 20.6% من الشركات تحقق خسائر.

موقف التخارج لما نص عليه وثيقة سياسة ملكية الدولة

تشمل آليات تفعيل برنامج ملكية الدولة للأصول، قيام الحكومة المصرية سنويًا بالإعلان عن برنامج تنفيذي لسياسة ملكية الدولة للأصول. وتشمل توجهات سياسة الملكية ثلاثة مجالات رئيسية:

تحديد قائمة الطروحات الحكومية لمشروعات القطاع العام وقطاع الأعمال العام التي سوف يتم خصخصتها بشكل كلي أو جزئي

  • المشروعات المشتركة التي سيتم تنفيذها في إطار نهج الشراكة بين القطاعين العام والخاص
  • المشروعات المشتركة التي سوف يتم تنفيذها من جانب صندوق مصر السيادي
  • في إطار تنفيذ المجالات تمثلت ملامح سياسة ملكية الدولة للأصول في ثلاثة محاور رئيسية وهي:

تخارج الدولة من عدد من الأنشطة / 14 نشاطًا

الإبقاء مع تثبيت أو تخفيض الاستثمارات في عدد من الأنشطة 24 نشاطًا

الإبقاء مع تثبيت أو زيادة الاستثمارات في عدد من الأنشطة / 24 نشاطًا

ثانيًا: خطة الطروحات وموقف تنفيذها

يأتي برنامج الطروحات في إطار جهود الدولة لتشجيع القطاع الخاص للدخول في تنفيذ المزيد من المشروعات الجديدة في ضوء تطبيق الدولة لوثيقة سياسة ملكية الدولة، وتسعى الحكومة من وراء الطروحات

تعزيز أداء البورصة المصرية وتنشيطها وتشجيع الاستثمار المؤسسي فيها

توفير سيولة النقد الأجنبي

إعادة هيكلة أصول الدولة

زيادة قيمة رأس المال السوقي للبورصة المصرية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي

تصور الطروحات

في فبراير 2023 حددت الحكومة 32 شركة لطرح أسهمها في البورصة أو لمستثمرين أجانب بداية من ربيع 2023 وحتى منتصف 2024 سواء كان الطرح من خلال البورصة أو من خلال مستثمر أجنبي أو كلاهما، وبعدها تم إضافة ثلاث شركات أخرى وهي شركة الشرقية للدخان والعز الدخيلة للصلب والمصرية للاتصالات.

35 شركة وبنك وأصل:

طرح في البورصة للأجانب:

بنك القاهرة

النصر للتعدين

النصر للإسكان والتعمير

بورسعيد لتداول الحاويات والبضائع

الأمل الشريف للبلاستيك

دمياط لتداول الحاويات والبضائع

الشركة المصرية لإنتاج البروبلين والبولي بروبلين

شركة البويات والصناعات الكيماوية باكين

شركة مصر لتكنولوجيا التجارة

شركة الحفر للبترول

الشركة المصرية لإنتاج الألكيل بنزين الخطي “إيلاب

شركة مصر لتأمينات الحياة

شركة حلوان للأسمدة

البنك العربي الأفريقي الدولي

شركة مصر لتأمينات الحياة

الفنادق المملوكة لوزارة قطاع الأعمال لعام

المعادي للتنمية والتعمير

مصر للتأمين

المصرية للسبائك الحديدية

مصر لأعمال الأسمنت المسلح

سيناء للمنجنيز

تنمية الصناعات الكيماوية سيد

مصر للمستحضرات الطبية

الرباط لإنوار السفن

محطة توليد الرياح بجبل الزيت

محطة توليد الرياح بالزعفرانة

محطة بني سويف لتوليد الكهرباء

صافي لتعبئة المياه

الشركة الوطنية للمنتجات البترولية

المصرف المتحد

شركة الشرقية للدخان

العز الدخيلة للصلب

المصرية للاتصالات

شركة الصالحية للاستثمار والتنمية

شركة المستقبل للتنمية العمرانية

شركة المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته ” إيثيدكو

  تم توزيعها إلى تسعة عشر قطاعًا ونشاطًا اقتصاديًا كالتالي

  • قطاعات ستتخارج منها الدولة خلال ثلاث إلى خمس سنوات 
  • ثمانية قطاعات ستُخَفَّض أو تُثَبِّت الاستثمارات بها مع وجود الدولة
  • خمسة قطاعات ستثبت أو تُزاد الاستثمارات فيها مع منح فرص للقطاع الخاص.
  • أولاً، التخارج خلال ثلاث إلى خمس سنوات

    الأنشطة المساعدة للخدمات المالية – شركة واحدة

    أنشطة الزراعة: شركة واحدة

   خدمات الإقامة: شركة واحدة

الصناعة الكيميائية: ثلاث شركات 

التشييد والبناء: أربع شركات

الصناعة الدوائية: شركتان 

خفض أو تثبيت مع استمرار وجود الدولة:

أنشطة وخدمات مالية: 3 شركات

التأمين: شركتان

محطات توليد الكهرباء: 3 شركات 

الكيماويات المعملية: شركة واحدة

التعدين: شركتان

الاتصالات اللاسلكية: شركة واحدة

صناعات معدنية: شركتان

النقل: شركتان

زيادة ومنح فرص استثمارية للقطاع الخاص

تكرير البترول: 3 شركات

استخراج بترول: شركة واحدة

الأنشطة المتعلقة بقناة السويس: شركة واحدة 

مياه وصرف صحي: شركة واحدة 

الأسمدة: شركتان 

لتنفيذ مشروع الطروحات تم تشكيل وحدة تابعة لرئاسة مجلس الوزراء للإشراف على البرنامج ودورها يكون:

  • تقييم خطط الطروحات السابقة 
  • توجيه قطاعات الطرح بناءً على مشورة مستشار دولي
  • تعيين البنوك الاستثمارية المسؤولة عن بيع كل شركة 
  • تنفيذ الخطط التسويقية لكل شركة 
  • تنفيذ برنامج الطروحات مع الجهات المعنية

تم توقيع اتفاقية لتعيين IFC مستشارًا لتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، إذ أنه وفي يونيو/٢٠٢٣ وقعت اتفاقية الدعم والمشورة الفنية لبرنامج الطروحات الحكومية مع مؤسسة التمويل الدولية، وذلك لدعم مشروع الطروحات عبر الاستشارات والدعم الفني وتطوير خطة متكاملة لتنفيذ البرنامج. وذلك من خلال مرحلتين

  • الأولى: إعداد الاستراتيجية خلال 4 شهور من تاريخ توقيع الاتفاق وهو ما تم في يونيو ٢٠٢٣ 
  • المرحلة الثانية: الطرح الفعلي للشركات والمشروعات 

دور الصندوق السيادي في تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة

  • في إطار تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة للأصول، قام الصندوق السيادي بطرح 13 شركة تساهم فيها الدولة خلال مارس ٢٠٢٢ وحتّى يوليو ٢٠٢٣ بإجمالي 5 مليارات دولار وكانت كالتالي

بيع حصص مملوكة للدولة في ست شركات مدرجة في البورصة بإجمالي ٣.٣ مليارات دولار موزعة على صفقتين مثل: “البنك التجاري الدولي وفوري وأبو قير للأسمدة وموبكو والإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع وإي فاينانس” 

وقد تم

بيع حصص مملوكة للدولة في ٥ شركات مدرجة في البورصة “البنك التجاري الدولي وفوري وأبو قير للأسمدة وموبكو والإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع” بإجمالي ٢ مليار دولار لصالح شركة أبو ظبي في مارس ٢٠٢٢

بيع حصص مملوكة للدولة في ٤ شركات مدرجة في البورصة “موبكو وأبو قير للأسمدة وإي فاينانس والإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع” بإجمالي ١.٣ مليار دولار لصالح صندوق الاستثمارات السعودية في أغسطس ٢٠٢٢.

٧ فنادق تاريخية مملوكة لشركة إيجوث بإجمالي ٧٠٠ مليون دولار لصالح مجموعة طلعت مصطفى يوليو ٢٠٢٣

٣ شركات “إيثيدكو والحفر وإيلاب” على مستثمر استراتيجي بإجمالي ٨٠٠ مليون دولار لصالح شركة أبو ظبي القابضة في يوليو ٢٠٢٣

الشركات التي تم طرحها في مارس 2022 وحتى يوليو 2023

800 مليون دولار – 3 شركات إلى مستثمر استراتيجي في يوليو 2023

700 مليون دولار – بيع سبعة فنادق تاريخية في يوليو 2023

1300 مليون دولار في أغسطس 2022 بيع حصص مملوكة للدولة في 4 شركات في البورصة

2000 مليون دولار – مارس 2022 بيع حصص مملوكة للدولة في 5 شركات مدرجة في البورصة

يجب الإشارة إلى أنه قد سبق أن تم تحديد مشروعات أخرى بإجمالي 5 مليار دولار وكان مقررًا طرحها للتخارج في الفترة بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024

هذه الشركات هي:

محطة توليد الطاقة من الرياح في جبل الزيت في أكتوبر 2023

محطة شركة وطنية في أكتوبر/ نوفمبر 2023

محطة توليد الطاقة من الرياح في منطقة الزعفرانة في ديسمبر 2023

شركة صافي في ديسمبر 2023

محطة سيمنز لتوليد الكهرباء في بني سويف في يونيو 2024

مشروع محطات تحلية المياه على أن يتم طرح 4 محطات بالمرحلة الأولى في منتصف 2024 بإجمالي 21 محطة تحلية من المرتقب طرحها.

الموقف التنفيذي للتخارج من الشركات المملوكة للدولة:

  • تم الانتهاء من المرحلة الأولى بمعدل تنفيذ 100% خلال الفترة من مارسأغسطس 2022 و100% في الفترة من أغسطس 2022 وحتى يوليو 2023 حيث بلغ إجمالي ما تم بيعه وطرحه من الشركات والأصول في هاتين المرحلتين 5 مليار دولار، أي نحو 50% من الهدف بحلول يونيو 2024.
  • المضي قدمًا في المرحلة الثالثة – يوليو 2023 ويونيو 2024 لطرح عدد من الشركات بقيمة تقديرية 5 مليار دولار بمستهدفات تتخطى 60% في بعض الشركات و25% في بعض الشركات الأخرى.

ملخص صفقات بعض الشركات التي تم/ سيتم طرحها من جانب الصندوق السيادي

  • طرح سبعة من الفنادق المملوكة للدولة 

تم طرح سبعة من الفنادق المملوكة للدولة وهي فنادق تاريخية وقد تم اختيار مجموعة طلعت مصطفى ويصل حجم الاستثمار من جانب المجموعة إلى 7.5 مليون دولار أمريكي

  • عرض شركة أبو ظبي القابضة

قام الصندوق بالتفاوض مع شركة أبوظبي القابضة وتم التوقيع على مذكرة الشروط والأحكام في يوليو 2023.

  • طرح محطة كهرباء سيمنس بني سويف 

تم إنشاء 3 محطات لتوليد الكهرباء من قبل شركة سيمنس الألمانية في العاصمة الإدارية ومدينة البرلس وبني سويف بإجمالي قدرات 14.4 جيجا وات

  • شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية – محطات شركة وطنية

تولى فريق المستشارين عملية إعادة هيكلة الشركة وإنشاء كيان جديد يمتلك 174 محطة المزمع نقلها إلى الشركة الجديدة من إجمالي أكثر من 300 محطة مملوكة لشركة وطنية

تم البدء في الترويج للمستثمرين وفتح غرفة البيانات في عام 2023

قام 8 مستثمرين محتملين بتوقيع اتفاقية عدم الإفصاح مع رجوع 4 منهم بقائمة من الاستفسارات المتعلقة بالشركة 

تم تلقي عروض شراء غير ملزمة من المستثمرين والبدء معهم في إجراءات المرحلة الثانية الخاصة بإطلاعهم على التقارير النافية للجهالة تمهيدا لتقديمهم لعروض شراء نهائية

بعد تلقي العروض الملزمة تم التفاوض على العقود النهائية وتنفيذ الصفقة في نوفمبر 2023 

شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية – شركة صافي

تولى فريق المستشارين إعادة هيكلة الشركة

البدء في الترويج للمستثمرين في 2023

دراسة الصفقة مع مستثمرين أجانب وتوقيع اتفاق عدم الإفصاح

تجهيز تقرير الفحص النافي للجهالة بواسطة جرانت ثورنتون وتم مشاركته مع المستثمرين المحتملين المختارين بعد تقديم العروض

تم التفاوض على الصفقة في نهاية 2023

  • محطة توليد الطاقة من الرياح في جبل الزيت

تم تشكيل لجنة مشتركة بين صندوق مصر السيادي والطاقة المتجددة للتفاوض مع المستثمرين للانتهاء من المشروع

  • محطة توليد الطاقة من الرياح بمنطقة الزعفرانة

تم إنشاء محطة توليد الطاقة في الزعفرانة بدءًا من عام 2000 وحتى 2010 على ثماني مراحل

الاتفاق بين صندوق مصر السيادي ووزارة الكهرباء على طرح الشركة  ، وقد سبق أن تم تحديد الموعد النهائي للطرح في ديسمبر 2023

  • مشروع محطات تحلية المياه

مراحل الطرح الأول

محطات مطروح : 2 إلى أربع محطات 

الاتفاق مع صندوق النقد

يُعتبر برنامج الطروحات الحكومية جزءًا أساسيًا من الاتفاقيات التي أبرمتها مصر مع صندوق النقد الدولي، لا سيما في الاتفاق الذي تم توقيعه في نوفمبر 2022

بموجب هذا الاتفاق، التزمت الحكومة المصرية بتسريع برنامج الطروحات من أجل توفير سيولة إضافية، وتقليل اعتماد الدولة على الديون، وزيادة نسبة مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد. يهدف هذا الاتفاق أيضًا إلى زيادة الشفافية والحوكمة في إدارة الأصول الحكومية.

وقد تعرض برنامج الطروحات الحكومية لسلسلة من التأجيلات لأسباب متعددة، منها التحديات الاقتصادية العالمية، مثل جائحة كوفيد-19، والتي أثرت على الأسواق المالية، فضلاً عن تقلبات أسعار العملات الأجنبية. كما أن التحولات السياسية والاقتصادية الداخلية في مصر ساهمت في تأخير بعض الطروحات الاستراتيجية، حيث فضَّل المستثمرون انتظار استقرار أكبر في السوق المصري.

*بعد اللحوم الحمراء والأسماك المصريون يقاطعون الدواجن بسبب ارتفاع الأسعار

اضطر ملايين المصريين إلى التوقف عن شراء الدواجن عقب وصول سعر كيلو الفراخ البيضاء إلى أكثر من 110 جنيهات والبلدى إلى 150 جنيها، فيما كانوا قد قاطعوا اللحوم الحمراء، حيث سجل سعر الكليو 500 جنيه في بعض المناطق والأسماك عقب ارتفاع سعر كيلو سمك البلطي من 70 جنيها إلى 100 جنيه، وهو ما يعني توقف المصريين تماما عن تناول البروتين بأنواعه في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي .

ارتفاع أسعار الدواجن أدى إلى انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين، بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار جميع السلع، بخلاف زيادة أسعار الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والمواصلات، ما دفع الأسر البسيطة إلى فرض حالة من التقشف والامتناع عن شراء اللحوم والدواجن. 

كذلك أدى ارتفاع الأسعار إلى تراجع الإنتاج بنسبة تتجاوز 35%، بعد خروج 40% من المنتجين وجميعهم من صغار المربين من صناعة الدواجن بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدوها خلال العامين الماضيين. 

ارتفاع جنوني

في هذا السياق قالت «خلود» ربة منزل وأم لطفلين: إن “الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم الحمراء جعلهم يعتمدون على الدواجن التي ارتفعت أسعارها أيضاً ليصل سعر الكيلو لـ110 جنيهات ، فضلًا عن أسعار البيض والتي ارتفعت بشكل مبالغ فيه”. 

وأضافت «خلود»أن لديها أطفالا في عمر التكوين لا بد أن يتناولوا البروتينات حتى تنمو أجسادهم بشكل صحيح، مؤكدة أن ارتفاع الأسعار جعلها تتخلى عن وجودها على المائدة بصفة يومية. 

وقالت أم محمد 50 عامًا،: إنها “بعد وفاة زوجها لا تمتلك إلا المعاش الذي يعينها على تربية أبنائها الأربعة، موضحة أن الحصول على المتطلبات الأساسية للمنزل أصبح معاناة كبيرة بالنسبة لها بعد الغلاء الجنوني في كل شيء.

وأكدت أن اللحوم الحمراء لم تدخل منزلها منذ زمن بعيد بسبب أسعارها المبالغ فيها، وأنها كانت تشتري الهياكل والكبد والقوانص، لكن مع الغلاء أصبحت غير قادرة على شرائها أيضا فلجأت لشراء أرجل الفراخ فقط. 

 وقالت «عبير» بإحدى قرى الجيزة: إن “راتبها وراتب زوجها لم يعد يكفي لسد احتياجاتهم الأساسية بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار، مشيرة إلى أنها كانت تعتمد على الفراخ البيضاء، التي تذبذبت أسعارها بين ارتفاع مبالغ فيه وانخفاض طفيف يعقبه ارتفاع جديد.

وأضافت أنها قاطعت شراء البيض والدواجن نهائيًا، لأنه أصبح يحتاج لميزانية خاصة، متسائلة كيف يلبي دخلنا الشهري كل احتياجاتنا الأساسية في ظل هذا الغلاء؟ 

جشع التجار

وقال الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية: إن “الارتفاع المبالغ فيه في أسعار بيع الدواجن للمستهلك يعود إلى ضعف الرقابة وجشع التجار الذين يضيفون أكثر من 20 و30 جنيهاً هامش ربح في الكيلو الواحد، في الوقت الذي قد يتعرض فيه المربي لخسائر كبيرة، مطالبا وزارة تموين الانقلاب بتشديد الرقابة على المحلات والتجار لضبط الأسعار في الأسواق”. 

وأكد السيد في تصريحات صحفية حدوث انخفاض كبير في الإنتاج وصل إلى 900 مليون دجاجة مقارنة بعام 2020 والذي بلغ الإنتاج فيه 1.5 مليار دجاجة، كما وصل الإنتاج الحالي من البيض الى  8.5 مليار بيضة مقارنة بـ14 مليار بيضة في السابق، وذلك بسبب التراجع الكبير في القوة الشرائية. 

وكشف أن السبب الرئيسي في تراجع الإنتاج هو خروج حوالي 40% من المنتجين من منظومة الإنتاج عقب أزمة الدولار عام 2022، والتي تسببت في توقف الاعتمادات اللازمة لاستيراد الأعلاف ومستلزمات الإنتاج وتكدس البضائع في الموانئ لفترات طويلة. 

وطالب السيد وزير زراعة الانقلاب بتشكيل مجلس إدارة لبورصة الدواجن في بنها من أجل وضع سعر عادل لها، والحد من الخسائر التي يتعرض لها المربي لاستعادة المربين الصغار، بجانب دعم صغار المنتجين العائدين لمنظومة الإنتاج من خلال تسهيل قروض الـ5% والعمل على تخفيض تكاليف الإنتاج. 

وأشار إلى أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار البيض هو قلة الإنتاج وارتفاع التكلفة، في ظل تراجع أعداد الجدود والأمهات للنصف تقريبًا، بعدما بلغ عدد الأمهات حاليًا 7 ملايين مقارنة بـ14 مليون في وقت سابق، كما أن عدم وجود رقابة وضوابط بالأسواق، أتاح الفرصة لمحتكري السوق لاستغلال الأزمات ورفع الأسعار كيفما يشاءون، رغم أن تكلفة البيضة حوالي 3 جنيهات و20 قرشاً لكنها تصل للمستهلك بأكثر من 6 جنيهات. 

وأوضح السيد أن صناعة الدواجن من الممكن أن تصبح أحد أهم مصادر العملة الصعبة من خلال تصدير فائض الإنتاج، مشددا على ضرورة هيكلة وتطوير الصناعة، وعودة صغار المربين الذين خرجوا من المنظومة بجانب توفير مستلزمات الإنتاج داخليًا من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية وإنتاج الذرة والصويا بدلًا من استيرادها.  

وتوقع ارتفاع أسعار الدواجن في الفترة القادمة في ظل ارتفاع سعر الدولار، والذي يترتب عليه زيادة في أسعار مستلزمات التشغيل التي يتم استيرادها من الخارج. 

خسائر فادحة

وانتقد محمد رمضان صاحب مزرعة بمحافظة الدقهلية إهمال حكومة الانقلاب لصناعة الدواجن، وغياب دورها الرقابي على الأسواق وعلى شركات توريد مستلزمات الإنتاج ومصانع الأعلاف وشركات الأدوية البيطرية، مؤكدا أن هذا الإهمال يكبد صغار المربين خسائر فادحة لأنهم الحلقة الأضعف في المنظومة والأكثر تأثرًا رغم أنهم عصب الصناعة. 

وكشف «رمضان» في تصريحات صحفية أن تكلفة الدورة الواحدة لإنتاج 5000 دجاجة فقط تبلغ حوالي 700 ألف جنيه تشمل 150 ألف جنيه قيمة الكتاكيت و430 ألف جنيه أعلاف و80 ألف جنيه أدوية وتحصينات بخلاف المصاريف الأخرى التي تصل إلى 20 ألفاً. 

وطالب حكومة الانقلاب بالقيام بدورها في تنظيم السوق ووضع أسعار عادلة تحافظ على استمرار صغار المربين من خلال وجود بورصة حقيقية تشرف عليها دولة العسكر وليس مجموعة من السماسرة، بجانب الرقابة على جميع أفراد المنظومة بداية من مستوردي مستلزمات الإنتاج والأعلاف والأدوية مرورًا بالقطاع الطبي من خلال توفير الأطباء البيطريين بما يتناسب مع الأعداد الكبيرة في عنابر التسمين المنتشرة في أغلب القرى.  

وأشار «رمضان» إلى أن بعض الشركات الكبرى لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة تستحوذ على نصف سوق صناعة الدواجن، وهذه الشركات لا تكتفي بدورها في إنتاج الأمهات والكتاكيت، ولكنها تتحول إلى مربٍ أيضاً، للحفاظ على سعر الكتكوت من الانخفاض لأنها تمتلك إمكانيات ضخمة وعمالة مدربة تساعدها على إنتاج كميات كبيره وبأسعار أقل من صغار المربين الذين يتعرضون لاستغلال السماسرة وضعف القوة الشرائية للمستهلك، لأن المُنتج غير قابل للتخزين. 

أدوية ولقاحات

وأكد الدكتور مصطفى مخلوف، نقيب البيطريين السابق بمحافظة الفيوم ، أن الرقابة على مزارع الدواجن ضعيفة للغايه بسبب قلة أعداد الأطباء البيطريين مقارنة بالأعداد الكبيرة للمزارع المنتشرة بمحافظة الفيوم، حيث يتواجد 6 أطباء فقط  للإشراف والرقابة الصحية على مئات المزارع. 

وقال مخلوف في تصريحات صحفية: إن “العديد من مزارع الدواجن تعمل بشكل عشوائي ولا تتوفر بها الاشتراطات اللازمة والعديد منها لا يخضع للفحص البيطري، موضحا أنه من المفترض أن تقوم الإدارة الصحية في كل منطقة بالحصول على عينات من كل مزرعة والاطمئنان على سلامة تلك العينات قبل منحها ترخيص الذبح وخروجها للأسواق”.  

وأوضح أن الارتفاع الجنوني في أسعار الأدوية البيطرية واللقاحات ساهم في زيادة تكلفة الإنتاج، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار الدواجن. 

حكومة السيسي تهدد المصريين بالانتقال إلى اقتصاد الحرب بسبب الإبادة الصهيونية.. الخميس 17 أكتوبر 2024م.. احتجاجات ومظاهرات ضد سياسات السيسي بـ”النوبية”واحتجاجات عارمة في جامعة الجلالة

حكومة السيسي تهدد المصريين بالانتقال إلى اقتصاد الحرب بسبب الإبادة الصهيونية.. الخميس 17 أكتوبر 2024م.. احتجاجات ومظاهرات ضد سياسات السيسي بـ”النوبية”واحتجاجات عارمة في جامعة الجلالة

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* احتجاجات ومظاهرات ضد سياسات السيسي بـ”النوبية” والغاز المسيل للدموع والخرطوش ملاذ السيسي الخطير للفض

حاصرت قوات الشرطة، أول أمس الثلاثاء، قرية جبل تقوق النوبية بمحافظة أسوان، وألقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق أهالي القرية الذين تجمعوا على الطريق المؤدي لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالقرية، احتجاجًا على نتائج مسابقة أجرتها الشركة لشغل عشرات الوظائف التي استثنت أبناء القرية من التعيين، حسبما كشف الأهالي.

