رسالة أبو منصور الأمريكي تكشف عن خلافات شديدة بين المهاجرين والأنصار

رسالة أبو منصور الأمريكي تكشف عن خلافات شديدة بين المهاجرين والأنصار

خاص شبكة المرصد الإخبارية – لا مانع من النقل بشرط ذكر المصدر

بداية يذكر المرصد الإعلامي الإسلامي بقول المولى عز وجل ‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏}‏‏.‏
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره  :نهى الله جل وعلا المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن التنازع، مبينًا أنه سبب الفشل، وذهاب القوة، ونهى عن الفرقة أيضًا في مواضع أخر، كقوله‏:‏ ‏{‏وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ‏}‏، ونحوها من الآيات، وقوله في هذه الآية‏:‏ ‏{‏وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ‏}‏ أي قوتكم‏.‏
في خطوة وتطور غير مسبوق وجه عمر همامي المكنى أبو منصور الأمريكي رسالة إلى قادة الجهاد ، والرسالة تؤكد على وجود خلافات عميقة وأساسية بين المهاجرين والأنصار في الصومال .
تطرق في رسالته منذ ما حصل بعد الانسحاب أيام المحاكم الإسلامية عام 2006 إلى يومنا هذا واشار إل مقتل العديد من القادة في ظروف غامضة ، كما ذكر أن هناك قيوداً مفروضة عل المهاجرين أي الأجانب من العرب وغيرهم في الصومال .
وقام عمر همامي بذكر التأريخ لما حدث من وقت إدارة المهاجرين الأولى تحت حركة الشباب المجاهدين مع صالح النبهان وعلاقة الإدارة الجديدة مع الأنصار وأول ذكر للقاعدة ، ما جرى معه في مناصب الأنصار ، ثم تشكيل شورى أخرى مع الأنصار وذكر القاعدة في اليمن.
كما استعرض نقاط منها  الشورى الثالثة ومنصبه الجديد ، المواصلة في تفكيك المهاجرين ، استشهاد النبهان والإدارة الثانية للمهاجرين ، استقالتي من مناصب الأنصار ثم اعتزاله الكامل وتدهور أحوال المهاجرين ، رجوع أعسر يسر إلى الإمارة ، ثم رجوع فازول إلى الصومال مع المعلمين ، واستشهاد فازول والانسحاب من مقديشو ، ثم محاولات الإصلاح من قبل أفراد المهاجرين ، وتعرض هؤلاء الإخوة للإقامة الجبرية في البيوت. قيل لهم أن لا خيار لهم إلا:
1) السكوت والدخول في النظام
2)  السجن
3)  الخروج من الصومال!
ثم تحدث أبو منصور الأمريكي حول مسألة القاعدة والبيعة ، مخالفة الوعد وسياسة الاستقصاء ، حاله وحال المهاجرين بعد الفشل ، أزمة السجن وإخراج الفيلم .
واختتم رسالته قائلاً : نسأل الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه أن يكشف عنا هذه الغمة ثم نسألكم أنتم أن تتقوا الله في إخوانكم المستضعفين من المهاجرين في الصومال. فنحن مسؤولية في أعناقكم وأحسب أن أقدامكم لن تزول عن موضعها يوم القيامة حتى تسألون عما فعلتم في حقنا اليوم . . جاء الجميع بنية الاستشهاد في عمليات رائعة كمثل عمليات القاعدة المباركة. وكثير من المهاجرين تركوا مستقبلا براقا في مجالاتهم المهنية لأجل بذل اقصى جهودهم في سبيل الله ولتحقيق آمالهم في إفادة إخوانهم المجاهدين. وللأسف، لم نجد الفرص التي كنا نتوقعها للمشاركة في الجهاد العالمي أو حتى للمشاركة في تطوير الجهاد في الصومال. والله المستعان وعليه التكلان ، والقضية الآن أمانة في أيديكم “.
ومن جانبه يذكر المرصد الإعلامي الإسلامي بضرورة العمل عل رأب الصدع وعد التخالف والاختلاف والتخاصم ، ولقد ورد لفظ ( التنازع ) في القرآن الكريم في سبعة مواضع، وورد لفظ ( الفشل ) في أربعة مواضع، وجاء الربط بين اللفظين في ثلاثة مواضع، قوله تعالى: { حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر } (آل عمران:152) في وقعة أُحد، وقوله سبحانه: { ولو أراكهم كثيرًا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر } (الأنفال:43) وذلك في غزوة بدر، ثم قوله: { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } (الأنفال:46) ولنا مع هذه الآية الأخيرة وقفة .
والتنازع: التخالف والاختلاف والتخاصُمُ. والفشل: الوهن والإعياء والجبن وانحطاط القوة، مادية أو معنوية.
ويلاحظ أن الخطاب القرآني قد ربط بين هذه المعاني، ورتب بعضها على بعض، رَبْط النتيجة بسببها، وتَرَتُّبَ المعلول على علته، وهذا شأن منهج القرآن الكريم في كثير من آياته، التي تقرر قانونًا عامًا، لا يتبدل ولا يتغير، بل يجري على سَنَنٍ ثابت مطرد لا اختلال فيه ولا تبديل { فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا } (فاطر:43).
فقوله تعالى: { ولا تنازعوا فتفشلوا } إخبار واضح، ونهي جازم، وسنة ثابتة، يدل على أن الفشل والتراجع – على مستوى الأمة أو الأفراد – إنما مرجعه إلى التنازع والاختلاف، إذ العلاقة بين الأمرين علاقة تلازمية، كعلاقة السبب بالمسبَّب تمامًا، لا تتخلف إلا إذا تخلفت سُنَن الحياة الكونية، كأن تصبح قوة الجاذبية إلى السماء لا إلى الأرض !
وعلى ما تقدم نذكر أنفسنا وكل مسلم بعدم التنازع وأسبابه وموجباته ، وأن يقوم الأنصار في الصومال بإكرام إخوانهم المهاجرون وأيضاً ان يتكاتف الطرفان لنصرة دين الله والعمل لإعلاء كلمة الله .
ولما كان التنازع من شأنه أن ينشأ عن اختلاف الآراء والتوجهات، وهو أمر مركوز في الفطرة والجِبِلِّة البشرية، بسط القرآن القول فيه ببيان سيئ آثاره، ومغبة مآله، ورتب عليه في الآية هنا أمرين: الفشل { فتفشلوا } وذهاب القوة { وتذهب ريحكم } والفشل في الآية هنا على حقيقته، إذ يعني الفشل في مواجهة العدو ومدافعته، وذهاب الريح في الآية، كناية عن ذهاب القوة، والدخول في حالة الضعف والوهن .
وإنما كان التنازع مفضيًا إلى الفشل، لأنه يُثير التباغض والشحناء، ويُزيل التعاون والألفة بين النفوس، ويدفع بها إلى أن يتربص بعضها ببعض، ويمكر كل طرف بالآخر، مما يُطْمِع الأعداء فيها، ويشجعهم على النيل منها، ويجرئهم على خرق حرماتها، واختراق محارمها. وكم أُتيت أمة الإسلام على مر تاريخها – القديم والحديث – من جهة التنازع والتباغض، مع وضوح النص وصراحته في النهي عن هذا .
ومن ثَمَّ، جاء صدر الآية آمرًا بطاعة الله ورسوله، إذ بطاعتهما تُتلاشى أسباب التنازع والاختلاف، وبالتزام أمرهما تتجمع أسباب النصر المادي والمعنوي، فما يتنازع الناس إلا حين تتعدد جهات القيادة والتوجيه، وحين يكون الهوى المطاع هو الموجِّه الأساس للآراء والأفكار، فإذا استسلم الناس لأمر الله ورسوله، وجعلوا أهواءهم على وَفْق ما يحب الله ورسوله انتفى النزاع والتنازع بينهم، وسارت الأمور على سَنَنِ الشرع الحنيف، وضُبطت بأحكامه وتوجيهاته .
وحاصل القول في الآية: أن الاختلاف والتنازع عاقبته الفشل والخسران، وأن التعاون والوفاق سبب للفوز والنجاح في الدنيا والآخرة، والقارئ لتاريخ الأمم والشعوب – بما فيها تاريخ أمتنا الإسلامية – لا يعجزه أن يقف على العديد من الأحداث والشواهد والمشاهد – وعلى المستويات كافة – التي تصدق ما أخبر به القرآن الكريم. وصدق الله إذ يقول: { واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا } (آل عمران:103) فهل يعمل المسلمون بهذا الأمر الإلهي، أم ما زالوا عنه غافلين ؟ .
ولقد نشر المرصد الإعلامي الإسلامي أمس شريط فيدو نداء من عمر همامي أبو منصور الأمريكي

