
1500 جنيه زيادة برسوم المرور على طرق الجيش وأراضيه ومأساة مرضى السرطان مستمرة بعد خصخصة المستشفيات الحكومية.. الثلاثاء 24 يونيو 2025م.. حملة اعتقالات تطال 4 مواطنين وظهور 24 معتقلا وتدوير 3 وتغريب 26 آخرين
شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري
* تجديد حبس الإعلامية مروة أبو زيد 45 يومًا في اتهامات سياسية مثيرة للجدل
أصدرت محكمة جنايات القاهرة، قرارًا بتجديد حبس الإعلامية والناشطة الحقوقية مروة سامي أبو زيد عبده، البالغة من العمر 44 عامًا، لمدة 45 يومًا على ذمة القضية رقم 7887 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا، بتهم تتعلق بـ”نشر أخبار كاذبة” و”تمويل جهات محظورة” – وهي تهم باتت تستخدم على نطاق واسع لتقييد الحريات وتكميم الأصوات المستقلة.
القرار صدر عن الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بغرفة المشورة، برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني، وسط تجاهل ملحوظ للانتهاكات التي طالت السيدة مروة منذ لحظة توقيفها وحتى اليوم.
اعتقال من المطار… وإخفاء قسري
بدأت مأساة مروة أبو زيد، وهي معروفة في الأوساط الحقوقية بعملها الإنساني والاجتماعي، يوم 25 يناير 2025، حين ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها أثناء إنهاء إجراءات وصولها في مطار القاهرة الدولي عقب أدائها مناسك العمرة، دون إذن قضائي أو توضيح للأسباب، في ذكرى ثورة باتت تحمل مفارقات مريرة.
تعرضت مروة بعد اعتقالها للإخفاء القسري لمدة يومين، قبل ظهورها أمام نيابة أمن الدولة العليا، التي قررت حبسها احتياطيًا على ذمة تحقيقات ذات طابع سياسي.
ولم يُتح لها التواصل مع محاميها أو أسرتها بشكل منتظم منذ ذلك الحين، وفقًا لما أكدته الشبكة المصرية لحقوق الإنسان.
انتهاكات متواصلة بحق عائلة كاملة
قضية مروة ليست حدثًا معزولًا في سياق الانتهاكات بحق المدافعين عن حقوق الإنسان في مصر، بل تأتي ضمن سياق أشمل من التضييق الممنهج.
فقد سبق أن تعرض زوجها، عبد الرحمن محمد حسن دابي، للاعتقال في أبريل 2014، ويقضي منذ ذلك الحين حكمًا بالسجن المؤبد في قضية سياسية تتعلق بالتظاهر، وسط شكاوى من تعرضه للتعذيب، والحبس الانفرادي لفترات مطوّلة، والحرمان من الزيارة والرعاية الطبية.
هذه الانتهاكات المستمرة ألقت بظلالها على الأسرة، التي تعيش مأساة إنسانية مزدوجة: أب في السجن مدى الحياة، وأم تواجه الحبس الاحتياطي بلا محاكمة.
مناشدات حقوقية ومطالب بالإفراج الفوري
طالبت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، في بيان لها، السلطات بإنهاء ما وصفته بـ”الانتهاكات الجسيمة” بحق السيدة مروة وأسرتها، والإفراج الفوري عنها، وضمان حقها في المحاكمة العادلة، ووقف استخدام التهم السياسية الجاهزة لقمع الأصوات الحرة.
وأكدت الشبكة أن استمرار حبس مروة يشكل انتهاكًا صارخًا للدستور المصري والمواثيق الدولية، وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يكفل الحق في حرية التعبير والعمل الحقوقي دون تعرّض للعقاب.
*حملة اعتقالات تطال 4 مواطنين وظهور 24 معتقلا وتدوير 3 وتغريب 26 آخرين
واصلت أجهزة داخلية الانقلاب بمحافظة الشرقية حملات الاعتقال، ففي الساعات الأولى من صباح الأحد اعتقلت من خلال مركز شرطة منيا القمح 3 مواطنين من قرية السعديين – مركز منيا القمح، وهم:
- الدكتور أشرف محمد عبد الوهاب رومي
- نجله صهيب أشرف محمد عبد الوهاب
- ابن شقيقه أحمد أيمن محمد عبد الوهاب
ومن مدينة العاشر من رمضان ، اعتقلت الأجهزة أحمد عدلي، من قرية الزرزمون – مركز ههيا، وبعد التحقيق معه بنيابة قسم ثالث العاشر من رمضان، قررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وإيداعه قسم شرطة ثالث العاشر من رمضان.
وعلى مستوى تلفيق القضايا والمحاضر الجديدة للمعتقلين المحتجزين في سجون الانقلاب لفقت نيابة أبو كبير قضايا ل3 معتقلين (تدوير) وهم كل من:
- أحمد سعد
- عبد الرحمن عبد الحميد
- محمد سامي
نيابة أمن الدولة العليا
وعلى صعيد جريمة الإخفاء القسري، رصد أعضاء هيئة الدفاع عن المعتقلين التحقيق مع عدد 24 مواطنًا بنيابة أمن الدولة العليا، وهم:
- ضحى عبد الحميد يوسف محمد حافظ
- فاطمة عبده أبو المعاطي الأدهم
- أحمد إبراهيم عمر محمد الديب
- أحمد أحمد السيد هريدي
- أحمد أسامة عبد المنعم عصفور
- أحمد صفوت فتوح عبد الفتاح غنيم
- أحمد محيي الدين إبراهيم محمد
- آدم كمال سليم سلامة زايد
- أسامة رضوان صالح صلاح صالح
- أنس حمدي صادق محمد إبراهيم
- بدر مجدي طه محمد
- حمدي علي محمد شداد
- سراج الدين حسين حسين سليمان
- شعبان عبد الرحمن ضمراني عبد الرحمن
- عبد الناصر السيد أحمد أحمد
- عبد الوهاب رأفت عبد الله محمود
- محمد أبو الفتوح محمد أبو الفتوح المنسي
- محمد حسن عبد المؤمن عبد الرحمن بدر
- محمد عبد العزيز علي مدكور
- محمد علي محمد السيد علي
- محمود حمدي حافظ عبد العزيز
- محمود هارون أحمد عبد الرازق
- معاذ إسماعيل حامد إسماعيل
- يوسف جمال محمود توفيق
تغريب المعتقلين
وعلى صعيد الترحيلات وتغريب المعتقلين إلى سجون مركزية أبعد وصل لسجن دمنهور السبت 21 يونيو 10 معتقلين.. وهم على النحو التالي:
أولًا: عدد 6 معتقلين من قسم أول العاشر من رمضان، وهم:
- عدد 4 معتقلين على ذمة المحضر المجمع رقم 168 قسم أول العاشر من رمضان:
- أحمد صالح عبد العزيز صالح – العاشر
- أحمد الشافعي أمين – العاشر
- محمد لطفي محمد موسى – منيا القمح
- شادي خيري يوسف – ديرب نجم
- عدد 2 معتقلين على ذمة جنحة:
- عبد الرحمن سمير
- فتحي عبد السميع
ثانيًا: عدد 4 معتقلين من مركز شرطة الحسينية، وهم:
- أحمد إبراهيم شعبان
- خضر مصطفى عبد الرحمن
- سمير عبد الرحمن السيد
- عبد الفتاح محمد عبد الله
سجن جمصة
ورحلت سلطات الانقلاب إلى سجن جمصة 3 معتقلين من مركز شرطة أولاد صقر، وهم:
- منصور نور الدين
- محمد عيد
- عبد العزيز عبد الغني
ولفت عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين إلى أن عبد العزيز عبدالغني أعيد نظرًا لسوء حالته الصحية، ونقله إلى مستشفى فاقوس العام، حيث من المقرر أن يُجري عملية جراحية الاثنين.
والخميس رحلت أجهزة الانقلاب 7 معتقلين من مركزي كفر صقر وأولاد صقر إلى سجن جمصة، وهم:
من مركز شرطة كفر صقر (عدد 3 معتقلين):
- رمضان فرج
- خالد أيوب
- أحمد السيد
ومن مركز شرطة أولاد صقر (عدد 4 معتقلين):
لم تُذكر الأسماء بعد.
سجن برج العرب
والخميس الماضي رحلت سلطات الانقلاب 6 معتقلين من مراكز فاقوس، الحسينية، وأبو كبير إلى سجن برج العرب، وهم:
من مركز شرطة أبو كبير (معتقل واحد):
- أحمد صبري فرج
من مركزي فاقوس والحسينية (عدد 5 معتقلين):
- حمادة محمد عبد اللطيف
- شوقي النجومي
- محمد عبد الحميد هديوه
- محمد جلهوم
- بالإضافة إلى معتقل آخر.