وأدى التعامل الأمني الغاشم إلى سقوط عدد من الإصابات بين الأهالي، خاصة بين كبار السن والأطفال؛ بسبب كثافة قنابل الغاز المسيل، فيما ألقت الشرطة القبض على 6 شباب من المحتجين، قبل أن تطلق سراحهم في وقت متأخر من مساء أمس بعد تدخل مسؤولين محليين.

وكانت الشركة قد أعلنت عن مسابقة في أكتوبر 2022 لشغل عدد من الوظائف الفنية، من بينها فني تشغيل في مجالات الكهرباء والميكانيكا والأعمال الصحية، وفنيي مساحة ومعمل وسلامة وصحة مهنية.

وقد تقدم كثير من شباب القرية للمسابقة، ورغم استيفائهم الشروط والكفاءة اللازمة، تم استثناؤهم جميعًا من كشوف المقبولين التي أعلن عنها منذ أيام دون سبب واضح.

وقال عدد من شباب القرية: “كنا فاكرين إن شباب القرية أولى بالتعيين، لأن مقر الشركة يقع داخل القرية، لكن ولا واحد منهم اتقبل، وتأكدنا أن أغلب المقبولين في المسابقة تم تعيينهم عن طريق الوساطة، وطلبنا فتح تحقيق وإعادة إجراء المسابقة، لكن ما حدش سمع لنا.”

وقال شخص آخر إن الأهالي تجمعوا على الطريق المؤدي لمقر الشركة أمس، مُعبرين عن غضبهم من نتيجة المسابقة، وبتزايد أعداد المحتجين فوجئوا بقوات الشرطة تحاصر القرية وتطلب من الأهالي التفرق، وعندما رفضوا أطلقت عشرات القنابل المسيلة للدموع.

وأضاف: “الدخان في دقائق عبأ القرية كلها، وكبار السن والأطفال ما قدروش يتحملوا، اتخنقوا من الدخان، وما كناش عارفين نسعفهم إزاي، الناس زاد غضبها وكلهم خرجوا من البيوت، والشرطة اتعاملت بعنف أكتر، وقبضت على 6 من الشباب”.

وأشار إلى أن مسؤولين بالمحافظة وقيادات من الشرطة حاولوا التهدئة، وتحدثوا مع عدد من كبار العائلات بالقرية الذين أكدوا للمسؤولين أن نتائج المسابقة بها شبهة فساد ومحسوبية، وتوصلوا في النهاية إلى اتفاق بعودة الأهالي لمنازلهم وإطلاق سراح الشباب المقبوض عليهم، مع وعد بالتحقيق في الاتهامات التي يوجهها الأهالي لشركة مياه الشرب والصرف الصحي فيما يتعلق بنتائج المسابقة.

وأوضح أن مكتب المحافظ اللواء إسماعيل كمال تواصل مع أحد كبار العائلات وأبلغه أن المحافظ وعد شخصيًا بإعادة النظر في نتائج المسابقة.

وفي عام 2019، اقتحمت قوات من الشرطة قرية جبل تقوق واعتقلت عددًا من الأهالي بعد رفضهم تسليم جزيرة آمون إلى الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق “إيجوث” التي ادعت ملكيتها، وجزيرة قلادة إلى رجل الأعمال سميح ساويرس الذي قال آنذاك إنه اشتراها بعقد بيع مسجل من مالكها الأصلي أنطوان قلادة، فيما أصر الأهالي على ملكيتهم لأجزاء من الجزيرتين.

وفي يناير 2020، تسلم سميح ساويرس جزيرة قلادة، كما نجح في الحصول على جزيرة آمون بنظام حق الانتفاع من “إيجوث”.

ووفقًا لمراقبين، فإن الاضطرابات الأمنية والاجتماعية التي تعم الشارع المصري تمثل خطرًا على الأمن القومي، وينبغي حل أسبابها وتقليل المواجهات الأمنية، في وقت تواجه فيه مصر اضطرابات في الشرق والجنوب والغرب، وهو ما قد يقود إلى فوضى شاملة في ظل التعاطي الأمني الغاشم مع المشكلات المحلية.

* احتجاجات عارمة في جامعة الجلالة بعد وفاة 12 طالباً في حادث انقلاب أتوبيس

أضرب طلاب جامعة الجلالة الأهلية المصرية عن الدراسة، احتجاجاً على تدهور أوضاعهم داخل الجامعة، التي شهدت حادث انقلاب أتوبيس ركاب قبل يومين، أسفر عن وفاة 12 طالباً وإصابة 29 آخرين بإصابات خطيرة. 

نظّم الطلاب وقفة احتجاجية للتنديد بارتفاع رسوم السكن الجامعي، وزيادة المصاريف الإدارية، وارتفاع تكاليف النقل بين العاصمة القاهرة والجامعة. كما عبّروا عن استيائهم من إغلاق مستشفى الجامعة وعدم تأهيل الطرق المؤدية إلى مقرها. 

كما أشار الطلاب إلى اعتراضهم على تحديد الجامعة مبلغ 16 ألف جنيه سنوياً كرسوم استخدام حافلات النقل، بجانب مصروفات سنوية تتراوح بين 85 و105 آلاف جنيه لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، في ظل معاناة مادية متزايدة. 

من جانبها، استجابت إدارة الجامعة بتشكيل فريق لدعم المصابين صحياً ونفسياً، وتحمّل تكاليف علاجهم بالكامل. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الجامعة منحة بنسبة 50% للمصابين حتى التخرج، وأعلنت توفير نقل آمن بشكل عاجل للطلاب المقيمين في قرية بورتو السياحية إلى حين تأمين سكن مناسب لهم داخل المدينة. 

تأتي هذه الاحتجاجات في ظل جدل حول مصروفات الجامعات الأهلية، حيث نص الدستور المصري على تشجيع إنشاء جامعات أهلية لا تستهدف الربح.

ومع ذلك، تظل الشكاوى من الطلاب مستمرة بسبب الرسوم المرتفعة والخدمات غير الكافية، مما يفتح باباً للتساؤلات حول جودة التعليم في تلك المؤسسات مقارنةً بالجامعات الحكومية.

* الإعلام العبري يتحدث عن “زلزال في المخابرات المصرية”

زلزال في المخابرات المصرية” هكذا بدأت معظم المواقع الإخبارية في إسرائيل تقاريرها حول التغيير الجذري الذي قام به عبد الفتاح السيسي في جهاز المخابرات العامة المصرية.

وقد أصدر عبد الفتاح السيسي، قرارا جمهوريا مساء أمس الأربعاء بتعيين اللواء حسن محمود رشاد رئيسا جديدا لجهاز المخابرات العامة المصرية، كما أصدر قرارا قضى بتعيين اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية السابق، في منصب مستشار لرئيس الجمهورية، كمنسق عام للأجهزة الأمنية، ومبعوث خاص لرئيس الجمهورية.

وقال موقع ” news1″ الإخباري الإسرائيلي، إن اللواء عباس كامل عمل كوسيط رئيسي بين إسرائيل وحركة حماس في المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، مضيفا أن رحيله قد يؤدي إلى تغيير في النهج المصري تجاه الصراع والمفاوضات.

ورجح تقرير الموقع العبري إلى أن التغييرات التي قام بها السيسي قد تهدف إلى تعزيز قدرات مصر الاستخباراتية ومواجهة التحديات الأمنية الجديدة على الساحة الإقليمية والدولية.

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن اللواء محمود رشاد، المقرب من السيسي يتمتع بخلفية أمنية غنية، ويأتي هذا التبادل في وقت تتصاعد فيه التوترات الأمنية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بقطاع غزة وإيران.

ولفت الموقع العبري إلى أن اللواء كامل خلال فترة ولايته، كان يعتبر شخصية رئيسية في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الجنود والمدنيين الإسرائيليين الذين أسرتهم حركة حماس، وقاد الوساطة في المفاوضات التي أجرتها مصر بين الطرفين، مع الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع كل من حماس وإسرائيل، كما شارك كامل في الترتيبات التي تمت مناقشتها بعد عملية “حارس الجدران” (2021)، وحاول تعزيز تبادل الأسرى والجهود المبذولة لإعادة التأهيل الإنساني في غزة.

وأضاف الموقع العبري: “على الرغم من مشاركته النشطة، فإن الخلافات المستمرة بين إسرائيل وحماس بشأن شروط الإفراج – وخاصة مطالبة حماس بالإفراج عن السجناء الأمنيين – جعلت من الصعب إحراز تقدم ملموس”، موضحا أن كامل لعب دور المشغل النشط في هذه العمليات، ويثير بديله تساؤلات حول دور مصر المستمر في المفاوضات.

وأوضح الموقع العبري أن رئيس الجهاز المخابرات الجديد يعتبر شخصية قوية ومؤثرة في الجهاز الأمني المصري، ومن المحتمل أن يتبنى استراتيجية جديدة تجاه حماس، وقد تمارس مصر ضغوطا جديدة على حماس، أو تغير ديناميكية الاتصالات، بما يتوافق مع إعادة صياغة المفهوم الاستراتيجي المصري.

وأضاف الموقع أنه بجانب المفاوضات للإفراج عن الأسرى، فإن استبدال كامل قد يعكس تغيرا في السياسة المصرية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني برمته، خاصة في ظل تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة والتصعيد المستمر في قطاع غزة في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

وفي السياق نفسه قالت صحيفة “يسرائيل هايوم”، إن التغيرات في المخابرات العامة المصرية قد تؤثر على جهود الوساطة.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن كامل منذ عام، كان كجزء من دوره كرئيس للمخابرات المصرية، أحد العوامل الرئيسية في التوسط بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار واتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن كامل أدار أيضا جهود الوساطة في جولات القتال التي شهدتها غزة خلال السنوات القليلة الماضية، وأنه اليوم يكمل فترة ولايته التي دامت سبع سنوات تقريبًا بعد ثماني سنوات في يناير 2018.

وكان موقع “واينت” العبري التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قد أفاد بأن ثمة قلقا في إسرائيل جراء استبدال رئيس المخابرات المصرية عباس كامل بشخصية غير معروفة مسبقا لدى تل أبيب.

وقال الموقع العبري إن “استبدال رئيس المخابرات المصرية سيزيد من تأخير صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس“.

وأضاف أن “رئيس المخابرات المنتهية ولايته عباس كامل شخصية معروفة ومحترمة في إسرائيل، وله علاقات جيدة أيضا مع الولايات المتحدة وبديله غير معروف مسبقا في تل أبيب، حيث سيتولى منصبه في لحظة أزمة وتوتر في العلاقات وفي ظل أزمة المفاوضات المتوقفة“.

وأشار إلى أن “إسرائيل تخشى من أن يؤدي قرار عبد الفتاح السيسي الليلة الماضية (الأربعاء) باستبدال رئيس مخابراته عباس كمال، إلى تأخير صفقة الرهائن، في ظل انتقاله إلى منصب آخر“.

ووفق “واينت” فإن “كامل الذي يشغل منصبه منذ عام 2018 هو شخصية معروفة في إسرائيل، وكانت لديه اتصالات مع جميع قواتها الأمنية العليا وكذلك الولايات المتحدة والآن، وفقا لتقارير في مصر سيتم تعيينه مستشارا للسيسي ومنسقا عاما للأجهزة الأمنية، ومن سيحل محله حسن محمود رشاد، الذي شغل مناصب مختلفة في أجهزة المخابرات المصرية قبل أن يتقدم إلى المنصب الجديد غير معروف في إسرائيل، وقد يؤثر ذلك أيضا على العلاقات بين البلدين“.

وفي غضون ذلك، أشار وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي يقود جهود الوساطة في المحادثات مع “حماس” في تصريحات للصحفيين بختام قمة الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي الليلة الماضية أشار إلىالجمود الذي وصلت إليه مفاوضات وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن” قائلا عن فرص نجاحها: “في الواقع في الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الأخيرة لم تكن هناك أي محادثات على الإطلاق بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة” ووفق قوله: “لم يقم أي من الأطراف بالاتصال، حسب ما أفاد الموقع العبري.

* السيسي يطيح بعباس كامل بعد سنوات من الشراكة فى سفك الدماء والخيانة

أطاح زعيم الانقلاب عبدالفتاح السيسي برئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل بعد سنوات ليس من التعاون بل من الشراكة التامة فى خيانة أول رئيس مدنى منتخب والانقلاب عليه وسفك دماء المصريين ، وقرر السيسي تعيين اللواء حسن محمود رشاد رئيسا للمخابرات العامة وتعيين عباس كامل مستشارا لرئيس الجمهورية ومنسقا عاما للأجهزة الأمنية والمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية.

وتطل التساؤلات من حيث آخر أنشطة عباس كامل بلقائه مع رئيس الشاباك رونين بار في اجتماع سري كشف عنه موقع اكسيوس الامريكي، أو يكون الاطاحة لها علاقة بالمخابرات العامة حيث ابني السيسي محمود السيسي وحسن السيسي.

أو التساؤل الملح عن إقالة عباس كامل في اليوم التالي مباشرة لزيارة لم تمتد سوى لسويعات قليلة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استقبله فيها السيسي وودعه وداعا حارا على غير عادته وتاهت أسباب الزيارة بين أهداف إقليمية ومحلية إلا أنه يبدو أنها ليست للامرين حيث قضى بن سلمان مهتمه ومضى وهو ما سيتضح أثره في قرارات مماثلة!

رسالة لافتة

وكان لافتا من شريف عثمان الضابط طيار متقاعد والمقيم في الولايات المتحدة أن هدد جهاز المخابرات الحربية وعباس كامل (رئيس المخابرات العامة قبل إطاحة السيسي بساعات قليلة) وذلك مساء الثلاثاء وعبر @SherifOsmanClub فقال في رساله إلى المخابرات الحربيه المصريه: “أنا لست مقيم في شقة المعادي منذ ٢٠ سنه و ليس لي اي عنوان في مصر منذ ٢٠ عاما.. لا يوجد اي شخص في مصر لديه اي توكيل مني باستلام جوابات او رسايل من اي جهة مدنيه او عسكريه”:.
وأضاف، “في حالة الرغبة في توصيل اي مراسله قانونيه يجب مخاطبة السفاره الامريكيه بأوراق معتمده من الخارجيه المصريه لتوصيلها لي من خلال القنوات القانونيه كمواطن امريكي. . كمواطن امريكي مقيم في امريكا أنا غير خاضع لاي قرار مدني او عسكري او قانون مصري يطبق علي في اي مكان”.

وعن جزئية عباس كامل في رسالته كان في تحذيره “لقد كنت احد مصادر فضح النظام المصري في قضية الفساد المنظوره امام المحاكم الامريكيه ضد جهاز المخابرات العامه المصريه و شركاتها في امريكا.. محاولة إخضاعي او إسكاتي باي شكل هو اعتداء على القضاء الامريكي اثناء نظر قضايا الفساد المصريه.”.
وأضاف، “هذه الرساله قد تستخدم كرد فعل على اي قضايا مفتعله من القضاء العسكري او المدني المصري حيث انني لا أنتسب إلى الدوله المصريه نهائيا و خارج نطاق القانون المصري و خارج القطر المصري.. سيتم اخطار المباحث الفيدراليه الامريكيه التابعه لوزارة العدل الامريكيه بهذا الأمر.
والسيسي لا يعترف لأحد بعشرة، فقد أقصى في 15 سبتمبر الماضي، بشكل مفاجئ 11 مستشارا للرئاسة في أول قرار من نوعه منذ 2014 أبرزهم وزيرا داخلية السابقين وعضو مجلس عسكري السابق وهم.

1- الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس السابق، ومستشار السيسي لشؤون مشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية.

2- أحمد محمد جمال الدين، مستشار الرئيس للمناطق النائية والحدودية، الذي يعمل مستشارا بالرئاسة منذ عام 2014.

3- اللواء مجدي محمد عبد الغفار، وزير الداخلية الأسبق مستشار الرئيس لشئون مكافحة الإرهاب منذ عام 2018.

4- محسن محمود السلاوي مستشار الرئيس للمتابعة منذ عام 2015.

5- محمد عمرو هيبة ومستشار الرئيس لشئون مكافحة الفساد، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية السابق.

6- عبدالعزيز محمد سيف الدين، رئيس الهيئة العربية للتصنيع الأسبق ومستشار الرئيس للتطوير التكنولوجي.

7- محمد عرفان جمال الدين، رئيس هيئة الرقابة الإدارية الأسبق ومستشار الرئيس للحوكمة والتحول الرقمي.

8- مصطفى صبور

9- محمد حجازي عبد الموجود منازع

10- حسن عبدالشافي أحمد عبدالغني

11- المستشار العسكري علي فهمي محمد علي.

*الشيطان يعدكم الفقر حكومة الانقلاب تهدد المصريين بالانتقال إلى اقتصاد الحرب بسبب الإبادة الصهيونية

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتراجع مستوى المعيشة والارتفاع الجنوني في الأسعار وتزايد معدلات التضخم والعجز الكبير في الموازنة العامة، بدأت حكومة الانقلاب تمهد للكارثة القادمة عبر الإعلان عن أن التوترات التي تشهدها المنطقة، بسبب العدوان الصهيوني على غزة ولبنان واحتمالات نشوب حرب إقليمية مع إيران قد تدفع إلى  دخول البلاد فيما يسمى بـ”اقتصاد الحرب”، وذلك على ضوء التأثيرات التي تهدد البلاد، بفعل التوترات والصراعات المشتعلة في المنطقة. 

هذه المزاعم الانقلابية تأتي بالتزامن مع تراجع أداء الأعمال بشركات القطاع الخاص بمقدار 5 نقاط، في الربع الثاني من العام الجاري، متأثرًا بارتفاع أسعار الطاقة ومعدلات التضخم، بالإضافة إلى استمرار ارتفاع مدخلات الإنتاج، بسبب مشكلات التصدير وتأثر حركة الملاحة العالمية بالتوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المنتجات النهائية.

وأكد خبراء الاقتصاد، أن تداعيات الحرب الصهيونية التي بدأت في قطاع غزة ثم لبنان وقد تمتد إلى إيران ظهرت بالفعل في مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، وتصل ذروتها نهاية العام الجاري وبداية 2025 .

وقال الخبراء: إن “هناك 5 تداعيات لهذه الحرب على الاقتصاد المصري، تتمثل في: «انخفاض مصادر مصر الدولارية – خروج بعض الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة – ارتفاع الدولار أمام الجنيه – ارتفاع أسعار السلع والخدمات –  نقص السلع”.

يشار إلى أن اقتصاد الحرب هو حالة تتخذ فيها الدول إجراءات ومعايير اقتصادية ومعيشية تتناسب مع حالة الطوارئ التي تعيشها، بسبب تعرضها لحروب أو تأثرها بها، وغالبا ما تتضمن خطوات تقشف مشددة لضبط الإنفاق.  

اقتصاد حرب

كان مصطفى مدبولي رئيس وزراء الانقلاب قد قال: إنه “لو حدثت تطورات حرب إقليمية، سندخل فيما يسمى باقتصاد الحرب”. 

وأضاف مدبولي خلال مؤتمر صحفي: بسبب التطورات الإقليمية الأخيرة، زاد سعر برميل النفط بمقدار 10 دولارات، زاعما أن هذه الزيادة تشكل عبئا كبيرا على الميزانية العامة لدولة العسكر

وأشار إلى أنه أصدر تعليماته لوزراء المالية والكهرباء والبترول بحكومة الانقلاب، لضمان توفر الخدمات والسلع في ظل الظروف الحالية وفق تعبيره . 

كما أعلن البنك المركزي المصري عن تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 25 بالمئة خلال العام المالي الماضي، بسبب توترات الشرق الأوسط. 

فيما زعم عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموي أن دولة العسكر فقدت نحو 6 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس في أول 8 شهور من العام الجاري، ما يعنى أكثر من 50 إلى 60% من إيراداتها القناة بسبب التوترات في المنطقة. 

 عواقب وخيمة

 حول هذه الأزمة قال صندوق النقد الدولي: إن “حرب الإبادة الصهيونية في غزة سيكون لها عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على نطاق أوسع، مع تأثيرات على كل من الناس والاقتصادات”.

وأكد الصندوق، أن الدول المجاورة مثل مصر والأردن تعاني بالفعل من تداعيات اقتصادية؛ نتيجة التصعيد الإسرائيلي مع غزة ولبنان، مشيرا إلى أن هذه التداعيات انعكست على أسعار السلع الأولية التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ العام الماضي .

وأشار إلى أن احتمال تصعيد الصراع يزيد من المخاطر وحالة عدم اليقين، وقد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة وخارجها.

وكشف صندوق النقد أنه في حال تصاعد الصراع أو توسعت الحرب في المنطقة، قد تصل الخسائر المحتملة إلى 13.7 مليار دولار، مما يعكس التأثير الكبير الذي قد يتعرض له الاقتصاد المصري.

حافة الهاوية 

في هذا السياق، قال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر: إن “الاقتصاد المصري على حافة الهاوية، بسبب الصراعات الحالية في المنطقة، وهو ما أثر على إيرادات قناة السويس بنسبة 50%، مؤكدا أنه لا يستبعد وصول تراجع الإيرادات إلى 100% الفترة المقبلة مع توقعات الدخول في حرب إقليمية”.

وأضاف «فهمي» في تصريحات صحفية أن الاقتصاد المصري قبل الحرب الإسرئيلية على غزة وبعدها على لبنان كان في طريقة إلى التعافي، ولكن بعد اشتعال الصراع وصل إلى وضع سيء.

وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعات جديدة في الأسعار والخدمات، وانخفاض في موارد مصر الدولارية، حيث الصراعات وعدم الأمان يؤدي إلى هروب الاستثمار، وانخفاض تحويلات المصريين في الخارج بجانب تأثر السياحة سلبًا.

وأوضح «فهمي» أن الصادرات المصرية -أيضًا- سنتخفض مع مشكلات التجارة العالمية، بعد منع الحوثيين مرور السفن في البحر الأحمر، وهو ما يرفع تكلفة النقل بين الدول، لافتا إلى أن ذلك يؤثر على الاستيراد، حيث سيؤدي إلى  نقص في بعض السلع الغذائية، والتي منها السكر والزيت والدقيق والأعلاف ومن ثم ترتفع أسعار الدواجن والبيض واللحوم الفترة المقبلة”.

وتوقع حدوث ارتفاع جديد في سعر الدولار أمام الجنيه، خاصة في ظل أن المعروض من العملة منخفض ولا يقارن بالطلب والذي ارتفع بشكل كبير مع زيادة عدد المصريين إلى 111 مليون نسمة بجانب 9 ملايين لاجئ، وهذا في الوقت نفسه الذي تعتمد فيه دولة العسكر على الاستيراد.

 ثمن الحروب

وقال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية النقل البحري: إن “التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة تدل على أن القادم  شبه سواد”.

وأضاف، «الإدريسي»، في تصريحات صحفية أن ارتفاع حدة التوترات تعني تحرك الذهب والبترول والسلع الغذائية الأساسية، وهبوط حاد في البورصات العالمية والمحلية بجانب تأثر الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير مباشرة بالسلب، وتوقف لحركات السياحة والطيران في أكثر من المنطقة.

وأوضح أن مصر تدفع ثمن هذه الحروب بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ومن ثم سيؤثر ذلك على المواطن مؤكدا أنه بالفعل حدثت بعض الزيادات في الأسواق، حيث ارتفاع أسعار البن والزيت، والسيارات والعقارات وجميعها بسبب الحرب مع غزة ولبنان وإيران.

وأعرب «الإدريسي» عن أسفه لأن المشهد المسيطر على الاقتصاد خلال الفترة الحالية هو الضبابية، وعدم اليقين، حول موعد انتهاء هذه الأزمات، خاصة مع ارتفاع وتيرة التصعيد ودخول أطراف أخرى في الصراع مما يزيد من مدة الحرب، وهو وضع غير صحي للاقتصاد العالمي والاقتصاد المصري .

