رقص ودماء على وثيقة الإستفتاء

eg demo4رقص ودماء على وثيقة الإستفتاء

أكتب هذه السطور ودماء الشهداء مازالت تجرى على أرض مصر. دماء الأبرياء ،دماء شباب طاهر رفض الذل والمهانة ،رفض أن يعيش ذليلا وآثر إما أن يعيش حرا أو أن يموت شهيدا.

تلك هى طبيعة الصراع فى مصر الآن الحياة بمهانة أو الموت برصاص العسكر.

منذ أيام قليلة شهدت مصر مسرحية هزلية عرفت باسم الإستفتاء على دستور وضعه ثلة من المجرمين وان كان وصف الإجرام فيه ظلم للإجرام نفسه.

كما كان يقال قديما(الكتاب بيبان من عنوانه)فكتابنا اليوم عنوانه عنوان مقالتنا. تخيل معى كتاب غلافه عليه صورة مقسمة إلى نصفين :النصف العلوى ترى نساء ورجال يرقصون بفرحة عارمة والنصف السفلى شباب طاهر سالت دماؤهم وفاضت روحهم إلى مالكها.

المشهد الأول:مشهد هؤلاء الذين اعتبروا توقيعهم على هذه الوثيقة المشئومة بمثابة نصر على الأعداء فى ظنهم. فراحوا يعبرون عن هذا النصر بالرقص على أغنية ساقطة يعدونها الأن قرآنهم الذى يتلونه ليل نهار.

أصبحت تسلم الأيادى الآن قرآنا يتلى على آذاننا وأسماعنا ليذكرك بجرائم الإنقلاب ومن عاون المجرمين على جرائمهم. لم يكتفى هؤلاء بسماع الأغنية فقط بل راحوا يرقصون ويؤدون صلواتهم على أنغامها ،يرددون كلماتها كأنها وردهم اليومى بل إن شئت قل هى أذكارهم صباحا ومساءا. حدثنى أحدهم أن ميثاق دخولك للجنة الإستفتاء وخروجك سليما منها أن تتلفظ بكلمة سر عند دخولك اللجنة فيسألك الواقف عند باب اللجنة:تسلم الأيادى؟فيرد صاحبنا أو صاحبتنا:تسلم.

إذن أن أردت صك الغفران أو أن تدخل الجنة بسلام فعليك بأحلى الكلام:تسلم الأيادى.

لذلك لا تتعجب إذا رأيت هذه المشاهد الخليعة لبنات أو سيدات بلغن من الكبر عتيا وهم الان على أعتاب الموت ينتظرن ملك الموت بين عشية وضحاها وهم يتراقصون كالسكارى فى قمة نشوة سكرهم.لا تتعجب إذا رأيت رجلا يراقص ابنته علانية فى قارعة الطريق وكأنه يعلمها دينها الذى يجب أن تسير عليه بعد موته.

تذكرت وأنا أشاهد هذه المشاهد قول النبى صلى الله عليه وسلم وهو يحكى لنا مشهدا من مشاهد أخر الزمان حينما تنقلب الأمور رأسا على عقب ويصبح الزنا فى الشوارع أمرا عاديا حتى من يرى رجلا يزنى بأمه فلا يتمعر وجهه ويقول له أمثلهم طريقة يومها”هلا واريتها”

نعم صدقت يا سيدى يا رسول الله وأنت تصف لنا حال هؤلاء .ينتقل المشهد بنا بعد ذلك لمن كنا نعتبرهم صفوة الخلق أصحاب اللحى والنقاب وهم يتباهون بإقرارهم لهذه الوثيقة الباطلة ونرى برهامهم وهو يتباهى بإصبعه الملوث بدماء الأبرياء ومن بعده نساء منتقبات يأخذن صورا تذكارية مع جنود الجيش يقفن بجواره وهن مبتسمات وكأنه من محارمحهن.

المشهد الثانى:شباب طاهر عزيز أبى رفض المهانة ونزل ليعبر عن عزته وعدم اعترافه بوثيقة الدم فما كان من مليشيا الإنقلاب والغدر إلا أن تتلقفهم برصاصهم الغادر.

هؤلاء هم وقود الحرية فإذا أردت ان تكون حرا فالحرية ليست مجانية ، الحرية يكون ثمنها نفيس ، ثمنها النفس والحياة.

غاب مشهد الشباب عن الإستفتاء ليرسلوا رسالة للمغيبين أن هذا ليس دستورنا وهذا ليس حلمنا بل هذا كابوس يوشك أن ينتهى حتى لو طال ليله.

فى المقابل وجدنا جيل النكسات والهزائم يتصدر طوابير الإستفتاء ليعلنوها بصراحة ان مصر تخطو خطواتها الكبيرة (إلى الوراء) فما اكتفى هؤلاء برضاهم بالذل والمهانة طوال السنين العجاف بل ظهروا ليعلنوا مرة أخرى أنههم سيقفوا حجر عثرة فى طريق حرية البلاد والعباد.

صدق من لخص المشهد بقوله”شعر أسود فى القبور وشعر أبيض فى الطابور”.

هاني حسبو

عن Admin

اترك تعليقاً