

ديون السيسي تُجهِز على ما تبقى من جيوب المصريين: 85 مليار جنيه إضافية لسداد فوائد القروض.. الجمعة 1 أغسطس 2025م.. لقاء بولس حفتر ترسيخ الاعتراف بالمنقلبين في ليبيا ودور للقاهرة في أحداث طرابلس
شبكة المرصد الإخبارية – الحصاد المصري
* مؤتمر حقوقي في إسطنبول لنجدة المعتقلين المصريين المضربين عن الطعام
نظمت جمعيتا مظلوم دار وأوزجور دار في إسطنبول مؤتمرًا صحفياً بحضور المحامية الحقوقية جولدان سونماز، وزوجة الدكتور محمد البلتاجي، وعدد من النشطاء والمهتمين من أسر المعتقلين والمصريين والأتراك، لبحث أوضاع المعتقلين المصريين وخاصة داخل سجن بدر.
المؤتمر وجّه نداء عاجلًا لنجدة المعتقلين المصريين الذين يعانون من أسوأ الظروف، حيث يتعرضون لعزل كامل، ومنع للزيارة، وحرمان من التريض، إضافة إلى زنازين انفرادية تصل لمدد تقارب تسع سنوات، دون أي وسيلة تواصل مع ذويهم، مما دفعهم لاتخاذ قرار الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم.
وخلال كلمتها، تحدثت السيدة سناء البلتاجي عن معاناة زوجها والمعتقلين معه، مؤكدة أنه تعرض لجلطتين دماغيتين دون أن يتلقى الرعاية الصحية اللازمة أو يتم نقله لمكان طبي مناسب لحالته. ووجهت نداءً إلى المؤسسات الحقوقية والضمائر الحية للتحرك والضغط من أجل إنقاذ حياة المعتقلين وضمان حصولهم على أبسط حقوقهم الإنسانية.
واختتم المؤتمر برفع صور عدد من المعتقلين المضربين عن الطعام، وترديد مطالب بفتح الزيارة، والسماح بالتريض، وتوفير الرعاية الطبية العاجلة لهم.
* مقتل المعتقل السياسي فريد شلبي داخل جهاز الأمن الوطني بكفر الشيخ ودفنه سرًا
أعلنت منظمات حقوقية، وفاة المعتقل السياسي فريد محمد شلبي داخل أحد مقار جهاز الأمن الوطني في محافظة كفر الشيخ، بعد نحو ثلاثة أسابيع من الإخفاء القسري، وذلك في ثالث حالة وفاة لمعتقل خلال 48 ساعة، ما يرفع عدد الوفيات داخل السجون وأماكن الاحتجاز إلى 24 حالة منذ مطلع عام 2025، وفقًا لتقارير حقوقية مستقلة.
وذكرت منظمة “هيومن رايتس إيجيبت” أن السجين الراحل كان في العقد السادس من عمره، وقد اعتُقل مؤخرًا بعد سنوات من المطاردة الأمنية، ليخضع لاحقًا للاحتجاز في مقر تابع لجهاز الأمن الوطني، حيث تعرض لتعذيب شديد أدى إلى وفاته، بحسب ما أفادت المنظمة.
وأوضحت المنظمة أن السلطات دفنت جثمان شلبي مساء الثلاثاء 29 يوليو في جنازة جرت وسط تكتم أمني كبير، تحت حراسة مشددة ضمت ما لا يقل عن خمس سيارات شرطة، دون السماح لأفراد أسرته أو محاميه بالحضور أو معرفة ملابسات الوفاة بشكل واضح، في مشهد يعكس سعي الأجهزة الأمنية لطمس الحقيقة ومنع أي توثيق للواقعة.
بدورها، حمّلت مؤسسة “عدالة لحقوق الإنسان” السلطات المسؤولية المباشرة عن وفاة شلبي، مؤكدة تعرضه لتعذيب ممنهج داخل مقر الاحتجاز أدى إلى مقتله. وأشارت إلى أن إبلاغ الأسرة بوفاته تم من دون توضيح للأسباب أو تسليم أي تقارير طبية رسمية، مما يعزز الشكوك حول نية متعمدة لإخفاء تفاصيل ما حدث. وطالبت المؤسسة بـفتح تحقيق دولي عاجل وتقديم المتورطين إلى المحاكم الجنائية الدولية بتهم تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم تعذيب وإخفاء قسري.
في السياق نفسه، أصدرت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان” بياناً وصفت فيه الحادثة بأنها “جزء من سلسلة متصلة من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها السجناء السياسيون”، لا سيما داخل مقار الأمن الوطني ومراكز الاحتجاز التابعة لوزارة الداخلية. وشددت الشبكة على أن “استمرار الإفلات من العقاب، وغياب الرقابة القضائية المستقلة، والتواطؤ الواضح من بعض الجهات الرسمية، يؤدي إلى تكرار مثل هذه الجرائم دون رادع”.
وتُعد وفاة فريد شلبي الحلقة الأحدث في سلسلة طويلة من الوفيات داخل السجون، حيث تُعاني المنظمات الحقوقية المحلية والدولية من صعوبات هائلة في توثيق هذه الحالات، نظراً لغياب الشفافية ومنع الزيارات المستقلة لمقار الاحتجاز، فضلاً عن رفض الدولة الإفصاح عن الأعداد الحقيقية للمعتقلين أو عن ظروف احتجازهم.
وعلى الرغم من النفي الرسمي المتكرر لوجود معتقلين سياسيين في مصر، إلا أن تقارير حقوقية محلية ودولية تؤكد أن السجون ومراكز الاحتجاز، تضم عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، معظمهم احتُجزوا على خلفية تعبيرهم عن الرأي أو مشاركتهم في أنشطة سياسية سلمية، في ظل حملة قمع موسعة تشنها السلطات منذ عام 2013.
وتُعرّف المنظمات الحقوقية “السجين السياسي” بأنه كل من تم احتجازه بسبب انتمائه الفكري أو السياسي أو الديني، أو مشاركته في مظاهرات سلمية، أو تعبيره عن الرأي عبر وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي، وهي التعريفات التي تنطبق على آلاف المحتجزين حالياً. وتُقدّر منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” عدد السجناء السياسيين في مصر بنحو 60 ألف معتقل، في غياب إحصائيات رسمية.
* 35 مضربًا عن الطعام و15 في حالة حرجة ..تهديد خطير لحياة ” خيرت الشاطر” و”جهاد الحداد”بسجن بدر 3
وثّقت منظمة “لجنة العدالة” الحقوقية تصعيداً خطيراً في الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون في سجن بدر 3، شمل تهديدات مباشرة بالقتل، من أبرزها ما تعرض له المهندس خيرت الشاطر في 21 يوليو، وعمرو العقيد في 22 يوليو، وجهاد الحداد في 24 يوليو، حيث وُصف التهديد الموجه للأخير بأنه “الأعنف”، ونقل عنه أن مسؤولاً أمنياً قال له:
“الغلط معانا مرة واحدة، وبعد كده الرصاص هو اللي هيتكلم“.
وفي أحد اللقاءات الأمنية داخل السجن، صرّح مسؤول آخر:
“لدينا الدعم والتأييد الخارجي لنفعل بكم ما نشاء. أنتم مجرد ملفات تُنسى بعد 15 يوماً. لا حقوق لكم لدينا“.