وتوقع حدوث انخفاض جديد في سعر الجنيه أمام الدولار في البنوك، لأن في النهاية مصادر مصر الدولارية بدأت تتأثر بالسلب، من انخفاض في إيرادات قناة السويس، واستثمارات أجنبية مباشرة وتحويلات المصريين في الخارج والصادرات.

وأكد «الإدريسي»، أن الشارع المصري بدأ الإحساس حاليًا بتداعيات حرب الإبادة الصهيونية ، حيث ارتفعت أسعار العديد من السلع التى تهم شريحة كبيرة من المواطنين وأبزرها البيض والخضروات والفاكهة، وهو ما يوصل في النهاية إلى حدوث الركود التضخمي، موضحا أن هناك ارتفاعات كبيرة في الأسعار وحركة البيع والشراء تتأثر بالسلب وهذا ليس أمر جيد لأي اقتصاد .

* إثيوبيا أكبر مستفيد ولماذا هاجم حميدتي دور مصر في السودان وكيف سيُشعل الوضع في القرن الإفريقي؟

زادت الاتّهامات التي وجهها قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى مصر بشأن تورطها في الحرب في السودان من حدة التوترات في منطقة القرن الإفريقي، والتي تعود أساسًا إلى صراع النفوذ بين مصر وإثيوبيا في المنطقة، وضاعف من حدتها دخول قوى إقليمية أخرى وتورطها في الصراع، خاصة الإمارات.

ومن شأن اتهام حميدتي للقاهرة بالتورط في الحرب وتقديم دعم عسكري للجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو ما نفته القاهرة، أن يجعل من السودان ساحة خلفية لهذا الصراع المتنامي في القرن الإفريقي والذي تظل بؤرته حتى الآن في الصومال وبالضبط على ساحل البحر الأحمر.

وجاء خطاب حميدتي الأخير ضد القاهرة تزامناً مع زيارة مهمة قام بها عبد الفتاح السيسي للعاصمة الإريترية أسمرة وتوقيعه على اتفاقية تعاون استراتيجي بين مصر وإريتريا والصومال، في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وتضمن الاتفاق تطوير وتعميق التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث من أجل تعزيز إمكانيات مؤسسات الدولة الصومالية لمواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، وتمكين الجيش الفيدرالي من التصدي للإرهاب بكافة صوره، وحماية حدوده البرية والبحرية، وصيانة وحدة أراضيه.

وقال بيان لقوات الدعم السريع، أحد طرفي الحرب في السودان، الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إن “سلاح الجو المصري شارك في القتال إلى جانب الجيش السوداني في قصف معسكرات قوات الدعم السريع”، وهو الأمر الذي نفته مصر.

بحسب قوات الدعم السريع، فإن مصر “سهّلت، عبر حدودها، دخول إمدادات السلاح والذخائر والطائرات والطائرات المسيرة، إذ قدمت خلال شهر أغسطس/آب 2024، ثماني طائرات (K8) للجيش وصلت القاعدة الجوية في بورتسودان، وتشارك الآن في القتال، وآخرها في معركة جبل موية“.

خلط الأوراق في منطقة القرن الإفريقي

قال مصدر دبلوماسي مصري، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إن القاهرة “لن تلتفت إلى التصريحات المرسلة من جانب مليشيا الدعم السريع، وتدرك أن تصريحات حميدتي تأتي في ظل ضغوط عديدة يعانيها في الداخل والخارج“.

كما أضاف المصدر لـ”عربي بوست” أن تصريحات حميدتي تأتي أيضاً بعد “فشله في إحكام سيطرته بشكل كامل على إقليم دارفور كما كان يهدف إلى ذلك للضغط بورقة الانفصال، إلى جانب تراجع الدعم المقدم إليه من حلفائه في الخارج بعد أن تورط في العديد من جرائم القتل والسلب والنهب“.

وقال المصدر ذاته: “نعلم جيداً أن ادعاءات قائد الدعم السريع ضد مصر في هذا التوقيت بالذات تأتي لتحقيق أكثر من هدف جميعها يصب لصالح خلط الأوراق في منطقة القرن الإفريقي“.

وأوضح أن إدخال القاهرة كطرف في الحرب يقوض جهودها لجذب الجيش والدعم السريع إلى طاولة التفاوض من خلال رئاستها مجلس السلم والأمن الإفريقي، كما أنه يضرب التقارب الحاصل مؤخراً بين القاهرة وقوى سياسية مدنية سودانية هي بالأساس تتحالف أيضاً مع حميدتي.

وأشار المصدر ذاته إلى أن القاهرة كان لديها استعداد للبناء على اجتماعات القوى السياسية وتوافقها على إنهاء الحرب السودانية في يونيو/حزيران 2024، ومع اتهامات قائد الدعم السريع فإن تلك الجهود قد تتعثر.

وقال مصدر “عربي بوست”: “إن تنسيقية (تقدم) التي يقودها رئيس الوزراء السوداني السابق، عبدالله حمدوك، لديه عداوات كبيرة مع الجيش وليس من المتوقع أن تكون مصر حاضرة بشكل مؤثر في الحلول السياسية السودانية خلال الفترة المقبلة“.

هذا الوضع يفتح في المقابل الباب لاحتمالية دخول إثيوبيا وانخراطها على نحو أكبر في الحرب سواء كان ذلك بتعزيز الدعم الذي تراجع مؤخراً لقوات الدعم السريع أو استعادة مكانتها بعد أن قادت في السابق التوافق على الوثيقة الدستورية بين المدنيين والعسكريين في السودان في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير.

وبحسب المصدر ذاته، فإن تصريحات حميدتي قادت للتشويش على الدور المصري في القرن الإفريقي بما يخدم إثيوبيا أيضاً، لأن حديث قائد الدعم السريع عن الانتقال إلى خطة حرب بديلة وترويجه لاستقطاب مزيد من المرتزقة “سيؤدي لاشتعال المعارك في السودان وليس السعي لوقفها“.

وأضاف المصدر أن هذا الوضع “يهدد باستمرار حالة اللاأمن في السودان لسنوات طويلة ممّا قد يتسبب في تفتيت الدولة، في حال لم يكن هناك ضغوط حقيقية عليه للموافقة على الاندماج في الجيش السوداني وإبعاده عن الإمبراطورية الاقتصادية الضخمة التي يسيطر عليها في السودان“.

تغذية الصراعات في “القرن الإفريقي”

ويؤكد مصدر “عربي بوست” أن محاولات إطفاء الحرائق في منطقة القرن الإفريقي تواجه بمساعٍ مضادة لإشعالها، وفي الوقت الذي كانت تبحث فيه الدول العربية والإفريقية الحفاظ على استقرار الصومال ودعمه في مواجهة الجماعات المسلحة “جاءت إثيوبيا لإثارة أزمة جديدة بشأن الحصول على منفذ بحري لها على ساحل البحر الأحمر ما قاد إلى تدخل مصر نحو وقف تمددها“.

كما أن مساعي الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي بعد أن قبلت به مصر كأمر واقع أيضًا، يضيف المصدر، واجه رفضًا من جانب أديس أبابا، وهو ما يجعل صراعات المياه مرشحة للتصاعد أيضاً في تلك المنطقة.

كما أن الذهاب باتجاه إقرار اتفاقية التعاون الإطاري للمياه بين دول حوض النيل والمعروفة باسم “عنتيبي” رغم اعتراض مصر والسودان يساهم كذلك في تغذية الصراعات، وهو ما تحاول مصر التعامل معه دون تهور أو ضعف باستخدام الأدوات المتاحة لديها بما لا يقود إلى الصدامات العسكرية المباشرة.

وكان حميدتي اتهم الطيران المصري بالتدخل في حرب 15 أبريل إلى جانب الجيش السوداني، خلال لقاء تلفزيوني في أول أيام الحرب عندما تم قصف قواته في معسكر سركاب المجاور لوادي سيدنا الذي يعتبر المقر الرئيسي لانطلاق العمليات الجوية للجيش السوداني.

وفي الأيام الأولى من بدء الحرب في السودان أعلنت قوات الدعم السريع عن احتجازها عددًا من الجنود المصريين، يُقدّر عددهم بنحو 27 عسكريًا، كانوا في تدريب مشترك مع القوات السودانية في قاعدة مروي في شمال البلاد، وهي الواقعة التي أثارت حفيظة القاهرة بشكل كبير ووضعت النظام هناك في مأزق كبير.

بعدها بوقت قصير أعلن الجانب المصري مقتل مساعد الملحق الإداري بسفارة القاهرة في الخرطوم، محمد الغراوي، وذلك أثناء توجهه إلى مقر سفارة بلاده لمتابعة إجراءات الإجلاء الخاصة بالمواطنين المصريين في السودان، دون معرفة هوية الجهة التي استهدفته.

معادلة مصر ستتغير في السودان

بينما قال مصدر دبلوماسي لشؤون القرن الإفريقي، إن مصر سعت بكافة السبل أن لا تظهر كطرف يقف في صف أي من الطرفين المتنازعين في السودان، رغم تضررها على المستويات الأمنية والسياسية والاستراتيجية من الحرب الدائرة الآن.

وأوضح لـ”عربي بوست” أن القاهرة سعت إلى أن تقوم بدور الوساطة ونجحت في كسب ثقة بعض السياسيين الذين كانوا يعتبرونها بوابة خلفية للنظام السابق، غير أن الضغوطات الاقتصادية التي تسبب بها كثرة الوافدين إلى جانب اشتعال الصراع في بؤر أخرى قد يقود إلى تغيير معادلة مصر في التعامل مع الأزمة السودانية لصالح الوقوف بشكل أكثر وضوحًا إلى جانب الجيش.

ويؤكد المصدر على أن “الاتهامات التي يوجّهها الدعم السريع للقاهرة حاضرة منذ اليوم الأول للحرب، غير أن حميدتي لم يكن ضمن خياراته التصعيد ضد مصر طالما أن قواته قادرة على تحقيق تقدم عسكري، والجيش غير قادر على توجيه دفة المعادلة العسكرية على الأرض لصالحه“.

وأضاف المصدر أن حميدتي هذه المرة يهدف إلى أن تكون إثيوبيا ظهيرًا قويًا له في مواجهة التحالفات العسكرية التي نسجها الجيش السوداني ليس فقط مع مصر ولكن أيضاً مع روسيا وإيران.

وقال المصدر: “لعل هذا الهدف يظهر بوضوح من تأكيده على أن الطيران المصري قصف قواته وفي الوقت ذاته تأكيده على أن إثيوبيا تسامحت في الدخول إلى أراضي الفشقة المحاذية للحدود مع السودان (شرق)، مما يشي بأن التصريح يهدف إلى جر إثيوبيا إلى صراع أكثر قربًا مع مصر على أرض السودان“.

ويشير المصدر ذاته إلى أن التحالفات في منطقة القرن الإفريقي وشرق أفريقيا أصبحت أمرًا واقعًا بعد أن دشّنت مصر تحالفها مع إريتريا والصومال وأوغندا والسودان ممثلاً في الجيش السوداني.

في المقابل، فإن إثيوبيا لديها تحالفات أخرى مماثلة مع جيبوتي وجنوب السودان وتشاد وأرض الصومال (غير المعترف بها دوليًا) وقوات الدعم السريع في السودان. هذا بالإضافة إلى مساعي أديس أبابا لتشكيل تحالف يأخذ طابعًا سياسيًا مع دول حوض النيل الموقعة على اتفاقية عنتيبي المرفوضة من مصر والسودان.

ولفت المصدر الدبلوماسي إلى أن هذه التحركات سيكون لديها تأثيرات على الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي بشكل كبير، لأنها تتشكل الآن في إطار خلافات كبيرة حول قضايا مهمة.

وتتمثل الخلافات في تباين وجهات النظر فيما يتعلق بإدارة الصراع في منطقة القرن الإفريقي لاسيما الصراعات الجيوسياسية مع رغبة إثيوبيا في الوصول إلى البحر الأحمر وهو ما تعتبره مصر تهديدًا لقناة السويس عبر البوابة الجنوبية قرب باب المندب، هذا بالإضافة إلى قضية المياه والمتمثلة في سد النهضة و اتفاق عنتيبي.

وفي 29 أغسطس/آب 2024، أفاد السفير الصومالي في القاهرة، بأن معدات ووفود عسكرية مصرية بدأت الوصول إلى العاصمة مقديشو، تمهيداً لمشاركة مصر في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال.

وقال عبد الفتاح السيسي، في نهاية سبتمبر/أيلول 2024، عقب الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة المصرية، إن بلاده “لا تدعم الصومال من أجل إثيوبيا، بل انطلاقاً من شعور بأهمية دعم الصومال كدولة عربية، تعيش منذ 3 عقود في أزمات داخلية“.

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول، دخول الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل “اتفاقية عنتيبي” حيز التنفيذ، واصفًا الحدث بأنه “علامة فارقة في تاريخ التعاون بين دول حوض النيل“.

وأشار المسؤول الإثيوبي في منشور له على منصة “إكس” إلى أن “الاتفاقية تمثل خطوة مهمة نحو الاستخدام العادل والمنصف لمياه النيل”، مؤكداً أنهاتعزز الروابط بين دول الحوض وتضمن استفادة الجميع من الموارد المائية المشتركة“.

وقبل أسابيع صادقت دولة جنوب السودان على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل بعدما كانت إثيوبيا أول الموقعين عليها عام 2010 إلى جانب دول أوغندا وتنزانيا ورواندا وكينيا ولاحقاً بوروندي، ومن المنتظر، بعد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، أن تنشأ “مفوضية دول حوض النيل” التي تهتم بتنظيم وإدارة السياسات الخاصة بإدارة المياه بين الدول الأعضاء.

المواجهة بين القاهرة وأبوظبي

بحسب مصدر سياسي متخصص في الشؤون الإفريقية، فإن القاهرة اختارت طواعية الابتعاد عن القارة الإفريقية لسنوات طويلة وتحديداً منذ حادث محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في التسعينيات، والآن تحاول استعادة حضورها.

لكن المصدر أشار إلى أن ذلك قد يواجه عثرات عديدة لأن القوى الصاعدة في إفريقيا لديها طموحات أيضًا قد تتعارض مع مصالح القاهرة، كما أن هناك نشاط اقتصادي واسع لدول الخليج وهؤلاء حلفاء للقاهرة لكن لديهم مصالح تتعارض مع مصالحها.

وأوضح المصدر ذاته أن الإمارات على وجه التحديد والتي تساعد في تمويل قوات الدعم السريع ولديها علاقات وطيدة مع إثيوبيا، قد لا تمارس ضغوطاً على القاهرة لتغيير رؤيتها لكنها في المقابل لن تتوقف عن دعم أديس أبابا وقوات حميدتي.

وأضاف أن أبوظبي تدرك بأن التأثيرات المباشرة على الأمن القومي المصري تتطلب تدخلاً من جانبها لكن دون أن تتراجع هي في المقابل عن مصالحها في القرن الإفريقي.

فيما شدد على أن إمكانية دخول القاهرة وأبوظبي في صدام مباشر “ليس وارداً الآن لكن كل طرف سيحاول تجنّب الآخر، مع تأكيد الدولتين بشكل مستمر على أهمية توطيد العلاقات الاقتصادية بينهما“.

* من هو رئيس المخابرات المصرية الجديد؟

أصدر عبدالفتاح السيسي، قرارا جمهوريا بتعيين اللواء حسن محمود رشاد رئيسا جديدا لجهاز المخابرات العامة المصرية.

وأدى رئيس المخابرات العامة المصرية الجديد، أمس الأربعاء، اليمين الدستورية، أمام عبدالفتاح السيسي، ليبدأ مهام عمله الجديد.

وجاء تعيين اللواء حسن محمود رشاد رئيسا للمخابرات العامة المصرية، خلفا للواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات المصرية السابق، والذي يشغل المنصب منذ شهر يونيو/ حزيران 2018.

 من هو رئيس المخابرات المصرية الجديد؟

 تخرج اللواء حسن محمود رشاد من الكلية الفنية العسكرية، التي ينال خريجوها بكالوريوس في الهندسة، إضافة إلى بكالوريوس في العلوم العسكرية.

انضم حسن رشاد للمخابرات العامة المصرية، وتدرج في مناصبها حتى وصل لى منصب وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية، قبل أن يصدر قرار رئاسي بتعيينه رئيسا للجهاز.

وأصدر السيسي قرارا فضى بتعيين اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية السابق، في منصب مستشار للسيسي، كمنسق عام للأجهزة الأمنية، ومبعوث خاص لرئيس الجمهورية.

وكان السيسي قد كلف اللواء عباس كامل بتسيير أعمال رئيس المخابرات العامة المصرية في يناير 2018، وأدى اليمين الدستورية رئيسا للمخابرات العامة في يونيو من العام ذاته.

وشغل عباس كامل قبل أن يتولى رئاسة المخابرات العامة المصرية لسنوات مهمة مدير مكتب عبدالفتاح السيسي، وقبلها مدير مكتبه حينما كان وزيرا للدفاع.

*السيسي التائه بين إعلان أثيوبيا “لجنة لإدارة نهر النيل” ومشروع الرئيس مرسي لربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط

يقف  المنقلب السفيه السيسي ونظامه العسكري، الذي ورط مصر في متاهت وهاوية تاريخية لم تعيشها مصر من قبل، في ظل بلطحة اثيوبية غير مسبوقة بمصر، وبين البدائل والخطط الاستراتيجية التي كان يتبناها الرئيس محمد مرسي، في كافة المجالات، سواء دعم الصناعات الوطنية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الاقماح السلع الاستراتيجية، وتطوير العلاقات الأفريقية وصولا لربط بحيرة فيكتوريا مصدر مياه هائلة في العمق الأفريقي، بموانئ البحر المتوسط بمصر، بما يخلق تدفقات مياه كبيرة لمصر والسودان، يغنيها عن الإفقار المائي الحالي بسبب مشروع سد النهضة، وتحويل أثيوبيا لنيل لمجرد بحيرة أثيوبية، إلا إن النظام العسكري المتعالي، يأبى إلا أن يحقق مصالحه الذاتية على حساب مصر والمصريين، بلا عودة للحق والعقل والمنطق الذي كان يمثله الرئيس محمد مرسي، الذي قتله السيسي وانقلابه العسكرس. 

عنتيبي القاتلة

على مدار الأشهر الأخيرة، شهدت العلاقة بين مصر وإثيوبيا خلافات مرتبطة بقضايا عدة، زادت منسوب التوتر بين البلدين، كان آخرها إعلان أديس أبابا دخول اتفاقية الإطار التعاوني لحوض نهر النيل المعروفة باسم “عنتيبي” حيز التنفيذ، رغم معارضة دولتي المصب، مصر والسودان.

واعتبرت وزارة الخارجية الإثيوبية، الإثنين الماضي، أن الخطوة تصحح أخطاء تاريخية وتضمن الاستخدام العادل، وتعزز التفاهم المتبادل والمسؤولية المشتركة، فيما أكد بيان مصري سوداني مشترك أن الاتفاق غير ملزم ويخالف مبادئ القانون الدولي.

وإعلان عنتيبي  ينص على أن “لكل دولة من دول حوض النيل الحق في استخدام مياه نظام نهر النيل داخل أراضيها بطريقة تتفق مع المبادئ الأساسية الأخرى”.

وصادق البرلمان الإثيوبي على اتفاقية عنتيبي التي وقعت عليها مع خمس دولة إفريقية، وتمنح هذه الدول حق إقامة سدود على نهر النيل دون موافقة مصر.

وأفادت مفوضية حوض النيل التي تضم 10 دول، في بيان نقلته فرانس برس الإثنين، أن الاتفاق “يشهد على تصميمنا الجماعي على استغلال نهر النيل لصالح الجميع، وضمان استخدامه العادل والمستدام للأجيال المقبلة”.

وكان قد تم التوصل إلى الاتفاق عام 2010 في العاصمة الأوغندية عنتيبي، ووافقت عليه منذ حينها دول إثيوبيا ورواندا وأوغندا وتنزانيا وبوروندي، وانضمت إليهم مؤخرا دولة جنوب السودان، فيما ترفضه كل من مصر والسودان.

وقال السكرتير الدائم لوزارة الخارجية الأوغندية، فنسنت باجيري، لوكالة فرانس برس، الإثنين: إنه “كان من المقرر عقد قمة لدول نهر النيل في أوغندا في 17 أكتوبر، لكنها تأجّلت إلى مطلع العام المقبل، رافضا ذكر السبب”.

وتجمع مفوضية حوض النيل، بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وإثيوبيا وكينيا ورواندا وجنوب السودان والسودان وتنزانيا وأوغندا، بينما تحظى إريتريا بصفة مراقب.

ووفق أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، عباس شراقي، فإن “دول المنابع هي التي صاغت هذه الاتفاقية، ووضعت البنود بما يناسبها، ومصر توافق على معظم البنود، إلا بندين”.

البند الأول المرفوض من جانب مصر والسودان هو “الحق في إقامة المشروعات، دون الرجوع للدول الأخرى، مما يتعارض مع الاتفاقيات الدولية، لأن هناك دولا أخرى مشتركة في النهر”.

أما النقطة الخلافية الثانية، وفق شراقي، “وهي الأهم، فتتمثل في أن الاتفاقية لا تعترف بالاتفاقيات السابقة، ومنها اتفاق عام 1959الذي يحدد حصة لمصر وأخرى للسودان في مياه النيل، ولو وافق البلدان يعني إلغاء الحصص المائية”. 

وبمقتضى الاتفاقية، تحصل مصر على ‏55.5‏ مليار متر مكعب‏ سنويًا من المياه،‏ ويحصل السودان على ‏18.5‏ مليار متر مكعب، وتعتبر إثيوبيا هذه الاتفاقية نتاج فترة الاستعمار، وبذلك لا ينبغي العمل بها.

وقال مدير منصة “نيلوتيك بوست” الإثيوبية، نور الدين عبدا: إن “اتفاقية عنتيبي إطار تنظيمي بين دول حوض النيل للاستفادة من مياه نهر النيل على مبدأ الاستفادة المنصفة والعادلة، متجاوزة مبدأ الحصص المعمول به في اتفاقية فترة الاستعمار التي تتمسك بها مصر كحق مكتسب”.

وأشار في حديثه لموقع الحرة، إلى أن ذلك يعني أن الأرضية القانونية أصبحت جاهزة لاستفادة الدول من مياه النيل، كل حسب حاجته ورؤيته، لكن في إطار الالتزام بالاتفاقية الإطارية، مما يعني الموت القانوني لاتفاقيات فترة الاستعمار أو الاتفاقيات الثنائية بين مصر  والسودان.

مصر  الخاسر الأكبر

ولدى مصر وإثيوبيا خلافات طويلة الأمد بسبب السد الكهرومائي الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل، وتعتبر إثيوبيا أنه ضروري لتنميتها وتزويد سكانها البالغ عددهم 120 مليون نسمة بالكهرباء.

غير أن مصر التي تعتمد على نهر النيل لتأمين 97 % من حاجاتها من المياه، ما زالت تحتج مشيرة إلى حق تاريخي في النهر، معتبرة أن سد النهضة يشكل تهديدا وجوديا.

ووفق الرؤية المصرية، فإن إثيوبيا هي المتزعمة لمسألة الاتفاقية، وتريد أن تفعل كما فعلت في قضية سد النهضة، بفرض أمر واقع.

ولا يقتصر التوتر بين مصر وإثيوبيا على الخلافات المائية، إذ دخل الصومال على خط الأزمة، حيث قال إن مصر عرضت نشر قوات حفظ سلام في الدولة الواقعة بمنطقة القرن الأفريقي، وذلك في إطار شراكة أمنية تأتي مع انتهاء تفويض قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي المنتشرة هناك منذ فترة طويلة.

وحضر السيسي، الخميس، قمة في العاصمة الأريترية أسمرة، حيث تعهد مع رئيسي الصومال وإريتريا بالتعاون القوي لتحقيق الأمن الإقليمي.

وقالت السلطات الصومالية في بيان بختام القمة: إنها “ترحب بعرض مصر نشر قوات حفظ سلام في إطار قوة لتحقيق الاستقرار، عندما يتم حل قوة الاتحاد الأفريقي الحالية في ديسمبر المقبل”. 

مشروع ” ربط فيكتوريا ”

ووفق دراسات استراتيجية، فإن مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط، يعد البديل الآن لتعويض مياة النيل المتناقصة إلى مصر.

