الشيخ عبد المجيد الزنداني

الشيخ عبد المجيد الزنداني يوجه نداء للشعب اليمني حول المستجدات الراهنة

الشيخ عبد المجيد الزنداني
الشيخ عبد المجيد الزنداني

الشيخ عبد المجيد الزنداني يوجه نداء للشعب اليمني حول المستجدات الراهنة

 

شبكة المرصد الإخبارية

وجه الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن ورئيس جامعة الإيمان وعضو مجلس الرئاسة الأسبق نداءً هاما للشعب اليمني حول المستجدات الراهنة التي تمر بها بلادنا حيث تحدث الشيخ الزنداني عن فضائل أهل اليمن في الإسلام ودورهم في الفتوحات ونشر الإسلام والخصال الحميدة التي امتدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها وعن واجب أبناء الشعب في الوعي بأهمية المرحلة وحساسيتها وتحدث عن ما يسمى بـ “الحوار الوطني” وعن مخطط تقسيم اليمن وخطورة التدخلات الأجنبية التي تنتهك السيادة اليمنية والرامية لإقصاء الشريعة وعن مؤتمر الجندر الذي انعقد بصنعاء ومكانة المرأة في الإسلام ودور العلماء في التبيين للناس والنصح لهم وغيرها من القضايا والمستجدات الراهنة التي تجدونها في نص النداء الذي حصلت شبكة المرصد الإخبارية على نسخة منه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد :

 

فهذا نداء إلى الشعب اليمني المسلم

 

يا أبناء الشعب اليمني المسلم :

 

تمر بنا الآن أحوال وظروف وملابسات ، وتوجه إلينا حملات إعلامية ودعوات فكرية تنادينا ، وكل جهة تدعي أنها تمثلنا ، وتدعي أنه من أجلنا وكل من يتحدث اليوم يقول: و”الكلمة الفصل هي للشعب” فباسمك أيها الشعب اليمني يتحدثون وباسم قضاياك يتحاورون ويتناقشون ، ولا بد أن تكون لك كلمة ، ولابد أن تكون هذه الكلمة التي تقولها موفقة ومسددة بإذن الله تحفظ لك دينك ، وتحفظ لك كرامتك وعزتك وثروتك وحقوقك واستقلالك وسيادتك على بلادك وأمنك واستقرارك وتوفر لك العدل والكرامة والعيش الكريم في بلادك ، كل هذا يحتاج منك إلى يقظة ، وأن تفهم ما يقال لك ومن يقول لك ومن هذا الذي يخاطبك وعليك أن تحافظ على هويتك وما يرضي ربك ويسعدك في الدنيا وفي الآخرة. هناك من يريد أن ينازعك في هويتك فأجب عليهم: أنا شعب عربي مسلم هذه هويتي وحقيقتي أما يمنيُ فهكذا اسمي في التأريخ شعب واحد في كيان واحد في أمة واحدة هي أمة الإسلام أفخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفني فقال : (الإيمان يمان والحكمة يمانية) ويكفيني فخرا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر في الحديث الشريف أنه يذود الناس عن أهل اليمن على حوضه أي يدفع الناس ليفسح لأهل اليمن فنعتز بهذا ، ونعتز بأن أهل اليمن كان لهم الدور العظيم في نشر الإسلام في أصقاع الأرض ، سواء بالجهاد في سبيل الله بالفتوحات أو بالدعوة السلمية والمعاملة الكريمة الأمينة عن طريق التجارة ، شعوب بأكملها دخلت في هذا الإسلام ، وقبلت بهذا الدين متأثرةً بأخلاق اليمنيين وحسن تعاملهم مع الناس في سلمهم وكذلك في حربهم.

 

أجب عليهم أيها الشعب اليمني أنك شعب تنتمي للأمة العربية التي اختار الله الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم منها ، وختم به الرسالات وأصبحت سيدة العالم طوال قرون اجتذبت قلوب الشعوب ، وأدخلت الناس في دين الله أفواجا ، القرآن الذي أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هو بلسانك العربي .