11 يوماً من الانتهاكات المتواصلة
أكدت “لجنة العدالة” في تقريرها أن الانتهاكات تصاعدت بشكل متسلسل خلال الفترة بين 19 و30 يوليو، داخل قطاع 2 بسجن بدر 3، وتنوعت بين تهديدات مباشرة، إضرابات عن الطعام، محاولات انتحار، وتدهور خطير في الأوضاع الصحية والنفسية لعدد من المعتقلين، وسط صمت رسمي مطبق.
تهديدات أمنية وابتزاز لعائلات المحتجزين
تلقى عدد من المعتقلين تهديدات مباشرة من قيادات الأمن الوطني، كان أبرزها خلال لقاء في 19 يوليو، جمع ثلاثة من كبار ضباط الجهاز — من بينهم مساعد رئيس الجهاز — مع المعتقلين أمين الصيرفي ومحمد البلتاجي، وهددتهم الأجهزة باعتقال ذويهم وتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم إن لم ينهوا الإضراب خلال 48 ساعة.
تدهور صحي حاد
جاء في التقرير أن الدكتور مصطفى الغنيمي صرخ فيهم بعد تدهور صحته :
“مابنتهددش يا ظلمة!”
وقد نُقل إلى العناية المركزة في حالة حرجة. وبعد دقائق، تم نقل المعتقل هاني شعبان لنفس السبب.
كما نقل السفير رفاعة الطهطاوي إلى المستشفى بسبب هبوط حاد في السكر (بلغ 39)، تبعته حالات مشابهة لكل من محمد البلتاجي وأسعد الشيخة بسبب انخفاض ضغط الدم والسكر.
في 29 يوليو، انهار سعد عليوة من شدة الإعياء، في حين فقد المتحدث السابق باسم الإخوان المسلمين أحمد عارف وعيه بعد أن وصل معدل السكر لديه إلى 33، وظل يردد بصوت منهك:
“سأواصل إضرابي حتى يعلم العالم ما يحدث في قطاع 2… الحياة لا تستحق إن سكتنا عن جرائمكم“.
ورغم الطرق والصراخ من داخل الزنازين، لم تتحرك إدارة السجن إلا بعد محاولة عبدالسلام المليجي (65 عامًا) الانتحار، ليُنقل إلى المستشفى مكبلاً ويُحقن بمادة “المورفين”، وهو ما سبق أن تكرر مع الدكتور عبدالله شحاتة (3 يوليو)، والمعتقل رضا أبو الغيط (12 يوليو).
وفي 30 يوليو، أقدم الدكتور حسن البرنس على محاولة انتحار بقطع شرايينه، وتم نقله للمركز الطبي، دون توفر معلومات دقيقة عن حالته الصحية حتى اللحظة.
35 مضربًا عن الطعام.. و15 في حالة حرجة
أكدت اللجنة أن عدد المضربين عن الطعام بلغ 35 معتقلاً، من بينهم 15 حالة حرجة للغاية، أبرزهم:
- عبدالرحمن البر
- محمد سعد عليوة
- أسعد الشيخة
- رفاعة الطهطاوي
- أمين الصيرفي
- باسم عودة
- أسامة مرسي
- أسامة ياسين
- أحمد عارف
- خالد الأزهري
وبحسب التقرير، أعلن عدد من القادة البارزين نيتهم الإقدام على محاولات انتحار جماعية بدءاً من 1 أغسطس، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم الأساسية:
- السماح بالزيارة
- الخروج إلى الشمس
- تلقي الرعاية الطبية
- وقف العزل الانفرادي والتهديدات
كما حذر المعتقلون من تصعيد جديد إن اقترب الأمن من ذويهم أثناء الزيارات، في ظل استمرار سياسة العقاب الجماعي.
جرائم ممنهجة ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية
وصفت “لجنة العدالة” ما يجري في سجن بدر 3 بأنه نمط متكرر من الانتهاكات الممنهجة، يشمل:
- التعذيب النفسي
- الإهمال الطبي المتعمد
- العزل الانفرادي القاسي
- الحرمان من الحقوق الأساسية
وأشارت اللجنة إلى أن هذه الممارسات تنتهك الدستور المصري، والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها مصر، وعلى رأسها اتفاقية مناهضة التعذيب، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
دعوات لتحقيق دولي عاجل
حمّلت “لجنة العدالة” المسؤولية الكاملة لما يجري في سجن بدر 3 إلى:
- وزارة الداخلية
- جهاز الأمن الوطني
- النيابة العامة
وطالبت بـ:
- فتح تحقيق عاجل ومستقل
- نقل المرضى لمستشفيات مدنية
- وقف سياسة العزل
- تمكين المعتقلين من حقوقهم الأساسية
ودعت الآليات الأممية والمنظمات الحقوقية الدولية إلى التدخل العاجل، وزيارة سجن بدر 3 وفتح تحقيقات دولية نزيهة.
وأكدت اللجنة أن الصمت الدولي لم يعد مقبولاً، محذرة من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، واحتمال وقوع انتحار جماعي داخل السجن بات أمراً واقعياً لا يمكن تجاهله.
خيرت الشاطر.. سنوات من الحبس والعزل والحرمان
كان آخر ظهور علني لنائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، المهندس خيرت الشاطر، في 14 يناير 2022، خلال إحدى جلسات محاكمته، حيث شكا علنًا من سوء أوضاعه الصحية، بحسب “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان“.
وقال الشاطر آنذاك:
“أبلغ من العمر 72 عاماً، محبوس في زنزانة انفرادية منذ سنوات، وممنوع من الزيارة، ولا أتلقى الرعاية الطبية اللازمة، والقاضي يُجدد الحبس رغم كل ذلك“.
ووفقاً للتقارير، فإن الشاطر معتقل منذ أغسطس 2013 في سجن العقرب شديد الحراسة 1، محروم من الزيارة والتواصل مع أسرته، ويعاني من تدهور صحي شديد نتيجة سنوات الحبس الانفرادي دون علاج أو رعاية.
“الاختيار 3″.. دراما استخباراتية لتشويه الخصوم
وفي أبريل 2022، تعمدت الأجهزة الأمنية المصرية تشويه صورة الشاطر عبر مسلسل “الاختيار 3“، الذي تضمن سرداً أمنياً محرفاً، حيث زُعم أن الشاطر هدّد الجيش والشعب بدعم من أمريكا وأوروبا وتنظيم القاعدة، وهو ما نفته أسرته ومحاموه ووصفوه بـ”الفبركة الإعلامية الأمنية“.
*عائلات معتقلي “تظاهرات غزة” يطالبون السيسي بالإفراج عن أبنائهم المحتجزين منذ نحو عامين
ناشدت عشرات العائلات، عبد الفتاح السيسي التدخل العاجل للإفراج عن أبنائها المعتقلين منذ أكتوبر 2023، على خلفية اتهامات تتعلق بدعم القضية الفلسطينية وقطاع غزة، في أعقاب العدوان الإسرائيلي الدموي على القطاع وبداية عملية “طوفان الأقصى”.
وجاءت المناشدة في رسالة مفتوحة تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وجرى توجيهها إلى عدد من المحامين الحقوقيين وأعضاء لجنة العفو الرئاسي، وسط حالة من الإحباط والغضب بين الأسر التي فقدت معيلها الوحيد، أو حُرم أبناؤها من التعليم والرعاية، بينما يقبع ذووهم في السجون بلا محاكمة أو حتى توجيه تهم واضحة.
