أبو الأمة نيلسون مانديلا

mandila1أبو الأمة نيلسون مانديلا

هاني حسبو

هذا هو الوصف الذى كان نيلسون مانديلا يوصف به أحيانا نظرا لأنه كان من أعظم ايقونات النضال والكفاح ليس فى جنوب إفريقيا فقط بل فى العالم أجمع نعم هو يستحق ذلك لأنه الرجل ذو الإرادة الحديدية التى ظلت متماسكة ولم تضعف أبدا حتى وافته المنية

ومما يؤكد على صلابة نضاله واراداته أنه قال فى يوم ما: حاربت ضد سيطرة البيض، وحاربت ضد سيطرة السود، لقد كنت أسعى من أجل مجتمع حر ديمقراطي يعيش فيه الجميع بسلام وتكون الفرص فيه متساوية. هذا هو المثال الذي أتمنى أن أعيش من أجله وأن أحققه.

عاش مدافعا عن قضية معينة وجعل تحقيقها هدفاً لا ينبغى التخلى عنه أبدا مهما وضعت العراقيل ومهما خذله المتخاذلون ومهما سجنه الظالمون.

وكأن رسالة موته بالأمس جاءت فى توقيتها تماماً لأن بعض الناس قد أصابه الملل من طول أيام الإنقلاب وبعد المسافة عن تحقيق هدف استرداد البلاد من أيدى المحتلين الظالمين.

جاءت هذه الرسالة الآن بالتحديد لنعيد قراءة السيرة الذاتية للرجل لنتعلم أن تحقيق الأهداف ليس بالتمنى ولا بالتحلى بل باستفراغ الجهد والعمل الشاق .

درس مانديلا الأول هو الصبر والجلد على تحمل الأذى من الطغاة لأنك اذا اخترت هذا الطريق فلتعلم انك لابد ستضطهد وقد تسجن وقد تحارب وقد تؤذى أذى شديداً جداً فهذا يدفعك إلا أن تصبر ولا تتوان فى الدفاع عن هدفك وقضيتك.

هذا مانديلا نفسه يؤكد على هذه الحقيقة فيقول فى افتتاح كأس العالم بجنوب إفريقيا:

“مواطنو أفريقيا تعلموا الصبر أثناء نضالهم من أجل الحرية. وربما الهدايا التي جاء بها كأس العالم تثبت أن الانتظار الطويل لوصوله إلى أرض أفريقيا كان مستحقا.”

ثم يأتى الدرس الثانى من سيرة هذا الرجل ألا وهو الأمل انظر الى طول السنين التى قضاها هذا الرجل مشردا ما بين غيابات السجون والإضطهاد فما يأس ولا تشاؤم بل ظل ينظر الى المستقبل والى النور الذى يجب أن يخرج من بين ثنايا الظلام لينير الكون بعد ساعات طويلة فى ليلة شاتية شديدة البرودة.

يعلمنا مانديلا الآن أنك طالما ينبض فيك نبض فإن الأمل باقيا قلا تيأس أبدا حتى لو شاهدت الدنيا مظلمة حالكة السواد حتى لو رأيت الإنقلابيين يمضون فى طريقهم المزعوم ويؤسسون دستورهم المزيف  وينشرونه بكل ما أوتوا من قوة فإن هذا الدستور سحر سيبطله الله بإذنه تعالى.

يعلمنا مانديلا أن الأمل موجود حتى لو شاهدت من هو من بنى جلدتك ويزعم أنه يناصر الشريعة ويتسمى باسم النور ومع هذا ينحاز للظلم وينحاز لقوى الشر بل ويزداد فى غيه ويدعو الشعب للتصويت على دستور مسروق وضعه لصوص بنعم.

نعم إنه الأمل الذى يصح أن يكتب عنواناً لحياة نيلسون مانديلا كلها وكأن الرجل قرأ سيرة نبى الله يعقوب الذى ضرب أروع الأمثال فى التفاؤل والأمل بعدما فقد ابنه وقرة عينه يوسف عليه السلام وطال به العمر ومرت عليه السنون الثقيلة ومع هذا لم ييأس ولم يفقد الأمل فى الله أبدا رغم أن عيناه قد ابيضت من الحزن على فراق ولده وظل يذكره طوال هذه السنين حتى تعجب أبنائه من كثرة ذكره ليوسف بعد كل هذه المدة.

لكن الرجل الذى نظر الأمور بنظرة تفائلية وجد بغيته فى آخر المشوار وعثر على ضالته التى فقدها بعد السنين الطوال وقر عينه بحبيبه الكريم بن الكريم بن الكريم.

درس مانديلا الأخير تلاه على أسماعنا وأسماع العالم أجمع رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما وهو ينعى مانديلا قائلا:

(بنى وطنى جنوب إفريقيا :لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين)

كلمات قليلات المبانى عظيمة المعانى ينبغى أن تصل الى شركاء نضال الثورة وكل الشرفاء المختلفين الآن حتى يتحقق الهدف المنشود وجلاء العدو اللدود

صدق من أطلق على الرجل (أبو الأمة)

 

عن Admin

اترك تعليقاً