قل لهم: أنا عربي لن أترك هذه الصفة ، ولن أتخلى عنها، وأنا مسلم من أمة مسلمة يصل تعدادها اليوم إلى مليار ونصف وأنا منها وهي مني ، أخبرهم بأن هذه الكيانات العظيمة التي تنتمي إليها لا تفريط فيها ولا تنازل عنها ، ولا تسمح لأحد أن يغيرها ، حدثهم عن دينك وعن شريعتك التي يريد بعض الجهلة ومن وراءهم من لا يدين بدين الإسلام ولا يعرفه أن يستدرجوك لتغير شريعتك ، وتغير دينك ، قل لهم: هذا الدين هو الحق الكامل ، لأنه جاءنا من الله الذي خلقنا فهل تعلمون ذلك يا أيها المخادعون لنا ، يا من تريدون أن تعزلونا بعيدا عن ديننا وتريدون منا أن نقلدكم في تخبطاتكم والحق بين ايدينا لأنه جاءنا من عند الله وليس من عند بشر قاصر والله تعالى يقول : ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ) ويقول تعالى 🙁 إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ) نحن نقول لكم : إن هذا القرآن جاء بعلم الله قال تعالى : ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ) فهو حق كامل من الله جل وعلا جاء إلينا وقال : ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) هذا هو الدين الذي جاءنا ، والهدى الذي جاءنا من الخالق سبحانه الذي يعلم كل شيء من أصغر أجزاء الذرات إلى أعظم النجوم والمجرات وما بينهما قال تعالى : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) فهو أعلم بما يصلح هذا الإنسان ويسعده في دنياه وآخرته .

وهذه الشريعة العظيمة خضعنا لها قرونا طويلة ، وحكمنا بها فملأنا الأرض عدلا وقسطا وملأنا الأرض محبة وجمعنا شعوب العالم رغم اختلاف أجناسها وأعراقها ولغاتها في دولة واحدة حدودها من الصين شرقا إلى حدود فرنسا غربا ، ومن جنوب موسكو إلى أدغال أفريقيا وجزر أندونيسيا ، دولة واحدة ، خليفة واحد ، دين واحد ، شريعة واحدة ، دولة واحدة تتحرك في كل أطرافها بأمان وسلام وهي دولتك وقد تحقق ذلك قبل ألف وثلاثمائة عام .

 

· نداء إلى شباب ساحات التغيير

 

يا شباب الثورة الشبابية السلمية كتب الله أجركم ورحم الله شهدائنا وأخلف الله بالخير على كل من ساهم وبذل وضحى وأعطى ودافع وحمى شباب ساحات التغيير وكل من ساهم معهم في تلك الساحات التي بدونها ما كان يمكن أن يحدث أي تغيير .

 

لقد جعلتم هتافكم ( الشعب يريد) فالتف حولكم الشعب والتف حولكم الجيش والتف حولكم العلماء ومشائخ القبائل وسائر قوى الشعب وأوجدتم مع شعبكم صورة من صور الضغط الشعبي الذي يهابه ويخاف منه كل من يتربص بديننا ووطننا وشعبنا فلا تهجروا عرينكم وحافظوا عليه رمزا لإجتماعكم مع شعبكم ولو بأداء شعائر صلاة الجمعة كل أسبوع على الأقل حتى تطمئن نفوسنا جميعا ويطمئن شعبنا وكل من ضحى بدمه وجهده ووقته لإصلاح أوضاع البلاد حكاما ومحكومين وتحقيق الحياة الكريمة لأبناء شعبنا والله يرعاكم ويجعلكم ذخرا لدينكم ووطنكم وشعبكم .

 

· جهود مشبوهة لإقصاء الشريعة

 

هناك من يريد أن يزيح الشريعة من بلادنا ، وأن ينافسها بغيرها ، واللهُ بين لنا أن شرعه وحكمه دين وعبادة له ، فقال : ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ) لأن الله هو الذي يملكنا ويملك حياتنا ووجودنا وأرضنا وسماءنا ودنيانا وآخرتنا ، فهو صاحب الحق يشرع لنا ويبين لنا حدود ما نفعل وحدود ما نترك ؛ ولذلك يقول : ( ألا له الخلق والأمر ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير) ولكنه حكيم يتصرف بحكمة ، عليم يتصرف بعلم ، فلا يخطئ .

