استشهاد ميسرة أبو حمدية في سجون الاحتلال

الأسرى الفلسطينيون يحتجون بعد استشهاد أبو حمدية وتخوف إسرائيلي من تصعيد في الضفة

استشهاد ميسرة أبو حمدية في سجون الاحتلال
استشهاد ميسرة أبو حمدية في سجون الاحتلال

الأسرى الفلسطينيون يحتجون بعد استشهاد أبو حمدية وتخوف إسرائيلي من تصعيد في الضفة

 

شبكة المرصد الإخبارية

 

ادانت كافة الفصائل الفلسطينية وفاة الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني ميسرة أبو حمدية، صباح اليوم الثلاثاء والمصاب بمرض السرطان، في سجن مستشفى سوروكا ببئر السبع، في الوقت الذي أصرت فيه سلطات الاحتلال على رفض الإفراج عنه رغم خطورة حالته الصحية.

وقد وصلت بيانات شجب وإدانة من كافة الفصائل لشبكة المرصد الإخبارية تشجب وتندد وتحمل الاحتلال المسئولية الكاملة لاستشهاد أبو حمدية.

والأسير أبو حمدية البالغ من العمر خمسة وستين عامًا، هو ضابط برتبه لواء في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، اعتقل على يد الاحتلال الصهيوني منذ الثامن والعشرين من شهر أيار (مايو) من عام 2002، خلال الاجتياحات العسكرية لقوات الاحتلال للضفة الغربية، وتدميرها لمقرات السلطة، وقد حُكم عليه بالسجن مدى الحياة على خلفية نشاطه خلال الانتفاضة والانتماء لحركة فتح وذراعها العسكري كتائب شهداء الأقصى والمشاركة في مقاومة إسرائيل، وهو أمضى قبل ذلك سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية والإبعاد.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال شرعوا في عمليات احتجاجية بعد وفاة زميلهم الأسير ميسرة أبو حمدية المصاب بالسرطان، فيما يتخوف جهاز الأمن الإسرائيلي من حدوث تصعيد أمني في الضفة الغربية خاصة مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني بعد أسبوعين.

وفي أعقاب الإعلان عن استشهاد الأسير أبو حمدية، 64 عاما، بدأ الأسرى الفلسطينيون في سجون كتسيعوت وإيشل ورمون ونفحة يقرعون على أبواب الزنازين وإلقاء حاجيات فيما هاجمت قوات خاصة تابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية الأسرى في الزنازين.


وقالت تقارير إسرائيلية إن قسما من الأسرى ألقوا زجاجات حارقة وأن 6 سجانين إسرائيليين أصيبوا جراء استنشاق غاز مسيل للدموع بعد إلقاء قنابل كهذه باتجاه زنازين الأسرى.

وحمّلت لجان المقاومة العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير ميسرة وأكدت أن استشهاده يعتبر جريمة حرب جديدة تُضاف إلى الجرائم اليومية التي ترتكبها حكومة العدو الصهيوني بحق أسرانا الفلسطينيين والتي تحتاج إلي الرد الذي لن يطول انتصارا لآهات الأسرى الأبطال  .

وأوضحت لجان المقاومة أن السياسة الصهيونية تجاه الأسرى من عزل إنفرادي والأحكام الإدارية والتفتيش العاري والتعذيب والحرمان من الزيارة والإهمال الطبي تتطلب من الجميع الوقوف بحزم بوجه سياسات العدو الصهيوني الإجرامية بحق الأسرى والأسيرات الأبطال .

ودعت لجان المقاومة الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة بضرورة البدء العملي لتنفيذ عمليات أسر جنود صهاينة كطريقة وحيدة لإنهاء معاناة أسرانا في داخل السجون الصهيونية.


وحمل عضو الكنيست أحمد الطيبي، في بيان، حكومة إسرائيل “المسؤولية القانونية والأخلاقية عن وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية الذي أصيب بالسرطان“.


وقال الطيبي إن “السلطات رفضت الإفراج عنه بعد معالجته علاجا كيميائيا، بينما يتم الإفراج عن سجناء يهود بعد إصابتهم بحالة سعال عابرة“.


وقال مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية أهارون فرانكو إنه يعتزم تشكيل لجنة تقصي حقائق في أعقاب وفاة الأسير أبو حمدية.