وفيما يلي نص الرسالة التي وصلت شبكة المرصد الإخبارية نسخة منها :
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد :

إلى قادة الجهاد الأفاضل
من العبد الفقير أبي منصور الأمريكي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نسأل الله أن تكونوا في خير حال وفي صحة وعافية. وحفظكم الله من كيد الأعداء.

ثم قبل الشروع في المقصود من هذه الرسالة أريد أن أعتذر إليكم بأن مع كوني عربي الأصول ما زلت أعجمي اللسان فأرجو منكم غض الطرف عن الأخطاء النحوية واللغوية والإملائية. وكان ينغبي علي في مثل هذه المراسلات أن أبحث عن من يكتب عني من الذين درسوا علوم البلاغة والفصاحة. ولكن هذا ما بلغ جهدي فسامحونا على التقصير.

وثانيا أريد أن أعتذر إليكم بأنني لست إلا إنسان أخطئ وأصيب، وقد أميل إلى جانبي في التعبير وأيضا قد تكون صورة المسألة عندي غير كاملة، ولكن مع ذلك أعتقد أن وجهة نظري هي الغائبة عن معرفة أكثر الناس وبالعكس الجانب الآخر هو منتشر في المنتديات وفي الأفلام. وعلى كل حال لستم مجبورين على الاكتفاء بمجرد ما أقول. بل يجب عليكم أن تسمعوا من الجانبين بإنصاف مع العلم بأن من البيان لسحراً وقد يكون بعضنا أبلغ من بعض فعليكم بالحقائق – ولو كانت مريرة – دون العبارات الجميلة.

والآن ندخل في لب الموضوع بذكر التاريخ الذي أدى إلى وضعنا الحرج:

ما حصل بعد الانسحاب أيام المحاكم الإسلامية

بعد الانسحاب الكبير – وأحسب أن تفاصيله معروفة لديكم – اجتمعنا بالشيخ حسن تركي في غابة رأس كيامبوني وبدأنا بعض التدريبات مع أبي منصور البيحاني رحمه الله تعالى (قائد يمني من القاعدة). وكان أبو منصور هو معلمنا ومنشدنا والذي يزيل عنا الهم والحزن في حالات الضيق ولكنه مع ذلك ما استطاع إخفاء ما في نفسه من الحزن لأجل اجتناب الشيخ حسن تركي أي دور يذكر للمهاجرين – إلا إذا جاء عن طريق أبي عبد الله السوداني (عيسى عثمان عيسى) – وكان أبو عبد الله يغيب عنا كثيرا في تلك الأيام لفترات طويلة لأجل المشاركة في الحرب وغير ذلك.

فكان أبو منصور يريد تدريب المهاجرين في غياب أبي عبد الله (وكان هذا بأمر أبي عبدالله نفسه) على أفضل وجه ممكن إبراء لذمته أمام الله سبحانه وتعالى. ولكن الذين حول الشيخ حسن تركي رفضوا ذلك وهددوا المهاجرين بأن يربطوا بشجرة لو حاولوا الخروج من الغابة. ولكنهم رغم هذه التهديدات خرجوا واستأجروا سفينة للخروج من الصومال إلى أي جبهة أخرى (وكان الأمل في أفغانستان). وكان أبو منصور رحمه الله يطلب مني أن أرافقه في ذاك السفر لكن الرؤى والاستخارة أجلستني. وما كان إلا أسابيع بعد ذلك ثم سمعنا الخبر بأن نصف الإخوة استشهدوا في بلد اسمه (برجال) والنصف الآخر نجوا لكي يقعوا أسرى في دول شتى. وقيل أنهم تعرضوا لعملية تجسسية. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ثم بقينا أقلة في كيامبوني وغاب عنا أبو عبد الله لأجل عزيمته أن يصل إلى الإخوة من القاعدة ولكنه أسر في منتصف الطريق في السودان وترك خبرا عند صاحب فازول (أبو فاضل القمري) – واسم صاحبه هذا عبد الله ديري (الذي استشهد معه) رحمهما الله – بأن يخرجوا المهاجرين من كيامبوني بعد 6 أشهر من خروجه (كما وعدنا قبل الخروج). وتزامن ذلك الوقت مع حصول المهاجرين على الخبر بأن الشيخ حسن تركي دخل مع الشيخ شريف في تحالف أسمرا الذي كان يجمع كثيرا من العلمانيين. فرفضنا ذلك (وأنا خاصة أوذيت كثيرا لأجل الصدع بالحق في المسألة حيث كنت أستاذا للمادة الشرعية وأحد مدربي المعسكر) وكنا نخشى على أنفسنا كثيرا.

ثم جاء المبعوث من عبد الله ديري ليخرجنا من كيامبوني وهذا أيضا تزامن مع إعلان حركة الشباب المجاهدين بأنهم رفضوا الدخول في تحالف العلمانيين وفرحنا بذلك جدا وحاولنا الاتصال بهم ثم الالتحاق بهم. وقد كنا نظن آنذاك أن مشكلة عدم وضوح الراية قد حلت بهذا.

وبعد مشاورات من قبل حركة الشباب المجاهدين قبلوا – أخيرا – بأن يرحبوا بالمهاجرين. فتنكرنا بزي النساء وركبنا السفن ومررنا بقطاع الطريق للوصول إليهم ورحبوا بنا فعلا. جزاهم الله خيرا.

ثم جلسنا مع الشيخ أبي الزبير وتحدثنا عما جرى في كيامبوني وقلنا أن الأخطاء التي حصلت بين المهاجرين والأنصار كانت لأجل عدم التفاهم والتنسيق. فطلبنا منه رجلا يكون بيننا للتنسيق لأن المهاجرين كانوا كيانا خاصا غير كيان حركة الشباب المجاهدين فلم تكن العلاقة مجرد أوامر والسمع والطاعة بل مشاورة وتنسيق.

