الشيخ عبد الحميد أبو زيد

القصة الكاملة للامارة الاسلامية في شمال مالي من البداية الى التدخل الفرنسي – الجزء السادس (هام)

الشيخ عبد الحميد أبو زيد
الشيخ عبد الحميد أبو زيد

القصة الكاملة للامارة الاسلامية في شمال مالي من البداية الى التدخل الفرنسي – الجزء السادس

الكشف لأول مرة عن حقيقة استشهاد الشيخ عبد الحميد أبو زيد واسمه ” محمد بن مبروك بن الساسي بن غدير من قبيلة “الشعانبة” ومن معه .

التدخل العسكري الفرنسي في مواجهة الامارة الاسلامية بشمال مالي

سير المعارك والسياسة العسكرية والبطولات والشهداء والكرامات وجرائم فرنسا في الصحراء الكبرى

المواطنون الفرنسيون غير الأصليين كالجزائريين والتونسيين والمغاربة واللبنانيين ، وهذا ما يفسر عدم اعتراف العدو إلا بقتل ستة من جنوده هم الفرنسيون الأصليون

مجموع الشهداء حوالي 150 شهيد خلاف الإخوة الذين قاموا بعمليات استشهادية وانغماسية في العدو وهؤلاء الشهداء متوزعون بين خمسة عشر جنسية

 

خاص وحصري – شبكة المرصد الإخبارية

 

بعد المؤامرة الكبرى التي أسهمت فيها فرنسا على التجربة الإسلامية في شمال مالي هل لكم أن تعطونا حقيقة المعركة مع فرنسا وحلفائها من خلال رؤيتكم وبحكم موقعكم ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد : نحب أن ننبه على أن الإجابة على هذا السؤال ستكون أقل تفصيلا، لأن كثيرا من جوانبه أحداث ما تزال جارية لا يحسن الكشف عنها للظروف الأمنية التي لا تخفى على القراء الكرام ، ومع ذلك فسنحاول تلخيص بعض منها من خلال الحوار.

 

كيف بدأت الحرب؟

 

هذا هو المحور الاول

  من المتداول والمعلوم أن فرنسا كانت تدعم الحركة الوطنية لتحرير أزواد وتأمل أن تتمكن من بسط نفوذها على الشمال المالي لتكون رأس الحربة في محاربة المشروع الإسلامي ، ولذلك غضت الطرف عن الأرتال الضخمة الفارة من ليبيا ، ولما رد الله عز وجل كيدها في نحرها وأفشل المجاهدون مشروعها، وزادت على ذلك المفاجأة الكبرى بالتقدم السريع والمذهل للمجاهدين حتى سقط الشمال المالي في وقت قياسي ، ولم يكن للحركة الوطنية فيه أكثر من الضجيج الإعلامي، بدأت ومن الأيام الأولى بتجنيد وتجييش عملائها من أجل محاربة المشروع الإسلامي الوليد ، وبدأت العمل على الجانب السياسي من أجل استصدار قرار من الأمم المتحدة للتدخل في الشمال المالي ، ونجحت في ذلك بعد أشهر ، وفي الجانب العسكري بدأت بدعم ومساعدة الجيش المالي المنهار وتدريبه على مختلف الأسلحة والمعدات العسكرية ، وإقناع الدول المجاورة وإلزامها بالمشاركة في الحرب المتوقعة.

mali2

كيف تعامل المجاهدون وانصار الدين والجماعات الجهادية مع هذا الوضع الجديد؟

على صعيد المجاهدين أبدى المجاهدون مرونة متناهية في التعامل مع الوضع الجديد دون تنازل عن ثوابتهم من أجل تجنيب الشعب المسلم ويلات الحرب ، ومضت وفود المجاهدين المفاوضة من ” جماعة أنصار الدين ” تجوب مختلف العواصم ذات الصلة بالموضوع تبين نظرتها وبرنامجها ، وتوج ذلك بالمذكرة التي كتبتها الجماعة تبين فيها نظرتها لحل الأزمة في الشمال المالي وسلمت للوسطاء ووصلت الطرف الآخر وتحدثت عنها وسائل الإعلام .

كيف ترون موقف الحكومة المالية للحل ؟

لم يكن طواغيت مالي في حقيقة الأمر يريدون الحل السلمي ، وإنما فرض عليهم ضعفهم وخورهم واختلافهم فيما بينهم وانتظار الدعم الغربي والإفريقي وأن ينهض جيشهم المنهار التظاهر بذلك واستمروا في الاستعدادات وتدريب الجيش والمليشيات ودعمهم بجميع ما يعطيهم أسيادهم الصليبيون بل أشرف الفرنسيون بأنفسهم على تدريب الجيش.

 

وقد استمر طواغيت مالي في استهداف الشعب المسلم خاصة الجنس الأبيض ، وما المجزرة التي تعرض لها الإخوة من “جماعة الدعوة والتبليغ ” في مدينة ” جابيلي” بخافية ، فضلا عن المجازر الأخرى في نفس المنطقة وفي منطقة موبتي وسيفاري وغيرها ، دعك من أنواع التضييق التي يتعرض لها حتى غير أهل أزواد لمجرد اشتراكهم في اللون أو في المظهر الإسلامي ، وكان المجاهدون قد تعهدوا بالانتقام للمسلمين من هؤلاء المجرمين.

ما هو رد فعلكم تجاه هذا التصعيد من حكومة مالي ؟

لم يكن للمجاهدين السكوت على هذه المجازر ، ولا انتظار أن يجهز العدو نفسه ويهجم عليهم ، خاصة بعد تأكدهم أن العدو على أبواب الهجوم لاسترداد الشمال ، فأصدروا بيانا أعلنوا فيه عن توقف المحادثات السلمية ثم بدأ الزحف على الجنوب في اتجاهي الغرب والشرق ، وسرعان ما أسقطوا مدينة كونا التي كانت مركز وقاعدة فأسرعت لإنقاذها ، وسرعان ما حشدت فرنسا الصليبين وراءها واستنجدت بهم وأنجدوها فمنهم من دعم لوجستيا ، ومنهم من شارك بجنوده ، وغير ذلك كل بحسب ما يريد.

ما موقف جماعة انصار الدين في اول بوادر الحرب والتدخل الفرنسي؟

 

جماعة أنصار الدين أصدرت في الأيام الأولى للحرب بيانا يكشف شيئا من جوانب هذا المحور:

ففي مثل هذه الأيام من السنة الماضية، بدأت أولى خطوات تأسيس المشروع الإسلامي في إقليم أزواد شمال مالي،على يد جماعة أنصار الدين، شهد الناس فيها تجربة رائدة ومتميزة، من تطبيق الشريعة الإسلامية،، ورأى القاصي والداني عدل وسماحة الإسلام، وهي بقدر ما أثلجت صدور المؤمنين، وأعادت إليهم الأمل المفقود، بقدر ما أقضت مضاجع الأعداء من الكافرين والمنافقين، فلم يصبروا على رؤية هذا الشعب يقرر مصيره بنفسه، بعد أن تجرع مرارة المآسي عقودا من الزمان، ليعيش حرا، تحت ظل الشريعة التي نشأ عليها، وتوارثها جيلا بعد جيل. فكان لزاما على القائمين على هذا المشروع – انطلاقا من المسؤولية الملقاة على عاتقهم – صيانة هذا المولود الجديد، والحفاظ على مكتسبات الأمة، التي أرهقتها التجارب المريرة، والتي لم تبن على أساس يضمن لها النجاح والبقاء، ولأجل ذلك قامت قيادة أنصار الدين باستئناف العمليات العسكرية،موجهة ضربات استباقية، إلى جيش النظام العنصري الطاغي، والتي أعقبتها تطورات متسارعة فاقت توقعات المراقبين

 

هل يمكن التوضيح أكثر؟

وفي خضم هذه الأحداث،

 اصدرنا هذا البيان توضيحا لمواقفنا، وتطمينا لشعبنا خاصة، وللأمة الإسلامية عامة، أسباب قرار استئناف العمليات العسكرية: لم يكن هذا القرار أمرا هينا، فالكل يعلم مدى صعوبة خوض هذه الحرب، خاصة في مثل هذا التوقيت الذي تحشد فيها القوى الاستعمارية جيوشها لغزونا، وفي ظل انعدام التكافؤ في العدد والعتاد، ومع هذا فجماعة أنصار الدين لم تجد بداً من شن العمليات العسكرية، نتيجة الظروف المأساوية التي آل إليها وضع شعبنا المقهور والمغلوب على أمره، والتي من أهمها:

 

 1. الاعتداءات المتكررة على الأبرياء والعزل من أهلنا، في عدة مناسبات جنوب البلاد وغربها، ارتكبت بحقهم أبشع المجاز،على أيدي زبانية النظام العنصري الحاقد، بتواطؤ من القوى الاستعمارية، وصمت مطبق من المنظمات الحقوقية، التي اعتادت النياحة على الجلادين، والمتاجرة بآلام الضحايا المستضعفين.

