بعد “الشيطان الأكبر”: هل من تسوية لإيران مع “العقدة” الكُبرى؟

usa iranبعد الشيطان الأكبر“: هل من تسوية لإيران مع العقدةالكُبرى؟

 

خالد حسن

 

الإجرام الإيراني في سوريا فاق كل جرائمه السابقة في العراق، ما وصلنا ونقلته الأخبار ليس إلا جزءا من الحقيقة..

ولا قيمة لأي تغيير في سياسات إيران الداخلية والخارجية إذا لم تُخضع الحرس الثوري ذراعها التخريبي (في جزء من مهماته) للمساءلة والمراقبة.

وقد طالب ناشطون روحاني بإطلاق سراح الإصلاحيين، لكن من يجرؤ منهم على المطالبة بالكف عن إعدام المتهمين الإيرانيين السنة بالترويج للسلفية ومعارضة ولاية الفقيه؟

إيران تتجه نحو تسوية معضلاتها مع الغرب، لكن ماذا عن حروبها القذرة ودمويتها في العراق وسوريا، فهل من تهدئة أو مراجعة جريئة، ولو جزئيا، في عهد روحاني؟

هل منا من يقدر على إقناع العراقيين والسوريين بطي الصفحة مع إيران وهم يقتلون ثوارهم صباح مساء (في سوريا اليوم)؟

أما آن لإيران أن تبحث عن طريقة أخرى لحماية مصالحها في بلاد العرب من غير نشر القتل والرعب والتخريب والتحطيم؟

في إيران حقد على العرب واستعلاء واستخفاف واحتقار وبعضهم يصرحون بهذا ولا ينكرونه، وليس هذا حالة عامة وإنما هي عقدة البعض منهم ولكنهم مؤثرون، فأين عقلاؤهم من أي تيار كانوا، لم نسمع لهم صوتا يطالب بالكف عن التدخل الدموي في سوريا وقبله في العراق؟

نعم هناك ميَالون إلى التركيز أكثر على الشؤون الداخلية، لكن أين هي الأصوات التي تجرم الأدوار الإجرامية للحرس الثوري في سوريا الثورة؟

ولماذا ارتبط، في الغالب، وجود القاعدة (لاحقا) بالتدخل الإيراني (ابتداء) في العراق وسوريا؟

هل كنا سنسمع عن هذا “الزخم” للقاعدة في سوريا إذا لم يكن لإيران هذا الحجم المروع من التدخل الدموي؟

صحيح أن مشكلتنا ومعضلتنا في عصور انحطاط مظلمة حكمنا فيها (ولا يزال) مستبدون معادون لشعوبهم، لكن صناع القرار في طهران أطلقوا العنان لذراعهم التخريبية لكسر أي محاولة للنهوض الثوري الشعبي (العراق وسوريا) بالتواطؤ مع المحتل الداخلي والخارجي (أحيانا كما كان الحال في العراق).

الإيرانيون يعرفون أن الشعوب العربية كارهة لأنظمتها ولم تتعامل مع طهران ولا في لحظة من لحظات ما بعد ثورتها بطائفية مقيتة، فلم هذا الاستعداء؟

يرى من هم أكثر اطلاعا بالشأن الإيراني أنه لا يزال من المبكر الحديث عن أي تغيير في السلوك الإيراني العدواني ضد ضحايا إجرام حلفائهم في العراق وسوريا، لكن للتاريخ خذلنا الإيرانيون في ثوراتنا الناهضة ولم نخذلهم (شعوبا) يوما ما في ثورتهم ضد الشاه..

وكل الذي نطالبها به اليوم أن ترفع إيران يد البطش في الأحواز وسوريا والعراق ولبنان..فهل يعقل أن تشرد شعبا بأكمله وتحطم بلدا عريقا (سوريا وقبله العراق) نكاية في بعض حكام العرب وإنقاذا لحليفها وحماية لمصالحها؟

ولا أقول هذا استعطافا أو استجداء وإنما تفويتا للفرصة على المتربصين بالمشرق الإسلامي البارعين في تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ.

عن Admin

اترك تعليقاً