فتزامن ذلك مع رجوع صالح النبهان إلى الصومال واختاروه لهذا المنصب. ثم قبل النبهان هذا العمل بشرط قبول المهاجرين (مع أنه كان يريد العمل الخارجي لا النظر في أحوال المهاجرين الداخلية). فجلس معنا واستفتانا في ذلك وقبلنا بفرح شديد وكونا إدارة جديدة.

إدارة المهاجرين الأولى تحت حركة الشباب المجاهدين مع صالح النبهان

كان أمير المهاجرين منذ ذهاب أبي عبد الله السوداني إلى وقت الإدارة الجديدة مهاجر نسميه “أعسر يسر”. والأخ طيب جدا ولكنه انخرط مع السياسة المحلية ونسأل الله أن يهدينا جميعا.

والمهم من هذا أن “أعسر يسر” أصبح نائب النبهان وكنت أنا أمير الجبهات وأمير الشورى. وهذه الألقاب كبيرة لكن عددنا لم يكن يجاوز فصيلا مع من معنا من الصوماليين من الغرب.

علاقة الإدارة الجديدة مع الأنصار وأول ذكر للقاعدة:

في هذا الوقت المبكر جاء كبار أمراء الحركة وجلسوا مع إدارة المهاجرين الجديدة وصرحوا بأن البعض يخشون من استقلالية المهاجرين ومن الكلام عن القاعدة فتكلم النبهان وقال بأن العلاقة بين المهاجرين والأنصار ستكون على أساس علاقة القاعدة بالطالبان. وقال بأنه سيعلن اسم القاعدة بعد 6 أشهر إذا فشل الحركة في التواصل مع القاعدة في تلك المدة. ثم أقر الشيخ أبو الزبير هذا الكلام – ظاهرا – ولكنه قال أنه يريد علاقة مثل العلاقة بين المهاجرين والأنصار في الدولة الإسلامية في العراق. وأضاف أن إمارة الحركة تكون للأكفء حتى لو كان مهاجرا.

ثم ذهبنا إلى الجبهة وشاركنا في بعض المعارك كما شاهدتم في الأفلام (كمثل كمين بردالي) ورجعنا مع شكاوى كثيرة ومطالب كثيرة وتزامن ذلك مع تعقيد أول شورى كبيرة لحركة الشباب المجاهدين مع المهاجرين. فكنا نحن الثلاثة كلنا حاضرين في الشورى مع الانصار. وكأنهم خافوا من ثقتنا بأنفسنا وبنظامنا المتماسك لأنهم سحبوني من المهاجرين بعد هذه الجلسة فورا وجعلوني أميرا لجيش مقديشو بسرعة رهيبة!

ما جرى معي في مناصب الأنصار:

استمر النبهان رحمه الله في تدبير الأمورمع أعسر يسر في وقت أنني كنت أعاني من قلة التجاوب من الأنصار.
بدأت أشعر أنهم أعطوني منصبا شكليا فقط وهذا بعد أن أرسلوا جميع جيشي إلى الأقاليم بدون علمي مرتين!
وكان جميع الجيش على أتم دراية بذلك – مع الأمراء الكبار وأيضا مع الذين يقعون تحت مسؤليتي. ثم أرسلوني إلى مسؤولية أخرى بعد ذلك بعدما قدمت الاستقالة. هذه المرة كنت مسؤولا عن جبهتين! وأرسلوا جيشي (في جبهة واحدة) إلى إقليم آخر بدون علمي بعدما أمروني بإرساله إلى جهة أخرى قبل ذلك ب 12 ساعة! وفي الجبهة الثانية أمروني بغزوة (بيدوا) وخططت لذلك ثم خرجوا جميعا عن التخطيط وتركوني في الوراء!

وطبعا قدمت الاستقالة بعد ذلك للمرة الثانية وحولني إلى المكاتب السياسية لأنهم لا يريدون رجالا يفكرون ويريدون القيام بما وكل إليهم في إدارة العمل العسكري. وقد كنت فهمت في تلك الفترة أن حقيقة المشكلة في الجيش ترجع إلى المشاكل السياسية وإلى فقدان الحركة للرؤية الواضحة والاستراتجية المناسبة.

وفي تلك الفترة ظهرت مخاوف جديدة من قبل الأنصار تجاه المهاجرين لأن النبهان كان يكون جيشا قويا من المهاجرين بغرض إثبات القدوة للأنصار وتوجيههم إلى الصواب. فقد جلسنا في شورى المهاجرين وقلنا أننا لا نريد منافسة الأنصار ولكننا نريد الدخول فيهم ثم توجيههم بأفعالنا. ولكن يبدو أن تطبيق هذا الكلام كان يميل إلى صورة التنافس (مع أن التمويل كله كان من قبل الأنصار)! وصرح لي الشيخ أبو الزبير بأن هذه المخاوف من المهاجرين موجودة عند الأنصار. ولكن النبهان لم يكن يشعر بذلك أو لم يكن يبالي كثيرا بهذا الأمر.

شورى أخرى مع الأنصار وذكر القاعدة في اليمن:

في هذه الفترة أقاموا جلسة شورى أخرى وفيها حصل أمور مهمة. الأمر الأول أنه جاءت رسالة من الإخوة في اليمن مخاطبة حركة الشباب المجاهدين وكان من ضمن الكلام أن القادة في أفغانستان ينتظرون انضمام الحركة تحت القاعدة على أحر من جمر. ومن ثم ناقشنا خيار الانضمام إلى القاعدة وخيار إعلان دولة إسلامية وكان الرأي العام يميل إلى خيار الدولة (مع قبول المهاجرين مبدئيا انشاء علاقة قوية مع القاعدة). ولكن الشيخ أبو الزبير أعلن أن الظروف ليست صالحة الآن بغير أن يبرر قوله بأدلة فلم نتحرك إلى أي من الجهتين!

والأمر الثاني أنهم اختاروا القتال مع الشيخ شريف بطريقة الحرب النظامية رغم حثي لهم بأن يستمروا في حرب العصابات.

والأمر الثالث أن أبا الزبير استقال من الإمارة لأجل الخلاف بينه وبين أبي منصور الصومالي ( مختار روبو ) ثم أجل الاستقالة لمدة 3 أشهر ثم فهمنا فيما بعد تلك المدة أن الاستقالة لم تكن إلا لإثبات قدميه فقط. والله المستعان.

الشورى الثالثة ومنصبي الجديد:

حصل في هذه الجلسة إقرار أبي الزبير كأمير للحركة وكذلك أقروا مواصلة القتال مع الشيخ شريف وكذلك القتال مع المشركين في (جلجدود) نظاميا (بدون أي تبريرات استراتجية). واستمروا في المماطلة في إعلان القاعدة أو الدولة. ومن ثم وضعنا بعض المعالم والأهداف في طريق الوصول إلى الدولة وعينوا لجنة لمتابعة التقدم والتطبيق. وجعلوا هذه اللجنة عبارة عن شورى مصغرة في وقت انتشار بقية أعضاء الشورى في الأقاليم. واختاروني أنا نائبا لأمير الشورى وأيضا اختاروني أميرا لهذه اللجنة المذكورة. وبعد تلك الجلسة بدأنا العمل بغير تجاوب حقيقي من جهة أبي الزبير. 

