دورة عسكرية لمعاوني النيابة الجدد حكم البيادة يُخضِع الجميع.. السبت 12 يوليو 2025م.. أحزاب السيسي تستحوذ على 200 مقعد من 300 قبل إجراء انتخابات الشيوخ

دورة عسكرية لمعاوني النيابة الجدد حكم البيادة يُخضِع الجميع.. السبت 12 يوليو 2025م.. أحزاب السيسي تستحوذ على 200 مقعد من 300 قبل إجراء انتخابات الشيوخ

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*مباحث (440 وادي النطرون) تستنزف المعتقلين ماليا واستمرار الاعتقالات والتغريب بسجون الشرقية

نشر معتقلو سجن 440 بوادي النطرون اسم رئيس مباحث السجن المقدم محمد عبد المطلب والمقيم بمنطقة فيصل بالجيزة واتهموه بممارسة الانتهاكات الممنهجة بحقهم.

وحذر معتقلو (سجن 440 إصلاح و تأهيل بوادي النطرون) من تصعيد وشيك، احتجاجًا على الانتهاكات والتضييق المستمر على حياتهم بمنع أغلب مستلزمات الزيارة، والحرمان من الوجبات الغذائية (إلا وجبة غير كافية)، في الوقت الذي تم تحويل “كانتين” السجن إلى متجر تجاري بأسعار مرتفعة، إذ تُباع:

المروحة الصغيرة بـ 1500 جنيه

الحذاء الرياضي (كوتشي باتا) بـ 600 جنيه

ماكينة الحلاقة بـ 450 جنيها

وضمن بيزنس مباحث السجن، منعت إدارة السجن إدخال المراوح، والملاءات، والأحذية، وماكينات الحلاقة، والمخبوزات، وغيرها من الاحتياجات الأساسية، في إطار سياسة تجويع مادي ومعنوي.

وقالت منصة (جِوار – Jewar): إن “المعتقلين يعانون من حرمان شبه كامل من التريّض والتهوية، حيث لا يسمح بالخروج من الزنازين إلا لمدة ساعة واحدة يوميًا، بينما يتم إغلاق الزنازين كليًا خلال الإجازات، كما حدث مؤخرًا بإغلاق دام من صباح الأربعاء حتى صباح السبت، دون فتح الأبواب أو السماح بالحركة، مما أدى إلى حالات إعياء وضيق تنفس“.

حتى أطباء السجن

وأشار المعتقلون على أن الانتهاكات تمتد إلى الرعاية الصحية، حيث يُذلّ المرضى خلال نقلهم إلى مستشفى السجن، ويُقابلون بسخرية من آلامهم ورفض لصرف العلاج من قبل كل من مدير المستشفى “الدكتور هاني” طبيب الأسنان، الدكتورمحمد المخلصاوي” طبيب الرمد.

وطالب المعتقلون بـ:

– تحسين أوضاع الاحتجاز وتوفير التهوية والتريّض اليومي.

– السماح الكامل بإدخال مستلزمات الزيارة دون قيود.

– وقف الاستغلال المالي في كانتين السجن وخفض الأسعار.

– توفير رعاية طبية حقيقية، واحترام المرضى ومحاسبة المسيئين.

– تنظيم الزيارة بشكل منتظم ولوقت كافٍ يضمن الحد الأدنى من التواصل الإنساني.

وأكدت المنصة نقلا عن المعتقلين استمرارهم في رصد وتوثيق الانتهاكات في جميع سجون مصر، وكشف أسماء المتورطين فيها. وسنعمل مع الجهات الحقوقية الفاعلة لتحريك دعاوى قضائية بحقهم وملاحقتهم.

اعتقالات جديدة بالشرقية

ومن جهة ثانية، واصلت أجهزة داخلية السيسي لحملة أمنية لاعتقال المواطنين، فمن مدينة العاشر من رمضان اعتقلت المواطن “إبراهيم السيد عمر”، والتحقيق معه اليوم بنيابة قسم ثالث العاشر من رمضان، وقررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعه قسم شرطة ثالث العاشر من رمضان

وقبل يومين اعتقلت قوات الأمن بمدينة العاشر من رمضان باعتقال المواطن عمرو أحمد أنور، والتحقيق معه أمس الأحد بنيابة قسم ثان العاشر من رمضان، وقررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعه بمعسكر قوات الأمن بالعاشر من رمضان.

ومن مدينة كفر صقر  بالمحافظة اعتقلت قوات الأمن بمركز الشرطة المواطن أحمد علي من قرية شيط الهوى.

ترحيلات

وعلى مستوى تغريب المعتقلين، رحلت قوات الأمن قبل يومين 6 معتقلين إلى سجن العاشر من رمضان (تأهيل 5)، وهم كالتالي:

أولًا: ترحيل 3 معتقلين من مركز شرطة بلبيس، المحبوسين على ذمة المحضر المجمع رقم 176:

  • عبد الحميد أحمد عبد الحميد أحمد لبن – بلبيس
  • صهيب عبد الفتاح عبد الله السواح – أبو كبير
  • محمد حلمي الحسيني – منيا القمح

ثانيًا: ترحيل 3 معتقلين من معسكر قوات الأمن بالعاشر من رمضان:

  • أحمد النوبي أحمد
  • إبراهيم محمود
  • محمد زكي

يشار إلى أنه سبق ترحيلهم في 2 يوليو 2025، إلا أنهم أُعيدوا في نفس اليوم لاستكمال أوراقهم.

*بعد 7 سنوات اعتقال استشهاد الشاب عبدالمنعم عبدالباسط بمحبسه

تُوفي المعتقل الشاب عبد المنعم عبد الباسط إسماعيل السيد، من قرية الطويلة التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، صباح أمس الخميس داخل مستشفى فاقوس المركزي، بعد نقله إليها في حالة صحية حرجة قادمًا من محبسه في قسم شرطة فاقوس.

وقضى عبد المنعم، البالغ من العمر 40 عامًا، 7 سنوات رهن الحبس الاحتياطي دون محاكمة، جرى خلالها تدويره على قضايا أمنية متعددة، ومرّ على معظم أقسام الشرطة بالمحافظة، في ظل ظروف احتجاز قاسية.

وخلال سنوات احتجازه السبعة، أُصيب بمرض جلدي نتيجة تردي أوضاع النظافة والرعاية الصحية داخل أماكن الاحتجاز، وتم عزله لاحقًا في زنزانة انفرادية شهدت إهمالًا طبيًا شديدًا استمر لفترة طويلة، ولم يُنقل إلى المستشفى إلا بعد أن تدهورت حالته بشكل بالغ، ليفارق الحياة بعدها بساعات.

وحمّلت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان، تحمّل السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن الوفاة، وتؤكد أن استمرار احتجاز المعتقلين لفترات طويلة دون محاكمة، وغياب الرعاية الصحية، يمثلان انتهاكًا صارخًا للقانون والدستور والمعايير الدولية. وتطالب المؤسسة بفتح تحقيق عاجل ومستقل ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة.

مركز فاقوس

وفي 14 يونيو الماضي، استشهد المعتقل السياسي عبدالعزيز عبدالغني محمد  62 عامًا صف ضابط متقاعد في الجيش المصري  من مركز أولاد صقر-الشرقية والمعتقل منذ 9 أشهر، واستُشهد داخل محبسه في مركز شرطة أولاد صقر نتيجة سوء ظروف الاحتجاز والإهمال الطبي الجسيم حيث لم تُقدَّم له الرعاية الصحية المناسبة رغم حالته الطارئة.

وقبل 4 أيام من وفاة عبدالعزيز عبدالغني رحّلت سلطات الانقلاب ثلاثة معتقلين من مركز شرطة أولاد صقر إلى سجن جمصة، وهم:

  • منصور نور الدين
  • محمد عيد
  • عبد العزيز عبد الغني

وقد تم إعادة الأخير اليوم نظرًا لسوء حالته الصحية، وتم نقله إلى مستشفى فاقوس العام، حيث من المقرر أن يُجري عملية جراحية غدًا وفيها مات.

*دورة عسكرية لمعاوني النيابة الجدد حكم البيادة يُخضِع الجميع

في تطور لافت يثير جدلاً واسعاً في الأوساط القضائية والسياسية المصرية، تشهد مصر حالياً تدريب دفعة جديدة من معاوني النيابة العامة داخل منشآت عسكرية، في خطوة تعكس توجهًا متزايدًا نحو عسكرة السلطات المدنية، وهو ما يثير مخاوف بشأن استقلال القضاء وحياده.

تفاصيل التدريب وعدد المعنيين

بحسب تقارير صادرة في يوليو 2025، تستعد الأكاديمية العسكرية المصرية لتخريج دفعة تضم حوالي 400 شاب وفتاة تم اختيارهم من قبل الأجهزة الأمنية ووزارة العدل للانضمام إلى السلك القضائي بعد خضوعهم لتدريبات عسكرية مكثفة استمرت ستة أشهر داخل منشآت عسكرية، شملت استخدام السلاح، الاصطفاف العسكري، الرياضات العنيفة، فضلاً عن محاضرات في الشؤون الحربية والأمن القومي.

هذا التدريب يُعد سابقة نوعية في العلاقة بين السلطة القضائية والعسكرية، إذ يطرح تساؤلات حول مدى استقلالية القضاء المصري في ظل هذه التدريبات.

دوافع عسكرة السلطات

يُصر قائد الانقلاب العسكري المصري عبد الفتاح السيسي على عسكرة كل السلطات، بما فيها التشريعية والقضائية، تحت ذريعة تأهيل الكوادر المدنية لتكون “مواطنين عسكريين منضبطين” قادرين على مواجهة التحديات الأمنية، خاصة في ظل ما يصفه بـ”حرب الإرهاب” والحاجة إلى تعزيز الوعي الأمني والانضباط داخل مؤسسات الدولة.

كما أن هناك توجهات رسمية لتدريب فئات أخرى من الموظفين المدنيين مثل المدرسين والدعاة والموظفين الحكوميين داخل منشآت عسكرية، مما يعكس فلسفة الدولة في دمج الطابع العسكري في الوظائف العامة.

هذا التوجه قوبل بانتقادات حادة من خبراء القانون الدستوري ومنظمات حقوقية، حيث حذروا من أن تدريب معاوني النيابة داخل منشآت تابعة للسلطة التنفيذية قد يؤثر سلباً على حياد القضاة واستقلاليتهم، ويغير تصوراتهم عن العلاقة بين السلطة والقانون والمجتمع.

مؤسسة دعم العدالة بالمركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، برئاسة المحامي الحقوقي ناصر أمين، دانت هذه الخطوة واعتبرتها “انتهاكًا شديدًا لاستقلال القضاء”، مشيرة إلى أن إخضاع السلطة القضائية لتدريبات في جهات تابعة لوزارة الدفاع يهدد مبدأ الفصل بين السلطات.

كما أبدى “نادي قضاة مصر” اعتراضه على إلزام القضاة باختبارات وتدريبات عسكرية في الكلية الحربية، معتبرًا أن مجلس القضاء الأعلى هو الجهة الوحيدة المختصة بوضع الضوابط اللازمة لتعيين القضاة، وأن تدخل الكلية الحربية في هذا الشأن يمثل مساساً باستقلال القضاء.

وقد أظهرت تقارير أن عشرات القضاة المعينين في النيابة العامة ومجلس الدولة رسبوا في اختبارات الكلية الحربية، مما أدى إلى رفض تعيينهم، وهو ما أثار غضباً واسعاً داخل السلك القضائي.

أرقام وأحداث مهمة

  • في فبراير 2025، تم إطلاق استراتيجية النيابة العامة للتدريب بحضور رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي، والتي تهدف إلى تطوير الأداء القضائي وتأهيل مأموري الضبط القضائي، حيث تم تحرير أكثر من 5.6 مليون جنحة في عام 2024، نصفها حصل على براءة، فيما 40% منها قضايا جنائية، مما يؤكد أهمية التدريب المهني للقضاة ومساعديهم.
  • في يوليو 2024، كشف عن رسوب عشرات القضاة في اختبارات الكلية الحربية، وهو ما أثار الجدل حول طبيعة هذه الاختبارات التي تشمل لياقة بدنية وصحية، وأدت إلى رفض تعيين بعض المعينين الجدد في النيابة العامة.

وصف ناصر أمين، رئيس مؤسسة دعم العدالة، التدريب العسكري لمعاوني النيابة بأنه “انتهاك لاستقلال القضاء” و”يهدد حياد القضاة.

وأكد المستشار محمد عبد المحسن، رئيس نادي قضاة مصر، أن “مجلس القضاء الأعلى هو الجهة الوحيدة المختصة بتعيين القضاة” وانتقد تدخل الكلية الحربية في تدريبهم، مطالبًا بإعادة النظر في هذه الإجراءات.

يرى محللون أن عسكرة السلطات تأتي في سياق تعزيز قبضة النظام على مؤسسات الدولة، خاصة في ظل انعدام الحياة السياسية الحقيقية وتجميد النشاط النيابي، حيث بات السيسي هو اللاعب الرئيس الوحيد في المشهد السياسي المصري.

 كما أن القمع الأمني والتضييق على الحريات، إلى جانب القوانين الصارمة ضد التظاهر، تعزز من هذا الاتجاه نحو عسكرة الدولة.

تدريب معاوني النيابة العامة داخل منشآت عسكرية في مصر يمثل تحولًا خطيرًا في العلاقة بين السلطات القضائية والعسكرية، ويثير مخاوف جدية بشأن استقلال القضاء وحياده، خاصة في ظل رفض واسع من قبل السلك القضائي ومنظمات حقوق الإنسان، هذا التوجه يعكس فلسفة الدولة في عسكرة كل السلطات، وهو ما يراه منتقدون محاولة لفرض السيطرة الأمنية على كل مفاصل الدولة، مما يهدد مبدأ الفصل بين السلطات ويضع العدالة المصرية تحت تأثير مباشر للسلطة التنفيذية والعسكرية.

*اليأس عنوان تصريحات وزير ري السيسي : أبي أحمد لن يوقع على أي اتفاق بشأن مياه مصر

بعدما تسبب رئيسه في ضياع حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل وصف وزير الموارد المائية والري هاني سويلم، سد النهضة الإثيوبي بأنه “غير شرعي”، كما قال إنه يتحدى رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد أن يترجم تصريحاته بعدم إضرار دولتي مصب النيل إلى اتفاق ملزم يتعهد فيه بعدم التسبب في أي ضرر لمصر، لكنه لم يحدد كيف يستعيد حقوق مصر التي انتزعتها إثيوبيا.

وقال الوزير مساء الخميس، في مقابلة تلفزيونية، إن مصر لن تقبل بأي عبث يمس أمنها المائي القومي، مشيرًا إلى خروقات واضحة من الجانب الإثيوبي لإعلان المبادئ الموقَّع عام 2015، ومشدِّدًا على أن الدولة تتابع جميع التطورات بدقة عبر أحدث الوسائل التكنولوجية، لكن لم يذكر أي خطط أومساع تجبر إثيوبيا على الرضوخ لمصر.

وأضاف سويلم: “كل نقطة مياه تُخزَّن خلف السد تُخصم من حصة مصر، وهو تصرّف مرفوض قانونيًا وإنسانيًا”، لكن لم يحدد آليات تعيد لمصر ما فرط به العسكر من حقوق.

وأكد الوزير أن مصر تتابع عن كثب كافة تطورات السد باستخدام الأقمار الصناعية والبيانات التحليلية، ما يسمح بتقدير كميات المياه المخزنة، والتصرفات الإثيوبية في السد، رغم ما وصفه بـ”التحركات العشوائية” من الجانب الإثيوبي التي لا تستند إلى مبررات فنية واضحة، فهل يستطيع الوزير التدخل لوقف هذه التحركات؟.

وحول إعلان إثيوبيا عن إفتتاح السد بشكل رسمي سبتمبر المقبل، أشار سويلم إلى أن السد لم يكتمل بعد، حيث أنجزت إثيوبيا 8 من أصل 13 توربينة، يعمل منها حاليًا 5 إلى 6 فقط وبشكل غير منتظم، مؤكدا على إعلان الدولة الإثيوبية المتكرر حول الإنتهاء من السد خلافا مع الواقع، .

وقال الوزير، إن مصر لا تعارض التنمية في أية دولة، لكنها ترفض المساس بحقوقها التاريخية في مياه النيل، وتتمسك بالحلول التفاوضية القائمة على التعاون والاحترام المتبادل، من دون إضرار بمصالح أي طرف، لكن لم يحدد متى سيجلس مع إثيوبيا لمناقشة تلك التصريحات العنترية التي هي في واد والجانب الإثيوبي في واد آخر.

كما لفت الوزير المصري إلى التنسيق المستمر مع دولة السودان بشأن تطورات السد الإثيوبي وتأثيراته على دولتي المصب، مؤكدا أن تأثيرات السد على السودان أكبر تأثيرا من مصر في بعض الأحوال، بسبب قرب المسافة جغرافيا مع موقع السد.

كما أشار سويلم إلى أن التأثير السلبي للسد قد يتسبب في هدم سد الروصيرص بسبب “التصرفات العشوائية” الإثيوبية، مؤكدا أن ما فاوض عليه السودان في مفاوضات سد النهضة على مدار سنوات لم يحصل عليه، وبالتالي فهو متضررا بشكل كبير.

وتحدث الوزير عن رؤية مصر المستقبلية لإدارة المياه، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل على إعادة استخدام ومعالجة المياه بشكل مكثف. وذكر أن مصر نجحت حتى الآن في إعادة استخدام 22 مليار متر مكعب، وتستهدف الوصول إلى 85 مليار متر مكعب بحلول عام 2027، لكنه لم يذكر الفاتورة الباهظة التي دفعتها مصر نتيجة الضرر الواقع عليها في حين لا يمتلك المسئولين سوى التصريحات الرنانة فقط.

كما أوضح أن 90% من موارد مصر المائية تأتي من خارج الحدود، في إشارة إلى اعتماد البلاد بشكل شبه كامل على مياه النيل، مما يجعل التعاون والتفاهم الإقليمي أمرًا لا غنى عنه، لكن السؤال هو ما مادى استجابة الجانب الإثيوبي في الدخول بمفاوضات جديدة وهي تعتبر غير ملزمة دوليا بالاستماع لمهاترات المسئولين المصريين بعدما فرط السيسي لهم في حصة مصر مقابل الاعتراف به.

ويُعدّ سد النهضة، الذي يجري بناؤه منذ عام 2011، نقطة خلاف بين دول حوض النيل، وعلى الرغم من فشل المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان بشأن تشغيل السد، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، قبل أيام أن سد النهضة قد اكتمل، ومن المقرر افتتاحه رسميًا في سبتمبر.

وقال أبي أمام البرلمان، متحدثًا عن السد الذي كان مصدر توتر مع دول الجوار، وخاصة مصر: “اكتمل بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير، ونستعد لافتتاحه رسميًا في سبتمبر”.

 

*ماذا ستفعل مصر بعد تشغيل سد النهضة والوقوف أمام الأمر الواقع؟

تحدث خبراء محللون لـRT عما ستفعله مصر بعد تشغيل سد النهضة الإثيوبي والوقوف أمام الأمر الواقع بعد سنوات من محاولة إيجاد حل للسد.

وقال خبير الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي، في تصريحات لـRT، إن مصر لن يكون في يدها ما تفعله بعد تشغيل سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن الأزمة سوف تستمر وهذا يصب في مصلحة إثيوبيا كما حدث سابقا أثناء بناء السد.

انتهاك مبادئ في القانون الدولي

وتابع: “سد النهضة مشروع يقام على نهر مشترك، وهناك أعراف واتفاقيات دولية لمثل هذه المشروعات ولكن إثيوبيا انتهكت هذه الاتفاقيات وانفردت ببناء هذا السد بمواصفات لم يحدث فيها تشاور، كما اتخذت قرارات أحادية متعددة، بدأت من التخزين المختلف عليه حتى امتلأ السد العام الماضي، ومصر دائما تعترض لأن ذلك مخالف للأعراف الدولية“.

من جهته، أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام والأمين العام للجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية، أن مصر لن تتنازل عن حقوقها المائية التاريخية مقابل وهم التعاون مع من لا يحترم القانون، مشيرا إلي أن العدالة تقتضي أن يلتزم الجميع بالقانون الدولي، وليس أن نكافئ المنتهكين بالتعاون معهم.

وقال الدكتور مهران لـRT، إن إثيوبيا تنتهك ثلاثة مبادئ أساسية في القانون الدولي المائي: مبدأ عدم الإضرار بدول المصب، ومبدأ الاستخدام المنصف والمعقول، ومبدأ التشاور المسبق مع الدول المتشاطئة.

وحذر الدكتور مهران من خطورة قبول المنطق الإثيوبي، مؤكدا أن هذا سيفتح الباب أمام فوضى دولية، قائلا: “إذا قبلنا أن القوي يفرض إرادته على الضعيف دون اعتبار للقانون، فلن يبقى أمان لأي دولة في العالم“.

15 عاما من المحاولات الفاشلة للتعاون 

وعن رفض إثيوبيا التعاون مع مصر، قال عباس شراقي: “ربما يكون هناك أسباب سياسية داخل إثيوبيا ومن مصلحة الحكومة الإثيوبية أن تستمر مشكلة سد النهضة إلى أطول فترة ممكنة والشعب الإثيوبي لا يسائل الحكومة على اعتبار أنهم منشغلون في مسألة عمل قومي وهو بناء سد النهضة“.

وأضاف: “الحكومة زعمت للشعب الأثيوبي أن مصر تعترض على بناء السد وهناك تحد كبير في بناء السد ولابد من التعاون والتكاتف مع الحكومة من أجل المشروع لذلك الشعب الإثيوبي متكاتف مع حكومته، لكن إذا انتهى مشروع سد النهضة سيبدأ الحساب والشعب سيسأل أين الجدوى، وفي الحقيقة المشروع ليس له فوائد على الشعب الإثيوبي نهائي لأن السد يقع أسفل الجبال الإثيوبية ولا توجد مساحات للزراعة حوله، والمتبقي هو إنتاج كهرباء والشعب الإثيوبي في أمس الحاجة لها ولكن الحكومة أكدت أن الكهرباء ستصدر للخارج، ويبقى السؤال هنا أين الفوائد التي ستعود على الشعب الإثيوبي؟“>

استغلال إثيوبيا حسن النية المصرية لكسب الوقت

من جانبه علق محمود مهران على مطالب التعاون بين البلدين قائلا: “من يطالب مصر بالتعاون مع إثيوبيا يتجاهل حقيقة أن مصر حاولت التعاون لمدة 15 عاما كاملة، وواجهت خلالها تلاعبا وتهربا إثيوبيا مستمرا”، مضيفا أن إثيوبيا استغلت حسن النية المصرية لكسب الوقت وإنجاز السد دون اتفاق ملزم.

وأوضح خبير القانون الدولي، أن إثيوبيا رفضت منذ البداية أي آلية قانونية ملزمة، بما في ذلك التحكيم أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية، لأنها تعلم أن موقفها القانوني منهار تماما.

وتساءل مهران: “إثيوبيا بنت السد دون أي تشاور، ورفضت تقديم دراسات الأثر البيئي، وتتلاعب بمياه النيل وفقا لمصالحها فقط، فكيف نتعاون مع من يكسر القانون أمام أعيننا؟.”

وأضاف أستاذ القانون الدولي أن “إثيوبيا أثبتت غياب حسن النية من خلال أفعالها”، مشيرا إلى أنها ملأت السد أكثر من مرة دون إبلاغ دول المصب، واستمرت في التوسع دون اتفاق، بل وتدعو الآن لافتتاح السد كأنها تستهزئ بالقانون الدولي.

وتابع: التعاون الحقيقي يبدأ باحترام القانون الدولي، وليس بمكافأة المنتهكين، مضيفاً أن قبول الأمر الواقع الإثيوبي سيشجع دولاً أخرى على انتهاك حقوق جيرانها.

أديس أبابا تريد الكعكة كاملة

كما أشار الأمين العام للجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية إلى أن مصر عرضت مرارا تقاسم فوائد السد مقابل ضمانات قانونية لحقوقها المائية، لكن إثيوبيا تريد الكعكة كاملة دون أي التزامات.

وكان وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور هاني سويلم، قد أعلن سد النهضة الإثيوبي بأنه “غير شرعي” ومخالف للقانون الدولي.

كما أشار إلى أن إثيوبيا تجاهلت توصية خبراء عام 2013 بإعادة تدقيق دراسات أمان السد، قائلا: “بهذه الإجراءات، انتهكت إثيوبيا إعلان المبادئ“.

واعتبر الوزير المصري أن التصريحات الإثيوبية الأخيرة مجرد “محاولة لتحسين الصورة أمام العالم”، الذي أدرك -بحسب قوله- حقيقة الموقف. وتحدى سويلم الرئيس الإثيوبي بترجمة تصريحاته إلى “اتفاق مُلزم” يضمن عدم الإضرار بحصتي مصر والسودان المائية، قائلًا: “لم يحدث هذا طوال 13 عامًا من التفاوض“.

وأكد سويلم أن مصر استنفدت جميع الخيارات التفاوضية والمقترحات الدولية، مشددًا على أن بلاده “تدافع عن حقوقها العادلة لحماية موارد الشعب المصري والأجيال القادمة”. وأضاف أن القضية لم تعد تقتصر على الجانب الفني، بل أصبحت “مسألة سيادة وأمن قومي“.

*لماذا تغيب المؤسسة العسكرية وقيادات الجيش عن مشهد سد النهضة؟

تساءل الاقتصادي د.مراد على عن من يحدد استراتيجية الدولة المصرية في التعامل مع تهديد وجودي مثل سد النهضة؟

وفي تغريدة له كشف أن رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي أشاد أول أمس بما وصفه بـ”نوايا إثيوبيا الطيبة”، ولم تمضِ 24 ساعة حتى ظهر وزير الري، وهو المسؤول الفني المباشر عن هذا الملف، ليحذّر بوضوح من أن ما تقوم به إثيوبيا يمثل عبثًا خطيرًا بأمن مصر.

وتهكم أما رئيس الجمهورية ووزير الدفاع، وهما المعنيان الأولان بأمن البلاد القومي، فغائبان تمامًا عن المشهد، وكأن القضية لا تستوجب موقفًا سياسيًا أو عسكريًا حازمًا.

ونوه أنه في المقابل، عندما واجهت باكستان تهديدًا مشابهًا بمحاولة الهند بناء سد يؤثر على حصتها المائية، خرج وزير الدفاع الباكستاني ليعلن بوضوح أن بلاده ستقصف السد إن تم بناؤه، ما أجبر الهند على التراجع الفوري.

مختتما، فكيف نفهم ما وراء غياب المؤسسة العسكرية، واستبعاد قيادات الجيش المصري عن المشهد؟.

وكانت التصريحات المتبادلة والمطمئنة بين رئيس الوزراء مصطفى مدبولي،  ونظيره الإثيوبي قد تزايدت الأيام الماضية،  حيث قال المصري إن الدولة اتخذت إجراءات عدة لتحييد آثار عملية ملء سد النهضة مؤكدًا أن مصر لم تتأثر سلبًا من عملية الملء حتى الآن،بينما قال  آبي أحمد في تصريحاته أمام البرلمان الإثيوبي ، إنه “لم ينقص ليتر واحد من حصة مصر” خلال سنوات الملء، وتأكيده خلال قمة البريكس لا مساس بحق مصر، قلق المصريين الذين يرون ويعيشون الآثار السلبية والعجز المائي منذ بدء بناء سد النهضة.

وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي:  إن إثيوبيا طلبت استئناف التفاوض مع مصر خلال قمة بريكس وطالبنا بتوقيع وثيقة اتفاق بما يحول التصريحات الأخيرة لالتزام مكتوب، مؤكدا إن علاقاتنا مع الدول الأفريقية تقوم على الاحترام المتبادل، ولدينا موقف ثابت بشأن حماية حقوق مصر المائية، ونثق في نوايا إثيوبيا الطيبة. 

كلاكيت تاني مرة

وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي بعدم المساس بحق المصريين في مياه النيل مراواغة ثانية بعد توقيع اتفاق المنقلب معه في 2015 وضياع حقوق مصر المائية ، وربما يكون هذا التصريح تكملة لتاريخه في المراوغات حيث أنه تنصل من عقد أي اتفاق مكتوب واكتفى بالوعود الزائفة واليمين الباطلة

لم تستجب أديس أبابا للمساعي الدبلوماسية المصرية بشأن تنظيم كمية المياه التي تصل إلى دولتي المصب (مصر والسودان) في فترات الجفاف عند تعارض حاجات توليد الكهرباء مع وصول كميات كافية من المياه إلى دولتي المصب، وكيفية حل أي خلافات مستقبلية.

 ومضت إثيوبيا في خطتها حيث عملت على ملء خزان السد على مدار السنوات الخمس مما أسفر عن تضرر حصة مصر من مياه نهر النيل. وزعم آبي أحمد في تصريحاته أمام البرلمان الإثيوبي الخميس الماضي، إنه “لم ينقص ليتر واحد من حصة مصر” خلال سنوات الملء. 

خفض 60 مليون متر مكعب من حصة مصر

وفند عدد من الخبراء والمعنيون، مزاعم رئيس الوزراء الإثيوبي.

ويقول مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية محمد حجازي، إن ما ذكره رئيس الوزراء الإثيوبي هو مخالف للأعراف الفنية، فحديثه عن أن مصر والسودان لم تنقص حصتهم قطرة مياه واحدة هو أمر مجافي للحقيقة.

 وأوضح أن “الأعوام الأربعة السابقة كان فيضان النيل فيها عالياً لدرجة سمحت بامتلاء السدود في البلدان الثلاثة، ولكن نعلم جميعاً أن نهر النيل له دورة للفيضانات تكون مرتفعة أحياناً كما حدث في الأربع سنوات السابقة ولكن تعود لأن تكون ضعيفة أو متوسطة وشحيحة أو شديدة الشح وهنا تكمن المشكلة عندما ينخفض إيراد النهر وتسحب إثيوبيا من احتياطات سد النهضة وتعيد ملأه، فسوف نتعرض حتماً للجفاف، والجفاف الممتد يُعرض دولتي المصب لمشكلات وأخطار جمة”.

وأوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية عباس شراقي، أنه تم تخزين 60مليار متر مكعب في خزان سد النهضة على مدار السنوات الخمس الماضية وحتى سبتمبر (أيلول) 2024، وهذه المياه كانت من المفترض أن تصل مصر، مستنكراً “هل حجز 60 ملياراً كانت متجهة إلى مصر أليس هذا ضرراً؟”.

وأضاف أن على سبيل المثال تم حجز 20 مليار متر مكعب من المياه العام الماضي من إجمالي حصة مصر البالغة 55.5 مليار متر مكعب أي نحو 40 في المئة من حصة مصر الإجمالية، بينما تعاني مصر بالفعل من عجز مياه بنسبة نحو 50 في المئة.
خسائر وتكلفة تصل إلى 500 مليار

وللتعامل مع تلك الخسائر المائية الضخمة، أوضح شراقي أن مصر تقوم بمعالجة أكثر من مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي سنوياً لاستخدامها في الزراعة مرة تانية، مضيفاً أن تكلفة إنتاج مليار متر مكعب من المياه المعالجة يبلغ 15 مليار جنيه، إذ “بلغت كلفة المشروعات التي نفذتها مصر للتغلب على العجز المائي 500 مليار جنيه مصري”.

كما اضطرت مصر إلى تقليص زراعة بعض المحاصيل التي تحتاج وفرة مياه؛ مثل الرز الذي قلصت زراعته من مليوني ونصف فدان إلى فدان واحد، لافتاً إلى أن “عائد المليون فدان قد يصل إلى 5 مليارات دولار سنوياً”، مما يشكل خسارة كبيرة، كما استبدلت الري بالغمر بالري الحديث.

وتابع أن مشروع تبطين الترع كلف مصر أكثر من 20 مليار جنيه، وفي النهاية اضطرت الحكومة للتوقف عن المشروع لأسباب اقتصادية.

ويهدف تبطين الترع لتوفير جزء من المياه التي تُخزن في السد العالي واستخدامها في أوقات تخزين المياه في سد النهضة.

ووفق تصريحات لوزير الري المصري في ديسمبر 2024، فإن مصر تعمل على التوسع في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بإجمالي نحو 21 مليار متر مكعب سنوياً. 

هل خسرت مصر حقها في مياه النيل؟

يبقي السؤال الشائك، هل خسرت مصر قضية مياه نهر النيل وأنه بات ينبغي التعامل مع الأضرار التي يفرضها الواقع الجديد؟ أم لا تزال هناك خيارات أخرى من شأنها أن تُثني إثيوبيا عن موقفها المتعنت بشأن رفض التفاوض حول تشغيل وإدارة السد؟

بالعودة إلى وزراء الري المصريين السابقين، فإنهم لم يبدوا رغبة في الحديث عن الأمر.

وفي حين امتنع الوزير السابق محمد نصر علام الذي تولي وزارة الري بين عامي 2009 و2011، عن التعليق مكتفياً بالإشارة إلى منشور كتبه على صفحته بتطبيق “فيسبوك”، فإن الوزير السابق حسام الدين مغازي الذي تولى المنصب بين 2014 و2016 عندما وقعت مصر اتفاقية المبادئ مع إثيوبيا، أكد إن “مصر تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات المناسبة حال تأثرت حصتها المائية بوجود السد الإثيوبي وتم إعلان ذلك مراراً من خلال القيادة السياسية… أما بالنسبة للإجراءات الداخلية فإن مصر تعمل حالياً على توسيع إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصحي المعالج وأيضاً التوسع في تحلية مياه البحر مع أن هذه المشاريع تكلف أموالاً طائلة”.

 

*أحزاب السيسي تستحوذ على 200 مقعد من 300 قبل إجراء انتخابات الشيوخ

استحوذت أحزاب السيسي ضمن ما يسمىالقائمة الوطنية من أجل مصر” على 100 مقعد من مقاعد مجلس الشيوخ بعدما تقدم بقائمة موحدة ولم ينافسها أحد كما ضمنت 100 مقعد أخري سيعينهم السيسي بموجب قانون مجلس الشيوخ ليضمنوا بذلك 200 مقعد من 300 قبل إجراء الانتخابات التي سينافسون أنفسهم فيها!

ويتكون مجلس الشيوخ المقبل من 300 عضو 100 منهم يختارهم رئيس الجمهورية، بعد الانتخابات التي ستأتي بـ100 عضو ترشحوا فرديًا، و100 آخرين ترشحوا عبر نظام القوائم المغلقة، بعد تقسيم الجمهورية لأربع دوائر، تتكون قائمة اثنتين منهما من 37 عضوًا، والاثنتين الباقيتين من 13 مرشحًا.

وتقدمت قائمة السيسي التي تضم 13 حزبا بأوراق ترشحها في دوائر القوائم الأربع في انتخابات مجلس الشيوخ التي ستقام الشهر المقبل، دون تقدُم أي قوائم منافسة، حسبما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، مضيفة أن إجمالي طلبات الترشح على النظام الفردي، بلغت 388.

القائمة التي تتصدّرها الأحزاب الوطنية، «مستقبل» و«الجبهة» و«حُماة»، تضم كذلك مرشحي عشرة أحزاب، منها «الوفد» و«التجمع» و«المصري الديمقراطي» و«الإصلاح والتنمية»، التي يُحسب بعضها على المعارضة، بينما تغيب عنها أحزاب أخرى، انتقد بعضها إقصاءه من القائمة رغم مشاركته في الحوار الوطني، مثل «المصريين الأحرار»، حسبما نقلت «الشهر الأوسط»، كما غاب عنها كذلك أحزاب مثل «النور» و«الوعي»

وبينما يتصدر صاحب الأغلبية البرلمانية الحالية، «مستقبل وطن»، القائمة بـ45 مرشحًا، أعلن حزب الجبهة الوطنية المُنشأ حديثًا برعاية رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، وقيادة وزراء ومسؤولين سابقين، مشاركته بـ12 مرشحًا

وجاء حزب حماة الوطن في المرتبة الثانية بـ 19 مرشحًا ضمن القائمة، يليه الجبهة الوطنية بـ12 مرشحًا، كما حصل تحالف الطريق الديمقراطي على 11 مقعدًا، بواقع خمسة للمصري الديمقراطي الاجتماعي، وأربعة لكل من حزبي العدل والإصلاح والتنمية.

وأعلن حزب التجمع حصوله على مقعدين ومثلهما لحزب الحرية المصري، وذهب مقعد واحد إلى حزب إرادة جيل.

أزمة في الوفد

لكن حصة حزب الوفد كانت لافتة ومثيرة للجدل، إذ لم يتجاوز تمثيله في القائمة مقعدين فقط، ما أثار أزمة داخل الحزب واتهامات لرئيسه بسوء التفاوض بشأن الحصة، وطالبته بالاستقالة خلال اجتماع الهيئة العليا للحزب مساء أمس.

وأعلن الحزب عبر صفحته الرسمية، أمس، موافقة الهيئة العليا على دعوة الجمعية العمومية غير العادية للانعقاد يوم الجمعة 25 يوليو الجاري لبحث سحب الثقة من رئيس الحزب، وتكليف السكرتير العام ياسر الهضيبي بإدارة شؤون الحزب مؤقتًا.

وفي تصريحات لـ المنصة، نفى يمامة وجود أي جمعية عمومية أو تصويت على الثقة، قائلًا “ماحدش طرح الثقة ولا حاجة، واعتبر أن الرافضين لحصة الحزب في القائمة هم أقلية لا تتجاوز 19 من أصل 46 عضوًا في الهيئة العليا، فيما تؤيده الأغلبية.

وأضاف يمامة “قبلنا بالكوتة حفاظًا على وحدة الصف ومصلحة الحزب، ونعوّل على انتخابات مجلس النواب لزيادة التمثيل، مشيرًا إلى أن الدعوة لاجتماع الهيئة بالتزامن مع العملية الانتخابية غير قانونية، “مافيش حاجة ستنعقد ولا يجوز دعوة الهيئة الوفدية بالتزامن مع الانتخابات العامة والمنشور على صفحة الحزب سنضطبه”، قبل أن يتم إزالة البوست من الصفحة.

*حتى قبل حريق سنترال رمسيس سيستم حكومة الانقلاب واقـع دائما والموظفون خارج الخدمة

كشف حريق سنترال رمسيس عن كارثة حقيقية وهى أن التحول الرقمى مجرد حبر على ورق، ودعاية انقلابية لا أساس لها على أرض الواقع

فمع نشوب الحريق توقفت الحياة فى مصر تماما وتعطل «سيستم» كل شيئ بدءاً من الاتصالات التليفونية إلى شبكة الإنترنت وحتى أعمال البنوك والبورصة وخدمات الدفع، الكل ينتظر عودة السيستم .

وإذا كان لوقوع السيستم خلال هذه الأيام سببا وهو حريق سنترال رمسيس الرئيسى، إلا أن مشكلة السيستم تعد واحدة من أهم المشكلات التى تواجه المصريين منذ سنوات، فدائما ما يعانى المواطن من تعطل السيستم فى معظم المصالح الحكومية، وهو ما ينعكس على مصالحه وأعماله باستمرار.

ورغم مزاعم حكومة الانقلاب بأنها حققت معجزة التحول الرقمى فى مختلف المؤسسات الحكومية، وغيرها من جهات القطاع الخاص، إلا أن عبارة «السيستم واقع » مازالت تتردد باستمرار، ففى أغلب الأحيان لا يمكن إنجاز أى خدمة سواء فى مقرها أو تليفونيا إلا ونفاجئ بأن “السيستم واقع”.

 مصدر إحباط

 حول هذه الأزمة قال أحمد على، حاصل على بكالوريوس نظم ومعلومات، من محافظة قنا، إنه بعدما تخرج وحصل على الدرجة الجامعية، توافرت له فرصة عمل لدولة الإمارات فقرر البدء فى إجراءات السفر، وتوجه إلى محافظة القاهرة، وبالتحديد لجهة التوثيق بوزارة خارجية الانقلاب لتصديق شهادته، وعندما وصل مقر الإدارة حصل على رقم انتظار، وعندما دخل على شباك الموظف لقضاء أوراقه، تلقاه الموظف بعبارة السيستم واقع، استنى شوية.

وأضاف «علي»: هذه العبارة أصبحت مصدر إحباط بالنسبة له، فكلما يتردد على جهة يواجه نفس المشكلة، موضحا أنه انتظر قليلا ثم، توجه للشباك مرة أخرى، ليتفاجأ بعقبة أصعب وهى عدم قبول الرسوم عن خدمة الدفع بالكاش، وأن الجهة لل تتعامل إلا عن طريق الدفع الإلكترونى، وبالتحديد وسيلة الفيزا فقط .

وتابع: أصابنى الذهول كيف تكون الأموال فى يدى ولا أستطيع دفع الرسوم؟.. وسط آمال بأننى سأنهى المهمة فى ساعات وأعود لبلدى «صد رد»، أخذت أطلب المساعدة من الناس حولى لأبحث عن شخص ما يمتلك فيزا يدفع لى الرسوم مقابل الكاش، لكن لم أجد من يساعدنى فى ذلك وربما هناك قلق من الناس على نقودهم وسط الاختراقات الالكترونية التى تواجهها الحسابات البنكية .

وأشار «علي»إلى أن اليوم انتهى وهو يبحث عن فيزا ليقوم بدفع الرسوم، مؤكدا أنه لجأ إلى صديق يقطن فى القاهرة من أيام الجامعة، وتواصل معه وطلب منه المساعدة ووجد لديه كارت فيزا، لكن حدث ذلك فى مساء اليوم، واضطر للمبيت بمنزل صديقه حتى أشرق الصباح، وتوجه لوزارة خارجية الانقلاب مرة أخرى وأتمم الإجراءات بعد رحلة معاناة،

العداد الرقمى

 وكشف زكريا سليمان، محامى، رحلته مع «السيستم» والتحول الرقمى فى قطاع الكهرباء، وأكد أن التطور التكنولوجى مهم، لكن لا يحق لأحد أن يجبرنى على تغيير العداد القديم وتركيب عداد «كارت» وفقا للقانون، خاصة أن العداد الجديد يحولك لـ «خادم»، بعد أن كانت الخدمة يتم تقديمها لك على أنك مخدوم.

وأضاف «سليمان»: الكهرباء خدمة يتم تقديمها لك بمقابل، هذا ما اعتدنا عليه منذ دخول الكهرباء إلى مصر ، أما العداد الرقمى «الكارت» فقد حول المواطن لخادم، يبحث فى الشوارع لشحن الكارت، ويظل فى الظلام إذا لم يكن فى جيبه ما يكفى للشحن.

وتابع: العداد القديم لاينقطع عن الكهرباء فتضطر لشحنه فى وقت قد لا يناسب ظروف عملك أو حياتك، وحتى لو تراكمت عليك فواتير لا ينقطع عنك النور، العداد القديم لا يضطرك أن تبحث عن شحن فى كل ماكينات الدفع، لتصطدم أن «السيستم واقع» حتى فى شركة الكهرباء، ويظل منزلك دون كهرباء فى عز الاحتياج للكهرباء، فهناك مرضى وكبار سن تضرروا، بجانب من يتوقف حال من يعتمد عملى الانترنت والكهرباء.

 موظفون يتكاسلون

 وقال خبير أمن معلومات المهندس محمود فرج، إن التطور التكنولوجى ضرورة فى العصر الحالى، وأصبح من أساسيات الحياة اليومية مشيرا إلى أن «وقوع السيستم» أو انقطاع الخدمة عن جهة معينة، سواء كانت مصلحة حكومية، مكتب بريد، بنوك، ربما يكون هناك تحولات فى الكابلات الرئيسية للشبكات، سواء كانت ألياف ضوئية، كابلات الفايبر، أو وجود تحديثات تقنية على معظم الأنظمة الرقمية لكل جهة.

وأضاف «فرج» فى تصريحات صحفية : التحول الرقمى هو منظومة تكامل بين الجهات والمؤسسات ببعضها البعض مشيرا إلى أن هناك بعض الموظفين يتكاسلون عن العمل بحجة «السيستم واقع» رغم أنه يعمل فى الحقيقة بشكل سليم ولكنهم يستغلون المواطن فى بعض الأحيان .

وطالب أى مواطن بتعرض لهذا الموقف برفع شكوى فورية لمدير الجهة، وإن لم يستجب فعليه تصعيد موقفه للجهات المعنية بأمره مطالبا بضرورة الاستعانة بخبراء متخصصين فى عمليات التحول الرقمى بالجهات والمؤسسات حتى لا تتخذ خطوات تتعارض مع تطبيقها على أرض الواقع، والعمل على خلق حالة رضا بين المواطن والجهة المعنية، لمعرفة مدى إسهام هذه التنقية فى خدمته وحثه على استخدامها، بجانب تعزيز ثقافة تعامله مع الرقمنة.

وأكد «فرج» أن التحول الرقمى أصبح يحمل المواطنين أعباء مادية رغم أنه من المفترض أن يخفف عنهم ذلك فى قضاء مصالحهم كونة وفر جهودا وتكاليف باهظة على حكومة الانقلاب، فمثلا عند استخراج بطاقة شخصية أو شهادة ميلاد، أو مستندات أخرى «مميكنة» عن طريق «أون لاين» تجد رسومها مضاعفة، وهذا يخلق حالة «فتور» بين المواطنين ويثير حفيظتهم ويجعلهم يتساءلون: الرقمنة تسهل علينا أم تحملنا أعباء جديدة؟.

*جيوب المدخنين هدف السيسي لنهب 111.7 مليار جنيه “ضريبة تبغ”

كشفت وزارة المالية في مشروع موازنة العام المالي الجديد 2025/2026 عن استهدافها تحصيل نحو 111.7 مليار جنيه (ما يعادل نحو 2.2 مليار دولار) من الضرائب المفروضة على منتجات التبغ والسجائر.

ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 16% مقارنة بتقديرات العام المالي المنتهي 2024/2025، والذي توقعت فيه الحكومة تحصيل نحو 96.4 مليار جنيه من ذات المصدر.

ويُعد هذا الارتفاع جزءًا من نهج مستمر تتبعه الحكومة على مدار السنوات الماضية لرفع الحصيلة الضريبية من قطاع التبغ، الذي لا يزال من أكثر السلع استهدافًا للضرائب غير المباشرة. 

تصاعد مستمر في حصيلة التبغ منذ 2021
وبحسب البيانات الرسمية لوزارة المالية، فإن الضرائب على التبغ والسجائر شهدت قفزات متتالية خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيث ارتفعت من 74.9 مليار جنيه في موازنة 2021/2022، إلى 96.4 مليار جنيه في موازنة 2024/2025، وصولاً إلى المستهدف الجديد البالغ 111.7 مليار جنيه في الموازنة الجارية.

وتعكس هذه الأرقام مسارًا تصاعديًا ثابتًا في اعتماد الدولة على قطاع التبغ كمصدر رئيسي للإيرادات الضريبية، في ظل محدودية البدائل التمويلية، وتراجع بعض موارد الدخل الأخرى، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية التي تشهدها البلاد. 

انتقادات اجتماعية.. والحكومة ترد بالمبررات المالية
الزيادة الجديدة لم تمر دون إثارة الجدل، حيث انتقد مراقبون ما وصفوه بـ”الاعتماد المفرط” على جيوب المواطنين من خلال ضرائب غير مباشرة، خاصة على السلع التي لا تزال تلقى رواجًا واسعًا في الشرائح محدودة الدخل.

وفي المقابل، تؤكد الحكومة أن هذه الإجراءات ضرورية لتقليص فجوة العجز المتفاقمة في الموازنة، ولتمويل النفقات العامة مثل الصحة والتعليم والدعم النقدي. 

عجز الموازنة يضغط على صناع القرار
ويأتي هذا التوجه ضمن حزمة أوسع من الإجراءات المالية التي تتخذها الحكومة  لمواجهة التحديات الاقتصادية، على رأسها اتساع العجز في الموازنة العامة، وارتفاع أعباء خدمة الدين الخارجي والداخلي.

وتشير التقديرات إلى أن خدمة الدين الخارجي وحدها قد تصل إلى 24.6 مليار دولار بحلول نهاية 2026، ما يضع ضغوطًا إضافية على السياسات المالية للدولة.

الأزهر: أئمة أوروبا الذين زاروا إسرائيل”فئة ضالة” عن الإسلام.. الجمعة 11 يوليو 2025م.. السيسي والملك عبد الله في خدمة تل أبيب تصعيد متزامن ضد الإخوان في الأردن ومصر لصالح المشروع الصهيونى

الأزهر: أئمة أوروبا الذين زاروا إسرائيل”فئة ضالة” عن الإسلام.. الجمعة 11 يوليو 2025م.. السيسي والملك عبد الله في خدمة تل أبيب تصعيد متزامن ضد الإخوان في الأردن ومصر لصالح المشروع الصهيونى

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*منظمات حقوقية تدعو السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن الدكتور صلاح سلطان وجميع المحتجزين ظلمًا الصادر بحقهم أحكام في القضية رقم 1766 لسنة 2022

تعرب المنظمات الموقعة أدناه عن بالغ قلقها إزاء الأنباء التي تفيد بأن الدكتور والأكاديمي المصري صلاح سلطان – الذي يحمل إقامة دائمة قانونية في أمريكا – يعاني من أزمة صحية حرجة تهدد حياته، وأنه معرض لتزايد خطر الموت المفاجئ أثناء احتجازه في سجن بدر 1 في مصر. إننا نحثّ السلطات المصرية على الإفراج الفوري وغير المشروط عن الدكتور سلطان، وأن تضمن له في هذه الأثناء الوصول العاجل للرعاية الطبية التي من شأنها إنقاذ حياته، والتي هو في أمسّ الحاجة إليها.

لأكثر من عقد من الزمن، دأبت الحكومة المصرية على استهداف أفراد عائلة سلطان بسبب نشاطهم في مجال حقوق الإنسان، وتمثّلت أحدث أشكال هذا الاستهداف في القضية رقم 1766 لسنة 2022 في مصر، والتي حُكم فيها على المواطن الأمريكي محمد سلطان غيابيًا بالسجن المؤبد في 24 يونيو/حزيران 2025. يُعد هذا الحكم مثالًا آخراً على أساليب الترهيب التي تنتهجها الحكومة المصرية ضد عائلة سلطان، ويبدو أنه جاء كعمل انتقامي ردًا على جهود محمد سلطان لإطلاق سراح والده. إن هذا القمع المستمر له آثار خطيرة على حياة  د. صلاح سلطان ، وهو يحمل إقامة دائمة بالولايات المتحدة، كما أنه والدٌ لخمسة أبناء وجدٌّ لخمسة أحفاد جميعهم يحملون الجنسية الأمريكية.

في 18 يونيو/حزيران 2025، علمت العائلة أن الدكتور سلطان تعرّض لأزمة طبية خطيرة أثناء احتجازه في الحبس الانفرادي؛ فهو قد فقدَ وعيه بشكل مفاجئ وأفاق بعد مدة غير معلومة دون أن يتذكر كيف حدث ذلك. وبعد العثور عليه فاقدًا للوعي في زنزانته، نُقل إلى المركز الطبي للسجن حيث أُجْرِي له فحص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) . وعلى الرغم من أن الأطباء الذين أشرفوا على علاجه أعربوا عن مخاوفهم من احتمال إصابته بسكتة دماغية أو نزيف داخلي في المخ فإن الدكتور سلطان  لم يتلقَّ منذ ذلك الحين أي معلومات عن حالته الصحية أو أي تشخيص، رغم توفر هذه المعلومات لدى الأطباء. يثير هذا الأمر مخاوف جدّية من أن السلطات تتعمد حرمان الدكتور سلطان  من الرعاية الطبية الملائمة، وهو ما قد يرقى إلى مستوى التعذيب.

خلال زيارة في 29 يونيو/حزيران 2025، قال أحد أفراد العائلة ذات خلفية طبية إن العائلة علمت أن حالة الإغماء التي أصابت الدكتور صلاح لم تكن حادثًا معزولًا، بل أصبحت تتكرر بوتيرة متزايدة. وقد أعربت عائلة الدكتور صلاح عن خشيتها من أنه إذا استمر احتجازه في الحبس الانفرادي، فسوف يلقى حتفه، إذ إنه محروم من الرعاية الطبية المناسبة من قبل سلطات السجن، وكذلك من أي مساعدة محتملة من السجناء الآخرين.

للأسف، فإن الظروف المزرية ونقص الرعاية الطبية التي يعاني منها الدكتور سلطان ليست حالة استثنائية، بل تمثّل القاعدة التي يعيش ضمنها الكثيرون تحت إدارة مصلحة السجون المصرية؛ إذ يقبع سبعةٌ من أصل 19 شخصًا إلى جانب محمد سلطان حُكم عليهم في القضية رقم 1766 لسنة 2022 حاليًا قيد الاحتجاز في مصر، مما يجعلهم معرّضين مباشرةً لانتهاكات حقوق الإنسان الموثقة وواسعة النطاق داخل السجون المصرية. من بين هؤلاء، الناشط معاذ الشرقاوي، المحتجز في سجن بدر 3 سيّئ السمعة، حيث كانت الظروف قاسية بشكل خاص. وقد صدر ضد معاذ حكمٌ بالسجن لمدة 10 سنوات من دون أن يخضع لأي تحقيق في القضية. وإثر اعتقاله في عام 2023، تعرّض معاذ للاختفاء القسري لأكثر من 20 يومًا وواجه انتهاكات جسيمة للإجراءات القانونية الواجبة. ويخضع معاذ حاليًا لقيود صارمة تشمل إجراء الزيارات عبر كبائن زجاجية تمنع أي اتصال جسدي مع ذويه، ومضايقة أفراد أسرته من قبل إدارة السجن، والحرمان الدوري من المستلزمات الأساسية مثل الطعام والملابس، ولا يُسمح له بالتريّض إلا لمدة ساعة واحدة أسبوعيًّا

أما بالنسبة لأولئك الموجودين خارج البلاد، فإن الأحكام الصادرة في القضية رقم 1766 لسنة 2022 تندرج هي الأخرى ضمن النمط الذي طالما اتبعته الحكومة المصرية في الاضطهاد التعسفي للمعارضين  السلميين ومساعيها المستمرة لترهيب المعارضين المقيمين في الخارج. فعلى سبيل المثال، حُكم على مدافعة حقوق الإنسان إيمان محمد – والتي تقيم في المملكة المتحدة – بالسجن المؤبد غيابيًا في نفس القضية المذكورة بحق محمد سلطان، ويبدو أن ذلك جاء انتقامًا من عملها المتواصل في الدفاع عن حقوق الإنسان والتحدث علنًا ضد الانتهاكات في مصر. ولطالما استخدمت الحكومة المصرية المحاكمات التعسفية لاستهداف المنتقدين خارج حدود البلاد، ونشعر بالقلق من أن تعمد السلطات المصرية إلى توظيف الأحكام الصادرة نهاية الشهر الماضي ضمن قمعها العابر للحدود، بما في ذلك احتمالية إساءة استخدام الآليات القانونية الدولية لملاحقة المنتقدين والمعارضين في الخارج.

تحثّ المنظمات الموقعة أدناه السلطات المصرية على وقف استهداف النشطاء والمعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك إلغاء الأحكام الصادرة في القضية رقم 1766 لسنة 2022 والإفراج عن جميع الأفراد المحتجزين ظلمًا. كما ندعو الحكومة المصرية إلى التوقف عن استهداف عائلة سلطان وإلى الإفراج الفوري عن الدكتور سلطان وكل المحتجزين ظلمًا في مصر. وحتى ذلك الحين، نطالب السلطات المصرية بإتاحة الرعاية الطبية العاجلة التي يحتاج إليها د. صلاح سلطان بشكل فوري.

المنظمات الموقعة

  1. هيومان رايتس ووتش HRW
  2. مركز ديمقراطية الشرق الأوسط MEDC
  3. مؤسسة دعم القانون والديمقراطية LDSF
  4. هيومينا لحقوق الانسان والمشاركة المدنية
  5. المنبر المصري لحقوق الانسان EHRF
  6. المبادرة المصرية للحقوق الشخصية EIPR
  7. منا لحقوق الانسان MRG
  8. الجبهة المصرية لحقوق الانسان
  9. مؤسسة سيناء لحقوق الانسان SFHR
  10. مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان CIHRS
  11. مركز النديم
  12. المفوضية المصرية للحقوق والحريات ECRF
  13. منصة اللاجئين في مصر RPE
  14. الأورو-متوسطية للحقوق
  15. International Service for Human Rights (ISHR)
  16. ريدوورد لحقوق الإنسان وحرية التعبير

*عفو انتقائي للجنائيين والعلمانيين وإقصاء ممنهج للإخوان

في الذكرى الثانية عشرة للانقلاب العسكري في مصر، الذي أطلق واحدة من أشد حملات القمع وأكثرها دموية في تاريخ البلاد الحديث، تجدد المنظمات الحقوقية إدانتها لسياسات النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي، الذي واصل على مدار سنوات استهداف المعارضين السياسيين، مع استثناء منهجي للمعتقلين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية عامة، من أي مبادرات للإفراج أو العفو الرئاسي، مقابل الإفراج المتكرر عن جنائيين ومجرمين محكوم عليهم في قضايا جنائية. 

منذ يوليو 2013، وثقت منظمات حقوقية محلية ودولية مقتل الآلاف واعتقال عشرات الآلاف من الرافضين للانقلاب، بينهم سياسيون، وصحفيون، وحقوقيون، وناشطون سلميون. ورغم مرور أكثر من عقد على هذه الأحداث، لا يزال أكثر من 60 ألف معتقل سياسي يقبعون في السجون المصرية في ظروف مأساوية تتنافى مع المعايير الدولية لمعاملة السجناء.

عفو انتقائي وإقصاء ممنهج للإخوان

تصريحات طارق الخولي، عضو لجنة العفو الرئاسي المشكلة بقرار من السلطات المصرية، كشفت بوضوح الطبيعة الانتقائية لقرارات العفو، حيث أقر في تصريحات لوسائل إعلام مصرية بأن اللجنة تستبعد بشكل كامل أي اسم لمعتقل ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين أو التيارات الإسلامية، بزعم أنهم “يمثلون خطرًا على الأمن القومي”، حتى وإن لم تثبت إدانتهم في أي أعمال عنف.

هذه السياسة المثيرة للجدل تكرّس نهجًا ممنهجًا لإقصاء فصيل سياسي كامل من الحق في الإنصاف القضائي، وتقوض أي أمل في المصالحة الوطنية أو التخفيف من حدة الانقسام المجتمعي، وفق ما يؤكد مراقبون وحقوقيون.

إفراج عن الجنائيين ودوامة التدوير القضائي

على النقيض، استمرت السلطات المصرية في إصدار قرارات عفو عن الآلاف من المحكومين في قضايا جنائية بمناسبات دينية ووطنية، أبرزها الإفراج عن 4466 سجينًا جنائيًا في يناير 2025، و746 آخرين في أبريل من العام ذاته، دون أن تشمل هذه القرارات أي معتقل سياسي، باستثناء حالات محدودة جاءت بعد ضغوط وانتقادات حقوقية واسعة.

وبينما يُحرم آلاف المعتقلين السياسيين من حقهم في الإفراج، يواجه كثير منهم سياسات “التدوير” القضائي، حيث يتم تجديد حبسهم أو توجيه اتهامات جديدة فور انتهاء مدة محكوميتهم، ما يجعل السجن أداة للعقاب المفتوح خارج إطار القانون.

انتهاكات ممنهجة داخل السجون

تقارير حقوقية متواترة توثق أوضاعًا كارثية داخل السجون المصرية، حيث يعاني المعتقلون من التعذيب، والإهمال الطبي المتعمد، وسوء التغذية، والحرمان من الزيارة، والحبس الانفرادي لفترات طويلة. وفي مايو 2025 وحده، رصدت منظمات محلية 3 حالات وفاة نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي، فيما وثق مركز “النديم” في تقريره الأخير وقوع 11 حالة وفاة و40 واقعة تعذيب خلال يونيو 2025.

نساء وأطفال في قبضة القمع

ولم تسلم النساء من آلة القمع، حيث تشير تقارير إلى وجود أكثر من 300 معتقلة سياسية بين طبيبات وصحفيات وحقوقيات وطالبات، كما تم توثيق وقائع اختفاء قسري بحق نساء وأطفال، من بينهم حبيبة أحمد محمد صبحي، المعتقلة مع والدتها وشقيقاتها منذ سبتمبر 2021، وسلّم عبد المجيد، وشيماء طه، اللتين ما زالتا مختفيتين منذ 8 أشهر.

مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي

إننا إذ نُذكّر المجتمع الدولي بالتزاماته الأخلاقية والقانونية تجاه حقوق الإنسان في مصر، نطالب:

بالضغط على السلطات المصرية لإنهاء سياسات الاستبعاد السياسي والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين.

 بإرسال لجان تقصي حقائق مستقلة لتفقد أوضاع السجون المصرية والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة.

بوقف كافة أشكال الدعم السياسي أو العسكري لنظام يواصل استخدام القضاء أداة للقمع.

إن استمرار هذه الانتهاكات يمثل خرقًا صارخًا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب، وغيرها من المواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر.

لا مصالحة ولا استقرار دون عدالة شاملة لجميع الضحايا، دون استثناء أو إقصاء.

*أبناء التيار الإسلامي والمستقلون في سجون الانقلاب منسيون عند البعض “الحقوقي” قصص مُشبّعة بالإنسانية

في أكتوبر 2023 وقبل سويعات من طوفان الأقصى حاصر البرلمان الأوروبي المنقلب عبدالفتاح السيسي، وطالبه بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، كما ذكّره بصفقات السلاح، والأهم أنه عايره بانتهاكات حقوق الإنسان، إلا أن الضغط “الحقوقي” الأوروبي كان فقط  للإفراج الفوري عن أعضاء حملة أحمد طنطاوي والتوقف عن مضايقته، وإطلاق الناشط علاء عبدالفتاح، فضلا عن إعادته إلى الجريمة الكبرى بمذبحة رابعة العدوية  ونهضة مصر.

الحقوقيون المنطلقون في مصر تابعون في أغلبهم إلى تمويل أوروبي يتفنون في رصد حالات التحرش بالسجون والاغتصاب، كذا رصد حالات “تمييز” النظام ضد المثليين، إلا أنهم يتنقون من الإسلاميين شخصيات بعينها منهم المحامية المعتقلة هدى عبدالمنعم والمحامي إبراهيم لأن أغلبهم محامون “ومسير الحي يتلاقى“.

وبرأي البعض، فإن التمييز أحيانا يكون في تناول الإعلام (صحافة وفضائيات) المعارض والرافض (أحيانا) للانقلاب إلى استضافة الحقوقيون الذين يسجلون حضورهم بأسمائهم علنا وإعطائهم فرصة للحديث بل والنقل عنهم أحيانا وهم من الأشد كرها للإسلاميين فضلا عن تجاهلهم كل معتقل غير يساري أو ليبرالي أو ناصري والنماذج معروفة ومسجلة..

وعلى قول أحدهم “الكلام مش بفلوس:” إلا أنهم يخشون الكلام في حين أن السيسي نفسه في مارس قبل الماضي أراد أن يتبرأ من هذه الحقوق فقال: “كل نقطة دم أنا سببها هتحاسب عليها وكل خراب أنا سببه هتحاسب عليه“.

التمييز في الإنسانية

المعتقل السابق عمرو حشاد  قال: “بحسب تجربتي الشخصية كمعتقل سابق ومصنف ضمن التيار الإسلامي، وبحسب عملي في منظمات حقوق الإنسان وشغلي المباشر مع ضحايا القمع والانتهاكات في مصر، أقدر أقول بكل وضوح إن معتقلي التيار الإسلامي وعلى رأسهم معتقلو الإخوان المسلمين هما أكتر ناس يتعرضوا لانتهاكات ممنهجة وبشعة داخل السجون المصرية، من غير ما يكون ليهم صوت، ومن غير ما حد يطالب بحقوقهم، وكأنهم مش موجودين.”.

وأشار إلى أن “الواقع يقول إن التعذيب، الإهمال الطبي، العزل الانفرادي، المنع من الزيارات، الحرمان من العلاج، بل وحتى الموت البطيء، ده أصبح جزءا من حياة المعتقلين دول“.

وأضافلكن لما تحصل جريمة ضدهم، مش كل المؤسسات الحقوقية بتتكلم، ومش كل الأصوات بتنتفض، وكأنهم خارج معادلة “الحقوق”.. اللي بيحصل ده مش تجاهل ياجماعة الخير ، ده تمييز صريح في الإنسانية“.

نبه “حشاد” إلى أن “..المجتمع الحقوقي نفسه اللي المفروض يكون ضمير العدالة واقع في فخ انتقائية فاضحة ” مؤكدا أن، “..حقوق الإنسان مش حكر على العلماني ولا الليبرالي ولا اليساري.. حقوق الإنسان حق لكل إنسان… حتى لو كان من “الإسلامين” حتى لو اختلفت معاه فكريًا، حتى لو كنت مش متفق مع تاريخه السياسي..  التغاضي عن الانتهاكات ضد الإسلاميين هو مشاركة ضمنية فيها.”. 

وشدد على أن “..المؤسسات اللي بتسكت عن تعذيب المعتقل الإسلامي، ثم تصرخ لو اتضرب معتقل تاني، بتفقد شرعيتها الأخلاقية قبل القانونية.”

وعن المعيار برأيه في الجانب الحقوقي “..يا إما تكون صوت للمظلوم أيًّا كان، أو تخرس إلى الأبد.. لأن السكوت الانتقائي مش موقف الحقيقة

صورتنا في الزنزانة وإحنا نايمين في سجون مصر المحروسة .. والبوست بسبب الانتهاكات اللي بتحصل مع بعض قيادات جماعة الإخوان

منسيون في السجون

ومن القصص المنسية في سجون الانقلاب والتي كانت بحد ذاتها عظة في الثبات والثقة بوعد الله ، ما حكاه أحمد حتحوت  Ahmed S Hathout

على فيسبوك وهي للشابة “رشا منير” زوجة معتقل، والتي سبق اعتقالها من مظاهرة في رمسيس ونقلها إلى قسم شرطة حدائق القبة وتعذيبها وفتاة أخرى حتى الشلل.

وقال: “من أقسى قصص الظلم في مصر والتي حضرتها شخصيا لمعرفتي بأطراف القضية قبل هجرتي من البلد الظالم أهلها ، قصة رشا منير ..

شابه في مقتبل العمر، متزوجه ولديها طفلتان، زوجها مهندس كمبيوتر يهيم بها وبطفلتيه  حبا، رجل مهذب ومحترم وناجح في عمله، خرجت رشا  في مظاهرة سلمية في ميدان رمسيس،  مثلها مثل الملايين بعد الانقلاب العسكري البغيض، بعد انتهاء المظاهرة، تقف لها سيارة تعرض توصيلها لمنزلها هي وفتاة أخرى  مع أخيها تصادف وجودها إلى جانب رشا،  لتنقلهم السيارة إلى قسم حدائق القبة وهناك، يتم  القبض عليها وتلفيق قضية حمل سلاح آلي لها وزميلتها  وأخوها، وفي القسم انهالوا ضربا على الفتاة الأخرى ( أماني )  حتى أُصيبت بالشلل ( أقسم بالله العظيم ) ورغم ذلك، لم يفرجوا عنها، وكانت والدتها تأتي إلى القسم مرتين يوميا لتساعدها في ( إخراج الفضلات ) وعمل الغيار اللازم لها .. “.

وأوضح أنه “في أول جلسة،  قام المحامون بنفي كل التهم الموجهة لرشا والمجموعة، وطلبوا من المحكمة شهادة الضابط والكمين الذي ألقى القبض عليهم ، ومناظرة السلاح الذي كان يحمله المتهمون “.

وتابع: “وفي الجلسة الأخرى لم يحضر أي ضابط للشهادة ولا أي فرد من الكمين الذى يدعى أنه قبض عليهم، ورغم ذلك استمر حبس المتهمين الأبرياء “.

وأكمل، “أثناء حبس رشا في سجن القناطر  .. كانت هناك زيارة مقررة لها  لزوجها  وابنتيها، وفي الموعد المحدد  وبينما تنتظر بالبهو  للمناداة عليها لرؤية عائلتها،  وجدت السجانة تخبرها  بإلغاء الزيارة، تساءلت عن السبب ؟ هل لم يحضر زوجها ؟ أم ماذا ؟؟ طأطأت السجانة رأسها لتخبرها أن زوجها وقع مغشيا عليه وهو في طابور الزيارة وتوفي فورا  وسط صراخ ابنتيه الصغيرتين “.

ويعلق، “..تخيلوا سيدة فاضلة زوجة وأم لطفلتين، تعيش حياة هادئة سعيدة مستقرة تنقلب بين لحظة وضحاها من أجل ضابط مجرم ظالم  يسعى لترقيه على حساب سيدة بريئة، وأسره مستقرة سعيدة !!.. تكالب عليها السجن والترمل والحرمان من طفلتين بريئتين فقدوا في لحظة الأم ثم الأب لتحتضنهم جدتهم ، تخيلوا مشاعر الطفلتين “.

وأردف، “في الجلسة التالية،  قدم محامو رشا  التماساً للمحكمة للإفراج  عنها، وقدموا شهادة وفاة زوجها ( العائل الوحيد للطفلتين ) مع دفوع قوية بأن الضابط محرر الواقعة لم يأتِ للشهادة ولا السلاح المستخدم تمت مناظرته، ولا أى دليل مادي على الجريمة !! ورغم ذلك، رفض القاضي الظالم الإفراج عنها على ذمة القضية رغم كل هذه الظروف الأليمة،  مجاملة ومغازلة للسلطة !!! “.

وأضاف “بعد صدور القرار ..  ثارت أخوات رشا ( أختين ) ثورة عارمة من حجم الظلم والافتراء..  وهتفوا في المحكمة يسقط يسقط حكم العسكر ..

فما كان من الشرطة إلا أنها توجهت لمنزلهم  في مساء اليوم نفسه للقبض على أخوات رشا لاعتقالهم !! وتصدى لهم أخو رشا .. قائلا إن ذلك لن يحدث إلا على جثته، وبعد جدال طويل، وافق على أن يعتقل هو بدلا من أختيه، وظل بالسجن سنتين ظلما وغدرا وقهرا بلا تهمه ! إلا أنه أراد افتداء أختيه .. وصدر الحكم على رشا وزميلتها وأخيها بالحبس المؤبد ..  25 سنة في قصة من أبشع قصص الظلم والجور من عصابة تحكم مصر ..  كل من فيها فاسد، ضابط شرطة أو وكيل نيابة أو قاض ظالم .. “.

خروج إلى نور الحياة

وأشار إلى أنه “وبعد شهور .. نزل الضابط الذي حرر المحضر المزور لرشا، في مأمورية لفض مشاجرة بدائرة القسم، فأصابته طلقة خرطوش في عينه، فقد على إثرها البصر في إحدى عينيه وسُرح من الخدمة (كان يسعى لترقية عن طريق تلفيق القضية لرشا) ..

وقال: ” .. سُرح المستشار الذي حكم على رشا من الخدمة قبل بلوغه السن القانوني من الخدمة ( المستشار زكريا عبد العزيز ) وهاج وماج وطرق كل الأبو اب مذكرا النظام  بخدماته ،  ولكنه سرح من الخدمة ( مفصولا منها ) “.

ومن بشريات الفرج لفت إلى أنه “بعد سنتين من الواقعة ،  تخرج رشا من السجن بعد أن تم نقض الحكم للعوار البالغ فيه ومحاكمتها أمام دائرة أخرى برأتها وزميلتها وأخيها من أول جلسة، ورجعت إلى حضن ابنتيها، وعملت بمجال تحفيظ القرآن، وأرسل الله لها ملاكا يمشي على الأرض في صورة رجل، أحبها وطلب الزواج منها واعدا إياها بأن تكون ابنتيها هما ابنتاه .. وتزوجت بالفعل وأنجبت من زوجها، وتعيش حاليا مع زوجها وأبنائها الأربعة في استقرار وسعادة وبناتها حاليا في أرقى الكليات الجامعية  “.

تدوير وكعب داير

(هاجر فتحي) وعبر صفحتها على فيسبوك تحكي قصتها مع زوجها أحمدي المعتقل (وما زال) ولم يكملا شهرين زواج، حيث يدوره السيسي وزبانيته بين سجون الشرقية بعد كلام من الضابط أنه “خمسة وهيرجعلك!”.

وكان أول يوم لاعتقال “أحمدي” 2 أبريل 2017 (9 سنوات) حيث الضابط يحاول يقنعه يمشي معاهم وأحمدي بيحاول يطبطب على زوجته “وكأنه كان عارف إن الخمسة اللي بيقول عليها الضابط مش هيكونوا 5 دقائق ولا 5 أيام ولا 5 سنين حتى الخمسة بقوا تسعة!”.

تقول “هاجر”: “مرة قالي: إنه انهار من البكاء لما شاف صورة بطاقتي داخلة له مع الزيارة، مكنش متوقع أني هعرف أروح له بسهولة وأنا في نظره البنوتة عروسته بنت العشرين والحامل في توأمه واللي كانت معتمدة عليه بشكل كامل، قالي: كنت شايل همك جدا، إزاي هتيجي قسم وتتعاملي مع مخبرين وزيارات وطوابير وتشيلي وتشيلي وتشيلي.. أنا تزوجتك علشان أكرمك مش علشان أتعبك! “.

تحكي هاجر عن خبرتها في السجون خلال 9 سنوات في السجون ومقار الاحتجاز وبعد لما زرت أحمدي في: (كفر صقر، الزقازيق، منيا القمح، منيا القمح تاني، العاشر، العاشر تاني، العاشر كمان مرة، كمان مرة العاشر، وادي النطرون، ملحق وادي النطرون، جمصة، برج العرب، الزقازيق العمومي).

وتكمل القائمة “ومعرفتش أزوره في: (قوات أمن الزقازيق، قوات أمن الزقازيق تاني، سجن الزقازيق العمومي، قسم أول الزقازيق، حجز كفر صقر، حجز كفر صقر كمان مرة، مرة كمان كفر صقر، معلش كمان مرة كفر صقر، كفر صقر كمان مرة، حجز منيا القمح، تخشيبة الخليفة، ترحيلات 15 مايو، حجز قسم السادات، حجز مديرية أمن إسكندرية، ترحيلات الزقازيق).

تؤكد هاجر أن زوجها المعتقل أحمدي “اترحل أكثر من (100) ترحيلة خلال 9 سنوات، واتعرض على وكلاء نيابة وقضاة أكثر من (120) مرة.. يا الله!.. كل دي تجديدات وتمديد فترات سجن،  وزيارات، وكلبشات، وزنازين، كان بيقولي إنه دخل حتى الآن 18 زنزانة! من برج العرب لجمصة ومن وادي النطرون لكفر صقر!”.

تضيف “فاجئني مرة لما لقيته بعد زياراتي اللي بزورها له! مرة قالي في (2021) إني زرته (200) زيارة وعملت أكل لـ (1500) معتقل من أسوان للقاهرة ومن السلوم لسينا! .. “.

تقول: “أحمدي خلال 9 سنوات اتلفق له 9 قضايا، لما قضى 3 سنوات خد فيهم براءة بعد لما خلصهم! قبل ما يدوروه بعدها 8 مرات وبين كل قضية والتانية (بيختفي) لمدة 30 يوم تقريبًا!.. دخل على مدير نيابة كفر صقر مرة في (2021) ففوجئ بيه بيقوله: ياااااااه! أنت لسه مروحتش! اقعد اقعد لما نكتب المحضر، دخل على قاضي جنايات وحكى له مأساته فأومأ القاضي برأسه وقال: ربنا يفكها علينا وعليكم!”.

وعن مفارقات معتقل تشير إلى أن زوجها “انفعل مرة على قاضي جنايات علشان القاضي عاوز يديله إخلاء سبيل وهو مش عاوز علشان تعب من تلفيق القضايا والترحيل وصوت الكلبشات، وكان كل طموحه إن يستقر في سجن لحد لما ربنا يفرجها، يومها عمل صخب ومشادات لدرجة إن القاضي غير رأيه وجدد لهم“,

المفارقة الثانية تنقله عن زوجها “يقول لي عن غزة: يا لسعادتهم! يقصفون فيموتون! ونحن لا نقصف ولا نموت! يصرخون فيسمعهم الناس! ونحن لا نصرخ ولا يذكرنا أحد! يمضون إلى الله شهداء بررة! ونحن هنا منا من جزع ومن أصابه الجنون ومن يقاوم لا يأمن الفتنة على نفسه! فيا لهنائهم إذ يقضون شهداء ولا يسجنون فيفتنون!”.

تردف “مرة من المرات قررت إني هدور عليه!.. رحت القسم وكان ردهم: أحمدي روح وسابلك الحاجات دي!.. رحت النيابة وكان رد وكيل النيابة: مقدرش أمضي على المحضر دا!.. رحت للمحامي العام وكان رد سكرتيره: لو سياسي إنسيه أسهل!.. رحت خبطت على باب فرع أمن الدولة قالولي: مش هنا!.. {قَالُوا۟ تَقَاسَمُوا۟ بِٱللَّهِ لَنُبَیِّتَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِیِّهِۦ مَا شَهِدۡنَا مَهۡلِكَ أَهۡلِهِۦ وَإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ}”.

وعن جهد البلاء تكمل، “حالة من الفقد العام بنعيشها أنا وأحمدي بدأت بفقد توأمنا ووالد أحمدي وخوف مسيطر على أحمدي أن يفقد أمه في السجن وقد شارفت على الثمانين!.. وعزاؤنا أننا نقاوم وليس في أيدينا سوى أيدينا، والعجيب أننا نقاوم لنحيا لا لنثبت شيئًا أو ننفي آخر.. أحمدي في سجنه حفظ القرآن وأجيز بسند متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أُجيز في التجويد ومتونه، والأحاديث الأربعين النووية، ثم شرع في تعليم الناس.”.

ومن رحم البلاء يخرج الأمل تؤكد أن “د(100) هو عدد من استفاد من دروسه في التجويد والقرآن وتربية الأبناء وإعداد المعلمين وتأسيس المشروعات القرآن الكريم الرقمية.. والحمد لله أني أحد هؤلاء المائة..  ابتكر طريقة جديدة في تدريس التجويد واختبرها، ثم ساعدني في تأسيس Alhalqa – الحلقة فعلمني كعادته، ثم أنا الآن بفضله بعد ربي معلمة قرآن للناطقين بالإنجليزية  وأقدم ورشًا من إعداده هو في سجنه منها:

الميمات العشر: ورشة للأمهات والمعلمات والبنات اللي حابين يكونوا معلمات في المستقبل.”.

عزاؤنا أنه { وَمَكَرُوا۟ مَكۡرا وَمَكَرۡنَا مَكۡرا وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ (50) فَٱنظُرۡ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ مَكۡرِهِمۡ أَنَّا دَمَّرۡنَـٰهُمۡ وَقَوۡمَهُمۡ أَجۡمَعِینَ (51) فَتِلۡكَ بُیُوتُهُمۡ خَاوِیَةَۢ بِمَا ظَلَمُوۤا۟ۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَة لِّقَوۡم یَعۡلَمُونَ}”.

ولا تنكر أن للبلاء ألم فتشير إلى أنه “مع ذلك أصابنا الإرهاق! تعبنا بجد من السجن! نفتقد كل حياة ونتحسس من كل ما يعبر عن السجن والقيد، أحمدي وإياي حالة الفقد بنا ممتدة ولا تنتهي! ويكفينا أن كلا منا يفتقد صاحبه وأنيسه وقلبه وسكنه ومأمنه وأمانه! حسبي أني أفتقده وأنه يفتقدني!

نفتقد بيتًا يجمعنا!.. وأيدٍ تتشابك في طريق!.. وأبناءً نهدهدهم ويزعجونا!.. وأثرًا نرجو أن نتركه في دنيا الناس!.. وحسبي أنه يفتقدني وأفتقده وأن الله يعلم! وما كان الله ليُضيع إيماننا هو حسبنا إنا إليه راغبون.”.

*الأزهر:أئمة أوروبا الذين زاروا إسرائيل”فئة ضالة” عن الإسلام

استنكر الأزهر، الخميس، “بشدة” زيارة أجراها لإسرائيل مؤخرا أفراد وصفوا أنفسهم بـ”أئمة أوروبيين”، معتبرا المشاركين فيها بأنهم “فئة ضالة لا تمثل الإسلام والمسلمين

والاثنين الماضي، قال مكتب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في بيان، إن الأخير استقبل في مكتبه بالقدس الغربية “أئمة وقادة في الجالية المسلمة من فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا والمملكة المتحدة

وادعى أن الوفد، الذي ترأسه حسن شلغومي، “ضم شخصيات إسلامية بارزة جاءت إلى إسرائيل لنشر رسالة السلام والتعايش والشراكة بين المسلمين واليهود، وبين إسرائيل والعالم الإسلامي

وتعقيبا على الزيارة، قال الأزهر، إنه “تابع باستياء بالغ زيارة عدد ممن وصفوا أنفسهم بالأئمة الأوروبيين بقيادة المدعو حسن شلغومي، إلى الأراضي ‏الفلسطينية ‏المحتلة، ولقاء رئيس الكيان الصهيوني المحتل، وحديثهم المشبوه والخبيث عن أن الزيارة تهدف ‏إلى ترسيخ ‏‏التعايش والحوار بين الأديان

وفي بيان نشره على فيسبوك، اعتبر أن هؤلاء الأئمة المزعومين بزيارتهم “ضربوا صفحا عن معاناة الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية ‏وعدوان غير ‏مسبوق ومجازر ومذابح وقتل متواصل للأبرياء لأكثر من 20 شهرا”.‏

وأضاف أنه “يستنكر بشدة هذه الزيارة، التي أجراها أشخاص عَمِيت أبصارهم وبصائرهم، وتبلدت مشاعرهم عما يقاسيه ‏هذا الشعب (الفلسطيني) المنكوب، وكأنهم لا تربطهم بهذا الشعب أية أواصر إنسانية أو دينية أو أخلاقية“.

وحذر ‏الأزهر “من هؤلاء وأمثالهم من المأجورين المفرطين في قيمهم الأخلاقية والدينية

واعتبر أن “أمثال هؤلاء عادة ما ‏ينتهي بهم تاريخهم وصنيعهم إلى صفحات التاريخ السوداء”. ‏

وأكد أن “هذه الفئة الضالة ‏لا تمثل الإسلام ولا المسلمين، ولا ‏الرسالة التي يحملها علماء الدين ‏والدعاة والأئمة في التضامن مع ‏المستضعفين ‏والمظلومين

الأزهر، حذر جموع المسلمين في الشرق والغرب من “‏الانخداع بهؤلاء المنافقين وأمثالهم من الآكلين على موائد الخزي والعار والمهانة، حتى وإن صلوا صلاة ‏المسلمين، وزعموا أنهم أئمة ودعاة”.‏

 وجاءت زيارة وفد “الأئمة الأوروبي” المزعوم لإسرائيل في وقت ترتكب فيه الأخيرة وبدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 195 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

وأثارت الزيارة استنكارا في الأوساط الأوروبية والفلسطينية. وكان المجلس الأوروبي للأئمة في باريس استنكر، عبر بيان الأربعاء، الزيارة واعتبرها “مشبوهة”، ولا تمثل موقف المسلمين في القارة

*مفتى الجمهورية يهاجم زيارة أئمة أوروبيين لـ إسرائيل: عمائم مزيفة تخدم التطبيع مع الاحتلال

أعرب الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، عن استنكاره الشديد للزيارة التي قام بها عدد من الشخصيات التي تسوق لنفسها باعتبارهاأئمة أوروبيين” إلى الكيان الإسرائيلي، واصفا إياها بأنها “زيارة منكرةتروج لـ”سلام زائف” على حساب دماء الأبرياء في غزة.

وقال المفتي في بيان رسمي: “راقبت ببالغ الأسف تلك الزيارة المنكرة التي قام بها مجموعة ممن باعوا ضمائرهم بثمن بخس، وتوشحوا برداء الدين زورا وبهتانا، ليقفوا بين يدي قادة الكيان الصهيوني في مشهد شائن، يروجون فيه سلاما زائفا، وحوارًا ملطخا بدماء الأبرياء”.

وأكد عياد أن ما تم بثه من صور ومقاطع لتلك الزيارة لا يمثل العلماء الحقيقيين ولا المؤسسات الدينية الرصينة، بل يعد “استثمارا سياسيا رخيصا لعمائم مزيفة تستخدم لتجميل وجه كيان دموي غاصب”.

وأشار المفتي إلى أن الحديث عن “التعايش” و”الحوار” في حضرة محتل يبيد أهل غزة منذ قرابة عامين، هو محض تزييف للواقع، قائلاً: “أيّ حوار هذا الذي يدار على مائدة المحتل، وأي تعايش هذا الذي يبنى على أشلاء المظلومين؟”.

وشدد مفتي الجمهورية على أن نصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة محاولات التطبيع المغلفة بالدين، هو واجب شرعي وأخلاقي، مطالبا العلماء والمؤسسات الإسلامية حول العالم بالتصدي لمثل هذه الانحرافات.

*البلد ماشية على سلك عريان مهندس اتصالات: احتراق نقطة سنترال رمسيس الحيوية كان متوقعا ونحن مخترقون

تداول على نطاق واسع تحذير من مهندس الاتصالات استشاري محمود بدر الدين والذي ألمح فيه إلى دور خارجي في حريق سنترال رمسيس، وأن التقنيات متأخرة وأن الحريق كان قمة هرم من الأخطاء والعيوب بدأت في 2019 وتكررت في 2020 ثم في 2023.

وكان الأخطر برأيه تأكيد أن تعاملات الاتصالات في الجهات السيادية وفي بعض نقاط الأسلحة العسكرية تمر من خلال شبكات أمريكية وصينية بلا أي حوائط صد (firewall) وان الاختراق يماثل الاحتراق الذي حدث في رمسيس.

 أما الأكثر خطورة فكان تعبير “بدر الدين” أن النظام والعاملين مستمرون في النمط المعتاد من الإهمال والتسيب وقبول الوضع على ما هو، انتظارا لحرائق جديدة تكشف “وش الدولة” العكر.

يؤكد بدر الدين أنه ترك العمل في السنترال ليس لأنه يعلم كل هذه الأخطاء والعيوب، ولكن لأنه “خاف” على نفسه أن يكون جوه السيستم وقت ما يولّع.