 

 2. فشل جميع المبادرات التفاوضية التي قدمها المفاوضون، وعلى رأسهم وفد أنصار الدين، والتي حاولنا من خلالها إيجاد حل سلمي للأزمة السياسية والإنسانية التي تعيشها المنطقة، والتي قوبلت باستخفاف تام من طرف قادة النظام في بماكو، بضغط من سادتهم في باريس، هذا برغم انفتاحنا على جميع الاقتراحات، التي طرحها الوسطاء المعنيون بالملف، مادامت لا تعارض الثوابت الأساسية ،التي عليها قام كفاحنا ونضالنا، وعلى رأسها مطلب تطبيق الشريعة الإسلامية.

 

 3. الاستعدادات الجارية على قدم وساق من طرف فرنسا الاستعمارية وأحلافها في المنطقة، للتدخل العسكري من اجل القضاء على الإرهاب المزعوم، كما يصرح قادتها في خرجاتهم الإعلامية، متناسين التاريخ الإرهابي المخزي لهذه الدولة، والتي لا تتوانى عن دعم الديكتاتوريات الإرهابية، التي تثبت أركان حكمها بإبادة شعوبها، بما فيها النظام العنصري في بماكو.

 4. المعلومات المؤكدة عن قرب بدأ الجيش المالي هجوما عسكريا على مدينة دوينزا، مستغلا انشغال جماعة أنصار الدين بالعملية التفاوضية من جهة، وتوزع وحداتها القتالية في مناطق شاسعة، لإدارة الشؤون الداخلية لمناطق سيطرتها، تلك الهجمة التي اتضح لاحقا بعد معركة كونا، أنها كانت بتخطيط وإشراف ضباط فرنسيين، نملك الأدلة القاطعة على تواجدهم في منطقة كونا مع بدء عملياتنا العسكرية، وبتأكد تلك المعلومات، اعتبرت جماعة أنصار الدين الاتفاق غير المعلن لوقف إطلاق النار بينها وبين الجيش المالي لاغيا، ولم يعد ساري المفعول.

مقاتل في مهمة مراقبة
مقاتل في مهمة مراقبة

 

هل يمكن ذكر بعض تفاصيل العمليات العسكرية على جبهة كونا؟

بدأت العمليات العسكرية انطلاقا من بلدة كونا، يوم الثلاثاء 8 يناير 2013 والتي تمت محاصرتها ليومين، شهدت قصفا عشوائيا بالمدفعية الثقيلة من طرف الجيش المالي، واشتباكا بين إحدى سراياه ومقاتلي الجماعة، أسفر عن قتل جندي من الجيش المالي، بعد محاولة التفاف فاشلة، قام فيها الجيش المالي باتخاذ القرويين المجاورين للمنطقة دروعا بشرية، وذلك بالانغماس في قراهم، واطلاق النار انطلاقا منها.

بدأت المعركة الأساسية في كونا يوم الخميس 10 يناير 2013 من الساعة التاسعة والنصف صباحا إلى غاية الثالثة بعد الظهر، وقد كانت حاسمة ومفاجئة للعدو، تكبد فيها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد 25 قتيلا على الأقل، حسب تقديراتنا الأولية و11 سيارة رباعية الدفع، و6 دبابات ،وكميات كبيرة من الذخيرة حديثة الإنتاج (2008م)،وأسلحة خفيفة ومتوسطة، وانسحاب كامل للجيش المالي إلى غاية سيفاري،

كان المجاهدون حذرين جدا، حرصا منهم على عدم استهداف المدنيين، وعدم تخريب البنية التحتية للمدينة، وهذا ما حدث بالفعل، مما ولد ارتياحا وفرحا لدى السكان، الذين هللوا وابتهجوا بقدوم أنصار الدين، واستقبلوهم بالتكبير وقدموا لهم المياه للوضوء، ولم تتضرر أي من الوحدات القتالية للمجاهدين في أنصار الدين، وكان عدد القتلى في صفوف الجماعة خمسة قتلى نسال الله ان يتقبلهم شهداء عنده.

الهزيمة النكراء للعدو في كونا كانت هي الشرارة الأولى لبدء الحملة الاستعمارية الصليبية الفرنسية على ارض مالي المسلمة، وكان أول ما افتتحت به هذه الحملة ، قصف شديد على مدينة كونا، استهدف المساجد، ومنازل العزل، ذهب ضحيته ثمانية من السكان المحليين، لم يكن أحد منهم من المقاتلين، في انتهاك فاضح لأخلاق الحروب، التي تتشدق القوى الاستعمارية بالحفاظ عليها، وهي أول من يدوس عليها ،ولكن الله انتقم لأولئك المسلمين، فوفق الله مضادات المجاهدين بإسقاط مروحية فرنسية، قتل فيها ضابط سامي في الجيش الفرنسي، اضطر العدو للاعتراف به بعد أيام من التكتم، فلله الحمد والمنة.

صاحب الحملة الصليبية الاستعمارية التي تقودها فرنسا، هجمة أخرى من التضليل الإعلامي، ادعت ان القصف استهدف المجاهدين في كونا، وان الجيش المالي أعاد السيطرة عليها، وأن المجاهدين فروا من قواعدهم الخلفية، بعد أن سقط منهم عشرات القتلى، وهذا كله كان كذبا وتضليلا من الآلة الإعلامية الفرنسية، ولكن ولله الحمد كانت ” اللجنة الإعلامية لأنصار الدين ” تفند مزاعم العدو، وتوثق انجازاتها بالصوت والصورة،رغم قلة ومحدودية المساحة الإعلامية المتاحة لها، وهو ما عجز عنه إعلام العدو، مما يدل على الإفلاس المهني الإعلامي، بعد الإفلاس العسكري في الميدان.

 

تم التمركز في محيط مدينة كونا لمدة خمسة أيام، والسيطرة على مداخلها ومخارجها، تحسبا لهجوم مضاد من طرف الجيش المالي المدعوم من الفرنسيين، وتعزيز الخطوط الخلفية تحسبا لأي التفاف للعدو من الخلف، وبعدما طالت مدة الانتظار والترقب ، سحبت أكثر الوحدات من المدينة وتراجعت إلى الخلف، مع إبقاء وحدات قتالية جاهزة في حالة تقدم، دخلت تلك الوحدات يوم: 16 يناير 2013 في اشتباك مع الجيش المالي المدعوم بالفرنسيين، مع تغطية جوية كثيفة، أسفرت تلك المعركة عن عدد كبير من القتلى في صفوف العدو اعترف بثلاثة منهم،وأسقطت مروحية فرنسية بالأسلحة الخفيفة للمجاهدين، وقتل اثنان منهم، نسال الله أن يتقبلهم في الشهداء، ثم انسحبت الوحدات المتقدمة للمجاهدين من مدينة كونا، وتراجع الجميع إلى الخطوط الخلفية

 

مقاتلو أنصار الدين إلى حد اللحظة مرابطون بالقرب من مدينة كونا، والجيش المالي دخل المدينة، بعد أن تحققت أهداف الحملة العسكرية لأنصار الدين، وقد كان الانسحاب منها مقصودا، ولا يزال الإعلام المضلل يردد الأكاذيب، ويزعم أن المجاهدين أخرجوا من المدينة، مع انه قد تقرر الانسحاب منها أياما قبل دخول الجيش إليها.

 mali ghazo france

جبهة جابلي

بعد التأكد من جاهزية الوحدات القتالية المتوجهة إلى جبالي، وبعد إنهاك قوى الجيش المالي في كونا، تقرر ضرب حامية جابلي الحصينة وابتدأت الحملة عليها بإغارة في الصباح الباكر على البوابات المتقدمة للمدينة، ثم اقتحام الثكنة المركزية، ومطاردة فلول الهاربين، واستمرت المعركة ثماني ساعات، تكبدت فيها قوة العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتم غنم 15 سيارة رباعية الدفع، و3دبابات ، وكميات كبيرة من الذخيرة والقذائف المتنوعة، وسيطرة كاملة على جميع النقاط العسكرية في كل من منطقة جابلي، وسوكولو، وهنتونو، وتم قتل أحد رؤوس الإجرام الذي كان دليلا للجيش المالي في تصفية الأبرياء والعزل من المدنيين، وهو في الوقت نفسه خبير في سلاح المدفعية، ولم يقتل من المجاهدين يوم المعركة إلا شخص واحد نسال الله أن يتقبله في الشهداء.

2. بعد انتهاء المعركة، قام الطيران الفرنسي بقصف مكثف شديد على المنطقة بالليل وبالنهار، على مواضع تمركز المجاهدين، قتل أثناءه اثنان من المجاهدين نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء.