*الشبكة المصرية لحقوق الإنسان توثق تعذيباً مميتاً لمعتقل بسجن الوادي الجديد
أكدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن الشاب حسام أبو العباس مصطفى مرسي البالغ من العمر 26 عاماً فارق الحياة يوم 17 أغسطس 2024 نتيجة تعرضه لتعذيب ممنهج داخل سجن الوادي الجديد بعد مرور ستة أيام فقط على نقله إليه من قسم شرطة الخارجة حيث كان محتجزاً احتياطياً على خلفية اتهامات ترتبط بمحتوى ديني عُثر عليه بهاتفه المحمول
قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إن الشاب المعتقل نقل قسراً إلى مقر أمني تابع لجهاز الأمن الوطني فور اعتقاله في 2 يونيو 2024 واستمر إخفاؤه قسرياً لمدة شهر ونصف قبل أن يظهر أمام النيابة العامة التي أمرت بحبسه احتياطياً ونقله إلى قسم شرطة الخارجة ثم إلى سجن الوادي الجديد بتاريخ 7 أغسطس 2024
أفاد شهود عيان للشبكة المصرية لحقوق الإنسان بأن الضرب والصعق بالكهرباء تم داخل زنزانته الواقعة في العنبر رقم 4 المعروف باسم عنبر الجهاديين حيث شارك في تعذيبه ضابطان من جهاز الأمن الوطني هما أحمد ياسر وشهاب وأمين الشرطة عادل جاد الله وضابطا المباحث أحمد عصام وحسام دسوقي برفقة عدد من الجنائيين مستخدمين عصي وأسلاك وصواعق كهربائية خلال خمس ساعات متواصلة
أشار الشهود إلى أن المعتقل نُقل في حالة صحية حرجة ملفوفاً ببطانية إلى غرفة مجاورة حيث ظل يصارع الموت لعدة أيام دون توفير أي رعاية صحية داخل سجن يعاني من غياب مقومات البنية الطبية الأساسية
أعلن ذوو الضحية أنهم أُبلغوا بوفاته في 19 أغسطس 2024 دون توضيح أسبابها قبل أن يتم دفنه تحت مراقبة أمنية مشددة في محافظة الوادي الجديد وسط غضب واسع بين أهالي قريته الذين عرفوه بدماثة خلقه
استدركت تقارير الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن عدداً من زملاء الضحية تعرضوا للتهديد من أجل تغيير إفاداتهم أمام النيابة إلا أنهم أكدوا تعرضه للتعذيب كما وثقت نفس الشبكة الحقوقية مقتل الرائد السابق طارق أبو العزم بتاريخ 1 أكتوبر 2024 داخل نفس العنبر بعد تعرضه لتعذيب مميت مما يعزز اتهامات بتكرار نمط الإفلات من العقاب
أوضحت السجلات أن حسام أبو العباس كان يعمل في مهنة الحياكة ويحمل دبلوم الزراعة وسبق احتجازه من يونيو 2022 إلى يونيو 2023 بسبب العثور على مقاطع للشيخ عبد الحميد كشك والداعية حازم صلاح أبو إسماعيل في هاتفه المحمول ما يثير تساؤلات حول الممارسات القمعية المتكررة بحق أصحاب الآراء الدينية المعارضة
لفت حقوقيون إلى أن استمرار حالات الوفاة تحت التعذيب داخل نفس السجن يطرح ضرورة فتح تحقيق شفاف ومستقل حول ظروف الاعتقال والمعاملة اللاإنسانية التي تنتهك الحقوق الدستورية والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان
*مصر تصدر بيانا بعد إعلان ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
رحبت مصر بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل وشددت على كونه تطورًا جوهريًا نحو احتواء التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة .
وأوضحت أن هذا الإعلان من شأنه أن يشكل نقطة تحول هامة نحو إنهاء المواجهة العسكرية بين البلدين واستعادة الهدوء بالمنطقة.
وأكدت جمهورية مصر العربية، في بيان أصدرته وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء، أن التهدئة الحالية تمثل فرصة حقيقية لإنهاء دائرة التصعيد والهجمات المتبادلة بين الأطراف المعنيين، وتهيئة الظروف الملائمة لإحياء الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية إلى تحقيق تسوية شاملة للتوترات القائمة.
ودعت مصر كلًا من الجانبين الإسرائيلي والإيراني إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أعلى درجات ضبط النفس خلال هذه المرحلة الدقيقة، والعمل على اتخاذ الإجراءات التي تُسهم في تعزيز التهدئة وخفض مستوى التوتر، بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها.
وأعربت مصر عن تثمينها لهذه الخطوة المهمة نحو التهدئة، مشيرة إلى أنها كانت قد دعت مرارًا وتكرارًا، عبر اتصالاتها المباشرة والمكثفة مع جميع الأطراف المعنية إقليميًا ودوليًا، إلى وقف إطلاق النار وخفض التصعيد منذ بدء الأزمة قبل عدة أسابيع.
وأكدت استمرارها في بذل جهودها الدبلوماسية بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار ودعم مسار التهدئة، والسعي لتحقيق تسوية مستدامة للأزمات التي تهدد الأمن الإقليمي.
كما جددت مصر التأكيد على أن القضية الفلسطينية تظل محور الصراع في المنطقة، وأن الوصول إلى حل عادل وشامل لها هو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار المستدام في المنطقة وفي العالم أجمع.
وشددت على أن هذا الحل يجب أن يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، ويقوم على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التزام إسرائيل وإيران باتفاق وقف إطلاق النار راجيا عدم خرقه، وقال في تصريحات منفضلة إن هذا الاتفاق سيدوم إلى الأبد ووصف النزاع بـ”حرب الـ12 يوما“.
*موقع ناتسيف نت: ضخ الغاز لمصر خطأ استراتيجي يكشف عجز حكومة نتنياهو
هاجم موقع “ناتسيف نت” الإخباري الإسرائيلي القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا باستئناف ضخ الغاز الطبيعي إلى مصر مؤكدًا أن الخطوة تعكس فشلًا في إدارة الأولويات الأمنية وتعريضًا مباشرًا لأمن إسرائيل للخطر في توقيت إقليمي شديد الحساسية
أوضح الموقع أن كميات الغاز التي تم ضخها إلى مصر لم تتجاوز 80 مليون قدم مكعب يوميًا مقارنة بنحو مليار قدم مكعب كانت تحصل عليها القاهرة قبل اندلاع الحرب مشيرًا إلى أن إعادة التصدير تمت دون فرض أي شروط تضمن المصالح الأمنية الإسرائيلية
اتهم الموقع حكومة نتنياهو باتخاذ قرارات ارتجالية لا تتناسب مع متطلبات الواقع الأمني الإسرائيلي مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع أكثر من جبهة في آن واحد بينما تتخذ الحكومة قرارات تهدد بتوسيع مساحة التوتر مع جيرانها
أشار الموقع إلى أن توقف الضخ كان فرصة ذهبية للضغط على الحكومة المصرية لإجبارها على الالتزام ببنود اتفاقية السلام لا سيما فيما يتعلق بالتواجد العسكري المكثف الذي عززته القاهرة مؤخرًا في سيناء دون تنسيق أو موافقة إسرائيلية على حد زعمه
زعم التقرير أن القوات المسلحة المصرية عززت وجودها في مناطق قريبة من قطاع غزة بشكل غير مسبوق وهو ما اعتبره الموقع تهديدًا صريحًا للأمن القومي الإسرائيلي ودليلًا على تصاعد المخاطر من الجنوب في وقت لا تحتمل فيه إسرائيل فتح جبهة جديدة
أعلن الموقع أن القرار الإسرائيلي أعاد إلى الأذهان سيناريوهات سابقة كان لها وقع الصدمة على الرأي العام الإسرائيلي محذرًا من احتمال وقوع مفاجآت غير متوقعة على غرار ما حدث في حرب السادس من أكتوبر 1973 والسابع من أكتوبر 2023 معتبرًا أن الظروف الإقليمية مهيأة لتكرار تلك التجارب
لفت التقرير إلى أن مصر تعاني أزمة طاقة خانقة نتيجة توقف الإمدادات الإسرائيلية ما تسبب في تعطيل قطاعات إنتاجية حيوية كصناعة الأسمدة لكن ذلك لا يبرر التنازل الإسرائيلي عن أوراق ضغط مهمة كان يمكن استخدامها لتحقيق مكاسب استراتيجية
استنكر الموقع تجاهل الحكومة الإسرائيلية لهذه المعطيات مؤكدًا أن دعم مصر في ظل هذه الظروف دون ضمانات يُعد إخفاقًا في حسابات الربح والخسارة ويمثل تكرارًا لأخطاء استراتيجية سابقة دفع فيها الإسرائيليون ثمنًا باهظًا
*مأمون فندي يتبنى توصيات المخابرات في رسالة للسيسي ومحللون: هل تُعبّر عن قلق سعودي من موقف السيسي المهترئ؟
برزت رسالة من الكاتب د.مأمون فندي (من كُتّاب صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة من لندن) عبر حسابه على منصة إكس المطولة إلى عبد الفتاح السيسي، طالبه بموقف غير متواطئ تجاه ما يحدث في غزة وتجاه إيران بصياغة مبادرة تشمل “أمن اسرائيل” وتعترف بالدور الإيراني الأصيل في المنطقة.