المواصلة في تفكيك المهاجرين:

كان النبهان يتعب جدا من الأعمال الثقيلة التي أحاطت به لأجل قيامه بأمور المهاجرين حيث كثر عدد المهاجرين جدا وكان يريد الرجوع إلى هدفه الأساسي وهو القيام بعمليات خارجية وإنشاء جبهة جديدة في كينيا. وكانت أعين الأنصار على إبعاده عن المهاجرين لأنه كان يسأل الأنصار مبالغ كبيرة وصلاحيات كثيرة.

وقد كانوا استقطبوا “أعسر يسر” في هذه الفترة وجعلوه أميرا للاعلام لأنه أصبح يشتكي من عدم حصوله على صلاحياته كنائب أمير المهاجرين. ولعل السر في ذلك أن النبهان ما كان يثق به جدا في الأيام الأخيرة وأيضا ما كان النبهان يهتم جدا بالأمور الداخلية بل كان يعطي الأولوية للسعي إلى إقامة العمل الخارجي حتى ولو سبب ذلك بعض التقلبات في النظام.

فجائت الفرصة السانحة لتغيير أمير المهاجرين ولتفكيكهم تماما فانتهزوها بكل مهارة.

كنا في جلسة شورى المهاجرين واشتكى النبهان من قلة الميزانية رغم كثرة المهاجرين والأعمال. وهذا الثقل جاء لأن المهاجرين كثروا وتزوج الكثير منهم.  وكانت أعباء الجيش والمعسكر مدخولة في ميزانية المهاجرين كذلك. ويجدر بالذكر هنا أن جيش المهاجرين كان مسؤولا عن قطاع كبير من مقديشو آنذاك وكان خط دفاعهم من أحر الخطوط.

فقرر النبهان أنه سيسأل الأنصار عن المزيد في الميزانية فإذا رفضوا سيقوم بأمر عظيم! (وكان يهدد احيانا بالذهاب إلى اليمن أو إلى كينيا)

فرجع النبهان وأعسر يسر من الجلسة مع أبي الزبير وأخبروا شورى المهاجرين بما وقع. والحاصل أنهم لم يزيدوا الميزانية بل بالعكس غيروا الأمير (بأعسر يسر) وأدخلوا جيش المهاجرين تحت جيش الأنصار!

وللأسف، في بداية الأمر لم يحرك أحد من المهاجرين ساكنا! فالنبهان كان يريد الاستراحة وأيضا أعطوه المال والصلاحيات الكافية لبداية العمليات الخارجية ولإنشاء جبهة كينيا كما كان يطلب طوال السنتين وأعسر يسر كان يرى أنه لا بد من الدخول تحت نظام الأنصار لظروف اقتصادية ولأجل تقليل جو التنافس والآخرون كانوا جددا في الصومال ولم يجربوا نظام الأنصار. فبقيت وحيدا في رفضي لهذا القرار إلى أن صرح النبهان بأنه في الحقيقة يرى أن هذا القرار سيكون نهاية المهاجرين. وعند قوله هذا قمت إليه وقبلت رأسه وبهذا تحول رأي المهاجرين إلى الرفض التام للقرار (إلا عند أعسر يسر). ولكن النبهان قال أنه لا يستطيع غير إرسال وفد من المهاجرين إلى أبي الزبير للنقاش في هذا الموضوع واجتنب التدخل شخصيا.

فاختار النبهان خمسة أشخاص من المهاجرين وأنا كنت خامسهم. وللأسف لم يتكلم في هذه الجلسة غيري ودار النقاش بيني وبين أبي الزبير طويلا إلى أن تعبت وبدأ الآخرون في إظهار ملامح قبول القرار!

فهكذا ماتت القضية وهكذا بدأ تفكك نظام المهاجرين في حياة النبهان رحمه الله.

استشهاد النبهان والإدارة الثانية للمهاجرين:

يجدر بالذكر هنا أن قصة الاستشهاد محاطة باحتمالات ولكن القرائن أقل في قضيته من قضية غيره. والله أعلم.

والمهم هنا، أننا بعدما سمعنا باستشهاد النبهان رحمه الله تعالى فوجئ المهاجرون بذلك في نفس وقت أنهم بدأوا يفهمون أن الحال ليس على ما يرام تحت نظام الأنصار. فعندما رأيت الشكاوى كثيرة قمت بجمع المهاجرين ولححت على أعسر يسر أن يعقد جلسة الشورى فقبل ذلك مني وجلسنا للنقاش في بداية جديدة. وكان الناس في تلك الجلسة منقسمين إلى طائفتين: من يريد الاستمرار على النظام الحالي ومن يريد إعادة تنظيم المهاجرين والاستقلال من الأنصار كما كان من قبل (ولكن بدون التنافس). وكان أعسر يسر يرأس الطائفة الأولى وكنت أنا أشجع الطائفة الثانية. وعند التصويت فاز الطائفة الأولى على الثانية بتصويتين بين عدد يبلغ قريب من العشرين. وهكذا ماتت القضية مرة ثانية.

استقالتي من مناصب الأنصار:

بعد مماطلة الشيخ أبي الزبير في تعقيد الشورى رغم إلحاح لجنة الشورى عليه وبعدما رفض تغيير كثير من المشاكل (ومن ضمنها انفراده بجميع المعلومات وبجميع الاوامر ومعارضته لما اتفق عليه في جلسات الشورى) رأيت أن أستقيل من منصبي كأمير لجنة الشورى ولم أحضر لهم أي جلسة بعد ذلك.

ومن ضمن الأمور التي جعلتني آخذ هذا الموقف أنني رأيت ميلا شديدا إلى ما يسمى (المصلحة) دون الاهتمام أولا بما تقتضيه نصوص الشريعة. بل، كان سبيل أخذ القرارات أولا تحديد ما هي المصلحة في نظر أبي الزبير ثم البحث عن فتاوى لتبرير هذا الموقف. وكنت قد ناقشته كثيرا في مسائل شتى (ومع أن كل مسألة قد تكون في نفسها اجتهادية لكن جميعها تدل على تقديم المصلحة على النصوص) وكان يرد كثيرا بأن آراءي ستؤدي إلى الفوضى وبأن الشعب سيرفضها وغير ذلك من العبارات التي لا تغني عن النصوص شيئا.

ولعل آرائي قد تكون غريبة نوعا ما على كثير من الإخوة، (حتى أعضاء القاعدة) ولكن الأمر كما قلت سابقا: العبرة ليست في الرأي في المسألة نفسه وإنما العبرة في طريق الوصول إلى ذاك الرأي (أي: كانوا يضعون البحث عن الحكم الشرعي في نهاية قائمة الأولويات). وكان أبو الزبير لا يأتي ببحوث لتأييد آراءه وأيضا لم يكن يرد على البحوث التي قدمت له.

ومن ضمن المسائل الشرعية التي خالفته فيها: أخذ الضرائب (وبدون ضوابط)، وعدم توزيع الغنائم (بغير رضا الغانمين ثم العبث بها وعدم الاستفادة منها)، وترك القات (ولو بعد التمكين الكافي وبعد اعتقاده بحرمته)، وتعذيب المسلم المتهم بعملية تجسسية (بدون برهان قاطع)، وقتل المعاهدين (أو الذين تبرئوا من الردة وقبلت توبتهم عند الحركة ظاهرا) غدرا، وقتال الناس قبل تحديد حكمهم في الشرع (ثم الاضطراب في ذلك بعد القتال)، وتفجيرات كبيرة في أماكن الشعب (مع إمكان تجنب ذلك) ثم عدم دفع الدية في أكثر الحالات، وإلى غير ذلك.