ثم قام المجاهدون بالاستعداد للمعركة البرية مع الفرنسيين ، بعد ورود الأنباء عن تواجد قواتهم في نيونو، ولكن الله قذف الرعب في قلوبهم، فلم تتقدم لهم آلية واحدة ،وطالت مدة انتظارنا لهم، مع القصف الشديد الذي أتى على الكثير من مزارع المدنيين، واستهدف قراهم ومواشيهم، إعمالا لسياسة الأرض المحروقة التي عرفت فرنسا بالتفنن فيها عبر تاريخها الاستعماري المخزي، ولذا قرر المجاهدون الانسحاب إلى الخطوط الخلفية، حماية للمدنيين وممتلكاتهم من القصف المتواصل، وتم إخلاء المدينة، وانسحبت جميع الوحدات بأقل الخسائر ولله الحمد والمنة.

 

 3. واصلت الآلة الإعلامية الفرنسية كذبها وتضليلها تزامناً مع معارك جبالي، لكن هذه المرة بدرجة أقل، بعد أن فضحت الدلائل أباطيلهم، واضطروا إلى توخي نوع من الحذر في إعلاناتهم، وظهرت في الإعلام حيرة المسئولين الفرنسيين، الذين ظنوا مواجهة المجاهدين مجرد نزهة عابرة، واعترفوا بصعوبة الوضع وتعقيده على الأرض، وابتلاهم الله بنكسات سياسية وعسكرية في المنطقة وخارجها، أفقدتهم الصواب، مما جعلهم يسرعون في إرغام الدول الإفريقية، بالزج بجنودها لتكون دروعا بشرية لهم.

 

الاهداف العسكرية

نجاح أهداف العمليات العسكرية كان لهذه العملية أهداف وغايات محددة تم بفضل الله تحقق اغلبها، وانتهت بنصر كبير فاق توقعات المجاهدين أنفسهم،وهي ابتداء على خلاف ما روجه العدو، لم تكن تهدف إلى الاستيلاء على الجنوب، أو الاستيلاء على العاصمة بماكو، تلك الكذبة التي جعلتها فرنسا مبررا للاحتلال الصليبي الجديد على الأراضي المالية المسلمة، والذي أسفر سريعا عن وجهه الحاقد، باستهداف المساجد ومساكن المسلمين الآمنين، ونلخص أهم ما تحقق من انجازات بعضها خطط له، والبعض الأخر محض فضل الله و منه وكرمه:

 

* تحقيق المقصد الأسمى من جهادنا وقتالنا، وهو حماية حوزة الدين والدفاع عن ما تحقق من تحكيم للشريعة الإسلامية في أرضنا، وإرسال رسالة واضحة للأطراف المعادية أن شعبنا استيقظ، وأنه مستعد للتضحية بالغالي والنفيس، في سبيل العيش بكرامة، تحت ظل الشريعة الإسلامية، وأن الموت بشرف أحب ألينا من عودة النظام العلماني العنصري البائد، وأن عصر الاستعباد على أيدي مرتزقة الغرب قد ولى إن شاء الله تعالى بلا رجعة، فمن أراد التعايش مع هذا الواقع الجديد، فأبواب التفاوض مفتوحة أمامه، وجميع الحلول السلمية قابلة للأخذ والرد، ما لم يكن فيها تنازل فيها عن الثوابت والمبادئ، وأما لغة التهديد وأساليب ليّ الأذرع، فلن تجدي بإذن الله نفعا.

 

* تأديب الوحوش البشرية من جنود الجيش المالي العنصري، والأخذ بالقصاص من قتلة الدعاة والعلماء والمستضعفين من عوام المسلمين، والذين ارتكبت في حقهم مجازر التطهير العرقي، وانتهكت أعراضهم، ونهبت أموالهم، وهجروا من ديارهم بلا ذنب ارتكبوه، سوى أنهم اختاروا الوقوف مع أبنائهم، الذين حملوا راية الكفاح ضد الظلم والقهر والطغيان، وقد مكننا الله من الوفاء بوعدنا، وقمنا باستيفاء القصاص ولله الحمد والمنة، وقد آن لقلوب المؤمنين ان ترتاح وتشفى من الغيظ الذي أصابها، في ظل صمت وتواطؤ العالم اجمع.

 

*التصدي للهجوم المزمع للاستيلاء على دوينزا، والذي تقرر قبل اندلاع المعارك، بتخطيط وإشراف الفرنسيين أنفسهم، ونجاح استخبارات المجاهدين في معرفة تفاصيل العملية، واعتقال بعض عملاء شبكة الجواسيس المشاركة في الخطة، والتي من بين بنودها تحريك خلايا نائمة في المدن، لضرب المجاهدين مع انطلاق العمليات.

 mali france4

*ضرب نقاط التمركز المتقدمة في كونا، والتي كان الفرنسيون يعولون عليها، وتدميرها بالكامل، وتدمير عتاد حربي فرنسي، تم تجهيزه في كونا، ليستعمل في الحملة العسكرية المقبلة، ويضم أجهزة عالية التقنية، ومعدات للبث والإرسال والتصنت.وتدمير نقاط تمركز العدو في جابلي، والتي صارت في السنة الماضية منطلقا لإبادة المدنيين العزل في المنطقة الغربية.

*الإثخان في العدو حيث وصل عدد القتلى في معارك كونا وجابلي وما بعدها من اشتباكات أكثر من 50 قتيلا ، حسب إحصاءاتنا، ونتوقع أن يكون الرقم الحقيقي أكثر من ذلك ، مع عشرات الجرحى والمفقودين في الغابات والفلوات.

* إسقاط مروحيتين وقتل ضابط سامي فرنسي يعتقد انه من قيادات العمليات الجوية

 

*استكشاف جغرافية المناطق الجنوبية الواقعة بين دوينزا وكونا، وكذا محيط منطقة جابلي، وتحديد النقاط الإستراتيجية ،ومعرفة الطرق الرئيسية والفرعية، والمعابر النهرية، والتقدم بعيدا في عمق منطقة العدو، وهذا يعد انجازا كبيرا في منطقة لأول مرة ندخلها.

 

*التواصل مع السكان في تلك المناطق، والتعريف بالجماعة وأهدافها ، وكسب أنصار جدد من أعراق مختلفة.

* إفشال خطة التدخل الدولي التي اقرها مجلس الآمن ،والتي تقضي بتدريب الجيش المالي وتجهيزه، ثم دعمه بالأفارقة ،وتمويله من طرف الغربيين، والخطة الآن – ولله الحمد- ذهبت أدراج الرياح.

 

*تأمين خطوط الإمداد والقواعد الخلفية للمجاهدين، وتعزيز القدرات اللوجستية، وحرمان العدو من أية مواقع عسكرية محتملة، تمكنه من أخذ زمام المبادرة.

 

ما هي أهم الاهداف التي تحققت من هذه الحرب والتدخل الفرنسي في شمال ؟

 

أهم هدف تحقق هو التفاف الشعوب الإسلامية مع إخوانهم المجاهدين، وتعرية الوجه القبيح لسياسات فرنسا الصليبية الاستعمارية، وتوج ذلك التلاحم، بإصدار العلماء لبيانات وفتاوى تبين فرضية الجهاد ضد المحتل الصليبي، وحرمة التعاون معه، ووجوب نصرة المجاهدين المدافعين عن العقيدة والأرض ،وهي خطوة لم يكن الأعداء يتوقعونها، ظنا منهم الأمة ستنخدع بشعارات نشر الحرية والحرب على الإرهاب، والتي ولى عهد الاغترار بها ولله الحمد والمنة.

المجاهدون بخير ومعنوياتهم مرتفعة، برغم تكالب الأعداء، وتجمع الأحزاب. . ويقينهم راسخ بصدق موعود الله ورسوله، وقد وطنوا أنفسهم على التضحية في سبيل الله، نسال الله أن يرد عنهم كيد الأعداء. ربنا أفرغ علينا صبرا، وثبت أقدامنا وانصرنا،على القوم الكافرين.

