مراسم تشييع حسين الحوثي

تفاصيل مثيرة لمراسم دفن حسين الحوثي وإعلان دولة إمامية في صعدة

مراسم تشييع حسين الحوثي
مراسم تشييع حسين الحوثي

تفاصيل مثيرة لمراسم دفن حسين الحوثي بحضور ممثل عن الرئيس الذي يفرط في اليمن

إعلان دولة إمامية في صعدة وتأكيد على رفض الجمهورية اليمنية ‏ودعم الانفصال

 

شبكة المرصد الإخبارية

شاركت جموع غفيرة من المشيعين اليوم في مراسيم تشييع ذو معايير دولية، لمؤسس جماعة الحوثي المسلحة في صعده، حسين بدر الدين الحوثي، والذي دفن بمنطقة مران، تزامنا مع مناسبة الإسراء والمعراج لصاحبها النبي الكريم محمد عليه افضل الصلاة والتسليم.

تم حمل رفاة حسين الحوثي الذي قتل في نهاية جولة الحرب الأولى التي خاضتها الجماعة مع الجيش في عهد النظام السابق في تابوت مغلق يحمله 6 أشخاص يلبسون زياً عسكرياً خاصاً يشبه تلك التي ترتديها قوات الحرس الثوري الإيرانية، في حين يمشي الجنود بصورة بطيئة، على بساط أحمر شبيها بذات البساط والتجهيزات المعمول بها خلال مراسيم التشييع العسكرية بكل الدول.

وظهر العشرات من انصار الحوثي مرتدين الزي العسكري الخاص بقوات الشرطة العسكرية، يتولون مهمة تنظيم المشاركين في مراسيم التشييع والعشرات من السيارات الحديثة ذات ألوان واحدة “اللون الأخضر” هي عبارة عن سيارات شرطة خاصة بالحوثيين في صعدة.

الشقيق الأصغر عبدالملك الحوثي وهو القائد الحالي للجماعة، صعد على منصة محاطة بالحراس، يدعو فيه الموجودين في ساحة كبرى بالمدينة إلى أداء صلاة الجنازة وبدء مراسيم التشييع.

وقال عبدالملك في افتتاحه لمراسم التشييع أمام عشرات الآلاف الذين احتشدوا في ساحة ترابية “أيها المؤمنون الأوفياء، عظم الله لنا ولكم الأجر في مصاب الأمة الإسلامية”، مضيفا “حضوركم دليل على وفائكم، وتأييدكم جميعاً للمسار الجهادي القرآني ومناهضة أعداء الإسلام، والحرية والكرامة“.

وطلب أحد المنظمين عبر مكبرات الصوت بالامتناع عن ترديد شعار «الصرخة» بعد أداء صلاة الجنازة، بالرغم من أن العادة سرت في تريددها عقب كل صلاة.

وشددت جماعة الحوثي المسلحة إجراءاتها الأمنية وقطعت بعض الطرق، وعززت نقاط التفتيش التي ينصبونها في أرجاء محافظة صعدة لتأمين تشييع جثة زعيمهم بعد تسع سنوات من مقتله على يد قوات الجيش.

وارتفعت في موكب التشييع أعلام الإنفصال الجنوبية بشكل ملفت، وهو ما عده سياسيون رسالة واضحة بالتعاون الممنهج بين فريقي ايران في الجنوب والشمال.

ويقول مراسل شبكة المرصد الإخبارية إن مراسم تشييع جثمان زعيم ‏التمرد حسين بدر الدين الحوثي بدت كمناسبة للإعلان عن قيام دولة إمامية تنطلق من صعدة التي  تقع تحت سيطرة الحوثيين .

وفيما يلي عدة نقاط هامة:

أولاً.. إن الرسالة الأولى في هذا اليوم هي أن مراسم التشييع جرت بأزياء رسمية، ما يعني ‏إعلان الحوثيين عن أنفسهم كدولة وجيش، حيث ظهرت ثلاثة أزياء عسكرية خلال المهرجان ‏والتشييع. ‏

ثانياً.. إن الحوثيين بذلك الجمع الكبير الذي بدأوا للحشد له منذ أشهر، لم يسمحوا بوجود للعلم الوطني اليمني، أي قدموا أنفسهم كحركة ردة إمامية لا تعترف بالجمهورية اليمنية، ‏على عكس بعض الأحزاب الشيعية في العراق ولبنان والتي تحمل أعلام بلدانها.. وبذلك يكون اليقين قد قطع الطريق على الشك والمشككين. ‏

ثالثاً.. طوال المراسيم وقبل المراسيم، أعلنوا تشييع القائد، ولم يسموه قائد ماذا؟ أي أنهم لا يعترفون بأي قائد ‏آخر بهذه البلاد. مثلما لم يعترفوا بالعلم الوطني، ولا بالنشيد الوطني. وكانت إيحاءات جميع ‏الأناشيد والتعليقات  أثناء المهرجان والفعاليات المرافقة والتعبئة بوسائل الإعلام، تقول: عدنا. أي عادت الإمامة. وقالوا ‏حرفياً: “عادت المياه إلى مجاريها”.