وتوقف الإعلامي عمرو أديب على رسالة “مأمون فندي” إلى السيسي وأعطى لها مساحة تغطية عبر برنامجه (الحكاية) وأشاد بتلك الرسالة ودعا النظام المصري للوقوف على ما جاء فيها بتمعّن، كما وجه رسالة للدكتور مأمون ببعض الاستفسارات للتوضيح، الذي بدوره قام بالرد عليها.
وقال باحثون بالمركز المصري للدراسات: “من غير الواضح كيف سيكون تفاعل النظام المصري مع هذه الدعوة، خاصة في ضوء المساحة التي أعطاها لع عمرو أديب، مع عد إغفال الروابط القوية للدكتور مأمون فندي مع المملكة العربية السعودية، التي تمول القناة التلفزيونية التي طرح الموضوع عليها”.
وخلص الباحثون إلى أن “التصعيد بين إيران و”إسرائيل” ليس بعيدًا عن مصر، بل يمر بمحاذاة مصالحها الاستراتيجية، وإذا تطور إلى مواجهة شاملة، قد تجد القاهرة نفسها أمام مزيج من التحديات الأمنية والاقتصادية، والفرص السياسية المحدودة. التعامل مع هذه التداعيات يتطلب يقظة استخباراتية، وتحديثًا للمواقف الدبلوماسية، وحسابًا دقيقًا لتأثيرات موجات التصعيد على الداخل المصري.”
رسالة فندي بتصرف
وكتب مأمون فندي، “..هذه الرسالة التي تنطلق من إيمان عميق بدور مصر التاريخي والمحوري كقلب العالم العربي، وكحجر الزاوية في استقرار المنطقة، وصاحبة الصوت العاقل والرصين في مواجهة الأزمات، وأيضاً كمواطن مصري يعرف تاريخ بلده ويعتز بدوره عبر العصور” .
في ظل التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة، والتوتر الخطير القائم بين إيران وإسرائيل اليوم وماله من تبعات على الأمن الإقليمي تتجه أنظار العالم والمنطقة إلى مصر، لما لها من ثقل سياسي، وموقع إستراتيجي، وقدرة عسكرية مشهود لها.
ولا يخفى على أحد أن القوات المسلحة المصرية تُعد من بين أقوى الجيوش في المنطقة، كما أن لمصر مكانة متميزة بفضل تحكمها في قناة السويس ومجالها الجوي الذي تمنحه لبعض القوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
إن ما يجري اليوم في محيطنا العربي من صراعات مرشحة للتصاعد يضع مصر أمام اختبار تاريخي لاستعادة زمام المبادرة، وقيادة جهد إقليمي يوازن بين حفظ الأمن القومي العربي، ودرء مخاطر الانزلاق نحو حروب شاملة قد تمس الجميع، وإن مصر قادرة على صياغة مبادرة أمن إقليمي شامل يضمن أمن إسرائيل، وكذلك الاعتراف بالدور الإيراني الأصيل في المنطقة، وإنهاء حرب الإبادة في غزة من خلال صياغة new regional framework for security
ومصر لديها من الكفاءات الدبلوماسية والعسكرية والفكرية ذات الخبرة القادرة على صياغة هذا التصور للأمن الإقليمي من منظور أصيل وليس تصورا يسقط علينا بالبراشوت من قوى خارجية .
في غزة، والتي كانت تحت الحكم المصري في السابق وأهلها أهلنا لما بيننا من علاقات قرابة ونسب وشراكة ثقافية ، لنا دوما التزام أخلاقي وتاريخي برفاهية الشعب الفلسطيني ومساعدته في الوصول إلى دولته المستقلة، ولطالما كانت مصر وسيطًا موثوقًا، وصمام أمان للحفاظ على التوازن في هذا الملف الحساس. ومع تصاعد المأساة الإنسانية التي وصلت إلى حد المجاعة يبقى صوت مصر هو الأقدر على فرض وقف إطلاق نار عادل وشامل.
أما التصعيد الإيراني–الإسرائيلي الذي ينفرط أمامنا هذه الأيام فهو أمر جلل وخطير ، لذا فإن الحاجة ملحّة لوجود قوة عربية عقلانية قادرة على تهدئة الوضع ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهات كارثية قد تجر دولا أخرى إلى المشهد، ومصر، بما لها من علاقات متعددة، مع الأطراف المتحاربة ، تستطيع أن تلعب دور الضامن والوسيط، وتوجيه المسارات نحو الحلول السياسية بدلًا من الحروب المفتوحة التي يمكن أن تنزلق إلى مستويات انتحارية .
وأضاف “فندي” المحسوب على العلمانيين أن “..التاريخ لا يصنعه الحياد، بل تصنعه المواقف الواعية والشجاعة، ومصر، تحت قيادتكم، تملك أدوات التأثير، وصوت الحكمة، والقدرة على الفعل إن أرادت، وإن أبناء الأمة العربية جميعًا، يتطلعون إلى أن تكون مصر كما عهدوها، راعيةً للتوازن، حاميةً للشرعية، ودرعًا للأمن القومي العربي. وقدر مصر منذ الأزل أن تكون عامل استقرار في الإقليم، إن التحرك المصري اليوم ليس فقط ضرورة إقليمية بل هي أيضا مطلب عالمي “.
التداعيات المحتملة على مصر
ونشر تحليل للمعهد المصري للدراسات قال: إن “تداعيات التصعيد “الإسرائيلي”–الإيراني على مصر يشغل الرأي العام المصري كونه يحمل أبعادًا متعددة، نظرًا لموقع مصر الجيوسياسي ومصالحها الإقليمية، وارتباطها بشبكة توازنات دقيقة”.
- التداعيات الأمنية: والعسكرية:
ضغوط على جبهة سيناء وغزة:
أي تصعيد شامل بين إيران وإسرائيل سيكون له تداعيات على سير العمليات في غزة واستخدام جيش الاحتلال لنهج أشد لتنفيذ أهدافه، والسعي الحثيث لتهجير الفلسطينيين إلى مصر وعبر مصر ، ما قد يضع معبر رفح وسيناء في بؤرة التوتر الأمني، ويستدعي يقظة مصرية عالية لتأمين الحدود.
زيادة النشاط الاستخباراتي على الأراضي المصرية:
في حال تحوّل المنطقة إلى ساحة صراع مفتوح، قد تستخدم أجهزة استخبارات إقليمية ودولية (بما فيها الموساد) الأراضي المصرية كمجال عملياتي خفي، خصوصًا في المناطق الحدودية الحساسة.
تهديد الأمن القومي:
إذا انتهى الصراع الراهن بانتصار إسرائيلي حاسم على إيران، قد يشجعها هذا على مواصلة مخططاتها التوسعية، وقد تسعى جدياً في المرحلة التالية لإعادة احتلال سيناء والقضاء على مقدرات الجيش المصري.
- التداعيات الاقتصادية:
التداعيات الاقتصادية لاستمرار الصراع الإيراني – “الإسرائيلي”، خاصة إذا توسع وتدخلت أمريكا بشكل مباشر في العمليات العسكرية، أو امتد الصراع لأطراف إقليمية أو حتى دولية أخرى، يمكن أن تكون مدمرة للاقتصاد المصري، خاصة في ظل الأزمات التي يمر بها منذ سنوات.
أهم هذه التداعيات تتمثل في النقص الحاد لإمدادات الغاز اللازمة لتوليد الطاقة، ارتفاع أسعار النفط والغاز وما يتبع ذلك من ارتفاع لأسعار الكثير من السلع الأساسية وبالتالي التضخم، خروج الأموال الساخنة وعدم القدرة على الاستمرار في الاقتراض لتمويل سداد الديون والعجز في الموازنة، التأثير على عائدات السياحة وقناة السويس، فضلا عن تحويلات العاملين بالخارج إذا امتد الصراع إلى دول الخليج، ارتفاع سعر صرف العملات الصعبة مقابل الجنيه، وغير ذلك من التداعيات التي يمكن أن تدخل مصر بسببها في أزمة اقتصادية حادة جديدة.
- التداعيات الجيوسياسية:
تضييق مساحة المناورة الدبلوماسية لمصر:
مصر تسير على خط رفيع في علاقتها مع كل من إيران، إسرائيل، والخليج. أي تصعيد واسع النطاق سيضغط على القاهرة لاتخاذ موقف واضح قد يُفقدها جزءًا من الحياد الذي تحافظ عليه في ملفات إقليمية دقيقة، خاصة مع غياب أي خط إستراتيجي ناظم للدور المصري في الإقليم وعلاقاته مع الأطراف المختلفة.
فرصة لتعزيز دور الوساطة المصري:
في حال أرادت الأطراف الكبرى احتواء التصعيد، قد تلعب مصر دورًا في جهود التهدئة، خاصة أنها طرف مقبول لدى إيران بعد التحسن الكبير في العلاقات بين الطرفين مؤخرا، وتربطها كذلك علاقات أمنية مع إسرائيل، ما يمنحها فرصة لتعزيز دورها الإقليمي.