 

هل كان لأمير جماعة انصار الدين دور في سير المعارك مع الفرنسيين اثناء التدخل العسكري؟

 كانت المعارك على جبهة كونا بقيادة الشيخ أبي الفضل إياد بن غالي – حفظه الله ورعاه – أمير جماعة أنصار الدين ، بينما كانت المعارك على جبهة جابلي وضواحيها بقيادة الشيخ عبد الحميد أبي زيد – تقبله الله في الشهداء – نائب أمير منطقة الصحراء الكبرى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي

 

الشيخ أياد أغ غالي
الشيخ أياد أغ غالي

هل لكم ان تعطونا تفصيلات اكثر عن سير المعارك؟

 

نعم  نواصل الحديث من استقصاء أحداث المعركة وذكر بطولات المجاهدين وان كان هذا أمر يطول به المقام وتمنع ظروف الحرب من كشف قدر كبير من الحقائق ومع ذلك فنلخص بعضه في نقاط:

تمكن المجاهدون في “جماعة أنصار الدين ” بفضل الله ومنه من سحق الجيش المالي المدجج بالسلاح والعتاد في مدينة كونا وفر أعداء الله لا يلوون على شيء كما تقدم ،وواصل المجاهدون تقدمهم حتى صاروا على بعد 30 كيلومتر من مدينة سيفاري إحدى أكبر المدن المالية وأهمها من الناحية الإستراتيجية والعسكرية ، وفي جهة الغرب فر الجيش المالي من مدينة “جابلي” و” سكولو” والمدن القريبة منهما وقد مكن الله عز وجل المجاهدين في هذه المعارك من إسقاط أربع طائرات فرنسية وقد اعترفت بذلك بعض المواقع الإخبارية الفرنسية.

 

 هل كانت هناك انسحابات تكتيكية في تلك المرحلة ؟

 

 

بعد التدخل الفرنسي وهمجية طيرانه واستخدامه سياسة الأرض المحروقة قرر المجاهدون الانسحاب من المدن ، حفاظا على المسلمين وممتلكاتهم من القصف المتواصل، واستعدادا لشن حرب عصابات طويلة الأمد تستنزف العدو كما صرح بذلك أيامها لقناة الجزيرة الأخ القائد أمير منطقة الصحراء الكبرى يحيى أبو الهمام – حفظه الله –

خاض المجاهدون بطولات عظيمة وسطروا ملاحم خالدة ضد العدو الصليبي وأذياله وقد تقدم بعض ذلك ويمكن ايراد عدة امثلة لذلك..

 

 

هل لكم أن تحدثونا في شبكة المرصد الإخبارية عن الملاحم البطولية في ظل التعتيم الإعلامي حيث أوردت وسائل الاعلام العالمية والفرنسية خاصة ان عدد قتلاكم كان ضخماً في أول  ايام التدخل العسكري هل لكم ان تميطوا اللثام عن حقيقة الخسائر البشرية في صفوفكم ؟

 

المثال الأول : كان قادة المجاهدين وأمراؤهم في الصف الأمامي لحرب العدو وقتاله وكانوا ينافسون جنودهم في ذلك ، ولا يمكن الاستطراد أكثر من هذا

 

المثال الثاني : كان البطل القائد الشيخ عبد الحميد أبو زيد – رحمه الله – رفقة مجموعة لا تتعدى العشرين شخصا على أحد ثغور جبل تيغارغار من الجهة الشرقية إذ تقدمت إليهم أرتال التشاديين مدعومة بالطيران الفرنسي ، فاشتبك معهم الإخوة في معركة طاحنة دامت يوما كاملا ولم يستطع التشاديون التقدم إلا بعد أن قتل أغلب الإخوة جراء قصف الطيران ، وقتل من التشاديين في هذه المعركة ما يقرب من المائة اعترفوا هم أنفسهم “بستة وثلاثين قتيلا وأكثر من خمسين جريحا ” من بينهم قائد القوات الخاصة عبد العزيز حسن آدم ، ونجل الرئيس التشادي ، حتى إن إحدى الصحف التشادية سمتها بالمجزرة ، أما الإخوة الشهداء فهم:

– الشهيد الشيخ عبد الحميد أبو زيد واسمه ” محمد بن مبروك بن الساسي بن غدير من قبيلة “الشعانبة”

– الشهيد الشيخ المقداد محمد بن عمر الأنصاري الطارقي من قبيلة ” إيفوغاس ”

– الشهيد خالد أبو سليمان غالي بن البشير الصحراوي من قبيلة ” أولاد موسى ”

– الشهيد أبو خيثمة عالي بن عبد الله الصحراوي

– الشهيد ابن الشهيد عبد الكريم الجزائري واسمه ” إسماعيل بن محمد بن الساسي” وهو ابن عم الشيخ عبد الحميد و أبوه يعرف في الجهاد ب ” عمي حامد ” استشهد في تشاد في معركة مع الجيش التشادي سنة 2004م  

– الشهيد دحمان بن الوافي الأنصاري الطارقي من قبيلة ” كل انتصر ”

– الشهيد صهيب حمدي بن هرماس الصحراوي

– الشهيد جابر أحمد الأنصاري من عرب تيلمسي وهي منطقة تقع شمال غاوو

– الشهيد أبو جابر محمد الصحراوي

– الشهيد أبو أحمد المغربي

 

ما ذكر العدو وشاع في الإعلام عن مقتل 40 من الإخوة مع الشيخ عبد الحميد محض الأكاذيب والأماني ، وكذلك ما زعموه من أخذ جثة الشيخ عبد الحميد محض كذب ، بل المجاهدون هم من قام بدفنهم

 

المثال الثالث :

 

كان الأخ الشيخ أبو الخضر الأنصاري – حفظه الله – أحد قادة جماعة أنصار الدين على إحدى القمم البعيدة على شكل استطلاع متقدم ومعه ستة من الإخوة فصعدت إليهم كتيبة من الفرنسيين فاشتبكوا معهم وسقط في أول الاشتباك سبعة من الفرنسيين بين قتيل وجريح وبعد اشتباك طاحن تدخل الطيران الفرنسي وبدأ بقصف الاخوة فاستشهد ثلاثة منهم :

– الشهيد عبد الرحمن بن سيد ام الأنصاري الطارقي من قبيلة “اضبيلالن ”

– الشهيد علي الأنصاري الطارقي

– الشهيد عبد الحكيم ” الحسن بن إنهاي ” الأنصاري الطارقي من قبيلة إيفوغاس

وانسحب باقي الإخوة بسلام و اختبؤوا في كهف لمدة أيام ، وتبعهم الفرنسيون حتى وقفوا على باب الكهف الذي فيه الإخوة حتى إن أحد الجنود – أكرم الله القارئ – بال في الكهف ، لكن أعماهم الله تعالى عنهم ورجعوا خائبين ثم خرج الإخوة وما زالوا أحياء يقارعون العدو.

 

ماذا عن جماعة التوحيد والجهاد  في غرب افريقيا وهل لها مشاركة في القتال؟

 

سطر الإخوة في جماعة التوحيد والجهاد ملاحم وبطولات كالعمليات الانغماسية في غاوو والتي قتل فيها عدد من أعداء الله ، وكذلك عملياتهم ضد الحركة الوطنية لتحرير أزواد في الخليل وغيرها ، ولولا خوفي أن اجر لهم ضررا بذكر بعض التفاصيل التي لا أعرف أبعادها الأمنية لحكيت بعضا من تلك البطولات.

 

هل لك ان تحدثنا عن شهداء جماعة التوحيد والجهاد ممن  قتلوا في المعارك مع الفرنسيين ؟

 

من شهدائهم الأبطال :

– الشهيد أبو عبد الرحمن المصري

– الشهيد أبو عبيدة الأنصاري

– الشهيد يونس الشنقيطي واسمه الحقيقي الغوث من قبيلة الأغلال ” أغلال القبلة سكان قرية تفكين ” التي تقع غرب مدينة أبي تلميت

– الشهيد أبو مجاهد الأنصاري محمد محمود بن السالك من البرابيش قبيلة أولاد أعيش ، وهو الأخ الشقيق للشهيد عيسى بن السالك – رحمه الله – أحد جنود تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي استشهد سنة 2010 م في اشتباك مع عصابة مسلحة مرتبطة بطاغوت مالي كان يقودها آنذاك الأخ الشهيد المختار بن احمد دولة – رحمه الله – وهو من نفس القبيلة والذي سبقت الإشارة إليه في الحلقة السابقة عند الحديث عن التعامل مع جبهة العرب ، ونأمل أن يكون الأخوان ” عيسى والمختار ” ممن صدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم ” ” يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ يَدْخُلاَنِ الجَنَّةَ: يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيُقْتَلُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى القَاتِلِ، فَيُسْتَشْهَدُ” رواه الشيخان عن أبي هريرة

 

– الشهيد عكرمة محمد سالم بن عبد الله الصحراوي وهو الأخ الشقيق للشهيد أبي خيثمة الصحراوي الذي استشهد مع الشيخ عبد الحميد أبي زيد رحمهم الله جميعا

 

هل من أمثلة ونماذج حية لبطولات جند الامارة الاسلامية في مواجهة التدخل الفرنسي ؟

 

