رسالة مفتوحة من ابراهيم الأفغاني إلى الظواهري

رسالة مفتوحة من ابراهيم الأفغاني إلى الظواهري تعمق الأزمة في حركة الشباب

رسالة مفتوحة من ابراهيم الأفغاني إلى الظواهري
رسالة مفتوحة من ابراهيم الأفغاني إلى الظواهري

رسالة مفتوحة من ابراهيم الأفغاني إلى الظواهري تعمق الأزمة في حركة الشباب

 

شبكة المرصد الإخبارية

تفاقمت الأزمة الداخلية في صفوف حركة الشباب هذا الشهر بعد أن أرسل الرجل الثاني في الحركة، إبراهيم الأفغاني، رسالة إلى زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، انتقد فيها زعيم حركته بشكل لاذع.

وقال الأفغاني في رسالته المفتوحة التي نُشرت في 6 نيسان/أبريل “إذا كنا خائفين من أن تستغل الجهات الأجنبية نتائج الجهاد، فإننا لمسنا اليوم واقعاً يوحي أن انحرافاً داخلياً يمكن أن يؤدي إلى سقوط ثمار الجهاد في [الصومال]”. وذكر أنه شعر أن عليه كتابة الرسالة التي صدرت بعنوان “رسالة إلى شيخنا وأميرنا أيمن الظواهري” باسم الغالبية الصامتة من مقاتلي الشباب.

ويُعدّ الأفغاني، واسمه الحقيقي إبراهيم حاجي جمعة ميعاد ويُعرف أيضاً باسم أبوبكر الزيلعي، أحد مؤسسي حركة الشباب كما أنه أحد الزعماء القلائل الذي تدربوا في معسكرات القاعدة في أفغانستان في التسعينات من القرن الماضي. وكان حتى اليوم يتجنب إطلاق تصريحات عامة ويفضل عدم البروز والتحرك في الكواليس.

وفي رسالته، رسم الأفغاني صورة داكنة لحركة الشباب ووجّه اللوم إلى زعيمها أحمد عبدي غوداني المكنى باسم مختار أبو الزبير. وذكر أن الوضع الحالي للشباب “هو من سيء إلى أسوأ وما من منفذ يظهر في الأفق”، داعياً الظواهري إلى التدخل من أجل إيجاد حلول للانقسامات التي تؤثر على المقاتلين.

وقال في رسالته المؤلفة من 15 صفحة، والتي حصلت شبكة المرصد الإخبارية على نسخة منها: “لم يبق وقت للانتظار..لقد وصلت الأمور إلى مرحلة لا يجدي معها الكلام، ونحن نسير في نفق مظلم [ولا يعرف أحد غير الله الحكيم ما يخبأه لنا”.

وقال الأفغاني إنه نتيجةً للانقسامات الداخلية فقدت الشباب معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها، إلى جانب ثقة الشعب الصومالي ودعمه. وتابع قائلاً، “شهدنا تراجعاً ملحوظاً عن مكتسبات المجاهدين، حيث كانت عشر ولايات تخضع لإدارة حركة الشباب في السنوات الأربع الماضية مع تعاطف كبير من شعبنا المسلم وتأييد قبلي منقطع النظير”.

وأضاف قائلاً، “أما الآن فقد انحسرت الروح الجهادية ودمرت الدوافع التي كانت تحثنا للإبداع والانتاج”، موضحاً أن ذوي المهارات والمواهب قد هُمّشوا وأبعدوا شيئاً فشيئاً من صفوف الحركة.

وأشار الأفغاني إلى أن غوداني خلق جواً تغيب عنه الأفكار الجديدة ويتهم كل شخص يعارضه بالخيانة. وقال الأفغاني إن رفض القمع المتكرر الذي يمارسه غوداني ضد الشعب المسلم أو حقوق المجاهدين يُعتبر من قبل البعض عصياناً مسلحاً ضد أمير المؤمنين وخروجاً على المجتمع الإسلامي.

وذكر الأفغاني أيضا أن “هناك سجون سرية تابعة للأمير [غوداني]، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، وهي على أنواع متعددة وكثيرة ولا يسمح للعلماء ولا للقادة زيارتها أو مراقبتها، وما يحدث فيها من انتهاك لحقوق السجناء يصدم بشكل مروع”.

ومتحدثاً عن المقاتلين الذين انشقوا عن قيادة الشباب بسبب معارضتهم لغوداني، كتب الأفغاني في رسالته أنه لا يتم استهداف من يرفضون القمع والإذلال فحسب، بل يُحرمون من الحرية ومن أبسط الحقوق التي توفرها الحياة ويُتركون في الغابات حيث يواجهون الأسود والموت البطيء.

هذا وقد اعتبر المحلل في المجال الأمني ورئيس مركز الوسطية والحوار ومقره مقديشو، عمر طاهر، أن رسالة الأفغاني تعكس قلقه بشأن مستقبل الحركة، لاسيما بعدما وصلت الأزمة التي تتخبط فيها إلى مرحلة “يمكن أن تؤدي إلى انهيار الحركة بشكل نهائي”.

