الثائر خليل الوزير الملقب ابو جهاد

مدينة تونس مليئة بعملاء الموساد . . ويعلون مسؤول عن اغتيال ابو جهاد

الثائر خليل الوزير الملقب ابو جهاد
الثائر خليل الوزير الملقب ابو جهاد

مدينة تونس مليئة بعملاء الموساد . . ويعلون مسؤول عن اغتيال ابو جهاد


شبكة المرصد الإخبارية

 

بعد 25 عاما على اغتيال القائد الفلسطيني الثائر خليل الوزير الملقب ابو جهاد، وقد وصفت الصحافة العبرية اليوم اغتيال ابو جهاد انه الاغتيال الذي غيّر وجه الشرق الاوسط.


كانت اسرائيل في الماضي ترفض الاعتراف بالمسؤولية عن الاغتيال وتكتفي الرقابة العسكرية والامنية بسماح نشر ما تنشره وكالات الانباء الاجنبية، اما هذه المرة وفي التفاصيل التي ستنشرها مجلة الدفاع الاسرائيلي”
ISRAELI DEFIANCE “في عددها الـ13 فان اسرائيل تعترف جزئيا بالامر وتسمح بنشر تفاصيل واسماء المسؤولين وابرزهم وزير الجيش الحالي موشيه يعلون الذي تولى المسؤولية الكاملة عن ادارة العملية.

وتبدأ القصة في 16 ابريل 1988 بتنكر احد عملاء الموساد على شكل امرأة ومعها عشيقها ويتمشيان باتجاه فيلا يسكنها ابو جهاد وتحمل السيدة المتنكرة خارطة وتطلب من الحارس مساعدتها في ايجاد العنوان ولا ينتبه الحارس الى ان الشاب يحمل علبة بها مسدس كاتم صوت وان هناك اشارة ليزر حمراء على جبينه وبينما يحاول الحارس مساعدة السيدة تنطلق طلقة واحدة الى رأسه فيتهاوى على الفور ويسقط …. بينما كانت مدينة تونس مليئة بعملاء الموساد في كل مكان كحماية خلفية للعملية.

ابو جهاد لم يكن يعرف ان عملاء الموساد نفذوا عدة محاولات اغتيال فاشلة ضده، ولم يكن يعرف ان هناك كوماندوز من نخبة رئاسة الاركان تتدرب على شواطئ “رمات هشرون” كانت تخطط للقضاء عليه بعد صدور قرار اغتياله نهاية عام 1987.

ابو جهاد وكان عمره حينها (53 عاما)، حظي بقرار الاغتيال على يد وحدة كوماندوز بحري بتهمة تخطيطه وتنفيذه مئات العمليات الكبيرة ضد اسرائيل.

الوزير موشيه يعلون “بوغي” هو الذي ادار عملية الاغتيال حين كان يشغل ضابطا في كتيبة المظليين وكان نائب يعلون ناحوم ليف وقد مات في حادث سير عام 2000، وقد تولت الوحدة الخارجية “اوت ستايدر” المهمة فيما كان ضابط الاستخبارات المسؤول عن جمع العمليات هو “ايال روجينز” وهو مات بسكتة قلبية ايضا.


وقد قررت القيادة السياسية الابتعاد عن عملية صاخبة وهبوط مروحيات واختارت عملية سرية للتوغل في تونس بواسطة عملية مشتركة بين هيئة الاركان والكوماندوز البحري والموساد وسلاح الجو ..وقد وقع خلاف حين طالبت البحرية الاسرائيلية ان يكون احد ضباطها هو المسؤول عن العملية واحتجت هيئة الاركان وطالبت لنفسها بهذا “الشرف” وفي النهاية جرى الاتفاق على تقاسم دم ابو جهاد بينهما في عملية مشتركة.

الموساد نشر عملاءه في مدينة تونس وفي كل ارجائها تحسبا لاي طارئ ولجمع المعلومات والمطاردة والمساعدة، ومراقبة فيلا “ابو مازن” محمود عباس ايضا وفيلات اخرى لمسؤولين كانوا بالجوار.