وكانت محكمة عسكرية إسرائيلية قد حكمت، في العام 2002، على أبو حمدية بالسجن المؤبد بعد إدانته بمحاولة القتل والعضوية في حركة حماس وحيازة السلاح، وبالمشاركة في التخطيط لعملية تفجيرية في مقهى في القدس، علما أن هذه العملية لم تنفذ.


ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة (هآرتس) عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي تعبيرها عن تخوفها من أن تؤدي وفاة الأسير أبو حمدية إلى موجة مواجهات في الضفة الغربية مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني في 17 نيسان/ أبريل الحالي.


ومن جانب آخر، نددت فصائل فلسطينية الثلاثاء بحادثة استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية في سجون الاحتلال ، فيما أعلنت السلطة عزمها على استخدام كل السبل للإفراج عن الأسرى.


وشجبت كتلة حماس البرلمانية في بيان ما أسمته “السياسة الإسرائيلية في الإهمال الطبي التي تسببت باستشهاد أبو حمدية”. وقالت إن الحادث “يكشف مدى بشاعة وعنجهية الاحتلال وحجم جرائمه الممنهجة ضد أسرانا الأبطال“.

ودعت الكتلة المجتمع الدولي إلى “تحمل مسئولياته في حماية الأسرى والخروج عن حالة الصمت والضغط على الاحتلال لإنهاء معاناة الأسرى“.


وأبو حمدية هو الأسير الفلسطيني الثاني الذي يستشهد في السجون الإسرائيلية منذ مطلع العام الجاري، حيث كان استشهد في أواخر فبراير/ شباط الماضي الأسير عرفات جرادات خلال التحقيق معه في سجن مجدو الإسرائيلي، ليرتفع بذلك عدد الأسرى الذين استشهدوا بسجون الاحتلال إلى 207 فلسطينيين.


من جهة أخرى حملت الرئاسة الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية وفاة أبو حمدية. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، هذا ما حذرنا منه منذ وقت طويل، حيث أن استمرار اعتقال الأسرى والإهمال الطبي يؤديان لتداعيات خطيرة، محذرا من استمرار مسلسل القتل البطيء للأسرى“.


وأضاف أبو ردينة في تصريح صحافي “تحمل الرئاسة الفلسطينية حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية اليوم في سجون الاحتلال الاسرائيلي”. داعيا إلى إطلاق سراح جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية.


بدوره حمل رئيس نادي الأسير قدورة فارس إسرائيل مسئولية وفاة أبو حمدية، داعيا “العالم الحر لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي يقفز على كل القوانين الدولية“.

 


من جهة أخرى قال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان القيادة الفلسطينية ستستخدم كل السبل للإفراج عن الأسرى وتحريك ملف مبعدي كنيسة المهد إلى قطاع غزة.


وقال شعث في تصريح نقلته عنه وكالة (معا) المحلية “اننا مقصرون مهما قدمنا وعملنا من أجل الأسرى والمبعدين لما يمثلوه من أهمية للشعب الفلسطيني وقيادته، واننا مصممون على المضي بكافة السبل لتحقيق الإفراج عن الأسرى وإرغام إسرائيل على العدول عن تجاوزاتها للتفاهمات والاتفاقيات المبرمة والوفاء بالتزاماتها والاستحقاقات المتعلقة بعودة مبعدي كنيسة المهد الى بيوتهم ومسقط رأسهم“.


وأعرب شعث عن أمله بتحقيق المصالحة بعد ان يتم تشكيل المكتب السياسي لحركة حماس والانتهاء من انتخاباتها الداخلية وان تكون الدعوة القطرية مسارا حقيقيا لتحقيق المصالحة و إنهاء الانقسام الفلسطيني.


وفي غضون ذلك قال الباحث الفلسطيني المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل منذ بداية العام الحالي 1070 فلسطينيا.


وأوضح أن الجيش الإسرائيلي “صعد من اعتقاله للأطفال خلال الشهور الثلاثة الماضية، حيث تم اعتقال 234 طفلاً فيما اعتقل خلال ذات الفترة من العام الماضي 200 طفل“.

عن Admin

اترك تعليقاً