وخلص إلى أن “.. السنترال ما ولعش لوحده.. السنترال كان أول نفس دخان طالع من تحت وش الدولة، اللي مبنية على شبكة بلا نسخ احتياطية، ولا Firewall وطني، ولا Plan B حقيقية.. مصر مش عايزة مزيد من الأناشيد.. مصر عايزة  ناس تمسك الفيشة، وتراجع الكابلات، وتقول للقيادة:

“يا فندم، ده خطر… ده هيولّع”…

خوف على البلد

ومن بين من تداول المنشور حساب (Amb Mohamed Morsy) وصحفيون وإعلاميون وناشطون، حيث قال محمود بدر الدين: إن “حريق سنترال رمسيس وكلمات عمقت من خوفي ورعبي تستحق القراءة والتدبر وتستوجب العمل السريع الحاسم،  وأرجو أن تصل لكل من بيده قرار“.

وأضاف، “أنا كنت جوه السيستم… وكنت عارف إنه هيولّع.. أنا كنت شغال في قطاع الاتصالات، ما بين شُغل ميداني على السنترالات، وشغل فني على الأنظمة..(سيس أدمين، وسيس أدمينات كتير)..

وكشف أنه رأى ما يجعله يؤكد أن “..البلد ماشية على سلك عريان، لو اتفرك شوية، هيولّع.. لما سنترال رمسيس ولّع، الناس كانت بتسأل: “هو معقول؟ ده مجرد حريق!”.. بس أنا كنت سايب الشغل من شهور، وقلبي وقع وأنا شايف الدخان.”.

وأشار إلى أن ذلك ليس من أجل سنترال رمسيس نفسه، مستدركا “لكن عشان أنا عارف حجمه، وعارف المصيبة اللي ممكن تحصل لما نقطة زي دي تخرج من الخدمة.”.

عيب متكرر

وعن احتكاكه بمنطقة السنترال قال: “السنترال فيه واحد من ٣ مراكز توجيه أساسية (Core Routing Nodes) للشبكة في القاهرة الكبرى،

وإن كثيرا من شركات الاتصالات تستخدمه كبوابة بين الشبكة المحلية والدولية.

وأنه “لما يولّع، يعني حاجات :

الشبكات البنكية.

الخدمات الحكومية.

نظام العدادات الذكية.

المراقبة المرورية بالكاميرات.

وأن كل ذلك … ممكن ينهار، أو يتأخر، أو يتجمد.

وفي تلميح للسبب أنه أمر غير عادي أشار إلى “.. غرفة سيرفر تحت الأرض، وسقفها فيه شبك بلاستيك، وسلك الألياف مكشوف، وعليه شريط لاصق مكتوب عليه “ما تلمسش”.

وتابع: “مش دي أول مرة أشوف العيب.. ولا أول مرة أخاف.

عيب 2019

وأشار إلى أنه في 2019 حدث خلل “في منظومة سكادا SCADA بمحطات الكهرباء في الدلتا، بسبب أبديت (تحديث) غلط، وشبكة كاملة فصلت، وناس قالت وقتها “حمولة زيادة”، بس الحقيقة إن السيستم ما مكنش مؤمنومافيش Air Gap (فصل مادي بين الشبكات)، والسيرفر كان بيسحب أبديت (update) من إنترنت مفتوح.”.

واستشهد ب” ورقة بحثية” صدرت بعدها في مؤتمر Black Hat MENA، اتكلموا عن دول نامية، من ضمنها مصر، بتستعمل أنظمة تحكم حرجة بدون تأمين فعلي، وبتعتمد على نظم تشغيل قديمة زي Windows XP Embedded في محطات الغاز والكهرباء.

وعن التعامل المتراخي مع الخطأ المعروف، أضاف “مش لازم يكون هاكر قاعد في تل أبيب علشان يضربك، كفاية موظف زهقان بيعمل أبديت غلط، أو نار تولع في سنترال مفهوش نظام إطفاء آلي.”.

الشبكات السيادية

وأشار إلى أنه في 2020، لما خرجت تقارير من The NATO Cooperative Cyber Defence Centre of Excellence (CCDCOE) تشير إلى أن مصر واحدة من الدول اللي شبكاتها السيادية لسه معتمدة على بنية Cisco وأنظمة VoIP أمريكية المصدر…وإن “وجود بوابات خلفية محتملة” في الأجهزة دي “غير مستبعد تقنيًا”. وده اتقال ضمنيًا، بس الناس اللي فاهمة قريت بين السطور.

قابل للاختراق

وأكد المهندس إلى أنه إلى اليوم “إحنا شغالين بأنظمة أمريكية وفرنسية، وفي بعض القطاعات شغالين بأنظمة صينية من غير Source Code معروف، ولا Firmware موثّق… ” موضحا أن من يربط (يوصل) هذه الأجهزة ، “مش دايمًا يشتغل بعقيدة وطنية، ده Tender وفلوس والسلام“.

وكأمثلة، أبان أن “قاعدة برنيس، والتي يتباهى النظام بها، “فيها بعض الأنظمة الجوية المساعدة مربوطة بالأقمار الصناعية الفرنسية؟.. وإن لحد النهار ده، في بعض مراكز القيادة ما زالت تستعمل نظام الاتصالات الموحد TETRA، واللي حصل فيه تسريب في السويد في ٢٠٢٣، وقالوا إنه قابل للاختراق عبر موجات بسيطة؟.. “.

وألمح إلى أن سطوة النظام الظاهرة هي في قشرته “النظام ده موجود في وزارة الداخلية، وفي العربيات المدرعة، وممكن يتسمّع عليه بمعدات رخيصة.” مجددا أنه ليس ضد البلد “..بالعكس، أنا كنت بحب شغلي علشان كنت فاكر إني بحمي البلد من جوه.”.

وقال: “بس لما تشوف بنفسك إن السيرفر اللي شايل أرشيف وزارة كاملة متركب عليه Anti-Virus expired بقاله ٣ سنين… وإن مفيش ولا واحد من الموظفين يعرف يعني إيه DDoS أو PenTest….. وإن مدير الشبكة بيقولك “ما تفكش الكابل ده، أصل احنا بنمدّي سويتش على الأرض فوق البلاط علشان الإشارة مش واصلة”….. ساعتها بتعرف إن الحكاية أخطر من حريق.”. 

لا استعداد لأسوأ الظروف

وفي تلميح على ما يبدو لداعيات النظام من أن البلد مستعدة! قال محمود بدر الدين “الناس اللي بتتكلم عن “الدولة مستعدة”، بتحلم مش بس الاتصالات، حتى في الجيش.”.

ولفت إلى “بحث منشور في مجلة  Jane’s Defence Weekly، يحلل عقيدة الدفاع الجوي المصري، ويوضح إن عندنا فجوة Command & Control ما بين منظومة البوك الروسية ومنظومة الهوك الأمريكية، وإنه في حالة التشويش الإلكتروني، محدش عارف إذا كان فيه خط طوارئ آمن بيربط القيادة بوحدات الدفاع الجوي ولا لأ. وأنا اشتغلت مع ضباط إشارات، قالوا لي “احنا نشتغل باللي معانا، ومرات بنلحم أسلاك يدوي علشان نلحق مناورات التدريب”.

*غلق شارع رمسيس بعد تجدد الحريق في سنترال رمسيس

أعادت أجهزة الأمن المصرية غلق شارع رمسيس في وسط القاهرة، وذلك عقب تجدد الحريق داخل مبنى سنترال رمسيس.
وأفادت مصادر أمنية بأن الحريق الجديد اندلع في أحد الطوابق العلوية بالمبنى، مما استدعى تدخل عاجل لقوات الحماية المدنية، التي دفعت بعدد من سيارات الإطفاء لمحاصرة النيران ومنع امتدادها إلى المباني المجاورة.

وتم إخلاء المنطقة المحيطة وتأمين المارة، بينما تجري الأجهزة المختصة تحقيقًا موسعًا لمعرفة أسباب تجدد الحريق، خاصةً أنه لم يمضِ وقت طويل على السيطرة على الحريق السابق بالمبنى ذاته.

وأكد شهود عيان أن سحبًا من الدخان تصاعدت بكثافة، ما دفع السلطات إلى إغلاق الشارع مؤقتًا لضمان سلامة المواطنين وسرعة التعامل مع الحريق.

تجدد اشتعال النيران بأحد الطوابق داخل مبنى سنترال رمسيس، ويقوم رجال الحماية المدنية بعمليات السيطرة على الحريق باستخدام سلالم هيدروليكية مجهزة للقضاء على النيران المشتعلة فى الطوابق المرتفعة.وكان حريق اندلع داخل سنترال رمسيس بوسط البلد، وعلى الفور انتقلت سيارات الإطفاء إلى مكان البلاغ، وتمت السيطرة عليه.
تلقت غرفة عمليات النجدة، بلاغا من الأهالى بنشوب حريق داخل سنترال رمسيس وعلى الفور انتقلت سيارات الإطفاء إلى المكان، وتبين اندلاع النيران داخل المبنى، وتمكن رجال الحماية المدنية السيطرة على النيران المشتعلة فى المكان.

*السيسي والملك عبد الله في خدمة تل أبيب تصعيد متزامن ضد الإخوان في الأردن ومصر لصالح المشروع الصهيونى

في مشهد يعكس تنسيقا إقليميا ودوليا ضد الحركات الإسلامية المقاومة، تشهد كل من الأردن ومصر،وهى من دول الطوق للكيان الصهيونى حملات ممنهجة تستهدف جماعة الإخوان المسلمين ومؤسساتها الخيرية والاجتماعية، في خطوة يقرأها مراقبون على أنها جزء من استراتيجية إسرائيلية لإضعاف أي بنية عقائدية قد تشكل تهديدا على وجود الكيان الصهيوني حال اندلاع مواجهة كبرى في المنطقة.

ففي الأردن، أعلنت السلطات سلسلة من الإجراءات التصعيدية، تمثلت في إحالة جمعيات وشركات إلى النائب العام بدعوى كونها “واجهات مالية” للجماعة المحظورة، وصولا إلى مصادرة أموالها المنقولة وغير المنقولة، وإغلاق مقراتها، وتجريم الانتماء لها أو الترويج لأفكارها تحت طائلة المساءلة القانونية. هذه الإجراءات تأتي بعد اعتقال قيادات بارزة في الجماعة، أبرزهم أحمد الزرقان نائب المراقب العام، والشيخ إبراهيم اليماني عضو مجلس شورى الإخوان.

وفي القاهرة، يواصل نظام  المنقلب السفاح عبد الفتاح السيسي سياساته القمعية تجاه كل ما يمت للحركات الإسلامية بصلة، بعد أن صنف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، وزج بعشرات الآلاف من أعضائها وأنصارها في السجون، ووسع الاستهداف ليشمل الجمعيات الخيرية التابعة لها.

 موشيه ديان والإخوان: “الخطر الحقيقي”

التحركات المتزامنة في القاهرة وعمّان تعيد إلى الأذهان مقولة وزير الدفاع ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان، حين قال:

  “لا أخشى العرب مجتمعين، لكني أخشى الإخوان لأنهم يقاتلون بعقيدة إسلامية”.

 تصريحات ديان تعكس فهما إسرائيليا مبكرا لطبيعة التهديد الذي تمثله الحركات الإسلامية العقائدية على المشروع الصهيوني، بخلاف الأنظمة العربية التي أثبتت عقود من التنسيق الأمني والسياسي معها أنها غير معنية بمواجهة إسرائيل، بل تحولت إلى أدوات لضرب قوى المقاومة في الداخل والخارج.

ضغوط إقليمية ودولية لتصفية “الإسلام السياسي”

التحليل السياسي يشير إلى أن تصعيد عمان ليس قرارا محليا صرفا، بل جاء نتيجة ضغوط خليجية وأمريكية، بحسب ما أكد المحامي عبدالقادر الخطيب، نائب رئيس لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي، الذي قال إن “هنالك قرارا سياسيا بتصفية الحركة الإسلامية لأنها تقود الشارع في الأردن وبلدان أخرى”.

ويرى الخطيب أن الدولة تعرف جيدا أن الجمعيات المستهدفة كانت تقدم مساعدات للفقراء والمحتاجين وحتى لغزة بشكل رسمي عن طريق الهيئة الخيرية الهاشمية، مشددا على أنه لا مبرر قانونيا لحلها سوى الرغبة في تفكيك بنية اجتماعية واقتصادية للجماعة.

 نحو فراغ سياسي لصالح تل أبيب

اللافت أن هذه الإجراءات تأتي في وقت حساس إقليميا، مع اتساع العدوان الإسرائيلي على غزة، وتزايد المخاوف لدى دوائر صنع القرار في تل أبيب من إمكانية انتقال شرارة المقاومة إلى الداخل الأردني أو المصري، ما يدفع إلى تسريع خطوات اجتثاث أي بنية إسلامية عقائدية يمكن أن تكون رافعة شعبية لأي تحرك مناهض لإسرائيل.

في هذا السياق، يمكن قراءة تصريحات عضو مجلس الأعيان الأردني عمر عياصرة، الذي طالب حزب جبهة العمل الإسلامي بقطع صلته بالإخوان وحماس والتنظيم الدولي، باعتبارها إملاءات سياسية لضمان استمرار الحزب تحت مظلة النظام دون أي أجندة “غير مقبولة” من الحلفاء الإقليميين والدوليين.

السيسي والملك عبد الله في مربع واحد

ليس خافيا أن التنسيق المصري الأردني يتجاوز القضايا الثنائية إلى الملفات الأمنية الإقليمية، وهو ما يفسر وحدة الخطاب والإجراءات ضد الإخوان، الذين يشكلون، بحسب رؤية إسرائيلية وأمريكية مشتركة، التحدي الأبرز لأنظمة ما بعد “الربيع العربي”.

في مصر، نفذ السيسي أكبر حملة اجتثاث للجماعة في تاريخها، فيما يسير الأردن على الطريق ذاته بخطوات محسوبة، خشية من ارتدادات شعبية لكنها مدفوعة بضمانات دولية وخليجية لدعم النظام اقتصاديا وسياسيا مقابل “تقليم أظافر” الحركة الإسلامية.

إلى أين يتجه المشهد؟

مراقبون يحذرون من أن سياسة “الأرض المحروقة” تجاه الحركات الإسلامية ستفتح الباب أمام تيارات أكثر تشددا، كما حدث في تجارب أخرى بالمنطقة، معتبرين أن محاولة استرضاء إسرائيل والغرب عبر هذه السياسات قد تأتي بنتائج عكسية على المدى البعيد.

 في المقابل، ترى النخب الحاكمة أن “التعامل الأمني الصارم” هو الخيار الوحيد لمنع أي سيناريو يشبه ما حدث في غزة أو الضفة الغربية، حيث أثبتت الحركات الإسلامية قدرتها على الصمود رغم كل محاولات الاستئصال.

*بعد غلق باب الترشح القائمة الوطنية تنال نصيب الأسد من الترشح على مقاعد مجلس الشيوخ

أغلقت الهيئة الوطنية للانتخابات، اليوم الخميس، باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، حيث تخوض بعض الأحزاب السياسية الانتخابات بنظامي الفردي والقائمة، من خلال المشاركة في “القائمة الوطنية”، التي تضم أحزاباً من الموالاة والمعارضة.

وفي الاجتماع التنسيقي الأول لممثلي الأحزاب المشاركة بـ”القائمة الوطنية من أجل مصر”، والتي حصلت على نصيب الأسد من عدد المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ، فقد تم التوافق على معايير موضوعية لاختيار مرشحي القائمة عن الكيانات السياسية المشاركة، مع ترك حرية الاختيار للأحزاب، بما يحقق التناغم والتجانس داخل القائمة.

القائمة الوطنيةالتي تضم 12 حزبًا سياسيًا بالإضافة إلى تنسيقية شباب الأحزاب ضمت إلى القوائم عددًا من المرشحين يمثلون مختلف الأحزاب السياسية، من بينهم “مستقبل وطن” و”حماة الوطن” و”الجبهة الوطنية” و”المصري الديمقراطي” و”العدل” و”الوفد” و”التجمع” و”المؤتمر” و”الإصلاح والتنمية”.

نصيب الأسد

من جانبه أعلن حزب حماة الوطن حصوله على نسبة ملائمة من مقاعد “القائمة الوطنية” بواقع 19 مرشحًا، مع توجيه مرشحيه لترشيد الإنفاق على الحملات الانتخابية.

وقال حسام حسن، أمين تنظيم حزب العدل، إن الحزب يشارك في القائمة الوطنية بـ4 مرشحين، و21 مرشحًا بالنظام الفردي.

وصرح علاء عبد النبي، نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية، بأن الحزب يشارك بأربعة مرشحين ضمن القائمة الوطنية، و8 مرشحين بالنظام الفردي.

وأعلن حزب الجبهة الوطنية الناشئ عبر صفحته على فيسبوك مشاركته بـ12 مرشحًا في القائمة الوطنية، بينما دفع حزب التجمع بمرشحين اثنين.

وبحسب القوائم المقدمة أول أمس، ضمت “القائمة الوطنية” لانتخابات الشيوخ 44 مرشحًا عن حزب مستقبل وطن، ومرشحًا واحدًا لحزب إرادة جيل، وآخر لحزب المؤتمر، و5 مرشحين لحزب الشعب الجمهوري.

*إسرائيل تخنق إمدادات الغاز لمصر لرفع الأسعار 40%

أوقفت الشركات الإسرائيلية الموردة للغاز الطبيعي إلى الشبكة الوطنية للغاز في مصر الإمدادات عند مستويات 800 مليون قدم مكعبة يومياً، لتقترب من المستوى السائد قبل قطع الإمدادات نهائياً في 13 يونيو/ حزيران الماضي، مع بداية العدوان الإسرائيلي على إيران.

ورغم حدوث انفراجة في معدلات التوريد ساهمت في إعادة تشغيل نحو 70% من طاقة مصانع الأسمدة والبتروكيماويات ومواد البناء في مصر، بعد توقف عن العمل استغرق أسبوعين، فإن الموردين الإسرائيليين للغاز من حقلي “تمار” و”ليفياثان” تباطأوا في إتمام اتفاق مسبق مع المستوردين المصريين يستهدف رفع كميات التوريد إلى مليار قدم مكعبة يومياً مع بداية الأسبوع الجاري، وتصل إلى 1.1 مليار قدم مكعبة في نهاية الشهر.

وقالت مصادر في الهيئة العامة للبترول في مصر، وهي الجهة المسؤولة عن صفقات توريد الغاز والنفط التي تجريها شركات محلية مع جهات أجنبية، إن تباطؤ الجانب الإسرائيلي في زيادة ضخ الغاز يرجع إلى رغبة الشركات الإسرائيلية في زيادة سعر التوريد بنسب تراوح بين 25% و40%، في مخالفة لاتفاق موقع بين الطرفين يقضي بمناقشة أسعار التوريد كل خمس سنوات.
أوضح المصدر أن أسعار الغاز الإسرائيلي المتفق عليها منذ بدء التوريد من حقل “تمار” عام 2018، وتوسيع الاتفاق لرفع حجم التوريد السنوي عام 2019، سبق تعديلها في 16 فبراير/ شباط 2025، أثناء توقيع عقد استيراد أربعة مليارات متر مكعب سنوياً إضافية من هذا الحقل، اعتباراً من يوليو/ تموز الجاري، مشيرا إلى أن سعر الغاز المورد من إسرائيل يبلغ نحو ستة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (وحدة تسعير)، بينما يسعى الطرف الإسرائيلي إلى زيادته إلى ما بين 7.5 وتسعة دولارات لكل مليون وحدة.

وفيما اعتبر المصدر أن ذلك تهديد مبطن بتراجع إمدادات الغاز الطبيعي مرة أخرى من الحقول الإسرائيلية، أوضح أن الشركات الإسرائيلية وجهت خطابا لهيئة البترول، الأسبوع الماضي، تخطرها بوجود احتمالات لتخفيض ضخ الغاز من حقل “تمار”، خلال شهر أغسطس/ آب المقبل إذا زادت حاجة تل أبيب لإمدادات إضافية من الغاز لمواجهة زيادة الطلب في فصل الصيف أو إجراءات فنية لتحسين أداء الخطوط والشبكات بعد انتهاء حالة الحرب في المنطقة.

وأكد أستاذ هندسة الطاقة وخبير البترول الدولي جمال القليوبي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن تمسك وزارة البترول بعقود التسعير المتفق عليها مع الأطراف الإسرائيلية حق أصيل لها، حيث ترتبط عقود توريد النفط والغاز طويلة الأجل بأسعار محددة للصفقة يمكن النظر في تغييرها كل خمس سنوات، لافتا إلى جاهزية شبكات الغاز المحلية لاستقبال أي كميات إضافية من الغاز الإسرائيلي عبر الخط الرابط بين ميناءي عسقلان والعريش، والذي يعمل منذ سبعة أيام بكفاءته المعتادة منذ فترة ما قبل الحرب.

وأشار مصدر في الشركة القابضة للغازات المصرية إلى محاولة استغلال الطرف الإسرائيلي زيادة الطلب المحلي على الغاز لمواجهة وقت الذروة في الاستهلاك خلال فصل الصيف، للحصول على مكاسب فورية من الأزمة المحلية، مؤكدا مبالغة الطرف الإسرائيلي في تقييم سعر الغاز الطبيعي، الذي يباع في حدود ستة دولارات لكل مليون وحدة حرارية، ويورد ضمن صفقة طويلة الأجل مدتها 15 عاماً، تشمل توريد 64 مليار قدم مكعبة، مقابل 15 مليار دولار، زادت بنحو أربعة مليارات دولار، مع الإضافة التي ستأتي من إيرادات حقل “تمار” بنحو أربعة مليارات متر مكعب سنوياً.

وقال إن اسرائيل تبني حساباتها على مواجهة مصر تراجعاً في إنتاج الغاز الطبيعي، واعتمادها على تدبير بدائل المحروقات عبر شراء الغاز المسال من السوق الفورية، بنحو 14 دولارا لكل مليون وحدة حرارية، مع التزامها أخيراً بزيادة أسعار توريد الغاز من شركة “إيني” الإيطالية والشركات الأميركية الحاصلة على حق استخراج الغاز في شمال مصر.

ولفت إلى أن تغيير اتفاق التوريد مع هذه الجهات يأتي وفقا لشروط التعاقد طويلة الأجل، ورغبة من الحكومة في دعم قدراتها المالية لتوسعة أعمال الاستكشاف والحفر والإنتاج، بما يعيد التوازن بين الاستهلاك والإنتاج المحلي بحلول عام 2027.

في سياق متصل، قال خبير البترول جمال القليوبي لـ”العربي الجديد”، إن الضغوط التي تمارسها أي أطراف على مصر لن تكون لها قيمة خلال الفترة المقبلة، بعد توقيع وزارة البترول عدة اتفاقيات دولية لاستيراد احتياجاتها من الغاز المسال حتى نهاية عام 2026، وتشغليها أربع سفن من بين 21 سفينة موجودة في أنحاء العالم، لإعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي (تغويز)، بما يضمن التدفقات اللازمة من الوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء والمصانع وزيادة الاستهلاك المنزلي والتجاري من الكهرباء خلال فصل الصيف، وحتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2026.

ونفى القليوبي صحة ما ذكره حزب العدل قبل أيام حول تعثر تشغيل وحدات “التغويز” التي تعمل بموانئ السويس (على ساحل البحر الأحمر، شرق مصر)، والإسكندرية (على البحر المتوسط شمالاً)، لتفريغ شحنات الغاز المسال على مدار الأيام الماضية، مؤكدا متابعته عمليات تشغيل تلك الوحدات لحظياً، بصفته يعمل مستشاراً دولياً في مجالات الطاقة. واعتبر القليوبي أن بيان “حزب العدل” في هذا الشأن مجرد تصريحات سياسية، تستهدف مكاسب سياسية، دون التفكير في خطورة تصديرها على قطاع حيوي يواجه صعوبات مالية وفنية تحتاج إلى دعم سياسي وشعبي لإنقاذه.

وأشار إلى وجود ثلاث سفن “تغويز” جرى ربطها بموانئ السويس والإسكندرية، وتوفير وصلات الربط مع شبكة الضغط العالي للغاز التي تنفذها شركات “امبي” و”بتروجيت” التابعتين لوزارة البترول، لتكون قادرة على القيام بالاختبارات الدقيقة لنقل الغاز عبر خطوط طولها 17 كيلومتراً تربط بين سفينة الشحن والشبكة الوطنية للغاز، لضمان عدم حدوث أي انفجارات أو مشاكل فنية أثناء عملية التفريغ التي تستغرق عدة أيام للسفينة الواحدة. وأضاف أن ميناء دمياط سيستقبل سفينة شحن رابعة هي “إنرجييس ونتر” خلال أغسطس/ آب المقبل، لمساعدة السفن الثلاث الأخرى في ضخ المزيد من الغاز المسال للشبكة الوطنية.

ودفعت أزمة الغاز الحكومة إلى استيراد نحو 30 شحنة غاز مسال منذ يناير/ كانون الثاني حتى مايو/ أيار، والاتفاق على استيراد ما بين 40 و60 شحنة غاز أخرى حتى نهاية 2025، مع مناقشة اتفاقات إمدادات طويلة ومتوسطة الأمد مع كل من قطر والسعودية والجزائر والولايات المتحدة على إمدادات جديدة من الغاز المسال في حدود 150 شحنة لتوفير الغاز حتى نهاية العام المقبل، وسط آمال باستعادة الحقول المصرية قدرتها على إنتاج الغاز عام 2027، عند حدودها المسجلة عام 2022، في حدود ستة مليارات قدم مكعبة يومياً، والتي هبطت أخيراً إلى نحو 3.7 مليارات قدم مكعبة، بما يساهم في توفير الغاز المستهلك يوميا في حدود 6.2 مليارات قدم مكعبة.

وأكدت مصادر حاجة مصر لنحو 15 مليار دولار لبناء أمن الطاقة للدولة خلال عامي 2025-2026، عبر شراء الغاز المسال من الخارج بما يلبي العجز في الإنتاج المحلي ويضمن عدم انقطاع الكهرباء أو توقف قطاعات صناعية تعول عليها الحكومة لزيادة الصادرات ومساعدتها في تدبير العملة الصعبة والحد من الواردات.

*انتشار بيع الدواجن المجزأة غير الصالحة للاستهلاك فى الأسواق المصرية بسبب اهمال حكومة الانقلاب

مع اهمال حكومة الانقلاب وانشغالها بملاحقة المعارضين للسيسي والرافضين لانقلابه الدموى على أول رئيس مدنى منتخب فى التاريخ المصرى الشهيد محمد مرسى انتشرت ظاهرة بيع الدواجن المجزأة غير الصالحة للاستهلاك فى الأسواق المصرية ..ومع غياب الرقابة تزايدت هذه الظاهرة وهو ما تسبب فى اصابة بعض المصريين بتسمم بجانب بعض الأمراض الاخرى ..ورغم الشكاوى الكثيرة التى تقدم بها عدد من المواطنين إلى سلطات الانقلاب إلا أنها لا تستجيب لتلك الشكاوى وتتركهم عرضة للإصابة بالأمراض .

من جانبه حذر الدكتور مصطفى خليل أستاذ أمراض الدواجن بمركز البحوث الزراعية من أن محلات بيع وتداول  الدواجن الحية والمذبوحة بدأت في الآونة الأخيرة عرض مجزئات الدواجن من صدور بدون عظام وأوراك ودبابيس علي طاولات العرض بدون اتخاذ أي قواعد صحية تراعي صحه وسلامة الغذاء وتجنب نقل الامراض لمتناول الدجاج وهو الانسان

وقال خليل فى تصريحات صحفية ان عرض الدواجن المجزأة بدون ضوابط صحية مثل  تبريد أو تجميد وبدون تغطية لحمايتها من الذباب والأتربة يشكل خطرًا كبيرًا على صحة المستهلكين ويمكن أن يؤدي إلى أضرار صحية وبيئية، أبرزها التسمم الغذائي موضحا أنه عندما لا يتم تبريد أو تجميد الدواجن المجزأة بشكل مناسب، تصبح بيئة مثالية لنمو البكتيريا الضارة مثل السالمونيلا وإي كولاي، مما يزيد من خطر التسمم الغذائي عند استهلاكها وبقاء الدواجن لفترات طويلة في درجات حرارة مرتفعة قد يؤدي إلى تكاثر هذه البكتيريا والفيروسات، مما يزيد من المخاطر الصحية.

غير صالحة للاستهلاك

واضاف ان عدم تغطية الدواجن أو حفظها بطريقة صحية يجعلها عرضة للتلوث بالذباب والحشرات الأخرى التي قد تحمل أمراضًا مختلفة، بما في ذلك الأمراض التي قد تنتقل من الحيوان إلى الإنسان موضحا ان الدواجن المجزأة التي لا يتم تبريدها بسرعة قد تبدأ في التعفن، مما يؤدي إلى تدهور جودتها بشكل سريع وتصبح ملوثة وغير صالحة للاستهلاك.

وشدد خليل على ان مثل هذه الدواجن لها تأثير على الصحة العامة فعندما يتعرض المستهلكون للدواجن غير السليمة، فإن هذا يضع عبئًا على النظام الصحي بسبب الحالات المرضية التي قد تنتج عن التسمم الغذائي أو الأمراض التي تنتقل من خلال الطعام.

و اشار إلى ان  بيع الدواجن بشكل غير مطابق للمعايير الصحية، يعتبر مخالفة من  البائع للقوانين واللوائح المعمول بها مما يعرضه للمسائلة القانونية و المحاكمة ، محذرا من ان ترك الدواجن مكشوفة عرضة للأتربة والذباب قد يسهم في تلوث البيئة المحيطة. كما أن عدم حفظ المنتجات بشكل مناسب يؤدي إلى زيادة الفاقد من الطعام، مما يشكل عبئًا بيئيًا إضافيًا.

فحص طبي

وطالب خليل بالتأكد من أن الدواجن يتم تخزينها في درجات حرارة منخفضة، سواء في المبردات أو المجمدات و التغطية الجيدة كتغطية الدواجن المجزأة لحمايتها من الذباب والأتربة مشددا على ضرورة خضوعها لفحص طبي للتأكد من أن الدواجن تأتي من مصادر موثوقة وأنها تخضع للفحوصات الصحية اللازمة قبل البيع.

ولفت إلى أن تفعيل الرقابة على بيع الدواجن المجزأة وضمان تطبيق الضوابط الصحية يتطلب مجموعة من الإجراءات التنظيمية والفنية من قبل دولة العسكر ، بالإضافة إلى تفعيل دور المجتمع والتجار فى الرقابة الفعالة، وأن تتضمن القوانين واللوائح المعمول بها شروطًا واضحة حول كيفية تخزين الدواجن المجزأة، وكيفية التعامل معها وتوزيعها.

وشدد خليل على ضرورة أن تشمل التشريعات إجراء تفتيش دوري على محلات بيع الدواجن والمجازر لضمان الامتثال للمعايير الصحية مع وضع عقوبات رادعة ضد المخالفين، مثل الغرامات المالية أو تعليق أو سحب التراخيص التجارية مطالبا مفتشي الصحة بزيارة المحلات والمجازر بشكل دوري للتأكد من أن الدواجن يتم ذبحها وحفظها وعرضها بطريقة صحية و امنة .

تطبيقات خاصة

 وقال : يجب أن يتم قياس درجة حرارة التخزين بشكل دوري للتحقق من أنها ضمن المعدلات المناسبة (عادة أقل من 4 درجات مئوية للتخزين البارد، أو أقل من -18 درجة مئوية للتجميد) واستخدام تكنولوجيا الكاميرات وأجهزة استشعار درجة الحرارة في أماكن البيع والتخزين لمراقبة حالة المنتجات بشكل دائم ويمكن ربط هذه الأجهزة بمراكز التحكم لضمان التحذير المبكر عند حدوث أي انحراف في درجة الحرارة أو ظروف البيئة، ويمكن تطوير تطبيقات خاصة للرقابة الصحية التي تتيح للمستهلكين والإدارة مراقبة المعايير الصحية ومعرفة مواعيد التفتيش والتقارير الخاصة.

وطالب خليل بضرورة تدريب أصحاب المحلات والعاملين على كيفية التعامل مع الدواجن المجزأة بشكل صحي وآمن، وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على المعايير الصحية وتوعية  المستهلكين بأهمية شراء الدواجن من مصادر موثوقة وكيفية التأكد من سلامتها وقد يشمل ذلك معلومات عن علامات الجودة والظروف المناسبة للتخزين والنقل مشيرا إلى ضرورة أن تراقب سلطات الانقلاب عملية الذبح والتجهيز في المجازر لضمان أن الدواجن تتم معالجتها وفقًا لأعلى معايير النظافة والصحة والتأكد من أن الموردين يلتزمون بمعايير النقل الجيد والحفاظ على الدواجن في ظروف صحية قبل تسليمها للمحال التجارية.

أغطية واقية

ودعا خليل إلى فرض لوائح على محلات بيع الدواجن بضرورة تغطية المنتجات باستخدام أغطية واقية ضد الذباب والأتربة مع ضمان وجود تهوية كافية في أماكن التخزين للبيع لتقليل تراكم الرطوبة والحرارة، مما يمنع نمو البكتيريا.

وأوضح أنه يمكن استخدام أنظمة إلكترونية لتتبع شحنات الدواجن من المزرعة إلى المجزر ثم إلى السوق لضمان أن كل مرحلة من مراحل توزيع الدواجن تتم وفقًا للمواصفات الصحية مشددا على ضرورة مراقبة الجودة من المزرعة إلى الطاولة بإنشاء قاعدة بيانات تشمل سجلًا تاريخيًا لكل شحنة من الدواجن التي يتم بيعها، مما يساعد في تحديد أي مصدر مشبوه.

وأشار خليل الى ضرورة ، تعيين مفتشين  صحيين مختصين في الأسواق الشعبية أو أسواق الجملة لرصد مدى التزام التجار بالمعايير الصحية، وضمان أن الدواجن المباعة يتم حفظها بشكل صحيح. مطالبا بالتنسيق والتعاون بين وزارات الصحة، والزراعة، والتجارة بحكومة الانقلاب، لضمان التزام الجميع بالضوابط الصحية والتجارية.

واقترح إنشاء قاعدة بيانات موحدة يتم من خلالها تسجيل كافة عمليات التفتيش والرقابة على الدواجن المباعة في السوق وأن تكون هناك قناة مباشرة للمستهلكين للإبلاغ عن أي شكاوى تتعلق بمخالفات صحية أو بيع دجاج غير صالح ويمكن لمراكز الاتصال أو التطبيقات الذكية تسهيل هذه العملية.

*أحلام الثراء السريع تتبخر بمصر… منصة “VSA” تنهب 3 مليار جنيه من مدخرات المصريين وتختفي في صمت

بعد أشهر قليلة من تفجّر فضيحة منصة “FBC” للتداول والاستثمار الوهمي، والتي هزت الرأي العام المصري، تظهر على الساحة منصة إلكترونية جديدة تدعى “VSA” لتعيد الكرّة، ولكن هذه المرة تحت ستار “الربح مقابل مشاهدة الإعلانات”، وتنجح في الاستيلاء على ملايين الجنيهات من مئات المصريين، قبل أن تختفي دون سابق إنذار، تاركة خلفها عشرات الضحايا، ووعودًا كاذبة، وبلاغات لا تنتهي في أقسام الشرطة. 

نموذج احتيالي متكرر.. بواجهة جديدة
تدعي منصة “
VSA“، التي انتشرت عبر تطبيق هاتفي سهل الاستخدام، أنها تتيح للمشتركين تحقيق أرباح مادية مقابل أداء مهام بسيطة كـ”مشاهدة الإعلانات”، حيث تنقسم المهام إلى عدة مستويات، تبدأ من المستوى V1 والذي يمنح المستخدمين 40 جنيهًا يوميًا مقابل مشاهدة 5 إعلانات فقط، وصولًا إلى المستوى V6 الذي يَعِدُ المستخدم بتحقيق 8000 جنيه في اليوم الواحد.

وما يلفت الانتباه أن المنصة اعتمدت على نظام إحالة هرمي، يُكافأ فيه من يجلب مشتركين جدد بمبالغ مالية كبيرة، مما حفز الضحايا على الترويج للمنصة بأنفسهم، ليتحولوا من ضحايا إلى أدوات جذب لضحايا جدد، دون علمهم. 

قصص ضحايا.. وندم متأخر
عمر السيد، أحد سكان محافظة أسيوط، بدأ رحلته مع المنصة عبر توصية من زميل له، دفع في البداية 3000 جنيه كاشتراك مبدئي، وبدأ يجني أرباحًا رمزية، وبمرور الوقت، زادت المهام وارتفعت الأرباح، ووصل عدد الإعلانات اليومية إلى 100 إعلان، شعرت أن الأمر حقيقي، فبدأت أضخ أموالًا أكثر طمعًا في أرباح أكبر، حتى وصلت استثماراتي إلى 102 ألف جنيه، ثم فجأة، اختفت المنصة ولم يرد أحد من المسؤولين على أي تواصل”.

أما محمد عادل، فأوضح أن نظام المنصة يعتمد على التدرج المالي: كلما دفعت أكثر، ارتفعت أرباحك.

“اشتركت في مستوى قيمته 85 ألف جنيه، وبدأت أربح مبالغ كبيرة، لكن لم يطل الأمر، فالمسؤولون اختفوا، وأُغلق التطبيق، ووجدت نفسي ضمن قائمة طويلة من الضحايا الذين لا يعرفون أين يذهبون لاسترداد أموالهم”.

إيمان السيد، من ضحايا المنصة أيضًا، سردت قصة أكثر حساسية: “قبل أن أشترك، سألت أحد الأئمة عن شرعية الربح من مشاهدة الإعلانات، وأكد لي جوازه، دفعت 3000 جنيه واشتركت في المستوى الأول، وربحت يوميًا، لكن قبل أن أطور اشتراكي، فوجئت باختفاء القائمين على المنصة.”

 بلاغات بالجملة.. وتحقيقات غائبة
العشرات من المواطنين تقدموا ببلاغات رسمية في أقسام الشرطة، متهمين القائمين على المنصة بالنصب والاحتيال، والاستيلاء على أموالهم تحت وهم الاستثمار والربح السريع.

وبحسب الضحايا، فإن التحويلات كانت تتم غالبًا عبر محافظ إلكترونية أو عبر وسطاء محليين، مما يعقّد عمليات التتبع المالي ويصعب مهمة استرداد الأموال، كما أن العديد من الحسابات المستخدمة كانت بأسماء وهمية أو غير موثقة.

احتيال رقمي يتجدد.. والضحية المواطن البسيط
القضية تفتح مجددًا ملف الاحتيال الإلكتروني عبر التطبيقات الذكية، الذي بات يمثل خطرًا حقيقيًا على الطبقات المتوسطة والبسيطة، حيث يغريهم بمكاسب سريعة مقابل مهام سطحية، في ظل غياب التوعية الرقمية والرقابة المالية الكافية.

الخبير الاقتصادي د. أحمد فوزي يعلق على الظاهرة قائلًا: “هذه المنصات توظف أساليب تسويقية احترافية تغري المواطن العادي بالثراء السريع، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، الحل يكمن في دور رقابي أكثر فاعلية من الجهات المالية، وتوعية الجمهور عبر الإعلام والتعليم.” 

منصة “VSA” ليست الأولى.. ولن تكون الأخيرة
خلال السنوات القليلة الماضية، ظهرت العديد من المنصات المماثلة في مصر، مثل “
FBC”، “Hogg Pool“، و”Ai Marketing“، وكلها وعدت بأرباح خيالية، وانتهت باختفاء مفاجئ للمسؤولين، وتبخر أموال المستخدمين.

ورغم تعدد التحذيرات من هذه المنصات، إلا أن غياب محاسبة رادعة وسريعة يشجع على تكرار السيناريو ذاته مع تغيّر الاسم فقط.

*مشاريع “العبار” بالأمر المباشر .. نحر شواطئ الساحل الشمالي نموذج سيكرره السيسي بوسط البلد

في 2022، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن نحر الشواطىء في الساحل الشمالي ومع كل صيف وبعد مرور 3 سنوات تطل مشكلة عدم صلاحية الساحل الشمالي كشواطىء بعد النحر بعدما أصبحت كلها صخور (ليست من بيئتها) وضعتها الشركة الإماراتية المنفذة التي يرأسها رجال الأعمال الإماراتي محمد العبار على غرار مشاريع النخلة ومدينة العالم ببحر دبي ومشاريعه المشابهة!

 هاني راجي مهندس محسوب على الانقلابيين قال في شهر أغسطس عام 2023 إن مارينا مراسي (التي نفذتها شركة إعمار العبار) تم بناؤها بدون دراسة بيئية سليمة نتيجة قوة تأثير رأس المال علي تراخيص وزارة البيئة وكل شيء آخر، بسببها تم نحر شواطئ كانت خيالية في سيدي عبد الرحمن، هي شواطئ قري ستلا وديبلوماسيين وشواطئ اخري- يجب ازالة مارينا مراسي- وهذا صعب فنيا ولكن يجب دراسته- اعادة الوضع السابق.” بحسب ما كتب.

المرسى الذي صمم العبار على بنائه في قرية مراسي دمر كل الشواطئ المجاورة في اتجاه الاسكندرية وببساطة منعت تيارات البناء، وبقي تيار النحر الذي تأثرت به كل الشواطئ وسيظل النحر حتي نقطة التعادل بحسب الخبراء.

انعاكاسات مشروعات بيع وسط البلد

وعبر ‏Mohamed Ibrahim‎‏ حذر الناشط  محمد إبراهيم من أن “العبار عمل كده في الساحل الشمالي اومال هيعمل ايه في عمارات وسط البلد التاريخيه .. “

وأوضح أن ما يحدث في مراسي “كارثة بيئية بدم بارد.. كيف سمح النظام لـ”إعمار الإماراتية” بتدمير الساحل الشمالي؟” و”جريمة في وضح النهار“.

وكشف أنه “بينما تُزال تعديات المواطنين البسطاء على الشواطئ، تُمنح شركة “إعمار” الإماراتية تراخيص لمشروع “مراسي” الذي حول الشاطئ الأبيض إلى كتلة من الحجارة! فكيف تُنفذ هذه الجريمة البيئية في مصر، بينما لا تستطيع الشركة نفسها فعل ذلك في الإمارات؟   الأرقام تتحدث: 10 أمتار تآكلت في عام واحد!

– مشروع “مراسي” يمتد على 6.26 مليون متر من الساحل الشمالي. 

– تسبب ميناء اليخوت في اختفاء الرمال وظهور الحجارة بسبب الحفر الجائر. 

– خسائر بيئية غير قابلة للإصلاح في خليج سيدي عبد الرحمن أحد أجمل شواطئ مصر. 

وعن المفارقة الصارخة، تساءل: لماذا في مصر فقط؟  مضيفا أنه:

– في الإمارات، تخضع مشاريع “إعمار” لاشتراطات بيئية صارمة. 

– في مصر، تُمنح تراخيص دون دراسات بل ويتم تجاهل شكاوى الملاك والخبراء؟! 

– حتى الخبير البيئي منير نعمة الله استقال من مجلس إدارة “إعمار” احتجاجًا على المشروع. 

المسئولون يغضون الطرف!

وأكد أن في مصر “وزارة البيئة” تتجاهل الأزمة رغم القانون الذي يمنع البناء في نطاق 200 متر من الشاطئ، كما أن “هيئة حماية الشواطئ تقول إنهاتدرس المشكلة” منذ عامين، بينما الشاطئ يختفي!  ، و”النائبة رشا كليب تقدم طلب إحاطة، لكن من يسمع في برلمان “الصورة الجميلة”؟  “.

واعتبر أن الفساد هو الجاني الحقيقي وأن المشروع يخضع للفئة “ج” التي تمنع تغيير خط الشاطئ، لكن القوانين تُكسر لصالح المستثمر الإماراتي

– الحكومة تتحدث عن “الاستثمار”، لكن الحقيقة هي صفقات فاسدة تُبادل فيها البيئة بالعمولات! 

ونقل عن  الخبير البيئي مجدي علام يؤكد: “إعمار ارتكبت أخطاء لا تغتفر، والمسئولون متواطئون

وخلص إلى أن “الساحل الشمالي، الذي كان جوهرة المتوسط، يُدفن تحت رمال الفساد والاستهتار. النظام يُفضل إرضاء المستثمر الأجنبي على حساب أجيال لن ترى شاطئًا نظيفًا فهل ننتظر حتى يختفي الساحل تمامًا قبل أن يتحرك أحد؟

وبحسب احمد شاهين بدأ العمل في مراسي في نهاية عام 2020، “وقاموا بالحفر في الداخل وبناء ارصفة ببروز داخل البحر  وبالمخالفة للمواصفات المنصوص عليها في الموافقة المشروطة لهيئة حماية الشواطئ وصدر قرار بتوقف الأعمال، بيد انهم ضربوا بالقرار عرض الحائط واستمروا في العمل. كما ظهر تزايد غير مسبوق للنحر في الخليج وهو الشيء المتوقع لاقامة مثل هذا البروز داخل البحر حيث أوقف وصول الرمال المخزون في قاع الخليج لباقي الخليج. “.

ورأى أن “تدخلت القوات البحرية بكفاءة وحسم معهود لهم”!! واستدرك “..سبب هذه الكارثة هو التنمية غير المدروسة لهذا المنتجع، وزادت بناء المارينا الطين بلة وكانت لتحدث حتى لو بنيت المارينا دون الفيلات. وبكل المقاييس الدولية تظل المسئولية على المطور مهما طال الوقت. . تصحيح الوضع من الصعوبة بمكان ولكن تخفيف حدة الموقف ممكن وبتكلفة مرتفعة وتستغرق وقتا طويلا“.

“غوانتانامو مصر” بدر 3 “محرقة السيسي” التي تدفع المعتقلين للانتحار واختفاء 7 وتعذيب 9 بسجن العاشر و58 يتعرضون للتنكيل ببدر.. الخميس 10 يوليو 2025م.. مليار دولار قرض من الصين يسدده الفقراء لبناء مدن طبية للأغنياء بالعاصمة الإدارية

“غوانتانامو مصر” بدر 3 “محرقة السيسي” التي تدفع المعتقلين للانتحار واختفاء 7 وتعذيب 9 بسجن العاشر و58 يتعرضون للتنكيل ببدر.. الخميس 10 يوليو 2025م.. مليار دولار قرض من الصين يسدده الفقراء لبناء مدن طبية للأغنياء بالعاصمة الإدارية

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*اختفاء 7 وتعذيب 9 بسجن العاشر و58 يتعرضون للتنكيل ببدر 3

أكدت الوقائع القادمة من داخل سجن العاشر من رمضان أن الانتهاكات لم تعد مجرد تجاوزات، بل تحولت إلى سياسة واضحة المعالم. اقتحمت قوة أمنية غرفة رقم (29) في قطاع “زيرو – تأهيل 2قطاع 3” خلال ساعات الليل، مدججة بالعصي والهراوات والصواعق الكهربائية، بزعم تنفيذ “تفتيش مفاجئ”. وعندما رفض المعتقلون الإجراء الليلي غير القانوني، عادت القوة صبيحة يوم الأحد ونفذت الاقتحام بعنف شديد.

أشار شهود من داخل السجن إلى أن الاعتداء أسفر عن إصابة جميع المعتقلين التسعة الموجودين داخل الزنزانة، من بينهم من تعرّض لكسر في الأسنان، وآخرون لحقت بهم إصابات جسدية بالغة نتيجة الضرب المبرح والتعذيب النفسي. القوة المقتحمة جرّدت الزنزانة من محتوياتها بالكامل، ثم اقتادت جميع المعتقلين إلى خارجها، في خطوة كشفت لاحقًا عن واحدة من أخطر وقائع الإخفاء القسري.

أفادت المعلومات المؤكدة باقتياد اثنين فقط من المعتقلين إلى زنازين التأديب، بينما انقطعت أي أخبار عن السبعة الآخرين منذ أكثر من أسبوعين. ومع محاولة أسرهم الوصول إليهم، أنكرت إدارة السجن وجودهم أصلًا، ما أثار مخاوف جدية حول نقلهم القسري إلى سجن الوادي الجديد، المعروف باسم “سجن الموت”، حيث الظروف هناك تُعتبر خارج التصور الإنساني.

أوضح مراقبون أن ما جرى لا يمكن وصفه إلا بأنه عملية تعذيب جماعي وانتهاك صارخ للحقوق، ينذر بأن سجن العاشر من رمضان دخل رسميًا في دوامة الانتهاكات المستمرة، التي لا يُعرف لها سقف. ومما يزيد الطين بلة، هو الغياب الكامل لأي مساءلة أو إجراءات قانونية واضحة بحق مرتكبي هذه الجرائم.

في المقابل، لم يكن سجن بدر 3 أقل مأساوية، حيث تتدهور الأوضاع بسرعة غير مسبوقة منذ أكثر من أسبوعين، وتشير المعلومات إلى أن 58 معتقلًا داخل هذا السجن يتعرضون لأبشع أشكال التنكيل والعزل والحرمان من التواصل والعلاج. وأمام هذا الواقع المظلم، أقدم 15 معتقلًا على محاولات انتحار متعددة، كان آخرها ثلاث حالات في يوم 4 يوليو، ما يعكس حجم اليأس والانهيار الذي وصل إليه المعتقلون هناك.

أردف مطلعون أن هذه الانتهاكات لا تحدث في الخفاء فقط، بل أصبحت منهجًا تمارسه إدارات السجون دون أي خجل، وكأن أرواح المعتقلين لا تساوي شيئًا. لا محامٍ يُسمح له بالتواصل، ولا أهل يُسمح لهم بالرؤية، فقط صمت وسحل وضرب وظلام دامس، يختفي داخله المعتقلون ولا يُعرف لهم مصير.

استنكر مراقبون حقوقيون الصمت المريب الذي يحيط بهذه الجرائم، مشيرين إلى أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية داخل السجون. ومع تكرار وقائع التعذيب والإخفاء والحرمان، يبدو أن المعتقلين يُساقون إلى المجهول في ظل إفلات كامل من العقاب، وتغوّل أمني لا يعترف بأي قانون أو محاسبة.

بهذه التفاصيل الدامية، تُضاف صفحة جديدة إلى سجل الانتهاكات المتواصلة داخل سجون مصر، حيث تتحول غرف الاحتجاز إلى مسالخ بشرية، والصراخ لا يسمعه أحد، والعدالة تبدو أبعد من أن تطال من هم خلف القضبان.

*زوجة البلتاجي تكشف تفاصيل جديدة عن معاناته ورموز الإخوان بسجون السيسي

يخوض المعتقلون السياسيون في سجن بدر 3 إضرابا عن الطعام بسبب تردي الأوضاع داخل السجون وتكرر محاولات الانتحار والتصفية بالإهمال الطبي، من بينهم الدكتور محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب المنتخب سابقا ، ومن بينهم أسامة مرسي نجل الرئيس الراحل محمد مرسي وآخرون من القيادات الإسلامية ورموز المجتمع.

ويعتبر الظلم الذي يتعرض له القيادات ورموز المجتمع المعارضين للحكم العسكري الأكثر قسوة في ظل تجاهل عربي ودولي عن ما يحدث من انهاكات بحق تلك القامات الكبيرة.

فكتبت سناء عبد الجواد زوجة الدكتور محمد البلتاجي عبر صفحتها على الفيس بوك :عندما تنقطع الأخبار تمامًا عن زوجي وابني، فقط نعلم أن زوجي د. البلتاجي مضرب عن الطعام بالرغم من ظروفه الصحية السيئة، لعدم وجود أي رعاية طبية.

ونوهت أنه يعاني من عدة أمراض،و يموتون بالبُطيء، أبواب الزنازين قد صدئت من عدم فتحها لسنوات، فلِمَ زيادة القمع؟

وأردفت أرأيتم منهم عزمًا وثباتًا أغيظ قلوبكم فازددتم بهم تنكيلًا، فكان هذا الإضراب عن الطعام ردهم؟ أم أن قلوبكم أصبحت أكثر قسوة وانتقامًا؟ نعلم أنها كالحجارة أو أشد قسوة، ولكن الله أشد بأسًا وأشد تنكيلًا، يمهل ولا يهمل، الله أكبر من ظلمكم وتنكيلكم وبطشكم وانتقامكم، الله أعز من خلقه جميعًا، حسبنا الله فيمن ظلمكم، ابني وزوجي وكل المعتقلين، وصبّ على الظالمين غضبه وانتقامه، يا رب أنت الحافظ، احفظهم، وأرِنا في الظالمين عجائب قدرتك.

ومن جهتها كشفت مؤسسة مرسي للديمقراطية، أن عشرة من رموز مصر يواجهون القمع بأمعاء خاوية، في زنزانةٍ بلا نور، ولا زيارة، ولا دواءوأنه قرر عشرة من القامات الوطنية في سجن بدر 3 بدء إضراب مفتوح عن الطعام، رفضًا للتنكيل اليومي، ولسنوات من الاحتجاز الظالم دون محاكمة عادلة أو حقوق إنسانية أساسية.

ونوهت هؤلاء هم المضربون عن الطعام:

  • الوزير خالد الأزهري
  • الدكتور عبد الرحمن البر
  • المحامي أسامة محمد مرسي
  • الدكتور محمد البلتاجي
  • المهندس جهاد الحداد
  • المهندس أسعد الشيخة
  • الأستاذ صبحي صالح
  • المهندس عمرو زكي
  • الأستاذ يسري عنبر
  • الأستاذ أمين الصيرفي

وبدأ المعتقلون في سجن بدر 3 إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ 20 يونيو 2025، وسط تصاعد محاولات الانتحار داخل السجن، والتي بلغت 15 محاولة خلال أقل من أسبوعين، في مشهد يعكس تدهورًا غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية داخل السجن.

في جلسة عقدت يوم السبت 5 يوليو أمام الدائرة القضائية المنظورة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، عرضت القضية رقم 2121 لسنة 2021 بحضور عدد من معتقلي بدر 3.

وخلال الجلسة، تقدم المعتقل والوزير السابق الأستاذ خالد الأزهري بطلب رسمي لإثبات حالته الصحية، بما يشمل قياس نسبة السكر وضغط الدم، والإشارة إلى إصابة بجروح قطعية في يده، لكن المحكمة تجاهلت الطلب تمامًا.

وتحدث كذلك الدكتور حسن البرنس، مشيرًا إلى تسجيل 15 محاولة انتحار داخل السجن، ومعلنًا أنه مضرب عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين.

كما طالب بإثبات حالته الصحية في محضر الجلسة بعد إجراء الفحوص الطبية، إلا أن القاضي تجاهل المطالب مرة أخرى، وقرر تجديد حبس المعتقلين كافة دون نظر في أوضاعهم الصحية المتدهورة.

وأكد المعتقلون خلال الجلسة استمرار الإضراب عن الطعام من قِبل المضربين داخل سجن بدر 3، محذرين من أن بعضهم لا يزال مصممًا على مواصلة محاولات الانتحار في ظل ما وصفوه بالتنكيل الممنهج بحقهم منذ انقلاب يوليو 2013، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الأساسية، كزيارة ذويهم، وتلقّي العلاج، وممارسة الرياضة، والتواصل مع أي بشر خارج زنازين العزل.

وتفيد المعلومات الحقوقية بأن 58 معتقلًا داخل بدر 3 يتعرضون للعزل الكامل والمعاملة القاسية، وسط تصعيد أمني تقوده إدارة السجن بإشراف مباشر من ضباط جهاز الأمن الوطني، وعلى رأسهم الضابط مروان حماد. وقد شهد يوم 4 يوليو فقط ثلاث محاولات انتحار جديدة، في ظل تفاقم الأزمة الصحية والنفسية للمعتقلين.

ويعاني المضربون ومعظمهم تجاوز سن الـ65 – من تدهور حاد في الحالة الصحية، ما تسبب في تكرار حالات الإغماء والدخول في غيبوبة نتيجة انخفاض السكر والضغط، وسط غياب تام لأي استجابة طبية أو قضائية.

 

*”غوانتانامو مصر” بدر 3 “محرقة السيسي” التي تدفع المعتقلين للانتحار وسط تواطؤ دولي لحماية إسرائيل

في تصعيد ينذر بكارثة إنسانية، أطلقت منظمات حقوقية مصرية ودولية تحذيرات عاجلة من موجة انتحار جماعي داخل سجن “بدر 3″، أشد سجون النظام الانقلابى في مصر  قسوة وعزلة، حيث يتحول المعتقلون السياسيون إلى ضحايا الموت البطيء بفعل التعذيب الممنهج والانتهاكات الوحشية.

وقالت المنظمات، ومنها “تحالف المادة 55″، إن بدر 3 الواقع في مجمع سجون بدر شرقي القاهرة، أصبح بمثابة “غوانتانامو مصر”، بعدما تعهدت قيادات أمنية بتحويله إلى مقبرة جماعية للمعارضين، في إطار سياسة تصفية بطيئة ترعاها أجهزة الأمن الوطني.

وفي أقل من أسبوعين، شهد السجن 15 محاولة انتحار، بينها ثلاث في يوم واحد (4 يوليو/تموز الجاري)، أبرزها محاولة استشاري القلب عبد الرحيم محمد ذبح نفسه أمام كاميرات المراقبة، في مشهد يلخص حجم اليأس والانهيار النفسي. كما أقدم الخبير الاقتصادي الدولي عبد الله شحاتة والناشط رضا أبو الغيط على محاولات مماثلة بـ”طرق مروعة”.

ويتزامن ذلك مع إضراب مفتوح عن الطعام والدواء بدأه عدد من الرموز السياسية منذ 20 يونيو/حزيران الماضي، بينهم القيادي الإخواني محمد البلتاجي، والعالم الأزهري عبد الرحمن البر، والمحامي أسامة مرسي نجل الرئيس الشهيد محمد مرسي، احتجاجًا على ظروف الاحتجاز التي وصفوها بـ”الجحيم المطلق”.

 “محرقة حياة وكرامة”

وصفت المنظمات بدر 3 بأنه “الأكثر عزلة وتنكيلاً”، حيث يُحتجز المعتقلون داخل زنازين ضيقة تفتقر للتهوية والضوء الطبيعي، ويُمنعون من التواصل مع الخارج أو حتى رؤية ضوء الشمس، ما جعل السجن “مصيدة للموت البطيء”، خاصة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

في جلسة محاكمة عُقدت 5 يوليو/تموز الجاري، تجاهل القاضي محمد السعيد الشربيني شكاوى المعتقلين عن أوضاعهم الصحية الكارثية، حيث كشف خالد الأزهري عن إصابة يده بجرح قطعي دون علاج، وأكد الطبيب حسن البرنس وقوع 15 محاولة انتحار داخل السجن، لكن المحكمة جددت الحبس كأن شيئًا لم يحدث.

 “أبواب صدئة ومعاناة صامتة”

كتبت سناء عبد الجواد، زوجة البلتاجي، على فيسبوك: “يموتون ببطء.. أبواب الزنازين قد صدأت من عدم فتحها لسنوات.. لما كل هذا القمع؟ أرأيتم منهم عزماً أغاظكم فزدتم تنكيلاً؟”، فيما وجّه أحمد مرسي نجل الرئيس الراحل رسالة إلى الضابط المسؤول عن السجن قال فيها: “هذا ما لم نتفق عليه.. ليس لكم عهد”، في إشارة إلى تواطؤ أمني مباشر.

في المقابل، لجأ نشطاء إلى إطلاق حملات رقمية بوسمي #خرجوهم_عايشين و**#حقهم_حياة**، في محاولة لكسر الصمت الدولي وفضح الجرائم المرتكبة خلف الأسوار.

تواطؤ دولي لحماية إسرائيل ومنع الهجرة

ويأتي هذا الصمت المريب من المجلس القومي لحقوق الإنسان، ومنظمات دولية كالأمم المتحدة، وفق مراقبين، ضمن صفقة غير معلنة تقدّم فيها أوروبا والولايات المتحدة الغطاء السياسي لنظام  المنقلب السفاح السيسي مقابل دوره في حماية أمن إسرائيل ومنع المهاجرين غير الشرعيين من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية.

دعوات لتحقيق دولي عاجل

دعت منظمات بينها هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية إلى فتح تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات داخل بدر 3، والسماح بزيارات أممية، ونقل الحالات الحرجة لمستشفيات مدنية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم ضد الإنسانية.

وحذرت من أن استمرار الأوضاع قد يعني “موت العشرات في صمت، بينما العالم يشيح بوجهه”، محملة النظام المصري – ممثلاً بوزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني والنائب العام – المسؤولية الكاملة عن سلامة المعتقلين.

*لماذا تدخلت طائرات السيسي لإطفاء حرائق إسرائيل ولم تتحرك لحماية شريان اتصالات مصر؟

حريق سنترال رمسيس يفضح هشاشة البنية التحتية الرقمية وتواطؤ النظام العسكري في مشهد يكشف هشاشة دولة العسكر وفشلها الذريع في إدارة الأزمات، التهمت النيران مساء الإثنين الماضى الطابق السابع من مبنى “سنترال رمسيس” التاريخي، أحد أعمدة الاتصالات في مصر، لتتسبب في كارثة رقمية شلت قطاعات حيوية، من الإنترنت والبنوك إلى البورصة والطيران.

 ورغم أن المبنى، الذي يعود تاريخ إنشائه لعام 1927، يمثل “العقل المدبر” للبنية التحتية الرقمية بالعاصمة، فإن النظام الحاكم ظهر عاجزًا عن حماية ما تبقى من مقدرات الدولة، مكتفيًا بإرسال قوات الحماية المدنية التي أخفقت في السيطرة على الحريق إلا بعد ست ساعات كاملة.

خسائر فادحة وضحايا بشرية والنظام يتكتم بينما تصاعد الدخان الأسود من قلب القاهرة، أعلن عن مصرع أربعة موظفين وإصابة 14 آخرين من العاملين بالموقع، وسط تكتم رسمي على حجم الخسائر الاقتصادية، التي قد تتجاوز عشرات الملايين من الجنيهات وفق تقديرات خبراء.

في المقابل، تعطلت أكثر من 40% من حركة الإنترنت والاتصالات الأرضية بالقاهرة الكبرى، وخرجت خدمات الدفع الإلكتروني عن الخدمة، فيما شُلت أنظمة البورصة المصرية لأول مرة منذ 2011، ما دفع إدارتها لتعليق التداولات بشكل غير مسبوق لأسباب تقنية.

لماذا لم يتدخل الجيش؟

ورغم امتلاك الجيش المصري أسطولاً من الطائرات القادرة على الإطفاء، لم تُحرك القيادة العسكرية ساكنًا، الأمر الذي أثار موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل مصريون: “لماذا تدخلت طائرات السيسي لإطفاء حرائق إسرائيل عام 2019، ولم تتحرك لحماية شريان اتصالات مصر؟” انهيار خدمات حيوية وتعطيل الطوارئ الحريق امتد تأثيره إلى تعطيل خطوط الإسعاف والطوارئ، وتأثرت كذلك شبكات الإعلام ومدينة الإنتاج الإعلامي، ما أدى لاضطراب محدود في البث لبعض القنوات.

وحتى مع محاولات التحويل إلى سنترالات بديلة، استمرت المعاناة لساعات طويلة، ما يعكس غياب أي خطة طوارئ حكومية لمواجهة مثل هذه الكوارث.

مطالب بالتحقيق ومساءلة الوزير تحت ضغط برلماني وشعبي، اضطر مجلس النواب لاستدعاء وزير الاتصالات عمرو طلعت بشكل عاجل، حيث أقر مسؤولون بوجود “أخطاء جسيمة” في إدارة الأزمة، فيما طالب نواب مستقلون بفتح تحقيق شفاف حول أسباب اندلاع الحريق ومن يتحمل المسؤولية عن انهيار الخدمات.

بين الفشل والتكتم 

هل هناك أسرار مخفية؟ اللافت أن الشركة المصرية للاتصالات (WE) لم تصدر بيانًا تفصيليًا عن حجم الأضرار أو الخطط لتعويض المتضررين، فيما تحدث مراقبون عن “خسائر غير معلنة” تمس تجهيزات فنية ووثائق تشغيلية قد تشل قطاعات كاملة لشهور.

أزمة تكشف دولة هشة الحادث أعاد للأذهان مخاوف خبراء الاقتصاد الرقمي من تركيز البنية التحتية في نقاط محدودة دون توزيع جغرافي ذكي، ما يجعل البلاد عرضة للشلل في حال تعطل مركز رئيسي واحد، وفي وقت يُترك فيه “العقل المدبر” للاتصالات ليحترق، يتساءل المصريون: هل مقدرات مصر أقل قيمة عند السيسي من أراضي إسرائيل؟ أم أن النظام العسكري لا يعبأ سوى بحماية مصالحه، ولو على حساب دولة بأكملها؟ 

*قلق في مصر مع بدء تنفيذ خطة نتنياهو لإفراغ شمال غزة

أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إعداد خطة لإجلاء سكان شمال غزة قسرًا وتجميعهم في “مخيمات تركيز” بالجنوب، مخاوف شديدة في القاهرة. يرى المسؤولون المصريون أن هذه الخطوة تمهّد لترحيل كامل لأهالي غزة إلى شبه جزيرة سيناء، ما يهدّد باتساع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليشمل مصر، وربما يعرّض معاهدة السلام الموقّعة عام 1979 للخطر.

خلال اجتماع وزاري شهد خلافات حادة، أمر نتنياهو جيشه بوضع خطة الإجلاء، مع نقل السكان إلى منطقة “المواسي”، الواقعة بين البحر المتوسط والحدود المصرية. تسعى إسرائيل، بحسب ما يرى محللون، إلى تفريغ شمال غزة بهدف تضييق الخناق على مقاومي حماس، وذلك بعد سيطرتها على نحو 75% من مساحة القطاع.

يتزامن ذلك مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ثالث زيارة له خلال أقل من ستة أشهر. يطالب نتنياهو بإنهاء إعداد خطة الإجلاء قبل عودته إلى إسرائيل.

يرى باحثون في القاهرة أن هذه الخطة جزء من طموح إسرائيلي أكبر لفرض السيطرة العسكرية على غزة بأكملها، بالتوازي مع محاولات ضم أجزاء من الضفة الغربية. وقال الباحث السياسي أحمد عبد المجيد إن إسرائيل “تسعى إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 2023″، مضيفًا أنها تواصل إنشاء المستوطنات لفرض واقع جديد.

طرح بعض أعضاء حزب الليكود فكرة ضم أراضٍ في الضفة، قبل أيام من إصدار نتنياهو أوامره بإجلاء سكان شمال غزة. يواجه هذا المخطط اعتراضات من داخل الجيش الإسرائيلي نفسه؛ حيث أبدى رئيس الأركان الجنرال إيال زمير تحفظه خلال الاجتماع الوزاري، محذرًا من صعوبة السيطرة على 2.2 مليون فلسطيني في القطاع، خاصة فيما يخص إدارة الشؤون المدنية وتوزيع المساعدات الإنسانية.

تلقى “صندوق غزة الإنساني”، الذي أُطلق بدعم أمريكي في مايو لتوزيع المساعدات، انتقادات حادة بسبب سوء إدارته، إذ لقي عشرات الفلسطينيين مصرعهم أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء وسط الفوضى.

فيما تُعِد إسرائيل خطة الإجلاء، تخوض في الوقت ذاته مفاوضات غير مباشرة مع حماس في الدوحة، بهدف التوصل إلى هدنة لمدة 60 يومًا، تشمل الإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء، وتسليم رفات نحو نصف القتلى الثلاثين المحتجزين.

يُتوقع أن يتناول لقاء نتنياهو وترامب في واشنطن هذه الصفقة، وسط مشاركة مصرية فعالة في الوساطة إلى جانب قطر والولايات المتحدة.

في هذا السياق، يستخدم نتنياهو خطة الإجلاء كورقة ضغط على حماس لدفعها نحو اتفاق، ما يتوافق مع تحذير ترامب مؤخرًا من أن الوضع “سيزداد سوءًا” إن فشلت حماس في إبرام صفقة مع إسرائيل. إلا أن هذه الورقة قد تضع مصر في موقف حرج، كما يرى محللون في القاهرة.

قال المحلل محمد الدهي: “ستستخدم مصر جميع الوسائل الدبلوماسية لإيصال مخاوفها”، مضيفًا أن القاهرة ستتخذ أيضًا ما يلزم لحماية حدودها.

منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حذرت القاهرة مرارًا من خطر تهجير سكان غزة إلى سيناء. حث رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي الفلسطينيين على البقاء في أراضيهم، محذرًا من أنهم قد لا يتمكنون من العودة لاحقًا. ووصف لاحقًا خطط التهجير، ومنها خطة ترامب لتحويل غزة إلى “ريفيرا الشرق الأوسط”، بأنهاعمل جائر” لا يمكن لمصر أن تقبل به.

ترفض مصر التهجير لأسباب وطنية وعربية، وتعتبر سلامة أراضيها خطًا أحمر. في أكتوبر أيضًا، حذر السيسي من أن نقل سكان غزة إلى سيناء سيجر مصر إلى صراع مباشر، وقد يهدد اتفاق السلام التاريخي مع إسرائيل. واقترح آنذاك حلاً بديلاً مؤقتًا بنقل سكان غزة إلى صحراء النقب.

تعارض مصر أيضًا احتلال إسرائيل لغزة، وترى فيه تمهيدًا لطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية، ما سيقضي على حلم الدولة الفلسطينية. تؤكد القاهرة دعمها لحل الدولتين، وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

عززت مصر إجراءاتها الأمنية في سيناء، بما في ذلك إرسال قوات ومعدات إضافية، ما أثار تحفظات في إسرائيل. يتوقع مراقبون اتخاذ مصر تدابير أمنية إضافية، خصوصًا بعد أوامر نتنياهو ببدء التحضيرات لإجلاء سكان غزة.

تخشى مصر من سيناريو “كابوسي”، يتمثل في تدفق مئات الآلاف من الفلسطينيين الجوعى والمرعوبين إلى أراضيها، ما يهدد أمنها واستقرارها.

قال عبد المجيد: “مصر مستعدة للدفاع عن أراضيها ضد أي مخططات لتهجير الفلسطينيين”، مشددًا على أن الدولة المصرية تستند إلى القانون الدولي في حماية أمنها القومي.

*نقل 15 مبنى حكوميًا فارغًا لصندوق سيادي خارج أي رقابة

أصدر مجلس الوزراء تعليمات مباشرة تقضي بنقل ملكية مقرات حكومية تم إخلاؤها بالكامل بعد الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة إلى صندوق مصر السيادي، دون أي إعلان شفاف أو توضيح للجهات الرقابية، في خطوة محيّرة تكشف عن مشهد أكثر خطورة مما يبدو.

لم يكتفِ القرار بهذا الحد، بل امتد ليشمل 15 مبنى حكوميًا شاغرًا لم يُستخدم حتى اللحظة، ما يشير إلى نية مسبقة في تجريد الدولة من أصولها الثابتة دون طرح أي تفاصيل أمام الشعب أو البرلمان.

أكد متابعون للملف أن هذه المقرات ليست مجرد مبانٍ مهجورة، بل ممتلكات ضخمة تقع في قلب القاهرة التاريخية والإدارية، وأن قيمتها السوقية تتخطى مليارات الجنيهات.

تمت هذه العملية في هدوء غريب وبلا مساءلة، وكأن هناك سباقًا خفيًا لتصفية كل ما يمكن بيعه أو نقله إلى كيانات تُدار خارج إطار الشفافية، تحت شعار “الاستغلال” و”الاستثمار”، بينما الحقيقة أن الشعب لا يعلم من المستثمر ولا شكل العائد.

أوضح مطلعون أن صندوق مصر السيادي، رغم حجمه الضخم ونطاق صلاحياته، لا يخضع لرقابة مالية مباشرة من البرلمان، ولا يلزمه الإفصاح العلني عن صفقاته، ما يعني أن هذه الممتلكات أصبحت الآن في قبضة جهة لا يُعرف من يديرها فعليًا ولا كيف ستُستخدم.

هذا النمط من النقل لا يمكن وصفه إلا بتجريد الدولة من عمودها الفقري العقاري، وتمهيد الطريق لتحويلها إلى أدوات مالية يتم تدويرها لحساب فئات معينة.

لفت متخصصون إلى أن عدد المباني المقرر نقلها – 15 مبنى بالكامل – يمثل حجمًا إداريًا هائلًا، وتفريغًا صريحًا لعقارات الدولة من دورها الخدمي إلى سوق التربح والاستثمار المشبوه، دون أي ضمان حقيقي بعدم بيعها لاحقًا لجهات أجنبية أو محلية غير معلومة.

هذا السيناريو يفتح الأبواب أمام استنزاف ممنهج لمقدرات الدولة في وضح النهار، دون حتى عناء التبرير أو الشرح.

زعم مطلعون على سير العمليات أن هذه الخطوة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأن ما يُخطط له يتجاوز مجرد نقل ملكية، ليصل إلى إعادة توزيع الثروات العقارية المصرية في هدوء، بعيدًا عن أعين الشعب، الذي لم يُستفتَ يومًا على بيع ممتلكاته، ولا حتى عَلِم ما يجري خلف الجدران المغلقة. أين الشفافية؟ من يقرر؟ ولمصلحة من يتم هذا النقل؟

أشار اقتصاديون إلى أن هذه السياسة تحمل في طياتها نوايا مقلقة، تُخفي عمليات تفكيك ممنهج للدولة من الداخل، وتحويل مؤسساتها إلى كتل قابلة للبيع، في الوقت الذي يُطالب فيه المواطن بالصبر وشد الحزام، بينما تُسحب ثروات بلاده بلا صوت ولا اعتراض.

استدرك مراقبون أن صندوق مصر السيادي لم يقدّم حتى الآن أي كشف واضح للعائدات المحققة من الأصول التي ضمها منذ تأسيسه، ما يزيد الغموض، ويؤكد أن ما يحدث ليس “استثمارًا”، بل إعادة توزيع خفية للثروة العامة، حيث تُنقل المباني باسم الشعب، لكنها لا تعود إليه بشيء.

ما جرى في صمت لم يكن نقلًا فنيًا ولا تطويرًا إداريًا .. بل عملية تسليم غير مشروطة لرقبة الدولة العقارية إلى مؤسسة غير خاضعة للمحاسبة الشعبية، في تكرار صارخ لنهج غامض يُدار في العلن بملامح الاستثمار، لكنه يحمل بين طياته مشهدًا أعمق بكثير: تفكيك الدولة الأصلية وتحويلها إلى كيانات للإيجار.

*مليار دولار قرض من الصين يسدده الفقراء لبناء مدن طبية للأغنياء بالعاصمة الإدارية

تواصل حكومة عبدالفتاح السيسي، ممثلة في وزارة الصحة والسكان، خطواتها نحو خصخصة قطاع الصحة، في وقت تخطط فيه لاقتراض نحو مليار دولار من بنوك صينية لتمويل مشروع إنشاء “مدينة طبية متكاملة” بالعاصمة الإدارية الجديدة، وسط انتقادات متزايدة من نقابات مهنية ومؤسسات حقوقية حول مستقبل الرعاية الصحية في البلاد.

وبحسب مصادر مطلعة نقلت عنها وكالة الشرق بلومبيرج، فإن وزارة الصحة دخلت في مفاوضات متقدمة مع عدد من البنوك الصينية للحصول على قرض ضخم بقيمة مليار دولار، بهدف تمويل مشروع المدينة الطبية التي ستقام على مساحة تبلغ 230 فدانًا، ومن المخطط أن تضم 4200 سرير و18 معهداً طبياً متخصصاً.

الشركة الصينية تنفذ المشروع بتصميمات جاهزة
وسيتولى تنفيذ المشروع شركة
CSCEC، وهي الشركة الصينية العامة للهندسة الإنشائية، والتي تعد من أكبر شركات المقاولات في العالم، ولها سجل حافل من المشروعات العملاقة في مصر، من بينها منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة، التي تضم 20 برجًا بتكلفة تبلغ نحو 3.8 مليار دولار، إلى جانب مشروع أبراج “الداون تاون” في مدينة العلمين الجديدة.

وقالت المصادر إن الشركة انتهت بالفعل من إعداد التصميمات الخاصة بالمدينة الطبية، وتم الاتفاق على شروط التمويل مع البنوك الصينية، والتي يُرجَّح أن تكون ميسّرة على مستوى الفوائد وفترات السداد، على أن يبدأ التنفيذ قبل نهاية عام 2025، فور استكمال إجراءات التفعيل المالي بين الطرفين. 

خصخصة تتوسع.. والمخاوف تتزايد
يتزامن الإعلان عن مشروع المدينة الطبية الجديد مع موجة من الجدل أثارها توقيع عبد الفتاح السيسي، في 24 يونيو 2024، على قانون جديد يمنح التزام المرافق العامة لإدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية، وهو ما وُصف بأنه يمثل خطوة كبرى في اتجاه خصخصة المستشفيات الحكومية.

القانون يفتح الباب أمام المستثمرين المصريين والأجانب، سواء كانوا أفرادًا أو شركات، لتولي مسؤولية تشغيل وإدارة المستشفيات، بما في ذلك الخدمات الطبية الحيوية التي كانت حتى وقت قريب تمثل صلب الدور الاجتماعي للدولة.

وقد أعربت نقابة الأطباء، إلى جانب العديد من المنظمات الحقوقية، عن قلقها من تبعات القانون الجديد، محذرة من أن خصخصة القطاع الصحي قد تؤدي إلى تراجع جودة الخدمات الصحية للفئات الأكثر هشاشة، خاصة في ظل الارتفاع الحاد في أسعار الخدمات الطبية في القطاع الخاص، واستمرار معاناة المستشفيات العامة من نقص في الموارد والكوادر.

 

*اعتراف تموين الانقلاب الفساد فى منافذ مشروع جمعيتى والتلاعب بأموال الدعم لا يتوقف

الفساد فى منافذ مشروع جمعيتى والتلاعب بأموال الدعم التموينى لا يتوقف ورغم اعتراف وزارة تموين الانقلاب بهذا الفساد والتلاعب إلا أنها لم تتخذ قرارا حاسما لوقف هذه المخالفات وهو ما يثير تساؤلات الرأى العام حول ما إذا كان هناك تعمد لإهدار حق الغلابة فى الحصول على الدعم

فى هذا السياق اعترفت الشركة المصرية لتجارة الجملة، إحدى الشركات التابعة لوزارة تموين الانقلاب بتورط عدد من الموظفين من أمناء العهدة بمنطقة مبيعات 6 أكتوبر، في صرف سلع تموينية لأصحاب مشروع جمعيتي، بنسب تتجاوز معدل الصرف المقررة لهم مما يلحق أضرارًا بالمخزون الاستراتيجي للشركة من السلع.

وقالت الشركة انه صدر قرار إداري رقم (941) بتاريخ 2 يوليو 2025، تضمن توقيع جزاءات بخصم أجر خمسة أيام من رواتب عدد(13) موظفا بالشركة.

المقررات التموينية

وأوضحت أن هؤلاء العاملين قاموا بمخالفة مقتضى وظيفتهم من حيث تجاوزهم نسب صرف المقررات التموينية لسلعتي السكر والزيت والتي تفاوتت خلال أشهر (فبراير ومارس وابريل لعام ٢٠٢٤ ) لأصحاب مشروع جمعيتي بمنطقة مبيعات 6 أكتوبر.

وأكدت الشركة أن هذا التجاوز في صرف السلع والمخالف للتعليمات المنظمة لنسب الصرف لاصحاب مشروع جمعيتي يترتب عليه حدوث عجز في أرصدة السلع التموينيه ومنع تكوين رصيد احتياطي من السلع التموينية مما يترتب عليه صعوبة توفير المقررات في الأشهر اللاحقه مما يوثر علي سمعة الشركه وتعرضها للمساءلة أمام الجهات الرقابية وفق تعبيرها .

لجنة قانونية

كانت الشركة المصرية لتجارة الجملة التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية بحكومة الانقلاب قد قررت تشكيل لجنة قانونية للنظر فى مخالفات مشروع جمعيتي وذلك بعد مراجعة 15ملفًا وردت من مدير عام مشروع “جمعيتي”، بموجب الكتاب رقم (315) المؤرخ في 4 مايو 2025، والمتضمن طلب مراجعة العقود المرفقة.

وتوصلت اللجنة القانونية بعد فرز العقود الغير قانونية إلى خلو ملفات العقود من الموقف المالي والقانوني الخاص بالشركة المصرية لتجارة الجملة، من حيث وجود مديونيات لصالح الشركة أو بلاغات أو قضايا مقيدة ضد أصحاب المنافذ وكذلك خلو كافة الملفات من الموقف المالي والقانوني الصادر عن الهيئة العامة للسلع التموينية، والذي يصدر عن مديرية التموين المختصة، متضمنًا الإفادة بشأن وجود مديونيات أو مخالفات أو بلاغات من عدمه، وكذا الموافقة على تشغيل صاحب المنفذ اضافة إلى خلو بعض الملفات من موافقة وزير تموين الانقلاب على تشغيل المنفذ وخلو بعض الملفات من موافقة وزير تموين الانقلاب على الاستثناء من أحد شروط التعاقد، حال وجود استثناء.

التأمين المستحق 

وأشارت اللجنة إلى عدم صحة توقيع صاحب المشروع، حيث لوحظ عدم التوقيع الرباعي الكامل في كافة صفحات العقد، وهو إجراء أساسي نظرًا لكونه طرفًا أصيلًا فيه بجانب خلو بعض الملفات من استمارات المعاينة المعتمدة، مع ضرورة التأكد من مطابقة المنفذ لكافة الشروط المحددة.

وأكدت عدم وجود ما يفيد بسداد التأمين المستحق لصالح الشركة، مع غياب ما يدل على خصم أي مديونية متعلقة بصاحب المنفذ لصالح الشركة.

وأوصت اللجنة بتكليف الإدارة العامة لمشروع جمعيتي، ومديري العموم بمناطق البيع، ومديري الإدارات المختصة، بضرورة استيفاء كافة البنود والمستندات المشار إليها، والالتزام التام بكافة قرارات وتوجيهات وزارة تموين الانقلاب خاصة القرار الوزاري رقم (105) لسنة 2024 بشأن تنظيم مشروع “جمعيتي” والمنشور بالوقائع المصرية العدد (132 تابع ب) بتاريخ 13 يونيو 2024.

وشددت على مراجعة مدى انطباق شروط المشروع على كافة المتقدمين والمستفيدين الحاليين، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حال فقدان أحد الشروط، وذلك من خلال إعداد مذكرة شارحة مدعمة بالمستندات. 

لجان تفتيش

وطالبت اللجنة بتشكيل لجان للمرور والتفتيش الدوري على مقرات منافذ مشروع “جمعيتي”، للتأكد من مباشرة النشاط في المواقع المتعاقد عليها، ورفع تقارير تفصيلية بنتائج المرور، على أن تُعد هذه التقارير من قبل مناطق البيع والإدارة العامة للمشروع.

وأوضحت أنه في حالة العقود المجددة، يُشترط التحقق من سلامة الموقف المالي والقانوني لصاحب المشروع، وتقديم خطاب من مديرية التموين المختصة يتضمن الموافقة على التشغيل، وخلو المنفذ من مخالفات أو مديونيات تمنع التعاقد، على أن يتم حفظ هذه الإفادات ضمن ملف التعاقد قبل تنفيذ أي صرف سلعي مشيرة إلى ضرورة المتابعة الدورية من قبل مدير عام المنطقة المختصة، للتأكد من سلامة إجراءات الصرف من فروع الشركة، مع الإبلاغ الفوري عن أي مخالفات قد تضر بأموال الشركة.

كما طالبت اللجنة بإنشاء قاعدة بيانات متكاملة ومُحدثة لكافة منافذ مشروع “جمعيتي”، موضحًا بها جميع التفاصيل المتعلقة بكل منفذ منذ بدء النشاط، وأية مستجدات تطرأ عليه.

*فناكيش السيسي الرقمية تتهاوى أمام حريق رمسيس واستمرار قطع الاتصالات وعطل بالتأمينات والمخابز والمولات

عاشت العاصمة القاهرة يومًا من الارتباك والشلل جراء حريق ضخم شب في سنترال رمسيس، أحد أهم مراكز الاتصالات في البلاد.

لم يقتصر الأمر على تصاعد الدخان من أحد مباني وسط القاهرة، بل امتدت تداعيات الحريق لتكشف ضعفًا بنيويًا واسعًا في قطاعات حيوية شملت الاتصالات، الإنترنت، البورصة، الطيران، والمرافق المالية، بل وحتى رغيف الخبز المدعوم.

ورغم تعدد الروايات الرسمية بشأن أسباب الحريق وأعداد الضحايا، إلا أن ما بات مؤكدًا هو أن الحادث تجاوز نطاق الضرر المحدود ليصيب شرايين الدولة الحديثة في مقتل.

انهيار في الخدمات وتعطيل كامل لمظاهر الحياة اليومية
عقب اندلاع الحريق في الطابق السابع من مبنى سنترال رمسيس –المكون من عشرة طوابق– بدأت التأثيرات تتوالى: انقطعت خدمات الإنترنت، تعطلت شبكات المحمول، وخرجت أنظمة الدفع الإلكتروني عن الخدمة.

في جولة بمنطقة المقطم، كانت تداعيات الحريق واضحة. في سلسلة محلات تجارية مثل “كارفور”، و”مترو” و”سبينس”، أجبر العطل القائم العاملين على إبلاغ الزبائن بأن الدفع متاح نقدًا فقط، ما أدى إلى انسحاب جماعي وركود غير مسبوق.

كذلك، توقفت ماكينات الصراف الآلي (ATM) لبنوك الأهلي المصري، والعربي الإفريقي، وبنك الإسكندرية عن العمل بالكامل، بينما عملت بعض ماكينات بنك مصر ببطء شديد تسبب في تكدس المواطنين. 

تضارب حكومي في الأرقام والتصريحات
في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 27، أصدرت النيابة العامة بيانًا يتحدث عن 21 مصابًا فقط دون توضيح خطورة الإصابات.

وأعلنت النيابة فتح تحقيق موسع بشأن مدى الالتزام بإجراءات السلامة، فيما جرى انتداب الطب الشرعي للكشف على الجثامين.

لكن المفارقة الأكبر ظهرت في تصريحات الحكومة المتناقضة بشأن الأسباب الفنية لتعطل الإنترنت. فبينما أكد بيان رسمي لمجلس الوزراء أن الحريق هو السبب المباشر في توقف الخدمة، خرج وزير الشؤون النيابية المستشار محمود فوزي أمام البرلمان ليقول إن “قطع الاتصالات كان إجراءً وقائيًا واختياريًا”، لحماية السنترالات من أضرار أوسع. 