اجتماع المخابرات (سونستا)
وقبل نحو أسبوعين من الآن، كانت مواقع صحفية محلية كشفت ما اعتبره مراقبون تطور هام وجيد من وجهة نظر البعض يتجاوز الخطاب الإعلامي والرسمي للدولة عن اجتماع عالي المستوى تم بموافقة هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات العامة، انعقد في بفندق سونستا بشرق القاهرة، التابع للأجهزة السيادية.
جمع الاجتماع عدداً من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة في مصر لمناقشة تداعيات المخططات “الإسرائيلية” لتهجير الفلسطينيين وضم الأراضي الفلسطينية، قال الحضور من الشخصيات السياسية المدنية، خلال نقاشاتهم، إنَّ الوضع الراهن يشكل تهديداً خطيراً ليس فقط على القضية الفلسطينية ولكن أيضاً على الأمن القومي المصري.
أكدوا على نقاط تتشابه مع الدعوة التي تبناها مأمون فندي في رسالته للسيسي:
الموقف الدولي الرسمي تجاه الأزمة أصبح متراخياً، على مصر قيادة المبادرة العربية التي من شأنها أن تضع حداً لما وصفوه بـ “مخططات تصفية القضية الفلسطينية”.
الخطاب الإعلامي الرسمي لم يعد كافياً لمواكبة المتغيرات الحالية في المنطقة، وعلى الدولة المصرية أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
التصدي للمخططات “الإسرائيلية” يتطلب تحركات سريعة ومبنية على استراتيجية سياسية وإعلامية موحدة لدعم القضية الفلسطينية.
تحفيز الشباب على فهم أبعاد الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” بشكل أفضل.
دور مصر يجب أن يكون محورياً في دعم التوجهات الفلسطينية نحو المقاومة السلمية.
تقديم دعم سياسي ملموس للسلطة الفلسطينية لتجاوز أي انقسامات قد تضعف موقفها أمام الضغط “الإسرائيلي“.
تحذيرات العسكريين
من جهة أخرى، تناول الحضور العسكريون في الاجتماع مخاو فهم بشأن تداعيات هذه المخططات على الأمن الإقليمي
الموقف العسكري المصري يجب أن يرتكز على التنسيق الكامل مع الدول العربية لدعم قضية فلسطين.
التحديات التي تفرضها “إسرائيل” تتطلب استراتيجية عسكرية واضحة، في ظل الظروف الإقليمية المتغيرة.
الرد العسكري يجب أن يتوافق مع مستوى التهديد الذي تشكله المخططات “الإسرائيلية” على الأراضي الفلسطينية.
أي خطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين ستكون بمثابة تهديد مباشر للأمن القومي المصري والمنطقة العربية بأسرها.
مصر يجب أن تكون في موقع القيادة لتقديم حلول واقعية للتهديدات العسكرية “الإسرائيلية”.
ضرورة التأهب للتعامل مع أي تهديدات قد تؤثر على الاستقرار الإقليمي.
ضرورة لبناء موقف عربي موحد.
أي تواطؤ او غياب لمواقف حاسمة في هذا السياق سيضعف من قدرة مصر على التأثير في الأحداث القادمة.
تكرار الصمت او التراخي قد يؤدي إلى تهديد أكبر لأمن المنطقة ومستقبلها السياسي.
*السيسي غبي منه فيه الحرب بين إيران والكيان الصهيوني تفتح الباب أمام كوارث اقتصادية تواجه مصر
تطورات الحرب بين إيران والكيان الصهيوني تفتح الباب أمام كوارث اقتصادية تواجهها مصر خاصة في ظل عدم وجود رؤية لدى حكومة الانقلاب لمواجهة التداعيات المترتبة على الحرب .
في هذا السياق، حذر خبراء اقتصاد من حدوث سيناريوهات قاتمة، مشددين على ضرورة تحرك حكومي عاجل لتنفيذ إجراءات وقائية صارمة.
وطالب الخبراء حكومة الانقلاب بتنفيذ مجموعة من الأولويات العاجلة منها: إصلاحات اقتصادية حقيقية لتعزيز الثقة، وترشيد الإنفاق العام، ودعم القطاعات الإنتاجية والصادرات، وتحفيز الاستثمارات طويلة الأجل، والتحوط لأسعار الطاقة، والتواصل الفعال مع صندوق النقد الدولي
وشددوا على أن التحدي الأكبر يتمثل في ضرورة التحرك بسرعة، قبل أن تتحول الأزمة الإقليمية إلى أزمة داخلية.
كوارث اقتصادية
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي الدكتور كريم العمدة، أن تطور الحرب في المنطقة يفتح الباب على مصراعيه أمام كوارث اقتصادية قد تصيب الجميع، مشيرًا إلى أنه لا أحد سيكون منتصرًا، وأن إيران قد تهدد بإغلاق مضيق هرمز دون أن تنفذه فعليًا، نظرًا لتبعاته الكارثية على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك حلفاؤها كالصين.
وكشف العمدة في تصريحات صحفية أن احتمالات إغلاق مضيق هرمز دفعت بتوقعات ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، مشيرًا إلى أن برميل النفط قد يصل إلى 250 أو حتى 300 دولار إذا تفجر الوضع العسكري
وقال: إن “روسيا قد تكون المستفيد الوحيد من هذا السيناريو، بينما سيتضرر الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة، موضحا أنه بالنسبة لمصر سيحدث تراجع أولي في الحجوزات السياحية، رغم توقعات سابقة بموسم قوي”. وأشار العمدة إلى أن التصعيد العسكري الإقليمي قد يؤدي إلى موجة إلغاءات جديدة، تُضعف من إيرادات السياحة التي تُعد ركيزة من ركائز الاقتصاد المصري.
الأموال الساخنة
ولفت إلى أن الأوضاع الحالية تضع الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة في مهب الريح، حيث يميل المستثمرون إلى تجنب البيئات غير المستقرة، ما يُنذر بموجة خروج أموال ساخنة جديدة من السوق المصري.
وتوقع العمدة أن يشهد الدولار قفزة جديدة في السوق المصرية متجاوزًا حاجز الـ 52 جنيهًا، مرجحًا أن تُضطر حكومة الانقلاب إلى تأجيل قرارات رفع أسعار الوقود بالتفاهم مع صندوق النقد بحجة أن الظروف خارجة عن إرادتها.
ومع تصاعد العجز في الموازنة وتراجع الإيرادات، شدد على ضرورة اتباع سياسة تقشفية صارمة، والبدء فورًا في التعاقد على عقود بترول آجلة بأسعار منخفضة لتقليل أثر تقلبات السوق خلال الأشهر المقبلة.
واعتبر العمدة أن الذهب بات الملاذ الآمن الوحيد في ظل هذه الأجواء المتوترة، متوقعا تزايد الإقبال على شرائه في مصر مع استمرار المواجهات، في ظل فقدان الثقة بالعملات الورقية.
الإيرادات الدولارية
وأكد الخبير الاقتصادي والمصرفي الدكتور وائل النحاس أن أحد السيناريوهات الأخطر يتمثل في إمكانية إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، ما قد يؤدي إلى تدخل عسكري أمريكي بدعوى حماية المصالح الدولية.
وقال النحاس في تصريحات صحفية: إن “هذا التدخل قد يكون هدفًا تسعى إليه واشنطن، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستضع الخليج في مهب العاصفة وتنعكس على الاقتصاد المصري بشكل غير مباشر”.
وأوضح أنه رغم بُعد مصر جغرافيًا عن جبهة المواجهات، إلا أن تداعيات الحرب قد تضرب الاقتصاد المصري في مقتل، لكونه يعتمد بشكل كبير على استثمارات وتحويلات العاملين من دول الخليج.
ولفت النحاس إلى أن أي اضطراب اقتصادي في تلك الدول سيؤدي لتراجع التحويلات المالية، التي تُعد أحد أهم روافد العملة الصعبة في مصر متوقعا أن تتسبب الأزمة في تراجع إيرادات مصر الدولارية من عدة مصادر أساسية، أبرزها:
قناة السويس: بسبب احتمالات اضطراب حركة الملاحة الدولية
تراجع في موارد الدولار: السياحة، التحويلات، وقناة السويس
الغاز الطبيعي
وحذر من أن الاستثمارات الأجنبية، خاصة تلك التي تتسم بالطابع غير المباشر، والتي تُقدّر بنحو 38.5 مليار دولار، منها ما قد يخرج سريعًا في ظل التوترات، بما لا يقل عن 20 مليار دولار
وكشف النحاس أن توقف واردات الغاز الطبيعي، أحد أبرز آثار الأزمة المحتملة، وهذا سيؤثر بشكل مباشر على الصناعات المعتمدة عليه، وعلى رأسها صناعة الأسمدة، والتي تُدّر لمصر صادرات بنحو 2.6 مليار دولار سنويًا.