ومشروع ربط فيكتوريا بالبحر المتوسط، مشروع كان الرئيس الشهيد محمد مرسي، قد وضع حجر أساسه ، ويمثل  كذلط أملا للعديد من الدول الأفريقية، لكنه يطرح أيضًا تساؤلات حول قدرة النظام الحالي بقيادة عبد الفتاح السيسي على تحقيق هذا الحلم.

مشروع مرسي

وعندما أُعلن عن مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط في عهد محمد مرسي، كانت الفكرة تمثل رؤية استراتيجية تهدف إلى تحسين التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول حوض النيل، هذا المشروع كان يُعتبر خطوة حيوية لتعزيز الروابط بين الدول الأفريقية وتسهيل حركة التجارة من وسط أفريقيا إلى الأسواق العالمية.

 وكان الرئيس مرسي قد أظهر اهتمامًا واضحًا بتعزيز العلاقات الأفريقية، وعُرف عنه حرصه على وضع مصالح مصر في المقدمة.

تتحدث الدراسات عن أهمية هذا المشروع الذي يُعتبر شريان حياة للتجارة الأفريقية، حيث يربط العديد من الدول مثل كينيا وأوغندا والسودان ومصر، لكن في ظل حكم السيسي، يبدو أن هذا المشروع أصبح مجرد ذكرى تُذكر في الاجتماعات، مع عدم وجود خطوات فعلية نحو تحقيقه.

وكان للسيسي الدور البارز في تحطيم  العديد من المشاريع التي بدأها نظام مرسي، بما في ذلك مشروع ربط بحيرة فيكتوريا، على الرغم من تصريحات الحكومة الحالية حول أهمية المشروع.

وتبلغ  تكلفة المشروع نحو 11 مليار دولار، وهي قيمة ضخمة تتطلب التزامًا حقيقيًا من الحكومة المصرية.

 وبالرغم من أن السيسي يحاول الترويج للمشروع كجزء من رؤية مستقبلية لمصر، فإن هناك شكوكًا كبيرة حول نوايا الحكومة الحالية.

ويحتاج مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط إلى خطة شاملة واضحة، وليس مجرد شعارات تُرفع في الاجتماعات.

وبين النكسة الأثيوبية والأمل الذي يمثله مشروع مرسي، تقف مصر والسيسي أمام اختبار صعب، قد يهدد ببوار الأراضي المصرية، ما لم ينحاز السيسي لمصر وللمصريين.

* توقعات بتعويم جديد للجنيه المصري بعد تصريحات السيسي تثير مخاوف كبيرة

أثارت تصريحات عبد الفتاح السيسي حول “السلع الاستفزازية” ربطًا بأزمة الدولار، مخاوف جديدة بين المصريين بشأن احتمالية خفض قيمة الجنيه مرة أخرى.

وارتبطت هذه التصريحات بتجارب سابقة، حيث شهدت البلاد تعويمات سابقة للجنيه أعقبها ارتفاع كبير في سعر الدولار.

مع الضغوط الاقتصادية المتزايدة، يتساءل المواطنون عما إذا كانت مصر مقبلة على تعويم جديد للجنيه، أو ما إذا كانت مليارات السعودية، على غرار الإمارات، ستكون كافية لتأجيل هذه الخطوة المحتملة.

* بعد حذف أكثر من 10 مليون مواطن التموين: الأعداد الحالية لا تستحق الدعم

تعيش الأسر المصرية اليوم حالة من القلق المتزايد بشأن إمكانية إلغاء بطاقات التموين التي تعتبر شريان حياة ملايين المواطنين لتلبية احتياجاتهم الأساسية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وزيادة أسعار الخدمات الأساسية المدعمة، وذلك بعدما،  قررت وزارة التموين والتجارة الداخلية، وقف صرف الدعم التمويني (سلع – خبر) لنحو 500 ألف مستفيد، اعتبارا من 1 أكتوبر الحالي.

 كما أثارت تصريحات مقرر لجنة الاستثمار بالحوار الوطني الدكتور سمير صبري، حول وجود عملية “غربلة” لبطاقات التموين، لتطلق شرارة قلق كبير بين المواطنين، الذين يخشون من فقدان هذا الدعم الحيوي، خاصة في ظل تدهور قيمة الجنيه المصري وارتفاع تكلفة المعيشة، تعتمد ملايين الأسر على بطاقات التموين لتوفير الاحتياجات الأساسية.

 وأشار صبري إلى أن بطاقات التموين تمت غربلتها (تصفيتها) أكثر من مرة خلال السنوات الماضية وتقلص عدد المستفيدين إلى 60 مليون بدلا من 70 مليون ورغم ذلك يرى أن كل الأعداد الحالية لا تستحق الدعم وهو ما أثار القلق بين المواطنين حول معايير الحذف التي قد تُطبق مستقبلا.

 وقف صرف الدعم لنصف مليون مواطن بدعوى سرقتهم للكهرباء

 وكانت وزارة التموين قد سلمت كشوفات بأسماء نصف مليون مواطن إلى رئاسة الوزراء من أجل قطع التمويني عنهم، تنفيذا لقرار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بهذا الشأن.

 وأوضحت صحف محلية أن هذه القوائم تمثل المرحلة الأولى، مشيرة إلى أن الوزارة ستستمر في إعداد قوائم أخرى تضم المتهمين الجدد.

 وكان قد أشار «مدبولي» في وقت سابق إلى أن سرقة الكهرباء تمثل أحد الأسباب الرئيسية وراء الحذف من بطاقات التموين، مؤكدا أن عدد حالات سرقة الكهرباء يصل إلى ملايين الحالات سنويًا.

 إيقاف بطاقات أصحاب الممارسة

 وأكد مصطفى مدبولي رئيس الوزرا، أن الدولة بدأت باتخاذ بعض الإجراءات بالتجميد المؤقت للدعم الذي تقدمه الدولة، لمن يحرر ضدهم محاضر ممارسة الكهرباء، لحين فصل القضاء في أمرهم.

حذف المستفيدين من المتعدين على الأراضي الزراعية وإلغاء دعم الأسمدة عنهم

في ضوء خطة إلغاء الدعم عن المواطنين وبعد الحذف من البطايق التموينية، قامت حكومة الانقلاب ب إيقاف صرف الأسمدة المدعمة لنحو  20 ألف منتفع شاملة سرقات الكهرباء والتعدي على أراضي الدولة ومخالفات البناء منهم  4095 مواطنا لهم حيازات زراعية، وتم تحرير محاضر سرقة تيار كهربائي من وزارة الكهرباء، وفقا لما ورد من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة من كشوف المتعدين عن شهر أغسطس.

 ويبدو أن حكومة الانقلاب عازمة على إنهاء دعم المواطنين في شتى المجالات، فبدلا من أن تكون العقوبة من جنس العمل تتوسع في فرض عقوبات قد تطال الجانب الزراعي الذي يشتكي فيه الفلاحون من قلة الدعم فبدلا من توفير الأسمدة للفلاحين تقوم بمنعها عنهم.

فيما كشف مصدر في وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، عن مخاطبة وزارة الزراعة بوقف صرف الأسمدة المدعمة للمزارعين الذين يتم تحرير محاضر سرقات تيار كهربائي بمختلف المناطق على مستوي الجمهورية، وأكد أنه تم وقف صرف الأسمدة لأكثر من 20 ألف مزارع تم تحرير محاضر سرقات تيار ضدهم خلال شهر أغسطس 2024.

 وكان رئيس مجلس الوزراء قد قال خلال تصريحات سابقة «مش معقولة يبقى واحد بيسرق تيار كهرباء، وفي نفس الوقت ياخد دعم خبز ودعم تمويني، ودعم سماد، ودعم في أي خدمات تقدمها الدولة».

ما الذي توفره الدولة من تموين في مصر؟

     50 جنيها  للمواطن شهريا لـ4 أفراد لكل بطاقة.

    ما زاد عن 4 أفراد يتم صرف 25 جنيها للفرد الواحد.

    توفر الخبز المدعم بواقع 5 أرغفة للمواطن يوميا بقيمة 20 قرشا للرغيف.

الدعم في الموازنة

 تتضمن موازنة العام المالي الحالي 2024-2025 مخصصات مالية لدعم السلع التموينية بقيمة حوالي 134 مليار جنيه (حوالي 2.7 مليار دولار)، ارتفاعا من 127 مليار جنيها مقارنة بالعام الماضي وكانت كالتالي:

     91 مليار جنيه لدعم رغيف الخبز.

    36 مليار جنيه لدعم البطاقات التموينية.

 ويستفيد أكثر من ثلثي المصريين البالغ عددهم حوالي 110 ملايين نسمة من دعم الخبز والسلع التموينية على النحو التالي:

     69.5 مليون الأفراد المستفيدين من دعم الخبز.

    61.8 عدد الأفراد المستفيدين من دعم السلع التموينية

ما هي شروط الاستبعاد من التموين؟

حددت وزارة التموين 14 حالة تستوجب حذف الأفراد من بطاقات التموين، وهي كالتالي:

1- سرقة التيار الكهربائي.

 2- تقاضي راتب شهري أعلى من 9600 جنيه.

3- امتلاك سيارات حديثة.

4- مصاريف مدارس تصل إلى 20 ألف جنيه أو أكثر.

5- الاستهلاك المرتفع لفواتير الكهرباء (أكثر من 650 ك/وات) بقيمة تتخطى 800 جنيه شهريًا.

 6- امتلاك حيازة زراعية بمساحة 10 أفدنة أو أكثر.

 7- دفع ضرائب بمبلغ 100 ألف جنيه أو أكثر.

8- امتلاك شركة برأس مال 10 ملايين جنيه أو أكثر.

 9- تسديد قيمة مضافة مرتفعة لأصحاب الأعمال.

10- امتلاك صادرات أو واردات مرتفعة.

11- وفاة أحد أفراد الأسرة دون تقديم طلب لحذفه من البطاقة.

 12- سفر أحد أفراد الأسرة مع بقاء اسمه مدرجًا على البطاقة.

 13- عدم صرف الخبز أو السلع لمدة 6 أشهر متتالية.

 14- التعدي على الأراضي الزراعية أو البناء عليها.

 ارتفاع أسعار السلع التموينية

 وبموجب التوجيهات الجديدة، ارتفع سعر المكرونة وزن 400 جرام بمقدار 75 قرشًا، بينما زادت أسعار المكرونة وزن 800 جرام بمقدار 1.5 جنيه، وبذلك، أصبح سعر المكرونة 800 جرام 17 جنيهًا بدلًا من 15.5 جنيه، وسعر 400 جرام 8.5 جنيه بدلًا من 7.75 جنيه.

وفيما يتعلق بأسعار السلع، سيُصرف السكر بسعر 12.60 جنيه للكيلو، بينما سيُقدم الزيت بسعر 30 جنيهًا لعبوة 800 مل، تشمل المقررات التموينية لشهر أكتوبر نحو 31 سلعة، منها السلع الأساسية مثل الزيت والسكر والمكرونة.

الفقر يخيم على أوضاع المصريين

 الفقر

 بلغ معدل الفقر في مصر 29.7% في آخر إحصاء أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في 2020، وتوقعت دراسة مستقلة أجرتها مستشارة الجهاز هبة  الليثي، ارتفاع  مستوى الفقر إلى 35.7% في عام 2022-2023.         

ويتوقع البعض أن تزيد نسبة الفقر عن هذه الأرقام، في ظل عدم إعلان أي أرقام رسمية جديدة، بعد نحو عامين من أسوا أزمة اقتصادية تمر بها البلاد أسفرت عن انهيار الجنيه من مستوى 15.7 جنيها إلى حوالي 49 جنيها، ومضاعفة أسعار جميع الرسوم والخدمات بنسب لا تقل عن 100%.

* أزمة التعليم المصري: واجبات منزلية تكسر ظهور أولياء الأمور وضغوط متزايدة

تتعرض وزارة التعليم المصرية لانتقادات حادة من أولياء الأمور بسبب نظام الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية التي فرضتها المدارس على الطلاب

إذ يعتبر الكثيرون أن هذه السياسات تحولت إلى أدوات ضغط على الطلاب وعائلاتهم بدلاً من كونها وسائل تعليمية فعّالة يعول عليها في تحسين مستوى التعليم في البلاد

أولياء الأمور في جميع أنحاء مصر يشعرون بخيبة أمل كبيرة من الوعود التي أطلقتها وزارة التعليم بتحسين جودة التعليم

إذ أكدوا أن الفصول الدراسية تفتقر إلى الشرح الكافي ما أدى إلى تدهور مستوى الفهم لدى الطلاب

كما أنهم وصفوا النظام الحالي بأنه تحول إلى سلاح يستخدمه المدرسون لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الطلاب

في الوقت نفسه أكدت وزارة التعليم على استمرارية نظام الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية مشددة على عدم صحة الأخبار المتداولة حول إلغاء هذه الممارسات

مشيرة إلى أن كافة القرارات المتعلقة بالتقييمات المدرسية مستمرة وأنه يجب على أولياء الأمور والطلاب عدم تصديق الشائعات التي تروجها مواقع التواصل الاجتماعي

أولياء الأمور يعبرون عن استيائهم من الضغط المتزايد الذي يواجهه أبناؤهم بسبب نظام التقييمات المتكررة

إذ أصبحت الامتحانات تتم بشكل دوري مما يؤدي إلى حالة من التوتر والقلق لدى الطلاب وفي بعض الأحيان يتم إجراء امتحانات في كل يومين أو ثلاثة مما يزيد من العبء النفسي على الأسر

نظام التقييمات الحالي يعتبره أولياء الأمور بمثابة امتحانات متواصلة مما يؤثر سلباً على التحصيل العلمي للطلاب ويعوق فرص التعلم الجيد

إذ يطالبون بإعادة النظر في جدولة الامتحانات وتقليل الأعباء الدراسية من أجل توفير وقت كافٍ للشرح والفهم والمراجعة ما ينعكس إيجاباً على أداء الطلاب

الأسر المصرية تحملت عبئاً مادياً إضافياً بسبب التكاليف المرتبطة بطباعة الواجبات المنزلية إذ يضطر أولياء الأمور إلى طباعة مستندات عديدة

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ويشكو الكثيرون من أن فرض طباعة الواجبات من المواقع الرسمية يكبدهم تكاليف إضافية دون وجود بدائل مناسبة مثل السماح بتقديم الواجبات مكتوبة بخط اليد

وفي سياق متصل يؤكد الدكتور عبدالمولي محمد الخبير التربوي أن نظام التقييمات الأسبوعية والواجبات المنزلية يحمل مزايا وعيوب إذ يضمن وجود التزام من الطلاب ويشجعهم على الحضور اليومي للمدرسة

كما يلزم المعلمين بشرح المحتوى الدراسي بشكل دوري ولكنه يضيف عبئاً مادياً على الأسر ويؤدي إلى تجاوزات من بعض أولياء الأمور في حل الواجبات لأبنائهم

حذرت سامية محمد ناشطة حقوقية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور من أن بعض المدرسين يستغلون نظام التقييمات لفرض الدروس الخصوصية على الطلاب ما يجعل العملية التعليمية عرضة للتلاعب والفساد إذ يجب على الوزارة مراقبة هذا الوضع بصرامة من أجل حماية حقوق الطلاب وأسرهم

واعتبرت سهام محمود معلمة ومؤسس اتحاد المهتمين بالتعليم بأن نظام التقييمات الأسبوعية يمثل ضغطاً هائلاً على الجميع

إذ يشتكي أولياء الأمور من زيادة المناهج الدراسية وعدم كفاية الوقت لشرح المواد في الفصول ما يؤثر سلباً على تجربة التعليم برمتها كما يشيرون إلى نقص المدرسين في العديد من المدارس مما يزيد من الأعباء على الطلاب

في الوقت ذاته أعلنت وزارة التعليم أنها ستطبق نظام الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية بشكل موحد في جميع المدارس

إذ يأمل المسؤولون أن تسهم هذه القرارات في تعزيز جودة التعليم إلا أن أولياء الأمور لا زالوا يطالبون بتخفيف الأعباء الدراسية وتحسين الظروف التعليمية لضمان نجاح أبنائهم

التقييمات الأسبوعية تهدف إلى التأكد من تحقق أهداف التعلم ولكن أولياء الأمور يخشون من أن النظام الحالي لم يحقق الغرض منه

إذ يعاني الطلاب من عدم كفاية الوقت للتعلم الجيد مما يؤدي إلى تراجع مستوى التحصيل الدراسي ويجب إعادة النظر في هذا النظام من أجل تحقيق توازن بين التعليم والضغط النفسي

المشكلات التي يواجهها الطلاب وعائلاتهم بسبب نظام الواجبات المنزلية والتقييمات تعكس أزمة أكبر في نظام التعليم المصري الذي يحتاج إلى مراجعة شاملة لضمان جودة التعليم

وتحسين ظروف الدراسة إذ يجب أن تكون المدرسة مكانًا للتعلم والنمو وليس ساحة للصراعات والضغوط المتزايدة

إن الحفاظ على مستقبل التعليم في مصر يتطلب تفكيرًا جادًا وتحركات عاجلة من قبل وزارة التعليم إذ ينبغي أن تكون الإصلاحات التعليمية قائمة على احتياجات الطلاب وعائلاتهم

والتأكد من أن كل خطوة تتخذها الوزارة تصب في مصلحة العملية التعليمية لا أن تكون عبئًا إضافيًا على الأسر وأبنائها

الآباء لا يطلبون المستحيل بل يسعون فقط لتحقيق توازن بين التقييمات والضغط الدراسي لذا يجب على الجهات المعنية العمل بجدية على تطوير أنظمة التعليم

وضمان تحقيق بيئة تعليمية صحية تسهم في تنمية العقول والأفكار بدلاً من تعزيز الضغوط النفسية والمعاناة اليومية للأسر المصرية

السيسي باع القضية الفلسطينية من أجل مصالحه الشخصية وسر زيارة رئيس الشباك السرية الى مصر.. الأربعاء 16 أكتوبر 2024م.. رغم حبسهم 6 سنوات بقضية “العمليات النوعية” اليوم أولى جلسات محاكمة البر وغزلان

السيسي باع القضية الفلسطينية من أجل مصالحه الشخصية وسر زيارة رئيس الشباك السرية الى مصر.. الأربعاء 16 أكتوبر 2024م.. رغم حبسهم 6 سنوات بقضية “العمليات النوعية” اليوم أولى جلسات محاكمة البر وغزلان

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* إقالة عباس كامل من رئاسة المخابرات العامة المصرية

مصر هي أم عباس  .. يا حسرتك يا أم عباس

أصدر عبد الفتاح السيسي قرارًا بتعيين اللواء عباس كامل مستشارًا له، منسقًا عامًا للأجهزة الأمنية والمبعوث الخاص له.

كما أدى حسن محمود رشاد اليمين القانونية رئيسًا للمخابرات العامة.

وكان كامل (62 عاما) هو الرئيس الـ26 للمخابرات العامة، أحد الأجهزة التي يطلق عليها صفة “سيادية” في مصر مثل جهازي المخابرات الحربية والأمن الوطني “أمن الدولة سابقا”.
وشغل كامل منصب مدير مكتب السيسي منذ أن كان السيسي مديرا للمخابرات الحربية، ثم وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس محمد مرسي الذي أعلن الجيش عزله في 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه، ثم شغل كامل منصب مدير مكتب السيسي منذ انتخابه رئيسا في 2014.

وظهر عباس كامل في معظم لقاءات وجولات السيسي حتى الاجتماعات السياسية والأمنية والاقتصادية والخارجية، حتى أنه تم تسميته بـ”ظل الرئيس”، وكان حديث مواقع التواصل الاجتماعي نظرا لترسيب مكالمات سرية منسوبة له.

ظهر اسمه لأول مرة في أكتوبر 2013 أثناء حديث عبد الفتاح السيسي “وزير الدفاع آنذاك” في حوار صحافي عندما سأل الصحافي المحاور عن عدد قتلى فض اعتصامي ميداني رابعة والنهضة فأجاب: “اسأل عباس”.

 

*الحرية المسلوبة: نورهان دراز في قفص الظلم والاعتقال

في زخم الأزمات والتحديات الاقتصادية التي تعصف بمصر، تبرز قصة امرأة أُسكت صوتها وأُودعت خلف القضبان بسبب كلمات كتبتها على صفحات الإنترنت،

كلمات كانت تلامس الحقيقة وواقع الناس المعيش، تلك هي نورهان أحمد دراز، التي قررت أن تفتح فمها للحديث عن ما لا يجرؤ الكثيرون على قوله.

ففي الخامس من أغسطس، اقتحمت قوات الأمن منزلها الكائن في حدائق الأهرام، لتخطفها من بين أفراد أسرتها، دون أن تترك لهم أي فرصة لفهم ما يحدث.

كانت لحظة مرعبة، إذ تحوّل هدوء الليل إلى فوضى، وعادت سيدة متقاعدة من مديرية الشؤون الاجتماعية، إلى ماضي عاصف تذكره، لكن هذه المرة تحت أعين رجال الأمن الذين لم يرحموا نداءاتها.

12 يوماً من الاختفاء القسري مرت عليها كالأبد، حيث لم يعرف أحد مكانها، وتاهت تفاصيل أيامها في ظلام حالك.

وفي يوم 17 أغسطس، ظهرت مجددًا أمام نيابة أمن الدولة العليا، لكن لم يكن ذلك ظهراً عادياً. كان تعبير وجهها، الذي كان يُظهر آثار الخوف والتعب، أكثر صراحة من أي كلام.

استجوبت وهي محاطة بسياج من الإهمال والإذلال، فقط لأنها أعربت عن رأيها في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.

اتهامات تلاحقها كالأشباح، انضمام إلى جماعة منشأة مخالفة للقانون، تلقي تمويلات أجنبية، نشر أخبار كاذبة، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ.

كانت تلك التهم كافية لتسليط الضوء على الحالة الحرجة التي تعيشها البلاد، ولكنها كادت تُكلفها حريتها.

وها هي الآن، رغم معاناتها الصحية المتدهورة، تجلس في قاعة المحكمة عبر الفيديو كونفرانس، كأنها حبيسة داخل شاشة تعكس حالتها، لكن لا مجال للحديث عن آلامها، ولا مجال لمطالبتها بحقوقها.

كان تجديد حبسها مجرد إجراء روتيني، بينما حُرمت من الأدوية التي تعاني من عدم دخولها إليها، وسط رفض قاطع لإدارة السجن السماح بدخول البطاطين التي تحتاجها في ظل الظروف القاسية.

قصتها ليست مجرد واقعة عابرة في زمن مليء بالقصص المأساوية، بل هي تمثل رمزًا لملايين الأشخاص الذين يُسكت صوتهم بسبب موقفهم من السياسة أو بسبب رغبتهم في التغيير.

تعكس معاناة نورهان دراز التحديات التي تواجهها النساء في السجون، اللواتي لا يسعفهن أحد، وكأن النظام لا يرى سوى سطور دون أن يتبين ما بين تلك السطور من ألم ومعاناة.

تتحدث التقارير عن استمرار الضغوطات على المتهمين بالتعبير عن آرائهم، وتزداد المخاوف مع تجدد قمع الأصوات الحرة في المجتمع،

حيث تبرز حكاية دراز كقصة إنسانية مأسوية تتقاطع مع قضايا أكبر، تتعلق بحقوق الإنسان والحرية.

إن اعتقال نورهان أحمد دراز ليس مجرد حادثة شخصية، بل هو مثال صارخ على معاناة كل من يجرؤ على التفكير بجرأة، وعلى كل من يحمل في قلبه هموم الوطن.

إن تدهور حالتها الصحية يُلقي بظلاله على تلك الأصوات التي تحاول أن تُسمع، لكنه لن يقضي على إيمانها بحقوقها وحق الآخرين في التعبير.

في هذا السياق، يجب على المجتمع أن يستيقظ ويتحرك. يجب أن تُعطى الأصوات التي تُطالب بالعدالة الفرصة للتعبير عن آرائها، بل يجب أن تُحمى.

ومن هنا، تُصبح قصة نورهان دراز حكاية تروى في زوايا الفصول، لتكون منارة تُضيء الطريق لكل من يسعى للحرية في عالم مُظلم.

هي ليست مجرد قصة امرأة محبوسة، بل هي سرد مليء بالأمل والصمود، مواجهة الظلم بعباءة من الشجاعة،

تحمل بين طياتها صدى الآلام التي يعيشها الكثيرون، وتدعو الجميع لفتح أعينهم على الحقائق التي تحاول السلطات طمسها.