 

ونحن مأمورون أن نعبد الله بتطبيق شرعه ، ومن رفض أن يخضع لشرع الله فهو يخضع لشرع عباد طغوا وتجاوزوا حدهم وجعلوا أنفسهم أندادا لله وبهذا يكون قد اتخذ إلها غير الله واتخذ معبودا غير الله قال تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) فلا دين إلا ما جاءنا من عند الله ، ولا حلال ولا حرام إلا ما جاء من عند الله ، قال تعالى : ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ) .

 

قولوا لهؤلاء الذين يريدون إقصاء الشريعة الإسلامية أو إدخال غيرها بجوارها وتقييدها باسم الاتفاقيات الدولية أو باسم المواثيق الدولية أو باسم اتفاقيات حقوق الإنسان بنسختها الغربية لا بنسختها الإسلامية أو أي شيء من الأشياء.
قولوا لهم : لا يملك أحد أن يصادر حريتنا وكرامتنا وأن يفرض علينا بالقوة أو بالخداع أن نبدل ديننا أو نغير هذا الدين .

 

· تحكيم الشريعة شرط للإيمان بالله:


قولوا لهم : نحن مسلمون بين الله لنا أن شرط الإيمان مرتبط بتحكيم الشريعة والخضوع له فقال : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) والله يقول : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) قولوا لهم : إن الله توعد من ترك شرعه وخالف أمره بالعقاب يقول الله تعالى : ( وإن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فأعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).

 

· تقسيم اليمن وتجربة الاتحاد الأوربي


هم يخططون لتقسيم بلادنا مع أننا ورثنا أرضا وبلاداً وكيانا سياسيا واحدا ضمن دولة الإسلام ومنذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم واليمن وبلاد العرب بل وبلاد المسلمين دولة واحدة وكيان واحد إلى أن جاء الاستعمار من الشعوب التي لا تدين بدين الإسلام ، ولا تعترف بشريعته ، ولا يرضيها أن تبقى أمة الإسلام قوية وعزيزة وموحدة وهم يسوقونا اليوم لنكون دولة ممزقة ضعيفة ، في زمنٍ الأقوياءُ فيه يتحدون ، هذه الدول الاستعمارية الأوربية تقول عن نفسها : لا نستطيع أن نبقى دولا متفرقة فاتحدوا في “الاتحاد الأوربي” رغم الحربين العالميتين التي أستعرت فيما بينهم وأكلت الأخضر واليابس وقتل فيها عشرات الملايين ودمرت عشرات المدن ، لكنهم تناسوا تلك الحروب وتلك العداوات وقالوا : إذا بقينا دولا متفرقة فسنصبح دولا من الدرجة الثانية ، فلماذا يريدون لنا أن نتمزق ونحن دولة واحدة عددنا لا يزيد على 25 مليون ؟!!

 

· الأهداف الخفية وراء تقسيم اليمن


لماذا يريدون تقسيمنا ؟

 

والجواب : لكي نكون ضعافاً فإذا كنا ضعافاً استطاعوا أن يستولوا على الثروات التي في بلادنا وأن ينصبوا علينا حكاما يقومون بخدمتهم وينوبون عن الاستعمار في إذلالنا كما رأينا ذلك من حكامنا طوال العقود الماضية خلال 50 سنة ونحن نُحْكَم عن طريق الاستعمار بالوكالة عن طريق حكام ينصبونهم لنا ، لا نريد أن نكون أمة ضعيفة ونريد حكما إسلاميا عادلا فنحن دولة عربية مسلمة وعندما أقصي شرع الله من الحكمفي كافة مناحي الحياة وجد الظلم والانحراف والجهل والتخلف بكل صوره وأشكاله فساق ذلك لتسلط المستعمرون علينا ولكننا اليوم مع أمتنا العربية والإسلامية بإذن الله جل وعلا نسعى إلى إقامة الحق وإقامة ديننا وشريعتنا .