وانتقد غياب رؤية حكومية واضحة لإدارة الأزمة، محذرًا من أن أداء حكومة الانقلاب لا يعكس إدراكًا حقيقيًا لطبيعة المرحلة، في وقت يتطلب تحركًا فوريًا وقرارات جريئة.
وأشار النحاس إلى علاقة الانقلاب بصندوق النقد الدولي، موضحًا أن ما تبقى من قرض الصندوق حتى عام 2026 لا يتجاوز 5 مليارات دولار، وهو ما يفرض ضغوطًا كبيرة على حكومة الانقلاب للإسراع في تنفيذ املاءات الصندوق للحصول على الدفعات المتبقية.
* 1500 جنيه زيادة برسوم المرور على طرق الجيش وأراضيه والبداية من طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي
أرسلت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، التابعة لوزارة الإسكان، خطابات رسمية إلى شركات التطوير العقاري والاستثمار الزراعي، تُخطرها فيها بتفعيل قرار رئاسي جديد يفرض رسوماً باهظة على استخدام الأراضي الممتدة على جانبي طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، تحت مسمى “مقابل تحسين”، لصالح وزارة الدفاع.
وبحسب الخطاب الرسمي، فقد قرر عبد الفتاح السيسي فرض رسم قدره 1500 جنيه عن كل متر مربع من الأراضي الواقعة في الشريحة الأولى حتى عمق 1 كيلومتر على جانبي الطريق الذي تديره شركة الطرق الوطنية التابعة للقوات المسلحة، وتتدرج قيمة الرسم إلى 750 جنيهاً للشريحة من 1 إلى 3 كيلومترات، و500 جنيه من 3 إلى 7 كيلومترات.
وأكدت الهيئة أن القرار يسري فقط عند تغيير النشاط إلى عمراني.
ويشمل القرار أيضاً محور الضبعة من تقاطعه مع طريق الإسكندرية الصحراوي حتى الطريق الدائري الأوسطي، على مسافة تصل إلى 30 كيلومتراً، إضافةً إلى تحصيل 15 ألف جنيه عن كل فدان زراعي على جانبي الطريق نفسه، و7,500 جنيه للفدان على جانبي طريق وادي النطرون – العلمين.
تخصيص ضخم للجيش.. من حامي الأرض إلى مالكها
اللافت في القرار أن الأراضي المعنية، والتي تبلغ مساحتها وفق البيانات الرسمية نحو 14,784 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل أكثر من نصف مساحة لبنان، سبق أن خُصصت لصالح القوات المسلحة بموجب قرارات جمهورية سابقة.
أبرز هذه القرارات صدر في يناير 2023، وجرى فيه تخصيص كيلومترين على جانبي 31 طريقاً رئيسياً لصالح وزارة الدفاع، مما حول الجيش إلى أكبر مالك محتمل لأراضي التطوير العمراني في البلاد.
وسبق ذلك أيضاً قرار في مايو 2016، تضمن تخصيص الأراضي الصحراوية على جانبي 21 طريقاً من شبكة الطرق القومية للوزارة نفسها، باعتبارها “أراضي ذات أهمية استراتيجية”.
ضغوط على المستثمرين وامتيازات خاصة للجيش
يرى خبراء في شؤون الأراضي والتخطيط العمراني أن هذه الخطوة ستفرض أعباء إضافية على المستثمرين، خصوصاً في ظل التراجع العام في سوق العقارات وضعف القوة الشرائية.
كما تُثير الخطوة تساؤلات عن تنازع المصالح بين المؤسسة العسكرية والهيئات المدنية، بعدما تحولت ملكية الأراضي الكبرى القابلة للتنمية إلى يد جهة واحدة تحت غطاء “الملكية الاستراتيجية”.
كما يُمنح الجيش امتيازات غير مسبوقة، أبرزها تحصيل 50% من الرسوم مقدماً دون فوائد، وتقسيط النصف الآخر على ثلاث سنوات، وهو ما يعزز موقعه كمستثمر مهيمن ومُشرّع في آن واحد.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية
يرى اقتصاديون أن القرار سيزيد من تكلفة الاستثمار العمراني والزراعي على حد سواء، وسينعكس على أسعار الأراضي والمشروعات العقارية، ويدفع الشركات إلى إعادة حساباتها في مشاريعها المستقبلية، خاصة أن الأراضي الواقعة ضمن القرار تشمل مناطق حيوية مثل الشيخ زايد والسادس من أكتوبر غرب القاهرة، ومناطق طولية على امتداد طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي البالغ طوله 164 كيلومتراً.
ويأتي هذا في وقت يعاني فيه الاقتصاد من ركود حاد في سوق العقارات، وتراجع في معدلات النمو، وسط شكاوى من شح الأراضي المطروحة من الدولة للتنمية، وغلاء تكاليف الترفيق.
خريطة ملكية جديدة.. ومركزية القرار بيد المؤسسة العسكرية
القرارات الجديدة تُعيد رسم خريطة ملكية الأراضي وتعزز من مركزية السيطرة في يد المؤسسة العسكرية التي لم تعد فقط مشرفة على الأمن والبناء، بل باتت اليوم أكبر مُنسق، ومُخطط، ومُستفيد مالي من بيع واستغلال الأراضي.
وإذا استمر هذا الاتجاه، بحسب بعض المحللين، فإن الدولة ستجد نفسها عاجزة عن تنفيذ مشاريع تطوير عمراني مدني مستقل، من دون المرور أولاً من بوابة وزارة الدفاع.
*مأساة مرضى السرطان مستمرة على أعتاب “هرمل ” بعد خصخصة المستشفيات الحكومية
نفت إدارة مستشفى “جوستاف روسي إنترناشونال – مصر” (المعروف سابقًا بمستشفى هرمل للأورام)، مسؤوليتها عن تقليص الجلسات أو رفض استقبال الحالات الجديدة.
وقالت في بيان رسمي إنها تولّت إدارة المستشفى فقط منذ 1 يونيو الجاري، مشيرة إلى أن “الهجوم المبكر على التجربة الجديدة يثير الريبة”.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من نشر فيديو يُظهر احتجاج عدد من المرضى داخل المستشفى، على خلفية تأخر إصدار قرارات العلاج، ورفض استقبال بعض الحالات، وتقليص عدد جلسات الكيماوي. لكن الإدارة الجديدة، المملوكة لشركة “إليفيت” الفرنسية، نفت كل تلك المزاعم، مشيرة إلى أن التغيير جارٍ “لتحديث البنية التحتية للخدمات الطبية”.
https://x.com/Almanassa_AR/status/1934611963398517082
خلفية الأزمة.. خصخصة تتخفى في عباءة “الشراكة”
تعود جذور الأزمة إلى توقيع وزارة الصحة في فبراير 2025 عقد شراكة مع شركة “إليفيت”، الشريك الحصري لمعهد جوستاف روسي الفرنسي، لتولي إدارة وتشغيل وتطوير مستشفى هرمل، الذي أصبح بموجب الاتفاق أول فرع للمعهد خارج فرنسا.
وبحسب بنود التعاقد، تحصل وزارة الصحة على نسبة تبدأ من 3% فقط من إيرادات المستشفى خلال أول 5 سنوات، فيما تُخصص 30% من طاقة المستشفى لخدمات استثمارية، و70% فقط لمرضى العلاج المجاني أو المدعوم. اتفاق أثار جدلاً واسعًا داخل الأوساط الطبية والنقابية، ووُصف بأنه “بيع غير مباشر للمستشفيات العامة”.
المخاوف تصاعدت بعد صدور القانون رقم 87 لسنة 2024 الذي يتيح للمستثمرين المصريين والأجانب إدارة وتشغيل المنشآت الصحية العامة، ما دفع نقابة الأطباء إلى التنديد بالقانون، وتحذيرها من تفريغ المستشفيات العامة من الكوادر الطبية، بسبب منح الشركات الخاصة الحق في الاستغناء عن 75% من العاملين.
أصوات المرضى.. قرارات مؤجلة ومعاناة مستمرة
المرضى، الذين يتلقون العلاج غالبًا على نفقة الدولة، أكدوا أنهم فوجئوا بتقليص عدد جلسات الكيماوي، ومطالبتهم بإصدار قرارات جديدة للعلاج، في ظل إجراءات بيروقراطية معقدة وتأخير في الاستجابة. كما اشتكوا من النقص في الكوادر الطبية، إذ لم يكن هناك سوى ممرض واحد لمتابعة جلسات الكيماوي، ما أجبر البعض على الانتظار أكثر من 4 ساعات لتلقي الجرعة.
لكن الإدارة ردت بنفي صريح، مؤكدة أن “ما جرى هو تقليص مهلة استخراج قرارات العلاج من أسبوعين إلى ثلاثة أيام فقط، بأمر من وزير الصحة، لتسريع حصول المرضى على الخدمة”. وأكدت معالجة أكثر من 2400 حالة على نفقة الدولة، بمتوسط يومي يصل إلى 150 جلسة كيماوي للكبار، إضافة إلى نحو 57 حالة من الأطفال.