وقد تمكن الموساد من معرفة تفاصيل هائلة واين توجد كل صورة معلقة بجدار منزل ابو جهاد وكل درجة على السلالم، حتى وصل الامر ان احد قتلة ابو جهاد وحين عاد الى منزله سأله افراد العائلة: لماذا تذهب الى شاطئ البحر على شاطئ “رامات هشرون” كثيرا ؟؟؟ هل انت تعاني من شئ ما ؟ لكنه حافظ على صمت القبور ولم يجب.. فقد كانت التدريبات على فيلا مشابهة لمسكن ابو جهاد كل ليلة.


بل ان موشيه يعلون كان يعود للبيت في ايام السبت ويغلق الغرفة على نفسه وعلى مسؤول الاستخبارات عن العملية ويواصلان دراسة المواد وكان يعلون ينظر للامر في غاية الخطور وانها اكبر عملية في حياته.

ولان فيلا ابو جهاد كانت تبعد عن شاطئ تونس 5 كم كانت هيئة الاركان اختارت فيلا في شاطئ “رامات هشرون” صاحبها مسافر للخارج تبعد 5 كم ايضا ليكون كل شي مشابه للامر الحقيقي، بل ان التخطيط كان يشمل التمويه على سكان الحي الراقي في “رامات هشرون” وان لا يشعروا بشئ اثناء التدريب ايضا.

ومن شدة الخوف اراد الموساد ان يتأكد ان عملية التخفي لامراة والماكياج ولون الجلد طبيعي فأجروا تجربة وطلبوا من العميل الذي يتخفي كامراة ان يذهب بلباس امراة الى مول “ايالون” وكان حينها مجمعا تجاريا حديثا، وبالفعل “ذهبت” السيدة الى مول تجاري هناك ونجحت الخطة ولم يشتبه بها اي احد بل ان مسؤول التخطيط ل”يف” شخصيا وهو طالب فيزياء ووالده حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء رافق السيدة باعتبار انه عشيقها.


وفي بداية 1988 قررت القيادة السياسية في اسرائيل تأجيل تنفيذ العملية الى اجل غير مسمى ولم تعد العملية الى التنفيذ الا حين وقعت عملية حافلة ديمونا في 8 اذار 1988 وكان ابو جهاد مسؤول عنها.

وشارك في قرار الاغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق شامير ووزير الجيش اسحق رابين ووزير الخارجية شمعون بيريس ورئيس الاركان ايهود باراك ورئيس الاستخبارات ليفكين شاحاك ومستشار رئيس الحكومة لمكافحة الارهاب يجئال فيرسلر ورئيس الموساد ناحوم ادموني ونائبه شبتاي شبيط.

الطريق الى تونس كانت طويلة لكن البحر كان هادئا… ورافق الكوماندوز خمس سفن حاملة للصواريخ وكان هناك استنفار عسكري اسرائيلي احتياطي قبالة شواطئ تونس.

وبحسب وكالات انباء اجنبية ان ثلاثة عملاء موساد كانوا ينتظرون على الشاطئ ومعهم عميلة انثى استأجروا 4 سيارات من نوع “فولسفاجن ترانسبورتار” من ثلاث شركات تأجير مختلفة في تونس ودفعوا نقود كاش وليس من شيكات او فيزا كارد للسيارات. كما كان سلاح الجو الاسرائيلي يحلق فوق تونس وجاهزة للتدخل لو وقع خلل.

بدأت العملية بنزول قارب مطاطي لا يكشفه الرادار ولا يثير الريبة وكان الشاطئ هادئا وكانت سيارات “الفولسفاجن” تنتظر ويقودها عملاء موساد محترفون عرفوا المدينة جيدا وخلال دقائق كان الكوماندوز امام فيلا ابو جهاد.