لذا، تستمر الحكاية، تستمر المعاناة، وتبقى نورهان دراز رمزًا لحقبة لم تتقبل بعد صوت الحق،

بينما لا تزال عيون الأمل تتطلع نحو غدٍ أفضل، قد يحمل في طياته الحرية والسلام، وسط أمواج من التحديات والصعوبات.

* رغم حبسهم 6 سنوات بقضية “العمليات النوعية” اليوم أولى جلسات محاكمة البر وغزلان

حددت محكمة استئناف القاهرة بسلطة الانقلاب، جلسة عاجلة،  اليوم الأربعاء، لنظر أولى جلسات المحاكمة الهزلية  لعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين وعميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عبد الرحمن عبد الحميد البر، وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ومتحدث باسم الجماعة وعضو هيئة التدريس بكلية الزراعة جامعة الزقازيق محمود سيد غزلان، و39 آخرين، وذلك على خلفية اتهامهم في القضية المعروفة إعلاميًا باسم “لجان العمليات النوعية بالنزهة”.

وأكدت هيئة الدفاع عن المعتقلين في القضية في تصريحات صحفية أن الموجهة لهم اتهامات في القضية عدد محدود منهم خارج البلاد، ومعظمهم معتقل ومحبوس على ذمة القضية طوال ست سنوات بالمخالفة للقانون المصري الذي حدد مدة عامين فقط حداً أقصى لفترة الحبس الاحتياطي، وتم تقديم بلاغات ومذكرات للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا وقاضي المعارضات بهذا الشأن ولم يتم النظر فيها.

 وأضافت هيئة الدفاع أنهم لم يُمكّنوا طوال سنوات التحقيق التي تجاوزت ست سنوات في القضية من الاطلاع على الاتهامات أو معرفة الأدلة التي تدين موكليهم، مؤكدة أنها كلها تحريات مكتبية من قبل السلطات الأمنية التي في خصومة سياسية مع جماعة الإخوان المسلمين.

 وأحالتهم نيابة أمن الدولة العليا بسلطة الانقلاب، على ذمة القضية رقم 1430 لسنة 2018 حصر أمن الدولة العليا، والمقيدة برقم 11149 لسنة 2024 جنايات النزهة، وادعت فيها استهدافهم وتخطيطهم لتفجير محكمة مصر الجديدة وتفجير مكتب بريد النزهة، ضمن العمليات النوعية للجماعة.

وادعت النيابة “توليهم وقيادتهم جماعة أُسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق العامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، حيث تولوا قيادة جماعة الإخوان المسلمين وتطوير مجموعاتها المسلحة التي تهدف إلى تغيير نظام الحكم بالقوة، وتنفيذ عمليات اعتداء ضد القضاة وأفراد القوات المسلحة والشرطة وقياداتهم ومنشآتهم، والمنشآت العامة والبعثات الدبلوماسية والقنصلية ومقراتها، بغرض إسقاط الدولة والإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تنفيذ أغراضها، على النحو المبين بالتحقيقات”.

  كما اتهمتهم النيابة العامة “بالانضمام إلى جماعة إرهابية، ومدها بمعونات مادية ومالية عبارة عن أسلحة وذخائر ومفرقعات ومهمات وآلات وأموال ومعلومات، مع علمهم بما تدعو إليه وبوسائلها في تحقيق ذلك، والتخريب عمدا في ممتلكات عامة حكومية، بإعداد عبوة مفرقعة متصلة بدائرة إلكترونية لتفجيرها في محيط محكمة مصر الجديدة ومكتب بريد النزهة، وذلك تنفيذًا لغرض إرهابي وبقصد إحداث الرعب بين الناس وإشاعة الفوضى”.

* تدوير 18 معتقلا بعضهم أخفي لشهور .. وتجديد حبس 8 آخرين 45 يوما

كشف مصدر حقوقي عن تدوير 18 معتقلا بنيابات الشرقية من خلال المحضرين المجمعين 157 و156 وهي نوعية من المحاضر، دأب على إعدادها “للنيابات” جهاز الأمن الوطني بالمحافظة تضم من كل مركز معتقل أو أكثر لتبرير التدوير (تلفيق قضية جديدة لمعتقل).

وفي المحضر المجمع 157 وكان بشأن تدوير معتقلين بمركز ديرب نجم وكان ل8 معتقلين وهم:

عاصم محمد عبدالمنعم فياض، ديرب نجم، ظهر بعجد اخفاء قسري 95 يوما.

عادل محمد السيد مصيلحي، ههيا، ظهر بعد اخفاء قسري 125 يوما.

حذيفة أحمد أحمد عبدالرحمن جاد، أبو حماد، ظهر بعد اخفاء 120 يوما.

عمر عبدالرحمن هشام علي قابيل، منيا القمح، ظهر بعد اخفاء 90 يوما.

إبراهيم محمد محمود عباس البري، مشتول السوق، تدويره من المحضر المجمع رقم 66.

عبدالمنعم السيد عبدالمنعم، مشتول السوق، تدويره من المحضر المجمع رقم 66.

أسامة رفاعي خليل، منيا القمح، تدويره من المحضر المجمع رقم 66.

وقررت النيابة حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات وإيداعهم مركز شرطة ديرب نجم.

وأمام نيابة الزقازيق الكلية وزعت المحضر رقم 156 وصل إجمالي المعتقلين علي ذمة المحضر 10 معتقلين وقررت النيابة حبسهم 15 يومًا علي ذمة التحقيقات وتم إيداعهم قسم شرطة ثان الزقازيق.

والمعتقلون العشرة هم:

محمد فوزي محمد، الإبراهيمية، تدويره من المحضر المجمع رقم 62.

رأفت عثمان محمد، الإبراهيمية، تدويره من المحضر المجمع رقم 62.

حمدي زكي دحروج، بلبيس، تدويره من المحضر المجمع رقم 52.

بكري عبدالعزيز بكري، العاشر من رمضان، تدويره من المحضر المجمع رقم 74.

جمال الهادي عبد العزيز، منيا القمح.

يحيى بيومي، بلبيس.

رأفت فاروق عبدالحميد، منيا القمح، تدويره من المحضر المجمع رقم 74.

رمضان حسن محمد، العاشر من رمضان، تدويره من المحضر المجمع رقم 74.

عبدالله السيد عبدالفتاح، تدويره من المحضر المجمع رقم 74.

ناصر يوسف محمد، بلبيس، تدويره من المحضر المجمع رقم 74.

تجديد حبس 45 يوما

ونشرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات تقريرا حقوقيا عن تجديد حبس 8 متهمين على ذمة قضايا مختلفة وتحديد التدابير للآخر لمدة 45 يوما.

حيث قررت الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة الجنايات، في جلستها المنعقدة بسجن بدر، تجديد حبس 8 متهمين لمدة 45 يوما على ذمة قضايا مختلفة.

ومن بين المتهمين: رضا محروس علي، ومحمود خميس قرني وذلك في القضية رقم 1935 لسنة 2021حصر تحقيق أمن دولة عليا.

والمتهمان : ربيع عبدالفتاح إسماعيل، خالد محمود سامي، وذلك في القضية رقم 2380 لسنة 2022 حصر تحقيق أمن دولة عليا.

وأحمد محمد صابر عمران، وعبداللاه محمد محمد جبر .. في القضية رقم 626 لسنة 2021حصر تحقيق أمن دولة عليا.

ومحمود السيد محمود بشار، في القضية رقم 1983 لسنة 2021حصر تحقيق أمن دولة عليا.

وأحمد جميل عبدالصادق عمار، وذلك في القضية رقم 41 لسنة 2023 حصر تحقيق أمن دولة عليا.

ومن جانب مواز جددت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات الجيزة، التدبير الإحترازي 45 يوما للمتهم محمد خالد عبدالحميد وهو معتقل على ذمة القضية رقم 3569 لسنة 2024جنح مركز الجيزة .

* رغم محكوميته 30 يومًا.. وفاة سجين بالالتهاب السحائي بقسم شرطة أول طنطا

تداول عدد من النشطاء خبر وفاة أحد النزلاء وآخرين داخل أحد أقسام الشرطة بمديرية أمن الغربية، بسبب التهاب رئوي أصيب به داخل القسم، ولم يتم علاجه.

 النزيل المشار إليه (محكوم عليه في قضية “تبديد” بالحبس لمدة شهر وبدأ حبسه في 18 /9/ 2024 بمركز إصلاح وتأهيل قسم أول طنطا)، وقد شعر النزيل بحالة إعياء وتم نقله إلى أحد مستشفيات الحميات

بالغربية بعد تدهور حالته، وتوفي قبل الوصول، فيما تشير أنباء إلى وفاة آخرين في نفس القسم بالتهاب رئوي أيضًا.

 في يوم الأحد الماضي، قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، في بيان لها، إنالمعتقل السابق أحمد عبد الله أبو القاسم (32 عامًا) توفي بعد سقوطه مغشيًا عليه ونقله إلى أحد المستشفيات القريبة بمنطقة

البيطار بالعجمي في الإسكندرية، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، وذلك بعد خروجه مباشرة من حضور المتابعة الدورية غير الرسمية المفروضة عليه بأمر مباشر من قبل الأمن الوطني بالمحافظة.”

 ومنذ أيام، وثقت منظمات حقوقية، مثل مركز الشهاب لحقوق الإنسان والشبكة المصرية لحقوق الإنسان، وفاة السجين السياسي مجدي محمد عبد الله محمود في مستشفى سجن المنيا، حيث تدهورت حالته

الصحية نتيجة الظروف القاسية وسوء الرعاية الطبية التي يعاني منها في السجن.

 وكان مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب قد رصد 11 حالة وفاة في سجون مصر ومقار الاحتجاز المختلفة، خلال شهر يونيو الماضي، أما أسباب وفيات السجناء، فمعظمها نتيجة الإهمال الطبي

المتعمّد أو ارتفاع درجات الحرارة أو اكتظاظ غرف الاحتجاز، وذلك من ضمن 295 انتهاكاً مختلفاً لحقوق الإنسان في يونيو.

 وفي شهر يوليو، قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إن ستة معتقلين لقوا حتفهم خلال أسبوع داخل أحد مراكز الاحتجاز بمحافظة الشرقية.

 حيث توفي محمد فاروق حسين، البالغ من العمر 49 عامًا، وهو سادس معتقل يموت أثناء الحبس الاحتياطي في سجن الزقازيق، بسبب تدهور حالته الصحية وسط درجات الحرارة المرتفعة والازدحام.

  وبحسب الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، فإن حسين كان يعاني من آلام في الصدر وضيق في التنفس منذ عدة أسابيع، وقد طلب مرارًا وتكرارًا عرضه على طبيب مختص أو نقله إلى المستشفى، لكن سلطات

مركز الاحتجاز رفضت طلبه، وتم نقله أخيراً إلى مستشفى الزقازيق، حيث توفي الاثنين الماضي.

 وتأتي وفاته بعد وفاة خمسة معتقلين جنائيين آخرين في المركز، جميعهم توفوا خلال 48 ساعة، بحسب الشبكة المصرية لحقوق الإنسان.

  من جهته، قال المدير التنفيذي للشبكة المصرية لحقوق الإنسان، أحمد العطار، في تصريحات سابقة: “تمثل هذه الوفيات نموذجًا مصغرًا للانتهاكات الجسيمة التي تحدث في مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة

في مصر، وسط غياب كامل للرقابة والتفتيش من قبل السلطات المسؤولة.”

 ويعاني كافة المعتقلين من اكتظاظ شديد، حيث تصل نسبة الإشغال في بعض الأماكن إلى 300% من الطاقة الاستيعابية الطبيعية لغرف الاحتجاز

وتسلط تلك الجرائم بحق المسجونين الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه الظروف، وضمان الرقابة المناسبة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان.

* سرطان الثدي يُفاقم معاناة المعتقلات السياسيات بسجون السيسي

تعاني عشرات السجينات في سجون  المنقلب السفاح السيسي من السرطان، ولا سيّما سرطان الثدي، دون الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.

وكان شهر أكتوبر قد خُصّص للتوعية بمرض سرطان الثدي الذي يُعَدّ أكثر السرطانات انتشارًا بين النساء، بناءً على مبادرة عالمية تحت عنوان “أكتوبر الوردي” أُطلقت في هذا الشهر من عام 2006.

وبعيداً عن فعاليات “أكتوبر الوردي” في مصر، تتزايد الاستغاثات الحقوقية المطالبة بالإفراج عن النساء المصابات بالسرطان في السجون المصرية ومقار الاحتجاز المختلفة بالبلاد، مع التنديد بالإهمال الطبي الجسيم الذي يطالهن.

وقد دعت لجنة العدالة – كوميتي فور جستس إلى الإفراج الفوري عن رضوى ياسر سيد محمد برعي، البالغة من العمر 22 عامًا، التي تقبع في السجن منذ 21 أغسطس 2021، على ذمّة القضية رقم 2976 لسنة 2021 المعروفة إعلاميًا بقضية “جروب مطبخنا”، خصوصاً بعد تدهور صحتها على خلفية إصابتها بسرطان الثدي.

وتعاني رضوى، وفقاً للجنة العدالة، من “تدهور شديد في حالتها الصحية نتيجة إصابتها بسرطان الثدي”، الأمر الذي “يستدعي خضوعها لجلسات العلاج الكيميائي بشكل عاجل وإجراء الجراحات الضرورية للحفاظ على حياتها”.

يُذكر أنّ رضوى كانت، قبل احتجازها، ناشطة مجتمعية وحقوقية عُرفت بمشاركتها في دعم المحتاجين، وقد وسّعت نشاطها ليشمل مساعدة أسر السجناء السياسيين بعد إلقاء القبض على والدها سيد محمد السيد، فهو أمضى ثماني سنوات في الحبس الاحتياطي على ذمّة قضية “كتائب حلوان” قبل تبرئته أخيرًا، بحسب لجنة العدالة.

وفي الفترة التي سُجن فيها والدها، عَملت رضوى على توفير الدعم المادي والمعنوي لأسر السجناء، من خلال تحضير الأطعمة والزيارات، ومساعدة الجمعيات الخيرية في تنظيم الدعم المادي والمعنوي لهذه الأسر، وفقاً لما بيّنته لجنة العدالة التي حذّرت من أنّ “حالة رضوى ياسر الصحية تشكّل خطرًا جسيمًا على حياتها إذا لم يتمّ الإفراج عنها سريعاً لتلقّي العلاج اللازم.”

وأضافت اللجنة أنّ سرطان الثدي “يُعَدّ من الأمراض الخطرة التي تتطلب رعاية طبية متواصلة وعلاجًا كيميائيًا منتظمًا، وهو أمر يصعب توفيره في ظروف الاحتجاز غير الملائمة”.

وشدّدت اللجنة الحقوقية على أنّ استمرار احتجاز رضوى، دون تقديم الرعاية الطبية اللازمة لحالتها، يمثّل “انتهاكًا صريحًا لحقّها في الحياة والصحة، ويزيد من خطر تدهور حالتها بشكل قد يكون غير قابل للتدارك.”

وحمّلت لجنة العدالة “السلطات المصرية، ممثلة بوزارة الداخلية ومصلحة السجون، المسؤولية الكاملة عن الحفاظ على حياة رضوى ياسر”، مطالبةً تلك الجهات بـ”الالتزام بواجباتها القانونية والإنسانية تجاه السجناء، بما في ذلك تقديم الرعاية الصحية الضرورية لهم.”

وأضافت لجنة العدالة أنّ الإفراج الفوري عن رضوى أمر ضروري، وذلك من أجل تمكينها من تلقّي العلاج اللازم لمواجهة سرطان الثدي الذي تعاني منه، مع التأكيد على أنّ “التأخير في اتخاذ هذا الإجراء قد يُعرّض حياتها للخطر، ويُعَدّ خرقاً واضحاً لحقوق الإنسان التي تكفلها القوانين الوطنية والدولية.”

في سياق متصل، أطلقت منظمة “بلادي جزيرة الإنسانية” أخيرًا حملة “أرواح سجينات في خطر”، للإضاءة على حالات سجينات يعانين من مرض سرطان الثدي أو من “أورام الثدي” بحسب تعبير المنظمة، وهي تعرّف عن نفسها بأنها تدافع عن الحقوق المدنية والسياسية، وتعمل على الحدّ من الانتهاكات ضدّ النساء والأطفال خصوصًا.

وقد جاءت الحملة لتسلّط الضوء على السجينات السياسيات المريضات في السجون المصرية، إذ رصدت المنظمة الحقوقية ما يزيد عن 32 سجينة سياسية مريضة في السجون، علماً أنّ هؤلاء يعانين من 24 مرضًا أو مشكلة صحية، وسط ظروف احتجاز سيئة ورعاية صحية متردية.

وتناولت منظمة “بلادي جزيرة الإنسانية” في حملتها عشر نساء يعانين من أورام سرطانية مختلفة في السجون المصرية، خصوصًا من سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعًا.

بسمة رفعت عبد المنعم محمد ربيع من بين هؤلاء النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي في السجون المصرية، وقد أُلقي القبض عليها في مارس 2016، وأُدرجت على ذمّة القضية رقم 314 لسنة 2016 حصر أمن الدولة العليا، المعروفة إعلامياً بقضية “اغتيال النائب العام”.

بدورها، تعاني ناهد نبيل حافظ حسن من سرطان الثدي في السجون، بحسب المنظمة التي توضح أنّ إلقاء القبض عليها جرى في 28 فبراير 2020، وهي ما زالت تعاني، فيما هي محبوسة على ذمّة القضية رقم 1780 لسنة 2019 حصر أمن الدولة العليا.

*”عريضة للتوقيع” منظمات ونشطاء يتضامنون مع أهالي جزيرة الوراق ويطالبون برفع الحصار

أعلنت عدد من المنظمات الحقوقية والنشطاء تضامنهم مع أهالي جزيرة الوراق، مؤكدين دعمهم لمطالب العائلات التي ترفض إخلاء الجزيرة، متمسكين بحقهم في الاحتفاظ بمنازلهم وأراضيهم، وحقهم في إعادة تملك منازلهم بعد تطوير الجزيرة، بالإضافة إلى مطالبتهم باستكمال علاج المصابين في مواجهات سابقة مع قوات الأمن التي خلفت إصابات دائمة لبعض السكان، ورفع الحصار المفروض على الجزيرة وعودة حركة المعديات إلى طبيعتها. 

جاء ذلك في اجتماع عُقد يوم 11 أكتوبر الجاري، حيث طالب الموقعون الحكومة المصرية بإنهاء الحصار الأمني الذي تفرضه على أهالي الجزيرة منذ عام 2017، والذي أدى إلى استحواذ هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة على نحو 71% من أراضي الجزيرة بالإكراه.

وأكد الموقعون أن الجزيرة تعرضت منذ 16 يوليو 2017 لاقتحامات متكررة من قوات الشرطة بهدف إخلاء الأهالي من منازلهم بالقوة، مما أدى إلى مقتل أحد السكان وإصابة العديد منهم، ولا يزال عدد من الأهالي قيد الحبس بتهم تتعلق بالانضمام إلى جماعة إرهابية. 

وأشار الموقعون إلى أن تجريف الأراضي الزراعية في الجزيرة يعد تهديدًا لاستدامة البيئة الطبيعية، حيث يتم تدمير مصادر العيش الأساسية التي تعتمد عليها المجتمعات المحلية، مما يؤثر على الأمن الغذائي للسكان. وأضاف الموقعون أن الحكومة بررت هذه الإجراءات بضرورة إخلاء الجزيرة لتنفيذ مشروع “مدينة حورس”، الذي يهدف إلى تحويل الجزيرة إلى مركز تجاري عالمي يتضمن أبراجًا سكنية وتجارية وفنادق. ونتيجة لذلك، تناقصت الأراضي الزراعية في الجزيرة بشكل ملحوظ. 

وأكدت المنظمات أن هذه السياسات الحكومية تنتهك الدستور المصري، الذي يجرم التهجير القسري، وتخالف الاتفاقيات الدولية التي تلزم الحكومات بالتفاوض مع السكان المحليين قبل الشروع في أي مشروع تنموي. وشددوا على أن الحصار الأمني المفروض على الجزيرة يمثل انتهاكًا واضحًا لحقوق السكان في الحياة والسلامة الشخصية، مما دفع الأهالي لتنظيم مظاهرات واحتجاجات مستمرة. 

وطالب الموقعون بضرورة البحث عن بدائل للإخلاء بالتشاور مع الأهالي، وتفادي قرارات الإخلاء القسري، مؤكدين على حق السكان في الطعن القانوني على هذه القرارات. كما شددوا على أهمية الالتزام الكامل بالمادة 63 من الدستور المصري، التي تعتبر التهجير القسري جريمة لا تسقط بالتقادم. وأكد الموقعون ضرورة توفير الدعم القانوني والمساعدة اللازمة للمتضررين من قرارات التهجير، وضمان إجراء مشاورات حقيقية مع المتضررين لحماية حقوقهم. 

رابط العريضة:https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLScvkTicaklMIsKr_k_ydoSEZVekCEZ1fdO8m2-IGwhtbbo1lA/viewform?fbclid=IwY2xjawF7XoxleHRuA2FlbQIxMAABHUIc4I5zZiCEt2sTHZerJxM8bmHqjV1hGO0ZrL2JgfsF1a1SOVxf-03iKQ_aem_HfWkEY1U90WBGmUCJWUX-A

 

*السيسي باع القضية الفلسطينية من أجل مصالحه الشخصية وسر زيارة رئيس الشباك السرية الى مصر

يثير الكشف عن الزيارة السرية التي قام بها رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، رونين بار، إلى القاهرة في الأحد الماضي، تساؤلات جديدة حول دور رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في القضية الفلسطينية، وما إذا كانت هناك دوافع شخصية وراء مواقفه تجاه غزة ومسار المفاوضات المعطلة. 

وفقاً لموقع “واللا” العبري، ناقش رونين بار مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل عدة ملفات حساسة، أبرزها الجمود الذي تواجهه مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى الأوضاع حول محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وهما نقطتان محورتان في الصراع الجاري بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في غزة. 

محور فيلادلفيا ومعبر رفح: ساحة صراع جديدةيمثل محور فيلادلفيا، الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر، واحدًا من الملفات الأكثر تعقيدًا في المحادثات بين إسرائيل ومصر. فقد بسطت قوات الاحتلال سيطرتها على المحور منذ شهور، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة نتيجة إغلاق معبر رفح، المنفذ البري الوحيد الذي يربط القطاع مع العالم الخارجي عبر الأراضي المصرية. 

الاحتلال الإسرائيلي نشر مؤخرًا أبراج مراقبة وكاميرات على طول محور فيلادلفيا، ما يزيد من تأكيد تمسكه بهذا الموقع الاستراتيجي.

وفي الوقت نفسه، يواصل الجيش الإسرائيلي إغلاق معبر رفح، مما يزيد الضغط على سكان غزة ويعرقل أي تقدم في المفاوضات الرامية لإيجاد حل وسط بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال. 

السيسي ودوره في المفاوضات: أين المصلحة المصرية؟

منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر، يحاول الوسطاء المصريون لعب دور حاسم في تحريك المفاوضات. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال المفاوضات تواجه طريقًا مسدودًا، خصوصًا في ظل تعنت حكومة الاحتلال ورفضها التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن صفقة تبادل الأسرى وفتح معبر رفح.

لكن هنا تتصاعد التساؤلات حول الدور الحقيقي للسيسي في هذا الملف. فهل يدفع السيسي باتجاه حل الأزمة لمصلحة الشعب الفلسطيني، أم أن هناك مصالح مصرية خاصة – وربما شخصية – هي التي تسيطر على قراراته؟ 

لقاءات سرية وتسريبات: ما بين المعلن والخفي

زيارة رونين بار إلى القاهرة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها زيارة مشتركة لرئيس الشاباك ورئيس الموساد في أغسطس، وهو ما يشير إلى أن التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل قد شهد تطورًا لافتًا خلال الفترة الأخيرة.

وهذه اللقاءات تأتي في وقت حساس جدًا، حيث تواجه مصر ضغوطًا إقليمية ودولية للتوسط في الأزمة، بينما تشكك أطراف عديدة في نوايا السيسي الحقيقية. ما يدعو للتساؤل هو أن هذه الزيارات تتزامن مع تصريحات ومواقف رسمية من الجانب الإسرائيلي تشير إلى أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، يسعى لتمديد فترة الحرب على غزة وتعطيل أي جهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

ويرى بعض المحللين الإسرائيليين أن نتنياهو يستخدم هذه الحرب كورقة لضمان استمراره في السلطة وتجنب المحاكمة على خلفية الهجوم المفاجئ الذي شنته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر. 