 كان الأخ المدرب الشهيد أبو أسامة الأفغاني – رحمه الله – في موقع ما رفقة بعض الرهائن واستطاع الفرنسيون معرفة موقعهم بسبب خيانة ، فجاءوا بقضهم وقضيضهم برا وجوا لكن كان الإخوة – بتوفيق الله وفضله – أسرع منهم فأخرجوا الرهائن بعيدا وبقيت مجموعة في المكان ، وفي آخر الليل جاء رتل العدو فاشتبك الإخوة معه وردوه على الأعقاب ، وانسحب الإخوة بعد أن قتل منهم ستة في هذه المعركة ، وفي الصباح جاء الطيران الفرنسي واشتبك معه الإخوة مجددا في مكان آخر فقتل اثنا عشر أخاً وهؤلاء الإخوة هم :

– الشهيد المدرب أبو أسامة الجزائري الأفغاني واسمه “بلقاسم زاويدي ” من ولاية المدية دائرة البرواقية

– الحسن الطارقي من النيجر

– مخلص محمد الوسيع الليبي

– أبو مالك قيس الشريف الليبي

– ابو عمر رمضان الخمسي الليبي

– عكاشة احمد امبارك الليبي

– المثنى عبد الهادي افريدغ الشركسي الليبي

– الشيشاني امين الرياني الليبي

– معاوية سالم الشيخي الليبي

– ابو البراء عطية الفيتوري الليبي

وهؤلاء الإخوة الثمانية من مدينة بنغازي

– قيس الأنصاري الطارقي

– نبيل مم بن بله الأنصاري من قبيلة “الأقلال ”

– عيسى الأنصاري والخمسة الباقون لم أتمكن من معرفة أسمائهم الآن

 

هل هناك من  نماذج حية في المواجهات الميدانية وهل من كرامات ؟

 

تقدمت أرتال الفرنسيين يسندهم الطيران من جهة الشمال الغربي لجبل تيغارغار فوقعت في كمين لمجموعة من المجاهدين لا تتعدى الثلاثين شخصا يقودهم البطلان عبد الوهاب أبو الوليد الجزائري – حفظه الله – والشيخ الشهيد عبد الله أبو الحسن الشنقيطي – رحمه الله – فأثخنوا في العدو وردوهم على أعقابهم ، وقد اعترف العدو الصليبي بمقتل أحد جنوده في هذا الكمين ثم في اليوم التالي تقدمت الأرتال مرة أخرى فأصاب أحد الإخوة مروحية بقذيفة آربيجي مما اضطرها للهبوط بعيدا بعض الشيء وقامت الطائرة الثانية بالتغطية عليها ، وبمجرد إصابة المروحية فر العدو ، وهذا مما يبين حقيقة قتالهم ، وأنه لولا التفوق الجوي لما صمدوا بإذن الله تعالى ساعة من نهار للمجاهدين .

 

ووقعت كرامة عجيبة للأخ الشهيد عبد المجيد التونسي – رحمه الله – في هذه المعركة حيث أصابته بعض مدافع العدو فرفعته الموجة هو وسلاحه البيكا وحطته بعيدا دون أن يصاب ولا سلاحه بأي أذى ، وعاش الأخ بعد ذلك حتى كان أحد الأبطال الانغماسيين في معركة مطار تمبكتو واستشهد فيها وبعد فترة من هذه الهزيمة النكراء حاولت أرتال الصليبيين للمرة الثانية التقدم من نفس الاتجاه إلا أن الله وفق المجموعة نفسها لصدهم ، ثم حاولوا بعد فترة مرة ثالثة دام الاشتباك معهم فيها ثلاثة أيام متتالية ووفق الله نفس المجموعة أيضا في صدهم، وفي كل مرة كان العدو يرجع يلملم قتلاه وجرحاه ، إلا أن أعداء الله تمكنوا من الالتفاف ودخول الجبل من طريق أخرى غير معهودة دلهم عليها بعض من معهم من الخونة ممن يعرفون الجبل جيدا ، فاضطر الإخوة للانسحاب ولله الأمر من قبل وبعد ، وفي هذه المعارك الطاحنة لم يقتل أحد من الإخوة ، وإنما جرح بعضهم واستشهد واحد منهم فيما بعد وهو الأخ الشهيد أبو بصير عبد الرحمن بن علي بن سدر التشادي من قبيلة القرعان ، وباقي الإخوة منهم من قتل في معارك أخر ، ومنهم من ما زال حيا يقارع أعداء الله.

 mali 7iwar

هل من مثال حي من بطولات المجاهدين التي  لازالت تسطر في الصحراء الكبرى؟

 كان الأخ أبو أنس التونسي – حفظه الله – على إحدى قمم جبل تيغارغار البعيدة كاستطلاع للمجاهدين يراقب الأرتال المتقدمة من الفرنسيين ، فلما وصل العدو قرب قمته ترجلت منهم مجموعة حوالي الخمسين وصعدت القمة فتركهم الأخ حتى صاروا على بعد ثلاثة أمتار منه فكبر وبدأ الرماية عليهم فسقط على الفور منهم عشرة ما بين قتيل وجريح وبدؤوا الصياح والعويل والاستنجاد بالطيران ، وانسحب الأخ بسلام لم يصب بأي أذى على كثرة ما رمى عليه أعداء الله ، وما يزال الأخ حيا يقاتل أعداء الله.

 كان المجاهدون يرون بأم أعينهم كيف تطير المدرعات والسيارات بسبب الألغام وكيف تتطاير جثث أعداء الله تعالى ، بل أعظم من ذلك كانوا يرون الأعداء كيف يتساقطون بسبب الرصاص وقذائف الآربي جيه، وما تزال بعض آثارهم هذه في الجبل وإلى الآن ، رغم حرص أعداء الله على جمع وحرق ودفن آثارهم ، بل إن المجاهدين لما رجعوا إلى مكان عملية الشيخ عبد الحميد أبي زيد ومن معه – رحمهم الله- جمعوا من قارورات الماء المعدني التي كانت تتساقط من شدة الجبن والرعب الذي أصاب أعداء الله ما بلغ أزيد من 400 لتر، وغير ذلك من الأمثلة التي قد لا يناسب المقام لذكرها.

 

ما هي معالم السياسة العسكرية التي كانت تشكل العقيدة العسكرية في المواجهة والتعامل مع الأسرى لديكم؟

 

حرص المجاهدون على المحافظة على الرهائن كما سبقت الإشارة لبعض ذلك ووفقهم الله بمنه وفضله في ذلك فلم يقتل إلا واحد منهم ، وقد كان العدو الصليبي حريصا على تحريرهم وإنهاء موضوعهم بأي وسيلة ولو بقتلهم ، وبذل جهده في ذلك حتى بلغ بهم الحال أن صاروا يسألون الأطفال على الآبار عنهم .

كان من سياسة المجاهدين العسكرية ضرب العدو في قواعده الخلفية وهو يتقدم ويقاتل في الجبل وسعوا في ذلك وإن لم يتحقق كل ما أرادوا لحكمة يعلمها الله وهو الحكيم الخبير، ومن ذلك العمليتان الاستشهاديتان في كيدال التي قام بها البطلان أسيد الليبي وأبو ثابت علي بن أبو بكر التشادي من قبيلة القرعان .

وأغلب من قاتل به العدو الصليبي هم المواطنون الفرنسيون غير الأصليين كالجزائريين والتونسيين والمغاربة واللبنانيين ، وهذا ما يفسر عدم اعتراف العدو إلا بقتل ستة من جنوده هم الفرنسيون الأصليون ، أما هؤلاء فهم مجرد نعال لا يأبه بهم ، وهذا ما يفسر أيضا تقدمهم رغم كل الأهوال التي لاقوها .

وإنما نذكر هنا ما كان متعلقا بصد الحملة الصليبية وهي في أوجها ، أما ما كان متعلقا ببدء المرحلة الثانية من صد العدوان والمتمثلة في استهداف العدو في أوكاره كالعمليات الانغماسية والاستشهادية المتعددة في تمبكتو وكاو وكيدال وتساليت وفي النيجر والجزائر فليست من مجال حديثنا الآن.

mali3

قام الاعلام بالتهويل من حجم خسائركم هل لك إطلاعنا عن حجم القتلى والشهداء؟

 

ما يحكيه العدو من أرقام خيالية عن شهدائنا محض أكاذيب وأماني ، والحقيقة التي ينبغي أن يعلمها الجميع أن مجموع عدد الشهداء من بين جميع الحركات الجهادية في الصحراء من ابتداء الحملة الصليبية والتي لم يدع العدو فيها سلاحا إلا واستخدمه حتى الغازات السامة ، وإلى الآن ” قريب من السنة ” حوالي 150 شهيد – هذا دون الإخوة الذين قاموا بعمليات استشهادية وانغماسية في العدو- وهؤلاء الشهداء متوزعون بين خمسة عشر جنسية هي :

– مالي بمختلف أعراقها “الطوارق ، العرب ، الفلان ، البمبارة ، السونغاي ”

– فرنسا

– تشاد

– النيجر

– نيجيريا

– ساحل العاج

– غامبيا

– دول ما يسمى بالمغرب العربي الخمس إضافة إلى الصحراء الغربية

– السودان

– مصر

أما خسائر العدو فقد سبقت الإشارة إلى بعضها وما خفي كان أعظم ، والأيام كفيلة بإذن الله تعالى بإظهار الحقائق ونحب أن نهمس في أذن فرانسوا هولاند أن أمريكا وهي أقوى منهم حاربت وأنتم معها وفي أوج قوتكم العسكرية والاقتصادية تنظيم القاعدة ومن معه من المجاهدين ، فكان عاقبة أمرهم الفرار من العراق ، والاستعداد للهروب من أفغانستان ، والتوبة النصوح من التدخل المباشر في بلاد المسلمين ، افتظن أن فرنسا وقد فرت من أفغانستان والأزمة الاقتصادية تخنقها حتى تضطر أن تبيع خمر قصر الأليزيه العتيق ، إضافة إلى المنكر العظيم ” عمل قوم هولاند ” الذي ما سبقهم إلى تشريعه احد من العالمين ستنتصر في حربها هذه ، وقد بدأت تترنح وتهدئ من لغة استكبارها والحرب ما زالت في بدايتها فانتظروا إنا معكم منتظرون.