مخابز دون شبكة… والمواطنون بلا خبز
وامتدت الكارثة إلى منظومة الخبز المدعم، إذ واجهت المخابز صعوبات في صرف الحصص اليومية للمواطنين بسبب انقطاع الشبكة الإلكترونية المعتمدة في إدارة الدعم.

خالد صبري، المتحدث باسم شعبة المخابز، أكد أن بعض أصحاب المخابز لم يكونوا على علم بانقطاع الشبكة، ما أخر استجابتهم وأدى لتوقف الخدمة.

وبينما اضطر أصحاب المخابز إلى شراء خطوط إنترنت يدوية للتغلب على الأزمة، أكد وزير التموين شريف فاروق لاحقًا أن المنظومة عادت للعمل بكفاءة منذ الخامسة صباحًا، وهو ما لم يؤكده المواطنون في عدة مناطق. 

الإسكان والبنوك يتلقون الضربة
وفي قطاع الإسكان، تعطلت عمليات سداد الأقساط المستحقة لهيئة المجتمعات العمرانية نتيجة تعطل بوابات الدفع الإلكتروني. وقال مصدر مسؤول في وزارة الإسكان إن الأزمة عطلت أيضًا سداد العملاء والمطورين لمستحقاتهم لدى شركات التطوير العقاري والمقاولات، ما يهدد بتأخير تنفيذ عدد من المشروعات.

أما القطاع المصرفي، فقد اضطر البنك المركزي المصري إلى رفع الحد الأقصى للسحب النقدي اليومي إلى 500 ألف جنيه وتوسيع ساعات العمل في عدد من الفروع للتعامل مع تداعيات الحادث. وأرسل البنك الأهلي المصري رسائل اعتذار لعملائه قال فيها إن العمل جارٍ لاستعادة الخدمات في أسرع وقت. 

البورصة والطيران… في مهب الأزمة
الحريق تسبب أيضًا في تعليق جلسة تداول البورصة، بينما أعلنت وزارة الطيران المدني عن تأخيرات “محدودة” في بعض الرحلات الجوية نتيجة تعطل أنظمة الاتصالات، وهو ما كذّبه لاحقًا عدد من المسافرين الذين اشتكوا من فوضى في المطار قبل أن تُغلق صفحة الوزارة على “فيسبوك” خاصية التعليقات على منشوراتها. 

البرلمان يشتعل… استدعاء وزير الاتصالات
في الجلسة العامة للبرلمان، شن النائب ضياء الدين داود هجومًا حادًا على الحكومة، متهمًا إياها بالكذب على الشعب قائلاً: “هذه حكومة إضرام النيران.. متى يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم؟”. وأعلن البرلمان استدعاء وزير الاتصالات عمرو طلعت لاجتماع عاجل للرد على البيانات العاجلة بشأن الحادث. 

من ماس كهربائي إلى ماس وطني في البنية التحتية
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن ماسًا كهربائيًا قد يكون السبب وراء الحريق، وهو سيناريو بات مألوفًا في منشآت الدولة، لكنه في هذه المرة لم يترك أثرًا على جدران السنترال فحسب، بل فضح هشاشة غير مسبوقة في البنية التحتية الرقمية للبلاد.

*زيادة فواتير الكهرباء تصدم المصريين وتكسر ظهر الطبقات المتوسطة والفقيرة

أعلنت الحكومة عن خطة جديدة وضعت المواطنين في مواجهة مباشرة مع نار الأسعار، حيث كشفت تفاصيل موجعة عن زيادات مرتقبة في أسعار الكهرباء، ستُطبق قريبًا على جميع شرائح الاستهلاك دون استثناء.

هذه الزيادة لم تأتِ مفاجِئة بقدر ما جاءت فاضحة للواقع الاقتصادي المُتردي، الذي بات المواطن هو وقوده الأساسي.

كشفت المعلومات أن فاتورة الكهرباء ستُقسم إلى سبع شرائح، كل منها بسعر مختلف، يرتفع تدريجيًا مع كمية الاستهلاك.

تبدأ الشريحة الأولى من صفر حتى 50 كيلو وات ساعة بسعر 68 قرشًا، ثم تتصاعد الشريحة الثانية من 51 حتى 100 كيلو وات لتُحسب بـ78 قرشًا، تليها الشريحة الثالثة من صفر حتى 200 كيلو وات بسعر 95 قرشًا.

أما الشريحة الرابعة، فتغطي من 201 حتى 350 كيلو وات وتُحسب بـ155 قرشًا، تليها الخامسة من 351 حتى 650 كيلو وات بسعر 195 قرشًا.

في الشريحة السادسة، التي تمتد من أكثر من 650 حتى 1000 كيلو وات، تُحسب الكيلووات بسعر 210 قروش، بينما تُعتبر الشريحة السابعة، لأكثر من 1000 كيلو وات، هي الأعلى على الإطلاق بسعر 223 قرشًا للكيلو.

أكدت المصادر المطلعة أن هذه الزيادة تُبررها الحكومة بتغطية تكاليف الإنتاج، التي ارتفعت بسبب تغيرات أسعار الوقود عالميًا، وأيضًا لتخفيف الأعباء المالية عن كاهل الدولة، في إطار خطة تقشفية لا تمس سوى محدودي الدخل.

هذه الخطوة التي تُوصف بأنها “إصلاح اقتصادي”، في حقيقتها تدفع ثمنها الأسر التي لا تملك ترف الاستغناء عن الكهرباء، ولو لساعة واحدة.

أوضح الواقع أن هذه الزيادات تُضاف إلى سلسلة ارتفاعات متوالية في الأسعار تضرب كل شيء من الطعام إلى الدواء، ليُترك المواطن يواجه وحده عاصفة اقتصادية لا تهدأ.

زاد القلق الشعبي بعد تزايد الحديث عن تطبيق الزيادة رسميًا خلال أسابيع، وسط صمت تام من الجهات المسؤولة، التي تفضل تمرير القرار على استحياء بعد أن تضمن أن الناس لا تملك رفاهية الرفض.

أشار المواطنون إلى أن الوضع بات لا يُحتمل، فالفاتورة التي كانت تتحملها الأسر بصعوبة أصبحت الآن عبئًا خانقًا، يهدد ميزانياتهم الهشة.

هل يُعقل أن من يستهلك أكثر من 1000 كيلو وات يدفع 2.23 جنيه عن كل كيلو؟ وهل من يستهلك 200 كيلو وات فقط – وهم الأغلبية – يدفع 95 قرشًا؟ كل هذا يحدث بينما الرواتب لا تتحرك، والأسعار لا تتوقف عن الصعود، وكأن الحكومة تُراهن على صبر الشعب إلى ما لا نهاية.

استدرك الشارع أن هذا القرار ليس مجرد أرقام، بل ضربة مباشرة في الصدر، تمس الحياة اليومية للملايين، وتشير بوضوح إلى أن سياسة تحميل المواطن كل الأعباء لا تزال مستمرة بلا تراجع.

لم تُعلن أي جهة عن دعم بديل أو خطوات لتعويض المتضررين، بل تُرك الناس أمام خيار وحيد: ادفع أو انقطع عنك التيار.

لفت كثيرون إلى أن الحديث المتكرر عنترشيد الاستهلاك” لم يعد مقنعًا، فالجميع تقريبًا يستخدمون الكهرباء في أضيق الحدود، ومع ذلك يُعاقبون.

فمن يسكن شقة صغيرة ويشغل المروحة والثلاجة فقط، يجد نفسه في الشريحة الثالثة أو الرابعة، ويُجبر على دفع أكثر من نصف راتبه في فاتورة واحدة.

تُعد هذه الخطوة – رغم كل ما يقالدليلاً فاضحًا على غياب العدالة الاجتماعية، حيث تُمرر الزيادات باسم الإصلاح، بينما تعمق الفجوة بين الطبقات، وتُجهز على ما تبقى من طموحات المواطن العادي في حياة كريمة.

ترقب الجميع الإعلان الرسمي للزيادة في غضون أسابيع قليلة، ليُطبق بعدها القرار فعليًا دون مقدمات، وكأن الحكومة تطلب من الناس التأقلم مع الألم لا الاعتراض عليه.

*57.5 مليار جنيه تبخرت دون أثر حقيقي رغم وعود فرص العمل

أوضح مصدر مطّلع أن الدولة قامت خلال الفترة من يوليو 2014 وحتى مايو 2025 بضخ 57.5 مليار جنيه تحت لافتةتنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر”، في ظل وعود صاخبة بتحقيق تحول جذري في سوق العمل وتوفير ملايين من فرص التشغيل، إلا أن هذه الشعارات لم تثمر عن واقع ملموس حتى الآن.

أعلن القائمون على إدارة هذه الأموال أن هذه المبالغ ساهمت في توفير 3.4 مليون فرصة عمل، لكن عند فحص الواقع، تتبخر هذه الأرقام مثل دخان في الهواء، فلا أثر حقيقي ملموس لها على الأرض، ولا شواهد تدعم الادعاء بحدوث انتعاش اقتصادي منشود.

أوضح مراقبون أن هذه التمويلات التي تم تقديمها على مدار أكثر من عشر سنوات لم تترك بصمة واضحة في المشهد الاقتصادي أو الاجتماعي، وكأنها صُرفت على مشروعات ورقية سرعان ما اختفت، تاركة خلفها تساؤلات صادمة عن الكيفية التي تم بها توزيع هذه الأموال، ولمن؟

لفت مختصون إلى أن تكرار الأرقام وتضخيمها في بيانات متتالية لا يعني بالضرورة تحقق الأثر، بل ربما يكون وسيلة لستر الفشل، خاصة وأن المواطن البسيط لا يرى أثراً لهذه “الملايين من فرص العملفي حياته اليومية، بل يشهد على ارتفاع معدلات البطالة، وتآكل الطبقة المتوسطة، وغياب أي مظاهر ازدهار حقيقية في أوساط صغار المستثمرين.

استدركت بعض الجهات بأن هناك مشروعات تم تمويلها بالفعل، لكن لم يتم الإشراف الجاد عليها، ولم تُفعّل آليات المتابعة أو تقييم الأداء، مما جعل المال العام عرضة للضياع بين أيدي المتربحين أو المضللين ممن تسللوا إلى تلك البرامج بشهادات وهمية وخطط كرتونية.

أشار من راقبوا هذه العملية إلى أن ما يقارب 58 مليار جنيه خُصصت بالفعل، ومع ذلك لا تزال أزمة فرص العمل قائمة، والمواطن لا يشعر بأي فارق حقيقي، ما يثير الريبة ويكشف عن وجود فجوة عميقة بين ما يُقال وبين ما يحدث فعلياً.

أكدت قراءات متخصصة أن الرقم المعلن عن 3.4 مليون فرصة يبدو ضخمًا على الورق، لكنه متناقض مع الواقع المُعاش في الأسواق، حيث يعاني الكثير من الشباب من العطالة والبطالة، ويضطرون للبحث عن بدائل غير آمنة أو الهجرة بحثاً عن أمل مفقود.

استرسل بعض المتابعين في الإشارة إلى أن حجم التمويل كان كفيلاً بإحداث ثورة إنتاجية فعلية لو أُدير بشفافية وفعالية، لكنه ضاع في غياب خطط حقيقية، أو إرادة حاسمة لمكافحة الفساد الإداري والروتيني والوساطة والمحسوبية التي نخرت في صميم هذه البرامج.

أجاب الواقع نفسه على تساؤلات الرأي العام: أين ذهبت هذه الأموال؟ لماذا لم يشعر المواطن بتأثيرها؟ لماذا تزداد المعاناة رغم هذه المليارات التي تم ضخها؟

زعم القائمون على هذه المبادرات أنها أحدثت فارقًا، لكن الحقيقة المرة أن المواطن يرى المصانع الصغيرة تغلق، والشباب يتسكع على الأرصفة بلا أمل، والبنوك تطالب من اقترضوا بمستحقاتها دون أن يكونوا قد جنوا شيئًا من تلك المشاريع.

هكذا، تتراكم الأرقام في التقارير، وتختفي آثارها في الميدان، ويبقى المواطن رهين وعود لم تُنفّذ، ومشروعات لم تُر، وأموال ضُخت وكأنها سُكبت في الرمال.

*مدرسة خاصة تحلب جيوب الأهالي بزيادات جنونية لتمويل حملة مرشح لمجلس الشيوخ الانتخابية

اتهم أولياء أمور بمحافظة سوهاج إدارة مدرسة جيل المستقبل الخاصة بالكوامل، والمملوكة للنائب السابق بمجلس النواب والمرشح الحالي لمجلس الشيوخ أحمد حلمي الشريف، بفرض زيادات جنونية وغير قانونية على المصروفات الدراسية، وسط صمت مطبق من الجهات المعنية وتجاهل تام للقرارات الوزارية الملزمة التي تحدد النسب القصوى للزيادات السنوية.

أكد ولي أمر طالبتين بالمدرسة أنه سدّد العام الماضي كامل المصروفات الدراسية عبر البنك العربي الإفريقي الدولي، حيث بلغت المصاريف للصف الأول الثانوي 34450 جنيهًا، بينما بلغت للصف الخامس الابتدائي 23570 جنيهًا، دون شمول قيمة خدمة النقل المدرسي، موضحًا أن الإدارة التزمت وقتها بالشرائح الرسمية للزيادة المقررة من وزارة التربية والتعليم.

فوجئ ولي الأمر في نهاية يونيو 2025 بقيام المدرسة بإرسال مطالبة مالية للعام الدراسي الجديد، تضمنت قفزة هائلة في المصروفات دون أي مقدمات أو نقاشات مسبقة مع مجلس أولياء الأمور، إذ طالبت بسداد 60000 جنيه عن ابنته في الصف الثاني الثانوي، ما يمثل زيادة بنسبة تقارب 100%، بينما ارتفعت مصاريف ابنته الأخرى في الصف السادس الابتدائي إلى 32400 جنيه، بزيادة تصل إلى 30% بعد خصم ما يُعرف بـ”تخفيض الأخوة”.

أوضح ولي الأمر أن هذه الزيادات غير قانونية على الإطلاق، وتخالف بوضوح القرار الوزاري الصادر عن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والذي نصّ بوضوح على أن أقصى زيادة للمدارس التي تتجاوز مصروفاتها الـ20000 جنيه يجب ألا تتعدى 7% فقط. وبهذا تكون إدارة المدرسة قد تجاوزت الحد المسموح به بمعدل صادم يثير الريبة والتساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه المخالفات المتعمدة، خاصة أنها تأتي بالتزامن مع ترشح مالك المدرسة أحمد حلمي الشريف لمجلس الشيوخ.

أشار أولياء الأمور إلى أن إدارة المدرسة لم تلتزم فقط بتجاهل النسبة المقررة قانونًا، بل تعمدت فرض الزيادة دون إخطار أو إشراك أي جهة رقابية داخل المدرسة، مثل مجلس الآباء، وفرضت الأمر كتحصيل إجباري دون مناقشة أو بديل، مما تسبب في موجة غضب مكتومة بين الأهالي، الذين يخشون من الانتقام من أبنائهم في حال تقدمهم بشكاوى رسمية ضد الإدارة.

لفت أولياء الأمور إلى أن المخالفة لم تقتصر على فرع الكوامل فقط، بل امتدت إلى فرع المدرسة بأخميم أيضًا، مما يبرهن على وجود نهج متعمد وليس خطأ إداريًا عابرًا، ويثير التساؤلات حول غياب الرقابة الكاملة على هذه المؤسسات التعليمية الخاصة، وكيف يُترك لأصحابها حرية تجاوز القانون بهذه الطريقة المستفزة دون محاسبة.

استنكر أولياء الأمور هذه الزيادات التي وصفوها بـ”الابتزاز المالي”، وتساءلوا إن كانت تأتي في إطار تمويل الحملة الانتخابية للمرشح البرلماني أحمد حلمي الشريف من جيوب المواطنين، في مشهد يتكرر بنفس الأدوار ولكن بأدوات مختلفة كل دورة انتخابية، مطالبين بالتدخل الفوري من الجهات المسؤولة لوضع حد لهذا التلاعب العلني بالمصروفات، وإعادة الأمور إلى نصابها، وتطبيق الإجراءات القانونية المنصوص عليها في حال المخالفة، والتي قد تصل إلى وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري.

شددت وزارة التربية والتعليم في تعليماتها الأخيرة على أن أي مدرسة تتجاوز الحدود القانونية في تحصيل المصروفات، سواء بإعادة تقييم غير قانوني أو بفرض زيادات أعلى من الشرائح المعتمدة، تخضع للمساءلة الفورية، مؤكدة أن هناك نسب محددة بوضوح للزيادة السنوية يجب الالتزام بها، وهي تتراوح بين 5% و7% فقط بالنسبة للمدارس التي تتجاوز مصروفاتها 20000 جنيه، ما يجعل ما حدث بمدرسة جيل المستقبل تجاوزًا فادحًا لا يحتمل التبرير.

أردف أولياء الأمور أن ما يجري الآن ليس فقط مخالفة قانونية، بل يُعد استغلالًا صارخًا للسلطة والنفوذ في مؤسسات تعليمية من المفترض أن تحترم القانون وتراعي ظروف المواطنين، لا أن تتحول إلى أداة جباية لا ترحم، خصوصًا في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة تعاني منها غالبية الأسر المصرية.

وطالب المتضررون بفتح تحقيق عاجل في هذه الواقعة التي طالت عدداً كبيراً من الأسر، وبضرورة مساءلة كل من تورّط في هذه الزيادات المشبوهة، مطالبين بإلغاء المصروفات الجديدة وإلزام المدرسة بالعودة إلى الزيادة القانونية فقط، حماية لحقوق الطلاب وكرامة أولياء أمورهم.

الكشف عن جهة دولية حذرت مصر من “خطر وجودي” على الخدمات الرقمية قبل كارثة سنترال رمسيس بـ5 سنوات.. الأربعاء 9 يوليو 2025م.. تيران وصنافير أم توقف “الرز” سبب تدهور العلاقة بين السيسي وابن سلمان؟

الكشف عن جهة دولية حذرت مصر من “خطر وجودي” على الخدمات الرقمية قبل كارثة سنترال رمسيس بـ5 سنوات.. الأربعاء 9 يوليو 2025م.. تيران وصنافير أم توقف “الرز” سبب تدهور العلاقة بين السيسي وابن سلمان؟

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*منظمة العفو الدولية تطالب الانقلاب بوقف حملات القمع وإطلاق سراح المعتقلين

كشفت منظمة العفو الدولية عن موجة واسعة من الاعتقالات التعسفية  تشنها حكومة الانقلاب حاليا والتي طالت نشطاء وصحفيين بلا أي مبرر قانوني. 

وقالت المنظمة في تقرير جديد عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر،  أن هذه الحملة الممنهجة تستهدف إسكات أصوات المعارضة وتكميم الأفواه، مما يعكس وضعًا كارثيًا بحق الحريات الأساسية. 

وأشار التقرير إلى أن سلطات الانقلاب نفذت اعتقالات عشوائية تجاوزت مئات الحالات خلال الفترة الأخيرة، مستهدفة مدنيين لهم مواقف نقدية سلمية، مشيرا إلى تصاعد عمليات التضييق على وسائل الإعلام المستقلة، مما يقضي على أي مجال للتعبير الحر والرأي الآخر. 

وأوضح أن هذا القمع لا يقتصر على الاعتقالات فقط، بل يمتد إلى حرمان المعتقلين من حقوقهم الأساسية وغياب المحاكمات العادلة مؤكدا أن هذه الانتهاكات تعكس سياسة رسمية ممنهجة للتعتيم على الجرائم والانتهاكات داخل السجون، حيث يعاني المعتقلون من ظروف احتجاز قاسية، 

وأكد التقرير أن هذه الأفعال تنتهك القوانين الدولية والمواثيق التي تحمي حقوق الإنسان. لافتا إلى أن استمرار هذه الممارسات دون محاسبة يؤكد عدم جدية سلطات الانقلاب في إجراء أي إصلاحات حقيقية. 

وطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لوقف هذه التجاوزات التي تهدد أساس الديمقراطية وحقوق الإنسان محذرا من المآسي التي يعانيها المعتقلون وأسرهم، حيث يسود الخوف والقلق من مصير مجهول وسط صمت رسمي مخيف. 

وحذر التقرير من أن الفشل في تحقيق الإصلاحات العاجلة سيؤدي إلى مزيد من الانتهاكات وتدهور الأوضاع الحقوقية في مصر، مشددا على أن هذا الواقع المرير يضع مصداقية دولة العسكر على المحك حيث أن الإفلات من العقاب يشجع على تفاقم هذه الانتهاكات. 

وشددت منظمة العفو الدولية على ضرورة وقف الحملات القمعية فورا، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وضمان حرية التعبير دون قيود، لكي تستعيد مصر احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية التي تفتقدها فى زمن الانقلاب بشكل مؤلم. 

*ناشط مصري: لو حدث ما بذهني فحريق سنترال رمسيس سيكون بفعل فاعل

علق الناشط السياسي الذي أشرف علي بناء مكتبة الاِسكندرية ممدوح حمزة على كثرة الحوادث في مصر ووقوع حريق سنترال رمسيس الذي يشير لوجود شيء غير طبيعي.

وأوضح حمزة في تدوينة له على موقع “إكس”: “حريق السنترال !!؟؟ ليس طبيعي كثرة الحرائق ليس طبيعي كثرة حوادث الطرق والسكة الحديد ليس طبيعي هناك من يخطط لاستغلال الغضب الشعبي وبالأخص بعد صدور قانون الايجارات القديمه الذي ينصف فئة قليلة علي فئة كبيرة جدا علي الأقل بنسبة 1 إلى 30“.

وقال الناشط المصري في منشور آخر على “فيسبوك”: “بدون تفكير ولا يحتاج إلى ذكاء لو انتهي مبنى سنترال رمسيس في يد مشتري أجنبي يكون الحريق فعل فاعل“.

وكان قد اندلع حريق هائل مساء الإثنين، في مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة، وهو أحد أكبر مراكز الاتصالات في مصر، وأدى الحريق إلى تدمير كابلات رئيسية وسيرفرات بالطابق السابع، مما تسبب في انقطاع جزئي لخدمات الإنترنت الأرضي والهاتف الثابت، وتعطل خدمات مالية مثل ماكينات الصراف الآلي وتطبيقات الدفع الإلكتروني.

وتسبب الحريق في تعليق تداول البورصة المصرية يوم الثلاثاء، وتأثرت خدمات الطيران والمعاملات البنكية، مما دفع البنك المركزي لمد ساعات عمل بعض فروع البنوك حتى الخامسة مساء، في حين طالب مجلس النواب بإجراءات طارئة لإعادة هيكلة البنية التحتية الرقمية وتفعيل أنظمة الحماية لمنع تكرار الحوادث، مع التركيز على تعويض المتضررين.

*الكشف عن جهة دولية حذرت مصر من “خطر وجودي” على الخدمات الرقمية قبل كارثة سنترال رمسيس بـ5 سنوات

في أعقاب الحريق المدمر الذي شب في سنترال رمسيس وأدى إلى شلل شبه كامل في خدمات الاتصالات والإنترنت بمصر، عادت الأضواء لتسلط على تحذير قديم للبنك الدولي صدر قبل خمس سنوات.

ففي تقرير مفصل بعنوان “تقييم الاقتصاد الرقمي في مصر” عام 2020، حذر البنك الدولي من مخاطر الاعتماد على بنية تحتية أحادية للاتصالات.

كشف التقرير الذي أعدّه خبراء البنك الدولي عن نقطة ضعف جوهرية في نظام الاتصالات المصري، تتمثل في ظاهرة “نقطة الفشل الواحدة”، حيث أشار إلى أن هيمنة الشركة المصرية للاتصالات على البنية التحتية الثابتة تشكل تهديداً وجودياً لاستمرارية الخدمات الرقمية في البلاد. وقد تحققت نبوءة التقرير بشكل مأساوي مع حريق سنترال رمسيس الذي كشف عن هشاشة النظام.

أكد التقرير أن غياب الأنظمة الاحتياطية (Redundancy) وخطط التعافي من الكوارث (Disaster Recovery) يجعل الشبكة الرقمية المصرية عرضة لانهيارات كاملة في حال تعطل أي مركز رئيسي. كما انتقد بشدة غياب آليات تحويل الخدمة التلقائي (Failover Systems) التي كان من الممكن أن تخفف من آثار الكارثة الحالية.

قدم البنك الدولي في وثيقته تحليلاً شاملاً لواقع القطاع الرقمي المصري، مشيراً إلى مكامن القوة مثل السوق الكبير والموقع الاستراتيجي، لكنه حذر من أن هذه المزايا تتعرض للتقويض بسبب اختلالات هيكلية. وركز التقرير على ثلاث مشكلات رئيسية: الاحتكار الفعلي للبنية التحتية، والتداخل المؤسسي بين المنظم والمشغل، والإطار التنظيمي الضعيف.

تضمنت التوصيات الإصلاحية التي قدمها البنك الدولي إجراءات عاجلة وطويلة المدى، بدءاً من إعادة تصنيف الشركة المصرية للاتصالات كمشغل ذي تأثير سوقي كبير، ومروراً بفصل أدوارها كمزود خدمة ومنظم للسوق، وانتهاءً بمراجعة شاملة لقانون الاتصالات. كما دعا إلى إتاحة البنية التحتية غير المستغلة للقطاع الخاص وتوزيع عادل للطيف الترددي.

الأكثر إثارة للقلق أن التقرير حدد جدولاً زمنياً لتنفيذ الإصلاحات يتراوح بين 3 و36 شهراً، مع تصنيف معظمها كأولوية عالية. لكن خمس سنوات مرت على تلك التحذيرات دون أن تشهد تنفيذاً جوهرياً للتوصيات، مما يجعل كارثة اليوم نتيجة متوقعة لإهمال التحذيرات وليس مجرد حادث عابر.

يشير المحللون إلى أن الأزمة الحالية تطرح أسئلة محرجة حول أسباب تجاهل التحذيرات الدولية، والمسؤولية عن التأخير في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية التي كان من الممكن أن تحول دون هذه الكارثة. كما تبرز الحاجة الملحة الآن إلى إعادة النظر في كامل هيكل قطاع الاتصالات المصري، مع الأخذ في الاعتبار الدروس القاسية التي فرضتها أحداث السنترال المحترق.

 

*كواليس قانون “الإيجار القديم” في مصر

كشفت مصادر مصرية متطابقة لموقععربي بوست” كواليس تمرير قانون الإيجار القديم في البرلمان المصري، وما شابه من جدل كبير حول بعض بنوده، وما ترتب عليه من خلاف داخل الشارع المصري، بسبب مخاوف تتعلق بتأثيره المحتمل على مستقبل ملايين العائلات في مصر.

وأوضحت المصادر أن الحكومة مررت القانون من خلال ممارسة ضغوط على نواب البرلمان بهدف إنهاء “النقاش المتكرر” حول القانون، بينما مارس نواب حزب “مستقبل وطن” –المحسوب على السلطة، والذي يشكل الأغلبية البرلمانية– ضغوطاً بدورهم على نواب المعارضة لدفعهم نحو الموافقة على تمرير القانون.

تحركات منذ أشهر

كشف مصدر رفيع داخل مجلس الوزراء المصري لـ”عربي بوست” تفاصيل كواليس تمرير قانون الإيجار القديم في البرلمان، القانون الذي أثار جدلاً واسعًا في الشارع المصري وبين أروقة السياسة والتشريع.
يشير المصدر إلى أن التحركات المتعلقة بالمشروع بدأت منذ أشهر، لكن زخمها ازداد خلال الأسابيع الأخيرة مع اقتراب عرضه على مجلس النواب.
منذ البداية، بحسب المصدر، كانت هناك حالة من التردد داخل الحكومة بشأن المدة الزمنية لتطبيق القانون. فخطة التنفيذ التي كانت في المشروع الأولي للقانون كانت تتضمن فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات فقط، وهي المدة التي أثارت تخوفات حقيقية، سواء داخل مجلس الوزراء أو في أوساط النواب.
يقول المصدر: “كان هناك وعي داخل الحكومة بأن هذه المدة الزمنية غير كافية، فالناس تحتاج إلى وقت أطول لتأمين مساكن بديلة أو التكيف مع نظام إيجاري جديد تمامًا“.
ويتابع: “تم طرح مقترح بمدّ المدة إلى عشر سنوات في بعض الاجتماعات الداخلية، لكن تم التراجع عن ذلك خوفًا من اتهامات بالمماطلة أو الحفاظ على امتيازات قديمة غير عادلة. وفي المقابل، لم يكن لدى الحكومة تصوّر واضح لتقديم بدائل واقعية للسكان المتضررين، لا دعمًا ماليًا ولا سكنيًا“.
في ذات الوقت، كان الشارع المصري يتابع باهتمام بالغ التحركات الحكومية والنيابية حول مشروع القانون، خاصة أن الإيجار القديم يمس فئات واسعة من المجتمع، من بينهم أسر فقيرة ومتوسطة، وبعضها تقطن في الشقق نفسها منذ عقود طويلة.

وبحسب المصدر، فقد جرى تقييم داخلي لردود الفعل الشعبية، وتخوّفت الحكومة من حدوث احتجاجات، أو تحركات إعلامية وشعبية تتحدى المشروع وتعرقله.
يقول المصدر، لذلك اتفقت نقاشات الحكومة الداخلية على أن يتم تقديم مشروع القانون إلى البرلمان لمدة انتقالية هي سبع سنوات، مضيفًا أن الحكومة كانت تخطط لتمرير القانون بهدوء ودون إثارة جدل سياسي أو إعلامي. ويكشف أنه في الجلسة البرلمانية الأولى، لم تقدم الحكومة للنواب كافة البيانات والدراسات المرتبطة بالمشروع.
وأضاف: “كان هناك اتجاه لتسريع العملية التشريعية لتمرير القانون قبل أن تنشأ موجات معارضة. لكن نوابًا من أحزاب مختلفة اعترضوا بشدة على هذا التسرع، وطالبوا بمعلومات تفصيلية حول حجم الشقق المؤجرة بالنظام القديم، وأثر القانون على الأسر محدودة الدخل“.
ويؤكد المصدر أن حزب “مستقبل وطن”، باعتباره الكتلة الأكبر في البرلمان، لعب دورًا محوريًا في محاولات تمرير القانون. ويوضح: “كانت هناك تحركات واتصالات يومية تقريبًا بين قيادات الحزب ومعظم النواب، لتأمين أكبر عدد من الأصوات المؤيدة دون فتح نقاشات مطولة تحت القبة. الهدف كان تمرير القانون بأقل تكلفة سياسية“.
لكن الخطة لم تنجح بالكامل. إذ برزت معارضة قوية من نواب الحزب الديمقراطي الاجتماعي اليساري، الذين حذّروا من أن القانون سيخلق أزمة حقيقية للفئات الأكثر فقرًا. وأوضح أحد النواب المعارضين – وفق رواية المصدر – أن المستأجرين القدامى ليسوا طبقة واحدة، وأن كثيرًا منهم يعيشون على دخل محدود لا يمكنه تحمّل أعباء السوق العقاري المفتوح.

تمرير المشروع

يضيف المصدر أن جلسة البرلمان التي تلت الجلسة الأولى شهدت حالة من التوتر بين المؤيدين والمعارضين. بعض النواب هدّدوا بعدم التصويت ما لم يتم تضمين مواد تلزم الحكومة بتوفير بدائل سكنية، أو آليات دعم فعالة للمستأجرين المتضررين.
ورغم هذه التهديدات، تمكنت الحكومة من احتواء الموقف جزئيًا عبر وعود غير ملزمة بإطلاق برامج إسكان اجتماعي موسعة، وتم تمرير القانون في الجلسة الثانية.
ويشير المصدر إلى أن المخاوف لم تكن فقط سياسية أو شعبية، بل أيضًا أمنية. إذ خشي بعض مسؤولي الحكومة من اندلاع موجات احتجاج عفوية، خاصة في المناطق الشعبية والعشوائية التي تضم النسبة الأكبر من المستأجرين تحت مظلة القانون القديم.
ويوضح: “كنا نخشى أن تتحول أزمة السكن إلى أزمة شاملة، ولهذا تم توجيه المحافظين لإعداد تقارير مفصلة عن المناطق التي قد تشهد اضطرابات فور تطبيق القانون“.
وبالفعل، بدأت بعض المحافظات تقديم مقترحات لتأجيل تنفيذ القانون في مناطق محددة، خصوصًا في الوجه القبلي، حيث تقل فرص إيجاد سكن بديل، ولكن هذه المقترحات لم تُدمج في القانون النهائي، وظلت مجرد توصيات تُدار إداريًا.

تعويضات مالية وقروض

كما شهدت الكواليس مشاورات مع عدد من الخبراء العقاريين والاقتصاديين. بعضهم طالب الحكومة بإطلاق آلية تعويض مالي مباشر للأسر الأكثر تضررًا، والبعض الآخر اقترح تسهيل الحصول على قروض عقارية بفوائد مخفضة لتشجيع المستأجرين على الانتقال الطوعي إلى وحدات جديدة، لكن جميع هذه الأفكار ظلت حبيسة الأوراق، ولم تُنفذ.
ويضيف المصدر: “خلال الاجتماعات الوزارية، كانت هناك أصوات تنادي بإطلاق صندوق تعويضات للمستأجرين المتضررين، لكن الفكرة وُوجهت بتحفظات مالية كبيرة من وزارة المالية، ولم تجد طريقها إلى مسودة القانون“.
ويتابع: “كما كانت هناك فكرة لمنح المستأجرين أولوية في تملّك وحدات الإسكان الاجتماعي، بشرط إخلاء العين القديمة، ولكن التنفيذ الفعلي لهذه الفكرة ظل غامضًا، نظرًا لتعقيدات آليات التخصيص وندرة الوحدات المتاحة بالفعل“.
ولم تكن المعارضة البرلمانية وحدها العقبة أمام تمرير القانون، إذ واجهت الحكومة أيضًا ضغطًا غير مباشر من المجتمع المدني وبعض النقابات المهنية التي حذرت من تداعيات اجتماعية خطيرة في حال تطبيق القانون دون شبكة حماية مناسبة. ووصل الأمر إلى تلقي لجان البرلمان عشرات المذكرات من منظمات أهلية تطالب بمراعاة الحالات الإنسانية، خاصة بين كبار السن والمرضى.
وعلى الرغم من تمرير القانون في نهاية المطاف، إلا أن التنفيذ العملي، كما يراه المصدر، يطرح تحديات هائلة. فالدولة مطالبة الآن بإدارة انتقال سلمي وعادل لعشرات الآلاف من الأسر خلال فترة قصيرة.
ويقول المصدر: “من الناحية القانونية، تم تمرير القانون. لكن التحدي الحقيقي هو ما بعد القانون: كيف نمنع حدوث أزمة مجتمعية؟ كيف نحافظ على الاستقرار؟ وكيف نضمن أن الفقراء لن يُرمَوا في الشوارع؟


ويرى مراقبون – بحسب المصدر – أن النجاح الحقيقي لهذا التشريع سيُقاس بمدى قدرة الحكومة على إطلاق مسارات دعم موازية، سواء عبر الإسكان أو عبر إعانات مباشرة، وأن أي تجاهل لهذا البُعد الاجتماعي قد ينسف القانون من أساسه، ويؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة.
ويختم المصدر حديثه بالتأكيد على أن القضية أبعد من مجرد ملف تشريعي، بل هي اختبار حقيقي للدولة المصرية في مدى قدرتها على الجمع بين مقتضيات الإصلاح ومقتضيات العدالة الاجتماعية. ويقول: “المرور من البرلمان سهل نسبيًا إذا وُجدت الأغلبية، لكن المرور في الشارع هو ما سيحدد مصير هذا القانون“.

تفاصيل النقاشات

وفقًا لمصدر داخل البرلمان، عقد أعضاء الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي لقاءً مع نواب حزب مستقبل وطن قبل بدء جلسة مناقشة مشروع القانون في البرلمان.
ركزت هذه المناقشات على محاولة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إقناع نواب مستقبل وطن بعدم تمرير القانون، محذرين من أن تمريره قد يتسبب في “مشكلة كبيرة“.
المصدر أشار إلى أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي قدم حججًا تتعلق بالتبعات الاجتماعية والسياسية المحتملة للقانون.
ومع ذلك، رد نواب مستقبل وطن بأن القانون يحظى بدعم مباشر من الرئاسة المصرية، وأكدوا أن تمريره يعتبر أولوية لا يمكن التراجع عنها.
وأوضحوا أن موقفهم ليس نابعًا من قناعة شخصية بالضرورة، بل من التزام سياسي تجاه توجيهات الرئاسة.
هذا الرد يعكس ديناميكيات القوة داخل البرلمان، حيث يبدو أن حزب مستقبل وطن، بصفته حزب الأغلبية، يعمل كأداة تنفيذية لقرارات السلطة التنفيذية.

النقاش مع محمود فوزي

في سياق آخر، أفاد المصدر أن نقاشًا آخر جرى بين أعضاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي ومحمود فوزي، الوزير في حكومة مصطفى مدبولي وممثل الحكومة في البرلمان.
جاءت هذه المناقشة بعد تمرير القانون، حيث حاول أعضاء الحزب إقناع الوزير بإعادة النظر في القرار أو تعديل بعض جوانب القانون.
لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، حيث أصر ممثل الحكومة على موقف الحكومة الداعم للقانون.
هذا الفشل يعكس تحديات كبيرة تواجهها الأحزاب الصغيرة أو المعارضة في التأثير على القرارات التشريعية، خاصة عندما تكون هناك توجيهات عليا من السلطة التنفيذية.
كما أن إصرار الحكومة على تمرير القانون يشير إلى وجود أجندة سياسية أو اقتصادية محددة وراء هذا القرار.

الحزب الديمقراطي الاجتماعي يرفع لواء المعارضة

أبرز ملامح المعارضة جاءت من الحزب الديمقراطي الاجتماعي اليساري، الذي أعلن عبر نوابه رفضه الصريح لصيغة القانون الحالية، واصفًا إياه بأنهمشروع إخلاء جماعي للفقراء” الذين يسكنون في مساكن بالإيجار القديم منذ عقود دون أي حماية بديلة واضحة.
وأكد نواب الحزب أن الحكومة لم تتخذ أي خطوة عملية لتأمين بدائل سكنية للفقراء أو حتى دعم مالي يمكنهم من استئجار مساكن جديدة بأسعار السوق، مشيرين إلى أن القانون “يخدم فئة قليلة من ملاك العقارات القديمة على حساب الملايين من المستأجرين محدودي الدخل“.
كما أشار الحزب إلى أن الحكومة لم تفتح أي نقاش مجتمعي موسّع مع النقابات أو منظمات المجتمع المدني أو ممثلي المستأجرين قبل عرض القانون على البرلمان، وهو ما يُعد، وفقًا للحزب، دليلًا على غياب الرؤية الاجتماعية المصاحبة للتعديل التشريعي.

قانون الإيجار القديم في مصر: بنود التعديل الجديد

أبرز ما جاء في القانون:

  • المادة (2): إنهاء عقود الإيجار السكنية بعد 7 سنوات من تطبيق القانون، وغير السكنية بعد 5 سنوات، ما لم يتم الاتفاق على الإنهاء قبل ذلك.
  • المادة (3): تشكيل لجان حصر لتقسيم المناطق إلى متميزة، متوسطة، واقتصادية وفقًا لمعايير محددة تشمل الموقع والخدمات والمرافق، على أن تنهي أعمالها خلال 3 أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة بقرار من رئيس مجلس الوزراء.
  • المادة (4): تحديد القيمة الإيجارية الجديدة وفق تقسيم المناطق، بحيث تكون 20 مثل القيمة السارية (حد أدنى 1000 جنيه) للمناطق المتميزة، و10 أمثال (حد أدنى 400 جنيه و250 جنيهًا) للمتوسطة والاقتصادية، مع إلزام المستأجر مؤقتًا بسداد 250 جنيهًا حتى إعلان نتائج لجان الحصر.
  • المادة (5): تحديد الإيجار لغير غرض السكنى بـ5 أمثال القيمة الحالية.
  • المادة (6): زيادة القيمة الإيجارية بنسبة 15% سنويًا طوال الفترة الانتقالية.
  • المادة (7): الإخلاء الإجباري في حال ترك العين المؤجرة مغلقة لمدة تزيد عن سنة دون مبرر، أو إذا كان المستأجر يمتلك وحدة بديلة صالحة للغرض ذاته.
  • المادة (8): أحقية المستأجر في التقدم بطلب لتخصيص وحدة بديلة من الدولة بالإيجار أو التمليك، بشرط تقديم إقرار بإخلاء العين الأصلية، مع إعطاء الأولوية للفئات الأولى بالرعاية والمستأجرين الأصليين.
  • المادة (9): إلغاء قوانين الإيجار القديمة بعد 7 سنوات من تطبيق القانون الجديد، بما في ذلك القانونين 49 لسنة 1977، و136 لسنة 1981، والقانون رقم 6 لسنة 1997، مع إلغاء أي نص يخالف أحكام القانون الجديد.
  • المادة (10): يُنشر القانون في الجريدة الرسمية، ويعمل به اعتبارًا من اليوم التالي لتاريخ النشر.

ويهدف القانون إلى تحقيق توازن عادل بين أطراف العلاقة الإيجارية، وضمان حقوق كل من المالك والمستأجر، في إطار رؤية الدولة لتحديث التشريعات العقارية والتوسع في توفير بدائل سكنية ملائمة.

الوحدات المؤجرة بنظام الإيجار القديم في مصر

تشكل الوحدات المؤجرة بنظام الإيجار القديم جزءًا مهمًا من المشهد العقاري في مصر، حيث يبلغ عددها الإجمالي 3,019,662 وحدة، وهو ما يمثل حوالي 7% من إجمالي الوحدات السكنية في البلاد والبالغ عددها حوالي 42.97 مليون وحدة.

تفاصيل استخدام الوحدات:
تتنوع استخدامات هذه الوحدات، حيث تشمل:

  • 1,879,746 وحدة سكنية.
  • 575,000 وحدة مخصصة للعمل أو الأنشطة المختلطة (سكني وتجاري).

التوزيع الجغرافي:
تتركز غالبية وحدات الإيجار القديم في أربع محافظات رئيسية، حيث تضم حوالي 69% من الإجمالي (حوالي 2.08 مليون وحدة):

  • القاهرة: 1,099,426 وحدة (36%).
  • الجيزة: 562,135 وحدة (19%).
  • الإسكندرية: 269,403 وحدة (9%).
  • القليوبية: 150,961 وحدة (5%).

الأسر والأفراد المقيمون:
يبلغ عدد الأسر التي تقيم في هذه الوحدات 1,642,870 أسرة، أي ما يعادل حوالي 7% من إجمالي الأسر في مصر (23.46 مليون أسرة)، ويصل عدد الأفراد المقيمين بها إلى حوالي 6.13 مليون فرد.

التغيرات على مر الزمن:
شهد عدد وحدات الإيجار القديم تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض من 5.54 مليون وحدة (20%) في تعداد عام 2006 إلى 3.02 مليون وحدة (7%) بحلول عام 2017، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 45% خلال 11 عامًا.

الوحدات المغلقة:
توجد حوالي 300 ألف وحدة مغلقة من إجمالي وحدات الإيجار القديم، ويُعزى سبب إغلاقها إلى عدة عوامل مثل وجود ملكية بديلة للمستأجر أو فسخ العقد أو وفاة المستأجر.

قيمة الإيجار الشهرية:
تتفاوت قيمة الإيجار الشهري لهذه الوحدات بشكل كبير:

  • 36% من الوحدات (أكثر من 500 ألف وحدة) تدفع إيجارًا شهريًا يقل عن 50 جنيهًا.
  • 20% تدفع إيجارًا يتراوح بين 50 و100 جنيه.
  • نسبة قليلة جدًا (حوالي 2%) تدفع إيجارًا شهريًا يزيد عن 900 جنيه.

بهذا تنكشف كواليس أحد أخطر القوانين الاجتماعية في العقود الأخيرة، قانون يطال شريحة واسعة من المصريين، ويعيد تشكيل خريطة العلاقة بين المالك والمستأجر، وسط ظروف اقتصادية حرجة وتعقيدات سياسية واجتماعية بالغة، في مشهد يؤكد أن السكن في مصر لم يكن يومًا مجرد سقف، بل مساحة صراع بين الحقوق الاجتماعية وأجندات السوق.

*هجوم حاد على الحكومة في البرلمان بعد حريق سنترال القاهرة

وجه النائب المصري ضياء الدين داوود في جلسة عاجلة لمجلس النواب أمس الثلاثاء انتقادات حادة لأداء الحكومة في أعقاب حريق سنترال رمسيس.

وقال داوود إن إدارتها للأزمة مصابة بـ”فشل ذريع”، ومتهماً إياها بالتضليل والتغيب عن المشهد لأكثر من 14 ساعة.

اتهامات بالتقصير والتضليل

وصف داوود الحادث بأنه “ليس مجرد حادث عرضي”، بل كشف عن “هشاشة البنية التحتية للاتصالات في مصر”، على الرغم من المليارات التي أعلنت عنها الحكومة لتمويل مشروعات التحول الرقمي. وتساءل: “أين ذهبت هذه الأموال؟ وأين هي الحكومة التي كانت تتباهى بإنجازات رقمية بينما تتوقف الدولة بأكملها بسبب حريق في مركز اتصالات؟”.

وأضاف أن “بيانات الحكومة كاذبة ومضللة”، مشيراً إلى أن غياب المسؤولين عن الإشراف المباشر على الأزمة لساعات طويلة ترك المواطنين في حالة من القلق وعدم اليقين بشأن مصير الخدمات الرقمية والاتصالات.

مطالب بالاستقالة

طالب داوود بفتح تحقيق شامل في الحادث، مؤكداً أن “رفع دور الانعقاد البرلماني دون محاسبة حقيقية يُعدّ إهداراً لحقوق الشعب”. وقال: “لا يكفي أن تقدم الحكومة اعتذاراً، بل يجب أن تكون هناك مساءلة فعلية، بدءاً من تقديم استقالات المسؤولين عن هذا الفشل”.

وتوجه النائب بنداء قوي إلى الأغلبية البرلمانية، قائلاً: “إن لم تكن هناك استقالة أو محاسبة، فهذا استخفاف بإرادة الشعب”.

وأكد أن البرلمان “لن يُغلق هذا الفصل التشريعي دون محاسبة واضحة، داعياً إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية عاجلة للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء الحادث وتحديد المسؤوليات.

أشار داوود إلى أن الحريق كشف عن “مخاطر الاعتماد على بنية تحتية مركزية هشة”، مطالباً بإعادة تقييم كافة مشروعات البنية التحتية الرقمية في مصر، وضمان وجود خطط بديلة فعالة للطوارئ.

واختتم تصريحاته بالقول: “الشعب يستحق إجابات واضحة، ويستحق أن يعرف أين تذهب أمواله، ولماذا تتعرض منشآت حيوية كهذه لكوارث يمكن تجنبها”.

وأكد زعيم الأغلبية، النائب عبد الهادي القصبي، ضرورة الكشف عن كافة ملابسات الحريق، ومعرفة أسبابه، والإجراءات المتخذة لتفادي كوارث مماثلة مستقبلًا.

من جانبه، طالب النائب عمرو درويش بتشكيل لجنة تقصي حقائق فورية، مشيرا إلى أن “مصر كلها تعطلت بسبب حريق سنترال رمسيس”.

ودعا درويش إلى استدعاء وزير الاتصالات على وجه السرعة لشرح تفاصيل ما حدث، ومحاسبة المخطئ والمتسبب والمسؤول السياسي.

أما النائب أحمد فرغلي فاعتبر أن ما حدث من مخالفات في حريق سنترال رمسيس يرقى إلى “استجواب كامل الأركان”.

وقال فرغلي: “رفضت منح الثقة للحكومة، والآن أطالب بسحب الثقة منها ورحيلها”.

يأتي هذا الهجوم البرلماني في وقت تواصل فيه الحكومة جهودها لاستعادة الخدمات المتضررة، بينما تتصاعد مطالب الشارع والبرلمان بمحاسبة المسؤولين عن الأزمة.

وقرر رئيس مجلس النواب، المستشار الدكتور حنفي جبالي استدعاء وزير الاتصالات لاجتماع بالمجلس اليوم للرد على البيانات العاجلة المقدمة من النواب بشأن حريق سنترال رمسيس.

وتوجه جبالي بخالص التعازي والمواساة لعائلات الشهداء الأربعة، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، وأشار إلى ان ما أوضحه وزير الشئون النيابية ينم عن ضرر جسيم يقع خلفه مباشرة خطأ جسيم.

وقال جبالي “يعني هناك أخطاء جسيمة يا سيادة الوزير وحضرتك اعترفت بهذا، أى خطأ جسيم نتج عنه وفيات ينم عن أخطاء جسيمة للوزارة، هذا خطأ جسيم لا يمر مرور الكرام”.

وأضاف: بعد أن أوضح السيد وزير الشئون النيابية، وجود السيد وزير الاتصالات بالبلاد، يقرر المجلس إحالة جميع هذه البيانات العاجلة إلى لجنة الاتصالات، وعلى اللجنة عقد اجتماع عاجل اليوم، بحضور السيد وزير الاتصالات.

وقال رئيس مجلس النواب: سأقوم بنفسى بمتابعة مناقشات اللجنة فى هذا الشأن، ونقل الحقائق كاملة للرأى العام دون زيادة أو نقصان، وما يترتب على ذلك من آثار.

 

*مقطع منسوب لحركة “حسم” في مصر يثير الجدل حول هدفه وتوقيت تصويره

أدى ظهور مقطع مصوَّر لـ”حركة سواعد مصر” (حسم) المحظورة في مصر إلى إلقاء الضوء مجدداً على الحركة ونشاطها، بعد سنوات من الغياب.

ومنذ أيام، انتشر مقطع مصور منسوب للحركة على منصات التواصل الاجتماعي، يُظهر ملثّمين يطلقون النار من بنادقهم في منطقة صحراوية، وتدريبات عسكرية في مناطق غير مأهولة.

وأظهر المقطع رايةً مكتوباً عليها “حسم.. بسواعدنا نحمي ثورتنا”، وتبع ذلك بيانٌ صوتيُّ عن “طَوْر جديد من تاريخ الأمة العربية والإسلامية” مع الإشارة إلى الحرب في قطاع غزة، ووصفها بأنها “تحول تاريخي”.

وقال البيان الذي ظهر في المقطع المصوَّر إن “مصر ليست بمعزل عن هذه المعركة ولا يجوز أن تبقى صامتة أو محايدة”، مضيفاً أن الحركة “عادت واشتد عودها”.

وبعد نشر الفيديو أثير نقاش وجدل على مواقع التواصل بشأن صحته، ودوافعه، وأماكن تصويره، ومدى حداثته.

أين ومتى صُوّر المقطع؟

وانشغل مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي بمحاولة معرفة مكان تصوير هذا المقطع، وذهب مستخدمون إلى أن المقطع “مصوَّر في سوريا”، بينما أشار آخرون إلى أن مكان التصوير هو “ليبيا”.

وقال حساب “متصدقش” الذي يعرّف نفسه بـ”منصة مستقلة متخصصة في التحقق من المحتوى المصري والعربي” إن المنصة بحثت عن “أصل المقطع، ولم يُعثر عليه على أي قناة تلغرام باسم ‘حركة حسم’، كما لم نجد مصدراً موثوقاً له”.

وأوضح “مرصد الأزهر لمكافحة التطرف” التابع لـ”الأزهر الشريف” في مصر، أن “المشاهد الموجودة في الإصدار المرئي تتطابق مع لقطات استُخدمت في المقطع الصادر عام 2017 بعنوان (قاتِلوهم)”.

وأضاف المرصد أن “الحركة تمثل أبشع وجوه الإرهاب، والفيديو محاولة بائسة لتشويه نجاحات أجهزة الأمن المصرية … وهذا يعزز الاعتقاد بأن المقطع الجديد هو في الأساس إعادة مونتاج للمقطع القديم، مع تحديث العناوين والتعليق”.

ورأى الصحفي عمر الفطايري أن المقطع “ليس عملاً عفوياً، ولا تعبيراً عن تصعيد شعبي. هذا توظيف واضح للفوضى كأداة سياسية”.

أما حساب “صحيح مصر” الذي يعرّف نفسه بأنه “فريق صحفي يعمل على تدقيق تصريحات المسؤولين والسياسيين وصناع القرارات”، فقال إنه أجرى تحليلاً للمواقع الجغرافية والأسلحة وملابس المقاتلين الظاهرة في المقطع.

وتحدّث “صحيح مصر” عن تعدد البيئات الجغرافية في مشاهد الفيديو، والتي تشمل مناطق مشابهة للصحراء السوداء غربي مصر، والمشابهة بدرجة أبعد لبعض المناطق الصحراوية في وسط وشرق ليبيا، بجانب “مشاهد – تبدو أرشيفية – لإطلاق نيران في مناطق مشابهة جغرافياً لمناطق الجماعات المسلحة في سوريا”.

ورأى مستخدمون أن رجوع الحركة عبر المقطع المصوَّر يهدف لنشر الفوضى واستهداف استقرار مصر.

وذكر مسؤول أمني مصري سابق أن ظهور المقطع مرتبط “برفض مصر لتهجير أهل قطاع غزة”.

ما هي حركة (حسم)؟

ظهرت “حركة سواعد مصر” المعروفة اختصاراً بكلمة “حسم” في 2014، وتبنت عمليات اغتيال وهجمات في القاهرة ودلتا النيل، خصوصاً ضد الشرطة، وفق وكالة فرانس برس.

ونُسب للحركة مسؤوليتها عن اغتيال الضابط في جهاز الأمن الوطني المصري إبراهيم عزازي ومحاولة اغتيال المفتي السابق علي جمعة.

وأكدت وزارة الداخلية المصرية أن حركة (حسم) مسؤولة عن انفجار سيارة مفخخة وقع في وسط القاهرة في 2019 وأسفر عن سقوط 20 قتيلاً.

وتقول الوزارة إن الحركة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، فيما نفت جماعة الإخوان المسلمين في أوقات سابقة تبنيها للعنف.

وتصنّف الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين “تنظيماً إرهابياً” منذ نهاية 2013.

وبعد الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي في 2013، دارت مواجهات عنيفة في البلاد بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة، خصوصاً في شمال ووسط سيناء.

وتُدرِج الولايات المتحدة الحركة ضمن قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن عدد عناصر حركة “حسم” غير معروف بدقة، ومصادر تمويلها غير معروفة.

*منافسة بين أحزاب السيسي على مقاعد “الشيوخ” رغم أنه بلا صلاحيات

رغم أن صلاحيات “مجلس الشيوخ”، الذي أنشأه النظام المصري بديلاً عن مجلس الشورى السابق عام 2019، تكاد تكون معدومة، وغير مُلزمة للسلطات، إلا أن انتخابات ثاني مجلس في أغسطس/آب 2025، تثير ضجة في مصر.

وانتهت مدة المجلس الأول الذي انعقد عام 2020، في يونيو/حزيران 2025، وكانت تسيطر عليه أحزاب السلطة، التي أنشأتها أجهزة الأمن والاستخبارات.

وهذه المرة، تشتد المنافسة للهيمنة عليه أيضا من جانب نفس هذه الأحزاب، مضافا إليها حزب “الجبهة الوطنية”، لصاحبه رجل أعمال بيزنس الجيش القَبَلي إبراهيم العرجاني، المرشح ليكون حزب السلطة الأول، وفق تقرير نشره موقع “الاستقلال”.

حيث سعى هذا الحزب إلى تشكيل تحالف من 13 حزبا من الموالاة والمستقلين، ضمن ما يسمى “القائمة الوطنية من أجل مصرلضمان الفوز بكل مقاعد مجلس الشيوخ التي سيتم الاقتراع عليها (200 مقعد).

هذا الاهتمام المبالغ فيه للتنافس على مقاعد مجلس بلا صلاحيات ولا قيمة تشريعية، من جانب أحزاب السلطة، وسط إبعاد المعارضة الفعلية المؤثرة قتلا وسجنا وإبعادا، يثير تساؤلات من قبيل:

هل الهدف هو تدشين قيادة الحزب الحاكم الجديد (الجبهة الوطنية) لأغلبية المجلس بدلا من “مستقبل وطن”؟ أم هو ساحة لاستعراض القوة التنظيمية لأحزاب الموالاة والمتحالفين معها؟

أم أن هناك هدفا آخر أكبر وأهم هو ترتيب أوضاع مجلسي النواب (انتخاباته في نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) والشيوخ (أغسطس 2025) تمهيدا للعبهما دورا في تعديل الدستور المرتقب.

وذلك لتمديد فترة رئاسة رئيس النظام عبد الفتاح السيسي مجددا، بعدما بدأ إعلاميو السلطة يتجهون للتمهيد لذلك مبكرا بصورة مريبة؟

وتنتهي فترة رئاسة السيسي في 2030، بعدما تم تعديل الدستور خصيصا له عام 2019 كي يشارك في الانتخابات الرئاسية، رغم انتهاء فترته الرئاسية بصورة نهائية في عام 2022، وتم مد فترة الرئاسة له لتصبح 6 سنوات.

انتخابات بلا جمهور

كعادة الانتخابات المصرية، منذ انقلاب السيسي عام 2013، وسعيه لتأميم السياسية وإبعاد أي معارض، والتي تتم عبرهندسة” المجالس النيابية من جانب الأجهزة الأمنية، هناك فتور من جانب المصريين تجاه هذه الانتخابات.

ولا يهتم بالانتخابات من الجمهور سوى الباحثين عن مزايا مالية وعينية في صورة طرود سلع غذائية يوزعها المرشحون، أو 200 جنية (4 دولار) مقابل أصواتهم.

لذا فهي بلا جمهور حقيقي، ولا يعرف المصريون أن هناك انتخابات فعلية، والهدف منها تحصيل الفائز مكاسب شخصية من وراء عضوية المجلس.

ويتكون “الشيوخ” من 300 عضو، 100 منهم يجري انتخابهم وفق نظام القائمة المغلقة التي تعني فوز أعضائها بالكامل حال تحقيقها أعلى الأصوات، و100 بالنظام الفردي، بالإضافة إلى 100 آخرين يختارهم السيسي.

وخلال فترة عمله منذ 2020 حتى 23 يونيو 2025، لم يكن هناك أي دور تشريعي أو سياسي معروف لمجلس الشيوخ، ومجرد واجهة للنفوذ.

وفي المجلس الأول، الذي تم انتخابه في 2019، كافأ السيسي إعلاميي السلطة والسياسيين الموالين له بتعيينهم ضمن الـ 100 الذين من حقه تعيينهم من 300 مقعد، لتصبح تشكيلة المجلس كلها موالية للسلطة باختيار الأجهزة الأمنية.

أيضا تمت مكافأة الأقباط الذين يدعمون نظام السيسي بالحصول على 24 مقعداً لأول مرة في تاريخ الغرفة الثانية للبرلمان (مجلس الشيوخ)، في سياق مكافأة السيسي للكنيسة لوقوفها معه خلال انقلاب 2013 وما بعده.

أما المقاعد الـ 200 المخصصة للمنافسة الانتخابية، فقد تمت هندستها مسبقا.

ومنذ تولي السيسي السلطة عقب انقلاب 2013، تعمد السلطة قبل كل انتخابات برلمانية لتشكيل كيان سياسي لخوض الانتخابات بقائمة موحدة للموالاة.

وفي مشهد مكرر منذ وصول السيسي إلى الحكم، اجتمعت الأحزاب الموالاة الرئيسة مع عدد من الأحزاب المحسوبة على المعارضة، لتشكيل قائمة واحدة لخوض انتخابات مجلس الشيوخ المقررة إقامتها في أغسطس/آب 2025.

حيث أسست السلطة قائمة تحمل اسم “في حب مصر” في انتخابات 2015، و”القائمة الوطنية من أجل مصر التي قادها حزبمستقبل وطن” في انتخابات 2020، وحاليا قائمة يقودها حزب الجبهة الوطنية.

وعلى مدار الخمس سنوات من عمر المجلس الأول، ظل يعمل كغرفة صورية ثانية للبرلمان، ولم يصدر عنه أي رأي أو اقتراح، لأن بياناته أو أراءه “غير ملزمة”، وليس من حقه نظر أي مشاريع قوانين إلا ما يحيله له السيسي فقط أو مجلس النواب.

بل إن صلاحيات مجلس الشيوخ الحالي أقل من مجلس الشورى في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك.

فقد ألزم دستور 1971 بعرض القوانين المكملة للدستور على مجلس الشورى، بينما المادة 249 من دستور 2014 الحالي، فتجعل عرض القوانين عليه اختيارياً.

فيلم درامي

ووصف الحقوقي جمال عيد الانتخابات ساخرا، بأنها “فيلم درامي أكشن كله عبر واستوعاظ، فيه ضرب وقصة، فيه مناظر ومطاردات، فيه حبكة وفيه مفاجآت، فيه ضحك وفيه عياط

وضمت القائمة الجديدة لأحزاب السلطة والموالاة في انتخابات الشيوخ 13 حزبا سياسيا أبرزها ” مستقبل وطن” الذي يمثل الغالبية في البرلمان، و”الجبهة الوطنية” الذي خرج من رحم اتحاد القبائل العربية الذي أسسه رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني.

وعدد من أحزاب المعارضة المستأنسة مثل حزب الوفد الليبرالي والتجمع اليساري والجيل، وهي أحزاب دخلت البرلمان الحالي من باب التنسيق مع القوائم التي تعدها الأجهزة الأمنية.

وشهد اجتماع تأسيس “القائمة الوطنية من أجل مصر”، حضور ممثلين عن عدد من أحزاب المعارضة بينها 3 أحزاب سبق أن أعلنت تجميد عضويتها في “الحركة المدنية الديمقراطية” التي تضم أحزابا معارضة، وهي: “العدل”، و”المصري الديمقراطي الاجتماعي”، و”الإصلاح والتنمية

وأعلن حزب «الجبهة الوطنية» الانضمام رسميًا للقائمة الوطنية في انتخابات مجلس الشيوخ، بدعوى أن هذا التحالف الانتخابي يأتي في مرحلة حرجة من عمر مصر التي تحتاج إلى التكاتف والتوافق أكثر من التناحر والانشقاق، وفق بيان.

وسبق أن أعلن الحزب عن أهداف هلامية، حددها عضو لجنته التأسيسية، ضياء رشوان، بأن الحزب لا يسعى إلى الحكم أو تشكيل حكومة خلال الفترة المقبلة، و”يهدف إلى إعادة التقدير للسياسة المصرية

ويدور الحديث هذه المرة عن حلول حزب رجل القبائل وبيزنس الجيش إبراهيم العرجاني (الجبهة الوطنية) محل أحزاب السلطة الأخرى وقيادته له في أوركسترا جديدة من النشاز السياسي، وسط تساؤلات عن الهدف من وراء ذلك.

وفي 25 يونيو، نشر موقع “القاهرة 24تقريرا مثيرا، بعنوان: “كيف هندس الأمن غرفة البرلمان الثانية (مجلس الشيوخ) ؟! كواليس المفاوضات” وبعد ساعات قام برفع التقرير وحذفه من الموقع، بعد تدخل الجهات الأمنية.

انتهاء دور حزب النور

قبل الإعلان عن مرشحي “القائمة الوطنية الموحدة” لخوض انتخابات مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان)، انتقدت أحزاب مصرية، أبرزها حزب النور السلفي، والمصريين الأحرار، إقصاءها عن القائمة، رغم ترحيبها بالمشاركة فيها، ومشاركتها في الحوار الوطني.

وحاول محمد إبراهيم منصور رئيس حزب النور التقارب مع حزب الجبهة الوطنية الصاعد بقوة سياسيا والتلويح بأن السلفيين يرحبون بالتعاون معه للخروج بالعملية الانتخابية بشكل مشرف لتمثل كل الفئات، لكن جاءت الضربة قوية باستبعاد حزب النور من التحالف الذي يخوض الانتخابات من 13 حزبا.

وترى دوائر سياسية أن رفض التحالف مع حزب النور يمهد لإقصاء تام للسلفيين من البرلمان بغرفتيه، الشيوخ والنواب، بحسب موقع “العرب” الذي تموله الإمارات، 5 يوليو/تموز 2025.

وأكدت أن خوض الانتخابات بشكل منفرد بعيدا عن الدخول في تحالف مع أحزاب كبرى “مهمة تبدو مستحيلة وفق الطريقة التي تُدار بها العملية الانتخابية، ما يعني أن حزب النور سوف يخرج من المعادلة بلا مقاعد”.

وتقول الصحيفة المعادية للتيار الإسلامي، وتسير على خطى الإمارات، “يؤشر هذا الوضع على تمسك دوائر فاعلة داخل النظام الحاكم بإقصاء كل ما يرتبط بالإسلام السياسي من المشهد”.

وذلك “رغم مساعي السلفيين على مدار سنوات مضت للتقارب مع أحزاب كبيرة موالية للسلطة في مصر أو قريبة منها، والسير على هوى الحكومة ودعم تصوراتها بهدف جني مكاسب سياسية مستقبلية في الانتخابات البرلمانية

ويرى سياسيون مصريون لـ “الاستقلال” أن إقصاء حزب النور عن هذا الائتلاف الانتخابي الذي يستهدف الهيمنة على مقاعد البرلمان الـ 200 المخصصة للانتخاب، وتوزيعها على الأحزاب الـ 13 مؤشر لانتهاء دور الحزب الذي استعان به السيسي لإقصاء الإخوان من الحياة السياسية.

ودعم حزب النور، السيسي في كل الانتخابات الرئاسية فحشد أنصاره للدعاية له أملا في الإبقاء عليه ونيل جزء من كعكة مقاعد البرلمان، بيد أن الانتخابات المتوالية أظهرت سعي السلطة لإقصائه تدريجيا وتقليص مقاعده لتصل الى الصفر.

ففي انتخابات 2015، حصل الحزب على 15 مقعدا في مجلس النواب، تقلصت إلى 7 مقاعد في انتخابات 2020، ويتوقع تراجعه أكثر في انتخابات نوفمبر 2025.

أما في انتخابات مجلس الشيوخ الأولي عام 2020 والتي شارك فيها بـ 16 مرشحا فرديا، فحصل على “صفر” مقاعد، وعين السيسي اثنين منهم ضمن كوتة الـ 100 المخصصة له مقابل دعمهم له في انتخابات الرئاسة.

بالمقابل، وخلال الانتخابات الحرة الأولى من نوعها في تاريخ مصر عام 2012، نجح حزب النور السلفي في الحصول على 96 مقعدا محتلا بذلك المرتبة الثانية بعد حزب الحرية والعدالة (الإخوان المسلمون) الذي حصل على 127 مقعدا في انتخابات البرلمان 2012.

وشارك في انتخابات مجلس الشورى (الذي أصبح الشيوخ) بالعام نفسه وحصل على المركز الثاني مرة أخرى بعد حزب الحرية والعدالة من حيث عدد المقاعد بعدد 45 مقعدا، فيما في ظل حكم السيسي حصدصفر” مقاعد”، وهو نفس الرقم المتوقع له في انتخابات أغسطس 2025.

لعبة تقسيم الدوائر

كانت التعديلات التي قدمتها أحزاب الموالاة بشأن قوانين الانتخابات لمجلسي النواب والشيوخ وتقسيم الدوائر الانتخابية، وأقرها مجلس النواب في مايو 2025 مؤشرا واضحا على نوايا السلطة بشأن المزيد من “تأميم مقاعد البرلمان

وذلك لصالح مرشحي السلطة فقط، وعدم تفويت أي مقعد لأي معارض، على غرار ما حاول أن يفعله الحزب الوطني السابق في آخر انتخابات قبل ثورة 2011.

فقد أدخل مشروع القانون الذي قدمه نواب من أحزاب الموالاة، تعديلات على القانون رقم (174) لسنة 2020 بشأن تقسيم دوائر مجلس النواب، بما يخدم قوائم أحزاب السلطة.

وتضمن مشروع قانون تعديل مجلس الشيوخ إعادة توزيع مقاعد القوائم على أربع دوائر بواقع 13 مقعدًا لدائرتين، و37 مقعدًا للدائرتين الأخريين، ليصل إجمالي مقاعد القوائم إلى 100 مقعد.

وجاء توزيع مقاعد القوائم على أربع دوائر، بواقع 13 مقعدًا لدائرتين، بدلًا من 15، و37 مقعدًا لكل دائرتين.

وفي 24 مايو 2025، وافق مجلس الشيوخ على قانون انتخاب أعضائه، والذي ينص على تقسيم مصر إلى 27 دائرة انتخابية بالنظام الفردي، و4 دوائر بنظام القوائم.

منها دائرتان يخصص لكل منها 13 مقعداً على أن يكون بكل قائمة 3 نساء على الأقل، ودائرتان تضم كل منها 37 مقعداً على أن يكون بكل قائمة 7 نساء على الأقل.

وذلك بإجمالي 100 مقعد للقوائم، مقابل 200 مقعد للنظام الفردي، ليحتفظ المجلس بعدد المقاعد البالغة 300 مقعد.

وفي يوليو 2023 شهد الحوار الوطني خلافًا بشأن النظام الانتخابي، وطالبت المعارضة بتطبيق نظام القائمة النسبية وتمسكت أحزاب جنرالات السلطة (مستقبل وطن وحماة الوطن والشعب الجمهوري) بنظام القائمة المغلقة.

وقالت “الحركة المدنية الديمقراطية، التي تضم قوى يسارية وليبرالية، إن “الإصرار على تطبيق نظام الأغلبية يهدر أصوات الناخبين ويحرمهم حق التمثيل

ورأت أن توسيع الدوائر “يعزز فلسفة الاحتكار، ويؤكد أن العملية الانتخابية تُدار بالكامل من قبل أجهزة الدولة”، أي السلطات الأمنية.

وتصف الحركة قانون الانتخابات، الذي يجمع بين النظام الفردي والقائمة المغلقة المطلقة، بأنه يمثل “نكسة ديمقراطية” و”تأميمًا للحياة السياسية

وترى أن الهدف من ذلك هو “خلق مؤسسات تشريعية شرفية انتفاعية، بمشاركة محدودة للغاية من المواطنين، وفي غياب كامل لإرادتهم وخياراتهم”، لذا وصفت الانتخابات المقبلة بأنها “انتخابات ميتة

*”العمالة المنزلية” تعيش فى زمن العبيد حكومة الانقلاب لا توفر لها حماية قانونية ولا مظلة تأمينية

العمالة المنزلية تواجه ظروفا مأساوية فى زمن الانقلاب ..هذه العمالة لا تستطيع الحصول على حقوقها ولا توجد مظلة قانونية توفر لها الحماية رغم ما تؤديه من مهام حيوية كالتنظيف والطهى ورعاية الأطفال وكبار السن .

غياب أى غطاء قانونى ينظم أوضاع العمالة المنزلية يجعلها عرضة لسلسلة من الانتهاكات تتنوع بين تأخير الأجور والعمل ساعات طويلة دون راحة، وحرمانهم من الإجازات، وأحيانًا الطرد دون إنذار أو تعويض.

كما أن غياب تنظيم قانونى واضح يترك العمالة المنزلية فى دائرة الاستغلال القانونى والاجتماعى، فلا توجد عقود رسمية تضمن حقوقهم، ولا آليات فعّالة لحمايتهم أو إنصافهم حال وقوع نزاع. وتبقى هذه الفئة، هى الطرف الأضعف فى علاقة عمل لا تعترف بها التشريعات.

بشتغل فى صمت

حول معاناة العمالة المنزلية قالت «أم نبيل» 50 عاما، إنها عملت فى أحد البيوت لأكثر من عامين دون عقد أو تأمين، وكانت تبدأ يومها من السابعة صباحا حتى العاشرة مساء، دون إجازات أو أى امتيازات.

وأضافت: كنت بشتغل فى صمت، وعمرى ما اشتكيت وفى يوم صحيت لقيت شنطتى مرمية برا الباب، قالولى خلاص مش محتاجينك، من غير حتى ما يدونى مرتب الشهر.

وحكت «منى»، 28 عاما، عن تجربتها فى عدد من المنازل، مشيرة إلى أن المعاملة لم تكن دائمًا إنسانية. وقالت: كنت باشتغل وأنا تعبانة، ولما قلت لـ«الست» إن ضهرى بيوجعنى، قالت لى: لو مش قادرة امشى، حسيت ساعتها إننا مش بنى آدمين، بس مش بإيدى، محتاجة الشغل. 

مصاريف الأولاد

وقالت «فاطمة»، 35 عاما، أم لطفلين ومطلقة، أنها تضطر لقبول أى ظروف عمل لتأمين مصاريف أولادها، وتابعت: فى ناس بيشغلونا من غير رحمة، حتى لو مريضة لازم أشتغل، ولو اتأخرت دقيقة، يخصموا من المرتب أنا باستحمل علشان أعيش، بس اللى بيحصل بيكسر كرامتنا.

وكشفت «أم حسن»، 42 عاما، من إحدى قرى الصعيد، عن معاناتها الأسبوعية فى التنقل للقاهرة للعمل فى البيوت.

وقالت: بننام فى أوض ما فيهاش لا شباك ولا تهوية، ونشتغل طول اليوم، ولو حد زعل منا نترمى فى الشارع ونرجع بلدنا من غير ولا جنيه. لا تأمين ولا ورقة تثبت شغلنا.

صاحب البيت

وأوضحت «سعاد»، 24 عامًا، أنها بدأت العمل المنزلى بعد فشلها فى العثور على وظيفة رغم تخرجها من معهد متوسط.

وحكت عن أول تجربة عمل لها قائلة: صاحب البيت اتحرش بيا، ولما حكيت لمراته قالت لى: أكيد فاهمة غلط مشيت من غير ما آخد حقى، ومفيش جهة ألجأ لها.

حماية قانونية

حول حقوق العمالة المنزلية قالت نهى الجندى المحامية إن العمالة المنزلية، مثل السائقين، حراس العقارات، أفراد الأمن، عمال الزراعة، وجليسات الأطفال وكبار السن، من أكثر الفئات تهميشًا فى سوق العمل مشيرة إلى أن هذه الفئة تعمل بنظام العمل الحر دون أى حماية قانونية أو تأمينات اجتماعية.

وأوضحت «نهى الجندى» فى تصريحات صحفية أن أغلب هؤلاء العاملين لا يحصلون على عقود عمل رسمية، ما يجعلهم عرضة للطرد دون مستحقات أو حماية قانونية.

وأضافت : فى حالة التعاقد مع هؤلاء العاملين من خلال شركات متخصصة، مثل شركات الأمن أو توفير العمالة، يحصل العاملون على عقود رسمية تحدد حقوقهم وواجباتهم وتوفر لهم حماية قانونية. أما فى الحالات التى يتم فيها الاتفاق مباشرة بين العامل ورب المنزل، فإن العامل غالبًا ما يفقد هذه الحماية، ومعظم العمالة المنزلية تعمل دون عقود، مما يؤدى إلى فقدانهم أى حقوق مالية أو قانونية فى حال حدوث خلافات أو إنهاء الخدمة.

وأكدت «نهى الجندى» أن غياب العقود يترك هذه الفئة فى وضع ضعيف للغاية، حيث يُنظر إلى أعمالهم كأعمال خفيفة لا تستدعى التوثيق القانونى، وهو أمر يحتاج إلى تغيير جذرى. مشددة على أن هناك حاجة ملحة لسن قوانين خاصة لحماية هذه الفئة من الانتهاكات التى قد يتعرضون لها أثناء أداء أعمالهم.

وحذرت من التحديات التى قد تواجه تطبيق القانون، مشيرة إلى أن بعض أرباب العمل قد يترددون فى إبرام عقود مع العمالة المنزلية أو الالتزام بدفع التأمينات الاجتماعية لهم. مطالبة بوضع آليات صارمة لإجبار أرباب العمل على الالتزام بالقانون، مثل تسجيل العمالة المنزلية فى التأمينات الاجتماعية وإلزامهم بالمساهمة فى تأمينهم، وهو ما يعزز من حقوق هذه الفئة ويضمن بيئة عمل آمنة ومستدامة .

وشددت «نهى الجندى» على أن العمالة المنزلية جزء أساسى من حياتنا اليومية، ولهم حقوق يجب احترامها، مشيرة إلى ضرورة اصدار قانون قادر على حماية هذه الفئة، لكن نجاحه يعتمد على جدية تطبيقه وتوعية المجتمع بأهميته .

تهميش

وأكدت استشارى العلاقات الأسرية الدكتورة نادية جمال، أن الظروف النفسية والاجتماعية التى تعيشها العمالة المنزلية تؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية وطريقة أدائهم اليومى.

وأوضحت نادية جمال فى تصريحات صحفية أن هذه الفئة تتعرض أحيانًا لضغوط نفسية واجتماعية ناتجة عن شعورهم بالتهميش أو قلة التقدير الاجتماعى مشيرة إلى أن بعض العمالة المنزلية تعانى من معاملة غير لائقة أو عنف لفظى، ما يؤدى إلى إحساسهم بعدم الأمان الوظيفى والتوتر المستمر، وهو ما ينعكس سلبًا على أدائهم وسلوكهم .

وقالت : غالبًا ما يلجأ العاملون إلى التصرف بشكل دفاعى أو محاولات لإظهار صورة مغايرة عن واقعهم لتحسين نظرة الآخرين إليهم. وهذا يخلق حالة من العصبية والضغط النفسى داخل بيئة العمل مشددة على أهمية أن يشعر العامل المنزلى بأنه جزء من الأسرة التى يعمل لديها

وأضافت نادية جمال: لابد أن نشعرهم بأنهم أفراد فاعلون ومهمون فى المجتمع والأسرة وأن التقدير والاحترام هما أساس بناء علاقة جيدة، خاصة أن هذه الفئة تقدم خدمات ضرورية ومهمة، وبالتالى يجب معاملتهم بطريقة تعزز من كرامتهم .

وطالبت بقانون يحمى العمالة المنزلية ويمنحهم ثقة أكبر فى أنفسهم وفى العمل الذى يقومون به، قائلة: القانون يجعلهم يشعرون بأنهم أشخاص ذوو قيمة وأن عملهم لا غنى عنه، ما يدفعهم لتقديم أداء أفضل فى بيئة تحترمهم وتقدر جهودهم . 

*هل تحدث مواجهة بين مصر وإثيوبيا؟ تقرير يتحدث عن تداعيات إعلان افتتاح سد النهضة

أثار إعلان إثيوبيا الرسمي عن اكتمال بناء سد النهضة تحليلات إسرائيلية حول احتمال تصاعد الأزمة بين القاهرة وأديس أبابا.

ونشرت صحيفة “غلوباس” الاقتصادية الإسرائيلية تقريراً مفصلاً تناول تداعيات هذا الإعلان على العلاقات الثنائية بين البلدين

وجاء في التقرير أن مصر التي تعتمد بنسبة 90% على مياه النيل، تعتبر السد الإثيوبي تهديداً مباشراً لأمنها القومي المائي، خاصة أن النيل الأزرقالذي يقام عليه السد- يوفر 80% من إجمالي مياه النهر.

من جانبه، سارع وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم إلى تأكيد موقف بلاده الرافض للخطوة الإثيوبية، مشدداً على أن أديس أبابا أتمت بناء السد دون الحصول على موافقة دولتي المصب مصر والسودان، في مخالفة صريحة للقانون الدولي. وفي محاولة لتهدئة الأجواء، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مسؤولي البلدين لحضور حفل الافتتاح المقرر في سبتمبر المقبل، مؤكداً في كلمة أمام البرلمان أن أي ضرر يلحق بمصر أو السودان سيكون بمثابة ضرر لإثيوبيا نفسها.

استعرض التقرير آراء عدد من الخبراء الإسرائيليين، حيث أشار المحلل الإستراتيجي شموئيل ألماس إلى أن قلق القاهرة لا ينبع فقط من السد بحد ذاته، بل من حجم المشروع الذي يعد أكبر منشأة للطاقة الكهرومائية في القارة الأفريقية، بطول 1.8 كيلومتر وارتفاع 145 متراً.

من جهته، توقع الباحث الإسرائيلي البارز د. مايكل باراك احتمال تصاعد التوتر إلى مواجهة عسكرية، رغم ما تعانيه مصر من تحديات اقتصادية، مستشهداً بمقولة الرئيس المصري الراحل أنور السادات الشهيرة عن أن الموت في معركة أفضل من الموت عطشاً.

ولفت التقرير إلى أن مصر تواجه معضلة حقيقية، فمن ناحية تدرك خطورة السد على أمنها المائي، ومن ناحية أخرى تعاني من أزمات اقتصادية حادة، حيث تعد ثالث أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي بقيمة 7.49 مليار دولار.

كما أشار إلى عامل آخر مثبط لأي تحرك عسكري محتمل، يتمثل في الاستثمارات الصينية الضخمة في إثيوبيا، والتحالفات الإستراتيجية بين البلدين، بما في ذلك أنظمة الرادار المتطورة التي توفرها بكين لأديس أبابا.

يذكر أن مشروع سد النهضة الذي بدأ العمل فيه عام 2011، شهد في الأشهر الأخيرة تشغيل ستة من أصل ثلاثة عشر توربيناً مزمعة، فيما تواصل إثيوبيا خططها لبدء التشغيل الكامل للمشروع. ويأتي هذا التقرير الإسرائيلي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة حول ملف المياه، بينما تحاول الأطراف المعنية إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة التي تزداد تعقيداً مع مرور الوقت.

*تيران وصنافير أم توقف “الرز” سبب تدهور العلاقة بين السيسي وابن سلمان؟

أكد تقرير لموقع “الاستقلال” أنه رغم أن العلاقات متوترة بين النظامين المصري والسعودي منذ عدة سنوات، جراء خلافات سياسية ومالية، فقد عادت درجة حرارتها للغليان مجددا، في صورة حملة إعلامية يقودها إعلاميون ولجان موالية لنظامي البلدين.

أوضحت أن الحملة نالت، هذه المرة، رأسي النظامين معا، ما يشير إلى خلافات شديدة، تمثّلت في حديث إعلامي سعودي عن نهاية حكم عبد الفتاح السيسي عام 2026 ودخوله السجن.

ورد موالون لنظام السيسي بدعوة مصرية علنية لتدبير “انقلاب” ضد ولي العهد محمد بن سلمان داخل الأسرة الحاكمة، وإبعاده عن حكم المملكة بعد كل ما قدَّمه للنظام المصري ودعم انقلابه منذ 2013.

وأشار التقرير إلى أن ذلك يأتي وسط تخمينات وتساؤلات بأن سبب التصعيد هو استمرار المشاكل الثنائية التي تتعلق بوقف ابن سلمان إغراق “الجنرال السيسي بالرز” رغم دعم انقلابه بالأمس، بعدما بات يُنظر إليه في دوائر ‎الخليج كعبء ثقيل يطلب كثيرا ويُكلف أكثر مما يستحق.

أم أن الأمر يتعلق بقضايا مثل التراجع عن إكمال القاهرة تسليم جزيرتي “تيران وصنافير” أو سماح السعودية ببناء قاعدة أميركية عليها، أم أسباب أخرى تتعلق بتغيير بنية الإقليم حاليا وصعود قوي مثل إسرائيل والمملكة والتنافس على زعامة المنطقة؟

شد وجذب

على مدار الأعوام الخمسة الماضية، شهدت العلاقات المصرية السعودية حالة من الشد والجذب والمواجهات أحيانا، بين نظامي ابن سلمان والسيسي، كانت تديرها لجان إلكترونية للنظامين.

آخرها عام 2023، بفاصل من الشتائم المتبادلة بين صحفيين ونشطاء مصريين وسعوديين محسوبين، وحذف مقال لرئيس تحرير صحيفة “الجمهورية” وصف السعوديين بـ”الأنذال والحفاة العراة

وحاول السيسي، تهدئة الخلاف بتصريح في فبراير/شباط 2023 يقول فيه بعد الشتائم المتبادلة: “ميصحش نُسيء لأشقائنا ولا تنسوا الفضل بينكم”، رغم أن لجان البلدين لا تتحركان إلا بأوامر مباشرة من النظامين.

هذه المرة قام وزير النقل، كامل الوزير، وهو يتلقى الصفعات من المصريين بسبب فشله وتسبب مشاريع الطرق في مصرع الآلاف كل عام، آخرهم 19 فتاة كن يذهبن لحصاد العنب بـ130 جنيها يوميا، بالغمز من قناة السعودية.

وقال وهو يتفاخر بأن تكاليف طرق مصر أقل من السعودية “روحوا شوفوا الطريق في السعودية بيتكلف كام واحنا بنكلفه بكام”. عقبها شن عليه السعوديون حملة سخرية ونقد بالغة، بعدما أعطاهم تركي آل الشيخ، مستشار ابن سلمان الضوء الأخضر بتغريدة ساخرة من الوزير.

آل الشيخ لم يكتف بالتعجب من كلام الوزير، الذي تحرش بالسعودية وحكومتها وأعمالها بدون مناسبة، ولكنه أهانه ضمنا.

حين تعمد كتابة كلمة “i possible” بدلا من Impossible، ليُذكر بمحاولة كامل الوزير نفاق السيسي خلال مؤتمر في يونيو 2023، حين اخترع كلمة غير موجودة (Ipossible)، ليقول إن السيسي حقق المستحيل.

وقبل السجال بين آل الشيخ والوزير، هاجم المذيع (السعودي الجنسية) عمرو أديب على قناة “إم بي سي مصر” السعودية، كامل الوزير، بصورة شرسة عقب حادثة مصرع 19 فتاة.

لكن التراشق بين لجان النظامين الإعلامية هذه المرة نال رأسي النظامين؛ السيسي وابن سلمان، وهو تطور خطير استدعى تدخل دوائر النظامين العليا لوقف هذا التراشق.

الصحفي السعودي المقرب من النظام، قينان الغامدي، كتب: “آخر احتفال بـ30 يونيو هذا العام 2026، وسينتهي فيه حكم السيسي، وبعدها سيكون في (سجن) طرة هو ولجان المخابرات، إن لم يهرب بطائرته الفخمة”.