خلف القضبان منذ أكتوبر: تضامن مع غزة يُقابل بالاحتجاز
تؤكد العائلات أن أبناءها جرى اعتقالهم بين 20 و27 أكتوبر 2023، في ذروة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مصر آنذاك تضامنًا مع غزة. وشهدت تلك الأيام تظاهرات عفوية رفع فيها المتظاهرون العلم الفلسطيني، ونددوا بالقصف الإسرائيلي الوحشي، في مشاهد لاقت تفاعلًا واسعًا لكنها وُوجهت لاحقًا بحملات اعتقال ممنهجة.
الرسالة أكدت أن المحتجزين لا ينتمون إلى أي جماعات ولا شاركوا في أنشطة عنيفة، بل مارسوا حقهم في التعبير السلمي عن موقف شعبي تاريخي لطالما اعتبرته مصر جزءًا من وجدانها وهويتها.
وقد استشهدت العائلات بتصريحات متكررة للسيسي يؤكد فيها دعمه للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، داعية إياه إلى ترجمة هذا الدعم عبر الإفراج عن أبنائهم الذين اعتُقلوا لأنهم “نطقوا بما في ضمير الأمة”.
مآسي إنسانية داخل السجون: آباء يرحلون، وأبناء يُحرمون من وداعهم
أشارت الرسالة إلى أن عددًا من المحتجزين فقدوا أحد الوالدين أثناء فترة الاحتجاز، دون السماح لهم بتوديعهم أو حضور الجنازات، في انتهاك صارخ للحقوق الإنسانية. كما حُرم آخرون من استكمال تعليمهم الجامعي أو أداء الامتحانات، بينما لم تُمنح أسرهم أي معلومات واضحة عن تطورات قضاياهم، في ظل غياب المحاكمات وتباطؤ التحقيقات.
وأضافت الرسالة: “طالت التحقيقات دون أفق واضح، وأصبح ظلها علينا عاتمًا وواقعها قاسيًا، ولا نعلم متى ستنتهي هذه المحنة”.
وتضمنت الرسالة قائمةً بأسماء العشرات من المحتجزين، من ضمنهم طلاب جامعات، وعمال، وحرفيون، بعضهم يُعيل أسرًا مكونة من أطفال ونساء مسنّات. ويخضع معظمهم للتحقيق في قضايا أرقام 2468 و2469 و2635 لسنة 2023، وهي القضايا التي تُستخدم، وفقًا لمحامين، لتجميع عدد كبير من الموقوفين على خلفيات سياسية أو مرتبطة بالتعبير عن الرأي.
دعوات إلى الرئاسة والنائب العام: أوقفوا دوامة الاحتجاز التعسفي
وجهت العائلات في رسالتها نداءً إلى مؤسسة الرئاسة، وإلى النائب العام، ولجنة العفو الرئاسي، مطالبةً بتدخل عاجل للإفراج عن أبنائها المحتجزين منذ أكثر من تسعة أشهر دون محاكمات أو وضوح في الإجراءات القضائية، مشددة على ضرورة إنهاء معاناة تمتد يومًا بعد يوم، وتحرمهم من الحياة الكريمة والأمل.
تقارير حقوقية تدق ناقوس الخطر: قمع التضامن مع فلسطين
تأتي هذه المناشدة في سياق أوسع من الانتقادات الحقوقية التي وُجهت إلى السلطات المصرية خلال الأشهر الماضية، حيث اتهمت منظمات حقوقية بارزة الدولة باستخدام قوانين مكافحة الإرهاب والتجمهر لقمع التضامن الشعبي مع فلسطين.
منظمة “هيومن رايتس ووتش”، و”المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”، من بين منظمات وثّقت حملات الاعتقال التي طالت مئات المصريين في أعقاب تظاهرات أكتوبر الماضي. وأكدت هذه المنظمات أن الاتهامات الموجهة إليهم تتضمن تهمًا فضفاضة مثل “الانضمام إلى جماعة إرهابية”، و”نشر أخبار كاذبة”، و”إساءة استخدام وسائل التواصل”، مشيرة إلى أن المحتجزين يُحبسون احتياطيًا لفترات تتجاوز الحد القانوني، في ظروف احتجاز كثيرًا ما توصف بأنها غير إنسانية.
ختام الرسالة: “أنصفونا قبل أن تنطفئ أرواحنا من الانتظار”
اختتمت العائلات رسالتها بنداء يحمل الكثير من الألم والأمل في آن:
“نحن لا نطلب إلا العدالة، والرحمة، وفرصة لأبنائنا كي يعودوا إلى بيوتهم، إلى مدارسهم، إلى أهلهم.. لا تتركوا هذه المحنة تطول أكثر، أنصفونا قبل أن تنطفئ أرواحنا من الانتظار.”
*ارتفاع أعداد وفيات المعتقلين داخل سجون السيسي في الأيام الأخيرة
في السنوات الأخيرة، وبخاصة في أعقاب حكم قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي الذي بدأ في 2014، شهدت سجون مصر ارتفاعًا مقلقًا في عدد وفيات المعتقلين، خاصة السجناء السياسيين.
تشير البيانات التي رصدتها منظمات حقوق الإنسان إلى ارتفاع حاد في حالات الوفاة داخل السجون المصرية خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في 2024 و2025، حيث توفي أكثر من خمسين سجينًا سياسيًا بسبب الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز السيئة.
يعود ذلك إلى عدة عوامل رئيسية تتعلق بسياسات النظام التي تركز على القمع والتنكيل بالمعتقلين.
- تتسم ظروف الاحتجاز في السجون المصرية بالرعب وسوء النظافة والتكدس الشديد والافتقار للرعاية الصحية المناسبة.
- الإهمال الطبي المتعمد هو السبب الرئيسي ليزيد من معدلات الوفاة، حيث ترفض إدارة السجون نقل المرضى للمستشفيات أو تقديم علاج طبي فعال.
- سياسة القمع بفرض عقوبات شديدة على المحتجزين للضغط عليهم نفسياً وجسدياً، ما ساهم في تدهور صحتهم بشكل كبير.
ما الذي يسبب ارتفاع الوفيات داخل السجون؟
- الإهمال الطبي المتعمد: أثبتت تقارير منظمات حقوق الإنسان أن الوفيات غالبًا ما تنتج عن عدم تلقي الرعاية الصحية اللازمة، مثل توفير الدواء أو الفحوصات الطبية، رغم وجود أمراض مزمنة أو خطيرة لدى المعتقلين.
قالت منظمة “جوار” الحقوقية إن وفاة المعتقل سعد السيد الذي توفي في سجن برج العرب نتيجة الإهمال الطبي المتعمد تعكس سياسة ممنهجة لتنكيل السجناء.
أصدرت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان بيانًا حول وفاة عبد السلام صدومة في بداية 2025 بعد معاناة مع مرض السرطان ضمن ظروف حبس قاسية تعكس التدهور الصحي داخل السجون.
- ظروف احتجاز غير آدمية: السجون مكتظة بشكل مفرط، مع نقص التهوية والسكن في غرف ضيقة، ما يساهم في تفاقم الأمراض وانتقال الفيروسات والأوبئة بسهولة.