الإدارة الجديدة.. تعهدات بالتحسين ومشروعات مستقبلية
في محاولة لامتصاص الغضب، تعهدت الإدارة الفرنسية بإنشاء منصة إلكترونية لحجز الزيارات والملفات الطبية، وتمديد مواعيد استقبال المرضى حتى السابعة مساءً، إلى جانب تخصيص رقم هاتفي للاستفسارات. وقالت إن 20% من طاقة المستشفى تخدم بالفعل حالات الأطفال، نافية ما تم تداوله عن رفض استقبالهم.
كما أكدت الإدارة أنها بدأت في تعيين ممرضين إضافيين وتحديث فرق العمل، بعد أن احتفظت فقط بـ25% من موظفي المستشفى السابقين، في إطار ما وصفته بـ”إعادة توزيع دون خسائر وظيفية”، بينما تولت وزارة الصحة نقل الباقين.
خصخصة الرعاية الصحية.. جدل يتصاعد
تأتي أزمة مستشفى هرمل في سياق أوسع من تسليم عدد من المستشفيات العامة إلى شركات خاصة بدعوى التطوير، وهو ما تصفه الحكومة بأنه “شراكة استراتيجية”، بينما ترى منظمات حقوقية ومهنية أنه خصخصة مقنّعة تهدد حق الفقراء في العلاج.
وكان المحامي الحقوقي خالد علي قد أقام دعوى قضائية باسم 6 من قيادات نقابة الأطباء، للطعن على خصخصة المستشفيات العامة، مشيرًا إلى مخالفة القانون للدستور الذي يُلزم الدولة بضمان العلاج المجاني، ويمنع التربح من القطاع الصحي العام.
*قانون الايجار القديم يهدد ملايين الأسر المصرية بالتشرد والضياع
رغم الرفض الشعبى غير المسبوق تواصل حكومة الانقلاب العمل على إقرار قانون الايجار القديم وتقدمت بمشروع قانون جديد يتضمن زيادة الفترة الانتقالية التى يجوز بعدها للمالك طرد المستأجر إلى 7 سنوات بدلا من خمسة بالنسبة للسكنى و5 سنوات بدلا من 3 بالنسبة للتجارى والإدارى .
المشروع آثار استياء المستأجرين وتساءلوا لماذا تصر حكومة الانقلاب على طردنا من بيوتنا.؟ وما هو البديل الذى تطرحه ؟ هل نعيش فى الشوارع ؟
يشار إلى أن مشروع قانون حكومة الانقلاب يهدف إلى إنهاء العقود الممتدة بين الملاك والمستأجرين، واعادة تنظيم العلاقة بين الطرفين بطريقة تحافظ على حقوق وواجبات كل منهما بحسب زعم حكومة الانقلاب التى تتجاهل أن التعديلات الجديدة ستؤثر على ملايين المواطنين، وتثير الكثير من الأسئلة حول مصير العقود السابقة، وزيادة الإيجارات، وحالات الإخلاء، والتعويضات.
وبحسب تعديلات قانون الإيجار القديم من المقرر أن تنتهي العقود السكنية بعد مرور 7 سنوات من تاريخ سريان القانون الجديد. أما بالنسبة للعقود غير السكنية، مثل المحلات والأنشطة التجارية، فستنتهي بعد 5 سنوات، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بين المالك والمستأجر.
وينص القانون على وجود زيادات تدريجية في الإيجارات حسب تصنيف المنطقة. حيث يمكن أن تصل الزيادة في المناطق المتميزة إلى 20 ضعفًا، وفي المناطق المتوسطة إلى 15 ضعفًا، وفي المناطق الاقتصادية إلى 12.5 ضعف، بينما تصل الزيادة في المحلات التجارية إلى 5 أضعاف، مع زيادة سنوية محددة بنسبة 15%.
تُحدد القيمة الإيجارية الجديدة بناءً على معايير تشمل: موقع العقار، مساحة الوحدة ونوع البناء، توفر المرافق والخدمات العامة، ومتوسط الإيجارات في المنطقة وفقًا لضريبة العقارات.
وستكون هناك لجان مختصة لتقييم القيمة الإيجارية، يتم تشكيلها بموجب قرارات من رئيس وزراء الانقلاب. هذه اللجان تنهي أعمالها خلال 3 أشهر، قابلة للتمديد مرة واحدة .
حكومة احتلال
فى هذا السياق حذر طارق زیدان رئيس حزب نداء مصر، من خطورة موافقة برلمان السيسي على مشروع قانون الإيجار القديم المقدم من حكومة الانقلاب، مؤكدًا أن هذا القانون يمثل تهديدًا مباشرًا لملايين الأسر المصرية المستأجرة، ويمهد لتشريدهم بعد مرور سبع سنوات على بدء تنفيذه، عبر طردهم من منازلهم بشكل جماعي في توقيت واحد.
وقال زيدان، في تصريحات صحفية، إن القانون يتعامل مع المواطنين وكأنهم ليسوا مصريين، بل كأن حكومة الانقلاب التي صاغت القانون هي حكومة احتلال وليست حكومة وطنية موضحًا أن هذه الخطوة تتجاهل تماما المبدأ القانوني الراسخ بأن العقد شريعة المتعاقدين، خاصة وأن العقود الحالية لم تحدد مدة الإيجار، وأن المستأجرين ملتزمون بسداد الإيجارات بعد الزيادات المقترحة .
وأضاف أن برلمان السيسي لم يراع البعد الإنساني والاجتماعي في قراره، ولم يُمثل الملايين الذين يواجهون خطر الطرد والتشرد، مؤكدًا أن الحكم الصادر عن المحكمة الدستورية لم يتطرق إلى مسألة الطرد.
وأشار زيدان إلى أن تنفيذ هذا القانون في موعد واحد بعد 7 سنوات سيؤدي حتمًا إلى صدام اجتماعي خطير، خصوصًا إذا تم اللجوء إلى استخدام القوة الجبرية لإخلاء السكان مما قد يحرج شرطة الانقلاب ويُعيدها إلى دائرة المواجهة مع المواطنين الأبرياء وهو سيناريو كارثي يهدد السلم الاجتماعي.
وتابع: هناك ما يسمى بفقه الواقع، وأيضا دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة، وهذه قواعد فقهية وقانونية في نفس الوقت؛ لأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، قائلا : واضح إن ماحدش من نواب برلمان السيسي سمع حاجة عن الكلام ده”.
مستثمرون جدد
وأكدت إلهام عيداروس عضو جبهة العدالة الإجتماعية ، أن جوهر أزمة الإيجار القديم لا يكمن في الخلاف بين المستأجرين القدامى والملاك الأصليين، بل في سياسات دولة العسكر التي تخلّت عن دورها التنظيمي، وتركت العلاقة بين الطرفين عرضة للتوتر لعقود طويلة، بعد أن ألغت لجنة تحديد الأجرة وأوقفت آليات التسعير العادل.
وقالت إلهام عيداروس في تصريحات صحفية : المشكلة الحقيقية بدأت مع دخول شركات ومقاولين إلى سوق العقارات، اشتروا العقارات القديمة بأسعار زهيدة في السنوات الأخيرة، وينتظرون لحظة تحرير العقود لتحقيق أرباح ضخمة مؤكدة أن هؤلاء ليسوا ملاكًا قدماء ورثوا عقارات، بل مستثمرون جدد اشتروا وهم على دراية كاملة بوضع تلك الوحدات.
وأعربت عن رفضها أي مقترح يحدد فترة انتقالية لتحرير العلاقة الإيجارية، مستندة إلى أحكام المحكمة الدستورية العليا، التي قضت في 1997 بشأن العقود التجارية، وفي 2002 بشأن العقود السكنية، بأن الامتداد القانوني لعقود الإيجار لا يجوز إلا لجيل واحد فقط وبالتالي فإن العقود القديمة ستنقرض بمرور الوقت دون حاجة لتعديلات مثيرة للجدل متساءلة : الإيجار القديم في طريقه الطبيعي للانتهاء تلقائيًا مع وفاة الجيل الثاني من المستأجرين، فلماذا العجلة؟.
وطالبت إلهام عيداروس بأن يكون رفع الأجرة وفق معيار قانوني ثابت وليس وفقًا لاعتبارات سوقية متقلبة، مؤكدة أن المستأجر لا يتحمل مسؤولية موقع العقار أو ارتفاع الأسعار الحالية مقترحة تقسيم العقارات إلى ثلاث فئات: الوحدات ذات الإيجار أقل من 20 جنيهًا: تُضاعف خمس مرات بحد أدنى 100 جنيه، ثم تُزاد بنسبة لا تتجاوز 5% سنويًا. والإيجارات بين 20 و100 جنيه: تُضاعف مرة واحدة فقط. أما الإيجارات فوق 100 جنيه: لا تُضاعف، وتُزاد بنسبة معقولة.