وأضاف: “قصره في عاصمة العسكر الإدارية سيكون متحفا إضافيا للفرجة على النجف، التي كلفت مصر ما يكفي لإعالة مليون أسرة لمدة سنة

وأهمية هذا الهجوم أنه ليس من لجان إلكترونية كما كانت تجري التراشقات السابقة، ولكنه صدر من إعلامي رسمي سعودي تولى رئاسة تحرير صحف مهمة منها “الوطن”، ما يُخرج الخلافات من دائرةالحملات الفردية” إلى “السياسات الممنهجة

وأشار إلى هذا سامح أبو العرايس القريب من مخابرات السيسي بقوله وهو يرد على الغامدي بقوله: إن كلامه “يمثل نظام ابن سلمان ويعد تهديدا من النظام السعوي للسيسي ولمصر

الأجهزة الرسمية

ولأنه لا يتصور صدور هذه الإهانات لرئيسي النظامين من صحفيين رسميين أو لجان، بدون إذن رسمي وتكليف من مخابرات البلدين، وخطورة تصعيد لغة الخلاف لتنال السيسي وابن سلمان شخصيا، تدخلت أجهزة البلدين.

التدخل جاء بعدما بدأ التصعيد يصل للجهات الرسمية نفسها، ففيما يبدو ردا على سخرية الصحفي السعودي من حضارة مصر وقوله “هم يمثلون نظاما مفلسا موشكا على السقوط”، تدخل وزير خارجية النظام المصري، بدر عبد العاطي.

وقال عبد العاطي، وفق لجان إلكترونية نشرت نفس التصريح: “دول بلا حضارة، وبلا تاريخ سياسي، وبلا قوة عسكرية، تحاول أن تقود المشهد الإقليمي”، في إشارة واضحة إلى السعودية.

وأضاف: “وهو أمر لا يمكن القبول به لا سياسيا ولا أخلاقيا، ومصر لن تسمح بإعادة تشكيل المنطقة وفق أهواء قوة طارئة!”

لذا صدرت الأوامر العليا للطرفين، قبل أن يدخلا تراشقا رسميا، ومسح الصحفي قينان الغامدي تغريداته التي هدد فيها السيسي بنهاية عهده ودخوله سجن طره.

ومسحت لجان إلكترونية و”أبو العرايس” ما كتبوه عن ابن سلمان، من دعوة الأسرة الحاكمة للانقلاب عليه وعزله.

ولتهدئة الأمور أكثر، جرى اتصال هاتفي بين الوزير عبد العاطي ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، في 3 يوليو 2025، أشادا فيه بالعلاقات الثنائية الوطيدة والروابط الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين.

الإعلامي المصري، حافظ المرازي، أشار لأسباب “العلاقة السيئة” حاليا بين النظامين، ومنها المال، والترتيبات الإقليمية وقضية تيران وصنافير.

وقال المرازي: من يتابع التعليقات في ذكرى 30 يونيو/ 3 يوليو 2013 يشعر وكأن السعودية لم تكن الممول الأول للثورة المضادة في مصر، بل وكأنها كانت حليف قطر لا الإمارات آنذاك!”

وهذه ليست أول مرة يشتبك فيها إعلاميو ولجان البلدين بضوء أخضر من النظامين، ففي يناير/ كانون الثاني 2023، اندلعت معارك إعلامية كجزء من الأزمة والخلاف المالي المرتبط بتيران وصنافير.

وخرج أحد الأذرع الإعلامية الخاصة بجهاز المخابرات العامة المصرية، محمد الباز، في بث مباشر عبر صفحته علىفيسبوك”، مهاجما السعودية.

فيما انتقد الكاتب السعودي، خالد الدخيل، عبر حسابه على “إكس”، سيطرة الجيش على السلطة والاقتصاد المصري وعدم السماح ببديل سياسي أو اقتصادي مختلف.

وسخر من قول السيسي أن “مصر لن تركع إلا لله”، متسائلا إذا كانت مصر لن تركع للمال الخليجي، فلماذا يطالب السيسي بـ”الرز الخليجي”؟!

وفي 3 فبراير/ شباط 2023، عاد رئيس تحرير صحيفة “الجمهورية” المصرية شبه رسمية، عبد الرزاق توفيق، ليشن هجوما عنيفا على دول الخليج.

واستخدم ألفاظا قادحة من قبيل “الحفاة العراة الذين ارتدوا أفخر الثياب مؤخرا”، و”اللئام والأنذال ومحدثي النعمة”، ثم حذف المقال عقب ما أثاره من ضجة وردود خليجية لمهاجمة مصر.

زمن ولى

أحد أبرز أسباب الفتور في العلاقات السعودية مع مصر، هو الملل من استمرار السيسي في طلب الدعم منذ انقلاب 2013، رغم حصوله على مليارات الدولارات، ومن ثم وقف “الرز” أو شيكات الدعم المجانية، والانتقال للاستثمار وشراء أراضٍ مصرية بالمقابل.

لكن الموقف السعودية تجاه النظام المصري ظل عنوانه هو أن “زمن الشيكات المفتوحة قد ولى”، حسبما يشير تحليل لـ”معهد الشرق الأوسط”، ومقرّه واشنطن، في 2 يوليو 2025، عن العلاقات المصرية السعودية.

وقال المعهد الأميركي: إن “السعودية لن تسمح بانهيار ‎مصر ماليا واقتصاديا، لما لها من أهمية جيوسياسية وسكانية في استقرار الخليج، ولكن لن يكون هناك المزيد من الشيكات المفتوحة

وأشار إلى أن السعودية “لم تعد تضخ أموالا مباشرة في البنك المركزي المصري”، مستشهدا بما قاله وزير المالية السعودي عام 2023 أن سياسة الدعم بدون شروط “انتهت

تحليل “معهد الشرق الأوسط”، رأى أنهإذا أرادت مصر ما يتجاوز الحد الأدنى من الضمانات، فعليها أن تعتمد على الاستثمارات السعودية، لا المساعدات”.

وأوضح أن “الاختلاف في المواقف السياسية الإقليمية السعودية مع مصر بدأ عندما قادت المملكة والإمارات تحالفا ضد الحوثيين في اليمن وطُلب من مصر الانضمام

ورفض السيسي والجيش بسبب عقدة حرب اليمن (1962 إلى 1964) عندما قُتل 10 آلاف جندي مصري من 70 ألف أرسلهم نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

تيران وصنافير

لايزال هناك لبس فيما يخص تسليم مصر جزر تيران وصنافير بالكامل للسعودية، وغموض حول تعطيل القاهرة بعض الإجراءات رغم تدخلات أميركية.

ويقول محللون إن تأخير تسليم الجزر لا يعني تراجع مصر؛ لأنها بيعت وتخلت عنها القاهرة للرياض منذ 2018، وكل ما في الأمر هو رغبة مصر في ثمن أكبر كمقابل.

ونشر موقع “أكسيوس” الأميركي تقريرا في 21 ديسمبر 2022 يشير فيه إلى إيقاف وتباطؤ مصر في تنفيذ إجراءات اتفاقية نقل ملكية الجزر إلى السعودية؛ لأن نظام السيسي “يرغب في تحصيل ثمن أكبر للتنازل”.

أيضا ترغب إسرائيل في تسريع الإجراءات المصرية لتسليم الجزر للسعودية لعدم تعطيل التطبيع مع المملكة، ورغبة واشنطن في استغلالهما لبناء قاعدة عسكرية هناك.

وقبل هجوم إسرائيل وواشنطن على طهران، ذكرت صحف أميركية أن الولايات المتحدة تفكر في إنشاء قاعدة عسكرية في الساحل الشرقي في السعودية على ساحل البحر الأحمر، قبالة قناة السويس، وتردد أن القاعدة قد تكون في تيران وصنافير.

لكن قال الوزير بدر عبد العاطي، في 30 يونيو 2025: “لن نقبل بوجود قواعد عسكرية لدول غير مشاطئة على البحر الأحمر

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” في 26 يونيو 2025، صور أقمار صناعية تظهر بدء الولايات المتحدة في تأهيل القاعدة عبر إنشاء مخازن للذخيرة وسكن للجنود.

وما زاد قلق القاهرة والفتور مع المملكة أن القرار الأميركي باستخدام القاعدة جاء بالتزامن مع فشل محاولات سعودية لنقل مقرها إلى جزيرتي تيران وصنافير المتنازع عليهما مع مصر بعد رفض القاهرة.

وأبدت مصر تحفظا غير معلن موجها للمملكة على تعزيز القواعد الأميركية في البحر الأحمر، خصوصا بعد الإعلان عن توسيع القاعدة الأميركية في الساحل السعودي.

ويرجح “معهد الشرق الأوسط” الأميركي، في تحليل نشره في 2 يوليو 2025، أن يكون “الانتظار الطويل لحل وضع الجزر كان حافزا للتوتر المتزايد في العلاقات المصرية السعودية ولكنه لم يكن الوحيد”.

ولا تزال الجزر تُشكل عائقا أمام العلاقات، ففي مايو/أيار 2025،  رفع محامون مصريون دعوى قضائية جديدة  ضد نقل السيادة على الجزر.

وبدأ الحديث مبكرا عن سعي واشنطن لبناء قاعدة عسكرية في جزيرتي تيران وصنافير في مارس/آذار 2017، قبل أن يقرر نظام السيسي منح الجزيرتين إلى السعودية.

ووقتها، ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن “خططا مُسربة أفادت بأن الرياض ستمنح واشنطن قاعدة عسكرية داخل تيران وصنافير لخنق إيران وروسيا

ضغوط متزايدة

وهناك هدف آخر للقاعدة، هو أن يتولى الجيش الأميركي تأمين قناة السويس ومنع دخول أي سفن “مشبوهة” يُحتمل استخدامها في نقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى قطاع غزة أو لبنان، خاصة تلك القادمة من إيران، وفق مسؤول مصري للصحيفة.

وعدت “مصادر سياسية مصرية” تحدثت لـ”الاستقلال”، هذا الطلب إهانة للجيش المصري وشكلا من أشكال فرض الحماية.

وتقول المصادر: إن ما أغضب القاهرة هو أن ما تفعله السعودية بتحويل البحر الأحمر من منطقة توازن حساس إلى ساحة نفوذ أميركي دائم، يتعارض جذريا مع العقيدة المصرية في حماية قناة السويس والسيادة البحرية.

وعدت القاهرة هذا التحرك السعودي ردا على ما يتردد عن مماطلة مصر في تسليم المملكة أوراقا رسمية تؤكد اعتراف مصر بملكية الجزر للسعودية بعد موافقة السيسي وبرلمانه ومحكمته الدستورية بالتنازل عن تيران وصنافير.

وبحسب مسؤولين أوروبيين ومصريين تحدثوا إلى موقع “مدى مصر” الاستقصائي، في 30 أبريل/نيسان 2025: “ما تريده الولايات المتحدة وتناقشه مع حلفائها الإقليميين هو تغيير جذري في منظومة الأمن بالبحر الأحمر، بما يضعها في طليعة القوى المراقبة لهذا الممر البحري

إلا أن مصر، بحسب المصادر، ما زالت تقاوم الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين للاستجابة لمطالب قد تتسبب في المزيد من التهميش لمكانتها بالمنطقة.

وعندما أعلن السيسي عن نقل الجزيرتين إلى السعودية عام 2016، كان ذلك مصحوبا باتفاقيات مالية واقتصادية ضخمة تم توقيعها بين البلدين في أبريل 2016.

وتضمنت هذه الاتفاقيات ما يقرب من 22 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية والمالية والنفطية، مما دفع المحللين والمعلقين المصريين إلى التكهن بأن نقل الجزيرتين كان أحد مكونات الحزمة المالية.

لكن اعتماد السيسي الكبير على المساعدات المالية الخارجية أثار مخاوف المسؤولين السعوديين بشأن قابلية استمرار الاقتصاد المصري على المدى الطويل والضرر الذي يصيبه لو ظل معتمدا على المساعدات.

لذلك بدأت الحكومة السعودية في تغيير القروض من منح وودائع إلى استثمارات في الشركات والمؤسسات الحكومية المصرية، وأدى هذا إلى توترات بين البلدين.

وقدمت دول الخليج لمصر 92 مليار دولار مُنذ انقلاب السيسي عام 2013 على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وفق تقارير صحفية.

وتظهر الأرقام المنشورة على موقع “منصة المساعدات” الحكومي السعودي أن المملكة قدمت أكثر من 64 مليار دولار على شكل مساعدات لنحو 167 دولة، الجزء الأكبر منها كان على شكل مساعدات تنموية.

تنافس على الزعامة

أحد أسباب الخلافات غير المعلنة، هو أنه بينما تنزوي مصر جانبا بفعل عدم فاعلية دورها في المنطقة العربية وضعفه، تتحرك السعودية بنشاط وقوة للعب دور إقليمي يزيح القاهرة جانبا، حتى في الملف الفلسطيني.

فالضربات الإعلامية السعودية ضد السيسي جاءت في وقت حساس سياسيا واقتصاديا، كأنها تنقل رسالة واضحة هي أن هناك محاولة لإعادة تشكيل المشهد الإقليمي من جديد وبدور أكبر للسعودية لا مصر.

وأشار إلى هذا ضمنا المحلل الإسرائيلي داني زكان عبر مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم” في 2 يوليو 2025، بالتزامن مع مؤشرات احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مع زيارة نتنياهو لواشنطن.

وقال: إن ذلك “تم بفضل تغيير جوهري حدث في موقف السعودية إزاء ما يجرى في المنطقة، ومن إسرائيل بشكل خاص

فوفقا لمصادر عربية وأميركية، ستشارك السعودية بشكل واسع في المفاوضات التي ستنطلق بعد وقف إطلاق النار، بهدف إنهاء العدوان.

وأكد أن المملكة تسعى لربط اتفاق إنهاء الحرب بترتيبات أشمل، تشمل مستقبل الضفة الغربية والقضية الفلسطينية، و”الصفقة الكبرى” التي طرحها ترامب، والتي تتضمن توسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل دولا إضافية، على رأسها السعودية.

المحلل الإسرائيلي نقل عن مصادره الإسرائيلية والأميركية أن الرسائل التي ترسلها الرياض لإسرائيل، عبر واشنطن، تشير إلى أن السعودية ستشارك في مفاوضات إنهاء الحرب، إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار، وستُطرَح خلالها حلول شاملة، من ضمنها أسس للتطبيع مع السعودية.

وهذا التحرك السعودي يجرى بينما دور القاهرة يضمحل تقريبا في حل القضية الفلسطينية.

فوفقا لتقارير إسرائيلية وأمريكية لم تعد الولايات المتحدة تعتمد فقط على وساطة قطر ومصر، بل ترسل رسائل مباشرة إلى حركة “حماس

*خسة وندالة السيسي ينتقم من الرئيس مرسي بتعذيب نجله أسامه بمعتقله

أعلنت أسرة المحامي المعتقل أسامة مرسي، نجل الرئيس محمد مرسي، دخوله في إضراب كلي عن الطعام منذ نحو أسبوعين، احتجاجاً على استمرار حرمانه من الزيارة والعلاج والتريض، وعزله التام عن العالم الخارجي، بما في ذلك منعه من التواصل مع باقي السجناء.

وقالت الأسرة، في بيان لها، إن أسامة “يعاني من ظروف احتجاز قاسية وممنهجة منذ اعتقاله في ديسمبر 2016، دون مراعاة لأدنى المعايير القانونية أو الحقوقية”، لافتة إلى أن السلطات الأمنية ما زالت تمنع عنه الزيارة بشكل كلي منذ لحظة اعتقاله، رغم صدور تصاريح رسمية تتيح لأسرته ودفاعه زيارته.

تدوير جديد

وكان أسامة مرسي قد حُكم عليه في وقت سابق بالسجن عشر سنوات في قضية اتُّهم فيها بـ”التحريض على العنف”، وكان من المفترض أن ينهي فترة عقوبته العام المقبل.

غير أن السلطات أعادت تدويره في قضية جديدة تحمل رقم 1096 لسنة 2022 أمن دولة عليا، وأحالته إلى المحاكمة الجنائية في مارس الماضي، إلى جانب نحو 70 متهماً آخر، من بينهم المحامي الحقوقي المعروف أسامة بيومي، وعدد من الفتيات.

وتتضمن القضية اتهامات مكرّرة درجت النيابة على توجيهها في قضايا سابقة، من بينها: “التحريض على العنف، والانضمام إلى جماعة محظورة، ونشر أخبار كاذبة، والمشاركة في تجمعات غير مصرح بها، وحيازة منشورات، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض تحريضية”.

وتؤكد أسرة مرسي أن نجلها، الذي ظل قيد الحبس الانفرادي طوال سنوات، تم تدويره في القضية الجديدة رغم أنه لم يكن طرفاً في أي أنشطة، بحكم وجوده رهن الاحتجاز.

وتشمل القضية عدداً من المعتقلين السياسيين الذين جرى تدويرهم عقب صدور قرارات قضائية بإخلاء سبيلهم في قضايا أخرى، وأبرزها القضية رقم 1530 لسنة 2019 أمن دولة عليا، ويواجه المحالون للمحاكمة في هذه القضية مجموعة من التهم الفضفاضة، التي تشمل “الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون، وتمويلها، والتحريض على العنف، وتنظيم تجمعات غير مصرح بها، ونشر أخبار كاذبة، وحيازة منشورات تحريضية”.

وفي جلسة محاكمته بتاريخ 12أغسطس 2017، كشف أسامة مرسي أمام هيئة المحكمة أن إدارة السجن مزّقت تصاريح الزيارة الخاصة بأسرته، ومنعتهم من الدخول، مشيراً إلى أنه يعيش في عزل تام منذ أكثر من 9 أشهر، ومحروم من التريض، والزيارات، وحتى العلاج رغم معاناته من قرحة في المعدة.

وقال أسامة للقاضي: “أنا ممنوع من الصلاة.. قلت لهم إذا كنتم لا تعلمون، فأنا مسلم وأريد أن أصلي، لكن إدارة السجن تمنعني حتى من ذلك”.

كما ندد بتجاهل النيابة العامة لهذه الوقائع المتكررة، رغم تقديم بلاغات رسمية وشكاوى موثقة، وهو ما يعتبره مراقبون “تكريساً لثقافة الإفلات من العقاب داخل منظومة العدالة المصرية”.

وكان تدوير أسامة مرسي ضمن سياق أوسع يستهدف المحامين والنشطاء الحقوقيين الذين يدافعون عن المعتقلين السياسيين، حيث تتكرر الاتهامات نفسها بحقهم، من دون وجود أدلة موثوقة، وفي محاكمات يغيب عنها الحد الأدنى من ضمانات العدالة والنزاهة.

وتطالب أسرة نجل الرئيس الراحل بالإفراج الفوري عن أسامة مرسي وجميع المحبوسين تعسفياً في القضية، داعية إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتقصي أوضاع المعتقلين، والانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها، وعلى رأسها الحرمان من الزيارة والعلاج، والحبس الانفرادي طويل الأمد، ومنع التواصل مع الدفاع.

وتشير منظمات حقوقية إلى أن قضية أسامة مرسي لم تعد مجرد ملف فردي، بل رمز لحالة أوسع من القمع السياسي وتدهور سيادة القانون في مصر، في ظل غياب أي أفق لإصلاح حقيقي في منظومة العدالة الجنائية.

*لإرضاء صندوق النقد خطوات متسارعة لبيع أصول 4 شركات عامة وأراضي قبل نهاية 2025

في خضم ضغوط اقتصادية متصاعدة، وتحت وطأة اشتراطات صندوق النقد الدولي، تُسرّع حكومة عبدالفتاح السيسي، من خطواتها لطرح حصص في شركات مملوكة للدولة للبيع، وذلك ضمن المرحلة الجديدة من “برنامج الطروحات الحكومية”، الذي يمثل أحد أبرز البنود  المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي،. 

تأجيل الشريحة الخامسة يدفع القاهرة لتسريع الخصخصة
تأتي هذه التحركات الحكومية بعد قرار صندوق النقد الدولي تأجيل صرف الشريحة الخامسة من قرضه لمصر، والذي جاء مرتبطًا بعدم تحقيق تقدم ملموس في ملف الخصخصة وتراجع دور الدولة في الاقتصاد. وفي خطوة لطمأنة الصندوق وتسريع استئناف صرف الشريحة، تستعد الحكومة لطرح حصص في أربع شركات قبل نهاية العام الجاري، بحسب ما نقلته مصادر حكومية مطلعة لموقع “إنتربرايز”.

وأكد المصدران أن هذه الطروحات تأتي في محاولة للاستجابة للملاحظات التي سجلها الصندوق في إطار المراجعة الخامسة المؤجلة، والمقرر دمجها مع المراجعة السادسة، والمزمع إنجازهما معًا خلال خريف 2025.

قائمة الطروحات: شركات سيادية تحت المجهر
تشمل الشركات التي تستعد الحكومة لطرح حصص منها شركات تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، في خطوة نادرة تعكس حجم الضغوط المفروضة.

وتضم القائمة:

الشركة الوطنية لبيع وتوزيع المنتجات البترولية (وطنية)

الشركة الوطنية لتعبئة المياه الطبيعية (صافي)

شركة سيلو فودز للمواد الغذائية

شركة تشيل آوت لتشغيل محطات الوقود

الشركة الوطنية للطرق

برنامج الخصخصة الموسّع.. بيع حصص في 11 شركة قبل يونيو 2026
تهدف الحكومة من خلال هذه الطروحات إلى جمع ما يتراوح بين 4 و5 مليارات دولار من حصص 11 شركة مملوكة للدولة، وذلك قبل نهاية العام المالي 2025-2026، بحسب ما ورد في التقرير المالي الشهري لوزارة المالية الصادر في مايو الماضي.

وقد تعرض البرنامج إلى عثرات متتالية، نتيجة التوترات الإقليمية والصراعات المستمرة في المنطقة، والتي دفعت الحكومة إلى تجميد بعض الطروحات سابقًا، بحسب المصدرين الحكوميين.

شراكات جديدة بقيمة 40 مليار جنيه
بالتوازي مع برنامج الطروحات، تسعى الحكومة إلى تعزيز الاستثمارات عبر نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص (
PPP)، حيث بدأت بالفعل في تلقي عروض مشاريع بقيمة 40 مليار جنيه (نحو 800 مليون دولار).

وتشمل هذه المشاريع:

محطات لتحلية المياه

منشآت لمعالجة الصرف الصحي والصناعي

محطات كهرباء فرعية

مشروعات لإعادة تدوير النفايات

وتهدف الدولة إلى توقيع العقود الخاصة بهذه المشروعات خلال الأشهر الأربعة المقبلة، في خطوة ترمي إلى جذب الاستثمارات وتقليل العبء المالي على موازنة الدولة.

صندوق النقد: لا صرف للشريحة القادمة دون إصلاحات حقيقية
في تصريحاتها الأخيرة، أكدت جولي كوزاك، المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، أن المراجعتين الخامسة والسادسة سيتم دمجهما، مع ضرورة “تعميق الإصلاحات الهيكلية”، وعلى رأسها تقليص دور الدولة في الاقتصاد، وتسريع وتيرة خصخصة الشركات الحكومية، بما في ذلك الشركات التابعة للقوات المسلحة.

ويُنظر إلى هذه التصريحات باعتبارها إشارة واضحة من الصندوق بأن تمويله لن يستمر إلا مقابل تنفيذ حقيقي ومُعلن للإصلاحات، بعيدًا عن الوعود والتصريحات السابقة.

مخاوف شعبية وانتقادات لسياسات البيع
فيما تدافع الحكومة عن خطتها باعتبارها ضرورة اقتصادية لإنعاش السيولة وتعزيز الثقة في السوق، تزايدت المخاوف داخل الأوساط السياسية والشعبية بشأن استمرار “بيع أصول الدولة”، لا سيما في ظل عدم وجود شفافية كافية بشأن كيفية استثمار عائدات هذه الصفقات.

ويرى معارضون أن طرح شركات استراتيجية، بعضها ذو طابع سيادي أو خدمي، قد يؤدي إلى فقدان الدولة سيطرتها على قطاعات حيوية، خاصة إذا ما تم بيعها إلى مستثمرين أجانب.

*وزير الري يُهدر مياه النيل النقية و175 مليار جنيه من ميزانية الدولة

كشف الدكتور مهندس محمد حافظ أستاذ هندسة السدود بماليزيا، عن إهدار الدكتور هاني سويلم وزير الري وبشكل متعمد سنويا أكثر من 25 مليار متر مكعب (مياه نقية من نهر النيل) عبر مفيض توشكي وقناطر إدفينا موضحا إدعاءه بدليل من الأقمار الصناعية فتح مفيض توشكي وقناطر إدفينا منذ شهر سبتمبر 2024.

وقال إنه بين الإهدار؛ تكاليف المعالجة الثلاثية لــ (4.8 مليار متر مكعب) بمحطة (بحر البقر والمحسمة وغيرها) تكلف الدولة المصرية قرابة (0.3 دولار لكل متر مكعب) أي إهدار حوالي (1.5 مليار دولار أمريكي سنويا أي قرابة 75 مليار جنيه مصري). وأضاف لذلك “إعادة تدوير قرابة (21 مليار متر مكعب) يكلف الميزانية المصرية أكثر من ( ملياري دولار سنويا أي حوالي 100 مليار جنيه).

وحذر “د. حافظ” من استمرار وزير الري المصري هاني سويلم في إهدار ما يزيد على (25 مليار متر مكعب سنويا) منذ بداية الحرب الأهلية السودانية مع استمرار استنزاف الميزانية المصرية في الصرف على محطات المعالجة يعكس بقدر كبير تعمد الضرر بالشعب المصري. وكشف عن وجود فائض كبير ببحيرة ناصر نتيجة قلة كفاءة السدود السودانية (من الناحية الفنية) والخوف من تعرضها لهجوم عنيف من قبل قوات الدعم السريع ما أجبر الجيش السوداني على فتح بوابات ري سد مروي لأكثر من (300 يوم في العام) وذلك منذ بداية الحرب الأهلية.

ورأى أنه “بدلا من أن يسمح وزير الري الدكتور (هاني سويلم) للفلاحين المصريين بزيادة الرقعة الزراعية وزراعة مزيد من محصولي (الأرز والقصب) ( علي الأقل ثلاثة ملايين فدان أرز سنويا زيادة) بهدف الاستفادة القصوي من هذا الفائض المائي، أمر بتقليص الأراضي الزراعية لتلك المحاصيل الاستراتجية وتعمد إهدار كل هذا الفائض المائي بمفيض توشكي وقناطر إدفينا.”.! وأشار هناك مستفيد وراء (قرار) وزير الري في (إهدار مياه النيل النقية) واستبدالها (بمياه معالجة ثلاثية أو ثناية). وقرار وزير الري الدكتورهاني سويلم لم يكن بهدف مصلحة المواطن المصري والدولة المصرية (ككل) بل لصالح (مافيا بزنس معالجة المياه الذي نوهت عنهم السيدة الفاضلة هايدي فاروق قبل سنوات).

بلاغ للنائم العام

ورفع الأكاديمي محمد حافظ شكواه إلى “النائب العام بالدولة المصرية” لمحاكمة وزير الري هاني سويلم الذي صرح أخيرا بأن “وزارة الري المصرية قد أنجزت (معالجة ثلاثية لقرابة 4.8 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي) + (مع إعادةاإستخدام ٢١ مليار متر مكعب سنوياً من المياه)” في وقت أهدر المياه النقية للنيل! كما دعا “النائب العام” إلى التحقيق الفوري مع وزير الري الدكتور هاني سويلم بشأن (إهدار مياه النيل متعمدا) وإجبار وزارة الري بإيقاف كل محطات المعالجة مع إنشاء طرق بديلة لاستبدال تلك المياه المعالجة كميائيا بمياه نيل نقية.

وأكد أن “الطرق موجودة ومتوفرة ولن تكلف الدولة المصرية ما تكلفه عمليات المعالجة في محطات (بحر البقر والمحسمة وغيرها).” مطالبا بأن “نحتفظ بتلك المحطات مع استمرار (صيانتها فقط دون تشغيلها) وإلي حين ظهور بداية لإعادة سيطرة الحكومة السودانية على (سدودها) وانخفاض منسوب بحيرة ناصر، عندئذ يمكن إعادة العمل بتلك المحطات.”. كما طالب بـ”إعادة النظر في جميع (الغرامات) المستحقة على الفلاح المصري الذي قام بزراعة (الأرز) لأهل بيته دون الحصول على (إذن مسبق من وزارة الري والزراعة) لكون قرار المنع ليس مبنيا على واقع (مائي حقيقي) بل يعتمد على واقع ملئ بالفساد.  

واختلف د. محمد حافظ مع الباحث هاني إبراهيم المختص بشئون مياه النيل وحوضه، وعبر Hany Ibrahim شكك هاني إبراهيم في تعريف الإهدار وقال: “تعريف الاهدار عندما يكون هناك فائض مستدام وليس ظروفا طارئة ايا كانت كمية المياه الواردة خلال تلك الظروف – سواء كانت فيضانات عالية غير متوقعة تأتي بشائرها عقب انتهاء منتصف موسم العروة الصيفية الأكثر استهلاكا للمياه او ظروف تتعلق بالوضع في السودان واستهداف وتخبط عمل بعض السدود – لأنها تتأثر بعدة عوامل وبالتالي تصريفها في المفيض هو إجراء احترازي وليس إهدارا لان المقابل لعدم تصريفها عبر المفيض هو توجيهها نحو البحر المتوسط بكميات كفيلة بغرق أراضي طرح النهر بالكامل أيضا خلال العروة النيلية + تصرفات مروي تفاوتت ولم تكن مستمرة لفترة طويلة يمكن الاعتماد عليها وكانت ترتبط باستهداف محطة كهرباء السد والمولدات الخاصة بها وهو وضع ليس مستمرا بل حالة طارئة.

وأضاف “مستحيل تزرع 3 ملايين فدان ارز وقصب سكر وده مرتبط بالرقعة الزراعية في العروة الصيفية وهي محاصيل صيفية + بدون عملية معالجة الصرف الزراعي واعادة استخدامه مرة اخرى ما كان لنا ان نتوسع في المساحة المحصولية لاننا لدينا عجز مائي بالفعل وبالتالي طلب ايقافه معناه كارثة سوف تحدث لان كما قلت اي وفرة هي مؤقتة وغير معلوم تفاصيل وصول تلك الوفرة”.

وأوضح أن “الارقام تبدو خاصة بتكلقة الانشاء وليس التشغيل لانها ارقام مبالغ فيها وقرار التقليص يعود لما قبل ملء السد الاثيوبي اي منذ 6 سنوات او اكثر للتعامل مع ازمة نقص الايراد خلال الملء وللعجز المائي الذي تواجهه مصر – رغم التحفظ على القرار لاسباب تتعلق بالعائد الاقتصادي وتكاليفه علينا – بيتم السماح ببعض المخالفات في زراعة الارز اما مسألة الغرامات اعتقد بينظمها قانون ممكن الطعن عليه قانونيا من المسئول عن المزارعين “. وخلص إلى أن “الوفرة المائية تأتي في توقيت لا نعلمه وتكون بعد تحديد موسم العروة الصيفية كما يشير إلى انه مفتوح من سبتمبر 2024 اي بعد انتهاء العروة الاكثر استهلاكا للمياه”.

وقال: “.. نفترض العام القادم في وفرة ومررت كميات كبيرة لزراعة 3 ملايين فدان ارز وقصب سكر كم متر هينخفض منسوب السد العالي بحلول اغسطس العام القادم هل في ضمانة ان فيضان مرتفع هيغطي التراجع ده او هل ظروف السدود السودانية سوف تستمر لتغطيته فرضا مع ملاحظة ان مناسيب السدود السودانية لم تتراجع الى الحد اللي ممكن نقول عليه مرروا كميات كبيرة جدا كما أشار اليه اعلاه “.

الزارعات الشرهة للمياه

وانبرى أحمد درويش Ahmed Darwish في التعليق على مشروع طرحه د.محمد حافظ من الانطلاق في كميات الزراعات الشرهة للمياه واعتبر درويش أن “المغالطة المنطقية الشائعة التي يقع فيها كثير من المهندسين هي ربط الفوائض المائية بكميات الزراعات الشرهة للمياه كالارز والقصب والموز فمضمون المغالطة هو ما دام لديك فائض في المياه فيجب عليك التوسع في زراعة تلك المحاصيل”.

وأوضح أن “وجه المغالطة يكمن في أن الربط يكون بين الفائض وقدرة المجاري المائية على استيعابه فمجرد وجود فائض لا يمكن ضخه في الترع بكثافة لري المساحات المرغوبة لان قدرة الترع محدودة سلفاً سواء كان الماء موجوداً بفائض أو عادياً فهي لها قدرات استيعاب محدودة لا يمكن هندسيا تحميلها بأكثر من الكمية الخاصة بها وإلا تنهار الجسور وهنا يجب ان نقف ونقول كلمة حق في شأن دكتور   Hani Sewilamالذي يتصرف في حدود تلك القدرة الاستيعابية ولا يمكنه تخطيها”.. إلا أن “د.حافظ” دعا هنا إلى مناظرة مع وزير الري مباشرة على الهواء لتبيين خطئه ولإثبات عكس ما طرحه الباحث أحمد درويش..

لوم على البلاغ

وتعرض حافظ عبر حسابه إلى لوم على البلاغ الذي رفعه للنائب العام كونه جزءا من منظومة الفساد والانقلاب، وقال (مصطفى عثمان): “النايم العام مجرم فاسد مثل بقية المنظومة ووزير الرى ينفذ أوامر الكفيل الإماراتى”.

وأضاف (Mohamed Ali) أن “.. بس للأسف الموضوع لا يستطيع النائب العام فعل شيء فالمنظومة بالكامل من اول الرئيس الي آخر موظف في الدوله الفساد يتغلل فيها كالسرطان فلا جدوي من الشكوي وللاسف الي ان يتم تغير السيستم بالكامل واعاده هيكلته لكي يتحقق العدل ويكون دور النائب العام فعالا لكن الان هو مجرد اداه مستخدمه .. والاهم ان الخطأ الأكبر منسوب الي الشعب الذي يشاهد فقط .. ومنتظر الاباده بكل راحه ويكتفي بالدعاء الي الله دون اي فعل علي ارض الواقع للاسف ..ربنا يوحد قلوبهم وصفوفهم قبل الاباده الجماعيه”.

إلا أن أيمن سيف Ayman Saif قال: “.. فضيحة مدوية وإهدار مجرم لثروات بلادنا وسفه غير طبيعي وجريمة تُرتكب في حق الفلاحين وحق المحاصيل وحق المواطن في الحصول علي قوته من أرضه وليس بالاستيراد وبلدنا مليئة بالكنوز والثروات ولكن إرادة تلك الفئة المجرمة بحرمان بلدنا من ثرواتها فاقت كل منطق وكل حد …حسبنا الله ونعم الوكيل”.

*مصر تسعى لزيادة وارداتها من الغاز الصهيوني وسط أزمة الإنترنت

ذكرت نشرة إنتربريز صباح أمس الثلاثاء أن خدمات الإنترنت في مصر ما زالت تواجه انقطاعًا واسعًا بعد اندلاع حريق في مركز الاتصالات الرئيسي لشركةتيليكوم مصر” في رمسيس.
تسبب العطل في شلل واضح بالخدمات الأساسية، بدءًا من الإنترنت المنزلي والمحمول والمكالمات الصوتية، وصولًا إلى المعاملات المصرفية.
حاولت فرق “تيليكوم إيجيبت” والحكومة تحويل حركة الإنترنت إلى مراكز أخرى، لكن بقي أقل من نصف السعة المتاحة لخدمة الأفراد والشركات على حد سواء.

أوضح مهندس في الشركة أن الانقطاع شديد التعقيد، وقد يستغرق أيامًا لإعادة الخدمة إلى وضعها الطبيعي، رغم تسخير كل الإمكانيات.
نصحت النشرة من لديه اجتماع خارجي بإبلاغ الطرف الآخر وتوقع التأجيل.
وبنبرة خفيفة، اقترح على القرّاء تخيّل عودة إلى صيف الثمانينيات قبل الإنترنت.

مصر تستعد لزيادة واردات الغاز من إسرائيل
كشف مصدر حكومي لإنتربريز أن الحكومة تبحث مع الاحتلال الإسرائيلي زيادة واردات الغاز الطبيعي بنحو 200 مليون قدم مكعب يوميًا لتلبية الطلب المتزايد في الصيف.
ورغم وجود اتفاق مسبق لرفع الإمدادات إلى مصر والأردن، بقيت الكميات في مستوياتها الموسمية المعتادة (800–850 مليون قدم مكعب يوميًا) بسبب ارتفاع الاستهلاك داخل إسرائيل.

تتجه المفاوضات لاستئناف قريب بهدف تفعيل هذه الزيادة، خاصة مع تركيز مصر على تعزيز بنيتها التحتية في إعادة تغويز الغاز.
أشار مصدر آخر إلى احتمال استقدام وحدة خامسة عائمة لإعادة التغويز لدعم احتياجات القطاع الصناعي ومحطات الكهرباء.

لا أموال لا اتصالات لا إنترنت حريق سنترال رمسيس أوقف الحياة في مصر.. الثلاثاء 8 يوليو 2025م.. البورصة المصرية تعلق التداول لأول مرة منذ 2011 بعد حريق سنترال رمسيس

لا أموال لا اتصالات لا إنترنت حريق سنترال رمسيس أوقف الحياة في مصر.. الثلاثاء 8 يوليو 2025م.. البورصة المصرية تعلق التداول لأول مرة منذ 2011 بعد حريق سنترال رمسيس

 

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* الإضراب عن الطعام وسيلة السجناء لمواجهة التنكيل الإجرامي بـ”بدر 3″ دون أفق للتهدئة

تصاعدت الانتهاكات الواسعة والممنهجة بحق المعتقلين السياسيين في سجن بدر 3، التي تنفذها الأجهزة الأمنية في الآونة الأخيرة، عبر حملات تجريد وتغريب قسري واعتداءات بدنية ولفظية ونفسية وإجراءات تنكيلية تنتهك الحقوق الدستورية والإنسانية بشكل صارخ، لتعلن أسرة الرئيس الشهيد الدكتور «محمد مرسي» دخول نجلها المحامي «أسامة مرسي»، المعتقل منذ عام 2016، في إضراب كلي عن الطعام منذ نحو أسبوعين، بسبب استمرار حرمانه من الزيارة والعلاج والتريض والاختلاط بأي بشر.

ولم يكن أسامة مرسي وحده هو من دخل في إضراب مفتوح، حيث تزامن إضرابه مع بدأ عدد من المعتقلين في سجن بدر 3 إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ 20 يونيو 2025، وسط تصاعد محاولات الانتحار داخل السجن، والتي بلغت 15 محاولة خلال أقل من أسبوعين، في مشهد يعكس تدهورًا غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية داخل السجن. 

توثيق حالة وفاة بالانتحار

أقدم المعتقل في سجن بدر 3 ، علاء جمال، البالغ من العمر 29 عامًا من محافظة المنيا، على الانتحار بعد تعرّضه للتنكيل ومنع الزيارة والاستيلاء على مقتنياته، حسب مركز «الشهاب لحقوق الإنسان».

وقال المركز إن المعتقل انتحر داخل زنزانته في سجن بدر 3 في منتصف أبريل، بعد تعرضه لسلسلة من الانتهاكات من قبل إدارة السجن.

ولفت في بيانه الى إن الضابط المسؤول في جهاز الأمن الوطني ويدعى مروان حماد، منع الزيارة عن المعتقل لفترة طويلة، ما دفع علاء إلى تهديده بالانتحار في حال استمرار هذا الإجراء. 

وبناءً على ذلك، سُمح له بالزيارة مؤخرًا، إلا أن الضابط ذاته رفض إدخال الأطعمة والمستلزمات التي جلبها له ذَووه عقب انتهاء الزيارة.

وتابع المركز: في تصعيد من إدارة السجن، وُضع علاء جمال في الحبس الانفرادي بعد تهديده مجددا بالانتحار احتجاجا على منع دخول متعلقاته، وفي صباح اليوم (أمس) تم العثور عليه مشنوقًا داخل زنزانته.

أضاف: عقب انتشار الخبر بين باقي المعتقلين، اندلعت حالة من الغضب داخل السجن، وأعلن المعتقلون على إثرها الدخول في إضراب عام، وأقدم بعضهم على إشعال النار في البطاطين. وتواردت الأنباء عن أن وزارة الداخلية بدأت في استدعاء قوات التدخل السريع للتعامل مع حالة التمرد داخل السجن.

وطالب المركز الحقوقي النائب العام بضرورة فتح تحقيق في واقعة الوفاة، ومحاسبة المتسبب، خاصة وأن الانتهاكات في سجن بدر 3 زادت بصورة كبيرة وارتفت أعداد الوفيات فيه. 

تزايد أعداد الانتحارات

هذه ليست محاولته الأولى للانتحار، أو محاولة أولى لشخص بعينه فهناك العشرات يحاولن الانتحار وفي إحدى المرات قد تصيب المحاولة، كما أصابت علاء وسنستيقظ على خبر وفاة جديدة.

وتشير منظمات حقوقية ومحامون إن العشرات من المعتقلين حاولن الانتحار خلال الأسابيع الماضية، اعتراضا على تعرضهم “للتعذيب وعدد من الانتهاكات”  بسجن “بدر 3″، بينما تنفي السلطات المصرية هذه التهم.

على مدار الأشهر الماضية، تكررت شكاوى سجناء من منع الزيارة وعاملة سيئة وحبس انفرادي وتجريد.

وتشكو بعض الأسر من تعرض ذويها للضرب في سجن بدر 3، عقابا على تغطية بعض السجناء كاميرات المراقبة داخل محبسهم.

ووفقا لمحامين، منع نزلاء سجن بدر 3 بالكامل من الزيارات منذ نقلهم إلى هناك ، دون سبب واضح، بينما سمحت السلطات بالزيارة لمعظم سجناء السجنين الآخرين داخل “مركز بدر للإصلاح والتأهيل”.

وتخلق هذه الظروف ضغوطا قاسية على السجناء، بحسب الباحثة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والاجتماعية، ماريان سيدهم، فتقول: “السجناء يشعرون أنهم في مستشفى للأمراض العقلية، ويجب أن يكونوا تحت الملاحظة طوال الوقت”.

وتنتقد ماريان ما تصفه باختلاف معاملة السجناء قائلة: ” البعض يتشابهون في الوضع القانوني ويحبسون في نفس المكان، ومع ذلك يحصل كل منهم على حقوقه بطريقة مختلفة، كلٌ على حسب ملفه الأمني، والموافقات الأمنية على كل حق منفرد، وكأن السجن بلا قانون وبلا لائحة”. 

3 انتهاكات تقود للانتحار

ومهما كانت أعداد محاولات الانتحار فإنها لا تنفي الانتهاكات والتعذيب والمعاملة غير الآدمية التي يتعرض لها المعتقلون داخل السجون المصرية، حيث وثقت المنظمات الحقوقية العديد من الانتهاكات والتعذيب والمخالفات القانونية التي يتعرض لها المعتقلون.

وقال مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان خلف بيومي في تصريحات، إن أعداد المعتقلين تزايدت بشكل كبير منذ 2013، تعرض خلالها المعتقلون للعديد من الانتهاكات، مشددا على أنه “لولا أن المعتقلين سياسيون ومحبوسون في قضايا رأي وأغلبهم مثقفون وغالبيتهم من الإسلاميين لزادت نسبة محاولات الانتحار بشكل كبير وملحوظ”.

وأضاف مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان أن المعتقل في مصر يتعرض لانتهاكات عديدة سواء خلال الاعتقال أو بعد خروجه من المعتقل، ما يؤدي إلى وصول المعتقل إلى هذا الشعور.

وتابع بيومي بأنه “داخل المعتقل هناك ثلاثة انتهاكات شديدة وأساسية قد تؤدي إلى تفكير المعتقل في إنهاء حياته وهي:

أولا: منع الزيارات، حيث إن منع الزيارات يتسبب في عزلة المعتقل عن العالم الخارجي بشكل كامل، إذ تعتبر الزيارة بالنسبة للمعتقل كالنزهة التي يرى فيها دنيته الخارجية، حيث يتمكن من رؤية أهله، ويعرف ما يدور بالخارج.

ثانيا: الإهمال الطبي، إذ يشهر المعتقل أن حياته في طريقها للنهاية، ويتعرض للموت البطيء خلف القضبان، والتي ستودي بحياته عاجلا أم آجلا.

ثالثا: فقدان العدالة، حيث يفقد المعتقل الأمل في تحقيق العدالة والإفراج عنه، أو تنفيذ الإجراءات القانونية، فعلى سيبل المثال وضع القانون مدة زمنية للحبس الاحتياطي، ولكن المعتقل يظل لسنوات محبوسا احتياطيا دون مراعاة القانون، ما يفقده الأمل في الاستمرار في الحياة، إذ إنه لا يعرف متى سيخرج من هذا النفق المظلم. 

وأضاف بيومي أن المعتقل بعد خروجه من السجن يتعرض لانتهاكات أخرى تشعره بعدم الأمان في الحياة، حيث يتم تدويره في قضايا أخرى أو المتابعة الأمنية في الأقسام، كما أنه يتعرض للاعتقال مجددا.

 وخلال السنوات الماضية، انتشرت تسريبات لمقاطع مصورة عبر كاميرات المراقبة الخاصة بمجمع “سجون بدر” في مصر، حيث يحتجز عدد من المعتقلين السياسيين.

وأظهرت المقاطع الأوضاع السيئة التي يقضي فيها السجناء فترة محكوميتاهم، في انعدام تام لظروف الراحة والنظافة أو حتى الخصوصية، وفي زنازين انفرادية لا يغادرونها تقريبا طوال ساعات اليوم.

وفي  العام الماضي، اشتكى أهالي معتقلين مصريين، بينهم زوجات صحفيين، من تصاعد حملات التفتيش والتضييق على الزيارات وعمليات التفتيش الواسعة لغرف احتجاز المعتقلين في سجن “بدر 3″، فيما أكدت منظمات حقوقية، أن سلطات أمن السجون تفرض حصارا كاملا على المعتقلين عبر حملات التفتيش، ومنع الزيارات. 

تاريخ من الانتهاكات

ويعاني السجناء داخل مركز إصلاح وتأهيل بدر 3 منذ بدء نقلهم في يونيو 2022 من العديد من الانتهاكات شبه المستمرة بداية من كاميرات المراقبة المثبتة في كل زاوية من زوايا السجن، بما في ذلك داخل الزنازين، وبالتبعية تفرض إدارة السجن مراقبة دائمة تقلّص التفاعل البشري إلى حدّ شبه كامل”.

يُضاف إلى ذلك تحكُّم الإدارة في الإضاءة، حيث تُبقيها قيد التشغيل على مدار الساعة دون انقطاع. كما يعاني بعض السجناء بوجه خاص داخل بدر (3) من عزلة شبه تامة، بسبب المنع من الزيارات لسنوات طويلة قد ت[صل للعشر سنوات، بالإضافة إلى استخدام تقنية المحاكمات عن بعد (الفيديو كونفراس) والتي عمقت من عزلة السجناء عن العالم الخارجي، خصوصًا أولئك الذين حرموا من الزيارات. 

إذ كانت جلسات تجديد الحبس تمثّل لهم المتنفّس الوحيد لرؤية العالم خارج السجن، وفرصة التواصل المباشر مع محاميهم، الذين ينقلون بدورهم تطورات أوضاعهم إلى ذويهم لطمأنتهم”.

ودائمًا ما يجد السجناء هامشًا للمقاومة رغم عنف إدارات السجون. ففي مركز بدر 3، ومنذ بدء نقل السجناء إليه، خاض السجناء أكثر من ثلاث إضرابات عن الطعام احتجاجًا على الانتهاكات المستمرة وظروف الاحتجاز غير الإنسانية”.

يُشار إلى أن سجن بدر، مقسم لثلاثة سجون: (بدر 1) للمعتقلين السياسيين غير الخطرين، و(بدر 2)، للجنائيين، أما (بدر 3) فللمعتقلين المصنّفين على أنّهم خطر على الدولة، وهذه تصنيفات الأجهزة الأمنية، وعناصرها الساديين.

وداخل مقبرة بدر، تتصاعد الأزمات القاتلة يتعرض لها المعتقلون منها التكدس بالزنازين، وأزمة تلوث مياه الشرب، وانسداد مجرى الصرف الصحي وخروج المياه والروائح الكريهة.

*هل فقدت مصر ثلث حصتها من مياه النيل بسبب سد النهضة؟

أعلن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد أن بلاده أكملت جميع أعمال بناء سد النهضة وأنها سوف تفتتح السد رسمياً في سبتمبر/أيلول المقبل.

كما وجّه أحمد دعوة إلى كلٍ مِن مصر والسودان لحضور مراسم افتتاح السد الذي وصفه بأنه “رمز للبركة والمنفعة المتبادلة، وليس مصدراً للصراع أو التهديد”.

لكن هناك من لا يرى أن السد والنهج الإثيوبي في بنائه والتعامل مع دول المصب وآلية التفاهم معهم، يمكن وصفها بكل هذه الأشياء الإيجابية، وفقاً لتعليقات رسمية صدرت عن الجانب المصري والسوداني.

بل تجاوز الأمر ذلك إلى حد وصف هاني سويلم، وزير الري المصري إعلان اكتمال أعمال بناء السد والبدء في تشغيله في سبتمبر/أيلول المقبل بأنه إجراء “غير شرعي”.

ماذا حدث؟

دشنت إثيوبيا سد النهضة في 2011. المفاوضات مع مصر حول كيفية بنائه وتشغيله بما لا يمس مصالح دول المصب أسفرت عن توقيع اتفاق المبادئ في 2015. لكن هذه المفاوضات علاوة على وساطات إقليمية ودولية فشلت جميعها في التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح جميع الأطراف.

فيما أكد آبي أحمد، في الجلسة البرلمانية التي يمثل فيها كل ثلاثة أشهر لاستعراض أداء حكومته والإجابة على أسئلة النواب في مختلف القضايا، أن سد النهضة “لم يؤثر على تدفقات المياه إلى السد العالي. ولم تفقد مصر لتراً واحداً من حصتها بسبب السد”.

كما جدد استعداد بلاده للحوار مع مصر والسودان في أي وقت لتحقيق “مصالح جميع الأطراف وتحقيق التنمية المشتركة”.

وأشار إلى أن “إثيوبيا ملتزمة بضمان ألا يأتي نمونا على حساب إخواننا وأخواتنا المصريين والسودانيين. ونؤمن بالتقدم المشترك والطاقة المشتركة والمياه المشتركة”.

ورغم تأكيده أن حصة مصر من مياه النيل لم تنقص “لتراً واحداً”، ظهرت في الفترة الأخيرة أرقام تشير إلى خلاف ذلك.

وقال عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، لبي بي سي: “المتوسط السنوي لإيراد النيل الأزرق خلال 84 سنة في الفترة (1911 – 1995) سجل 50 مليار متر مكعب وهي 60 في المئة من نسبة إيراد نهر النيل عند أسوان (84 مليار متر مكعب)، ولم يتجاوز أعلى مستوى للفيضان خلال السنوات الماضية 61 مليار متر مكعب، وهو ما لم يحدث طوال فترة تخزين المياه، لكنه كان أكثر بقليل من المتوسط البالغ 55 مليار متر مكعب”.

وأضاف: “حمى السد العالي مصر من الآثار التي كان من الممكن أن تنتج عن الملء في السنوات القليلة الماضية بما ذلك عمليات التخزين التي جرت قبل بناء سد النهضة”.

“غير شرعي ومخالف للقانون الدولي”

قال هاني سويلم، وزير الري المصري، إن القاهرة “ترفض بشكل قاطع أي محاولات لأن تكون التنمية في إثيوبيا على حساب حقوق دولتي المصب”.

واتهم سويلم إثيوبيا بأنها “تحاول فرض الأمر الواقع، وتعتمد المراوغة والتراجع بدلاً من الدخول في مفاوضات حقيقية”.

واعتبر الوزير المصري إعلان اكتمال أعمال السد الإثيوبي: “انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، خاصة القواعد المتعلقة بالاستخدامات العادلة والمنصفة للمجاري المائية الدولية وعدم التسبب في ضرر جسيم”.

وقال إن “إثيوبيا دأبت على الترويج لاستكمال بناء السد – غير الشرعي والمخالف للقانون الدولي – رغم عدم التوصل إلى اتفاق ملزم مع دولتي المصب، ورغم التحفظات الجوهرية التي أعربت عنها كل من مصر والسودان”.

كما وصف ما تفعله إثيوبيا بأنها “محاولات شكلية تستهدف تحسين الصورة الذهنية لإثيوبيا على الساحة الدولية، وإظهارها بمظهر الطرف الساعي للتفاوض”.

مخاوف حيال حصة مصر من مياه النيل

ظهرت دراسات وتصريحات في السنوات القليلة الماضية تحذر من فقدان مصر لجزء كبير من حصتها من مياه النيل جراء بناء سد النهضة.

وروّج البعض إلى أن مصر قد تفقد حوالي ثلث حصتها من مياه النيل بسبب تخزين إثيوبيا لكميات هائلة من المياه في بحيرة سد النهضة.

لكن شراقي قال إنه “ليس صحيحاً ادعاء البعض دون أساس علمي بأن إيراد النيل الأزرق السنوي طوال الملء كان 75 مليار متر مكعب، وأن هذا سبب عدم تأثر مصر”، وذلك في إشارة إلى أن زيادة معدل الأمطار ليست هي السبب الوحيد لعدم تأثر مصر حتى الآن.

وأضاف: “كان البعض يروّجون في السنوات الأولى لملء بحيرة السد الإثيوبي بأن مليوني فدان سوف تتوقف عن الزراعة في مصر، وسوف ينخفض منسوب المياه الجوفية وتزداد ملوحة التربة الزراعية، وتهجم مياه البحر على الدلتا، ويفقد عشرة ملايين مزارع رزقهم مما يضطرهم إلى الهجرة غير الشرعية”، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع.

وأشار إلى أن مصر اتخذت إجراءات احترازية من أجل الحد من أثر بناء سد النهضة على حصة مصر من مياه النيل علاوة على بعض العوامل التي توافرت على أرض الواقع أسهمت في التخفيف من الأثر السلبي للملء.

هل تأثرت مصر بملء سد النهضة في السنوات الماضية؟

كانت هناك مخاوف حيال تراجع حصة مصر من مياه النيل بالفعل ببناء سد النهضة الإثيوبي، لكنّ غزارة الأمطار، وتراجع استهلاك السودان من حصته من مياه النيل، وإجراءاتٍ وقيوداً فرضتها مصر على زراعة بعض المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه – حالت دون تعرّض مصر لأثر سلبي على نطاقٍ واسعٍ جراء ملء السد الإثيوبي.

وقال نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والتربة بجامعة القاهرة، لبي بي سي إن “الفيضان كان غزيراً طوال خمس سنوات، مما أدى إلى ارتفاع إيراد النيل الأزرق إلى 75 مليار متر مكعب بدلاً من 49 مليار فقط، وبذلك ملأت إثيوبيا من هذه الزيادة في كل مرة” دون أن تتأثر حصة مصر.

وأضاف: “لم يأتِ ذلك نتيجة لحكمة وتخطيط إثيوبيا ولا رحمة أو مراعاة لصالح مصر والسودان لأنها كانت ترفع البناء كل سنة في أبريل/نيسان وتنتهي منه قبل منتصف يونيو/حزيران من كل عام بينما الفيضان يبدأ في يوليو/تموز وأغسطس/آب ثم سبتمبر/أيلول”.

وأشار إلى أنه نتيجة لذلك، عند رفع الحائط الأوسط لم تكن إثيوبيا تعلم أو تتوقع مستويات الفيضانات، وكانت ستُتم الملء تحت أي ظرف.

وقال شراقي إن هناك الكثير من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مصر للحيلولة دون تعرّض البلاد لضرر جسيم بسبب سد النهضة، والتي تتضمن “إعادة استخدام حوالى 25 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي، و استخدام 8 مليارات متر مكعب من المياه الجوفية من الوادي والدلتا، و17 مليار متر مكعب من المصارف الزراعية السطحية مع إنشاء محطات معالجة ثلاثية”.

وأضاف: “كل هذه المشروعات لم تكن بسبب سد النهضة فقط ولكن كان له دور كبير في تنفيذها في أسرع وقت وتحميل ميزانية الدولة أكثر من 500 مليار جنيه في المشروعات المائية حتى لا يطال ضرر سد النهضة المواطن”.

خريطة مصر الزراعية

تعرضت خريطة مصر الزراعية لتغيير ملحوظ في السنوات القليلة الماضية في إطار الإجراءات التي اتخذتها السلطات من أجل كسر حدة الأثر المحتمل على حصة مصر من مياه النيل بسبب بناء سد النهضة.

واتخذت الحكومة المصرية في السنوات القليلة الماضية قرارات بتحديد مساحات لزراعة محاصيل بعينها، المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، مثل الأرز والموز وقصب السكر.

وقال نور الدين: “قرار تخفيض مساحة زراعات الأرز ومنع التصدير اتخذه الوزير رشيد محمد رشيد عام 2010 قبل السد الإثيوبي الذي تأسس في أبريل/نيسان 2011، وبالتالي فإن تخفيض زراعات الأرز لم تكن بسبب التغلب على الأضرار المتوقعة من السد بل بسبب ما نمرّ به من عجز مائي بالفعل”.

وأشار شراقي إلى أن مصر اتخذت قرارات “باستبدال جزء من زراعة قصب السكر ببنجر السكر (الشمندر السكري)، ومنع زراعة الموز في بعض الأماكن، ومشروع 100 ألف فدان صوبات زراعية” للحد من الآثار المحتملة لسد النهضة.

موقف السودان

لم يصدر عن السودان رد فعل رسمي تجاه الدعوة التي وجهها آبي أحمد لها ولمصر لحضور الافتتاح الرسمي لسد النهضة.

وقد تكون الأزمة الداخلية في السودان وراء عدم إيلاء هذه القضية القدر اللازم من الاهتمام لوجود أولويات أخرى أثناء الصراع الدائر في البلاد.

وقال نور الدين: “الظروف الحالية التي يمر بها السودان منذ أكثر من عامين أثرت على استخدام السودان لحصته من مياه النيل أو تخزينها في سدوده مع استهداف السدود من القوات المتحاربة”.

وأضاف: “بالتالي فحصة السودان البالغة 18,5 مليار متر مكعب ذهب منها جزء كبير إلى مصر دون أن تسعى الأخيرة إلى ذلك”.

وأشار إلى أن “تبطين الترع كان توصية مُلحّة من الاتحاد الأوروبي وخبرائه لتقليل العجز المائي وتبنّاه وزير الري المصري السابق محمد عبد العاطي ونفّذه لتوفير نحو 5 مليارات متر مكعب سنوياً،، وهو أيضاً ليس بسبب تداعيات السد بل هي توصية خبراء الغرب وكنا بحاجة إليها”.

الشح المائي

تشكو مصر شحّاً مائياً، وتتصدر قائمة الدول الأكثر جفافاً بأقل معدل لهطول الأمطار في العالم، وتعتمد بشكل أساسي على مياه النيل بنسبة 98 في المئة من مواردها المائية.

وصادقت ست دول على اتفاقية عنتيبي العام الماضي، كان آخرها جنوب السودان الأمر الذي يمهد الطريق لبدء تنفيذها بعد 14 عاماً من الجمود.

وتفرض اتفاقية “عنتيبي” إطاراً قانونياً جديداً لحل النزاعات، وإعادة تقسيم المياه، وتسمح لدول المنبع بإنشاء مشروعات مائية دون توافق مع دول المصب.

ولم توقّع مصر ولا السودان على اتفاقية “عنتيبي”، ولا تعترفان بها، لأنها لا تُقِرُ بما تدعيه الدولتان من حقوق تاريخية في مياه النيل، بموجب اتفاقيات تم توقيعها خلال الحقبة الاستعمارية السابقة.

* لا أموال لا اتصالات لا إنترنت حريق سنترال رمسيس أوقف الحياة في مصر

شهدت القاهرة، مساء أمس الاثنين، شللًا واسعًا في خدمات الاتصالات والإنترنت، إثر اندلاع حريق هائل داخل سنترال رمسيس، أحد أهم مراكز البنية التحتية لقطاع الاتصالات في البلاد، الواقع في شارع الجمهورية بمنطقة الأزبكية. ووصفت الأزمة بأنها “غير مسبوقة”، لما خلّفته من تأثيرات امتدت إلى قطاعات حيوية تشمل الإعلام، البنوك، والخدمات الرقمية، وسط غضب شعبي متزايد ومطالبات عاجلة بالتحقيق في مدى جاهزية منظومة السلامة داخل منشآت الاتصالات الحساسة. 

انقطاع في خدمة الإنترنت

في هذه الأثناء، أكدت شبكة “نت بلوكس”، المهتمة بتتبع حركة الإنترنت حول العالم، أنه “تم تسجيل انقطاع كبير في خدمة الإنترنت في مصر“.

وأوضحت “نت بلوكس” أن بيانات الشبكة تظهر أن حجم الاتصالات بلغ نسبة 62% من المستويات العادية، وسط تقارير عن حريق في سنترال رمسيس.

ووفق معلومات من مصادر أمنية، فإن التحقيقات الأولية ترجّح أن الحريق نشب في ثلاثة خزانات مياه داخل مبنى السنترال، ما تسبب في تصاعد كثيف لألسنة اللهب وأعمدة الدخان. وهرعت قوات الحماية المدنية إلى الموقع، حيث دفعت بست سيارات إطفاء في محاولة لتطويق الحريق ومنع امتداده إلى باقي الطوابق، في مبنى يُعد من الأعمدة الرئيسية لشبكات الاتصال الأرضي والرقمي على مستوى الجمهورية، وفقًا لـ”العربي الجديد”.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة السيسي لرويترز إن 22 شخصًا على الأقل أصيبوا جرّاء حريق نشب الإثنين في مبنى سنترال رمسيس الحيوي بوسط القاهرة.

ونقلت “رويترز” عن المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار قوله إن معظم الإصابات ناجمة عن استنشاق الدخان وجرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما فرضت الأجهزة الأمنية طوقًا مشددًا في محيط السنترال حفاظًا على أرواح المواطنين.

وواصلت قوات الدفاع المدني جهودها لساعات لاستخراج أي محتجزين في الداخل، بينما عملت الفرق الفنية التابعة للشركة المصرية للاتصالات على فصل التيار الكهربائي بالكامل عن المبنى المتضرر. ورغم السيطرة المبدئية على الحريق، إلا أن تداعياته امتدت بسرعة خاطفة لتشل جزءًا كبيرًا من منظومة الاتصالات في مصر، حيث انقطعت خدمات الهاتف الأرضي والإنترنت الثابت في عدد من المحافظات، لا سيما في الوجهين البحري والقبلي. 

خلل واسع في الاتصالات الداخلية

وقال مصدر تقني إن الخسائر التقنية الناتجة عن الحريق شملت تعطل بعض “السويتشات” المركزية التي تربط الشبكة الرئيسية بالنقاط الطرفية، ما أدى إلى خلل واسع في الاتصالات الداخلية، وانقطاع الخدمة عن عدد كبير من العملاء، سواء الأفراد أو الشركات. وفي السياق نفسه، أكدت مصادر من داخل بعض القنوات الفضائية الخاصة أن الحريق أدى إلى توقف برامج تليفزيونية شهيرة، من بينها برامج “التوك شو” التي تُبث في توقيت الذروة، وأرجعت السبب إلى تعطل وسائل الاتصال التي يعتمد عليها مقدمو البرامج وفِرق الإعداد للتواصل مع الضيوف والمصادر الرسمية والميدانية، وفقًا لـ”العربي الجديد”.

تعطل القطاع المصرفي

وامتد أثر الحريق ليصيب البنية التحتية للقطاع المصرفي، حيث اشتكى عملاء عدد من البنوك المصرية من تعطل ماكينات الصراف الآلي (ATM) في مناطق متفرقة، وعدم القدرة على سحب الأموال أو إيداعها، أو حتى استخراج كشوف الحسابات. وهو ما أكدته مصادر مصرفية أوضحت لـ”العربي الجديد” أن بعض الماكينات تعتمد على الربط مع الخوادم المركزية عبر الإنترنت الأرضي، الذي تعطل كليًا أو جزئيًا بسبب الحريق. 

توقف “إنستاباي” وانهيار سيستم التموين

وتسبب اندلاع الحريق الهائل في عطل تقني خطير أثر على تطبيق “إنستاباي”، منصة الدفع الإلكتروني الشهيرة في مصر، حيث توقفت خدمات تحويل الأموال لدى عدد كبير من المستخدمين بعد دقائق من اندلاع الحريق، كما تأثرت دوائر الإنترنت والصوت في عدة مناطق، مما أدى إلى انقطاع الإنترنت المنزلي في أحياء مثل وسط البلد، شبرا، والدقي، والهرم، وتسبب في اضطراب خدمات الهاتف الأرضي والمكالمات الصوتية في بعض المناطق المرتبطة بالسنترال.

وأدى العطل إلى توقف المعاملات الإلكترونية لدى شريحة واسعة من المواطنين، ما زاد من حدة الأزمة، لا سيما في ظل اعتماد قطاعات كبيرة من المتعاملين على الوسائل الرقمية بديلًا عن الفروع التقليدية. كما أكد عدد من البقالين في محافظات مختلفة أن نظام “سيستم التموين” الخاص بصرف المقررات التموينية انهار بالكامل في أعقاب الحريق، ما تسبب في توقف صرف الحصص التموينية للمواطنين لساعات.

وكالعادة، وفي أول رد رسمي، أصدر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بيانًا أكد فيه أن الحريق اندلع في إحدى غرف الأجهزة التابعة للشركة المصرية للاتصالات داخل سنترال رمسيس، ما أدى إلى تعطل مؤقت لبعض خدمات الاتصالات. وأشار الجهاز إلى أن فرق الدفاع المدني والفرق الفنية عملت منذ اللحظة الأولى على السيطرة على الحريق وتقليل تداعياته، لافتًا إلى أنه تم فصل التيار الكهربائي عن السنترال بشكل كامل في إجراء احترازي.

وأوضح الجهاز أنه يجري حاليًا حصر الخدمات كافة والعملاء المتأثرين من توقف الخدمة، متعهدًا باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويض جميع المتضررين، زاعمًا أن وزارة الاتصالات تتابع الموقف لحظة بلحظة، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية. وذكرت مصادر من داخل الشركة المصرية للاتصالات أن العمل جارٍ على إعادة تشغيل الخدمة تدريجيًا خلال الساعات المقبلة، مشيرة إلى أنه قد تُستكمل بعض الإصلاحات التقنية على مدار يومين أو ثلاثة حسب حجم الأضرار التي طالت تجهيزات السنترال. 

هشاشة البنية التحتية

الحقيقة التي يجب أن تقف عليها حكومة الانقلاب أن الحريق الذي وقع في منشأة حساسة بهذا الحجم يفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات متكررة حول إجراءات السلامة داخل مرافق الاتصالات في مصر، ومدى الجاهزية لمواجهة أزمات مشابهة في المستقبل، خصوصًا مع ازدياد الاعتماد على الوسائل الرقمية والأنظمة الذكية في مختلف مجالات الحياة اليومية. وفيما لم يُعرف بعد السبب الدقيق لاشتعال النيران، أو ما إذا كان الحادث ناجمًا عن ماس كهربائي أو خلل فني داخلي، دعا خبراء في البنية التحتية الرقمية إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للوقوف على أوجه القصور وضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلًا.

في غضون ذلك، ما زالت الحياة الرقمية في مصر تعاني آثار الحريق، وسط وعود جوفاء بسرعة الإصلاح، لكن المواطنين لا يزالون يتنقلون بين ماكينات صرف معطلة، واتصالات مقطوعة، وخدمات إلكترونية غير متاحة، في مشهد يكشف هشاشة بعض جوانب البنية التحتية الرقمية في مصر.

 

* البورصة المصرية تعلق التداول لأول مرة منذ 2011 بعد حريق سنترال رمسيس

أعلنت إدارة البورصة المصرية تعليق جلسة التداول اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 2011 نتيجة اضطرابات تقنية مستمرة في شبكات الاتصالات إثر الحريق الذي اندلع يوم أمس في سنترال رمسيس بالقاهرة، أحد المراكز الحيوية للبنية التحتية الرقمية بمصر. وقالت البورصة في بيان رسمي: “رغم الجهود المكثفة التي بُذلت للوصول إلى حل أمثل، فإن الاتصالات بين شركات السمسرة ومنظومة التداول الإلكتروني لم تعد مستقرة بعد. وبناء عليه، تم تعليق التداول حماية لمصلحة المستثمرين وضمان تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المتعاملين”.

وأشار البيان إلى أن البورصة تراقب الوضع عن كثب بالتعاون مع شركات الوساطة والجهات الفنية، مؤكدة أن استئناف التداول سيتم فور التأكد من جاهزية النظام واستقرار الشبكات تماما. وتسبب حريق سنترال رمسيس في انقطاعات في خطوط الاتصالات والإنترنت، مما أثر على قدرة شركات السمسرة على التواصل بنظام التداول. وحاولت الجهات المعنية إعادة تشغيل الشبكات عبر السنترالات الاحتياطية، لكن الخدمة لم تستأنف بالكامل بعد. ورغم تفعيل قاعة التداول البديلة في المدينة الذكية، إلا أن بعض شركات السمسرة لم تستطع استعادة عملياتها بسرعة، مما تسبب في فرصة غير متكافئة للمستثمرين.

وقال رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، أحمد الشيخ، إن إلغاء جلسة التداول اليوم الثلاثاء في تصريحات صحفية: “الإلغاء أفضل من العمل ومحدش شايف الأسعار”، في إشارة إلى خروج الموقع الرسمي للبورصة عن الخدمة، وتوقف شاشات التداول عن بث الأسعار اللحظية، بما أعاق المتداولين عن اتخاذ قراراتهم الاستثمارية في بيئة شفافة. وأوضح أن قرار إلغاء الجلسة جاء قبل بدء التداولات، حرصا على حماية نزاهة السوق وتكافؤ الفرص بين المتعاملين.

يشار إلى أن آخر مرة أغلقت فيها البورصة المصرية لأسباب طارئة كانت خلال ثورة يناير 2011، حين توقفت التداولات لسبعة أسابيع متتالية بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وقد يؤدي وقف نشاط التداول في سوق تقدر قيمته السوقية بحوالي 1.5 تريليون جنيه مصري (31.25 مليار دولار) إلى تقويض ثقة المستثمرين لفترة مؤقتة. كم أن تأجيل تنفيذ أوامر الشراء والبيع قد يؤدي لتعطل خطط المستثمرين والمؤسسات المالية، ومن المرجح أن يضغط ذلك على مؤشرات السوق فورا عند استئناف الجلسات.

*”عقل الاتصالات” يحترق والدولة تتفرج انقطاع الإنترنت والفضائيات وتعطل الـ ATMإشارة بيع وسط البلد

بينما كانت القاهرة تغرق في موجة حر شديدة، اندلع حريق هائل صباح الإثنين في مبنى “سنترال رمسيس” التاريخي، وسط العاصمة ، ليتحول سريعًا إلى أزمة كشفت هشاشة منظومة الاتصالات الوطنية وأثارت تساؤلات عميقة عن مستقبل وسط القاهرة، وهل ما جرى تمهيد خفي لبيع منطقة الوزارات كما لمح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قبل أشهر؟

 عقل الاتصالات يحترق.. والدولة تتفرج

سنترال رمسيس ليس مجرد مبنى إداري؛ بل هو بمثابة العقل المدبر لشبكة الاتصالات المصرية، يضم تجهيزات حساسة تربط مئات الآلاف من المشتركين بخدمات الهاتف الأرضي والإنترنت في مناطق واسعة من القاهرة الكبرى. تعطل السنترال أدى إلى:

انقطاع الإنترنت والخطوط الأرضية عن أجزاء من العاصمة.

تعطل ماكينات الصراف الآلي ATM.

شكاوى واسعة من توقف نقاط البيع الإلكترونية و”الفيزا” في المتاجر والصيدليات.

بل وامتد التأثير حتى قنوات فضائية مصرية، حيث لاحظ مراقبون انقطاع البث عن بعض برامج التوك شو لفترات قصيرة.

يقول أحد موظفي الاتصالات، رفض ذكر اسمه خوفًا من الملاحقة:

 “السنترال يحتوي على كبائن رئيسية للكابلات الضوئية، حريق بهذا الحجم يعني توقف شبه كامل في الاتصالات لو امتد، ومن المستحيل أن يحدث ماس كهربائي عادي دون إطفاء آلي.. هناك شيء مريب.”

6 ساعات من اللهب.. لماذا لم تتدخل الدولة سريعًا؟

ورغم خطورة الموقع، استمر الحريق أكثر من 6 ساعات، ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا. تساءل الناشط الحقوقي أحمد الباقر على تويتر:

 “أين طائرات الجيش التي نراها في عروض أكتوبر؟ لماذا لم تستخدم لإخماد حريق سنترال رمسيس؟ هل المطلوب أن يحترق المبنى بالكامل تمهيدًا لإزالته؟”

بينما كتب الصحفي الاقتصادي حسام عبدالعزيز على فيسبوك:

 “تذكروا تصريح مدبولي: سيتم بيع منطقة الوزارات بعد نقلها للعاصمة الإدارية.. هل هذه صدفة؟”

هل الحريق مقدمة لبيع وسط البلد؟

قبل شهرين فقط، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الحكومة “تخطط لطرح منطقة الوزارات وسط البلد للاستثمار بعد انتقال المصالح الحكومية للعاصمة الإدارية”.

هذا التصريح أعاد للأذهان مخاوف بيع أصول الدولة قطعة قطعة، خاصة مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها مصر.

يقول الخبير العمراني د. محمد أبوالسعود:

 “إحراق المباني القديمة قد يكون وسيلة غير معلنة لتسريع إخلاء وسط البلد أمام مستثمرين خليجيين وآخرين مرتبطين بالجيش.”

ويضيف:

 “العاصمة الإدارية التهمت المليارات، والآن يريدون استرداد الأموال ببيع قلب القاهرة.”

مواطنون عالقون.. وحياة مشلولة

على الأرض، عبّر المواطنون عن غضبهم من الآثار المباشرة للحريق، تقول منى عبدالسلام، موظفة بنك:

 “تعطلت ماكينات الـATM أمام العملاء، والناس واقفة بالطوابير مش لاقية كاش.”

ويضيف سائق أوبر، أحمد شوقي:

 “النت فصل فجأة.. لا

*النائبة مها عبد الناصر: حريق سنترال رمسيس يصيب مصر بسكتة تكنولوجية

بداية ندعو بالرحمة لشهداء المصرية للاتصالات وندعم للمصابين بالشفاء العاجل
و لكن لا بد ان نوضح ان ما حدث في سنترال رمسيس لا يمكن اختزاله في حريق عرضي أو ماس كهربائي بسيط.
ما حدث هو انكشاف كامل لخلل تصميمي خطير في بنية الاتصالات. سنترال رمسيس ليس مجرد نقطة شبكية، بل هو قلب الشبكة، سواء للاتصالات الأرضية أو المحمولة أو حتى لجزء كبير من بوابات الإنترنت الدولي وخدمات الدفع الإلكتروني. هذه النقطة كانت تدير وتحكم كمية هائلة من الترافيك، تمر من خلالها مكالمات يومية، بيانات البنوك، إشارات الطوارئ، وأوامر المعاملات عبر الإنترنت، ما يجعلها شريانًا حيويًا للبنية الرقمية في الدولة.

اعتماد هذا الحجم من الخدمات على موقع واحد فقط يمثل خطرًا وجوديًا، ويكشف أن التصميم الشبكي العام قائم على فلسفة “نقطة فشل واحدة
Single Point of Failure
،
وهي فلسفة قديمة وخطيرة لا تتماشى مع متطلبات الأمن القومي الرقمي الحديث. ما حدث يجب أن يكون لحظة فاصلة تدفعنا إلى التحول الجذري نحو شبكات موزعة جغرافيًا ومرنة هندسيًا.

من الناحية الفنية، لا يجوز الاعتماد على نقطة مركزية واحدة لتحمل كل هذا الكم من الخدمات. كان يجب من البداية وجود نقاط احتياطية كاملة (Disaster Recovery Centers) في مواقع جغرافية مختلفة. لا يكفي وجود مركز بديل واحد، بل ينبغي وجود مركزين على الأقل لكل خدمة مصنفة كحرجة مثل بوابات الإنترنت، البنية البنكية، وأنظمة الطوارئ. هذه المراكز يجب أن تكون في حالة تشغيل متزامن فعلي و ليس مجرد نسخ احتياطية خاملة يتم اللجوء إليها عند الكوارث.
و يجب ان يكون تشغيلها تلقائيًا بالكامل عند وقوع أي خلل، دون انتظار تدخل بشري.
و هنا نتساءل لماذا لم يتم تفريغ سنترال رمسيس من بعض المهام والخدمات الحساسة تدريجيًا، ونقلها إلى مواقع أكثر حداثة واستعدادًا مثل العاصمة الإدارية الجديدة و التي تتمتع بمزايا كبيرة من حيث البنية التحتية، سواء من حيث الطاقة، أو الكابلات الحديثة، أو المساحات المناسبة لإنشاء مراكز بيانات محمية، أو حتى أنظمة إطفاء حديثة و معتمدة عالميًا.

هذه الحادثة يجب أن لا تُنسى، بل تكون نقطة تحوّل حقيقية نحو إعادة هيكلة شبكة الاتصالات الوطنية بالكامل، بطريقة قائمة على التوزيع الجغرافي، وتكافؤ سعة البدائل، ووجود خطط تشغيل تلقائية حقيقية. تأمين البنية الرقمية في بلد بحجم مصر لم يعد أمرًا تقنيًا فقط، بل هو مسؤولية وطنية وأمن قومي في المقام الأول.

ما حدث يستدعي إطلاق خطة وطنية عاجلة لتحديث وتأمين بنية الاتصالات الحرجة، بمشاركة وزارات الاتصالات والدفاع والمالية، وربطها باستراتيجية التحول الرقمي للدولة وأمنها السيبراني.

إذا كانت الدولة تتحرك بقوة في اتجاه التحول الرقمي ورقمنة الخدمات ضمن رؤية مصر 2030، فإن تأمين الأعمدة التي تعتمد عليها هذه الرؤية أصبح أولوية قصوى، ولا يقل أهمية عن تأمين مصادر الطاقة أو المياه.

الخسائر التي نتجت عن هذا الانقطاع، سواء في المعاملات البنكية، توقف خدمات الدفع، أو تعطل المؤسسات الحيوية، لا يمكن حصرها بسهولة، وتؤكد أن الاستثمار في المرونة الرقمية أقل تكلفة بكثير من علاج الكوارث.

حماية اقتصاد رقمي في طور النمو تبدأ من حماية بنيته الأساسية. لا يجب أن نُبقي مثل تلك المؤسسات و المباني والتي تقدم الخدمات الرقميّة في الدولة معرضًا للانهيار بسبب دخان، ماس كهربائي، أو غياب خطة استجابة تلقائية.

*فناكيش السيسي رموز انتخابية ومشاريع بلا فائدة حقيقية

مع اقتراب الانتخابات القادمة في مصر، يخرج قائد الانقلاب العسكري ليعلن عن إنجازات ضخمة، أبرزها البرج الأيقوني والمونوريل، كمشاريع “فنكوشية” تُسوَّق إعلامياً كرموز نهضة وتقدم، لكن الحقيقة التي يراها المواطن المصري تختلف تماماً عن هذه الصورة الوردية، إذ أن هذه المشاريع لا تصرف فعلياً، ولا يستفيد منها سوى فئة ضيقة، بينما يبقى الغالبية العظمى من الشعب يرزح تحت وطأة الفقر والأزمات الاقتصادية المتفاقمة. هذه المشاريع ليست سوى حالة تسويقية إعلامية تهدف إلى إلهاء الشعب وإخفاء فشل النظام في إدارة البلاد. 

البرج الأيقوني.. رمز “الفنكوش” بلا مردود

بدأ العمل على البرج الأيقوني في العاصمة الإدارية الجديدة عام 2019، وصُوّر كأطول برج في أفريقيا بارتفاع 385 متراً، يضم 80 طابقاً متعددة الاستخدامات.

رغم الانتهاء من الهيكل الخرساني في 2021، لم يُفتح البرج حتى منتصف 2025، ولم يستفد منه المواطن العادي بأي شكل يذكر.

المشروع، الذي كلف مليارات الجنيهات، يخدم فئة محدودة من المستثمرين والأثرياء، بينما يعاني ملايين المصريين من أزمة إسكان حقيقية وغلاء متصاعد. 

المونوريل. مشروع معلق في الهواء

المونوريل، الذي يُفترض أن يحل أزمة النقل في القاهرة الكبرى، يتكون من خطين بطول 96 كيلومتراً، وبتكلفة تقارب ملياري يورو من قروض دولية.

بدأ التنفيذ في 2019، وكان من المقرر تشغيل الخط الأول في مايو 2022، والثاني في فبراير 2023، لكن حتى منتصف 2025 لم تُشغّل أي من الخطين بشكل كامل.

رغم ذلك، تستمر الدعاية الرسمية في تصوير المشروع كإنجاز وطني، بينما يعاني المواطنون من تدهور خدمات النقل العام وارتفاع تكاليف المعيشة. 

أرقام تكشف حجم الفشل الاقتصادي

بحسب تقارير اقتصادية، تلقت مصر 431 مليار دولار في عهد قائد الانقلاب العسكري، معظمها ذهبت لتمويل هذه المشاريع “الفنكوشية” التي لا تضيف شيئاً للاقتصاد الوطني ولا تحرك سوق العمل والإنتاج.

الدين الخارجي تخطى 170 مليار دولار، والداخلي وصل إلى 5 تريليون جنيه، في حين ارتفعت نسبة الفقر من 26.5% عام 2013 إلى 66% عام 2025 وفق البنك الدولي.

كما يعاني 40% من المصريين من فقر الدم والتقزم، حسب وزارة الصحة. 

تصريحات قائد الانقلاب.. وعود متكررة بلا نتائج

يكرر قائد الانقلاب العسكري وعوده بتحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لكنه في الوقت نفسه يقر بأن قدرات الدولة محدودة ويطلب من الشعب الصبر على الفقر والغلاء.

تصريحاته مثل “أنتم ما تعرفوش إنكم فقرا قوي” و”أنا لم أعدكم بأي شيء” أصبحت مادة للسخرية في الشارع، حيث يرى المواطنون أن السلطة تحاول تحميلهم مسؤولية فشلها، بينما تستمر مشاريع “الفنكوش” في الظهور كرموز انتخابية فارغة. 

مشاريع “الفنكوش”.. غطاء إعلامي للفشل

  • غياب الشفافية والرقابة: لا توجد معلومات واضحة عن تكاليف هذه المشاريع أو مدى استفادة المواطنين منها، مع غياب رقابة فعلية.
  • تضخيم إعلامي: الدعاية الرسمية تركز على ضخامة المشاريع وأرقامها، لكنها تتجاهل تأثيرها الفعلي على حياة الناس.
  • أولويات مقلوبة: إنفاق المليارات على مشاريع ضخمة لا تعالج مشكلات الفقر أو البطالة أو الخدمات الأساسية.
  • تكرار الوعود الفارغة: خطاب الصبر والتحمل الذي لا ينتهي، ما أدى إلى فقدان الثقة الشعبية.
  • سخرية الشعب: الشعب المصري يستخدم النكتة والسخرية للتعبير عن إحباطه من هذه المشاريع التي لا تعود عليه بأي فائدة.

فن التسويق السياسي

تتحول هذه المشاريع إلى “فناكيش” جديدة في كل موسم انتخابي، حيث تُعلن كإنجازات ضخمة تُسوق عبر الإعلام الرسمي، بينما الواقع مختلف تماماً.

الشعب يرى أن هذه المشاريع مجرد “حكايات” تُروى لإلهائه عن الأزمات الحقيقية، ويستخدم السخرية كوسيلة مقاومة للتعبير عن إحباطه من تكرار نفس الوعود الفارغة التي لا تحقق أي تغيير ملموس في حياته.

إن إنجازات قائد الانقلاب العسكري “الفنكوشية” ليست سوى أدوات تسويقية إعلامية تهدف إلى إخفاء فشل النظام في معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

الأرقام والتقارير الرسمية تكشف فجوة هائلة بين خطاب السلطة والواقع، حيث يعيش أغلب المصريين في ظروف صعبة، بينما تُصرف المليارات على مشاريع ضخمة لا تعود عليهم بأي نفع حقيقي.

هذه المشاريع أصبحت رموزاً انتخابية فارغة، تثير السخرية أكثر مما تثير الفخر، وتؤكد أن الشعب المصري هو الضحية الحقيقية لهذه السياسة الفاشلة

*”مرسى” وضع لبنات العدالة و”السيسي” قهر الفقراء ..  900 جنيه الفتات للغلابة مقابل كارثة الجنيه المنهار

بينما كان الشهيد الدكتور محمد مرسي، رحمه الله، يضع لبنات دولة العدالة الاجتماعية ويخطط لإيصال معاش المرأة المعيلة إلى عدة آلاف من الجنيهات كحد أدنى لحياة كريمة، يطل علينا نظام السفيه  السيسي اليوم بمسرحية جديدة عنوانها “زيادة معاش تكافل وكرامة إلى 900 جنيه”.

يا لها من مهزلة! 900 جنيه لم تعد تكفي لشراء سلة خضروات لعائلة صغيرة في ظل جنون الأسعار وانهيار الجنيه الذي فقد أكثر من 95% من قيمته منذ استيلاء الجنرال على السلطة. الألف جنيه اليوم، التي يتشدق بها إعلام النظام، تساوي أقل من جنيه واحد قبل الانقلاب، والدولار الذي كان بـ7 جنيهات في عهد مرسي أصبح يقفز إلى 51 جنيهًا في عهد السيسي الكارثي.

أين كانت هذه “الإنجازات” عندما كان الفقراء يموتون جوعًا أمام طوابير الدعم؟ أين كانت عندما تحولت مصر إلى دولة تشرد ومعونات ومساعدات؟

مقارنة سريعة تكفي لفضح المشهد:

مرسي كان يرى في المعاشات حقًا أصيلًا للمواطن الفقير، يخطط لإيصال الدعم إلى آلاف الجنيهات لكل أسرة محتاجة، ويعمل على بناء اقتصاد إنتاجي يعيد توزيع الثروة.

