الرد الصاعق على مؤيدي رئيس الإئتلاف معاذ الخطيب في الحوار مع العدو الأسدي

موفق مصطفى السباعي

الرد الصاعق على مؤيدي رئيس الإئتلاف معاذ الخطيب في الحوار مع العدو الأسدي

 د/ موفق مصطفى السباعي

يقولون أنه يناور ..

وقد فهمها النظام الأسدي .. وقال إنها مناورة فاستخف بها .. وإزداد غروراً وإستكباراً وطغياناً.. ورفضها منذ ولادتها ..

وقالوا إن لديه رؤية سياسية عميقة .. ونظر ثاقب أدى إلى إحراج النظام الأسدي .. والنظام الدولي .. ورمى الكرة في ملعبهم ..

إذا كانت كل هذه الجرائم اليومية البشعة .. من قتل وذبح وحرق ودفن الناس أحياء .. وتقطيع الجثث إلى أوصال .. وقذف البيوت بالطائرات وتدمير البلد .. وتشريد الناس  .. لم تحرج الأسد ولا النظام الدولي .. ولم تحرك فيهم ساكناً !!!

 فهل هذا الإستخذاء والتوسل لبشار ليقبل الحوار بإسم الإنسانية !!!! وعلى أن يرحل بسلام وأمان .. سوف تحرجه وتحرج داعميه العلنيين والسريين ؟؟؟

إن النظام الأسدي لا يهمه ما يقال عنه في وسائل الإعلام من تجريح وتهديد وإنتقاد .. ولا يبالي بأي مخلوق ولا أي نظام … فكل التصريحات والدعوات التي أعلنها رؤوساء دول أو منظمات عالمية حقوقية أو قانونية أو إنساينة .. وهاجموا فيها الأسد بأشد العبارات .. وأغلظ الكلمات وطالبوه بالرحيل .. وقرروا أنه فاقد للشرعية .. بدءً من أردوغان إلى كي بان رئيس الأمم المتحدة الذي كان يومياً تقريبا يتصل به هاتقياً في بدايات الثورة وكان يطنشه بشار ولا يرد عليه .. إلى أوباما .. إلى ميركل .. إلى كاميرون .. وإلى … إلخ ..

كل هذه الشلة الإقليمية والدولية إستخف بها بشار وداس عليها بأقدامه .. ولم يبال بها .. لأنها ضمنياً إما متواطئة معه باطنيا .. أو قسم آخر خاضع للمتواطئ ولا يستطيع حراكاً بدون موافقته .. إضافة إلى أنه أعطى وعوداً كثيرة بالموافقة والإلتزام بمبادرات كثيرة بدءً من الدابي وإنتهاءً بالهدنة في عيد الأضحى .. ونقضها مباشرة وإستهان بها ..

إضافة إلى أن المجلس الوطني وافق مرات كثيرة على الحوار بشروط مشابهة لشروط معاذ ولم ينفذ شيئاً ..

والأكثر من هذا أنه في أول مؤتمر للمعارضة حضرناه .. وكان في أنطاليا في 31-5-11 صدر بيان بالدعوة والموافقة على تسليم السلطة إلى نائبه الشرع .. ولم يكترث بذلك ..

المصيبة الكبرى أنه لايزال يوجد قسم من الناس لا يفقهون .. ولا يعرفون طبيعة نظام الأسد وإرتباطه العضوي .. الكيميائي .. الفيزيائي بالنظام الشيعي الفارسي الصفوي الذي أوجد له دعائم ومرتكزات وأوتاداً كثيرةً منذ أكثر من ثلاثين سنة في العراق وسورية ولبنان .. ومجرد قبوله للحوار مع المعارضة لكي تشاركه الحكم فقط ، وليس لتعزله أو تسقطه .. كفيل بتدمير كل هذه الأوتاد والمرتكزات وضياع كل جهود الحلف الشيعي هباءً منثوراً .. وزوال كل الإمتيازات المادية والسياسية التي حققها العلويون طوال الفترة الماضية .. ورجوعهم إلى حياتهم البدائية التي كانوا عليها قبل السيطرة .. وهذا ما لا يريدونه .. ولا يوافقون عليه بأي شكل من الأشكال ..