انفلات مسعور
وخلصت إلهام عيداروس إلى القول ان المشكلة الكبرى ليست في نظام الإيجار القديم، بل في الانفلات المسعور في سوق العقارات والإيجارات الجديدة، حيث تحوّلت العقارات إلى وسيلة لتكديس الثروات وليس للاستقرار السكني مؤكدة أن دولة العسكر لا توفّر إسكانًا اجتماعيًا كافيًا، والوحدات التي تطرحها باهظة الثمن وفي أماكن نائية، مما يجعل الحديث عن بدائل سكنية للمستأجرين القدامى غير واقعي.
وشددت على أن دولة العسكر إذا كانت تريد أن تُنهي أزمة الإيجار القديم، فعليها أولًا إصلاح سوق العقارات الجديد وتوفير سكن فعلي للشباب، لا الدفع بهم نحو التشريد.
مخالفات دستورية
وحذر المحامي ياسر سعد من أن التعديلات المقترحة على قانون الإيجار القديم تنطوي على مخالفات دستورية واضحة، وتهدد بإشعال نزاعات جديدة دون أن تقدم حلاً حقيقيًا للأزمة المزمنة بين الملاك والمستأجرين.
وأكد سعد فى تصريحات صحفية أن هذه التعديلات تتعارض مع قاعدتين دستوريتين أساسيتين استندت إليهما أحكام المحكمة الدستورية العليا، الأول مبدأ العقد شريعة المتعاقدين، والذي يمنع تدخل أي طرف ثالث في العلاقة التعاقدية بين المالك والمستأجر، إلا في حالات الضرورة القصوى، مثل الحرب أو الطوارئ العامة. محذرا من أن إنهاء العلاقة التعاقدية بين طرفين مدنيين بقرار قانوني، دون حالة ضرورة مُلحّة، يُعد مساسًا واضحًا بالحقوق المدنية الأساسية .
وقال : المبدأ الدستوري الثاني الذي خالفته التعديلات هو الحقوق المكتسبة، وهي تلك التي كفلها الدستور ويمنع المساس بها بأثر رجعي. مؤكدا أن إنهاء العلاقة الإيجارية بشكل فجّ، أو فرض شروط جديدة دون رضا الطرفين، يمثل انتهاكًا لهذا المفهوم الدستوري المستقر.
وشدد سعد على ضرورة أن ينحصر دور دولة العسكر في هذا الملف في الإشراف والتنظيم العام، مثل لجان تقدير الإيجار التي نص عليها قانون 54، والتي جرى إهمالها تدريجيًا حتى أصبحت بلا تأثير. مؤكدا أن دولة العسكر ليست طرفًا في هذه العلاقة، بل راعٍ لضمان توازنها وفق أحكام القانون والدستور .
وكشف أن التعديلات المطروحة لن تحل الأزمة، بل ستفاقمها، لأنها تهدد بهدم الاستقرار السكني لعشرات الآلاف، دون أن تضمن للملاك تعويضًا عادلًا أو استعادة حقيقية لحقوقهم.
*أزمة سيارات المعاقين في مصر.. معاناة مستمرة تحت حكم السيسي
في ظل حكم قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، تستمر أزمة سيارات ذوي الإعاقة في مصر، حيث تعاني هذه الفئة من مشاكل معقدة في الإفراج عن سياراتهم المخصصة لهم، مما يفاقم معاناتهم ويثير استياء واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي وصفحات الدعم الخاصة بهم.
أزمة موانئ السيارات المكدسة
تتكدس نحو 30 ألف سيارة مخصصة لذوي الإعاقة في موانئ مصر، خاصة في موانئ بورسعيد والسويس، منذ نهاية عام 2024 وحتى منتصف 2025، بسبب إجراءات جمركية صارمة وتعقيدات إدارية فرضتها مصلحة الجمارك، حيث يجب على المستفيدين إثبات سداد قيمة السيارة أو جزء منها من حساباتهم الشخصية أو حساب أقاربهم من الدرجة الأولى خلال شهر من تقديم طلب الإفراج.
هذا الإجراء الذي يبدو بسيطاً في ظاهره، يتحول إلى عقبة كبرى بسبب بطء الإجراءات وتعقيدها، مما أدى إلى توقف نظام الصرف الجمركي واحتجاز السيارات في الموانئ لفترات طويلة.
توقف ترخيص السيارات بحجة مراجعة الأوراق
بالإضافة إلى مشكلة الإفراج الجمركي، تواجه سيارات ذوي الإعاقة التي تم الإفراج عنها إشكالية جديدة في المرور، حيث تم تعليق ترخيصها بحجج تتعلق بمراجعة الأوراق المتعلقة بمعاش تكافل وكرامة، رغم أن هذه الإجراءات لا تستغرق دقائق كما يُزعم.
هذا التعطيل يعرقل استفادة أصحاب السيارات من حقوقهم الأساسية، ويزيد من معاناتهم اليومية، خاصة أن كثيرين منهم يعتمدون على هذه السيارات للتنقل والحركة.
واقع مأساوي
في نوفمبر 2024، صرح اللواء جمال عوض، رئيس الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، أن الدولة “تولي اهتمامًا كبيرًا بذوي الإعاقة” وأن هناك “منظومة إلكترونية متكاملة تربط بين كافة الجهات لضمان سرعة تقديم الخدمات”، لكن الواقع يكذّب هذه التصريحات، إذ تظهر الشكاوى بشكل يومي عبر صفحات مثل:
- “سيارات المعاقين بدون وساطة“
- “حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر“
- “تظلمات سيارات الإعاقة“
بعض المنشورات تحمل صورًا لعائلات تستغيث بعد حجز السيارات لأشهر، وأخرى تطالب بمحاسبة مسؤولين عن التباطؤ في المنافذ الجمركية والمجالس الطبية.
احتجاجات وصمت إعلامي
في الوقت الذي يصمت فيه الإعلام الرسمي، تتصاعد أصوات المحتجين رقميًا. حملات مثل #سيارات_المعاقين_فين و #ارحموا_ذوي_الإعاقة حققت انتشارًا كبيرًا على “فيسبوك” و”تويتر” بداية من يناير 2025 وحتى اليوم.
شكاوى المواطنين تفضح حالة من “التمييز السلبي”، بحسب وصف ناشطين، حيث يُعامل ذوو الإعاقة كأنهم عبء على الدولة.
منظومة قانونية معطلة
رغم صدور القانون 10 لسنة 2018 ولائحته التنفيذية في 2019، فإن التطبيق متعثر، المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، المفترض أن يكون صوت هذه الفئة، لا يملك صلاحيات رقابية أو تنفيذية حقيقية، ولا يتم إشراكه في القرارات المتعلقة بالمنظومة الجمركية أو إجراءات المرور.
ويطرح ناشطون تساؤلًا مشروعًا: “ما فائدة وجود هذا المجلس إذا لم ينجح حتى في الضغط لترخيص السيارات المتوقفة منذ شهور؟“
عبء اقتصادي ونفسي على الأسر
إضافة إلى المأساة الإدارية، هناك تداعيات اقتصادية كبيرة، كثير من الأسر اضطرت للاقتراض لسداد ثمن السيارة، أو دفع رسوم الجمارك، أو استخراج شهادات الكشف الطبي، وفي ظل إيقاف الترخيص، تبقى السيارة “حديدًا بلا قيمة“.
أحد المواطنين من الجيزة نشر استغاثة بتاريخ 3 يونيو 2025 قال فيها:
“اشتريت السيارة وسددت الجمارك بعد ما بعت دهب زوجتي، ومن وقتها مرّ شهرين دون ترخيص، كل يوم أروح المرور يقولوا منتظرين رد من التضامن!”
تدخلات حكومية متأخرة
في يناير 2025، أصدر مجلس الوزراء قراراً بضرورة تقديم إثباتات مالية واضحة من ذوي الإعاقة أو أقاربهم، مع فرض غرامات على السيارات التي لم تستوفِ الاشتراطات، حيث حددت مصلحة الجمارك غرامة لا تتجاوز 10 آلاف جنيه كبديل عن إعادة التصدير.
كما أصدرت مصلحة الجمارك في مارس 2025 تعليمات جديدة تهدف إلى تسهيل الإفراج عن 75% من السيارات المكدسة، عبر قبول مستندات تثبت الملاءة المالية، سواء كانت حسابات بنكية أو عقود بيع، مع فتح نافذة إلكترونية لتقديم هذه المستندات بدلاً من التوجه إلى الموانئ، رغم هذه الخطوات، لا تزال الأزمة قائمة بسبب تعقيدات التنفيذ وبيروقراطية الجهات المعنية.
شروط صارمة
أعلنت مصلحة الجمارك في أبريل 2025 شروطاً جديدة للإفراج عن سيارات ذوي الإعاقة، تضمنت تحديد سعة المحرك بحد أقصى 1200 سي سي، واستثناء السيارات ذات المحرك التربو، مع إلزام المتقدمين ببطاقة الخدمات المتكاملة، وكشف طبي شامل، وإقرار بعدم التصرف في السيارة قبل مضي خمس سنوات، إضافة إلى ضرورة استيراد السيارة باسم صاحب الإعاقة نفسه.