السيسي يوزع الفتات على شكل 900 جنيه، ثم يتفاخر بأنه أخرج 3 ملايين أسرة من دعم تكافل وكرامة لأنهم “تحسنت أوضاعهم”، بينما الواقع أنهم خرجوا لأن التضخم التهم كل شيء ولم يعد للدعم أي معنى.

أما مشروع “بنك الفقراء” الذي تتغنى به وزيرة التضامن، فهو إعادة تدوير لفكرة “جرامين بنك” البنغلاديشي، لكن في بيئة سياسية خانقة لا تسمح بأي تنمية حقيقية. كيف لبنك للفقراء أن ينجح في دولة يحكمها جنرال يعتبر الفقراء عبئًا ويُصفي برامج الدعم لصالح القروض والفوائد؟

قانون تكافل وكرامة الأخير الذي أصدره السيسي ليس سوى وثيقة إذلال جديدة، مليئة بالشروط التعجيزية والقيود التي تقصي الملايين من المصريين المستحقين. حتى الفئات الأكثر هشاشة – المرأة المعيلة، ذوو الإعاقة، الأيتام – تحولت إلى أرقام في دفاتر النظام، يُمنحون الفتات مقابل الصمت والخضوع.

إنها دولة الجنرال التي سحقت الجنيه وأفقرت الشعب، وجعلت الـ900 جنيه عنوانًا للسخرية وليس للكرامة. فإلى متى يصبر المصريون على نظام يسرقهم حيًا ويهينهم بالمساعدات المشروطة؟

ماذا قال الخبراء

الخبراء الاقتصاديون أكدوا أن التضخم الكاسح الذي صنعه نظام السيسي التبعي للغرب، التهم كل قيمة للعملة الوطنية، حتى أصبح الجنيه ورقة بلا وزن. الخبير الاقتصادي الدكتور ممدوح الولي كتب: “في 2013 كان الدولار بـ7 جنيهات واليوم تجاوز الـ51 جنيهًا.. أي أن قيمة الألف جنيه اليوم أقل من 140 جنيهًا بسعر 2013”.

الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل سخر من القرار قائلًا: “900 جنيه يعني 6 دولارات شهريًا! أي عدالة تلك التي تسحق الفقراء بينما السيسي وأتباعه يبنون قصورًا بالمليارات؟”

الفرق صارخ إذا ما قارنا ذلك بما أقره الرئيس الشهيد محمد مرسي، الذي وضع لأول مرة معاشًا للمرأة المعيلة، وكان ينوي رفعه لآلاف الجنيهات، ضمن رؤية شاملة للعدالة الاجتماعية. في المقابل، جاء السيسي ليمعن في إذلال الفقراء، مطاردًا أي أسرة تحاول النجاة بمشروع صغير أو حتى فدان أرض.

حتى فكرة “بنك الفقراء” التي تحدثت عنها مايا مرسي، هي إعادة تدوير لتجربة بنغلاديش، بينما يغيب عن السلطة أن السياسات الاقتصادية التي قادت إليها مؤسسات العسكر هي من أنتجت هذا الفقر المدقع.

الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق المعتقل في سجون السيسى قال في تصريح سابق : “الحكومة تدفع الفقراء إلى التسول عبر برامج لا تسمن ولا تغني من جوع، فيما تستحوذ مؤسسات الجيش على 60% من الاقتصاد”، مضيفًا: “ما يحدث ليس إلا ذر للرماد في العيون لتجميل وجه النظام أمام صندوق النقد الدولي”. 

أما الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح فوصفت الزيادة بـ”مكافأة الإهانة”، مشيرةً إلى أن “المرأة التي كرمها مرسي وأقر لها معاشًا حقيقيًا هي ذاتها التي يطلب منها السيسي أن تصبر وتتقشف بينما يرفع ميزانية القصور الرئاسية”.

في النهاية، الـ900 جنيه التي يروج لها إعلام السلطة لا تعني شيئًا أمام الغلاء الفاحش. إنها محاولة يائسة لتجميل صورة نظام استبدادي فقد شرعيته، فهل يستحق الفقراء هذا الفتات؟ أم آن الأوان لاسترداد بلدهم المسروق؟

*اثنا عشر عامًا من دفع المصريين إلى الفقر

نشرت ميدل إيست مونيتور مقالًا بقلم محمود حسن يرصد فيه ما آلت إليه مصر بعد اثني عشر عامًا على مظاهرات 30 يونيو 2013، مؤكدًا أن آمال المصريين لم تتحقق رغم الوعود الكبيرة التي أطلقها وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي، والتي مهّدت لانقلاب عسكري أطاح بأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا، محمد مرسي، الذي تُوفي لاحقًا في السجن عام 2019.

تولى عدلي منصور رئاسة مؤقتة لعام قبل أن يفوز السيسي في انتخابات مايو 2014 بنسبة 96.91% وسط تشكيك في نزاهة العملية الانتخابية.

وعود اختفت وأحزان متكررة
أطلق السيسي وعودًا كثيرة مثل: “بكرة تشوفوا مصر” و”مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا”، لكن الواقع كان مختلفًا؛ فقد خيّم الدم والحزن على الذكرى الـ12 لمظاهرات 30 يونيو، بالتزامن مع وفاة 19 فتاة في حادث على طريق أنشأته شركات تابعة للجيش، هو “الطريق الدائري الإقليمي” الذي شهد 63 حادثًا منذ افتتاحه، أودى بحياة 116 وأصاب 470.

رغم فداحة الحادث، لم يُحاسَب أي مسؤول، واكتفى السيسي بإصدار توجيهات لتعويض أسر الضحايا ماديًا، في حين تجاهل إرسال مسؤولين لتقديم العزاء لأسر الفتيات العاملات في جمع العنب مقابل أجر يومي لا يتجاوز 130 جنيهًا.

اقتصاد ينهار وديون تتفاقم
تدهورت الأوضاع المعيشية والاقتصادية بشكل حاد، إذ فقد الجنيه المصري قيمته من 7 جنيهات مقابل الدولار إلى نحو 50 جنيهًا.
وتضخّمت الديون الخارجية من 43 مليار دولار إلى أكثر من 155 مليارًا بنهاية 2024، بينما تلتهم فوائد هذه الديون 79% من إيرادات الميزانية.

استمر الاعتماد على الاقتراض وتنفيذ شروط صندوق النقد الدولي، مثل خفض الدعم وخصخصة الأصول وتعويم العملة، ما زاد من معاناة المواطنين.

تراجع عالمي ومكانة منهارة
تراجعت مصر عالميًا في عدة مؤشرات:

  • المرتبة 136 من 142 في “مؤشر سيادة القانون” لعام 2023
  • المرتبة 135 من 146 في “مؤشر السعادة العالمي
  • المرتبة 84 من 88 في “مؤشر جودة الحياة” لعام 2024
  • المرتبة 170 من 180 في “حرية الصحافة” لعام 2025
  • المرتبة 130 من 180 في “مؤشر الفساد

بينما احتلت المرتبة السابعة عالميًا في استيراد الأسلحة، والسادسة في عدد الصحفيين المسجونين.

دعم خارجي ومشاريع كبرى
يقول أنصار السيسي إن 30 يونيو أنقذت مصر من حكم الإخوان المسلمين، ويستدلون بمشاريع ضخمة كمثلث العاصمة الإدارية الجديدة، وتوسيع قناة السويس، وبناء أكبر مسجد وكنيسة وأوبرا في المنطقة.
لكن صحفيين ومعارضين يرون أن هذه المشاريع لم تمنع اتساع رقعة الفقر، إذ يعيش أكثر من 60% من المصريين تحت خط الفقر أو بحاجة ماسة، بحسب البنك الدولي.

في المقابل، حصل النظام على دعم سخي من السعودية والإمارات، بما في ذلك قروض ومنح واستثمارات، مقابل تنازلات مثل جزيرتي تيران وصنافير، وإدارة الإمارات لعشرة موانئ مصرية، ومشروع رأس الحكمة.

حكم عسكري وهيمنة شاملة
عزّز الجيش قبضته على الاقتصاد والسياسة والإعلام والقضاء والرياضة، وأصبح المحافظون ورؤساء المدن والمجالس والشركات من خلفيات عسكرية أو أمنية.
واختفى تحالف 30 يونيو تدريجيًا، وخرج قادته من المشهد، بل وسُجن بعضهم، ثم أُفرج عنهم لاحقًا.

فقر متزايد ودولة “شبه” قائمة
ارتفعت الضرائب بنسبة 36%، وأصبحت تمثل 87% من إيرادات الدولة، وسط شكاوى شعبية من “حكومة جباية“.
ورغم رفع الحد الأدنى للأجور إلى 7,000 جنيه، إلا أنه بالكاد يعادل جرامًا ونصفًا من الذهب، وسعر كيلو اللحم بلغ 400 جنيه.

يُعد المصريون من بين الأقل دخلًا عالميًا، بمتوسط شهري لا يتجاوز 118 دولارًا، بينما يعيش أكثر من 11 مليون متقاعد تحت خط الفقر.

ورغم تعديل الدستور عام 2019 لمد فترة الرئاسة حتى 2030، لم تحدث انفراجة سياسية حقيقية. تُطلق الدولة أحيانًا سراح بعض المعارضين، لكنها تواصل حملات الاعتقال وتوسيع دائرة الاشتباه.

قال الناشط الحقوقي هيثم محمدين إنه انخدع بالمشاركة في 30 يونيو، لكنه انسحب سريعًا وأعلن رفضه الصريح للانقلاب.

وفي إحدى تصريحاته السابقة، اعترف السيسي قائلًا: “إحنا مش دولة حقيقية… إحنا شبه دولة”، وهو اعتراف يلخص ما آلت إليه البلاد بعد 12 عامًا من الفقر والتدهور“.

*تحذيرات من فقاعة عقارية في مصر.. تآكل مدخرات الطبقة المتوسطة يؤدي لتراجع المبيعات والشركات تتجه لجذب الأغنياء

أثارت تحذيرات أطلقها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس بشأن احتمالات حدوث فقاعة عقارية في مصر جدلاً واسعاً، في ظل اتجاه شركات التطوير العقاري إلى إتاحة شراء وحدات عقارية بأسعار مرتفعة، لكن من خلال تقسيط لسنوات طويلة تصل إلى 15 عاماً.

هذا الخطاب برهن على أن هناك أزمة خفية في سوق العقار تحاول الحكومة والشركات معاً التغطية عليها خشية الوصول إلى حالة الركود التام، مع التوسع في عملية البناء بمحافظات مختلفة ضمن خططها لبناء مدن جديدة تستوعب الزيادة السكانية.

تآكل مدخرات المصريين لانخفاض قيمة العملة

وقال مصدر مطلع بإحدى الشركات العقارية الكبرى في مصر لـ”عربي بوست” إن شركته تأثرت سلباً بشكل كبير جراء تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين، كما أن سياسات البيع والتسويق والإنشاءات كانت تقوم على بناء وحدات أغلبها بمساحات لا تتجاوز 120 متراً.

وقال المتحدث إن هذه المساحات كانت تتماشى مع الطبقة الوسطى وبعض الطبقات الغنية، باعتبار أن الفئة الأكبر ممن يتخذون قرارات الشراء ينتمون للطبقة المتوسطة، غير أن تلك الاستراتيجية لم تحقق عوائد جيدة حتى الآن، رغم تسهيلات سداد الأقساط لتصل إلى 12 عاماً.

وأوضح المصدر ذاته أن مدخرات المصريين تآكلت بشكل كبير خلال السنوات الماضية جراء انخفاض قيمة العملة، وهو ما انعكس على سلوكيات الطبقة المتوسطة التي أضحت غير قادرة على تأمين مستقبل أبنائها.

وكان شائعاً أن شراء أكثر من عقار للأسرة هدفه الحفاظ على قيمة الأموال واستغلال العقارات في مشروعات استثمارية، وهي توجهات لم تعد قائمة، فيما يأتي غالبية من يرغبون في الشراء من السماسرة، وهؤلاء لديهم رؤية بإمكانية تحقيق عوائد حال تسقيع الشقق لفترات طويلة.

وأشار إلى أن شركته تضطر إلى رفع أسعار الوحدات بشكل مستمر وسريع لتحقيق أكثر من هدف، في مقدمتها ضمان تغطية التكلفة التي تأخذ في التغير بشكل متتالي على مدار العام، والسبب الآخر هو ضمان عدم الخسارة على المدى الطويل حال تعرضت العملة المحلية لمزيد من الانخفاض.

وبحسب المصدر، فإنه في حال عدم مراعاة هذه المتغيرات، فإن الشركات العقارية ستتعرض لخسائر كبيرة، وسيكون البديل هو التوقف عن طرح عقارات جديدة، وهو أمر لديه تأثير سلبي أيضاً على سوق العقار، وقال إن حالة عدم الثقة تنتقل إلى المشتري.

وأكد أنه يستطيع تعويض خسائر بناء وحدات القاهرة والمدن الجديدة في المحافظات عن طريق الاتجاه نحو البناء وبيع الوحدات في الساحل الشمالي، باعتبارها منطقة سياحية ما زالت قادرة على جذب العملاء وبأسعار باهظة.

وكشف المصدر عن تراجع المبيعات في شركته منذ بداية هذا العام بنسبة 60%، وأن الأرباح تراجعت بنسبة قاربت على 35%، وهو ما يدفع للتفكير بأطر مختلفة لضمان الاستمرارية، إذ جرى فتح الباب أمام الاستثمارات الجزئية في العقارات، بمعنى تحويل الوحدات إلى أسهم يمكن للفرد أن يمتلك سهماً تصل قيمته كحد أدنى إلى 50 ألف جنيه، وذلك لتنشيط عملية الدورة الإنتاجية داخل الشركة، إلى جانب الاتجاه للبناء في الدول العربية، بمقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

العقار لم يعد أحد أوعية الحفاظ على قيمة المدخرات

قبل أيام، حذّر رجل الأعمال نجيب ساويرس من احتمالية حدوث فقاعة عقارية في مصر، مضيفاً أن استمرار معدلات الفائدة المرتفعة يزيد من خطورة هذا السيناريو، لكنه قال أيضاً في تصريحات إعلامية إن المصريين، رغم هذه المخاطر، يرون العقارات ملاذاً آمناً للاستثمار ووسيلة للتحوّط.

وأوضح ساويرس أن “المشكلة في المطورين الذين يعطون خططاً لدفعات على مدى 12 عاماً وما إلى ذلك، دون التفكير في كيفية دفع المستهلك تلك المبالغ لمدة زمنية طويلة جداً، وكيف سيدبر هذه الأموال“.

وقال ساويرس إن ارتفاع أسعار الفائدة، التي يحددها البنك المركزي، يسهم في زيادة تكاليف التمويل للمطورين العقاريين، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار العقارات. وتابع: “هذا الموضوع سيشكّل كارثة إذا حدث، لأننا اليوم نتحدث عن فائدة بـ30% يدفعها المستهلك، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار العقارات، فإذاً هناك مخاطرة كبيرة في ذلك“.

وبحسب خبير في قطاع العقارات المصري، فإن الفقاعة العقارية تحدث حينما يفشل المستثمر أو المشتري في تحقيق عوائد ربحية من العقار خلال فترة ليست بالقصيرة، بمعنى أنه في حال اشترى شخص عقاراً ثمنه مليون جنيه وتضاعفت قيمته خلال ثلاث إلى خمس سنوات، فإن ذلك يعني أن سوق العقار يسير بشكل إيجابي.

وقال المتحدث إن هذا الأمر لا يتحقق الآن في مصر، لأن شركات العقارات تبيع بأسعار تفوق السعر الحقيقي للعقار، كما أنها تبيع على أقساط طويلة المدى، وهو ما يجعل المواطنين يعيدون التفكير في العقار كأحد أوعية الحفاظ على قيمة المدخرات، كما أن شركات العقارات ذاتها لا تعرف ما إذا كانت ستستطيع تحصيل الأموال من العملاء، أم أنها ستقع في مشكلات مالية ضخمة تقود إلى حالة من الشلل في قطاع العقارات.

وذكر أن ما يحدث الآن في سوق العقارات يرتبط بالمتغيرات الجديدة في مدخلات صناعة العقارات، وسرعة إيقاع ارتفاع أسعار الخامات نتيجة الوضع الاقتصادي المضطرب وتراجع قيمة الجنيه، وهو ما دفع المطورين العقاريين لوضع سعر مستقبلي أكثر من الطبيعي أو المتوقع، وبالتبعية فإن السعر النهائي ليس هو السعر العادل، ما يجعل التعامل مع العقار باعتباره استثماراً طويل الأجل في حالة تراجع.

وأوضح أن أسعار الإيجارات والشراء في المناطق المتوسطة في مصر مرتفعة للغاية، وهو ما يجعل الكثيرين يفكرون قبل اتخاذ قرارات الشراء، وينعكس ذلك سلباً على أرباح كثير من الشركات مؤخراً.

وقال إن هناك قناعة لدى المواطنين بأن الشراء في الوقت الحالي محفوف بالمخاطر، وكذلك البيع أيضاً، لأن هناك صعوبات في الوصول إلى المشترين، ويجري الاعتماد على تقسيط قيمة العقار على سنوات طويلة من جانب شركات الاستثمار العقاري.

وأضاف: “إننا الآن أمام سوق به حركة شراء ضعيفة وبيع متراجع، وهي سمة لم يعتد عليها المصريون في التعامل مع العقار على مدار سنوات طويلة، جعلته يقترب من فقدان أهم صفاته باعتباره وعاءً آمناً للادخار“.

وفي وجهة نظر المصدر ذاته، فإن الوصول إلى تلك الحالة يقود إلى خسائر هائلة في قطاع العقارات، لأن التعامل معه أصبح من زاوية مادية بحتة، دون أن يعير المطور العقاري أهمية لبناء عقار يتماشى مع قدرات المواطنين المادية، ودراسة المؤثرات التي تنعكس على التصميم باعتباره سكناً وحياةً جيدةً للطبقات المختلفة.

وقال إن الشركات الكبرى، وكذلك الحكومة، تتعامل مع الأمر باعتباره قطاعاً استثمارياً، دون أن يحقق احتياجات المواطنين، مما سيكون له تأثيرات سلبية على فشل مشروعات التوسع العمراني في كثير من المناطق، بسبب تكدّس المواطنين في مناطق تتماشى مع قدراتهم المادية.

شلل في حركة البيع والشراء

تعود جذور هذه الأزمة إلى الربع الأخير من عام 2023 والربع الأول من عام 2024، حين بلغ سعر الدولار في السوق الموازية نحو 72 جنيهاً مصرياً، وهو ما دفع المطورين إلى تسعير المشروعات على أن الدولار يساوي 100 جنيه مصري تحسباً لأي زيادات محتملة.

أدى ذلك إلى قفزة كبيرة في أسعار العقارات آنذاك، ومع استقرار الأسعار لاحقاً بعد تراجع الدولار إلى 50 جنيهاً، وجد العديد من العملاء الذين اشتروا في ذروة الأزمة أنفسهم يواجهون عبئاً مالياً ضخماً، إذ التزموا بأقساط عالية دون أن يحصلوا على أي تخفيض أو تمديد في مدة السداد من الشركات المطوّرة، بينما طرحت الشركات نفس المشروعات بأقساط طويلة تصل إلى 12 سنة لجذب شرائح جديدة.

هذا التفاوت جعل العملاء المتضررين يلجؤون إلى مواقع التواصل الاجتماعي بإنشاء صفحات لنشر تجاربهم المحبطة أو عرض وحداتهم للبيع، وهؤلاء اشتروا في نهاية الربع الأول من عام 2024 على أقساط لمدة ثمانية سنوات كحد أقصى.

يقول إسلام صبحي، صاحب إحدى شركات بيع الأدوات المنزلية، لـ”عربي بوست، إنه في بداية العام الماضي اشترى عقاراً في إحدى التجمعات السكنية الجديدة في مدينة التجمع الخامس بشرق القاهرة بمبلغ وصل إلى 7 ملايين جنيه، مقسّمين على دفعات لمدة ثمانية سنوات.

وأضاف أنه قبل ثلاثة أشهر، وبعد أن سدّد ما يقرب من مليون ونصف جنيه من قيمته، وجد نفسه غير قادر على استكمال الأقساط، وبحث عن مشترٍ لبيعه، لكن المفاجأة كانت في عدم وجود مشتري حتى الآن، رغم أنه يسعى لبيعه دون أي ربح خاص به، ويحاول فقط أن يتجاوز فقدان 15% من قيمة العقار في حال استردّته الشركة.

وأوضح صبحي أن شرائه العقار بغية تحقيق عوائد مادية في وقت كانت فيه العملة تعاني حالة من الارتباك والتخبط، حتى بعد تحريرها بشكل نهائي، تحوّل إلى كابوس، وقد يقود ذلك إلى خسارة فادحة، لافتاً إلى أن حديثه مع السماسرة في المناطق المجاورة كشف له عن عدم وجود حركة بيع أو شراء تقريباً إلا في حالات نادرة.

ورصد تقرير “ذا بورد كونسلتينج”، وهي شركة متخصصة في الاستشارات العقارية، أهم 5 محاور ستؤثر على حركة السوق العقاري في مصر خلال عام 2025، والتي تتضمن مخاوف وحوافز تتنوع بين تغيّرات على الصعيد الداخلي، وأخرى مرتبطة بالوضع الخارجي.

ويشير التقرير إلى أن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المسرح العالمي تثير حالة من عدم اليقين بشأن مخاطر الحرب والتحوّلات في سياسة الولايات المتحدة، خاصة في ملفي التجارة والمساعدات.

ويتوقع التقرير اشتعال المنافسة بين الشركات العقارية بعد تباطؤ كبير في السوق، وأن العروض الترويجية الاستثنائية مثل تلك التي أطلقتها شركات كـ”بالم هيلز”، التي حققت مبيعات ضخمة بقيمة 40 مليار جنيه مصري (ما يعادل 808 ملايين دولار أميركي) في شهر واحد، ستساهم في تنشيط السوق بشكل كبير.

كما يخلق التوسّع غير المسبوق الذي تقوده الحكومة في مناطق مثل طريق السويس، مدينة “مستقبل سيتي”، التجمع السادس، والعاصمة الإدارية الجديدة، منافسة كبيرة بين هذه المناطق.

ركود مع زيادة المعروض من الشقق والفيلات

ويشير خبير عقاري إلى أن تعامل المواطنين مع العقارات باعتبارها وسيلة لتحقيق الربح السريع قاد إلى الأزمة الحالية، لأنه خلال السنوات الثلاث الماضية اندفعت قطاعات كثيرة إلى الشراء، وحققت أرباحاً جيدة في غضون ستة أشهر أو عام، نتيجة لانخفاض قيمة الجنيه، وأزمة البناء في المدن القديمة بفعل قرارات حكومية سابقة، قبل أن يتم التراجع عنها بشكل تدريجي مؤخراً.

وبالتالي، فإن عام 2023 شهد طفرة على مستوى الشراء، لكن هذه الطفرة تحوّلت إلى ركود مع بدء العام الحالي، مع استقرار قيمة الجنيه، وتوقف المواطنين عن الشراء مع زيادة المعروض من الشقق والفيلات.

ولفت إلى أن قطاعات كبيرة من المواطنين لجأت إلى شراء العقارات بالتقسيط والبيع في غضون عام ونصف مثلاً، في مقابل ما يُسمّى بـ”أوفر” من أجل تحقيق أرباح سريعة، والبعض بالفعل استطاع بيع العديد من الوحدات.

لكن ما حدث أن شركات العقارات اصطدمت بأنها تتعامل مع أشخاص لم يوقّعوا العقود الأساسية، كما أنهم ليس لديهم قدرة على السداد، وهو ما انعكس على الاشتراطات الجديدة التي ظهرت مؤخراً، وقيّدت عملية بيع العقار عقب سداد الأقساط، لكن ذلك في المقابل قاد إلى تراجع عملية البيع والشراء.

وشدّد على أن عملية المضاربات في العقارات توقفت، وبالتالي ظهرت الأزمة على حقيقتها، بعد أن أصبحت هناك كميات كبيرة من الوحدات المطروحة دون أن يكون هناك مشترون لها، وهو ما يجعل التحذيرات تتزايد من حدوث فقاعة عقارية.

وواجهت مصر على مدار عقود مشكلة في توافر الوحدات السكنية، لكن منذ عام 2015 وحتى منتصف 2024 نفّذت الحكومة أكثر من مليون وحدة سكنية، فيما نفّذ القطاع الخاص أكثر من مليون وحدة، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ويسهم قطاع التشييد والبناء – أحد أكبر القطاعات الإنتاجية في مصر – بنحو 18% من الناتج المحلي، مدعوماً بالنمو السكاني البالغ نحو مليوني نسمة سنوياً.
وكان وزير الإسكان المصري شريف الشربيني قد قال إن السوق المصرية بعيدة عن الفقاعة العقارية، مؤكداً أن الوضع الحالي لا يتوافق مع هذا التصور، مشيراً إلى أن معدلات النمو السكاني في مصر تضع على عاتق الوزارة مسؤولية توفير نحو 200 ألف وحدة سكنية سنوياً، سواء من خلال القطاع الخاص أو مشروعات الدولة.

مشاريع ليبية بقبضة “العرجاني”و”السيسي” المستفيد الأبرز من الباطن.. الاثنين 7 يوليو 2025م.. استمرار الإخفاء القسري بمصر وسط تجاهل تام وتواطؤ سياسي كامل

مشاريع ليبية بقبضة “العرجاني”و”السيسي” المستفيد الأبرز من الباطن.. الاثنين 7 يوليو 2025م.. استمرار الإخفاء القسري بمصر وسط تجاهل تام وتواطؤ سياسي كامل

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

* استمرار الإخفاء القسري بمصر وسط تجاهل تام وتواطؤ سياسي كامل

أشعلت المفوضية المصرية للحقوق والحريات نداءًا جديدًا صريحًا وصادمًا، مطالبة النظام الحالي في مصر بالتصديق الفوري على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، الصادرة عن الأمم المتحدة عام 2006، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ 2010.

ورغم مرور 14 عامًا على سريانها، ما تزال القاهرة ترفض الانضمام إليها، متجاهلة حجم الكارثة المتفاقمة داخل البلاد طوال السنوات الماضية.

أكدت المفوضية، في أحدث تحرك لها، أن ما يجري ليس مجرد تجاهل أو تأخير روتيني، بل سياسة منهجية كاملة تهدف إلى حماية من تورطوا في جرائم الإخفاء القسري تحت غطاء رسمي.

وأوضحت أن السلطات وافقت مؤخرًا وبشكل شكلي فقط على بعض التوصيات الدولية الداعية للتصديق، لكنها لم تتخذ أي خطوة عملية، ولا حتى أبدت أدنى إرادة سياسية لوقف واحدة من أبشع الجرائم التي تمارس على نطاق واسع.

كشفت حملة “أوقفوا الاختفاء القسري”، التي أطلقتها المفوضية منذ عام 2015، عن توثيق 4677 حالة اختفاء قسري حتى أغسطس 2024، بينها 438 حالة جديدة وقعت فقط خلال الفترة بين أغسطس 2023 وأغسطس 2024، من بينهم 19 امرأة.

ورغم ضخامة هذه الأرقام، إلا أن الواقع يبدو أكثر سوداوية، وسط صمت الأجهزة الرسمية وتعتيم إعلامي وأمني خانق، يمنع الكشف عن الأعداد الحقيقية التي قد تكون أضعاف ما تم توثيقه.

زعم مراقبون أن رفض التصديق ليس سوى ستار سياسي يهدف إلى تحصين الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية من الملاحقة الدولية، خاصة أن الاتفاقية تُعرّف الإخفاء القسري كجريمة دولية تستوجب التحقيق والمحاسبة.

وأشاروا إلى أن الإقرار بالاتفاقية سيفتح أبواب المساءلة على مصراعيها، وهو ما لن يقبله النظام، الذي جعل من الإفلات من العقاب أحد أهم ركائزه.

أوضح خبراء أن الإخفاء القسري تحوّل في مصر إلى أداة قمع أساسية، تُستخدم ضد المعارضين السياسيين والصحفيين وحتى بعض عناصر الأجهزة ذاتها، ضمن معادلة مرعبة لا تعترف بالقانون أو الحقوق.

ورغم قبول النظام لتوصيات بعض الدول خلال مراجعة الأمم المتحدة، مثل كوت ديفوار وفرنسا والمكسيك، إلا أن هذا القبول جاء شكليًا لا يتجاوز صفحات التقارير، بينما الوقائع على الأرض تؤكد استمرار الانتهاكات دون توقف.

شددت المفوضية على أن التصديق على الاتفاقية ليس مجرد توقيع، بل التزام قانوني يستوجب تعديل التشريعات المحلية وتجريم هذه الجريمة بوضوح، وإغلاق مقار الاحتجاز السرية، وإنشاء منظومة رقابية فعالة لتعويض الضحايا وإنصاف أسرهم. لكن الواقع يشهد استمرار التواطؤ، مع تمسك النظام بقوانين مطاطة تسمح بالاحتجاز لأجل غير مسمى، وإعادة تدوير المعتقلين في قضايا جديدة كحلقة لا تنتهي من الظلم.

أردف التقرير الأممي الصادر في يناير الماضي بـ343 توصية من 137 دولة طالبت بوقف الإخفاء القسري، وإنهاء تدوير المعتقلين، وضمان حرية الصحافة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين. لكن حتى هذه اللحظة، لا وجود لأي تحرك فعلي، وكأن هذه الدعوات موجهة إلى جدار أصم.

استدرك محللون بالقول إن الحل لن يأتي من الداخل، بل من ضغوط دولية حقيقية تربط التعاون السياسي والاقتصادي مع النظام باحترام حقوق الإنسان ووقف الجرائم التي لا تسقط بالتقادم.

*”حمّام العسل” تعذيب سادي تحت شمس الصحراء في لمعتقلي سحن “الوادي الجديد” تعرف على وحشية “السيسي”

في مشهد يعكس انحدارًا مروّعًا في معايير الكرامة الإنسانية، كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن شهادات دامية وموثقة من داخل سجن الوادي الجديد، المعروف بين النزلاء بـ”سجن الموت”، تُظهر حجم الانتهاكات الصادمة التي تُمارَس بحق المعتقلين السياسيين.

وتشير الشهادات إلى تعذيب ممنهج يُنفَّذ بأسلوب سادي بشع يُعرف داخل أسوار السجن بـ”حمّام العسل”، وهو تسمية تُخفي وراءها ممارسة تنكيل متعمد، تنضح بالقسوة وتجرد الجناة من أدنى مشاعر الإنسانية، وتُشكّل –بحسب توصيف القانون الدولي– جريمة تعذيب مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم.

هذا النمط من التعذيب النفسي والجسدي يتجاوز حدود الانتهاك ليغوص في عمق الإذلال المقصود، إذ يُستهدف المعتقل في إنسانيته أولًا، وفي جسده ثانيًا، في محاولة لتكسير إرادته وإخماد صوته.

ما يجري داخل هذا المعتقل المعزول لا يعكس فقط وحشية الأجهزة الأمنية، بل يكشف عن منظومة ممنهجة من الإهانة والتجريد واغتيال الكرامة، ما يُعد جريمة أمام القانون والضمير الإنساني، ويستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لوضع حد لهذا الجحيم اليومي الذي يُمارس خلف القضبان بعيدًا عن الأعين. 

تفاصيل “حمّام العسل

بحسب شهادات موثّقة حصلت عليها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان من داخل جحيم سجن الوادي الجديد، يُمارَس نوعٌ بالغ الوحشية من التعذيب يُعرف بين السجناء باسم “حمّام العسل”، وهو أسلوب تنكيل فجّ يستهدف إذلال المعتقل وسحق آدميته حتى النخاع.

وتُنفّذ هذه الجريمة وفقًا لخطوات مدروسة، تعكس عنفًا متعمّدًا لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة:

  • يُجَرّد المعتقل من جميع ملابسه تمامًا، في انتهاك سافر لخصوصيته وكرامته الإنسانية، ويُكبّل أو يُربَط بأحد الأعمدة.
  • يُطلَى جسده بالكامل بالعسل الأسود، في مشهد مهين ومقزز يُقصد به الإذلال الجسدي والنفسي.
  • يُترك في فناء مكشوف داخل السجن تحت لهيب الشمس، حيث تتجاوز الحرارة في صحراء الوادي الجديد 45 درجة مئوية، فيتحوّل جسده إلى مصيدة ملتهبة للعذاب.
  • يُسكب التراب الساخن فوق جسده المدهون بالعسل، ليلتصق الجلد بالأتربة المحترقة، فتتشكل طبقة لاصقة مؤلمة تشبه الحروق الجلدية الشاملة.
  • يبقى المعتقل لساعات طويلة في هذه الحالة المروعة، يتعرض فيها للسعات الذباب الصحراوي ولدغات الحشرات، فضلًا عن حروق الشمس والجفاف القاتل.
  • تُكرَّر هذه الجريمة بوحشية، إمّا كعقاب لرفض الانصياع، أو بسبب نشاط المعتقل السياسي أو الفكري.

هذا الأسلوب ليس مجرد انتهاك، بل تعذيب متعمد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية، تتطلب فتح تحقيق دولي ومحاسبة كل من أمر وشارك ونفذ، بلا حصانة ولا تساهل. 

ممارسات تعذيب مروعة

يُعد سجن الوادي الجديد، الكائن في عمق الصحراء الغربية المصرية، من أكثر أماكن الاحتجاز عزلةً وقسوةً على مستوى الجمهورية. فموقعه النائي يجعل الوصول إليه شاقًا للغاية، حيث تعجز عائلات المعتقلين عن زيارته بشكل منتظم بسبب بعد المسافة وغلاء تكاليف السفر، ما يضاعف عزلة المعتقلين ومعاناتهم النفسية. وقد وثّقت منظمات حقوقية محلية ودولية مرارًا الانتهاكات التي تجري داخله، من بينها الحبس الانفرادي المطوّل، الإهمال الطبي المتعمد، والحرمان من الحق في الزيارة.

وفي هذا السياق، أكدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن ما رصدته من ممارسات تعذيب مروّعة بحق المعتقلين في هذا السجن يشكل انتهاكًا فجًّا للمادة 55 من الدستور المصري، والتي تنصّ على تجريم التعذيب والمعاملة القاسية أو الحاطة بالكرامة، كما يُعد خرقًا واضحًا لقانون الإجراءات الجنائية، وانتهاكًا صريحًا للاتفاقيات الدولية التي التزمت بها مصر، وعلى رأسها اتفاقية مناهضة التعذيب (CAT) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وطالبت الشبكة في بيانها بـ:

  • فتح تحقيق فوري ومستقل في وقائع التعذيب داخل سجن الوادي الجديد.
  • محاسبة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين عن هذه الجرائم.
  • فرض رقابة حقوقية وقضائية دائمة على جميع أماكن الاحتجاز في البلاد.
  • تقديم رعاية طبية ونفسية عاجلة للضحايا.

كما دعت الشبكة المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب، وبعثة دولية لتقصي الحقائق، إلى زيارة السجون المصرية والوقوف على الانتهاكات المستمرة.

وختمت الشبكة بالتأكيد على أن ما يُعرف داخل السجن باسم حمّام العسل” ليس مجرد مصطلح ساخر أو حالة معزولة، بل هو جريمة تعذيب متكاملة تُمارَس باسم الدولة. مشددة على أن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم، وستظل مسؤولية مرتكبيها قائمة أمام العدالة، والتاريخ، والضمير الإنساني

 

* المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تحذر من مسرحية انتخابية بلا حرية حقيقية

شنّت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان هجومًا لاذعًا على أجواء التحضير للانتخابات البرلمانية المقبلة، محذّرة من انحراف العملية عن مسارها الديمقراطي وتحولها إلى مجرد واجهة شكلية تُدار بنفس الأساليب القديمة، بعيدًا تمامًا عن أي نزاهة أو شفافية فعلية.

أوضح عصام شيحة، رئيس المنظمة، إن الحشد للانتخابات لا يجوز أن يتم بنفس طرق الترهيب أو التضليل أو الصفقات المشبوهة، وإن المطلوب هو حراك سياسي حقيقي، قائم على برامج محترمة تلامس وجع الناس وتتناول قضاياهم بجدية، مش حفلات مبايعة ملفوفة بشعارات مستهلكة ومكررة.

أكد إن القوى السياسية لازم تلتزم بمسؤوليتها وتبطل لعبة التجاوزات اللي بتفصّل الانتخابات على مقاس ناس بعينهم. قالها بوضوح: اللي عايز يشارك، يشارك ببرنامجه، مش بممارسات بتقفل الطريق على المنافسة وتزيف إرادة الناخبين.

طالب شيحة الجهات التنفيذية بإنها تضمن بيئة محايدة فعليًا، مش مجرد شعارات، وألا تسمح بأي تمييز أو تضييق أو تساهل مع محاولات التأثير على الناخبين بأي شكل من الأشكال. الانتخابات لازم تكون ساحة متكافئة، مش ساحة مستباحة لأصحاب النفوذ والسطوة.

أشار إلى إن اللي بيحصل حاليًا من تربيطات وتحركات مريبة بيمهّد لتحكم فصيل معين في المشهد، وده معناه إننا رايحين لنتيجة محسومة مسبقًا، مش لصندوق نزيه يعكس إرادة الناس. وشدد إن التغاضي عن الانتهاكات دي خيانة صريحة لفكرة الديمقراطية، ولازم يتقال كفاية.

لفت النظر إلى خطورة تكرار السيناريوهات اللي بتدوس على إرادة الناخب، وقال إن ده مش بس بيكسر الثقة في العملية الانتخابية، ده كمان بيخلق حالة عامة من السخرية وفقدان الأمل في أي تغيير حقيقي، وده أخطر ما يمكن يحصل في بلد المفروض إنها بتحاول تنهض.

استدرك قائلًا إن السكوت عن العبث ده معناه إننا بنشارك في تمرير مسرحية سخيفة، والمفروض إن الكل، من أول ناخب لحد مسؤول، يرفض يكون كومبارس فيها. المطلوب انتخابات تحترم العقول، مش تستخف بيها، وتدي فرصة حقيقية لاختيار يعبر عن الناس، مش يُفرض عليهم غصب.

* لماذا لم يُوقّع السيسي على اتفاقية الاختفاء القسري حتى الآن؟ 4677 ضحية في غياهب المجهول

جددت المفوضية المصرية للحقوق والحريات مطالبتها لسلطات عبدالفتاح السيسي، بالتصديق الفوري على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، وهي الاتفاقية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2006، ودخلت حيز التنفيذ في 2010، دون أن توقع أو تصادق عليها مصر حتى اليوم، رغم تفشي هذه الجريمة على نطاق واسع في البلاد خلال العقد الأخير.

وفي بيان نُشر عبر الصفحة الرسمية للمفوضية على موقع “فيسبوك”، أشارت المنظمة إلى موافقة الحكومة خلال جلسات المراجعة الدورية الشاملة (UPR) في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الأسبوع الماضي، على توصية مقدمة من عشر دول منها فرنسا، المكسيك، أوكرانيا، وكوت ديفوار، تطالب مصر بالتصديق على الاتفاقية الدولية. إلا أن المفوضية شددت على أن هذه الموافقة الشكلية “لا تكفي”، ما لم تتبعها خطوات تنفيذية واضحة، تبدأ بالتوقيع الرسمي والتصديق البرلماني، مرورًا بتعديل القوانين، وصولًا إلى تغيير السياسات الأمنية القائمة.

اتفاقيات لا تُفعَّل.. وتوصيات يتم تجاهلها

وقالت المفوضية إن حملة “أوقفوا الاختفاء القسري” التي أطلقتها عام 2015، لطالما طالبت بتوقيع الاتفاقية والانضمام إليها كخطوة أساسية نحو وقف هذه الجريمة. وأضافت: “كفى تجاهلًا للتوصيات وغياب الإرادة السياسية الجادة للانخراط في حماية المواطنين من جريمة لا تزال تُمارس بشكل ممنهج وواسع في مصر”.

وبحسب المفوضية، فإن حملة “أوقفوا الاختفاء القسري” رصدت ووثقت منذ أغسطس 2015 وحتى أغسطس 2024، ما مجموعه 4677 حالة اختفاء قسري، بينها 438 حالة جديدة خلال آخر 12 شهرًا فقط، بينهم 19 امرأة. ووصفت المفوضية هذه الأرقام بأنها “مروعة” وتعكس فشل الدولة في الالتزام بحماية الحقوق الأساسية للمواطنين.

ضعف تشريعي وتواطؤ مؤسسي

تُظهر تقارير المنظمات الدولية أن التشريعات المصرية لا تُعرِّف الاختفاء القسري بشكل صحيح، ولا تُجرِّمه كجريمة منفصلة، ما يسهل ارتكابه من قبل الأجهزة الأمنية دون مساءلة. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أشارت إلى أن مصر تفتقر إلى الإطار القانوني اللازم لمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة، في حين تستمر في الإنكار الرسمي أو التلاعب بالمصطلحات.

وفي هذا السياق، طالبت المفوضية بتجريم الاختفاء القسري صراحةً في القوانين المحلية، مع ضرورة إنشاء آلية وطنية لتوثيق الحالات، وتلقي شكاوى الضحايا وذويهم، وإنشاء هيئة مستقلة لجبر ضرر الضحايا، وتقديم المسؤولين للعدالة، لضمان عدم الإفلات من العقاب.

الأمم المتحدة: مصر مطالبة بإغلاق مقار الاحتجاز السرية

ويأتي هذا الضغط الحقوقي بالتزامن مع ما أصدره الفريق الأممي للاستعراض الدوري الشامل من تقرير شامل في يناير الماضي، بعد مراجعة سجل مصر الحقوقي، حيث شمل التقرير 343 توصية حقوقية مقدمة من 137 دولة، من أبرزها: مكافحة الإخفاء القسري، إنهاء تدوير المحتجزين، الإفراج عن السجناء السياسيين، وضمان حرية الإعلام.

كما طالبت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة حكومة عبدالفتاح السيسي، بـ”إغلاق جميع أماكن الاحتجاز غير الرسمية”، و”تجريم الإخفاء القسري بشكل صريح”، والتحقيق في كافة الحالات الموثقة، بما يضمن محاسبة الجناة وتعويض الضحايا.

بالأرقام.. الانتهاكات تتفوق على المبادرات

ورغم إعلان الحكومة في 2021 عن “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، وما تبعها من إطلاق لـ”الحوار الوطني”، إلا أن الواقع لا يعكس أي تحسن جوهري، حيث لا تزال ممارسات الاحتجاز التعسفي والتدوير والمحاكمات السياسية تُمارس على نطاق واسع.

فخلال الفترة من إبريل 2022 وحتى نوفمبر 2024، تشير الإحصائيات إلى أن ما لا يقل عن 6736 شخصًا تم احتجازهم في قضايا أمن دولة، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف عدد المفرج عنهم (2302 شخص فقط)، وفق ما تؤكده منظمات محلية ودولية. وبينما شهدت الأسابيع الماضية ظهور 47 مختفيًا قسريًا، فإن هذا لا يمثل سوى بصيص أمل في بحر من الظلم والانتهاكات المستمرة، بحسب وصف المفوضية.

التصديق على الاتفاقية.. التزام قانوني وليس رمزياً

اختتمت المفوضية بيانها بالتأكيد على أن التصديق على اتفاقية حماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري ليس خطوة رمزية أو دعائية، بل التزام قانوني دولي يُلزم الدولة بوضع حد لهذه الجريمة، ويؤسس لمسار واضح للمحاسبة والعدالة.

ودعت إلى إحالة التوصية إلى السلطات المختصة لبدء إجراءات التصديق الرسمي، وعرضها على البرلمان للنقاش العام واتخاذ القرار النهائي، مشددة على ضرورة وقف السياسات الأمنية التي تكرّس ثقافة القمع، وتكفل حقوق الإنسان وحمايتها من الانتهاك.

*تراجع مفاجئ لنقابة المحامين عن الإضراب الشامل ضغوط سياسية أم مناورة تكتيكية؟

 في خطوة أثارت جدلاً واسعًا بين أوساط المحامين والمتابعين، أعلنت نقابة المحامين إرجاء تنفيذ الإضراب العام، الذي كان مقررًا يومي 7 و8 يوليو، إلى موعد لاحق غير محدد. الإضراب كان سيشمل الامتناع عن حضور جميع جلسات المحاكم بكافة درجاتها ومسمياتها، وكذلك مقاطعة النيابات وعدم التعامل مع خزائن المحاكم على مستوى الجمهورية، احتجاجًا على ما وصفته النقابة بـ”الرسوم القضائية التعسفية”. 

وأرجعت النقابة قرار الإرجاء إلى ما وصفته بـ”إعادة تشكيل مجلس القضاء الأعلى ورؤساء محاكم الاستئناف المعنيين بالقرارات محل الاعتراض”، إضافة إلى ما لمسته من “رغبة جادة لدى بعض الجهات المعنية في استئناف الحوار لتجاوز الأزمة بما يحقق صالح الوطن والمواطنين”. 

ضغوط أم اختراق؟

غير أن مصادر داخل أروقة النقابة وأوساط حقوقية ألمحت إلى أن تراجع النقابة قد لا يكون نتيجة لرغبة حقيقية في الحوار بقدر ما هو انعكاس لضغوط مورست على مجلس النقابة، خاصة في ظل اتهامات متكررة بأن النقيب الحالي على علاقة وثيقة بمؤسسات الدولة، ويُنظر إليه باعتباره “رجل الحكومة” داخل النقابة.

وتعزز هذه الشكوك في ضوء سوابق مشابهة تم فيها احتواء تحركات نقابية عبر التلويح بإجراءات قانونية أو إدارية ضد قياداتها، فضلًا عن التلويح باستخدام سلطات الضبطية القضائية لإسكات الأصوات الأكثر تصعيدًا. 

احتجاجات متصاعدة منذ مارس

بدأت أزمة الرسوم القضائية في مارس/آذار الماضي، حين أصدر رئيس محكمة استئناف القاهرة المستشار محمد نصر سيد قرارًا مثيرًا للجدل بفرض رسوم جديدة تحت مسمى “مراجعة الحوافظ”، بواقع 33 جنيهًا عن كل ورقة. كما شهدت الرسوم على الخدمات القضائية زيادات غير مسبوقة، حيث بلغت رسوم إصدار الشهادات 60.5 جنيه، بينما قفزت رسوم الحصول على الصيغة التنفيذية للأحكام إلى 242 جنيهًا، وفقًا لتصريحات عضو مجلس النقابة ربيع الملواني.

ورفض مجلس النقابة هذه القرارات في 8 مارس، معتبرًا إياها مخالفة للمشروعية الدستورية، ولوح بوقف التعامل مع جميع خزائن المحاكم كخطوة أولى للتصعيد. تبع ذلك سلسلة من البيانات الغاضبة والوقفات الاحتجاجية الجزئية في بعض المحافظات، وسط تصاعد الغضب في صفوف المحامين.

وفي استفتاء أجرته النقابة لاحقًا، صوّت أكثر من 21 ألف محامٍ من أصل نحو 36 ألفًا لصالح الدخول في إضراب عام، في حين رفضه أقل من 1500 محامٍ فقط.

دعم حقوقي وتحذير من “تسليع العدالة”

أعلنت عشر منظمات حقوقية بارزة، بينها “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” و”الجبهة المصرية لحقوق الإنسان” و”مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان”، تضامنها مع المحامين، معتبرة أن زيادة الرسوم تمثل انتهاكًا للحق الدستوري في التقاضي، و”عائقًا إضافيًا أمام المواطنين الفقراء للوصول إلى العدالة”.

وأكدت المنظمات أن الأزمة تعكس توجهًا رسميًا نحو “تسليع الخدمات القضائية”، مطالبة بوقف العمل بالقرارات غير الدستورية التي صدرت تحت غطاء “خدمات الميكنة”.

مخاوف من قمع التحركات النقابية

في المقابل، حذرت المنظمات من لجوء السلطات القضائية إلى استخدام صلاحياتها لتقييد حق المحامين في الاحتجاج السلمي، مشددة على أن نقابة المحامين لا تؤدي دورًا مهنيًا فقط، بل هي ركيزة أساسية لضمان الحق في الدفاع وتقديم المساعدة القضائية للفئات غير القادرة. 

إلى أين تتجه الأزمة؟

بينما يرى مراقبون أن قرار النقابة بإرجاء الإضراب قد يكون مناورة تكتيكية لإتاحة فرصة لحل الأزمة عبر التفاوض، يشكك آخرون في جدوى ذلك، ويخشون أن يكون مقدمة لتراجع أكبر في مواجهة إجراءات وصفها المحامون والحقوقيون بـ”غير الدستورية”.

تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت النقابة ستصمد أمام الضغوط الرسمية وتعود إلى التصعيد، أم أنها ستكتفي بتقديم تنازلات جزئية تنهي الأزمة على حساب المحامين والمواطنين على حد سواء.

* مشاريع ليبية بقبضة “العرجاني”و”السيسي” المستفيد الأبرز من الباطن

شهدت ليبيا في يوليو 2025 حدثًا اقتصاديًا وتنمويًا بارزًا، تمثل في توقيع مجموعة من العقود الاستراتيجية بين مجموعة «العرجاني» المصرية، برئاسة رجل الأعمال المقرب من نظام الانقلاب المصري إبراهيم العرجاني، وصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بشرق البلاد، الذي يديره المهندس القاسم خليفة حفتر.

تهدف هذه العقود إلى تنفيذ مشاريع ضخمة لتطوير البنية التحتية في عدد من المناطق الليبية، في خطوة تعد الأكبر من نوعها منذ سنوات، وتأتي في إطار خطة شاملة لإعادة إعمار المناطق المتضررة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

جرى توقيع العقود رسميًا في بنغازي يوم السبت 5 يوليو 2025، بحضور كبار المسؤولين من الجانبين، وعلى رأسهم إبراهيم العرجاني والقاسم خليفة حفتر.

وقد أكد الطرفان خلال مراسم التوقيع أهمية هذه الشراكة في دفع عجلة التنمية وإعادة الإعمار في ليبيا، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد.

يرى مراقبون أن توقيع هذه العقود يتجاوز البعد الاقتصادي، ويحمل أبعادًا سياسية، خاصة أن العرجاني يُعرف بقربه من دوائر الحكم والأجهزة السيادية في مصر، ويعد أحد أبرز رجال الأعمال الذين توسع نشاطهم بشكل كبير منذ عام 2014.

ووفق تحليل سياسي لمركز «الشرق للدراسات الإقليمية»، فإن مصر تسعى من خلال هذه المشروعات إلى:

  • تعزيز نفوذها في شرق ليبيا، وهي منطقة موالية لحفتر والمدعومة من القاهرة.
  • فتح سوق استثماري للشركات المصرية التي تعاني من تباطؤ النمو الداخلي.
  • تأمين الحدود المصرية الليبية من خلال وجود شركات مصرية تعمل على الأرض في مناطق حدودية.

تشمل العقود الموقعة تنفيذ وتطوير مشاريع بنية تحتية في عدة مدن ومناطق ليبية، من بينها بنغازي، المرج، طبرق، أمساعد، ودرنة.

وتوزعت المشروعات على قطاعات الطرق والكباري وشبكات الصرف الصحي ومحطات الكهرباء، وفق ما يلي:

  • توسعة وازدواج طريق الباكور – المرج بطول 16 كيلومترًا، بهدف تحسين الربط بين المناطق وتسهيل حركة النقل.
  • تطوير ورفع كفاءة الطريقين الدائريين الرابع والخامس في بنغازي، بطول إجمالي يبلغ 60 كيلومترًا، مما يسهم في تخفيف الازدحام المروري وتحسين البنية التحتية للمدينة.
  • تنفيذ الأعمال الهيدرولوجية لطريق طبرق – أمساعد، لمعالجة تحديات السيول وتحسين السلامة المرورية على هذا الطريق الحيوي.
  • إنشاء كوبري بوابة طبرق بطول 200 متر، لتسهيل الحركة في المدخل الرئيسي للمدينة.
  • استكمال شبكات الصرف الصحي ومحطة معالجة الكهرباء في مدينة درنة، بما يعزز من الخدمات الأساسية للسكان.
  • صيانة وتطوير طريق ازدواج الرجمة – المرج بطول 66 كيلومترًا، ضمن خطة شاملة لرفع كفاءة الطرق الرئيسية.

لم يتم الإعلان الرسمي عن إجمالي التكلفة المالية للعقود الموقعة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن حجم الاستثمارات يتجاوز المليار دينار ليبي، نظرًا لضخامة المشروعات وتنوعها الجغرافي والفني.

ووفقًا لمصادر مطلعة، يبلغ إجمالي قيمة العقود الأولية نحو 1.2 مليار دينار ليبي (ما يعادل 250 مليون دولار أمريكي)، مع توقعات بزيادتها لاحقًا ضمن مراحل التوسعة.

وتُعد هذه العقود من أكبر الاتفاقيات التنموية التي تشهدها ليبيا في السنوات الأخيرة، وتمثل نقلة نوعية في مجال البنية التحتية. 

صندوق إعادة الإعمار والتعاون مع مصر

تأسس صندوق إعادة إعمار بنغازي ودرنة في عام 2021، ثم جرى توسيعه ليشمل مناطق أخرى في الشرق الليبي تحت إشراف “القيادة العامة للجيش الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر.

ومنذ عام 2022، بدأ الصندوق يتعاون مع شركات مصرية لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار، أبرزها شركات “أوراسكوم”، و”المقاولون العرب”، والآن مجموعة العرجاني. 

مغازلة سياسية متبادلة

إبراهيم العرجاني

أعرب رئيس مجموعة العرجاني عن اعتزازه بالشراكة مع الجانب الليبي، مؤكدًا التزام المجموعة بتنفيذ المشاريع وفق أعلى معايير الجودة والمواصفات العالمية، وقال العرجاني في تصريح صحفي عقب التوقيع: نحن فخورون بأن نكون جزءًا من عملية إعادة إعمار ليبيا، وملتزمون بتسليم المشاريع في الوقت المحدد وبأعلى جودة ممكنة، بما يعود بالنفع على الشعب الليبي

القاسم خليفة حفتر

من جانبه، أكد القاسم خليفة حفتر، مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، أن توقيع هذه العقود يأتي ضمن رؤية الصندوق للنهوض بالبنية التحتية وتهيئة بيئة ملائمة للتنمية المستدامة في مختلف المدن والمناطق. وأضاف حفتر:

هذه الخطوة تمثل بداية جديدة نحو إعادة إعمار المناطق المتضررة، ونعمل مع شركائنا المصريين لتحقيق أفضل النتائج للمواطن الليبي، مع التركيز على سرعة الإنجاز وجودة التنفيذ 

الأهداف الاستراتيجية للمشروعات

تهدف العقود الموقعة إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، من بينها:

  • تعزيز البنية التحتية الأساسية في المناطق الشرقية من ليبيا، بما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
  • تحسين الخدمات الأساسية مثل الطرق والكهرباء والصرف الصحي، مما ينعكس إيجابًا على حياة المواطنين.
  • تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار من خلال تطوير المرافق العامة ورفع كفاءة البنية التحتية.
  • خلق فرص عمل جديدة للشباب الليبي، عبر تنفيذ مشروعات ضخمة تتطلب عمالة محلية وإقليمية.

تأتي هذه الاتفاقيات في ظل مساعٍ حثيثة من الحكومة الليبية، خاصة في شرق البلاد، لإعادة إعمار المناطق المتضررة من النزاعات والصراعات المسلحة خلال السنوات الماضية، كما تعكس رغبة السلطات الليبية في الاستفادة من الخبرات المصرية في مجال التشييد والبناء، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. 

التحديات المتوقعة

رغم التفاؤل الكبير الذي صاحب توقيع العقود، إلا أن هناك تحديات متوقعة، أبرزها:

  • ضمان الاستقرار الأمني في المناطق المستهدفة، لضمان تنفيذ المشروعات في المواعيد المحددة.
  • توفير التمويل اللازم واستمرارية الدعم الحكومي، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
  • التنسيق مع السلطات المحلية لتذليل العقبات الإدارية والفنية

 

*باعتراف نظام السيسي خسارة مصر أكثر من 500 مليار جنيه بسبب سد النهضة حتى الآن

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إن بناء سد النهضة هو ما تسبب بنقص في مياه النيل ولم يكن بسبب زيادة الأمطار كما يروج البعض، وإنما بسبب حجز إثيوبيا لحوالي 60 مليار متر مكعب من المياه في سد النهضة خلال السنوات الخمس الماضية.

وأوضح شراقي، خلال مداخلة تلفزيونية، أن سد النهضة تسبب في إهدار مصر لـ 500 مليار جنية كانت في غنى عن صرفهم لو لم يبنى هذا السد.

وأضاف أنه لتعويض الفاقد من مياه النيل بفعل الحجز الإثيوبي، نفذت مصر مشروعات كبرى لتعويض جزء من هذه المياه، من بينها محطة معالجة مياه الصرف الزراعي في بحر البقر التي تكلفت 50 مليار جنيه، إضافة إلى مشروعات تبطين الترع وتقليل مساحة زراعة الأرز.

وأشار الخبير الجيولوجي إلى أن هذه المشروعات المائية في مصر كلفت حوالي 500 مليار جنيه خلال السنوات الماضية، بهدف الحفاظ على احتياطي السد العالي واستخدامه خلال فترة تخزين المياه في سد النهضة.

وأضاف أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي التي تدعي عدم تأثير سد النهضة على مصر «مستفزة وغير دقيقة»، خاصة مع استمرار اتخاذ إثيوبيا لقرارات أحادية الجانب بشأن ملء وتشغيل السد.

وختم خبير الموارد المائية بالتأكيد على أن سد النهضة كان سببًا رئيسيًا في دفع مصر للقيام بهذه المشروعات الكبيرة، رغم وجود أسباب أخرى تؤثر على موارد المياه.

تجاوزت مدة المفاوضات بين إثيوبيا ودولتَي المصب، عشرة أعوام من دون الوصول إلى اتفاق، حيث اصطدمت نقاط الخلاف بحائط السيادة الذي تعتبر فيه إثيوبيا السد مشروعاً سيادياً.

وشهدت أديس أبابا آخر الاجتماعات الفاشلة في ديسمبر الماضي، وهو الاجتماع الرابع والأخير بين مصر والسودان وإثيوبيا، ضمن اتفاق ثنائي سابق بين القيادتين المصرية والإثيوبية على التوصل إلى اتفاق شامل في ظرف أربعة أشهر لمجمل قواعد ملء وتشغيل السد.

وجاءت تأكيدت الجهات المصرية المفاوضة بأن الاجتماع لم يسفر عن أية نتيجة “نظراً لتمادي إثيوبيا في رفض ما تم التوصل إليه من تفاهمات”، وتبنيها المواقف الرافضة لمجمل الحلول الفنية والقانونية التي تؤمن مصالح الدول الثلاث.

 لتعلن القيادة المصرية تجميد المفاوضات بالكامل، وأن مصر تحتفظ بحقها.

وكانت مصر وضعت أمام مجلس الأمن الدولي في سبتمبر الماضي رسالة في شأن تطورات سد النهضة، أكدت فيها رفض ما وصفته بـ “السياسات الأحادية الإثيوبية المخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي”، مشيرةً إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي حول حجز كمية من مياه النيل الأزرق كونها استمرار للنهج الإثيوبي “المثير للقلاقل” مع الجيران، والمهدد لاستقرار الإقليم.

وجاء الرد الإثيوبي على البيان المصري برسالة مماثلة دعت فيها أديس أبابا القاهرة إلى حل الخلافات المتعلقة بموارد المياه العابرة للحدود “ودياً”، عبر الآليات الثنائية والإقليمية.

وقال وزير الخارجية الإثيوبي السفير تاي أصقي سيلاسي، في خطاب وجهه لمجلس الأمن إن “بلاده ترفض الخطاب المصري الذي يتهم إثيوبيا بتنفيذ سياسات أحادية مخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي”، مشيراً إلى أن “الاتهام المصري هو تكرار لاتهامات سابقة تتمسك بها مصر وترفضها إثيوبيا”.

 * 138 مليون طفل في قبضة الاستغلال والعمل الخطر يهدد حياتهم يوميًا

كشفت تقارير رسمية في عام 2024 عن كارثة إنسانية مدوّية، حيث بلغ عدد الأطفال المنخرطين في سوق العمل 138 مليون طفل، وسط صمت دولي مخزٍ وتجاهل تام لمعاناتهم.

أشار متابعون مطّلعون إلى أن نسبة مهولة من هؤلاء، وصلت إلى 39%، يُجبرون على أداء مهام تصنَّف بأنها خطرة للغاية، ما يجعل حياتهم وصحتهم الجسدية والنفسية تحت تهديد مستمر لا يرحم.

اتهمت منظمات حقوقية دولية الأنظمة الاقتصادية والسياسات الحكومية بالفشل الذريع في كبح جماح هذه الكارثة، حيث استمرت بعض الحكومات في غض الطرف، وفضلت مصالحها التجارية على حساب أجساد الأطفال الهشة.

أردف مراقبون أن هذه النسبة الصادمة تعني أن أكثر من 53 مليون طفل يعانون من ظروف عمل لا تليق بالبشر، حيث يتعرضون يوميًا لمواد سامة، وأدوات حادة، وأجواء ملوثة، دون أي حماية قانونية أو طبية تُذكر.

أوضحت جهات إنسانية أن هذه الأرقام لا تعبّر فقط عن أزمة عمالة أطفال، بل تفضح انهيار منظومة القيم العالمية التي سمحت بتحويل الطفولة إلى سلعة رخيصة في سوق العمل القاسي.

لفت ناشطون إلى أن كثيرًا من هؤلاء الأطفال يُجبرون على ترك مدارسهم، بينما يُدفع بهم إلى الأعمال الشاقة، ليواجهوا مستقبلاً باهتًا بلا تعليم، ولا أمان، ولا أمل في الخلاص.

استدرك محللون أن استمرار هذا النزيف الطفولي بهذا الشكل يُنذر بكارثة اجتماعية ممتدة، حيث تُنتزع حقوق الطفولة عنوة، وتُدفن تحت ركام المصانع والمزارع والمناجم في مشاهد تخجل منها الإنسانية.

أشار البعض إلى أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات جامدة، بل هي أرواح بريئة تُسحق في الظل، ولا تجد من يصرخ لأجلها أو ينتشلها من مستنقع الاستغلال الوحشي.

أكد مراقبون أن صمت العالم عن هذه المأساة يرقى إلى مرتبة التواطؤ، وأن تجاهل الحلول الجذرية لوقف هذه الظاهرة يعني منح الضوء الأخضر للمزيد من الانتهاكات.

نفى البعض أن يكون الفقر وحده هو السبب، مؤكدين أن الاستغلال المنظم والمتعمد هو الفاعل الحقيقي في هذه الجريمة المستمرة.

أعلن المختصون أن تجاهل معاناة 138 مليون طفل، بينهم أكثر من 53 مليون في أعمال خطرة، هو عار في جبين الحضارة الحديثة، التي ترفع شعارات العدالة والكرامة ثم تسحق أضعف من فيها بلا رحمة.

“طريق الموت” يواصل حصد الأرواح والسيسي يحمى  كامل الوزير بغلق “الإقليمي”.. الأحد 6 يوليو 2025م.. الحصول على علبة لبن أطفال حلم مستحيل فى زمن الانقلاب وصرخات الرضع كابوس يواجه الأسر المصرية

طريق الموت” يواصل حصد الأرواح والسيسي يحمى  كامل الوزير بغلق “الإقليمي”.. الأحد 6 يوليو 2025م.. الحصول على علبة لبن أطفال حلم مستحيل فى زمن الانقلاب وصرخات الرضع كابوس يواجه الأسر المصرية

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*لماذا يرفض نظام السيسي التصديق على اتفاقية وقف الاختفاء القسري؟

جددت المفوضية المصرية للحقوق والحريات مطالبتها للنظام الانقلابى فى مصر  بالتصديق الفوري على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2006 ودخلت حيز التنفيذ في 2010، بينما لا تزال القاهرة خارج إطارها رغم تصاعد الظاهرة بشكل مروع خلال العقد الأخير.

وقالت المفوضية في بيان نشرته الخميس الماضي إن سلطة المنقلب السيسى  ، التي اتسع فيها نطاق الإخفاء القسري بشكل “منهجي وواسع”، تواصل تجاهل الدعوات المحلية والدولية للتوقيع والانضمام للاتفاقية، مشيرة إلى أن السلطات وافقت مؤخرًا بشكل شكلي على توصيات دولية بالتصديق، دون اتخاذ أي خطوة عملية أو إظهار إرادة سياسية حقيقية لإنهاء هذه الجريمة.

أرقام صادمة.. آلاف المختفين في عهد السيسي

وفقًا لحملة “أوقفوا الاختفاء القسري”، التي أطلقتها المفوضية عام 2015، تم توثيق 4677 حالة اختفاء قسري منذ ذلك التاريخ وحتى أغسطس 2024، بينها 438 حالة جديدة خلال عام واحد فقط (أغسطس 2023 – أغسطس 2024)، بينهم 19 امرأة. هذه الأرقام تمثل فقط ما تم توثيقه، وسط مؤشرات على أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير بسبب التعتيم الأمني وعدم تعاون السلطات مع الجهات المستقلة.

لماذا يرفض النظام التصديق على الاتفاقية؟

يرى مراقبون أن رفض نظام السيسي التصديق على الاتفاقية ليس مجرد إهمال إداري، بل موقف سياسي متعمد، لأسباب عدة:

تحصين الأجهزة الأمنية: تنص الاتفاقية على تعريف الإخفاء القسري كجريمة دولية تستوجب الملاحقة والمحاسبة. التصديق عليها يعني إخضاع ضباط الأمن والجيش والقضاء للمساءلة عن جرائم ارتكبت خلال السنوات الماضية، وهو ما يتعارض مع سياسة النظام القائمة على الإفلات التام من العقاب.

استخدام الإخفاء كأداة قمع: تقارير منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية وثّقت أن الاختفاء القسري أصبح وسيلة ممنهجة لإرهاب المعارضة السياسية، وإسكات الصحفيين والنشطاء، وحتى الخصوم داخل الأجهزة الأمنية نفسها.

غياب الإرادة السياسية: رغم قبول الحكومة المصرية لتوصيات دول مثل كوت ديفوار وفرنسا والمكسيك وجنوب السودان خلال المراجعة الدورية الشاملة في الأمم المتحدة، إلا أن ذلك يظل، وفق المفوضية، قبولًا شكليًا للاستهلاك الدولي، بينما على الأرض لا تزال الشكاوى المقدمة من أسر الضحايا تواجه بالتجاهل أو التهديد.

التزامات معطلة وحقوق مهدرة

شددت المفوضية على أن التصديق على الاتفاقية ليس خطوة رمزية، بل التزام قانوني يفرض على الدولة تعديل القوانين المحلية وتجريم الإخفاء القسري بشكل صريح، وإغلاق أماكن الاحتجاز السرية، وإنشاء آلية وطنية لرصد الانتهاكات وجبر الضرر للضحايا وأسرهم.

لكن حتى الآن، يرفض النظام فتح هذا الملف، ويواصل تقنين الإخفاء القسري عبر قوانين فضفاضة تسمح بالاحتجاز المطول دون محاكمة، وإعادة تدوير المعتقلين في قضايا جديدة.

توصيات دولية مكررة.. ولا تنفيذ

في يناير الماضي، أصدر الفريق المعني بالاستعراض الدوري الشامل بالأمم المتحدة تقريرًا عن حالة حقوق الإنسان في مصر، متضمنًا 343 توصية من 137 دولة، أبرزها وقف الإخفاء القسري، وإنهاء تدوير المعتقلين، والإفراج عن السجناء السياسيين، وضمان حرية الصحافة.

كما طالبت لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة القاهرة بـ”إغلاق أماكن الاحتجاز غير الرسمية” و”تجريم الإخفاء القسري صراحة”، لكن دون جدوى. 

هل يتغير شيء قريبًا؟

بينما تواصل المفوضية وحملات المجتمع المدني الضغط، يرى محللون أن النظام لن يُقدم على أي خطوات حقيقية ما لم يتعرض لضغوط دولية حاسمة تربط بين استمرار التعاون السياسي والاقتصادي وبين احترام حقوق الإنسان الأساسية.

 

*بين انتقادات واسعة ومحاولة لامتصاص الغضب.. هل تُقلّص أزمة حوادث الطرق في مصر فرصة كامل الوزير لرئاسة الحكومة؟

الفريق كامل الوزير، العسكري والسياسي المصري الذي تقلد مناصب مهمة في عهد عبد الفتاح السيسي، بات خلال الأيام الماضية في مرمى الانتقادات بعد الحادث الذي أودى بحياة 19 فتاة على إحدى الطرق السريعة الجديدة بالقرب من محافظة المنوفية، وما أعقب ذلك من ردود فعل غاضبة تجاه الوزير في حكومة مصطفى مدبولي.

ووصلت الانتقادات التي طالت كامل الوزير إلى المطالبة بإقالته أو تقديم استقالته إلى رئيس الحكومة، وذلك أسوة بوزراء نقل مصريين سابقين تحمّلوا المسؤولية السياسية وتركوا مواقعهم في أعقاب حوادث مشابهة، كما لجأ السيسي مراراً لإقالة مسؤولين حكوميين وغيرهم للتخفيف من الغضب الشعبي في كثير من الأحيان.

وقالت مصادر قريبة من الحكومة المصرية إن الحادث الأخير قضى على طموح وزير النقل، الذي كان على رأس المرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء، مع وجود اتجاه لإدخال تعديل وزاري قريب، يسبق الإطاحة بالحكومة أو الاتجاه نحو تغييرها خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، بخاصة وأنها سوف تتقدم باستقالتها مع انتخاب برلمان جديد.

وأشار مصدر “عربي بوست” إلى أن إبعاد الوزير المصري الأكثر شهرة عن منصبه يظل مستبعداً، ولكن قد يحدث أن يترك إحدى وزارتي النقل أو الصناعة، وفي حال استمر السخط الشعبي ضده، يمكن التفكير في إبعاده عن الحكومة، لكن ليس بشكل فردي، إنما مع إدخال تعديل وزاري.

انتقادات وغضب سيؤثران على مستقبل الوزير السياسي

حسب المصدر القريب من الحكومة، والذي تحدث لـ”عربي بوست” شريطة عدم الكشف عن اسمه، فإن التصريحات التي أدلى بها الفريق كامل الوزير كانت تستهدف تهدئة الرأي العام، بعد أن قطع مشاركته في فعاليات منتدى الترابط العالمي في مجال النقل والمقام بمدينة إسطنبول، غير أنها جاءت بنتائج معاكسة، ولم تكن موفقة إلى حد بعيد، وهو ما يضع الحكومة في مأزق.

وأكد المتحدث أنه على الأغلب فإن الزوبعة سوف تمر، لكنها سوف تترك تأثيرها على مستقبله السياسي، الذي أضحى على المحك، مشيراً إلى أن وزير النقل لديه نجاحات متميزة عديدة في السابق، والأزمة تتمثل في التعامل السياسي الجيد مع الحوادث، التي كان يتحملها وزراء سابقون وأغلبهم تركوا مناصبهم سواء من خلال الإقالة أو الاستقالة.

إذ سبق للسيسي أن ضحى بوزراء للتخفيف من الضغط الشعبي وتهدئة المصريين، وهو ما حدث مع وزير العدل الأسبق أحمد الزند، الذي أُعفي من منصبه عام 2016 بعد تصريح أدلى به في مقابلة تلفزيونية اعتُبر مسيئاً للنبي محمد. وفي نفس السنة، استقال وزير التموين خالد حنفي بعد اتهامات بإهدار المال العام.

وأشار مصدر “عربي بوست” إلى أن الحادث الأخير سلط الضوء على نتائج صرف مليارات الدولارات على تطوير الطرق والجسور الحديثة، وما إذا كانت سوف تتمكن من الصمود والكفاءة لسنوات طويلة، أم أنها ستكون بحاجة إلى صيانة بقيمة مالية مضاعفة لتكلفة البناء.

وهي انتقادات لا تصيب فقط وزير النقل، لكنها تضرب في عمق علاقة النظام السياسي المصري بالمواطنين، باعتبار أن المشروعات القومية التي جرى تدشينها في السنوات الماضية كانت أساس خطط التنمية التي تروج لها الدولة المصرية بشكل مستمر، وأن التشكيك فيها وفي عوائدها على المدى القصير، يقود لأزمة سياسية.

وسبق أن اتخذ الرئيس المصري قرارات بحق مسؤولين بارزين من أجل تهدئة الرأي العام، إذ إنه في عام 2015 أقال السيسي محافظ الإسكندرية الأسبق هاني المسيري بعد أزمة السيول، وأقال السيسي أو كلف الحكومة بعزل رؤساء أحياء ومسؤولين محليين عقب تقارير عن الفساد أو الإهمال أو سوء التعامل مع الأزمات.

وبعد حادثة قطار محطة مصر عام 2019، التي أودت بحياة العشرات، تم إقالة رئيس هيئة السكك الحديدية، وأُحيل مسؤولون للتحقيق. وبعد حوادث غرق أطفال أو انهيار مدارس أو مخالفات في توزيع الخبز أو التموين، تمّت إقالة بعض المسؤولين المحليين بشكل عاجل.

وشهد الطريق الدائري الإقليمي في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية حادثاً راح ضحيته 19 فتاة – معظمهن دون الـ22 عاماً، من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف. وبعد الحادث، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي بصرف مبلغ 500 ألف جنيه لأسرة كل ضحية، ومبلغ 70 ألف جنيه لكل مصاب، إضافة إلى متابعة صيانة وإصلاح الطرق، خاصةً الطريق الدائري الإقليمي.

وفوجئت الحكومة بردود فعل غاضبة غير معتادة من أعضاء مجلس النواب، الذين طالبوا بمحاسبة وزير النقل، الذي تولى المنصب في عام 2019، بعدما كان مشرفاً على مشروعات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومن أبرزها الطريق الإقليمي، الذي كلف نحو 8 مليارات دولار.

وعلى مدار ست سنوات من توليه الوزارة، شهدت مصر أكثر من 500 حادث على الطرق، من بينها حوادث سكك حديدية، من دون أي مساءلة من أي نوع.

المواد المستخدمة في رصف طرق الأرياف رديئة

قال أحد أعضاء البرلمان بلجنة النقل والمواصلات، وهو ممن لديهم صلات بالحكومة أيضاً، إن الحادث وجّه ومِيضاً إلى طريق يحصد الأرواح يومياً دون أن يتدخل أحد لإصلاحه أو وقف السير به لحين الانتهاء من تأهيله، في حين أن تكلفته وصلت إلى مليارات الدولارات.

وهو ما يعني، يضيف المتحدث، أن هناك إهمالاً جسيماً يستوجب على وزير النقل المحاسبة السياسية، وكذلك المحاسبة النيابية تحت قبة البرلمان، ومن حسن حظه أن البرلمان أمامه أسبوع أو أقل ليفضّ أعماله قبل الانخراط في الانتخابات الجديدة.

وأوضح أن الطرق المصرية على الورق تتماشى مع كود الطرق الدولية التي يتم الاعتداد بها للتأكيد على أنه يصلح للسير وبكثافة مرتفعة، لكن الواقع يشير إلى أن ذلك ليس مطبقاً على الأرض، والدليل أن الطريق الإقليمي الذي بدأ السير به قبل خمس سنوات فقط، يعاني مشكلات عديدة، وبحاجة للإصلاح.

وقال إن الفساد يظهر عند استلام المشروع دون أن يكون هناك تأكيد من أنه مطابق للمواصفات، وبالتالي تكون النتيجة أنه يتعرض للتلف بعد فترة وجيزة، ويتطلب زيادة صيانة بمبالغ طائلة، والأكثر أنه يروح ضحيته آلاف الضحايا سنوياً.

وتابع النائب البرلماني إن الجزء الأكبر من الطرق الحديثة، خاصة في المحافظات والأقاليم بعيداً عن القاهرة والإسكندرية ومرسى مطروح التي تمر بالساحل الشمالي ومدينة العلمين الجديدة، جرى تشييدها على أساس توفير أكبر قدر من الأموال.

وبالتالي، فإن المواد المستخدمة في الرصف، وهي رديئة، تجعل عمره الافتراضي قصيراً، ويترتب على ذلك وجود حفر وتكسّر في وسط الطريق، دائماً ما يؤدي إلى الحوادث. كما أنه في حال كانت هناك صيانة للطريق، فإن ذلك يستلزم وقتاً طويلاً لحين توفير الميزانيات، وبالتالي إما أن يحدث هناك غلق جزئي لحين الإصلاح، أو يُترك ليتعرض إلى مزيد من التلف.

وشدّد المصدر ذاته على أن كثيراً من الطرق جرى اختصار مدة تدشينها إلى النصف تقريباً، وهو ما يفسر الطفرة الحقيقية على مستوى الطرق والبنية التحتية، لكن في المقابل تبقى هناك مشكلات واضحة في الجودة تجعل من حوادث الطرق أمراً مستمراً.

كما أن بعض شركات المقاولات التي تشكو بين الحين والآخر من تأخر المستحقات لدى وزارة النقل، يجعلها لا تولي اهتماماً بالجودة، بحجة أنها لم تحصل على مستحقاتها، هذا بالإضافة إلى أخطاء العنصر البشري، وهي تسبب الجزء الأكبر من الحوادث. لكن تبقى هناك مسؤولية سياسية يتحملها الوزراء السابقون، ويجب أن يتحملها أيضاً الفريق كامل الوزير.

رغبة الاستمرار في المناصب مدى الحياة

وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر، فقد بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق بالبلاد 5260 شخصاً عام 2024، فيما سجل عدد إصابات حوادث الطرق 76362 إصابة في 2024، مقابل 71016 عام 2023، بنسبة ارتفاع 7.5%. وكان أعلى عدد إصابات على مستوى المحافظات المصرية في محافظة الدقهلية، حيث بلغ 15563 إصابة، وأقل عدد إصابات في محافظة السويس، حيث بلغ 39 إصابة عام 2024.

وظهر كامل الوزير في مقطع فيديو مصوَّر بشكل طولي في إحدى الحافلات على الطريق الدائري الإقليمي الذي شهد وقوع حادث الجمعة، قائلاً إن مصر أنفقت على الطرق 225 مليار جنيه.

وتُعد ثورة الطرق التي تشهدها مصر منذ نحو 6 سنوات، والتي أدت إلى تقصير متوسط زمن الرحلة في العاصمة وأطرافها إلى 25 دقيقة، أحد أسباب نقد بعض المواطنين، لاعتقادهم أنها أحد أسباب الأزمة الاقتصادية التي يعيشونها.

ويلوم المسؤولون في مصر على أسلوب قيادة سيارات النقل الثقيل على الطرق، وتناول جزء كبير من السائقين المخدرات والمنبهات الممنوعة لمواصلة القدرة على العمل لساعات طويلة، وهو ما دفع وزير النقل إلى طلب أخذ عينات مخدرات بشكل دوري ومفاجئ، للحد من ضحايا حوادث الطرق.

وقال محلل سياسي مصري إن أزمة وزير النقل مركبة في مصر، فهي تبرهن على أن الوزراء يغيب عنهم الحصافة السياسية التي تجعلهم يتحملون المسؤولية السياسية جراء أي حادث أو أزمة تُثار في نطاق عملهم، وأن الاعتماد على التكنوقراط وأهل الثقة دون أن يكون هناك تأهيل سياسي، يقود إلى سوء إدارة التعامل مع مثل هذه الحوادث.

وأشار المحلل السياسي في تصريح لـ”عربي بوست” إلى أن السخط هذه المرة نتيجة لتراكمات سابقة، مع توالي الحوادث، وسيطرة وزارة النقل على الجزء الأكبر من القروض الخارجية خلال السنوات الماضية، والتي كبّلت البلاد بديون هائلة.

وشدّد المتحدث على أن الحادث يثبت حالة التساهل والتقصير من جانب الوزراء في أداء عملهم، لأن وزير النقل لم يقم بدوره في إصلاح الطريق، وكذلك فإن وزارة الداخلية لم تراقب سير السائق في الاتجاه المعاكس، بالإضافة إلى ثبوت تعاطيه المخدرات.

كما أنها برهنت على تفشي الفقر الاجتماعي، لأن أكثر من 20 فتاة لم تتجاوز أعمارهن 20 عاماً يعملن دون رقابة، يبرهن على أن الأهالي لجؤوا إلى عمل الفتيات للمساعدة في زيادة ميزانيات الأسر الفقيرة، التي تضررت بفعل تراجع أوضاع الاقتصاد.

وأوضح أن تسليط الانتقادات على وزير النقل يأتي من كونه لم يقف في صف المواطنين، ولم يتطرق إلى إمكانية استقالته من منصبه باعتباره مسؤولاً سياسياً عن الحادث، لكنه اختار الطريق الآخر الذي يعبر عن أن هناك رغبة في الاستمرار في المناصب مدى الحياة. وإن لم يكن يقصد ذلك صراحة، فإن الرسالة وصلت إلى الرأي العام، خاصة وأن هناك واقعة سابقة قام فيها بفصل أحد الموظفين لغيابه عن العمل، في حين أشارت المعلومات في ذلك الحين إلى أنه حصل على إجازة رسمية.

ولفت إلى أن إقالة وزير النقل في هذا التوقيت يمكن أن تفتح الباب أمام مطالبة المواطنين برحيل وزراء آخرين ليس لديهم قبول شعبي، وتسعى السلطة إلى أن تحافظ على حالة الاستقرار الداخلي، ومن الممكن أن يرحل في التعديل الوزاري المقبل، أو يُسحب منه أي من الوزارتين اللتين بحوزته.

وخلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، حثّ الفريق كامل الوزير، وزير النقل والمواصلات، الإعلاميين على ضرورة دراسة المواضيع قبل طرحها، أو الاستعانة بمتخصصين للمناقشة.

وقال: “ياريت الإعلامي اللي يطرح موضوع يكون دارسه أو يجيب متخصص للطرح والمناقشة فيما يخص الميزانية”. ولفت إلى أن هناك من يطالب بأن يستقيل وزير النقل، وعقّب: “أنا مش هستقيل.. أنا مش هسيبها وأمشي.. أمنية البعض والكتائب اللي شغالة إني أسيبها وأمشي.. أنا مش هسيبها وأمشي.. أنا فيها لغاية ما أموت“.

وتابع في الحوار ذاته: “أنا مش بزعل من الناس اللي بتهاجمني.. أنا بروح المقاتل اللي اتعلمتها من أول ما تخرجت من الكلية الفنية العسكرية”، مضيفاً: “فيه ناس بتقول إن كامل الوزير غير مؤهل ليكون وزيراً للنقل.. مين قالك؟.. هو أنت تعرف أنا اتعلمت إيه في الكلية الفنية العسكرية؟ دي الكلية بتعلمك إزاي تبقى عالم ومخترع ومهندس شاطر في كل التخصصات“.

رغبة رئاسية في سرعة الإنجاز والتطوير تُحدث مشكلات

وذكر قيادي بارز بحزب تيار الكرامة، وهو أحد أحزاب المعارضة في مصر، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إن الهجوم على وزير النقل سببه أن الحادث سلط الضوء على كفاءة المسؤولين في أجهزة الدولة، وتأثير ذلك على استقرار الدولة المصرية، والأكثر من ذلك أن وزير النقل اجتزأ المشكلة في السائق الذي يتعاطى المخدرات، ونسي دوره في إصلاح الطريق.

القيادي في تيار الكرامة أضاف أن محافظ المنوفية ألقى بالمسؤولية على الجهات المشرفة على الطرق الجديدة في وزارة النقل أو الهيئة الهندسية، دون أن يتحمل مسؤوليته، باعتبار أن الطريق يقع في نطاق محافظته، في حين أن الاثنين يمثلان الدولة، وهما ضمن أركان السلطة التنفيذية.

وقال أيضاً إن الفريق كامل الوزير يتنصل من مسؤوليته السياسية، لأنه كان عليه سرعة إنجاز إصلاح الطريق، وحل مشكلة الاختناق التي تحدث عليه يومياً بسبب تلف أجزاء منه، وهو ما يترتب عليه وقوع حوادث متكررة.

وأشار إلى أن الرغبة الرئاسية في سرعة الإنجاز والتطوير لا يتواكب معها وجود مسؤولين لديهم القدرة على تنفيذ ذلك، ومن هنا تحدث المشكلات، كما أن التخفيف عن المواطنين هو مسؤولية الوزراء ومعاوني الرئيس، وفي حال فشلوا في تحقيق ذلك، يجب أن يكونوا محل مراجعة بشأن بقائهم في مناصبهم، سواء كان الأمر يرتبط برئيس الوزراء مصطفى مدبولي أو وزير النقل.

وقد اكتفى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بالدعوة إلى الإسراع في إنهاء أعمال الصيانة، وتطبيق إجراءات كشف تعاطي المخدرات على السائقين، موجهاً بإعفاء أسر الضحايا من المصروفات الدراسية، وصرف معاشات استثنائية، كما كلّف بتسمية شوارع ومبانٍ بأسماء الضحايا، في خطوة اعتبرها البعض رمزية، ولا تُغني عن المحاسبة.

 

*إغلاق الطريق الإقليمي شهادة فشل لفناكيش السيسي و”الوزير”

بعد مصرع أكثر من 28 شخصا في أقل من 72 ساعة وجّه عبد الفتاح السيسي، حكومته بدراسة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق الطريق الدائري الإقليمي في المنوفية بحجة رفع الكفاءة والصيانة، بعد تكرار الحوادث عليه، وفشله في احتوائها.

لا يكاد الشارع المصري يفيق من فاجعة مرورية حتى يُفجع بأخرى، فبعد أبشع الكوارث، ومقتل 19 فتاة في حادث سير مروّع أثناء عودتهن من يوم عمل شاق في أحد المصانع، وكان الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية قد شهد، بوقت سابق السبت، حادث سير جديداً أسفر عن وفاة 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين.

 وتشهد مصر في السنوات الأخيرة تكرارًا لحوادث الطرق المأساوية، ما يكشف عن ثغرات خطيرة في منظومة النقل، وسلامة الطرق، وشروط العمل، وسط غياب فعّال للرقابة والمساءلة

وتلقت غرفة عمليات النجدة بلاغاً بالحادث، فانتقلت قوات الأمن وسيارات الإسعاف إلى الموقع. وتبين من الفحص الأولي تصادم سيارتي نقل ركاب “ميكروباص” نتيجة السرعة الزائدة.