هل السيسي جزء من المشكلة؟

تشير بعض الأصوات المعارضة إلى أن السيسى قد يكون جزءًا من التعقيد الحالي، بدلًا من كونه جزءًا من الحل. فالسيسي، الذي يعتمد في جزء كبير من شرعيته السياسية على استقرار علاقاته مع القوى الدولية والإقليمية، قد يجد في استمرار الحرب فرصة لتعزيز موقعه الإقليمي والتأكيد على دوره كوسيط رئيسي في الأزمة. 

لكن على الجانب الآخر، يتهمه منتقدوه بأنه يساوم على القضية الفلسطينية مقابل الحفاظ على دعم إقليمي ودولي، خصوصًا من الولايات المتحدة وإسرائيل. فالسيسي يعتمد على دعم هذه الأطراف، سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية، مما يضعه في موقف صعب بين الالتزامات الدولية ومتطلبات الأمن القومي المصري. 

نتنياهو والعقبات أمام الحلول

من جانب آخر، يشير مراقبون إلى أن بنيامين نتنياهو يستخدم محور فيلادلفيا ومعبر رفح كورقة ضغط لإبقاء الأوضاع في غزة مشتعلة. فمن خلال السيطرة على هذه النقاط الحساسة، يضمن نتنياهو استمرار الحصار على القطاع وتعطيل أي مساعي لوقف إطلاق النار.

ورغم محاولات الوسطاء المصريين دفع العملية التفاوضية، إلا أن نتنياهو يبدو مصممًا على مواصلة الحرب لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، مستغلًا الوضع الأمني المتدهور للبقاء في السلطة. 

مصالح متبادلة على حساب القضية الفلسطينية؟

في ظل هذه التعقيدات، تتصاعد الشكوك حول ما إذا كان السيسي يسعى حقًا إلى حل الأزمة الفلسطينية أم أنه يستخدمها كورقة تفاوضية لتعزيز مصالحه الشخصية والإقليمية. فالتعاون الأمني المكثف بين مصر وإسرائيل في الآونة الأخيرة، إلى جانب اللقاءات السرية التي يجريها المسؤولون الإسرائيليون مع نظرائهم المصريين، يعزز من هذا الشك.

ورغم الجهود العلنية التي تبذلها مصر لتحريك المفاوضات، يبدو أن هناك توازنًا دقيقًا بين الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل وضمان الاستقرار الداخلي والإقليمي.

ولكن في نهاية المطاف، يظل السؤال المطروح: هل باتت القضية الفلسطينية مجرد ورقة للمساومة بين القادة، في ظل معاناة مستمرة للشعب الفلسطيني الذي يدفع الثمن الأكبر؟

* رغم نفي مدبولي الحكومة تعلن جدولا زمنيا لبيع 20 مطارا وبنكا

رغم الادعاءات المتكررة من رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي وأعضاء حكومته بعدم وجود نية لبيع المطارات سواء لجهات مصرية أو أجنبية، أكد مدبولي أن الحكومة مستمرة في العمل على برنامج الطروحات الحكومية.

وأضاف مدبولي في تصريحاته أمس خلال ترؤسه اجتماع المجلس التنسيقي للسياسات المالية والنقدية؛ أنه سيتم خلال الفترة المقبلة الإعلان عن أخبار مهمة تتعلق بطرح عدد من المطارات والبنوك، ضمن برنامج الطروحات الذي تنفذه الحكومة بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية.”.

وكشفت مصادر لجريدة عربية أن مؤسسة التمويل الدولية انتهت من الدراسة الفنية والجدول الزمني لطرح إدارة وتشغيل 20 مطارا في مصر أمام القطاع الخاص، منها 4 مطارات جديدة، وتمتلك مصر 23 مطارًا، بالإضافة إلى مطار القاهرة الدولي الأكبر والرئيسي في البلاد.

وكانت مؤسسة التمويل الدولية، استشاري برنامج الطروحات الحكومية المصرية، قد أوصت بأن يشمل برنامج الطروحات المطارات المصرية كأصول يمكن تطويرها والاستفادة منها وتعظيمها، عبر طرح إدارتها
وتشغيلها وتطويرها على القطاع الخاص والشركات العالمية، بما يسهم في زيادة القدرة الاستيعابية لهذه المطارات.

وبحسب المصادر، فإن المطارات المطروحة تشمل 4 مطارات جديدة تم تطويرها خلال السنوات التسع الماضية، وذلك من إجمالي 20 مطارًا ضمن خطة الطروحات.

وأضافت المصادر أن مؤسسة التمويل الدولية وضعت بالفعل الدراسة الفنية لطرح هذه المطارات، وتم تسليم الحكومة المصرية الجدول الزمني لخطة الطرح.

* مشروع ” ربط فيكتوريا ” إرث مرسى هل يكون طوق النجاة الأخير لعلاقة مصر بالدول الافريقية ؟

شهدت مصر في السنوات الأخيرة العديد من المشاريع التنموية التي تم الترويج لها على أنها ستساهم في تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد، ومن أبرزها مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط. هذا المشروع، الذي وضع حجر أساسه الرئيس الراحل محمد مرسي، يبدو اليوم وكأنه أمل جديد للعديد من الدول الأفريقية، لكنه يطرح أيضًا تساؤلات حول قدرة النظام الحالي بقيادة عبد الفتاح السيسي على تحقيق هذا الحلم. 

مشروع مرسي: رؤى طموحة لمستقبل مشترك

عندما أُعلن عن مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط في عهد محمد مرسي، كانت الفكرة تمثل رؤية استراتيجية تهدف إلى تحسين التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول حوض النيل.

هذا المشروع كان يُعتبر خطوة حيوية لتعزيز الروابط بين الدول الأفريقية وتسهيل حركة التجارة من وسط أفريقيا إلى الأسواق العالمية. مرسي كان قد أظهر اهتمامًا واضحًا بتعزيز العلاقات الأفريقية، وعُرف عنه حرصه على وضع مصالح مصر في المقدمة.

تتحدث الدراسات عن أهمية هذا المشروع الذي يُعتبر “شريان حياة” للتجارة الأفريقية، حيث يربط العديد من الدول مثل كينيا وأوغندا والسودان ومصر.

لكن في ظل حكم السيسي، يبدو أن هذا المشروع أصبح مجرد ذكرى تُذكر في الاجتماعات، مع عدم وجود خطوات فعلية نحو تحقيقه. 

الفشل الإداري لنظام السيسي

بعد الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي، أُهملت العديد من المشاريع التي بدأها نظام مرسي، بما في ذلك مشروع ربط بحيرة فيكتوريا. على الرغم من تصريحات الحكومة الحالية حول أهمية المشروع، فإن الواقع يثبت أن السيسي يعتمد بشكل أساسي على إنجازات مرسي وحكومته.

تشير التقارير إلى أن تكلفة المشروع تصل إلى 11 مليار دولار، وهي قيمة ضخمة تتطلب التزامًا حقيقيًا من الحكومة المصرية. لكن، ما هو واقع التزام السيسي؟ كيف يمكن الوثوق بنظام تميز بإدارته السيئة وتضخيم الفساد المالي؟ 

الأهداف الحقيقية للمشروع

بالرغم من أن السيسي يحاول الترويج للمشروع كجزء من رؤية مستقبلية لمصر، فإن هناك شكوكًا كبيرة حول نوايا الحكومة الحالية. هل المشروع يهدف حقًا إلى تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية، أم أنه مجرد وسيلة للسيطرة على مصادر المياه والنيل، خاصة مع تنامي المخاوف من مشروع السد الإثيوبي؟ يُعتبر المشروع أيضًا وسيلة للتأكيد على “هيبة” النظام الحالي، على الرغم من عدم وجود أي إنجازات تذكر على الأرض. من الممكن أن يكون الهدف الحقيقي هو تقديم صورة إيجابية عن الحكومة أمام المجتمع الدولي، بغض النظر عن تحقيق الأهداف المعلنة. 

الحاجة إلى الوعي والمحاسبة

الواقع السياسي والاجتماعي في مصر يتطلب وعيًا أكبر من المواطنين بشأن الأمور المتعلقة بمشاريعهم الوطنية. يجب أن يكون هناك ضغط شعبي حقيقي على الحكومة للمطالبة بالشفافية والمحاسبة. مشاريع مثل ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط تحتاج إلى خطة شاملة واضحة، وليس مجرد شعارات تُرفع في الاجتماعات. 

في الختام، يبقى مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط حلمًا مشتركًا يجب أن يتحقق، ولكن هذا يتطلب نظامًا حكوميًا مسؤولًا وشفافًا، بعيدًا عن الفساد والفشل. على الرغم من الجهود المبذولة للترويج لهذا المشروع، فإن القيادة الحالية، بقيادة السيسي، بحاجة إلى التوجه نحو تحقيق إنجازات حقيقية تنعكس إيجابًا على حياة المواطنين، وليس مجرد الاعتماد على إرث محمد مرسي.

* ماذا يعني دخول اتفاقية دول نهر النيل حيز التنفيذ؟

دخلت اتفاقية الإطارية للتعاون في حوض النيل، المعروفة بـ “اتفاقية عنتيبي”، الأحد  13  أكتوبر حيز التنفيذ بعد ما يقرب من عشر سنوات من المفاوضات التي جرت بين الدول المطلة على نهر النيل.

وتهدف هذه الاتفاقية، بحسب ما أوضحته مفوضية دول حوض النيل، إلى تحقيق استغلال مشترك ومستدام لمياه النهر بما يخدم مصالح جميع الدول المعنية، مع ضمان استخدام عادل ومستدام لموارد النهر لصالح الأجيال القادمة.

لكن وزير الري والموارد المائية المصري أكد، أن مصر “لن تعترف” بهذه الاتفاقية، قائلاً أن “لا يمكنها التنازل عن متر مكعب واحد من مياه النيل“.

في هذا التقرير، سنستعرض ما هي اتفاقية عنتيبي، أسباب رفض مصر والسودان لها، وما يمكن أن تترتب عليه هذه الخلافات من تداعيات؟

ما هي اتفاقية عنتيبي؟

تعد اتفاقية الإطار التعاوني، والمعروفة باسم “اتفاقية عنتيبي”، أول محاولة شاملة لوضع إطار قانوني ومؤسسي يجمع دول حوض النيل. وتحاول “عنتيبيأن تستند إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لعام 1997، التي تهدف إلى تنظيم استخدام المجاري المائية الدولية في غير الأغراض الملاحية، وتطالب الدول المشاركة في كل حوض بوضع إطار قانوني ملزم لتحديد كيفية استخدام الموارد المشتركة وآليات حل النزاعات المحتملة بينها.

وقد جاءت اتفاقية عنتيبي كبديل لمبادرة حوض النيل التي وُقّعت في عام 1999، والتي كانت تهدف إلى وضع استراتيجية للتعاون بين دول الحوض، بهدف تحقيق المنفعة المشتركة وعدم الإضرار بالدول الأخرى.

ورغم أهمية هذه المبادرة، إلا أنها كانت مجرد آلية مؤقتة ولم تستند إلى معاهدة قانونية دائمة، مما دفع الدول إلى البحث عن إطار قانوني أكثر ثباتًا واستدامة، وهو ما تحقق في اتفاقية عنتيبي.

و بعد 10 سنوات من المفاوضات، تم توقيع اتفاقية عنتيبي، التي تعد أيضًا نقطة انطلاق للأزمة المتعلقة بـ سد النهضة الإثيوبي. ورغم أنها كانت تهدف إلى تأسيس إطار قانوني مؤسسي لمبادرة حوض النيل، فإن مصر والسودان اعتبرتا الاتفاقية مخالفة للاتفاقيات الدولية القائمة.

بينما صادقت 5 دول على الاتفاقية: إثيوبيا، تنزانيا، أوغندا، رواندا، وكينيا. وفي الثامن من يوليو/تموز الماضي، انضمت جنوب السودان، لتصبح الدولة السادسة المصادقة على الاتفاقية، ما يعني اكتمال نصاب الثلثين من دول الحوض اللازم لتنفيذها. في المقابل، رفضت دول أخرى مثل مصر، السودان، الكونغو، بوروندي، وإريتريا الانضمام إليها.

وتنص المادة 43 من الاتفاقية على دخولها مضمار التنفيذ في اليوم الـ60، الذي يلي إيداع وثيقة التصديق لدى الاتحاد الأفريقي.

وفي يوم الأحد 13 أكتوبر الجاري، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، عن بدء تنفيذ الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل، والمعروفة باسم اتفاقية عنتيبي، واصفًا هذه الخطوة بأنها لحظة تاريخية وتمثل تتويجًا لرحلة طويلة نحو تحقيق الاستخدام العادل والمعقول لمياه النيل.

لماذا ترفضها مصر والسودان؟

ترفض مصر والسودان اتفاقية عنتيبي، إذ يرونها تمثل تهديدًا لحصصهما التاريخية في مياه النيل، حيث تحدد الاتفاقيات السابقة حصة السودان بـ18.5 مليار متر مكعب، بينما تحصل مصر على 55.5 مليار متر مكعب سنويًا. وتعتبر الدولتان أن الاتفاقية تقوّض هذه الحصص وتفتح الباب أمام تغييرات غير مقبولة.

في الوقت نفسه، تستمر الخلافات بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، حول سد النهضة، حيث يتبادل الأطراف الاتهامات بشأن مسؤولية تعثر المفاوضات التي بدأت منذ أكثر من 10 سنوات.

تعتبر مصر والسودان أن اتفاقية عنتيبي تتعارض مع كافة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمياه النيل، ولذلك رفضتا التوقيع عليها إلا بعد تضمين مجموعة من المبادئ الأساسية ومنها:

  • ضرورة الاعتراف بالحقوق التاريخية لمصر والسودان في مياه النيل 
  • ووجوب الإخطار المسبق عن أي مشروعات تقام على النهر
  • عدم تعديل أي من بنود الاتفاقية إلا بإجماع كافة الدول الموقعة، بما في ذلك دولتا المصب (مصر والسودان).

إذ تخشى مصر والسودان من أن تقوم دول المنبع بتنفيذ مشروعات مائية كبيرة قد تستهلك كميات كبيرة من مياه النيل، مما يهدد حصصهما التاريخية.

بالإضافة لذلك، ستعتبر اتفاقية عنتيبي عائقًا أمام أي مفاوضات مستقبلية بشأن هذه الحصص، حيث أنها تغلق الباب أمام أي مفاوضات ممكنة حيال هذه الحصص لهذا السبب، جددت مصر والسودان موقفهما الرافض للاتفاقية، وذلك بعد الاجتماعات التي عقدتها الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل يومي 11 و12 أكتوبر الجاري، لتأكيد تحفظاتهما على هذه الاتفاقية.

ما موقف دول المنبع من الاتفاقية؟

تستند مصر والسودان في موقفهما الرافض لاتفاقية عنتيبي إلى اتفاقية 1959، التي وُقعت بين الدولتين فقط باعتبارهما الدولتين المستقلتين الوحيدتين في حوض النيل آنذاك. لم تشارك في تلك الاتفاقية دول أخرى من حوض النيل، مثل تنزانيا، أوغندا، رواندا، بوروندي، وكينيا، لأنها لم تكن قد نالت استقلالها بعد. حصلت هذه الدول على استقلالها في فترة ما بين 1962 و1963.

حينها كانت الاتفاقية مدفوعة بمشاريع مائية كبيرة خططت لها الدولتان. فمصر كانت تستعد لبناء السد العالي، بينما كانت السودان تخطط لبناء سد الروصيرص. وبموجب الاتفاقية، تم رفع حصة السودان من مياه النيل من 4 مليارات متر مكعب إلى 18.5 مليار متر مكعب، في حين حصلت مصر على 55.5 مليار متر مكعب.

على الجانب الآخر، تدعم إثيوبيا بشكل قوي اتفاقية عنتيبي، وتشاركها هذا الموقف الدول الخمس الأخرى الموقعة على الاتفاقية.

وفي تعليق على بدء تنفيذ الاتفاقية، كتب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على منصة إكس، الأحد، قائلاً: “إن 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024 يمثل تتويجا لرحلة طويلة نحو الاستخدام العادل والمعقول لمياه النيل، سيُذكر هذا اليوم باعتباره معلما تاريخيا في جهودنا الجماعية لتعزيز التعاون الحقيقي في حوض النيل”. ودعا آبي أحمد الدول غير الموقعة إلى الانضمام إلى “عائلة النيل، للتمكن معا من تحقيق أهدافنا المشتركة في التنمية والتكامل الإقليمي“.

إذ ترى دول حوض النيل، باستثناء مصر والسودان، أن الاتفاقيات التي عُقدت قبل استقلالها، مثل اتفاقية 1959، غير ملزمة لها.

إذ تعتبر هذه الدول أن تلك الاتفاقيات كانت من صنع القوى الاستعمارية ولم تأخذ في الاعتبار مصالح دول حوض النيل التي لم تكن مستقلة في ذلك الوقت. ولذلك، ترفض هذه الدول الاعتراف بتلك الاتفاقيات، وتؤكد أنها لم تنضم إليها بعد استقلالها.

كما ترى الدول الموقعة على اتفاقية عنتيبي أن الاتفاقيات السابقة منحت مصر هيمنة مطلقة على مياه النيل دون مراعاة احتياجات دول الحوض الأخرى. وتعتبر أن هذه الاتفاقيات لم تأخذ في الحسبان حقوقها في استغلال مياه النيل لتنميتها الحالية والمستقبلية.

وترتكز مصر في موقفها من اتفاقيات مياه النيل على حكم محكمة العدل الدولية الصادر عام 1989، الذي أقر بأن اتفاقيات المياه لا تختلف عن اتفاقيات الحدود، وبالتالي لا يجوز تعديلها بشكل أحادي أو من دون موافقة الأطراف المعنية.

أبرز الاتفاقيات السابقة لاتفاقية عنتيبي لدول حوض النيل:

اتفاقية 1902: وُقعت بين بريطانيا، بصفتها ممثلة لمصر والسودان، وبين إثيوبيا. نصت الاتفاقية على عدم إقامة إثيوبيا لأي مشروعات على منابع النيل تؤثر على تدفق مياه النهر.

اتفاقية 1929: عقدت بين مصر وبريطانيا (التي كانت تمثل السودان، أوغندا، كينيا، وتنزانيا). تضمنت الاتفاقية شرطًا بعدم القيام بأي مشروعات على النيل أو روافده من دون موافقة مسبقة من مصر، وذلك لضمان عدم إنقاص حصتها المائية.

اتفاقية 1959: جاءت مكملة لاتفاقية 1929 بين مصر والسودان، وهدفت إلى توزيع كامل لمياه النيل بين البلدين. نصت على تخصيص 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب للسودان. هذه الاتفاقية ترفضها بقية دول حوض النيل لأنها لم تكن طرفًا فيها.

على مر العقود، لم تتوقف المشاورات عند اتفاقية 1959 بين دول حوض النيل حول سبل تحقيق التعاون المستدام بهدف الحفاظ على حقوق المياه وضمان استخدامها العادل. تمثلت أبرز المبادرات في:

مبادرة هيدروميت (1967): أطلقت هذه المبادرة بسبب الارتفاع الكبير في مستوى مياه بحيرة فيكتوريا في أوائل الستينيات، مما تسبب في فيضانات وأضرار كبيرة

شاركت معظم دول الحوض في المبادرة باستثناء إثيوبيا، إلا أن بعض الدول شككت في نوايا مصر والسودان فيما يتعلق باستخدام هذه البيانات في التخطيط المستقبلي، مما أثر على الثقة بين الدول.

مبادرة أندوغو (1983): كانت مبادرة غير رسمية اقترحتها مصر، هدفت إلى مناقشة قضايا المياه والزراعة وتعزيز التعاون الاقتصادي والفني بين دول الحوض

انضمت إليها السودان وأوغندا وعدة دول أخرى، بينما بقيت كينيا وإثيوبيا في موقع المراقب. ومع ذلك، فشلت المبادرة في تلبية توقعات الدول المشاركة بسبب غياب اللوائح الملزمة واتهام مصر بعدم الالتزام بها.

المبادرة الانتقالية (1993): بعد فشل مبادرة أندوغو، تم إنشاء لجنة تيكونيل لتعزيز التعاون الفني وحماية البيئة. شاركت فيها مصر ورواندا والسودان وتنزانيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية.

كانت تهدف إلى أن تكون مبادرة انتقالية لمدة ثلاث سنوات، إلا أن تركيزها على الجوانب الفنية فقط، كما حدث في هيدروميت، أدى إلى عزوف بعض الدول الأخرى عن الانضمام.

في عام 1997، أطلقت لجنة النيل شراكة مع الوكالة الكندية للتنمية الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والبنك الدولي، الذي تم تكليفه بقيادة وتنسيق أنشطة المانحين لدعم إنشاء آلية استشارية على مستوى الحوض.

مبادرة حوض النيل (1999): وفي عام 1998، وافقت اللجنة الاستشارية الفنية لحوض النيل على مقترحات تتعلق بـ “المبادئ التوجيهية لسياسة مبادرة حوض النيل” و”خطة العمل لإنشاء مبادرة حوض النيل”. ونتيجة لذلك، تم الإعلان رسميًا عن مبادرة حوض النيل في فبراير/شباط 1999، حيث وقعت عليها 9 من دول الحوض. إلا أن هذه المبادرة كانت مؤقتة ولم تستند إلى معاهدة قانونية دائمة.

وفقًا للتقارير، كانت مساحة الاتفاق في مبادرة 1999 واسعة، حيث تم التوافق على أكثر من 90% من بنود الاتفاقية

ومع ذلك، برزت الخلافات بشكل واضح خلال اجتماع كنشاسا عام 2009، الذي شهد تصاعد التوترات وفشل جميع اللجان الفنية والوزارية في التوصل إلى حلول شاملة.

فكانت أهم تحفظات مصر والسودان حول ضرورة الحفاظ على حصصهما التاريخية من مياه النيل، أو إدراج بند يضمن عدم اتخاذ أي قرارات جوهرية دون موافقتهما.

في المقابل، تحفظت إثيوبيا بشأن شرط الإخطار المسبق وتعريفات الأمن المائي، بينما دول المصب الأخرى رفضت بشكل قاطع التشاور المسبق حول المشروعات الجديدة على مجرى النيل. هذه النقاط الخلافية عمقت الفجوة بين الأطراف وأصبحت عائقًا أمام التوصل إلى اتفاق شامل.

تداعيات دخول الاتفاقية حيز التنفيذ

في بيان صادر عن وزارة الموارد المائية والري المصرية، أكدت مصر والسودان أن مفوضية الدول الست الناشئة عن الاتفاق الإطاري غير المكتمل لا تمثل حوض النيل بشكل شامل، ودعت الدولتان إلى إعادة توحيد الصفوف ضمن مبادرة حوض النيل، وأعلنت أن الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل غير ملزم لهما.

كما شدد البيان على التزام الدولتين بالتعاون مع دول الحوض وفقًا للمبادئ الدولية التي تضمن المنفعة المشتركة دون التسبب في أضرار لأي طرف

تأتي الاتفاقية في وقت، تتصاعد فيه التوترات بشكل مستمر منذ أكثر من عقد بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، خصوصًا فيما يتعلق بعمليات الملء والتشغيل

لكن إثيوبيا ترفض التوقيع على اتفاق قانوني ملزم بشأن السد، وهو ما تطالب به مصر لضمان استمرار تدفق حصصها المائية، خاصة في أوقات الجفاف. في المقابل، ترى إثيوبيا أن السد يمثل عنصرًا أساسيًا في جهود التنمية عبر توليد الكهرباء، وتؤكد أنه لن يضر بمصالح أي دولة أخرى، مما أدى إلى تجميد المفاوضات لعدة سنوات حتى استئنافها في عام 2023.

في ديسمبر 2023، عُقدت الجولة الرابعة من المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا، مصر، والسودان في أديس أبابا، إلا أن القاهرة أعلنت بعدها فشل المفاوضات بسبب ما وصفته بـ رفض إثيوبيا لأي حلول وسط. وأكدت مصر مجددًا تمسكها بحقها في الدفاع عن أمنها المائي.

منذ 2020، تشهد عمليات ملء السد السنوية رفضًا مصريًا مستمرًا، دفع القاهرة إلى رفع القضية إلى مجلس الأمن الدولي في عام 2021.