هذه الشروط، رغم هدفها المعلن في مكافحة التلاعب، تضع قيوداً إضافية على ذوي الاحتياجات الخاصة، وتزيد من تعقيد حصولهم على سياراتهم.
شكاوى مستمرة
تكثر الشكاوى على صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الدعم الخاصة بذوي الإعاقة، حيث يعبر المستفيدون عن استيائهم من بطء الإجراءات وتعطيل حقوقهم، مؤكدين أن الإجراءات الجمركية والمرورية أصبحت عقبة كبرى تحول دون حصولهم على سياراتهم أو استخدامها بشكل قانوني.
كما يشيرون إلى أن مراجعة مستندات تكافل وكرامة، التي يفترض أن تكون سريعة، تستغرق وقتاً طويلاً بشكل غير مبرر، مما يعطل ترخيص سياراتهم ويجعلهم عالقين في دوامة من الإجراءات الإدارية.
تظل أزمة سيارات ذوي الإعاقة في مصر نموذجاً على فشل النظام الانقلابي في توفير أبسط حقوق المواطنين، حيث تتشابك الإجراءات الجمركية والمرورية مع البيروقراطية والقيود القانونية لتجعل من حق التنقل لذوي الاحتياجات الخاصة حلماً بعيد المنال.
رغم بعض الإجراءات الحكومية التي تهدف إلى التخفيف من الأزمة، إلا أن البطء والتعقيد لا يزالان يسيطران على المشهد، مما يستدعي مراجعة شاملة للسياسات والإجراءات لضمان حقوق هذه الفئة الإنسانية التي تعاني من الإهمال والتهميش تحت حكم السيسي.
*جنون أسعار السلع والخدمات في مصر بعد ارتفاع تكاليف الشحن ما بين “20: 100″%
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، يزداد القلق العالمي حول سلامة حركة الملاحة في مضيق هرمز، الذي يُعد شريانًا رئيسيًا لنقل النفط والغاز عالميًا، مع تقارير تشير إلى تراجع ملموس في حركة الشحن البحري نتيجة المخاطر المتزايدة، وهو ما يهدد برفع أسعار السلع والمنتجات محلياً خلال الفترة المقبلة، خاصة مع ارتباط معظم التعاقدات بتكاليف الشحن والتي قد تعيد تسعير البضائع.
ارتفعت أسعار الشحن البحري خلال الأسبوع الماضي، بنسب متفاوتة بين 20% و100%، وفقاً لكل شركة، وسط مخاوف متزايدة من المخاطر التي تهدد حركة الملاحة بسبب تفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران، ما ينذر بموجة غلاء مرتقبة تطال أسعار السلع المستوردة والمصنعة محلياً، وهو ما بدأنا في رصده حاليا.
تأثير زيادات الشحن على السلع
يقول محسن التاجوري، رئيس شركة التاجوري للأخشاب، ووكيل شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الشحن الدولي ارتفعت 20%، مضيفاً أن هناك انعكاساً متوقعاً على أسعار الأخشاب المستوردة نتيجة تلك الزيادات وقيام الشركات الموردة برفع أسعارها، إذ صعد سعر المتر المكعب بما يتراوح ما بين 20% و25%.
علاء السبع، رئيس مجموعة “السبع” العاملة في عدة قطاعات أبرزها السيارات، قال إن بعض شركات الشحن أبلغتنا برفع الأسعار مباشرة بنسب تصل إلى 100%.
أضاف السبع، أن ارتفاع أسعار الشحن سيتسبب في تأخير وصول السفن، وبالتالي تأخر تسليم البضائع للسوق المحلية، مرجعاً ذلك إلى رفض بعض الشركات هذه الزيادة الكبيرة.
ستتحمل الشركات حالياً تكاليف الزيادات المفاجئة في أسعار الشحن على البضاعة المتفق عليها مسبقاً، فيما ستنعكس أي تعاقدات استيرادية جديدة على أسعار المنتجات والسلع بالسوق المحلية، إذا استمرت التوترات الإقليمية خلال الفترة المقبلة، وفق السبع.
ارتفاع أسعار السلع
شهدت أسعار السلع الغذائية الأساسية في الأسواق المصرية ارتفاعًا ملحوظًا، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن بوابة الأسعار المحلية والعالمية التابعة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
هذا الارتفاع يثير قلق المستهلكين ويزيد من الضغوط على الأسر المصرية، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
- ارتفاع أسعار الفول المعبأ
بدأت أسعار الفول المعبأ في الارتفاع تدريجيًا في الأسواق، حيث بلغ متوسط سعر الكيلو جرام الواحد من الفول المعبأ حوالي 61.3 جنيهًا مصريًا، بينما وصل لـ 76 جنيهًا للكيلو الواحد في بعض المناطق.
- زيادة في سعر الدقيق المعبأ
لم يسلم الدقيق المعبأ من موجة ارتفاع الأسعار، حيث ارتفع سعر الكيلو جرام الواحد بنحو 3 جنيهات وبلغ متوسط سعر الكيلو جرام من الدقيق المعبأ حوالي 28.8 جنيهًا مصريًا، في حين وصل لـ 35 جنيهًا للكيلو الواحد في المولات والهايبرات.
- ارتفاع سعر السكر المعبأ
شهد سعر السكر المعبأ ارتفاعًا ملحوظًا، حيث زاد بنحو جنيه واحد عن سعره السابق.
وبلغ متوسط سعر الكيلو جرام من السكر المعبأ حوالي 36.7 جنيهًا مصريًا، بينما وصل 45 جنيهًا للكيلو الواحد في المولات والهايبرات.
- زيادة في أسعار المكرونة والأرز السائب
ارتفعت أسعار المكرونة السائبة في الأسواق، حيث بلغ متوسط سعر الكيلو جرام الواحد حوالي 26.2 جنيهًا مصريًا، بينما وصلت بعض الأنواع إلى 50 جنيه للكيلو الواحد.
- ارتفاع سعر الشاي
ارتفع سعر الشاي بنحو 1.5 جنيه لكل 100 جرام، وذلك حسب العلامة التجارية، وتراوح متوسط سعر الشاي من 300 جنيهًا للكيلو الواحد، في حين سجلت الأسعار بين 300 جنيهًا و 500 جنيه للكيلو الواحد في المولات والهايبرات.
ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة
وأوضح التجار أن سعر عداية الطماطم بسوق العبور تراوح ما بين 180 جنيه إلي 220 جنيه والفلفل 10 جنيهات والليمون 40 جنيها والكوسة 12 جنيها والخيار 15 جنيها و الباذنجان 15 جنيها.
وأضاف التجار أن سعر الخس الكابوتشا 15جنيه للواحدة للمستهلك والبروكلي 15 جنيها والكرنب الأحمر 12والأبيض 20 جنيها والملوخية 30 جنيها للكيلو .
وأوضح التجار أن سعر البقدونس والكسبرة والشبت 5 جنيهات والجرجير 3 جنيهات للحزمة والفاصوليا 50 جنيها .
وأفاد التجار أن سعر الباذنجان الأسود 15 جنيها والباذنجان الأبيض 12 جنيها والباذنجان الملون 9 إلي 12 جنيها والباذنجان الرومي 6.5 إلي 12 جنيها .
وأكد التجار أن سعر البصل جنيها20 والبصل الأحمر 15 والفلفل الأحمر و الشطة 16 جنيها والفلفل الرومي 16 والفلفل الحامي 16 جنيها والفلفل الألوان 40.
وذكر التجار أن سعر الكنتالوب 25 والشمام 35 جنيها للكيلو والعنب الأحمر البلدي 45 والعنب الأسود 50 جنيها والجوافة والموز 50 جنيها والموز المستورد 180 جنيها والتفاح الأخضر 140 جنيها والبرتقال الصيفي 50 جنيها.
وأضاف التجار أن سعر التفاح الأصفر 140 جنيها والتفاح الأحمر 120 جنيها و الكمثرى المستوردة 135 جنيها والكيوي 150 جنيها والافوكادو 270 جنيها والخوخ البلدي 15 جنيها والبطيخ 15 جنيهات للكيلو .
أسعار الخضروات والفاكهة
وقال التجار أن سعر البرقوق البلدي 40 إلي 70 جنيها والمستورد 135 جنيها والمشمش 100 جنيه والمانجو صديقة 60 جنيها للكيلو والقشطة البلدي 170 جنيها والخوخ 35 الي80 جنيها.
وذكر التجار أن سعر الكنتالوب 15 والشمام 10 إلي 25 جنيها للكيلو والعنب الأحمر البلدي 40 والعنب الأسود 45 جنيها والجوافة والموز 40 جنيها والموز المستورد 140 جنيها والتفاح الأخضر 70 إلي 140 جنيها والبرتقال الصيفي 40 جنيها.
وأضاف التجار أن سعر التفاح الأصفر 70 إلي140 جنيها والتفاح الأحمر 60 إلي 120 جنيها و الكمثرى المستوردة 135 جنيها والكيوي 150 جنيهاوالافوكادو 270 جنيها والخوخ البلدي 5 جنيها والبطيخ 20 جنيها للكيلو .