 

· حقيقة الجندر النوع الاجتماعي

 

من أهم الأمور التي تهمك أيها الشعب أن تكون عزيزا مستقلا ولا يوجد أي شيء ينال من سيادتك واستقلالك وكرامتك نحن نريد أن نتعامل مع الدول في العالم كله ولكن على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل على أساس أن لا يتدخل أحد في شئوننا الداخلية وأن يفرض علينا أن نبدل ديننا أو أن نغير أخلاقنا أو أن نحطم شريعتنا أو أن نسقط في أوحال الفساد والانحلال كما ظهر مؤخرا في مؤتمر انعقد في صنعاء باسم النوع الاجتماعي الجندر وهو الجنس الثالث الذي يتساوى فيه الرجال والنساء في كل شيء والذي يصلح فيه أن يكون الرجل امرأة والمرأة رجلاً هذه هي حقيقة النوع الاجتماعي الجندر والله يقول : ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) فهؤلاء يقولون : ليس هناك شيء اسمه ذكر وليس هناك شيء اسمه أنثى ، ما هذا الذي تقولون ؟!!

 

· الأهداف الخطيرة للجندر


إن الله بين لنا أن للرجل فطرة وخلقة تختلف عن خلقة المرأة في خلايا جسده وفي أجهزته وفي عواطفه ونفسيته ، اختلاف كبير ، وهذا الاختلاف جعله الله ليكمل بعضه بعضا فجعل صفات خاصة بالرجال وصفات خاصة بالنساء ليحدث التكامل بينهما فتكون هذه الحياة السعيدة ، دعاة الجندر يريدون القضاء على هذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها وإلغاء هذه الفروق والتمايز الذي جعله الله بيننا وقد جاءني بعضهم يروجون لمثل هذا الكلام فقلت لهم : هل تستطيعون أن تجعلوا الرجال يحيضون مثل النساء ؟! وهل تستطيعون أن تجعلوا الرجال يحملون مثل النساء ويرضعون ؟!! ما هذا إلى أين تذهبون ؟!!

 

· صورة بشعة من السقوط الأخلاقي


إن المرأة تقوم بأعباء كبيرة كحفظ النسل وولادة الأمم والشعوب والأجيال ورعايتهم ولذا أوجب الإسلام للمرأة النفقة على وليها إن كان غنيا وقادرا فإذا عجز الولي فالدولة هي التي تتولى تقديم هذه النفقة مجانا وبدون مقابل عمل من الأعمال لأنها تقوم بأهم هذه الأعمال وهي حفظ الأسرة وكيانها ورعايتها وأفرادها .


إن دعاة الجندر النوع الإجتماعي بلغ بهم المسخ اليوم إلى درجة الإعلان والتباهي بإباحة الشذوذ فتمكنوا في فرنسا من استصدار قانونا يبيح الزواج المثلي أي إن الرجل يحق له أن يتزوج الرجل والمرأة يحق لها أن تتزوج المرأة أي انحطاط هذا؟!!

وأي سقوط في الأخلاق وصلوا إليه ؟!!

وماذا سيكون النسل ؟!!

وهل ستنجب المرأة التي تتزوج المرأة مولودا ؟!!

وهل سينجب الرجل الذي يتزوج الرجل بشرا ؟!!

 

· النتائج المدمرة للشذوذ الجنسي

 

والله ما ينتج من هذا الشذوذ الجنسي إلا الأمراض الفتاكة كمرض الإيدز والهربز والسيلان والقرحة الرخوة والقرحة الأكالة والزهري وغيرها من الأمراض الجنسية المدمرة التي لا يجدون لها علاجا والتي لا تتوقف عن مهاجمة أصحابها وتظهر بأشكال مرضية جديدة كما قال صلى الله عليه وسلم : ( ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا) وهذه نتيجة الفاحشة ، قضاء على النسل وأمراض مستعصية وهؤلاء يريدون ترويج النوع الاجتماعي لنصل إلى هذه النتيجة ويريدون أن يضعوا قوانين لهذا فأجب عليهم أيها الشعب أنك شعب يمني مسلم عزيز كريم تؤمن بالأسرة وبحمايتها وأن الأسرة قوامها الدين والأخلاق وأنه يجب على المجتمع أن يرعي هذه الأسرة وأن يحافظ عليها ، ردوا على هؤلاء الذين سقطوا في هذه الأوحال وأصبحوا يزينون هذا الضلال للجاهلين .