وطبعا رفضي لحضور الشورى مع منصبي كأمير اللجنة ونائب مجلس الشورى أثر في الشيخ أبي الزبير ولم يستدعني للحضور أمامه لفترة طويلة بعد ذلك ومنعني من الظهور اعلاميا بطريقة غير رسمية.

اعتزالي الكامل وتدهور أحوال المهاجرين:

بعدما رأيت أن إصلاح الأنصار غير ممكن وأن المهاجرين لن يفهموا القضية إلا بعد التجارب القاسية اعتزلت الناس وكنت في مكتب خفي تحت مسؤولية أعسر يسر الذي بدأ يفهم الحال قليلا. بل كان يسر إلي أنه أصبح مقتنعا بأن دخول المهاجرين تحت الأنصار كان قرارا خاطئا وبدأ يسعى (حسب ما قال لي) إلى تكوين إدارة جديدة مستقلة.

وفي خلال هذه الفترة بدأ خروج كثير من المهاجرين من الصومال (خاصة الذين من كينيا) وسجن البعض والأحوال أصحبت سيئة للغاية من ناحية حسن رعاية أمور المهاجرين مع كونهم العمود الفقري في الدفاعات التي طال وجودها في مقديشو (رغم إلحاحي على الشيخ أبي الزبير بأن يغير الاستراتجية إلى حرب العصابات).

هذه الأوضاع أدى إلى تأييد أعسر يسر فكرة استقلالية المهاجرين في الشورى التي أعقدها قبل تعقيد شورى الأنصار بأيام. ووعد المهاجرين بأنه سيدافع عن هذا الرأي أمام الأنصار.

ولكن، الحقيقة المرة أنه لم يدافع بالقوة المطلوبة وأخذ الأنصار أيضا المعسكرات من المهاجرين وبعض المكاتب الأخرى، حيث أعلن أعسر يسر استقالته من إمارة المهاجرين.

ثم عقد شورى أخرى للمهاجرين بعد ذلك مباشرة وأخبرنا المستجدات. وكنت أحسب أن المهاجرين سيفهمون الحال جيدا بعد تدمير كيان المهاجرين بالكامل ولكني وجدت أن أعسر يسر أصبح (رغم تساهله) متطرفا أمام الرأي العام لأن أكثر المهاجرين انخرطوا انخراطا تاما مع القرار!

وهذا ليس إلا رد فعل الإغراء الشديد من قبل الأنصار للقدماء من المهاجرين (بالوعود الكاذبة وبتوفير بعض التسهيلات مقدما) وأيضاَ بسبب جهل أكثر الجدد بأحوال الأنصار (لأن الذين دخلوا في مكاتب الأنصار في تلك الفترة قليلون).
 
رجوع أعسر يسر إلى الإمارة:

بعد إستقالة أعسر يسر أصبح يهتم بمكتبنا الخفي أكثر وكنا نرفع بعض التقارير والبحوث إلى أبي الزبير دون أي تجاوب مما أثر في أعسر يسر نفسه. ولكن طبيعة الأخ أنه يحب إخفاء المشاكل إلى درجة أنه قد يستخدم الحيل والمعاريض لكي لا يفهم أحد أن هناك مشكلة. وهذا بسبب مفهوم خاطئ لمسألة السمع والطاعة وأيضا لمسألة الغيبة. وجزاه الله خيرا على ورعه ولكن الحلول لن تأتي بدون معرفة أسباب المشاكل.

وكان يستفتي أصحاب المكتب عن مسألة المهاجرين وإعادة إمارتهم وكنا جميعا نخبره بأن رجوعه مبكرا (لأن الأنصار لن يرضوا بغيره لأجل سياسته في إخفاء مساوئهم) سيضر بالمهاجرين لأنهم يحتاجون إلى تجارب أكثر لكي يفهموا حقيقة الحال وعندئذ سيبحثون عن حلولا لأنفسهم وهذا سيقنع الأنصار بأهمية إدارة قوية للمهاجرين لأنهم بغير إدارة قد يقومون بما يراه الأنصار نوعا من الفوضى. ولكن الأخ لم يستمع وبعد قليل سمعنا أنه رجع إلى إمارة المهاجرين مع وعود كاذبة جديدة.

رجوع فازول إلى الصومال مع المعلمين:

تزامن رجوع أعسر يسر إلى الإمارة مع رجوع فازول إلى الصومال مع من رافقه من المعلمين وطلبوا من حركة الشباب المجاهدين المساعدة في بعض المشاريع.

لا يخفى عليكم أن في منطقة (بونت لاند) تواجد للمجاهدين وكان فازول يبحث عن منطقة للقيام بالتدريبات ثم التخطيط للعمليات الخارجية ولإنشاء جبهات جديدة. وكان يطمع في منطقة (بونت لاند) ومنطقة (باي وبكول) حيث أن صاحبه من (بونت لاند) وأبا منصور الصومالي لهما نفوذ في تلك المناطق. 

ثم فازول أخبر أعسر يسر بهذا البرنامج وهو أخبر أبا الزبير تلقائيا بغير تفكير. ومن ثم أصبح فازول في القائمة السوداء في بداية الأمر وكان علاقته مع أبي منصور الصومالي وكلامه عن إرسال المهاجرين إلى منطقة يضعف فيها نفوذ أبي الزبير كان كل هذا يجعل فازولا في حيز الطوائف الممتنعة عند مفاتي الحركة.

ورغم هذه المخاوف قبل الأنصار بأن يقوم المعلمون (الذين رافقوا فازول) بدورة تخصصية في الأسلحة الخفيفة والتكتيكات المتقدمة. ولكن التنافس بين الحركة وبين الذين أعلنوا انتماءهم إلى القاعدة (وهم فازول والمعلمين وبعض المهاجرين الذين كانت لهم علاقة بالنبهان وفازول من قبل) أصبح تنافسا علانيا رهيبا. وكانت الدورة تتوقف ثم تستمر ثم تتوقف ثم تستمر وهكذا دواليك إلى أن سمعنا باستشهاد فازول في ظروف غامضة جدا.

استشهاد فازول والانسحاب من مقديشو:

الغريب في الأمر أن فازول كان كثير التوجس من حركة الشباب المجاهدين وأخبر الذين حوله أن نائب أبي الزبير أخبره أنه إذا سمعوا أن فازول اجتمع بأبي منصور الصومالي فسيسمعون خبره في ال(BBC). وكان يختفي من الحركة كثيرا (حتى عن أعسر يسر).

