روايتي كشاهد عيان على حرق جثامين الشهداء في رابعة العدوية

shohdaa egروايتي كشاهد عيان على حرق جثامين الشهداء في رابعة العدوية

 

شبكة المرصد الإخبارية

 

سلطات الانقلاب تحرق جثامين الشهداء وصلتنا في شبكة المرصد الإخبارية شهادة من الباحث مصطفى خضري رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام”تكامل مصر” يكشف فيها كشاهد عيان حقيقة الحد وشهادته بعينيه ما رأى وفيما يلي شهادته :

 

روايتي كشاهد عيان

 

أكتب روايتي كشاهد عيان ورائحة الدماء ما زالت في يدي، ملابسي غارقة في دماء زكية، وجوه الشهداء الباسمة لا تفارق مخيلتي، ودخان الجثامين المحترقة يملأ رئتي، ولهيب إحراق مسجد رابعة يلسع عيني، لو استسلمت للصراع النفسي الذي سيطر عليّ منذ الأمس؛ لحملت سلاحي أقتل به كل من كان سبب في هذه الكارثة، حاولت قدر المستطاع أن أطلب من الله العون، لأتجاوز تلك المحنة النفسية، ساعدني أستاذي وصديقي الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم في تخفيف حدة المحنة، طلب مني أن أكتب روايتي كشاهد عيان مدعومة بصور التقطتها على عجل بهاتفي المحمول.

 

شهادتي

 

أقسم بالله العظيم أن كل ما سأدلي به الأن حدث معي شخصياً ولم يكن رواية عن أحد.ومستعد للشهادة به أمام الله وأمام أي جهة قضائية او دولية

 

كنت من رواد رابعة منذ بدء الإعتصام كصحفي أحاول مشاهدة الحدث على طبيعته، اتجول في الشوارع المحيطة، ثم ألتقي بأصدقائي في المركز الإعلامي، وفي يوم الأربعاء 14 أغسطس استيقظت فجراً على أنباء الإستعداد لاقتحام اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

تابعت الأحداث من خلال الفضائيات، لم تترك يدي الهاتف طوال اليوم وأنا أحاول معرفة ما يحدث من خلال زملائنا الباحثين الميدانيين في محافظات مصر المختلفة، لم أستطع المكوث بعيداً عن الأحداث، خرجت متوجهاً إلى رابعة قبل العصر، وصلت إلى هناك من أحد الشوارع الجانبية التي أعرفها جيداً، كان هناك سيل من الجرحى والشهداء المحمولين على أعناق الرجال في سبيلهم للخروج من جميع الاتجاهات، على دوي أصوات الرصاص الحي والإنفجارات، مكثت في أحد الشوارع الجانبية خلف مستشفى رابعة بجانب أحد المستشفيات الميدانية والذي تم انشائه على عجل لأتابع ما يحدث، سمعت ما يندى له الجبين عن حرق المستشفى الميداني بالمصابين والشهداء والأطباء على حد سواء، كنت غير مصدق لما يقال، كنت أعتبرها مبالغات، لم أتصور أن يقوم بهذا الفعل مسلم أو مصري أو إنسان، تشجعت لأشاهد بعيني ما يحدث، بعض الجنود الذين يرتدون زي القوات الخاصة يتبخترون خيلاء بين الأنقاض وكأنهم حرروا القدس، تسللت إلى المستشفى الميداني، الجثث تملأ محيط المسجد، لهيب النيران يلتهم المستشفى الميداني، الأصوات تتعالى “ساعدونا لنقل جثث الشهداء قبل أن تلتهمها النيران” كنت كالمغيب لا أعرف ماذا أفعل، حاولت تصوير ما أراه في ظل الدخان الذي يملأ المكان، حاولت المساعدة في حمل جثامين الشهداء، الشهداء يملأون جميع القاعات، الإبتسامة تملأ وجوههم، وجدت أحد الضباط برتبة عقيد مرتدياً لزي الجيش، قلت له بالله عليك ساعدنا في نقل جثامين الشهداء، أعدادنا قليلة والجثامين تملأ جميع طوابق المستشفى، وجميع الخيام المنصوبة في جوار المسجد، تلعثم واضح في كلماته، يكاد يبكي، قال لي أنه يريد أن يساعدني بأي شئ، ولكن ماذا يفعل، طلبت منه سيارات لنقل الجثامين، وعدني بإحضار سيارات إسعاف خلف مركز رابعة الطبي، ذهب ولم يعد.

وجدت أحد الجنود يصور الجثث بكاميرا فيديو حديثة “تصوير ليلي” استفسرت منه عن ما يعمل قال لي تعليمات، حاولت المساعدة في نقل الجثث المحترقة في المستشفى الميداني على قدر المستطاع،المسجد يحترق وأصوات الإنفجارات تتعالى هاجمتنا القوات الخاصة وأطلقت النيران الحية حتى تمنعنا من نقل الشهداء، سقط شهيداً مَن كان يحمل الشهيد، الشهداء يتساقطون، نساء يحملن معنا الشهداء، نساء بأعزام الرجال، خارت قواي أحسست أن رصيدي الإيماني لم يكن كافياً، الذنوب كثيرة لدرجة تمنعني من أداء واجبي، كنت أقل الموجودين جهداً في نقل الجثامين، نساء معنا كانوا خيراً مني، أحسست أني سأسقط من الصراع الداخلي، رائحة الجثث المحترقة جعلتني أحس بالغثيان، ضاقت بي الأرض بما زرعت، سارعت بالخروج، همت على وجهي في الشوارع، مرت بجاني سيارة عرض صاحبها توصيلي، استقبلني أحد الأصدقاء في بيته، راجعت الصور التي قمت بالتقاطها، لم أجد ما أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل.

 

والمرصد الإعلامي الإسلامي ينشر هذه الشهادة لله ثم للتاريخ . . وسيتم ارسالها لكافة منظمات حقوق الإنسان الدولية وأي محاكم دولية فهذه جريمة حرب بكل المقاييس.

عن Admin

اترك تعليقاً