رابعة رابعة

y444رابعة رابعة

نداء كان ينادى به سائقو الميكروباص ومساعدوهم أو ما يعرف فى مصر بالتباعين حين يريدون جلب زبائنهم لركوب سيارتهم المتجهة إلى منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر

على الجانب الأخر كان الركاب يشيرون بأربع أصابع ليعرفوا ما إذا كان السائق متجها إلى رابعة أم لا

لم يكن يدرى هذا أو ذاك أن هذا النداء أو تلك الإشارة ستصبح ذات يوم رمزا ونداءا للصمود والعزة والكرامة لم يكن يدرى هؤلاء أن هذا الشعار أو هذا النداء سيؤرق مضاجع العتاة والظالمين والمرجفين.

نعم يا سادة إنها رابعة العزة رابعة الكرامة رابعة الكرامة رابعة العزة رابعة الأحرار ماذا تعنى رابعة؟ سؤال يتكرر وسيظل يتكرر يوما بعد يوم طالما وجد أحرار يصارعون الطغاة

رابعة تعنى الملجأ ملجأ الحائرين الذين يهتدون بهداها من ظلمات الغى والضلال إلى نور الرشاد والهداية هداية تجعلهم يعرفون الحق حقا ويتبعونه ويعرفون الباطل باطلا فيجتنبوه هداية يسيرون بها كأصحاء بين مرضى كمبصرين بين فاقدى البصر والبصيرة

يدخل أحدهم رابعة فيجد دفء الهداية ينير له السبيل فلا يكن إمعة إذا أحسن الناس أحسن وإذا أساءوا أساء ولكن يرى الأمور فيزنها بميزان الحق والرشاد فيرى باطن الأمور قبل ظواهرها فلا ينخدع بظاهر مزيف لا يسمن ولا يغنى من جوع

رابعة تعنى الثبات والصمود ثبات أهل الحق على حقهم وصمودهم أمام الظلم والطغيان هذا الثبات ليس أمرا هينا ولا سسهلا فلا يصحو الإنسان من نومه يجد نفسه ثابتا صامدا بل هى منة من الله عز وجل يمنها على من يشاء من عباده فضل يؤتيه الله من يشاء من خلقه

تجلى الثبات فى أبهى صوره فى صور التضحيات التى ضحى بها أهل رابعة بالنفس وما أدراك ما التضحية بالنفس إنها أغلى ما يملك الإنسان أغلى شىء يملكه الإنسان فإذا أنفق الإنسان هذه النفس وهذه الروح فى سبيل الله وفى سبيل دينه واعلاءا لدين الله كان الجزاء من جنس العمل فنال أعظم منزلة عند الله ألا وهى الشهادة وما أدراك ما الشهادة إنها المنزلة العظمى التى ينعم الله بها على أخص خلقه وصفوته من خلقه ليس لها جزاء الا الجنة فالجنة مثوى الشهداء بلا ريب ولا شك

تحية الى الشهداء بإذن الله الذين باعوا أنفسهم لله وفى سبيل الله لننعم نحن بالحياة الكريمة بعدهم تحية الى أسماء البلتاجى وعمار بديع وحبيبة أحمد عبد العزيز  وكل صادق وصادقة استشهدوا فى رابعة تحية إليهم جميعا فلم يولوا الأدبار وما هربوا من ساحة القتال رأوا الموت يقترب منهم فما وهنوا وما استكانوا بل قدموا أرواحهم ثمنا للجنة وريحها

كتب هؤلاء الشهداء بدمائهم تاريخ مصر من جديد كتبوا ملحمة جديدة من ملاحم الثبات والصمود قد لا تتكرر على مدار سنين قادمة

تحية إلى الآباء والأمهات الذين ربوا هؤلاء الشهداء على التضحية بالنفس مهما كانت الظروف والملابسات ربوا أبنائهم ألا يخافوا ولا يحزنوا بل يبشروا بالجنة إن شاء الله

هؤلاء الآباء والأمهات هم أيقونة الثورة الجديدة إن شاء الله لأنهم لم يهنوا ولم يستكنوا حين رآوا فلذات أكبادهم يقتلون ولا يستطيعون حتى أن يقروا أعينهم برؤيتهم وإلقاء النظرة الأخيرة عليهم بل ولا يستطيعون حتى الصلاة عليهم

وتراهم بعد استشهاد أبنائهم وبناتهم صامدين ثابتين سائرين على الطريق لا يضرهم القتل ولا التشريد ولا حتى فراق فلذات أكبادهم

تحية إلى البطل محمد بديع وإلى الرجل الشريف محمد البلتاجى وإلى أحمد عبد العزيز وإلى كل أب وأم وأخت وأخ فقد عزيز لديه

تحية الى الصامدين حتى الآن فى الميادين والساحات الذين يترجمون بحق قول رئيسهم المنتخب الشرعى:

(رجال لا يقبلون الضيم)

إنها رابعة العزة والصمود والكرامة التى علمت وتعلم وستظل تعلم العالم والدنيا حتى تطلع الشمس من مغربها.

إنها رابعة

y44

هاني حسبو

عن Admin

اترك تعليقاً