ولا تطع كل حلاف مهين

sisi shoftoولا تطع كل حلاف مهين

آية من كتاب الله عزوجل تصف الواقع وتحلله وترشدنا إلى الطريق المستقيم الذى لا عوج فيه ولا خلل. هكذا القرآن يظل هو الدستور الأعظم لمن يريد سبيل الرشاد ولمن يريد أن يحيا حياة طيبة كريمة لا حياة الذل والصغار.

لنرجع بالذاكرة الى الوراء قليلا تجد فريق الأمس مشير اليوم يقف وسط أنصاره ومن يفوضه اليوم قائلا بأعلى صوته: “أنا أقسمت بالله قبل ذلك وهاتشوفوا. احنا مالناش طمع فى أى حاجة غير ان احنا نشوف بلدنا مصر أد الدنيا مش حاجه تانية.مالناش طمع فى أى حاجة . لا بنغدر ولا بنخون ولا بنتآمر . لا والله ما حكم عسكر ولا فيه أى رغبة ولا إرادة لحكم مصر. أنا عايز أقولكم إن شرف حماية إرادة الناس أعز عندى من حكم مصر”

تلك هى الكلمات التى تشدق بها الحلاف المهين وقتها وهاهو اليوم ينقلب على عقبيه ويظهر ماكان مختفيا بالأمس وما كان مكنونا بداخله.

من كان قريبا من الدستور الإلهى الحق الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لم يصدق هذا المشهد العبثى ولا ماتلته من مشاهد عبثية مزيفة لأنه يصدق كلام ربه الذى يصف له حال الظالمين الطغاة فى جميع الأوقات والأزمنة سيما الأزمان التى نعيشها الآن.

نرجع إلى الآية التى صدرنا بها هذا المقال لنجد العجب العجاب، نجد كيف فضح الله هذا الحلاف المهين من أكثر من أربعة عشر قرنا وكأن القرآن يتنزل بيننا الآن.

رحم الله الشهيد بإذن الله سيد قطب وهو يعيش فى ظلال هذه الآية وينقل هذه المعايشة لنا فيقول رحمه الله:

“والقرآن يصفه بتسع صفات كلها ذميم، فهو حلاف…. كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق ، يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون فيه، فيحلف ويكثر من الحلف ليدارى كذبه، ويستجلب ثقة الناس”

كم مرة أقسم مشيرهم فى عدة مناسبات ليكتسب ثقة الناس؟ أجب يا من تطبل الآن وترقص فرحا بالنصر المزعوم.

يمضى بنا الشهيد رحمه الله ليبرز لنا جواهر قرآننا ودستورنا الأعظم فيقول:

“وهو مهين……… لا يحترم نفسه ، ولا يحترم الناس قوله . وآية مهانته حاجته إلى الحلف ، وعدم ثقته بنفسه وعدم ثقة الناس به. ولو كان ذا مال وذا بنين وذا جاه، فالمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان سلطانا طاغية جبارا. والعزة صفة نفسية لا تفارق النفس الكريمة ولو تجردت من كل أعراض الحياة الدنيا”

ماأروع العيش فى ظلال القرآن كما أخبرنا بذلك الشهيد رحمه الله!

ألم ينطق القرآن بكل ما يحدث أمامنا الآن؟ ألم يخبرنا بالنهى عن طاعة هؤلاء لأنهم ظلمة وطغاة وجبابرة؟ متى نستفيق ونعى الحقيقة كاملة؟

يكمل الشهيد رحمه الله وصف القرآن لمشيرهم اليوم فيقول:

“وهو هماز……يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة فى حضورهم أو فى غيبتهم سواء. وخلق الهمز يكرهه الإسلام أشد الكراهية، فهو يخالف المروءة، ويخالف ادب النفس، ويخالف الأدب فى معاملة الناس وحفظ كراماتهم صغروا ام كبروا”.

هل تذكرون قولته المشهورة”خد السلم معاه فوق”

او تلك التى قال فيها”أقسم بالله أنا اتقالى احنا جايين نحكم خمسمائة سنة”

صدق الله “ولا تطع كل حلاف مهين”

يستأنف الشهيد معيشته فى ظلال هذه الآيات فيقول:

“وهو مشاء بنميم. يمشى بين الناس بما يفسد قلوبهم، ويقطع صلاتهم ، ويذهب بموداتهم، وهو خلق ذميم كما أنه خلق مهين، لا يتصف به ولا يقدم عليه إنسان يحترم نفسه أو يرجو لنفسه احتراماً عند الأخرين. حتى أولئك الذين يفتحون آذانهم للنمام، ناقل الكلام، المشاء بالسوء بين الأوادم. حتى هؤلاء الذين يفتحون آذانهم له لا يحترمونه فى قرارة نفوسهم “

كم من قلوب فسدت بسبب إتباع مهاوس هذا الحلاف المهين؟ كم من صلات تقطعت جراء الإنسياق وراء أحلام العظمة وجنونها؟ إنها قصة استغفال شعب كما رواها الفرعون الأول وحكاها لنا القرآن: “أنا ربكم الأعلى”.

وفى نهاية هذه الكلمات التى قد تكون لها تتمة لتكملة باقى الصفات أنقل لك أيه القارئ قول الوليد بن المغيرة فى دستورنا العظيم القرآن وهو ليس بمسلم يومئذ حيث قال”: والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه”

هاني حسبو

 

 

عن Admin

اترك تعليقاً