ناشطون سياسيون مثل هشام رؤوف ونقابيون حقوقيون أكدوا أن النظام يرفض اتخاذ أي خطوات لتحسين الرعاية الطبية في السجون، وهو ما تسبب في وفيات متكررة خلال السنوات الماضية.
- التعذيب وسوء المعاملة: تعرّض العديد من المعتقلين للتعذيب الجسدي والنفسي مما يضعف المناعة ويؤثر على حالتهم الصحية.
- سياسات العقاب والتجاهل: النظام المصري يستخدم الإهمال كأداة عقابية ضد السجناء السياسيين، حيث ثبت أن هناك تجهيلًا متعمّدًا لحجم معاناة المعتقلين وحرمانهم من أدنى حقوقهم.
منظمات حقوقية دولية كهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية دعت الحكومات الغربية لمواجهة النظام المصري على هذه الانتهاكات وحثت على فتح تحقيقات دولية في ممارسات السجون.
تفاصيل أسماء وأحداث آخر خمس حالات وفاة داخل سجون مصر:
- متولي أبو المجد سليمان محمد (57 سنة) – 16 يناير 2025: توفي في سجن جمصة نتيجة الإهمال الطبي وسوء ظروف الاحتجاز.
- أحمد محمد جبر (43 سنة) – 19 يناير 2025: توفي في المستشفى الجامعي بالإسكندرية بعد تدهور حالته الصحية بسبب ظروف الاحتجاز القاسية والإهمال الطبي.
- هشام الحداد – 1 فبراير 2025: اعتقل في مارس 2023، توفي داخل سجن العاشر من رمضان بعد تعرضه لإهمال طبي متعمد رغم المطالبات المتكررة بالإفراج عنه.
- عدلي عبد النافع عبد الباقي – فبراير 2025: توفي بسبب الإهمال الطبي في السجن، تفاصيل وفاته تعكس استمرار التجاهل لحالات المرض.
- خالد أحمد مصطفى – فبراير 2025: ثالث المعتقلين الذين توفوا خلال فبراير 2025 نتيجة الإهمال الطبي وغياب الرعاية الصحية المناسبة.
تأريخ وكمية الوفيات في السنوات الأخيرة
- 2021 سجلت 60 حالة وفاة في السجون بسبب الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز السيئة.
- 2022 شهدت وفاة 52 معتقلاً.
- 2023 رصدت 32 حالة وفاة بين السجناء السياسيين.
- 2024 أكثر من خمسين حالة وفاة.
هذه الأرقام تؤكد أن ملف وفيات المعتقلين في سجون مصر يتفاقم عامًا بعد عام، لا سيما تحت حكم السيسي.
هذا التقرير يوضح أن نظام الانقلاب المصري الحالي ينتهج سياسة ممنهجة من الإهمال الطبي والتنكيل في السجون، ويثبت أن ارتفاع أعداد الوفيات داخل السجون في الأيام الأخيرة ليس فقط نتاجًا للظروف العامة، بل سياسة متعمدة تستهدف القضاء على أصوات المعارضين والمحتجين داخليًا، كما يؤكد على ضرورة مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بفتح تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين
*مطالب بمحاكمة إسرائيل بعد دعوتها لقتل شيخ الأزهر
طالب وكيل وزارة الأوقاف الأسبق في مصر سعد الفقي بمقاضاة إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية على دعوة وسائل إعلامها لقتل شيخ الأزهر أحمد الطيب.
وأدان الفقي شدة الهجوم الإعلامي الصهيوني على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ووصفه بأنه “سفالة وقلة أدب”، مؤكدًا أن هذا السلوك ليس غريبًا على إعلام دولة تمارس الإبادة الجماعية وتستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، وتهدم المساجد والكنائس على رؤوس المصلين.
وأكد الفقي أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي تبقى وصمة عار على جبين كل من يتقاعس أو يصمت تجاهها، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية شنّت هجومًا مباشرًا على الأزهر وشيخه، بل وصل الأمر إلى الدعوة لتصفيته ردًا على إدانة الأزهر للجرائم الإسرائيلية في غزة.
واعتبر الفقي أن هذه التصريحات تمثل جريمة كاملة الأركان، ودعا الحكومات العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات القانونية عبر تقديم مذكرة رسمية لمحكمة العدل الدولية. كما طالب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتحرك وإصدار مذكرات احتجاج لوقف “العنجهية والتطاول” على رمزية شيخ الأزهر.
وأشار الفقي إلى وجود صلة بين التظاهرات التي نظمها الإخوان المسلمون أمام السفارة المصرية وبين هذه التصريحات المشبوهة، معتبرًا أنه كان الأولى بهم التظاهر أمام المؤسسات الإسرائيلية بدلًا من ذلك، مما يخالف المنطق والعقل. واختتم مطالبته بأن تتحرك وزارة الخارجية المصرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الإعلام الصهيوني.
وشنت وسائل إعلام إسرائيلية هجوما مباشرا على الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر أحمد الطيب، داعية إلى تصفيته وذلك ردا على إدانة الأزهر لجرائم إسرائيل المتواصلة في قطاع غزة.
* وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في تل أبيب
أثارت مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، موجة تفاعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذا عبر مدونون عن تعجبهم من التظاهر ضد مصر بدلا من إسرائيل التي تخوض الحرب على قطاع غزة.
ونظم عدد من فلسطيني الداخل الإسرائيلى، وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في تل أبيب، تحت شعارات دعم غزة بداعي غلق مصر معبر رفح والمشاركة في حصار القطاع، وهو ما نفته القاهرة في أكثر من مناسبة.
وكان على رأس المتظاهرين شخصيات معروفة مثل كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية، ورائد صلاح، رئيس الحركة المحظورة.
وعلق مدونون مصريون وفلسطينيون على المظاهرة وأبدو تعجبهم من الاحتجاج على الموقف المصري بدلا من مطالبة إسرائيل بوقف عدوانها على غزة وفك الحصار، حيث تغلق إسرائيل جميع المعابر مع غزة وتعرقل دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم.
وعلق أحد المدونين قائلا: “مفيش مظاهرة بدون تصريح، أخدوا التصريح من بن غفير اللي بيدعو لإبادة غزة“.
وقال مدون فلسطيني: “أنا صار عندي Erorr ومش قادر أستوعب! إنه كيف يعني تكون بتل أبيب وتتظاهر ضد مصر؟ كيف زبطت معك؟ وللي ما بيعرف.. هالمظاهرة مرخصة! يعني لازم لحتى تطلعها قدام السفارة المصرية، إنك تكون مقدم للداخلية الإسرائيلية وتشرحلهم الأسباب..”.
وواصل: “يعني أنت رحت للداخلية الإسرائيلية اللي بيقودها بن غفير الداعي لإبادة غزة وتطهيرها بمن فيها، لتأخذ منه ترخيص تهاجم مصر!! هذا شيء يفوق قدرتي على الاستيعاب، يفوق قدرتي على الفهم! أنتم انذال.. خونة وضيعين…”.
فيما علق آخر قائلا: “جماعة الإخوان نازلين يتظاهروا ضد مصر أمام السفارة المصرية في تل أبيب بالسبحة ورافعين علم الكيان وبيهتفوا الله أكبر ولله الحمد.. ضحكتونا“.