 

للتوثيق التاريخي نورد هذا النص الهام في سرد قصة الامارة في شمال مالي وما آلت اليه الامور عقب التدخل الفرنسي :

 

هذا بيان لجماعة أنصار الدين أصدرته بعد شهرين من بداية الحرب وفيه بعض التفاصيل التي لم يقدر لها الانتشار والذيوع للتعتيم الذي يطالنا في هذا الموقع الاستراتيجي للصليبييين

 جماعة انصار الدين بيان إعلامي : بشان ملابسات الحملة الصليبية الفرنسية على مالي المسلمة

بعد مرور شهرين من الحملة الصليبية، وانتشار أصناف من الدعاية الإعلامية المضللة ،حول ما يجري ممن أحداث في أرض مالي المسلمة، خاصة إقليم أزواد، الذي تدور فيه رحى المعارك البطولية، بين أولياء الله وأعدائه، يسر مكتب الشؤون الإعلامية في جماعة أنصار الدين – بعد غياب طويل أملته ظروف الحرب – أن تصدر هذا البيان، تعلق على شيء من مجريات الأحداث، وتبعث فيه ببعض الرسائل، فنقول وبالله التوفيق: :

 لقد اتضح لكل ذي عينين أن هذه الحملة الصليبية لم تكن كما رَوج لها من أوقدوا نارها، زاعمين أن هدفها الحرب على الإرهاب وحماية حقوق الإنسان، ووقف الخطر الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة ،ومن بعدها أوروبا. كلا بل الحقيقة أن هذه الحملة كان لها هدفان رئيسان:

 أولهما : منع قيام أي كيان يسعى إلى تحرير الأمة من رق الأنظمة العلمانية الطاغية، ويدعو إلى العيش بحرية تحت ظلال حكم الشريعة الإسلامية.

ثانيهما : حرص فرنسا على بقاء العملاء الخائنين لأمتهم، مهما بلغوا من التجبر والطغيان والتنكيل بشعوبهم، ماداموا جنودا مخلصين، يسهرون على استمرار الهيمنة الاستعمارية، القائمة على مسخ العقول، وسرقة الثروات، والتحكم في مصير الأمم.

ولا نعلم نحن في جماعة أنصار الدين ذنبا ارتكبناه،حتى تجيش فرنسا علينا جيوشها، وتؤلب علينا أذنابها، سوى أننا نهضنا لتأسيس مشروع يحفظ مقوماتنا الحضارية، ويصحح مسيرة نضالنا وكفاحنا، الذي استمر أكثر من خمسة عقود، كي نتلافى بذلك كل العوائق التي حالت دون الوصول إلى تحقيق أحلام شعبنا المقهور.

وكل العقلاء الشرفاء على وجه الأرض- مسلمهم وكافرهم- متفقون على أن ما نسعى إليه حق مكفول، ومادامت فرنسا يعوزها العقل والشرف الذي تعترف به لنا بهذا الحق، فإننا نعاهد الله على المضي قدما في مقاومة عدوانها علينا، ولن نقيل أو نستقيل حتى يكتب الله لنا ما نؤمل أو نهلك دونه.

بينت هذه الحملة الصليبية مدى البغض والكراهية التي تحملها فرنسا الصليبية للإسلام وأهله، فمع الساعات الأولى لهذه الحملة، تم استهداف المصلين الآمنين في المساجد، ودُكّ بنيانها فوق رؤوسهم، وانطلقت عمليات الاعتقال التعسفي في بماكوا ،على أساس الانتماء العقائدي والمذهبي، لكل من يعرف عنه مناصرة قضية تحكيم الشريعة، والالتزام بها ظاهرا وباطنا، ولو لم يحمل السلاح، هذا بغض النظر عن لونه أو عرقه، ولا تزال تلك الاعتقالات مستمرة في جميع المناطق التي يدخلها الفرنسيون وأذنابهم، وخاصة في تمبكتو وقاوا، حيث صار التدين والالتزام بالشريعة الإسلامية جريمة توجب الاعتقال والقتل.

أظهرت المسرحيات الإعلامية المخزية، نظرة الاحتقار والازدراء، التي يكنها الإعلام الفرنسي لشعبنا المسلم،حيث صورت للعالم الشعب المسلم في مالي، على انه حفنة من الخمارين والمدخنين والمغنين، المطبلين لدخول المحتل الصليبي، وهي إن دلت على شيء، فإنما تدل على حقيقة النوايا الفرنسية من وراء غزوها لهذه البلاد الإسلامية، وهي حرب الفضيلة وقمع أهلها، ونشر الرذيلة والرفع من شأن المنادين بها، وإن كانوا قلة قليلة في المجتمع. ووسائل الإعلام بفعلتها النكراء تلك، توجه إهانة عظيمة لهذا الشعب المسلم، الذي عرف باستقامته وبغضه لكل ما هو دخيل على عاداته وثقافته الإسلامية، وعلى كل فرب ضارة نافعة ، فقد أظهرت تلك الصور على ما فيها من إساءة لشعبنا، الأهداف الحقيقية لهذه الحملة، التي جهد القائمون عليها على إلباسها ثوب تحرير الشعوب وصيانة حقوق الإنسان.

كان لزاما على أمتنا أن تعرف من هم أبناؤها الحقيقيون، وخدامها المخلصون،الساعون في استرجاع عزها ومجدها، العاملون على تحقيق نهضتها على كافة الأصعدة، والحمد لله كانت هذه الأحداث الجسيمة في تاريخ أمتنا امتحانا حقيقيا لكل من رفع الشعارات الرنانة، من قبيل الوطنية والتحرير والكفاح والنضال، تلك الشعارات التي اتضح أنها مجرد سراب، ما لم تكن مصحوبة بنية خالصة، لإقامة الدين ،والذب عن مقومات الأمة التاريخية والثقافية.

ومن المؤسف أن تجد كثيرا ممن يدعي الغيرة على هذه الأمة، قد سارعوا إلى الارتماء في حضن الاحتلال، ورشحوا أنفسهم ليكونوا رأس الحربة في العدوان على إخوانهم، الذين رفضوا التلاقي مع الأعداء في منتصف الطريق، وقد ظهر لكل متابع خطر العمالة وقبح آثارها، فهاهم بعض من كانوا ينادون بالوطنية والتحرر بالأمس، يقومون بدور الشرطي نيابة عن المحتل، ويعتقلون خيار هذه الأمة من العلماء والدعاة إلى الله، ويسلمونهم إلى العدو الصليبي، وينهبون ممتلكات الشعب، ويثيرون النعرات الجاهلية بين مكونات الأمة التي تعايشت قرونا طويلة تجمع بينها أخوة الإسلام، هذا عدا عن إلقاء الرعب في قلوب المستضعفين، وبث الشائعات فيهم، وفرض الحصار على الناس، ومنعهم من الاسترزاق، بحجة منع تمويل الجماعات الإرهابية، وهكذا فليكن الكفاح والنضال.

نبشر أهلنا في مالي وفي أزواد خاصة، أن أبنائكم في جماعة أنصار الدين بخير، وهم ثابتون بحمد الله، وقيادتهم ممثلة في الشيخ أبي الفضل إياد أق أغالي، بخير ولله الحمد ،وهو يقود العمليات العسكرية بنفسه، ضد أحلاف الشر التي جيشتها فرنسا حربا على الإسلام، وقد شفى هو وإخوانه صدور المؤمنين، فأذاقوا الفرنسيين ومرتزقة التشاديين الأهوال، خاصة في المعارك التي دارت في جبال تغرغر، يوم19 و 22 فبراير وما بعدها، ولولا تدخل الفرنسيين بطيرانهم لأرسل الجنود الفرنسيون والتشاديون إلى بلدانهم في التوابيت.والحمد لله، رغم الحصار والعزلة الذي تريد فرنسا فرضها علينا فنحن بخير.