وخرج من معسكر الدورة قبيل المغرب للذهاب إلى مدينة (أفجوي) لكنه أخبر الذي كان ينتظره في (أفجوي) أنه لن ينام هناك تلك الليلة. وبغير علم لأحد اتجه – كما قيل – إلى جهة مقديشو في طريق طويل يكثر فيه نفاط تفتيش حركة الشباب المجاهدين وكان من المفترض أن يأخذ أي لفة على اليسار قبل الخروج من هذه النقاط. ولم يكن يناسب درجة حذر فازول أن يستمر في الطريق بعد تلك النقاط لأجل الوصول إلى مقديشو في وقت أسرع. ولكن القصة المتبادلة أنه استمر في هذا الطريق إلى أن دخل في نقاط العدو. (والمسافة بين النقطة الأخيرة للحركة والنقطة الأولى للعدو 2 كيلومتر تقريبا فلا يتصور أن السائق سيغفل عن الطريق في تلك المسافة وفي تلك المنطقة وكان فازول وعبد الله ديري عارفين بالطريق). وقيل أن سبب تغيير الرحلة من أفجوي أن الحركة وعدته بتوفير مبلغ كبير من الأموال، وقيل أنه استشهد مع ذلك المبلغ، مما يدل على ذلك اللقاء.

وبسبب هذه المعلومات بالإضافة إلى بعض الصور يظهر فازول فيها وفي عاتقيه ربطة غريبة، جاءت تفسيرات شتى عن القضية. خاصة وفازول كان يشير في حياتي أن أبا طلحة السوداني كان في القائمة السوداء عند الحركة لأجل استقلاله دائما واستشهد أيضا في ظروف غامضة بين المجاهدين في الغابات قبل اقتراب العدو منهم بمدة. والذي كان معه عند الاستشهاد لم يكن يحمل أكبر من مسدس ومع ذلك رجع سالما. ورأيت الصورة بأم عيني والجرح كان في صميم قلبه رحمه الله تعالى. وأيضا من الأمور الغريبة أنهم لم يريدوا اخراج المعلومة عن استشهاده لمدة طويلة جدا لأن العدو لا يعرف حسب ما قالوا، ولم يريدوا اخراج فلم له وهو يشرح تاريخ الصومال ولو بعد اعلان النبهان عن استشهاده. فالله أعلم.

والمهم أن هذا الخبر سبب بلبلة شديدة في صفوف المهاجرين الذين كانوا تابعين للأحداث والمنافسة المعلنة بين الجانبين.

وتزامن هذا الخبر مع الضعف الشديد في الدفاعات في مقديشو (ربما بسبب قلة المال والرجال التي جائت نتيجة معارك (نهاية المعتدين) في السنة السابقة ونتيجة إغلاق الميناء في تلك الفترة لأجل الرياح القوية) ولم يلبث الناس إلا قليلا قبل الانسحاب المفاجئ من مقديشو (حتى أعسر يسر حلف بأنه لم يكن يعرف التوقيت مع أنه كان ملما بأن شيئا مثل ذلك سيحصل).

وهذا أيضا سبب بلبلة أخرى في صفوف المهاجرين الذين لم يفهموا القضية جيدا (مع أن فرصة خروجهم من الدفاعات كانت مفيدة جدا لأنهم لم يستطيعوا الاجتماع مع بعض لمناقشة الحال قبل ذلك لأجل شغل الدفاعات ولم يستطيعوا التهديد بالخروج من الدفاعات رغم الظروف السيئة لأن الأنصار سيسجنوهم على أساس تهمة تخذيل المجاهدين وفتح الثغرات للعدو).

محاولات الإصلاح من قبل أفراد المهاجرين:

ظن بعض المهاجرين أن هذا الانسحاب سيكون مثل ما وقع في المحاكم (سريع جدا وكبير جدا) فاجتمع الناس مع من يماثلهم في اللون والعرق واللغة وطائفة من العرب اجتمعت وذهبت إلى بيت الشيخ فؤاد واجتمعت بأبي منصور الصومالي وتذاكروا في الخيارات. ومن ضمن هذه الخيارات الذهاب إلى (باي وبكول) للتجمع ثم لتخطيط العمل كمثل مشروع فازول رحمه الله. وكمثل فازول رحمه الله أحد أفراد تلك المجموعة أخبر أعسر يسر بكل ما حصل وهو أخبر أبا الزبير.

ثم عندما فهم الناس أن الانسحاب ليس إلا من مقديشو واجتمع المهاجرون جميعا قرب (بيدوا) رفضت تلك المجموعة الرجوع إلى نظام المهاجرين إلا بشروط. من ضمن الشروط استقالة أعسر يسر واللقاء بأبي الزبير شخصيا لإخباره كل ما رأوا من الأخطاء.

هذه المطالب لم تجد قبول عند الأنصار وتعرض هؤلاء الإخوة للإقامة الجبرية في البيوت. قيل لهم أن لا خيار لهم إلا:

1) السكوت والدخول في النظام
2)  السجن
3)  الخروج من الصومال!

وعندما اقترحوا المكث في الصومال في دار الإسلام كمهاجرين (كما هو مقرر شرعا ) قيل لهم أن هذا يخالف قرار حركة الشباب المجاهدين.

وقيل لهم أن تزكياتهم مجهولة وقيل أنهم في حكم الطائفة الممتنعة. وهذا مع وجود شيخ مغربي من ضمن المسجونين وقد ظهر في فيلم بعث أسامة وكانت الحركة تقدمه كثيرا لأجل علمه الشرعي.

(واستشهد هذا الشيخ أخيرا في ظروف غامضة، بعد تهديدات بقطع لسانه من رقم مجهول شاهدتها بأم عيني، لأن موقع القنابل كان على مسافة قريبة من المدينة ولكن القصف جاء بعد مغادرتهم المدينة بثلاث أو أربع ساعات والجثث كلها كانت خارج السيارة بغير ملامح للقصف على بعضها… إلا أن وجه الشيخ كان محروقا!)

وتزامن هذه المحاولة مع محاولة أخرى من قبل بعض المهاجرين العقلاء الذين دخلوا في مكاتب الأنصار ومروا بتجارب كثيرة مع أنهم لم يكونوا من الذين يقال لهم قدماء المهاجرين (الذين انخرطوا في نظام الأنصار إلا ما رحم الله). وكان مطالب هؤلاء كمثل مطالب الأولين: يريدون تغيير الأمير، واستقلالية كيان المهاجرين، واللقاء بأبي الزبير شخصيا.

وفي هذه المرة قبل أبو الزبير اللقاء وقبل تغيير الأمير واستقلالية المهاجرين ظاهرا. وبدل أعسر يسر بأخ آخر كان مديرا لمعسكرات المهاجرين ثم أمير الشؤون الاجتماعية في مدينة واحدة مع قلة احتكاكه بمكاتب الأنصار. ولكنه كان متصفا بقلة العلم الشرعي وكثرة السمع والطاعة والتبجيل لأعسر يسر وأبي الزبير.

فوافق هؤلاء الإخوة على هذا القرار رغم أنه جاء فرضا وليس منهم (أي: هم لم يختاروا أميرهم وإنما اقترحوا بعض الأسماء مما يدل على عدم الاستقلالية التامة) ثم استمروا في تشكيل إدارة جديدة.

مسألة القاعدة والبيعة:

طلب الشيخ مني لقاء في هذه الفترة لأن المعلمين الذين جائوا مع فازول رحمه الله خرجوا من الصومال قبيل الإنسحاب وخرج على أثرهم عدد من المهاجرين لأجل ما رأوا من الأنصار. وغيرهم من المهاجرين بدأوا الخطوات المذكورة وكان أبو الزبير يريد معرفة من يقوم بإخراج المهاجرين ومن يقوم بتحريضهم ضد الأنصار وظن أنني قد خرجت من اعتزالي للسياسة لهذا الغرض. فطلبني لجلسة خاصة معه.