وأضاف آخر في تعليق على مشاركة كمال الخطيب في التظاهر: “مشاركة في مظاهرة ضد مصر في تل أبيب، طب ازاي مفروض على الأقل تكملوا سكات، من يوم 7 أكتوبر ساكتين وجايين دلوقتي تتكلموا، من باب أولى تتظاهر ضد إسرائيل، مين بيفكر للناس دي؟“
وعلق مصطفى بكري المقرب من النظام المصري، على المظاهرة قائلا إن “الشعب الفلسطيني برئ من مجموعة الخونة الإخوان الذين نظموا مظاهره في تل أبيب لمحاصرة السفارة المصرية، وبعضهم كان يرفع العلم الإسرائيلي“.
وتابع: “قبل أن تتهمونا بالخيانة عليكم أن تتبرأوا من الجنسية الإسرائيلية التي تحملونها. مصر أشرف من هذه الأبواق النتنه والمسمومة، والتي تحركها أياد صهيونية. نحن ندرك حقيقة المؤامره الإخوانية – الصهيونية، ولكن هل أصابكم الحول والعمى، بدلا من أن تذهبوا إلى مقر وزارة الحرب الإسرائيلية للمطالبة بوقف الإباده والتجويع، تذهبون إلى سفارة البلد الذي وقف مع الشعب الفلسطيني بكل شرف ونزاهة“.
وواصل مزاعمه وتطاوله: “أنتم قله عميلة، لن تدفعوا مصر إلى الكفر بالقضية الفلسطينية، لأن الشعب الفلسطيني شعب شريف وعظيم ويعرف مصر ودورها. أما انتم أيها المتصهينون فلا قيمة لكم، لأننا نعرف أن تمامكم عند نتنياهو“.
فيما عقب أحمد موسى المقرب من نظام السيسي قائلا: “ما هذه الوقاحة والخيانة؟…. نظموا هذه التظاهرة بعد التنسيق مع الكيان الصهيوني والحصول من المجرم بن غفير على تصريح للقيام بهذه التمثيلية السخيفة لتبرئة إسرائيل من جرائمها في غزة سواء القتل والحصار والتجويع “.
وتقول الحكومة المصرية إنها تتعرض لـ”حملة تشويه ممنهجة” للنيل من الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، وتحدث رئيس الحكومة مصطفى مدبولي ووزارة الخارجية حول هذا الأمر.
وقال مدبولي، في مؤتمر صحفي أمس، إن مصر لم تتوان يوما واحدا عن إدخال المساعدات الغذائية لأهالي قطاع غزة، فيما استنكرت وزارة لخارجية في بيان، “الاتهامات غير المبررة بأن مصر ساهمت أو تساهم في الحصار المفروض على قطاع غزة من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية“.
وأكدت الوزارة أن هذه الاتهامات “سطحية وغير منطقية، وتتناقض في محتواها مع الموقف بل ومع المصالح المصرية”، مشيرة إلى “إدراكها الكامل لوقوف بعض التنظيمات والجهات الخبيثة وراء تلك الدعاية المغرضة“.
واليوم، عقبت وزارة الخارجية على التظاهرات أمام عدد من السفارات المصرية، مؤكدة أنها لا تدعم القضية الفلسطينية، بل “على العكس تماما.. تصب في مصلحة الاحتلال الاسرائيلي وتقدم له هدية مجانية، وتجحف بالدور المصري التاريخي“.
وذكرت الوزارة أن هذا المظاهرات “تساهم ذلك في تشتيت الرأي العام الدولي والعربي عن المسؤول الحقيقي عن الكارثة الإنسانية في القطاع، وتخفيف الضغوط الدولية المتصاعدة خلال الفترة الأخيرة للتوقف عن الانتهاكات الاسرائيلية السافرة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ويتسبب في تحويل الانتباه عن الجرائم التي يعاني منها الشعب الفلسطيني“.
وشددت على أن هذا التظاهر “يستهدف مصر باعتبارها الركيزة الأساسية الصامدة والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يلحق ضرارا بالغا بالكفاح الفلسطيني لنيل استقلاله ويخلق فرقة بين الشعوب العربية، بما يصب في صالح إسرائيل“.
* بعد لقاء بولس حفتر ترسيخ الاعتراف بالمنقلبين في ليبيا وإشارات لدور للقاهرة في أحداث طرابلس
دعت شخصيات وطنية في طرابلس الغرب إلى استقبال مسعد بولس مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمظاهرات والاحتجاجات بسبب الدور الأمريكي الخبيث في ليبيا بعدما التقى رئيس الانقلاب العسكري المهزوم وقائد الشق الشرقي من ليبيا خليفة بلقاسم حفتر مع تجدد الحديث عن وجود مليشيات تابعة لحفتر في طرابلس على المستويين العسكري والسياسي.
وقال د.ناجي ابراهيم، وهو من الشخصيات الوطنية بالغرب، في مقال بعنوان “ماذا سيعطينا بولس؟”: ” من المفروض أن تقابل هذه الزيارة (مسعد بولس) بمظاهرات مليونية تملأ الشوارع والميادين وتغلق الشوارع رفضاً لها وتنديدا بالتدخل الأمريكي في الشأن الليبي والمطالبة برفع الهيمنة الأمريكية وتجريمها والدعوة لإنهاء جميع أشكال التدخل وإعادة القرار للشعب الليبي وإذا لم يحدث ذلك فسنشهد سفورا لم نعهده من قبل في علاقاتنا مع الخارج وستفتح أبوابا كانت مغلقة قد تضرب النسيج والقيم وحتى العقيدة لن نستطيع سدها“.
وأوضح أن “بولس جاء ليأخد ولم يأتِ ليعطي وهذه سيرة وسياسة وسلوك أمريكيا وجبَلة المستعمرين..”.
دور القاهرة
وفي توقيت بالغ الحساسية، استقبل خليفة حفتر، في مقره ببنغازي، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشئون أفريقيا وسط تسريبات غير مؤكده عن تزامن وحضور وفود سودانية للقاء مسعد بولس، يمثلون جانب تحالف تأسيس الدوله الموازية .
وبالتزامن كشفت تقارير عن وجود مناديب لشركات مصرية في مدينتي الضعين ونيالا ، يبحثون فرص الاستثمار في النفط والمعادن والمحاصيل الخام والعبور الحدودي!
وضمن جولته زار بولس القاهرة وانطلق منها إلى شرق ليبيا ثم طرابس، وسط اتهامات من نشطاء وفاعلين في طرابلس لإحدى أكبر التشكيلات المسلحة – التي تحوّلت لاحقًا إلى جهاز أمني رسمي – بأنها الأداة التنفيذية الأساسية للمخابرات المصرية في العاصمة، وأن ما جرى من توترات واقتحامات وفوضى أمنية مؤخرًا، خاصة بعد إسقاط الجهاز الآخر الذي كانت مصر تعوّل عليه أيضًا، هو جزء من خطة مدروسة لتفكيك الحكومة وتعبيد الطريق أمام تحالف موالٍ للقاهرة.
وذلك بعد أن أعادت القاهرة استقبال خليفة حفتر قبل أسبوعين وخلال السنوات الماضية، دعمت وما زالت مباشرة شخصيات عسكرية، في ترسيخ سلطة عسكرية في شرق ليبيا يقودها حفتر، وبسطت نفوذها الاستخباراتي والسياسي في تلك المنطقة.