 

· نرفض استبداد الحاكم


أيها الشعب اليمني الكريم إن استبداد الحاكم مرفوض عندنا في ديننا والله تعالى يقول : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) فلا عون لظالم من حاكم أو محكوم أو غيره لا نقبله ولا نقبل علاقة بين حاكم أو محكوم إلا كما قال الله تعالى : ( وشاورهم في الأمر ) كما أمر الله الحكام وقدوة المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله له : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفو عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر) وهو الرسول المعصوم أَمَرَهُ أن يكون لينا مع أتباعه فعلاقة الحاكم مع المحكوم اللين والرحمة والمشاورة لأتباعه والدعاء لهم والاستغفار لهم ومسامحتهم إذا أخطأوا هذا هو الحاكم المسلم والقائد المسلم وقال الله لرسوله وقدوة كل حاكم مسلم محمد صلى الله عليه وسلم:( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) أترون الطير عندما يضع ريشه على الأرض لتأتي فراخه الصغيرة لتجلس وتنام على ريش ذلك الجناح بينما الجناح يتعرض للشوك وللحصى وللبرد وللريح وللبلل والذي يكون بسبب ملامسته للأرض التي تحته لكن تلك الفراخ في دفء وأمن وسلامة هكذا يطلب الله من رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والحكام من بعده أن يكونوا وأن يجتهدوا وأن يبذلوا جهدهم لخدمة ورعاية شعوبهم والتشاور مع أتباعهم ، ونهاهم الله عن الظلم وحذرهم منه تحذيرا شديدا وأمر الأمة أن تناصحهم كما قال صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة قلنا : لمن يا رسول الله قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ثم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر فهذا الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول : (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم) وهذا عمر رضي الله عنه يقول : (إذا رأيتموني على حق فأعينوني وإذا رأيتموني على باطل فقوموني) وبمثل هذه المعاني قال عثمان وقال علي رضي الله عنهم ، هؤلاء هم الخلفاء الراشدون الذين قدموا الصورة المثلى للحاكم المسلم .

 

· صيانة الحقوق والحريات

 

كما نطالب أن تحفظ الحريات ، والحمد لله في دستورنا القائم الآن بيان وتفصيل رائع ولكن كان الحكام قبل ذلك يخترقون الدستور ويخترقون القوانين ويخترقون أحكام الشريعة ويصادرون حقوق الشعب والناس يسكتون فعاقبنا الله بهؤلاء لتركنا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سلط الله علينا شرارنا فيدعو خيارنا فلا يستجاب لهم كما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

· نحو هيئة للرقابة على موارد الدولة

 

نريد عدالة اجتماعية وأن تصان ثروات الأمة ، لنا أموال مهولة ، ولنا ثروات كبيرة ، والجهات المعنية والمتخصصة تبشرنا بخير كثير وبمستقبل باسم وأننا سنكون من أكبر الدول البترولية في الدول العربية وأننا نملك من الخيرات والمعادن من النفط والغاز والذهب والنحاس والحديد بكميات مهولة والحمد لله ولو أن هذه الأموال تستغل وتصان وتحفظ وتوزع بشكل صحيح لكانت بلادنا من أغنى البلاد العربية لكننا ابتلينا بهؤلاء الحكام الذين ينهبون ثرواتنا ولذا نطالب جميعا بتشكيل هيئة وطنية يختارها الشعب ومن كل محافظة وتكون وظيفتها الحفاظ على ثروة البلاد وموارد الدولة المختلفة ومراقبة كل من يتصرف بها ومحاسبة كل من يسيء أو ينهب شيئا من هذه الثروات كما تقوم هذه الهيئة بمعرفة مقدار ما يستخرج من هذه الثروات كمعرفة ما يستخرج من النفط وكم عائداته وكم تأتي أموال من الجمارك ومن الزكاة ومن الضرائب وغيرها وغيرها من موارد الدولة وأين تذهب ؟!!

 

· عن برنامج العلماء للقضاء على الفقر


والله قد شهد لنا بأن بلادنا ( بلدة طيبة ) لدينا ثروات هائلة وخيرات عظيمة مبشرة بخير ومستقبل باسم إن وضعت في أيدي أمناء ، نريد هذه الهيئة الوطنية للحفاظ على الثروة ويكون دورها المحافظة على المصادر والموارد حتى نطمئن أنها تصرف في مصارفها وأن لا أحد ينهبها من الداخل أو الخارج فإذا وجدت هذه الهيئة فقد أمنا أن ثروتنا محفوظة وأنها تصرف في مصادرها وستصل إلى يد كل واحد منا وأن كل واحد منا سيجد نصيبه منها وكان العلماء قد وعدوكم يا أبناء اليمن أنهم سيقدمون بيانا وبرنامجا ودراسة تبين كيف نقضي على الفقر في بلادنا حتى لا يبقى جائع والعلماء عند وعدهم هذا ولديهم الآن جديدُ سيظهر قريبا إن شاء الله حتى يعيش أي يمني في أمان وعزة لا يعرف الجوع ولا يخشاه بإذن الله .