أما أنا فما كنت ملما بجميع الأحداث ولكنني فهمت الرأي العام عند المهاجرين وأسباب المشاكل الأصلية والحلول الجذرية فقدمت له كل ذلك وتفضلت ببعض النصائح حول الحركة ككل. ومن ضمن هذه النصائح أنني أخبرته بأن الجهاد في الصومال ليس جهادا عالميا وبأن الأنصار لا يريدون من يحمل فكر القاعدة ولا يهتمون بالمهاجرين ولا يريدون الاستفادة منهم لأجل العصبية. وطلبت منه أن يعزل نفسه ليقوم أبو منصور الصومالي بحشد الشعب وبإدخالهم في الصراع وبالاستفادة من المهاجرين. وغير ذلك من النصائح. وقلت له أنه يخاف مني ولذلك لم يوافق إدخالي في الأفلام لمدة طويلة (رغم حب الناس وكراهية الكفار لي) وقلت له أنه لا يهتم بأمنياتي رغم بحث الكفارعني (والحقيقة أنني كنت أحصل على مبلغ شهريا من المكتب الخفي في تلك الفترة للعمل وكنت أستخدمه لغرض التحفظ على أمني الخاص وأيضا كانت سيارة بحوزتي في تلك الفترة). ولكنه أكد لي أنه لا يخاف مني وبأنه سيقوم بالاهتمام بأمنياتي.

ثم تركت له المجال ليتكلم وقال لي أن الجهاد في الصومال عالمي لأن حركة الشباب المجاهدين بايعوا القاعدة وبينهما مراسلات كثيرة. وقال أن بيعة القاعدة بنفس مثابة بيعة الخلافة. وقال لي أن الوحدة من الشريعة (مشيرا إلى كلامي حول استقلال المهاجرين وقيام أبي منصور بإدارة جنوب الصومال وقيام أبي الزبير بفتح جبهات جديدة في الشمال). وذكر لي أن الحركة لا تستطيع القيام بعمليات خارجية لأجل الامكانيات الضعيفة وغير ذلك.

فقلت له أنني سأجاوب عن هذه المسائل في رسالة مكتوبة نظرا إلى ضيق الوقت فقبل ذلك وطلب مني أيضا إرسال بعض البحوث التي قمت بإعدادها من قبل. فخرجت من عنده على هذا.

وبعد هذا اللقاء بيوم أو يومين سمعت أن أبا الزبير طلب حضور الإخوة الذين قاموا بهذه الخطوات الإصلاحية وطلب أيضا حضور بعض القدماء كما يسمون (مع وجود أعسر يسر من ضمنهم) وأعلنوا اسم الأمير الجديد للمهاجرين وقرأوا عليهم بعض الرسائل من القاعدة وأعلنوا أنهم قد أصبحوا جزءا منها ثم طلب مفتي أبي الزبير بأن يبايع جميع الحاضرين أبا الزبير ففعلوا. وأخبرني أكثر هؤلاء الإخوة أنهم كرهوا تلك البيعة فيما بعد وشعروا بأن هذه الحفلة كانت فخا لهم.

والحقيقة أنهم ما رفضوا الانضمام إلى القاعدة ولكنهم شعروا بأن العلاقة وهمية لأن الشيخ أيمن لم يتكلم بعد ولأننا سمعنا عن مثل هذه العلاقة أكثر من مرة وعادة تأتي الكلام عنها في غضون ظروف سياسية واضحة. وذلك لأن أبا منصور لم يكن مؤيدا لهذا القرار والظاهر أنه جاء لسحب الشرعية من أي حركة قد تقوم في المستقبل على أرض الصومال. والغريب في هذا القرار أنه يشير إلى تركيز عالمي واقتراب من المهاجرين، وهذا كله كان عكس ما كنا نرى في تلك المرحلة.

وأضفت إلى هذه الأوراق الرسالة التي كتبتها إلى أبي الزبير في هذه المسائل (أرسلتها إليه خاصة، ولم أنشرها بين الإخوة في الصومال خوفا من تهمة إشعال الفتن).

مخالفة الوعد وسياسة الاستقصاء في حقي:

لم يقلق الإخوة من هذه الأحداث واختاروا المواصلة مع الإدارة الجديدة ما دام أن أبا الزبير وعدهم بأن نظام المهاجرين سيكون مستقلا وبأن جميع المهاجرين سيكونون تابعا لهذا النظام دون نظام الأنصار وبأن صلاحيات نظام المهاجرين ستكون صلاحيات تامة.

ولكن بعد الشروع في جلسات الشورى (وكنت أشغل منصب أمير الشورى لتلك الأيام المعدودة) وجدنا أن الأمير الجديد لا يرى أهمية التسليم لقرارات الشورى (حتى لو كان القرار في أمر مصيري ولو كان القرار يمثل الغالبية الساحقة) ومن ضمن هذه القرارات الهدف الأساسي للإدارة الجديدة (أي: الاستقلال لأجل القيام بالتدريب ثم التخطيط للعمل الخارجي). ثم بعد النقاشات الطويلة اتفقنا على بعض البنود ورفعنا مطالب الإدارة الجديدة إلى أبي الزبير حيث رفض جميع ذلك.

فرفض أن يعطي الإدارة الجديدة بعض الكوادر من المهاجرين الذين كانوا في مكاتب مع الأنصار، ورفض أن يعطي المهاجرين بعض المكاتب والصلاحيات كمثل: مكتب الأمن، مكتب البحوث والتطوير، ومكتب الطرق والاستقبال (أي: إدخال وإخراج المهاجرين) ولم يعطنا ميزانية للقيام بإنشاء معسكر جديد.

ولم يزد في ميزانية العوائل شيئا وفي نفس الوقت رفض أي محاولة من قبل المهاجرين للحصول على علاقة للتمويل من الخارج ورفض أي محاولة من قبلهم للقيام بعمليات الغنائم.

ففهمنا مباشرة أن هذه الوعود كانت كاذبة وأن أبا الزبير لا يريد أن تقوم للمهاجرين قائمة. فقمنا بالاستقالة من هذه الإدارة جميعنا إلا الأمير الجديد مع بعض الذين لم يكونوا من الذين قاموا بخطوات الاصلاح الأولية.

وتزامن هذه الجلسات مع الخبر بأن أبا الزبير قد حل مكتبنا الخفي وأرسل خبرا إلى من يرافقني بأنني مع المهاجرين من الآن كجندي عادي. وسحبوا مني المال الذي كنت استخدم لحماية نفسي وللحصول على خدمات الانترنت وللتنقل والاتصالات. ثم بعد فترة سحبوا مني السيارة كذلك.