*”ضمن عمليات بيع الشركات المصرية” أرلا فودز الدنماركية تتقدم بعرض لشراء “دومتي” بـ 8.9 مليار جنيه

في خطوة ضمن مسار عمليات الاستحواذ على الشركات المصرية، قدّمت شركة “أرلا فودز” الدنماركية، المالكة للعلامة التجارية الشهيرة “لورباك”، عرضاً لشراء غالبية أسهم شركة الصناعات الغذائية العربية “دومتي”.

وتضمن العرض دفع 31.48 جنيه مصري للسهم الواحد، ما يمثل علاوة بنسبة 74% على سعر الإغلاق الحالي للسهم البالغ 18.03 جنيه، ليتم تقييم “دومتي” عند حوالي 8.9 مليار جنيه مصري (183 مليون دولار). 

ووفقاً للبيان الصادر عن “أرلا”، فإنه من المتوقع أن تستمر عائلة الدماطي، الملاك الحاليين لـ “دومتي”، كمساهمين في الشركة، مع بقاء محمد الدماطي في منصب الرئيس التنفيذي.

وقد أكّد الدماطي، عبر منشور على صفحته في “فيسبوك”، أن الشركة تلقت بالفعل هذا العرض وأن مجلس الإدارة سيناقش العرض في اجتماعه القادم، مشيراً إلى أن عائلة الدماطي ستظل جزءًا من الشركة بغض النظر عن نتيجة الصفقة. 

من جهته، صرّح كيم فيلادسن، نائب الرئيس الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى “أرلا فودز”، أن السوق المصرية كبيرة وواعدة في قطاع الألبان، وأن “دومتي” تُعد شركة رائدة في هذا المجال، مما يجعل الاستحواذ جزءًا من استراتيجية “أرلا” للتوسع في مصر.

* حياة العمال في المحاجر .. كفاح يومي بين الموت والفقر

تحت أشعة الشمس القاسية في صحراء المنيا، يجابه العمال خطر الموت يوميًا من أجل تأمين لقمة العيش.

تتجاوز أعدادهم 200 ألف عامل، يتنفسون الغبار وينحتون الصخور بجهودهم المضنية في ظروف غير إنسانية،

بينما تُغيب عنهم التأمينات الاجتماعية والصحية، وتظل أحلامهم في الحصول على حقوقهم وحياتهم في خطر مستمر.

هؤلاء العمال الذين لا تتجاوز أجورهم 300 جنيه يوميًا، يدفعون ثمن شجاعتهم بصحتهم وأرواحهم، ليظلوا مهددين بإصابات خطيرة، وكأنهم يعيشون على حافة الموت.

عمال المحاجر، شريحة من المجتمع تعاني من نقص الحماية والرعاية، يعملون في مهنة قاسية لا تعترف بالضعيف أو المريض.

يرتبط العمل في هذه الصناعة بمخاطر جسيمة، حيث يهددهم الغبار الكثيف وآلات القطع الحادة والمعدات الثقيلة.

في غياب التأمينات اللازمة، يصبح العامل ضحية للأمراض والإصابات، دون أي عون أو تعويض من أصحاب العمل الذين يسعون لتحقيق مكاسبهم على حساب صحة العمال.

أحد هؤلاء العمال، حسن أبو علي، يحكي عن تجربته اليومية في عالم المحاجر، حيث يبدأ عمله منذ الفجر حتى الظهيرة.

رغم أنه خريج جامعة، إلا أنه لم يجد فرصة عمل في أي مجال آخر، فوجد نفسه مضطراً للعمل في أحد المحاجر لتأمين مستلزمات أسرته.

ويصف العمل بالمحاجر بأنه من أصعب المهن التي تتطلب بذل جهد كبير تحت ظروف قاسية، حيث يكافح العامل من أجل الحصول على لقمة العيش، رغم كل المخاطر المحيطة به.

يؤكد حسن أن 300 جنيه التي يتقاضاها يوميًا لا تعكس المخاطر التي يواجهها، فكل لحظة قد تحمل الإصابة أو الموت.

لا توجد أي مظلة تأمينية تحمي العامل في حال حدوث إصابة، ولا يجد الدعم من أصحاب العمل الذين يهتمون فقط بمصالحهم. ومع تزايد حوادث الإصابة، تصبح حياة العمال كفاحًا مستمرًا بين الأمل واليأس.

يحدثنا محمد أبو فتحي، وهو عامل آخر في أحد المحاجر، عن تفاصيل يومه المرهق. يبدأ العمل من الساعة الرابعة صباحًا، ويستمر حتى الواحدة ظهرًا، ثم تتجدد نوبات العمل في الفترة المسائية.

ومع استمرار العمل تحت ظروف صعبة، يبقى العامل متخوفًا من التعرض للإصابات. يروي أبو فتحي كيف فقد شقيقه أحد العمال الذي تعرض لإصابة خطيرة

ولم يتلق أي دعم من صاحب المحجر. وبعد محاولات للحصول على تعويض، كان مصيره أن يتحمل تكاليف العلاج بمفرده، بينما أصحابه يستمرون في تجاهل مصيره.

مخاطر العمل في المحاجر لا تقتصر على الإصابات الناتجة عن الآلات الحادة، بل تشمل أيضًا المخاطر الكهربائية.

الكابلات المكشوفة تهدد حياة العمال، مما يزيد من حدة الخطر الذي يواجهونه يوميًا. وبالرغم من تحذيرات النقابة والجهات المعنية،

يظل أصحاب المحاجر مستمرين في إهمال سلامة العمال، مهددين إياهم بفقدان وظائفهم إذا ما حاولوا المطالبة بحقوقهم.

تتضاعف مأساة العمال في المحاجر مع قلة الوعي العام بحقوقهم. تعاني هذه الفئة من عدم وجود أي شكل من أشكال الرعاية الصحية، مما يجعلهم عرضة للأمراض والإصابات دون أي مساعدة.

النقابة العامة للعاملين بالمحاجر والمناجم تبرز كممثل لهم، لكن التحديات التي تواجهها تبقى كبيرة.

يطالب رئيس النقابة حسن سمارة بتحسين الأوضاع وتوفير الحماية اللازمة للعمال، مؤكدًا أن هذه الفئة بحاجة ماسة للرعاية والدعم.

وفي الوقت الذي تعقد فيه اجتماعات لمناقشة مشكلات العاملين في المحاجر، يبقى الواقع على الأرض مؤلمًا.

تركز النقاشات على ضرورة تعديل القوانين المتعلقة بسّن التقاعد، حيث يتقاعد العمال عند 55 عامًا رغم طبيعة العمل القاسية التي تتطلب المزيد من الجهد والوقت. تأتي المناشدات من نواب البرلمان لتعديل القوانين، لكن دون استجابة فعالة.

عند النظر إلى الأرقام، نجد أن عدد العمال غير المنتظمين في المحاجر يتراوح بين 150 إلى 200 ألف عامل، بينما يوجد 12.5 ألف عامل مسجلين في النقابة.

يعيش هؤلاء العمال في ظروف قاسية، بلا تأمينات ولا دعم، مما يجعل حياتهم على حافة الخطر. هؤلاء الذين ينحتون في الصخور من أجل لقمة العيش، يحتاجون إلى وقفة جادة من الجهات المسؤولة لتوفير الحماية والرعاية الاجتماعية.

ويجب أن تتضاف الجهود من قبل النقابات والجهات الحكومية لتحسين ظروف العمل في المحاجر وتوفير الحماية اللازمة للعمال.

فهم لا يستحقون أن يعيشوا في خوف دائم من الإصابات والأمراض، بل يجب أن يتمتعوا بحقوقهم كأفراد يعملون بجد لتأمين مستقبل أسرهم.

إن إهمالهم وتركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم هو جريمة في حق الإنسانية، ويجب على المجتمع بأسره أن يتحمل مسؤوليته تجاه هؤلاء العمال الذين يقاتلون من أجل البقاء.

الإحتلال الإسرائيلي يوجه رسالة لإيران عبر مصر ومحمد بن سلمان يتوجه إلى مصر.. الثلاثاء 15 أكتوبر 2024م.. مصرع 12 طالبًا وإصابة 33 في انقلاب حافلة جامعة الجلالة رغم إهدار السيسي 2 تريليون جنيه على “النقل”

الإحتلال الإسرائيلي يوجه رسالة لإيران عبر مصر ومحمد بن سلمان يتوجه إلى مصر.. الثلاثاء 15 أكتوبر 2024م.. مصرع 12 طالبًا وإصابة 33 في انقلاب حافلة جامعة الجلالة رغم إهدار السيسي 2 تريليون جنيه على “النقل”

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*انتهاكات حقوق الإنسان في مصر صرخات تعذيب واختفاء قسري في السجون

أصدر مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب تقريرًا كارثيًا يسلط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها المواطنون المصريون داخل السجون ومراكز الاحتجاز

حيث تم رصد ما يقرب من 1189 انتهاكًا مختلفًا خلال الربع الثالث من عام 2024 تحديدًا في شهري يوليو وأغسطس وسبتمبر ما يبرز فظاعة الأوضاع ويؤكد أن آلة القمع لا تتوقف عن العمل ضد الأبرياء

يشمل التقرير رصدًا مثيرًا للاشمئزاز حيث تم تسجيل حالة قتل واحدة و15 حالة وفاة بالإضافة إلى 12 حالة تعذيب فردي و91 حالة تكدير فردي و37 واقعة تكدير جماعي ما يدل على أن التعذيب في السجون المصرية قد وصل إلى مستويات غير إنسانية

أما عن الانتهاكات الأخرى فقد تم تسجيل 41 واقعة تدوير متهمين على ذمة قضايا جديدة و44 حالة إهمال طبي متعمد و250 حالة اختفاء قسري في حين ظهر 567 مواطنًا أمام سلطات التقاضي بعد فترات طويلة من الاختفاء القسري كما تم تسجيل 131 واقعة عنف تمارسها الدولة بشكل ممنهج

يعتمد مركز النديم على جمع المعلومات من منصات إعلامية مستقلة وحسابات حقوقية موثوقة على وسائل التواصل الاجتماعي ليشكل بذلك صورة واضحة ومفزعة عن واقع الانتهاكات الممارسة ضد المواطنين المصريين

فالتعذيب والعنف والإهمال الطبي والاختفاء القسري أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للكثيرين في مصر مما يثير قلقًا واسعًا حول مستقبل حقوق الإنسان في البلاد

تتعدد أساليب التعذيب التي يرصدها المركز في تقاريره حيث تشمل الضرب المبرح والنقل القسري إلى زنازين انفرادية

بالإضافة إلى السحل والصعق بالكهرباء في مناطق حساسة من الجسم وربط اليدين من الخلف وتعليق الأرجل واحتقار الضحية عبر رمي البراز في وجهها وعصب العينين ما يوضح أن التعذيب ليس مجرد أداة قمع بل هو وسيلة لترهيب المجتمع بأسره

خلال النصف الأول من العام الجاري رصد المركز 1985 انتهاكًا مختلفًا لحقوق الإنسان داخل السجون ومراكز الاحتجاز ما يجعل من الواضح أن هذه الأرقام ليست مجرد أرقام إحصائية

بل هي قصص مأساوية تعبر عن أوجاع وأحزان الناس الذين يعيشون في ظلال القمع والخوف حيث يصبح الموت والانتهاك هما المصير الحتمي لأي شخص يتجرأ على التعبير عن رأيه أو يتحدى السلطة

وفي هذا السياق يبرز أهمية دور المجتمع المدني في التصدي لهذه الانتهاكات فالتقارير التي ينشرها مركز النديم تعد بمثابة صرخات تنطلق من داخل قلوب المظلومين الذين فقدوا الأمل في العدالة

حيث أن التوثيق الدقيق لهذه الانتهاكات هو أولى خطوات الضغط على السلطات لتغيير هذا الواقع المرير

تظهر هذه الأرقام بشكل قاطع أن الحكومة المصرية لا تكترث بالمعاناة الإنسانية التي تعاني منها شعوبها فهي تستمر في فرض سياستها القمعية رغم كل الصرخات التي تدعو إلى التغيير والعدالة

كما أن صمت المجتمع الدولي أمام هذه الانتهاكات يعكس عجزًا واضحًا عن حماية حقوق الإنسان في البلاد حيث يتزايد عدد الضحايا في صمت تام مما يجعل من الضروري أن يرتفع صوت النداء للعدالة

يتطلب الوضع الراهن في مصر تدخلاً عاجلاً من قبل المجتمع الدولي للحيلولة دون تفشي المزيد من الانتهاكات

فالصمت لن يحل المشكلة بل سيفاقمها مع مرور الوقت وبذلك تتحمل كافة الأطراف المسؤولية عن هذه الأوضاع المأساوية حيث يجب أن يقف المجتمع الدولي بجانب الضحايا بدلًا من تجاهل معاناتهم

وفي ظل هذا الوضع المتردي يصبح من الملح على كل مواطن مصري أن يرفع صوته ضد هذه الانتهاكات

فكل صوت ينادي بالحق هو صوت يحتاج إلى الدعم والتأييد فعندما يتحد الناس للمطالبة بحقوقهم فإنهم يمكن أن يحدثوا فرقًا كبيرًا في المعادلة

ختامًا يبقى أن نؤكد على ضرورة عدم السكوت على هذه الانتهاكات إذ يجب أن تكون التقارير والبيانات التي تصدر عن مركز النديم وغيرها من المنظمات الحقوقية محط اهتمام المجتمع الدولي ووسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان حتى يتحقق الحد الأدنى من العدالة في مصر

إن تقرير مركز النديم ليس مجرد وثيقة فحسب بل هو نداء استغاثة لجميع الضحايا والمظلومين الذين يتوقون إلى الحرية والعدالة في عالم يصر على إسكات أصواتهم

لذلك يجب أن يكون هدفنا الأسمى هو تحقيق عالم يتسم بالعدالة حيث يُحترم فيه الإنسان وحقوقه ويُعتبر ضحية التعذيب والانتهاك جزءًا من النسيج الاجتماعي الذي يحتاج إلى الدعم والإنصاف

*إدارة “وبريات سمنود” تصرف للعمال ربع المرتب عن شهر سبتمبر بعد إنهاء إضرابهم تحت التهديد

فوجئ عمال شركة سمنود للنسيج والوبريات يوم الخميس الماضي، بتلقيهم مبالغ ضئيلة كمرتب عن شهر سبتمبر، وصلت في كثير من الحالات إلى 150 جنيهًا فقط، وذلك بعد مرور حوالي شهر من انتهاء إضرابهم الذي طالبوا فيه بزيادة الأجور، حسبما قالت عاملتان بالشركة لـ«مدى مصر».

وبدأ عمال «وبريات سمنود» إضرابًا عن العمل في 18 أغسطس الماضي، اعتراضًا على تدني أجورهم وللمطالبة بتطبيق قرار رئيس الجمهورية برفع الحد الأدنى للأجر إلى ستة آلاف جنيه، قبل أن ينهوا إضرابهم في سبتمبر، بعد استمراره لأكثر من شهر، تحت وطأة التهديدات من إدارة الشركة بأن الأجهزة الأمنية ستعتقل المتوقفين عن العمل، وهو ما حدث بالفعل خلال الإضراب لثمانية من العمال، قبل الإفراج عنهم.

وأوضح منسق دار الخدمات النقابية، كمال عباس لـ«مدى مصر»، اليوم، أن راتب شهر سبتمبر تأخر لأكثر من أسبوع بعد نهاية الشهر، قبل أن يأتي بنصف قيمته فقط، بعد أن خُصم منه أيضًا كل مديونيات العاملين والجزاءات الموقعة عليهم، ليهبط إلى مبالغ وصلت إلى 150 جنيهًا فقط في بعض الحالات.

وسبق أن أبلغ رئيس مجلس إدارة «وبريات سمنود» عاملات بالشركة أن الإدارة لن تصرف إلا نصف مرتب شهر سبتمبر فقط بسبب الإضراب، حسبما قالت إحدى العاملات لـ«مدى مصر» وقتها.

وقالت عاملة بالشركة لـ«مدى مصر»: «يعني أنا بقبض 3450 جنيه، قبضتهم 1300. يعني هما أصلًا الـ3400 مبيكملوش تدونا 1300؟ هنعمل إيه يعني؟». وقالت العاملة إن مبلغ 1300 جنيه كان أعلى المرتبات التي تلقاها عمال الشركة، فيما تلقى الكثيرون مبالغ متدنية نتيجة لتغيبهم عن العمل لأيام زادت عن رصيد إجازاتهم، أو لتسديد ثمن مشتريات اشتروها من معرض الشركة بالتقسيط. وأضافت: «إحنا معانا واحدة قابضة 150 جنيه بس عشان كانت غايبة تلات ولا أربعة أيام بالخصم».

وأوضحت العاملة أن جزءًا من المبلغ المخصوم لعمال الشركة هو حافز التطوير، وقيمته 500 جنيه، والذي يُمنع صرفه في حالة استهلاك العمال لكل رصيد إجازاتهم بالشركة، والذي قالت الإدارة إنه سيصرف للعمال لاحقًا، قبل أن تتراجع عن ذلك أمس، الأحد، معتبرة أن أرصدة إجازات العمال منتهية، وذلك بعد أن اعتبرت أن العمال كانوا متغيبين عن العمل خلال فترة الإضراب. وأضافت العاملة أن العمال بهذا الشكل فقدوا رصيد الإجازات وكذلك المقابل المادي له.

وقالت عاملة أخرى بالشركة لـ«مدى مصر» إنه، بعد نزول المرتبات مساء يوم الخميس، حاول عمال الوردية المسائية وقتها الاحتجاج على المبالغ الصغيرة قبل تهديدهم مجددًا من قبل الإدارة، مشيرة إلى أن «أحد ممثلي جهاز الأمن الوطني،  لا يزال موجودًا بشكل مستمر في الشركة منذ نهاية الإضراب».

وبحسب عباس، أحالت الإدارة أحمد صلاح، أحد عمال الشركة، إلى التحقيق الداخلي وهددته بالفصل، بعد إعلانه الاعتراض على تلقيه 300 جنيه كراتب شهر سبتمبر من أصل 3500 جنيه.

وأكدت العاملة الثانية أن مرتبات العاملين لهذا الشهر بدأت من 300 جنيه للبعض ولم تزد عن 1300 جنيه. «معايا الفلوس مش عارفة أصرفها في إيه. حاسة إني مخبوطة على دماغي والله. الناس مغلوبة على أمرها كانوا بيشتكوا من تلات آلاف ومش قادرين يعيشوا، نعتبر مكملناش الربع حاليا. ربع إيه؟ إذا كان الرجالة كانت بتقبض تلات آلاف دلوقت بتقبض 300».

وبدأ العمال إضرابهم في 18 أغسطس الماضي، للمطالبة بالحصول على الحد الأدنى للأجور المقرر قانونًا، ضمن مطالب أخرى سبق وتقدموا بها لتحسين ظروف عملهم، ما تبعه القبض على ثمانية منهم، واتهامهم، مع اثنين آخرين، بالتحريض على الإضراب، قبل إخلاء سبيلهم، فيما أوقفت الإدارة العشرة عن العمل، قبل أن تعيد تسعة منهم، باستثناء النقابي السابق بالشركة، هشام البنا، الموقوف عن العمل حتى هذه اللحظة.

وتضم الشركة 550 عاملًا وعاملة، 330 منهم عاملات يمثلون كامل قوة العمل في قسم الملابس، أكبر أقسام الشركة، فضلًا عن كونه أكثرها تماسكًا بحكم عملهن جميعًا في وردية واحدة، فيما يتوزع العمال الذكور الباقون على باقي الأقسام، وأغلبهم في قسم النسيج الذي يعمل في ثلاث ورديات.

*محمد بن سلمان يتوجه إلى مصر في زيارة رسمية

غادر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مصر في زيارة رسمية، تستهدف توطيد العلاقات بين القاهرة والرياض.

وأعلن الديوان الملكي السعودي أنه بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين، غادر ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، رئيس الوزراء السعودي، متوجهاً إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، حيث سيلتقي عبدالفتاح السيسي؛ لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية الأخوية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتستهدف أجندة الزيارة مباحثات متعلقة بملفات إقليمية، على رأسها الوضع في غزة ولبنان والبحر الأحمر والسودان، كما تتضمن أجندة الزيارة، توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية، ومباحثات موسعة بشأن الاستثمارات السعودية الحالية والمرتقبة في مصر.

وزار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي العاصمة السعودية الرياض، في السادس عشر من سبتمبر الماضي، والتقى بن سلمان ومسؤولين ومستثمرين سعوديين. وأكد مدبولي خلال لقاء عدد من المستثمرين السعوديين “عزم بلاده إدخال إصلاحات تشريعية على قانون الاستثمار، وتقديم حوافز وإعفاءات جديدة تشجع الاستثمار في جميع القطاعات“.

* الإعلام العبري: إسرائيل توجه رسالة لإيران عبر مصر

قالت صحيفة “يسرائيل هايوم” الإسرائيلية إن اللقاء بين رئيس جهاز “الشاباك” رونين بار ورئيس المخابرات المصرية عباس كمال انتهى هذا الأسبوع دون كسر الجمود في المفاوضات.

وأضافت الصحيفة العبرية أن رئيس الشاباك طلب من القاهرة نقل رسالة إلى طهران بشأن التصعيد الأخير، وذلك على خلفية الاتصالات الأخيرة بين مصر وإيران.

وأوضحت أن الرسالة تضمنت إشارة بشأن الرد الإسرائيلي المتوقع وتحذير لإيران بعدم الرد والإضرار بالمرافق المدنية أو العامة، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مصر في المستقبل القريب.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقييم في إسرائيل ومصر هو أن الجمود بشأن صفقة الأسرى قد يستمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وبحسب الإعلام العبري، فقد اتفق الطرفان على أن هناك صعوبات في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة أو اتفاق لإطلاق سراح الأسرى في الوقت الحاضر، وأن كل المؤشرات تشير إلى أن التجميد قد يستمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في الخامس من نوفمبر المقبل، أي أكثر من ثلاثة أسابيع.

ووفق التقارير الإعلامية العبرية فأن المباحثات بين رئيس الشاباك والمسؤول المصري تناولت بشكل أساسي الترتيبات الأمنية على الحدود بين قطاع غزة وشمال شبه جزيرة سيناء، في إطار تهيئة الأوضاع. إذا سنحت الفرصة في المستقبل للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى.

وأفادت تقارير الإعلام العبري أن الطرفين بحثا في القاهرة إمكانية تواجد قوات دولية أو عربية في ممر نيتزر وسط قطاع غزة ومحور فيلادلفيا قرب الحدود المصرية.

كما طرحت تل أبيب مشاركة مصر في القوات التي سيتم نشرها على طول الحدود، إلا أن القاهرة تمسكت رسميا بموقفها بضرورة عودة الوضع الذي سبق 7 أكتوبر.

* رغم إهدار السيسي 2 تريليون جنيه على “النقل” مصرع 12 طالبًا وإصابة 33 في انقلاب حافلة جامعة الجلالة

لقي 12 طالبًا من جامعة الجلالة مصرعهم، أمس الاثنين، وأُصيب 33 آخرون، من بينهم حالات حرجة، إثر حادث انقلاب حافلة كانت تقل الطلاب من مدينة الجلالة في محافظة السويس إلى القاهرة، وفقًا لما أفادت به وزارة الصحة والسكان. يُذكر أن جميع الطلاب كانوا يدرسون بكلية الطب بالجامعة، وكانوا في طريقهم إلى القاهرة بعد انتهاء دوامهم الجامعي.

وقد طلب مدير مرفق الإسعاف في محافظة السويس، مينا فوزي، إرسال 30 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث لنقل المصابين إلى مجمّع السويس الطبي التابع لهيئة الرعاية الصحية، وكذلك نقل جثامين المتوفين.

وقع هذا الحادث المأساوي بعد ساعات من تصريحات السيسي ووزير النقل كامل الوزير، حول الأموال الطائلة التي أُنفقت على مشاريع النقل والطرق والجسور، والتي قدّرها السيسي بأكثر من 2 تريليون جنيه، وهو مبلغ ضخم.

وقد شهدت عدة طرق مشاكل وأزمات كبيرة أدت إلى حوادث مميتة، نتيجة إنشائها بسرعة ودون مراعاة المعايير العلمية في الإنشاءات. وتشرف الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة على إنشاء الطرق والجسور بالأمر المباشر، ثم تقوم بإسناد بعض الأعمال إلى مقاولي الباطن، ما يدفع هؤلاء المقاولين إلى عدم الالتزام بالمواصفات القياسية، وهو ما يؤدي إلى خسائر مادية وبشرية.