أتى ذلك بعد ساعات من حادث تصادم بين سيارة “ميكروباص” وشاحنة على نفس الطريق، أودى بحياة 19 فتاة.

وأمس السبت شهد الطريق الصحراوي الغربي مركز سمالوط شمال محافظة المنيا، حادث انقلاب سيارة ميكروباص، نتيجة السرعة الزائدة، مما أسفر عن إصابة 15 شخصًا، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.

والجمعة، أصيب 16 شخصاً، إثر انقلاب سيارة أجرة (ميكروباص) على طريق دشلوط – الفرافرة في نطاق مركز ديروط بمحافظة أسيوط .

كما وقع حادث مأساوي على طريق العلمين الساحلي شمال القاهرة، الخميس، حينما وقع تصادم عنيف بين سيارتين، نتج عنه وفاة أسرة كاملة مكونة من أب وأم وطفلين.

وسبقه أيضاً، الخميس، حادث مروع شهده الطريق الدائري بمنطقة المعادي في القاهرة، حينما دهست شاحنة نقل ثقيل 7 سيارات، بسبب «السرعة الزائدة»، ولم تقع وفيات في الحادث، ولكنه أسفر عن عدد من الإصابات.

وشهدت الأيام الماضية حالة من الغضب العام في مصر عقب حادث «فتيات المنوفية»، وطالب البعض بـ«ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الحوادث المفجعة» بسبب ما وصفوه بـ«سوء حالة بعض الطرق».

ووفق أحدث إحصائية لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» بمصر، فقد «بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق بالبلاد 5260 شخصاً عام 2024، مقابل 5861 عام 2023 بنسبة انخفاض 10.3 في المائة، في حين سجّل عدد إصابات حوادث الطرق 76362 إصابة في 2024، مقابل 71016 عام 2023 بنسبة ارتفاع 7.5 في المائة»، وكان أعلى عدد إصابات على مستوى المحافظات المصرية في محافظة الدقهلية؛ إذ بلغ 15563 إصابة، وأقل عدد إصابات في محافظة السويس؛ إذ بلغ 39 إصابة عام 2024.

وقال مصدر في «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»  إن «الإحصاء يتم عبر الحصول على بيانات الحوادث من وزارة الصحة، وهيئة السكك الحديدية بالنسبة لحوادث القطارات»

 

*طريق الموت” يواصل حصد الأرواح.. والسيسي يحمى  كامل الوزير بغلق “الإقليمي

بينما يواصل الطريق الدائري الإقليمي كتابة سطور دموية في سجل حوادثه، اكتفى  المنقلب السفاح عبد الفتاح السيسي بتوجيهات شكلية للحكومة ووزارة الداخلية، متجاهلًا محاسبة المسؤول الأول عن الطرق في مصر الفريق كامل الوزير، أحد أبرز رجاله في المؤسسة العسكرية، رغم الكوارث المتكررة التي جعلت هذا الطريق رمزًا لفشل الإدارة العسكرية في ملف البنية التحتية.

وجاءت تعليمات السيسي الأخيرة، بعد مصرع 9 مواطنين وإصابة 11 آخرين في حادث تصادم مروع بين سيارتي ميكروباص على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية. الحادث وقع على نفس الطريق الذي شهد قبل أيام مأساة “شهيدات لقمة العيش”، حيث قضت 18 فتاة زراعية وسائقهن في حادث مشابه بسبب نفس الإهمال وغياب الصيانة والإشارات.

السيسي: بيانات رئاسية بلا محاسبة

في بيان مقتضب، وجه السيسي بإغلاق أجزاء من الطريق “لرفع الكفاءة والصيانة”، مع توفير بدائل مرورية، كما طالب الداخلية بفرض “الانضباط المروري” وملاحقة المخالفين. البيان كعادته تجنب الإشارة إلى فشل وزارة النقل أو مسؤولية الوزير كامل الوزير، الذي يقود هذا الملف منذ 2019 وسط موجة انتقادات متكررة لسوء حالة الطرق.

ورغم تصاعد الغضب الشعبي، يستمر السيسي في حماية وزيره العسكري، مكتفيًا بتصريحات إنشائية عن “إصلاح الطريق شبرًا بشبر”، بينما يبتلع الدائري الإقليمي مزيدًا من الأرواح كل أسبوع تقريبًا.

“حصيلة دموية” منذ افتتاح الطريق

منذ افتتاح الطريق الإقليمي بطول 400 كيلومتر وبتكلفة تجاوزت 50 مليار جنيه، تحول إلى بؤرة للحوادث الدموية بسبب غياب الصيانة الدورية، وعدم وجود إشارات إرشادية، وسوء التخطيط الهندسي.

🔹 أبرز الحوادث منذ التشغيل (2018 حتى اليوم):

أكتوبر 2018: مصرع 10 وإصابة 15 في تصادم مروع.

يونيو 2020: حادث تصادم يودي بحياة 12 شخصًا بينهم أطفال.

أكتوبر 2021: انقلاب شاحنة تحمل مواد سريعة الاشتعال يتسبب في مصرع 5 أشخاص واحتراق 20 سيارة.

يوليو 2023: حادث تصادم يسفر عن 8 قتلى و17 مصابًا.

يونيو 2025: “شهيدات لقمة العيش” – مصرع 18 فتاة زراعية.

يوليو 2025: مصرع 9 وإصابة 11 آخرين في حادث المنوفية الأخير.

إحصائيات قاتمة: طرق مصر تبتلع الآلاف

بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تكشف عن استمرار نزيف الدماء على الطرق:

2023: 5861 قتيلًا – 71 ألف مصاب.

2022: 7762 قتيلًا – 55.9 ألف مصاب.

ورغم انخفاض طفيف في عدد القتلى، إلا أن أرقام الإصابات ارتفعت بشكل مقلق، ما يؤكد أن الحلول شكلية والطرق تظل فخاخ موت. 

هل أصبح مسؤولو السيسي العسكريون فوق المحاسبة؟

بينما تتصاعد الأصوات المطالبة بإقالة كامل الوزير ومحاسبته، يواصل السيسي منح رجاله العسكريين الحصانة، تاركًا المصريين يدفعون ثمن الفساد وسوء الإدارة بأرواحهم. السؤال الذي يطرحه الشارع اليوم: إلى متى يظل الطريق الإقليمي طريقًا للموت.. وإلى متى يظل عسكر السيسي فوق المساءلة؟

 

*انتخابات مجلس الشيوخ 2025 تترنح بين المال السياسي والنفوذ العسكري

أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر عن بدء استقبال طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025 في الفترة من 5 إلى 10 يوليو الجاري، على أن تُجرى الانتخابات داخل مصر وخارجها خلال أغسطس المقبل.

يأتي هذا الاستحقاق في ظل جدل واسع حول طبيعته ودوره، حيث يُنظر إليه على أنه انتخابات صورية محسومة سلفاً لصالح النظام الحاكم وأحزابه الموالية، مع سيطرة واضحة لرجال المال والأعمال على قوائم المرشحين.

الجدول الزمني للانتخابات

وفقاً لإعلان الهيئة الوطنية للانتخابات، فإن مواعيد العملية الانتخابية جاءت كالتالي:

  • استقبال طلبات الترشح: من 5 إلى 10 يوليو 2025، من الساعة 9 صباحاً حتى 5 مساءً، مع انتهاء العمل في اليوم الأخير الساعة 2 ظهراً.
  • إعلان كشف أسماء المرشحين ورموزهم: يوم الجمعة 11 يوليو 2025، مع نشر الأسماء في صحيفتي “الأخبار” و”الجمهورية
  • فترة الطعون على المرشحين: من 14 إلى 16 يوليو 2025، حيث تنظر محكمة القضاء الإداري في الطعون المقدمة.
  • إعلان القائمة النهائية للمرشحين وبدء الدعاية الانتخابية: من 18 إلى 30 يوليو 2025، بفترة دعاية لا تتجاوز 13 يوماً، وهي أقل فترة دعاية انتخابية في تاريخ مصر الحديث.
  • فترة الصمت الانتخابي: تبدأ يوم 31 يوليو 2025.
  • إجراء التصويت: من 1 إلى 5 أغسطس 2025 داخل وخارج مصر.

نظام الانتخابات وعدد المقاعد

يتكون مجلس الشيوخ من 300 مقعد، منها 200 مقعد تُنتخب نصفها بنظام القوائم المغلقة والنصف الآخر بنظام الفردي، بينما يعين رئيس الجمهورية 100 نائب بعد انتهاء الانتخابات.

نظام القوائم المغلقة يتيح فوز القائمة الحاصلة على أكثر من 50% من الأصوات بكامل المقاعد المخصصة لها، ما يُهدر أصوات نحو 49% من الناخبين، ويُعد توسيع الدوائر الانتخابية لتشمل المحافظات كاملة بهدف الحد من فرص المرشحين المستقلين أو ذوي الشعبية المحلية.

المرشحون والهيمنة السياسية

تُظهر القوائم المعلنة سيطرة رجال المال والأعمال على المقاعد الفردية، حيث يرشح حزب “مستقبل وطن” عدداً من رجال الأعمال المعروفين في دوائر مختلفة مثل الغربية والبحيرة والقاهرة، منهم أحمد الباز صاحب سلسلة مطاعم “قصر الكبابجي”، وأحمد حسين صبور رئيس مجلس إدارة شركة الأهلي صبور.

كما تضم القائمة الوطنية من أجل مصر، التي تضم 12 حزباً موالياً للنظام، جميع المقاعد تقريباً، بعد تنسيق دقيق بين الأحزاب حول أسماء المرشحين وتوزيع المقاعد ومبالغ الدعاية.

استعدادات الهيئة الوطنية للانتخابات

أكد رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار حازم بدوي خلال مؤتمر صحفي عقد في الأول من يوليو 2025، أن الهيئة وضعت خطة شاملة لإدارة العملية الانتخابية، شملت تجهيز أكثر من 10 آلاف قاضٍ للإشراف على الانتخابات، وتدريبهم على أحدث الوسائل التكنولوجية، إلى جانب تحديث قواعد بيانات الناخبين وتجهيز المقار الانتخابية وفق المعايير الحديثة.

كما تم إدخال تقنيات متطورة مثل أنظمة الباركود والطابعات الإلكترونية داخل اللجان، مع توفير بطاقات اقتراع مخصصة لذوي الإعاقات البصرية والسمعية، في خطوة وصفت بأنها نقلة نوعية لتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص. 

انتخابات صورية

يرى مراقبون أن هذه الانتخابات محسومة مسبقاً لصالح النظام الحاكم، وأن دور مجلس الشيوخ صوري ولا يملك صلاحيات تشريعية حقيقية، حيث تُستخدم الانتخابات لتكريس هيمنة رجال المال والأعمال والأحزاب الموالية، مع تقليل فرص المرشحين المستقلين أو المعارضين.

كما أن توسيع الدوائر الانتخابية وتقليص فترة الدعاية الانتخابية يضعف المنافسة ويجعل العملية الانتخابية شكلاً من أشكال التمثيل المحدود، في ظل تحكم الأجهزة الأمنية والعسكرية في المشهد السياسي.

تبدأ مصر في 5 يوليو 2025 استقبال طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ التي ستجرى في أغسطس، وسط تحضيرات لوجستية وقضائية مكثفة من الهيئة الوطنية للانتخابات، التي تسعى إلى تنظيم انتخابات بمواصفات حديثة تقنياً، لكن في ظل هيمنة واضحة لرجال المال والأعمال والأحزاب الموالية لنظام الانقلاب العسكري، ما يثير تساؤلات حول مصداقية هذه الانتخابات ودورها الحقيقي في المشهد السياسي المصري.

 

*خبير يوضح سبب عدم تأثر مصر في سنوات ملء سد النهضة وحجز مياه النيل

أشار عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة إلى أن السد العالي حمى مصر من تبعات إنشاء سد النهضة، الذي حجز مليارات الأمتار المكعبة من المياه عن مصر.

وأوضح شراقي في منشور عبر فيسبوك الأحد، أن سد النهضة يخزن حاليا 60 مليار متر مكعب من المياه جرى تخزينها على مدار 5 سنوات (2020 – 2024) عند منسوب 638 متر فوق سطح البحر، مؤكدا أنه “ليس صحيحا ادعاء البعض دون أساس علمي بأن إيراد النيل الأزرق السنوي طوال الملء كان 75 مليار م3، وأن هذا سبب عدم تأثر مصر“.

وأشار إلى أن متوسط الإيراد السنوي للنيل الأزرق (الذي بني عليه السد) خلال 84 سنة ماضية في الفترة من 1911 إلى 1995 هو 50 مليار م3، وهي تشكل 60% من إيراد نهر النيل عند أسوان في مصر والذي يصل إلى 84 مليار م3، موضحا أنه في أقصى سنوات الفيضان لا يتعدى إيراد المياه 61 مليار م3، وهذا لم يحدث طوال فترة التخزين ولكن كان أعلى قليلا من المتوسط (أقل من 55 مليار م3).

وأكد أن “السد العالي حمى مصر من الملء الذي تم السنوات الماضية بما فيه من مخزون قبل (إنشاء) سد النهضة، وساعد على ذلك الزيادة القليلة في الأمطار مع ترشيد الاستهلاك لتوفير جزء يضاف إلى الاحتياطي“.

وأشار شراقي، إلى إعادة استخدام مصر حوالي 25 مليار م3 من مياه الصرف الزراعي، منها 8 مليارات م3 مياه جوفية من الوادي والدلتا، و17 مليار م3 من المصارف الزراعية السطحية، مع إنشاء محطات معالجة ثلاثية، وتحديد مساحة زراعة الأرز بـ1.1 مليون فدان فقط وعدم زيادتها بعد أن وصلت إلى 2.5 مليون فدان عام 2008، رغم أن عدد السكان كان أقل من الآن بأكثر من 20 مليون نسمة.

وواصل حديثه عن الإجراءات الحكومية لتفادي العجز في المياه بسبب سد النهضة، منوها إلى تطوير ري بعض الأراضي الزراعية إلى نظام ري حديث يوفر المياه، وتبطين الترع على مستوى الجمهورية، واستبدال جزء من زراعة قصب السكر ببنجر السكر، ومنع زراعة الموز في بعض الأماكن، بالإضافة إلى مشروع 100 ألف فدان صوب زراعية، وغيرها من المشروعات والإجراءات الأخرى.

وأكد شراقي، أن “كل هذه المشروعات لم تكن بسبب سد النهضة فقط ولكن كان له دورا كبيرا في تنفيذها في أقرب وقت وتحميل ميزانية الدولة أكثر من 500 مليار جنية في المشروعات المائية حتى لا يصل ضرر سد النهضة إلى المواطن“.

وأضاف أن “كل إجراءات الحماية السابقة ووجود السد العالي لا تمنع مصر من التمسك بحقوقها المائية”، مؤكدا أن السد العالي أُنشئ بغرض التنمية وحماية مصر من الظروف الطبيعية من فيضانات أو جفاف.

 

*الحصول على علبة لبن أطفال حلم مستحيل فى زمن الانقلاب وصرخات الرضع كابوس يواجه الأسر المصرية

الحصول على علبة لبن أطفال أصبح بمثابة حلم مستحيل فى زمن الانقلاب حيث تعتمد عصابة العسكر على استيراد ألبان الأطفال من الخارج ومع أزمات العملة الصعبة تضطر إلى التوقف عن الاستيراد دون اعتبار لانعكاس مثل هذا القرار الكارثى على حياة الأطفال خاصة الرضع فى الشهور الأولى الذين لا يتلقون أى رضاعة طبيعية

الأزمة لا تقتصر على توفير علبة اللبن بل تمثل الأسعار أكبر تحد للأسر المصرية خاصة الفقيرة التى لا تستطيع الحصول حتى على رغيف العيش فى زمن الانقلاب .

وبسبب هذه التحديات يدعو البعض إلى انشاء مصانع محلية لإنتاج لبن الأطفال وتحقيق الاكتفاء الذاتى وبالتالى توفير العملة الصعبة وهذه الفكرة كثيرا ما ترددها حكومة الانقلاب دون تنفيذ فعلى على أرض الواقع لأن احتياجات المصريين لا تمثل أولوية بالنسبة لها .

علبة لبن

حول هذه المأساة كشف «خالد. م» شاب ثلاثينى، عن معاناته فى الحصول على لبن الأطفال لنجلته «البكرية، بسمة»، التى لم يتجاوز عمرها 4 شهور .

وقال:  زوجتى ولدت بسمة نجلتى، وعانت من نقص اللبن «الطبيعى»، فتوجهنا للطبيب، ليصف لنا لبن أطفال بودرة «مساعد»، استمررت لمدة شهرين فى صرف اللبن، ومع الشهر الثالث من استهلاك لبن البودر لنجلتى بدأت أعانى من الحصول على علبة لبن، وكان سعرها فى الأسواق يفوق 255 جنيهًا، منذ فترة قليلة، ثم منذ ما يقرب من شهرين أصبح سعرها 300 جنيه فأكثر .

وأضاف : لم أستطع الحصول على أى علبة لبن، وقمت بالبحث عليها فى مناطق الهرم وفيصل، بجانب مناطق وسط البلد، ولم أحصل على أية علبة.

وتابع : عندما أنهكنى البحث عن علبة اللبن اضطررت اللجوء إلى الطبيب المعالج للحصول على بديل لهذا اللبن فنصحنى باستعمال نوع لبن آخر ولم أحصل عليه ولكن بعض الصيادلة أبلغونى بسعره فقط دون الحصول عليه، ثم رجعت للدكتور مرة ثالثة فنصحنى بـنوع اخر وحصلت على علبة لبن واحدة بسعر 220 جنيها لافتا إلى أنه على وشك الانتهاء من المرحلة الأولى للرضاعة «6 أشهر»، ويستعد للبحث عن نوع اللبن المناسب للمرحلة الثانية، للأطفال البالغين 6 أشهر فأكثر.

توطين الصناعة

فى ذات السياق، شدد حازم المنوفى رئيس شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية على ضرورة توطين صناعة لبن الأطفال مشيرا إلى أن مصر تستورد كميات كبيرة، حيث يأتى خام الإنتاج من الخارج وتتم التعبئةا فى مصر.

وقال «المنوفى» فى تصريحات صحفية :  صناعة ألبان الأطفال تواجه تحديات تكمن فى توفير الثروة الحيوانية، بجانب عدم وجود أى مصانع إنتاج لبن أطفال «البودر»، مؤكدا أن دولة العسكر لا تمتلك أى مصنع لتحويل اللبن السائل لبودر، وبالتالى نحتاج لثروة حيوانية ضعف الموجودة حاليا، ولا بد أن تكون من أجود أنواع الألبان، حيث هناك سلالات مخصصة لإنتاج لبن الأطفال لابد من توفيرها.

وكشف أن حجم الاحتياج المحلى يُقدّر بحوالى 100 مليون عبوة سنويًا، مطالبا بضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتى خاصة أن أسعار الانتاج المحلى مقارنة بالمستورد أوفر بنسبة تصل لـ30%، لكنها لا تزال بحاجة لدعم إضافى حتى تصبح مناسبة لذوى الدخل المحدود، خصوصًا فى فئة الألبان العلاجية.

وأوضح «المنوفى» أنه رغم أن مصر تمتلك مصانع لإنتاج الحليب المجفف بودرة الحليب، لكن لا تزال هناك حاجة لتوسيع هذه الصناعة لتلبية الطلب المحلى وتقليل فاتورة الاستيراد، مشيرا إلى أن مصر لا تزال تستورد كميات كبيرة من الحليب المجفف. قدرت فى عام 2019، بقيمة تتراوح بين 500 مليون إلى مليار دولار سنويًا.

العملة الأجنبية

وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء بجامعة عين شمس، إن مصر تستورد نحو 45 مليون عبوة لبن أطفال سنويًا، ما يُشكّل عبئًا ماليًا ضخمًا على ميزان المدفوعات، خاصة فى ظل الضغط على العملة الأجنبية.  

وأضاف «عنان» فى تصريحات صحفية أن الجدوى الاقتصادية لإنشاء مصنع محلى تتراوح تكلفة إنشاء مصنع محلى بين 800 مليون إلى 1.2 مليار جنيه ، حسب الحجم والتقنيات المستخدمة، بالمقارنة مع فاتورة الاستيراد السنوية، يُمكن استرداد تكلفة الاستثمار خلال 5 إلى 6 سنوات، ما يجعل المشروع مجديًا اقتصاديًا على المدى المتوسط.

وتابع: المصنع يوفر ما لا يقل عن 300-500 فرصة عمل مباشرة تشمل مهندسين، كيميائيين، فنيين، وإداريين، يسهم فى نقل المعرفة الفنية وتدريب الكوادر المصرية، خصوصاً إذا تم بالتعاون مع شركاء دوليين متخصصين فى المجال موضحا أن متطلبات إنشاء المصنع تشمل الاستثمارات المبدئية المعدات، خطوط الإنتاج، التراخيص، والتأهيل الصحى والغذائى.  

وأشار «عنان» إلى أن المشروع يتطلب شراكات محتملة مع شركات عالمية لنقل التكنولوجيا. كما ان دور الجهات الرقابية مثل هيئة الدواء، وزارة صحة الانقلاب وهيئة سلامة الغذاء أساسى فى ضمان جودة وسلامة المنتج.

وشدد على أن إنشاء مصنع محلى لإنتاج ألبان الأطفال يمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق الأمن الصحى والاقتصادى لمصر، بالإضافة إلى ذلك، فإن تشجيع الرضاعة الطبيعية يمكن أن يسهم فى تقليل الاعتماد على الألبان الصناعية، ما يؤدى إلى تقليل الفاتورة الاستيرادية وتعزيز صحة الأطفال.

استثمارات ضخمة 

وقال خبير أسواق المال، والجدوى الاقتصادية حسام الغايش، إن عوامل توطين هذه الصناعة متوافرة مشيرا إلى أن هناك قاعدة صناعية جيدة فى مجال الصناعات الغذائية والدوائية، خاصة توافر الألبان الخام ووجود مزارع ألبان كبيرة.  

وأكد «الغايش» فى تصريحات صحفية أن معدل الولادات مرتفع نسبياً ٢٫٥٪ من عدد السكان سنويا، وبالتالى تواجه المشروعات المحلية وتقليل الفاتورة الاستيرادية، بعض التحديات، مثل: الحاجة لاستثمارات ضخمة لبناء مصانع بمعايير جودة عالية، وتوافر تكنولوجيا تصنيع متقدمة لضمان سلامة المنتج، حيث إن لبن الأطفال حساس جداً ويحتاج معايير جودة صارمة، مع ضرورة مواكبة المواصفات الدولية، لأن سوق لبن الأطفال يخضع لتشريعات صارمة عالمياً.

وأوضح أن حجم الاستثمارات المطلوبة لتوطين صناعة ألبان الأطفال فى مصر، يعتمد على حجم المشروع، والتكنولوجيا المستخدمة، والشراكات المحتملة «محلية أو أجنبية»، لافتا إلى أنه وفقا لبعض الدراسات والتجارب الدولية، تتراوح الاستثمارات المطلوبة بين 50 إلى 100 مليون دولار على الأقل لمصنع متوسط الحجم، مع تجهيزات كاملة لضمان الجودة، وهذا يشمل: خطوط الإنتاج عالية الجودة، معامل اختبار وفحص الجودة، أنظمة التعبئة والتغليف المتقدمة، تدريب الكوادر البشرية المتخصصة.

ولفت «الغايش»  إلى أن مصر تستورد ما بين 40 – 45 مليون عبوة سنويا، وتكلفة الاستيراد تتراوح ما بين 1.2 إلى 1.5 مليار جنيه ، ما يقدر بحوالى 40 – 50 مليون دولار سنويا، وبالتالى لو تم إنتاج هذه الكمية محلياً ممكن أن نوفر جزءا كبيرا من العملة الصعبة.

 

* موازنة مصر الجديدة: الإفلاس يلوح في الأفق ونظام السيسي يبيع كل شيء لتأجيل الكارثة

موازنة مصر 2025-2026 ليست إلا محاولة يائسة لتجميل واقع اقتصادي متعفن، حيث بات الإفلاس مسألة وقت لا أكثر، حكومة  المنقلب السفيه السيسي تدير الأزمة بعقلية بيع ممتلكات الوطن وتحميل المواطن كل الأعباء، فيما تتجاهل الإصلاح الحقيقي المطلوب لإنقاذ البلاد، ومع كل زيادة في الضرائب وأسعار الخدمات، تتضاءل قدرة المصريين على الصمود، بينما يستمر النظام في تنفيذ مشروعاته الوهمية، تاركًا الاقتصاد يتهاوى خطوة خطوة نحو الهاوية.

يأتي ذلك  بالتزامن مع بدء العمل بالموازنة العامة لمصر للعام المالي 2025-2026، يوم الثلاثاء 1 يوليو، يجد المتابع نفسه أمام أرقام صادمة ومؤشرات مالية تنذر بانهيار وشيك، قراءة متأنية لهذه الموازنة تكشف أنها لا تحمل أي خطة للإنقاذ، بل تؤكد أن الدولة على شفا الإفلاس، وأن كل ما يفعله نظام عبد الفتاح السيسي هو شراء الوقت عبر بيع الأصول العامة وزيادة الضرائب على المواطنين المنهكين، لتأجيل الإعلان الرسمي عن الكارثة الاقتصادية.

ديون تتضخم ومواطن يدفع الثمن

الموازنة الجديدة تكشف بوضوح أن الحكومة مستمرة في سياسة تدوير الديون بشكل مقلق، مع تحميل المواطن كامل أعباء تدبير الإيرادات اللازمة لتغطية الإنفاق العام، في ظل استمرار الإسراف وفشل إدارة الاقتصاد. حوالي 85% من الإيرادات تعتمد على الضرائب، بينما يأتي الباقي من مصادر غير مستدامة مثل بيع شركات وبنوك وأراضٍ مملوكة للدولة.

وبينما تعلن الحكومة عن نواياها لخفض الدين الخارجي، تظهر الأرقام عكس ذلك تمامًا، إذ ترتفع معدلات الاقتراض الخارجي بنسبة تتجاوز 186% عن العام الماضي، وفق بيانات “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”.

مشروعات غير أولوية وإنفاق عبثي

رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة، يصر النظام على تنفيذ مشروعات كبرى غير ذات أولوية تلتهم مليارات الجنيهات، مثل العاصمة الإدارية التي كلفت أكثر من 60 مليار دولار، بينما لم يتجاوز عدد سكانها حتى الآن 25 ألف شخص. في المقابل، يتم تجاهل ملفات مصيرية مثل دعم الإنتاج المحلي والصناعة الوطنية، وتحفيز التصدير، وجذب استثمارات حقيقية في قطاعات الزراعة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.

الاستثمارات التي تأتي إلى مصر، بحسب الواقع، تتركز في القطاعات الريعية مثل العقارات وشراء الأصول القائمة، بدلاً من بناء قاعدة إنتاجية قوية توفر وظائف وتدر عملة صعبة.

كارثة الدين العام تبتلع الموازنة

الأخطر في الموازنة هو ما يتعلق بالدين العام، إذ تُظهر الأرقام أن 100% من الإيرادات العامة ستذهب لسداد أصل الدين وفوائده. وحده بند الفوائد سيستحوذ على نحو 50% من إجمالي المصروفات المقدرة بـ 4.6 تريليونات جنيه، أي حوالي 2.3 تريليون جنيه، بزيادة 27.8% عن العام الماضي.

هذا يعني عمليًا أن المواطن المصري أصبح يمول الدين بالكامل من جيبه، حيث تستحوذ فوائد الديون على 87% من حصيلة الضرائب المتوقعة.

بيع الأصول وزيادة الضرائب: إستراتيجية الإفلاس المؤجل

لا خطة واضحة لدى الحكومة لإدارة الدين أو حتى لوقف نزيف الاقتراض، الأدوات الوحيدة المطروحة هي اقتراض جديد، بيع أصول الدولة، زيادة الضرائب، رفع أسعار السلع والخدمات، وطباعة النقود، وهي وصفة كفيلة بإغراق الاقتصاد أكثر.

تستهدف الحكومة رفع الإيرادات الضريبية بنحو 800 مليار جنيه لتصل إلى 2.6 تريليون جنيه، وزيادة إجمالي الإيرادات العامة إلى 3.1 تريليونات جنيه بارتفاع 23%، لمواجهة مصروفات متوقعة بقيمة 4.6 تريليونات جنيه، أي بزيادة 19.2% 

لكن السؤال الخطير الذي يفرض نفسه: ماذا يتبقى بعد ذلك للإنفاق على الرواتب والدعم والخدمات الأساسية؟ وكيف ستتمكن الدولة من شراء السلع الضرورية مثل الغذاء والوقود والغاز إذا كان كل الإيرادات مخصصة لبند واحد هو خدمة الديون؟

 

*موجة جديدة من ارتفاع الأسعار في السوق المصري بعد تعديلات ضريبة القيمة المضافة

حذر خبراء اقتصاد من التداعيات السلبية للتعديلات التي أقرتها وزارة مالية الانقلاب على قانون الضريبة على القيمة المضافة، وأكد الخبراء أن هذه التعديلات ستؤدى إلى موجة جديدة من ارتفاع الأسعار تشمل كل السلع والمنتجات، وهو ما يزيد الأعباء على المواطنين ويتسبب في تراجع مستوى المعيشة وتزايد معدلات الفقر

يشار إلى أن التعديلات الضريبية الجديدة شملت زيادة في أسعار السجائر والمشروبات الكحولية، واستحدثت ضريبة على البترول الخام ولجأت الى تعديل الضرائب على قطاع المقاولات، وهذه الإجراءات تأتي ضمن املاءات صندوق النقد الدولي، وتهدف إلى توسيع القاعدة الضريبية واستنزاف المواطنين  .

ووفقًا للبيان المالي لمشروع موازنة العام المالي المقبل 2025-2026، من المستهدف أن ترتفع الحصيلة الإجمالية من ضريبة القيمة المضافة – بما يشمل ضريبة الجدول – إلى 1.1 تريليون جنيه، مقارنة بـ 828 مليار جنيه في موازنة العام الحالي، أي بزيادة تفوق 270 مليار جنيه.

المقاولات والبناء

في هذا السياق تسبب قرار خضوع أعمال المقاولات والبناء لضريبة القيمة المضافة بدلًا من الجدول، في ارتباك السوق العقاري، والتي من المتوقع استمراره حتى نهاية العام الجاري.

وحذر الخبراء من أن قرار رفع الضرائب على المقاولات إلى 14% بدلًا من 5%، سيتحمله المشتري في النهاية ولن تدخل الضريبة في حساب المقاولات أو المطور العقاري أثناء عمليات البناء.

إصلاح هيكلي

من جانبها زعمت مصلحة الضرائب أن خضوع المقاولات للضريبة بالسعر العام 14% لن يؤدي إلى زيادة أسعار العقارات.

وقالت مصلحة الضرائب في بيان لها: إن “التعديل لن يزيد تكلفة خدمة المقاولة بل يقللها، لأن الضريبة التي كانت تدخل ضمن التكلفة سيتم خصمها وهذا الأمر يريّح المقاول” وفق تعبيرها .

وأكدت أن أكثر من 70% من تكلفة المقاولة هي مدخلات عليها ضريبة، وبمجرد خضوع الخدمة للضريبة بالسعر العام، يستطيع المقاول خصم الضريبة ما يعني ان التكلفة الفعلية ستقل بحسب البيان .

واعتبرت مصلحة الضرائب أن التعديل إصلاح هيكلي يساعد دولة العسكر في التحول الرقمي وحصر الاقتصاد غير الرسمي، دون تحميل المواطن أي تكاليف إضافية وفق زعمها .

وأوضحت أن ضريبة المدخلات تدخل ضمن وعاء ضريبة المقاولة، لكن بعد التعديل لن يحدث ذلك ما يعني أن ضريبة المقاولة نفسها ستقل زاعمة أن المقاول يمكنه خصم أو رد الضريبة التي دفعها على الآلات والمعدات التي يستخدمها، وذلك يشجع على التوسع والاستثمار.

الاقتصاد غير الرسمي

فيما زعم أشرف الزيات رئيس قطاع الفحص بمصلحة الضرائب، أن الزيادة في أسعار بعض السلع لا علاقة له بالتعديلات التشريعية الأخيرة حول قانون القيمة المضافة بها، مشيرا إلى أن التعديلات التشريعية تستهدف تحقيق عدالة ضريبية وفق تعبيره .

وقال الزيات في تصريحات صحفية : “لا يوجد أي تعديل من التعديلات على ضريبة القيمة المضافة تعطي مؤشرا أن الأسعار تتحرك بهذه الطريقة “.

واعترف بان البعض في المجتمع الضريبي تكون لديه تخوفات من بعض التعديلات التشريعية ويحاول اتخاذ موقف ضدها، لافتا إلى أن هذه التخوفات تأتى من أصحاب الاقتصاد غير الرسمي في الدخول للاقتصاد الرسمي ويعتقد أصحابها أنهم مجبرون على الدخول في المنظومة الرسمية وهذا افتراض لكن لا أرى سببا مبررا لزيادة الأسعار بحسب تصريحاته  .

كما زعم الزيات أن الزيادة ليست ضريبة جديدة يتحملها المواطن، بل إعادة تسعير في ظل واقع السوق، موضحًا أن هذا القطاع كان خاضعًا للضريبة منذ قانون ضريبة المبيعات عام 1991، ثم تم تعديل النسبة إلى 5% في قانون القيمة المضافة رقم 67 لسنة 2016.

أسعار العقارات 

في المقابل، قال أسامة سعد الدين، المدير التنفيذي لغرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات: إن “التعديلات الجديدة على أعمال المقاولات، سوف تتسبب في ارتفاع أسعار العقارات؛ لأن المقاولات والبناء مدخل من المدخلات الأساسية في تكلفة إنشاء العقار”.

وتوقع «سعد الدين» في تصريحات صحفية، أن تصل نسبة الزيادة في سعر العقار الواحد  إلى أقل من 5%، موضحًا أنه من المفترض أن تتحمل الجهة المختصة بالتطوير العقاري قيمة هذه الزيادة الجديدة، لكن المطور يعكسها على المستهلك والمشترى.

وأشار إلى أن قيمة الضريبة ارتفعت من 5% إلى 14%، أي بفارق 9%، وفي النهاية سوف تُشكل نسبة كبيرة من تكلفة الإنتاج.

 

اتصالات مكثفة للتوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق بغزة .. السبت 5 يوليو 2025م.. داخلية السيسي وإعلامه يخفون اسم سائق تريلا الطريق الإقليمي وشركته الشاحنة كيرولوس بيشوي

اتصالات مكثفة للتوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق بغزة .. السبت 5 يوليو 2025م.. داخلية السيسي وإعلامه يخفون اسم سائق تريلا الطريق الإقليمي وشركته الشاحنة كيرولوس بيشوي

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*تغريب 26 معتقلا بالشرقية وحملة أمنية تطال 3 مواطنين بـ”الحسينية” وتخفيهم قسريا

شنت قوات داخلية السيسي حملة أمنية منذ الإثنين 30 يونيو، أسفرت عن اعتقال 3 مواطنين من مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، وهم:

  • الدكتور السيد العربي
  • الشيخ قطب النبي
  • المهندس أنور فكري

وقال مصدر حقوقي إن المعتقلين الثلاثة اقتادتهم الأجهزة  إلى جهة غير معلومة حتى الآن.

تغريب المعتقلين

ومن ناحية أخرى رحلت أجهزة أمن الانقلاب 26 معتقلاً إلى سجن العاشر من رمضان (تأهيل 5)، وهم كالتالي:

أولاً: ترحيل 14 معتقلاً من مركز شرطة منيا القمح، وهم:

 11 معتقلاً على ذمة المحضر المجمع رقم 173:

  • طارق رفاعي صبيح – منيا القمح
  • أحمد محمد جراح – مشتول السوق
  • عمرو محمد أحمد إسماعيل العقيد – فاقوس
  • ياسر عبد المنعم أحمد أبو المجد – الزقازيق
  • محمد عبده عبد الحميد – الزقازيق
  • إسلام نبيل أحمد – ديرب نجم
  • عبد الله حامد يوسف – أبو حماد
  • خالد ممدوح عبد الحميد بدر – أبو حماد
  • حذيفة محمد عبد الفتاح النمر – ديرب نجم
  • مصطفى محمد عبد المنعم – الزقازيق
  • محمود صلاح – أبو حماد

بالإضافة إلى 3 معتقلين على ذمة قضايا جنح:

  • إبراهيم سليم
  • وائل ….
  • عبد الخالق ….

ثانياً: ترحيل 3 معتقلين من مركز شرطة بلبيس، على ذمة المحضر المجمع رقم 176، وهم:

  • عبد الحميد أحمد عبد الحميد أحمد لبن – بلبيس
  • صهيب عبد الفتاح عبد الله السواح – أبو كبير
  • محمد حلمي الحسيني – منيا القمح

ثالثاً: ترحيل 3 معتقلين من مركز شرطة الزقازيق، وهم:

  • الهادي أحمد عواد
  • أحمد محمود عبد العظيم
  • محمد عبد الرحمن عبد اللطيف

رابعاً: ترحيل 3 معتقلين من معسكر قوات الأمن بالعاشر من رمضان، وهم:

  • أحمد النوبي أحمد
  • إبراهيم محمود
  • محمد زكي

خامساً: ترحيل معتقل واحد من قسم شرطة مشتول السوق، وهو:

  • السيد نصار

سادساً: ترحيل معتقلين من قسم شرطة القرين.

*السيسي يجدد حبس المشاركين المصريين في قافلة الصمود وسط دعاية سوداء يقودها “الدولجية”

طالبت منظمات حقوقية، بينها “الجبهة المصرية لحقوق الإنسان”، بالإفراج الفوري عن عشرات المواطنين المعتقلين على خلفية تعبيرهم السلمي عن آرائهم وتضامنهم مع القضية الفلسطينية منذ أكتوبر 2023. وأعربت عن خشيتها من استمرار حملة استهداف مواطنين آخرين، بعضهم قيد الاعتقال لمحاولتهم تنظيم تظاهرات أو قوافل تضامن مع غزة، بما يعكس إصرار آلة القمع على استهداف المواطنين حتى في قضايا تُعد من صميم الأمن القومي لكل مصري.

كانت نيابة أمن الدولة العليا قد قررت حبس 6 أشخاص، بينهم سيدتان، لمشاركتهم في نقاش عبر “واتساب” حول القافلة العالمية لكسر الحصار، ما أثار جدلاً واسعًا بشأن حرية التعبير والعمل الإنساني.

قافلة الصمود، وهي مبادرة تضامنية انطلقت من تونس في 9 يونيو 2025 لدعم غزة والتنديد بالحصار، ضمت أكثر من 1500 ناشط من دول المغرب العربي. القافلة واجهت عقبات عديدة خلال مرورها بليبيا يوم 10 يونيو، قبل أن تُمنع نهائيًا من دخول مصر.

في سياق موازٍ، فندت منصة “جروك” التابعة لـ”إكس” مزاعم أطلقتها لجان إلكترونية مقربة من النظام عن تصريح منسوب إلى ناشط تونسي يدعى محمد أمين بالنور، ادعت فيه أن المخصصات المالية للقافلة توقفت، ما يهدد آلاف التونسيين والجزائريين. أكدت المنصة عدم وجود أدلة موثوقة تدعم هذا الادعاء، مشيرة إلى أن تمويل القافلة قائم على تبرعات المشاركين وليس جهات استخباراتية كما زُعم، وأن ما تواجهه القافلة من مشاكل لوجستية وسياسية لا علاقة له بتمويلها.

الأجهزة الأمنية المصرية، بحسب حقوقيين، “سطرت فصلًا جديدًا من الانبطاح للصهاينة”، ليس فقط بمحاصرة غزة بل بمنع القافلة التضامنية من العبور، وصولاً إلى إعداد بلطجية للاعتداء على المشاركين لفظيًا وجسديًا أمام أعين الشرطة، بل ومصادرة جوازات سفرهم بشكل مهين، رغم وجود شخصيات بارزة بينهم، مثل حفيد نيلسون مانديلا.

حقوقيون أكدوا أن قافلة الصمود واجهت منذ انطلاقها تحديات عديدة، أبرزها المنع من العبور عبر ليبيا ثم مصر، ما أدى إلى إلغائها بحلول 16 يونيو. وأوضحوا أن المشاركين لم يتلقوا أي تمويل خارجي، بل تكفلوا بتكاليف سفرهم بأنفسهم.

منع سيادي وأدوات قمعية
في يونيو 2025، ومع وصول القافلة إلى الأراضي المصرية، بدأت السلطات فصلاً جديدًا من القمع، رغم محاولات منظمي القافلة التواصل مسبقًا مع وزارة الخارجية المصرية للحصول على الموافقات. إلا أن السلطات لم تتعاون، وفضلت المضي قدمًا في خياراتها الأمنية، مستندة إلى قوانين مثل المادة 25 من قانون تنظيم دخول الأجانب، التي تمنح وزير الداخلية صلاحية إبعاد الأجانب بقرار إداري.

جملة انتهاكات
رصدت المنظمات الحقوقية انتهاكات متعددة بحق المشاركين فور وصولهم إلى المطارات المصرية، منها:

  • توقيف عشرات المشاركين رغم حصولهم على تأشيرات قانونية.
  • احتجاز بعضهم لفترات وصلت إلى 24 ساعة دون سند قانوني أو أوامر قضائية.
  • مصادرة جوازات السفر والمتعلقات الشخصية.
  • ترحيل عشرات المشاركين الأجانب، بينهم حاملون لجوازات أوروبية، عند وصولهم المطارات.
  • الاعتداء البدني واللفظي على المشاركين، ومنعهم من التواصل مع سفاراتهم أو الحصول على الرعاية الصحية.
  • ممارسة الإخفاء القسري بحق ناشطين بارزين، مثل الناشط الكندي مانويل تابيال.

إدانة وتصعيد
الجبهة المصرية لحقوق الإنسان أدانت اعتقال مواطنين مصريين بتهم “الانضمام لجماعة إرهابية” و”نشر أخبار كاذبة” على خلفية محاولتهم تنظيم قافلة مصرية لدعم غزة، معتبرة التحقيق معهم أمام نيابة أمن الدولة انتهاكًا للحقوق الدستورية والقانونية.

وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تأتي ضمن موجة قمع متصاعدة منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، حيث استُهدفت حتى المبادرات الطلابية أو الأفراد الذين أظهروا تضامنًا علنيًا، فيما استمرت السلطات في شيطنة أي حراك مدني، وصولاً إلى مطاردة المتضامنين في منازلهم ومقار عملهم.

*اتصالات مكثفة بالقاهرة للتوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق بغزة

أفادت تقارير مصرية، صباح السبت، بأن القاهرة تبدأ اتصالات مكثفة إلى صيغة نهائية تحظى باتفاق كافة الأطراف بشأن وقف إطلاق النار في غزة بعد تسلم رد من حركة حماس الذي كان “بروح إيجابية” فتح المجال لمفاوضات غير مباشرة لمدة 60 يوما.

جاء ذلك بحسب ما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية” عن تلك المصادر دون أن تسميها.

وأفادت المصادر ذاتها، بأن “حماس سلمت الوسطاء ردها على المقترح الأخير المقدم من الوسطاء”. وأكدت أن “رد حـماس تضمن فتح المجال أمام مفاوضات غير مباشرة للتوصل للتهدئة لمدة ستين يوما فور إقرارها“.

وأضافت المصادر أن “مصر تبدأ في إجراء اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف خلال الساعات المقبلة للوصول إلى صيغة نهائية تحظى باتفاق كافة الأطراف“.

وأشارت إلى “مصر تكثف اتصالاتها وتحركاتها مع جميع الأطراف لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين“.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت حركة حماس، في بيان، الجمعة، أنها سلمت رداإيجابيا” إلى الوسطاء بشأن المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

وأضافت أنها سلمت الوسطاء ردها على المقترح، واصفة ردها بأنه “اتسم بالإيجابية”، دون الكشف عن فحواه.

وأكدت حماس، أنها “جاهزة بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ” المقترح.

ولم تتحدث المصادر الرسمية المعنية عن تفاصيل المقترح، لكن وسائل إعلام عبرية وأمريكية قالت إن أبرز بنوده تتضمن إطلاق حماس، سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء (10 أسرى)، إضافة إلى جثامين 18 أسيرا على 5 مراحل خلال وقف لإطلاق النار يمتد لـ60 يوما.

وفي المقابل، يفرج الاحتلال الإسرائيلي عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم، وتنسحب قواتها تدريجيا من مناطق متفق عليها داخل غزة، وهو بند قد يشكل نقطة خلاف لتل أبيب التي تطالب بنزع سلاح حماس، ونفي قياداتها للخارج.

وتقدر إسرائيل وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

بدورها، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي مطلع لم تسمه قوله إنهفي حال موافقة حماس على المقترح فإنه من المتوقع أنّ تغادر بعثة إسرائيلية إلى الدوحة لوضع اللمسات الأخيرة على مقترح الصفقة”. وأضاف المصدر: “ذلك لن يستغرق أكثر من يوم ونصف“.

ومن المقرر أن يغادر بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حسب هيئة البث.

*حذر من خطر تتعرض له سيناء”المعهد المصري”: التوصل لاتفاق سياسي بين حماس والاحتلال أمر مستبعد حاليا

قال تقدير موقف نشره المعهد المصري للدراسات إن “التوصل إلى اتفاق سياسي بين حماس وإسرائيل أمر مستبعد في المرحلة الحالية”، موضحا ان “إسرائيل” تريد القضاء التام على حماس وسلاح المقاومة، في حين لن تسمح حماس بالاقتراب من سلاح المقاومة في أي عملية تفاوضيه، ونتنياهو  يريد استمرار الحرب لتحقيق أهدافه المعلنة كاملة، ومن زاوية أخرى لكي يحافظ على منصبه ومستقبله وتاريخه السياسي الذي سيفقده عند خروجه من السلطة. 

وخلص المعهد في متابعاته اليومية الرصدية إلى أنه “قد تستمر الحرب بل وربما نشهد موجات أعنف من المواجهات المسلحة خلال المرحلة القريبة القادمة، الأمر الذي سيزيد من معاناة أهل غزة المعطشين والمجوّعين بشكل أكبر.”.

وتحت عنوان (قراءة في التطورات الإقليمية وتداعيتها على مصر) إنه بعد توقف الحرب بين إيران و”إسرائيل”، التي استمرت لمدة 12 يوما، عاد “الإسرائيلي” ليركز فقط على جبهة غزة ، “الإسرائيلي” رأى أن ما فعله بإيران في المواجهة الأخيرة انتصار يجب استثماره لتحقيق نصر موازٍ في غزة يفرض من خلاله أمرا  واقعا ويحقق أهدافه بالسيطرة المطلقة على غزة  او عن طريق وكلائه وحلفائه في المنطقة، والقضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، وقد يستطيع تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو عبر مصر. الدعم المطلق الأمريكي للحكومة الإسرائيلية سيشجعها على أخذ خطوات أكثر صرامة في الجانب العسكري لكي تحقق أهدافها.

وعن السيناريوهات المحتملة أوضحت الورقة أن/ السيناريو الأول: عملية عسكرية شاملة في غزة

وأضافت أن “إسرائيل” تستثمر “انتصارها” على إيران لتبرير عملية تطهير واسعة في غزة ، وبقراءة الداخل “الإسرائيلي” فرئيس حكومة الكيان وداعميه الرئيسيين (بن غفير وبتسلئيل سموتريتش) يريدون المضي قدماً في ذلك السيناريو.

وبينت أن الهدف هو “القضاء على البنية التحتية للمقاومة، وإخضاع القطاع لحكم مركزي بديل”.

السيناريو الثاني: تهجير منظم عبر الضغط المعيشي والعمليات

متوقعة في ضوء ذلك ؛ استمرار التدمير البطيء للقدرة الحياتية داخل غزة.. وتسويق “الخروج إلى سيناء” كمخرج إنساني، عبر قنوات دولية.

السيناريو الثالث: حل سياسي شكلي عبر أطراف إقليمية

وأضافت أنه يروج كـ “حل انتقال سلمي” في غزة، لكنه يمهد فعلياً لإقصاء المقاومة وتقويض البيئة الحاضنة لها. وبعض قوى المعارضة الإسرائيلية تدعو للسير قدماً في ذلك السيناريو الذي يقول البعض أنه مدعوم أمريكياً (راجع خطة درع إبراهيم)

أثر على سيناء

وقالت القراءة إن أثر التصعيد “الإسرائيلي” المتوقع على جبهة غزة بعد انتهاء الحرب مع إيران سيكون بالغ الحساسية على مصر، من النواحي الأمنية والسياسية والديموغرافية. ومن أثار  تلك التداعيات المحتملة على مصر من وجهة نظرنا التالي:

أولاً: أثر أمني مباشر

1-تهديد الاستقرار في شمال سيناء

2-أي محاولة إسرائيلية لدفع الفلسطينيين نحو معبر رفح أو الأراضي المصرية، حتى ضمنياً، سيعيد إشعال سيناريوهات عدم الاستقرار في المنطقة الحدودية.

3-قد تستغل الجماعات المسلحة أو المهربين هذه الفوضى لتوسيع نشاطها. 

4-زيادة الضغط على المعابر والحدود.

5-احتمالية حدوث نزوح جماعي مؤقت أو دائم ستضع الأجهزة الأمنية المصرية أمام معضلة إدارة الحدود بين البُعد الإنساني والسيادي.

ثانياً: أثر سياسي ودبلوماسي

1-ضغط إسرائيلي – دولي على مصر: قد تُمارَس ضغوط من واشنطن أو أطراف أوروبية لفتح الحدود أو لعب دور في “إدارة غزة ما بعد حماس”، وهو ما يمثل فخاً استراتيجياً يضع مصر بين نار التورط المباشر واتهامات التخلي.

2-تشويه الدور المصري التاريخي في الملف الفلسطيني: في حال صمتت القاهرة أو بدت مسايرة، قد يُفهم ذلك بأنها تقبل بتفريغ غزة أو المشاركة في مخطط تغيير الوضع القائم.

وحذر التقدير في ثالثاً: من أثر استراتيجي طويل الأمد يتمثل في:

1-تهديد الأمن القومي المصري: وجود كيان منزوع المقاومة على حدود مصر أو تحت سيطرة وكلاء إقليميين قد يفقد مصر ورقة تأثيرها في الملف الفلسطيني، ويُضعف موقعها في التوازنات الإقليمية.

2-تغيير ديموغرافي خطر: أي تهجير للفلسطينيين إلى سيناء، حتى لو مؤقتا، سيكون سابقة خطيرة لا يمكن التراجع عنها بسهولة، ويهدد الهوية الوطنية والسيادة وضياع القضية الفلسطينية بمشاركة مصرية

وعن الخيارات المصرية الممكنة أشار إلى 4 محددات :

1-رفض مطلق لأي مشروع تهجير أو إعادة تموضع للفلسطينيين.

2-التمسك بأن الحل الوحيد هو إنهاء الاحتلال وليس تغيير الواقع في غزة.

3-تصعيد دبلوماسي حاد إذا استغلت “إسرائيل” وقف إطلاق النار مع إيران للتمدد في غزة لإجبار أهل غزة على النزوح لمصر.

4-رفع الجاهزية الأمنية في رفح والعريش وانتشار أوسع للجيش المصري وبشكل مكثف في كامل مناطق سيناء (أ،ب،ج)، فبعد أن نزح الفلسطينيون لجنوب غزة المتاخم للحدود المصرية نظراً لوجود نقاط توزيع المساعدات هناك وإذا قرر “الإسرائيلي” أن يقوم بحملة أوسع نطاقاً في تلك المناطق فقد يندفع أهل غزة المعطشون والمجوعون إلى الأراضي المصرية.

*نقابة الصحافيين تتبرأ من عماد الدين أديب بسبب إسرائيل وتؤكد شطبه من جداول القيد منذ العام 2020

قال سكرتير عام نقابة الصحافيين المصريين جمال عبد الرحيم، إن عماد الدين أديب، سبق شطبه من جداول القيد بالنقابة منذ عام 2020.

وأوضح عبد الرحيم، الجمعة، تعليقا على مطالبات بشطب أديب بعد لقائه مع زعيم المعارضة الإسرائيلي ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد، أن عماد الدين أديب، رئيس مجلس إدارة جريدة العالم اليوم، غير مقيد حاليا بجداول نقابة الصحفيين بعد قرار هيئة التأديب الابتدائية في سبتمبر عام 2020 بشطبه من جداول النقابة.

وأضاف أن قرار الشطب كان بسبب فصل أديب “عشرات الزملاء الصحفيين بجريدة العالم اليوم تعسفيا، وإغلاقه ملفاتهم التأمينية بأثر رجعي لمدة 5 سنوات سابقة منذ عام 2014“.

وأشار إلى أن عماد الدين أديب لم تتم إعادته إلى جداول النقابة منذ شطبه، وأنه طعن على القرار أمام محكمة غير مختصة، موضحا أن هيئة التأديب الاستئنافية بمحكمة استئناف القاهرة هي الجهة المنوط بها النظر في قرارات هيئة التأديب الابتدائية.

وواجه أديب، انتقادات حادة بسبب لقائه مع يائير لابيد، الذي كان يزور الإمارات أمس.

وتحظر نقابة الصحفيين المصريين، أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، مع إحالة أي صحفي للجنة التأديب حالة مخالفة القرار.

وعلق نقيب الصحفيين خالد البلشي، على الواقعة، مؤكدا موقف نقابة الصحفيين الثابت برفض أي شكل من أشكال التطبيع مع “العدو الصهيوني”. مضيفا أن هذا “هو الموقف الثابت للجمعية العمومية للنقابة الذي يرفض كل أشكال التطبيع المهني والنقابي والشخصي“.

وقال البلشي، إنه يرفض “الجريمة المهنية والإنسانية التي ارتكبها عماد الدين أديب بحواره مع الصهيوني يائير لابيد، والذي وفّر خلاله منصة لتبرير جرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال وجرائمه في المنطقة”، وفق قوله.

وأشار إلى أن عماد الدين أديب “لم يعد عضوا بنقابة الصحفيين”، وأنه “تم شطبه من جداول النقابة بعد قرار هيئة التأديب الابتدائية في سبتمبر 2020، لفصله العشرات من الزملاء الصحفيين بجريدة “العالم اليوم” تعسفيا، وإغلاق ملفاتهم التأمينية بأثر رجعي لمدة خمس سنوات سابقة منذ عام 2014“.

وأكد أن “النقابة ما كانت لتتوانى عن عقاب عماد أديب فورا لو كان محتفظا بعضويته”، داعيا “جميع الزملاء الصحفيين للالتزام بقرار الجمعية العمومية للنقابة”، كما شدد على أن “أي عضو يخالف القرار ستتم إحالته للتحقيق النقابي فورا“.

 

*رفض مصري قاطع لافتتاح سد النهضة واتهام إثيوبيا بفرض سياسة الأمر الواقع

في أول رد رسمي على إعلان إثيوبيا اكتمال بناء سد النهضة، صرح وزير الري المصري هاني سويلم بأن الإعلان عن افتتاح السد في سبتمبر المقبل يعد غير قانوني ويخالف القوانين الدولية المتعلقة بإدارة الأنهار العابرة للحدود.

أكد سويلم خلال لقائه مع السفراء الأجانب في مصر على رفض القاهرة القاطع للسياسة الإثيوبية في فرض الأمر الواقع من خلال اتخاذ إجراءات أحادية، وهو ما يتعارض مع المبادئ القانونية الدولية.

أضاف وزير الري أن إثيوبيا تستمر في الترويج لإتمام بناء السد دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم مع دولتي المصب، مصر والسودان، وهو ما يعد انتهاكًا لحقوقهما.

وأوضح سويلم أن مصر ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق قانوني يحقق المصالح المشتركة ويحمي حقوق دولتي المصب من الأضرار.

في ذات الوقت، أكد على أن هذه الجهود المصرية قوبلت من جانب إثيوبيا بتجاهل للإرادة السياسية ورفض للمشاركة في التوصل إلى حل يضمن التعاون العادل بين الدول الثلاث.

نوه سويلم إلى أن التصريحات الإثيوبية التي تدعو لاستئناف المفاوضات تعد محاولات شكلية تهدف إلى تحسين الصورة الدولية لأديس أبابا.

وأشار إلى أن مسار المفاوضات الذي استمر أكثر من 13 عامًا، ولم يسفر عن نتائج ملموسة، يثبت غياب الإرادة السياسية من إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق يُرضي جميع الأطراف. كما لفت إلى أن إثيوبيا تتبنى سياسة فرض الأمر الواقع بدلاً من بناء شراكة وتعاون حقيقي مع دولتي المصب.

من جانبه، صرح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في وقت سابق بأن عملية بناء السد قد اكتملت، وأنه من المقرر افتتاحه رسميًا في سبتمبر.

زعم آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي أن السد لم يؤثر على مخزون المياه في السد العالي المصري ولم يتسبب في أي أضرار لمصر أو السودان.

وجاءت هذه التصريحات الإثيوبية بعد أيام من تأكيد وزارة الخارجية المصرية فشل مفاوضات سد النهضة، التي اعتبرتها مصر مجرد محاولة لفرض أمر واقع من جانب إثيوبيا.

شدد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي على أن مصر لن تسمح بأي مساس بحصتها التاريخية من مياه النيل، التي تُقدر بنحو 55.5 مليار متر مكعب سنويًا، رغم أن احتياجاتها المائية تتجاوز 90 مليار متر مكعب.

*مخطط السيطرة على مجلس الشيوخ هندسة برلمانية برعاية المخابرات

منذ تأسيس مجلس الشيوخ المصري عقب تعديل الدستور عام 2019، عملت أجهزة المخابرات العامة وتحديدًا “قطاع الأمن السياسي” في جهاز المخابرات – على إحكام السيطرة على تركيبة المجلس بما يخدم أهداف نظام عبد الفتاح السيسي.

وتأتي هذه “الهندسة السياسية” ضمن خطة أوسع للحد من أي تمثيل شعبي حقيقي أو قوى معارضة مستقلة، في مقابل تعزيز نفوذ الأحزاب والأشخاص الموالين للنظام العسكري.

تمثلت إحدى أدوات هذه الخطة في القانون رقم 141 لسنة 2020 الخاص بمجلس الشيوخ، والذي منح السيسي حق تعيين ثلث أعضاء المجلس (100 عضو من أصل 300)، مما أتاح له فرض توازن محسوب ومضمون لصالح نظامه الانقلابي.

أما بقية الأعضاء فيتم انتخابهم عبر نظام مختلط من القوائم المغلقة والفردي، في دوائر تم رسمها خصيصًا لتعزيز حضور الموالين للسلطة. 

القائمة الوطنية”.. واجهة النظام الحزبي المصطنع
في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة عام 2020، برزت “القائمة الوطنية من أجل مصر” كمظلة انتخابية شكلتها المخابرات لاحتواء الأحزاب المؤيدة للانقلاب وتنسيق التوزيع الداخلي للحصص.

ضمت القائمة أحزابًا أبرزها: مستقبل وطن، الشعب الجمهوري، الوفد، المصري الديمقراطي، التجمع، الإصلاح والتنمية، المؤتمر، وحماة الوطن.|
وقد قادت هذه القائمة حملة انتخابية شبه احتكارية، منعت عمليًا أي فرص للمستقلين أو حتى لأحزاب كانت تُصنَّف ضمن المعسكر المدني المعارض.

وحصلت القائمة في النهاية على كافة مقاعد نظام القائمة (100 مقعد)، دون وجود منافسين حقيقيين، وهو ما دفع مراقبين لوصف الانتخابات بأنها “تعيينات مقنّعة“. 

حزب مستقبل وطن.. ذراع المخابرات في البرلمان
أُسّس حزب “مستقبل وطن” عام 2014 بدعم مباشر من جهاز المخابرات، وأصبح في أقل من عقد القوة السياسية الأكبر داخل المجالس التشريعية.

في انتخابات الشيوخ الأخيرة، حصد الحزب 59 مقعدًا من مقاعد المجلس، إضافة إلى عدد من المعينين المحسوبين عليه ضمن الثلث الرئاسي.
رئيس الحزب، النائب أشرف رشاد، يحظى بعلاقات وثيقة مع دوائر القرار في مؤسسة الرئاسة والمخابرات، ويُعد الحزب الآلية الأهم لتمرير القوانين الداعمة للسلطة، وتفكيك أي محاولة معارضة من داخل المنظومة
. 

دور مجلس الشيوخ وأثره السياسي
يُعتبر مجلس الشيوخ غرفة برلمانية صورية بلا صلاحيات تشريعية أو رقابية حقيقية، إذ يقتصر دوره على إبداء الرأي غير الملزم في مشاريع القوانين، ولا يناقش قضايا هامة تتعلق بالسياسة العامة أو الحقوق والحريات.

وقد ظل المجلس أقل صلاحية من مجلس الشورى السابق في عهد حسني مبارك، حيث ألغيت بعض الصلاحيات التي كانت تلزم بعرض القوانين المكملة للدستور عليه، مما يعكس دوره الرمزي في دعم النظام أكثر من كونه مؤسسة فعالة.

صراعات الأجنحة.. تنافس أذرع السيسي على النفوذ السياسي
رغم وحدة المظهر العام للنظام، يعاني نظام السيسي ومؤسساته من صراعات داخلية عميقة بين أجنحة مختلفة داخل “الدولة العميقة” خاصة بين المخابرات العامة، فهناك خلافات بين أجنحة الأمن الوطني التابع للداخلية، وفلول نظام مبارك، ورجال الأعمال الذين لا يزالون يسيطرون على مفاصل الدولة الاقتصادية والسياسية

وقد انعكس هذا الصراع في محاولات كل طرف دعم أسماء معينة للترشح لمجلس الشيوخ أو فرض شخصيات بعينها ضمن قوائم التعيين الرئاسي.

بحسب تسريبات، اشتدت الخلافات قبل انتخابات 2020، حيث رفض الأمن الوطني ترشيحات تقدمت بها المخابرات لأسماء محسوبة على رجال أعمال سابقين من نظام مبارك، ما أدى إلى تدخل مباشر من السيسي لحسم توزيع الحصص. 

أحزاب الكارتون.. منابر بلا جماهير
تُعاني الأحزاب المشاركة في “القائمة الوطنية” من انعدام الشعبية في الشارع، وتعتمد بشكل شبه كامل على دعم أجهزة الأمن.
على سبيل المثال، لم تتمكن أحزاب مثل “المؤتمر” و”التجمع” و”الإصلاح والتنمية” من تنظيم مؤتمرات جماهيرية حقيقية، واعتمدت على تمويلات حكومية وتوجيهات مخابراتية لترشيح أعضائها في المناطق المختارة مسبقًا
.

في مجلس الشيوخ الحالي، حصل حزب الشعب الجمهوري على 17 مقعدًا، فيما حاز “الوفد” على 10 مقاعد، و”حماة الوطن” على 9 مقاعد، بينما توزعت المقاعد المتبقية على الأحزاب الأخرى، غالبًا ضمن اتفاقات غير معلنة لتقاسم النفوذ. 

مجلس بلا معارضة
بلغت نسبة المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ 2020 نحو 14% فقط وفق الهيئة الوطنية للانتخابات المعينة من قِبل نظام الانقلاب ذاته، ما يعكس عزوفًا شعبيًا واسعًا عن العملية السياسية، وغياب الثقة في مؤسسات يُنظر إليها كامتداد مباشر لأجهزة الحكم العسكري
.

ومن بين الـ300 عضو، لم يحصل أي تيار معارض حقيقي على تمثيل يُذكر، كما جرى التضييق على مرشحين مستقلين مثل الصحفي عبد العظيم حماد والحقوقي خالد داود الذين استُبعدوا مبكرًا من الترشح أو لم تُقبل أوراقهم، وهو ما أكد أن المجلس مجرد غرفة صدى للسلطة التنفيذية. 

مجلس بقبضة المخابرات
يبدو أن مجلس الشيوخ، كما أراده نظام الانقلاب، ليس سوى غرفة ديكور سياسي يديرها السيسي عبر شبكة محكمة من الولاءات الأمنية، فلا تداول حقيقي، ولا رقابة على الحكومة، ولا حتى نقاش سياسي، بل دعم مطلق لقرارات الرئاسة والبرامج الاقتصادية المجحفة مثل رفع الدعم وخصخصة الممتلكات العامة
.

وفي ظل استمرار هذه السياسات، تبقى أي دعوات للانتخابات مجرد شكليات، في نظام تحكمه الأجهزة الأمنية وتتنافس داخليًا على الغنائم لا على المصلحة العامة

*الشاحنة كيرولوس بيشوي لماذا تخفى “داخلية” السيسي وإعلامه اسم سائق تريلا الطريق الإقليمي وشركته؟

يبدو أن توجيهات من داخلية السيسي وشركة المتحدة وجهت إلى المواقع والصحف والقنوات إلى عدم ذكر اسم الشركة التي تتبع لها التريلا التي قتلت 19 نفسا بريئة من شهيدات لقمة العيش وسائق الميكروباص على الطريق الدائري الإقليمي (المنوفية –القاهرة) فلا يوجد ذكر أو حتى ترميز عن السائق المخمور الذي كان سببا في إنهاء أحلام الضحايا.

الإعلامي أحمد سالم تساءل  بشأن كارثة مصرع 19 فتاة على الدائري الإقليمي: “لماذا لم تذكر وسائل الإعلام اسم سائق الشاحنة “المخمور” الذي تسبب في مقتل الفتيات؟.. ولماذا لم تذكر اسم الشركة التي يعمل بها ومن هو مالكها؟ .. هل الشركة ملك مؤسسة دينية عليا في الدولة كما هو واضح من اسمها على الشاحنة؟.. ما مدى مسئولية الشركة عن تشغيل سائق مدمن مخدرات وبرخصة منتهية ؟.. ما مدى مسئولية المرور عن مدمن يقود تريللا، من المفترض أنه خضع لتحليل مخدرات قبل منحه الرخصة؟ ..ما مدى مسئولية وزارة النقل وهيئة الطرق عن الكارثة؟ .. لماذا تغيب الشفافية عن هذه الكارثة؟

أسرار عسكرية؟!

وعلى غراره تندر أشرف داود أنه قد يكون عدم الكشف عن المالك والسائق أسرار عسكرية وقال: “… محدش اخد باله ان التريللا دي بتنقل بترول؟! وان التريللا دي ملك شركة كيرولوس وبيشوي ؟!.. وإن المسئول عن صيانة التريللا هم اصحاب الشركة وليس السائق؟!.. وأن السائق وظيفته القيادة وليس صيانة الفرامل ومتانتها  ؟!.. “.

وأضاف “كيف لشركة نقل بترول (مواد خطرة) ان تهمل في صيانة سياراتها ؟! .. ما مدى مسئولية اصحاب الشركة كيرولوس وبيشوي؟!.. هل هناك علاقة بين التغطية على مسئولية الشركة وديانة أصحاب الشركة ؟!.. لو كانت هناك شفافية  ..لأصبحت الإجابة على كل تلك التساؤلات معروفة للجميع…”.

وسخر قائلا: “و اللا دي اسرار حربية ؟!

 وآدي الوزير نفسه بيتهمه بتهمتين : شرب المخدرات .. والقيادة بدون رخصة..”.

ومن جديد كتب “ضيف سؤالين على الأسئلة السابقة: كيف تسمح شركة بتعيين مدمن ؟ .. او تعيين قائد لسيارة نقل بترول تمنه وتمن البترول اللي فيها بمئات الآلاف؟!..  طبعا .. مش ح نسمع اي إجابات على الأسئلة دي .. لأنها أسرار عسكرية “.

حتى أن صحيفة تدعي الشفافية فشلت فيها وكتبت عن الحادث متجاهلة اسم السائق وصاحب التريلا..

ونقلت عن “بياني النيابة العامة بشأن التحقيقات التي تجريها في الحادث المروري الذي وقع أعلى الطريق الإقليمي بدائرة مركز أشمون بمحافظة المنوفية، أمرت النيابة العامة بإحالة سائق ومالك السيارة المتسببة في الحادث إلى محكمة الجنايات المنعقدة بجلسة يوم الثلاثاء الموافق ٨/ ٧/ ٢٠٢٥، وذلك لاتهام السائق بتعاطي جوهري الحشيش والميثامفيتامين المخدرين، وارتكاب جريمتي القتل والإصابة الخطأ، حال قيادته السيارة عكس اتجاه الطريق العام، وبرخصة لا تجيز له قيادتها، وتحت تأثير المواد المخدرة، وبحالة ينجم عنها الخطر، فضلًا عن إحداث تلفيات بالأعمال الصناعية الكائنة بالطريق العام، وإتلاف مركبة مملوكة للغير بإهماله.”.

و”أسندت النيابة العامة إلى مالك السيارة جنحة السماح للسائق بقيادتها حال علمه بعدم حصوله على رخصة تجيز له ذلك، مما أدى إلى وقوع الحادث الذي أسفر عن وفاة تسعة عشر مواطنًا، وإصابة ثلاثة آخرين، وإلحاق تلفيات بممتلكات الغير”.

و”أقامت النيابة العامة الدليل على المتهمَين مما أسفرت عنه التحقيقات، من ثبوت خطأ السائق بمفرده، وتسببه في وقوع الحادث دون وجود أي عوامل خارجية ساهمت في حدوثه، حيث حاول تجاوز السيارة التي أمامه، بأن تعمد السير في الاتجاه المعاكس للطريق العام، متخطيًا الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، حال كونه واقعًا تحت تأثير المواد المخدرة، مما أدى إلى اصطدامه بسيارة نقل ركاب ووقوع الحادث. وقد مكنه مالك السيارة من قيادتها رغم علمه بعدم حصوله على رخصة تجيز له قيادة تلك المركبة.”.

من يحاكم في الحادث ؟

وعن المقارنات والوضع الطبيعي عند بقية سكان العالم الحر أوضح محمد عبدالغفار  Mohamed Aboulghar أن لو حدث  الحادث في دولة ديموقراطية أو حتي دولة دكتاتورية منضبطة (كارثة مصرع الفتيات في الطريق الإقليمي ) فإن الطريق الإقليمي الذي بدأ تشغيله في 2018 وبعد فترة ظهرت مشاكل ادت في النهاية الي غلق نصف الطريق والنصف الذي يعمل به مشاكل ضخمة:

1-كانت سوف تشكل لجنة هندسية محايدة للتأكد ان تصميم الطريق كان مطابقا للمواصفات.

2- لجنة أخري لتراجع التكلفة الفعلية لانشاء الطريق وهل هي السعر المناسب في ذلك التاريخ ، وهل تم انشاؤه طبقا للمواصفات الهندسية السليمة.

3- من هي اللجنة الهندسية التي قامت بالاستلام من المقاول  وهل رصدت اخطاء التنفيذ الجوهرية.

4 – يتم محاكمة كل من تربح من المشروع بغير وجه حق، وكل من خالف المواصفات التي ادت الي ما حدث في الطريق .

5- يتم محاكمة سياسية برلمانية من البرلمان الشرعي الذي يمثل الشعب لكل المسئولين السياسيين الذي تسببوا في الكارثة ويصدر قرار بعدم التعامل مستقبلا مع المهندسين والمقاولين الذين  تسببوا في الكارثة.

وأردف، “اما في الدول الدكتاتورية  فيتم اتهام الشعب انه مخطئ وكمان قليل الادب وغاوي مشاكل  وكمان ليه البنات رايحين يشتغلوا في الحر  ، ويبقي علي الشعب الاعتذار وان يعلن ان الطريق ممتاز وشغال زي الفل وهمه نظرهم ضعف.”.

* الزيادة المرتقبة في أسعار الكهرباء: 10 إلى 15% مع تطبيق الموازنة الجديدة

أعلنت مصادر مطلعة عن قرب إعلان وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة عن زيادة مرتقبة في أسعار شرائح الكهرباء، تتراوح بين 10 إلى 15%، وذلك بالتزامن مع بداية العام المالي الجديد 2026/2025.

هذه الزيادة تأتي في وقت تعيش فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة، لتكون جزءًا من خطة الحكومة لرفع الدعم تدريجيًا، الأمر الذي سيزيد من الأعباء المالية على المواطن المصري.

من المنتظر أن تشمل الزيادة جميع شرائح استهلاك الكهرباء، حيث ستطرأ زيادات ملحوظة على أسعار الكيلو وات ساعة في مختلف الفئات.

ففي الشريحة الأولى، التي تتراوح استهلاكها بين صفر و50 كيلو وات ساعة، سترتفع الأسعار إلى 68 قرشًا. وفي الشريحة الثانية، التي تتراوح بين 51 و100 كيلو وات ساعة، سيرتفع السعر إلى 78 قرشًا.

أما الشريحة الثالثة، التي تتراوح من صفر إلى 200 كيلو وات ساعة، فستصبح 95 قرشًا، في حين سترتفع أسعار الشريحة الرابعة، التي تتراوح من 201 إلى 350 كيلو وات ساعة، إلى 155 قرشًا.

بالنسبة للشريحة الخامسة، التي تتراوح من 350 إلى 650 كيلو وات ساعة، ستصبح 195 قرشًا، بينما الشريحة السادسة، التي تتجاوز استهلاك 650 كيلو وات ساعة وحتى 1000 كيلو وات ساعة، سيبلغ السعر فيها 2.10 جنيه، مع خصم 378 جنيهاً في حالة تجاوز الاستهلاك لهذه الكمية.

أما الشريحة السابعة، التي يتجاوز استهلاكها 1000 كيلو وات ساعة، فستشهد قفزة كبيرة في الأسعار، حيث سيتم تحديد التعريفة الجديدة بـ 2.23 جنيه بدلاً من 165 قرشًا.

هذه الزيادة لا تقتصر على فئة بعينها، بل ستشمل جميع الفئات، بما في ذلك المواطنين أصحاب الاستهلاك المعتدل والكبير على حد سواء.

وبذلك، يبدو أن المواطن هو الذي سيستمر في دفع الثمن الباهظ للأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، في وقت أصبح فيه رفع الدعم عن الكهرباء أحد السياسات المستمرة التي تفرضها الحكومة، مما يعكس عجزها عن إيجاد حلول حقيقية للتحديات المالية التي تواجهها.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيادة تأتي ضمن خطة الحكومة لإعادة هيكلة الدعم، التي كان من المفترض أن تكون تدريجية لكنها باتت ترفع الأعباء بشكل واضح على المواطن، مما يضع علامات استفهام حول جدوى هذه السياسات في تخفيف الأعباء عن الفئات الأكثر احتياجًا، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

لا حل لأزمة سد النهضة ومصر لا تملك إلا التنديد والوعيد.. الجمعة 4 يوليو 2025م.. الديون تلتهم الإيرادات والمواطن يدفع الثمن ضرائب وأسعار وخدمات منهكة

لا حل لأزمة سد النهضة ومصر لا تملك إلا التنديد والوعيد.. الجمعة 4 يوليو 2025م.. الديون تلتهم الإيرادات والمواطن يدفع الثمن ضرائب وأسعار وخدمات منهكة

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

*السيسى أول حاكم يتجاوز كافة الخطوط الحمراء للمرأة المصرية من “كشوف العذرية” لانتهاك حقوق المعتقلات

في مشهد يلخص انحدار الدولة المصرية في ملف كرامة الإنسان، بذكرى الانقلاب  وتحديداً المرأة، يقف المنقلب السفاح عبد الفتاح السيسي كأول حاكم يتجاوز كافة الخطوط الحمراء بحقوق وكرامة النساء، منذ ظهوره الدموي في مشهد “كشوف العذرية” بحق متظاهرات ثورة يناير، وحتى تورطه في الانتهاكات بحق المعتقلات في سجونه، وسط صمت وتواطؤ ما يُعرف بـ”المجلس القومي للمرأة”، الذي تحوّل إلى أداة الترويج لقراراته ضد المرأة نفسها ، دون أن يصدر عنه موقف واحد يدين الانتهاكات الصارخة بحق المصريات.

وتزامناً مع هذا التواطؤ الرسمي، كشفت النيابة مؤخراً عن ظهور 47 مواطناً كانوا مختفين قسرياً منذ خمس سنوات، بينهم عدد من النساء مثل دينا الشربيني وسميرة سعيد مرسي، في خطوة نادرة تُعد بمثابة بارقة أمل صغيرة في ظلام دامس، وتذكير مأساوي بأن آلاف الأسر ما زالت تبحث عن أبنائها في دهاليز النظام القمعي.

ظاهرة الاختفاء القسري التي تفاقمت منذ انقلاب 2013، تحوّلت إلى سياسة ممنهجة برعاية الدولة، رغم إنكار النظام المستمر. وتشير تقارير محلية ودولية إلى آلاف الحالات، منها ما وثقته حملة “أوقفوا الاختفاء القسري”، حيث سُجّلت 1520 حالة بين يونيو 2013 وأغسطس 2018، ثم 336 حالة جديدة عام 2019. وحتى أغسطس 2024، ارتفع عدد الحالات الموثقة إلى 4677 ضحية.

وفي تقرير آخر، أكدت “المفوضية المصرية للحقوق والحريات” أن 2723 مواطناً تعرضوا للاختفاء خلال خمس سنوات، فيما وثقت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب أكثر من 4200 حالة منذ 2015، بينها 821 حالة خلال عام واحد فقط (2022-2023). وتشير العفو الدولية إلى أن جهاز الأمن الوطني هو الفاعل الرئيسي في هذه الجريمة، مستهدفاً معارضي النظام من مختلف الخلفيات.

والمثير أن النساء لم يكنّ بمنأى عن هذه الانتهاكات، إذ وثّقت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان في تقريرها “شتاء المختفيات في مصر” اختفاء 12 سيدة على خلفية قضية “اللهم ثورة”. كما تُظهر البيانات أن طلاب الجامعات يمثلون نحو 35% من الضحايا، فيما كانت محافظات القاهرة والجيزة وسيناء الأكثر تضرراً.

رغم كل هذه الكوارث، تُواصل وزارة الداخلية إنكارها الكامل لأي وجود للاختفاء القسري، وتدّعي أن جميع المحتجزين يُعاملون وفق القانون، بينما تُخضع المنظمات الحقوقية لتضييق شديد يمنعها من التوثيق والنشر، ويجبر الكثير من الضحايا العائدين على الصمت، خوفاً من الانتقام. 

في هذا السياق، يبرز سجل السيسي كأحد أسوأ من انتهك كرامة المرأة المصرية، محوّلاً أجهزة الدولة إلى أدوات قمع وإذلال، لا تعرف للرحمة أو العدالة سبيلاً، فيما يُزين النظام مشهده الكارثي بمجالس شكلية وواجهات نسوية لا تمتّ للواقع بصلة.

*اعتقال ستة مصريين من منازلهم على خلفية دعمهم قافلة الصمود لكسر حصار غزة

قررت نيابة أمن الدولة حبس ستة مصريين لمدة خمسة عشر يوماً، بعد استجوابهم حول دعمهم للمسيرة العالمية نحو غزة، في خطوة جاءت ضمن حملة أمنية متصاعدة ضد أي مظاهر تضامن شعبية مع القطاع المحاصر. وأكدت مصادر حقوقية أن التهم الموجهة لهؤلاء تشمل الانضمام إلى تنظيم إرهابي ونشر أخبار كاذبة، رغم غياب أي أدلة ملموسة تدينهم.

لفتت الإجراءات الأمنية الانتباه إلى أن هؤلاء الأشخاص تم اعتقالهم من منازلهم في منتصف يونيو الماضي، بالتزامن مع حملة على أجانب كانوا يحاولون دخول مصر للمشاركة في المسيرة العالمية، التي تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة عبر تحرك جماعي نحو الحدود.

وأوضح محامي منظمات حقوقية أن المعتقلين تعرضوا للاختفاء القسري قبل ظهورهم أمام النيابة، حيث تم استجوابهم بشأن مشاركتهم في مجموعة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي تطرقت إلى قافلةالصمود”؛ وهي مبادرة موازية للسير عبر شمال إفريقيا وصولاً إلى مصر.

صرح المعتقلون أنهم لم ينضموا إلى القافلة التي توقفت عملياتها منتصف يوليو بعد حملة تضييق من سلطات ليبيا الشرقية ورفض السلطات المصرية الموافقة الأمنية لعبور الحدود، مؤكدين التزامهم الكامل بالقانون المصري وعدم ارتكاب أي مخالفات. وأضافوا أن استجوابهم تركز على أهداف القافلة ومن يقف وراءها، رغم نفيهم مشاركتهم الفعلية.

أكدت مصادر حقوقية أن النيابة رفضت هذا الأسبوع طلبات الإفراج عن أحد المتهمين البالغ من العمر 67 عاماً، والذي يعاني أمراضاً مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، متجاهلة الحجج القانونية التي تثبت عدم وجود أدلة كافية لإدانة المعتقلين. ولفتت إلى أن الاعتقالات شملت مئات المصريين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 2023، بسبب مشاركتهم في تظاهرات في القاهرة والإسكندرية أو تعبيرهم عن التضامن بطرق أخرى.

نوهت منظمات حقوقية إلى أن اعتقال هؤلاء الأفراد يعكس سياسة متشددة تستهدف معاقبة أي تعبير عن تضامن مع غزة، رغم أن هذه التحركات لا تتعارض مع الموقف الرسمي المصري بشأن القضية الفلسطينية. وطالبت بإطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفياً بسبب تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، مع التأكيد على أن الحريات يجب أن تُحترم ضمن إطار القانون والحقوق الإنسانية.

تسلط هذه التطورات الضوء على واقع مؤلم يتم فيه قمع الأصوات التي تعبر عن دعمها لغزة، وسط تصاعد في الانتهاكات التي تضيق المساحات المدنية في مصر، ما يثير مخاوف كبيرة حول حرية التعبير والتجمع في البلاد.

* محاولات “السيسي” استغفال العالم بملف حقوق الانسان تفشل على أعتاب الأمم المتحدة

اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، التقرير النهائي للمراجعة الدورية الشاملة (UPR) الخاصة بسجل حقوق الإنسان في مصر، وسط حالة من الجدل بين الرواية الرسمية التي قدمها الوفد الحكومي المصري، والانتقادات الحادة من منظمات حقوقية محلية ودولية، اتهمت الدولة بتقديم صورة “افتراضية” لا تعكس الواقع الحقوقي المتدهور.

ففي جلسة علنية خُصصت لمناقشة التقرير، أعلن السفير علاء حجازي، الممثل الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن بلاده قبلت 281 توصية من أصل 343 توصية قدمتها الدول الأعضاء، بما يعادل نحو 82% من الإجمالي، مشيرًا إلى أن 45 توصية منها “نُفذت بالفعل”، في حين “أُحيط علمًا بـ62 توصية أخرى” لم تُقبل بسبب ما وصفه بتعارضها مع الخصوصية الوطنية أو احتوائها على معلومات غير دقيقة.

قضايا شائكة في قلب التوصيات

وكانت 137 دولة قد تقدمت خلال جلسة الاستعراض التي عُقدت في يناير الماضي، بأكثر من 370 توصية تتعلق بمجموعة واسعة من القضايا، أبرزها الاعتقال التعسفي، الإخفاء القسري، الحبس الاحتياطي المفتوح، حرية الصحافة، الاستقلال القضائي، حقوق النساء والأقليات، والتضييق على المجتمع المدني، وهو ما وصفه مراقبون بأنه “أشد استعراض أممي لسجل القاهرة الحقوقي منذ سنوات”.

وفي كلمته خلال الجلسة، شدد السفير حجازي على “التزام مصر بدستورها الذي ينص على احترام حقوق الإنسان”، مؤكدًا أنه “لا يوجد في مصر أي شخص محبوس خارج إطار القانون”، وأن النيابة العامة “تتوسع في استخدام بدائل الحبس الاحتياطي”.

كما أشار إلى جهود “إصلاحية” قال إنها تجري حاليًا، من بينها تطوير فلسفة العقاب بإنشاء مراكز إصلاح وتأهيل، وتعزيز تمثيل المرأة في القضاء والمناصب التنفيذية، ودمج حقوق ذوي الإعاقة ضمن السياسات الوطنية، لافتًا إلى أن عقوبة الإعدام تُطبق في أضيق الحدود، وتخضع لضمانات المحاكمة العادلة.

معارضة داخلية: “حكومة تتحدث عن دولة غير موجودة”

لكن هذا السرد الرسمي قوبل بردود نارية من منظمات حقوقية، اعتبرت أن الحكومة “تحاول تسويق صورة مزيفة عن الأوضاع”، بحسب ما قاله حسام بهجت، المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

وفي مداخلة حادة اللهجة أمام المجلس، قال بهجت: “معظم المصريين يتمنون الانتقال للعيش في مصر التي تصفها الحكومة في تقريرها.. هذه الدولة التي تحترم حرية التنظيم وتحمي المدافعين عن حقوق الإنسان وتكفل حرية التعبير”. وتابع: “لكن الواقع شيء آخر تمامًا.. هناك انتهاكات ممنهجة تطال كل مناحي الحياة، وتضييق متزايد على الحقوق والحريات الأساسية”.

واتهم بهجت الحكومة بالكذب العلني، قائلاً إن “الادعاء بعدم وجود سجناء سياسيين يتناقض حتى مع وجود لجنة العفو الرئاسي التي أعلن عنها السيسي نفسه، والتي تُعنى بملفات عشرات الآلاف من المحبوسين على خلفية سياسية”.

وكانت المبادرة المصرية قد تقدمت بخمسة تقارير مفصلة إلى آلية الاستعراض، منها تقارير فردية وجماعية شاركت فيها منظمات دولية، تناولت الانتهاكات داخل منظومة العدالة الجنائية، وتدهور أوضاع النساء والفتيات، وتقييد الحريات الرقمية، وحرية التعبير والإعلام، واستخدام قوانين الإرهاب لتجريم العمل الحقوقي.

نقابة الصحفيين والمواقع المحجوبة

من جهتها، جددت نقابة الصحفيين مطالبها بالإفراج عن الصحفيين المحبوسين احتياطيًا، والمتهمين في قضايا رأي أو تضامن مع فلسطين، مشيرة إلى أن مصر تحتل المرتبة السادسة عالميًا في عدد الصحفيين السجناء خلال العام الماضي، والذين بلغ عددهم 24 صحفيًا، بينهم رسام الكاريكاتير أشرف عمر، المعتقل منذ يوليو 2024.

