عذراً جماعة الإخوان

ikhwan

من الأمور البديهية أنك إذا قصرت فى حق أحد أو جماعة أن تقدم اعتذارا على تقصيرك فى حقهم لأن الإعتذار كما يقول علماء التنمية البشرية يعطى قوة للشخصية واتزانا للفكر.

إعتذارى لجماعة الإخوان هو من النوع الذى يطلق عليه اعتذار بعد مراجعة النفس وهو يأتى متأخرا نوعا ما بعد أن يقضى المخطئ حالة مراجعة للموقف ومحاكاة للنفس.

نعم أعتذر لجماعة الإخوان بعد سنين عددا كنت أظنهم متساهلين ومفرطين فى دين الله ،كنت أنظر إليهم نظرة استعلاء وشفقة على ماهم فيه.

أعتذر لأننى لم أفهم وأدرك إصراركم على عدم التخلى عن نضالكم السياسي طوال هذه المدة الكبيرة رغم تعرضكم للاضطهاد طوال هذه السنين.

نعم واصلتم الكفاح والنضال انتظاراً للحظة كهذه، لحظة فارقة فى تاريخ الأمة جميعاً وليس مصر فحسب فما ظهرت أنياب الوحوش الضارية وما كشروا عن هذه الأنياب الخبيثة إلا حينما وصلتم إلى سدة الحكم وأصبحتم قادة ،عندئذ جن جنون القوم وواصلوا الليل بالنهار لينالوا منكم وألبوا البر والفاجر عليكم.

تحية إجلال وتقدير لكم لأنكم كشفتم عوار القوم وأظهرتم سوءاتهم فلا هم يؤمنون بحكم الله فى العباد ولا هم يؤمنون بديموقراطيتهم المزعومة.

أرفع لكم القبعة لأنكم فهمتم زيف الذين حاولوا مجاراتكم فى السباق السياسي وهم لا خبرة لهم وظنوا أنهم على شىء وظنوا أنهم يستطيعون أن يقوموا بدور البديل لكم حال ازاحتكم فوقعوا فى فخ الخيانة بعلم أو بغير علم فما حصلوا شيئا الا احتقار الناس لهم وسقوطهم فى أعينهم.

أعتذر إليكم لأننى لم أفهم معنى التربية الحقيقية التى ربيتم عليها أنفسكم وذويكم وقد كنت أعتبر أنكم أبعد الناس عنها ، ولكنكم أثبتم بالفعل أنكم أقدر الناس على التربية علما وعملا.

قدمتم نماذج فريدة فى الصمود فى وجه الطغاة والبغاة لم ولن يصل إليها أحد من الخلق ،هذا سيد قطب رحمه الله يؤثر الشهادة فى سبيل الله على أن يقول كلمة حسنة لظالم طاغ رغم أنه مرخص له فى ذلك . إنها التربية فى أبهى صورها إنها أعظم صور الثبات على الحق ، إنها التجربة العملية لقضية التربية.

يسجن قادتكم ويعتقلون فما وهنوا لما أصابهم وهم صامدون، قابضون على دينهم لا يداهنون ولا يعرفون معنى الذل والهوان.

أأتكلم عن ثبات وصمود محمد مرسي الذى ظن سجانوه أنه سيلين ويضعف بعد أيام قليلة من اختطافه أم أتكلم عن محمد البلتاجى الذى استشهدت ابنته على مرأى ومسمع منه ولم يستطع أن يصلى عليها.

هل أحدثكم عن بطولات صغاركم الذين تربوا على الإسلام وبطولات العظماء من المسلمين وطبقوها بحذافيرها وسطروا بأجسادهم وأرواحهم قصصا فى البطولة قلما يجود الزمان بمثلها.

وأخيرا وليس آخرا يصنفونها جماعة إرهابية فما يخيفهم ولا يغير من نضالهم ولا كفاحهم شيئا.

هاني حسبو

عن Admin

اترك تعليقاً