الحديقي قضى 9 سنوات من الاحتجاز التعسفي يعود من سجون السعودية معاقاً

الحديقي قضى 9 سنوات من الاحتجاز التعسفي يعود من سجون السعودية معاقاً

الحديقي قضى 9 سنوات من الاحتجاز التعسفي يعود من سجون السعودية معاقاً
الحديقي قضى 9 سنوات من الاحتجاز التعسفي يعود من سجون السعودية معاقاً

الحديقي قضى 9 سنوات من الاحتجاز التعسفي يعود من سجون السعودية معاقاً

شبكة المرصد الإخبارية

اعتقل السيد ناصر عبد الله علي الحديقي، في السعودية، بينما كان عمره 40 عاماً، أما الآن فهو على مشارف الخمسين عاماً، أي عقد من الزمان قضاه خلف القضبان، دون تهمة أو محاكمة.

كان الحديقي يقيم مع أسرته في عدن، وسافر إلى السعودية للعمل بصورة منتظمة في أحد المطاعم في الرياض، حيث ألقي عليه القبض -في مكان عمله- في 08 نيسان / ابريل 2004 من قبل عناصر المباحث العامة، الذين استخدموا أسلحتهم رغم أنه لم يُبْدِ أي مقاومة ولم يشكِّل أيَّ خطر عليهم، وفق ما أفاد به الشهود الحاضرون حينها في عين المكان.

ناصر الحديقي يتكئ على عكازتين، بعد أن فقد القدرة على المشي على رجليه بشكل طبيعي، بسبب إعاقة دائمة لا يزال يعاني منها، ناجمة عن إصابته بطلق مطاطي متفجر في فخذه أثناء القبض عليه.

وتعرض الحديقي لسلسلة من الانتهاكات والإخفاء القسري في السجون السعودية.

“أنتم اليمنيون لا تساوون ريالاً”، هكذا ردّ عليه الجندي السعودي من قوات الطوارئ، يرتدي زياً أسود وقناعاً على وجهه، عندما طلب منهم السماح له بأخذ متعلقاته الشخصية وبعض مستحقاته المالية التي فقدها خلال مدة حبسه الممتدة تسع سنوات في سجون المملكة، قبل أن ينقلوه عنوةً إلى متن طائرة الخطوط السعودية القادمة من مطار جدة إلى مطار صنعاء مساء الجمعة الفائت.

هذا ما أفصح عنه السجين اليمني المفرج عنه من سجون المملكة العربية السعودية ناصر عبدالله الحديقي، وهو يتنفس الصعداء بعد تسع سنوات من الحجز التعسفي، تنقل خلالها في العديد من سجون المملكة، وتعرض لصنوف شتى من الإهانة وسوء المعاملة.

أطلق سراح الحديقي الجمعة 15 مارس، من سجن ذهبان بمدينة جدة، بعد أن قضى خمسة أسابيع في المستشفى التابع للسجن، وأخذ فوراً إلى مطار جدة، تمهيداً لترحيله، وفي المطار حاول الحديقي التلطف لدى السلطات الأمنية في المطار طالباً منهم مهلة يوم أو يومين لأخذ متعلقاته الشخصية واستعادة أمواله التي كان جمعها من عرق جبينه قبل اعتقاله في 2004، وهي مبالغ زهيدة مودعة في أحد البنوك السعودية، غير أن جنود الطوارئ المقنعين باشروه بالضرب حتى أدموه، ثم اقتادوه قسراً إلى متن طائرة الترحيل.

تفاصيل كثيرة تحدث عنها المواطن اليمني ناصر الحديقي، لا يتسع الوقت لسردها الآن، حول مآسي اليمنيين الذين يقعون في قبضة الأمن السعودي، ويقضون سنوات من الحجز التعسفي دون تهمة أو أي إجراءات قانونية، ويحرمون من أي حقوق يستحقها بنو البشر.

أطلق سراح الحديقي، وأُعيد قسراً إلى موطنه الأصل اليمن.. كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساءً يوم الجمعة الفائت، عندما هبطت طائرة الترحيل السعودية في مطار صنعاء..لم تنتهِ مأساة الحديقي ناصر عند ذلك، فقد كان على موعد مع معاناة جديدة، وإنْ لم تدمْ طويلاً، حيث أُوقف لعدة ساعات في مطار صنعاء من طرف سلطات الأمن اليمنية، لكنها ما لبثت أن أطلقت سراحه في اليوم التالي، بينما لا تزال تحتجز جواز سفره حتى اللحظة، دون إبداء السبب.

عبر السيد ناصر الحديقي عن سعادته بهذه اللحظة التي استعاد فيها حريته المفقودة منذ قرابة تسع سنوات، غير أنه في ذات الوقت أكد حاجته إلى مساندة الحكومة اليمنية والمنظمات الحقوقية لاستعادة بقية حقوقه التي حُرمَ منها، والوقوف إلى جانبه في ما تبقى من فصول المأساة، إذ يعاني الآن من إعاقة دائمة، كما أن السلطات السعودية لم تمنحه أي تعويضات أو نفقات علاج، ولم تمنحه فرصة لاسترداد أمواله التي فقدها أثناء مدة الحبس.

 وتظل قضية الحديقي واحدة من مئات، إن لم تكن آلاف قضايا الانتهاكات التي يتعرض لها الرعايا اليمنيون المقيمون في المملكة العربية السعودية، حيث يواجهون أشكالاً مختلفة من الاضطهاد، تشمل الترحيل القسري، والاحتجاز التعسفي لمئات الضحايا، وتمتد مدة احتجازهم لسنوات طويلة، يتعرضون خلالها – في الغالب- لسوء المعاملة و / أو التعذيب، الذي يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة تحت التعذيب.

عن Admin

اترك تعليقاً