كانت الساعة الثانية فجرا وكان ابو جهاد يقظا في مكتبه يعمل، وكانت اربع خلايا موساد وكوماندوز تنتشر بصمت حول الفيلا وفور وقوع الحارس برصاصة كاتم للصوت اقتحمت المجموعات الاربع الفيلا. وكانت كل خلية تعرف ما يجب عليها عمله وقامت احدى الخلايا بقتل البستنجي الذي وقف بالفناء وكانت عملية اقتحام الابواب تتم بواسطة ادوات مخصصة وبسرعة خاطفة.

حارس اخر قتل فورا وكانت انتصار الوزير زوجته التي تعيش الان في رام الله قالت ان ابو جهاد شعر بريبة تحت المنزل دفعها بسرعة واشهر مسدسه وخرج من المكتب وغرفة النوم وهي كانت تسير وراءه وكل هذا صار خلال ثوان معدودة وتقول انها رأت اشخاصا غطوا وجوههم ولا يظهر منهم سوى عيونهم وحين راّهم ابو جهاد دفعني داخل غرفة النوم فاقتربوا منه واطلقوا النار عليه مباشرة، هرعت الى زوجي احضنه لكن جاء جندي اسرائيلي ودفعني نحو الحائط، وتقدم جندي ثاني وافرغ الرصاصات في ابو جهاد ثم تراجع وتقدم ثالث وافرغ الرصاصات، ثم تراجع وتقدم رابع وافرغ الرصاصات كلها مع ان ابو جهاد كان فارق الحياة من اول مرة.


علما ان الذين قتلوا ابو جهاد كانت اعمارهم20 عاما … اما من تأكد من وفاة ابو جهاد فكان موشيه يعلون شخصي وقد تأكد بيديه ان ابو جهاد مات. وقد اخذ نيشانا على ذلك.

وبعد اشهر من الاغتيال كان احد المنفذين ايال رجونيس مع عائلته اليهودية في باريس وكانوا يتحدثون عن اغتيال ابو جهاد فقال من دون ان يدري: هناك دكان فلافل لذيذ بجانب منزل ابو جهاد !!!! فسكت جميع ابناء العائلة وصدموا من الكلمة وسألوه كيف تعرف ان هناك دكان فلافل !!!!!

وبكل جلاء تقول صحيفة “معاريف” الاسرائيلية اليمينية ان اغتيال ابو جهاد كان الحدث التاريخي، بل انه كان محاولة اسرائيلية لتغيير التاريخ في الشرق الاوسط لقائد عربي هام، وبعد 3 سنوات اشرف ايهود باراك شخصيا على اغتيال القائد اللبناني عباس موسوي من خلال سلاح الجو والذي ادّى اغتياله الى صعود حسن نصر الله الى حكم حزب الله. وقد حاول بعدها نتانياهو اغتيال خالد مشعل في الاردن وهي عملية فاشلة لم تنجح في تغيير المنطقة ايضا بل عززت مكانة خالد مشعل.

ومن بين عمليات الاغتيال السياسي الذي ارادت اسرائيل من خلالها تغيير وجه الشرق الاوسط:

1995 اغتيال قائد الجهاد الاسلامي فتحي الشقاقي

2005 اغتيال الشيخ احمد ياسين وقادة اخرين في حماس

ومن قبل عملية “الفردان” والتوغل في بيروت واغتيال قادة منظمة التحرير

اما اغتيال ابو جهاد فلا يزال هو السر الاكبر الذي لا تريد اسرائيل ان تعترف به رسميا، ورغم ما ينشر فان احدا لا يفتح فمه علانية.

احد منفذي عملية اغتيال ابو جهاد قال للصحيفة العبرية: كنا نعتقد اننا سنغير التاريخ في المنطقة لكن اكتشفنا ان اغتيال ابو جهاد جعل الانتفاضة الاولى تلتهب اكثر وان امتلاك اسرائيل لقمر اصطناعي اهم بكثير من اغتيال قادة وزعماء عرب، وان السياسيين في اسرائيل يلجأون الى الاغتيالات حين يشعرون بعجز الجيش عن مواجهة وحسم التظاهرات والمقاومة وان الاضرار على اسرائيل اكبر من الفوائد جراء ذلك.

عن Admin

اترك تعليقاً