البهائيون.. أزمة صامتة تتصدر الجلسة

وفي مداخلة أثارت اهتمام الحضور، تحدثت صبا حداد، ممثلة الجامعة البهائية العالمية، عن ما وصفته بـ”التمييز المنهجي” ضد البهائيين في مصر، مشيرة إلى أن الدولة ترفض حتى الآن الاعتراف بزواجهم، مما يحرمهم من حقوق أساسية كإثبات النسب والتعليم والتطعيم والميراث.

وكشفت حداد عن أن “أمًا بهائية تواجه خطر الترحيل والانفصال عن أطفالها”، بسبب رفض السلطات منحها الجنسية المصرية، رغم توافر الشروط القانونية.

وسبق أن أصدرت الجامعة البهائية العالمية، التي تتمتع بصفة استشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، بيانًا في نوفمبر الماضي، تحدثت فيه عن تصاعد المضايقات الأمنية بحق البهائيين في مصر، ومراقبة تجمعاتهم وحرمانهم من استخدام مقابرهم الخاصة.

دعوات لمراجعة الإعدام والحبس الاحتياطي

وفي كلمته، دعا محمود كارم، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، إلى “مراجعة تطبيق عقوبة الإعدام”، وضمان قصرها على الجرائم بالغة الخطورة، والالتزام بكافة ضمانات العدالة. كما طالب “بتقليص مدد الحبس الاحتياطي”، داعيًا لإيجاد بدائل له، وضمان رقابة قضائية فعالة على أماكن الاحتجاز.

كما طالب بتمديد الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لتغطي الفترة بين 2026 و2030، مع وضع آليات قياس ومؤشرات واضحة، إلى جانب تعديل قانون المجلس القومي لتعزيز استقلاليته.

 

* ظهور 47 مختفيًا قسريًا أمام “أمن الدولة”

كشفت مصادر حقوقية مؤخراً عن ظهور 47 شخصاً كانوا ضحايا للاختفاء القسري، بعضهم قضى أكثر من خمس سنوات في طيّ الغياب. وبينما جرى عرضهم على نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق، عاد الأمل إلى أسرهم التي عاشت على وقع الانتظار والقلق، بينما لا يزال آلاف غيرهم طيّ المجهول، بلا أثر ولا خبر.

ضمّت قائمة العائدين أسماء مثل دينا محمد أحمد محمود الشربيني، وسميرة سعيد عبد المقصود مرسي، وإبراهيم علي إبراهيم أبو سليم، وأحمد وجيه حلمي علي الشاذلي، وآخرين، ممن أصبح ظهورهم حدثاً نادراً في ظل اتساع ظاهرة تصفها المنظمات الحقوقية بأنها “سياسة ممنهجة” تمارسها السلطات الأمنية منذ سنوات، وخصوصاً بعد عام 2013. 

الاختفاء القسري.. سياسة متجذّرة ومستمرة

رغم غياب الإحصاءات الرسمية وإنكار السلطات المتواصل، تؤكد تقارير المنظمات المحلية والدولية أن مصر تواجه واحدة من أسوأ موجات الاختفاء القسري في تاريخها الحديث.

وتشير الأرقام إلى آلاف الحالات التي تم توثيقها خلال السنوات الماضية، معظمها لأشخاص تم اعتقالهم دون سند قانوني، ثم اختفوا لفترات طويلة في أماكن احتجاز غير معلنة.

وفقاً لحملة “أوقفوا الاختفاء القسري”، تم توثيق ما لا يقل عن 1520 حالة اختفاء قسري في الفترة من 30 يونيو 2013 حتى أغسطس 2018. وفي عام 2019 وحده، سُجّلت 336 حالة جديدة، ليرتفع العدد حتى أغسطس 2024 إلى 4677 حالة، منها 2411 ضحية تعرضوا لاختفاء قصير الأمد لم يتجاوز ستة أشهر.

وفي تقرير آخر للمفوضية المصرية للحقوق والحريات صدر عام 2020، تم تسجيل 2723 حالة اختفاء في مقار أمن الدولة ومرافق احتجاز سرّية، إضافة إلى قائمة خاصة تضم 175 اسماً لا يزال مصيرهم مجهولاً. 

الأرقام الدولية تدق ناقوس الخطر

من جانبها، توثق المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (OMCT) أكثر من 4200 حالة اختفاء قسري في مصر منذ عام 2015، بينها 821 حالة في عام واحد فقط بين أغسطس 2022 وأغسطس 2023. أما منظمة العفو الدولية، فقد أصدرت تقارير متعددة تؤكد تورّط جهاز الأمن الوطني في الإخفاء القسري لعشرات المعارضين والناشطين، قبل أن يُعاد تقديمهم لاحقاً إلى النيابة أو يتم الإفراج عنهم في ظروف غامضة. 

النساء أيضاً ضحايا.. صمت مضاعف ومعاناة مركبة

لم تَسلم النساء من براثن هذه الجريمة، ففي تقرير أصدرته الجبهة المصرية لحقوق الإنسان تحت عنوان “شتاء المختفيات”، تم توثيق 12 حالة لاختفاء سيدات ضمن قضية “اللهم ثورة” في عام 2018. وتشير تقارير أخرى إلى أن الطالبات، وربات المنازل، وحتى الأمهات كنّ ضمن من اختفين في ظروف غامضة، مع تعمّد إخفاء مصيرهن حتى عن أقرب ذويهن. 

طلاب وجامعيون في الواجهة.. ونسبة صادمة من المختفين

تُظهر البيانات أن قرابة 35% من المختفين القسريين هم من طلاب الجامعات، ما يعكس نمطاً يستهدف الفئات الشابة، خصوصاً في سياق الاحتجاجات أو الحراك السياسي. كما تُعد القاهرة والجيزة وسيناء المحافظات الأكثر تضرراً، حيث سجّلت على التوالي 34%، 18%، و8% من إجمالي الحالات الموثقة. 

التوثيق.. معركة موازية في ظل الإنكار

تواجه منظمات حقوق الإنسان في مصر صعوبات جسيمة في توثيق هذه الحالات، أبرزها الإنكار الرسمي المتواصل من وزارة الداخلية، والتي تزعم أن كل من يتم احتجازه يخضع للإجراءات القانونية، أو أنهم “هاربون” أو “غادروا البلاد”. هذا التضييق، بالإضافة إلى الرقابة الأمنية على أسر الضحايا، يجعل من الحديث عن الاختفاء القسري مخاطرة في حد ذاته.

العديد ممن عادوا إلى الحياة العامة بعد فترات اختفاء، يفضلون الصمت، خوفاً من الملاحقة أو الأذى لأسرهم، ما يحدّ من قدرة المنظمات الحقوقية على جمع الشهادات وتوثيق الانتهاكات. 

أرقام متزايدة رغم المبادرات الرسمية

رغم إعلان الحكومة عن “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان” وبدء “الحوار الوطني”، تُظهر البيانات أن وتيرة الانتهاكات لم تنخفض. فقد تم احتجاز ما لا يقل عن 6736 شخصاً في قضايا أمن الدولة بين إبريل 2022 ونوفمبر 2024، مقابل إطلاق سراح 2302 فقط، وهو ما يعكس استمرار النهج الأمني في التعامل مع المعارضة والمجتمع المدني.

*النظام المصري: ندعم عملية سياسية سورية بلا تدخلات خارجية

أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، دعم مصر لتدشين عملية سياسية شاملة ذات ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، تحافظ وتدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وشرائحه، وتتبنى مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية.

جاء ذلك خلال خلال اتصال هاتفي، مع نظيره السوري أسعد الشيباني، استعرض مجمل التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في سوريا، حيث استمع عبد العاطي لتقديرات نظيره السوري بشأن التداعيات المتوقعة لرفع العقوبات الأمريكية على المجتمع السوري خلال المرحلة المقبلة. كما تناول أيضًا الانتهاكات والتجاوزات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية.

وأكد الوزير عبد العاطي رفض مصر الكامل للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية أو المساس بوحدة وسلامة الأراضي السورية.

ودار نقاش بين الوزيرين أيضًا حول الجهود المبذولة في إطار مكافحة الإرهاب، حيث شدد عبد العاطي على أهمية أن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة.

*خبراء مصريون يشككون في تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا:”سد النهضة لم يكتمل وحديثه فرقعة إعلامية”

شكك خبراء مصريون في إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، انتهاء أعمال سد النهضة واعتزام افتتاحه في شهر سبتمبر المقبل، مؤكدين أن السد غير جاهز للعمل، وأن دعوات التفاوض “شكلية“.

وقال الدكتور علاء الظواهري عضو لجنة التفاوض المصري لسد النهضة، إن تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي الخاصة بافتتاح السد في نهاية الصيف “فرقعة إعلامية وليست بجديدة”، موضحا أن السد لم يكتمل بناؤه من الأساس وأن توربينات الكهرباء لم يتم تشغيلها بالكامل.

وأوضح الظواهري، أنه تم تشغيل توربينين فقط من أصل 13 توربينا، وبالتالي فإن تشغيل السد وتمرير المياه خلاله في الفترة الحالية لن يعود على إثيوبيا بأي فائدة.

وفي هذا السياق أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن وضع سد النهضة لم يتغير عن 5 سبتمبر 2024، وهو انتهاء بنائه خرسانيا واكتمال تخزين المياه، لكن توربينات توليد الكهرباء لم تعمل حتى الآن.

وأضاف شراقي، في تصريحات تلفزيونية، عبر قناة “إم بي سي مصر”، الخميس، أن السد ليس له قيمة حاليا نظرا لعدم تشغيل التوربينات، مشيرا إلى تركيب 4 توربينات فقط من إجمالي 13 توربينا، كما أنها لا تعمل بكفاءة كاملة رغم بدء موسم الأمطار منذ يومين.

وأوضح أن بحيرة سد النهضة ممتلئة بالمياه وستضطر إثيوبيا لفتح بوابات سد النهضة لتمرير المياه الواردة من الأمطار، وهنا تكمن الخطورة نظرا لعدم التنسيق مع مصر والسودان.

وأكد أن الإعلان عن انتهاء سد النهضة ودعوة مصر والسودان لحضور افتتاحهشيء مستفز”، مشيرا إلى استمرار إثيوبيا في اتخاذ إجراءات أحادية بشأن نهر النيل، في مخالفة للأعراف الدولية.

واعتبر أن تصريحات آبي أحمد، موجهة إلى الشعب الإثيوبي “لأنه يسأل أين سد النهضة وإذا اكتمل مائيا ورسميا فأين الكهرباء والزراعة ومياه الشرب وكل هذا غير موجود”، وفق قوله.

وحول عدم تأثر حصة مصر من المياه، قال الظواهري في تصريحاته، إن مصر والسودان لم يتأثرا ببناء السد طوال السنوات الماضية بسبب وجود فيضانات عالية على الهضبة الإثيوبية؛ ما أحدث وفرة في المياه؛ ولكن مع حلول سنوات الجفاف ستكون هناك آثار سلبية مؤكدة على الدولتين.

وفي وقت سابق الخميس، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في تصريحات أمام البرلمان الإثيوبي، الانتهاء من بناء سد النهضة واعتزام حكومته افتتاحه مع انتهاء فصل الصيف في شهر سبتمبر القادم، داعيا مصر والسودان وباقي دول حوض النيل، للمشاركة في افتتاح السد.

*لا حل لأزمة سد النهضة ومصر لا تملك إلا التنديد والوعيد

لا تملك مصر، بعدما أصبح سد النهضة أمرا واقعيا، إلا التهديد والوعيد، وسط تعنت من قبل إثيوبيا لأنها تدرك أن خطابات السيسي ووزرائه لا تعدو أكثر من كلمات رنانة لامتصاص غضب المصريين.

وبدأ يوم الثلاثاء الماضي، الأول من يوليو، موسم فيضان النيل بالهضبة الإثيوبية، في وقت وصلت فيه أزمة سد النهضة الإثيوبي بين دولتي المصب مصر والسودان من جهة، ودولة المنبع إثيوبيا من جهة أخرى، إلى طريق مسدود.

فيما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال حوار تلفزيوني مساء الأحد الماضي، أن مصر لن تسمح تحت أي ظرف بأن يتم المساس بحصتها التاريخية من مياه النيل.

وقال: “الدولة ومؤسساتها لن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بالمساس بهذا الأمر الوجودي بالنسبة لمصر”.

وتُقدّر حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل بـ55.5 مليار متر مكعب، في وقت ترفض فيه أديس أبابا الاعتراف بالاتفاقية التي تم بموجبها إقرار تلك الحصة، معتبرة أنها وقّعت في عهد الاحتلال البريطاني.

 تعنت إثيوبيا مستمر

وكشف مصدر دبلوماسي مصري، أن القاهرة لا تزال تواجه تعنتاً إثيوبياً شديداً، كاشفاً أن أديس أبابا رفضت التجاوب أخيراً مع محاولات من جانب وسطاء لتحريك ملف التفاوض حول أزمة سد النهضة لنزع فتيلها في منطقة القرن الأفريقي من جهة، والتوصل إلى اتفاق بشأن التشغيل والتنسيق مع دولتي المصب من جهة أخرى.

وأوضح الدبلوماسي أن أطرافاً إقليمية عرضت تجديد وساطتها بين القاهرة وأديس أبابا، خصوصاً في ظل تصاعد التوتر في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر على وقع تصدي مصر لمحاولة إثيوبيا الحصول على منفذ بحري في إقليم صوماليلاند (إقليم أرض الصومال الانفصالي غير المعترف به دولياً).

ووقّعت إثيوبيا اتفاقاً مع صوماليلاند للوصول إلى البحر الأحمر عبر ميناء بربرة في خطوة تهدف إلى توفير منفذ بحري لإثيوبيا. وأثار هذا الاتفاق توترات مع الحكومة الصومالية المركزية، التي تعتبر صوماليلاند جزءاً من أراضيها.

كما كشف المصدر المصري أن القاهرة كان لديها استعداد لمناقشة عدم معارضة امتلاك إثيوبيا منفذاً دائماً على البحر الأحمر في حال تم حل النزاع معها وأبدت الأخيرة حسن نيّة تجاه المخاوف المصرية بشأن سد النهضة والتزمت بتوقيع اتفاق خصوصاً في عملية تشغيله.

وكان عبد العاطي قد أكد خلال حديثه الإعلامي الأخير أن بلاده “لا تقبل أن تكون على البحر الأحمر أي قواعد أو منافذ مستدامة لأي دولة غير مشاطئة لها”، في إشارة إلى إثيوبيا، مشدداً على أن “هذا خط أحمر وموقف مصري واضح”.

وتابع: “أبلغنا موقفنا حول البحر الأحمر لكل الفاعلين في المنطقة، بما في ذلك تركيا حين استضافت المباحثات الصومالية الإثيوبية“.

واقع مؤلم وتضرر مصر

من جهته، اعتبر أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، أن حديث عبد العاطي غير موفق، “لأن الوزير ربط بين التصعيد وتضرر مصر من السد، ما يوحي بأننا لم نتعرض لأضرار بعد جراء النهج الإثيوبي”.

وتابع: “ربما لم يشعر المواطن العادي بالضرر، لكن الدولة المصرية لحقت بها أضرار بالغة، جراء السد اضطرت مصر إلى استخدام 25 مليار متر مكعب من مياه الصرف الملوثة في الزراعة بكلفة باهظة، حيث يكلف المتر المكعب الواحد 15 جنيهاً (نحو 0.3 دولار) لمعالجته“.

دعا شراقي إلى ضرورة إعادة تحريك ملف التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة قبل إعلان الحكومة الإثيوبية عن الافتتاح والتشغيل الرسمي للسد، معتبراً أن الوضع الحالي لا يخدم سوى إثيوبيا التي تتصرف بحرية كاملة من دون ضوابط، مشيراً إلى أن ملف السد انتهى بشكل كامل منذ العام الماضي بعدما اكتمل ملء خزان السد، لكن لا يزال من الضروري التوصل إلى اتفاق ينظم عملية التشغيل، لضمان التنسيق الكامل حتى لا تتعرض مصر لأي أضرار.

وأكد شراقي أن الحل العسكري والحلول العنيفة لم تعد صالحة في الوقت الراهن، قائلاً “لا يوجد سوى الحل السياسي والتوصل إلى اتفاق”، خصوصاً في الوقت الذي تخطط فيه إثيوبيا لبناء سدين جديدين على النيل، ورفعها لمستوى التصعيد، بالمطالبة بحصة ثابتة من مياه النيل تقدر بنحو 20 مليار متر مكعب، حسب قوله.

*بيان نفي أنباء وفاة الداعية حازم شومان

أصدرت صفحة الداعية المعروف حازم شومان بيانا بعد أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي حول وفاته.

وقالت الصفحة عبر فيس بوك: الدكتور حازم شومان بفضل الله وبفضل دعواتكم أفضل بكثير وهو بخير حال وخرج من المستشفى ولا صحة لأي أخبار منتشرة ودعواتكم بتمام العافية.

ونشرت عدة صفحات، أنباءً تفيد بوفاة الداعية الإسلامي حازم شومان، لا سيّما بعد نقله إلى المستشفى خلال الساعات الماضية.

وكتب حساب يُدعى عصام البهنساوي: بجد من أسوأ الأخبار اللي سمعتها، وفاة الدكتور والداعية الإسلامي حازم شومان، إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا شيخ لمحزونون، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا الدنيا لنا، وما كنا للدنيا، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اغفر له، وارحمه، وأسكنه فسيح جناتك، الفردوس الأعلى من الجنة.

فيما كتبت حساب يُدعى مها جمال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وفاة الدكتور والداعية الإسلامي حازم شومان.

وأمس، أعلنت الصفحة الرسمية للداعية السلفي الدكتور حازم شومان، تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، ونقله إلى المستشفى.

وأوضحت الصفحة على فيسبوك في منشور: نسألكم الدعاء للدكتور حازم شومان، حيث حُجز في العناية المركزة إثر تعرضه لأزمة قلبية فجر اليوم.

*فضيحة كبيرة لعصابة العسكر بذكرى الانقلاب شبكة دعارة يديرها المقدم أحمد شعبان

ناشطون من غير الإسلاميين، بل منهم الضابط السابق في القوات الجوية شريف عثمان  @SherifOsmanClub والمقميم بالولايات المتحدة والذي سبق أن اعتقل بالإمارات ثم أخلت سبيله لاحقا، ومنهم الناشطة غادة نجيب المقيمة بإسطنبول @Ghadanajeb والصحفي السابق ب”دويتشه فيله” الألمانية Nagi Abbas ناجي عباس اتفقوا في منشورات أن المقدم أحمد شعبان الرئيس السابق للشركة المتحدة للإعلام (المسؤولة عن إنتاج الأعمال الدرامية والإنفاق على العديد من القنوات والصحف والمواقع واللجان) قوّاد، يدير شبكة دعارة.

والقضية على حد تعليق Ahmed Ramy Elhofy د.أحمد رامي الحوفي أمين صندوق نقابة الصيادلة السابق “.. فضيحة تكشفت مؤخرا تطيح بأنظمة، لكن لأن كثرة المصايب ينسي بعضها بعضا فأغلب الناس مركزة في حادثة بناتنا بتوع المنوفية ومش مركزين في موضوع الكشف عن شبكة دعارة كان يديرها حضرة الضابط #أحمد_شعبان اللي كان ماسك ملف الإعلام أيام عباس كامل.. “.

وأضاف، “لذلك يمكن تفسير مساحة الهجوم على كامل الوزير المسموح بها في أبواق إعلام النظام من باب صرف النظر عن البلوى السودا دي.. ياااه يا مصر .. أكبر رأس بتدير الإعلام فيك قوّاد، ثورة يناير كانت عاوزه تنضف البلد أيها السادة الإعلاميون لكن أغلبكم اختار الانقلاب عليها، اختار 30 يونيه.”.

منهج صفوت الشريف

الناشطة غادة نجيب   @Ghadanajeb قالت: إن “شريف عثمان أول شخص تكلم  وبمنتهي الوضوح عن قوادة أحمد شعبان  اللي أخذ نفس نهج صفوت الشريف وكان خلاص قرّب يبقي صلاح نصرالفترة دي “.

وأضافت @Ghadanajeb “أحمد شعبان، الذي ملأ الآفاق يومًا باتهاماتٍ في عرضي، وطعن في نسب ابني، وأدار حملات تشويه ضدي عن طريق أمنجيته وأذرعه الإعلامية وهو نفسه الذي وضع اسمي علي طاولة المفاوضات مع تركيا، هو ذاته الذي تتساءل عنه البلاد اليوم: كيف تحوّل إلى قوّاد بسلطة، يدير منظومةً من الانحطاط تحت ستارالتنسيقية” و”التكليفات العليا”؟.. من الذي اختار الفتيات وانتدبهن إلى مكاتب وبيوت المسؤولين؟

من الذي أنفق من المال العام على سفريات ومهمات مشبوهة؟.. من الذي منح نفسه صلاحيات تفوق الوزراء، ليُوزّع المناصب والمكافآت على من يشاء؟.. ومن الذي استخدم الإعلام ليُجمّل قبحه، ويوجه السهام إلى الأبرياء؟”.

وأوضحت “كنتُ ضحيّة افترائه، لكنه اليوم تحت المجهر، يتكشف أمره أمام الجميع… أما أنا، فشرفي ما زال نقيًّا، وخرجت مرفوعة الرأس من كل كيد كاده لي باستغلال سلطته كمفاوض وكان الله ناصري ومعيني، والحقيقة لا تحتاج إلى تبرير.”.

وتساءل @SherifOsmanClub “هل السيسي كان علي علم بشبكة الدعارة اللي بيقودها أحمد شعبان ياريت حضرات الفاهمين يشرحولنا هل ممكن شعبان يعمل كل البلاوي دي ويتحكم في أموال صندوق تحيا مصر ويدير شبكة دعارة لتصوير المسئولين للسيطرة عليهم عمل كل ده بدون علم وموافقة السيسي “.

وتساءلت في  “هل كانت مؤسسات الدولة بما فيها الأمن القومي بتراقب ولا مشاركة وفواتير صرف الفتيات على العمل لصالح الخدمة كانت بتتسجل  تحت أي بند“.

سياسة في دعارة

الصحفي ناجي عباس Nagi Abbas ربط بين اختيارات تنسيقية شباب الأحزاب والقوى السياسية ومؤتمرات الشباب التي كان يعقدها السيسي والتي يركز فيها على جسد المشاركات ضمن التنسيقية.

وطرح عباس بعد فضيحة أحمد شعبان المقرب من عباس كامل رئيس المخابرات الأسبق والمقرب بدوره من عبدالفتاح السيسي على غرار:

من الذي خطط ورتب سيناريو ” جمهورية احمد شعبان، و “التنسيقية” وما يُسمى بمؤتمرات الشباب “منذ البداية،  ولماذا؟ ومن الذي يتحمل كل اوزار ذلك في كل المستويات حتى الآن؟“.

وعلى غرار، “هل كان أحمد شعبان يتصرف بهذا الخصوص من تلقاء نفسه – يعني من دماغه- أم وفقاً – كما قال – للتوجيهات؟ وإن كان الأمر كذلك بتوجيهات من ؟“.

وأيضا، “..من الذي أشرف على عمليات اختيار فتيات التنسيقية الجميلات وانتدابهن من وظائفهن الأصلية إلى مكاتب وبيوت المسؤولين والوزراء؟ وما الذي استهدفته تلك العملية، وما علاقة الأسقف بالاختيارات التي تمت؟ ولماذا ؟ وكيف انعكس ذلك على مستقبل من تم اختيارهن؟

 من الذي خوّل أحمد شعبان حرية التصرف الكاملة في البرنامج الصحفي والإعلامي بغض النظر عن القانون، واتخاذ القرارات فيما يتعلق بشباب وفتيات التنسيقية واختيار من يراه صالحاً للانتداب والخدمة مع وفي مكاتب وبيوت الوزراء والمحافظين ومن يراه من المسؤولين؟ وتسمية الوظائف والدرجات وتحديد المرتبات والمكافآت بما فيهم نواب المحافظين؟”.

وتساءل، “هل علم الرئيس ورؤساء الأجهزة الأمنية وخاصة الأمن الوطني و الرقابة الإدارية بخطة عمل فتيات وشباب التنسيقية التي كان ينفذها أحمد شعبان في الوزارات المختلفة وداخل مؤسسات الدولة وخاصة الصحافة والإعلام  والطيران والسياحة – باعتبارها توجيهات اللواء عباس كامل – قبل بدء ذلك ام بعد وخلال ” التسكين” ؟  .. من الذي أقر ميزانية الصرف على كل ذلك؟ ومن أين أتت تلك الأموال؟ وهل كان هناك – جهة ما –   تراقب عمليات الصرف تلك؟ وما هي علاقة تلك الميزانية بأموال الصناديق المختلفة وخاصة الصناديق الخاصة وصندق تحيا مصر؟“.

وتابع: “هل كانت مؤسسات الدولة الرقابية – بما فيها الأمن القومي – مخولة بمراقبة ما يحدث أم مشاركة فيه؟ وكيف كانت تُستكمل مستندات وفواتير الصرف وتبيان الفروق بين ما كانت فتيات التنسيقية تصرفه على  العمل “لصالح الخدمة” – مثلما كان يُسجّل –  في مكاتب المؤسسات والمسؤولين والمحافظين وما كان يُصرف في البيوت على عائلات هؤلاء المسؤولين؟ .. من الذي خوّل احمد شعبان صلاحيات تتجاوز صلاحيات الوزراء والمحافظين بهذا الشكل فيما يتعلق بعمليات اتخاذ القرار داخل مؤسسات الدولة؟ وكيف توافق ذلك مع  القانون والدستور؟”.

وأكمل، “هل كانت العمليات التي يقوم بها أحمد شعبان باستخدام “أدواتهمن التنسيقية وأجهزة الإعلام والبرلمان تتم داخل مصر فقط أم خارجها أيضاً؟ وكيف كانت “توصّف قانوناً”  تلك السفريات، باعتبارها مهمات؟ وهل كانت  تخضع بأي صورة من الصور لأي نوع من الرقابة؟ وهل كانت مصر للطيران والشركات السياحية التابعة لها  تتحمل تكاليف السفر  والليالي الفندقية، وتحت أي مسمى؟ وهل ما زال ذلك مستمراً حتى الآن ؟- يعني هل  مازال هناك فتيات من التنسيقية يعملن بالأساس أو انتداباً في مكاتب و- أو- بيوت  بعض المسؤولين ؟ “.

وأردف، “وماذا عن وزارة الطيران المدني وعلاقتها بكل ذلك من أيام يونس المصري حتى الآن؟؟.. لمصلحة من استمر عمل أجهزة جمهورية أحمد شعبان بالتوازي مع الأجهزة الرسمية في مصر؟ ومن المسؤول عن ذلك؟

  وأحمد شعبان ضابط مخابرات مصري سابق، وُلد عام 1981، تخرج من كلية الدفاع الجوي، وعمل في جهاز المخابرات العامة تحت قيادة عباس كامل، واشتهر بلقب “رئيس تحرير مصر” لسيطرته المزعومة على الإعلام عبر تعليمات يومية للصحفيين. واجه اتهامات بالفساد المالي، بما في ذلك جمع ثروات وتحويل أموال.

وتشير تقارير موثوقة، مثل “إيجيبت ووتش” و”مدى مصر”، إلى أن شعبان أُقيل رسميًا من المخابرات العامة أواخر 2019 بسبب تحقيقات مالية، وأُعيد تعيينه في مهمة دبلوماسية باليونان. ومع ذلك، مقالات لاحقة من 2020 و2021، مثل تقرير “ميدل إيست آي”، تشير إلى استمرار نفوذه في الإعلام، مما قد يفسر شكوكك حول الإقالة، لا توجد معلومات حديثة عن نشاطه في 2025، مما يشير إلى أنه ربما لم يعد نشطًا علنيًا، @grok.

أحمد شعبان اتهم كذلك بقمع سياسي ضد معارضين مثل علاء سيف، وأُقصي من المخابرات عام 2019 مع تحقيقات مالية، الآراء منقسمة: منتقدوه يرونه رمزًا للفساد، بينما يدافع آخرون عن أفعاله كجزء من واجباته الأمنية، بحسب جروك.

*صندوق النقد الدولي يفاجئ مصر بقرار جديد ويؤجل صرف دفعة مالية

أعلن صندوق النقد الدولي، دمج المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج دعم مصر وإجرائهما خلال فصل الخريف في سبتمبر القادم.

وأوضحت المتحدثة باسم الصندوق جولي كوزاك، في إفادة صحفية دورية الخميس، أن الخطوة تهدف لمنح الحكومة المصرية مزيدا من الوقت لاستكمال الإصلاحات الهيكلية المطلوبة، خاصة ما يتعلق بتقليص دور الدولة في الاقتصاد وتسريع برنامج الخصخصة.

وأضافت أن القرار يأتي بعد صرف الشريحة الرابعة من القرض في أبريل الماضي بقيمة 1.2 مليار دولار، مشيرة إلى أن موظفي الصندوق يعملون مع السلطات المصرية على الانتهاء من التدابير السياسية الرئيسية، وخاصة فيما يتصل بدور الدولة في الاقتصاد.

وذكرت أن المناقشات الجارية ستضمن تحديد احتياجات مصر المالية وحجم الشريحة المالية التي ستحصل عليها مصر بعد دمج المراجعتين.

ونوهت إلى وجود تطور ملحوظ في السيطرة على معدل التضخم وارتفاع مستويات احتياطي النقد الأجنبي، لكنها أشارت إلى أن على مصر الاستمرار في تنفيذ إصلاحات عميقة.

وزارت بعثة من خبراء صندوق النقد الدولي مصر في مايو الماضي لإجراء المراجعة الخامسة على برنامج الإصلاح الاقتصادي للتأكد من تنفيذ مصر الإصلاحات الهيكلية المتفق عليها، لكن البعثة أعلنت عدم اعتماد المراجعة بسبب استمرار المناقشات حول تنفيذ بعض الإجراءات الهيكلية.

ويتيح اعتماد كل مراجعة لمصر سحب دفعة جديدة من القرض البالغ 8 مليارات دولار، لكن قرار دمج المراجعات قد يؤخر صرف دفعة جديدة من الأموال لمدة نصف عام.

* الديون تلتهم الإيرادات والمواطن يدفع الثمن ضرائب وأسعار وخدمات منهكة

مع بداية العام المالي الجديد الذي بدأ رسمياً في 1 يوليو 2025، تفتح وثيقة الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2025-2026 أبواب القلق على مصراعيها، وتطرح تساؤلات موجعة حول من يدفع تكلفة الفشل المالي، ومن يحصد تبعاته.

فالتمعّن في أرقام الموازنة يكشف بوضوح أن البلاد أمام سياسة مالية قائمة على أمرين: تدوير الديون بلا سقف، وتحصيل الضرائب بلا رحمة، حيث تُحمّل الدولة المواطن كلفة العجز والفوائد وخططها الاقتصادية المتعثرة، فيما تُدار الأولويات بمعزل عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي القاسي الذي يرزح تحته أغلب المصريين. 

الضرائب تقود الإيرادات.. لكن لمن تذهب؟
تستهدف الموازنة الجديدة رفع إيرادات الدولة إلى 3.1 تريليونات جنيه، بزيادة نسبتها 23% عن العام السابق. لكن نظرة فاحصة تكشف أن نحو 85% من هذه الإيرادات مصدرها الضرائب فقط، فيما لا تمثل إيرادات الأنشطة الاقتصادية أو التصنيع أو الإنتاج سوى نسبة ضئيلة.

وتزداد الخطورة حين نعلم أن فوائد الديون وحدها ستلتهم أكثر من نصف إجمالي المصروفات، بواقع 2.3 تريليون جنيه من أصل 4.6 تريليونات جنيه، وهي زيادة قدرها 27.8% عن العام المالي المنتهي. بل إن إجمالي ما يُخصص من الإيرادات لسداد أصل الدين والفوائد يصل إلى 100% من الإيرادات العامة تقريباً، ما يجعل الدولة تُدار كمؤسسة هدفها الأول والوحيد هو سداد أقساطها لا خدمة شعبها. 

اقتراض يتضاعف.. بلا عائد إنتاجي
رغم التصريحات الحكومية المتكررة عن نية تقليص الدين الخارجي، تشير بيانات المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إلى أن نسبة الاقتراض الخارجي زادت بنسبة تفوق 186% مقارنة بالعام السابق، في خطوة تؤكد أن الحكومة تمضي بثبات في نفس المسار الذي ضاعف أعباء الدين والفوائد.

والأخطر، أن هذا الاقتراض لا يذهب إلى دعم الإنتاج المحلي أو إلى تنمية الصناعة أو تحفيز الصادرات، بل يُضخ في مشروعات لا تمثل أولوية حالياً، أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة، التي أنفق عليها أكثر من 60 مليار دولار رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 25 ألف شخص، وفقًا لرئيس الشركة المنفذة. 

غياب الأولويات الاقتصادية.. وترك القطاعات الحيوية
في مقابل هذا الإنفاق الهائل، يُلاحظ تراجع واضح في الدعم الموجه للقطاعات الإنتاجية، فلا يوجد تركيز حقيقي على الزراعة أو الصناعة أو الطاقة المتجددة، ولا على تشجيع استثمارات جديدة في التكنولوجيا أو تنمية الصعيد أو سيناء، في وقت توجه فيه الحكومة اهتمامها إلى بيع الأصول الحكومية، بما فيها شركات وبنوك ومستشفيات وأراضٍ مملوكة للدولة.

كما تتراجع مخصصات الدعم تدريجيًا، سواء للطاقة أو المياه أو النقل أو السلع الأساسية، وهو ما يظهر في سلسلة الزيادات المستمرة للأسعار التي لم تتوقف حتى اليوم، والتي أرهقت المواطن الطبقي البسيط والمتوسط على حد سواء. 

أين يذهب ما تبقى؟
بعد اقتطاع فوائد الديون، والإنفاق على مشروعات كبرى غير عاجلة، تتضاءل المخصصات لبنود أساسية مثل الأجور والدعم والاستثمار العام والخدمات العامة.

وتُطرح أسئلة كبيرة: ما الذي يتبقى من الموازنة للأجور؟ كيف ستتمكن الدولة من شراء الوقود والغذاء والدواء؟ وهل تتوفر سيولة كافية للحفاظ على استقرار العملة والأسواق؟

في المقابل، الحكومة لا تطرح أي خطة واقعية لتخفيض الدين، وكل ما يتم حتى اللحظة هو تكرار للأساليب المعهودة: اقتراض جديد، طباعة نقود، رفع أسعار، زيادة ضرائب، وبيع ممتلكات. 

شعب يتحمّل وحده عبء الإنفاق العام
معظم البنود الثقيلة في الموازنة تقع على كاهل المواطن، فبينما ترفع الدولة تقديرات الضرائب إلى 2.6 تريليون جنيه، فإنها في الوقت نفسه تخفض مخصصات الدعم، وتزيد الرسوم على الخدمات، ما يُنتج في المحصلة ضغطًا معيشيًا حادًا على المواطن الذي بات يدفع ثمن كل شيء: الدين، والفوائد، والمشروعات، والسياسات.

 

*حذف مطالبة “الباز” بتمديد رئاسة السيسي بعد 2030 لاستعجاله طبخة السيسي قبل الأوان

ساعات قليلة فقط مرت على نشر المواقع المصرية بكثافة خبر مطالبة الإعلامي محمد الباز بتعديل الدستور ومد فترة رئاسة السيسي. حتى تفاجأ الجميع بحذفه من جميع المواقع دون توضيح أسباب.

محمد الباز الإعلامي المعروف بمواقفه الداعمة للنظام الحالي دعا إلى إعادة النظر في مواد الدستور لتعديل مدة رئيس الجمهورية. وتقدر حاليا بـ6 سنوات وفقا للتعديل الأخير في عام 2018، ولمدتين رئاسيتين فقط لكل رئيس.

وقال “الباز”، في تصريحات تلفزيونية عبر قناة “النهار” ، إنه يطالب بتعديل مدة رئيس الجمهورية في الدستور. وذلك ردا على سؤال حول توقعه لإمكانية تعديل الدستور مجددا فيما يتعلق بمدة الرئاسة، فرد قائلا: “بل أطالب بذلك”.

وجاء رد “الباز” على سؤال للمحامي خالد أبو بكر الذي سأله عن تصوره لأداء رئيس مصر القادم بعد انتهاء مدة عبد الفتاح السيسي في عام 2030 والذي استنفد مدد الترشح وفقا للدستور الحالي.

وقال أبو بكر: “متبقي سنوات وينتهي حكم الرئيس السيسي، كيف ترى مصر بعد ذلك؟”، ليرد الباز قائلا: “أراها جيدة، أتمنى أن ينتقل أداء الرئيس إلى الحكومة. وأضاف: “أتمنى أن ينتقل هذا الأداء إلى الرئيس القادم، في المتابعة والوطنية والرغبة في العمل”.

وردا على سؤال حول إمكانية تعديل الدستور مجددا فيما يتعلق بمدة رئيس الجمهورية، قال: “لا أتوقع بل أطالب بذلك”.

تعديل الدستور

وينص الدستور بعد تعديله في عام 2019، على أن “يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة 6 سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالى لانتهاء مدة سلفه. ولا يجوز أن يتولى الرئاسة لأكثر من مدتين رئاسيتين متتاليتين”.

وأضيفت مادة جديدة إلى الدستور تتعلق باالسيسي، ونصت على أن “تنتهى مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء 6 سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيسا للجمهورية في 2018، ويجوز إعادة انتخابه لمرة تالية”.

حذف الخبر من جميع المواقع

“لكن بعد ساعات من نشر تصريحات “الباز” على المواقع المصرية، تفاجأ متابعون بحذفها جميعًا دون أسباب. فيما فسّرها آخرون بأنها جاءت بأوامر عُليا طالبت بحذفها.

وقال أحد المتابعين: “التفسير الوحيد للي عمله الباز إنه استعجل واتهور في الإفصاح عن ملف تعديل الدستور، وسط غضب الشعب بسبب الحوادث والغلاء وقانون الإيجارات…”

وقال آخر: “شكلها كده تمهيد للرأي العام علشان احتمال كبير يكمل بعد 2030”.

التفسير الوحيد للي عمله الباز أنه استعجل ، واتهور في الإفصاح عن ملف تعديل الدستور

وسط غضب الشعب بسبب الحوادث والغلاء وقانون الإيجارات .. فخد تهزيء من الدبورة اللي مشغله ، وأوامر بمسح التصريحات ولينك الخبر تم إزالته من كل المصادر حتي من صفحته.

رئيس وزراء إثيوبيا يوجه دعوة مفاجئة لمصر ويؤكد: لن يستطيعوا تعطيل افتتاح السد.. الخميس 3 يوليو 2025م.. العفو الدولية تكشف مجازر حقوق الإنسان في مصر اعتقالات تعسفية وقمع حرية التعبير

رئيس وزراء إثيوبيا يوجه دعوة مفاجئة لمصر ويؤكد: لن يستطيعوا تعطيل افتتاح السد.. الخميس 3 يوليو 2025م.. العفو الدولية تكشف مجازر حقوق الإنسان في مصر اعتقالات تعسفية وقمع حرية التعبير

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*العفو الدولية تكشف مجازر حقوق الإنسان في مصر اعتقالات تعسفية وقمع حرية التعبير

أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد حجم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر، حيث كشفت عن موجة واسعة من الاعتقالات التعسفية التي طالت نشطاء وصحفيين بلا أي مبرر قانوني.

أوضحت المنظمة أن هذه الحملة الممنهجة تستهدف إسكات أصوات المعارضة وتكميم الأفواه، مما يعكس وضعًا كارثيًا بحق الحريات الأساسية.

أضاف التقرير أن السلطات المصرية نفذت اعتقالات عشوائية تجاوزت مئات الحالات خلال الفترة الأخيرة، مستهدفة مدنيين لهم مواقف نقدية سلمية، كما أشار إلى تصاعد عمليات التضييق على وسائل الإعلام المستقلة، مما يقضي على أي مجال للتعبير الحر والرأي الآخر.

لفت التقرير إلى أن هذا القمع لا يقتصر على الاعتقالات فقط، بل يمتد إلى حرمان المعتقلين من حقوقهم الأساسية وغياب المحاكمات العادلة.

صرح التقرير بأن هذه الانتهاكات تعكس سياسة رسمية ممنهجة للتعتيم على الجرائم والانتهاكات داخل السجون، حيث يعاني المعتقلون من ظروف احتجاز قاسية،

وأكد أن هذه الأفعال تنتهك القوانين الدولية والمواثيق التي تحمي حقوق الإنسان. نوه التقرير إلى أن استمرار هذه الممارسات دون محاسبة يؤكد عدم جدية السلطات المصرية في إجراء أي إصلاحات حقيقية.

أشار التقرير كذلك إلى أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ موقف حازم لوقف هذه التجاوزات التي تهدد أساس الديمقراطية وحقوق الإنسان. استرسل التقرير في وصف المآسي التي يعانيها المعتقلون وأسرهم، حيث يسود الخوف والقلق من مصير مجهول وسط صمت رسمي مخيف.

أعلن التقرير أن الفشل في تحقيق الإصلاحات العاجلة سيؤدي إلى مزيد من الانتهاكات وتدهور الأوضاع الحقوقية في مصر، محذرًا من أن هذا الواقع المرير يضع مصداقية الدولة على المحك. استدرك التقرير بأن الإفلات من العقاب يشجع على تفاقم هذه الانتهاكات.

أجابت منظمة العفو الدولية بأن المطلوب هو توقف فوري للحملات القمعية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وضمان حرية التعبير دون قيود، لكي تستعيد مصر احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية التي تفتقدها اليوم بشكل مؤلم.

هذا التقرير الصادم يكشف عن حجم المأساة التي تعيشها مصر في مجال حقوق الإنسان، حيث تتواصل الاعتقالات التعسفية والقمع بلا هوادة، مما يستدعي وقفة عالمية عاجلة لإحداث تغيير فعلي ووقف النزيف الحقوقي المستمر.

 

* انتهاكات مستمرة ووعود كاذبة في مصر رغم تقارير حقوق الإنسان القاتمة

عُقدت جلسة مجلس حقوق الإنسان في جنيف، حيث تم اعتماد التقرير النهائي الخاص بمراجعة سجل مصر في حقوق الإنسان، لكن المشهد ظل مظلماً، بعيداً عن كل الوعود والتقارير الرسمية المزيفة التي تصوّر حالة مختلفة تماماً عن الواقع.

تجاهلت الردود الحكومية الحقيقة الصادمة التي يعيشها المصريون، وواصلت تزييف الواقع بروايات عن إنجازات مزعومة، بينما تتكشّف انتهاكات واسعة النطاق تُطال كافة قطاعات المجتمع. رغم قبول الحكومة لـ264 توصية كاملة بنسبة 77%، و16 توصية جزئية، فقد تم رفض 62 توصية بنسبة 18% تحت مسمى “تمت الملاحظة”، ما يعني رفضها فعلياً دون أي التزام بالتنفيذ.

خُدع الجميع بادعاءات تنفيذ 43 توصية تشمل تشريعات لحماية النساء من العنف، والقضاء على العقوبات الجسدية للأطفال، وضمان استقلال المجلس القومي لحقوق الإنسان، وإلغاء القوانين التمييزية ضد النساء، وتقليص عقوبة الإعدام، وإطلاق سراح المعتقلين الذين تجاوزت مدة حبسهم الاحتياطي عامين، وهي ادعاءات تتناقض مع واقع استمرار الانتهاكات اليومية.

يتفاقم الظلم مع آلاف المعتقلين الذين حُكم عليهم بناءً على قوانين تكميم الأفواه مثل “نشر أخبار كاذبة” و”انتهاك قيم المجتمع” و”إساءة استخدام وسائل الاتصال”، حيث يتم سجن الصحفيين والنشطاء والمواطنين الذين يجرؤون على التعبير بحرية، وسط استخدام قمعي لقوانين الإرهاب والتجريم السياسي.

تُغلق الدولة أبوابها أمام الاتفاقيات الدولية التي تحمي الإنسان، وترفض الالتزام بأي آليات رقابية دولية، مؤكدة استمرار سياسة الإنكار التي تعود لعام 2010، مع نفيها المستمر للانتهاكات، رغم الأدلة الكثيرة على ممارسات تعذيب واختفاء قسري ومحاكمات جائرة.

يُترك ملف الأقليات الدينية والعرقية مهجوراً تماماً، رغم وجود تمييز دستوري واضح يُعترف فقط بالأديان السماوية الثلاثة، مما يحرم جماعات مثل البهائيين من أبسط حقوقهم المدنية، ويسلبهم حق الزواج، والحرية في ممارسة شعائرهم، والحصول على مقابر لأمواتهم، بينما تظل الدولة صامتة ومتعنّتة.

ورغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة، قُبلت توصيات بزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي، والتوسع في برامج الحماية الاجتماعية، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول 2030، لكن لا خطط واضحة تُنهي معاناة الملايين أو تضمن تحقيق هذه الأهداف.

يبقى المشهد المصري مشوهًا بواقع يرفض الاعتراف بالحقوق والحريات، حيث تتواصل الانتهاكات تحت ستار الرفض والصمت الرسمي، ويزداد الظلم حلكة في حياة من ينتظرون رحمة القانون والعدل التي تبدو بعيدة المنال.

 

*مجلس حقوق الإنسان يمرر مراجعة سجل مصر الحقوقي”الدامي” مكافأة على خنوع السيسي

في مشهد يُجسد ازدواجية المعايير الدولية، بالذكرى الـ12 للانقلاب العسكرى فى مصر  اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، التقرير النهائي للاستعراض الدوري الشامل لسجل حقوق الإنسان في مصر، وسط انتقادات حقوقية واسعة واتهامات للحكومة بتقديم صورة “وهمية” عن الواقع الحقوقي المتدهور تحت حكم عبد الفتاح السيسي.

ورغم الكم الهائل من الانتهاكات التي وثقتها منظمات دولية ومحلية خلال السنوات الماضية – من تعذيب ممنهج، واختفاء قسري، وقمع سياسي، وسجن عشرات الآلاف من المعارضين والصحفيين – لم يجد المجتمع الدولي حرجًا في تمرير التقرير، مكافأةً ضمنية لدور النظام المصري في حصار غزة، وتضييق الخناق على المهاجرين، وتقديم خدمات أمنية للغرب، مقابل صمت مطبق على تدهور الحريات الأساسية في البلاد.

تقرير مزخرف.. وواقع مرعب

ففي الجلسة التي عقدها المجلس بجنيف، أعلنت الحكومة المصرية قبولها 281 توصية من أصل 343 توصية قدمتها الدول الأعضاء، مدعية تنفيذ 45 منها بالفعل، بحسب ما أعلنه السفير علاء حجازي، الممثل الدائم لمصر في الأمم المتحدة. لكن هذه الادعاءات قوبلت بتفنيد مباشر من حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، الذي وصف خطاب الحكومة بأنه “رواية من واقع موازٍ”.

بهجت أكد أن المصريين لا يعيشون في تلك الدولة الخيالية التي تزعم حكومتهم أنها تكفل حرية التعبير، وتحمي المدافعين عن حقوق الإنسان، وتجرّم العنف ضد المرأة، وتلاحق مرتكبي التعذيب. بل أشار إلى تناقض فجٍّ حين تزعم السلطات أنه لا يوجد سجناء سياسيون، بينما أنشأت لجنة للعفو الرئاسي لإعادة النظر في ملفات عشرات الآلاف من المعتقلين بتهم سياسية!

الصحافة تُدفن خلف القضبان

وفيما تتشدق الدولة بـ”حرية الإعلام”، تصنَّف مصر في المرتبة السادسة عالميًا من حيث عدد الصحفيين المسجونين، إذ يقبع 24 صحفيًا خلف القضبان، بينهم رسام الكاريكاتير أشرف عمر، المعتقل منذ يوليو 2024 بسبب رسوم ساخرة. أما نقابة الصحفيين، فلا تزال تطالب بلا جدوى بالإفراج عن المحبوسين احتياطيًا لمجرد آرائهم، في بلد يحكم فيه بالقمع وتكميم الأفواه.

انتهاكات ممنهجة.. وأقليات مضطهدة

الجامعة البهائية العالمية، بدورها، كشفت أن الحكومة المصرية تمارس تمييزًا ممنهجًا ضد البهائيين، وتحرمهم من أبسط حقوقهم المدنية، بما في ذلك الزواج والتعليم والتطعيمات والمقابر الخاصة. بل إن أمًا بهائية تواجه خطر الترحيل والانفصال عن أطفالها، في دلالة جديدة على عجز الدولة عن احترام أبسط معايير المساواة.

تجميل قبيح للاستبداد

ورغم الإشارات المتكررة إلى الإصلاح، من قبيل إنشاء “مراكز إصلاح وتأهيل”، أو تقليص “التنفيذ الفعلي” لأحكام الإعدام، يبقى الواقع أن السجون المصرية تعجّ بعشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين، في ظروف احتجاز مهينة، وبلا محاكمات عادلة. أما “الفصل بين السلطات” واستقلال القضاء، فلا يعدو كونه غطاءً دستورياً لشرعنة القمع الأمني.

وحتى المجلس القومي لحقوق الإنسان، التابع للنظام نفسه، أقرّ ضمنيًا بفداحة الوضع، عندما دعا إلى تقليص مدد الحبس الاحتياطي ومراجعة قوانين العقوبات وتعزيز حرية الإعلام – وهي مطالب لا تجد طريقها إلى التنفيذ، بل تُضاف إلى قائمة طويلة من التوصيات التي ينساها النظام فور خروجه من قاعة المجلس الدولي.

تصدير الأوهام مقابل الصمت الدولي

وبينما يشيد ممثلو الحكومة بـ”الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، ويعدّون بتمديدها حتى 2030، لا تزال عشرات المواقع الإلكترونية محجوبة، ومنها موقع “المنصة” الذي أُغلق أكثر من 13 مرة، لمجرد نقل الحقيقة.

الواقع أن هذا النظام يستمر في ارتكاب الانتهاكات بلا حسيب أو رقيب، لأنه ببساطة يخدم الأجندات الغربية: فهو يغلق معبر رفح ويشارك في حصار غزة، ويردع الهجرة نحو أوروبا، ويفتح البلاد أمام الاستثمارات المشروطة سياسيًا. وهي خدمات لا يُقدرها الغرب فحسب، بل يكافئه عليها بمنحه الشرعية في محافل حقوق الإنسان.

“الواقع الموازي” ليس مجرد عنوان

في تقريرها الذي حمل عنوان “الواقع الموازي”، قدمت المبادرة المصرية خمس تقارير فضحت الانتهاكات المنهجية داخل منظومة العدالة الجنائية، واستخدام قوانين الإرهاب ضد النشطاء، والتضييق على النساء، وانتهاك الحريات الرقمية. ولكن، كما جرت العادة، سقطت تلك التقارير في أذن صمّاء، وصمت دولي بات جزءًا من المشكلة، لا من الحل.

ختامًا:

لا يبدو أن تمرير التقرير الحقوقي الأممي عن مصر سيحمل أي تغيير جذري في المشهد الحقوقي، بقدر ما يمنح النظام العسكري في القاهرة مزيدًا من الغطاء للاستمرار في قمعه وتزييفه للواقع. فبينما يُسجن المعارضون، ويُلاحق الصحفيون، ويُختطف المواطنون قسرًا، تُوزَّع الشهادات الدولية على نظام لا يعرف من “حقوق الإنسان” إلا ما يُسوّقه إعلامه الأمني.

*رئيس وزراء إثيوبيا يوجه دعوة مفاجئة لمصر ويؤكد: لن يستطيعوا تعطيل افتتاح السد

وجه رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد دعوة مفاجئة لمصر والسودان لحضور افتتاح سد النهضة شهر سبتمبر من العام الجاري.

وقال أحمد في تصريحات أمام البرلمان الإثيوبي نقلتها وسائل إعلام إثيوبية: “انتهى بناء سد النهضة سنفتتحه مع انتهاء فصل الصيف في شهر سبتمبر، هناك من يحاول تعطيله قبل افتتاحه لكننا سنفتتحه. ورسالتي لدول المصب هي أن سد النهضة نعمة لمصر والسودان“.

وتابع: “التنمية والطاقة التي ستأتي ستفيد جميع الدول، وسد أسوان المصري لم يقل لترًا واحدًا من المياه“.

ونوه بأن طالما أن إثيوبيا مزدهرة ومتطورة، فلا نريد أي ضرر لإخواننا المصريين والسودانيين. سنستخدم الطاقة والمياه معًا والتنمية والنمو قادمان، وإثيوبيا لا تزال مستعدة للحوار والتفاوض والعمل مع دول المصب.

وقال: “ندعو مصر والسودان رسميًا، وكذلك جميع حكومات دول المصب، للانضمام إلينا في فرحتنا عند افتتاح سد النهضة في سبتمبر“.

وقال مدير مكتب تنسيق مشروع سد النهضة الإثيوبي أريغاوي برهي إن نسبة إنجاز السد تجاوزت 98.9%، ما يقرب البلاد من “تحقيق حلمها القومي بعد 14 عاما من العمل“.

وأضاف برهي في تصريحات، أمس الأربعاء، أن السد يمثل رمزا للسيادة الوطنية والوحدة الشعبية، وتم العمل فيه دون أي قروض أو مساعدات خارجية، وذلك ردا على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي انتقد فيها تمويل واشنطن للسد.

وقبل نحو أسبوعين، وجه ترامب انتقادات علنية لتمويل إدارات أمريكية سابقة لسد النهضة الإثيوبي “الذي يمنع المياه عن مصر”، وفق قوله.

وقال ترامب، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، إن السد الضخم “تم بناؤه بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية”، ووصفه بأنه “يقلل بشكل كبير من المياه المتدفقة إلى نهر النيل“.

وأصارت تصريحات ترامب غضب مسؤولين إثيوبيين، والذين نفوا بدورهم أي تمويل أمريكي للسد.

وعقب وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتامو إتيفا، على تصريحات ترامب، قائلا إن المشروع “بناه الشعب الإثيوبي”، على حد قوله.

*محمد الباز يطالب بتعديل الدستور ومدة الرئاسة

دعا الإعلامي محمد الباز إلى إعادة النظر في مواد الدستور لتعديل مدة رئيس الجمهورية، والمقدرة حاليا بـ6 سنوات وفقا للتعديل الأخير في عام 2018، ولمدتين رئاسيتين فقط لكل رئيس.

وقال الباز في تصريحات تلفزيونية عبر قناة “النهار” مساء الأربعاء، إنه يطالب بتعديل مدة رئيس الجمهورية في الدستور، وذلك ردا على سؤال حول توقعه لإمكانية تعديل الدستور مجددا فيما يتعلق بمدة الرئاسة، فرد قائلا: “بل أطالب بذلك.

وكان مقدم البرنامج المحامي والإعلامي الشهير خالد أبو بكر يسأل الباز عن تصوره لأداء رئيس مصر القادم بعد انتهاء مدة عبد الفتاح السيسي في عام 2030، والذي استنفد مدد الترشح وفقا للدستور الحالي.

وقال أبو بكر: “متبقي سنوات وينتهي حكم السيسي، كيف ترى مصر بعد ذلك؟”، ليرد الباز قائلا: “أراها جيدة، أتمنى أن ينتقل أداء الرئيس إلى الحكومة، وأتمنى أن ينتقل هذا الأداء إلى الرئيس القادم، في المتابعة والوطنية والرغبة في العمل”.

وردا على سؤال حول إمكانية تعديل الدستور مجددا فيما يتعلق بمدة رئيس الجمهورية، قال: “لا أتوقع بل أطالب بذلك”.

وينص الدستور المصري بعد تعديله في عام 2019، على أن “يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة 6 سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالى لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز أن يتولى الرئاسة لأكثر من مدتين رئاسيتين متتاليتين”.

وأضيفت مادة جديدة إلى الدستور تتعلق بالسيسي، ونصت على أنتنتهى مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء ست سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيسا للجمهورية في 2018، ويجوز إعادة انتخابه لمرة تالية”.

*تركي آل الشيخ يرد على كامل الوزير: راجعوا طرقكم أولاً قبل مقارنة السعودية

في خضم موجة من الغضب الشعبي بمصر إثر حادث طريق مأساوي أودى بحياة 19 فتاة في محافظة المنوفية، فجّر وزير النقل كامل الوزير، جدلاً واسعًا بعد تصريحاته التي قارن فيها تكلفة وجودة الطرق في مصر بنظيرتها في السعودية، متحديًا أن يتم الاستعانة بـ”أكبر استشاري عالمي” لمراجعة مشروعات الطرق في مصر.

وقال الوزير خلال حديثه:
“هاتوا أكبر استشاري عالمي يراجع ورانا وأنا هدفع مرتبه، روحوا شوفوا الطريق في السعودية بيتكلف كام وإحنا بنكلفه كام”.

لكن تصريحات الوزير لم تمر مرور الكرام على السعوديين، وجاء الرد سريعًا من شخصية بارزة في المملكة، هي تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، الذي استنكر هذه المقارنات بشكل علني.

رد سعودي لافت من تركي آل الشيخ
نشر تركي آل الشيخ مقتطفًا من تصريحات كامل الوزير عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، وأرفقها بتعليق يعكس استغرابه واستياءه من التصريحات المصرية، مشيرًا إلى الإنجازات التي حققتها المملكة في قطاع النقل والطرق.

وأرفق آل الشيخ منشوره بتقرير من صحيفة “الشرق الأوسط”، سلط الضوء على التقدم الكبير الذي أحرزته السعودية في هذا القطاع، حيث أحرزت المرتبة الأولى عالميًا في ترابط شبكات الطرق، وقفزت إلى المركز الرابع في جودة الطرق بين دول مجموعة العشرين.

وأضاف التقرير أن هذه النتائج جاءت بفضل الاستراتيجية السعودية التي تركز على تعزيز السلامة المرورية، ما أدى إلى خفض أعداد وفيات الحوادث بنسبة 50% خلال السنوات الأخيرة.

فيما نشر تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه في المملكة منشور أخر على التواصل الاجتماعي فيسبوك، بالقول: «لا تعليق …السعودية ipossible». 

مأساة المنوفية تعيد الملف إلى الواجهة
هذا الجدل لم يأت من فراغ، بل جاء في سياق حالة من الصدمة المجتمعية بعد فاجعة المنوفية، حين اصطدمت شاحنة نقل ثقيل مع ميكروباص يقل 21 فتاة عاملة، وأسفر الحادث عن وفاة 19 شخصًا بينهم 18 فتاة وسائق الميكروباص، فيما نُقلت ثلاث مصابات في حالة حرجة إلى المستشفى.

وتحولت المأساة إلى قضية رأي عام، خاصة مع اتهامات واسعة لوزارة النقل بسبب تردي حالة الطريق الإقليمي الذي يفتقر إلى الإنارة الكافية، ويعاني من حفر عميقة وغياب شبه كامل للرقابة المرورية واللافتات التحذيرية. 

انتقادات حادة لكامل الوزير.. ومطالبات بالمحاسبة
وعقب الحادث، تصاعدت الأصوات المنتقدة لأداء كامل الوزير، معتبرين أن تصريحاته عن تفوق طرق مصر على طرق السعودية تأتي في توقيت كارثي وتفتقر إلى الواقعية، بل تعكس انفصالاً عن الواقع الميداني.

ويطالب ناشطون وإعلاميون وحقوقيون بفتح تحقيق شامل حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حادث المنوفية، وتحديد مسؤوليات وزارة النقل، خصوصًا أن الطريق الذي وقع فيه الحادث افتتح قبل سنوات فقط، في عهد عبد الفتاح السيسي، بتكلفة مليارية، ويفترض أنه يراعي أعلى معايير السلامة.

المقارنة التي فجّرت العاصفة
تصريحات الوزير جاءت، على ما يبدو، في محاولة للدفاع عن تكلفة مشروعات الطرق في مصر التي تشهد جدلًا واسعًا بسبب الأرقام الضخمة التي يُعلن عنها، وسط أوضاع اقتصادية خانقة تمر بها البلاد.

غير أن مقارنة هذه المشروعات بطرق السعودية، التي تسير وفق رؤية 2030 الطموحة بميزانيات واستراتيجيات مختلفة، أثارت موجة من الردود، ليس فقط من تركي آل الشيخ، بل أيضًا من متابعين ونشطاء في كلا البلدين، الذين رأوا في الأمر مزايدة إعلامية لا تعكس الواقع.

 

*هروب المستثمرين الأجانب نتيجة فوضى اقتصادية وهيمنة عسكرية مطلقة

بعد مرور أكثر من عقد على انقلاب عبد الفتاح السيسي وقيادات المؤسسة العسكرية على أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في تاريخ مصر، الدكتور الشهيد محمد مرسي، يبدو أن الدولة تغرق في مستنقع اقتصادي متفاقم، تُوج بهروب متسارع للاستثمار الأجنبي، وعزوف شبه تام من القطاع الخاص عن التوسع داخل السوق المحلية، في ظل ما وصفه الخبراء بـ”البيئة الطاردة” التي تحكمها عقلية أمنية وسماسرة الجيش.

الجيش يدير الاقتصاد… والمستثمرون يدفعون الثمن

منذ 2013، أحكمت المؤسسة العسكرية قبضتها على الاقتصاد الوطني، ليس فقط عبر إدارة المشروعات الكبرى، بل بتحول الضباط إلى “سماسرة” يتحكمون في منح التصاريح والعقود، سواء للمستثمرين المحليين أو الأجانب، ضمن منظومة بيروقراطية فاسدة، تفتقر إلى الشفافية وتغيب عنها آليات السوق الحر. هذه الهيمنة العسكرية قضت على بيئة المنافسة، وأفقدت السوق المصرية جاذبيتها، رغم ما تمتلكه من فرص.

ورغم ما يروج له النظام من إصلاحات، إلا أن الواقع يعكس اتساع الفجوة بين الشعارات والممارسات، واستمرار تآكل الثقة في السياسات المالية والنقدية، مما يدفع المستثمرين إلى الخروج لا الدخول.

 “بارومتر الأعمال”: انهيار ثقة المستثمرين والاقتصاد في فوضى

أحدث تقارير “بارومتر الأعمال” الصادر عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية يرسم صورة قاتمة، حيث يتصدر التضخم قائمة المخاطر التي تهدد بيئة الأعمال، يليه تذبذب سعر الصرف، وغياب سياسات نقدية واضحة. وبحسب التقرير، فإن المستثمرين فقدوا القدرة على التنبؤ بأسعار الدولار أو توقيتات الإفراج الجمركي، مما جعل التخطيط للاستيراد أو توقيع عقود طويلة الأجل شبه مستحيل.

ويحذر التقرير من أن هذه المخاطر لم تعد مجرد تحديات ظرفية، بل تحولت إلى أزمة هيكلية تتجذر مع الوقت، بسبب فشل السياسات الحكومية وعجز الدولة عن وضع خطة إنقاذ حقيقية.

ضرائب تعسفية وبيروقراطية قاتلة

يتحدث المستثمرون عن تقديرات ضريبية “عشوائية” ومطالبات بأثر رجعي تدفعهم للخروج من السوق الرسمية. بدلاً من أن تكون الضرائب أداة للتنمية، تحولت إلى وسيلة عقاب، في ظل غياب تام للحوار مع مجتمع الأعمال، وقرارات مفاجئة لا يُستشار فيها أحد، ما يدفع الكثير من المستثمرين الصغار والمتوسطين للتوقف أو الانكماش.

الروتين الإداري كذلك لا يزال يشكل “كابوساً يومياً”، مع تعقيد الإجراءات، وتعدد الجهات غير المتصلة إلكترونيًا، والبطء في إصدار التراخيص، في وقت يتطلب فيه الاقتصاد خطوات إصلاح عاجلة وجريئة.

الخدمات ترتفع بلا مقابل… والطاقة تضرب الصناعات

القطاع الصناعي في قلب العاصفة، بعدما شهدت أسعار الكهرباء والمياه الحكومية قفزات كبيرة، متفاوتة بين المحافظات، فضلاً عن تكاليف إضافية ناتجة عن تأخر الإفراجات الجمركية وضعف البنية اللوجستية. هذه التكاليف ضربت قدرة الصناعات على المنافسة محليًا ودوليًا، وأضعفت السياحة والنقل، لتتحول الدولة إلى عبء ثقيل على القطاعات الإنتاجية.

رءوس الأموال تهرب… و”المليونيرات” يغادرون

لم تعد أزمة الاستثمار في مصر محصورة في الشركات الأجنبية، بل شملت أيضاً أثرياء الداخل الذين بدأوا بمغادرة البلاد بحثًا عن ملاذات أكثر استقرارًا. تشير التقارير إلى ارتفاع معدلات خروج “المليونيرات المصريين” بسبب السياسات الاقتصادية المضطربة، وتدخل الأجهزة السيادية في الاقتصاد، وانعدام التوازن بين الحكومة والقطاع الخاص.

 أزمة ثقة وهيمنة عسكرية تقضي على مستقبل الاستثمار

تتمثل الأزمة الحقيقية في غياب الرؤية الاقتصادية، وتضارب الأدوار بين الحكومة والجيش، حيث تلعب الدولة دور الحكم واللاعب في آن واحد. ومع غياب مؤسسات فاعلة أو مشاركة مجتمعية حقيقية، أصبحت كل خطوة استثمارية محفوفة بالشكوك والمخاطر، وسط اقتصاد تُديره مؤسسة عسكرية لا تملك خبرة اقتصادية، ولكنها تفرض سيطرتها عبر القوة الأمنية والسياسية.

الإصلاح لم يعد خيارًا بل ضرورة للبقاء

رغم أن مصر ليست الوحيدة التي تعاني من التضخم أو الضغوط النقدية، إلا أن غياب أدوات المواجهة الفعالة، وتراكم الأزمات دون تدخل إصلاحي جذري، جعلها نموذجًا للفشل الاقتصادي في المنطقة. ويطالب المستثمرون بإعادة هيكلة النظام الضريبي، وتثبيت سعر الصرف، وتحقيق شراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص، مع تحييد الدولة – وتحديدًا الجيش – عن النشاط الاقتصادي المباشر.

في النهاية، يمكن القول إن الاقتصاد المصري لن يستعيد عافيته دون تحوّل حقيقي في طبيعة الحكم، ينهي تغوّل العسكر على مفاصل الدولة، ويُعيد الاعتبار إلى الشرعية والديمقراطية، التي أطاح بهما انقلاب 3 يوليو 2013، ودفع ثمنها الشعب المصري – ومستثمروه – حتى اليوم.

*12 عامًا على الانقلاب.. تحولات سياسية ودستورية رسّخت حكم السيسي وأجهزت على الديمقراطية

في مساء الثالث من يوليو 2013، أعلن وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي تعليق العمل بالدستور وعزل أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في تاريخ مصر، الدكتور محمد مرسي، في انقلاب عسكري مدعوم داخلياً وخارجياً.

هذا التحول الدراماتيكي مثّل لحظة فاصلة أنهت مكتسبات ثورة 25 يناير، وأعادت العسكر إلى قلب المشهد السياسي، بعد عامين فقط من خروجهم منه.

تذرع السيسي حينها بـ”الإرادة الشعبية”، مستندًا إلى مظاهرات 30 يونيو، لكن الواقع أثبت لاحقًا أن ما جرى كان عملية ممنهجة لإجهاض المسار الديمقراطي الوليد. 

دستور مفصّل على مقاس الحكم العسكري

أول إجراء دستوري عقب الانقلاب كان تعطيل دستور 2012، الذي أُقر في عهد الرئيس مرسي بنسبة 63.8% من أصوات الناخبين. وبدلاً من تعديله أو تطويره، تمت كتابته من جديد عبر لجنة معينة من قبل سلطات الانقلاب، تحت مسمى “لجنة الخمسين”، وأُقر دستور 2014 في استفتاء افتقر إلى الحد الأدنى من الشفافية، وسط مقاطعة قوى معارضة وغياب أي منافسة إعلامية.

هذا الدستور منح القوات المسلحة صلاحيات غير مسبوقة، أبرزها الحق في المصادقة على تعيين وزير الدفاع حتى 2022، ومحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وترسيخ ما يُعرف بـ”دولة السلاح“. 

تفكيك الحياة السياسية

منذ 2013، شهدت مصر انهيارًا شبه تام للحياة الحزبية، حيث تعرضت عشرات الأحزاب السياسية المعارضة، مثل “الوسط” و”مصر القوية” و”الحرية والعدالة”، لحظر أو تضييق شديد، فيما فُرض على الأحزاب الباقية الاصطفاف خلف السلطة.

لم يُسمح بتشكيل كيانات حقيقية تعبّر عن الرأي الآخر، وظهر ما يُعرف بأحزاب “الديكور” التي لا تلعب أي دور فعلي.

البرلمان الذي جرى انتخابه عام 2015، بعد عامين من تعطيله، جاء أغلب أعضائه من رجال الأعمال وقوى الأمن السابقين، أو من موالين مطلقين للنظام، ضمن ما يُعرف بقائمة “في حب مصر“. 

تعديلات 2019.. السيسي رئيسًا مدى الحياة

في إبريل 2019، مرر النظام تعديلات دستورية مثيرة للجدل، وُصفت بأنها الضربة القاضية لما تبقى من روح الدستور.

أبرز ما جاءت به تلك التعديلات هو تمديد فترة الرئاسة إلى 6 سنوات بدلًا من 4، وفتح الباب أمام السيسي للبقاء في الحكم حتى عام 2030، عبر مادة “انتقالية” صيغت خصيصًا له.

كما نصّت التعديلات على تعزيز سلطة الرئيس على القضاء، وجعل مجلس الشيوخ هيئة شكلية لا دور لها.

اعتبرت هذه التعديلات “ترسيخًا لديكتاتورية مقننة”، وهو ما رفضته منظمات حقوقية محلية ودولية، منها “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية“. 

قمع المعارضة وتدوير المعتقلين

في ظل حكم السيسي، تحولت مصر إلى واحدة من أكثر الدول قمعًا للمعارضين، وفق تصنيفات متكررة من “مراسلون بلا حدود” و”فريدوم هاوس”.

طالت حملة الاعتقالات سياسيين، وصحفيين، وحقوقيين، وأكاديميين، وأبرز الأمثلة اعتقال رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح، والمرشح الرئاسي السابق هشام جنينة، وآلاف من شباب ثورة يناير.

كما تم ابتكار آلية “التدوير”، حيث يُعاد حبس المعتقلين بعد انتهاء محكوميتهم على ذمة قضايا جديدة، ما أدى إلى إفراغ الساحة من أي صوت معارض حقيقي، وتحويل العمل السياسي إلى تهمة. 

دولة بلا تداول سلطة

شهدت مصر منذ الانقلاب 3 استحقاقات رئاسية (2014، 2018، 2024) جرت جميعها في ظل أجواء أمنية مشددة، مع غياب أي منافس حقيقي للسيسي.

انتخابات 2018، على سبيل المثال، شهدت انسحاب أو اعتقال أبرز المرشحين، مثل الفريق سامي عنان والعقيد أحمد قنصوة.

أما انتخابات 2024، فقد قاطعتها المعارضة الحقيقية، بينما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات فوز السيسي بنسبة تجاوزت 89%، في مشهد يعيد إلى الأذهان استفتاءات الأنظمة الاستبدادية القديمة.

وهكذا، لم يعد التداول السلمي للسلطة أمرًا واردًا في ظل هذا النظام، بل باتت الدولة تُدار عبر قبضة أمنية وإعلام موالٍ بالكامل

*بعد الفرم بـ “نواب” السيسي قانون العمل يدخل الخدمة سبتمبر المقبل منحازا لرجال الأعمال وبلا ضمانات عادلة للأجير

قال مراقبون: إن “قانون العمل الجديد الذي سيبدأ العمل به أول سبتمبر المقبل؛ وسع سلطة صاحب العمل في فصل العمال تعسفيًا، فبدلًا من تطبيق ما جاء بالدستور”.

وأنه على الرغم من إلغاء (استمارة 6) التي كانت عنوانا في الدراما الشعبية، توسع القانون الجديد  في فصل العمال وإنهاء خدمتهم بوضع واجبات جديدة على العمال إذا لم يقوموا بها ترتب عليها جزاء الفصل.

واستخدم القانون تعبيرات مطاطة جميعها تصب في صد مصلحة العامل مثل: أن يحافظ العامل على “كرامة العمل” ويتبع “السلوك القويم”، وكل هذه التعبيرات بحسب المراقبين مطاطة وتمنح أصحاب الأعمال صلاحيات كثيرة لفصل العمال، لأنهم لم يحافظوا على كرامة العمل أو لم يتبعوا السلوك القويم.

وبحسب حقوقيين، توسعت مسوّدة القانون في المحظورات التي تبيح الفصل، مثل جمع نقود أو تبرعات أو توزيع منشورات أو جمع توقيعات أو تنظيم اجتماعات.

محمد جبران وزير العمل بحكومة السيسي زعم أن أبرز التحديات التي كانت تواجه العمال قبل 30 يونيو تمثلت في التشريعات القانونية القديمة التي لم تكن تتناسب مع طبيعة المرحلة والتقدم الكبير في حجم المشروعات وتهيئة مناخ آمن ومستقر للاستثمار.

إلا أن قانون العمل الذي وافق عليه السيسي وبرلمانه فتح الباب واسعًا لشركات توريد العمالة، والتي تقاسم العمال في أجورهم، والتي كانت سببًا في ضياع حقوق كثير من العمال فهي تُفرِّق بين العمال في الأجر وساعات العمل، حيث تقوم شركات توريد العمالة بالتعاقد مع العمال على أجور أقل من الأجور التي يتقاضاها العاملين بنفس المهنة وداخل نفس الشركة ولكن تعاقدهم مع الشركة التي يعملون بها نفسها، بالإضافة إلى ذلك تُسهِل هذه الشركات فصل العامل من العمل.

وسمح القانون لهذه الشركات بالعمل بعد الحصول على ترخيص من الوزارة، بعد أن كان ذلك مقتصرًا على الجمعيات والمؤسسات والمنظمات النقابية بإنشاء مكاتب لتشغيل العاطلين بها.

العمالة المؤقتة

واستمرت عقود العمل المؤقتة في مسوّدة قانون السيسي للعمل وبدلًا من العمل الدائم، الذي يشكل عبئًا كبيرًا على عاتق العمال، ويضعهم دومًا تحت سيف الاستغناء عنهم من قبل أصحاب الأعمال واطالة مدة تعيينهم ل 4 سنوات بدلا من سنة في إطار العمل المؤقت .

وحظر القانون الإضراب العمالي والاعتصام العمالي بنفس التعبيرات الفضافضة من أن الحظر هو على ما “يؤدي إلى وقف العمل داخل المنشأة كليا أو جزئيا، وتضييق حقهم في الإضراب عبر النص على صدور قرارات من رئيس مجلس الوزراء بتحديد المنشآت الهامة التي يحظر فيها الإضراب“.

وخفض القانون مستحقات العامل المالية عن طريق حسابها على الأجر الأساسي فقط وليس الأجر الشامل (الأساسي + المتغير)، كما لم يتم وضع أي معايير لتحديد الحد الأدنى للأجر، ووضع سلطة تحديده في يد رئيس مجلس الوزراء.

ومنح القانون لوزارة القوى العاملة بحكومة السيسي، هيمنة المُشرِّع للقرارات المنفذة للقانون والمُنفِّذ لها والمُراقِب عليها، وهو ما يعد ظلما للعمال لانحياز وزارة القوى العاملة لأصحاب الأعمال ضد العمال.

وفرض القانون عقوبات هزيلة على أصحاب الأعمال في حال مخالفتهم للقوانين، فهناك أكثر من خمسين مادة وضعت لها عقوبة الغرامة التي لا تقل عن 500 جنيه، بل أن هناك عقوبات ليس لها عقوبة أصلا. 

مصالح 25 مليون عامل

وتتفاقم أزمات العمال، الذين يشكون بعددهم المقدر ب 25 مليون عامل تجاهل مطالبهم والاهتمام فقط بمصالح رجال الأعمال وإرضائهم على حساب العمال، لأهداف ترضاها سلطة السيسي، من تحصيل رسوم وضرائب منهم ، أو لتغطية حاجيات الحكومة وأهدافها المجتمعية، وتغييب العمال ولجانهم النقابية الحقيقية، عن مشهد مناقشات القانون وكان تمثيلهم بحسب متابعين 10% فقط من الحضور.

ومما اشتكى منه العمال تكريس القانون الجديد لتغول عمل وكالات الاستخدام وتعني ندب شركات التوظيف بتشغيل العمال مقابل تقاضي مبالغ مالية من العمال المؤقتين بالأخص، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بعد التحاقهم بالعمل، حيث يُسمح لها فقط بتقاضي أجرها من صاحب العمل، وذلك للتماشي مع اتفاقية العمل الدولية.

ودعا العمال إلى منع صاحب العمل من تكليف شركة أخرى بتشغيل عماله لأداء أعمال أساسية مرتبطة بنشاط منشأته الأصلية، مع تحديد ألا تتجاوز نسبة العمال المُشغلين من قبل الشركة الأخرى 10% من إجمالي عمال المنشأة الأصلية، وذلك لضمان حماية حقوق العمال ومنع استغلالهم. 

ورغم أن مشروع القانون يعلن أنه يهدف إلى دعم العمالة غير المنتظمة وحمايتها، إلا أن الآليات المقترحة غير كافية. فمعضلة تسجيل هذه العمالة ما زالت قائمة، حيث لم يتجاوز عدد المسجلين مليوني عامل، بينما يقدر عدد العاملين في هذا القطاع بـ 13 مليوناً وفقاً لأقل الإحصاءات.

ودع العمال إلى إلزام أصحاب العمل الذين يشغلون عمالة غير منتظمة بإمساك سجلات تُسجل فيها أسماء العمال، ومدة عملهم، وعدد ساعاته، ويبقى تسهيل تكوين منظمات نقابية عاملاً حاسماً في تحسين أوضاع العمالة غير المنتظمة.

مخالفات دستورية وتحديات دولية

وقال أحمد المغربي، نائب رئيس اتحاد تضامن: إن “القانون يحتوي على مواد تُعد مخالفة صريحة للدستور، خصوصًا فيما يتعلق بعمالة الأطفال، والتشريعات الخاصة بتوريد العمالة، وهو ما يتعارض أيضًا مع اتفاقيات العمل الدولية التي لم تصادق عليها مصر حتى الآن”.

ودعا “المغربي” إلى ضرورة تفعيل التعاون بين النقابات ومنظمات المجتمع المدني من جهة، والمنظمات الدولية من جهة أخرى، لتقديم شكاوى دورية ومتابعة تنفيذ المعايير الدولية في بيئة العمل المصرية.

وعن المادة 14 من القانون قال صلاح الأنصاري، القيادي العمالي، إن المادة المشار إليها “تقضي بتحويل ثلثي الغرامات المفروضة على العمال إلى الموازنة العامة للدولة، معتبرًا أن هذا النص يمثل نموذجًا لانعدام التوازن والعدالة، إذ يُفترض أن تُوجَّه هذه المبالغ لتحسين ظروف العمل لا لخزينة الدولة.

وأعلن رفضه التام لإلغاء عقوبة الحبس بحق أصحاب الأعمال حتى في حالات التسبب بإصابات أو وفيات، مؤكدًا أن هذه الخطوة تُضعف الردع القانوني، وتشجع على التهاون في إجراءات السلامة المهنية.

العمالة غير المنتظمة خارج الرؤية

وعبر مؤتمر دار الخدمات النقابية والعمالية كشفت منى عزت، رئيسة مؤسسة النون، إن القانون الجديد لم يقدّم معالجة جذرية لأوضاع العمالة غير المنتظمة، التي تشكّل شريحة واسعة من قوة العمل. وأوضحت أن غياب البيانات الرسمية الدقيقة حول هذه الفئة يعوق إدماجها في السياسات الاجتماعية والتأمينية.

ودعت الوزارات المعنية إلى إطلاق مشروع وطني لرصد أوضاع العمالة غير المنتظمة، وتصنيفها جغرافيًا ومهنيًا، تمهيدًا لضمّها تحت مظلة الحماية القانونية، كما طالبت بضرورة الاعتراف القانوني بالعمل المنزلي كقطاع اقتصادي قائم بذاته.

انتهاكات وفصل تعسفي

وقال محمود يوسف، النقابي والعامل في شركة سبأ في بورسعيد، شهادة مؤلمة عن تعرضه وزملائه لانتهاكات متعددة، من بينها عدم صرف المستحقات، وفصل النقابيين، بل ووقائع اختطاف لبعض العمال بعد احتجاجهم، وأخيرا أمر بالفصل يخصه بعد 22 عاما من العمل، بل واعتبار إجازاته فترة للأخطار في مخالفة واضحة للقانون.

وأشار ناشطون إلى استمرار الفصل التعسفي، ومنع التأسيس النقابي، واستغلال عقود التدريب لتفادي الالتزامات القانونية، كما في حالة شركة الشوربجي والتي قدمها النقابي العمالي عادل سيد

وكشف القيادي النقابي هشام البنا المفصول تعسفيًا من شركة وبريات سمنود على خلفية دخول العمال في إضراب عن العمل، كما انه ورغم كونه قيد التحقيق لا يحصل على كامل أجره الأساسي كما ينص القانون، وعزا هشام الأمر إلى هيمنة أرباب العمل وتجاوزهم لأي نص قانوني .

*النساء على رأس المتضررين قانون الإيجار القديم الجديد يهدد الملايين ويكشف غياب العدالة الاجتماعية

وافق مجلس النواب التابع لنظام المنقلب السيسي، بشكل نهائي خلال جلسته العامة اليوم، على مشروع تعديل قانون الإيجار القديم، بعد إدخال تعديل جزئي على المادة الثامنة، يلزم الحكومة بتوفير وحدات بديلة للمستأجرين الأصليين وزوجاتهم قبل عام من انتهاء الفترة الانتقالية، وعلى الرغم من هذه الإضافة، أثار القانون موجة واسعة من القلق والرفض الشعبي والنيابي، لما يحمله من تداعيات خطيرة تمس الاستقرار الاجتماعي، وتهدد مستقبل ملايين المستأجرين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة. 

أبرز بنود القانون:

فترة انتقالية للإخلاء: 7 سنوات للوحدات السكنية، و5 سنوات لغير السكنية، بعدها يُلزم المستأجر بإخلاء الوحدة المؤجرة وردها للمالك.

إمكانية الحصول على وحدة بديلة: بشرط تقديم إقرار بالإخلاء، وتكون الأولوية في التخصيص للفئات الأولى بالرعاية.

التزام الحكومة بتوفير البدائل: قبل عام كامل من انتهاء الفترة الانتقالية، لكن دون آلية واضحة أو ضمانات فعلية للتنفيذ.

انتقادات وتحذيرات من تداعيات اجتماعية جسيمة

رغم التعديلات الشكلية، يرى خبراء ومختصون أن القانون الجديد يحمل في طياته مخاطر كبيرة، أبرزها:

  1. غياب الضمانات الفعلية للمستأجرين

ورغم التعديل الذي يُلزم الحكومة بتوفير وحدات بديلة، لم يتضمن القانون آليات تنفيذ واضحة، ما يفتح الباب أمام التسويف أو الإهمال، ويُبقي ملايين المستأجرين تحت رحمة قرارات بيروقراطية قد لا تُطبق في الوقت المحدد.

  1. تهديد مباشر للاستقرار الاجتماعي

وصفت المحامية بالنقض انتصار السعيد القانون بأنه “مهدد للسلم المجتمعي”، مشيرة إلى أنه يضع الدولة في موقع المتفرج على صراع بين المالك والمستأجر، خاصة في ظل غياب حلول عادلة ومتوازنة.

  1. النساء على رأس المتضررين

أكدت السعيد أن النساء، خاصة الأرامل والمطلقات والمسنات، سيكونن الأكثر عرضة للتشرد بعد انتهاء الفترة الانتقالية، نظرًا لضعف شبكات الأمان الاجتماعي ومحدودية الدخل، وافتقار البدائل السكنية إلى معايير العدالة أو الشفافية. 

  1. تفجير اجتماعي محتمل

سبق وأن حذر نقيبا الأطباء والمهندسين من أن تطبيق القانون بهذا الشكل قد يؤدي إلى “تفجير اجتماعي”، نظراً لتأثيره المباشر على ملايين الأسر التي تعيش في وحدات إيجار قديم، ولا تملك قدرة مادية على استئجار أو شراء وحدات جديدة.

انسحابات واعتراضات برلمانية

ورغم تمرير القانون، شهدت الجلسة اعتراضات حادة من عدد من النواب، وصلت حد الانسحاب، احتجاجًا على تجاهل مقترحات تطالب باستثناء المستأجر الأصلي من الإخلاء، أو تمديد المهلة الانتقالية أكثر، وهو ما رفضه المجلس تحت ذرائع “التوازن بين الطرفين”.

حكم المحكمة الدستورية: نقطة انطلاق أم غطاء قانوني؟

استند مجلس النواب إلى حكم المحكمة الدستورية العليا الصادر في نوفمبر الماضي، والذي قضى بعدم دستورية تثبيت قيمة الإيجار في قانون 136 لسنة 1981، واعتبره المدخل القانوني لإجراء التعديلات. لكن مراقبين يرون أن الحكم استخدم كذريعة لتسريع إخلاء المستأجرين لصالح لوبيات المال والعقارات.

غموض حول أعداد المتضررين

حتى الآن، لا تتوافر أرقام دقيقة حول عدد الوحدات الخاضعة لقانون الإيجار القديم، أو المستأجرين الأصليين، وهو ما أثار انتقادات واسعة خلال الجلسات، إذ كيف يُقر قانون بهذه الحساسية دون بيانات دقيقة أو دراسات اجتماعية شاملة؟!

خلاصة:

قانون الإيجار القديم بنسخته الجديدة يهدد بإخراج مئات الآلاف من الأسر المصرية من مساكنها، دون تقديم حلول واقعية أو بدائل مضمونة. ورغم مزاعم الحكومة بحماية المستأجرين، فإن البنود الغامضة، وغياب آليات التطبيق، وانعدام الثقة في مؤسسات الدولة، كل ذلك يجعل من هذا القانون قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه المجتمع في أي لحظة.

 فهل تسعى الدولة إلى تحقيق “عدالة بين المالك والمستأجر”، أم أن ما يحدث هو تمهيد لمزيد من الإفقار والتشريد في ظل سياسات تفتقر إلى الحد الأدنى من الحس الإنساني والاجتماعي؟

*ما حصلناش موريشيوس.. توجيهات أبو 50% والمزوّر : قانون بكالوريا السيسي يحارب مجانية التعليم!

