جندي أمريكي في أفغانستان داخل حقل خشخاش

رمتني بدائها وانسلت .. الغرب يتهم طالبان بأنها تفكر في إغراق الغرب بالهيروين

جندي أمريكي في أفغانستان داخل حقل خشخاش
رسم بياني يوضح ارتفاع معدل انتاج الأفيون

رمتني بدائها وانسلت .. الغرب يتهم طالبان بأنها تفكر في إغراق الغرب بالهيروين

 

ياسر السري – شبكة المرصد الإخبارية

 

رمتني بدائها وانسلت .. الغرب يتهم طالبان بأنها تفكر في إغراق الغرب بالهيروين لدعم الاقتصاد الأفغاني.

يقول تيموثي ألكسندر غوزمان: «من يملك الطائرات والسفن التي تنقل 90% من هيروين العالم من أفغانستان إلى بقية العالم؟ إنّهم ليسوا طالبان بكل تأكيد».

في حقيقة الأمر أن القواعد الجوية الأمريكية فى أفغانستان لم تكن إلا مصانع لتحضير الهيرويين كامل النقاء وبكميات هائلة.

والمهمة الأخرى التى لاتقل إجراما وهى إستخدام تلك القواعد كسجون سرية تمارس فيها أقسى درجات التعذيب الوحشى ضد أفراد من الشعب الأفغانى ، وضد المجاهدين المطالبين بحرية بلادهم .

من الجدير بالذكر أن منع زراعة الأفيون، كان السبب الأول للحرب العدوانية على أفغانستان عام 2001 .

مع العلم أن منع تجارة الأفيون كانت سببا لحربين كبيرتين شنتهما ( بريطانيا العظمى) على الصين فى منتصف القرن التاسع عشر بمشاركة معظم تلك المجموعة المتوحشة من دول أوروبا التى ساندت أمريكا فى إحتلال أفغانستان .

وقد تقاسمت تلك الدول غنائم حربى الأفيون على الصين . والجزء الأكبر ذهب إلى بريطانيا ، القوة الأولى فى العالم وقتها . وأسفرت الحرب عن إجبار إمبراطور الصين على إباحة تعاطى الأفيون فى الصين ( وكان قد منع شعبه من تعاطيه ـ ونلاحظ أن حربهم على أفغانستان كانت بسب قرار حاكم الإمارة الإسلامية بمنع زراعته) . وأرغم المعتدون إمبراطور الصين على التنازل لهم عن أهم الموانئ والجزر، لتكون مخازن للأفيون ومراكزا لتوزيعه داخل الصين . وكانت الهند أكبر حقول الأفيون فى العالم ، مستعمرة بريطانية ، بل درة التاج البريطانى كما أطلق عليها المحتلون .

الدول الأوربية التى شاركت فى الحرب على الصين كان لها مزارعها الخاصة للأفيون فى مستعمراتها الأسيوية مثل أندونيسيا ودول جنوب شرق آسيا مثل بورما وتايلاند ولاوس . فوجدوا فى الصين سوقا شاسعا لتعاطى الأفيون على حساب الدمار الصحى والإقتصادى لشعبها .

ــ أفغانستان كان الدافع الأول لإحتلالها هو إعادة زراعة الأفيون الذى أوقفته بالكامل الإمارة الإسلامية ـ بشهادة وكالات الأمم المتحدة ـ باستثناء 185 طنا أنتجها تحالف الشمال المعارض فى المناطق التابعة له . وكان إنتاج افغانستان قبل ذلك قد وصل إلى 3360 طنا .

فى ظل الإحتلال الأمريكى وصل متوسط محصول الأفيون لعام 2016 إلى 4600 طن ، أو(5600 طن كحد أقصى) حسب تقدير وكالات الأمم المتحدة ، وذلك رغم إنخفاض نسبى فى المساحات المزروعة ــ نتيجة للتطور التقنى فى الزراعة وتحسين البذورــ  كما زادت كفاءة تصنيع الهيرويين نتيجة لتطور المعدات والكيماويات المستخدمة. فزادت إنتاجية معامل التصنيع حتى وصلت جودة الهيرويين المنتج إلى نسبة نقاء وصلت إلى مئة فى المئة.

 حكومة طالبان عام 2000/2001، طبقت حظراً ناجحاً على زراعة الأفيون: «فمحصول الأفيون الذي كان ينتج منه هيروين من الدرجة الرابعة مع مشتقاته، هبط بنسبة تزيد عن 90% في عام 2001. لم يتخطى إنتاج الأفيون عام 2001 أكثر من 185 طن… وذلك بحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة المختص، والذي أعلن بأنّ حكومة طالبان استطاعت تقليل الإنتاج من 3300 طن عام 2000 إلى 185 طن عام 2001».

 لكنّ عمل طالبان هذا أدّى إلى زعزعة، بشكل حرفي، تجارة هيروين عالميّة بقيمة مليارات الدولار.

 وهذا حفّز الحرب الأمريكية على أفغانستان، والتي كانت مخططة قبل بضعة أشهر من حدوث هجمات 9/11.

ففور احتلال الولايات المتحدة لأفغانستان، ارتفع إنتاج الأفيون إلى رقم قياسي تاريخي، ليصل إلى زيادة بلغت تسعة أضعاف عام 2002. «وفي عام 2017، ارتفع إنتاج الأفيون ليصل إلى 41 ضعف، ليصل إلى تسعة آلاف طنّ متري».

ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة كولومبيا، فقبل الاجتياح الأمريكي/الناتو لأفغانستان، كان هناك 189 ألف متعاطي للهيروين في الولايات المتحدة. ارتفع هذا العدد في عام 2012/2013 ليصل إلى 3.8 مليون متعاطي. لقد تضاعف عدد متعاطي الهيروين في الولايات المتحدة منذ عام 2001 أكثر من 20 مرّة.

وقد أكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحافي من كابول الثلاثاء (17 أغسطس 2021)، أن السلطات الجديدة لن تحول افغانستان أكبر منتج للأفيون في العالم إلى دولة مخدرات حقيقية.

وأضاف “نؤكد لمواطنينا وللمجتمع الدولي أننا لن ننتج المخدرات”.

وتابع “من الآن فصاعدا لن يشارك أحد (في تجارة الهيروين) ولن يتمكن أحد المشاركة في تهريب المخدرات”.

في الأخير : وكالة الاستخبارات المركزية تمول بعض عملياتها من تهريب المخدرات.

ودمتم

عن Admin