* النائب العام يطالب بضبط وإحضار مُصدر الفتوى بإباحة سرقة المياه والكهرباء والغاز

أمر النائب العام، محمد شوقي عياد، اليوم الاثنين، بضبط وإحضار، أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر إمام رمضان إمام، وإدراجه على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول، عقب إصداره فتوى تبيح للمواطنين الأخذ من الكهرباء، إثر ارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق مؤخرا 

بدورها، اتهمت وزارة الكهرباء، في بلاغها، الأستاذ الجامعي بما وصفته ب”تحريض المواطنين على السرقة والامتناع عن سداد المستحقات المالية المتعلقة بالخدمات العامة”، على حد تعبيرها.

من جانبها، أوقفت جامعة الأزهر إمام عن العمل لمدة ثلاثة أشهر اعتباراً من 10 سبتمبر الماضي، عقب انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو فيه إمام المواطنين الغير مقتدرين إلى عدم دفع أموال المياه والكهرباء والغاز وإباحة الأخذ منهما، نظرا لارتفاع أسعارهم بشكل مبالغ فيه ونظرا للوضع الاقتصادي المزري لعموم المواطنين حاليا، موضحا: “اسرقوا حقوقكم، ما دام استرداد بعض الحقوق تسميه الحكومة سرقة”، في إشارة إلى ما تسميه الحكومة بسرقة الكهرباء حينما يأخذ المواطن منها وتقليل الأموال المدفوعة للحكومة منها، بسبب الوضع الاقتصادي السيء.

وفي الفيديو، هاجم إمام الحكومة المصرية قائلاً إنها “تحل الحرام، وتحرم الحلال”، مشيراً إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة أشعلت بالكهرباء دون دفع أي مقابل مالي، كما تم إنارة دور الجيش والمشاة والمدرعات، إلى جانب الأندية التابعة للقوات المسلحة والشرطة بالمجان

ومؤخرا، ارتفعت أسعار الكهرباء والمياه والغاز والخبز وتذاكر المترو والقطارات وكافة السلع والخدمات بشكل غير مسبوق، في إطار ما تسميه الحكومة ب”الإصلاح الاقتصادي”، والذي أثر بالسلب على حياة العديد من المواطنين على مدار 10 سنوات سابقة

* شروط صندوق النقد .. رفع نصف مليون مصري من دعم الخبز خطوة قبل عيش الذرة

رضخت حكومة  المنقلب السفيه السيسي لشروط صندوق النقد برفع الدعم في دولة متوسط الدخل للمواطن المصري بها لا يكفي احتياجاته الأساسية، فرفعت دعم البطاقات التموينية (سلع/خبز) عن نحو 500 ألف مواطن مصري، وذلك استجابة لشروط صندوق النقد بحسب مراقبين.

وسلمت وزارة التموين بحكومة السيسي كشوفات بأسماء نصف مليون مصري إلى رئاسة حكومة السيسي لقطع الدعم عنهم منذ 1 أكتوبر، وقال متابعون: إن “الرقم هو ضمن مرحلة أولى حيث ستستمر الوزارة في إعداد قوائم أخرى تضم المتهمين الجدد بعدة اتهامات منها؛ سرقة التيار الكهربائي أو تهربه من الحصول على الخدمة بشكل قانوني”.

وأن عودة هؤلاء المواطنين للاستفادة من الدعم زجاجة زيت وكيس سكر شهريا – 5 أرغفة يوميا، مرتبة بحكم قضائي نهائي باستئناف الخدمة أو الحذف من المنظومة.

حذر د. مصطفى شاهين الأكاديمي و المحلل الاقتصادي في لقاءات تلفزيونية من أن ارتفاع أسعار السلع لن يتوقف في مصر لمدة 4 سنوات قادمة.

وقال شاهين: “حرام اللي بيحصل في المصريين، التضخم في مصر وصل 10 أضعاف التضخم في أمريكا”.

وقال مراقبون: إن “السيسي وحكومته يريدون تطبيق شروط صندوق النقد الدولي لمنح مصر تكملة 3 مليارات دولار ولا علاقة لها بسرقة التيار الذي تشترطه وزارة الكهرباء لإدخال عداد سواء سكني أو صناعي منذ عدة سنوات”.

وأضاف آخرون أن حكومة السيسي ماضية في رفع الدعم سواء بسرقة التيار الكهربائي أو لأسباب أخرى ومنها تقليل دعم القمح بإدخال الذرة ضمن مكونات رغيف الخبز بنسبة عالية.

ويبدو أنه بديل عن استخدام الذرة في إنتاج الخبز بسبب رفض المخابز له لخسارتهم الضخمة بسبب هذا النوع من الدقيق، فإنه ضمن مخططات السيسي لتقليص الدعم التمويني، الذي يراه سببًا لكل المشاكل الاقتصادية في مصر، يتجه نظام السيسي العسكري إلى تطفيش المصريين من البطاقات التموينية بإرادتهم، بعد سوء الإنتاج وجعله غير مناسب للمواطنين، ليتمكن السيسي من التخلص من مسؤوليته عن الشعب المصري، ويخطط لإزاحة نحو 40 مليون مصري من مقررات الدعم التمويني، كما يخطط مجلس الوزراء، بحجج وذرائع واهية مثل امتلاك سيارة أو تكييف أو ارتفاع فاتورة الكهرباء أو الهاتف، بحسب تصريحات صحفية سابقة للخبير الزراعي الدكتور نادر نور الدين.

وكالة “رويترز”، نقلت قبل أيام عن مصدرين مطلعين في قطاع المخابز، لم تسمّهما، أن وزارة التموين قامت بعرض خطة على المطاحن في نهاية سبتمبر الماضي، تتضمن خلط دقيق الذرة بدقيق القمح بنسبة 1:4 على الترتيب اعتبارًا من أبريل المقبل، لتوفير نحو مليون طن من القمح الموجه لمنظومة الخبز المدعم، ويتسق هذا مع سياسة أوسع تتبعها الحكومة منذ يونيو الماضي، تسعى من خلالها لخفض الدعم المقدم لبند دعم الخبز، والتي بدأت بتحريك سعره لأول مرة منذ 36 عامًا بزيادة بلغت 300%.

مخططات خلط الذرة، التي سبق وفشل تنفيذها منذ 20 عامًا أثناء وفرة الذرة، أعاد عبدالفتاح السيسي طرحها في مايو الماضي، مقترحًا إدخالها في صناعة الخبز بنسبة 20% لتوفير 600 مليون دولار تنفقها الدولة لاستيراد مليوني طن من القمح.

ووُصف هذا المقترح وقتها بأنه يستهدف دفع الأسر للتخلي ذاتيًا عن استهلاك الخبز المدعم مع تردي جودته، أو بخفض وزن الرغيف الواحد مع الحفاظ على شكل يوحي بثبات وزنه نتيجة تخمر الذرة السريع.

فيما أوضح آخرون أن أقصى نسبة يمكن خلطها من الذرة دون التأثير على مواصفات الرغيف هي 10% خلال الشتاء فقط، معتبرين أن نسبة 20% كبيرة جدًا وتؤثر على المواصفات.

وتتربع مصر على قمة الدول المستوردة للقمح بحجم 13.5 مليون طن سنويًا، ونُعتبر رابع أكبر مستورد للذرة الصفراء بنحو 10 ملايين طن سنويًا، وخامس أكبر مستورد لزيوت الطعام بنحو 3 ملايين طن سنويًا، ومعها 1.25 طن من السكر ونحو 50% من احتياجاتنا من اللحوم الحمراء والألبان المجففة، و100% من احتياجاتنا من العدس ونحو 80% من الفول.

* مؤتمر لا للتهجير ونعم لحياة كريمة داخل جزيرة الوراق يعلن 5 مطالب  لحل الأزمة

انتهى المؤتمر الشعبي الموسع الذي عقد الجمعة الماضية بجزيرة الوراق، تحت عنوان “لا للتهجير ونعم لحياة كريمة داخل جزيرة الوراق”، إلى خمسة مطالب أساسية واستراتيجية يقدمها الأهالي للحكومة لحل الأزمة، دون رد حتى الآن.

وتستعد مجموعة مفوضة من أهالي جزيرة الوراق لتقديم هذه المطالب الخمسة، التي خرج بها مؤتمر مجلس عائلات الجزيرة، إلى الجهات المعنية، حسبما قال محاميان من سكان الوراق.

وقال المحامي ماجد مبروك، أحد سكان جزيرة الوراق، إن مطالب الجزيرة “مشروعة ولن نتخلى عنها”، وسنتقدم بها إلى الجهات المسؤولة و”نتمنى أن يكون هناك رد فعل إيجابي من جانبها.”

شارك حشد كبير من أهالي الجزيرة في مؤتمر مجلس عائلات الوراق، الذي عقد تحت شعار “لا للتهجير ونعم لحياة كريمة داخل جزيرة الوراق”، يوم الجمعة الماضي.

ولفت مبروك إلى أن شباب الجزيرة حملوا على عاتقهم إقامة المؤتمر وأنهم يجهزون له منذ حوالي شهر، وهدفه أن يكون “أهالي الجزيرة على قلب رجل واحد ضد عمليات التهجير والتنكيل بهم.”

وحسب البيان الختامي، حدد الأهالي خمسة مطالب، على رأسها “أن يكون لكل مالك بيت خاص به على أرض الجزيرة”، وهو أمر “لا بديل عنه”، إضافة إلى “عودة الخدمات المتوقفة وإنهاء التضييق على المعديات.”

 من جانبه، قال المحامي محمد عبد الجليل، أحد سكان الجزيرة، في تصريحات إعلامية، إن المسؤول عن ملف الوراق حاليًا هو جهاز الأمن الوطني، وليس أي جهة أخرى، مشيرًا إلى أن المطالب التي خرج بها مؤتمر مجلس العائلات ليست جديدة، وأعلنها الأهالي أكثر من مرة “لكننا سنظل نطالب بها لأنها حقوقنا التي لن نتخلى عنها”.

وأشار عبد الجليل إلى أن أهالي الجزيرة لا يسعون إلى إثارة المشاكل أبدًا ولا يفضلون ذلك، “نحن فقط نطالب بحقوقنا الطبيعية في الحياة بأمان في بيوتنا”.

وطالب المشاركون في المؤتمر، حسب البيان الختامي، بأن يتم “إدراج اسم سيد حسن الجيزاوي، الذي قُتل في اشتباكات بين الأمن والسكان خلال محاولة إخلاء الجزيرة عام 2017، ضمن أسماء الشهداء، وتعويض أسرته التعويض المناسب.”

كما طالب البيان أيضًا بـ”التعويض المناسب واستكمال العلاج للشباب الذين تعرضوا لإصابات نتيجة المصادمات بين الأهالي والأمن، والتي أدت لإحداث عاهات مستديمة أثرت على حياتهم بشكل بالغ.”

أما المطلب الأخير، حسب البيان، فهو اختيار مجلس إدارة يكون ممثلًا شرعيًا لعائلات الجزيرة، و”بدء الانعقاد الدوري لمعالجة السلبيات على الجزيرة نتيجة غياب ولاية الدولة.”

وتكررت الاشتباكات بين سكان الجزيرة والأمن خلال السنوات الماضية، كان آخرها ما حدث نهاية الشهر الماضي عندما وقعت اشتباكات على خلفية تعدي أحد الضباط بالضرب على ثلاثة من أبناء الجزيرة، مما دفع الأهالي إلى التجمع قرب الكمين الشرطي للاحتجاج على تصرف الضابط ومطالبته بالاعتذار للمعتدى عليهم، حسبما ذكر مكرم محروس، أحد أبرز أهالي الجزيرة المتمسكين بممتلكاتهم.

بث محروس حينها فيديو يظهر اشتباكات بين الأهالي المتجمعين قرب الكمين، الموجود أسفل محور روض الفرج المار بالجزيرة، حيث استخدم الأهالي الطوب والحجارة في الرد على تعدي قوات الأمن عليهم بطلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وينظم أهالي جزيرة الوراق وقفات احتجاجية للمطالبة بتخفيف القبضة الأمنية على السكان الرافضين التنازل عن منازلهم وممتلكاتهم، وللمطالبة بالسماح لهم بإدخال مواد البناء والمستلزمات.

وكان رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي قد وجه في يونيو الماضي بالتصدي بحسم لأي محاولات للبناء المخالف بالجزيرة، ومنع عودة المظاهر العشوائية بها، مع ضرورة الالتزام بالبرامج الزمنية المقررة لتنفيذ أعمال الإخلاء للمنازل والأراضي، واستمرار صرف التعويضات للمستحقين، ومواصلة مشروعات التطوير المستهدفة لإحداث نقلة نوعية في الخدمات بالجزيرة.

مسلسل الأزمة

في 2018، أصدر مجلس الوزراء القرار رقم 20 لسنة 2018 بإنشاء مجتمع عمراني جديد على أراضي جزيرة الوراق، تلته قرارات نزع ملكية أراضي الجزيرة، ومنها قرار نزع ملكية الأراضي اللازمة لتنفيذ مشروع إنشاء 68 برجًا بمدينة الوراق الجديدة لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، على مساحة 61013‏ فدانًا.

في يوليو الماضي، استعرضت وزارة الإسكان إجمالي الأراضي والمنازل التي تم إخلاؤها في الجزيرة، مشيرة إلى الحصول على نحو 993 فدانًا من أصل 1295 فدانًا، بما يتجاوز 76% من إجمالي مساحة المنطقة محل التطوير.

في 26 يوليو 2022، أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات تغيير اسم جزيرة الوراق إلى مدينة حورس، لافتةً إلى أن تكلفة المشروع تصل إلى 17.5 مليار جنيه، وأن دراسة الجدوى قدرت الإيرادات الكلية بنحو 122.54 مليار جنيه، فيما أوضحت أن الإيرادات السنوية تبلغ 20.422 مليار جنيه لمدة 25 سنة.

وأشارت إلى أن المشروع يضم 8 مناطق استثمارية، ومنطقة تجارية، ومنطقة إسكان متميز، كما سيتم إنشاء حديقة مركزية ومنطقة خضراء، ومارينا 1 و2، وواجهة نهرية سياحية، بالإضافة إلى منطقة ثقافية وكورنيش سياحي.

وسبق للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن أصدر تقريرًا بعنوان “صراع المساحات.. جزيرة الوراق نموذجًا”، خَلُصَ فيه إلى توصيات يرى أنها بإمكانها تحقيق “توازن بين أهداف التطوير الحكومي وحقوق السكان المحليين.”

* انهيار التعليم في مصر: تأخر استلام الكتب المدرسية وارتفاع تكلفة الطباعة يعمقان الأزمة

يمر التعليم في مصر بأزمة متفاقمة، تزداد سوءًا مع بداية العام الدراسي الجديد، حيث يعاني طلاب أغلب المدارس في المحافظات من عدم استلام الكتب المدرسية رغم مرور نحو ثلاثة أسابيع على بدء الدراسة. ويأتي هذا التأخير نتيجة لعجز وزارة التربية والتعليم عن توفير الكتب بشكل كامل، بسبب مشكلات تتعلق بعملية الطباعة وارتفاع تكلفتها، وهي مشكلة تتفاقم في ظل ضعف الإمكانيات والموارد المخصصة للتعليم. 

أزمة الكتاب المدرسي

يعد الكتاب المدرسي من أهم الأدوات التعليمية التي يعتمد عليها الطلاب في المدارس المصرية. ورغم محاولات الوزارة الانتقال إلى التعليم الإلكتروني وتفعيل استخدام التابلت، إلا أن الكتاب المدرسي لا يزال يشكل العمود الفقري في العملية التعليمية، خاصة في المحافظات والمناطق الريفية التي تفتقر إلى البنية التحتية الرقمية الملائمة. هذا العام، بدأت الأزمة مبكرًا، حيث تأخر تسليم الكتب المدرسية إلى طلاب العديد من المدارس.

وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء الدراسة، إلا أن الطلاب في محافظات عديدة لم يستلموا كتبهم حتى الآن.

وتشير مصادر من داخل وزارة التربية والتعليم إلى أن سبب هذا التأخير يعود إلى مشاكل في عملية الطباعة، مع ارتفاع كبير في تكلفتها بعد بيع شركة “راكت” للورق، وهي الشركة التي كانت توفر الورق اللازم للطباعة بأسعار مناسبة للوزارة. 

ارتفاع تكلفة الطباعة

أحد أبرز العوامل التي ساهمت في تأخير تسليم الكتب المدرسية هو الارتفاع الكبير في تكلفة الطباعة. وفقًا لمصادر من وزارة التربية والتعليم، ارتفعت تكلفة طباعة الكتب المدرسية إلى نحو 13 مليون جنيه، وهو مبلغ يفوق بكثير ما كانت الوزارة قادرة على تحمله في السابق.

تعزو الوزارة هذا الارتفاع إلى نقص الورق في السوق المحلي بعد بيع شركة “راكت” للورق، التي كانت توفر الورق بسعر أقل قبل بيعها للقطاع الخاص. 

ومن المعروف أن شركة “راكت” كانت تعد واحدة من أكبر شركات تصنيع الورق في مصر، وكانت تساهم بشكل رئيسي في توفير الورق اللازم لطباعة الكتب المدرسية بأسعار مخفضة للوزارة. ومع بيع الشركة وزيادة أسعار الورق في السوق، وجدت الوزارة نفسها في مأزق مالي يحول دون القدرة على توفير الكتب في الوقت المحدد. 

تأثير الأزمة على العملية التعليمية

إن تأخر استلام الكتب المدرسية يعكس حجم الأزمة التي يعاني منها قطاع التعليم في مصر. فقد أصبح الطالب المصري ضحية لتدهور الإدارة التعليمية وغياب التخطيط السليم.

يعتمد الطلاب بشكل رئيسي على الكتاب المدرسي، وعدم توافره يؤدي إلى نقص حاد في الموارد التعليمية المتاحة لهم، مما يؤثر بشكل مباشر على تحصيلهم الأكاديمي.

في كثير من المدارس، يضطر المعلمون إلى الاعتماد على الشرح اللفظي دون استخدام الكتاب، مما يزيد من العبء على الطالب والمعلم على حد سواء. كما أن غياب الكتب يؤدي إلى تفاوت كبير في مستوى التعليم بين المناطق، حيث يعاني الطلاب في المدارس الحكومية، خاصة في المحافظات والمناطق الريفية، من نقص حاد في الموارد مقارنة بزملائهم في المدارس الخاصة التي تعتمد على مصادر تعليمية أخرى. 

تداعيات بيع شركة “راكت” للورقبيع شركة “راكت” للورق يعتبر من أكبر الأخطاء التي ساهمت في تفاقم أزمة الكتاب المدرسي في مصر.

فقد كانت الشركة توفر الورق للقطاع التعليمي بأسعار مخفضة، الأمر الذي ساعد الوزارة على طباعة الكتب المدرسية بشكل كافٍ وبتكاليف معقولة. ومع بيع الشركة للقطاع الخاص وارتفاع أسعار الورق، أصبحت الوزارة غير قادرة على تلبية احتياجات الطلاب من الكتب المدرسية في الوقت المناسب. 

يؤكد خبراء التعليم أن بيع شركات استراتيجية مثل “راكت” يعد كارثة حقيقية على التعليم، حيث يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الطباعة والمواد الأساسية التي تعتمد عليها العملية التعليمية. كما يشيرون إلى أن هذه الأزمة لن تنتهي إلا بإعادة النظر في سياسات الخصخصة التي طالت شركات تقدم خدمات ضرورية لقطاعات حيوية كالتعليم. 

موقف الوزارة

من جهتها، تواجه وزارة التربية والتعليم انتقادات لاذعة من أولياء الأمور والخبراء التربويين بسبب تأخر تسليم الكتب المدرسية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون.

وبررت الوزارة هذا التأخير بمشكلات تتعلق بالطباعة وارتفاع التكلفة، لكنها لم تقدم حلولاً ملموسة أو جدولاً زمنياً واضحاً لتوزيع الكتب على جميع الطلاب. وفي محاولة لتخفيف حدة الأزمة، أعلنت الوزارة عن خطط لإتاحة الكتب المدرسية بصيغة رقمية على الإنترنت، بهدف تمكين الطلاب من الوصول إليها لحين توفير النسخ الورقية. لكن هذا الحل لا يعتبر كافياً في ظل ضعف البنية التحتية للإنترنت في العديد من المناطق الريفية، التي تشكل نسبة كبيرة من المدارس في مصر.

التعليم في مفترق طرق

تواجه مصر أزمة حقيقية في قطاع التعليم، تتطلب حلولاً جذرية تتجاوز معالجة الأعراض السطحية للأزمة. فقد بات واضحاً أن مشاكل التعليم في مصر ليست فقط متعلقة بتأخر تسليم الكتب المدرسية أو ارتفاع تكاليف الطباعة، بل هي أزمة هيكلية تعكس سوء التخطيط وضعف الاستثمار في قطاع التعليم. 

إن بيع شركات استراتيجية مثل “راكت” للورق، وتأخر تسليم الكتب المدرسية، وغياب الحلول الفعالة من قبل الوزارة، كلها عوامل تؤكد أن التعليم في مصر على مفترق طرق. يتطلب الأمر إرادة سياسية واستثماراً حقيقياً في التعليم لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. 

ختامًا، يعكس هذا التقرير صورة واضحة عن انهيار التعليم في مصر، وتفاقم الأزمات التي تؤثر على الطلاب والمعلمين على حد سواء. إن التحديات التي يواجهها التعليم في مصر لن تُحل بالتأجيل أو المعالجات المؤقتة، بل تحتاج إلى استراتيجية شاملة تعيد بناء النظام التعليمي من الأساس.

 

* الحادث الرابع خلال 3 أيام مصرع واصابة 3  تحت عجلات قطار  بأسوان

لا تكاد تمر أيام إلا وتستيقظ مصر على كارثة قد يختلف فيها المكان والزمان ولكن تبقى التفاصيل واحدة تسيل فيها دماء الأبرياء على قضبان السكك الحديدية التي تضطرهم الظروف لعبورها، مما جعل الأهالي يعيشون في حالة من الترقب والقلق خشية وقوع حادث قطار في أي لحظة.

 وفي رابع حادث خلال 3 أيام، لقى شخص مصرعه وأصيب اثنان آخران، صدمهم قطار أثناء العبور، من مزلقان الطب البيطرى شرق مدينة أسوان.

 وتبين أن الحادث أسفر عن مصرع شخص مجهول الهوية، فيما أصيب اثنان آخران هما حاتم يحيى على 33 سنة، وأزين آدم خميس 22 سنة وتنوعت الإصابات ما بين كسور متفرقة وكدمات، ونزيف فى المخ تم نقل المصابين إلى مستشفى أسوان الجامعى لتلقى الرعاية الطبية اللازمة وتم نقل الجثة إلى مشرحة أسوان الرئيسية.

 يأتي هذا الحادث فيما لا تزال تداعيات حادث تصادم قطارين في محافظة المنيا في صعيد مصر، والذي أسفر عن مصرع 3 ركاب وإصابة 20 آخرين نتيجة سقوط عربتين في ترعة الإبراهيمية، لم تخمد بعد وسط مطالبات بإقالة وزير النقل ووزير الصناعة ونائب رئيس مجلس الوزراء، كامل الوزير، أصحاب المسؤولية عن توالي وقوع الحوادث.

مزلقانات” الموت تحصد أرواح المصريين

 وكانت عدة تقارير رقابية وحقوقية قد حذرت من سوء حالة “المزلقانات” في عدد من المحافظات بسبب انعدام وسائل الأمان والحماية فضلا عن ضعف الصيانة والتدريب، في حين اشتكى عدد كبير من العاملين من وجود عجز في العمالة ومن أن ساعات العمل طويلة، وهو ما يساعد على وقوع العديد من الحوادث.

 وتعاني المزلقانات من عجز كامل في الإمكانيات الفنية اللازمة لحماية الأرواح، فالبوابات إن وجدت فهي بدائية وأغلبها يربط بواسطة سلسلة حديدية أو حبل وبعضها لا يوجد به إشارة مرور، وكثير من الصافرات التي تحذر من اقتراب القطار إلى “المزلقان” معطلة وغالبا ما يكون الاعتماد على العامل الموجود وقدرته على تنظيم الحركة..