وأضاف ،”إن نبرات اليأس الظاهرة في رسالة الأفغاني لزعيم تنظيم القاعدة تعدّ بمثابة إعلان شهادة وفاة حركة الشباب”، مشيراً إلى أن “هذه الرسالة التي وجهها الأفغاني إلى زعيم تنظيم القاعدة تعكس في جوهرها الأزمة الشديدة التي تعاني منها حركة الشباب سواء على مستوى الحالة الداخلية للحركة أو على مستوى الانحسار والتراجع”.

أما عبد لله شيخ أحمد، المحلل السياسي والقيادي السابق في اتحاد المحاكم الإسلامية الذي انبثقت منه حركة الشباب، فأشار إلى أن التيار المتشدد انقسم إلى معسكرات بسبب ما وصفه بتباين المصالح.

يُذكر أن حركة الشباب بدأت العام الماضي تواجه هزائم متواصلة وانقسامات في قيادتها، ما أدى إلى انقسام الزعماء إلى مجموعتين متنافستين، الأولى تتبع غوداني والأفغاني المتمسكين بفكرة توسع الشباب إلى ما بعد الحدود الصومالية، والثانية تتبع الشيخ مختار روبو والشيخ حسن طاهر أويس اللذين كانا يفضلان أن تنحصر أنشطة الحركة في الصومال.

وفي هذا السياق، يسلط طلب التدخل الذي وجهه الأفغاني إلى زعيم القاعدة وانتقاده غوداني بصورة علنية الضوء على خطورة الوضع، لاسيما وأن ولاء الزعيمين كان يُعتبر آخر حجر أساس لحركة الشباب.

وقال أحمد “مع مرور الوقت تغيرت الولاءات واختلفت المصالح حتى انقسم جناح [غوداني] الأكثر تشدداً (أي اتباع ملة إبراهيم) الذي كان يعتقد على أنه هو الأكثر تماسكاً داخل الحركة، وذلك تبعاً للعلاقات مع التنظيم الأم أي القاعدة والسيطرة على مصادر المال والنفوذ”.

وأوضح أن “الانفراد بالسلطة وفرض مبدأ الطاعة العمياء من قبل أحمد غوداني هو سبب اشتداد الخلاف بينه وبين القيادات الأخرى في الحركة أمثال الشيخ مختار روبو وإبراهيم الأفغاني”.

وأضاف، “من الطبيعي عندما تتآكل المكاسب السياسية والعسكرية والمادية، أن تتبادل القيادات العليا للحركة اللوم بين الحين والآخر، وليس من المستغرب أن يتبع ذلك انشقاقات بسبب محاولات كل جناح الاستحواذ على ما تبقى من المكاسب”.

وقد علل أبو م. الذي يدير حساب الجهادي الأمريكي الذي نجا من محاولة اغتيال تعرض لها قبل يومين، عمر همامي، والمعروف باسم أبو منصور الأمريكي على موقع تويتر صمت الشباب حيال هذه المسألة بسلسلة من التصريحات.

وكتب أبو م. على تويتر في 6 نيسان/أبريل أن تحركات الشباب الأخيرة تُظهر أنها خائفة جداً و[تخشى] نتائج هذه الرسالة على مصداقيتها وسلطتها على الأرض. وكان الأفغاني من مؤسسي الشباب وأمير الشورى، كما أنه كان والي كيسمايو لفترة من الزمن”.

أما الأمريكي الذي يواصل جهوده لإظهار أنه وأتباعه ليسوا الوحيدين المعارضين لقيادة غوداني، فصرّح في 8 نيسان/أبريل قائلاً، “نحن ومؤسسو الشباب موحدون ضد القمع وإننا نتواصل بشكل يومي”.

ومن جانبه، أضاف أبو م. “هدفي توثيق التدمير الذاتي للشباب بحيث تتمكن الأمة من وضع حد له أو على الأقل عدم تكراره مجدداً”.

وقد تحرك مركز الشباب المسلم في كينيا، سريعاً للرد على الرسالة، مقراً بشكل علني بالانقسامات في صفوف قيادات الحركة.

وأعلن المجلس عبر تويتر في 7 نيسان/أبريل، “من الممكن أن تكون الرسالة قد صدرت عن الأفغاني، ولكن العقل المدبّر خلفها هو ذاك المجاهد المسمّ”، مشيرا إلى الأمريكي الذي كشف في رسائل نشرها في الأشهر الماضية عن الانقسامات المتفاقمة في صفوف الشباب.

وتوجّه أبو م. إلى مجلس الشباب المسلم قائلاً إن “الأفغاني هو ثاني مؤسس للشباب. أنتم أشبه بالفتيات في كينيا”. وقد رد المجلس بالقول “تهرع لطلب مساعدة الأفغاني في حل المشاكل. نعم نحن فتيات في كينيا حيث نحدث فرقاً، يا كاره النساء!”

وتناول الأفغاني في رسالته إلى الظواهري مثل هذه النزاعات التي تجري عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تسببت بها الأزمة المتفاقمة في صفوف الشباب. فإن المشاكل المستمرة ضمن الحركة “تبدأ ولا تنتهي أبداً، فتتواصل وتتفاقم… وبعد ذلك يشهد العالم بداية حرب إعلامية ضارية على صفحات المواقع الإعلامية الاجتماعية، ولا سيما تويتر الذي ينقل الأحداث إلى الجميع”.

عن Admin

اترك تعليقاً