ونوجه تحية شكر وامتنان لكل من ناصرنا بنفسه وماله ورأيه، فجزاهم الله عنا وعن الإسلام خيرا.

نكذب وبشدة الأرقام الخيالية التي يدعي الإعلام الفرنسي أنها أعداد القتلى في صفوف المجاهدين، والتي يهدف من ورائها إلى رفع معنويات جنوده المنهارة، ولا يملك دليلا ماديا واحدا على صحتها، بل الحقيقة المرة التي يخفيها الإعلام ، أن الجنود الفرنسيين ومعهم المرتزقة التشاديين، يتلقون ألوانا من العذاب، على أيدي فئة من الشباب المطاردين برا وجوا، وإننا نؤكد من خلال ما رأيناه وشاهدناه من تصرفات الجنود الفرنسيين، أنهم من أجبن خلق الله ، ولا يدخلون معركة إلا ويكاد الرعب يقتلهم، ولولا القصف العشوائي الذي يطال الأشجار والأحجار والمزارع والحيوانات والآبار والعزل من السكان، لولا ذلك لرأيتم جثثهم تتناثر في الصحراء، تقتات منها الذئاب، ولكن الحرب سجال، والله يحكم بيننا وبينهم، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير.

نبارك لإخواننا المجاهدين المرابطين في قاوا وتمبكتو وباقي المناطق التي تدور فيها المعارك، حسن بلائهم في مواجهة العدوان الصليبي، ونسال الله أن يثبتهم، ويسدد رميهم،وينصرهم على عدونا وعدوهم، فقد ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والبذل، فجزاهم الله عنا خيرا، فكم نفسوا عنا بضرباتهم المحكمة، وبينوا أن الخلاف في المسائل الفرعية ووجهات النظر الجزئية لا تمنع من واجب التناصر، نسال الله أن يشفي جرحاهم، ويتقبل شهدائهم.

وإننا بهذه المناسبة ندعوهم إلى إحكام الخطط التي تثخن في جنود العدو، وأن يركزوا على الفرنسيين وأذنابهم من الجيوش الإفريقية المعتدية ، فإنهم المحرك الأساسي لهذه الحملة، نسأل الله أن يعجل بهزيمتهم.

نوجه رسالة شكر إلى الشعوب الإسلامية، التي وقفت ضد العدوان الفرنسي الهمجي على أرضنا المسلمة، ونثمن إدراكها ووعيها لحقيقة الصراع ، ونشكر أهل العلم والفضل الذين فضحوا النفاق السياسي الفرنسي، والتعامل المتناقض مع القضايا الدولية، ومع هذا نرجو من الأمة الإسلامية، وأهل العلم والفكر وأصحاب الأقلام الحرة الشريفة خاصة، أن لا يقعوا في فخ التعتيم الإعلامي، الذي يفرضه المحتل الفرنسي، على ما يجري من انتهاكات وجرائم، تتم برعايته وبشكل ممنهج.

كما ننبه المسلمين إلى مأساة أهلنا وإخواننا في مخيمات اللجوء، والذين فروا من لهيب الحرب، ليقعوا فريسة سهلة لأصحاب الضمائر الميتة، ممن يستغلون العمل الإغاثي لتحقيق أغراض سيئة، والذي لا يتورعون عن إهانة كرامة المسلمين، هذا عدا عن خطر المساومة على الدين والعقيدة، الذي تتفنن فيه المنظمات الإغاثية الصليبية. فنحن ندعوا كافة النخب والجمعيات الإسلامية الإغاثية منها والدعوية ،إلى ضرورة النظر إلى مأساة إخواننا بعين الرحمة والمواساة.

ونسأل الله أن يأجرهم ويثيبهم على جهودهم في تخفيف ما يعانيه إخواننا هناك نكذب وبشدة ما نشره الإعلام عنا من إحراق المخطوطات الأثرية، في مركز احمد بابا في تمبكتو، وكيف يمكننا أن نقدم على تلك الفعلة الشنيعة، ونحن نعرف قيمة هذه المكتبة، والتي تعد كنزا من كنوز الأمة، وإرثا حضاريا تغار منه الأمم الأخرى، ونحن لو كنا نرى أي ما نع شرعي من وجود هذه المخطوطات لأعلناه للناس وبيناه بالأدلة، كما فعلنا مع القضايا التي قمنا بها علنا، ولم نر حرجا في الجهر بقناعاتنا فيها، مادام الدليل الشرعي معنا.

ولشدة إدراكنا لقيمة هذه المكتبة، قمنا بتشديد الحراسة عليها طيلة تواجدنا بالمدينة، ، بل كنا نعتذر لطلبة العلم في تمبكتو الذين اشتكوا من عدم تمكينهم من الاستفادة المباشرة من تلك الآثار، لعلمنا أن التعامل معها يحتاج إلى وجود متخصصين يسهرون على صيانتها، ووجهاء المدينة وكذا السكان شهود على ذلك، ولكن خروجنا من المدينة بعد اشتداد القصف الهمجي، جرأ من يريد الفساد على فعل ما يشاء، ولو كانت المنظمات العالمية تهمها الحقيقة، لشكلت لجنة تحقيق تستقصي حقيقة ما جرى، لكن ما أسهل إلقاء التهم،خاصة لمن لا تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه.

وعليه فإن الذي يتحمل إحراق التراث – إن كان قد أحرق أصلا- هو المحتل الفرنسي، الذي هيأ الظروف المواتية للمفسدين في الأرض، وسهل عمليات النهب في الأملاك الخاصة والعامة، بالتواطؤ المباشر تارة، وبغض الطرف تارة أخرى. لسنا غافلين عن سلسلة الجرائم والانتهاكات في حق أهلنا وإخواننا، في مدن سيفاري وكونا وقاوا وتمبكتوا وأطراف مدينة كيدال، والتي تتم بشكل ممنهج على أيدي الوحوش الضارية من جنود جيش الطغيان العنصري المالي، برعاية تامة من طرف الاحتلال الصليبي الفرنسي، الذي لا يملك من أخلاق الحرب ولا شرف المواجهة شيئا، فبدل أن يواجه خصومه مباشرة، راح يستهدف المساجد والبيوت والمزارع والمراعي، ودافعه في ذلك الحقد الأعمى على أهل هذه البلاد، الذين اختاروا العيش بحرية تحت ظلال الحكم الإسلامي العادل، وهكذا تتم عقوبة الأهالي وفق انتماءاتهم العرقية، وقناعاتهم العقائدية، وتهدم بيوتهم ومحلاتهم ، وتصادر ممتلكاتهم، وتسمم أبارهم، ويتم تهجيرهم قسرا من بلادهم، ليخوضوا مأساة التشريد والنزوح والاغتراب، كل ذلك يجري بمباركة دولية، وفي ظل صمت مطبق من منظمات النفاق الحقوقية، التي كانت تنوح على المجرمين ،الذين تقام فيهم حدود الله، وتتغافل عن عشرات القتلى ومئات المشردين ممن لا ذنب لهم سوى أنهم أبو الخنوع لإملاءات القهر والطغيان.

 

نناشد أهل العلم، وأصحاب الفكر والعقل، وذوي الوجاهة ،أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الفتنة الجاهلية ،التي تريد فرنسا أن تزج بنا فيها، وذلك بزرع الشحناء والبغضاء بيننا، وإشعال فتيل الحروب الأهلية فينا، فيشتغل العربي بالأعجمي، والأبيض بالأسود، ويقتل بعضنا بعضا ،والهدف من ذلك تفريق شملنا وإضعاف قوتنا، وإلهاؤنا عن حقيقة الصراع بيننا وبين المحتلين الصليبين، والذي قام أساسا على قضية تحكيم الشريعة في أرضنا، والانقياد لأوامر ربنا ، والانعتاق من كافة النظم الأرضية التي سامتنا سوء العذاب.

وإننا نناشد إخواننا المسلمين في مالي من جميع الأجناس والأعراق والقبائل، ونقول لهم كما قال ربنا: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا”. ونقول لهم كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: “دعوها فإنها منتنة”، “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”.

وليعلموا أن من شروط الإيمان رد كل نزاع الى الله ورسوله، وتحكيم شرع الله في الأموال والأعراض والدماء، قال تعالى:”فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا”.