حالي وحال المهاجرين بعد الفشل:

فهمت أن أفعال أبي الزبير في حقي كانت على سبيل العقوبة لبضعة أمور:

1) علاقتي بأبي منصور الصومالي وباقتراحي أن يقود
2) الورقة التي أرسلت له في مسألة البيعة والقاعدة
3) الصوتيات التي سجلتها ورفعتها عن غير طريق الحركة مع أنها محاضرة عامة وليست  باسم الحركة
4) وربما لظنه بأنني حرضت المهاجرين ضد الأنصار (مع أني كنت معتزلا للسياسة تماما ولم أعارض إمارته أبدا… وإنما كان العمل الإصلاحي في المراحل السابقة دائما في حدود النظام بالنصيحة والشورى)

وأراد بهذه الأفعال أن يثبت لي بأنني لست إلا رجلا عاديا، ولا ينبغي كثير الاهتمام بحقي، وأنا قبلت هذا كله فبدأت أمشي في الأسواق بغير حارس وبغير اجراءات أمنية لأثبت أنني حقا لست إلا رجلا عاديا. فهذا سبب ضجة كبيرة عند الأنصار وجاءوني فورا لتذكيري بأمنياتي التي كانوا غافلين عنها طول هذا الزمن والتي قاموا بتدميرها بعد أن سحبوا مني الامكانيات التي كنت استخدم للأمنيات حسب ما اتفقت عليه مع أمير مكتبي.

وبقية المهاجرين في نفس الحيرة ويصرحون لي بأنهم يريدون الخروج وبأن عقولهم أصبحت خفيفة ومائلة إلى الجنون. فهناك في صفوفنا خبراء في علوم شتى كمثل الدكتور الذي منعوه من العمل في الصومال كطبيب والذي لا يستطيع الرجوع إلى بلده والذي جاء مع زوجة و4 أولاد (مع أن دخله الشهري من الحركة كمثل أي جندي آخر متزوج بطفل واحد).

ويجدر بالذكر هنا أن 4 من المهاجرين سجنوا قريبا (ومن ضمنهم من سجن في المرة الأولى وأيضا من ضمنهم رجل آخر ظهر في أفلام الحركة وكانت له مجموعة خاصة لإرهاب العدو في الدفاعات) لأجل تهمة الردة حسب ما قيل لأنه قيل أنهم كانوا يتجهون إلى جهة المرتدين في سيارة خاصة! ونخشى أن هذا أيضا بسبب علاقة هؤلاء بأبي منصور الصومالي. وقد فسر بعض الإخوة الذهاب إلى تلك الجهة بتفسيرات عادية وليس هناك تلازم بين اتجاه سيرهم والردة.

أزمة السجن وإخراج الفيلم:

يجدر بالذكر هنا بأنني دائما حريص على عدم إثارة الفتنة مهما يقال عني لأنني دائما أحاول توجيه مشاعر الناس إلى جهة الاصلاح عن طريق الشورى والنصيحة دون الفوضى والعمل الفردي. ثم إذا فشل هذا الطريق كنت أحاول اجتناب الناس لئلا يقال عني أنني أشيع الفتن ولئلا أكون محاطا بمشاكل التي لا سبيل لي إلى اصلاحها.

وإذا فهم هذا، فلم يكن قراري بأن أمشي في الأسواق إلا لحرصي على عدم التورط بمثل هذه التهم لأنني متأكد أن احتكاكي بالمهاجرين سيؤدي حتما إلى الكلام في الوضع ثم إلى الاتهام بإشعال الفتن. وأيضا، ما دام أنهم سحبوا مني العمل والامكانيات وحطموا أمل المهاجرين بالتغيير…رأيت مجرد الجلوس في البيت مما قد يسبب لي مرضا نفسيا. فإننا لم نخرج من بيوتنا إلا لأجل تلقين الأعداء دروسا فلا نرض بالجلوس في البيت بغير عمل. 

وقد كنت أذكر الأشهر الطويلة في غابات رأس كيامبوني عندما رفض حسن تركي للمهاجرين أي دور(فلا سمح لهم بالقتال ولا سمح لهم بالخروج من الغابة). وكنا في تلك الظروف، بعد فشل محاولات التغيير، نحاول غض الطرف عن ذلك والاشتغال بالطبخ والمزاح والأناشيد حتى نرفع معنوياتنا. فكنت أريد امتثال تلك الخطوات مع العلم بأن الفرق بين تلك الأزمان وبين هذه الحالة واضحة، ولكن المشاعر كانت متقاربة. 

والمهم أنني خرجت من بيتي وذكرت للوالي وأمير الحسبة أنني لا أريد الفوضى لكني رجل مسلم ولي حرياتي كمثل أي مسلم آخر. فما الفائدة من قولكم “الدم الدم، والهدم الهدم” لو كنتم تمنعوني مما لا تمنعون الأنصار منه. وذكرت لهم أن ادخالي في البيت بقوة بغير سبب عين السجن. وقلت لهم أن نصيحتهم مقبولة ولكن ليس من صلاحياتهم الحفظ على أمني بقوة (خاصة والحقيقة أن الحفاظ عليه غير مراد من قبل الحركة) وأرشدتهم إلى بعض الحقائق التي لاحظت من تصرفات الأعداء في الصومال. قلت لهم أن العدو لا يريد قصف أمثالي داخل المدن (رغم ما يفعلونه في غير الصومال) ولا يريد خسائر كثيرة من الشعب (رغم ما يفعولنه في غير الصومال) لأجل السياسة السائدة في الصومال. وأشرت إلى العمليات ضد الإخوة مثل النبهان وبلال البرجاوي رحمهما الله.

فتركني الوالي وأمير الحسبة لأجل ظروفي الخاصة ولكنهم نصحوني دائما بالحذر، خاصة من الصوماليين ولو كانوا من الإخوة. (وقد كانوا حبسوا بعض الأقربين إلي في ذاك الوقت بتهمة التجسس بغير بينة).

ثم بعد ثلاثة أشهر من الصلاة في المساجد والاشتغال بمشاريع تجارية جاء أول وفد من قبل الحركة وقالوا أنهم لا يقبلون هذا الحال. وكان من الطرائف أنهم قالوا أنني رجل مهم وبأن العدو سيقصفني فورا إذا علموا مكاني. فسألتهم إذا كان ما تقولون حقيقة فلماذا انتظرتم طول هذه المدة؟ كيف أثق بكم وأصدق كلامكم بعد مثل هذه التصرفات؟ فسكتوا ودخلوا في قضية أخرى. فقلت لهم أني أخشى على نفسي الجنون إن جلست في البيت أو رجعت إلى مشاكل المهاجرين ومشاكل الحركة. فبعد نقاش قليل في شرعية هذا الأمر خرجوا من عندي. ولكني شعرت منهم أنهم أرادوا فقط معرفة استمرار عضويتي في حركة الشباب (أو القاعدة حسب ما أعلنوا في ذاك الوقت) أو رجائي لإنشاء حركة جديدة. وجاءت اتصالات أخرى بهذا المعنى من غيرهم في تلك الفترة. وكنت دائما أقول لهم أن أبا الزبير هو أمير الأرض ولكن هذا لا يعني أنه يجب على كل أحد الانضمام إلى حركة معينة وهذا لا يعني أن لأمير الأرض صلاحيات تفوق صلاحيات الخليفة. وإنما جاء تفسيرهم بأنني أريد إنشاء حركة جديدة لأننا كنت أحاول في تلك الفترة الاتصال بالقاعدة في جزيرة العرب وقادة القاعدة حول قضية المهاجرين. وأيضا رأوا قربي من أبي منصور وغيره من الأمراء المعارضين لسياسات أبي الزبير.

عن marsad

اترك تعليقاً