 

· نرفض ظلم المرأة

 

نحن نعلم أن هناك ظلما للمرأة ونحن لا نقره وشريعتنا لا تقره والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(استوصوا بالنساء خيرا ) ولكن طرأ التقصير على هذا وطرأ الظلم والجور على المرأة لكننا إذا رأينا حال المراة في الغرب وغيرها من دول العالم وما تتعرض له من إظلم وعدوان وانتهاك وابتزاز واغتصاب واتجار بعرضها وما سقطت فيه من أوحال الرذائل والفواحش التي دمرت أسرتها وأضاعت صغارها وأضاعت ابنائها في الملاجئ والمسنين من أفرادها في دور العجزة وما تنطق به الإحصائيات وما نشأ عن ذلك كله من عزوف عن الزواج وزهد النساء في الإنجاب ويقوله الخبراء والمفكرون الذين يعلنون أن الحضارة الغربية أهانت المرأة وأن الإسلام حفظ لها حقوقها حتى أن كثيرا من النساء في الغرب يدخلن الإسلام بسبب معرفتهن بحقوق المرأة في الإسلام .

 

· واجب العلماء حتى لا يلعنهم الله والناس

 

أما العلماء فقد أمرهم الله أن يبينوا دين الله وتوعد الساكتين منهم بنار جهنم فقال الله تعالى : ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) ثم قال مهددا لهم : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليم وأنا التواب الرحيم) فلابد للعلماء أن يبينوا حتى لا يلعنهم الله ومن لعنه الله طرده من رحمته ومن طرده من رحمته لا يدخل الجنة لأنه لا يدخل الجنة أحدا إلا برحمة الله والذي يكتم العلم ولا يبينه ملعون لكن الله بعد أن أمر العلماء بالبيان وتوعدهم إن هم كتموا ولم يبينوا دين الله أمر بقية المسلمين بالعودة للعلماء والرجوع إليهم فقال تعالى : ( فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وقال تعالى : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولو الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
فأهل الاجتهاد والاستنباط سيعلمون الحكم الشرعي الصحيح وعلى الأمة الرجوع إليهم .


· مصطلح رجال الدين وعلماء الدين

 

والعجيب أن المتأثرين بالثقافة الغربية يطلقون على العلماء مصطلح ” رجال الدين ” . وعلماء المسلمين يرفضون هذا المصطلح أن يكون خاصا بالعلماء ، فكل المسلمين رجال دين والأمة الإسلامية كلها تقف مع دينها رجالا ونساء فنحن ليس عندنا هذا المصطلح ” رجال دين ” ويقصدون به في الثقافة الغربية القسس والرهبان ولا رهبانية في الإسلام بل كل الرجال رجال دين وكل النساء مسلمات مؤمنات يقمن دين الله فهذا مصطلح وافد غريب يرفضه العلماء ولكن لدينا مصطلح علماء الدين والمرأة لها مكانتها في هذا الباب وهذا المجال ، وكثير من علمائنا لهم شيوخ من النساء وكان الصحابة يرجعون إلى أمهات المؤمنين ، ونقول هذا ديننا ، الله أمر العلماء أن يبينوا لمن جهل أمر الدين كما نقول في الطب : اسألوا الأطباء ، في الهندسة أسألوا المهندسين ، فلابد من احترام التخصصات كمظهر للرقي الحضاري .

 

فيجب على العلماء أن يقوموا بواجبهم وعلى الأمة الرجوع إليهم ونحن في وقت عصيب وفي أوقات تكثر فيها المؤامرات على الوطن العربي وعلى بلدنا ولكن الأمور مبشرة بالخير والمستقبل لهذا الدين مهما تآمروا .

 

عن Admin

اترك تعليقاً