وقد كانت جماعة أنصار الدين قد نصبت للناس القضاة والمحتسبين في المناطق التي كانت تسيطر عليها، وهم ممن يشهد لهم بالرسوخ في العلم ، ولا يزالون موجودين بحمد الله ، ويوجد غيرهم من أهل العلم، ممن لا يقل عنهم خبرة ومعرفة بالشرع وأحكامه، فارفعوا قضاياكم مهما عظمت إليهم، يحكمون فيكم بما أنزل الله، ووفروا قوتكم ، وادخروا ما عندكم من سلاح، لمواجهة العدو الحقيقي، الذي صار جهاده فرض عين على كل قادر، بعد أن احتل الأرض وعاث فيها فسادا.

نوجه رسالة إلى أهلنا في الداخل والخارج أن يسارعوا إلى نصرة إخوانهم، وان يقبلوا على القيام بواجب الوقت الذي فرضه الله على أهل الإسلام، ألا وهو دفع الصائل على الدين والأرض والعرض، خاصة وان هذا الصائل عدو صليبي حاقد، عانى منه آباؤنا وأجدادنا في القرن الماضي، وكان هو السبب في معاناة شعبنا، وهاهو اليوم يعلن علينا الحرب، لا لشيء إلا لأننا أبينا أن نكون أداة لتحقيق مخططاته، فيا شباب المسلمين، يا من حباكم الله بالقوة والفكر والرأي ،هاهو سوق الجهاد قد قام في أرضكم، فلا تمنعنكم تهويلات قطاع الطرق عن الالتحاق بساحات العز والشرف، فقد زالت اليوم كل شبهة عن شرعية قتال الفرنسيين وأذنابهم، وأفتى علماء الإسلام بوجوب الجهاد وفرضيته على الأعيان، فلا تفوتنكم هذه الفضيلة، وإلى كل من عجز عن الجهاد بنفسه نقول: أن أبواب الجهاد بالمال والرأي والكلمة والدفاع عن أعراض المؤمنين متاح، فشمروا عن ساعد الجد، وتنافسوا في تحصيل الخيرات، فإنكم في أيام لها ما بعدها، والمغبون من فاتته قافلة الجهاد والاستشهاد، نسأل الله أن لا يحرمنا منها.

نوجه رسالة إلى كافة الأفراد والجماعات التي تخالفنا في النهج ولا تتفق معنا في الرؤية، ونقول لهم إن حربنا مع الفرنسيين وأذنابهم هي جهاد شرعي، دلت عليه نصوص الشرع، وأجمع عليه علماء الأمة، وإننا لا نعلم فيما سبق أننا قصدنا الإساءة إلى أحد في نفسه أو ماله أو عرضه، بل كنا دائما نتحرى العدل والإنصاف، ونتوخى الحلول السلمية في حل المشاكل التي تحدث بيننا وبين من يخالفنا، وعليه فنرجو من كل من لا يؤيد فكرة جهادنا ومقاومتنا للغزاة الصليبين، أن لا يكون عونا لهم علينا، فإننا بحمد الله لا نستهدف في حربنا إلا الفرنسيين وأذنابهم، من الجيوش الإفريقية المعتدية، والمليشيات العميلة الخائنة، ومن لم يكن في صف العدو فليس هدفا لنا، لا بالعكس فإن قنوات الحوار مفتوحة معروفة لمن يريدها ،بشروطنا المعهودة، ونحن نعذر كل من قاده الضعف والعجز إلى التخلف عن الجهاد، ونتفهم أيضا دواعي من اختار مسالمة الأعداء وموادعتهم، ظنا منه أن ذلك يدفع عنه مفاسد يخشى من ضررها، وهو في ذلك مخطئ ظالم لنفسه.

ونسأل الله له أن لا يفتن في دينه، ولا يساوم في عقيدته ، ونغض الطرف عمن تقوى بالمحتل وأوى إليه، في سبيل تحقيق مكاسب موهومة، أخفق سابقا في تحصيلها، ولن ننشغل به بشرط أن يعتزلنا ولا يناصبنا العداء، لكننا في الوقت نفسه لا يمكن أن نتسامح مع من يتخذ الخيانة والعمالة طريقا لتحقيق أهدافه وطموحاته، ومن تسول له نفسه أن يتخذه الصليبيون مطية لحرب الإسلام وأهله.

وأخيرا: إننا بحمد الله ماضون في هذه الطريق،لا نرى سبيلا غيرها، توصل إلى التوفيق في الدنيا والسعادة في الآخرة، وإننا مصممون على محاربة المحتل،مقدمون على ذلك تعبدا لله، نحتسب ما يصيبنا من آلام وشدائد عند الله، راضون بما كتب الله لنا أو علينا، ومن قتل منا فإنا نرجوا أن يتقبله الله شهيدا في جنات عدن، ومن عاش فسيكون شوكة في حلوق الصليبين.

وإننا نقول للفرنسيين:لا والله لن تتحقق أهدافكم – في أزواد خاصة ومالي عامة – إلا على جثثنا، ولو لم يبق معنا إلا العصي لقاتلنكم بها، وثقتنا بالله عظيمة، وإنا على يقين بقرب هزيمتكم، وخروجكم من أرضنا أذلة صاغرين، والأيام بيننا، وستعود بإذن الله رايات التوحيد وأحكام الشريعة غالبة قاهرة عما قريب، رغم كيد الكائدين .

والله اكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين .

والحمد لله رب العالمين. . مكتب الشؤون الإعلامية

 

ماذا عن جرائم فرنسا اثناء التدخل العسكري في الشمال  المالي ؟

 

جرائم الفرنسيين الفرنسيون أمة الإجرام لهم تاريخ طويل في ذلك ، وشعوب إفريقيا خاصة عانت منهم الأمرين خلال فترة الاستعمار المباشر وغير المباشر ، ولا يمكن محو جرائمهم من ذاكرتها ، ولئن حاول المستعمرون الجدد أن يتماسكوا ويضبطوا أنفسهم ويظهروا بالمظهر الإنساني ، فإن الطبع يغلب التطبع ، فاستقصاء جرائمهم وتتبعها وتوثيقها يحتاج إلى تفرغ ونشاط لا نتمكن منه الآن فنقتصر على ذكر طرف منها فمن ذلك :

استهداف المسلمين وتعمد قتلهم في كل مكان حتى في بيوت الله تعالى ، فكانت أول ما افتتحت به هذه الحملة ، قصف شديد على مدينة كونا.

– استهدف المساجد، ومنازل العزل، ذهب ضحيته ثمانية من السكان المحليين، لم يكن أحد منهم من المقاتلين، ، وعندنا صور ومشاهد لبعض هذه الأحداث .

نسأل الله عز وجل أن ييسر نشرها ، استهداف البنى التحتية الضعيفة أصلا ، ومن ذلك القصف الشديد الذي أتى على الكثير من مزارع المسلمين ، في منطقة ” جابلي ” وغيرها ، واستهدف قراهم ومواشيهم، وكذلك تدمير البيوت الطينية للمسلمين في جبال تيغارغار الشماء ، تعمد جرف وإفساد ما قدروا عليه من مزارع المسلمين في جبال تيغارغار وضواحيها وتخريب محركاتها نهب الحوانيت في تيغارغار وما حولها وإفساد طعام المسلمين بالتبول فيه وغير ذلك 

 

– استخدام الغازات السامة ، خاصة في منطقة تيغارغر وما جاورها وقد تحدثت عن ذلك حتى بعض منظمات حقوق الإنسان – تدمير الآبار لمجرد الاشتباه في ورود المجاهدين لها

 

– حرق الخيام من القماش وإفساد ما فيها من الأمتعة البسيطة

فرنسا تحوّل مالي إلى غوانتانامو جديد
فرنسا تحوّل مالي إلى غوانتانامو جديد

 

ماذا ترون في الغزو الفرنسي لشمال مالي ؟

 

 ظهور الوجه الصليبي الكالح في الحرب حيث أعلن الرئيس الفرنسي ومن اليوم الأول أنهم ضد الشريعة وتطبيق الشريعة ، إلا انه كان أدهى من بوش فلم يعلنها حربا صليبية باللفظ ، ومع ذلك ما استطاع الصليبيون كتمان صليبيتهم وعداوتهم للإسلام ومما طفح من ذلك الفيديو الذي التقطه الصحفي الموريتاني أحمد ولد الطالب يظهر جنديا فرنسيا وهو يدخل مسجدا في مدينة تمبكتو، حاملا صليبا .

وفي حملتهم الأخيرة هذه الأيام شمال تمبكتو قاموا بمصادرة المصاحف من أصحابها ومن ثم جمعها وإحراقها . كل هذا فعله الفرنسيون المتحضرون!

أما ما فعله أذنابهم من القوات الإفريقية خاصة التشادية بالمسلمين مثل الرماية المباشرة والمتعمدة على شيوخ وضعفاء المسلمين ، وتعمد رماية الخيام وتتبع النساء الفارات بقذائف الهاون وغير ذلك فحدث ولا حرج.

 

عن Admin

اترك تعليقاً