رابعاً..  لا يوجد حزب في دساتير البلدان يمتلك جيشاً، وقد أعلنوا اليوم عن أنفسهم كدولة، ‏باعتبار الجيش والمراسيم الرسمية أمور تخص الدولة، أي أكدوا أنهم حركة تمرد لديها أنظمتها التي لا تعترف بالجمهورية اليمنية ولا تعيرها أي اهتمام. ‏بل تعهدوا بمواصلة مسيرتهم ضد الدولة.

خامساً.. لوحظ العلم الشطري لما كان يعرف باليمن الجنوبي في مراسيم تشييع الحوثي. ‏وهذه رسالة واضحة تؤكد واحدية الانفصال جنوباً وشمالاً،وتبعيته لإيران والسكوت الرسمي عنه. لا تحتاج ‏إلى  مزيد من التفاصيل، بل تحتاج إلى تأمل!.. ‏

سادساً.. أعلن الحوثيون أن هذا المهرجان هو تأكيد وتأييد لمواصلة المسيرة. أي أعلنوا ‏رسمياً مواصلتهم كحركة مسلحة كما بدأت، وليس كما يزعم السياسيون بأنها قد دخلت ‏السياسية. ‏

الخلاصة التي تأكدت لليمنيين هي أن الشرعية السياسية التي مُنحت للحوثيين من خلال ‏مؤتمر الحوار لم تكن إلا دعماً كبيراً ليواصلوا بتمردهم وبتوسعهم وهاهم يتحدون. وأن القيادة ‏الانتقالية ممثلة بعبدربه منصور هادي والقوى السياسية قد فرطت بالوطن. فالاقتراب من ‏مطالب الانفصال، زاد الانفصال، والاقتراب من الإمامة أعاد الإمامة. ‏

لا وجود للعلم اليمني ولا للعمل السياسي.. ومن يظهر اليوم يدافع عن الحوثي هو متواطئ ‏مع هذه الإمامة التي أعلنت عن نفسها في عهد عبدربه منصور هادي، وأكدت من خلال ‏احتفالها صنوف التهديد والوعيد لليمن واليمنيين.. ولم يبق أمام السلطة إلا أن تتخذ ما يناسب ‏مع شبه إعلان دولة أو تذهب إلى مزابل التاريخ هي وجميع القيادات السياسية والحزبية التي ‏منحت اليمن للإمامة. ‏

صورة لعناصر حوثية ترتدي زي عسكري خاص
صورة لعناصر حوثية ترتدي زي عسكري خاص

مراقبون ومحللون سياسيون أشاروا الى ان ” الحوثيين يحاولون من خلال تلك المراسيم الدولية، التأكيد على أن صعدة أصبحت دولتهم المستقلة في شمال اليمن“.

وتحمل المشاركون الحر القائظ والرياح في الجبال الوعرة بشمال اليمن وهم في طريقم لموقع الدفن حيث انتشر متمردون مسلحون بأعداد كبيرة.

وكانت الحكومة السابقة في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قد دفنت الحوثي في سجن صنعاء المركزي للحيلولة دون تحول قبره لمزار للطائفة الزيدية التي ينحدر منها.

والحوثيون جماعة تنتمي للطائفة الزيدية الشيعية التي تشكل نحو 25 % من سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة، ويسيطرون على محافظة صعدة الشمالية وبعض أجزاء في محافظات عمران والجوف وحجة المتاخمة للمملكة العربية السعودية.

وحضر ممثل عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المراسم، في حين رفضت حكومة الوفاق منح تأشيرات دخول للعديد من كبار الشخصيات من ايران ولبنان، الذين أبدوا رغبتهم في السفر لليمن لحضور المراسم.

وكانت مواطنون في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى قاموا بتمزيق صور لحسين الحوثي وضعت في الشوارع، مشيرين الى أن رفع صور الحوثي الذي تسبب في مقتل الآلاف يمثل استفزازاً غير مقبول- حسب قولهم.

عن Admin

اترك تعليقاً