في خطوة رسمية لإقرار تعديلات حكومة السيسي على قانون التعليم، أحال المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس نواب السيسي، مشروع تعديل بعض أحكام قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981 إلى لجنة مشتركة من لجنة التعليم والبحث العلمي ومكتبي لجنتي الخطة والموازنة والشؤون الدستورية والتشريعية.

ومشروع قانون “البكالوريا” بديل الثانوية العامة يقضي بتطبيقه اعتبارا من العام الدراسي المقبل 2025-2026 على طلاب الأول الثانوي، ومن أبرز التعديلات على قانون التعليم: (التربية الدينية واللغة العربية والتاريخ الوطني) مواد أساسية بجميع مراحل التعليم وفي كل المدارس.

ومن المواد المضافة تعني استمرار أعضاء هيئة التعليم حتى نهاية العام الدراسي، إذا بلغ أحدهم سن المعاش خلال العام الدراسي (مفيش معلم يخرج معاش وسط عام دراسي) يستمر المعلم حتى نهاية السنة الدراسية.

ولاعتراضه على مواد مشروع القانون، قال “نائب” عبدالمنعم إمام، رئيس حزب العدل: إنأعضاء برلمان السيسي  فوجئوا اليوم، بتقديم الحكومة مشروع قانون لتعديل قانون التعليم الصادر عام 1981، مؤكدا أن “مشروع قانون التعليم ضد مواد دستورية واضحة في الدستور المصري والخاصة بمجانية التعليم.”.

واستضاف عمرو أديب عبد المنعم إمام عبر قناة «mbc مصر، مساء الأحد، باعتبار أن قانون التعليم الصادر عام 1981 هو القانون الرئيس الذي ينظم عملية التعليم في مصر من الثانوية العامة والتعليم الفني والتقني والدبلومات وغيرها.

وقال “إمام”: “هذا القانون القديم يوجد به بعض العيوب أهمها جعل قرارات التعليم في يد السلطة التنفيذية تصدر عن طريق قرارات، ولكنه كان يحتوي على أحد أدنى من الضمانات”.

وأضاف، “فوجئنا بمشروع قانون قد يسبب حالة جدل مجتمعي قد تزيد عن قانون الإيجار القديم، باختصار وزير التعليم عايز يأخذ تفويضا من مجلس النواب، عشان يلغي نظام الثانوية العامة تدريجيا ويعمل نظام بكالوريا بدون أي ضوابط ولا قواعد“.

وتابع: “القانون في مادة واضحة جدًا بتقول إن الوزير المعني مع رئيس الوزراء من حقه؛ ينشأ برامج دراسية كاملة تناظر نظام التعليم الثانوي أو الفني وتمنح شهادات زيهم بمعادلات، والترخيص بيها لأي برامج في المدارس الخاصة، وبدون الرجوع لمجلس النواب”.

وأردف، “باختصار عايز يعمل تعليما موازيا، وكمان يقدر يعدل في التعليم الرئيسي، وده هيبقى قرار السلطة التنفيذية فقط بدون العودة للسلطة التشريعية، هذا أمر جلل”.

وأشار إلى أن “نظام التعليم الجديد وفقا لمشروع القانون (البكالوريا) هيدي شهادات تعادل الثانوية العامة مقابل رسوم ومصاريف دراسية بما لا يجاوز 1000 ألف جنيه، وكمان في الثانوية العامة العادية وضع رسوم خاصة حال إعادة مواد الرسوب بـ 200 ولا تزيد عن 2000 جنيه“.

وأخيرا، عمرو أديب تحجج في حوار مع عضو مجلس نقابة الأطباء بحجج أثبتت أنه إما أنه لا يفهم أو يدعي ذلك من أن “الدولة صرفت على تعليم الطبيب وعليه رد الجميل”، بل وبلغ بإعلام السيسي أن طالب “بمنع الأطباء من السفر وغيرها من المقترحات التي تنم عن مستوى فهم رجال النظام الحالي“.

ويرى مراقبون أن أكذوبة إنفاق الدولة على التعليم تنهار أمام التدهور المريع في أحوال المدارس الحكومية وكليات الطب في مصر، ولأن الدولة منذ سنوات لا تنفق شيئا على التعليم سواء ما قبل الجامعي او التعليم العالي، ولأن الدولة تنفق على مشاريع “عظيمة” ضمن “الجمهورية الجديدة”، وأن اي متعلم اليوم هو باجتهاده وبإنفاق خاص من أسرته.

وليس أدل على ذلك من تصريح رئيس وزراء السيسي: “الحكومة مستعدة لتسليم المستثمرين الصناعيين من القطاع الخاص أي مدرسة تعليم فني صناعيّ؛ لتطويرها وإدارتها، وهذا توجه واضح من الحكومة” 

ما حصلناش موريشيوس

وتوفر دولة موريشيوس الإفريقية متناهية الصغر إذا ما قورنت بمصر، توفر التعليم مجانا حتى نهاية المرحلة الجامعية يشمل ذلك نقل الطلاب من منازلهم إلى مدارسهم على حساب الدولة، في موريشيوس التعليم خدمة تقدمها الدولة مجانا للمواطن وليس سلعة للبيع .

وتوفر “موريشيوس”  العلاج والرعاية الصحية مجانا لجميع مواطنيها ويشمل ذلك حتى جراحات القلب ذات التكاليف الباهظة، وملكية المساكن يسكن 90% من مواطني موريشوس في منازل مملوكة لهم بلا أسر مشردة أو شكوى من ارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء..

ووصل دخل الفرد في موريشوس إلى 19600 دولار سنويا، كل ذلك ولا تملك مورشيوس أي “موارد طبيعية (نفط ولا معادن) وإنما تعتمد على الإنسان ثم الزراعة وتصدير المنتجات الزراعية بعد تصنيعها والسياحة مورد دخل استثنائي لهذه الدولة،
كما يأتي الإنفاق العسكري في هامش الميزانية والصرف الفعلي على الصحة والتعليم والخدمات.

وكرمت فعاليات وجوائز عرية رئيسة موريشيوس السابقة د. أمينة غريب فقيم العالمة التي تحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية،  ولها أكثر من 20 كتابا و 8 بحوث في علم الأحياء على مستوى العالم.

يلخص  أحد الأستاذة الجامعيين لطلابه في مرحلة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس ما معنى تدمير التعليم في رسالة وضعها على مدخل الكلية في الجامعة بجنوب أفريقيا يقول: 

تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى..

ولكن يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش ..

فيموت المريض على يد طبيب نجح بالغش..

وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش..

ونخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش..

ويموت الدين على يد شيخ نجح بالغش..

ويضيع العدل على يد قاضي نجح بالغش..

ويتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش

انهيار التعليم انهيار الأمة.

إعلام عبري: مصر تزداد جرأة ويجب أن يكون عليها الدور بعد إيران.. الأربعاء 2 يوليو 2025م.. انتخابات “الشيوخ” المصري أول أغسطس وتوقعات بهيمنة حزب العرجاني ومجلس النواب يوافق نهائيا على تعديلات قانون الإيجار القديم

إعلام عبري: مصر تزداد جرأة ويجب أن يكون عليها الدور بعد إيران.. الأربعاء 2 يوليو 2025م.. انتخابات “الشيوخ” المصري أول أغسطس وتوقعات بهيمنة حزب العرجاني ومجلس النواب يوافق نهائيا على تعديلات قانون الإيجار القديم

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

* تحرش واعتداءات على أهالي المعتقلين… شهادات صادمة من سجن المنيا وسط صمت رسمي

في واحدة من أخطر صور الانتهاكات التي تطال النساء، تتوالى الشهادات المفزعة التي تكشف عن تعرض زائرات سجن المنيا شديد الحراسة لتحرش ممنهج وتفتيش جسدي مهين، في انتهاك فاضح للكرامة الإنسانية، ووسط صمت رسمي تام.

وتصف منظمات حقوقية هذه الممارسات بأنها “نوع من التعذيب النفسي المنظم”، يهدف إلى إذلال عائلات المعتقلين وردع أي تضامن إنساني معهم. 

شهادات موجعة: التفتيش يتحول إلى إذلال علني
كشفت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان”، في تقرير حديث، عن شهادة صادمة لإحدى السيدات اللواتي توجهن لزيارة قريب لهن في سجن المنيا.

تقول السيدة: “دخلنا على أمل تحسن الوضع بعد كل الشكاوى، لكن ما حدث كان أسوأ من كل مرة. طلبت الشرطية خلع النقاب والطرحة، ثم رفع العباية والبادي، حتى أصبحت شبه عارية، كل ذلك بحجة التفتيش، رغم وجود أجهزة قادرة على كشف أي ممنوعات. الاعتراض يعني إلغاء الزيارة، وأنا سافرت وخرجت من بيتي قبلها بيوم كامل”.

تكرار مثل هذه الشهادات دفع الشبكة إلى إصدار بيان رسمي، أكدت فيه أن هذه الانتهاكات ليست حالات فردية، بل “ممارسات ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الأهالي وتوسيع دائرة العقاب لتشمل كل من يمتّ بصلة للمعتقل”.

سياسة ترويع العائلات.. العقوبة تتجاوز السجين
وأشارت الشبكة إلى أن التحرش والتفتيش المهين بحق الزائرات أصبح أداة ضغط ممنهجة تمارسها إدارة السجن، في ظل غياب المحاسبة، حيث تتكرر الشكاوى دون أن تجد آذانًا صاغية من قبل السلطات، بل يُقابل الاعتراض بالتهديد بإلغاء الزيارة، أو في بعض الأحيان منع الأهالي من دخول السجن نهائيًا.

وأكد البيان أن هذه السياسات تهدف إلى “خلق مناخ من الترهيب الدائم، وإيصال رسالة مفادها أن مجرد محاولة زيارة السجين قد تتحول إلى تجربة إذلال لا تُحتمل”.

وقد دفعت هذه السياسات بالكثير من العائلات إلى الامتناع عن اصطحاب بناتهم الصغيرات في الزيارات خوفًا من تعرضهن للتحرش أو الانتهاك. 

انتهاكات ممنهجة تطال ذوي السجناء

   ولا يقتصر الأمر على التفتيش الجسدي المذل، إذ تفيد تقارير محلية ودولية بتعرض ذوي المعتقلين، لا سيما من النساء، لمعاملة قاسية ومهينة، تشمل الانتظار لساعات طويلة في طوابير التفتيش، ومراقبة الزيارات بالصوت والصورة، والتضييق على محتويات الزيارة، وحتى رفض إدخال الملابس أو الأدوية الضرورية.

وتؤكد التقارير أن هذه المعاملة لا تستند إلى أي مبرر أمني، بل تهدف إلى الإذلال المتعمد، وزيادة المعاناة النفسية لعائلات السجناء، ما أدى إلى نتائج كارثية على الصحة النفسية لهؤلاء، وخاصة الأمهات والزوجات اللاتي يعشن تحت ضغط دائم، في ظل تهديدات متكررة بالاعتقال أو الملاحقة الأمنية إذا ما تحدّثن عن هذه الانتهاكات علنًا. 

منظمات حقوقية: ما يحدث مخالف للقانون الدولي
أعربت عدة منظمات حقوقية بارزة، منها “هيومن رايتس ووتش”، و”العفو الدولية”، و”مبادرة الحرية”، عن قلقها العميق إزاء ما وصفته بـ”الانتهاكات الممنهجة” في السجون وعلى رأسها سجن المنيا شديد الحراسة. وأكدت هذه المنظمات أن ما تتعرض له النساء الزائرات يمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية مناهضة التعذيب، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكافة المعايير الأممية لحقوق السجناء وذويهم.

وأكدت هذه المنظمات أن الانتهاك الجسدي أو النفسي للنساء خلال التفتيش يرقى إلى “جريمة أخلاقية وقانونية”، خاصة في ظل غياب الشفافية والمساءلة داخل مؤسسات الاحتجاز في مصر. 

دعوات للتحقيق ووقف الممارسات المهينة
وفي ظل استمرار هذه الانتهاكات، دعت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان” إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف، ومحاسبة كل من تورط أو تغاضى عن هذه الانتهاكات. وطالبت باستخدام وسائل تفتيش حديثة وآمنة تحترم خصوصية النساء، دون اللجوء إلى “التفتيش اليدوي الفاضح”، الذي لا يُستخدم في الدول التي تحترم الإنسان وكرامته.

كما شددت الشبكة على أن “التحرش الجنسي” تحت ستار التفتيش لا يمكن تبريره تحت أي ظرف، بل هو “فاحشة تمارس على مرأى ومسمع من الجميع”، ويجب أن يتوقف فورًا، احترامًا لأبسط القيم الإنسانية.

*خروج ليلى سويف من المستشفى بلندن

غادرت الأكاديمية ليلى سويف، والدة الناشط المحبوس، علاء عبد الفتاح، المستشفى في لندن، أمس، بعد أسابيع من الإقامة التي وصفتها ابنتها منى بأنها «حبسة»، وذلك عقب مفاوضات طويلة مع الفريق الطبي توصلوا فيها إلى تجربة متابعة العلاج في المنزل. وأوضحت منى أنه تم وضع خطة لمراقبة حالة والدتها خلال إضرابها الجزئي عن الطعام، إلى جانب خطة علاج طبيعي لإعادة تأهيلها واستعادة القدرة على الوقوف والحركة دون الاعتماد على الكرسي المتحرك.

منى، التي قالت عبر فيسبوك إن هذا هو أول يوم لوالدتها خارج المستشفى، عبّرت عن أملها في أن يُفرج قريبًا عن علاء، بما قد يدفع والدتها إلى الموافقة على إنهاء إضرابها والتركيز على التعافي من الأشهر التسعة التي «دمرت بشكل استثنائي جسمها وصحتها».

كانت سويف حولت إضرابها الكلي عن الطعام إلى جزئي نهاية الشهر الماضي، بعد مناشدات عديدة، فيما ضاعفت سعراتها اليومية من 300 إلى 600 سعر حراري، حتى الإفراج عن نجلها.

*تركي آل الشيخ يرد على وزير مصري قارن بين بلاده والسعودية

علق تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في السعودية، على تصريحات كامل الوزير، وزير النقل والمواصلات المصري، بعد مقارنته تكلفة الطرق بين مصر والمملكة.

ونشر آل الشيخ تصريح للوزير عبر صفحته على “فيسبوك”، قال فيه: “هاتوا أكبر استشاري عالمي يراجع ورانا وأنا هدفع مرتبه، روحوا شوفوا الطريق في السعودية بيتكلف كام وإحنا بنكلفه كام”، وأرفق آل الشيخ المنشور بالقول: “لا تعليق.. السعودية ipossible”.

ودخل رئيس هيئة الترفيه في السعودية تركي آل الشيخ، في جدل مع وزير النقل المصري كامل الوزير بعد مقارنة الأخير تكلفة الطرق بين مصر والمملكة.

ونشر آل الشيخ تقريرا يتحدث عن أن السعودية تحتل المركز الأول في ترابط شبكات الطرق بين بلدان العالم، وحققت تقدما ملحوظا بالقفز إلى المركز الرابع في معدلات جودة الطرق بين دول “مجموعة العشرين“.

موضحا في تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” أن هذه الإنجازات تأتي في إطار جهودها المستمرة لتعزيز السلامة على الطرق، مما أسهم في انخفاض أعداد الوفيات بنحو 50 في المائة.

كما نشر تركي آل الشيخ تصريحا للوزير المصري عبر صفحته على “فيسبوكمصحوبا بالتعجب من كلامه، حيث قال الوزير المصري: “هاتوا أكبر استشاري عالمي يراجع ورانا وأنا هدفع مرتبه، روحوا شوفوا الطريق في السعودية بيتكلف كام وإحنا بنكلفه كام“.

يأتي هذا الحوار في أعقاب فاجعة المنوفية، حيث اصطدمت شاحنة نقل ثقيل بميكروباص يقل 21 فتاة عاملة، مما أدى إلى وفاة 19 شخصا منهم 18 فتاة وسائق الميكروباص، وإصابة ثلاث أخريات في حالة حرجة.

وكشفت التحقيقات الأولية أن سائق الشاحنة كان تحت تأثير المخدرات وتجاوز الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، مما أدى إلى الحادث المروع.

وأثار الحادث غضباً شعبيا واسعا، مع انتقادات حادة لوزارة النقل والمواصلات بسبب إهمال الطريق الإقليمي، الذي يعاني من نقص الإنارة، الحفر، وغياب الرقابة المرورية.

ويأتي هذا بعد مأساة مروعة هزت مصر، حيث لقيت 18 فتاة من قرية كفر السنابسة ومعهم السائق حتفهم على الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون في محافظة المنوفية، عندما اندفعت شاحنة نقل ثقيلة بسرعة نحو الحافلة الصغيرة التي كانت تقلهم إلى حقول دلتا النيل.

*إعلام عبري: مصر تزداد جرأة ويجب أن يكون عليها الدور بعد إيران

أطلق عدد من المستشرقين والباحثين الإسرائيليين تصريحات مثيرة للجدل تدعو بشكل غير مباشر إلى التعامل مع مصر كعدو محتمل بعد إيران، متهمين القاهرة بتبديل “السلام البارد” بحرب باردة، وسط رصد واضح لمشاعر الشارع المصري التي اعتبروها عدائية تقليديًا تجاه إسرائيل.

جاء ذلك خلال ندوة تلفزيونية بثتها قناة i24news الإسرائيلية، شارك فيها عدد من أبرز الأسماء في المشهد الفكري والسياسي الإسرائيلي، مثل تسفي يحزكيلي، وإيدي كوهين، وروث واسرمان لاندا، ويوني بن مناحيم، والخبير العسكري إيلي ديكل. 

تسفي يحزكيلي: مصر تزداد جرأة ويجب أن تكون الهدف القادم
بدأت الندوة بمداخلة للمستشرق تسفي يحزكيلي، المعروف بآرائه المتطرفة حول العرب، والذي قال صراحة: “السلام البارد مع مصر يجب أن يُستبدل بحرب باردة”، مضيفًا: “الجار الجنوبي لإسرائيل – في إشارة إلى مصر – يزداد جرأة تجاهنا تدريجيًا، ويبدو أنه يستبدل السلام البارد بحرب باردة بالفعل”.

وأشار يحزكيلي إلى أن الدور القادم، بعد المواجهة مع إيران، يجب أن يكون على مصر، واصفًا الشارع المصري بأنه “لم يحب إسرائيل يومًا”، بل وذهب أبعد من ذلك بقوله:
“الشارع المصري الذي لم يحبنا يوماً، راقب الحرب الإسرائيلية الإيرانية عن كثب، وأولئك الذين كانوا يكرهون الشيعة، هللوا هذه المرة للإيرانيين”.

هذه العبارة كانت الأكثر إثارة في حديثه، إذ تكشف عن مدى رعب المؤسسة الفكرية الإسرائيلية من تغيّر المزاج الشعبي في مصر، خاصة بعد الدعم العاطفي الذي أبداه الشارع المصري لصواريخ إيران حين استهدفت مواقع في الداخل الإسرائيلي ردًا على الاعتداءات المستمرة في غزة. 

هل ستكون الحرب القادمة ضد مصر؟
في لحظة مفصلية من الندوة، وجّه المحاور سؤالًا مباشرًا ليحزكيلي: “هل ستكون الحرب القادمة ضد مصر؟”
فجاء الرد صادمًا حين قال: “ينبغي أن تكون كذلك”، في دلالة على وجود تفكير استراتيجي داخل بعض الدوائر الإسرائيلية بأن مصر لم تعد شريكًا آمنًا للسلام، بل باتت ضمن الدول التي يُحسب لها حساب أمني جديد. 

إيلي ديكل: لا نرى أفعال مصر في سيناء بشكل صحيح
من جانبه، شن الخبير العسكري والمقدم الاحتياطي إيلي ديكل هجومًا حادًا على مصر، محذرًا من تجاهل التحركات المصرية، خاصة في سيناء، قائلاً: “إننا لا نرى المصريين وأفعالهم في سيناء بشكل صحيح، وقد يكون هذا هو الخطأ التالي الذي نرتكبه”، في تلميح مباشر إلى أن إسرائيل قد تكرر خطأً استراتيجيًا إذا استمرت في غض الطرف عن النشاط المصري في المنطقة الحدودية. 

كراهية شعبية مستمرة.. ومخاوف من تحول سياسي
الندوة التي كان يُفترض أن تكون تحليلًا استراتيجيًا لما بعد حرب إيران-إسرائيل، تحوّلت إلى ما يشبه جلسة تعبئة سياسية ضد مصر، ليس ضد عبدالفتاح السيسي، وإنما كشعب.

فقد أجمع المشاركون، بمن فيهم إيدي كوهين، على أن الكراهية الشعبية المصرية تجاه إسرائيل لا تزال قائمة منذ عقود، بل وتتعزز مع استمرار الحرب على غزة، وهو ما يجعل من الصعب الرهان على أي نوع من التطبيع الثقافي أو الشعبي مع مصر.

* مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديلات قانون الإيجار القديم

وافق مجلس النواب نهائيًا على تعديلات قانون الإيجار القديم وقوفًا خلال الجلسة العامة اليوم، الأربعاء 2 يوليو 2025، على الرغم من الانتقادات لنصوص مواد مشروع القانون.

وشهدت المناقشات البرلمانية جدلاً واسعًا. طالب النائب أحمد الشرقاوي بتأجيل المناقشة حتى تتوفر بيانات دقيقة تدعم اتخاذ القرار

وفي الجلسة نفسها، انسحب نواب المعارضة والمستقلون احتجاجًا على ما وصفوه بعدم كفاية البيانات المتاحة وعدم إجراء حوار مجتمعي شامل قبل تقديم المشروع. على الرغم من ذلك، استمرت الجلسة وتمت الموافقة على التعديلات

جاءت الموافقة بعد تعديل المادة الثامنة من مشروع قانون الإيجار القديم التي تنظم حصول المستأجرين المضارين على بدائل سكنية بعد تعديلها، كما تقدمت الحكومة في الجلسة العامة بتعديل يضمن للمستأجر الأصلي أو زوجه عدم إخلاء العين قبل توفير البديل المناسب بسنة على الأقل

وتنص المادة على أن “مع عدم الإخلال بحكم المادتين (2، 7) من هذا القانون، يكون لكل مستأجر أو من امتد إليه عقد الإيجار وفقاً لأحكام القانونين رقمي 49 لسنة 1977، 136 لسنة 1981 المشار إليهما، وقبل انقضاء المدة المحددة لانتهاء العقود في المادة (2) من هذا القانون، أحقية في تخصيص وحدة سكنية أو غير سكنية، إيجاراً أو تمليكاً، من الوحدات المتاحة لدى الدولة، بطلب يقدمه المستأجر أو من امتد إليه عقد الإيجار مرفقا به إقرار بإخلاء وتسليم العين المستأجرة فور صدور قرار التخصيص واستلام الوحدة، وتكون الأسبقية في التخصيص للفئات الأولى بالرعاية وعلى الأخص (المستأجر الأصلي وزوجه ووالديه ممن أمتد منهم إليه عقد الإيجار).  

ويصدر رئيس مجلس الوزراء بناء على عرض الوزير المختص بشئون الإسكان خلال 30 يوم من تاريخ العمل بأحكام هذا القانون قراراً بالقواعد والشروط والإجراءات اللازمة لتلقى الطلبات أو البت فيها

ونصت الفقرة المضافة وفقًا لتعديل الحكومة على أن “تلتزم الجهات المشار إليها بعرض الوحدات المتاحة لديها لاعتمادها، على أن يتم الالتزام بتخصص الوحدات السكنية التي تحرر لها عقد إيجار قبل العمل بأحكام هذا القانون قبل عام كحد أقصى من انقضاء المدة المحددة بهذا القانون طبقًا للمادة 2 من القانون

وحال إعلان الدولة عن وحدات تابعة لها سكنية أو غير سكنية، إيجاراً أو تمليكاً، يكون للمستأجر أو من امتد إليه عقد الإيجار الأولوية في تخصيص وحدة، بمجرد تقدمه بطلب مرفقاً به إقرار إخلاء الوحدة المستأجرة المشار إليه بالفقرة الأولى من هذه المادة، على أن يُراعى في الأولوية حال التزاحم طبيعة المنطقة التي بها الوحدة المستأجرة، ويُحدد الإعلان الضوابط والقواعد والإجراءات اللازمة للتخصيص

*للمرة الثالثة برلمان الانقلاب يؤجل التصويت النهائي على قانون الإيجارات وغياب ضمانات للسكن البديل

في سابقة تعكس تعثّر إدارة الملف التشريعي الأكثر جدلاً في الشارع المصري، أرجأ مجلس النواب بنظام الانقلاب ، للمرة الثالثة خلال أسبوع، التصويت النهائي على مشروع تعديل قانون الإيجارات القديمة، ليُحال إلى جلسة اليوم الأربعاء، رغم موافقة المجلس عليه من حيث المبدأ.

يأتي التأجيل استجابة لطلب النائب عبد الهادي القصبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب “مستقبل وطن” التابع للسيسى، في ظل استمرار غياب البيانات الرسمية الدقيقة بشأن أعداد المستأجرين الأصليين، وتركيبتهم العمرية، وتوزيعهم الجغرافي، وهو ما اعتبره مراقبون دليلاً على غياب الجاهزية الحكومية لمعالجة أزمة ممتدة منذ عقود.

رئيس المجلس، الانقلابى حنفي جبالي، حمّل الحكومة مسؤولية التأجيل، مشيراً إلى أن “غياب البيانات والإحصاءات الجوهرية من الجهات المختصة، وعلى رأسها جهاز التعبئة العامة والإحصاء، يحول دون التصويت النهائي”، مؤكدًا أن البرلمان لن يمرر قانوناً بهذا الحجم دون معلومات دقيقة وشفافة.

أزمة ثقة في بيانات الحكومة

الجلسة البرلمانية شهدت انتقادات حادة لرئيس جهاز التعبئة والإحصاء، اللواء خيرت بركات، بسبب تضارب تصريحاته. ففي الوقت الذي زعم فيه الجهاز توافر بيانات المستأجرين منذ عام 2017، نفى عدد من النواب، من بينهم النائب فريدي البياضي، هذه المزاعم، مشيرين إلى أن “البيانات غير دقيقة، وجرى تصنيعها بشكل مستعجل استجابة لضغط البرلمان، ما يضع مصداقيتها محل شك”.

البياضي وصف تصريحات بركات بـ”المتناقضة”، وأضاف: “إما أن الجهاز كان يخفي المعلومات، أو أن ما قدمه الآن هو بيانات مفبركة، وفي الحالتين لا يمكن الاعتماد عليها لإقرار قانون يمس ملايين الأسر”.

غياب ضمانات للسكن البديل

أحد أبرز الاعتراضات النيابية تمثل في غياب خطة واضحة لتوفير مساكن بديلة بعد انتهاء الفترات الانتقالية التي حددها مشروع القانون لتحرير العلاقة الإيجارية. النائب ضياء الدين داوود أشار إلى أن محافظات مثل الدقهلية تضم أكثر من 110 آلاف أسرة خاضعة لقانون الإيجارات القديمة، ولا توجد آليات معلنة لإسكانهم بعد الإخلاء، ما ينذر بأزمة اجتماعية قادمة.

في المقابل، حاولت وزيرة التنمية المحلية، منال عوض، طمأنة النواب بالإشارة إلى أراضٍ مستردة من واضعي اليد وأخرى تحت ولاية الأوقاف والإصلاح الزراعي يمكن استغلالها، لكن حديثها قوبل باعتراضات حادة بسبب غياب التفاصيل والخطط التنفيذية.

البنود المثيرة للجدل: التحرير و”حكامة” المالك

مشروع القانون نصّ على تحرير عقود الإيجارات السكنية بعد فترة انتقالية مدتها 7 سنوات، وسط مطالب من نواب بمدّها إلى 10 سنوات تخفيفاً للأثر الاجتماعي، فيما اقترح آخرون أن يتم تحرير العقود غير السكنية بعد 7 سنوات أيضاً بدلاً من 5، مع الإبقاء على الزيادة السنوية في القيمة الإيجارية بنسبة 15%.

أما الزيادة المقترحة على القيمة الإيجارية فتراوحت ما بين 20 مثل القيمة الحالية للوحدات السكنية في المناطق المتميزة، بحد أدنى 1000 جنيه، و10 أمثال للمناطق المتوسطة والاقتصادية، ما اعتبره نواب تهديداً مباشراً للفئات غير القادرة في ظل موجات الغلاء والتضخم.

كما فتح الجدل حول مفهوم “المالك الأصلي” الباب أمام جدال قانوني، خاصة أن عددًا من المواد اعتمد على معيار السن (ما فوق 60 عاماً في 2017) لتحديد الجيل الأول من المستأجرين، وهو معيار وصفه نواب بأنه “تعسفي” ويخلو من الأساس القانوني أو الدستوري.

في انتظار الحسم وسط غموض يهيمن

بحسب مصادر برلمانية، فإن التوجه الآن يسير نحو تمديد الفترات الانتقالية، مع إعادة دراسة البنود المتعلقة بتحديد المستأجر الأصلي، وضمانات السكن البديل، ما يعني أن مشروع القانون لا يزال بعيدًا عن الوصول إلى محطته الأخيرة، رغم الضغوط التي تمارسها الحكومة وبعض الكتل السياسية لتحرير العلاقة الإيجارية في أسرع وقت.

تأجيل التصويت للمرة الثالثة ليس مجرد تأخير إجرائي، بل يعكس أزمة أعمق تتعلق بتخبط الحكومة، وضعف قاعدة البيانات، وغياب الرؤية الاجتماعية، في وقت يطالب فيه الملايين من ملاك الوحدات المؤجرة بحسم الملف، بينما يخشى المستأجرون من التشرد دون بديل حقيقي.

* كيف تحولت مشروعات السيسي من إنجازات عاجلة إلى كوارث قاتلة؟

في مشهد مروّع يعكس حجم الإهمال وغياب التخطيط، قُتلت 19 فتاة في حادث دموي على الطريق الإقليمي الدائري، أثناء عودتهن من العمل بمزارع العنب في إحدى الضواحي القريبة من القاهرة. فتيات في عمر الزهور، بينهن طالبات بكليات الهندسة والآداب والتمريض، وأخرى كانت تستعد لزفافها، لقين مصرعهن في طريق يفترض أن يكون من “منجزات الجمهورية الجديدة”.

الحادث لم يكن الأول، وربما لن يكون الأخير، على طريق وصفه المواطنين عبر مواقع التواصل بـ”طريق الموت”، وهو أحد المشروعات التي أُنجزت بضغط مباشر من عبد الفتاح السيسي، ضمن نهج الإسناد بالأمر المباشر، دون مناقصات أو دراسات وافية.

مشروع وُلد على الهواء
في 9 سبتمبر 2018، افتتح السيسي المرحلة الأخيرة من الطريق الإقليمي الدائري، الممتد بطول 400 كيلومتر، بتكلفة بلغت 9 مليارات جنيه. المشروع جاء استجابة لتوجيهات رئاسية أُعلنت في يوليو 2017، لسرعة الانتهاء من المحاور والطرق، دون انتظار خطط هندسية مدروسة أو جدوى اقتصادية واضحة.

وقد شاركت في تنفيذه جهات عسكرية ومدنية، بينها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الإنتاج الحربي، وتولت إدارته بعد الافتتاح “الشركة الوطنية للطرق” التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش، التي فرضت رسوم عبور تتراوح بين 10 و25 جنيها حسب نوع المركبة، تحت بند “صيانة الطريق”.

لكن الطريق لم يصمد طويلًا. إذ انهار جزء كبير من القوس الشمالي بين بلبيس وبنها، بعد أقل من عامين على افتتاحه، بسبب تنفيذه فوق أراضٍ زراعية وردم الرمال والطفلة بارتفاع 3 أمتار، وبطبقات رصف لا تفي بأدنى معايير الجودة، وفق ما أكده مهندسون محليون.

ضحايا بالجملة.. والمحاسبة غائبة
بحسب تقارير رسمية، شهد الطريق الإقليمي نحو 63 حادث تصادم أسفر عن مقتل 116 مواطنًا، وإصابة 470 آخرين، فيما يؤكد الأهالي أن أكثر الحوادث وقعت في القوس الذي نُفّذ في عهد السيسي، بينما بقي القوس الجنوبي الذي افتُتح في عهد مرسي، أكثر أمانًا.

في المقابل، لا أحد من المسؤولين تمت مساءلته، رغم شكاوى الأهالي والمكاتبات التي أُرسلت لوزارة النقل، لتدارك التصدعات والحفر والانهيارات المتكررة، خاصة بمحافظات الشرقية والمنوفية والجيزة، التي تصدرت مشهد الحوادث.

وزير النقل الحالي، كامل الوزير، لم يُخفِ أن عدد ضحايا الطرق في مصر خلال عام 2024 فقط بلغ 5260 حالة وفاة و76 ألف إصابة، رغم إنفاق 530 مليار جنيه على مشروعات الطرق والكباري خلال العقد الماضي، منها 175 مليارا على المشروع القومي للطرق.

من “الحاج سعيد” إلى “التفريعة” والعاصمة.. نهج واحد
ما حدث على الطريق الإقليمي ليس حادثًا منفصلًا، بل يأتي ضمن نهج مستمر من القرارات الرئاسية المرتجلة، والإسناد المباشر لمشروعات قومية بدون دراسات أو مناقصات.

نهجٌ وثقته الكاميرات خلال افتتاحات رسمية، مثل مطالبة السيسي في ديسمبر 2021 مقاولًا يُدعى “الحاج سعيد” ببناء كوبري خلال عام مقابل 25% فقط من التكلفة، ورضوخ الوزير لخفض مليارات من ميزانية المشروع خلال دقائق.

هذه الطريقة في إدارة المشاريع لم تقتصر على الطرق، بل شملت أيضًا:
تفريعة قناة السويس (2015): كلفت 64 مليار جنيه (8 مليارات دولار) دون دراسة جدوى، ولم تحقق الدخل الموعود بـ100 مليار سنويًا، ما دفع مصر للاقتراض من صندوق النقد الدولي بعد عام فقط.

العاصمة الإدارية والعلمين والقطار الكهربائي والمونوريل: مشروعات عملاقة كلفت مئات المليارات، وأُسند تنفيذها بشكل واسع للهيئة الهندسية للقوات المسلحة دون شفافية أو منافسة، ما تسبب في تراكم ديون وصلت لـ40 مليار دولار على شركة العاصمة الإدارية، وفق “نيويورك تايمز”. 

موازنة على حافة الإفلاس
وفق مشروع موازنة 2025/2026، ستدفع مصر 4382.6 مليار جنيه لسداد فوائد وأقساط ديون، ما يمثل نحو 65% من إجمالي استخدامات الدولة، بسبب سياسة الاقتراض المفرطة لتمويل مشروعات “الافتتاحات المتلفزة”.

الخبير الاقتصادي ممدوح الولي علّق على الحادث قائلا إن “إسناد المشروعات بالأمر المباشر يؤدي إلى تنفيذ طرق رديئة، مثل الطريق الإقليمي، الذي أقيم على أرض زراعية، دون دكّ الرمال بالشكل المطلوب، ما جعله يتفتت كالبسكويت بعد أول أمطار”.

وأكد أن هذا النهج “يخالف قانون المناقصات الذي يوجب الشفافية والعرض الفني والمالي، لكن السيسي فضّل منطق السرعة والاستعراض، على حساب الأرواح والمصلحة الاقتصادية”. 

“الجباية والموت”.. طريق بنكهة الكبريت
المحلل السياسي أحمد حسن بكر وصف الطرق الجديدة بأنها “في صلابة البسكويت”، مشيرًا إلى أن طبقة الأسفلت غير مطابقة للمواصفات وتحتوي على نسب عالية من الكبريت، ما يجعلها تتشقق بفعل المطر أو حرارة الشمس.

وأضاف أن الجهات التي يُفترض أن تراقب جودة الطرق والسلامة المرورية، تتقاعس عن أداء دورها، في ظل غياب المحاسبة، وتوزيع دماء الضحايا على أكثر من جهة: من أمر بالتنفيذ، ومن نفّذ بدون مواصفات، ومن تقاعس عن الرقابة.

 

* انتخابات “الشيوخ” المصري أول أغسطس وتوقعات بهيمنة حزب العرجاني

أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، الثلاثاء، الجدول التفصيلي لانتخابات مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، بدايةً من فتح باب الترشح للانتخابات، مروراً بأيام التصويت في خارج مصر وداخلها، وصولاً إلى إعلان النتيجة النهائية لها. 

وذكرت الهيئة أنه تقرر تلقي وفحص طلبات المترشحين اعتباراً من السبت 5 يوليو الحالي، وحتى الخميس 10 يوليو، وذلك من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، مع انتهاء العمل في اليوم الأخير في تمام الثانية ظهراً.

بعدها ستعلن كشوف أسماء المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ ورموزهم، ونشرها يتم في صحيفتي “الأخبار” و”الجمهورية” يوم الجمعة 11 يوليو، على أن تفصل محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في الطعون على المرشحين في الفترة من 14 إلى 16 يوليو.

وأشارت الهيئة إلى أن إعلان القائمة النهائية للمترشحين، وبدء فترة الدعاية الانتخابية، سيكون في 18 يوليو، على أن يكون يوم الأحد 20 يوليو آخر موعد للتنازل عن الترشح.

وتبدأ فترة الصمت الانتخابي في 31 يوليو، تمهيداً لإجراء الانتخابات خارج مصر يومي الجمعة والسبت الموافقين 1 و2 أغسطس المقبل، فيما تُجرى الانتخابات داخل مصر يومي الاثنين والثلاثاء 4 و5 أغسطس، وتعلن النتيجة في الجريدة الرسمية يوم 12 أغسطس.

وتستأنف الدعاية الانتخابية لجولة الإعادة – إن وجدت – في اليوم نفسه، ويطعن في قرار الهيئة بإعلان النتيجة خلال 48 ساعة من تاريخ الإعلان عن النتيجة، أي في موعد أقصاه الخميس 14 أغسطس.

عقب ذلك، تفصل المحكمة الإدارية العليا في الطعون الانتخابية خلال عشرة أيام، اعتباراً من يوم الجمعة الموافق 15 أغسطس، وحتى الأحد 24 أغسطس. 

وتبدأ فترة الصمت الدعائي لجولة الإعادة في 24 أغسطس، مع تخصيص يومي 25 و26 أغسطس لتصويت المصريين بالخارج، و27 و28 أغسطس لتصويت المصريين بالداخل. وتعلن نتيجة انتخابات جولة الإعادة في الجريدة الرسمية في 4 سبتمبر 2025.

وتُجرى انتخابات مجلس الشيوخ بواقع 50% للانتخاب بنظام القوائم المغلقة، و50% للانتخاب بالنظام الفردي. وقسمت دوائر الانتخاب بنظام القوائم إلى أربع قوائم بإجمالي 100 مقعد، و27 دائرة للانتخاب الفردي بإجمالي 100 مقعد.

وبموجب تعديل قانون مجلس الشيوخ الذي صادق عليه عبد الفتاح السيسي في 8 يونيو الماضي، يحق لرئيس الجمهورية تعيين ثلث عدد الأعضاء (100 نائب)، وهو ما يصل بالعدد الإجمالي لأعضاء المجلس إلى 300 نائب. وخص التعديل نسبة 10% على الأقل للمرأة، من إجمالي مقاعد مجلس الشيوخ.

وضمت الدائرة الأولى للقوائم المغلقة محافظات القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ، بإجمالي 37 مقعداً، والثانية محافظات الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر، بإجمالي 37 مقعداً.

وضمت الدائرة الثالثة محافظات الشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء، بإجمالي 13 مقعداً، والرابعة محافظات الإسكندرية والبحيرة ومطروح، بإجمالي 13 مقعداً.

فيما قسمت الدوائر الفردية إلى 27 دائرة (كل محافظة دائرة واحدة)، بواقع 10 مقاعد لمحافظة القاهرة، و5 للقليوبية، و6 للدقهلية، و4 للمنوفية، و5 للغربية، و3 لكفر الشيخ، و8 للجيزة، و4 للفيوم، و3 لبني سويف، و5 للمنيا، و5 لأسيوط، و5 لسوهاج، و3 لقنا، و7 للشرقية، ومقعدين لكل من الأقصر وأسوان ودمياط، ومقعد واحد لكل من الوادي الجديد والبحر الأحمر وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء ومطروح، و7 للإسكندرية، و6 للبحيرة.

وعاد مجلس الشيوخ إلى الحياة النيابية المصرية، بديلاً عن مجلس الشورى السابق، بموجب التعديلات التي أدخلها مجلس النواب في عام 2019 على الدستور بهدف تمديد فترة حكم السيسي حتى عام 2030 بدلاً من 2022.

وفض المجلس فصله التشريعي الأول في 23 يونيو الماضي، بعد خمس سنوات من إبداء الرأي غير الملزم في مشاريع القوانين المُحالة إليه فقط، من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب.

 وكان المجلس بمثابة ترضية لأكبر عدد من رؤساء الأحزاب والسياسيين والإعلاميين الموالين للنظام الحاكم، من دون صلاحيات رقابية أو تشريعية حقيقية.

وصلاحيات مجلس الشيوخ الحالي أقل كثيراً من مجلس الشورى في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، إذ كان دستور 1971 يلزم بعرض القوانين المكملة للدستور على الأخير، بينما المادة 249 من الدستور القائم جعلت من هذا العرض اختيارياً، وهو ما يفسر حقيقة إنشاء المجلس غرفة صورية ثانية للبرلمان.

وبحسب مراقبين، فإنه رغم أن مجلس الشيوخ ليس له دورا فعالا في سن القوانين والتشريعات الدستورية، إلا أن السيسي يحرص على اختيار أناس يؤيدون سياسته، مشيرين إلى أن حزب العرجاني سيستحوذ على النصيب الأكبر من المقاعد.

*وزارة الصحة المصرية: مصرع 4 أشخاص وإنقاذ 22 مصاباً في حادث غرق حفار بترول بخليج السويس

أعلنت وزارة الصحة المصرية، الأربعاء، مصرع 4 أشخاص وإنقاذ 22 مصابا إثر غرق حفّار بترول في خليج السويس بمحافظة البحر الأحمر شرق البلاد.

وقال الوزارة في بيان على فيسبوك إنه “جرى نقل 4 حالات وفاة إلى مستشفى الغردقة العام بالمحافظة، فيما جرى نقل 18 مصابا إلى مستشفى آخر، إضافة إلى نقل 4 مصابين جوا”.

ولفتت إلى أنه فور تلقي البلاغ بوقوع الحادث تم توجيه 20 سيارة إسعاف إلى مكان الحادث و4 إلى مطار الجونة (شرق).

وأشارت إلى أنها تتابع الموقف في مكان الحادث ورفعت درجة الاستعداد في مديرية صحة البحر الأحمر، وجميع المستشفيات، لتقديم كافة سبل الرعاية الطبية اللازمة، مع استمرار عمليات الإنقاذ والبحث.

وفي السياق قال محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي إن الحادث أسفر عن مصرع 4 أشخاص وإصابة 23 بينهم 2 في حالة حرجة يخضعان للعلاج والمراقبة بغرفة العناية المركزة.

وأضاف في مداخلة هاتفية مع إحدى القنوات الإخبارية المصرية أن البحث لا يزال جاريا عن 3 مفقودين.

ومساء الثلاثاء أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية أنهاتلقت بلاغا من شركة أوسوكو يفيد بوقوع حادث انقلاب للبارج البحري Adam Marine 12 بمنطقة جبل الزيت بخليج السويس”.

وأضافت: “توجه وزيرا البترول والعمل على رأس فريق من قيادات الوزارتين إلى موقع الحادث للوقوف ميدانيا على تطورات الموقف، ومتابعة عمليات الإنقاذ وما تم اتخاذه من إجراءات فورية للتعامل مع الحادث”.

والأربعاء قالت الوزارة إن الوزير كريم بدوي، أجرى زيارة برفقة وزير العمل حمد جبران ومحافظ البحر الأحمر عمرو حنفي إلى المستشفى للاطمئنان على المصابين الذين جرى إنقاذهم.

*طالبة بجامعة عين شمس تطعن فرد أمن منعها من الدخول وتحاول إشعال النيران فى نفسها

فى سياق الأحداث المأساوية التى تعانى منها مصر فى زمن الانقلاب شهدت كلية البنات بجامعة عين شمس اليوم واقعة مأساوية غريبة من نوعها، حيث أقدمت طالبة بقسم اللغة العربية على طعن فرد أمن إداري داخل الكلية.

وكشف مصدر مسؤول بجامعة عين شمس، أن الطالبة كانت مفصولة بسبب سلوكها العدوانى وتعانى من اضطراب نفسي وسبق لها أن تسببت فى إتلاف أحد المكاتب فى الكلية.

ولفت المصدر إلى أن الطالبة كانت تعالج نفسيا وحاولت بعد طعن فرد الأمن إشعال النيران فى نفسها لكن تم السيطرة على الموقف، مؤكدا أن فرد الأمن يدعى محمد منير وتم نقله على الفور لمستشفي عين شمس التخصصي فى حالة حرجة بعد طعنه فى منطقة البطن .

 سلاح أبيض

وكشفت التحريات الأولية أن الطالبة استخدمت سلاحا أبيض “سكين” فى طعن فرد الأمن مؤكدة أن الطالبة مضطربة نفسيا وتم ايداعها مصحة للعلاج النفسي، وتم فصلها من الجامعة بسبب سلوكها العدواني العنيف.

وشهد محيط الجامعة حالة من الذعر والفزع بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من هول المشهد ، مطالبين بضرورة تشديد إجراءات التأمين .

وقال أحد شهود العيان من الطلاب أن الطالبة مرتكبة الواقعة تعاني من اضطرابات نفسية، وتم التحفظ عليها بعد القبض عليها مباشرة في محيط الجامعة، كما تم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات، مع فحص حالتها النفسية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

*ارتفاع أسعار الأسمدة بنسبة 33% فى السوق السوداء

كشف حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، عن ارتفاع أسعار الأسمدة بالسوق السوداء بنسبة بلغت نحو 33% عقب توقف الانتاج فى شركات ومصانع الأسمدة بسبب قرار حكومة الانقلاب بوقف امدادات الغاز الطبيعي مؤكدا أن ما حدث مؤخرا في أسعار الأسمدة يعد أزمة حقيقية لها الكثير من التداعيات السلبية على المزارعين وعلى أسعار المنتجات الزراعية .

 وأرجع أبو صدام فى تصريحات صحفية ارتفاع اسعار الأسمدة إلى قرار حكومة الانقلاب بوقف إمدادات الغاز لمصانع الأسمدة خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى تعطل في الإنتاج.

وقال : الزيادة في الأسعار بالسوق السوداء تراوحت بين 3000 إلى 4000 جنيه للطن، حيث ارتفع سعر الطن من 22 ألف جنيه إلى ما بين 25 و26 ألف جنيه، وهو ما أثار مخاوف من أزمة محتملة .

وحذر أبو صدام من أن أي تحرك في أسعار مدخلات الإنتاج وخاصة الأسمدة يمثل عبئا مباشرا على الفلاح، لاسيما في الموسم الصيفي الذي يحتاج فيه النبات إلى كميات أكبر من السماد بسبب ارتفاع استهلاك المياه، وهو ما يزيد من تكاليف الزراعة في وقت تشهد فيه المنتجات الزراعية انخفاضا في الأسعار .

وتوقع أن تتجه الأمور نحو الانفراج مع بدء عودة إمدادات الغاز تدريجيا إلى القطاعات الصناعية، واستئناف المصانع المتوقفة لنشاطها الإنتاجي خلال الأسبوع المقبل .

وأشار أبو صدام إلى أن الأسمدة المدعومة لم تتأثر بهذا الوضع ، وتصرف للفلاحين بالأسعار الرسمية المعتادة لكنها غير كافيه ويضطر المزارع إلى شراء كميات اضافية من السوق السوداء موضحا أن مصر تعتمد على نظام موسمين زراعيين، صيفي وشتوي، ويتم صرف الأسمدة لكل موسم على حدة بشكل منتظم.

*تأجيل شريحة القرض الخامسة يربك مصر اقتصاديًا وسط تباطؤ الإصلاحات الحاسمة

أعلن مصدر مطلع أن صندوق النقد الدولي قد يتجه إلى تأجيل صرف الشريحة الخامسة من قرض مصر البالغة قيمته 820 مليون دولار ضمن حزمة تمويل تبلغ إجمالًا 3 مليارات دولار

أوضح المصدر أن هذا القرار يعود إلى بطء وتيرة الإصلاحات الهيكلية التي التزمت بها مصر منذ توقيع الاتفاق في ديسمبر 2022 والتي تشمل تحرير سعر الصرف وتقليص دور الدولة في الاقتصاد وتعزيز مشاركة القطاع الخاص

أشار إلى أن الصندوق يدرس حاليًا دمج مراجعة الشريحتين الخامسة والسادسة في تقييم واحد بدلًا من إجراء مراجعتين منفصلتين كما كان مخططًا سابقًا وهو ما قد يؤدي إلى تأخير صرف الشريحتين إلى وقت لاحق من العام الحالي

أكد أن هذا التأجيل قد ينعكس سلبًا على ثقة المستثمرين والأسواق المالية خاصة في ظل التزامات مصر الخارجية الضخمة والتي تصل إلى نحو 29.2 مليار دولار مستحقة خلال العام المالي الجاري 2024 – 2025

زعم أن الحكومة المصرية تواجه ضغوطًا متزايدة لتنفيذ تعهداتها أمام المؤسسات الدولية وسط توقعات بتفاقم أزمة السيولة وارتفاع التضخم الذي سجل في مايو الماضي نسبة 28.1% مقارنة بالعام السابق

لفت إلى أن الشريحة الخامسة كانت تمثل دفعة معنوية واقتصادية مهمة لمصر في ظل التحديات النقدية الحالية حيث ارتفع الدين الخارجي إلى 165.3 مليار دولار بنهاية الربع الأول من عام 2025 بزيادة تتجاوز 11.4 مليار دولار عن العام السابق

أردف أن أسعار الصرف ظلت مستقرة رسميًا عند 30.9 جنيهًا مقابل الدولار بينما يتجاوز السعر في السوق غير الرسمية حاجز 47 جنيهًا ما يعكس فجوة سعرية كبيرة تؤثر على عمليات الاستيراد وثقة المستثمرين

نوه بأن التأجيل يأتي في وقت حرج بعد أن كانت مصر قد حصلت على دفعات سابقة بقيمة إجمالية بلغت نحو 1.64 مليار دولار على أربع مراحل منذ توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي

استدرك أن ضعف تنفيذ الإصلاحات يشكل تهديدًا مباشرًا لحصول مصر على باقي التمويل خصوصًا وأن بعض البنود الأساسية في البرنامج لم تُطبق بشكل كامل حتى الآن مما يضع البرنامج بأكمله أمام مراجعة شاملة محتملة

قال إن الآمال بانفراجة مالية وشيكة باتت تتلاشى تدريجيًا مع تزايد التحديات الهيكلية والنقدية في الوقت الذي يحتاج فيه الاقتصاد المصري إلى خطوات حاسمة وجادة لا تحتمل مزيدًا من التأجيل

*مشروع قانون الإيجار القديم يشعل غضب الشارع بعد مقترحات الزيادات المفاجئة

أشعلت جلسات الحوار المجتمعي بشأن مشروع تعديل قانون الإيجار القديم حالة من الجدل بعد طرح مقترحات تضمنت زيادات كبيرة في القيمة الإيجارية للمساكن والمحال التجارية

أوضح المشاركون في النقاش أن المقترحات الجديدة تسعى لتحديد حد أدنى للقيمة الإيجارية للمناطق الشعبية يبدأ من 2000 جنيه شهريًا بينما يتم رفع الحد في المناطق المتوسطة إلى 4000 جنيه وتصل إلى 8000 جنيه في المناطق الراقية وهو ما أثار صدمة لدى عدد كبير من المستأجرين القدامى الذين يعيشون منذ عقود في هذه الوحدات بإيجارات لا تتجاوز بضعة جنيهات

لفت بعض المعنيين بالقضية إلى أن الوحدات غير السكنية لم تسلم من الزيادة المقترحة حيث تم اقتراح رفع الحد الأدنى لإيجارها إلى 5000 جنيه ما ينذر بتأثير مباشر على أصحاب الحرف والمحال الصغيرة في الأحياء القديمة

نوه مراقبون إلى أن تلك المقترحات تهدد استقرار مئات الآلاف من الأسر التي تعيش في مساكن الإيجار القديم منذ عقود ولا تملك القدرة المالية على مواكبة هذه الزيادات المفاجئة خاصة مع الأوضاع الاقتصادية الضاغطة وارتفاع تكاليف المعيشة

أشار متضررون إلى أن تنفيذ المقترحات المقترحة دون وضع حلول انتقالية أو تعويضات عادلة قد يؤدي إلى موجة من النزوح الإجباري من تلك المناطق نحو أطراف المدن بل وربما إلى التشرد لبعض الحالات الإنسانية المعتمدة كليًا على هذه الوحدات

أعلن خبراء في المجال القانوني أن غياب التدرج في فرض التعديلات يضرب بمبدأ التوازن بين طرفي العلاقة الإيجارية ويزيد من عمق الفجوة الاجتماعية بين الملاك والمستأجرين ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية ويخلق بؤرًا جديدة من الغضب الشعبي

زعم عدد من المتابعين أن المشروع في صيغته الحالية لا يراعي التركيبة الاقتصادية للطبقات الفقيرة ولا يوفر بدائل سكنية مناسبة ما قد يفتح الباب لموجة من الاحتجاجات الشعبية إذا لم يتم مراجعته بشكل يضمن العدالة الاجتماعية والتوازن الاقتصادي بين جميع الأطراف

استدرك ناشطون أن تطوير التشريعات أمر مطلوب لكنه لا يجب أن يأتي على حساب استقرار المواطنين الأضعف دخلًا والذين قد يجدون أنفسهم فجأة مهددين بفقدان مأواهم الوحيد بعد عقود من الاستقرار

أكد متابعون أن الحل لا يكمن في قرارات حادة بل في حلول متدرجة تضمن حقوق الطرفين دون أن تُلقى الأعباء كاملة على كاهل طرف دون آخر في ظل ظروف معيشية قاسية تمر بها البلاد.

معتقلون يصرخون الموت أرحم من ترحيلنا لسجن الوادي الجديد.. الثلاثاء 1 يوليو 2025م.. 9 ملايين متقاعد مدني تحت خط الفقر وتصريحات السيسي في ذكرى انقلاب 2013 ترسيخ للعسكرة والتبجح

معتقلون يصرخون الموت أرحم من ترحيلنا لسجن الوادي الجديد.. الثلاثاء 1 يوليو 2025م.. 9 ملايين متقاعد مدني تحت خط الفقر وتصريحات السيسي في ذكرى انقلاب 2013 ترسيخ للعسكرة والتبجح

 

شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري

 

*معتقلون يصرخون الموت أرحم من ترحيلنا لسجن الوادي الجديد

طالب عدد من المعتقلين في سجن أبو زعبل 2 بإطلاق النار عليهم بدلًا من تنفيذ قرار نقلهم إلى سجن الوادي الجديد وأكدوا أن الموت أهون من مواجهة ظروف الاحتجاز القاسية التي تنتظرهم هناك

كشف المعتقلون في رسالة استغاثة مسرّبة أنهم تعرضوا للرفض التام عند مطالبتهم بإلغاء القرار وأوضحوا أن مصلحة السجون هي من أصدرت أمر الترحيل الذي تم تنفيذه وسط صدمة وخوف من المصير المحتوم الذي ينتظرهم

وصف المعتقلون لحظة دخولهم إلى السجن الجديد بأنها كانت بداية سلسلة من الإهانات والإجراءات القمعية وأشاروا إلى أنهم قُيدوا من الخلف وغطيت أعينهم ثم تعرضوا للضرب الجماعي العنيف فيما يُعرف داخليًا بالتشريفة

أضاف المعتقلون أن الزنازين الضيقة المعروفة بالمصفحة والتي بالكاد تستوعب 20 شخصًا يزج فيها بين 60 إلى 70 معتقلًا وأشاروا إلى أن الزنازين تعاني من انعدام التهوية وانقطاع المياه النظيفة وانتشار الحشرات والروائح الكريهة الناتجة عن غياب أي نظام صرف صحي

لفتت الرسالة إلى معاناة يومية تبدأ مع إجبار المعتقلين على خلع ملابسهم كل صباح وقضاء حاجتهم أمام بعضهم البعض وأعلنوا أنهم لا يحصلون إلا على زجاجة ماء واحدة يوميًا لكل معتقل وهي غير كافية لا للشرب ولا للنظافة

تحدث المعتقلون عن التعذيب النفسي والجسدي والحبس الانفرادي الذي تمارسه إدارة السجن وقالوا إن من يخرج من المصفحة يُنقل إلى زنازين الدواعي قبل أن يتم توزيعه على ثلاثة عنابر رئيسية

استعرضوا أوضاع عنبر 3 الذي يضم معتقلين سياسيين وجنائيين معًا وكذلك عنبر 4 الذي يعتبر الأكثر وحشية حيث يُحرم فيه المعتقلون من التريض والشراء أو إدخال الملابس بينما أكدوا أن عنبر 8 يسمح بالتريض لكن بطريقة مهينة إذ يُخرج المعتقلون فرادى في أشد ساعات الحرارة ويُمنعون من التفاعل أو التواصل

نوه المعتقلون إلى وجود عنبر التأديب الذي وصفوه بطريق الموت البطيء حيث يُحتجز المعتقل شبه عارٍ صيفًا وشتاءً ويُلقى له الطعام غير الصالح على الأرض وأوضحوا أن هذا العنبر شهد وفيات موثقة بحق محمد زكي وطارق أبوالعزم وحسام أبوالعباس وآخرين

قال المعتقلون في ختام رسالتهم أن المئات حاولوا الانتحار بسبب اليأس الكامل من العدالة وأردفوا أن أوضاعهم تحولت إلى كارثة إنسانية صامتة بلا صوت ولا عدالة ولا أدنى مقومات الحياة

طالب المعتقلون بوقف الترحيل إلى الوادي الجديد ونقلهم إلى سجون قريبة من أسرهم تتوفر فيها أدنى الحقوق الإنسانية وناشدوا الجهات المختصة التدخل العاجل لوضع حد للانتهاكات الممنهجة وتجنيبهم المزيد من المآسي

* تجديد حبس الطفل “اسامه رضوان صالح صلاح” على ذمة القضية رقم 2 لسنة 2025

أفادت مصادر حقوقية بأن نيابة أمن الدولة العليا قررت الأحد 29 يونيو 2025، تجديد حبس الطفل “اسامه رضوان صالح صلاح” على ذمة القضية رقم 2 حصر أمن دولة عليا لسنة 2025، لمدة 15 يومًا.

وكان الطفل (أسامة رضوان)، قد تعرض للاختفاء القسري لمدة تقارب 6 أشهر، قبل أن يظهر لأول مرة أمام نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة، يوم الأربعاء 18 يونيو 2025، حيث وجّهت له النيابة اتهامات بـ”الانضمام إلى جماعة إرهابية، وتمويلها، والترويج لأفكارها باستخدام موقع إلكتروني”، وقررت حبسه لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق في القضية رقم 2 لسنة 2025، حصر أمن دولة عليا.

ويُشار إلى أن (أسامة) من مواليد شهر يوليو عام 2007، ويبلغ من العمر 17 عامًا، ما يعني أنه لا يزال طفلًا وفقًا لنص المادة الثانية من القانون رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، والتي تنص على أن “الطفل هو كل من لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة“.

*ظهروا مع 45 معتقلا بعد إخفائهم قسريا طبيبة على أبواب السبعين و4 فتيات وطالب هندسة حاول تصميم “درون”

قال مصدر حقوقي: إن “47 معتقلا ظهروا أمام نيابة أمن الدولة العليا خلال الساعات الماضية، ولفقت النيابة (كالعادة) اتهامات سياسية وبينهم طبيبة 67 عاما وطالب بكلية الهندسة كان مشروع تخرجه عن تصميم كاشرة مسيرة “درون”..

ونشر المصدر الحقوقي أسماء المختفين قسريا بينهم 5 فتيات بعد التحقيق معهم بنيابة أمن الدولة العليا وهم:

  1. دينا محمد أحمد محمود الشربيني
  2. سميرة سعيد عبد المقصود مرسي
  3. سوزان محمد سليمان محمود
  4. شمس عبد الحميد يوسف محمد حافظ
  5. هدى محمد محمود السيد عمارة
  6. إبراهيم علي إبراهيم أبو سليم
  7. أحمد أحمد محمد حسن مشرف
  8. أحمد رمضان أمين مصطفى
  9. أحمد سمير عبد العظيم الأتربي
  10. أحمد عزت أحمد عبد الونيس
  11. أحمد وجيه حلمي علي الشاذلي
  12. أسامة حسن عيسى أنور
  13. أسامة طاهر عوض الله الدهراوي
  14. أيمن عصام الدين عبد الكريم عبد القوي
  15. حسن عبد العزيز عوض عبد العزيز
  16. خالد عماد محمد إمبابي
  17. زياد أحمد عبد الرازق محمد
  18. السيد إبراهيم محمد عبد الحميد
  19. شريف فوزي شريف عبد الوهاب
  20. طارق محمد الصاوي السيد
  21. عبد الرحمن أحمد إمام مصطفى
  22. عبد الرحمن عصام الدين عبد الرحمن
  23. عبد القادر فايز عبد التواب سودان
  24. عز الدين عبد الحميد سليمان محمد
  25. علاء أحمد أبو الفضل الشاذلي
  26. علاء خالد إسماعيل متولي
  27. عماد حمدي عبد السلام محمد المنياوي
  28. عماد رشاد سعيد عطية
  29. ماهر أحمد موسى إبراهيم سلطان
  30. مجدي حسن قطب مفتاح
  31. مجدي يحيى محمد غنيم
  32. محمد أحمد السيد محمد ناصر
  33. محمد جمال محمد محمود
  34. محمد سمير محمد عبد العظيم
  35. محمد فؤاد عبد القادر إبراهيم
  36. محمد فوزي سعيد ياسين
  37. محمد محيي سعد عبد الدايم
  38. محمد مسعد مسعد عيد
  39. محمد مسعود كريم مسعود
  40. محمد ممدوح علي رمضان
  41. محمود طاهر خضير خميس
  42. محمود عبد القوي المنفي محجوب
  43. محمود عيد سالم المجدي
  44. مصطفى فريد مصطفى الدبشة
  45. مصطفى هاني مسعد عبد الرحمن الغرباوي
  46. نشأت علي أحمد ضيف
  47. يوسف سيد إبراهيم منصور

وعن قصة الطبيبة التي حكى عنها (المجلس الثوري المصري) عبر @ERC_egy “طبيبة جراحة عمرها 67 عاما، اسمها سوزان محمد سليمان محمود اعتقلها نظام السيسي الصهيوني، بسبب تواجدها في مجموعة واتساب مغلقة كانت تناقش ترتيب قافلة تضامنية من مصر إلى غزة، طبيبة محترمة في هذا السن، اقتادوها معصوبة العينين من منزلها في منتصف الليل، وأخفوها قسرياُ لمدة 9 أيام ثم أتهموها لفقوا لها التهم المعتادة: الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، نتنياهو لو كان يحكم مصر لما فعل إلا هذا.”

وكشف المحامي والناشط السياسي عمرو عبد الهادي @amrelhady4000 كيف أن “السيسي قبض على طالب في كلية هندسة صنع في مشروع تخرجه طائرة درون، والأسوأ أن مدرسه إلى صرح له بالمشروع تملص منه ومرضيش يشهد معاه.. تخيل دولة العسكر الجريمة فيها التفكير والعلم والإبداع، بدل ما يشجعوا الطالب راح تحقق معاه في أمن الدولة بتهمة الإرهاب، المفروض كان يصنع بسكويت أو ثلج أو أي حاجة من الهيافة اللي بيصنّعها الجيش.

*استشهاد المعتقل السبعيني جمال صاوي بسجن ليمان المنيا بالإهمال الطبي

توفي المعتقل جمال أحمد صاوي إبراهيم، البالغ من العمر 70 عامًا، والمقيم بمدينة 6 أكتوبر – الحي السادس، صباح الثلاثاء 24 يونيو 2025 داخل سجن ليمان المنيا، بعد معاناة طويلة مع المرض، كان يعاني من تليف حاد في الكبد، أدى إلى تورم جسده بالكامل واحتباس السوائل، قبل أن يدخل في غيبوبة استمرت عدة أيام إلى أن لحق بالرفيق الأعلى.

وظل المعتقل جمال صاوي يعاني المعتقل من تليف الكبد، مما أدى إلى تورم جسده وامتلائه بالسوائل، في ظل إهمال طبي متعمد داخل سجن ليمان المنيا.

ورغم قضائه 12 عامًا من حكمه البالغ 15 عامًا في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”قضية النهضة”، إلا أن إدارة السجن تتجاهل حالته الصحية الحرجة، مما عرضه لخطر الموت البطيء يوميًا بشكوى مركز الشهاب في مارس الماضي.

إلى جانب معاناته الصحية، واجه المعتقل أزمة معيشية قاسية، حيث تم قطع معاشه منذ عام 2023 بسبب طلب الجهات المختصة إثبات حبس، وهو ما رفضت إدارة السجن منحه له، ما جعله دون أي مصدر دخل.

وحذرت مراكز حقوقية من إهماله طبيا وطالبت مرات بضرورة التدخل العاجل من الجهات المعنية، لإنقاذه ودعت المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على هذه الانتهاكات، والضغط لضمان حصول المعتقل على الرعاية الطبية اللازمة وحقه القانوني في إثبات الحبس لاستعادة معاشه قبل فوات الأوان.

* قيود التأشيرة والأمن تهدد تعليم مئات آلاف اللاجئين السودانيين بمصر

أعلنت السلطات المصرية فرض قيود جديدة تشمل تأشيرة مسبقة وموافقة أمنية لجميع السودانيين دون استثناء فئة واحدة وانعكس القرار على نحو مباشر على أكثر من 200 000 مواطن سوداني دخلوا البلاد منذ أبريل 2023 وفق بيانات رسمية وأدى القرار إلى عرقلة وصول اللاجئين الباحثين عن الأمن والعمل

أكدت تقارير حكومية أن إلغاء الإعفاء الذي كان يسمح بدخول النساء والأطفال وكبار السن بدون تأشيرة تسبب في خلق ازدحام على الحدود البرية خاصة عند معبر أشكيت ودفعت نحو 1 .9 مليون شخص للنزوح داخليًا في السودان وارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من 1 800 منذ اندلاع المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع

أشار مسؤول أمني إلى أن إصدار الموافقة الأمنية المسبقة أصبح شرطاً اعتباراً من 18 سبتمبر 2024 مع وجوب شهادة صحية ضد شلل الأطفال ونجمت معاناة واسعة بسبب صعوبة الحصول على اللقاح في المناطق المتضررة من آثار الحرب والسيول الأمر الذي رفع تكلفة الإجراءات إلى حدود 2 000 دولار لجني الموافقات الأمنية

أوضح مصادر رسمية أن القنصليات المصرية في الخرطوم وبورتسودان مزودة بمنظومات إلكترونية لتسريع إصدار التأشيرات والموافقات الأمنية على الرغم من الانتقادات الواسعة من الجالية السودانية في المهجر الذين وجدوا أنفسهم أمام تصعيد غير مسبوق في الإجراءات الأمنية والبيروقراطية ما أثر على حرية التنقل

قال ممثل الجالية السودانية في مصر أن الإجراءات الجديدة أبطأت وصول أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني مسجلين لدى المفوضية قبل الحرب وأثرت سلباً على تسجيل اللاجئين للأطفال في المدارس الحكومية ما أثر على أكثر من 500 000 طالب وفق تقديرات مفوضية اللاجئين

نفى مسؤول مصري وجود نية لمنع السودانيين من الدخول مؤكداً أن الهدف الأساسي هو مكافحة تزوير التأشيرات وتنظيم حركة المدنيين بعيدًا عن أي نية للتمييز ولكن ظهرت مشكلات حقيقية على الأرض تفاقمت مع التأخير في إثبات القدرات المالية وتقديم حسابات بنكية وكشوفات رسمية مطلوبة

أضافت جهات رسمية مصرية أن المواطنين السودانيين المقيمين في دول الخليج وأوروبا وأمريكا وكندا كانوا مستثنين بشرط توفر إثبات إقامة سارية وأشار هذا الاستثناء إلى وجود أكثر من 5 ملايين سوداني يعيشون في مصر قبل الأزمة إلى جانب الوافدين الجدد مما يعقد من إدارة دخولهم

لفتت الجهات الدولية إلى وجود عقبات أمام تسجيل الأطفال اللاجئين في المدارس بسبب متطلبات الإقامة والوثائق اللازمة والتقييم الالزامي للغتهم والمرحلة الدراسية مما أجبر البعض على إلغاء التسجيل وترك أطفالهم خارج المدرسة رغم توفر منح تعليمية من بعض الجهات الداعمة

أردفت مصادر حقوقية أن الإجراءات الضاغطة عكست حالة من الحزن وعدم الاستقرار لدى اللاجئين السودانيين خاصة العائلات التي فقدت الأطفال تعليمهم وجدوا أنفسهم في مواجهة بيروقراطية معقدة تتناقض مع الحقوق الأساسية في التعليم والحماية الإنسانية

أعلنت مصر بعد ذلك عن التزامها بمنح اللاجئين الحق في التعليم وفق المعايير الدولية ولكن على الأرض ظلت العقبات تحجب تحقيق هذا الالتزام ما ولّد حالة من الغضب والاستياء بين اللاجئين السودانيين والمجتمع المدني الذي يتابع أزمة التعليم والتأشيرات بشعور من العجز

أوفت الجالية السودانية في مصر ندائها لتدخل عاجل من المنظمات الدولية والحكومة السودانية لإزالة العوائق المفتعلة وتسهيل منح التأشيرات والموافقات الأمنية وتجسير دمج الأطفال في المدارس قبل انقضاء العام الدراسي الذي يوشك على نهايته وذلك لتجنب مزيد من الأضرار النفسية والإنسانية

*”مصر على القائمة” استراتيجية إسرائيلية-أمريكية تستهدف إضعاف الجيوش العربية المحيطة

كشف الخبير في شؤون الشرق الأوسط أليف صباغ عن استراتيجية إسرائيلية أمريكية تهدف إلى منع وجود جيوش قوية في الدول المحيطة بإسرائيل، والجيش المصري قد يكون “مستهدفا في المدى القريب“.

وقال صباغ خلال تحليله للأوضاع الإقليمية: “الاستراتيجية الإسرائيلية التي تنفذها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تقوم على عدم السماح بوجود جيوش قوية حول إسرائيل”، موضحا أن المبعوث الأمريكي في سوريا ولبنان يعمل وفق برنامج يهدف إلى “تفكيك البنى العسكرية للدول المجاورة“.

وأضاف: “الهدف هو تحويل الدول إلى كيانات شكلية ضعيفة، مقسمة عرقيا ومذهبيا، بدون جيش قوي، على غرار نموذج الضفة الغربية“.

وأشار صباغ إلى أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة، بل تم التعبير عنها من قبل مسؤولين إسرائيليين بارزين مثل عاموس جلعاد، مؤكدا أن “الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة تتطلب إضعاف الجيوش المحيطة“.

وتابع: “هذا المخطط طويل الأمد، والجيش المصري سيكون مستهدفا في الفترة المقبلة، لأنه يمثل أحد آخر الجيوش النظامية القوية في المنطقة“.

يأتي تحذير صباغ في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدا في التحركات السياسية والعسكرية، خاصة في لبنان وسوريا، حيث تتعالى الدعوات لنزع سلاح “حزب اللهوإعادة هيكلة الجيش اللبناني.

ويبدو أن التعاون الأمريكي-الإسرائيلي في هذا الملف قد يتوسع ليشمل دولا أخرى، مما يفتح الباب أمام مواجهات جديدة في منطقة تعاني بالفعل من عدم الاستقرار.

رغم المحاولات الإسرائيلية والأمريكية، يبقى السؤال حول مدى قابلية هذه الاستراتيجية للنجاح، خاصة في ظل وجود قوى إقليمية مثل مصر التي تمتلك جيشا نظاميا قويا وتاريخا طويلا في الحفاظ على موازين القوى.

يُتوقع أن تثير هذه التحليلات ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والعسكرية العربية، خاصة مع اقتراب المنطقة من مرحلة جديدة قد تحمل تغييرات جيوسياسية كبرى.

 

* مصر تعلن فشل مفاوضات سد النهضة وتؤكد استعدادها للدفاع الكامل

أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وصول جولات التفاوض مع الجانب الإثيوبي بشأن سد النهضة إلى طريق مغلق بالكامل مؤكدا أن جميع المسارات السياسية والدبلوماسية لم تؤد إلى أي نتائج ملموسة بعد مرور أكثر من 13 عاما على انطلاق المباحثات

أوضح الوزير أن مصر دخلت جميع جولات التفاوض بحسن نية ورغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يراعي مصالح الدول الثلاث لكنه أكد أن التعنت الإثيوبي والانفراد بالقرارات أحبط كل الجهود الإقليمية والدولية مشيرا إلى أن القاهرة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام خطر يهدد حياة أكثر من 105 ملايين مواطن مصري

أشار الوزير إلى أن مصر قدمت تنازلات كبيرة في المفاوضات وشاركت في كل الاجتماعات التي رعتها أطراف إقليمية ودولية منذ إعلان إثيوبيا بدء مشروع السد في عام 2011 لكنه قال إن ما حدث خلال تلك السنوات لم يكن سوى مراوغات وتأجيلات متكررة من الطرف الإثيوبي بغرض كسب الوقت وفرض سياسة الأمر الواقع

لفت إلى أن إثيوبيا أنهت مؤخرا الملء الرابع للسد بشكل أحادي دون أي تنسيق أو إخطار مسبق وهو ما يمثل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي واتفاق إعلان المبادئ الموقع في مارس 2015 بين مصر والسودان وإثيوبيا

أكد الوزير أن الأمن المائي لمصر خط أحمر لا يمكن تجاوزه وأن القيادة السياسية لن تتهاون مع أي تهديد يمس حقوق مصر التاريخية في مياه النيل مشددا على أن كافة الخيارات مفتوحة للدفاع عن مقدرات الشعب المصري بكل الوسائل المشروعة

أفاد بأن مصر تعتمد على نهر النيل بنسبة تزيد عن 97% من احتياجاتها المائية ما يجعل أي نقص في حصتها السنوية البالغة 55.5 مليار متر مكعب كارثة وجودية قد تفضي إلى أزمات إنسانية واقتصادية خانقة

أوضح أن فشل المفاوضات يعني أن مصر باتت أمام تحد مصيري يستوجب من الجميع الالتفاف حول موقف وطني موحد لحماية أمنها المائي والتنبه لحجم الخطر القادم من الجنوب

*مصر تتقزم.. السيسي يقترض 35 مليون يورو لإنشاء خط سكة حديد الروبيكي – بلبيس

أصدر عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا جديدًا يضيف قرضًا أوروبيًا جديدًا إلى سلسلة القروض المتتالية التي حصلت عليها الدولة خلال العقد الأخير، حيث تمت الموافقة على قرض بقيمة 35 مليون يورو لإنشاء خط جديد للسكك الحديدية يربط بين الروبيكي والعاشر من رمضان وبلبيس، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الشعبية والاقتصادية من حجم الديون الخارجية المتفاقمة.

تفاصيل القرار

القرار الجمهوري الذي حمل رقم 128 لسنة 2025، نُشر رسميًا بعد موافقة مجلس الوزراء واستنادًا إلى المادة 151 من الدستور، وينص على التصديق على اتفاقية القرض المُبرمة بين حكومة جمهورية مصر العربية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، لإنشاء خط سكك حديدية جديد يُفترض أن يدعم البنية التحتية والنقل الصناعي بين المدن الثلاث.

التحفظ بشرط التصديق

القرار تضمّن بندًا يشير إلى الموافقة “مع التحفظ بشرط التصديق”، وهي صيغة قانونية تعني أن الاتفاقية لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد استكمال إجراءات التصديق الداخلية، مما يمنح البرلمان والحكومة مجالاً لإتمام المراجعة الفنية والمالية النهائية قبل التنفيذ.

المشروع.. والجدل الدائم

خط السكك الحديدية الجديد يقع في نطاق شرق القاهرة، حيث تسعى الدولة لتحسين شبكات الربط اللوجستي لمناطق صناعية مثل مدينة الروبيكي لصناعة الجلود والعاشر من رمضان، وهي من أبرز المناطق الصناعية في البلاد. غير أن هذا المشروع يأتي في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، وزيادة الديون الخارجية التي تجاوزت 165 مليار دولار بنهاية 2024، بحسب تقديرات غير رسمية.

ورغم الإشادة الحكومية المتكررة بمثل هذه المشاريع على اعتبارهااستثمارًا في البنية التحتية”، يرى خبراء أن التوسع في الاقتراض الخارجي حتى لمشاريع تنموية قد يحمل مخاطرة كبيرة في ظل غياب مردود اقتصادي سريع وحقيقي على الدولة والمواطن.

مصر و”ديون ميتر”.. عدّاد لا يتوقف

القرار يأتي بالتزامن مع حملة شعبية ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #السيسي_ديون_ميتر، حيث يعبّر مصريون عن استيائهم مما يصفونه بـ”الإفراط في الاستدانة” دون نتائج ملموسة على تحسين المعيشة أو خلق فرص عمل.

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.. الشريك القديم الجديد

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يُعد من أبرز المقرضين لمصر في مجال البنية التحتية والنقل والطاقة، وسبق أن موّل مشاريع مثل تطوير مترو الأنفاق، وخطوط الكهرباء، إلا أن القروض التي يمنحها تُشترط غالبًا بإصلاحات هيكلية قد تمس الدعم الاجتماعي أو السياسات العامة.

ويرى بعض المحللين الاقتصاديين أن المشروع في حد ذاته “ليس مشكلة”، ولكن طريقة تمويله، في ظل شح موارد الدولة، هي التي تثير القلق. وقال الدكتور شريف العريان، أستاذ التمويل والاستثمار: “نحن لسنا ضد تطوير البنية التحتية، ولكن القروض أصبحت الوسيلة الأساسية وليس الأخيرة، وهذا خطر على المدى المتوسط والبعيد.”

وأضاف: “يجب الربط بين أي قرض وبين خطة سداد واضحة، ومعايير صارمة لقياس العائد على الاستثمار.”

* تصريحات السيسي في ذكرى انقلاب 2013 ترسيخ للعسكرة والتبجح

في خطاب ألقاه عبد الفتاح السيسي بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لانقلابه العسكري في 3 يوليو 2013، حاول القائد الانقلابي مرة أخرى شرعنة ما لا يُشرعن، ففي كلمته المتلفزة التي بثتها قنوات الدولة مساء 29 يونيو 2025، لم يأتِ السيسي بجديد، بل أعاد تدوير مزاعمه المعتادة حول “إنقاذ الوطن من الضياع”، معتبرًا أن ما قام به الجيش المصري في 2013 كان “استجابةً لإرادة شعبية”، في تجاهل فاضح للدماء التي أُريقت والانتهاكات التي ارتُكبت منذ الانقلاب، هذا الخطاب يأتي في ظل تدهور اقتصادي واجتماعي غير مسبوق، ما يعكس الانفصال الكامل بين السلطة الحاكمة وواقع المواطنين.

عسكرة الدولة.. السيسي يُفاخر بتغلغل الجيش في كل مفاصل الحياة

السيسي لم يخفِ في خطابه فخره بسيطرة المؤسسة العسكرية على مفاصل الدولة، بل اعتبرها “العمود الفقري لمصر”، وتفاخر بإقامة “أكثر من 40 ألف مشروع خلال 10 سنوات”، حسب زعمه، مشيرًا إلى دور القوات المسلحة في تنفيذها.

لكن هذه الأرقام تفتقر للشفافية والتدقيق، خصوصًا مع تقارير دولية تحدثت عن غياب رقابة برلمانية أو قضائية على ميزانية الجيش.

ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي في أبريل 2024، فإن أكثر من 60% من مشاريع البنية التحتية الكبرى تُدار مباشرة أو جزئيًا من قبل جهات تابعة للجيش، وهو ما يسهم في إضعاف القطاع الخاص واحتكار الثروة.

تجاهل الأزمات المعيشية.. خطاب يغيب عنه الواقع

على الرغم من الانهيار المتسارع للجنيه المصري، وبلوغ التضخم نسبًا قياسية وصلت إلى 38% في مايو 2025، لم يأتِ السيسي بأي ذكر للأزمات التي تحاصر المواطن المصري يوميًا، من نقص الأدوية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتراجع قيمة الأجور.

بل تحدّث عما سماه “صمود الشعب المصري” دون أن يوضح كيف يمكن الصمود مع راتب لا يتجاوز 4 آلاف جنيه لموظف حكومي، في بلد أصبح سعر كيلو اللحم فيه أكثر من 400 جنيه، فغياب الخطاب الاقتصادي الواقعي يعكس استخفاف السلطة بمعاناة المواطنين.

نبرة استعلاء وتحدٍ.. السيسي يهاجم خصومه ويتوعد المعارضين

لم يفوّت السيسي المناسبة دون مهاجمة ما سماهم بـ”دعاة الفوضى” و”أعداء الوطن”، في إشارة واضحة إلى القوى السياسية المعارضة، سواء في الداخل أو الخارج.

وقال السيسي: “لن نسمح لمن باعوا أوطانهم أن يعيدوا مشهد الفوضى من جديد”، وهو ما يعكس استمرار النظام في تبني نهج الإقصاء والقمع، لا المصالحة والانفتاح.

تصريحات تعزز مناخ الترهيب في وقت تمتلئ فيه السجون المصرية بأكثر من 60 ألف معتقل سياسي، حسب تقارير منظمات حقوقية مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية“.

تحريف التاريخ.. تمجيد للانقلاب وقلب للحقائق

السيسي أصرّ في كلمته على وصف ما جرى في 3 يوليو 2013 بـ”ثورة”، متجاهلًا توصيف المجتمع الدولي في حينه بأنه انقلاب عسكري مكتمل الأركان.

كما تجاهل ما تبع الانقلاب من مذابح، أبرزها فض اعتصامي رابعة والنهضة، التي خلّفت حسب تقارير “هيومن رايتس ووتش” أكثر من 800 شهيد في يوم واحد فقط.

مثل هذه التصريحات لا تعكس سوى محاولة مستمرة لإعادة كتابة التاريخ وطمس ذاكرة الأمة، وتُعدّ مؤشرًا على ضعف شرعية السلطة رغم مرور أكثر من عقد على استيلائها على الحكم.

ماذا بعد 12 عامًا من الانقلاب؟ حصاد القمع والانهيار

تمر ذكرى الانقلاب هذا العام في ظل تآكل حاد لمقومات الدولة.. ديون خارجية تجاوزت 165 مليار دولار، وبيع أصول الدولة عبر صندوق مصر السيادي لصالح دول الخليج، وتفكك منظومة التعليم والصحة.

تصريحات السيسي، في هذا السياق، ليست إلا انعكاسًا لحالة العجز عن الاعتراف بالفشل، والاحتماء خلف شماعة “الإرهاب والمؤامرات” لتبرير كل الإخفاقات، وبعد 12 عامًا على حكم العسكر، تبدو مصر في أدنى مستوياتها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وهو ما يجعل هذه الذكرى مناسبة لتجديد التساؤلات حول مستقبل بلد أُسِر بقوة السلاح، لا بإرادة المواطنين.

 

*9 ملايين متقاعد مدني تحت خط الفقر وسط امتيازات ضخمة للعسكريين

يعاني أكثر من 9 ملايين متقاعد مدني في مصر من أوضاع مأساوية تتفاقم يومًا بعد يوم بعد أن بات الحد الأدنى لمعاشاتهم لا يتجاوز 1495 جنيهًا بينما لا تكفيهم تلك المبالغ لسداد إيجار غرفة واحدة أو شراء دواء شهري

يواجه هؤلاء المتقاعدون واقعًا مريرًا حيث لا تتعدى معاشاتهم في المتوسط 2300 إلى 3300 جنيه شهريًا رغم خدمة تجاوزت 35 عامًا في بعض الحالات في حين يحصل نظراؤهم من العسكريين على معاشات تبدأ من 9000 جنيه وتصل أحيانًا إلى 12 ألف جنيه حتى لمن تقاعد في سن الأربعين

تشير الأرقام إلى أن 80٪ من أصحاب المعاشات المدنيين يتقاضون أقل من 3000 جنيه شهريًا أي ما دون خط الفقر العالمي المحدد عند 3208 جنيه وهو ما يجعل ملايين الأسر مهددة بالعوز وفقدان أبسط مقومات الحياة

يصر الواقع على إبراز فجوة تزداد اتساعًا بين العسكريين والمدنيين إذ يحصل الأولون على زيادات سنوية ثابتة بنسبة 15٪ وفقًا لقانون يمنحهم امتيازات واسعة تشمل الجمع بين المعاش والراتب والزيادات الدورية دون قيد بينما يعاني المدنيون من تجميد معاشاتهم لسنوات طويلة بلا تعديل يذكر

تصل القيمة الإجمالية التي تصرفها الدولة للمعاشات شهريًا إلى نحو 38 مليار جنيه توزع على أكثر من 11.5 مليون متقاعد بمتوسط شهري لا يتجاوز 3300 جنيه وهو ما يعكس تدهورًا في القدرة الشرائية خاصة مع ارتفاع التضخم إلى 35٪ وزيادة أسعار الوقود أربع مرات خلال 13 شهرًا وارتفاع الأدوية بنسبة 25٪

تستمر هذه الفجوة في تعميق إحساس الظلم والتمييز بين أبناء الوطن الواحد حيث يحصل المتقاعد العسكري على معاش يوازي 80٪ من راتبه الكامل بينما يخضع المدنيون لقانون يقيد معاشهم بنسبة لا تتجاوز 15٪ من آخر أجر حصلوا عليه

تختنق آلاف الأسر في صمت مؤلم تحت وطأة العجز المادي وانعدام العدالة بعد أن صارت الكرامة حلمًا بعيدًا في وطن لا يتساوى فيه من خدمه بشرف سنوات طوال