واستقرار الوضع لحفتر في شرق ليبيا أغرى الأجهزة المصرية في ليبيا بـ”تكرار التجربة في الغرب الليبي، وخاصة في العاصمة طرابلس، مركز الحكومة المعترف بها دوليًا، بعد هزيمة مني بها حفتر وحلفاؤه في القاهرة وأبوظبي.
وقال ليبيون إن رئيس حكومة الوفاق الوطني عبد الحميد الدبيبة وصلت له تفاصيل بهذا المخطط من داعميه من المجتمع الدولي، عندها وجّه ضربة استباقية أطاحت بالعميل الأول للمخابرات المصرية، وهو ما أدى إلى تفكيك جهاز دعم الاستقرار.
لكن بقي العميل الثاني وجهازه، الذي تردد أنه كان ينوي اعتقال الدبيبة أو اغتياله عند أول محاولة له للسفر عبر المطار الذي يسيطر عليه ذلك الجهاز.
و لعل هذا يفسر سبب نقل الرحلات الرسمية والخاصة، وحتى رحلات الإسعاف، إلى مطار طرابلس الدولي، الذي لا يزال تحت سيطرة الدولة ويُعدّ أكثر أمانًا.
وقالت تقارير إن الأخطر أن جهاز الأمن الداخلي في عهد رئيسه السابق، وكذلك جهاز المخابرات العامة، كانا يعلمان بتحركات المخابرات المصرية داخل ليبيا، بل إن اتصالات المخابرات المصرية مع قادة الجهازين الأمنيين المتهمين كانت علنية تقريبًا، في تحدٍ واضح للدولة.
غرفة عمليات
وأعلنت السفارة المصرية قبل نحو شهر إنشاء غرفة عمليات داخل السفارة لمتابعة الأحداث التي وصلت إلى فوضى منظمة وتحالفات مسلحة، استغلته الأجهزة الأمنية الموجودة في السفارة لاستغلال حرية التظاهر لخلق فوضى، حيث “تعتمد المرحلة الأولى على استغلال المساحات الديمقراطية المتاحة في الغرب الليبي، كحرية الرأي والتظاهر، لدفع الجماهير إلى الاحتجاج تحت شعارات تطالب بإصلاحات مشروعة، بينما الهدف الخفي هو نشر الفوضى، وإضعاف الشرعية، وخلق ذريعة لتدخل مسلح داخلي” بحسب تقارير.
اما الجزء الثاني فهو تشكيل تحالفات أمنية ومليشياوية للإطاحة بالحكومة، وهو تحالف خفي بين بعض القوى المسلحة في طرابلس، وتحديدًا قوتين بارزتين أصبحتا تنازعان الدولة سلطتها وتمتلكان القدرة العسكرية لتنفيذ المخطط المصري بالسيطرة على مؤسسات الدولة، وخاصة مقر رئاسة الحكومة، مع نية واضحة لاعتقال أو تصفية رموز في مجلس الوزراء أو ضباط رفيعي المستوى وأمنيين وسياسيين، في مشهد يذكرنا بحروب العصابات وأساليب المافيا.
مباركة حفتر
وتشير التقارير إلى أن المخابرات المصرية قدمت ضمانات لزعيمي القوتين المشاركتين في هذا المخطط، بضمان عدم تدخل خليفة حفتر أو استغلاله للوضع لصالحه، ووعد بتوحيد القوى المسلحة المتحالفة في كيان سياسي وعسكري واحد يحكم ليبيا، يكون فيه زعيمَا القوتين المتحالفتين شريكين لحفتر في السلطة، مع حصولهم على مناصب رفيعة في “الحكومة الموحدة”.
أما زيارة مسعد بولس فيبدو أنها لتقديم تسهيل دولي وإعلامي لتمرير ما يحدث كحراك شعبي مشروع أو تغيير داخلي منظم، لذلك رصد ليبيون أنه رغم الخلافات الظاهرة بين حفتر وبعض الأطراف في الغرب، لم يصدر عنه أي موقف عدائي تجاه ما حدث في طرابلس، مما يعزز فرضية وجود تنسيق ضمني بينه وبين المشروع المصري.
حرب الظل
وقالت تقارير إنه إذا كانت هناك نية لإجراء استحقاق انتخابي، فقد تكون هذه الاغتيالات محاولة لـ “ترتيب الساحة” لصالح طرف ما، وأن المواجهات المباشرة في السابق تحشد المزيد حيث تركز القبائل على الأطراف جميعها في حين أن الطرق الملتوية تمثل حرب الظل حيث اغتيالات بلا أدلة واضحة، وهي أقل كلفة من الحروب التقليدية، وأكثر تأثيراً في زعزعة الاستقرار، كما أن رعاية الأطراف الخارجية لها تكون مأمونة العواقب لهم.
واقع يلبي رغبات بولس
الدكتور ناجي ابراهيم في مقاله قال إنه بزيارة المستشار الأمريكي مسعد بولس إلى شرق البلاد وغربها ، يكون قد نال كل ما طلبه دون عناء إلا أن التحليل يقول بولس جاء ليجني ثمار زرعتها أمريكيا بقيادتها للناتو في حربها على ليبيا عام 2011 ، والواقع ممهد تماما وجاهز ليأخد كل شيء دون أن يعطي بعضا من شيء ربما وعود لبعض الأطراف أنها ستحصل على دعم لبقائها في السلطة أو غض الطرف عن فسادها وحماية أموالها المنهوبة، وإسكات القضاء الدولي ومنعه مؤقتا على الأقل من فتح بعض الملفات المتعلقة بالفساد والإرهاب وانتهاكات قالت عنها منظمات حقوقية إنها جسيمة لحقوق الإنسان قام بارتكابها أطراف في نظام فبراير الحاليين والسابقين.
وأضاف “بولس سيعطينا مواعظ عن توحيد المؤسسات ، وكلام عن الديمقراطية وأهمية الذهاب للانتخابات ، وضرورات التوافق على قاعدة دستورية كأساس تقوم عليه عملية سياسية تنال دعم المجتمع الدولي ، سيعطينا (حكي) وسيأخد وعودا بتحقيق المصلحة الأمريكية ” مؤكدا أن أمريكا لم تسع يوما “عبر تاريخها القصير الذي عرفناه بعد الحرب العالمية الثانية وتراجع دور اوربا لمصلحة غير المصلحة الأمريكية التي تأخذ ولا تعطي وبكل السبل الممكنة سلما وحربا عبر سياستها الخشنة والناعمة ولا ترى العالم الا غنيمة وجب الاستيلاء عليه وسلب مقدرات شعوبه“.
وأضاف، “أربع عشرة سنة من التدخل الأمريكي في الشأن الليبي كانت كافية لفهم المشروع الغربي الأمبريالي وغايته وأهدافه ، رغم معسول الكلام في بعض الأحيان الذي يفعل مفعول السحر لبعض العقول الغضة وبعض الأشخاص الذين تدفعهم مصالحهم الخاصة والشخصية إلى تصديق وعود لم تتحقق لشعوب اخرى وقعت في فخ الهيمنة والتبعية للغرب الأستعماري“.
