جبال إفوغاس “تورا بورا” مالي .. عنوان معركة جديدة

جبال إفوغاس مالي
جبال إفوغاس مالي

جبال إفوغاس “تورا بورا” مالي .. عنوان معركة جديدة

شبكة المرصد الإخبارية

كما تصدرت جبال “تورا بورا” الأفغانية الاهتمام الدولي خلال الحرب ضد القاعدة منذ أكثر من عقد من الزمن، يبدو أن جبال “آدرار إفوغاستستعد لأن تكون محط أنظار العالم عندما تحتضن آخر معارك الفرنسيين ضد الجماعات الإسلامية المسلحة وعلى رأسها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.

منذ أن خرج المقاتلون الإسلاميون من المدن الكبرى في شمال مالي، بعد أن بدأت القوات الفرنسية في عملية “القط المتوحش” مطلع يناير الماضي، توجهوا إلى جبال إفوغاس التي عرفت بأنها أقوى السلاسل الجبلية وعورة في القارة الإفريقية.

لطالما عرفت جبال إفوغاس بأنها النقطة الغامضة في صحراء مكشوفة وفسيحة، فقليل من الناس من يخاطر بالدخول إليها حتى من بين السكان المحليين، حيث لا يمكن الوصول إليها إلا على متن المروحيات الصغيرة أو سيراً على الأقدام.

وتتميز هذه السلسلة الجبلية التي تمتد من شمال مالي إلى جنوب الجزائر، بانتشار الطرق الوعرة داخلها إضافة إلى الكهوف والجبال المتوسطة الحجم ذات الطبيعة الحجرية القاسية، مما يجعلها منطقة صعبة لخوض معارك ضد مقاتلين خبروا التحرك داخلها.

ويشير بعض الخبراء العسكريين الغربيين إلى أن المقاتلين الإسلاميين “خبيرون بأساليب الحياة في الجبال، حيث يزودون أنفسهم بالطعام من البدو الذين يمرون بالمنطقة ويحصلون على الماء من الآبار الكثيرة والبرك”، مشيرين إلى أن “مصادر المياه المذكورة ستكون فرصة للفرنسيين تمكنهم من مراقبة المسلحين دون عناء كبير“.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول عسكري فرنسي كبير قوله “إن الآبار والبرك عبارة عن برج مراقبة في كل أنحاء الصحراء، والمسلحون ظلوا لسنوات يشيدون مرافق لهم بالمنطقة ويعدون الكهوف ويخزنون الطعام والأسلحة والوقود، لكن أماكن لجوئهم بالضبط لا تزال مجهولة“.

بعض الغربيين الذين سبق أن سافروا في هذه المنطقة المحاذية للجزائر، قالوا إنها تختلف عن أفغانستان في كون جبالها معتدلة الأحجام نسبيا “لكن ظروفها القاسية تجعل منها قلعة أو حصنا طبيعيا كبيرا به مخابئ لا حصر لها“.

فيما نُقلَ عن مسؤولين عسكريين فرنسيين قولهم: “إن السير من بئر إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى داخل هذه المنطقة الوعرة، هي مهمة ستقوم بها القوات الأفريقية“.

وفي هذا السياق اعتبر الكولونيل ميشيل غويا، من معهد الأبحاث الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية الفرنسية، أن “المنطقة واسعة جدا ومعقدة تتطلب قوات لإغلاقها وأخرى لشن الغارات، وهذا سيستغرق وقتا طويلا“.

القوات التشادية غادرت منذ أيام مدينة كيدال باتجاه منافذ مؤدية لجبال إفوغاس، غير أنها استعانت بمقاتلين من الطوارق كأدلاء يعرفون المسالك الوعرة داخل جبال إفوغاس، هذا ما أكده البكاي أغ محمد في حديث مع “نيويورك تايمز“.

تحرك التشاديين يأتي بعد أن شن الفرنسيون غارات جوية مكثفة على السلسلة الجبلية في استهداف لأي قواعد محتملة لهذه الجماعات الإسلامية المسلحة، إضافة إلى أن وحدات عسكرية فرنسية تمركزت في مدينة تساليت التي تضم قاعدة أمشاش العسكرية والتي تعتبر واحدة من أكبر القواعد العسكرية في شمال مالي، إضافة إلى مطار عسكري كبير.

وتأتي سيطرة القوات الفرنسية على مدينة تساليت، وقاعدتها العسكرية هي خطوة أولى على الطريق المؤدية إلى جبال إفوغاس”، وبداية مرحلة استهداف القواعد الخلفية للجماعات الإسلامية المسلحة وتحرير الرهائن الفرنسيين حيث تشير بعض التقارير إلى أنهم محتجزون داخل هذه الجبال.

عن Admin

اترك تعليقاً