ويقولون لقد تعب الناس .. وأصابهم الأذى والضر .. وخسروا بيوتهم وأملاكهم وأموالهم .. ويعيشون الآن حياة الذل والمهانة في الخيام .. وفي البرد القارص .. والعواصف والزمهرير .. بينما أنتم المغتربون تعيشون في أمان وسلام .. ورخاء ورفاهية .. وتُنَظِرون وتتفلسفون ..

والله هذا الكلام في معظمه حق وصدق .. وهذا الذي يحرق قلوبنا .. وندعو بكل جدية وأمانة أن نتابع الطريق الذي سلكه المجاهدون في استخدام السلاح الذي يذيق العدو الأسدي الصغار والهوان والنكال .. ويرغمه على الهروب أو القتل .. ويخلص شعبنا من أو ضاعهم المأساوية كما قال تعالى:

( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ).

ولا يفهم هذا العدو اللدود أي لغة سوى لغة السلاح .. وقد قالها رئيسه في كل مرة يطل بوجهه الأسود على الشعب ، ومنذ اليوم الأول للثورة .. أن الحل الوحيد لديه لإعادة الناس إلى حظيرة العبودية  هو الحل العسكري لا سواه .. وقد مارسه منذ اليوم الأول ولا يزال .. فكيف نصدق من يزعم أن الحل السياسي ناجع ومفيد مع هكذا مخلوق ؟؟؟

علماَ بأنه قد عُرِضت عليه حلول كثيرة طوال السنتين ولم يلتزم بواحدة منها !!!

وهنا يجب علينا أن نعلم علم اليقين أن الله هو الصادق .. وهو العليم والخبير بطبيعة ونفسية أعدائنا .. حينما يخبرنا بقوله:

( كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ).

ومن لم يصدق الله تعالى .. فهو من الأخسرين بالتأكيد …

ويقولون أيضاً أن السيد معاذ كان خطيب المسجد الأموي .. ومشهود له بالصلاح والتقوى والإستقامة .. وهو من سلالة الهاشميين .. فمن أنت .. ومن هذا الذي يتجرأ على مقامه العالي؟؟؟

وهذه المقولة تُعتبر من أخطر المقولات طراً.. لأنها تعمل على نشر وتعميق ثقافة العبودية الفكرية والروحية لبعض المخلوقات البشرية .. وتصديقها في كل ما تقول .. والخضوع لأوامرها .. وتحريم حتى مجرد التفكير في عصيانها ..

تتعارض هذه المقولة مع القواعد الشرعية الأساسية المقررة في ديننا الإسلامي الذي حرر الإنسان أولاً من العبودية والخضوع لأي مخلوق بشري حينما قال تعالى:

(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ  ).

وثانياً لا يوجد عندنا إنسان قط معصوم ومحصن من الجرح والنقد بعد آخر الأنياء محمد صلى الله عليه وسلم ..

وليس عندنا حاكم بأمر الله .. ولا وكيل عن الله أو رسوله .. ولا متحدث بإسمه .. ولا بابا بولس أو حنا أو شنودة .. ولا آيات شيطانية خوميني ولا خامائيني ..

ولا عبرة لدينا أن يكون هذا المخلوق هاشمياً أو قرشياً .. أو إماماً  أو عالماً أزهرياً .. أو مفتياً .. أو خادماً للحرمين الشريفين .. أو سادناً للبيت الحرام ..

فهاهو أبولهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشد الناس قرابة له .. ندعو عليه في القرآن ليكون من أصحاب النار ( تبت يدا أبي لهب وتب ).

وهاهو البوطي خطيب المسجد الأموي حالياً ..

وبما أنه يساند ويدعم العدو الأسدي فحق عليه العذاب والخزي والشنار إلى يوم الحساب ..

ونحن لا نتشكك بصدق وإخلاص السيد معاذ .. ورغبته القوية لمساعدة شعبه وتخليصه من معاناته وآلامه .. ولكنه يسلك طريقاً خاطئاً ومنفرداً عن الجماعة .. وهذا ما يزيد من معاناة شعبنا .. ويزيد من تصميم وعزم العدو على القتال بشراسة .. وهذا ما ظهر في الأسبوع الأخير عقب إطلاق المبادرة المعاذية ..

وبعد غد الأحد 10-2-2013  وهو الموعد النهائي الذي أعطاه السيد معاذ للعدو كي يطلق المعتقلين ال 160 ألف .. سيظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود .. وتنجلي الحقيقة .. ويعلم الناس من هو المصيب .. ومن هو المخطئ …

وإن غداً لناظره قريب ..

عن Admin

اترك تعليقاً