وتابع: “ماذا جنيت هذه الشعوب غير الضعف والفشل وتراكم المشكلات والفوضى الأمنية الممنهجة ، وانتشار الجريمة ، وتعميم الفساد بمباركة من الخارج ؟.. نحن في بلادنا أُدخلنا في نفس الحظيرة التي وضع فيها الذين سبقونا ولم يخرجوا منها ، جميع محاولاتهم للخروج باءت بالفشل بفعل الوصفات الخارجية والتي لن تقود الا إلى مزيد من التردي والفشل“.
*تكرار استغاثات المنصوب عليهم بالعاصمة الإدارية
في الآونة الأخيرة، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار المحلية بشكاوى واستغاثات عشرات المواطنين المصريين الذين تعرضوا لعمليات نصب واحتيال في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تُعد “مشروع السيسي الأضخم”.
ورغم أن هذه المنطقة تقع تحت إشراف مباشر من رئاسة الانقلاب، وتتبع جهات سيادية، فإن عددًا متزايدًا من المواطنين باتوا يشكون من ضياع أموالهم بعد توقيع عقود شراء وحدات سكنية وإدارية من شركات تبين لاحقًا أنها وهمية أو غير مرخصة.
أحد هؤلاء الضحايا، ويدعى محمد صابر، تحدث في فيديو متداول قائلاً: “دفعت 800 ألف جنيه كمقدم لحجز وحدة تجارية، وبعد أشهر اكتشفت أن الشركة قفلت أبوابها، والمسؤولون اختفوا!” حالات مشابهة ظهرت في تقارير صحفية في مايو ويونيو 2025، منها ما نشره موقع مدى مصر والمنصة، حول تورط ما لا يقل عن 12 شركة تعمل داخل العاصمة الإدارية في وقائع نصب واحتيال موثقة.
لماذا تتكرر حالات النصب في قلب المشروع الرئاسي؟
رغم أن العاصمة الإدارية الجديدة تعتبر من أكثر المشاريع المركزية في عهد قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، وتخضع لرقابة الأجهزة السيادية على رأسها جهاز الخدمة الوطنية وهيئة المجتمعات العمرانية إلا أن حالات النصب تتكرر بوتيرة مقلقة.
ويعزو مراقبون هذا الخلل إلى غياب الشفافية في آليات منح التراخيص للشركات العقارية، وتواطؤ بعض المسؤولين، فضلًا عن ضعف الرقابة القضائية والإعلامية.
الخبير العقاري الدكتور أحمد البرعي أشار في تصريح له لموقع العربي الجديد (20 يوليو 2025) إلى أن “ما يحدث هو فوضى مقنّعة؛ شركات تحصل على تراخيص دون التزام فعلي بالبناء أو الجدية، وفي ظل غياب المساءلة، المواطن هو الضحية الوحيد“.
المواطن.. الضحية الدائمة
المواطن المصري يجد نفسه محاصرًا بين أزمات اقتصادية طاحنة وانعدام الثقة في مؤسسات الدولة، ومع انهيار العملة المحلية ووصول التضخم إلى 36.8% بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في يونيو 2025، يسعى المواطنون للاستثمار في العقارات كملاذ آمن، خصوصًا في مشاريع العاصمة الإدارية التي تروج لها الدولة باستمرار باعتبارها “مستقبل مصر“.
لكن بدلًا من الأمان، يجد المواطن نفسه في دوامة من الخداع، وسط غياب واضح لأي تعويضات أو محاسبة للمتورطين.
ويؤكد الناشط الحقوقي نجاد البرعي أن “فساد قطاع العقارات في العاصمة ليس صدفة، بل نتيجة مباشرة لمنظومة تسير بلا رقابة حقيقية، حيث الفساد يضرب جذور كل المؤسسات“.
فساد المسؤولين
الأمر الأخطر أن كثيرًا من هذه الشركات المتهمة بالنصب تحظى بتسهيلات من بعض الجهات الرسمية، وتساءل الكاتب الصحفي وائل قنديل في مقال له نشرته “العربي الجديد” في 28 يوليو 2025: “كيف تدخل شركات مجهولة الهوية أو سجلها التجاري منتهي منذ سنوات إلى منطقة يفترض أنها تخضع لإدارة عسكرية مشددة؟ من يسهّل لها الدخول والترويج والبيع؟“
الجواب، كما يراه كثير من المراقبين، يكمن في شبكة من الفساد الإداري والمحسوبيات، حيث تُمنح الفرص والأراضي والتراخيص لأسماء بعينها مرتبطة بمصالح النظام، بينما يتم تجاهل تحذيرات المؤسسات الرقابية أو الشكاوى المتكررة من المواطنين.
وفي الوقت الذي تعاني فيه أسر مصرية من ضياع تحويش عمرها، يظهر قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في وسائل الإعلام ليتحدث عن “العاصمة الإدارية كرمز لمصر الجديدة”، كما صرح في كلمته خلال افتتاح مشروع الحي الحكومي يوم 3 يونيو 2025.
وواصل السيسي التأكيد أن “ما تحقق في العاصمة إنجاز غير مسبوق”، متجاهلًا التقارير والتحقيقات التي تتحدث عن عمليات نصب واسعة في قلب هذا المشروع.
ويقول الباحث الاقتصادي مصطفى شاهين إن “السيسي لا يستطيع الاعتراف بوجود خلل في مشروع يعتبره تتويجًا لحكمه، ولهذا يتم تجاهل أصوات الضحايا، وتُدفن البلاغات في الأدراج، بينما الإعلام الرسمي يتحدث عن نسب الإشغال الوهمية“.
وفي ظل هذا الواقع، يطالب العديد من الحقوقيين والسياسيين بفتح تحقيق مستقل في هذه الوقائع، حيث دعا المحامي خالد علي في منشور له بتاريخ 27 يوليو 2025 على صفحته الرسمية إلى “إنشاء لجنة مستقلة من القضاة والرقابة الإدارية للتحقيق في وقائع النصب، وتعويض المتضررين من صندوق حكومي واضح المصدر“.
لكن حتى اللحظة، لا يوجد أي تحرك رسمي جاد، باستثناء بلاغات فردية تقدم بها مواطنون، وغالبًا ما تُقابل بعدم الاهتمام أو التمييع القانوني.
مشروع السيسي يتحول إلى كابوس للطبقة الوسطى
ما يحدث في العاصمة الإدارية لا يمكن فصله عن نمط الحكم العسكري القائم منذ 2013، حيث تُدار المشاريع الكبرى بمعزل عن الرقابة الشعبية أو البرلمانية، ويُروّج لها باعتبارها “منجزات وطنية”، بينما تخفي خلفها شبكة فساد وإهدار للمال العام، وضحايا من المواطنين الباحثين عن أمل وسط الانهيار الاقتصادي.
وفي النهاية.. من سيحمي المصريين من فساد الدولة نفسها؟
*ديون السيسي تُجهِز على ما تبقى من جيوب المصريين: 85 مليار جنيه إضافية لسداد فوائد القروض
في خطوة تعكس عمق الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد المصري تحت حكم السفيه عبد الفتاح السيسي، أقر المنقلب قانونًا جديدًا بفتح اعتماد إضافي قيمته 85 مليار جنيه في الموازنة العامة، ليس لبناء مدارس أو مستشفيات، بل لسداد فوائد الديون المتراكمة، في ظل تهاوي قيمة الجنيه وارتفاع جنوني في أسعار الفائدة.
هذه الخطوة، التي تأتي في وقت يعاني فيه المواطن المصري من موجات غلاء متتالية، تمثل امتدادًا لنهج تحميل الشعب فاتورة فشل السلطة في إدارة موارد الدولة. فبدلًا من أن تُوجه الميزانية لتحسين الخدمات أو دعم الفئات الفقيرة، يتم تخصيص أكثر من نصف المصروفات لسداد فوائد ديون تم اقتراضها في الأساس لمشاريع استعراضية غير إنتاجية، مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، بينما تنهار الخدمات الأساسية في باقي أنحاء البلاد.
القانون، الذي يحمل رقم 158 لسنة 2025، يعكس حجم الفجوة المتزايدة بين التقديرات الحكومية والواقع الاقتصادي، بعدما ارتفع متوسط سعر الدولار من 45 إلى نحو 50 جنيهًا، ما تسبب في قفزة مرعبة في تكلفة خدمة الدين الحكومي، وزاد من معاناة المالية العامة المنهكة.
وبحسب تقارير رسمية، فقد بلغ عجز الموازنة المتوقعة للعام المقبل 1.45 تريليون جنيه، بخلاف أقساط الدين، فيما قفزت فوائد القروض وحدها إلى أكثر من 2.29 تريليون جنيه، أي ما يتجاوز نصف الإنفاق العام، مما يجعل الدولة تعمل بالأساس فقط لسداد القروض، بينما يُترك المواطن فريسة للضرائب والغلاء وانهيار الجنيه.
ووسط هذا النزيف المالي، تواصل الحكومة البحث عن حلول ترقيعية عبر إصدار صكوك وسندات دولية جديدة، لتعيد تدوير الدين الخارجي، من قصير الأجل إلى متوسط وطويل الأجل، في محاولة لتأجيل الانفجار المالي، لا لمنعه.
قراءة في الخلفية:
ما يحدث ليس سوى ثمرة طبيعية لنظام قائم على الاستدانة والتوسع في مشروعات غير مدروسة اقتصاديًا، مع غياب كامل للمحاسبة أو الرؤية الإنتاجية. وتحولت موازنات مصر إلى سجلات حسابات فوائد وأقساط، بينما المواطن يدفع الثمن ضرائب وغلاء وانهيار في قدرته الشرائية.
وبدلًا من محاسبة هذا النظام على خياراته الكارثية، تستمر السلطة في تجاهل الدستور والقانون، وتُمرر الاعتمادات الطارئة بقرارات فوقية، لتغطية فشلها المزمن، بينما تُخدّر الناس بخطابات فارغة عن “الجمهورية الجديدة”.
خلاصة المشهد: دولة تسير بلا بوصلة اقتصادية، وشعب يُرهَق بالضرائب والديون التي لم يستفد منها، بينما تُستنزف الموارد في مشاريع لا تمس احتياجاته الحقيقية، في ظل نظام يحمّل الشعب وحده فاتورة الانهيار.
*وفاة وإصابات في حفل محمد رمضان بالساحل الشمالي بسبب انفجار ألعاب نارية
شهد حفل الفنان المصري محمد رمضان، الذي أُقيم مساء الخميس في الساحل الشمالي، حادثًا مأساويًا بعد انفجار ألعاب نارية وسقوطها على الحضور، ما أدى إلى إصابة 4 من أفراد الأمن الخاص واشتعال النيران في أجسادهم، ووفاة أحدهم لاحقًا متأثرًا بإصابته.
ووفق شهود عيان، فإن الحادث وقع أثناء إطلاق مؤثرات نارية ضمن فقرات الحفل، إلا أن خللاً ما أدى إلى سقوط الألعاب النارية مباشرة على الأرض، وامتدت النيران إلى عناصر الأمن المكلفين بتأمين الحفل.
وعقب الحادث، أوقف محمد رمضان الحفل فورًا، وطلب من الجمهور الانصراف بهدوء تفاديًا لحالات التدافع والذعر، كما وجّه نداء عاجلًا للإسعاف لنقل المصابين إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج.
وبحسب المصادر الطبية، تم نقل المصابين إلى المستشفى وهم يعانون من حروق بدرجات متفاوتة، فيما تم إعلان وفاة أحدهم نتيجة إصابته البالغة.
ولم تصدر الجهات الرسمية حتى الآن بيانًا حول تفاصيل الحادث أو المسؤولية عن الخلل الفني الذي أدى إلى سقوط الألعاب النارية على الجمهور.
ويُعد هذا الحادث هو الأخطر ضمن الحفلات الصيفية التي تُقام في الساحل الشمالي هذا العام، ويُتوقع أن يُفتح تحقيق رسمي حول معايير السلامة في تنظيم مثل هذه الفعاليات الجماهيرية.
*قرار نهائي يلغي الحج البري من مصر بدءًا من موسم 2026 ويصدم الفقراء
أعلن عضو اتحاد غرف السياحة، باسل عنبي، أن المملكة العربية السعودية قررت رسميًا إلغاء رحلات الحج البرية القادمة من مصر بدءًا من موسم حج 2026، في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا وأثقلت كاهل الراغبين في أداء فريضة الحج بتكاليف منخفضة.
القرار لا يخص مصر فقط.. ويشمل جميع الرحلات البرية من دول الجوار
وأوضح عنبي في تصريحاته أن القرار السعودي ليس موجهًا ضد الحجاج المصريين تحديدًا، بل يأتي ضمن استراتيجية أوسع تطال كافة الوفود القادمة برًا من الدول المجاورة، مثل الأردن، السودان، والعراق. وتهدف المملكة من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز سيطرتها الكاملة على حركة الحشود وتنظيمها بما يتماشى مع خططها لتأمين موسم الحج وتقديم خدمات موحدة وعالية الجودة للحجاج من مختلف أنحاء العالم.
حظر على الحافلات الأجنبية: وسائل النقل داخل المملكة حصرية للسعودية
بحسب التفاصيل المعلنة، فإن السلطات السعودية تعتزم الاعتماد بشكل كامل على وسائل النقل التي تديرها جهات داخل المملكة، والاستغناء عن الحافلات البرية القادمة من الخارج، سواء كانت تابعة لشركات سياحة أجنبية أو خاصة، ما يعني إنهاء حقبة طويلة من الاعتماد على الحافلات المصرية التي كانت تمثل الخيار الاقتصادي الأمثل لآلاف الحجاج سنويًا.
الضربة الأكبر للفقراء.. من ينقذ حلم الحج البسيط؟
يمثل الحج البري أحد أهم الوسائل الاقتصادية التي اعتمد عليها آلاف المصريين سنويًا، لا سيما من أبناء محافظات الصعيد والدلتا، الذين كانوا يلجأون إليه كبديل ميسّر عن أسعار تذاكر الطيران المرتفعة. ومع إلغاء هذا الخيار، يواجه هؤلاء خطر عدم القدرة على تحمل تكاليف الرحلات الجوية أو البرامج السياحية الأعلى تكلفة، ما قد يحرم شريحة كبيرة من المواطنين من تحقيق حلم أداء الفريضة الخامسة من أركان الإسلام.
كما أشار عنبي إلى أن السعودية ستعلن رسميًا خلال الأيام المقبلة تفاصيل الضوابط الجديدة لموسم الحج 2026، والتي من المتوقع أن تتضمن اشتراطات جديدة لشركات السياحة، إضافة إلى تحديثات شاملة تخص الإقامة والتنقل وخطط تفويج الحجاج.